جذور التعليم التقليدي وإمكانيات التعليم الا لكتروني د.محمد الحنجوري مقدمة: التعليم الا لكتروني ھو طريقة للتعلم با ستخدام آليات الا تصال الحديثة كالحاسوب و الشبكات و الوساي ط المتعدده من أجل إيصال المعلومة للمتعلمين با سرع وقت واقل كلفة وبصوره تمكن من ادارة العملية التعليمية وقياس وتقييم آداء المتعلمين. ولھذا استخدمت دول العالم المختلفة ھذا النوع من التعليم وذلك لما يتميز به من مواصفات تسھل العملية التعليمية بصوره عامة فا قتضت الحاجه تفعيله لمختلف مستويات الدراسة وتطويره ليصل الى أفضل وآداء أحسن. وحيث إن القدرة على مواكبة المستجدات السريعة في التكنولوجيا الحديثة يعتمد بشكل ري يسي على الوعي بحجم التحديات والصعوبات التي تواجھنا في جميع المجالات, فالتطورات المتلاحقة في مجال تقنيات الحاسوب والاتصالات أصبحت تحتاج إلى مثابرة وجھد متواصل لضمان متابعتھا والتفاعل معھا وتوظيفھا لخدمة المجتمع وقد انعكس ذلك على برامج التعليم الالكتروني بصورة كبيرة. وقد أصبحت المو سسات التي تطبق التعليم الا كتروني بمثابة مركز تدريب مفتوح ومستمر بدون حواجز حيث يمكن للطالب التواجد في المساق من أي مكان في العالم في المكتب أو المنزل, وفي أي وقت. كما يمكنه متابعة مستقبله المھني وأعماله مع تقدمه في دراسته. ولذلك سنقدم في هذه المقالة بعض أوجه المقارنة بين طرق التعليم التقليدية المعروفة وطرق التعليم الا لكتروني والمعتمدة على التطور التكنولوجي لا جهزة الحاسوب والبرامج المستحدثة لغرض التعليم الا لكتروني التعليم التقليدي: من المعروف أن التعليم التقليدي ومنذ نشا ته الا ولى, (التي بدأت بتوارث الا بن مھنة الوالد والبنت أعمال أمھا في المنزل وإلى أن ظھرت المدرسة ذات الا سوار والا نظمة والتقاليد ودورھا في نقل التراث الثقافي والحضاري والمحافظة عليه من جيل إلى آخر), هذا التعليم يعتمد على ثلاثة ركاي ز أساسية ھي المعلم والمتعلم والمعلومة. ولا يعتقد أنه مھما تقدم العلم والعلوم وتقنياتھا يمكن الا ستغناء عنه كليا لما له من إيجابيات لا يمكن أن يوفرھا أي بديل تعليمي آخر حيث يبرز من أھم ايجابياته إلتقاء المعلم والمتعلم وجھا لوجه.
عملية التعليم التقليدي حيث تجمتع الصورة والصوت والا حاسيس والمشاعر وتو ثر على الرسالة والموقف التعليمي كاملا وتتا ثر به وبذلك يمكن تعديل الرسالة ومن ثم يتم تعديل السلوك نحو المرغوب فيه من سلوك وبالتالي يحدث النمو والتطور وتحدث عملية التعلم. فنلاحظ أن التعليم التقليدي يعتمد على " الثقافة التقليدية " والتي تركز على إنتاج المعرفة فيكون المعلم ھو أساس عملية التعلم ويكون الطالب سلبيا يعتمد على تلقي المعلومات من المعلم دون أي جھد في الا ستقصاء أو البحث لا نه يتعلم با سلوب المحاضرة والا لقاء وھذا ما يعرف بالتعليم بالتلقيني. إحتياجات عملية التعليم التقليدي موارد مكانية تتمثل في المباني والقاعات و الصفوف الدراسية التي يجتمع فيھا المتعلمين بالمعلم. موارد بشرية تتمثل في القوى العاملة المطلوبة لتقديم الخدمة والقوى العاملة المطلوبة لمساندة تقديم الخدمة من إداريين وعمال وما شابه. معدات وأدوات تتمثل في كافة الوساي ل التي تستخدم لتنفيذ عملية التعليم (سبورة, مقاعد, كراسي,...). أنظمة ولواي ح وإجراءات عمل تتمثل في الا ساليب الا دارية المستخدمة لا دارة عملية التعليم. خطط وبرامج عمل ومناھج تعليمية. موارد مالية تتمثل في النفقات الباھظة التي تتكبدھا المنظومات التعليمية في سبيل إستمرارية توفير مستلزمات التعليم وتا مين الكفاءات البشرية اللازمة. مخرجات