العودة اإلى»جذور نا«الم سيحي ة -)3(- جمموعة ت أم الت و صلوات "لت ع ر ف" القدي س يو سف البار - سو سن النقاوة قالت العذراء لمارت روبين عن القدي س يو سف : «اإن الكني سة س وف "ت ك ت ش ف ه " م ن جديد» مع الإر شاد الر سولي»حار س الفادي«للبابا القدي س يوحنا بول س الثاني
العودة إاىل جذور نا امل سيحي ة - )3( - جمموعة ت أم الت و صلوات "لت ع ر ف" القدي س يو سف البار - سو سن النقاوة قالت العذراء لمارت روبين عن القدي س يو سف: «اإن الكني سة س وف "ت ك ت ش ف ه " م ن جديد» مع الإر شاد الر سولي»حار س الفادي«للبابا القدي س يوحنا بول س الثاني مر سوم البابا فرن سي س في الأول من أايار 2013 إادخال اإ سم القدي س يو سف وذ كر ه في ليتورجيا القدا س و صلوات الإ فخار ستيا في جميع اأنحاء العالم.
العودة اإىل»جذور نا«امل سيحي ة»جم ان ا اأخذمت فمج ان ا اأعطوا«متى 8:10 ن شكركم مل شاركة اختباركم اأو اي مالحظة من خالل ال ص الة يف هذا الكتاب على الربيد الإلكرتوين اأدناه: هاتف 901170 /01 info@jouzourouna.org novena.jouzourouna@gmail.com لتنزيل هذه الت ساعية اأو غريها من الت ساعيات الرجاء زيارة Visit our websites to download this book and others املواقع الإلكرتوني ة: www.jouzourouna.org www.qadisha.org يوز ع جمانا الطبعة ال ساد سة بريوت 19 اآذار 2019
. مر سوم البابا فرن سي س في الأول من أايار 2013 اإدخال اإ سم القدي س يو سف وذ كر ه في ليتورجيا القدا س و صلوات الإ فخار ستيا في جميع اأنحاء العالم. لقد اأقر البابا فرن سي س باأهمية القدي س يو سف خط يب العذراء مريم وبواجب التقوى ال شعبية في تكريمه وقد طلب اأن ي قام ذكر ه في ليتورجيا القدا س وفقا لمر سوم اأ صدره في الفاتيكان موؤخ را. وطلب مجمع العبادة الإلهية وتنظيم ال سرار ان ي ذكر ا سم القدي س يو سف في كل ال صلوات الفخار ستي ة التي ت تلى في كل أانحاء العالم الأمر الذي لم يكن معهودا فيما م ضى. فالمر سوم البابوي يحمل تاريخ 1 اأيار وهو اليوم الذي تحتفل به الكني سة بعيد القدي س يو سف العامل الذي ي ستجيب للطلبات التي تاأتي من اماكن عدة. هذا المر وافق عليه البابا بنديكت س ال ساد س ع شر الذي يحمل هو اأي ضا ا سم القدي س يو سف (جوزف راتزنغر) وقد اكد ه البابا فرن سي س حين عر ض ب شكل مطو ل موا صفات القدي س يو سف اأثناء قدا س تن صيبه حبرا في 19 اآذار. فعلى الكهنة في القارات الخم س اأن يذكروا ا سم القدي س يو سف اأثناء القدا س. وقد ا ضيف بع ض هذه التعابير إالى جانب ا سم العذراء مريم: القدي س يو سف خطيبها. بما يجعل الن ص على ال شكل الآتي: مع العذراء مريم ام اهلل المباركة ومع القدي س يو سف خطيبها والر سل... الخ وهذه ال صيغة ست ترجم الى لغات العالم اأجمع. البابا فرن سي س الأول روما الفاتيكان, الثالثاء 25 حزيران 2013
فهر س مجموعة صلوات و تاأم الت لت عر ف القدي س يو سف البار - سو سن النقاوة مقد مة سيادة المطران مارون العم ار 9 النائب البطريركي الجب ة كلمة قدا سة البابا بندكت س ال ساد س ع ش ر 11 تمهيد لجمعي ة جذورنا الأباتي اليا س يو سف صادر 15 رئي س رهبنة الفادي الأقد س في لبنان الكتاب الأول: 19 القد ي س يو سف معل م في الح ب موري س زونديل الكتاب الثاني: 27 ت أم الت في حياة القد ي س يو س ف في 7 اأيام للقد ي س أالفون س دو ليغوري الكتاب الثالث: 47 31 يوم ا مع القدي س يو س ف الأب اأدريان نامبون 1865 الكتاب الرابع: 97 آالآم القد ي س يو س ف الكاردينال لبي سيي 1932 الكتاب الخام س: 129 ت ساعي ة ل شفاعة القد ي س يو س ف الكتاب ال ساد س: 139 القدي س يو س ف قامو س الالهوت الكاثوليكي 1908 الكتاب ال سابع: 149 حار س الفادي - اإر شاد ر سولي للقدي س يوحن ا بول س الثاني مجموعة صلوات لآباء الكني سة ومعل ميها 175 تف سير الأ يقونات واللوحات 185
Table de matières SAINT JOSEPH CHASTE ET LYS DE PURETÉ RECUEIL DE MÉDITATIONS ET DE PRIÈRES PRÉFACE : Mgr. Maroun Amar, vicaire patriarcal... 7 Audience de SS Pape Benoît XVI, Saint Joseph... 9 Avant propos : Père Elie Joseph Sader CSsR... 13 Livre I :... 17 Saint Joseph, Maître d amour, Maurice Zundel Livre II :... 25 Méditation sur Saint Joseph en 7 jours, Saint Alphonse de Liguori Livre III :... 45 31 jours avec Saint Joseph, P. Adrien Nampon, 1865 Livre IV :... 95 Douleurs de Saint Joseph, Cardinal Lépicier, 1932 Livre V :... 123 Neuvaine de Saint Joseph Livre VI :... 137 Saint Joseph, Dictionnaire de Théologie Catholique, 1908 Livre VII :... 147 Le gardien du Rédempteur,Exhortation Apostolique, St Jean Paul II Recueil de Prières, Pères et Docteurs de l Église... 173 Interprétation d icônes et de tableaux... 183
A با سم الآب والبن والروح الق د س الإله الواحد. اآمين اأي ها الآب القدير يا من تعرف ض عفي وحب ي اإن ي اأ ض ع ذاتي اأمام ك طالبا اأن ت ساعد ني على عي ش الف ضيلة والتوا ضع بعد اأن ارتكبت الخطايا وع شت الغرور. ل تدع الياأ س يتمل كني بل ساعدني كي اأ ضع حياتي كل ها بين يديك لأن ك قو تي ورجائي وملجاأي في هذه الحياة. اأنت قادر اأن ت طه ر ني اأنت قادر اأن ت خلق ني من جديد وتحو ل قلبي اإلى قلب ي شبه قلب ك الرحوم. فها اأنا اأرفع اإليك ال صالة هاتفا : هلم اأي ها الروح القد س لي ن ما كان صلبا و أار سل من ال سماء شعاع نور ك. ا ضر م ما كان باردا هلم يا أابا الم ساكين. هلم يا معطي المواهب. هلم يا ضياء القلوب. اأي ها المعز ي الجليل يا ساكن القلوب العذب اأي ت ها ال ستراحة اللذيذة. اأنت في التعب راحة وفي الحر اعتدال وفي البكاء تعزية. اأي ها النور الطوباوي امالأ باطن قلوب موؤمنيك لأن ه بدون ق درت ك ل شيء في الن سان ول شيء طاهر. طه ر ما كان د ن سا إا سق ما كان ياب سا اإ شف ما كان معلول. صالة البدء دب ر ما كان حائدا. اأ عط موؤمنيك المتكلين عليك المواهب ال سبع. إامنحهم ثواب الف ضيلة. ه ب لهم غاية الخال ص اأعطهم ال سرور الأبدي.اآمين. إانا أاعترف هلل القدير واإليكم اأي ها الإخوة باأني خطئت كثير ا بالفكر والقول والفعل والهمال. خطيئتي عظيمة ج د ا لذلك اأطلب من القد ي سة مريم البتول ومن جميع المالئكة والقدي سين ومنكم اأي ض ا اأي ها الإخوة اأن ت صل وا من اأجلي اإلى الرب اإله نا. اآمين
تقدمة ل سيادة المطران مارون العم ار النائب البطريركي العام عن منطقة الجب ة لم ا اأب صرت النور في قريتي الح ج ة كانت كني سة القدي س يو سف ت جاورنا ومنها كنت أا سمع ال صلوات واأنا في ال سرير. لم ا بد أات بال سير كانت رحلتي الولى الى هذه الكني سة التي كان يخدمها المرحوم ج د ي الخوري جرج س الحاج وب صحبته كنت اأدخل اليها وكانت مزي نة بلوحتين كبيرتين للقدي س يو سف: يحمل بواحدة منهما الطفل ي سوع بيد والزنبقة البي ضاء بيد اأخرى بينما كانت ت صو ره اللوحة الثانية يتم ش ى مم سكا بيد الطفل ي سوع الذي ينظر اليه مبتهجا. ترعرعت في قريتي وطريقي المف ض لة كانت طريق الكني سة ونظري ل يفارق فيها القد ي س يو سف. لم ا بداأت أافهم الل غة العربية كنت أا سمع المرن مين في بلدتي ي ن شدون الطلبة والزي اح ويرد دون ال صلوات التي ت ظهر اأهمي ة هذا القد ي س ال شريف ع رف القدا سة و سو سن النقاوة والمرب ي الأمين لي سوع المتاأن س. د خ ل ت هذه ال صور وال صلوات في كياني واأ صبح ت عن صرا مكو نا ل شخ صي تي الموؤمنة ورحت مع الوقت اأتاأم ل في ف ضائل هذا القد ي س البار الذي اأخذته عائلتي شفيعا لها. لم ا ع ر ض علي ال صديق العزيز نعمة طوق اأن اأكتب مقد م ة للكتاب الثالث في سل سلة "العودة الى جذورنا الم سيحية" الذي يجمع فيه صلوات وتاأم الت وتعاليم عن القدي س يو سف لم اأترد د ل ما لهذا القدي س من خ صو صي ة محب بة الى قلبي من جهة ودعما للكرم الروحي الممي ز الذي يقوم به ال سي د طوق عبر ن شر كتب روحي ة قي مة يوز ع ها مج انا على كل محب لل صالة وللعودة إالى
جذور نا الم سيحي ة التي ت ر ب ينا عليها وترب ى عليها قد ي سونا البررة الذين نفتخر بقدا ستهم وبح ضوره م الممي ز في الكني سة والعالم. جمع الكتاب المذكور صلوات وتاأم الت وعظات متعد د ة اإذا ما قراأتها اكتنزت من خبرة الآباء القد ي سين الذين غا صوا في تاريخ الكتاب المقد س وروحاني ته وقد موا لنا اأجمل ال صور عن القد ي س يو سف في كل مراحل حياته مع ي سوع ومريم. تناول ت هذه التاأمالت اأيام ت ساعي ة القدي س يو سف واأيام شهر اآذار المكر س له وكانت ت خت م عادة ب صلوات شكر هلل على ح ضوره معنا عبر قد ي سينا الكرام. ف ص ل الكتاب مراحل حياة القد ي س كل ها من خالل عالقته بمريم وي سوع ور آاه فرحا أاحيانا وحزينا أاحيانا وقلقا اأحيانا ومتاأم ال لكلمة اهلل اأحيانا و صاغيا لإلهاماته أاحيانا... وفي كل هذه الأحيان كان يلتم س اإرادة اهلل ليتم مها معب را عن ثقته الكاملة باهلل الذي انتدبه ليكون خ ط يبا لمريم ومرب يا اأمينا لي سوع المتج س د. ولم ين س الكتاب ما جاء في تعاليم الأ حبار العظام ب ساأن يو سف ف ضم ر سالة البابا يوحن ا بول س الثاني "حار س الفادي" بكاملها التي جاءت لمنا سبة مرور مئة سنة على صدور ر سالة البابا لون الثالث ع ش ر في "كرامة القد ي س يو سف وم ه م ته في التدبير الخال صي ". بارك اهلل كل اأعمال ال سي د نعمة طوق الروحي ة واأعطاه من كر مه ليبقى بدوره كريما على المتعط شين الى الحياة الروحي ة ول يقدرون الو صول اليها. فمن خالل العودة الى جذورنا الم سيحي ة التي ين شرها مج انا يجد كل فقير روحي ضال ت ه وكل متعط ش الى ماء الحياة ي نبوع ه. الد يمان في 2014/3/3
مقدمة البابا بنديكتو س ال ساد س ع شر يحد ثنا عن القد ي س يو س ف Audience de SS Pape Benoît XVI, Saint Joseph اليوم اأريد اأن اأتاأم ل في مثال القد ي س يو س ف. في اإنجيل اليوم يقد م لنا القدي س لوقا العذراء مريم باأن ها "م خ ط و بة لرجل التي تكل مت عن مجيء الم سيح "ابن داود". لكن دور يو س ف ل ي خت ص ر بال ساللة ال شرعية فهو مثال لالإن سان "البار وال صد يق" )متى 19( 1 الذي مع خط يبته ا ستقبل ابن اهلل المتج س د و سه ر على نمو ه الإن ساني. لذا وفي هذه الأيام ال سابقة لعيد الميالد نرى اأن علينا القيام بحوار روحي مع القد ي س يو س ف كي ي ساع د نا على عي ش سر الإيمان الكبير بكل كيان نا. اإن البابا المحبوب يوحن ا بول س الثاني الذي كان ي ك ر م القد ي س يو س ف اإكراما فائقا ترك لنا تاأم ال رائعا في الإر شاد الر سولي: "حار س الفادي ". 1 ومن بين الأوج ه العديدة التي ت حد ث عنها ك شف بو ضوح عن صمت القد ي س يو س ف. هذا ال صمت ي غر ق ه بالتاأم ل في سر اهلل بالطواعي ة الكاملة لالإرادة الإله ية. ف ص م ت القد ي س يو س ف ل ياأتي من فراغ داخلي بل هو ناتج من اإيمان عميق يمالأ قلب ه ويوج ه كل ن سمة من اأفكار ه وكل عمل من اأعمال ه. والن عمة تغمر صمت ه هذا الذي بف ضل ه حافظ يو س ف على الكلمة الإلهي ة بالتعاون مع مريم. عا ش حياته بالتعم ق في الكتب المقد سة فكان يتلوها با ستمرار ويقارنها بالأحداث التي ي شهدها في حياة ي سوع. وال صمت ي رفق ه بال ص الة
مقدمة البابا بندكت س ال ساد س ع شر 12 الدائمة فيها يتلو دعاء التبريك للرب متم ما اإرادته القد و سة بالثقة الالمتناهية لعنايته الفائقة قد سها. فال نغالي اإن نحن فك رنا في اأن ي سوع تعل م من حياة هذا المرب ي على ال صعيد الإن ساني ال صالبة الداخلي ة التي هي في أا سا س البر الحقيقي كما عل م ي سوع تالميذه يوما كي "يزيد بر كم" )متى.)20 5 فلند ع ذواتنا تت شب ه ب صمت القد ي س يو س ف. فنحن باأم س الحاجة اإلى هذا ال صمت في عالم مليء بال ضجيج عالم ل قيمة عنده لالختالء والإ صغاء ل صوت الر ب... فالتب شير المالئكي لمريم يدعونا اإلى النحناء باإجالل نحو وجه خط يب الطوباوية مريم و شفيع الكني سة جمعاء. اإن نمط هذا القدي س العظيم حتى ولو بقي في الخ فاء اأحيان ا له الأهم ية الجوهر ية في تاريخ الخال ص. فهو م تح د ر من س ب ط يهوذا يوا صل ي سوع بال ساللة الداودي ة وي حق ق الوعود التي ت خت ص بالم سيح ابن مريم البتول الذي ي سم ى بحق "ابن داود". وي و ض ح لنا إانجيل متى ب شكل خا ص النبواآت الم سيحاني ة التي تكتم ل بف ضل يو س ف: من ميالد ي سوع في بيت لحم )2 6-1(. ومرور ه باأر ض م صر حيث التجاأت العائلة المقد سة )2 15-13( وت سميته بالنا صر ي )2 23-22(. وقد ظهر حقا على مثال خط يبت ه مريم اأن ه الوارث الحقيقي لإيمان اإبراهيم: هو يوؤمن باأن اهلل يقود اأحداث التاريخ بمخط ط خال صي. من هنا فاإن عظ مة يو س ف كع ظ م ة مريم تاأتي من طبيعة ر سالت ه التي تكتمل في الحياة الإن سانية الخفي ة في بيت النا صرة. في الواقع اإن اهلل نف س ه قد اختار هذه الطريقة وهذا النمط لبن ه المتج س د في حياة خفية واإن ساني ة في اأثناء وجوده على الأر ض. في مثال القدي س يو س ف دعوة قوي ة لنا جميعا لإتمام إارادة العناية الإلهية باأمانة تام ة وب ساطة وتوا ضع. اأذكر ب شكل خا ص قبل كل شيء اآباء وا م هات العائالت واأ صل ي كي يعرفوا اأن يحترموا دائما جمال الب ساطة في الحياة والعمل واأن ينم وا المحب ة في
مقدمة البابا بندكت س ال ساد س ع شر 13 العالقات الزوجي ة وي ت م موا, باندفاع المه م ة الكبيرة وال صعبة لر سالة التربية. وليمنح القدي س يو س ف الكهنة عي ش حياة الأبو ة الروحي ة تجاه الجماعات الكن سي ة بمحبة فائقة للكني سة وبالعاطفة والندفاع الكامل ين كي ي ساعدوا كل المكر سين على حفظ الم شورات الإنجيلية في الطاعة والعفة والفقر بفرح واأمانة كبيرين. فليحفظ قد ي س نا عم ال العالم اأجمع كي ي س اهموا من خالل اخت صا صاتهم المختلفة في تقد م الإن ساني ة كل ها وي ساعد كل م سيحي على اإتمام اإرادة اهلل بثقة ومحب ة للم ساهمة في اإتمام العمل الخال صي. البابا بندكت س ال ساد س ع شر روما ال سبت 27 ايلول 2008 Pape Benoît XVI Rome, Samedi 27 Septembre 2008 1- القراءة الكاملة لإلرشاد الرسولي: حارس الفادي صفحة 147
توطئة الأباتي اليا س صادر رئي س رهبنة الفادي الأقد س في لبنان ك ت اب عن القد ي س يو س ف لماذا اإقر أا هذا الكتاب م صل يا واكت شف قد ي سا تمل ك يوما اأحقي ة ال ش ك ل ي م س ج ذور الإيمان وا س س ه وج وهر س ر ه. صل واكت ش ف ص د يقا تيق ن رحابة الح د ث الم هيب لمجيء ابن اهلل على الأر ض فات ح د دون ما التبا س بوعد الخال ص ورجاء ال شعوب : م ت خ ل يا م صل يا ش جاعا وع فيفا... صائرا راأ س العائلة والم ع ز ي الج ليل... صل واكت شف الأو ل في الر جال م ن اأجاب: "هااأنذا حا ضر!". وف عل الح ضور هذا يجعل ك تتخل ى ب شجاعة عن عالم ك لت خل د اإلى ال صالة م ت ب عا دربا خ ط ها القد ي س يو س ف درب بذل الذات الحقيقي : ب ذ ل الذات اأمام الخفي الظاهر الحا ضر هاهنا اأبدا : ي سوع ب ذ ل الذات اأمام البريئة ذات القلب الن قي الذ اه ل ة بال اد عاء: مريم ب ذ ل الذات اأمام اإبداع لغة للعائلة في هيكل تاأن س ن ها: ي سوع ومريم ويو سف. والحق ي قال ل شيء ي نب ت اللهي والإن ساني في شخ ص اإل بال ش فوف الم ره ف في النفتاح على نور الر ب الق دير. اإقر أا واكت ش ف ت ر في القد ي س يو س ف ذاك ال شاهد على انت صار الحياة على الموت والخير على ال ش ر والتوا ضع على الكبرياء... فال س ر ي ك ش ف ذات ه لذات ه ول اتكال له اإل على اإيمان بيت داود باهلل الواحد اأو ل وعلى الكلمة المتج س د الآتي اإلى العالم بعقد عهد ب تولي ثانيا وعلى "ن ع م " عذراء م ختارة في ن ساء العالم اأجمع ثالثا.
توطئة 16 ادخل في اأعماق ك واقراأ... فترى ذاك الذي عاين ي سوع في ملء الح ضور وخ ب ر ت ج ل ي الروح ي في الملمو س. ت ر ى قد ي سا في صرخة د ه ش ت ه غارقا في التام ل الم كل ل ببركة نقاوة القلب اآن اللقاء وال ستقبال. وترى قدي سا ل شبيه له فتت ماهى بطاعت ه الكام ل ة بل بالتزام ه الآخ ر على ق د ر ات حاده باهلل. وم ن لنا في ال ش فاعة اأعظم من رجل القرارات ال صعبة الم لتز م ع ه د ا بتولي ا مع مريم و أابي العائلة الم قد س ة يحميها في الحل والت رحال والعامل بج نى ي د يه سد ا ل ع و ز في اأهل بيت ه والمربي للطفل الذي ينمو اأمام ه بالقامة والحكمة والنعمة ي سوع ادخ ل اإلى اأعماق ك واقراأ هذا الكتاب فتحيا يوما بعد يوم في الع ف ة في الت وا ضع في ال ص م ت في الأمانة والعمل... وت سير على خطى ذاك الذي اختب ر سر نداء اهلل في الألم وفي الر سالة الفائ ق ة الو صف. اقراأ واطل ب ال ش فاع ة. فاأي ش ر ف ي داني ش ر ف ه! عبر تاريخ الإن ساني ة! وم ن غيره القدوة الأ سمى لك ل اآباء الأر ض وعلى مثاله الحي ي ستفيق ضمير أارباب العائالت! هذا الكتاب ق ب س من اإ شعاعات النور المنبثقة من سيرة حياتك اأيها القد ي س الحبيب يو س ف. لقد اختار ك اهلل بعنايته الإلهي ة الفائقة حار سا عفيفا لمريم البتول. نتو س ل إاليك اأنت الحامي في دنيانا فا ش فع فينا في ع لياك. وللثالوث القد و س الآب والبن والروح الق د س المجد كما كان في البدء والآن وعلى الدوام واإلى دهر الداهرين. آامين الأب ايلي صادر رهبنة الفادي الأقد س رئي س جمعية جذورنا
توطئة 17 Introduction Pourquoi un livre sur Saint Joseph? Quelles en sont les raisons? Prie et lis pour découvrir un Saint qui a un temps tenu la légitimité du doute; pour toucher le fondement même de la foi, et de son mystère. Prie et découvre un Juste saisi par l immense événement de la venue du Fils de Dieu sur terre et qui adhère sans ambiguïté à la promesse du Salut et à l espérance de l homme : détachement et prière, courage et chasteté, chef de famille et consolateur. Prie et découvre le premier homme à avoir répondu présent. Cette réponse te fait abandonner courageusement ton monde pour t adonner à la prière et suivre le chemin tracé par Saint Joseph. Le chemin du vrai don de soi : Don de soi devant l invisible devenu visible, qui est déjà là : Jésus. Don de soi devant l Immaculée, au cœur de clarté qui sans rien prétendre s est émerveillé: Marie. Don de soi à l invention d un langage de la famille, d un langage de la chair de son humanité : Jésus Marie Joseph. Car en vérité, rien ne pourra faire jaillir en toi à la fois le divin et l humain sans une ouverture, une transparence sensible à la lumière du Très Haut. Lis et découvre alors concrètement Saint Joseph témoin du triomphe de la vie sur la mort, du bien sur le mal, de l humilité sur l orgueil... Le mystère le révèle à lui-même, ne se soutenant que de la foi de la maison de David en un seul Dieu, et d un Verbe venu au monde par la virginité et le «oui» d une vierge choisie entre toutes les femmes.
توطئة 18 Entre en toi-même et lis. Tu trouveras celui qui a vu Jésus dans la plénitude de sa présence, celui qui a éprouvé la manifestation du spirituel dans le sensible. Un saint dont le cri d étonnement donna sur une méditation qui se renforça par une bénédiction de demeurer un cœur pur dans la rencontre et l accueil. Un saint inégalable dont tu peux imiter sa parfaite obéissance, par son engagement envers autrui, autant que par son union à Dieu. Qui pourra mieux intercéder pour nous, à part lui, cet homme à la décision difficile, engagé en alliance de virginité avec Marie, le patriarche de la Sainte famille qui la protège dans ses pérégrinations, l ouvrier qui travaille de ses mains pour subvenir aux besoins de sa famille et qui éduque l Enfant qui grandit en âge, en sagesse et en grâce. Entre en toi-même et lis ce livre pour vivre jour après jour dans la chasteté, dans l humilité, dans le silence, dans la fidélité et dans le travail. Tu accompagneras alors celui qui a fait l expérience du mystère de l appel de Dieu dans la souffrance et dans l indescriptible vocation. Lis et implore son intercession. Quel homme approche le don de soi de Saint Joseph à travers l histoire de l humanité? Quelle vertu est à l égal de la sienne parmi les hommes de tous les temps. A son exemple vivant s éveille et s épanouit la conscience des pères de famille? Ce livre est une infime lueur de toute la lumière qui émane de Saint-Joseph. Dieu dans Sa Providence ineffable vous a choisi Joseph pour être le chaste gardien de la Vierge Marie. Nous vous prions ici-bas comme protecteur et nous espérons vous avoir pour intercesseur dans le ciel. Gloria Patri, et Filio, et Spiritui Sancto. Sicut erat in principio, et nunc et semper, et in saecula saeculorum. Amen Père Elie Sader CSsR - Président de l Association Nos Racines «Jozourouna»
القد ي س يو سف معل م يف احل ب 19 الكتاب الأول القد ي س يو سف معل م يف احل ب موري س زونديل من عظته يف لبنان غزير متوز 1959 Saint Joseph, Maître d amour Maurice Zundel
الكتاب الأول 20 موري س زونديل: القد ي س يو س ف معل م في الحب غزير لبنان خالل الريا ضة الروحية الأولى للراهبات الفران سي سكانيات - لون-لو سونييه بين 20 و 27 تموز 1959. ي قد م اإنجيل القد ي س مت ى في خم س اأو ست اآيات اأخطر ماأ ساة ح ب عا ش ها ب شر يوما. في الواقع لو لم ن عت د قراءة الإنجيل ولم ت صبح قراءت ه تردادا كاأن ها صيغة اعتدنا تكرار ها مد ة طويلة سي ده ش نا في اأن نج د في هذا الن ص من الكتاب المقد س صيغة مقت ضبة وموؤث رة لم أا ساة حب كبير بين يو س ف وي سوع وبين يو س ف ومريم. اأظن اأن ه ما من كاتب م سرحي وما من راو ا ستطاع التفو ق على هذه الدراما اأو حت ى تحد اها جمال لأن ها تحمل ميزة فريدة لم سيرة الحياة الب شري ة. من الطبيعي اأن الإنجيلي على غرار ن ص الآلم كان متحف ظا اإلى درجة اأن ه علينا اأن نقر أا بين الأ سطر ماأ ساة هائلة. كان يو س ف ومريم مخطوب ين ذلك يعني عند اليهود التزاما نهائيا. هذا اللتزام هام اإلى درجة اأن ه حين ت خط ىء الم خطوب ة اأو تخون خط يب ها ت رجم ب ع ل ة الزنى. اأم ا مريم فكانت تنتظر مولودا هو ي سوع. وقد ح ملت في ح شاها الحياة التي ل نهاية لها يبقى سر ها م ختبئا في اإيمان ها مخفي ا على يو س ف الذي يجهل ما ي حدث تماما. في هذه اللحظة بالذات تنتهي مرحلة الزواج في أاخذ الم خطوب خط يبته إالى بيت ه على ح سب التقاليد. في نهاية هذا الم سير اكت شف اأمرا لم ي ك ن ليفهم ه. فكيف يف س ر ما حدث هو يعرف اأن ها بريئة! وقد ش ع ر بذلك واقتن ع به بكل جوارح ه! لكن من المحتمل اأن شخ صا اآخر جاء وا ستولى على هذا الكنز ليدن س هيكل اهلل.
