الحوار الاستراتيجي التركي الخليجي ومستقبل ا من منطقة الخليج سامية بيبرس مدي رة إدا رة حوار الحضا ارت الا مانة العامة لجامعة الدول العربية القاهرة تمهيد شرعت أنقرة مع بداية العقد الحالي في تطوير رؤيتها وسياستها على نحو يتواكب مع المستجدات في القرن الحادي والعشرين حيث بذلت جهودها لا رساء رؤيتها على أرضية صلبة يتم فيها توظيف موروثاتها التاريخية والجغ ارفية التوظيف الا مثل. ومع وصول حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الا سلامية إلى السلطة عام 2002 سعت أنقرة إلى تبني سياسة خارجية فعالة ترتكز على عدة مبادئ وهي: التوازن السليم بين الحرية والا من وتصفير المشكلات مع دول الجوار والاهتمام بالتا ثير في الا قاليم الداخلية والخارجية لدول الجوار والسياسة الخارجية المتعددة الا بعاد والدبلوماسية المتناغمة. وهكذا شهد الشرق الا وسط ح ض و ار تركيا متناميا حيث سعت أنقرة إلى الاضطلاع بدور محوري فيما يتعلق بالعديد من الملفات الحيوية والمحورية (1) في المنطقة. وهكذا برزت تركيا كقوة إقليمية ولاعب محوري فاعل في محيطها الا قليمي حيث سعت إلى تطوير علاقاتها الثناي ية مع دول منطقة الشرق الا وسط ومن بينها دول الخليج والتي أضحت تعد إحدى دواي ر الحوار المهمة في سياسة تركيا الخارجية. العوامل التي ا دت ا لى تنامي التقارب التركي - الخليجي: (1) أحمد داود أوغلو سياسة تركيا في الشرق الا وسط والعلاقات التركية المصرية جريدة النهار بيروت.2010/6/25 156
وقد تداخلت مجموعة من العوامل والاعتبا ارت على الصعيدين الدولي والا قليمي وساهمت في تطوير العلاقات التركية الخليجية وحدوث تقارب غير مسبوق بين الجانبين ولقد تمثلت هذه العوامل فيما يلي: الغزو الا مريكي للع ارق عام 2003 وما تمخض عنه من آثار سلبية ليس فقط على التوازنات الطاي فية الداخلية في الع ارق فحسب بل شملت أيضا توازنات القوى الا قليمية. فقد أدى تمكين الشيعة في الع ارق إلى تنامي النفوذ والتا ثير الا ي ارني الا مر الذي أثار حفيظة الدول الخليجية السنية المجاورة خاصة السعودية والتي خشيت من امتداد التا ثير الا ي ارني على الا قلية الشيعية لديها في المحافظات الشرقية الغنية بالنفط الا مر الذي دفع تلك الدول إلى التقارب مع تركيا تحالف سني في المنطقة في مواجهة المد الا ي ارني الشيعي. السنية بهدف تكوين الموقف التركي من الغزو الا مريكي للع ارق ورفض البرلمان التركي السماح للقوات الا مريكية باستخدام الا ارضي التركية لفتح جبهة شمالية الا مر الذي دفع دول الخليج إلى إعادة النظر في مري ياتها بشا ن تركيا بما في ذلك دورها الحيوي في المنطقة. تطابق الرؤية الخليجية مع نظيرتها التركية ووجود مصالح مشتركة بشا ن تحقيق (2) الاستق ارر الا قليمي والحفاظ على وحدة الع ارق وسلامة أ ارضيه. رغبة أنقرة في تا مين احتياجاتها من احتياجاتها من الخارج النفطية المت ازيدة خصوصا وأن حيث تستورد ما يزيد على منطقة الخليج تحتوي على نحو %90 %60 من احتياطي النفط العالمي هذا إلى جانب رغبتها في جذب الاستثما ارت ورؤوس الا موال التي تمتلكها الدول الخليجية في الخارج. العمل على فتح أسواق جديدة للصاد ارت التركية حيث تنظر أنقرة لدول الخليج العربية باعتبارها سوقا واعدة أمام المنتجات التركية خاصة الا سمنت والحديد والصلب والبتروكيماويات والا لكترونيات وغيرها. ومن المعروف مدى حاجة دول مجلس التعاون الخليجي الشديدة إلى تلك المنتجات لاسيما مواد البناء. Valeria Talbot, Turkey GCC Relations in A Transforming Middle East, ISPI, Analysis No. 178, June 2013. (2) 157
حرص أنقرة على الاضطلاع بدور ملموس في الحفاظ على أمن منطقة الخليج حيث تؤمن تركيا با ن تحقيق توازن إقليمي فاعل بمساعدة القوى الدولية الكبرى هو الصيغة المثلى لا من منطقة الخليج العربي ذات الا همية الجيوا ست ارتيجية الكبرى لاسيما في مواجهة ما قد يتهددها من ممارسات قد تقوم بها بعض دول الجوار. تمثل تركيا في نظر صانعي الق ارر الخليجي أرضا خصبة مهيا ة لجذب أعلى قدر ممكن من الاستثما ارت الخليجية لاسيما في ظل انخفاض حجم الاستثما ارت الخليجية والعربية في تركيا بشكل عام مقارنة بحجم الاستثما ارت الا جنبية المباشرة. رغبة دول مجلس التعاون الخليجي في رفع نسبة التبادل التجاري مع تركيا خصوصا وأن الا خيرة تعد من الدول المؤثرة في حركة التجارة العالمية. حاجة دول الخليج إلى مشروع