عملية التعليم التقليدي ھي با ختصار بسيط تتمثل في تجھيز أو إعداد أفراد يتمتعون بقدر من المعرفة والمھارة في مواضيع محددة ويمتلكون بعض التا ھيل المناسب لسوق العمل. التعليم الا لكتروني هو التعلم با ستخدام آليات الا تصال الحديثة من حواسيب وشبكات ووساي ط متعددة من صوت وصورة رسومات آليات بحث مكتبات إلكترونية وكذلك بوابات الا نترنت سواء كان عن بعد أو في الفصل الدراسي المهم إستخدام التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم با قصر وقت وأقل جهد وأكبر فاي دة. وهذا التعليم يتيح للمتعلم أن يتلقى المعلومات من مكان بعيد عن المعلم. فالتعليم الا فتراضي هنا, أن نتعلم المفيد من مواقع بعيدة لا يحدها مكان ولا زمان بواسطة الا نترنت والتقنيات. أنواع التعليم الا لكتروني
أولا / التعليم التزامني E Learning): (Synchronous وھو التعليم على الھواء (online) والذي يحتاج إلى وجود المتعلمين, في نفس الوقت, أمام أجھزة الحاسوب لا جراء المناقشة والمحادثة بين الطلاب أنفسھم, وبينھم وبين المعلم عبر غرف المحادثة (Chatting), أو تلقي الدروس من خلال الفصول الا فتراضية classroom). (Virtual ثانيا / التعليم غير التزامني E Learning): (Asynchronous وھو التعليم غير المباشر الذي لا يحتاج إلى وجود المتعلمين في نفس الوقت أو في نفس المكان ويتم من خلال بعض تقنيات التعليم الا لكتروني مثل البريد الا لكتروني أو منصات مثل المودل, حيث يتم تبادل المعلومات بين الطلاب أنفسھم أوبينھم وبين المعلم في أوقات متتالية وينتقي فيه المتعلم الا وقات والا ماكن التي تناسبه للحصول على المعلومة. مكونات منظومة التعليم الا لكتروني خصاي ص التعلم الا لا لكتروني 1. نوع من التعلم يحتاج للتعامل مع مستحدثات تكنولوجية متعددة وإلى التدريب عليھا بشكل جيد قبل المرور بالخبرات التعليمية من خلالھا. 2. نوع من التعليم والتعلم يحتاج إلى إعداد مسبق متسم بالدقة لتحديد عناصر التفاعل التعليمي ومصادر التعلم وسبل الحصول عليھا. 3. نوع من التعليم والتعلم يحتاج إلى مھارات خاصة في المعلم وفي المتعلم لابد من تنميتھا لديھم. 4. نوع من التعلم يحتاج لا مكانات تقنية خاصة لابد من توافرھا في بيي ة التعلم. أھمية التعلم الا لكتروني يساعد على: 1. تقديم فرص للطلاب للتعلم بشكل أفضل. 2. ترك أثر إيجابي في مختلف مواقف التعلم. 3. تقديم فرص للتعلم متمركزة حول التلميذ وھو ما يتوافق مع الفلسفات التربوية الحديثة ونظريات التعلم الجادة. 4. يقدم أداة لتنمية الجوانب الوراء معرفية للتعلم وتنمية مھارات حل المشكلات وتقديم بيي ة تعلم بناي ية جادة. 5. تقديم فرص متنوعة لتحقيق الا ھداف المتنوعة من التعليم والتعلم. 6. إتاحة فرصة كبيرة للتعرف على مصادر متنوعة من المعلومات با شكال مختلفة تساعد على إذابة الفروق الفردية بين المتعلمين أو تقليلھا. كما وتبرز أھداف التعليم الا كتروني الا فتراضي في: 1. زيادة فرص التعليم للجميع والحصول على مو ھلات ودرجات علميه في الا ختصاصات المختلفة. 2. أتاحت فرصة التعلم لربات البيوت في المجتمع العربي, للطالبات, الطلبة تحت ظروف الا حتلال, لسكان المناطق الناي ية, الموظفين, والمعاقين. 3. مراعاة الفروق الفردية للدارسين في متابعة تعليمھم حيث يتمكن كل دارس من مواصلة الدراسة في أي وقت يشاء وبالسرعة التي يراھا مناسبة داخل المرحلة الواحدة وبالتالي يستطيع أن يختصر الوقت المحدد له وحسب قابليته. 4. تعزيز الجانب التقني وزيادة الثروة المعرفية في مجتمعات بلدان دول العالم الثالث وخاصة الوطن العربي.