القد ي س يو سف معل م يف احل ب 21 كيف له اأن ي درك ذلك بامكان ه أان ي ستجوب ها اأو أان يتحق ق من الأمر اأو أان يبحث عن معلومات اإ ضافي ة. هذا من سابع الم ستحيالت! ولي س بمعقول اأمام رهافة ح ب ه الكبير. فكل سوؤال ي طرح ه قد ي شك ل دليال على قل ة ثقته بها. وكل س ؤوال ي طرح ه قد ي جر ح نف سا م رهفة للغاية. اأو قد ي شك ل خرقا لهذا الح ب الفريد الذي باركت ه عين اهلل. فماذا يفعل عليه فوق كل شيء اأن ي حفظ كرامت ها ول ي دن س ش رف ها! لذلك ف ض ل التزام ال صمت وهو خيار ب طولي. لن ي طرح اأي سوؤال... بل سي عيدها سر ا إالى عائلت ها لئال ي شه ر بها. ومريم ت شهد على كل هذه الماأ ساة. ت عي ش ها مر تين : في داخلها مر ة ومن اأجل يو س ف مر ة ثانية. هي تعرف هذه الت ساوؤلت في داخل ه وت فهم انذهال ه واألم ه وت عرف اأي ضا ما الذي ي غل ق شفتيه وي منع ه عن الكالم. هي قادرة على اأن تتكل م لكن ها ل ت ريد! لأن ما ت حق ق فيها هو س ر اإلهي. اإن اهلل هو م ن و ض ع ها في هذه الدرب ال ستثنائي ة وهو سي عتني بهذا ال س ر الذي ل ي خ ص ها وحد ها. عليها اأن تتخل ى وا ضعة ذلك بين يد ي الر ب. في هذا الجو الذي تعي ش ه تجد ها باأم س الحاجة اإلى حماي ة يو س ف. فاإذا ما انف صلت عنه ست عت بر في نظر النا س زانية. لكن بما اأن اهلل نف س ه اختار ها و ضع ت نف س ها بين يد يه فقيرة في ذاتها ل توج ه اأنظار ها اإل نحو ه ومع كل الآلم هذه اآلم ها واآلم يو س ف ومع تخليتها التي قد ت شه ر بها لذ ت اإلى ال صمت العميق الالمتناهي. هنا تكم ن الم أا ساة الكبرى التي عاناها هذان الكائنان الل ذان عليهما اأن يت ح دا ب حب م م ي ز. هما قادران على ذلك: هو داخل صمت ه الذي ي صل به وهي في ت فه م ها الذي ي مز قها. وهذا ما ي ضفي على الماأ ساة ب عدا اإن ساني ا فريد ا لمتناهي ا. صمت شخ ص ين متواجه ين صمت لمتناه صمت شخ ص ين
الكتاب الأول 22 يقراآن اأفكار بع ض هما البع ض صمت شخ ص ين يدور كل منهما في كيان الآخر ي مز ق كل م نهما الآخر ول اأحد ي عرف كيف الخ ال ص من ذلك سوى اهلل. هذا الرد سياأتي حين ي خلد يو س ف اإلى النوم في ظ ل هذا القرار الذي ي حم ل ص ليبا م ريعا قرار النف صال عن هذه الإن سان ة التي يجمع ه بها ح ب فريد فهو يحت رم ها اإلى اأق صى الحدود لكن سر ها ي شك ل اأكثر الألغاز اإيالم ا. وهنا ياأتي الحلم المحر ر وتذك ره الليتورجي ا من سابا مع النغم الغريغوري الذي ي ض في عليه جمال يتمث ل بالأداء الب هي الرائع : "يا يو س ف ابن داود ل تخف اأن ت أاخذ مريم امراأتك فالمولود منها اإن ما هو م ن الروح القد س." فلهذا سيقوم من نوم ه وياأخذها إالى بيت ه. سي جدان ذواتهما بعد تخط ي م أازق الفقر هذا قد تخل ى كل منهما عن ذات ه لالآخر في اهلل ومن أاجله وات حدا اإلى الأبد ات حدا خ صو صا في هذا الطفل المعجزة الذي ي كر س بتولي ت هما معا ومعا ي رب يانه وي حميانه. وفي النهاية سي كر س يو س ف نف س ه. سيتكر س باأ شد اللحظات تاأث را وهكذا ستكون النهاية الكبرى لهذه الماأ ساة التي ي ج س د الإنجيلي هول ها في ثالثة اأو اأربعة سطور. سيتم هذا التكري س في هيكل اأور شليم حيث ستقول مريم لي سوع الذي فقداه وب حثا عنه بخوف شديد ط وال ثالثة اأيام : "اأنا واأبوك كن ا نبحث عنك متوج ع ي ن!" هذا اأعظم تكري س : "اأنا واأبوك". في الواقع كان اأبا له على طريقت ه الخا ص ة : أابا في سر الفقر اأبا في الت ضحية وهو اأب ب كل كيانه المكر س والمطبوع مع بتولي ة مريم لالأمومة التي اأ صبح ي سوع ثمرتها. كان هذا كافيا. اأ صبح يو س ف مكر س ا ولن ي ضطر اإلى م شاهدة ما سياأتي من اأحداث. مات ب صمت إايمان ه دون اأن يرى شيئا. لن ي شهد على حياة الر ب العلني ة ولن يكون شاهدا على عجائب ه. ولن يكون واقفا عند اأقدام ال صليب
القد ي س يو سف معل م يف احل ب 23 ولن يرى قيامت ه من بين الأموات. فقد مات بعد التكري س الذي اأبداه حب مريم له اإلى اأعلى المراكز: "اأنا واأبوك". و سيرق د ب إايمان ه النوراني دون اأن يرى اأي ظالم. سيرقد تحت شعاع هذا الح ضور ليكر س الهدف الذي اأ ضحى اآخر فعل حب تحت اأنظار ي سوع ومريم. نرى عادة في يو س ف الأب المعيل وكما تقول اللغة الالتينية القديمة ب شكل مثير لل ض ح ك: "هو الأب الظن ي للطفل ي سوع" اإن ه رجل عجوز ساذج نوعا ما يحمل بين يد يه زنبقة ي غط يها الغ بار. هذا القول بعيد كل الب عد عن الحقيقة! يو س ف حي! اإنه اإن ساني! عظيم! وكم هي قوي ة نب ضات قلب ه التي ن شعر بها! يا لهذا الإنجيلي الذي ا ستطاع اأن ي دخ لنا في قلب أا سرار الح ب الم غب ط كان اأكبر حب عا ش ه رجل وامراأة يوما بالبتولي ة. هذا هو الثالوث الب شري في ق م ة كمال مثالي ت ه : يو س ف ومريم وي سوع. وهنا يكون الحب الإبتهاجي مثاليا اإلى اأق صى الحدود وذلك يعود بالذات إالى اأن ه تجاوز هاوي ة الموت لأن ه قتل في نف س ه كل روح تمل ك. هو م ت اأ ص ل في سر الفقر الروحي الإلهي وهذا هو الب عد الذي ي عز ز الح ب بين الرجل والمراأة. ب عد الت ضحية ب عد نكران الذات ب عد تجاوز الذات الالمتناهي بحيث ي حق ق كل شخ ص من خالل الآخر عظمة الب شري ة في اأو ج ق م تها. اإذ اأن كل شخ ص ي حق ق اأف ضل ما عند ه في سبيل الآخر. وهكذا نفهم مر ة ا خرى بل نتاأث ر جدا كيف اأن الإنجيل ي شد د نا ويقو ينا: أالإنجيل ل يدم ر ول يترك الواقع م هم ال بل ي كر س كل شيء وي ك ش ف كل شيء وي حق ق كل شيء. هو ي عطي كل العواطف وكل الد عوات ب عدا لمتناهيا مذهال ل يحد ه عقل ول يتوق ع اأبعاده. كان يو س ف حار سا للبتول وكما تقول صالة رائعة مذكورة في كتاب ال صلوات اليومي ة سيعل م نا اأن ن ح ب اأن ن ح ب في حالتنا الب شري ة مع كل ما ت حم ل ه العاطفة الحقيقي ة من كيان اإلهي. تذك روا هذه الكلمة المثيرة لال ستغراب قالها بول س الر سول في الف صل
الكتاب الأول 24 الأو ل من الر سالة اإلى اأهل رومة حين ذ كر كل شرور الوثني ين في هذه ال سل سلة المظلمة التي ت ذكر فيها كل الجرائ م التي ل ي مكن تخي ل ها وكل النتهاكات التي تتعار ض مع الطبيعة باأفدح الأ شكال وذلك حين رمانا في وحول العالم الوثني اختتم بهذه العبارة ال صغيرة: " ل ود لهم ول رحمة!" كاأن في هذا منتهى ال شر اأو جريمة ق صوى! "ل ود لهم ول رحمة" لأن هم في عجز عن الحب! في مقطع اإنجيل القد ي س مت ى الذي نحن في صدد تاأم ل ه عن يو س ف ن ستنتج مالحظة لها اختالف جوهري: كم ي ستطيع القد ي سون اأن ي حب وا! فه م بالذات يرتفعون اإلى اأعلى ق م م المحب ة وي ولون العواطف الإن ساني ة كامل قيمت ها وكامل اأبعاد ها وكامل ش فوفها وكل وحدتها. لنت صو ر القد ي س اإيرونيمو س والقد ي سة بول والقد ي س يوحن ا الذهبي الفم واأولمبيا والقد ي س بنديكت س والقد ي سة سكول ستيكا والقد ي س فرن سي س والقد ي سة كالرا والقد ي سة تيريزيا والقد ي س يوحن ا ال صليب والقد ي س جان اأود والقد ي سة ماريا دو فالي والقد ي س فرن سي س دو سال والقد ي سة جان دو شانتال... كم اعتدنا اأن نرى اأن في اأ صل اأكبر الأعمال الكن سي ة تبادل روحي ا بين نف س الرجل ونف س المراأة اللذ ين التقيا وتبادل سر اهلل معا. اأن تكون م سيحي ا ل ي عني األ ت ح ب بل اأن ت ح ب كما اأح ب اهلل اأن ت ح ب اإلى ما ل نهاية اأن ت حب ح ب ا حقيقيا اأن ت قد م ذات ك لالآخر واأن ت ح ب لتحم ل الآخر اإلى ملء ذات ه اإلى م ستوى قلب اهلل. وهنا ي مكننا النظر في ف صل ال صداقات التي اعت برت ا ستثنائية. تبدو هذه الكلمة م ضحكة دعوني اأقول م ضحكة لأن ال صداق ة لي ست م ساحة عامة اإن ها عالقة فريدة وحيدة و صامتة. ف أانا اأرى جيدا ما ي مكن اأن ن فهم ه من ذلك و س أاعود لأف س ر هذه النقطة. من الوا ضح اأن لكم قلبا على غرار الجميع واآمل اأ ل تكونوا بال ود ورحمة واإل انطبقت عبارة القد ي س بول س الر سول عليكم. لكن من الم ستحيل اأن ي دينكم
القد ي س يو سف معل م يف احل ب 25 اأنتم في هذه الآية. من الطبيعي اأن تحملوا العواطف التي ستجدون ها في جماعت كم. وما لم تجدوها فيها ستجدون ها خارج ها وهذا حق طبيعي لكم. لكن من الطبيعي بل من المف ض ل اأن تجدوها داخل جماعت كم. ومن الرائع اأن نف س ين تقي تين ومكر ستين تحمالن تناغما على جميع الم ستويات وتفهم كل واحدة الأخرى حال وت شعر كل منه ما اأن ها داخل ال خرى. فكيف ي شعر اهلل باإهانة من هذا اللقاء الذي هو اأ سا س ه وجوهر ه وهو صلة الو صل فيه بل على العك س من ذلك هذا طبيعي وجوهري ومن الم ستحيل اأن يتغي ر الو ضع. من الطبيعي اأن تكون الطريق التي ت وؤد ي اإلى اهلل في ملئ ها ال صداقة الب شرية. ففي هذه ال صداقة بذاتها التي ت عق د حتما برعاية عين اهلل وقلب ه في هذه ال صداقة سيظه ر وجه اهلل وفيها ن ست شعر نب ضات قلب ه. لذا من الأف ضل اأن يكون ملء هذا اللقاء داخل جماعت كم أاو خارج ها اإذا ما كان ذلك م ستحيال. اأم ا المحظور في عب ر عنه هذا الم صط لح : "ال صداقات ال ستثنائية ممنوعة" ويق صد اأمرا صائبا لأن ه اإذا جمعتكم عالق ة صداقة ب شخ ص فيجب األ ت ضر وحدة الجماعة وعليها األ ت ستبعد اأحدا واأل تعيق التبادل الأخوي الذي عليه أان ي سود اأع ضاء الجماعة كل هم واأل ت عنى بالمظاهر لتتو س ع واأل ت غرق بالثرثرة في زاوية من الزوايا بل عليها اأن ت سب ح اهلل من اأجل كل واحد ومن اأجل الك ل. وهذا يتطل ب رق ة لمتناهية وهذا هو الطريق ال صحيح لأي صداقة. اإذا جمعت ك عالقة صداقة عميقة وفريدة ب شخ ص اآخر تجدر الإ شارة اإلى اأن ها حقا صداقة عميقة وفريدة في اأن ك ت صبح م ستعد ا وبدون ترد د للتخلي عن صداقة هذا ال شخ ص ما اإن يبرز شخ ص ثالث شخ ص اآخر يحتاج اإليك. فلو ترد دت أاو اأردت أان يكون ال شخ ص م لكا لك هذا يدل على اأن محب ت ك لي ست بكامل كرم ها و ش فوف ها وعطائ ها.
الكتاب الأول 26 لذا علينا دوما اأن نتحل ى بعواطف نا في ظل الفقر الروحي الإلهي الكل ي. على هذه العواطف األ ت صبح م لكي ة. فعندما ن عطي ذات نا ل شخ ص على غرار المحب ة الإلهي ة الكاملة ن صبح اأكثر انفتاحا على نف س اأخرى حتى ولو بدا وجه ها الظاهر غير ودود لنا وحتى ولو لم ن شعر تجاه ها باأي عاطفة. وحين نتمت ع بهذا الل ين والطواعي ة ب شكل كاف ن غني ال شخ ص الذي ن حب ه بحميمية ب شكل اأكبر وبفرادة أاعظم لأن نا سننمو وننمو وت صبح لنا قيمة تزداد تقديرا واحتراما وتزداد قدرت نا على اإي صال ح ضور اهلل وهو قلب كل حنان اإلى المحبوب ومن خالل ه اإلى العالم اأجمع. من هنا سي ساعدنا القد ي س يو س ف على اأن ن فهم ذلك لأن ه اأحب واأحب ب شكل ل مثيل له ول يمكن مقارنت ه. وقد اأحب ب سرور كبير لي صبح أاعظم نجوم ال س ماء في الأبدي ة الوا سعة. فقد اأحب حتى اآخر رمق حتى ال ست سالم حتى الخ ضوع وال سجود حتى الحترام الذي اأغلق شفت يه في صمت ي شك ل اأكبر ن شيد لحب ه. اإلى م ن يمكننا اللجوء اإذا ما احتجنا اإلى مر شد في الحب الب شري ما لم نلجاأ اإلى هذا الرجل الأعظم إالى عمالق ال صمت الذي ا ستحق أان تدعوه مريم أابا لي سوع الم سيح في تكري س هو اأجمل هالة اأحاط ت به وتعز ز فيه هذه الأبو ة الفريدة التي تطب ع ت أاثير ها فينا جميعا : " أانا واأبوك كن ا نبحث عنك م توج ع ين" موري س زونديل من عظته يف لبنان غزير متوز 1959
تاأمالت يف حياة القد ي س يو سف يف 7 اأيام 27 الكتاب الثاين تاأم الت يف حياة القد ي س يو سف يف 7 اأيام للقد ي س األفون س ماري دو ليغوري قد ي س واأ سقف ومعلم في الكني سة Méditati o n s u r S a i nt J o s e ph en 7 jours St Alphonse de Liguori تاريخ بدء الت ساعية النوايا
الكتاب الثاين 28 تاأم الت في حياة القد ي س يو سف في سبعة اأيام للقد ي س األفون س ماري دو ليغوري قد ي س واأ سقف ومعلم في الكني سة 1. اإن اأردنا اأن نعرف مدى قو ة شفاعة القد ي س يو س ف لدى الر ب الم سيح يجب اأن نقراأ ما قال ه الإنجيل : "وكان خا ضع ا لهما". لم يكن ابن اهلل يبادر في عمل شيء ولفترة طويلة من الزمن سوى الطاعة التام ة ليو س ف ومريم! وكان يكفي ليو س ف اأن يت لف ظ بكلمة اأو اإ شارة حتى ي طيع ه ي سوع. اإن توا ض ع ي سوع في الطاعة هذه ي بي ن لنا مكان ة القد ي س يو س ف التي ت فوق عظمة كل القد ي سين في ما خال الأم البتول. 2. بالن سبة اإلى الثقة في حماي ة القد ي س يو س ف لنا فلن ستمع اإلى ما كانت تقول ه القد ي سة تيريزيا الأفيالنية: "يبدو اأن اهلل ل يمنحنا الن عم بوا سطة سائر القد ي سين في سوى مطلب واحد ضروري اأم ا في ما يتعل ق بالقد ي س يو س ف وبعد الختبار العميق فاإن ه قادر على اإعانتنا في كل الحتياجات. فماذا يقول لنا الر ب من جر اء ذلك غير اأن ه طائع ليو س ف في ال سماء كما كان على الأر ض وهو يحق ق له كل ط لبات ه. هذا ما اختبر ه كل شخ ص ا سد ي ت اإليه ن صيحة اللجوء اإلى معون ة هذا القد ي س العظيم. لم اأر اإن سان ا في حياتي ي ك ر م القد ي س يو س ف ب شكل خا ص من دون اأن يترقى اأكثر فاأكثر في الف ضيلة. فمن اأجل محب ة اهلل اأ ساأل كل م ن ل ي صد قني اأن يت ضر ع إاليه. ول اأفهم اأي ض ا كيف يلتجىء بع ض النا س اإلى م لكة المالئكة وهم م در كون مدى الت ضحيات التي قد مت ها اأثناء طفولة ي سوع من دون اأن ي شكروا القد ي س يو س ف على الخدمة التي قد م ها هو اأي ض ا لالأم البتول ولبنها" 3. علينا بالإخال ص الكامل للقد ي س يو س ف كي ي شفع بنا لننال الميتة
تاأمالت يف حياة القد ي س يو سف يف 7 اأيام 29 ال صالحة. فالأن ه اأنقذ الطفل ي سوع من براثن هيرود س وكمائن ه نال هو اأي ض ا نعمة تحرير المائتين من براثن ال شيطان وكمائن ه. وبما اأن ه عا ش سنوات حيات ه في خدمة ي سوع ومريم وعمل من جنى يد يه ليمنحه ما الملجاأ والماأكل نال بمعون ة ي سوع ومريم الميتة ال صالحة لكل م ن ي ك ر م ه. يا حامي حياتي اأيها القد ي س يو س ف اإن خطاياي أاو صلتني اإلى اأ شنع ميتة لكن اإن دافعت اأنت عن ي فلن اأ ضيع. لأن ك لم تكن اأقرب صديق لم ن سي حكم علي ف ح س ب بل كنت حار س ه اأي ض ا ومرب يه الزمني ف ص ل من أاجلي اإلى البن ي سوع الذي ي حب ك حب ا عظيم ا. اإن ي اأ ضع نف سي تحت حمايت ك لذا اجعلني اأن اأكون لك خادم ا ط وال حياتي. وبا سم العائلة المقد سة التي تنع مت بف ضائل ها وجمال ها أاثناء حيات ك ا ستمد لي الميتة ال صالحة بمعونة ي سوع ومريم. اأيتها العذراء الفائقة القدا سة با سم الح ب الذي منحت ه للقد ي س البتول يو س ف ل تتوان ي في معونتي عند ساعة موتي.
الكتاب الثاين 30 سبعة تاأم الت تكريم ا للقد ي س يو س ف م قد مة على مثال ي سوع الذي اأظهر الحترام والطاعة الكبيرين للقد ي س يو س ف على الأر ض علينا نحن اأي ض ا أان نكون اأوفياء متحم سين لإكرام هذا القد ي س العظيم. ففي اللحظة التي كل ف فيها الآب ال سماوي القد ي س يو س ف ليكون ص في ه على الأر ض اإت خذه ي سوع له اأب ا و أابدى الحترام والطاع ة الالئق ين به لما يقارب مد ة الثالثين سنة. "وكان خا ضع ا لهما" ما ي عني اأن ط وال هذا الوقت كانت م هم ة مخل ص نا اإطاع ة يو س ف ومريم. ففي كل هذه الآونة كان يو س ف هو الآمر والناهي ب صفته رئي س هذه العائلة ال صغيرة. كان ي سوع طائع ا اإلى حد اأن ه لم يقم باأي عمل اأو حركة لم يتناول طعام ه ولم ي أاخذ ق سط ا من الراحة اإل باأمر من القد ي س يو س ف. وهذا ما اأراد الر ب اأن ي ك شف ه للقد ي سة بريجيت: "كان ابني مطيع ا بالتمام حتى اإن ه لحظة كان يو س ف ياأمره قائال: "اإفعل هذا اأو ذلك" كان يقوم به في الحال". وقد صو ر جان غير سون ي سوع الم سيح وهو ي ع د مائدة الطعام وي غ سل الأواني المنزلي ة ويذهب اإلى النبع لإح ضار الماء وي كن س المنزل... فطاعة ي سوع ت ظه ر لنا منز ل ة القد ي س يو س ف التي تتفو ق اأهمي ة على جميع القد ي سين با ستثناء الأم البتول. وبالتالي لم يكن اأحد من الكت اب العلماء يبالغ بالقول: "له الحق الكامل في اأن ت كر م ه جميع ال شعوب هذا الذي اأراد ملك الملوك اأن يرف ع ه اإلى اأ سمى درجات ال سمو. حتى اإن ي سوع الم سيح نف س ه اأو صى القد ي سة مارغريت دو كورتون اأن ت بدي اأمانة خا ص ة بالقد ي س يو س ف لأنه اهتم بتغذيت ه ط وال حياته ". اأم ا في ما يتعلق بالن ع م الم بهرة التي ي غد ق ها القد ي س يو س ف على كل م ن
تاأمالت يف حياة القد ي س يو سف يف 7 اأيام 31 يوليه الث قة فلن اأذك ر كامل ما شهدته اإذ ي مك ن نا اأن نقراأ موؤل ف الأب باترينياني بعنوان:" إاكرام القد ي س يو س ف" و أاكتفي بذكر ما قالته القد ي سة تيريزيا الأفيالنية في الف صل ال سابع من ق ص ة حيات ها: " أانا ل اأذكر اأن ي ت ضرعت يوما اإليه وخذلني. فم ن الروع ة بمكان اأن اأتحد ث عن الن عم التي ل ت ح صى والتي اأغدق ها الر ب علي ب شفاعة القد ي س يو س ف والمخاطر الج سدي ة والنف سي ة التي خل ص ني منها. فقد أاعطى اهلل كل القد ي سين الآخرين اأن يقد موا لنا المعون ة لحاجة واحدة ف ح س ب. لكن بعد الخبرة عرفنا اأن القد ي س يو س ف قادر على تقديم المعون ة لنا في كل احتياجات نا. وبذلك يريد الر ب اأن يبقى خا ضع ا له في ال سماء وعلى الأر ض فيفعل ما يطلب ه منه هذا القد ي س. هذا ما اختبر ه اأ شخا ص اآخرون قمت ب إار شادهم في الت ضر ع اإليه. لقد اأردت اأن ا قنع الجميع اأن يثقوا بالقد ي س يو س ف بف ضل خبرتي الوا سعة في الن عم التي ح صلت عليها من اهلل ب شفاعته. ف أانا لم اأر اأي شخ ص ي كر م هذا القد ي س ب شكل خا ص ولم يت سامى في الف ضيلة. ومنذ عد ة سنوات داأبت في يوم عيد ه على طلب نعم ه في ستجاب طلبي حال. فاأ صل ي كي تنال محب ة اهلل كل م ن ل يريد اأن ي ؤومن فيختبر بنف سه ذلك. اأم ا في ما يتعل ق بي فاأنا ل اأعرف كيف يفك ر النا س في ملكة المالئكة وكل الت ضحيات التي كانت ت قدم ها في طفولة ي سوع من دون تقديم ال شكر إالى القد ي س يو س ف على كل الخدمات التي وف ر ها في الوقت عين ه لالأم ولالبن". وباخت صار قال القد ي س بيمادين دو سيين اإن ه من المحتوم اأن هذا هو الر ب نف س ه الذي كر م القد ي س يو س ف كمرب يه لن ي رف ض له طلب ا في ال سماء بل هو ي حق ق كل ما يطلب ه ب سهولة كبيرة. لكن بما اأن ه علينا اأن نموت جميع ا فعلى الجميع اأن ي بدي كل الإخال ص اإلى القد ي س يو س ف ل سبب واحد وهو الرغبة في الح صول على ميتة صالحة. فالم سيحي ة باأ سرها تعترف بالقد ي س يو س ف كمدافع عن المائتين و شفيع الميتة ال صالحة وذلك لثالثة اأ سباب :
الكتاب الثاين 32 اأو ل لأن ه اأحب ي سوع الم سيح لي س ك صديق ف ح س ب بل كاأب وبالتالي تكون شفاعته اأقوى بكثير من شفاعة كل القد ي سين الآخرين. ويقول جان غير سون اإن صلوات القد ي س يو س ف لها بالن سبة اإلى ي سوع تاأثيرها كالأمر الم برم. ثاني ا اإن للقد ي س يو س ف القدرة الكبيرة على مواجهة الأبال سة التي ت هاجم نا في نهاية حيات نا. فقد اأعطاه ي سوع الم سيح امتياز ا خا ص ا بحماية المائتين من براث ن اإبلي س كمكافاأة له على حمايته من براثن هيرود س. ثالث ا اإن ه بف ضل الم ساعدة التي ح صل عليها من ي سوع ومريم في ساعة ممات ه يتمت ع بامتياز الح صول على ميتة صالحة وهانئة لخد ام ه. وبالتالي حين ي ضرعون اإليه عند مماتهم سي أاتي ليقو يهم ويحمل إاليهم معونة ي سوع ومريم. ث م ة اأمثلة كثيرة لكن نا سنتوق ف عند ذكر البع ض منها: ي خبر بوفيريو س اأن راهب ا كبو شي ا حين شعر باقتراب اأج ل ه طلب من الرهبان اأن ي ضيئوا بع ض ال شموع. ف ساأل ه هوؤلء عن ال سبب فاأخبر هم باأن ه بعد هنيهات سياأتي القد ي س يو س ف ومريم العذراء لزيارت ه. وبالكاد لفظ هذه الكلمات حتى اأ ضاف: "هذا هو القد ي س يو س ف وملكة ال سماء فاجثوا على ركب ك م يا آابائي وا ستقبلوهما." وفيما هو يتكل م بهذه الطريقة لفظ أانفا س ه الأخيرة ب سالم في التا سع ع شر من اآذار اليوم الذي ي خ ص ص لتكريم القد ي س يو س ف. وي خبر الأب باترينياني بح سب القد ي س فن سان فيرير واآخرين ك ثر اأن بائع ا من فالن سيا اعتاد كل عام في يوم عيد الميالد أان يدعو رجال عجوز ا وامراأة ت ر ض ع طفال اإلى الع شاء تكريم ا لي سوع ومريم ويو س ف. هذا الرجل التقي ظهر بعد موت ه على شخ ص كان ي صل ي واأخبر ه اأن ه في لحظة ممات ه زار ه ي سوع ومريم ويو س ف وقالوا له: "خالل حيات ك كنت ت ستقبلنا عند ك في شخ ص هوؤلء الفقراء الثالثة والآن اأتينا نحن إاليك ل ستقبال ك عندنا
تاأمالت يف حياة القد ي س يو سف يف 7 اأيام 33 وقادوه اإلى الفردو س. ونقراأ اأي ض ا في كتاب الأخبار الفرن سي سكاني في الرابع ع شر من شباط اأن الأخت الم ك ر مة بودنزياما زانيوني التي كانت تخ ص ص إاكراما كبير ا للقد ي س يو س ف فر حت عند ساعة موتها بالقد ي س الذي اأتى إالى جانب فرا ش موت ها حامال الطفل ي سوع على ذراع ه فراحت تتحد ث تارة إالى القد ي س يو س ف وطور ا اإلى الطفل ي سوع وت شكر هما على هذه الن عمة الكبيرة. ولفظت الأخت أانفا س ها الأخيرة بكل فرح بهذه الرفقة العذبة. ويقال اإن ه في ق ص ص الراهبات الكرمليات حافيات القدم ين اأن الأخت المبجلة اآن - اأغ سطين عند اقتراب ساعة مماتها راأتها بع ض الراهبات برفقة ومعونة القد ي س يو س ف والقد ي سة تيريزيا الأفيالني ة. واأخير ا بح سب الأب جيوفاني دي األوزا في كتاب ه الذي يخب ر نا عن القد ي س يو س ف ظهر على اأحد اإخوت ه الرهبان واأخبر ه باأن اهلل خل ص ه من جهن م بف ضل الإخال ص الذي اأبداه للقد ي س يو س ف واأعلن بالتالي اأن القد ي س كاأب و صي على ي سوع الم سيح كانت سلطت ه عليه كبيرة. التاأم ل الأول حول ال س ف ر اإلى بيت لحم حيث و لد ي سوع "و صعد يو س ف من الجليل إالى اليهودي ة من النا صرة اإلى بيت لحم مدينة داود". تاأم لوا في تلك الأحاديث العذبة التي تباد لها يو س ف ومريم في طريق هما إالى بيت لحم عن رحمة اهلل الذي اأر سل ابن ه اإلى العالم ليخل ص الب شر. وعن محب ة البن الذي اأتى اإلى وادي الدموع هذا ليدف ع ثمن خطيئة الإن سان باآلم ه وموت ه. تاأم لوا اأي ض ا في ما احتمل ه القد ي س يو س ف من اآلم حين وجد ذات ه مع مريم منبوذ ا من الجميع في بيت لحم في الليلة التي و لد فيها الكلمة الإلهية.
الكتاب الثاين 34 حتى اإن هما ا ض ط ر ا اإلى اإيجاد ماأوى لهما في اإ سطبل. يا لألم يو س ف الذي راأى عرو س ه الفائقة القدا سة ال ش اب ة اليافعة وهي على شفير الولدة ترتجف برد ا في هذه المغارة الرطبة والمفتوحة من كل مكان! لكن كم كان فرحه كبير ا حين سم ع مريم تناديه وتقول له: "تعال يا يو س ف تعال وا سجد لطفل نا الإله الذي و لد الآن في هذا ال سطبل! تاأم ل جمال ه تاأم ل في هذه المغارة! ها ملك الكون على هذا التبن. انظر اإليه وهو يرتجف برد ا هو الذي ي شعل ال سرافيم بنار محب ت ه! ا ستمع اإلى بكائ ه وهو فر ح ال سماوات! ولكن يا لح ب يو س ف وحنان ه حين راأى باأم عين يه ابن اهلل طفال و سمع المالئكة ت سب ح الر ب الر ضيع ور أاى المغارة ممتلئة نور ا!... يجثو يو س ف على ركبت يه باكي ا وقائال : "اأعبد ك اأجل اأعب دك يا رب ي واإلهي. يا ل فرحي اأن اأكون بعد مريم الأول الذي راآك ر ضيع ا واأن اأعرف اأن ك ترغ ب في اأن ت دعى ابن ا لي في هذه الدنيا واأن ت صير فعال كذلك! فا سمح لي اإذ ا اأن أاتلف ظ اأنا بهذا ال سم وا ناديك منذ الآن يا ابني واإلهي فاأنا اأكر س نف سي بكلي تها لك. ولن تكون حياتي لي بل لك اأنت ولن اأ ستخدم ها في سوى خدمت ك يا رب ي! "وكم ازداد فرح يو س ف حين راأى اأن ه في هذه الليلة بالذات و صل الرعاة الذين دعاهم المالئكة لروؤية رب هم الر ضيع وبعد هم المجو س القد ي سون الذين اأتوا من الم شارق لتاأدي ة واجب هم اأمام ملك ال سماء أامام الإله الذي تاأن س لإنقاذ خليقت ه. تاأمالت و صلوات: ي ول د في إا سطبل في حالة مدقعة من الفقر من دون نار ول ثياب وحين سمعت ه يبكي األم ا ب سبب شد ة البرد اأرجوك امنحني اأن اأتاأل م حق ا ب سبب خطاياي التي فيها ت سببت بالدموع التي ذرف ها ي سوع. لكن با سم الفرح الذي شعرت به حين راأيت ي سوع طفال مولود ا في مغارة بهذا الجمال وهذه النعمة للمر ة الأولى اإلى درجة اأن ه منذ تلك اللحظة الأولى بد أا قلب ك ي شتعل باأق صى درجات الح ب لهذا الطفل الم حب والم حبوب ا ستمد لي نعمة اأن
تاأمالت يف حياة القد ي س يو سف يف 7 اأيام 35 أاحب ه اأنا اأي ض ا اإلى اأق صى درجات المحب ة على الأر ض لأ ستحق يوم ا اأن أاقبل ه واأمتلك ه في ال سماء. واأنت يا مريم يا اأم اهلل واأم ي صل ي من اأجلي لبنك وا ستمد ي لي الغفران عن كل الإهانات التي ارتكبت ها اأمام ه وعلى نعمة الت وق ف عن اإهانته. واأنت يا حبيبي ي سوع سامحني من اأجل محب ة يو س ف ومريم واأعطني نعمة روؤيتك يوم ا في الفردو س لأ سب ح ك هناك واأح ب جمال ك الإلهي وطيبت ك التي جعلت ك طفال من اأجلي. اأحب ك اأي ها الجمال الالمتناهي اأحب ك يا ي سوعي أاحب ك يا اإلهي يا حب ي ويا كل ي! التاأم ل الثاني حول الرحيل اإلى م صر "ظ هر مالك الر ب ليو س ف في الح لم وقال له: "قم خذ الطفل واأم ه واهرب اإلى م صر ". حين أاخبر المجو س الأتقياء هيرود س باأن ملك اليهود قد و لد اأم ر هذا المت سل ط الوح شي باإعدام كل الأطفال الذين و ج دوا في اأنحاء بيت لحم ومحيط ها. وبالتالي بما اأن اهلل اأراد اأن ي حمي ابن ه موقت ا من الموت اأر سل مالك ا لينب ه يو س ف باأن ياأخ ذ الطفل واأم ه ويهرب بهما إالى م صر. تاأم لوا هنا في الطاعة ال سريعة التي أاظهر ها يو س ف الذي مع اأن المالك لم يفر ض عليه وقت الرحيل لم يفك ر في ال صعوبة اأو الوقت اأو طريقة س ف ر م ضن كهذا ول في المكان الذي فيه سي ستقر في م صر. بل عمد فور ا اإلى الرحيل. وفي هذه البرهة بالذات أاخبر مريم بذلك وفي الليلة نف س ها كما يقول غير سون أاح ضر كل اأدوات مهنت ه التي باإمكان ه حمل ها والتي يمكن ها اأن ت ساعد ه على اإعالة عائلت ه وذهب في الطريق مع خط يبت ه مريم القد ي سة. وها هم وحدهم من دون مر شد ي ش ق ون طريق هم اإلى م صر فيقومون ب سفر م سافته..4 ميل
الكتاب الثاين 36 )اأي 644 كلم( ويعبرون الجبال وط رقات قا سية ووعرة وفي ال صحاري الوا سعة. وكم كانت قا سية اآلآم يو س ف في هذا ال سفر حين كان يرى امراأت ه الحبيبة ت عاني التعب هي التي لم تعتد ال سير حاملة على ذراع يها الطفل الحبيب الذي كانا يتبادلن حمل ه ط وال الطريق مع الحذر الم ستمر بتجن ب لقاء جنود هيرود س في كل خطوة وذلك في اأ شد الأيام برودة و شتاء اإ ضافة اإلى الرياح والثلوج التي زادت الترحال ق ساوة. وبم اذا كانوا يغتذون في هذا ال سفر سوى بقطعة خبز اأح ضراها من المنزل اأو نالها كم ساعدة اأين كان من المفتر ض اأن ي ستريحوا في الليل في سوى بع ض الأماكن القا سية اأو في الطبيعة العارية المك شوفة اأو في اأف ضل الأحوال تحت شجرة كان يو س ف م ست سلم ا تمام ا لم شيئة الر ب الأزلي الذي اأراد اأن يبداأ طفله بالمعاناة منذ نعومة أاظفار ه لتحرير الإن سان من خطاياه. لكن لم يكن باإمكان قلب يو س ف الحنون والم حب األ ي شعر بالألم العظيم حين كان ي سمع ي سوع يبكي من البرد ومن كل ما أازعجه. تاأم لوا اأخير ا كم كان يو س ف يعاني في اإقامة سبع سنوات في م صر داخل اأ م ة همجية مجهولة وعابدة لالأ صنام. لم يجد هناك الأهل اأو الأقارب لم ساعدت ه. وكان القد ي س برنارد يقول "كان على الراعي القد ي س اأن يعمل ليال ونهار ا كي ي طع م خ ط يبت ه والطفل الإلهي مغذي الب شر والمخلوقات جميع ا على الأر ض. تاأمالت و صلوات: يا محامي القد ي س با سم هذا ال ست سالم التام الذي اأظهرت ه أانت للم شيئة الإلهية ا ستمد لي نعمة المتثال الكامل لأوامر اهلل. واح صل لي في س ف ر روحي المجاهدة نحو الأبدية على نعمة عدم الخ سران لر فقة ي سوع ومريم حتى الرمق الأخير. وهكذا برفقتهما ستكون كل الآلم والم صائب في حياتي وحتى ساعة موتي سهلة وناعمة و سل سة. يا مريم اأم اهلل با سم الآلم التي عانيت ها واأنت شابة و ضعيفة ط وال سفر ك اإلى م صر نالي لي قو ة احتمال الآلم والأمور المزعجة التي اأ صادفها ب صبر
تاأمالت يف حياة القد ي س يو سف يف 7 اأيام 37 وات ضاع. واأنت يا حبيبي ي سوع اأ شفق علي. يا اإلهي اأي تها البراءة الكاملة اأنت رب ي واإلهي الذي اأردت منذ نعومة اأظفارك اأن تتاأل م من اأجلي واأنا الخاطئ الذي ط الما اأ ستحق نار جهن م كيف لم اأكن خا ضع ا و صبور ا في اآلمي من اأجلك سامحني يا سي دي! اأريد من الآن ف صاعد ا اأن اأحتمل كل ما ت ريده ومنذ هذه اللحظة أاتقد م لأحمل كل ال صلبان التي ت لقيها على كتفي. ف ساعدني بنعمت ك لأني بدون عون ك ساأخونك. اأحب ك يا ي سوع يا كنزي الثمين ويا كل ي. واأريد اأن أاحب ك دائم ا واأن اأر ضيك واأن اأتاأل م بكل القدر الذي تريده. التاأم ل الثالث حول اختفاء ي سوع في الهيكل "بقي ال صبي ي سوع في اأور شليم ووالداه ل يعلمان". بما اأن الوقت قد حان للعودة من م صر نب ه المالك يو س ف مجدد ا بالعودة اإلى اليهودي ة مع الطفل واأم ه. ويعتبر القد ي س بوناونتور اأن ه في هذه العودة كان األم يو س ف ومريم أاكبر مم ا كان عليه في اثناء الذهاب لأن ي سوع كان في ال سابعة من العمر تقريب ا فكان كبير ا جد ا على اأن ي حمل على يد يهما و صغير ا جد ا على اأن يقوم ب سفر طويل على قدم يه وبالتالي كان على هذا الطفل الحبيب دوم ا اأن يتوق ف ويرتاح على الأر ض ل شد ة التعب. اإ ضافة اإلى ذلك لنتاأم ل في الآلم التي عا شها يو س ف ومريم بعد عودتهما حين فقدا ي سوع في الزيارة التي قاما بها إالى الهيكل. فقد اعتاد يو س ف اأن يفرح جدا عند مرافقة مخل ص ه الحبيب وروؤيته. لكن كم كان األم ه كبير ا حين ح ر م من ذلك لمد ة ثالثة اأيام دون التاأك د من اإيجاده اأو فهم سبب هذا الختفاء! كان األم ه هذا كبير ا لأن الراعي القد ي س بتوا ضع ه الفائق خاف من اأن يكون قد ارتكب اأي تق صير فيقرر ي سوع األ يعود لي سكن في بيت ه اأو ل يعد ه اأهال لرفقت ه ومحب ت ه و شرف خدمت ه والعتناء بكنز بهذا الحجم. لي س هنالك من األم أاكبر لنف س و ضعت كل حب ها لإلهها من اأن ت شك ك في
الكتاب الثاين 38 ما اإذا أازعجته اأو ق ص رت في خدمته. فخالل هذه الأيام الثالثة لم ي ستطع يو س ف ول مريم اأن ياأخذا برهة ا ستراحة لقد بحثا في كل حدب و صوب عن ابنهما الحبيب والدموع تنهمر على وجنتيهما ط وال تلك المد ة. وهذا ما قالته العذراء حين وجدت ه في الهيكل: "يا بني اأي األم سببته لنا حيث بحثنا عنك لثالثة اأيام متاأل م ين دون اأن نعرف عنك شيئ ا!". لكن لنتاأم ل من ناحية اأ خرى بفرح يو س ف حين وجد ي سوع وعلم اأن سبب اختفائ ه لم يكن من التق صير بل من الحما سة والندفاع لتمجيد اأبيه ال سماوي. تاأمالت و صلوات: يا راع ي القد ي س كنت تذرف الدموع لأن ك فقدت ي سوع عن ناظر يك لكن نك أاحببته كل الأوقات وقد اأحب ك كثير ا اإلى درجة اأن ه اختار ك اأب ا وو صي ا وحار سا على حيات ه. دعني اأذرف أانا بدوري دموع ا سخي ة أانا الذي من أاجل مخلوقات عادي ة وب سبب رغباتي تخليت عن اإلهي وفقدته مرار ا واحتقرت ن عمت ه الإلهية. اأت ضرع اإليك بحق آالآم فقدان ي سوع عن ناظر يك اأن تمنحني الدموع لأذرفها بال انقطاع على الإ ساءات التي ارتكبت ها بحق معلمي الإلهي. وبا سم الفرح الذي شعرت به حين وجدت ه في الهيكل امنحني سعاد ة اأن اأجد ه م جدد ا حين اأعود بنعمت ه اإلى داخلي فال اأفق ده أابد ا. واأنت يا مريم يا اأم ي يا ملجاأ الخطاأة ل تتخل ي عن ي بل ا شفقي علي! واإن كنت قد اأهنت ابنك فاأنا أاتوب اليوم من كل قلبي واإ ن ي م ستعد اأن أافق د حياتي األف مرة قبل اأن اأفق د نعمت ه الإلهية. صل ي اإليه لي سامحني ويعطيني نعمة المثابرة المقد سة. واأنت يا ي سوع يا حبيبي اإن لم ت سامحني بعد سامحني الآن. فاأنا اأكر ه كل ما ارتكبته من خطايا بحق ك واأ شعر ب آالآم مبر حة وا ريد الموت متاأل م ا. ولأن ي ا ح ب ك أاختار نعمت ك ومحب ت ك فوق كل ممال ك هذه الدنيا. يا اإلهي اأع ن ي كي ا حب ك دائم ا واأمتنع عن اإهانت ك اإلى الأبد. اآمين.