فيما يسمى ب تحقيق الا من الغذاي ي خاصة في ظل ما تطرحه أنقرة من مركز الا نتاج الز ارعي وسلة الغذاء في الشرق الا وسط وحاجتها أيضا إلى مصادر جديدة للمياه العذبة إذ تعتبر تركيا بمثابة أكبر خ ازن طبيعي للمياه العذبة في الشرق الا وسط. المساعي الخليجية للاستفادة من الخب ارت التركية الكبيرة في مجال الصناعات العسكرية الدفاعية المتقدمة وذلك بهدف تنويع مصادر تسليحها من جهة وكسر احتكار الدول الغربية لهذا المجال الحساس المتعلق بالا من القومي الخليجي من جهة (3) أخرى. الاقتصاد محور ا ساسي في العلاقات التركية - الخليجية تطورت العلاقات الخليجية التركية بشكل ملحوظ في السنوات الا خيرة حيث شهدت ازدها ار ونموا بين الجانبين. وتجدر الا شارة إلى أن الجانب الاقتصادي كانت له الا ولية في العلاقات بين الجانبين. وفي هذا السياق تم توقيع العديد من الاتفاقيات في مجالي التجارة والاستثمار هذا إلى جانب تا سيس مجالس أعمال ثناي ية مع جميع دول مجلس التعاون الخليجي. كما عقدت العديد من المؤتم ارت واللقاءات بين رجال الا عمال (3) مصطفى شفيق علام التقارب التركي الخليجي.. الدوافع والمحف ازت والا ثار مجلة السياسة الدولية أكتوبر.2010 158
فرص لتوضيح الاستثمار المتاحة لدى الجانبين. وزيادة على ذلك فقد حرص قادة الجانبين في زيا ارتهم المتبادلة على اصطحاب مجموعات كبيرة من رجال الا عمال لهذا (4) الغرض. ولقد أدت هذه التطو ارت إلى أن تصبح السعودية أكبر شريك تجاري لتركيا فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2002 حوالي (129) مليون دولار كما ازداد حجم التبادل التجاري بين تركيا ودولة الا ما ارت العربية المتحدة بنسبة (%54) بين 2003 و 2002 عامي وارتفع عدد الشركات التركية العاملة في دبي إلى شركة في 80 عام 2003. كما بلغ حجم التبادل التجاري بين البحرين وتركيا (34) مليون دولار في عام 2003 منها (9) ملايين دولار تمثل صاد ارت البحرين إلى تركيا في حين صدرت تركيا إلى البحرين ما قيمته (25) مليون دولار. وخلال عام نما دور 2004 قطاع المال والا عمال التركي بشكل مت ازيد داخل أسواق الخليج العربي وذلك للاستفادة من الطفرة الاقتصادية التي تشهدها العديد من دول الخليج. وتمثلت القطاعات الخليجية الري يسية التي تركزت (5) والخدمات. أنشطة فيها الشركات التركية في قطاعات المنسوجات والا نشاءات الحوار الا ستراتيجي - التركي الخليجي: نحو بناء شراكة ا ستراتيجية جاءت البداية الحقيقية لتدشين إطار إست ارتيجي للش اركة بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي عبر سلسلة من الجولات التفاوضية والتي بدأت منذ عام 2005 حيث تم في 30 مايو من نفس العام التوقيع على الاتفاقية الا طارية للتعاون الاقتصادي بالعاصمة البحرينية المنامة وذلك بهدف التوصل إلى إقامة منطقة للتجارة ا ل حرة بين الجانبين. وفي محاولة لما سسة العلاقات التركية الخليجية لتشمل جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والا منية والاجتماعية والثقافية (6) تم في الثاني من سبتمبر عام (4) مدحت أيوب البعد الاقتصادي في العلاقات الخليجية التركية مجلة شؤون خليجية العدد 61 ربيع.2010 (5) د. سعد حقي توفيق السياسة الا قليمية التركية تجاه الخليج العربي (2008-2002) مجلة العلوم السياسية (عدد خاص بالذكرى الخمسين لتدريس العلوم السياسية في الع ارق) العددان 39-38. (6) مصطفى شفيق عالم التقارب التركي الخليجي مرجع سبق ذكره. 159
2008 في جدة توقيع مذكرة تفاهم للش اركة الا ست ارتيجية بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي وذلك على هامش اجتماع وز ارء الخارجية لدول المجلس خلال دورة انعقاده رقم (108). ويا تي توقيع هذه المذكرة في إطار ما يتبناه مجلس التعاون الخليجي من توجه بالا ساس يرتكز على إج ارء حوا ارت إست ارتيجية مع عدد من الدول والتجمعات الا قليمية وذلك بهدف تطوير العلاقات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية وغيرها من المجالات التي يتفق الجانبان على إد ارجها في الحوار بما في ذلك القضايا (7) ذات الاهتمام المشترك. أھداف الحوار اإلستراتيجي: وتتمثل أهداف الحوار الا ست ارتيجي التركي الخليجي في بناء صرح أمني سياسي إنماي ي إقليمي منفتح على كل ال ارغبين في تبني لغة الحوار كحل للمشاكل والن ازعات الا قليمية لتبديد أية مشكلة بعيدا عن الدور الغربي والوساطة العالمية. كما يسهم هذا