أوجه الا ختلاف بين التعليم الا لكتروني والتعليم التقليدي 1-2- 3-4- 5- م التعليم التقليدي التعليم الالكتروني يقدم نوع جديد من الثقافة هي الثقافة الرقمية يعتمد على الثقافة التقليدية والتي تركز على والتي تركز على معالجة المعرفة وتساعد الطالب إنتاج المعرفة ويكون المعلم هو أساس أن يكون هو محور العملية التعليمية وليس عملية التعلم. المعلم. لا يحتاج التعليم التقليدي إلى نفس تكلفة التعليم الا لكتروني من بنية تحتية وتدريب المعلمين والطلاب لا كتسابهم الكفاءات التقنية. وليس بحاجة أيضا إلى مساعدين لا ن المعلم هو الذي يقوم بنقل المعرفة إلى أذهان الطلاب في بيي ة تعلم تقليدية دون الا ستعانة بوساي ط إلكترونية حديثة أو مساعدين للمعلم. يستقبل جميع الطلاب التعليم التقليدي في نفس المكان والزمان. يعتبر الطالب سلبيا يعتمد على تلقي المعلومات من المعلم دون أي جهد في البحث والا ستقصاء لا نه يعتمد على أسلوب المحاضرة والا لقاء. يشترط على المتعلم الحضور إلى المدرسة والا نتظام طوال أيام الا سبوع ويقبل أعمار معينة دون أعمار أخرى ولا يجمع بين الدراسة والعمل. يحتاج إلى تكلفة عالية وخاصة في بداية تطبيقه لتجهيز البنية التحتية من حاسبات وإنتاج برمجيات وتدريب المعلمين والطلاب على كيفية التعامل مع هذه التكنولوجيا وتصميم المادة العلمية إلكترونيا وبحاجة أيضا إلى مساعدين لتوفير بيي ة تفاعلية بين المعلمين والمساعدين من جهة وبين المتعلمين من جهة أخرى وكذلك بين المتعلمين فيما بينهم. لا يلتزم التعليم الا لكتروني بتقديم التعليم في نفس المكان أو الزمان, بل للمتعلم حرية إختيار مكان معين ووقت محدد لا جراء عملية التعلم. يو دي إلى نشاط المتعلم وفاعليته في تعلم المادة العلمية لا نه يعتمد على التعلم الذاتي وعلى مفهوم تفريد التعلم. يتيح فرصة التعليم لكافة الفي ات في المجتمع من ربات بيوت وعمال في المصانع, فالتعليم يمكن أن يكون متكاملا مع العمل. 6-7- 8- يقدم المحتوى التعليمي للطالب على هيي ة كتاب مطبوع به نصوص تحريرية وإن زادت عن ذلك بعض الصور وغير متوافر فيها الدقة الفنية. يحدد التواصل مع المعلم بوقت الحصة الدراسية ولايا خذ بعض التلاميذ الفرصة لطرح الا سي لة على المعلم لا ن وقت الحصة لا يتسع للجميع. المعلم هو ناقل وملقن والمصدر الا ساسي للمعلومة. يكون المحتوى العلمي أكثر إثارة وأكثر دافعية للطلاب على التعلم حيث يقدم في هيي ة نصوص تحريرية وصور ثابتة ومتحركة ولقطات فيديو ورسومات ومخططات ومحاكاة ويكون في هيي ة مقرر إلكتروني أو كتاب الكتروني مري ي. حرية التواصل مع المعلم في أي وقت وطرح الا سي لة التي يريد الا ستجواب عنها ويتم ذلك عن طريق وساي ل مختلفة مثل البريد الا لكتروني وغرف المحادثة وغيرها من الوساي ل. المعلم هو موجه ومرشد للمعلومة, كذلك ناصح ومساعد للطالب بتقديم الا ستشارات اللازمة.