تاأمالت يف حياة القد ي س يو سف يف 7 اأيام 39 التاأم ل الرابع حو ل فرح الراعي الإلهي لمرافقته الدائمة لي سوع "وعاد معهما اإلى النا صرة وكان خا ضع ا لهما" بعد اأن وجداه في الهيكل عاد ي سوع معهما اإلى النا صرة وعا ش مع يو س ف طائع ا له كما لو اأن ه اأبوه ورافق ه حتى مماته. تاأم لوا حياة القدا سة هذه التي عا ش ها يو س ف برفقة ي سوع ومريم. في هذه العائلة لم يكن هناك من عمل اآخر سوى مجد اهلل الأعظم. لم يكن من رغبة اأو فكر سوى اإر ضاء اهلل. ول اأي كالم عن سوى الح ب الذي على الب شر أان ي شعروا به تجاه اهلل. وعن الحب الذي يحمل ه اهلل للب شر خ صو ص ا الحب الذي أاظهره لهم باإر سال ابن ه الوحيد كي يتاأل م ويموت في خ ضم من العذاب وال شقاء كي يخل ص الب شري ة. فباأي شاللت من الدموع كان يو س ف ومريم العالمان من الكتب المقد سة عن اآلآم ي سوع الم سيح المبر ح ة وموت ه وباأي حنان يتحادثان عن هذا الأمر إاذ اإن ه بح سب نبوءة اإ شعيا سيكون محبوبهما رجل الأوجاع والعار واإن اأعداء ه سي شو هون منظره ب شكل كامل. ووجه ه لن يعود معروف ا. وج لد ه سين سل خ ب ضربات ال سياط ولحم ه سيتمز ق فيح سبونه ذا بر ص مغطى بالج راح والندوب واإن ابنه ما الحبيب سيعاني كل ذلك ب صبر كبير دون اأن يفتح فاه لي شتكي من هذه الإ ساءات. وكحمل سيق اإلى الذبح ليعل ق اأخير ا على خ شبة العار بين ل ص ين وي نهي حيات ه بالعذاب. تاأم لوا م شاعر الألم والح ب التي اأثارتها هذه الأفكار في قلب يو س ف. تاأمالت و صلوات: يا راعي القد ي س بحق الدموع التي ذرفت ها حين كنت تتاأم ل اللآم الم ستقبلي ة لبن ك ي سوع إا ستمد لي نعمة اأن أاتذك ر دائم ا اأعذبة مخل صي. وبا سم شعلة المحبة المقد سة التي كانت ت ضرم ها هذه المحادثات والتاأمالت اإ ستمد لي
الكتاب الثاين 40 شعلة لقلبي الذي ت سب ب باأعذبة ي سوع. واأنت يا مريم بحق كل ما عانيتي في اأور شليم اإح صلي لي على نعمة التاأل م ب سب ب خطاياي. واأنت يا ي سوعي ال صالح الذي تاأل م كل هذا الألم ومات من أاجلي امنحني الن عمة األ اأن سى هذا الح ب الكبير. يا مخل صي موتك هو رجائي. أانا اأوؤمن باأن ك م ت من اأجلي. واأترج ى خال صي باآلم ك. واأحب ك من كل قلبي اأكثر من كل ما في العالم. اأ حب ك اأكثر مم ا اأح ب نف سي! ما من شيء يوؤلمني اأكثر من اأن اأكون قد أا ساأت اإليك اأنت يا مخل صي ال صالح. ول اأريد سوى اأن اأ حب ك واأ ر ضيك. اأع ن ي يا رب ي ول ت سمح لي باأن اأنف ص ل عنك اأبد ا. التاأم ل الخام س "وعاد معهما اإلى النا صرة وكان خا ضع ا لهما" تاأم لوا اأو ل في الح ب الذي اأبداه يو س ف لخط يبته الفائقة القدا سة. لقد كانت اأجمل امراأة في حيات ه وهي في الوقت عين ه امراأة التوا ضع وال صالح والطهارة والطاعة والتقد م في محب ة اهلل اأكثر مم ا كان عليه اأي ب شري واأي مالك. لذا ا ستحق ت كل ح ب يو س ف الذي عا ش الف ضيلة. لقد كان يو س ف يعل م كم كانت مريم ت حب ه هي التي كانت ت ف ض ل خ ط يب ها على كل الخالئق. وكان يعتبر ها محبوبة اهلل المختارة كي تكون اأم ابن ه الوحيد. لكن لكل هذه الأ سباب تاأم لوا في العاطفة القلبي ة التي اأظهر ها يو س ف البار لمراأة م حب ة كمريم. تاأم لوا اأي ض ا ح ب يو س ف لي سوع. فحين اختار اهلل هذا القد ي س لياأخذ مكانة الأب لي سوع حفر في قلب ه الح ب المالئ م ليكون اأب ا اأب ا لبن بهذه الروعة اأب ا
تاأمالت يف حياة القد ي س يو سف يف 7 اأيام 41 لبن اهلل! لم يكن ح ب يو س ف ح ب ا ب شري ا كحب سائر الآباء العاديي ن بل كان حب ا يفوق الطبيع ة يجعله يرى البن والإله في ال شخ ص الواحد. لقد كان يو س ف يعر ف جيد ا باإلهام اإلهي اأكيد ح م ل ه المالك اإليه اأن الطفل الذي يرافق ه ط وال الوقت هو الكلمة الإلهية الذي من اأجل ح ب الب شر ومن اأجل حب ه هو اأي ضا تج س د على الأر ض. كان يعرف اأن ه اختار ه من بين الر جال كل هم ليكون و صي ا على حيات ه ويريد اأن ي دعى ابن ه. لكن تاأم لوا اأي اأت ون ح ب مقد س كان ي شتعل في قلب يو س ف اآن تاأم ل ه في كل ذلك اأو حين كان يرى معل م ه الإلهي يخدم ه كمتدر ب على العمل. فتارة يفتح م حتر ف الن جارة وي قفله وطور ا ي ساعد ه على قطع االخ شب اأو يعمل باأدوات النجارة والفاأ س اأو ي كن س غبار الحانوت والمنزل. باخت صار كان ي طيع كل اأوامر ه حتى اأن ه لم ي قم باأي عمل اإل تحت سلطة يو س ف الأبوي ة. ما العاطفة التي عليها أان ت ستيقظ في قلب ه حين كان يحمله بين ذراع يه م دل ال وم تقبال م ن الطفل الحبيب دلل و سرور ا أام حين كان يحفظ كلمات الحياة الأبدي ة التي اأ صبحت سهام ا من المحب ة تجتاز قلب ه اأو ي شهد لم ثال الف ضيلة المقد سة التي ي عطيه إاياها هذا الطفل الإلهي من المعروف اأن ش علة المحب ة بين الأ شخا ص المتحاب ين قد تبرد مع طول الزمن فكلما طال وقت اأحاديث الب شر في ما بينهم زادت معرفة بع ضهم ل سي ئات بع ض. لكن ه لم يكن كذلك بالن سبة اإلى يو س ف فكل ما ازدادت اأحاديث ه مع ي سوع زادت معرفت ه لقدا ست ه. فاحكموا كم كان ي حب ي سوع بما أانه عا ش معه ما يناهز الخم س وع شرين سنة بح سب العديد من الك ت اب. تاأمالت و صلوات: يا راعي القد ي س اأنا اأفرح لفرحك وارتفاعك أانت الذي ا ستحق اأن ينال القدرة على ا ستعمال ال سلطة كاأب على الذي تطيع ه ال سماوات والأر ض. اأ ضرع اإليك لأن اإله ا خدم ك واأريد اأن اأ ضع نف سي في ت صر ف ك. أاريد اأن
الكتاب الثاين 42 اأخدم ك من الآن ف صاعد ا واأن اأ كر م ك واأحب ك ك سي د على نف سي. ضم ني تحت رعايت ك واطلب مني ما ي طيب لك. اأنا أاعلم اأن كل ما تقول ه لي سيكون ل صالحي ولمجد مخل صنا اأي ض ا. اأيها القد ي س يو س ف صل إالى ي سوع من اأجلي. فمن الموؤك د اأن ه لن ي رف ض لك طلب ا بعدما أاطاع كل اأوامر ك على الأر ض. قل له اأن ي سامح ني على الإ ساءات التي صدر ت من ي بحق ه. واطلب اإليه اأن يف صل ني عن كل الخالئق وعن نف سي فيحرقني بنار محب ته ويفعل بي ما ي شاء. واأنت يا مريم الفائقة القدا سة با سم الح ب الذي ي كن ه يو س ف لك ا ستقبليني تحت ستر ثوب ك وتو س لي اإلى عرو س ك القد ي س باأن يقبلني كالخادم الأمين. واأنت يا ي سوعي الحبيب الذي من اأجل اإنقاذي من مع صيتي اأردت اأن تتوا ض ع وتطيع اأوامر اإن سان اأتو س ل اإليك ب حق الطاعة التي فر ض ت ها عليك الأر ض اأمام يو س ف امنحني نعمة اإطاع ة ما تمليه علي م شيئت ك الإلهي ة. وبا سم الحب الذي اأبديته ليو س ف والذي كن ه هو لك امنحني اأن اأحب ك واأ حب صالح ك الذي ي ستحق المحب ة من كل قلبي. اإغفر الإ ساءات التي سببت ها لك وا شفق علي. اأ حب ك يا ي سوع يا حب ي اأ حب ك يا اإلهي! واأ ريد اأن اأحب ك على الدوام. التاأم ل ال ساد س حول وفاة القد ي س يو س ف "كريم في عين ي الر ب موت اأبرار ه" تاأم لوا كيف اأن يو س ف بعد اأن خد م ي سوع ومريم ب إاخال ص تام اقتربت ساعة موت ه في بيت ه في النا صرة. وبما اأن المالئكة وملك المالئكة ي سوع الم سيح يحيطون به كذلك مريم خ طي ب ته وقد وقف كل واحد منهم اإلى ناحية من سريره المتوا ضع. لقد تعز ى بهذه الرفقة الحلوة الفا ضلة م حافظ ا حتى
تاأمالت يف حياة القد ي س يو سف يف 7 اأيام 43 الر مق الأخير على هدوء سماوي وترك هذه الحياة المليئة بال شقاء. كم كان وجود هذه المراأة وهذا البن الذي هو المخل ص كافي ا كي ي م سي موت يو س ف هادئ ا وثمين ا. فكيف سي ضحي موته م ر ا اإن هو انتقل بين يد ي الحياة عين ها م ن من ا قادر على التعبير أاو فهم التعزية والرجاء الرائع ين واأعمال الخ ضوع و ش علة المحب ة التي ت شعل قلب يو س ف بكلمات الحياة الأبدية التي كان يتلف ظ بها ي سوع اأو مريم في اللحظة الأخيرة من حيات ه اإذ ا ل بد من راأي القد ي س فران سوا دي سال أان يكون صحيح ا حين قال: "اإن يو س ف مات من في ض الح ب ال صافي هلل". هكذا كان موت القد ي س الم سالم بال خوف ول هلع لأن حيات ه كل ها كانت مقد س ة. لكن ل يمكننا أان ن سعى اإلى موت م شابه لأن نا أا ساأنا اإلى اهلل وا ستحققنا نار جهن م. هذا صحيح رب ما لكن مع ذلك ستكون تعزيت نا كبيرة في اللحظة الأخيرة اإذ نرى حماية القد ي س يو س ف. هو الذي اأطاعه اهلل بنف س ه ستطيع ه ال شياطين حتم ا و سيطرد ها ويمنع ها من اإغراء م ن يكر مون ه ساعة موت هم. فطوبى للنف س التي تحتمي بهذا المحامي لأن ه عند موت ه بمعون ة ي سوع ومريم. وباإنقاذ ه ي سوع من الموت المحتوم حين هرب به اإلى م صر يتمت ع ب أان يكون شفيع الميتة ال صالحة ويحرر خد امه المائتين من خطر الموت الأبدي. تاأمالت و صلوات: يا حامي القد ي س لقد نلت الحق الكامل بالميت ة المقد س ة لأن حيات ك كل ها كانت مقد سة. اأم ا اأنا فم ن الطبيعي اأن اأتوقع ميتة مليئة بالعذاب لأن ي ا ستحققت ها بحياتي ال سي ئة. لكن اإن دافعت اأنت عن ي فلن اأ ضيع. لم تكن من اأقرب اأ صدقاء م ن سيحكم علي ف ح س ب بل كنت اأي ض ا حار س ه وو صي ا عليه. واإن ت شف عت بي اأمام ي سوع فلن يدينني. يا راعي القد ي س اأختار ك بعد مريم راعي ا ومحامي ا رئي س ا عني. واأعدك حتى اآخر حياتي اأن اأكر م ك كل يوم بمديح خا ص واأن اأ ضع نف سي تحت رعايتك. اأنا غير م ستحق لكن با سم الحب الذي تكن ه لمريم وي سوع اقبلني خادم ا لك اإلى الأبد. با سم هذه
الكتاب الثاين 44 العائلة المقد سة التي أا س ستها مع مريم وي سوع ط وال حيات ك احمني ط وال حياتي لئال اأنف صل يوم ا عن اهلل واأخ سر نعمت ه القد و سة.بحق المعون ة التي وجدت ها في ي سوع ومريم ساعة موت ك اح م ني ساعة موتي كي اأموت برفقت ك ورفقة ي سوع ومريم واأكون يوم ا في الفردو س اأقد م لك ال شكر واأتمك ن من ت سبيح اإله نا برفقت ك. اأيتها العذراء الفائقة القدا سة أانت يا اأملي اإنك تعرفين جيد ا اأن ه بحق اآلم ي سوع الم سيح اأو ل وب شفاعت ك أارجو اأن أاموت ميتة صالحة لأخل ص. يا اأم ي ل تتخل ي عن ي بل اأعينيني خ صو ص ا في ساعة الموت الحا سمة. ونالي لي نعمة اأن األف ظ اأنفا سي الأخيرة و أانا اأت ضر ع اإليك واأ حب ك وا حب ي سوع. واأنت يا مخل صي الحبيب ستكون يوم ا القا ضي الذي سيحكم علي اأتو س ل اإليك سامحني عن كل ذنوبي التي ارتكبتها بحق ك. فانا اأتوب عنها كل ها من كل قلبي ل تتاأخر في م سامحتي قبل اأن تاأتي ساعة موتي وتحاكمني. كم اأنا اآ سف على ضياع كل تلك ال سنوات من دون اأن ا حب ك! امنحني نعمة اأن أاحب ك حب ا كبير ا في الأيام القليلة المتبقية من حياتي. وحين ت أاتي لحظة انتقالي من هذه الحياة إالى الأبدي ة اأعطني اأن اأموت م شتعال بنار محب ت ك. أاحب ك يا مخل صي يا اإلهي يا حب ي ويا كل ي! ول اأطلب منك اأية نعمة سوى اأن أاحب ك. أارغب في الفردو س واأريد نعمة اأن ا حب ك اإلى الأبد بكل ما لدي من قو ة. اآمين. هذا ما اأرجوه اآمين هكذا فليكن. يا يو س ف يا ي سوع ويا مريم اأقد م لكم قلبي ونف سي. يا يو س ف يا ي سوع ويا مريم في هذا النزاع الرهيب اإ سمحوا لي اأن اأموت برفقتكم. التاأم ل ال سابع والأخير حول مجد القد ي س يو س ف "اأيها العبد ال صالح الأمين كنت اأمين ا على القليل ادخل فرح سي دك ". اإن المجد الذي يعطيه اهلل لقد ي سيه يكون م ساوي ا لقدا سة حيات هم على
تاأمالت يف حياة القد ي س يو سف يف 7 اأيام 45 الأر ض. وكي تكون لدينا فكرة عن حياة القد ي س يو س ف علينا النتباه إالى ما يقوله الإنجيل ف ح س ب :"ويو س ف خط يبها كان بار ا..." فكلمة "بار " تعني الرجل الذي يحمل كل الف ضائل لأن اأي شخ ص تنق صه ف ضيلة واحدة لن ي ستحق اأن يكون بار ا. لكن بما ان الروح القد س سم ى يو س ف رجال بار ا حين اختير عرو س ا لمريم تاأم لوا اإذا الح ب الإلهي والف ضائل التي ا غد قت عليه من جراء الأحاديث الم ت باد لة مع خط يبته الفائقة القدا سة ومثال الف ضائل الكامل. اإن كانت كلمة واحدة من مريم كافية لتقدي س يوحن ا المعمدان و"امتالءت األي صابات من الروح القد س" فكم هي كاملة درجة القدا سة التي تو ص لت اإليها نف س يو س ف بتبادل الأحاديث اليومي ة التي قام بها مع مريم لوقت دام نحو خم س وع شرين سنة بح سب التقاليد ع الوة على ذلك اأي نمو للف ضائل ل يمكننا اأن نتوق ع اأن يح صل عليها يو س ف بالعي ش اليومي مد ة ثالثين سنة مع القدا سة بحد ذاتها اأي مع ي سوع الم سيح الذي كان على يو س ف اأن يخدم ه وي غذ يه وي ساعد ه على كل م تطل بات حيات ه اإن كان اهلل قد وعد بمكافاأة م ن ي قد م با سمه كاأ س ماء بارد اإلى فقير فتاأم لوا مجد ال سماء الذي اأعد ه ليو س ف الذي أانقذ ه من أايدي هيرود س ووف ر له الماأكل والملب س وحمل ه على ذراع يه ورب اه بكل حنان! علينا اأن نفك ر حتم ا في اأن حياة يو س ف التي مر ت اأمام عين ي ي سوع ومريم وفي ح ضرت هما لم تكن سوى صالة م ستمرة اغتنت باأعمال الإيمان والثقة والمحب ة والخ ضوع والأعطيات. لكن اإن كانت المكافاأة توازي ا ستحقاقات الإن سان في حياته تاأم لوا ع ظيم المجد الذي سيناله يو س ف في الفردو س. يقارن القد ي س أاغ سطينو س كل القد ي سين الآخرين بالنجوم لكن القد ي س يو س ف فيقارنه بال شم س. اأم ا الأب سواريز فيرى كم هو منطقي اأن يتخطى ا ستحقاق يو س ف للقدا سة والمجد بعد مريم كل ا ستحقاقات القد ي سين الآخرين. وبالتالي ي ستنتج الطوباوي بيرنادين دو بو ستي س اأن القد ي س يو س ف ي ملي نوع ا ما على ي سوع ومريم ما يريد ه اإن اأراد الح صول على نعمة ما من أاجل الذين يثقون به.
الكتاب الثاين 46 تاأمالت و صلوات: يا راعي القد ي س بما اأن ك اليوم في ال سماء ت نع م بكل ال سعادة جال س ا على عر ش مرتفع بقرب حبيب ك ي سوع الذي خ ض ع لك على الأر ض اأ شف ق علي. اإن ك ترى اأن ني اأعي ش في و سط اأعداء كثيرين و شياطين واإغراءات سيئة ل ت ح صى تهاجمني با ستمرار لأخ سر نعمة الر ب. اأتو س ل اإليك با سم النعمة التي نلت ها في اأن أاتمت ع ط وال الوقت برفقة ي سوع ومريم ا ستمد لي نعمة اأن اأعي ش ما تبقى من حياتي مت حد ا اتحاد ا تام ا باهلل واأن اأقاوم كل هجمات جهن م واأن اأموت بح ب ي سوع ومريم لأكون يوم ا اأهال لأتمت ع برفقت هما في ملكوت الطوباوي ين. اأيتها العذراء الفائقة القدا سة يا مريم يا اأم ي متى ساأتحر ر م ن خ طر اأن ا خطئ م جدد ا في سم ح لي باأن اأرتمي عند قدم يك ول اأنف صل عنك اأنت القادرة على م ساعدتي للح صول على هذا المجد. واأنت يا ي سوع يا حبيبي يا مخل صي الغالي متى ي حق لي اأن أانالك في ال سماء واأن أاحب ك شخ صي ا وجه ا لوجه واأطم ئن اإلى اأن ني لن اأخ سر ك طالما اأنا على الأر ض اأنا في خطر دائم. رب ي واإلهي! يا خ يري الأوحد با ستحقاقات القد ي س يو س ف الذي ت حب ه وت كرم ه كثير ا في ال سماء وبا ستحقاقات مريم اأم ك خ صو ص ا با ستحقاق حيات ك وموت ك اللذ ين اأعطيتني فيهما خيرات كثيرة واآمال غالية ل ت سمح يوم ا باأن اأنف صل عن حب ك في هذه الدنيا. لكن اأعطني اأن اآتي اإلى وطن المحب ة هذا لتكون لي وا حب ك من كل قلبي لئال اأنف صل يوم ا عن ح ضور ك ومحب ت ك إالى الأبد. آامين هذا رجائي فليكن كذلك! اآمين اآمين اآمين.
تعر ف على روحاني ة القد ي س يو سف خالل 31 يوما 47 الكتاب الثالث ت ع ر ف روحاني ة القد ي س يو سف \ خالل 31 يوما لالأب اأدريان نامبون الي سوعي 31 jours ave c S a i nt J o s e p h P. Adrien Nampon, 1865 تاريخ بدء الت ساعية النوايا
تعر ف على روحاني ة القد ي س يو سف خالل 31 يوما 49 تاأم الت لمدة شهر عن القد ي س يو س ف لالأب اأدريان نامبون الي سوعي مقدمة اإن الكلمة العبري ة "يو س ف" تعني ي ستزيد وينمو اأي الذي ي ستزيد بالإيمان بال حدود وينمو بر ضى اهلل بال توق ف اإ ضافة اإلى إاكرام الب شر له بوا سطة الطقو س الكن سي ة. وهكذا نما يو س ف بن يعقوب فتحو ل من راع ب سيط ي ضطهد ه اإخوت ه إالى وزير اأو ل عند فرعون م صر فمنقذ لإخوته وحام كبير ل شعب اهلل. ينطبق هذا ال سم بنوع ممي ز على القد ي س يو س ف الذي نكر م ه. يو س ف النج ار المتوا ضع الذي اأ صبح خط يبا لمريم مرب يا وحار س ا واأبا معيال لي سوع. لقد و لد خا ضع ا لأحكام ال شريعة القديمة و صار شاهدا بل حار سا للعهد العظيم بين الالهوت ونا سوتنا عهد تاأ سي س ال شريعة الجديدة الذي م ه د لخال ص العالم. يخبرنا الإنجيل عن مهنة يو س ف المتوا ضعة: "كان نجارا ")متى 55( 31/ وعن ن بله: "ابن داود" وعن ف ضيلت ه ال سامية: "كان اإن سانا بار ا" وعن لقبه : "رجل مريم البتول")متى 16( 1/ وكانوا يدعونه "اأب ا لي سوع")لوقا 33/2(. ويخبرنا الإنجيل اأي ضا عن تالقيه مع المالئكة وقد ك شفوا له سر التج سد واأمروه بوجوب ت سمية ابن مريم "ي سوع" والنتقال به اإلى م صر والعودة إالى النا صرة وعن الخ ضوع الذي بادله به ابن اهلل نف سه: "فكان خا ضعا له" ولمريم )لوقا 2/ 51(. هذا هو أا سا س التكريم الذي لم تتوان الكني سة في تقديمه اإلى القد ي س يو س ف والذي ا ستمر متنامي ا كما تنامى القد ي س يو س ف نف سه! فاآباء الكني سة سل طوا ال ضوء على األوهي ة ي سوع اإن ما فرحوا اأي ضا في اإكرام اأمومة مريم البتول وطهارة خ ط يبها وتقواه واإخال ص ه. وفي تف سير هم الإنجيل المقد س في أاثناء عظاتهم كانوا يذك رون بكل فخر وتمجيد واإعجاب ف ضائل يو س ف العفيف ون بله.
الكتاب الثالث 50 لقد شرح أاغ سطينو س وجيروم ويوحن ا فم الذهب سر الزواج العفيف بالعذراء مريم. وبحث القد ي س اأمبرو سيو س عن ال سبب الخفي لمهنته كعامل )لوقا 3/1 (. كما راأى القد ي س برناردو س صورته في صورة يو س ف العهد القديم و سم اه: حخادما وفي ا ووقور ا عي نه الرب ليكون عزاء لأم ه وم عيال لعي شها ومعاونه الوحيد الموؤه ل لنيل ثقت ه الكاملة ومعرفة العمل العظيم الذي اأتى لي تم مه على الأر ض". ويقول لنا القد ي س بيار داميان: بح سب الإيمان الكن سي لبث يو س ف الذي ع ر ف باأبي ي سوع بتول مثل الأم البتول. ويبدو اأن القد ي س بوناوانتورا راأى باأم العين مدينة النا صرة من الداخل بقدر ما نجد و صفا عذبا لأعمال التقوى التي قد متها العائلة المقد سة. ولدينا خطاب كامل للقد ي س برناردين دو سيين عن خطيب مريم وقدا سته وعظمته وحياة القدا سة التي عا شها وعن ميتته المكر مة الفائقة ال صالح. وبعد آاباء الكني سة نبحث في كتابات المعل مين. ويمكننا شكر الأب سواريز لأن ه و ضع اأ س سا ثابتة لطقو س تكريم القد ي س يو س ف في علم الالهوت العملي. وبعد القد ي سة جيرترود والقد ي سة بريجيت تغن ت القد ي سة تيريزيا بف ضائل القد ي س يو س ف وبقدرة شفاعته التي تفوق كل و صف. فقالت م صلحة الكرمل: "كيف لي اأن اأر سم في لوحة واحدة ما أاريد اأن اأذكر من النعم الجزيلة التي اأغدق اهلل علي بها والمخاطر الج سد ية والروحي ة التي نلت الحماية منها بتاأم ل حياة هذا القد ي س العظيم! يمكن لكل القد ي سين الآخرين الح صول من اهلل على نعمة م ساعدتنا في حاجة معي نة ف ح س ب ولكن قدرة القد ي س يو س ف يمكن ها اأن ت س ك ن كل آالمي و شقائي واأنا اأعلم ذلك بعد تجربة. وهنا ي ريد الرب اأن ي فه منا اأن ه كما كان خا ضعا له في دنيا المنفى هذه وتقديرا ل سلطته كمرب واأب م عيل ي سر ه اأن يتم م م شيئته في ال سماء اأي ضا عبر تحقيق كل ما يطلبه منه هذا القد ي س. وهذه هي الخبرة التي عا شها العديد من الأ شخا ص الذين طلبت اإليهم اأن يلتجئوا اإلى هذا المحامي الفائق كل و صف". وبعد القد ي سة تيريزيا نرى بين م كر مات القد ي س يو س ف القد ي سة مادلين دو بازي والقد ي سة فران سواز دو شانتال واآن كاثرين اإيميريت ش...