الحوار في توفير الفرصة للتشاور والتنسيق الدوري بين الجانبين وبلورة مواقف مشتركة تجاه العديد من القضايا الا قليمية والدولية هذا بالا ضافة إلى دعم وتعزيز التعاون في (8) المجالات السياسية والاقتصادية والدفاعية والا منية والثقافية. كما يهدف الحوار الا ست ارتيجي رفيع المستوى أيضا إلى تحقيق التكامل الا قليمي في المنطقة بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي من خلال ما يطمح إليه من حيث إب ارم اتفاق التجارة الحرة بين الجانبين والذي بدأت المفاوضات بخصوصه منذ عام 2005. ومما لا شك فيه أن قيام التكامل الا قليمي التركي الخليجي سوف يسهم في إقامة (7) الحوارات اإلستراتيجية مع الدول والمجموعات اإلقليمية 2015/1/11 موقع األمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.http://www.gcc-sg.org Turkey-GCC High Level Strategic Dialogue Meeting of Ministers of Foreign Affairs to be (8) held in Istanbul, 28/1/2012, Republic of Turkey, Ministry of Foreign Affairs, http://www.mfa.gov.tr 160
توازنات إقليمية في منطقة الشرق الا وسط والتي يطمح الجانبان إلى جعلها منطقة تنعم (9) بالاستق ارر والسلام والرخاء. آلية الحوار اإلستراتيجي: أهميتها إنشاي ها اكتسبت مذ كرة التفاهم الموقعة بين تركيا ومجلس التعاون لدول الخليج العربية نظ ار لكونها قد مثلت نقلة نوعية في العلاقات الخليجية التركية وذلك من خلال لا لية الحوار الا ست ارتيجي رفيع المستوى من خلال عقد اجتماع وز ارء خارجية تركيا ومجلس التعاون الخليجي مرة واحدة في السنة على أن تعقد هذه الاجتماعات في تركيا ومرة أخرى في مرة الدولة التي ت أرس القمة الخليجية. كما أن التوقيع على هذه المذكرة من شا نه دفع الحوار الا ست ارتيجي بين الجانبين على كافة الا صعدة الاقتصادية والسياسية والا منية. وتتمثل أهمية هذه المذكرة أيضا في توقيت توقيعها كونها جاءت في الوقت الذي تتحرك فيه تركيا بقوة تجاه منطقة الشرق الا وسط ويتعاظم دورها الا قليمي بشكل ملحوظ. فقد ارتا ت تركيا أن الظروف مهيا ة من أجل لعب هذا الدور على خلفية القلق الخليجي والعربي من برنامج إي ارن النووي وغياب القوة الا قليمية العربية القادرة على ملء الف ارغ السياسي في المنطقة إضافة إلى ترحيب الولايات المتحدة وا س اري يل بالدور التركي. كما بدت الدول الخليجية أيضا مرحبة بهذا الدور الذي يستطيع أن يوازن (10) الدور الا قليمي المتنامي لا ي ارن في الشرق الا وسط. وفي هذا السياق أكد المسي ولون الا ت ارك والخليجيون أن هذا الحوار الا ست ارتيجي لا يمثل تجمعا جديدا في الشرق الا وسط وبا نه ليس ضد طرف ثالث على اعتبار أنه قد تم استقبال هذه ا لف كرة على أنها تمثل تكتلا أو حلفا ضد النفوذ المتصاعد لا ي ارن. وفي هذا الا طار ألمح وزير الخارجية التركي (9) زياد عبد الوھاب النعيمي الشراكة الخليجية التركية إستراتيجية أولية للتكامل اإلقليمي 2008/9/30 مركز الدراسات اإلقليمية جامعة الموصل العراق.http://www.startimes.com (10) شحاتة محمد ناصر اآلفاق والصعوبات.. تركيا والخليج العربي 21 سبتمبر 2008 مركز اإلمارات للدراسات والبحوث اإلستراتيجية.http://www.ecsst.com 161
أحمد داود أوغلو با ن العكس خطوة أولى على طريق اتحاد هذه الاتفاقية لا تبني حلفا ضد أحد في المنطقة بل هي على (11) وتكامل جميع دول المنطقة. دورات انعقاد االجتماع الوزاري المشترك للحوار اإلستراتيجي: وقد عقد الاجتماع الو ازري المشترك الا ول للحوار الا ست ارتيجي وتركيا (على مستوى وز ارء الخارجية) في 2008 سبتمبر 2 السعودية أما الاجتماع الو ازري المشترك الثاني فقد عقد في بين مجلس التعاون بمدينة جدة بالمملكة العربية بمدينة 2009 يوليو 8 إسطنبول. أما الاجتماع الثالث فقد عقد بدولة الكويت بتاريخ 17 أكتوبر 2010 وبالنسبة للاجتماع الو ازري المشترك ال اربع فقد تم عقده بمدينة إسطنبول في 28 يناير 2012. وفي هذا السياق يمكن تسجيل الملاحظات التالية: (12) هيمنة البعد الاقتصادي على الحوار الا ست ارتيجي إذ يعتبر الاقتصاد أهم أعمدته ومما يدلل على ذلك تشكيل الجانبين اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي وهي اللجنة المكلفة بتنفيذ الاتفاقية الا طارية للتعاون الاقتصادي بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي. وا لى جانب اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي فقد تم تشكيل لجان فرعية مشتركة ومجموعات عمل مشتركة في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة والسياحة والمواصلات وغيرها. والصحة والكهرباء والماء والبيي ة والز ارعة والا من الغذاي ي والنقل تم خلال الاجتماع الو ازري الثالث الاتفاق على تنفيذ خطة العمل المشترك (2011-2012) وفي ضوء نجاحها وجه الوز ارء كبار المسي ولين خلال الاجتماع الو ازري ال اربع نحو إعداد خطة عمل مشترك جديدة للفترة (2015-2013) ورفعها للاجتماع (13) الو ازري القادم. (11) على الظفيري آفاق وانعكاسات تنامي العالقات الخليجية التركية 2009/12/7 موقع الجزيرة.http://www.algazeera.net (12) الحوار اإلستراتيجي مع جمھورية تركيا 2015/1/11 موقع األمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.http://www.gcc-sg.org (13) األمين العام لمجلس التعاون يجتمع بوزير الخارجية التركي 2010/12/28 موقع األمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.http://www.gcc-sg.org 162
طرح العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة خلال أحد اجتماعات الحوار مبادرة تتعلق بتدشين خط سكة حديد يربط بين تركيا ودول الخليج العربي. ومما لا شك فيه أن هذه المبادرة وما تحمله من رؤية إست ارتيجية سوف تسهم بشكل أو با خر في تحقيق نمط من أنماط التكامل الاقتصادي الواعد والتفاعل الحضاري البناء بين الجانبين كما أنها سوف تنعكس بشكل إيجابي على المستقبل السياسي والاقتصادي (14) للمنطقة. من خلال م ارجعة البيانات الصادرة عن هذه الاجتماعات الو ازرية المشتركة لوحظ أن القضايا الا قليمية والدولية ذات الصلة بالجوانب الا منية ومكافحة الا رهاب كانت لها الا ولوية على أجندة هذه الاجتماعات الا مر الذي عكس اهتمام الجانبين وحرصهما على تحقيق السلام والا من والاستق ارر في منطقة الشرق الا وسط. تطابق وجهات النظر التركية الخليجية حول العديد من القضايا الا قليمية مثل إد ارك خطورة التهديدات الا ي ارنية في المنطقة ودعم القضية الفلسطينية بما في ذلك الجهود المبذولة لدفع المصالحة قطاع غزة الا وسط الوطنية الفلسطينية ورفض الحصار المفروض على والتا كيد على ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل والداعم في الشرق والمطالبة بوقف أعمال العنف في سوريا والتمهيد لعملية الانتقال السياسي والالت ازم بسيادة الع ارق واستقلاله ووحدة أ ارضيه التعاون الدولي لمكافحة الا رهاب والا دانة للا رهاب بكل أشكاله وتعزيز ودعم الجهود لجعل منطقة الشرق الا وسط خالية من أسلحة الدمار الشامل والتا كيد على سيادة واستقلال ليبيا ووحدة أ ارضيها (15) وسلامتها الا قليمية وغيرها. برهنت الق ار ارت الصادرة عن تلك الاجتماعات على وجود إ اردة مشتركة لدى الجانبين لتعميق التعاون وتا طيره وتوسيع مجالاته ليتجاوز التجارة والاقتصاد والاستثمار المشترك ليشمل المواصلات والصحة والسياحة والبيي ة والطاقة والا علام. كما دللت Bahraini King suggests rail link between GCC & Turkey, 1/9/2008, Turkishnews. (14) http://www.turkishnews.com. (15) لمزيد من التفاصيل عن البيانات والقرارات الصادرة عن االجتماعات الوزارية المشتركة راجع موقع وزارة الخارجية بالمملكة العربية السعودية.http://www.mofa.go.sa 163
هذه الق ار ارت أيضا على أن الهدف البعيد المدى هو تا طير التعاون الا نماي ي والا مني (16) والسياسي والعسكري الكفيل با قامة ش اركة إست ارتيجية كاملة بين الجانبين. إنجازات الحوار: لا م ارء أن الحوار الا ست ارتيجي ي عد بكل المقاييس نقلة نوعية في العلاقات التركية الخليجية حيث ساهم في تحقيق ما يلي: تنسيق السياسات بين الجانبين وبلورة مواقف تركية خليجية مشتركة إ ازء العديد من القضايا الا قليمية ذات الا ولوية على أجندة الجانبين. مه د الحوار من خلال إطاره المؤسسي في التقريب بين وجهات النظر وقيام تركيا بتقديم مقاربات أكثر استجابة واقت اربا من المواقف الخليجية فبموجب آلية الحوار (17) أضحت تركيا شريكا إست ارتيجيا لدول مجلس التعاون الخليجي. ساهم الحوار في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية فقد لوحظ ت ازيد حجم التجارة الخارجية لتركيا مع مجلس التعاون الخليجي على الصعيد الجماعي هذا إلى جانب ت ازيد حجم التجارة البينية الثناي ية. فقد ارتفع حجم التجارة التركية مع دول الخليج من (1.49) مليار دولار في عام 2002 