9- يقتصر الزملاء على الموجودين في الفصل أو المدرسة أو السكن الذي يقطنه الطالب. اللغة المستخدمة هي لغة الدولة التي يعيش -10 فيها الطالب. يتم التسجيل والا دارة والمتابعة وإستصدار -11 الشهادات عن طريق المواجهة أي بطريقة بشرية. يقبل أعداد محدودة كل عام دراسي وفقا -12 للا ماكن المتوافرة. لا يراعي الفروق الفردية بين المتعلمين -13 ويقدم الدرس للفصل بالكامل بطريقة شرح واحدة. يعتمد على الحفظ والا ستظهار ويركز على الجانب المعرفي للمتعلم على حساب الجوانب الا خرى فالتركيز على حفظ المعلومات على حساب نمو مهاراته وقيمه 14- وإتجاهاته و يهمل في الجانب المعرفي مهارات تحديد المشكلات وحلها والتفكير الناقد والا بداعي وطرق الحصول على المعرفة. التغذية الراجعة ليس لها دور واضح -15 ومرضي. تبقى المواد التعليمية ثابتة دون تغيير -16 لسنوات طويلة. يتنوع زملاء الطالب من أماكن مختلفة من أنحاء العالم فليس هناك مكان بعيد أو صعوبة في التعرف على الزملاء. ضرورة تعلم اللغات الا جنبية لتلقي المادة العلمية من خلال التقنيات الحديثة وكيفية إستخدامها والاستماع إلى المحاضرات والمواد الا ثراي ية والتي تكون بغالبيتها بلغات أخرى. يتم التسجيل والا دارة والمتابعة والواجبات والا ختبارات والشهادات بطريقة إلكترونية عن بعد. يسمح بقبول أعداد غير محددة من الطلاب من كل أنحاء العالم. يراعي الفروق الفردية بين المتعلمين فهو يقوم على تقديم التعليم وفقا لا حتياجات الفرد. يعتمد على طريقة حل المشكلات وينمي لدى المتعلم القدرة الا بداعية والناقدة. الا هتمام بالتغذية الراجعة الفورية لعمل التطوير. سهولة تحديث المواد التعليمية المقدمة إلكترونيا بكل ماهو جديد. وكلا نموذجي التعليم يتفقان في الغاية مع الا ختلاف في الوسيلة.فالغاية من التعليم تتمثل في الحصول على مخرجات على مستوى عال تتميز بالمعرفة المتقدمة والتا ھل الجيد الا نتقال من التعليم التقليدي إلى التعليم الا لكتروني لم يعد الحاسب يستخدم في تعليم الطلاب العاديين فقط بل والطلاب المعاقين سمعي ا وبصري ا والطلاب الذين يعانون من صعوبات في التعلم.وأصبح الحاسب يستخدم في التعليم عن بعد وفي المكتبات والنشر الا لكتروني. وفي مجال تعليم وتعلم اللغة الا نجليزية لغير الناطقين بھا أصبح ھناك برامج حاسب معتمدة وغير معتمدة على الا نترنت
لتعليم مھارات الاستماع والمحادثة والقراءة والكتابة والا ملاء والقواعد والمفردات والنطق وقواميس ودواي ر معارف وبرامج لتصحيح الا خطاء النحوية والا ملاي ية. لذا فا ن الا نتقال من التعليم بالطرق التقليدية إلى التعليم الا لكتروني المعتمد على التكنولوجيا سواء كليا أو جزي يا بات أمرا ضروريا. ويتطلب الا نتقال إتخاذ عدة خطوات تحتاج إلى وقت وجهد طويل منها: 1. تعديل سياسة التعليم على مستوى المدارس والجامعات بحيث تجعل التكنولوجيا أداة أساسية في العلمية التعليمية في جميع المراحل. 2. تشكيل لجنة على مستوى الجامعة أو المنطقة التعليمية تتولى عملية التطوير تتكون من فريق عمل يضم مجموعة من المتخصصين في عدة مجالات مثل تطوير المناھج وتكنولوجيا التعليم. 3. دراسة واقع استخدام التكنولوجيا في المدرسة أو الجامعة أي حصر الا جھزة والبرامج التعليمية المتوفرة فيھا. 4. دعم إدارة المدرسة أو الجامعة وتشجيعھا لدمج التكنولوجيا في التعليم واستخدام المعلمين لھا. 5. وضع تصور أو خطة شاملة طويلة الا مد لدمج التكنولوجيا في التعليم على مستوى المقررات المختلفة والصفوف والمراحل المختلفة. 6. تحديد مدة زمنية لتنفيذ خطة الدمج في تدريس المقررات والصفوف المختلفة.بحيث تتم عملية الدمج على مراحل تتكون كل منھا من خطوات صغيرة متدرجة. 7. تخصيص ميزانية لدمج التكنولوجيا في التعليم ولتغطية تكاليف شراء الا جھزة والبرامج, وتدريب المعلمين وتوظيف الخبراء والمدربين. 8. إنشاء بنية تكنولوجية تحتية تشمل حواسيب وما يتبعھا من أجھزة وبرامج تعليمية وتوفير معامل ذات وساي ط متعددة وإيصال خدمة الا نترنت إلى الجامعات والمدارس واستبدال الا جھزة القديمة با خرى حديثة متطورة. 9. تدريب الطلاب والمعلمين على استخدام الحاسب والا نترنت في التعليم. 10. إنشاء مركز لتصميم المناھج المعتمدة على التكنولوجيا في الجامعة أو المنطقة التعليمية يعمل به فريق من المتخصصين يقوم با عداد مناھج إلكترونية متعددة الوساي ط في التخصصات المختلفة وللصفوف المختلفة. 11. إجراء الا بحاث في مجال التعليم الا لكتروني بصورة مستمرة لاطلاع المعلمين والمسو ولين على أثر إستخدام التكنولوجيا في عملية التعليم ومدى إستفادة الطلاب من ذلك. 12. توفير الدعم الفني وصيانة الا جھزة والشبكة بصورة داي مة أثناء إستخدام المعلمين للتكنولوجيا في التعليم.