تعر ف على روحاني ة القد ي س يو سف خالل 31 يوما 51 وقد جمع المترجم التقي للقد ي سة تيريزيا ال شهادات التي اأدلى بها القد ي سون ومعلمو الحياة الروحية حيال القدا سة الفائقة ل شفيعنا المجيد. و ضمن مجمل هذه ال شهادات تلفت انتباهنا اأ صوات القد ي س فرن سي س دو سال والقد ي س األفون س دو ليغوري والمكر م ليونارد دو بول موري س ولودولف دو ساك س واإيزودور دو إايزولني س والأب يوحن ا الأفيلي ولوي س دو غرينادا والأب جيروم غراتيان لأم اهلل والأب لوي س د س بونت والأب سان جور وال سيد أاولييه والأب أاود والآباء سوفرين وللماند و سورين وباترينياني وفاهر... دعونا ل نن سى "مديح القد ي س يو س ف اأكثر القد ي سين المحبوبين والمحب ين" الذي اأعد ه الأب بول دو باري و"لوحة النعم الإلهية التي منحها الرب للقد ي س يو س ف" التي ر سمها الأب بينيه باألوان فائقة الن ضارة والتعد د والتي رم مها وجد دها الأب جيني سو. ولنذكر اأي ضا المدائح العظيمة "لمجد القد ي س يو س ف" التي األ فها اأهم مادحي هذا القد ي س وهو الأب جاكينو. ف أا سلوبه الغني بكل كنوز الكتاب المقد س والتقاليد يذك رنا بكالم القد ي س برناردو س العذب وباأن شودة القد ي سة تيريزيا. وعلينا اأن نذكر ضمن الخطباء والواعظين الأب دو ل كولومبيار وخ صو صا الأ سقف بو سويه الذي األ ف مديحا فائق الجمال للقد ي س يو س ف. اإن نا نكاد نجد في كل دليل في المكتبات اليوم كتابا جديد ا اأو كتي ب ا ديني ا يكر م هذا القد ي س العظيم. وهنالك اأي ضا صحيفة يومية حافلة بطقو س التكريم بعنوان:"حوليات القد ي س يو س ف". فيمكننا أان نقول مع الأب جيني سو: "ينت شر هذا التكريم في كل مكان ب سرعة تمالأ قلوب الم ؤومنين فرحا ". كما اأ سمح لنف سي باإ ضافة ما كتبته اإلى كل كنوز الرو اد هوؤلء. ولتبرير مجازفتي علي اأن اأذكر الدافع الذي حملني على ن شر هذه التاأم الت والفائدة التي اأتوقعها من ذلك. قراأت اأن المن شد الت قي جير سون األهمه عرو س مريم فا ستخدم في ق صيدته "جوزيفينا" تكريم القد ي س يو س ف كي ي خم د مفاعيل الن شقاق الموؤ سف للغرب. و إاليكم ما يقوله في عظته حول ولدة العذراء الفائقة ق دا ست ها: لي س لدي رغبة أاكبر سوى اأن اأرى احتفال جديدا اإم ا لتكريم خطوبة يو س ف واإم ا لتذكار
الكتاب الثالث 52 ميتته ال صالحة في الكنائ س لتعود الكنائ س اإلى عرو س ها الوحيد الحبر الأكبر والأعظم وهو الم سيح وذلك بفعل ا ستحقاقات العذراء مريم وب شفاعة راع له القدرة نف سها ويمل ك على قلب عرو سه". كان هذا الأ سلوب ناجحا تماما وكانت شفاعة القد ي س يو س ف فع الة فراأى جير سون ال سالم يعود اإلى الكني سة المنق سمة منذ اأكثر من ستين عاما. ور أايت اأنا في ذلك تعليما ثمينا اأعطتنا اإياه العناية الإلهية: كان القد ي س يو س ف الراعي القت صادي والحار س الزمني للعائلة المقد سة. اإل اأن العائلة المقد سة تبقى بح سب الكني سة الروماني ة ا م ا ومعل مة لكل العائالت الالأ خرى. لذا تمتد رعاية القد ي س يو س ف التي يخ ص الكني سة بها بطريقة ممي زة على ت راثي القد ي س بطر س الذي تتناول ه التهديدات الكثيرة ب سبب اأ نا س الجوار الط امعين به. لقد أاعلن الأ ساقفة المجتمعون حول البابا بيو س التا سع في 9 ح زيران 1802 في خطاب ل ين سى اإلى الأبد اأن للكر سي الر سولي سلطة زمن ية ضرورية أان ساأتها العناية الإله ية في ما يتعلق بالأمور الب شرية الحا ضرة وذلك لحكم الكني سة والنفو س بحري ة وحكمة. وهذا ما يعتقده اأي ضا كل الموؤمنين اأبناء الكني سة. وما عليهم فعله الآن هو التوج ه بال صلوات بكل حرارة واإجماع اإلى م ن اأنقذ حياة ي سوع واإرث النا صرة المتوا ضع في خ ضم المخاطر والدماء الم سفوكة. فاهلل لم ي سحب يده الممدودة للم ساعدة. ومن المفتر ض اأن تتعاظم قدرة شفاعة القد ي س يو س ف مع تعاظم ثقة الكاثوليكي ين وحرارة صلواتهم. وع سى اأن يكون هذا الكتي ب مغ ذ ي ا اإ ضافي ا لهذه الثقة وهذه الحرارة. واأن تحفظ حماية القد ي س يو س ف التي نتو س ل إاليه لننالها بالمزيد من الندفاع والوحدة هذه ال سلطة الزمنية التي يتحلى بها الحبر الأعظم في الكني سة. فلي ست حق ا اأكيدا مكت سبا فح سب بل هي ال ضمانة الممكنة الوحيدة ل ستقالله وبالتالي ا ستقاللنا جميعا. تمكن ال ستفادة من هذه التاأم الت الت سعة التالية لال ستعداد لعيد القد ي س يو س ف )19 اآذار( اأو للعيد الذي ي حتفل به في الأحد الثالث بعد الف صح لتكريم رعايته. واإن ق سمناها اإلى ثالثة اأق سام اأو اأربعة نجد واحدا وثالثين تاأم ال لكل
تعر ف على روحاني ة القد ي س يو سف خالل 31 يوما 53 يوم من شهر اآذار الذي كر سه الم ؤومنون الأتقياء لتكريم هذا القد ي س العظيم. يكفي اتباع ت سل سل الأرقام وت م كن ال ستفادة من هذه المقد مة في الليلة ال سابقة لالأو ل من اآذار. التاأم ل الأول * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( ثالثة في ال سماء ي شهدون لالهوت ابن مريم: الآب والكلمة والروح القد س. في حين اأن البن اأراد اأن ي برهن اأن ه الم سيح المخل ص الذي كان العالم موعودا بمجيئ ه بعد ال س قطة الأولى وذلك من خالل بريق معجزاته وعبر اإتمام النبوءات حل الروح القد س بهيئة حمامة بي ضاء نز لت من ال سماء المفتوحة على راأ س ه و أا س م ع اهلل الآب صوت ه قائال : "هذا هو ابني الحبيب الذي عنه ر ضيت" )لوقا.)23-21/3 لكن القد ي س لوقا بعد اأن اأخبر عن اعتماد ي سوع وظهور مجد ه بهذا التجل ي الإلهي العظيم اأ ضاف: "وكان ي سوع في نحو الثالثين من عمر ه وكان النا س يعرفون ه بابن يو س ف..." م ن هو هذا ال شخ ص الذي ع ر ف في هذا العالم باأن ه الأب لبن اهلل م ن هو ابن اآدم هذا الذي خ ضع له ابن اهلل مد ة ثالثين عاما من عمره م ن هو هذا الفاني الذي كان عليه ل اأن يعم د مخل ص العالم بل أان ي سهر على ولدت ه وتربيته م ن هو هذا الحامي القدير الذي يخل ص م ن أانقذنا من جوف الجحيم ومن مالحقة جميع الأعداء هذا هو يو س ف من ساللة شيوخ يهوذا وملوك ها المتحد ر ال شرعي الوارث لداود رجل مريم النبيل يو س ف ابن عالي الذي كان يو س ف بن يعقوب النبي وال شيخ صورة عنه. فخادم اهلل الوفي هذا مو ض ع ثقة الآب ال سماوي بامتياز. 1- القد ي س يو س ف بح سب القد ي سين والمعلمين في الحياة الروحية الأب مار سيل بويك س
الكتاب الثالث 54 يقول الأب سواريز: تاأم لوا في الكرامة العظمى التي ر فع اهلل إاليها هذا الرجل الذي بتدبير حكمة لمتناهية شارك اهلل ا سم البو ة ال سم الذي يخ ص ه تعالى ف ح س ب اإ ضافة اإلى مهم ة الرعاية الفائقة ال سمو. فلندخل في روؤيا الآب الكل ي ال صالح الذي ق د م ابنه ذبيحة عن عبيده. لقد تخلى يو س ف برحابة صدر عن ملذ ات الأبوة الطبيعي ة الأر ضي ة ولمكافاأة هذه الت ضحية العظيمة التي قد مها على غرار مريم اأ صبح ممث ل الآب الإلهي في العائلة المقد سة و صاحب سلطة احترمها ابن اهلل بمحبة فائقة. اأ صبح ممث ل العناية الإلهي ة لم ن سيمنح العالم الحياة ومدب را لمنزل ملك الملوك. ففي اأيام المجاعات والقحط ستتلقى 1 ال شعوب اأمرا باللجوء اإلى يو س ف للح صول منه على الخيرات. لي س لالآب اأثمن من ابن ه الم ساوي له في الجوهر. اأم ا تحفة الخليقة فهي مريم. وها هما كنزان ل ي قد ران بثمن وقد أاوكلهما الآب ال سماوي إالى يو س ف. التاأم ل الثاني * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B( * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( يمكن ليو س ف ب صفته رجال شرعي ا لمريم اأن يطالب اأمام القانون بلقب الأب لي سوع. فثمار الخيرات المنتجة حتى من دون زرع م لك ل صاحب ر أا س المال. في الواقع لقد ذكر بو سويه ذلك بو ضوح: "لكي تكون مريم اأم اهلل عليها اأن تكون اأم ا بتول ولكي تكون بتوليتها خ صبة بال شكل الالئق كان عليها اأن تكون تحت كنف ال سلطة الزوجية ليو س ف الفائق العفة. لذا لم تتردد مريم حين كانت تحادثه في أان ت سم ي يو س ف اأبا لي سوع" )انظر لوقا 48/2(. ولنقل في اأي ظروف سم ته هكذا. بقي ي سوع البالغ اثنت ي ع ش ر ة سنة في الهيكل في
تعر ف على روحاني ة القد ي س يو سف خالل 31 يوما 55 هيكل ه وهو ي شرح ال شريعة التي هي شريعته مع العلماء المنذهلين بمعرفته وبحكمته. كان يو س ف ومريم يبحثان عنه ط وال ثالثة اأي ام وهما فري سة الخوف المريع. وحين وجداه قالت له مريم: "يا بني ل م صنعت بنا ذلك فاأنا واأبوك نبحث عنك متله ف ين! فقال لهما: ولم بحثتما عن ي األم تعلما اأن ه يجب علي اأن اأكون عند اأبي " )لوقا 49-48/2(. فمن الطبيعي اأن يكون ي سوع من خالل هذه الأقوال قد اأعلن للمعل مين اأي ضا عن هذه الحقيقة التي اأعلنها الآب ال سماوي فيما بعد من الأعالي وهي اأن أاباه اأباه الوحيد هو اهلل المعبود في الهيكل الذي دعته إاليه م شيئت ه والذي عليه أان يكون شغل ه ال شاغل. وهنا اأراد اأن يقول لهم: م ن دعته مريم ب أابي لي س أابي في الحقيقة. هذا ما اأوؤك ده لكم في الهيكل بح ضور اهلل وعلماء شريعته فتذك روا ذلك. لكن ابن اهلل اأراد أان ي سارع في تعزية يو س ف ومريم ب سبب غيابه الطويل! "فنزل ي سوع معهما اإلى النا صرة وكان خا ضعا لهما" )لوقا 51/2(. هنا رد ي سوع اإلى يو س ف كل واجبات الحب البنو ي: إاحتر م ه واأحب ه واأطاع ه و ساعد ه في شيخوخت ه وعند وفاته. قال القد ي س أاوريجانو س: "رد الم سيح كل المتيازات التي تعود اإلى اأبو ة يو س ف ليعطي كل الأطفال مثال على الخ ضوع للوالدين". ومن جهته اأعطى يو س ف ابن الآب ال سماوي وابن مريم كل العناي ة التي تتطل ب ها طفولته و ضعفه وعجزه. فاأم ن له الماأكل والم سكن والملب س بحب يزداد ا ضطراما واأحاط ه بحمايت ه ودافع عنه ضد اأعدائ ه قبل اأن يتعر ض من اأجله لال ضطهاد. هو اأكثر الحرا س تيق ظا و أاكثر الموؤتم نين وفاء واأكثر اأرباب العائالت حب ا واإخال ص ا وتب ص ر ا. هو اأي ضا أاكثر المحبوبين بحنان. فكافاأه ي سوع على اهتمام ه بنعم تفوق الو صف اإذ جعله ال شاهد الطوباوي على كل اأ سرار حياته الخفي ة والم ستمع الحكيم اإلى كل كالمه. فما ح صل عليه ي سوع من يو س ف كعناية ز من ية رد ها له بنعم روحية لمتناهية. وبالتالي اأ صبح يو س ف بعد مريم ال شخ ص الذي نهل اأكبر قدر من نبع الخال ص الموجود بقربه تماما بين كل اأبناء اآدم! * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B(
الكتاب الثالث 56 التاأم ل الثالث * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( كيف ن صف الآن عالقة يو س ف بالر وح القد س فت ج س د الكلمة هو عمل الروح القد س الذي اأخ ص ب اأح شاء مريم البتول. ويو س ف هو معاون فائق الأهمي ة في هذا العمل العظيم. إاذ بينما تدعو بتولي ت ه المثالي ة اإلى حلول الروح القد س اأعطاه العمل الإلهي لقب ه كرجل مريم مع كل ما يتمتع به منذ البدء واأمام الجميع من لئق و شرعي و شريف. لقد و ج د العديد من الأتقياء في ذلك تطبيقا مليئا بالرحمة الإلهية ل سفر تثنية ال شتراع )تثنية 5/25(. فالقانون العادل والمقد س لي س اإل م شيئة نظام وعدل مكتوبة في قلب اهلل قبل اأن ت طب ق على ت صرف ات الب شر. لأن ه حين يموت اأي عبري من دون أاولد كانوا يجبرون شقيق ه على الزواج ب أارملته ل ستمرار ن سل المتوف ي خوف ا من العار. اأم ا يو س ف في قلب أاجمل واأ سعد زواج فقد حكم على نف سه بالعقم الإرادي الذي لم يتوان ال صالح الإلهي في التعوي ض عليه بالمقابل. اأيها الإله العظيم! كم اأنت كريم في مكافاآتك! كان يو س ف الحي كاأنه ميت بالقرب من العذراء الفائقة القدا سة. اإل اأن روح اهلل سيخ صب هذ ين البتول ين اللذ ين توح دا بقدا سة فائقة. كان على الروح القد س ويو س ف اللذ ين اجتمعا في م ه مة فائقة القدا سة التفاق التام معا والعمل بتناغم تام. وم ما ل شك فيه اأن يو س ف كان من هوؤلء الذين دعاهم الإنجيل المقد س باأن هم ممتلئون من الر وح القد س. يقول الأب روبرت: "اإن الروح القد س هو م ن زرع في قلب يو س ف الحب الأبوي للطفل الذي ينمو بفعل الروح في ج سد مريم البتول والروح الإلهي نف س ه كان هو الحب الزوجي الذي يوح د يو س ف العفيف بعذراء العذارى". لقد انت شرت كل عطايا الروح القد س في قلب ه بنعمة إالهية. فمخافة اهلل التي كانت تدفع - 2 )تكوين 55/41(»"اذ ه ب وا اإ ل ى ي و س ف
تعر ف على روحاني ة القد ي س يو سف خالل 31 يوما 57 بيو س ف القديم اإلى القول: ك ي ف اأ ص ن ع ه ذ ا ال ش ر ال ع ظ يم و اأ خ ط ئ اإل ى ٱهلل " )تكوين 9/39( كانت في قلب قد ي سنا يو س ف مخافة بنوية كاملة. وقد حو لت عطي ة الحب والتقوى كل حديثه ومعاملته لي سوع ومريم اإلى ما يوازي ال صلوات والتاأم الت. وكانت موهبة العلم تمنحه معرفة الكتب المقد سة و أاقوال "الكلمة"الذي كان حديثه يدغدغ أاذنيه. وكانت موهبة الم شورة تنيره في قلب ال صعوبات من كل الأنواع التي كانت تعيق م هم ته الح س ا سة والفائقة الأهم ية وموهبة الق وة تدع مه في ذروة المخاطر فتجعله يحافظ على هدوئه وفرحه في خ ضم ال ضطهادات. كانت موهبة الفهم ت ساعده على معرفة الأ سرار الكبرى التي ت وا ص ل بها الكلمة المتج س د مع يو س ف. وكانت الحكمة هي الموهبة الكبرى تتراأ س كل اأعماله وكانت توحي اإليه بالكالم اأو ال صمت ك ليهما في حينه. صالة: يا يو س ف الطوباوي! اإ شفع لنا أامام الآب والبن والروح القد س ون ل لنا نعمة ح س الإيمان والحب والطاعة والعبادة الواجبة علينا لالآب والبن والروح القد س فبرفقة هذا الثالوث الأر ضي ي سوع ومريم ويو س ف نعي ش اإلى الأبد في شركة مع الثالوث ال سماوي الآب والبن والروح القد س آامين. * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B( التاأم ل الرابع * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( اإن القد ي س يو س ف من خالل عالقته بالأقانيم الإلهية الثالثة كان يتوق إالى ال سماء أاكثر مم ا يتوق اإلى الأر ض وبالتالي صار يتحد ث اإلى المالئكة اأكثر
الكتاب الثالث 58 مم ا يتحد ث اإلى الب شر. ولم يحفظ لنا الإنجيل اأي ا من محادثاته مع الب شر لكن ه نقل لنا ب أامانة محادثاته مع المالئكة. اإن يو س ف القديم نال من المالئكة ن عم ا مذهلة تتمثل بتف سير الأحالم التي أاظهرت له قبل وفاته بقليل م صير اأولده كل هم. لكن قد ي سنا يو س ف حظي بن ع م اأثمن بكثير. فقد كانت المالئكة تزوره وتعل مه وتر شده في كل سبله. وينقل لنا الإنجيل عددا كبيرا من هذه الظهورات على الرغم من اأن ه لم يذكر كل الزيارات. فالمالك هو م ن أاتى لتحريره من ح ي رته لك شف طهارة مريم الفائقة النقاوة وقدا سة ال سر المتج سد في اأح شائها. فقد قال له حين دعاه با سمه وباأ صله النبيل: "ي ا يو س ف اب ن د او د ل ت خ ف اأ ن ت اأ خ ذ م ر ي م ام ر اأ ت ك. لأ ن ال ذ ي ح ب ل ب ه ف يه ا ه و م ن الر وح ال ق د س ف س ت ل د اب ن ا و ت د ع و ا س م ه ي س وع. لأ ن ه ي خ ل ص ش ع ب ه م ن خ ط اي اه م و هذ ا ك ل ه ك ان ل ك ي ي ت م م ا ق يل م ن الر ب ب الن ب ي ال ق ائ ل : ه و ذ ا ال ع ذ ر اء ت ح ب ل و ت ل د اب ن ا و ي د ع ون ا س م ه ع م ان وئ يل ال ذ ي ت ف س ير ه : ا هلل م ع ن ا" )متى 20/1(. ويتابع القد ي س مت ى اأن يو س ف أاطاع المالك و أابقى امراأته معه و أاعطى ابن الآب ال سماوي وابن مريم ا سم ي سوع. هذا ي شير بكل و ضوح اإلى ر سالة الكلمة المتج س د التي اأتى ليتم مها بين الب شر. ما يعني اأن ر سالة عم انوئيل اأي اهلل معنا الذي ك شف عنه اأ شعيا هي إاعالن وا ضح عن الإيمان بالهوته. وبعد فترة على مغادرة المجو س ظهر مالك الرب ليو س ف مجد دا وقال له: ق م و خ ذ ال ص ب ي و اأ م ه و اه ر ب اإ ل ى م صر و ك ن ه ن اك ح ت ى اأ ق ول ل ك. لأ ن ه ير ود س م ز م ع اأ ن ي ط ل ب ال ص ب ي ل ي ه ل ك ه" )متى 13/2(. فبمااأن المالك ي خبريو س فبهذا الخطر المحدق هذايعنياأن هيقر باأن العناية الإلهية اأوكلت إاليه قيادة اأعمال ي سوع ومريم وحمايتهما والدفاع عنهما. وبهذه الكلمات: "و ك ن ه ن اك ح ت ى اأ ق ول ل ك " )متى 13/2( يوحي اإليه باأن المالئكة ستزو د ه بالتعليمات في كل الم صاعب. وبعد موت هيرود س ها مالك الر ب يزور يو س ف في ح لم ه م جد د ا ليقول له: "ق م و خ ذ ال ص ب ي و اأ م ه و اذ ه ب اإ ل ى اأ ر ض اإ س ر ائ يل لأ ن ه ق د م ات ال ذ ين ك ان وا ي ط ل ب ون ن ف س ال ص ب ي " )متى 19/9(. هذا ما قيل له وهذا ما سي قال ح يال كل الم ضطه دين! فالكني سة أامامهم كالطفل
تعر ف على روحاني ة القد ي س يو سف خالل 31 يوما 59 ال ضعيف اأمام جي ش من الجال دين ومهما ضربوا واأتاحوا للكثيرين نيل نعمة ال ست شهاد فلن ينجحوا اإل في الق ضاء على أانف سهم ب شقاء لأنهم زادوا عدد أابناء الكني سة في الأر ض وفي ال سماء. اأم ا الكلمة التي تق ضي عليهم وت عجزهم فهي: "و اأ ب و اب ال ج ح يم ل ن ت ق و ى ع ل ي ه ا" ) 6 متى 18/1(. وها هي الكلمة التي تحكم عليهم بموت مرير: "و م ن س ق ط ع ل ى هذ ا ال ح ج ر ي ت ر ض ض و م ن س ق ط ه و ع ل ي ه ي س ح ق ه " )متى 44/21(. بالعودة اإلى اأر ض إا سرائيل كان يو س ف مترد دا ح يال العودة إالى اليهودي ة حيث كان أارخيالو س بن هيرود س حاكما اأو حيال المجيء إالى الجليل. أالن يحذو ابن هيرود س حذو أابيه فهل تبقى الم هم ة العظيمة الموكلة اإلى يو س ف في اأمان تحت سلطته وها مالك الرب يوؤك د هذه المخاوف ويحذ ره طالبا اإليه الن سحاب اإلى الجليل )متى 22/2(. هذه اأربعة ظهورات للمالك مذكورة في الكتاب المقد س. وكم منها لم يذكره الكتاب األ ي عطينا هذا التوا صل الم ستمر مع ال سماء فكرة وا ضحة عن طهارة يو س ف وقدا ست ه األي س من المفتر ض اأن يكون ال ش خ ص اأقرب إالى المالك من الإن سان للتكل م هكذا مع المالئكة فال ت ستطيع المخلوقات اأن تتوا صل اإل اإذا ت شابهت. * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B( التاأم ل الخام س * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( بعد وفاة يو س ف نرى المالئكة تتول ى خدمة جنازته اإن صح التعبير. ونراها اأي ضا تقترب من ي سوع الذي أانهكه ال صوم الكامل الذي دام اأربعين يوما وتخدمه: "و إاذا بمالئكة قد دنوا منه و أاخذوا يخدمونه" )متى 11/4(. وعالوة على ذلك في ب ستان الزيتون وبغياب القد ي س يو س ف أاتى مالك ليعز ي ي سوع الحزين حتى الموت )لوقا 43/22(. يا للمجد العظيم الذي ا عط ي ليو س ف بما اأنه اأد ى الوظيفة النبيلة لمد ة طويلة تجاه ي سوع إاذ حظيت المالئكة ب شرف تاأديتها
الكتاب الثالث 60 بعدئذ. بالإ ضافة اإلى ذلك كل شخ ص يتاأث ر بالمحيط الذي يعي ش فيه. فاإن تعاملنا مع كافر اأو فاتر اأو مع شخ ص متم س ك بالأمور الدنيو ية ف سنتاأثر دوما ببع ض أافكاره الم سبقة اأو ميوله. ومن هنا المثل القائل: "م ؤوان س الجهال ي صير شريرا " )اأمثال 20/13( ولكن: "ي سمع الحكيم فيزداد فائدة والفطين يكت سب دربة " ( أامثال 5/1(. ولو كان الأمر كذلك فكيف نفكر في كمال يو س ف الذي لم يتك لم إالى سوى المالئكة و إالى القد ي سين يواكيم وحنة وزكريا واألي صابات وخ صو صا اإلى مريم وي سوع فعلى غرار مريم "كان يحفظ كل هذه الأمور" )لوقا 12/2( التي ك شفتها له عظ مة الكلمة المتج س د ببريق متوه ج في قلبه بالطاعة والمحبة الكاملتين. فلنتعل م م ثله أان نختار الأنا س الذين ن شاركهم حيات نا اإن كن ا قادرين على هذا الختيار. فكيف سيكون الإن سان شر ير ا مع الأ شرار وفاترا مع الفاترين وكافرا وهرطوقيا مع الكفار والهراطقة إان كان طي با مع الطي بين وقد ي سا مع القد ي سين فلنتعل م اإذا اأن نتحد ث اإلى المالئكة واإلى ي سوع ومريم اأقل ه عبر ال ص الة والتاأم ل. فبال ص الة نتعل م أان نعطي كل شيء حق ه وخ صو صا ي سوع. وبال ص الة نت خذ مريم اأم ا لنا. بال ص الة ننهل من القوة ال ضرور ية التي تحمينا من بع ض المخاطر. بال ص الة نجد النور في ال ضيقات والعناية الإلهية في الم صاعب وتعزيات ال سماء في هذه دنيا المنفى. وبال ص الة اأي ض ا نجد نعمة الثبات النهائي التي تجعلنا حر ا سا اأوفياء م ستحقين لي سوع. صالة: يا يو س ف! اأنت يا م ن يظهر لنا كمالك حار س لملك المالئكة ن ل لنا من المخل ص يا يو س ف! اأنت يا م ن يظهر لنا كمالك حار س لملك المالئكة ن ل لنا من المخل ص نعمة اأن يكون "موطننا ال سماء" )فيليبي 20/3(. فبات باع م ث ل ك يمكننا اأن نتحل ى بالطهارة الكافية لإر ضاء مالك نا الحار س واإر ضاء مريم اأم نا وخ صو صا ي سوع الذي علينا اأن نكون تالميذه وفروعه الأحياء ليقبل أان ن شارك ه مجد ه ونذيع ت سبيح ه في ال سماوات آامين.