وبلغ (19.6) مليار دولار في عام 2012. ويشمل التعاون الاقتصادي بين الجانبين مجالات البناء والتشييد والعقا ارت والسياحة. وتعد كل من السعودية والا ما ارت العربية شريكا تجاريا ري يسيا بالنسبة لتركيا. ففي عام 2012 بلغ حجم التجارة مع هاتين الدولتين فقط حوالي 11.7 5.45 مليار دولار في عام 2011). مليار دولار (مقارنة ب وفيما يتعلق بالاستثما ارت الخليجية في تركيا فقد بلغت خلال الفترة (ما بين -2004 (2011 حوالي 6.5 مليار دولار. فعلى سبيل المثال استثمرت السعودية في ا لف ترة ما بين (2009-2004) (1.3) مليار دولار. أما الكويت فبلغ حجم استثما ارتها في تركيا (16) سمير صالحة الحوار التركي الخليجي نقلة نوعية في أكثر من اتجاه جريدة الشرق األوسط بتاريخ.2012/2/1 (17) محمد عبد القادر خليل أبعاد التوتر المكتوم في العالقات التركية الخليجية عدن الغد 2014/1/22.http://www.adenalghad.net 164
حوالي (1.7) مليار دولار. وتتركز الاستثما ارت الخليجية في تركيا في مجالات البنوك (18) والاتصالات والعقا ارت والتمويل والمجال الز ارعي. في ضوء إد ارك دول الخليج لحجم التهديدات الا منية التي تتعرض لها المنطقة الا مر الذي يدفع بضرو ارت تعدد وتعزيز الا طر الا منية لمواجهة التحديات والتهديدات. وعليه يتصدر قاي مة أكبر عشر دول مستوردة للسلاح التركي ثلاث دول خليجية هي: السعودية والا ما ارت البحرين. وقد شاركت تركيا تقريبا في كل المعارض الدولية الخاصة بتكنولوجيا التسليح في دول الخليج وذلك للترويج لمنتجاتها العسكرية. وقد أفضت هذه التطو ارت في مجملها إلى توقيع العديد من اتفاقيات التعاون الا مني سواء (19) على الصعيد الجماعي أو الثناي ي. ففي عام 2012 أضحت السعودية تحتل المركز الثالث من حيث حجم وارداتها من الصناعات والمنتجات العسكرية التركية (99 حوالي قيمتها بلغت والتي مليون دولار) وهو ما يمثل حوالي %7.8 من إجمالي الصاد ارت العسكرية التركية. وقد بلغت أيضا إجمالي الصاد ارت العسكرية التركية إلى دولة الا ما ارت العربية المتحدة ما قيمته (101 بلغت قيمتها (91 مليون دولار) وبالنسبة للبحرين فقد مليون دولار). وعليه فا ن إجمالي ما استوردته الدول الخليجية الثلاث من منتجات عسكرية تركية خلال عام 2012 يمثل ربع الصاد ارت العسكرية (20) التركية خلال نفس العام. أبرز التحديات التي يواجھھا الحوار: تحديات على المستوى السياسي: شعور بعض القوى الا قليمية والعربية با ن سيناريو الدور التركي المرتقب في الشرق الا وسط لن يكون سوى على حساب مكانتها وموقعها في لعبة (21) النفوذ والتوازن. Valeria Talbot, Turkey-GCC Relations in a Transforming Middle East, Op. Cit. (18) (19) محمد عبد القادر خليل أبعاد التوتر المكتوم في العالقات التركية الخليجية مرجع سابق. Valeria Talbot, Turkey-GCC Relations in a Transforming Middle East, Op.Cit. (20) (21) د. سعد حقي توفيق السياسة اإلقليمية التركية تجاه الخليج العربي (2008-2002) مرجع سبق ذكره. 165
أن تركيا نفسها لم تحسم أمرها بشا ن علاقاتها العربية والا سلامية إذ أن هناك تي ا ار كبي ار داخلها ينظر إلى العلاقة مع العالم الا سلامي بريبة ويرى أن مجال تركيا هو أوروبا وليس الشرق الا وسط. أن نموذج العلمانية في تركيا لا يحظى بالقبول في المنطقة العربية والخليج حيث يؤدي الدين دو ار مهما في هذه المجتمعات. أن تطور العلاقات بين الجانبين سيثير إي ارن ويدفعها إلى التحرك وهو ما يمكن أن يحول المنطقة إلى ساحة ص ارع تركي (22) إي ارني خطير. على الرغم من توافق الجانبين على الخطوط العريضة فيما يتعلق بمواقفهما تجاه العديد من القضايا الا قليمية إلا أنه قد لوحظ وجود تباعد واضح فيما بينهما تجاه بعض هذه القضايا فعلى سبيل المثال على الرغم من اتفاق الجانبين على أن يكون الشرق الا وسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل إلا أنهما قد عج از عن صياغة موقف مشترك تجاه البرنامج النووي الا ي ارني. تصاعد الاضط اربات الا منية الا قليمية بالا ضافة إلى حالة عدم الاستق ارر التي أضحت تشمل العديد من دول الجوار الجغ ارفي (سوريا الع ارق إي ارن) مما يشكل تهديدا جوهريا لكل من تركيا ودول الخليج وينعكس سلبا على مدى استم اررية الحوار الا ست ارتيجي بين الجانبين. محدودية إلمام المحللين السياسيين في التركية وقد بدا ذلك جليا (23) في سوريا. دول الخليج بديناميكيات السياسة الخارجية في رؤية الخليج للسياسة التركية تجاه الانتفاضة الشعبية وجود فجوة معرفية بين الجانبين نظ ار لعدم إلمام كل طرف با ولويات وأجندات (24) وا مكانيات وقد ارت الطرف الا خر فعلى سبيل المثال هناك علامات استفهام يثيرها (22) شحاتة محمد ناصر اآلفاق والصعوبات.. تركيا والخليج العربي مرجع سابق. Şaban Kardaş, Turkey and the Gulf Dialogue in the Middle East, November 2012, The (23) Turkish Economic & Social Studies Foundation (TESEV), Foreign Policy Programme, Istanbul, Turkey. 166