تعر ف على روحاني ة القد ي س يو سف خالل 31 يوما 61 التاأم ل ال ساد س * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B( * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( لقد تاأم لنا في عالقة يو س ف بالثالوث الأقد س وقربه العذب والحميم من المالئكة التي تتحد ث إاليه ك أانها تتحد ث في ما بينها. فلنتعل م اليوم من كل ما هو نقي ومقد س و سماوي في سياق حيات ه مع مريم. كان يو س ف رجل مريم ولنذهب أابعد من ذلك بالقول اإن يو س ف كان رجل مريم البار الم ستحق. فالل قب في حد ذاته يكفي لرفع ه اإلى مجد سماوي. اأجل اإن مريم بتول هي و أاكثر العذارى حكمة مريم التي ح بل بها بال دن س وقد قال لها الرب : "كل ك جميلة يا خليلتي ول عيب فيك" )ن شيد الأنا شيد 7/4(, مريم التي ا وك ل ت في طفولتها وريعان صباها اإلى رعاية الهيكل اأ عط ي ت زوجة ليو س ف البار العفيف. هذه هي الثقة التي اأ ولها الآب ليو س ف. فقد اأعطاه ابنت ه الحبيبة وكذلك البن الذي و ضع تحت رعايت ه مع الدت ه الفائقة القدا سة والر وح القد س الذي أاعطاه زوجته الفائقة القدا سة امراأة. وبالتالي كان هذا الزواج البتول ي مثاليا اأمام العناية الإلهي ة. اإذ عليها اأن تحمي سمعة مريم وي سوع حتى اليوم الذي فيه يتم التب شير ب سر التج س د العظيم بين الب شر كب شرى خال ص للعالم. من جهة اأخرى يحتاج ي سوع ومريم اإلى محام ومدافع عنهما وهذا الدور ل يمكن لأحد اأن يوؤد يه ب شكل لئق اإل رجل مريم. ففي الجن ة الأر ضية كانت تنمو شجرة الحياة وعند الباب يحر س ال شيروبيم حامال سيفا بذي حد ين وهو م سوؤول عن حماية حديقة الأثمار هذه. هذا ما يخبرنا عنه سفر التكوين )تكوين 24/3(. ونحن اليوم نفهم النبوءة بف ضل هذه ال صورة. فمريم هي حديقة الجن ة حيث بداأ ندى الزهرة ال سماوي ة ينمو في نب ت شجرة الحياة التي هي ي سوع الذي يقول لنا: " أانا الكرمة الحق... والخبز الحي الذي يعطي العالم الحياة" )يوحن ا 41/6(. 1/15 ويو س ف هو ال شيروبيم الذي
الكتاب الثالث 62 يحم ل ال سيف والم سوؤول عن حماية الحديقة والأثمار معا. اأراد اهلل اأن يتم هذا التحاد وقد ساعدت المالئكة على محاورته وتتميمه. فقد اأتى مالك إالى يو س ف وقال له: "ل ت خ ف اأ ن ت اأ خ ذ م ر ي م ام ر اأ ت ك " )متى 20/1(. ويمكننا اأن نعتقد باأن مالكا أاعلم القد ي س ين يواكيم وحن ة بالرجل الذي ي قد ر له اأن ي صبح صهرهما ور أا سا للعائلة المقد سة. فكان هذا الزواج متنا سقا تماما ومقد سا كلي ا ومفعما بال سعادة الكاملة والأبدية. كان هذا الزواج م نا سب ا تماما فقد و لد يو س ف ومريم في النا صرة وكالهما من أابناء داود. كل منهما كان م ضطر ا إالى ك سب خبزه بعرق جبينه ب سبب حال عائلت يهما المتوا ضعة. ويمكننا اأن نعتقد اأي ضا اأن فقر كل منهما كان يعود إالى الحكمة الإله ية في حد ذاتها. ولكن اإن كانت العائلة فقيرة من ناحية الخيرات والثروات فاإن ها في غاية الغنى بالن عم والعطايا. فقد ح بل بمريم من دون خطيئة واإن كن ا نجروؤ على التاأكيد فاإن الأب غير سون بالإ ضافة اإلى بع ض المعل مين الآخرين يقولون اإن يو س ف على غرار يوحن ا المعمدان واإرميا تقد س في أاح شاء والدته. كانت مريم بتول ونذر ت بتولي تها اإلى الأبد. وعلم يو س ف بهذا النذروالتزمبكلرحابة صدرفكرة نكران الذاتوالت ضحية.وقدكانتمريم هي التوا ضع والحنان والنقاوة والتقوى في حد ذاتها! وكان يو س ف ال صدى الحي لكل هذه الف ضائل التي تعل م ها من مثال ين وا ضح ين كانا اأقرب المقر بين اإليه. تحل ت مريم بكل الكمال الذي جعلها مباركة بين الن ساء ول مثيل لها بين كل العذارى والزوجات والأم هات. وكان يو س ف اأكثر الرجال كمال على الأر ض ول ت مكن مقارنته بكل اأبناء آادم وهوالرجلالبتوللالأم البتول.فاأك د سواريزاأن كون يو س ف يفوق كل القد ي سينالآخرينبالن عم والطوباوي ةهومعتق د مليء بالتقوىوالمنطق. * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B(
تعر ف على روحاني ة القد ي س يو سف خالل 31 يوما 63 التاأم ل ال سابع * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( يو س ف طاهر بكل ما في الكلمة من معنى. كانت المائدة التي اأحاط ت بتابوت العهد محرو سة باثن ين من ال شيروبيم اللذين كانا يتبادلن النظرات ويرفرفان ب أاجنحت هما الذهبية الواحد نحو الآخر. وقد راأى الآباء في هذ ين المالك ين يو س ف ومريم وقد حر سا المائدة التي من خاللها يعطي اهلل إايحاءاته. وهذا يعني اأن هما كانا يحميان ال سر العظيم لتج س د الكلمة الذي اأ صبح التب شير به في العالم اأعظم اأعمال الوحي الإله ي أاي الإنجيل ب شرى الخال ص ال سارة اأم ا هذ ان المالك ان من ال شيروبيم فقد تبادل النظر با ستمرار. وهذا يعني اأن هما ي حب ان بع ضهما حب ا مليئا بالحترام والثقة وكان كل واحد منهما يمد أاجنحته الذهبية نحو الآخر فيتوا صالن ب أافكار هما الفائقة النقاوة وعواطف هما الفائقة القدا سة وكان ال شيروبيمان يتالم سان عند طرف اأجنحتهما. وبوا سطة هذه الأجنحة ي صل الطائر اإلى ال سماء. وهكذا ترتفع النف س نحو اهلل بنقاوة اأفكار ها وعواطف ها. وقد شك ل الذهب صورة عن المحبة بما اأن الذهب أاثمن المعادن. وكان الحب الذي احترق به كل منهما تجاه الآخر م ن أانقى اأوج ه المحب ة و أا سماها. بالنتيجة علينا اأن ن ستب ع د كل شائبة اأو فو ضى في هذا التحاد الطوباوي الذي يمث له ات حاد ال شيروبين. فاللحم والدم ل د و ر لهما هنا البت ة ومع ذلك كانت كل م س ؤووليات الزواج توؤد ى ب شكل كامل وب شجاعة وكرم. بالتالي اأ صبح يو س ف النديم الذي ل ينف ص ل عن مريم ودعامتها الدائم التيق ظ والمدافع عنها الذي ل يكل. فدعاه القد ي س أالبير الكبير ب" الراعي البتول". تم م يو س ف كل ما ي ساعد امر أاته فقد رافقها اإلى م صر وعمل من اأجلها في النا صرة وتبعها إالى الهيكل وكان ي شارك ها بملء إارادته كل الم حن وال ضطرابات التي قد ي سب بها وجود ي سوع. كما كان يو س ف ي حب مريم كانت مريم تحب ه. كان القد ي س يوحن ا: "التلميذ الذي أاحب ه الرب " وكان يو س ف التلميذ الذي اأحب ته مريم والذي أاعطاها اأوامر ه
الكتاب الثالث 64 بما اأن ه رب العائلة وبما اأن اهلل كان يعطيه أاوامره ولكن باأي توا ضع باأي ة عذوبة وباأي عدل كان يعطيها! وباأي خ ضوع كامل و سريع ومليء بالحب كان م طاعا! وبالتالي لم يكن اأي زواج أاكثر قدا سة من هذا الزواج ول اأي حب اأكرم واأعظم واأكثر ترف عا من هذا الحب! التاأم ل الثامن * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B( * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( مع كل ذلك كان زواجهما في سعادة فائقة ودائمة. فقد اأك د سواريز اأن ه لم يكن في العالم ولن يكون بتاتا اأي زواج توازي ال صداقة فيه قدا سة عواطفهما المتبادلة ووفاءها وحنانها. وي ضيف اأن ه من المحتمل أان تكون العذراء الطوباوية قد تمن ت من اأجل عرو سها الذي كانت تحب ه بنوع ل مثيل له اأن يح صل على أاثمن الن عم والعطايا بالإ ضافة اإلى اأنواع شت ى من المعونة التي ت ساعده على اإتمام م هم ته ح صلت عليها مريم من خالل صلوات ها. واإذا كان صحيحا اأن تكريم العذراء مريم هو اأف ضل سبيل للح صول من اهلل على كل اأنواع الن ع م فماذا نقول عن رجل مريم البار واأكثر الرجال إاكراما وحب ا األم يكن قد ح صل عبر و ساطته كزوج على القدا سة والكمال بكل معنى الكلمة حين تكل م غريغوريو س النزيانزي على شقيقته غورغونيا التي تريد عرو سا مثاليا قال: "كانت تفكر انطالقا من هنا في اأن ج سدها سيكون مكر سا كل يا له ومن دون ذلك لن تنال القدا سة كاملة و سيبقى فيها شيء ناق ص اإلى الأبد" وهذه نعمة ح صلت عليها من خالل صلوات ها. ولكن اإن أاحب ت القد ي سة غورغونيا زوجها حتى راأت اأن كل شائبة فيه كانت شائبة فيها هي األ نفك ر اأن هذه المحب ة الم ض طرمة كانت اأرفع بكثير في قلب مريم لذلك أار ست صالة مريم اأ س س ات حاد للنعم الروحية بينها وبين يو س ف وقد
تعر ف على روحاني ة القد ي س يو سف خالل 31 يوما 65 كان هذا التحاد يزداد كمال كل يوم ويزيد من سعادة ات حادهما. ولم يكن اأي ظالم يخفف من عظمة هذا البريق. لم تبرد شعلة المحبة الم ض طرمة بينهما باأي طريقة ولم تكن الأعباء التي تفاقمت مع كل الم شاكل قد ثق لت عليهما. ففي خ ضم الذل والحرمان والألم كان هذا الثنائي ي نع م بمجد التاألم من اأجل ي سوع الم سيح ويفرح بذلك. ولم يف صلهما الموت اإل اإلى حين. وي نع م يو س ف ومريم في ال سماء إالى الأبد ب سعادة تزداد عظمة بقد ر ما كانت تت سم حياتهما على الأر ض بالجهد والعمل والتوا ضع. فبقد ر ما كان ات حاد هما نقي ا بقد ر ما كانت ت ضحيات هما تزيد من ا ستحقاقاتهما. وت شك ل صورة يو س ف القديم الذي انتقل من ال سجن اإلى العر ش الأو ل في م صر صورة رفيعة د عي قد ي سنا يو س ف اإلى أان يمتثل لها حين انتقل بالنف س والج سد من وادي الدموع هذا اإلى المقام الأو ل في العر ش الذي تترب ع عليه مل كة ال سماء بالقرب من الم سيح ي سوع. واإليكم التاأم الت تقودنا إاليها الأفكار التي سبقت ولي س في الحياة ما يفوق الخيار ال صحيح اأهمية. فعلى هذه الخ يارات تعتمد حياتنا الم ستقبلية حت ى اإن أابدي تنا غالبا ما تعتمد عليها. فهل قمتم بالخ يار ال صحيح عندئذ سيرافقكم الرب بنعمته وي زيل العقبات وي بعد المخاطر. وفي اأوقات ال ضطراب والخطر والتجربة يمكنكم العتماد على معونت ه. فهو سي جري المعجزات بدل من التخلي عنكم في الطريق التي فتحها لكم هو بنف سه. ولكن إاذا قمتم بالخيار الخاطئ فيا ل لخيبة يا ل الإحباط ويا ل لن دم الذي ست شعرون به! وحين ت شعرون اأن كم ترزحون تحت وطاأة ذلك ال شعور اأي معونة سترجون تكونون قد خ سرتم ويبدو عندئذ من غير المحق اأن تقولوا هلل: تعال اإلى معونتي! فاأنتم في ظروف ل ت سمح أابدا باأن تنالوا الخال ص. صالة: اأيها القد ي س يو س ف المجيد لت بع د عن ا حمايت ك القوي ة كل خطر. اح ص ل لنا على الن عمة التي ح صلت عليها ب سخاء ل مثيل له: نعمة القيام بالخيارات ال صحيحة
الكتاب الثالث 66 وقبول م س ؤوولياتها مع ح سناتها و أافراحها في الوقت نف سه والمثابرة حتى الموت رغم معار ضة ال شياطين والعالم. ن صل ي لك اأي ضا لنح صل بو ساطتك على نعمة اعتبرها كل الآباء اإ شارة اإلى م صير مقد ر م سبقا : وهي نعمة حب فائق النقاوة والحرارة وال ستمرارية حب لمريم ي ساوي حب ك لها اآمين. * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B( التاأم ل التا سع * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( لقد ف ر ح الر ب ي سوع جدا باأل يكون محاطا اإل باأ شخا ص حافظوا على البتولي ة. فبتول مه د طريقه وهو يوحن ا المعمدان الذي منذ نعومة اأظفاره ابتعد إالى البراري. وا م ه بنعمة وامتياز ا ستثنائي ين عا شت بتول وهي اأمجد الأم هات و أاطهر البتولت. وكان يوحن ا الحبيب تلميذ ه بتول وقد ات ك أا على صدره يوم الع شاء ال سري. وبتول اأي ضا سيكون اأكبر الر سل واأعظمهم بامتياز بول س الذي ر ب ي على أاجنحة البتولي ة حت ى ال سماء الثالثة. كذلك على كل م ن يتبع الحمل اأن يكون بتول. ويجب اإذ ا على يو س ف عرو س مريم ومرب ي الر ب وحار س ه وم عيل ه اأن يكون بتول. لقد أاعطى يو س ف العهد القديم مثال عظيما عن العف ة. فنحن نعرف باأي زخم رف ض التجربة التي واجهته مت سل حة بكل الإغراءات والوعود المغرية بالن سبة اإلى عبد وتهد د في حال قوب ل ت بالرف ض بالعار وال سجن والموت. فكان ي صرخ: "ه و ذ ا س ي د ي ل ي ع ر ف م ع ي م ا ف ي ال ب ي ت و ك ل م ا ل ه ق د د ف ع ه اإ ل ى ي د ي. 9 ل ي س ه و ف ي هذ ا ال ب ي ت اأ ع ظ م م ن ي. و ل م ي م س ك ع ن ي ش ي ئ ا غ ي ر ك لأ ن ك اأ م ت ه. ف ك ي ف اأ ص ن ع هذ ا ال ش ر ال ع ظ يم و اأ خ ط ئ اإل ى اهلل " )تكوين 9-8/39(. راأى هذا ال شاب القد ي س اأن ه من الم ستحيل ارتكاب الأخطاء تجاه اهلل وخيانة الثقة الكاملة التي أاعطاها اإي اه معل م ه!" كيف اأ صنع هذه ال سي ئة العظيمة واأخطئ اإلى اهلل ". ولكن بين كل الر جال كان قد ي سنا يو س ف رجل
تعر ف على روحاني ة القد ي س يو سف خالل 31 يوما 67 مريم ومرب ي ي سوع الرجل الوحيد الذي نال الثقة الكاملة والحتمية من الثالوث الأقد س ومن القد ي س ين يواكيم وحن ة ومريم على الأر ض. وكم سيكون م ستحيال بالن سبة إاليه خ صو صا اأن يخون تلك الثقة التي ل تعرف حدودا! فهو م ن قال في كل يوم بل في كل ساعة من حياته: "اأن اأخطئ تجاه الرب رب ي الإله المتج سد بالقرب من ي ومن أاجلي! واأن اأخطئ تجاه مريم التي فيها تج س د اهلل! اآه! ل أا ستطيع ولن اأكون قادرا على ذلك أابدا! فكيف اأ صنع هذه ال سي ئة العظيمة واأخطئ اإلى اهلل ". التاأم ل العا شر * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B( * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( تبدو بتولي ة يو س ف ا ستثنائية بنوع خا ص : اأو ل لقد سبقت الأمثلة العليا التي اأعطاها يوحن ا المعمدان وبعده ي سوع ومريم على هذه الف ضيلة. ثم احترمها كل من هوؤلء القد ي سين بح سب ال شريعة القديمة حيث كانت النعم اأقل غزارة و أامثلة الت ضحيات العظيمة كهذه الت ضحية أاقل تواترا مم ا هي تحت ال شريعة الجديدة. وا ستحق ت اأن يمدحها الروح القد س. فقد اأوحت بتوليته لمريم التي تدعوها الكني سة بتول حكيمة ثقة لم تخ ش مريم اأن توكل من خاللها اإلى حار سها بكنز هو بتوليتها الخا صة. واأه لت يو س ف عد ة مرات لحوارات مبا شرة وفورية مع المالئكة التي اأتت تكل مه على الأر ض كما لو كان مالكا في ال سماء. وقد ازدادت بتولية يو س ف التي حفظها من دون عيب قبل زواجه كمال وذلك من خالل زواجه في حد ذاته. فكان هذا الكمال كمال جديدا ومت ساميا. لأن ه منذ تلك ال ساعة ساعة الرتباط بمريم كر سها يو س ف للرب ويقول سواريز: "من دون اأي شك اأعظم الأمثلة التي أابدتها البتول الأطهر تقد مت بقدا ستها باأذهل الطر ق". كما يدعو الأب روبرت هذا الزواج: "اتحاد ا سماوي ا ولي س اأر ضي ا يراأ سه الر وح القد س الذي وح د ك ال العرو سين به شخ صي ا". يقول القد ي س فرن سي س دو سال: "اإذا كانت ال شم س ل تحتاج اإلى سوى ب ضعة
الكتاب الثالث 68 اأي ام ليعطي الزنبق بيا ضه النا صع م ن يتخي ل اإلى اأي درجة من الطهارة ست صل نقاوة يو س ف الزنبقة المعر ضة ليال نهارا ول سنوات طويلة إالى نور شم س العدل و ضوء القمر ال سري الذي ي ستمد منها نوره البهي ". * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B( التاأم ل الحادي ع ش ر * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( واأخيرا لمعت نقاوة يو س ف ب أابهى حل ة و أاعظم شعاع من غمرات حنان ي سوع ذاك الذي يقال عنه اإن ه أاجمل الزنابق إابهار ا والذي تقول عنه القد ي سة اآغن س: "ح سبي اأن األم س ه لأبراأ". وكان الأب سواريز يقول: "بعد ولدة ي سوع ازداد يو س ف قدا سة أاكثر فاأكثر. فالمعرفة العميقة التي تحل ى بها في ساأنه واأحاديثه اليومية معه وح ضوره الم ستمر كانت كل ها تحث ه على القيام باأعمال محب ة فائقة التواتر والحرارة بالإ ضافة اإلى اأن أاحاديث الكلمة ومثاله كانا يزيدان يو س ف عطفا وحنو ا. وقد جه زته العناية الإلهية و ساعدته من دون شك ط وال هذا الوقت ب شكل ل مثيل له. وقد و ع د ي سوع نف س ه اأن كاأ س ماء ا عط ي ت با سمه لن ي ضيع اأجر ها فكيف يكافئ كل هذه الخدمة التي قد مها يو س ف بمحب ة حار ة لي س با سمه ف ح س ب بل ل شخ صه هو وهذا يعني اأن ه لو لم تكن مريم ت ستحق سعفة اأعظم بتولية مالئكية سيكون هذا المجد من ن صيب يو س ف. ومع ذلك لم يحظ يو س ف على غرار مريم بامتياز الحبل بال دن س فيو س ف لم يكن قد رب ي في هيكل اأور شليم مثل مريم ولم يحمل في قلبه م صدر كل طهارة مثلها وبالتالي بتوليته مت سامية بقدر ما هي كاملة وحظيت منذ حياته في هذا العالم على اأجمل المكافاآت. لقد قال ي سوع: "طوبى لأنقياء القلوب لأن هم يعاينون اهلل" )متى 8/5(. اأم ا يو س ف فقد راأى ي سوع منذ بداية حياته على الأر ض وعاينه عن قرب وعن
تعر ف على روحاني ة القد ي س يو سف خالل 31 يوما 69 كثب. فلم ير ه بعين يه فح سب بل سمعه باأذن يه ولم سه بيد يه وحمله بين ذراع يه و ضم ه اإلى قلبه ونال منه دلل بنوي ا. فيمكن اإذا للكني سة اأن تقول له با ستحقاق: " أانت في حياتك تنعم باهلل ك سك ان ال سماء تنعم بها بكل فرح". وهنالك مكافاأة اأخرى نالها يو س ف لأن ه حفظ البتولي ة وهي قي امة ج سد ه بالمجد. يقول سواريز : "لقد قب لت الكني سة فكرة اأن يكون يو س ف من الأ شخا ص الذين عادوا اإلى الحياة بعد موت المخل ص وقيامته فاأ صبحت حياتهم خالدة ج سدا ونف سا ". وكاأن ف ساد القبور لم ين ل مم ن لم ت ش ب نف سهم اأي شائبة بفعل ف ساد الج سد. * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B( التاأم ل الثاني ع ش ر * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( لم ين ل يو س ف في ال سماء اإكليل البتولي ة ف ح س ب بل اأ صبح حار س البتولي ين وحاميهم وعلينا اأن ندعوه كم صدر معونة قوي في ساعة الخطر. ليكن ا سم ه حا ضرا مع ا سم ي ي سوع ومريم المقد س ين في ساعة التجربة ولناأتمر بكالم يو س ف القديم: "كيف اأ صنع هذه ال سي ئة العظيمة واأخطاأ اإلى اهلل في وجوده" للح صول على نعمة الطهارة لنقد م له ن شيد المدائح هذا الذي نظم ه اأحد اأكثر مكر ميه اندفاع ا: "طوبى لج سد يو س ف العر ش الحي للكلمة الإلهي خالل س نيه كقا صر على الأر ض و شعاع المجد للجالل الإلهي الذي اختفى بين الخالئق والهيكل المتنق ل هلل بين الب شر والمذبح الذي يحييه الذبيح للتكفير عن خطيئة العالم! طوبى لكل اأع ضاء هذا الج سد البتول المكر سة لخدمة ي سوع ومريم! طوبى للح ضن الذي ح مل ي سوع حين خرج من رحم اأم ه التي ل عيب فيها حيث ارتاح
الكتاب الثالث 70 غالبا اأي ام طفولته! طوبى للعين ين الل ت ين عاينتا اهلل المحبوب في كل الأمم والجمال غير المخلوق الذي تاأم لته المالئكة في اأعالي ال سماء بحرارة ل تن ضب ول تبهت! طوبى لل شفت ين الم ستحق ت ين تقبيل م ن ل تقترب منه اأطهر الأرواح اإل منحنية الأجنحة احتراما! طوبى لل سان الذي غالبا ما تكل م اإلى اهلل المتاأن س كالما مفعما بالده شة والحنان! طوبى لالأذن ين الل ت ين طالما سمعتا كالم الحقيقة الأبدية! طوبى للذراع ين الل ت ين عانقتا م ن يحوي كل شيء في عظمته! طوبى لليد ين الل ت ين لم ستا نا سوت الكلمة الم تج س د الذي منه ن بع ت الف ضائل الحاملة الخال ص للج سد وال سم و للروح! طوبى للركبت ين الل ت ين احت ضنتا م ن يحت ضن الكل بكلمته ويحفظهم وم ن يت شر ف ال سيرافيم بحمله ونقله في ال سماء! طوبى لقلب يو س ف الذي يحيط به ف ي ل ق متيق ظ القلب الجاهز لخدمة كل ما يريده الر ب القلب الذي يحمل في داخله شريعة اهلل القلب ال سامي الذي تمج د فيه اهلل ال ضابط الكل القلب الخالي من كل خطيئة القلب الم شتعل بالحب الإلهي في حرارة التاأم الت المقد سة القلب المت ساوي في الحنان مع قلب ي سوع ومريم! والطوبى كل الطوبى لنف س ه الفائقة القدا سة النف س الأجمل التي خلقها اهلل بعد نف س ابنه والعذراء الطوباوية النف س التي اأغدق عليها نعمة فهم فائق ال سمو واإرادة ملوؤها الكرم النف س التي جعلها فردو سا للنعم وق صر الف ضائل وعر ش البتولي ة! واأخيرا طوبى لكل من كان يوما من سجما ومر ضيا ونبيه ا وقوي ا وحنون ا ومعتدل ومتوا ضعا ور صينا في تركيبة يو س ف الخارجية وفي ما حمله لي سوع وفي كلماته و أاخالقه! طوبى لجمال ج سد يو س ف وقدا سة نف س ه وحب قلبه لأن كل ما فيه خ د م ب شكل ل مثيل له م شيئة اإله ال سماوات التي جعلته منذ الأزل أابا لبن اهلل والرجل الفائق الحكمة لوالدة اهلل!" * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B(
تعر ف على روحاني ة القد ي س يو سف خالل 31 يوما 71 التاأم ل الثالث ع ش ر * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( لنتو س ل اإلى القد ي س يو س ف أان ي شرح لنا هو نف س ه ضرورة عالقت ه مع ي سوع وت ساميها وحميمي تها وعذوبتها. في ما يتعلق ب سر التج س د العجيب كان دور يو س ف ضروري ا بح سب القد ي س توما. فمع اأن ه لم يكن له اأي عالقة بالحبل بي سوع الم سيح الذي يعود كل يا إالى الروح القد س زاد وجود ه من شرف هذا الحبل و صحته. فب صفت ه رجل مريم و أابا معيال لي سوع كان الم س ؤوول الأ سا سي عن تربيته. كان على الب شري ة التي رفعتها الكلمة حتى ذلك الحين أان تكون من ساللة داود فمنحه يو س ف شجرة العائلة المالئمة. وكان عليها اأن ت خلق تحت غطاء زواج شرعي فمنحها يو س ف تلك ال شرعية التي ت شك ل ا ولى الف ضائل النبيلة. وتحتاج هذه الب شري ة اإلى المعونة والدفاع ضد اأعدائ ها الألد اء واإلى الحماية الح صينة التي ل يمنح ها سوى الأب لأولده فقد م يو س ف كل هذه الخدمة بمنتهى الح ب والنجاح. هذه العالقة مع ي سوع مت سامية بقدر ما هي ضرورية. فنظام النعمة يت سامى على نظام الطبيعة والتحاد الأقنومي يت سامى فوق ذلك كل ه فمنه تنبع النعمة. اإ ضافة اإلى ذلك تفوق الن عمة درجات نظام الطبيعة الأ سمى. لذا تكون ال سلطة مهما كانت ثانوية في نظام التحاد الأقنومي مت سامية فوق اأرفع درجات ال سلطة الم سوؤولة عن ن شر تلك الن عم. هذه مالحظة سواريز التي ت شك ل اأ سا سا متينا لعظمة القد ي س يو س ف. هذا ما يرفع ه فوق يوحن ا المعمدان وجميع الأحبار وال شهداء والر سل. وهذا ما ي سمح للكني سة بذكر ا سم القد ي س يو س ف في ال صلوات الليتورجية قبل القد ي سين المبج ل ي ن ال سامي ي ن بطر س وبول س. اأما في ما يتعل ق بجوهر عهد كلمة اهلل مع نا سوتنا فكان دور يو س ف ثانوي ا اإذ لم يكن سوى شاهد ولكن ه ضروري بغيابه ي صبح العهد لغيا. لكن حين يتعلق الأمر بتربية ابن مريم ت ضحي عناية القد ي س يو س ف اأ سا سية. كما كان يجب اأن ي صل ي سوع إالى بيت لحم ليولد ويجب منح ه اإ سما وحمله إالى
الكتاب الثالث 72 م صر و إاعادته اإلى الجليل. فيو س ف هو م ن يتلق ى الإجابة على كل م ساء لة من ال سماء وتنفيذها. وحين ق د م ي سوع إالى الهيكل وحين دخل ي سوع الهيكل في سن الثانية ع ش رة وو جد فيه بين العلماء كان يو س ف اأو ل م س ؤوول عن كل ذلك ب صفته رب العائلة ومريم نف سها كانت م سوؤولة ثانوية من بعده. * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B( التاأم ل الرابع ع ش ر * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( باأي ة محبة لب ى يو س ف حاجات ي سوع وقد تحم لها حب ا له ولنا! فبالعمل الدوؤوب منحه الم سكن والماأوى والم أاكل بحيث يقول له ي سوع بكل حق: "كنت جائعا فاأطعمتموني وعط شانا ف سقيتموني وكنت عريانا فك سوتموني وتائها فاآويتموني وكنت مري ضا فزرتموني" )متى 35/25(. كان يو س ف القديم قد اأعطى الغذاء لم صر في سبعة اأعوام من القحط والمجاعة. اأم ا قد ي سنا يو س ف فقد تول ى بفقره المتعم د تغذية خالق ال سماء والأر ض الذي ل ي سمح لأ صغر طائر اأن يموت جوعا بح سب قول الكني سة. ولكن يو س ف قام بعمل أاجمل من ذلك بكثير فقد حمى ي سوع من اأعداء األد اء كثيرين يريدون اإهالكه. فما اإن و لد ي سوع حتى تعر ض ت حيات ه اإلى الخطر الكبير. وقد ا طل ق جي ش من الجالدين الأ ش د اء لإهالكه و إاهالك ي سوع في خ ض م م جز ر ة جماعي ة ل يتراجع هيرود س فيها في ارتكاب العتداءات الجبانة والوح شية. فقطع روؤو س كل اأطفال بيت لحم والمناطق المحيطة دون سن الثانية بال شفقة. فع ب ر كل هذه ال سيوف والخناجر وع ب ر بحر من الدماء الم سفوكة حمل يو س ف إالى م صر الطفل حديث الولدة وهو الذي كان قد اأعلن المجو س والمالئكة والرعاة ولدته العجيبة للم سكونة قاطب ة. في هذه الظروف كان مو سى قد قاد شعب اهلل من م صر اإلى اأر ض الميعاد عبر
تعر ف على روحاني ة القد ي س يو سف خالل 31 يوما 73 بحار من الدماء التي سفكها مالك الموت. ومن جهة اأخرى تبدو اأمواج البحر الأحمر المنفتحة اإلى جزء ين صورة عن يو س ف الذي يحمل ابن اهلل اإلى م صر نف س ها ليعيده الى اأر ض إا سرائيل نف س ها. فطب ق القد ي س مت ى كلمة النبي هو شع على هرب يو س ف اإلى م صر : "من م صر دعوت ابني" )مت ى 15/2 هو شع 1/11(. * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B( التاأم ل الخام س ع ش ر * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( ر س م القد ي س برناردين دو سيين لوحة غاية في الجمال ت ظه ر طهارة يو س ف وتقواه ومحب ت ه في اأثناء رعايت ه للطفل ي سوع. فباأي اإيمان مت قد تاأم ل فيه الكلمة المتج س د وباأي احترام ووقار ممتلئ بالحنان كان يعبد فيه رب ه كيف يحمله بين ذراع يه وي ضم ه اإلى قلب ه ويخدم ه في كل شيء باحترام فائق لالهوته وباأي فطنة وتقوى تاأم ل في ت صرفات ه وحركات ه واأعمال ه وكلمات ه ليجد فيه التعاليم التي يحتاج اإليها كم ا شتعل قلب ه حب ا كاأب لي سوع حين لم س ه اللم س ة الأولى و سمع كلماته الأولى يقول المعل م التقي: اإن نعمة الطفل الإله كانت توؤث ر في نف س يو س ف بنظرته وابت سامته الب ن وي ت ين وكلمات ه ودلل ه المليء بالمحبة! اآه على القبالت الحلوة التي نالها يو س ف من ي سوع! باأي عذوبة س م ع ابن اهلل وهو يتاأتئ ويدعوه "اأبي" وكم كان فرح شعوره عظيما حين ح صل منه على عناق البن ومناغاته! في الرحالت التي قام بها يو س ف مع ي سوع كان يخفف من آالم ي سوع وحين كبر قليال من ال س ن كان يحمله بين ذراع يه ليريحه من التعب وليوف ر له بع ض الراحة. وكان ي ضم ه بكل حنان اإلى قلبه فحو له الحب الذي حمله لهذا الطفل الفائق الجمال اإلى شخ ص مت حد تماما به! لنتاأمل في هذا المو ضوع اأي ضا اأكبر مادحي القد ي س يو س ف الذي كان يهتف: "اأنظروا ما اأجمل هذا الطفل الإلهي الذي يحمله اأبوه ومعيله! ما اأعذب هذا الح مل وما اأخف هذا العبء بالن سبة اإلى حامله! اأي ها الطفل الفائق العذوبة ما اأروع اأن يعرفك بهذه الحال هو الذي " صارت الر ئا س ة ع ل ى ك ت ف ه "!
الكتاب الثالث 74 يداك ال صغيرتان أاحاطتا بعنقه كعقد ل ي قد ر بثمن! نظرة من نظراتك تخبره بما ل يو ص ف! وقبلة من فمك الإلهي ت فر ح قلب ه اأكثر من كل خيرات الأر ض التي تنعم النف س بها ط وال عد ة قرون! لم ساتك ودللك لها قو ة لإ شعال حب ه لك تفوق قدرة الزيت على اإ ضرام النار اأكثر بكثير! اإن نعمت بع ض النفو س القد ي سة بح ضور المخل ص اأو العذراء عبر روؤية فائقة الطبيعة ف ح س ب و جد ت نف سها م ض طرمة بحب هما و س ك رى بكل النعم ال سماوي ة حت ى تهتف: "هذا يكفي يا رب هذا يكفي!" فكيف نفكر في يو س ف الذي كان يرى ي سوع ومريم معا كل يوم والذي كان يرافق ي سوع ليال نهارا ويعانقه لأطول مد ة يريدها والذي كان ينعم بدلل منه في كل ساعة اأي عواطف شعر بها واأي جهود بذلها وباأي اندفاع وحنان كان قلب ه ي ضطرم حين كان يت شر ب ط وال الوقت من الم صدر الإلهي للحب وحين كان يتذو ق حت ى ي شبع م ما يفتر ض للمخل ص اأن يذيعه من فرح عارم في العالم باأ سره في الواقع كان قلب يو س ف سينفجر لقو ة المحب ة وكانت نف س ه ستذوب بقو ة العذوبة والجمال أاكثر مم ا سيذوب قلب العرو س المقد سة في ن شيد الأنا شيد في صوت حبيبها )ن شيد الأنا شيد 6/5( ولكان يو س ف قد مات فرحا وحبا لول حفظ اهلل لحياته بمعجزة من معجزاته!" صالة: يا يو س ف! ل يمكنني اأن أاكف عن تاأم ل ي سوع بين ذراع يك ولكن ني ل اأجروؤ على القتراب. بينما هو يرتاح في ح ضنك ا عبد ه با سمي و ضم ه بحنان با سمي اإلى قلبك وبا سمي اطبع على جبينه قبلة حنونة وقل له اأن يعيدها لي عندما األفظ أانفا سي الأخيرة. اأتو س ل اإليك اأي ضا بقو ة شفاعتك التي ل ت قه ر نعمة اأن أاحافظ بعناية فائقة على عف ة نف سي التي قال عنها الروح القد س: "من اأحب طهارة القلب فلنعمة شفتيه يكون الملك صديقه" )اأمثال 11/22( والتي طو بها المخل ص بمعاينة اهلل في حد ذاته: "طوبى لأطهار القلوب لأن هم سيعاينون اهلل" )متى 8/5(. * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B(
تعر ف على روحاني ة القد ي س يو سف خالل 31 يوما 75 التاأم ل ال ساد س ع ش ر * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( يبدو لنا في الرعاية التي قد مها القد ي س يو س ف لتربية ي سوع اأن ه اأف ضل مثال لآباء العائالت. فيو س ف يعتبر ي سوع ابنا وحيدا لالآب ال سماوي بكل احترام وح ب اأي "اإله من اإله نور من نور اإله حق من اإله حق م ساو لالآب في الجوهر" في لهوته ولنا في نا سوته. فا ستنتج يو س ف من هذا الإيمان المت قد بالهوت الم سيح اأن ه عليه اأن يرب ي عم انوئيل من اأجل اهلل وبح سب م شيئة اهلل ول صالح تدبيره. وبالتالي لن يبحث عن مر ضات ه الب شري ة واأذواق ه وم صالح ه ال شخ صي ة ولن ي ستعين بهيرود س ول ب أاغو سط س ليتعل م منهما واجباته حيال ابنه بوؤب ؤو عينه ولكنه سار على قاعدة ما تمليه اأوامر ال سماء عليه اأو ما تدلي به من آاراء وذلك في كل شيء وفي كل وقت. اإل اأن ذلك ي شكل الواجب الأو ل المنوط باأبي العائلة اأو اأ م ها. وبالتالي عليهما اأن ياأخذا في العتبار اأن اأولدهما هم من الخالئق أاي ملك هلل. وعند ح صول ه ؤولء الأولد على سر المعمودية عليهما أان يعتبراهم ساللة متجد دة لآدم وهذا يعني اأن ها و لدت من جديد مع ي سوع الم سيح ومن خالل الكني سة. وبالتالي عليهما اأن يوؤمنا تربيتهم في كل شيء وفي كل وقت بح سب قوانين ي سوع الم سيح والكني سة و صالحها وني اتها ولي س بح سب ثروة الأهل وم صالحهم وني اتهم ومطامحهم والقوانين الدنيوية اأو الروؤية ال شخ صية ولكن ل االد رب الم ستقيم! أال سف كم من الآباء والأم هات ي سيرون على هذا للتربية التي اأم نها يو س ف لي سوع مميزات اأخرى علينا اأن نتنب ه اإليها. اإذ كانت تربيته تقي ة وكادحة. نجد فيها بع ض ال سلطة وملوؤها العناية والهتمام وفي نظام التربية المثالي هذا فكان يو س ف ومريم دائم ي التوافق. كانت هذه التربية مليئة بالتقوى اأي خا ضعة للتوجيهات ال سماوي ة التي كانت تقول ليو س ف: " س م ه ي سوع وقد م ه إالى الهيكل واحم له اإلى م صر وع د به إالى إا سرائيل اإلخ..." وحين سكت المالئكة ا ستعان يو س ف بال شريعة وفي طاعته لل شريعة اأ خ ض ع ي سوع للخ تان وقد م ه إالى الهيكل... وا صطحبه اإلى اأور شليم
الكتاب الثالث 76 في عيد الف صح وهذا ما على الآباء والأم هات الم سيحي ين اأن يفعلوه. عليهم اأن يطلبوا من دون هوادة النور والن عم إالى الرب بالإ ضافة إالى ا ست شارة الكني سة وطاعة توجيهاتها من دون تردد ومن دون اعتبار اأي م صالح ب شري ة. * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B( التاأم ل ال سابع ع ش ر * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( وف ر يو س ف لي سوع تربية جادة وكادحة. مع أانه من ساللة داود الملكية ولكن ه در ب ابنه على العمل منذ نعومة أاظفاره حتى اإن ه زاول أاق سى اأنواع العمل و أاكثرها ظلمة وعناء واألما. واأراد ي سوع اأن يخ ضع لأن الألم هو ما يكون الإن سان الخاطئ مرغما على احتماله ويو س ف الذي كان يفهم ني ة المخل ص ما ساعده عبر فر ض هذه الأعمال اليومية عليه. ويفيد التقليد باأن هما كانا يعمالن بالحراثة ويحمالن النير وهذا ما يفتر ض اأن هما عمال في الحدادة. ويخبرنا الإنجيل باأن اليهود الذين ذهلوا بو ساعة علم ي سوع وعمقه فهتفوا: "األي س هذا النجار ابن مريم " )مرق س 3/6 متى 55/13(. كان ليبانيو س العزيز على قلب يوليانو س الجاحد قد ساأل يوما اأحد الم سيحيي ن: "ماذا يفعل الآن نج ار الجليل " فاأجابه: "اإن ه يبني تابوت ا لبطلك!". هذا كالم نبوي ن رد د ه منذ ذلك الحين ويمكننا اأن ن رد ده حتى انق ضاء الدهر لكل الرو اد الذين تبج حوا باأن هم حفروا قبر ي سوع الم سيح وكني ست ه بينما ي ح ض ر الجليلي توابيتهم! ولحظ الأنبياء هذه التربية الم ضني ة التي وف رها يو س ف لبن اهلل: فقد قال داود با سم ابن ن سله: "اإن ي في البوؤ س وال شقاء منذ صباي" )مزمور 16/87(. وهذا قد ي شك ل در سا لكل الآباء الذين ي ست وحون تربيتهم من م صادر سي ئة ويعل مون اأولدهم على الخمول: "اإن الك سل يعل م كل اأنواع الخبث" )بن سيراخ 28/33(. فالخمول ل يمنع التكفير عن الخطيئة ف ح س ب بل يفتح الباب اأمامها وي دخ لها حياة الإن سان. وحين يتعل م الأولد من مدر سة الك سل لن ينالوا التربية
تعر ف على روحاني ة القد ي س يو سف خالل 31 يوما 77 ال صالحة ولن يتفو قوا على أانف سه م بل ي ق عون وتبتلعهم ال شرور وكما نقول عامة ي صبحون اأولدا مدل لين ومنحرفين وفا سدين في صبحون مدل لين كب شر وكم سيحي ين مدل لين ب ضعف موؤ سف ضعف سيجعلهم اأ ولى ال ضحايا الذين سيرزحون تحت وط أاته. ل يقت صرن العمل الذي ي فر ض في الطفولة على تربية الذاكرة والذكاء بل يتعداه اإلى عمل ج سدي ي در ب الج سد ق د ر ما ي در ب النف س ما يعطي اأع ضاء الج سد الل ين والمرونة والقوة. واإل اختل التوازن الذي عليه أان يكون قائما بين قدرات الإن سان فتعاني بع ض الأع ضاء الهزال بينما الأع ضاء الأخرى التي تمر نت في اأوقات باكرة جد ا أاو بدون اعتدال ستعاني الإجهاد. لقد قيل: "الحياة في الحركة" وفي هذه الحركة على الذاكرة والقدرة على الحكم والإرادة اأن تعمل معا جنبا اإلى جنب مع الج سد. * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B( التاأم ل الثامن ع ش ر * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( هناك س مة أاخرى للتربية التي وف رها يو س ف للطفل ي سوع وهي طاب ع ال سلطة. كان يو س ف ياأمر والدليل على ذلك اأن ي سوع اأطاع )لوقا 51/2(. فالحظوا م ن كان يطيع وم ن كان ياأمر! م ن كان يطيع كان الحقيقة والعدل وال شريعة كل ها! كان سديدا في فهمه ومثالي ا في إارادته وهو إاله في النهاية! اأم ا م ن ي أامر فهو من المخلوقات الطاهرة التي أاغدق اهلل عليها بنعمه وعطاياه ل كون ه معر ض ا اأن يخطئ في الكثير من الأمور. فكان يو س ف ي صدر اأوامره بح سب ال شريعة التي اأن ساأها رب العائلة. فاأمر بكل توا ضع عالما تماما كم هو اأقل قدرا مم ن يطيع. فاأمر باعتدال مثالي وبحنان عذب واأمر بح س من الإعجاب التقي الذي ت و ل د ه فيه النظرة اإلى ي سوع الخا ضع لأوامره. فكان ي أامر ي سوع وبالتالي كانت سلطته على ملك الملوك تزيده عظمة اأكثر فاأكثر بالمقارنة بيو س ف القديم الذي اأ صبح
الكتاب الثالث 78 واليا على م صر كل ها. لقد ر أاى ابن يعقوب في حلم نبوي ال شم س والقمر واإحدى ع شر نجمة ساجدة عند قدم يه عابدة إاياه )تكوين 9/37(. فتحققت هذه النبوءة مرة اأولى حين راأى اأباه واأم ه و إاخوانه الأحد ع شر المنحنين أامام جالله العظيم وطالبين إاليه الخبز بكل ات ضاع ولكن ها تحققت بعظمة اأكبر بكثير في قد ي س نا بينما كان ي سوع شم س العدل ومريم التي غالبا ما تقار ن بالقمر الذي يعك س في ليالينا نور ال شم س بلط ف وكل اليهود الذين ينتظرون خال ص اإ سرائيل عند اأقدامه يكن ون له كل م شاعر الحترام والطاعة الواجبة اأمام أاعظم رب عائلة على الإطالق. يا له من مثال لالآباء الذين ل يعرفون كيف ي صدرون اأوامرهم والذين يكون اأو ل در س يعل مونه لأولدهم: تذكر يا ولدي الحبيب اأن ه منذ الثمانيني ات اأ صبح الجميع مت ساويا. فاأنت اإذا م ساو لأبيك واأم ك اللذين ي صبحان اأعز اأ صدقائك و أاحكم نا صحيك ولكنهما ل يتفوقان عليك بتاتا. وبالإ شارة اإلى هذه الم ساواة التامة التي و ضعتها الطبيعة عليك اأن تخاطب والد يك وحت ى جد يك بلهجة عام ة وهكذا حين تغ ضب عليهم تخاطبهم باحترام! وهكذا ا ست سلم ملوك العائلة اأمام جان جاك رو سو كاتب " إاميل 'L'" Emile بينما كان "العقد الجتماعي" يح ض ر الملوك والأباطرة على ال ست سالم عند أاقدام ثورة مماثلة! وهكذا اأ صبح الأبناء غير الخا ضعين مواطنين ل يطيعون الحكم. في ظل هذه الفو ضى ل ت مكن "تربية" الطفل. ل ت مكن تربيته اإل عبر و ضع القوانين التي تحد من ميوله ال سي ئة لت صحيحها. بل سيهبط الطفل اإلى الهاوية بفعل ميوله المتنامية التي ل يمكن اإيقافها وي صبح في ظل اأي حكم يعي ش فيه كائنا غير اجتماعي لأن ه لم يتعلم منذ صباه الطاعة بينما هذه الف ضيلة ضرورية وجميلة و سهلة وبالتالي لن يتعل م اأن يخ ضع في وقت لحق. * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B(
تعر ف على روحاني ة القد ي س يو سف خالل 31 يوما 79 التاأم ل التا سع ع ش ر * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( اإن التربية التي وف رها يو س ف لي سوع كانت مليئة بالعناية. ولم يكن حذره الدائم الذي ي سببه عدد اأعدائه الكبير وغ ضبهم عليه ليخف لحظة واحدة وقد يبدو هذا الحذر مفرطا لول اأن اهلل هو من أاعطاه الحق في ذلك. وقال له المالك: "ق م و خ ذ ال ص ب ي و اأ م ه و اذ ه ب اإ ل ى اأ ر ض اإ س ر ائ يل لأ ن ه ق د م ات ال ذ ين ك ان وا ي ط ل ب ون ن ف س ال ص ب ي " )متى 19/2(. والتزم يو س ف واجب الطاعة ولكنه حين علم اأن ابن قاتل الأبرياء كان حاكما في اليهودية مكان والد ه خاف وت رد د فطلب المعونة وح صل بالتالي على اإجابة من ال سماء توؤكد اأهمية عنايته بحيث أار سلته اإلى الجليل. فاأين هم الآباء الذين يهتم ون بعناية بهذه الأمانة اله ش ة التي و ضعت تحت حرا ستهم كم منهم يظنون أانهم اأم نوا الحياة العادلة لأبنائهم حين تكون الفتاة في مدر سة داخلية وال صبي في المدر سة العادية وكيف توف ر هذه المدر سة الداخلية العناية لالأطفال اأي تعليم يوؤمنه هذا المكان واأي أامثلة ي ستخد مها ليدعم تعاليمه ومنهم من يظن ون اأن البحث عنه ضرب من الجنون فيطمئن ون بكل ارتياح حين يحذ رهم الأ ساقفة بالخطر على اإيمان الأطفال واأخالقهم. يكفي أان يكون هيرود س قد مات ول يهم م ن يخلفه اأو إاذا خلفه أاحد. األويل لهذا المهم ل الذي ي سمح بهالك الآلف والماليين من النفو س! لنزيد على نظام التربية الرائع هذا اأن يو س ف ومريم كانا على اتفاق دائم. ويظهر هذا التوافق الكامل في اأ سرار طفولة ي سوع كاف ة وينك شف في كالم مريم حين قالت: "اأنا و أابوك نبحث عنك متله ف ين!" )لوقا 48/2(. وهذا التوافق فائق ال ضرورة فلو وجد الطفل في دلل اأم ه اإدانة لق ساوة المعاملة التي نالها من والده ولو ر ف ضت اأوامر الوالد أاو ا ستهز أا الولد بدرو س الأخالق الدينية التي تقد مها الأم التقي ة ل عم ت الفو ضى في اإدارة العائلة واأ صبحت التربية م ستحيلة تماما. ويا لالأ سف كم من العائالت تعاني الفو ضى! * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B(
الكتاب الثالث 80 التاأم ل الع شرون * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( حين كان ي سوع في سن الثانية ع ش ر ة وكان أابوه يدعوه اإلى اأن ين شر اإ شعاع الحكمة الإلهية في الهيكل بين العلماء عرف يو س ف اأن الحب الأبوي ينبع من اهلل وعليه األ يعار ض ال سلطة الإلهية في اأي ظرف كان. فتوق ف عن اإ صدار الأوامر ليطيع "الذي منه ت سمى كل اأبوة في ال سماوات و على الر ض" )اأف س س 15/3(. فترك لي سوع كل الحرية التي تتطلبها الر سالة المعطاة له من فوق ولم يعد يتكلم بل راح ي ستمع عابدا كلمة اهلل الذي يك شف لأور شليم وللعالم ال سر الذي كان مجهول حتى تلك ال ساعة األ وهو اأن هذا الطفل البالغ من العمر اثنتي ع ش رة سنة الذي دعته مريم في الما ضي ابنا ليو س ف )لوقا 48/2( لي س له على الإطالق اأب بين الب شر فهو لي س سوى البن الوحيد ل آالب ال سماوي. وهذا در س اإ ضافي ي عطى لالآباء الم ضل لين الذين خالفوا عبر إافراطهم المهم ل في ا ستخدام سلطتهم دعوة اأولدهم الكن سي ة أاو الديني ة اأو عار ضوهم في القيام بواجباتهم الروحي ة. وهنا يخالفون حق اهلل على مخلوقاته وحق ي سوع الم سيح والكني سة على الب شر الذين اأ صبحوا اأبناء لهما بالعماد وحق هوؤلء الأبناء بطاعة اهلل في كل شيء خ صو صا باختيار الحالة الدينية التي يعي شونها. وهنا لي س الحب تجاه الأبناء بل الت ضحية بالأبناء من اأجل الأنانية والت سبب بهالكهم في هذه الدنيا وفي الأبدية وهو التح ض ر لخيبات اأمل عظيمة وربما ل شعور بالذنب لي س له شفاء. صالة: يا يو س ف يا اأكثر آاباء العائلة طوباوي ة با سم الفرح الدائم الذي رافقك في إاتمام م هم تك الفائقة طبيعة الب شر نتو سل اإليك م د يد الم ساعدة اإلى الذين نالوا أابناء من ال سماء ليرب وهم ساعدهم واحم هم في هذه الم هم ة ال صعبة وا سهر معهم على هذه الأمانة التي و ضعت بين أايد يهم ون ل لهم المعونة والنور
تعر ف على روحاني ة القد ي س يو سف خالل 31 يوما 81 والقوة التي تلزمهم وخ صو صا نعمة ال سلطة ال سل سة وال صارمة في الوقت عينه والحازمة والمعتدلة والتي ترتكز على م شيئة اهلل ول تتعدى على سلطته والتي ت شكل حجر الزاوية في كل تربية صالحة. يا مريم يا اأ سعد الأم هات ا ستمد ي لكل رب منزل هذا التوافق الكامل الذي ساد بينك وبين يو س ف والذي كان ركيزة سعادة العائلة المقد سة آامين. * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B( التاأم ل الحادي والع شرون * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( نالحظ مدى عظمة الحياة الخفي ة التي طبعت يو س ف بن يعقوب القديم. كان راعيا لمدة طويلة ون قل من مزرعته اإلى اأعماق بئر جاف ة رمته فيها غيرة اإخوته. فمر بين يد ي تج ار ا سماعيلي ين ذهبوا به اإلى م صر لي باع عبدا. وكاأن ظروف حياته كعبد لم تكن متوا ضعة كفاية فا دين ب شهادة زور وز ج في زنزانة مظلمة. في هذا الوقت كان يعقوب يبكي موته! إاذ في اأحد الأيام اأتى اإخوان يو س ف حاملين ثياب ابنه الحبيب الم ضرجة بالدماء وقالوا: "و ح ش ر د يء اأ ك ل ه " )تكوين 20/37(. ومع اأن قد ي س نا يو س ف كان ابن داود ق ضى كل حياته في هذه الظلمة التي انت شل منها ابن يعقوب في الن صف الثاني من حياته. فام حى حتى اختفى كل يا وبدا ط وال حياته عازما على تطبيق كلمات يوحن ا ال سابق: "له اأن ينمو ولي اأن اأنق ص" )يوحن ا 30/3(. ولو لم يكن يو س ف قد ذهب لي كتتب في بيت لحم ليطيع أاوامر اأغو سط س فهل كن ا ن ع لم اأن ه كان من عائلة يهوذا ومن ن سل داود ولكن اأين و لد وكيف ق ضى صباه وكيف لف ت نظر يواكيم وحنة اللذ ين كانا يبحثان عن زوج لمريم ل نعرف شيئا عن ذلك. كم سنة عا ش وفي اأي ظروف توفي فيم فك ر معا صروه ب ساأنه ل نعرف شيئا عن ذلك اأي ضا. ولكن هل يخبر نا اأحد على الأقل عن ف ضائله هل يمكن لأحد اأن ينقل لنا
الكتاب الثالث 82 بع ضا من كالمه اأو من العجائب التي قد ت شير اإلى كمال ا ستثنائي واإلى م هم ت ه المالئكي ة أاكثر منها ب شرية ل يذكر الإنجيل من ف ضائل يو س ف سوى كلمة واحدة وهي "رجل بار ". ولم يذكر اأي ا من كالمه ول من المعجزات التي جرت على يده. وقد يكون معقول أان تكون قد جرت عدة معجزات على يده في حياته. التاأم ل الثاني والع شرون * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B( * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( يمكننا اأن نعطي دافع ين اثنين لهذا ال صمت والن سحاب المتعم د ين ليو س ف: اأو ل و ض ع ي سوع في نور العلن زاد من وهجه الن سحاب الكامل لكل ما يحيط به. ف إاذا كان يو س ف أابا لي سوع سيعود مجد ه لي شع فوق مجد ابنه. ولكنه لي س سوى مربي ي سوع ابن اهلل ومعيله ولي س عرو سا لمريم اإل ليكون حار سا لبتوليتها وحاميا ل س معتها. فيكفي اإذا اأن يعلم العالم اأن ه كان بارا ووفيا لر سالت ه فيختفي في اأعمق الظلمات. اإ ضافة اإلى ذلك ل م كان سي شع في عيون العالم اإذا توج هت اإليه اأنظار الثالوث المثلث التقد ي س ول م يتلقى ر سالة اأمراء العالم اإذا كان يح صل على الر سائل من المالئكة ل م ي سح ر أانظار عام ة ال ش عب اإذا ا عج بت عينا مريم به ل م يخرج من بيته في النا صرة م ن يقابل فيه ي سوع ومريم... ومريم وي سوع بيت النا صرة هذا كان ي نع م بنف س زكي ة وله سحر فائق حتى اإن النف س لم تعد تريد الخروج منه ولم تعد تريد روؤية اأي شيء مختلف عنه ول سماعه فت صرخ في ن شوة الإعجاب: "اإن ال صمت هو اأعذب مديح ي صدح هنا في ح ضور الكلمة المتج س د بقم ة توا ضع ه"! وحين تولى الإنجيليون سرد الوقائع التي عا شها اهلل المتاأن س وحركات ه وكلمات ه ا ضطر وا في نهاية رواياتهم إالى الكتفاء بالقول: "و ص ن ع اآيات اأ خرى كثيرة لم ت د و ن في هذا الك تاب ". )يو 30( 20 فكيف تريدون اأن يجدوا مكانا ليو س ف في رواياتهم
تعر ف على روحاني ة القد ي س يو سف خالل 31 يوما 83 التاأم ل الثالث والع شرون * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B( * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( كل ما ازداد ان سحاب يو س ف في الظل اأثبت اأن ه على قد ر الدور الكبير المنوط به. فعند ظهور ال ش م س تختفي النجوم. وما اإن التقى بول س مجد ي سوع حتى صار اأعمى... الكلمة يتكل م فلت صم ت الب شري ة! الكلمة يظهر فلتخت ف الب شري ة! الكلمة ي رتفع في قدرته وجالله اغرقي في اأعماق العدم أايتها الب شري ة! حين ن سمع اأن الر سل يتناف سون على المكان الأو ل بينما اأخذ ي سوع المركز الأخير راكعا عند اأقدامهم نرتعب من اأجلهم ونخ شى اأي اإخالل رهيب في م هم تهم. ولكن حين نرى يو س ف ومريم يت صرفان بطريقة مناق ضة تماما ول يتناف سان اإل في سعيهما الكبير إالى ال صمت والن سحاب والتال شي في ح ضور الكلمة المتج س د نقول: اإن روح الر ب معهما". فيبدو لنا صمت يو س ف أاعظم الخطابات وتعل منا الظلمة التي ام حى فيها اأكثر مما تعل منا عجائب النبي ين مو سى و إايليا. في الواقع لو اأردنا التكل م كثيرا اإلى اهلل علينا أان نتكل م قليال مع الب شر. ولو اأردنا لفت نظر الرب علينا أان نهرب من اأنظار الب شر. فا سمعوا الكاتب المجهول الذي اأعلن في كتابه: القتداء": "لو اأردتم الهروب من المحادثات التافهة والزيارات غير المجدية و ضج ة النهار ستجدون وقتا كافيا ومنا سبا لعي ش الت أام ل بال شكل الجيد. اإذ كان القد ي سون العظام يهربون بقدر الإمكان من رفقة الب شر ويحاولون اأن يعي شوا هلل في الخفاء بن سيان للعالم. أالم يقل اأحدهم: كل مرة ظهرت فيها بين النا س اأ صبحت اأقل إان سانية هذا ما ن شعر به حين نكون قد تكل منا كثيرا ولمدة طويلة. من الأ سهل اأن ن صمت تماما من اأن ن فر ط في التكل م. ومن الأ سهل اأن نبقى متخف ين في منازلنا تماما مم ا اأن نكون معتدلين في ظهورنا الخارجي. فاإن
الكتاب الثالث 84 اأردتم الو صول إالى الحياة الداخلية الروحية عليكم اأن تتعلموا مع ي سوع البتعاد عن الجماهير. اإذ ل اأحد في أامان حين ي ظه ر نف سه اإل م ن يتخف ى ب إارادته. ول اأحد في اأمان حين يتكل م اإل م ن ي صمت ب إارادته. ول اأحد في أامان حين ي أامر اإل م ن اأطاع من كل قلبه". قل ة هي التاأم الت خارج هذا الكتاب في القرن الذي نحن فيه لأن قل ة من الم سيحي ين يثابرون حق ا على الموت عن الخيرات الزائفة والإكرام التافه ضمن هذا العالم. * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B( التاأم ل الرابع والع شرون * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( تعود صفة العظمة والجمال المتخف ي ين إالى كل ما هو فائق الكمال والألوهة في هذا العالم. اإن اإلهنا هو العظمة في حد ذاتها من دون شك هو الجمال الأبدي الالمتناهي. ولكن األي س اإلهنا اإلها متخفيا " ش د د ت ك م ع اأ ن ك ل م ت ع ر ف ن ي" )اأ شعيا 5/45( متخفيا في أاعماله متخفيا عن حب الظهور والكبرياء. اأم ا ي سوع الم سيح اإله النا صرة واإله ال صليب والإفخار ستيا فكان يهتف: اأ ح م د ك اأ ي ه ا الآب ر ب ال س م اء و الأ ر ض لأ ن ك اأ خ ف ي ت هذ ه ع ن ال ح ك م اء و ال ف ه م اء و اأ ع ل ن ت ه ا ل الأ ط ف ال " )لوقا 21/10(. األي س اأي ضا إالها متخفيا ) ش د د ت ك م ع اأ ن ك ل م ت ع ر ف ن ي( اأفلم يكن القد ي سون على غرار مثالهم الإلهي ب شرا مجهولين ومنبوذين اأو م ضطه دين من العالم وب شرا "جميع مجدهم في الداخل" )مزمور 14/44 ( م ن هم اآخر القد ي سين الفرن سي ين الذين رفعتهم الكني سة على مذابحها راعية متوا ضعة من نواحي تولوز م ضط هدة من زوجة اأب شريرة ومت سو ل م سكين ق ضى آاخر سن ي حيات ه يتو س ل ال صدق ة على اأبواب كني سة روما واأخت من راهبات الزيارة عا شت ت سع ع ش رة سنة في ظالم ديرها أاو حتى في قلب
تعر ف على روحاني ة القد ي س يو سف خالل 31 يوما 85 ي سوع نف س ه واحتقر ها العالم كثيرا حت ى اإن سيرة حيات ها التي سرد ها رئي س أا ساقفة سينز المون سنيور لنغي والتي اعتبرها في دلمبيرت غير جديرة بكتاب اأكاديمي! م ن كان الر سل الفائقو الكر م الذين حملوا راية ال صليب وقد موا لنا هدية الح ضارة الم سيحية التي ل تقد ر بثمن لم يكونوا سوى بع ض الرهبان المجهولين. وم ن هم المهند سون المعماريون الذين شادوا نحو الق مم كاتدرائي اتنا الغ وطي ة اأو النح اتون والر س امون الذين زي نوها لقد كانوا مجهولين. م ن هو الكاتب الذي اخت صر جوهر الإنجيل في كتب "زيارة ي سوع الم سيح" الأربعة وم ن هو الذي زخرفه باأ سمى الأفكار و أانقى العواطف واأ صدقها وبكالم فائق العذوبة والتاأثير ون صائح تبدو دوما قادرة على ال ستجابة اإلى حاجات الروح الحالية اإن ه كاتب مجهول يبدو اأن عمل ه صد ر من العدم. ربما كان الكاتب غير سون أاو توما الكمبي سي. في كل مكان تظهر اأعمال اهلل ب أابهى عظمت ها وجمال ها المخفي ين فيها ي برز الطابع الإلهي نف س ه والتي تبدو بارزة من خالل القد ي س يو س ف. فالزنبقة الأنقى في كل مكان تنمو في قلب الأ شواك. والبنف سج الأبهى عطرا هو الذي يخب ئ تحت غطائه المزدوج اأو الثالثي أاكبر الأوراق. وبالتالي فاإن اأي شخ ص يتباهى اأمام عيون النا س بج شع يذبل سريعا ويكون التله ف وراء الحترام الب شري والت ساوؤل حول نظرة النا س هو العدو اللدود لحترام و صايا اهلل. فلنفهم هذه الحقائق ولن ساأل ب شفاعة القد ي س يو س ف اإعالء ساأن ومحب ة "ح ي اة م س ت ت ر ة م ع ال م س يح ف ي اهلل " )كولو سي 3 3( حياة فائقة الطهارة والعذوبة. صالة: اأيها القد ي س يو س ف الطوباوي اأنت الذي شعرت بحرارة باأن نا نمل ك كل شيء حين نكون قد امتلكنا ي سوع ن ساألك أان تنال لنا ب شفاعت ك حب الحياة الخفي ة التي تعل م نا إاياها بمث لك لتقود حياة اهلل الحا ضر وحد ها كل ني ات نا وليمالأ حب الكلمة المتج س د كل قلب نا ولتجعلنا اأحكام الكني سة نحتقر كل اأحكام العالم ولي صبح ي سوع ومريم كل اأمل نا وكل حب نا و سعادت نا في هذا الزمن واإلى الأبد اآمين.
الكتاب الثالث 86 التاأم ل الخام س والع شرون * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B( * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( يقول الأب سواريز بعد القد ي س توما: " أاعظم كمال هو الذي يوح د على اأكيقول يقول الأب سواريز بعد القد ي س توما: " أاعظم كمال هو الذي يوح د على اأكمل وجه بين الحياة العملي ة والتاأم ل". اإل اأن يو س ف يبدو اأف ضل م ن يعي ش هذا التناغم. هو يعمل وعمله قا س و صعب ومتوا ضع ويعود بمردود قليل ول ي ك رم كما يليق ول يمت باأي ة صلة لما يمكنه اأن يعي ش ح ب الذات اأو البتعاد عن اهلل. لم يتوق ف يو س ف عن عمله اإل ل سفر قام به لنتزاع ي سوع من براثن اأعدائه الغا ضبين اأو ليحج اإلى اأور شليم بتقوى. وقد شك ل يو س ف القديم صورة عن هذا العمل الذكي والد ؤووب بحيث اأ صبح باإدارته الحكيمة مخل صا لإمبراطورية وا سعة ومعيال لعائلته واإخوانه. اأم ا الأعمال التي كانت تمالأ اأي امه منذ ولدة ي سوع فقد كانت اأعمال الف ضائل المثلى واأعمال محبة واإيمان وتقوى. وكان الإله - الإن سان الذي ت ع ر ف ه حق ا و أاحب ه بكل حنان الهدف الفوري والمبا شر لأعمال يو س ف هذه. فقد قام يو س ف بتغذية م ن يمنح العالم الحياة وت أامين ملب س م ن يك سونا بالخلود والحماية من بع ض الألم م ن أاتى لينتزعنا من جوف الجحيم وحمايته م ن جال دي هيرود س م ن سيحمينا من براثن جهن م. فكل ما كان تاأثير هذا العمل ضروري ا بالن سبة اإلى م صير مخل ص العالم كان عزم يو س ف على تاأديته على أاكمل وجه. وبالتالي لم يكن يقوم باأي عمل لم صالحه الخا صة واإنما لحترام الب شر واإكرامهم. لم يوؤد اأي عمل م صادفة أاو بالك سل والإهمال. فكل من هذه الأعمال التي كانت ت شغل حياته الحافلة كانت مزو دة بالكمال المطلوب والوفاء لالأهداف التي و ضعتها العناية اللهية. * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B(
تعر ف على روحاني ة القد ي س يو سف خالل 31 يوما 87 التاأم ل ال ساد س والع شرون * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( من جهة ثانية كان يو س ف في اأف ضل حال تمك نه من التمت ع بكل ما توف ر ه اأوقات التاأم ل في الحياة الإلهية. فقد نذر ح فظ البتولي ة وهذا النذر الذي حفظ ه كامال رفعه اإلى ما يفوق الحوا س واأه ل قلب ه وروح ه إالى قبول أاقد س الأفكار والعواطف. و إاليكم ما زاده رفعة : رفقة مريم والأحاديث معها هي التي كان قلب ها يميل اإليه ط وال الوقت. هذا ما رفع ه بعد اأم اهلل إالى المطامح الأكثر ت ساميا. واأخيرا الكلمة المتج س د! األإله الذي ل يحد ه ج سد وقد لب س ج سد الإن سان. هذا هو اهلل غير المرئي الذي ظهر اأمام اأعي ننا هذا هو اهلل الأزلي الذي اأ صبح طفال عمر ه اأي ام قليلة! في هذا الج سد المتاأل م الذي يئن على الدوام. ي ظ هر الإيمان ليو س ف م ن هو حمل اهلل الذي حمل خطايا العالم ب إارادته. ف سم ع يو س ف كلمة اهلل بتمتمات طفل ت هم س في اأذن ه. وكانت دموع ه ونظرات ه المفعمة بالحنان وابت سامت ه العذبة ودلل ه اإ شارة قد سي ة ليو س ف من خاللها تعب د لواهب الن ع م. هذه النعمة التي نال ها ي سوع من اأجل نا بتوا ضع ه في المغارة واآلم حياة المنفى وحرمان ها انت شر ت وازدهرت في قلب ي مريم ويو س ف * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B( التاأم ل ال سابع والع شرون * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( ع م ل يو س ف وعيناه م سم رتان نحو ي سوع فقد كان يعمل قد امه ومن اأجل ه. وما اإن اأ صبح ي سوع في ال سن التي توؤه ل ه للعمل عم ل يو س ف معه. ولي س على يو س ف سوى اأن يالحظ نظرات مريم ليتعل م باأي م شاعر عبادة عميقة وحب قوي وت سام عائلي ملوؤه الحترام والتعاطف الودود عليه اأن يلب ي حاجات ي سوع وي ستجيب
الكتاب الثالث 88 لتحذيراته. لم يكن عمل يو س ف يوق ف تاأم ل ه الم ستمر لي سوع ومريم ول تاأم ل ه كان يعيق عمل ه. بل كان يعمل وي سافر ويتناول طعام ه ويتاأم ل ي سوع ومريم في الوقت عينه. لم يكن نوم ه ليوق ف هذا األتاأم ل الفائق العذوبة. فاإن اأغم ض عين يه كانت ذاكرت ه دائمة ال س هر. واإن غاب عنه ح ضور ي سوع لب ضع لحظات كانت صورته الأمينة حا ضرة دوما في قلبه. هذا األتاأم ل لم يكن تاأم ال عقيما. فقد كان يو س ف يتعل م ويتقد م وي شج ع نف سه على فعل الخير عبر تاأم ل ف ضائل ي سوع الرائعة. راأى ي سوع فقيرا فازداد قلب ه فقرا. ر أاى حنان ي سوع وتوا ضع ه فازداد حنانا وتوا ضعا. تاأم ل بعف ة ي سوع ومريم وبتولي تهما فاأ صبح يتقد م اأكثر فاأكثر على هذه الطريق المالئكية التي سار عليها ي سوع ومريم قبله. ر أاى ي سوع ل يخ شى ال ضطهاد ويقبله ف ش ف يت نف س ه من ال ضطهاد. ر أاى في قلب ي سوع توقا محرقا لخال ص النفو س فا ضطرمت نف س ه بهذه ال شعلة الإلهية وقاد ه األتاأم ل باأف ضل الطرق واأكثر ها فعالية وعذوبة إالى القتداء الكامل و إالى محاكاة اأ سمى درجات الكمال. * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B( التاأم ل الثامن والع شرون * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( ظروف ثالثة سه لت هذا التاأم ل وزادته ثمرا. عا ش ي سوع هذا ال سر في الوقت عين ه وتحم ل هذه الآلم وب ش ر بالكلمة اأمام ه بهدف تعليمه وخال صه. لنتاأمل بدورنا ثمار أا سرار خال ص نا ولنت خذ وجهة النظر عين ها. ولنبداأ بالتاأم ل بالمكان الذي ح صلت فيه الأحداث. لن شاهد ال سر يح صل في هذه ال ساعة بالذات ولن سمح لهذه الفكرة بدخول قلبنا: ي سوع فعل ذلك لتعليمي اأنا ولخال صي ولتهذيب نف سي... هذا هو المنهج الذي وافق عليه الكر سي الر سولي و أاو صى به في كتاب : "التمارين الروحية" للقد ي س اأغناطيو س.