البعض حول قدرة تركيا ومدى رغبتها في الوقوف بجانب الشطر الغربي للخليج (25) العربي في مواجهة التهديد الذي يا تي من الشطر الشرقي. تحديات على المستوى االقتصادي: على الرغم من تنامي التجارة والا نشطة الاقتصادية خلال السنوات الا خيرة بين الجانبين إلا أنها ما ازلت دون مستوى الطموحات إذ تمثل تركيا أقل من %1 من إجمالي حجم التجارة الخارجية لدول الخليج مع العالم. عدم التوصل (26) إلى اتفاقية التجارة الحرة يعرقل نمو التجارة البينية بين الجانبين. إعطاء الا ولوية للبعد الاقتصادي للحوار الا ست ارتيجي والتركيز عليه بشكل أساسي. تحديات على المستوى الثقافي: عدم الاهتمام بالا بعاد الثقافية للحوار رغم أهميتها ودورها الحضاري بين الطرفين.. في تعميق أطر التواصل تعرض ص ورة دول الخليج لدى الا ت ارك لعملية تشويه كبيرة كما أن ص ورة تركيا لدى العرب في حاجة إلى التصحيح. (27) ثورات الربيع العربي وتوتر العلاقات التركية - الخليجية مما لا شك فيه أن ثو ارت الربيع العربي وما أفضت إليه من إحداث تغيي ارت جذرية في الوضع الا قليمي وتوازنات القوى قد مثلت بداية مرحلة جديدة في العلاقات Sinem Cengiz, Turkey and the GCC: Language barrier hampers shared interests, 28 May (24) 2014, http://www.english-alarabiya.net. (25) إسماعيل باشا نحو عالقات تركية خليجية متوازنة 6 فبراير 2012 االقتصادية اإللكترونية العدد.http://www.aleqt.com 6692 Ali Oguz Diriŏz, Turkey and the Gulf Cooperation Council: Strategic Partnership after 5 (26) years, Temmuz 2013, Ortadogu Analiz. (27) إسماعيل باشا نحو عالقات تركية خليجية متوازنة مرجع سابق. 167
التركية الخليجية. فمن ناحيتها دعمت دول الخليج عمليات الا طاحة بالا نظمة السياسية في كل من ليبيا واليمن وسوريا. وقد برز الموقف الخليجي المؤيد لهذه التغي ارت السياسية ليس فقط من منطلق مساندة الجماهير والشعوب العربية في مطالبها بالحرية والعدالة والمساواة في الحقوق فحسب وا نما أيضا بهدف توسيع نطاق نفوذ وتا ثير دول الخليج في منطقة الشرق الا وسط. وبالنسبة لا نقرة فقد ساندت هي الا خرى عمليات تغيير الا نظمة السياسية في المنطقة ودعمت حق الشعوب في الديمق ارطية والا صلاحات السياسية. وعليه فقد جاء موقفها من هذه الثو ارت الشعبية متوافقا ومتناغما مع مواقف الدول (28) الخليجية خاصة فيما يتعلق بالا زمة السورية. ثم جاء الموقف التركي مما حدث في مصر مرسي لجهة اعتباره انقلابا عسكريا والمطالبة بالا ف ارج عن الري يس المعزول محمد وا عادته إلى الحكم ودعوة المجتمع الدولي إلى التحرك في هذا الاتجاه منسجم مع الموقف الخليجي والذي قدم مساندة قوية لمصر بلغت 12 غير مليار دولار. فقد بدا واضحا أن الطابع البرجماتي الذي تتسم به السياسة التركية قد بدأ ينزوي لحساب الا يديولوجيا في الحالة المصرية نتيجة التقارب الفكري بين حزبي العدالة والتنمية (29) التركي و الحرية والعدالة المصري. وهكذا بدت أنقرة على طول الخط أقرب إلى رؤية تيا ارت الا سلام السياسي وبالتحديد جماعة التركية في الشا ن الا خوان المسلمين. بل إن التدخلات المصري تجاوزت إعلان المواقف المبدي ية إلى إست ارتيجيات التدخل في الشؤون الداخلية سواء من خلال التحرك على الصعيد الخارجي لحصار القيادات السياسية للمرحلة المؤقتة أو باستضافة العش ارت من التنظيم الدولي للا خوان وتشكيل ظهير إقليمي لا عضاي ه سواء أكان ذلك على الصعيد الا علامي أو السياسي. وقد أدى ذلك في مجمله إلى خلق مشكلات عديدة على مسار علاقات أنقرة بدول الخليج حيث تنظر الا خيرة إلى جماعة الا خوان المسلمين باعتبارها تمثل تهديدا مباش ار لا منها القومي وأنظمتها السياسية القاي مة. وقد دفع ذلك أيضا العديد من دول الخليج كل من الا ما ارت والكويت وبصفة خاصة إلى تجميد العديد من المشروعات التي كان من المزمع Valeria Talbot, Turkey-GCC Relations in a Transforming Middle East, Op. Cit. (28) (29) العالقات الخليجية التركية في منحنى صعب أخبار الخليج 2013/8/13 مركز الخليج للدراسات اإلستراتيجية http://www.akhbar-alkhaleej.com 168