تعر ف على روحاني ة القد ي س يو سف خالل 31 يوما 89 لو اأردتم تاأم ل ولدة ي سوع ضعوا أانف سكم في مغارة بيت لحم و أاح صوا ذواتكم بين الرعاة الذين هرعوا اإلى المكان والمالئكة الذين هل لوا ومكان يو س ف ومريم اللذ ين قم طا عم انوئيل في المذود. فيقول القد ي س اأغناطيو س: اإفتر ضوا اأن كم هناك كفقير حقير د عي اإلى تلبية حاجات الر ضيع باأكبر قدر من الحترام" ولكن كونوا مت أاكدين من اأن المخل ص احتمل كل هذا الفقر والتوا ضع العميق ين من اأجلكم اأنتم كاأن كم الخطاأة الوحيدون في هذا العالم. اأتى ليجعلكم تحب ون الفقراء والذلء والمعانين والمتاألمين. اأمام اهلل ت صغر كل الم سافات وت خت صر كل الأوقات. اأم ا في قلب اهلل المتاأن س وروح ه فكل إان سان حا ضر فيهما كاأن ه الب شرية كل ها. ويمكن لكل إان سان اأن يقول با ستحقاق كما قال القد ي س بول س: "الم سيح اأحب ني و أا سلم نف س ه لأجلي" )غالطية 20/2(. يا ل ينبوع النور والت شجيع والإ صالح! من أاجلي قال الكلمة المتج س د: "طوبى للفقراء"! وانحدر الآن من اأجلي بالذات ليخ ضع ليو س ف ومريم... واأتى من ال سماء من اأجلي ليتحم ل الج ل د واإكليل ال شوك وال صلب اأمام عيني! وهكذا تم ال سر الإلهي الآن أامامي ومن اأجلي ول صالحي أانا! وهذه هي العتبارات التي تزيد من حميمي ة هذا التاأم ل ومن عذوبته ومن ثماره خ صو صا اأن هذا التاأم ل ي شاب ه اإلى حد كبير التاأم الت التي مار سها يو س ف ومريم. فهو ي شركنا في الطوباويات: "ط وب ى ل ل ع ي ون ال ت ي ت رى ما ت ر و ن ولالآذان التي ت سمع ما ت سمعون " )لوقا 24/23/10(! فهي تجمعنا بفرح كبير بالذين كانوا اأو ل م ن شهدوا على سر تج س د اهلل بح كم خا ص بالعناية الإلهية. صالة: اأيها القد ي س يو س ف الطوباوي! نتو س ل إاليك مع القد ي سة تيريزيا وجميع القد ي سين اأن تر شدنا اإلى الطريق ال صحيح وترافقنا وتدعمنا با ستمرار رغم كل المعاك سات الطبيعية وتقل ب اأحوالنا الروحية و ضعف شخ صيتنا وكل تجارب العالم وال شيطان. عل منا اأن نوف ق جيدا بين الحياة النا شطة وحياة التاأم ل التي تبلغ بالروح إالى
الكتاب الثالث 90 كمالها حتى ن ستطيع بعد التدر ب والعي ش الم ستمر والجهاد لهما اأن نكون اأهال لفرح التاأم ل الأبدي في سر ي سوع وراحته آامين. * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B( التاأم ل التا سع والع شرون * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( من الم ستحيل التفكير في ميتة اأكثر صالحا وفرحا بح سب أافكار اليهود وعواطفهم من ميتة الراعي يو س ف ابن يعقوب. فقد و صل يو س ف اإلى سن المئة والع شر سنوات ونال ق م ة ال ش رف والمجد واأ صبح بعد فرعون م صر صاحب المقام الأو ل. وقد ح صل امتنان الأم ة التي خل صها بعنايته بالعاطفة والق د ر على حد سواء وبالثروات والمتيازات والألقاب اأي ضا على حد سواء. كما أاحاط به كل اإخوان ه ال ذين سرعان ما غفر لهم بالم سامحة الكبرى وال ذين نمت س اللت هم اأمام عين يه. هو اأي ضا راأى اأحفاده ينمون في ح ضنه وتنب اأ بم ستقبل كل منهم قبل اأن يموت بفعل نور موهبته النبوي ة. وما اإن لفظ اأنفا س ه الأخيرة حتى اأكرم العبراني ون ذخائر ه الج سدي ة الفانية التي من المفتر ض اأن ت ستدعي نظرة اهلل ال سماوي إاليهم وذلك كمذبح مقد س. وحين غادروا م صر للبحث عن اأر ض الميعاد حتى ش ر ع العبرانيون بحمل عظام ه معهم من مكان إالى آاخر كما تنب اأ يو س ف نف س ه وهو يحت ضر. ومع كل ذلك كان موت قد ي سنا يو س ف البتول اأكثر فرحا واأثمن بكثير اأمام عين ي الر ب. فاإنه لم يبلغ مئة وع شر سنوات ولكنه تمك ن من اأداء م هم ته بال شكل الكامل فاأمكنه اأن يرحل عن هذه الدنيا. لم نعرف عدد ال سنوات بل عرفنا اأن ه كان م سن ا لبلوغ الهدف المن شود. ومهما كانت ال سن التي نبلغها ما اإذا و صلنا اإلى مئويتنا اأم لم ي جت ز عمرنا عمر القد ي س ستاني سال س والقد ي س
تعر ف على روحاني ة القد ي س يو سف خالل 31 يوما 91 لوي س دو غنزاغا من الرائع اأن نرحل عن هذه الدنيا سعداء بقدرت نا على القول مع بول س الر سول: "قد جاهدت الجهاد الح سن واأتممت ال سعي وحفظت الإيمان" )2 تيموتاو س 7/4(. لم ينجب قد ي س نا ساللة مبا شرة. بل ترك لنا اأف ضل من ذلك. ترك لنا في هذا العالم عم انوئيل اهلل معنا الذي حفظ ه وخل ص ه بعنايت ه والذي ستكون ساللت ه الروحية من النخبة المختارة. لم يتنب اأ قد ي س نا يو س ف بم ستقبل ي سوع وكني ست ه. بل قام باأف ضل من ذلك: التزم ال صمت لي أاخذ الكلمة المتج س د المنبر ويتكل م. وي شك ل هذا ال صمت في الإعجاب أاعذب الخطابات واأجملها.ولم يتمكن قد ي س نا يو س ف من الو صول اإلى قم ة المراكز الجتماعية. ولكن حين ي ك شف لهوت ي سوع وحين تتبلور طقو س عبادة اهلل المتاأن س ب شكل وا ضح في العالم ست خ ص ص الكني سة الإكرام والمدائح ليو س ف التي لم يح ص ل عليها بتاتا الوزير الأول في المملكة الم صرية. وبالتالي سي علن عنه ب صفته رئي س اإخوته وعمدة ال شعب )ي شوع ابن سيراخ 18/49( مخل ص البالد والدعامة الثابتة ل شعب اهلل. التاأم ل الثالثون * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B( * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( اإذا حم ل ابن يعقوب في قلب ه سالما داخلي ا عميق ا وفرح ا قد سي ا واإيمان ا حي ا يظهر ع بر كالم ه الذي اأوحى به اهلل اإليه ف صد قوا اأن قلب يو س ف يحمل ق درا لمتناهيا من اأبهى م شاعر ال سالم والفرح والرجاء والحب. فقد ي س نا الذي عا ش ليعتني بي سوع ومريم ح صل منهما على ما يفوق ما اأعطاهما إاياه بكثير. سهر يو س ف بقرب مذود ي سوع ف سه ر ي سوع ومريم بقرب سرير موت يو س ف. اأنقذ يو س ف ي سوع من غ ضب هيرود س ومن مجزرة الأطفال الأبرياء فحمى ي سوع يو س ف من عذاب ال ساعة الأخيرة وتجاربها.
92 الكتاب الثالث اأم ن يو س ف لي سوع كل ما هو ضروري لق ضاء فترة ال ضطهاد واليوم اأ صبح هو م ن ينال في قلب ي سوع كل ما هو ضروري لل سفر الأكبر. ي سوع أاراه ال سماء ووعده بالقيامة القريبة وكان يقول له: "اأنا القيامة والحياة م ن يوؤمن بي يحيا اإلى الأبد" )يوحن ا 25/11(. ووعد ت ه مريم باأن تحب ه إالى الأبد وقالت له كما قالت لألي صابات في ن شيدها:"رحمته من جيل اإلى جيل لل ذين يت قونه" )لوقا 50/1(. شك ر ه ي سوع ومريم لوفائه و إاخال ص ه وتنب ه ه الم ستمر ولم يكتفيا بترداد اأعذب الكالم واأجمله بل حمال هذه النف س الجميلة على الرتفاع تدريجي ا نحو اأ سمى درجات المحب ة لي صبح اأهال لأعظم أامجاد ال سماء. وهتفت الكني سة : "طوبى لم ن حالف ه الحظ حين اأح س ب ساعت ه الأخيرة تقترب فراأى مخل ص ه والعذراء التي حماها بالقرب منه ي سهران وي شع ان في قلب ه ال سالم ال سماوي. فقد غلب الموت وتحر ر من فخاخ الج سد فانتقل برقاد عذب اإلى ديار الخلود ال سماوي ة ونال الراية التي تتالألأ جمال ونورا على جبينه. كل شخ ص اآخر ا ستحق سعفة القدا سة ففي ساعة مماته ال صالح تم ا ستقباله م كر م ا في المجد ال سماوي. اأم ا اأنت يا يو س ف فكنت بعد حي ا على الأر ض وها قد انك شف م صير ك العجيب! أانت تفرح بوجود اهلل ك سك ان ال سماء وبفرح اأعظم منهم!" ربما راأى يو س ف بالروح الموت الذي كان على ي سوع حبيب ه اأن يواجه ه من اأجل خال ص العالم وراأى صليب ه واإكليل ال شوك على هامته والق صبة في يده والم سامير التي ستثقب يد يه والخل والماء اللذ ين سي شربهما والرمح الذي سي طع ن قلبه. فيو س ف الذي شارك مريم الألم العظيم الذي شعرت به وهي واقفة عند قدم ال صليب و شجاعتها تفوق األمها طلب نعمة وحيدة وهي توحيد الت ضحية بحياته مع ذبيحة ال صلب. لقد هتف نحو ي سوع بروح التنب وؤ: "هذه اأم ك! واأنا اأو صي بها اإلى حب ك... ويا أابت بين يد يك اأ ستودع روحي" ثم : "لقد تم كل شيء" ثم اأحنى راأ سه ولفظ روحه بين يد ي ي سوع.
تعر ف على روحاني ة القد ي س يو سف خالل 31 يوما 93 ح ف ظت ذخائر يو س ف القديم بتبجيل تقي بح سب نبوءته الخا صة )ي شوع بن سيراخ 18/39(. اأم ا ذخائر القد ي س يو س ف الفانية فقد كان م صيرها اأف ضل بكثير. قال سواريز: "اإن الكني سة تقبل فكرة أان يكون يو س ف مم ن قاموا من بين الأموات ورافقوا ي سوع اإلى ال سماء بالنف س والج سد". وبعد دخول يو س ف مجد الرب كر م ه الم سيحيون وبج لوه وطلبوا شفاعت ه لي س كمثال فح سب بل ك شفيع للميتة ال صالحة. حمل اأقدم كتب القد ي سين وال شهداء ا سم يو س ف والطلبات وال صلوات لخال ص النفو س تطلب شفاعته. ويت م الحتفال باأعياد كثيرة لتذكاره المقد س ولتذكار زواجه الطوباوي وهروبه اإلى م صر وعودته إالى الجليل والفرح الذي شعر به حين وجد ي سوع في الهيكل. ويعي د له ال س ريان والطوائف ال شرقية يوم 20 تموز بينما يعي د له الغرب يوم 19 اآذار. واعتمد القد ي س غريغوريو س الخام س ع ش ر عام 1621 و أاوربانو س الثالث ع ش ر عام 1642 هذا الحتفال كعيد اأ سا س. وتم تخ صي ص الأحد الثالث بعد الف صح لتكريم رعاية القد ي س يو س ف القوية التي يغمر بها هذا القد ي س كني سة الم سيح. وفي عام 1638 كان القد ي س يو س ف قد اأ صبح الراعي الخا ص بجمعي ات الميتة ال صالحة التي أا س سها الأب فين سان كاراف. كما اأن إامبراطوريات عظيمة كال صين ورهبانيات مثل الكرمل والرهبانية الي سوعية ت ضع نف سها تحت حماية القد ي س يو س ف. وتوؤك د القد ي سة تيريزيا اأن ها لم تطلب نعمة ب شفاعته ولم تح ص ل عليها. ولكن النعمة الكبرى التي يمكننا أان نطلبها ب شفاعة القد ي س يو س ف هي نعمة الميتة ال صالحة. * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B(
الكتاب الثالث 94 التاأم ل الحادي والثالثون * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( تتطابق كلمات القد ي س بول س على القد ي س يو س ف تطابق ا تام ا: "لنكم قد مت م وحياتكم م ستترة مع الم سيح في اهلل" )كولو سي 3/3(. كان يو س ف مائتا فعال عن حياة اآدم الملط خة بالخطيئة. مات عن الحوا س وعن حب الذات مات عن العالم ومات عن نف سه! وكان يمكنه أان يقول بكل ا ستحقاق: "ل ست الآن أانا الحي بل الم سيح هو الحي في " )غالطية 20/2(. وم ن ماتوا لن يعانوا الموت الواقعي. فالأ صعب قد ح صل ول يبقى اإل ضربة واحدة تتوج ه اإلى ال ضحية والم ساألة تتعلق بالجهد الأخير والت ضحية تت م. فندرك هذه الحياة بفرح وراحة كاأن نا ن بد ل مالب س نا في اآخر النهار. ول م ن ل يعي ش اإل بي سوع الم سيح ي صبح الموت ربحا. )فيليبي 21/1(. فيكون اهلل قد ربح نف سا وتكون هذه النف س قد ربحت اهلل! فلنمت م سبق ا على غرار القد ي س يو س ف لنمت كل يوم وعن كل شيء وعن العالم. ل م نعي ش لالأ شياء ومن اأجلها بما اأن ها ستفنى مع هذا العالم! لنحي في الثابت والدائم والخالد. فلنع ش في اهلل الأزلي ومع ي سوع الم سيح الذي قام ولن يموت اأبدا وفي ظلمة حياة ل يعني العالم لها شيئا ويكون اهلل فيها كل شيء. لنحي في مريم اأم نا التي كانت اأو ل شخ ص شاركه ي سوع موت ه ومجد ه. فيكون التح ضير الأف ضل للميتة ال صالحة هو هذا العمل اليومي لإماتة الإن سان الأر ضي واآدم القديم. وقد قيل با ستحقاق: اإن فرح الموت من دون عناء ي ستحق جيدا عناء العي ش من دون فرح! وللح صول على هذه النعمة فلنطلب صالة هذ ين ال شفيع ين القوي ين اللذي ن ل يمكن الف صل بينهما ل في الحب ول في ال ص الة وهما يو س ف ومريم! مريم التي راأت ي سوع وهو يموت ويو س ف الذي مات في ح ضور ي سوع ومريم.
تعر ف على روحاني ة القد ي س يو سف خالل 31 يوما 95 مريم ا م الأوجاع التي غالبا ما ت خ ص ص لها الكني سة هذه التو سالت: " صلي لأجلنا نحن الخطاأة الآن وفي ساعة موتنا" ويو س ف الحامي الخا ص بهذه ال ساعة ال صعبة. ول نن س ى اأي ا من رعاتنا الذين ي ساألهم الموؤمنون اأن ي شفعوا لهم في ساعة الخطر الأكبر وهم القد ي س ميخائيل الذي تدعوه الكني سة المدافع عن ا في ال صراع الكبير والقد ي س فران سوا كزافييه حامي كل م ن ح رموا من المعونة في ال ساعة الأخيرة وهذا ما فعله بنف سه والقد ي سة بربارة التي تمنحنا ب صلواتها معونة كبيرة. خذوا هذه الحتياطات الحكيمة فلن ح ط اأنف سنا بهوؤلء ال ساهرين على المر ضى الحكماء ولنتمر ن على الموت ب صالح بما اأن نا ل نعاني الكثير في حال تمر ن ا ب شكل كاف وم ستمر وتحت حماية مريم ويو س ف و شفاعتهما ليمنحنا ي سوع نعمة الرتداد نحو الخير والمثابرة حتى النهاية والموت في نعمة اهلل وم شاركته حياته الأبدية اآمين. صالة: اأيها القد ي س يو س ف الطوباوي اأنت يا م ن نلت المعونة والتعزية والم ساعدة من ي سوع ومريم في ال ساعة الأخيرة با سم كل سلطة تتمتع بها في ال سماء على مريم وعلى ي سوع نتو س ل اإليك ا ستمد لنا على نعمة ن يل المعونة والت عزية والم ساعدة في ساعة موت نا من اأم نا الكني سة المقد سة ومالك نا الحار س و شفعائنا القد ي سين لنقوم يوما في مجد ه بعد اأن نموت بنعمة اهلل اآمين. * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B(
اآلم القد ي س يو س ف 97 الكتاب الرابع اآلم القد ي س يو س ف الكاردينال لبي سيي 1932 Douleurs de Saint Joseph, Cardinal Lépicier, 1932
اآلم القد ي س يو س ف 99 اآلم القد ي س يو س ف اآلم روحي ة م صدر نعم وا ستحقاق للقد ي س يو س ف بعد الت كل م على الف ضائ ل العظيمة التي تمت ع بها يو س ف الراعي القد ي س وهي ف ضائل جعلت ه شبيها بالعذراء الطوباوية علينا الآن اأن ننظر في الآلم الم ضنية التي كان عليه احتمالها ب سبب الم هم ة التي أاوكل ه اهلل ب ها وهي رعاية العائلة المقد سة وحرا ست ها. في الواقع اإن هذه الآلم بالذات هي التي جعلت القد ي س يتمث ل تماما بمريم عرو س ه الحبيبة. ما من شك اأن طرح هذا المو ضوع الآن لي س في مكانه. وكما راأينا فقد دعا الروح القد س القد ي س يو س ف "بالرجل البار". اإل اأن تدبير العناية الإلهي ة يفر ض اأن يخ ضع الأبرار اأحيانا كثيرة لتجارب موؤلمة. فقد قال المالك لطوبيا البار: "و اإ ذ ك ن ت م ق ب ول اأ م ام اهلل ك ان ل ب د اأ ن ت م ت ح ن ب ت ج ر ب ة ". في الواقع األ نعلم اأن الآلم هي اأف ضل فر صة لنيل ال ستحقاق وفي الآلم التي ت حتمل بقدا سة تلمع الف ضيلة ب شعاع ممي ز سنتحد ث إاذا عن اآلم القد ي س يو س ف اإن ما عن اآلمه الروحية ف ح س ب ونترك للف صل التالي التحد ث عن الآلم الج سدي ة. سنرى في ما يلي اأي ضا كيف تقر ب الراعي القد ي س من عرو س ه التي ندعوها ب سلطان ة ال شهداء. و سنهتف اإلى ق د سي ة بتولي ت ه اأمام اإكليل المجد الذي ا ستحق ه من جر اء احتماله الآلم بقدا سة تام ة. سن عد د سبعة من هذه الآلم لأن ها تلفت انتباهنا ب شكل خا ص. ذك ر كل من الإنجيلي ين مت ى ولوقا هذه الآلم ال سبعة واعتد نا اأن ن عد دها كما ياأتي: اأو ل خوف الراعي القد ي س لر ؤوية مريم حامال, ثانيا التخلي عن ي سوع منذ مولده
الكتاب الرابع 100 ثالثا ختان الطفل الإلهي رابعا تقديم ي سوع اإلى الهيكل خام سا الهرب اإلى م صر ساد سا الخوف من اأرخالو س ما اأد ى اإلى العودة اإلى النا صرة و سابعا فقدان ي سوع في الهيكل. سنتحد ث قليال عن كل من هذه الآلم وعن التعزيات التي لم تتوان يد اهلل الأبوي ة في اإر سال ها إاليه وعن الف ضائل التي رافقت كال من هذه الأحداث الموؤلمة. اآلم القد ي س يو س ف عند ر ؤوية ح ب ل مريم )1( لم تكن اإرادة اهلل في اأن ي ك شف للقد ي س يو س ف في وقت سابق ال سر العميق الذي تحق ق في عرو س ه العفيفة. ش ع ر الراعي القد ي س بال ضطراب العميق حين راأى فيها اإ شارات المومة الأولى المرتقبة. هكذا أاخبر القد ي س مت ى عن الآلم الأولى التي عاناها الأب المربي لي سوع: "وكان يو س ف ر ج ال صال ح ا ف ما اأراد اأن يك ش ف اأم ر ها ف عز م على اأن ي تر ك ها س ر ا". لم ياأت ا ضطراب الراعي القد ي س كما قلنا من اأن ه ا شتبه في اأي نق ص اأخالقي قد ترتكبه عرو س ه القد ي سة اأو لأن ه ظن نف س ه غير اأهل للعي ش برفقتها. بل اأتى من اأن ه يعرف من جهة قدا س ة مريم الفائقة وكان يجهل من جهة ثانية سر تج س د الكلمة فاجتاح ه رعب شديد رماه في بحر من الأحزان. وكانت هذه الأحزان نتيجة صراع اأحا سي س متناق ضة كانت ت قل ق قلب ه وت سب ب له نزاعا مميتا. لأن نا عرفنا بالختبار اأن ما من شيء اأ سواأ من و ضع خطير ل نرى منه مخرجا. بما اأن ه لم ير د اأن ي طل ق عرو س ه الحبيبة التي يعر ف
اآلم القد ي س يو س ف 101 براء تها ول الإبقاء عليها مم ا يخالف ال شريع ة الإلهية كانت نف س ه تعي ش صراعا في الراأي ي شابه معاناة الإن سان اأمام م صاب عظيم ل يمكنه اأن يبع ده اأو يتجنبه ول يمكن اأن يجد له دواء. من غير المعقول األ ت درك العذراء الطوباوي ة ا ضطراب عرو س ها البار. اإل اأن يو س ف لم ي ر د اأن يفاتح مريم بذلك ول هي لأن هذا اأمر ح سا س جدا على األ ي دركا بعفة نف س يهما اأن ه يوؤذي اأحد هما الآخر. فف ض ل كل منهما من ج هته اأن يترك كل شيء بين يد ي العناية الإلهية. لكن اإذا كان هذا الحادث قد مالأ نف س الراعي القد ي س بحزن ل يو ص ف فقد تمك ن من ت سليط ال ضوء كلي ا على امتثاله الكامل لأحكام م شيئة اهلل. لم ي ضع يو س ف العوائق اأمام كالم المالك المعز ي الذي اأمر ه باأن يت خذ مريم زوجة له. وما إان ا ستيقظ حتى قام من دون اأن ينتظر بزوغ الفجر لإتمام ما اأ م ر به. فاهلل لم ي ساأ اأن يتج س د الكلمة في مريم دون موافقة هذه البتول ب شكل صريح. فاأمر األ يتعاون القد ي س يو س ف في هذا ال سر العظيم اإل و فق فعل طاعة مثالية منه لأوامر ال سماء. حتى الآن لم يواف ق على غرار كل الأزواج اإل الزواج بعذراء ي عرف قدا ست ها الفائقة ولكن الآن لم ي ع د الأمر يتعل ق بعذراء معي نة بل باأم اهلل التي سي شار ك ها في الم ستقبل الم سوؤوليات والمخاوف والقلق والآلم الم ريعة. وكان قبول يو س ف كقبول مريم من ق ب ل فوريا ووا ضحا. ف ق ب ل باأن ياأخذ مريم زوج ة له. إاذا لم يعد الراعي القد ي س يع طي يد ه لأي فتاة مهما بلغت درجة قد سي ت ها : بل اأعطى يد ه لل شريكة بفداء الب شري ة. وهو يفهم اأن ه سي ساعد مريم في م هم تها العظيمة ع بر م شاركت ه لآلمها الم ضنية.
الكتاب الرابع 102 اآلم القد ي س يو س ف عند ولدة ي سوع )2( يعطينا الإنجيل فكرة في اآية مخت صرة جدا عم ا قد عاناه القد ي س يو س ف من اآلم حين راأى اأبواب الفناد ق ت قف ل اأمام ه في بيت لحم ولم يكن بمقدور ه اأن ي ستقب ل الم خ ل ص المولود في سوى اإ سطبل صغير. يقول القد ي س لوقا باخت صار: "اإذ لم يكن لهما م و ض ع في المنزل ". وبالتالي كان على مريم اأن ت ل د ابن ها الحبيب في كهف ربما يقع تحت الفندق. وهكذا ق ضى خالق العالم اأن يظهر على الأر ض و س ط اأكثر الظروف فقرا. من ال صعب اأن نقول كم كان الألم الذي عا ش ه القد ي س يو س ف شديدا فلم يكن لديه ما يقد م ه للم سيح الم خ ل ص سوى هذا الإ سطبل الفقير. فقد اأوك ل اهلل اإليه م هم ة تلبية حاجات العائلة المقد س ة الزمني ة. فاأراد اأن ي عطي الطفل الإلهي م سك نا ي ليق به لكن ه كان يفتق ر اإلى أاب سط الأمور ال ضروري ة ل ستقبال ر ضيع ومعاملت ه كما يليق به. لم تكن زوايا تلك الحجرة القاحلة كافية لت ضحي ملجاأ في وجه عنا صر الطبيعة القا سية وما من مهد لئق لولدة الحبيب ي سوع. لم يكن هناك سوى مغارة تلجاأ اإليها الحيوانات الد ابة لتحظى بحماية لأج ساد ها ال ضعيفة والرهيفة. اأمام هذه المغارة الو ضيعة انحنى يو س ف ساجدا اإلى جانب عرو س ه للطفل الإلهي. هذا الطفل جاء مخل صا للعالم. كانت مريم اأو ل م ن ي سج د للذي ولدته وهذا ما ت ن ش د ه الكني سة المقد سة "الكلمة صارت معبودا ". لكن كاأنغام الترانيم الجميلة ان ضم سجود يو س ف اإلى سجود البتول الفائقة القدا سة. وهو ل يجهل سر مغارة اختار ها اهلل لتكون مهدا للم خ ل ص. وقد اأعل مه بهذه الحقيقة العظمى باأن ه سياأتي يوم يعطينا فيه الم خ ل ص ذاته ليكون غذاء لروح نا. اإل اأن الد ر س الأعظم الذي ي ستنتج من هذا الم شهد ل يفوت القد ي س يو س ف.
اآلم القد ي س يو س ف 103 فالقلب الذي اخترقه األم عميق قد تبح ر في لمبالة الب شر تجاه الم سيح الذي كان عليهم انتظار ه وتوؤلمه حالة الفقر المدق ع الذي ت س ب ب ه له مخلوقات ه كال سيف القاطع في قلبه. لقد ف ه م كيف اأن ملكوت الم سيح ي سوع لي س من هذا العالم وكيف اأن ه بهذا الفقر سيعطي الم سيح ذاته اإرثا ثمينا للكني سة. لقد فرح بحالته كح ر في فقير ولن يتوقف عن العمل اليدوي ليلب ي حاجات العائلة المقد سة. وفي غياب المنزل الجميل سيعطي الر ضيع قلب ه ليكون بيت قربان ي ليق بما ي ر ضيه وعر شا ي وز ع ي سوع منه كنوز ن ع م ه على العالم. اآلم القد ي س يو س ف في ختان ي سوع )3( و ص ل نا اإلى المرحلة الثالثة من الآلم التي اأ صابت القد ي س يو س ف والتي عب ر عنها القد ي س لوقا اإذ قال: "ولما تم ت ثمانية أايام ليختنوا ال صبي س م ي ي سوع". لقد ق ضى تدبير اهلل اأن الم خ ل ص لن يفتدي العالم اإل بدم ه. اإذا بعد ثمانية اأيام على ولدت ه اأدر ك اأبواه اأن م شيئت ه في اأن ي ظهر اأمام العالم كان سان و ضيع فقررا اأن يختناه بح سب ال شريعة المو سوي ة. فبداأ الر ضيع ي هر ق القطرات الأولى من دم ه الكريم م فت ت حا بذلك ر سالت ه الخال صي ة. كانت اآلم يو س ف ومريم في هذه الطقو س الجلي ة عظيمة. فروؤية الدماء الم راق ة مالأت نف س الراعي القد ي س ونف س خط يبته بالح زن العميق. وبينما كانا ي شاركان في اآلم ابن هما الحبيب الج س دي ة كان هناك م شهد اآخر ينمو في عين ي روحهما والختان رمز اإليه وهو م شهد الجلجلة حيث سيكون الم خ ل ص الحبيب ممد دا على جذع ياب س يغط يه التراب ودماوؤه ت هرق حتى اآخر قطرة من اأجل فداء العالم. بالن سبة اإلى القد ي س يو س ف كانت اآلم ه في هذه الظروف عظيمة تت شابه مع
الكتاب الرابع 104 الألم الذي يرافق ه كم سوؤول عن إاتمام طق س الختان الم ريع لحترام التقاليد اليهودي ة. وبح سب اأوامر المالك كان هو اأي ضا م سوؤول عن اإعطاء "ال سم" الفائق التقد ي س ي سوع لهذا الر ضيع لأن واجب الت سمي ة في يوم الختان ي عود اإلى الأب. بهذا افتتح الراعي القد ي س ر سالت ه ليكون شريك الكلمة المتج س د في ر سالت ه لخال ص العالم. وقد ق ب ل هذه الر سالة بفرح وك ر م حين اأعلم ه المالك ب سر التج س د الذي تحق ق في اأح شاء عرو س ه البتول والآن في الإ سهام في الإراقة الأ ولى لقطرات دماء ي سوع كان يمه د للذبيحة الكبرى ذبيحة ال صليب وكان الختان يرمز إاليها. اآلم القد ي س يو س ف عند نبوءة سمعان ال شيخ )4( كان دافع الألم الرابع للقد ي س يو س ف قد دو ن ه القد ي س لوقا على ال شكل الأتي: " صعدوا به اإلى اأور شليم ليقد موه للر ب كما هو مكتوب في نامو س الر ب... و ق ال ل م ر ي م اأ م الط ف ل : "ه ا اإ ن ه ذ ا الط ف ل ق د ج ع ل ل س ق وط ك ث ير ين و ق ي ام ك ث ير ين ف ي اإ س ر ائ يل و اآي ة ينكرونها". وهنا ن ج د سببين لألم القد ي س يو س ف: الأو ل وهو تقديم الطفل ي سوع اإلى الر ب والثاني هو نبوءة سمعان. لن ي سب ب تقديم الطفل ي سوع اإلى الر ب اأي األم للقد ي س يو س ف. فهذا لي س سوى إاتمام لل شريعة التي كانت ت فر ض أان كل ذكر فاتح ر ح م ي قد م هلل وي فد ى فورا بخم سة مثاقيل ف ضة. لذا من الط بيعي اأن ي قد م طفل حتى ولو كان ثمرة اأح شاء بتول بريئة من الدن س اإلى الر ب في هيكل ه وي دفع عن افتدائ ه المبلغ الذي فر ض ت ه ال ش ريعة. لكن في هذه الحالة يت خ ذ الو ضع منحى خا ص ا. فقد كان تقديم ي سوع العلني الحتفالي اإلى الهيكل بح سب تقليد اليهود ممه دا للذبيحة الك برى على
اآلم القد ي س يو س ف 105 ال صليب التي ستتم ب سفك دماء الم خ ل ص كل ها. وكان على القد ي س يو س ف الذي عانى المهم ة الموؤلمة التي تق ضي باأن ت سفك دماء اهلل في الختان اأن يت ح د مع مريم في واجب تقديم م ن سي صبح الذبيحة الكبرى كفارة عن الخطايا اإلى اهلل. وقد قد م ه كاأن الطفل الإله يخ ص ه ومولود من خط يبته. ي مك ن نا اأن نقول إاذا بثقة اإن الراعي القد ي س كان الر سول الأو ل لخال ص نا. لكن كم من الألم والعذاب والخوف كل ف ه هذا اللقب المجيد! كانت التقدمة التي اأعد ها تقدمة ذبيحة ثمينة جدا بالن سبة اإليه لأن ه كان ابن ه الحبيب. وهذه الذبيحة سي صبح م صير ها الموت واأي موت هو هذا! ي ضاف اإلى هذا الألم نبوءة سمعان. ل يمكننا اأن ن شك ك في ح ضور القد ي س يو س ف حين اأعلن ال شيخ القد ي س الآلم الم ستقبلي ة للم سيح وج رح مريم العميق. لأن الكتاب المقد س يقول صراحة اإن الزوجين القد ي سين حين س معا ن شيد سمعان كانا يتعجبان مم ا يقول ه في ساأنه وباركهما سمعان. فمع اأن كالم ال شيخ القد ي س: "ه ا اإ ن ه ذ ا الط ف ل ق د ج ع ل ل س ق وط ك ث ير ين " كان موج ها اإلى مريم مبا شرة اإل اأن الكالم هذا وقد تبعته البركة التي ا عط ي ت للزوجين دونما تمييز ل تمنع الراعي القد ي س من الم شاركة في هذه الر سالة الحزينة التي ل ي مكن اإل اأن تمالأ روح ه باألم ل ي و ص ف. صحيح ان القد ي س يو س ف كان ي عرف عبر تبح ر ه بالكتب المقد سة ما ينبغي اأن تكون عليه اآلم ي سوع اإن ما لم يعرف ذلك اإل ب شكل شامل للكلمة. وكانت نبوءة سمعان وحيا جديدا شق الحجاب الذي كان يخفي اأمام عينيه المراحل الأ سا سي ة ل ست شهاد ي سوع و أاعذبة مريم الموؤلمة. هذه الكلمات الغام ضة التي تلف ظ بها ال شيخ القد ي س الهر م جعلته يرى كما عبر س ح ب س ود ادلهم ت في الأفق الج ل د وال صلب والم سامير وال س يف القاطع الذي كان عليه اأن ي م ر في قلب خط يبته الحبيبة. وقد بد أا ي شعر بنف س ه بحد هذا ال سيف الذي سيخترق نف س ه المليئة م حب ة وحنانا كلما اقترب الموعد المحد د لآلم الم خ ل ص.