(30) تدشينها في تركيا هذا بالا ضافة إلى قيامها بسحب استثما ارتها من تركيا وذلك في (31) محاولة منها للضغط على أنقرة لتعديل مواقفها من ثورة الثلاثين من يونيو في مصر. وقد أوجد هذا التطور حالة من التوتر غير مسبوقة في علاقات الجانبين الخليجي والتركي كونه أوضح أن حالة الفصل بين السياسة والا يديولوجيا التي كانت محركا أساسيا في تعظيم المصالح المشتركة بين الجانبين أصبحت غاي بة. وقد بدت ملامح هذا التوتر في العلاقات من خلال توقف جولات الحوار الا ست ارتيجي رفيع المستوى بين الجانبين هذا بالا ضافة إلى محاولات بعض الدواي ر الا علامية والصحفية في تركيا توجيه اتهامات لبعض النخب السياسية والا منية في دول خليجية بالتورط في مؤامرة تستهدف حزب (32) تركيا الحاكم. عملية "عاصفة الحزم" وتحسن العلاقات التركية - الخليجية لا يخفى على أحد رغبة الا ت ارك في العودة إلى الساحة الخليجية خصوصا حرصهم على تحسين علاقتهم بالسعودية لما لذلك من أهمية اقتصادية وسياسية لا نقرة. وأمنية وفي هذا الا طار لم يمض أسبوع على زي ارة الري يس التركي رجب طيب أردوغان إلى السعودية معزيا برحيل الملك عبد االله بن عبد العزيز حتى أرسلت تركيا السفينة الحربية الوطنية بويوكادا (512-F) إلى ميناء جدة البحري في إطار مناو ارت عسكرية (33) مع دول البحر الا حمر والبداية في السعودية. ثم جاءت زيارة لملك أردوغان 2015 السعودية الجديد سلمان بن عبد العزيز خلال شهر مارس والتي اعتبرت بداية لعهد جديد في العلاقات التركية ط أر على هذه العلاقات. السعودية ومؤش ار واضحا على التحسن الملحوظ الذي (30) محمد عبد القادر خليل أبعاد التوتر المكتوم في العالقات التركية الخليجية مرجع سابق. Sinem Cengiz, Turkey and the GCC: Language barrier hampers shared interests, Op. Cit. (31) (32) محمد عبد القادر خليل مرجع سبق ذكره. (33) عبد الله رجا عودة دافئة وسريعة للعالقات السعودية التركية من البوابة العسكرية جريدة الوطن بتاريخ http://www.watan.com 2015/1/2 169
وفي أعقاب العملية العسكرية فيما يسمى بعملية السعودية والتي تنفذها عدد من دول المنطقة وفي مقدمتها ضد الحوثيين وذلك استجابة لدعوة الري يس اليمني عاصمة الحزم التي تقودها دول مجلس التعاون الخليجي عبد ربه منصور هادي بالتدخل عسكريا لحماية اليمن وشعبه من عدوان الميلشيات الحوثية والتي تسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء منذ 21 سبتمبر 2014. أعلنت تركيا دعمها للعمليات العسكرية التي بدأها تحالف عدد من دول المنطقة وفي مقدمتهم مجلس التعاون الخليجي ضد (34) الحوثيين وجاء في بيان للخارجية التركية أن العملية التي أبلغتنا بها السعودية مسبقا ستسهم في إحياء السلطة الشرعية للدولة وتجنب اليمن خطر الفوضى والحرب الا هلية. ونددت الخارجية التركية بالتحركات العسكرية التي بدأتها ميليشيات جماعة الحوثي للسيطرة على مدينة عدن مشيرة إلى أن الجماعة لم تنسحب من صنعاء والمؤسسات الحكومية ورفضت جميع الاتفاقات التي جرى التوصل إليها في اليمن وأن هذه التطو ارت قد أخرجت عملية الانتقال السياسي عن مسارها وقلبت مكتسباتها وشكلت تهديدا خطي ار (35) للا من والاستق ارر والسلم الدولي. ولم تكتف أنقرة بذلك بل قامت أيضا بتوجيه انتقادات حادة إلى السياسات الا ي ارنية في المنطقة حيث قامت باتهام طه ارن بمحاولتها الهيمنة على المنطقة. وجدير بالذكر أنه إذا كانت أنقرة قد أعلنت دعمها لعملية عاصفة الحزم إلا أنها لم تعلن مشاركتها (36) الفعلية في العملية العسكرية التي شنها التحالف المشترك بقيادة السعودية إلا أنها من ناحية أخرى قد ألمحت إلى استعدادها للقيام بدور الوسيط مع السعودية باتجاه إيجاد مخرج للا زمة في اليمن والتوصل إلى تسوية سياسية. ري يس الجمهورية التركية إلى ناحيته فمن أشار الناطق باسم أن المبادرة التركية بالحوار السياسي مستمرة لا يجاد حل من أجل الص ارع القاي م في اليمن. الا مر الذي يدلل على حرص أنقرة على أن يكون لها دور في إعادة صياغة معادلات التوازن في المنطقة. (34) فيردا أوزير من الصحافة التركية: ھل تغير تركيا سياساتھا 2015/4/14 http://www.all4syria.info (35) تركيا تدعم عملية عاصفة الحزم ضد الحوثيين في اليمن وكالة األناضول لألنباء 2015/3/26 http://www.aa.com.tr (36) محمد حامد أسباب عدم مشاركة تركيا في عاصفة الحزم جريدة الوطن بتاريخ 2015/3/30. 170
رو ية مستقبلية لا مر اء أن التفاهم التركي الخليجي له ثقله وتا ثيره المباشر على التوازنات في المنطقة كلها بما يلقي بظلاله على أمن منطقة الخليج. فتركيا دولة لها وزنها العسكري والاقتصادي والجيوسياسي واستطاعت خلال السنوات الماضية أن تحقق صعودا متناميا على الصعيدين السياسي والاقتصادي وأصبحت لاعبا ري يسيا في المنطقة ولا يمكن إتمام أية ترتيبات إقليمية بمعزل عن مشاركتها. وتشكل دول مجلس التعاون الخليجي في مجملها ثقلا اقتصاديا وماليا بالغ الا همية ولا يمكن أن تتم أية ترتيبات إقليمية أمنية أو اقتصادية أو استثمارية دون أن يكون لها فيها النصيب الا كبر. وعليه فا ن هذا الحوار الا ست ارتيجي رفيع المستوى إذا واصل تنمية قنواته فهو مؤهل لا ن يقود تيار الاعتدال في المنطقة وسوف يسهم على هذا النحو في تحقيق الاستق ارر الا قليمي وزيادة معدلات التنمية في منطقة الخليج العربي. فنجاحه وتحقيق أهدافه التنموية سيخفف التوتر في المنطقة وسيخلق توازنا في القوى الا قليمية في منطقة الخليج. كما أنه سيقدم النموذج العملي للتعاون المبني على المصالح المتبادلة. بالا ضافة إلى أن نجاحه سيؤدي إلى أن تتجاوز منافعه وآثاره الا يجابية الدول الا ط ارف فيه وستمتد هذه المنافع حتى إلى الدول (37) الواقعة في المحيط الا قليمي. وتجدر الا ش ارة إلى أنه إذا كان هذا الحوار قد توقفت جولاته في ضوء مستجدات وتطو ارت إقليمية إلا أنه من الملاحظ أن أنقرة قد عاودت اللجوء إلى الطابع البرجماتي في سياستها الخارجية وقامت بتغليب مصالحها الا ست ارتيجية على أية اعتبا ارت أيديولوجية من خلال إعلانها دعمها الكامل لعملية (38) علاقاتها مع المملكة العربية السعودية. عاصفة الحزم ومساعيها لتحسين وفي هذا الا طار كان العديد من المحللين (37) محمد المختار الفال منافع الحوار الخليجي التركي على المنطقة جريدة الوطن بتاريخ 2012/2/5 http://www.alwatan.com (38) العالقات الخليجية التركية في منحنى صعب مرجع سابق. 171
السياسيين قد أشاروا إلى حاجة المنطقة إلى محور سعودي إيقاعها والسيطرة على أزماتها المشتعلة تركي لضبط أمريكي (39) والتوصل إلى تسويات سياسية لتلك الا زمات. وفي ضوء المعطيات السابقة فمن المرجح أن يتم استي ناف جولات الحوار الا ست ارتيجي بين الجانبين خلال المرحلة القادمة وأن يتم توسيع مجالات التعاون بحيث لا تقتصر على المجالات الاقتصادية فحسب بل تشمل أيضا القضايا الا ست ارتيجية وقضايا الا من الا قليمي بما في ذلك أمن منطقة الخليج. ومما لا شك فيه أن استم ارر المشاو ارت بين الجانبين بشكل دوري هو أمر ضروري وذلك لتقييم التطو ارت والمستجدات ذات الصلة با وضاع الدول التي شهدت الانتفاضات الشعبية فيما يسمى بثو ارت الربيع العربي (40) ود ارسة سبل التعاطي مع هذه التطو ارت. وذلك استنادا إلى قناعة الجانبين بدخول المنطقة العربية خلال هذه المرحلة منعطفا جديدا مع تسارع رياح الربيع العربي وما أحدثته من تغي ارت جوهرية على بعض الا نظمة الحاكمة وما قد تتركه من نتاي ج تتسع داي رتها بما يصعب معه الجزم بمعرفة حدودها وتقدير حجم تداعياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية. كما أن تنسيق الجهود التركية الخليجية لا نشاء آليات إقليمية لمنع الن ازعات وتحقيق الاستق ارر الا قليمي بما في ذلك ما يتعلق بالحد من عمليات تسييس الانقسامات الطاي فية السنية الشيعية في منطقة الشرق الا وسط ستكون له انعكاساته الا يجابية على أمن منطقة الخليج. بالا ضافة إلى ذلك فا ن بلورة أجندة مشتركة بشا ن إخلاء منطقة الشرق الا وسط من أسلحة الدمار الشامل هي إست ارتيجية لا تستهدف إي ارن فحسب بل تستهدف أيضا إس اري يل. وأخي ار فا ن توثيق العلاقات الثقافية بين الشعوب من ضرو ارت تجذر العلاقات التركية الخليجية حيث إن العلاقات السياسية والاقتصادية قد تتدهور بتغير الحكومات أو المواقف إلا أن العلاقات الثقافية لا تتا ثر بالتطو ارت والتغي ارت السياسية. (39) عبد الله رجا مرجع سبق ذكره. Ali Oguz Diriŏz, Turkey and the Gulf Cooperation Council: Strategic Partnership after 5 (40) years, Op. Cit. 172