الكتاب الرابع 106 يمكن إاذا اأن نطب ق على الراعي القد ي س كالم الك تب المقد سة في ما تعلق بيو س ف العهد القديم: "انغرز سيف في قلب ه" يقول الم كر م بايدى: "بال سيف الذي انغرز في نف س يو س ف ل نفهم سوى هذا ال ضطراب القا سي في النف س". اآلم القد ي س يو س ف عند الهرب اإلى م صر )5( لقد كتب بع ض هم اأن حياة القد ي س يو س ف على غرار حياة ي سوع والكني سة ستتعاقب فيها با ستمرار اأزم ن ة ا ضطرابات واأزمنة سلم وفرح. بعد تقديم ي سوع اإلى الهيكل حين رجت العائلة المقد س ة التنع م ببع ض الراحة في بيت لحم حيث اأرادت اأن ت ستقر ضربتها فجاأة محنة جديدة محنة سج لها الإنجيلي القد ي س بهذه الكلمات: "ت ر اء ى م الك الر ب في الح ل م ل يو س ف وق ال ل ه : ق م خ ذ ال ص ب ي واأ م ه و اه ر ب اإ لى م صر ". لكي نفهم جيدا عظمة اآلم الراعي القد ي س علينا اأن نتذك ر ما ي عل م ه القد ي س توما الأكويني في ما يتعل ق بالهرب اإلى م صر قال اإن رب نا اأراد اأن ي هر ب لثالثة أا سباب : اأو ل لي ظه ر نا سوت ه فمع اأن لهوت ه لمع في النجم فقد برز نا سوت ه في الهروب. وثانيا ليكون مثال لنا م ظهرا بالفعل ما قام به وما ينبغي اأن ي عل مه لحقا : "اإذا ا ضطهدوكم في مدينة فانتقلوا اإلى غير ها". وثالثا لهدف ال سر نف س ه : فكما اأراد اأن يموت ليحر ر نا من براثن الموت اأراد اأي ضا اأن يهرب لي عيد الدعوة اإلى م ن تدفع ب ه م الخطيئة اإلى الهرب. هذه العتبارات الثالثة في الهروب اإلى م صر ت برز نتيجة ثالثة دوافع لآلم القد ي س يو س ف. اأو ل هذا الهروب الفجائي الذي ي سب ب اإزعاجا كبيرا للعائلة المقد سة لم يكن ليم ر دون اأن ي حز ن القد ي س يو س ف الذي يحمل على عاتق ه م سوؤولية ال س هر على م صير ي سوع ومريم.
اآلم القد ي س يو س ف 107 ثانيا لم يكن القد ي س يو س ف جاهال للم ك ر الذي كان يم أال قلب هيرود س: اأي طموح ه وغ ي رت ه وكراهيت ه للطفل الإله وكان ذلك يك ش ف له ال ضطهادات التي ست لقي بثقل ها على الكني سة على مر الزمن اإل اأن الكني سة ستخر ج منها منت صرة. هناك م صدر ثالث لمخاوف الراعي القد ي س واأحزان ه وهي الهروب الفجائي ال سريع الدليل على ال ضعف العظيم لج سد م خ ل ص العالم والأمر بمغادرة ال شعب المختار للذهاب إالى بلد وثني وعدم معرفة الموعد المحد د لنتهاء ال س فر وللعودة من المنفى. لكن الأمر لم يخل من ب صي ص اأمل اأتى ي نير هذا الو ضع المظلم. بطاعة القد ي س يو س ف الفورية ل صوت المالك كان الأو ل الذي سيح ص ل على المجد الكبير لكونه الأو ل الذي يحمل ي سوع الم سيح اإلى ا م ة كافرة فيعر فها به ك شاهد حقيقي على لهوت ي سوع الم سيح والعجائب التي ح ص لت عند ولدت ه. فتمك ن بقدرت ه الحنونة والفع الة على الإقناع اأن يقود الوثني ين الذين كان يعي ش معهم إالى نور الحق. فح صل القد ي س يو س ف على شرف افتتاح الحياة الر سولية لي صبح بذلك ال شفيع الطبيعي للذين يغادرون بالد هم لإعالن الب شارة في الأرا ضي البعيدة. اآلم القد ي س يو س ف في العودة من م صر )6( هكذا و ص ف القد ي س متى اآلم القد ي س يو س ف ال ساد سة: "ولكن لما سم ع اأن اأرخيالو س يمل ك على اليهودية ع و ضا عن هيرود س أابيه خاف اأن يذهب إالى هناك. واإذ ا وحي اإليه في حلم ان صرف اإلى نواحي الجليل". على مدى عد ة اأعوام كان على العائلة المقد سة أان تبقى في م صر أاي حتى وفاة هيرود س الجاحد. خالل هذه الفترة عا ش كل من ي سوع ومريم ويو س ف مرارة المنفى باأكمل ها: الفتقار اإلى اأقل ضرورات الحياة وخ صو صا غياب العائلة والأ صدقاء الذين قد يتعاطفون مع اآلمهم وي ساعدونهم على تلبية
الكتاب الرابع 108 حاجاتهم. لكن اأق سى جزء من هذه الآلم وقع على أاكتاف القد ي س يو س ف الذي اأوكل اهلل اإليه اأن ي سهر على حياة مريم وي سوع. وكان عليه اأن يوؤم ن بعرق الجبين الخبز اليومي و س ط جفاء الكثيرين ولمبالتهم اأو حتى انتقادات البع ض. و أاخيرا بزغ فجر نهار العودة المنتظر حين أابلغ مالك الرب يو س ف بموت هيرود س واأمر ه اأن ي أاخذ ال صبي واأم ه ويعود بهما اإلى اأر ض اإ سرائيل. فاأ صبح هذا بالن سبة اإلى يو س ف وخط يبت ه القد ي سة نورا سطع في الأفق المظلم. ف سيرى كل منه ما هذه الأر ض التي باركها الر ب الأر ض التي يعي ش فيها الأهل والأ صدقاء الأر ض التي رغم جحودها كانت اأر ض ال سماء المختارة بما اأن الكلمة تج س د فيها. لكن فكرة اأتت لتزرع ال ضطراب في سعادة يو س ف ومريم فكرة اآثام هيرود س الذي انتزعته من هذه الأر ض الميتة الأحقر والأكثر هول بحكم عادل من اهلل. بعد اأن أاغرق هذا الملك الجاحد عائالت كثيرة في الب ؤو س دفع الآن ثمن حياة التوح ش والظلم. بعد اأن رف ض النعمة التي م نحه اإياها م خ ل ص العالم بعد اأن اأراد قتله فم ث ل اأخيرا اأمام محكمة الدي ان الرهيب ويداه ملط ختان بدماء بريئة. وكانت العودة اإلى إا سرائيل محفوفة بال صعوبات في وجه العائلة المقد سة. بالإ ضافة اإلى التعب الذي ينتج من س فر طويل كهذا هناك المخاطر الكبرى التي يواجهونها من الل صو ص الذين عاثوا في البالد تخريبا وفو ضى مع جهل م سالك الطريق الآمنة التي يتبعونها مم ا زاد من قلق ال سفر. وكان الطفل الإلهي ثقيل الوزن لي حمل و صغيرا جدا على اأن يحتمل سفرا طويال كهذا. لكن معرفة م شيئة اهلل ب ق يت ثابتة لدى يو س ف ومريم اأكثر من كل تعزيات الأر ض. بما اأن ه ما من م سكن ثابت على هذه الأر ض ل يمكننا اأن نتمت ع ب سالم م ستمر : فالكفاح ي سود دوما مع ال صلبان والتناق ضات التي علينا ح م ل ها.
اآلم القد ي س يو س ف 109 بعد اأن تخط ت العائلة المقد سة صعوبات سفر طويل م ضن ودا ست بالكاد اأر ض فل سطين حتى تلقى يو س ف خبر وراثة اأرخال و س مملكة اأبيه التي منحه القي صر أاغ سط س ن صفها مع لقب اأمير الر بع. لكن هذا الأمير ور ث كل طموح هيرود س ووح شيته. فماذا يفعل الراعي القد ي س اأ ي ستقر في اليهودية حيث يمل ك اأرخالو س أام ي ستمر ب سفر ه للبحث عن مكان اأكثر مالءمة لراحة خط يبت ه والطفل ال سماوي وهنائهما في هذه المرحلة من ال شك عاد اأي ضا اإلى ال ص الة فاأناره المالك مجددا واأنذره في الح لم أان ين سحب اإلى الجليل. في خ ضم تعاقب الأ سفار الم ت عب ة والهروب الفجائي اأدرك القد ي س يو س ف الحقيقة العظيمة التي لق نته اإياها الأحداث وهي اأن كني سة ي سوع الم سيح عليها اأن ت واجه با ستمرار محاربة ال شيطان والعالم. وبينما هو يتاأم ل بتنب ه شديد في هذه المخاطر راأى كما في لوحة بعيدة كل ال ضطهادات التي ست عانيها الكني سة التي ت شك ل لها العائلة المقد سة اأجمل صورة و ستبقى نف س ه مقموعة باآلم قا سية لفكرة اأن "النور جاء إالى العالم فف ض ل النا س الظلمة على النور ". اآلم القد ي س يو س ف في فقدان ي سوع )7( ي كمننا اأن نقول بثقة اإن ه بين كل الآلم التي عاناها الراعي القد ي س كانت أاكثرها ح سا سية اآلم فقدان ي سوع. ي صف لنا القد ي س لوقا هذه الآلم بما ياأتي: "و ل م ا ل م ي ج د اه ر ج ع ا اإ ل ى اأ ور ش ل يم ي ب ح ث ان ع ن ه... و ب ع د ث ال ث ة اأ ي ام و ج د اه ف ي ال ه ي ك ل... و ق ال ت ل ه اأ م ه : ي اب ن ي ل م اذ ا ع م ل ت ب ن ا ه ك ذ ا ف ق د ك ن ا اأ ب وك و اأ ن ا ن ب ح ث ع ن ك م ت له ف ين! كم كانت اآلم الراعي القد ي س م ريعة في الهروب إالى م صر حين كان
الكتاب الرابع 110 يخ شى في كل لحظة اأن يلتقي جنود هيرود س الذين قد يقتلون الطفل الإلهي اأو ي سيئون إاليه. لكن ه كان يتمت ع بروؤية ي سوع الحا ضر ما يخفف عنه اآلمه الكثيرة. وفي الواقع األم يكن رائعا اأن يموت من أاجله ومعه لكن بما اأن ابنه الحبيب غائب اآه يا لهذا الألم الفظيع! يا لهذا الخوف! األم وخوف زادتهما فكرة بوؤ س كل الذين فقدوا نعمة اهلل بالخطيئة ويعي شون على هذه الأر ض بدون اهلل اأو ينف صلون عنه اإلى الأبد في جهن م! من الخطاأ اأن نعزو اآلم اأبو ي ي سوع اإلى عذاب ال ضمير كاأن هما خ شيا األ يكونا قد اأتم ا ب شكل كاف واجب ال سهر على حياة ي سوع. بل جاءت اآلمهما لأن هما لم يعرفا من جهة ما حل بالطفل الإله ومن جهة ثانية حين تذك را ا ضطهاد هيرود س خ ش يا اأن تكون اأ لم الم خ ل ص قد بداأت فعال واأن يتعر ض ابن ه ما الحبيب لمعاملة غير إان سانية من اليهود. صحيح أانهما كانا ي علمان اأن سنوات الأ سابيع ال سبعين التي اأعلن دنيال عنها لم تتم بعد ولم تاأت ساعة موت ي سوع بعد. لكن بما اأن هما لم ي علما بكل ظروف اآلم ه ولم يعرفا كم من الوقت عليها اأن تدوم تول د هذا القلق في نف س يهما خ شية اأن يكون ي سوع قد تعر ض لأعذبة وح شية كما تخي ال. هذه هي الفكرة التي تخلقها فينا كلمات الإنجيل : ي ا ب ن ي ل م اذ ا ع م ل ت ب ن ا ه ك ذ ا ف ق د ك ن ا اأ ب وك و اأ ن ا ن ب ح ث ع ن ك قلقين! كلمات ت ظهر لنا اأحزان الزوج ين القد ي س ين كما اأعلمت نا كم كانت مريم ت قد ر األم يو س ف التي تذكره قبلها وتدعوه على ا سم الآب الع ذ ب. يمكننا اأن نقول في الواقع اإن اأ لم يو س ف قد تخط ت اآلم مريم لأن ه كان يتحم ل م سوؤولي ة ال سهر على حياة ي سوع وعلى حياة خط يبت ه الحبيبة. يمكننا اأن نت ساءل هنا عن المعنى الحقيقي للكلمات التي نتلوها في تاأم ل نا: " ف ل م ي ف ه م ا م ا ق ال ه ل ه م ا". هل لنا أان نظن اأن الآلم التي شعرا بها عند ف قدان
اآلم القد ي س يو س ف 111 ي سوع جعلتهما يفق دان صواب هما فلم يفهما ما قاله الم خ ل ص لهما بالطبع ل فقد كانت ف ضيلتهما عظيمة جد ا على اأن ت طغى اآلم هما على عقليهما. في الواقع كانت ال م البتول وخ ط يبها البار عارف ين تماما ب سر الخال ص وهي معرفة نالها من المالك مبا شرة اإذ لم يفهما جزئي ا على الأقل ما تقوله حقيقة كلمات ي سوع. كان معنى هذه العبارة اإذا اأن ل مريم ول يو س ف كانا يعلمان مراحل اآلم ه الموج عة كل ها مع اأن هما ع رفا المراحل الرئي سة في حياة الم خ ل ص لأن اهلل لم ي ك شف لهما بعد ما سي ت م في الم ستقبل. اإل اأن هذا الظالم كان ي سب ب لهما المزيد من المخاوف والقلق مخاوف وقلق كان يبقيها حب هما المت قد لي سوع م شتعلة في روحيهما. المعنى من ت سمية يو س ف شريكا في سر الفداء هذه العتبارات التي قد مناها حول اآلم القد ي س يو س ف لي ست كافية اأبدا لطرح مو ضوع نا. اإذ لم تكن حياته وحياة خط يبته الفا ضلة اإل سل سلة من الآلم خ صو صا لأن سبب هذه الآلم لم ي ن ض ب يوما. هذا كان ب سبب مكر الإن سان الذي كان يو س ف ي عانيه دوما وكذلك اأي ض ا ب سبب اآلم ي سوع الآتية مع كل مراحلها الموجعة. لكن من المفيد لكل م ن يحب الراعي القد ي س اأن يتوقف من وقت اإلى اآخر ليتذك ر المراحل ال سبع التي سبق اأن ذكرناها. فمن ساأن الإكرام لألم القد ي س يو س ف اأن يكون فع ال على ق د ر اإكرام اآلم مريم كما اأ شار مدو نو الك تب المقد سة لأن اآلم ه م صدر نعم وتعزية للنفو س ل ي ن ض ب. لكن علينا هنا اأن نتام ل اأن ه بهذه الآلم التي احتملها ب صبر كبير ا ست حق الراعي القد ي س مجد لقب ال ش ريك في الفداء كما اأن مريم هي اأي ضا شريكة
الكتاب الرابع 112 في الفداء حتى ولو كان لقب يو س ف اأقل وقعا منها. لكي نفهم هذا جيدا علينا األ ن ضع ن صب أاعي ننا هول اآلم القد ي س يو س ف بل سببها اأو كما يقال في علم الالهوت الع ل ة ال ص و ري ة أاو الع ل ة الغائي ة. يمكن قيا س هول اآلم القد ي س يو س ف ب ع ل تين: الع ل ة المادي ة والع ل ة الفعلي ة. فالع ل ة المادي ة هي روح الراعي القد ي س لأن ه بفعل كمالها كمال زاد عليه غياب الخطيئة الد نيوي ة كانت تتمت ع على غرار روح العرو س القد ي سة برهافة ا ستثنائية حيث اإن الآلم والأحزان أاو كل حركات الرغبة الح سي ة التي ت دعى الوله الغرائزي كانت تنطبع فيها ب سهولة وعمق كبير ين. وكانت الع ل ة الفعلي ة للراعي القد ي س كما لمريم الأخذ بالعتبار خطيئة الب شر والحذر من اآلم الم خ ل ص الآتية. اإل اأن الع ل ة الغائي ة اأو الدافع الرئي س لآلم يو س ف ت عطي اآلم ه كل سمو ها وفعالي تها. فعلى غرار عرو س ه القد ي سة لم يكن يو س ف يتاألم لنف س ه بما اأن ه لم يرتكب اأي خطيئة بل كانت اآلم ه تهدف إالى خال ص العالم ف ح س ب وهذا العتبار بالذات هو ما ي عطيه بكل ا ستحقاق لقب ال شريك في الفداء الذي ن سم يه فيه. سواء ق ب ل ب سرعة اأن ي شارك مريم حياة الآلم التي انفت حت اأمامها كوالدة الإله اأم غ ر ز في قلب ه سيف لروؤية فقر ي سوع الم دقع اأو في الختان وقد كان ال شخ ص الأو ل الذي راأى اإراقة اأو ل قطرات الد م الإلهي اأم عند تقديم ي سوع اإلى الهيكل اأو حفظ حيات ه في ح مل ه اإلى المنفى و إاعادت ه اإلى اأر ض إا سرائيل اأم عندما أاعاد البحث عنه في اأور شليم واعتنى به حتى حيات ه العلني ة لم ي ك ف القد ي س يو س ف عن الم ساهمة باأكثر الطرق فعالي ة بالت ضامن مع عرو س ه الفائقة القدا سة في خال ص الجن س الب شري: في هذه الظروف سيكون بكل ا ستحقاق شريكا في الفداء.
اآلم القد ي س يو س ف 113 في الواقع ل يمكن للكاثوليكي اأن يزدري المعنى الذي ي عطى لهذا الل قب. فهو ي ع ر ف بال ضبط اأن ه لي س لنا سوى مخل ص واحد دفع ثمن خال ص نا كامال وقد دفع ه با ستحقاقات ه الالمتناهية. لكن بما اأن الم خ ل ص الإلهي لم يرف ض اأن يت حد في هذا العمل بتعاون مخلوقات بار ة بح سب كلمات القد ي س بول س: "اأفرح في اآلمي لأجلكم وا كم ل ما نق ص من اآلم الم سيح في ج سمي لأجل ج سد ه الذي هو الكني سة". يمكننا بالطبع اأن ن عطي ا سم ال شريك في الفداء لم ن تعاون تحت رئا سة الم سيح ومعه من أاجل خال ص الجن س الب شري. لكن في هذا ال سياق من العتبارات فاإن مريم البريئة من الدن س تحظى بالمرتبة الأولى لأن ها قد م ت اإلى اهلل ضحي ة ال صليب الإلهية با سم الجن س الب شري ولأن ها تاأل مت معه من اأجل ي سوع اأكثر من اأي مخلوق اآخر من أاجل غفران الخطايا التي ترتكب ها الب شرية دون اأي ا ستفادة خا ص ة بها. ينطبق هذا اللقب المجيد على القد ي س يو س ف من بعد مريم لأن ه غذ ى ال ضحية العظيمة وحر سها بهدف الذبيحة على ال صليب وا ستبق ذلك عبر تقدمت ها اإلى الهيكل كاأن ها م لك خا ص به ولأن القد ي س عانى اآلما ذهبت ا ستحقاقات ها الم ر ضي ة باأكمل ها لخير الب شري ة التي افتداها ي سوع الم سيح بدم ه. تعزية القد ي س يو س ف في خ ضم اآلم ه كما قلنا اإن هذا التاأم ل في اآلم القد ي س يو س ف الذي يحمل المنفعة الكبرى للحياة الروحية كان من اأجمل الإكرام نرفعه اإلى الراعي القد ي س. لكن علينا األ نن سى التعزيات العذبة التي شاء اهلل اأن يم أال نف س ه بها في غمار الأحزان الكبيرة. لأن ال صالح الإلهي ل ي سمح اأبدا باأن نرزح تحت وطاأة اآلم فائقة الحتمال. بعد الظروف التي حملت على الأحزان والتي سمحت الطيبة الإلهي ة
الكتاب الرابع 114 بها تمنحنا هذه الطيبة دوافع للفرح تدعم بها شجاعت نا وتتيح لنا اأن نحتمل متاعب أاكب ر ي عد ها لنا الر ب لتمجيد ا سمه. لذلك بعد المخاوف التي برزت في نف س الراعي القد ي س ب ح ب ل مريم أاتى مالك الرب ليعز يه وينيره في الوقت نف س ه حول سر التج س د الكبير: وهذا ما يعني الموافقة على ت صر ف ه و ضمان المعون ة الإلهية له فيما بعد. وفي الوقت عينه كانت الآلم التي سب بتها لمبالة الإن سان اأمام ميالد ي سوع قد تبعتها اأنا شيد المالئكة و سجود الرعاة والمجو س. وامتزجت اآلم يو س ف في ختان الطفل الإلهي بالفرح العظيم بت سمية الطفل با سم ي سوع الفائق الحنان والحب. اأم ا الألم والخوف الل ذان سب بهما تقديم الم خ ل ص إالى الهيكل ونبوءة سمعان في نف س الراعي القد ي س فقد خف فتهما ر ؤوية فداء عدد كبير من الن فو س التي ستنتزعها اآلم الم خ ل ص من مملكة ال ش ر. وال ضطرابات والمتاعب التي سب بها الهروب اإلى م صر عو ض ها سقوط الأ صنام وبداية افتتاح ملكوت الم خ ل ص في ذلك البلد. وقد زادت المخاوف التي عاناها الراعي القد ي س عند خبر تول ي اأرخال و س ال سلطة في اليهودية فعا ش ت العائلة في النا صرة بفرح عظيم لحياة ملوؤها الد ف ء وال سالم. واأخيرا حل مكان الألم الذي سب به فقدان الطفل ي سوع في قلب يو س ف الفرح الكبير ل ستعادته: وكان هذا الحدث الطوباوي لعرو س مريم البار ضمانا لأن الكثير من الخط أاة ال سابقين سي ستعيدون بنعمة ي سوع سالم هم الداخلي والخال ص الأبدي. فرح سالم ورحمة في نف س القد ي س يو س ف سبق اأن قلنا اإن حياة القد ي س يو س ف لم تكن سوى سل سلة من المخاوف والآلم والأح زان والقلق كانت ت قاطعها اأحيانا التعزية التي شاءت يد اهلل الأبوي ة اأن ت ر سلها من وقت اإلى اآخر. لكن ما ثب ته خ صو صا في فترة الن ضال
اآلم القد ي س يو س ف 115 الم ستمرة هذه كانت المحبة التي ت سود نف س ه وجعلته يعتبر كل اآلم الدنيا غير مهم ة على الإطالق. لكن المحب ة ت و ل د في النف س ثالثة اآثار مذهلة هي الفرح وال سالم والرحمة وقد ساعدته هذه الآثار ب شكل كبير على احتمال الم حن التي ا خ ض ع لها. اأو ل فكرة امتالكه هلل الذي هو م صدر ل ي ن ض ب من ال صالح. كانت هذه الفكرة تمالأ نف س القد ي س يو س ف بفرح ل يتزعزع وكانت بمثابة تعوي ض كبير لآلم ه ب شكل يوؤك د كلمة القد ي س بول س الرائعة: "اإفرحوا دوما في الر ب " صحيح اأن هذا الفرح طالما طالت حياة المنفى هنا ل يمكن اأن يكون كامال ونهائي ا اإل اأن ه بل سم ثمين للبوؤ س والحقارة اللذ ين ي حيطان بنا لذا ت ضع الكني سة المقد سة على شفاه نا هذه ال ص الة: "اأعطنا اأن نفرح دوما بتعزيت ك ال سماوي ة ". مع الفرح كان ال سالم يعم نف س القد ي س يو س ف هذا ال سالم الذي ي عر ف ه القد ي س أاوغ سطين س بهدوء النف س ويقول فيه القد ي س بول س اإن ه يفوق كل تفاهم هذا ال سالم الذي يكمن في الهدوء وات حاد رغبات نا في الخير الحقيقي: التحاد مع اهلل الذي ي ن س ق كل مطامح النف س إاليه والتحاد مع الآخر بحيث نتمن ى ل آالخر الخير نف س ه الذي نتمن اه لأنف س نا. وكما اأن الراعي القد ي س يتم م بمثالي ة مطلقة مبداأ ي المحب ة المذكور ين يمكننا اأن نقول اإن ه كان يتمت ع في خ ضم اأكبر المخاوف والم صاعب على غرار خط يبته القد ي سة ب سالم ل يتزعزع: وكذلك كانت كلمات المالئكة تتوج ه اإليهما عند ولدة ي سوع قائلة: "وعلى الأر ض ال سالم ال سالم لأهل ر ضاه". بالإ ضافة اإلى الفرح وال سالم الل ذ ين سادا ب أا سمى الدرجات في نف س القد ي س يو س ف ي سر نا اأن نتاأم ل الرحمة التي ت شكل بحد ذاتها اأثرا للمحب ة والتي
الكتاب الرابع 116 ت هدف اإلى تنظيم تحر كات الرغبات ن سبة اإلى النزعاج الذي ي سب به شر الآخر كاأن نا نعتبره شر نا نحن بح سب كلمات القد ي س بول س الرائعة القائلة: "اإفرحوا مع الفرحين وابكوا مع الباكين". فكانت هذه المحب ة المت قدة النقي ة في قلب القد ي س يو س ف محب ة ا ستولدها من قلب رب نا نف س ه قد و ل د ت فيه م شاعر تعاطف حقيقي تجاه ب ؤو س الآخرين كاأن ه ب ؤو س ه. لدينا صورة جميلة عن ف ضيلة الرحمة هذه لدى الراعي القد ي س في ما نقراأه عن يو س ف العهد القديم الذي تخبرنا الكتب المقد سة عنه باأن ه عند موت يعقوب خ ش ي اإخوان ه من أان ينتقم منهم ب سبب المعاملة ال سي ئة التي تلقاها منهم لكن ه ا ستقبلهم بالرحمة وعز اهم بالقول : " ل ت ت اأ س ف وا و ل ت غ ت اظ وا... اأن ت و ب ن وك و ب ن و ب ن يك و غ ن م ك و ب ق ر ك و ك ل م ا ل ك. و اأ ع ول ك ه ن اك لأ ن ه ي ك ون اأ ي ض ا خ م س س ن ين ج وع ا. ل ئ ال ت ف ت ق ر اأ ن ت و ب ي ت ك و ك ل م ا ل ك " ثم عز اهم في التحد ث اإليهم بالكثير من الل طف والحنان. ميتة القد ي س يو س ف ال سعيدة و النتقال الطوباوي للقد ي س يو س ف اإن ساعة الموت هي اأهم لحظات الحياة ك ل ها. وبح سب المعايير العادي ة اإن الموت كالحياة. م ن عا ش في الجحود اأو في ن سيان اهلل يواجه اآخرة بائ سة وعلى العك س فم ن ق ضى حيات ه في خدمة اهلل وفي ممار سة الف ضائل يحظى في اللحظة الأخيرة بمعونة اإلهية خا صة تجعل النتقال هادئا ل بل سعيدا فقد ك تب : "كريم في ع ين ي الر ب موت اأبرار ه". ق ضى القد ي س يو س ف كل حيات ه في التمر س بمحب ة اهلل والقريب وما من عائق بتاتا للقبول بالتقليد ال سائد الذي يعتبره باأن ه يلفظ اأنفا س ه الأخيرة ب سالم بين يد ي ي سوع ومريم اللذين ساعداه بحب كبير وعز ياه برجاء لأن ه القريب والم ر ضي كي ينعم في ال سماء بالحياة الأبدي ة وروؤية اهلل وجها لوجه.
اآلم القد ي س يو س ف 117 لذلك تم التفاق في اللغة الكن سية على دعوة وفاة القد ي س يو س ف بالنتقال) transitus ( مثلما ندعو موت مريم بالرقاد )dormitio( وبواجب ال ستحقاق ا ق ر ت شفاعة الراعي القد ي س في الكني سة الجامعة ك شفيع للميتة ال صالحة. واإذا لم يكن صحيحا اأن ن شك في قد سي ة وفاة الراعي المجيد بما اأن هذه الحقيقة متاأ ص لة في اأعماق قلوب الم ؤومنين حين نريد تحديد زمن هذا الحدث ووقته ي صبح الو ضع من ال صعوبة بمكان لأن ه ما من تفا صيل محددة مت فق عليها حول هذا المو ضوع سواء في الكتب المقد سة اأم بح سب التقليد. لكن سنحاول بقدر الإمكان من القليل الذي ذكرت ه الأناجيل المقد سة في ما تعل ق بالأب الم عيل لي سوع اأن ن ستخل ص النتائج التي يبدو اأنها موثوق بها. اأجمل كلمات القد ي س فرن سي س دي سال كتب القد ي س فرن سي س دو سال: "ل يمكننا اأن ن شك ك بتاتا في اأن القد ي س يو س ف العظيم انتقل من الحياة قبل اآلم الم خ ل ص وقيامته واإل لم يكن الم خ ل ص ي و صي القد ي س يوحن ا باأم ه. وكيف نتخي ل اإذا اأن ابن قلبه الحبيب الر ضيع المحبوب ساعده واأعانه في ساعة انتقاله "طوبى للرحماء لأن هم ي رحمون". فكم من اللطف والمحبة والرحمة قد مها هذا الأب المرب ي للم خ ل ص حين و لد طفال صغيرا في هذا العالم! م ن ل ي صد ق اإذا اأن ه حين غادر العالم رد له ابنه المكيال نف سه بمئات الأ ضعاف واأغدق عليه الأفراح الأبدية " اإن طائر الل ق ل ق صورة حقيقية لت قاء الأولد لآبائهم وات قاء الآباء لأولدهم. فبما اأن هذا الطائر طائر مهاجر يحم ل اأم ه و أاباه الكهل في انتقاله كما حمله اأبوه واأم ه في صغره في هجرتهما. حين كان الم خ ل ص طفال صغيرا
الكتاب الرابع 118 حمله يو س ف العظيم اأبوه المعيل واأم ه العذراء الفائقة المجد عد ة مرات خ صو صا في مرورهما من اليهودية اإلى م صر ومن م صر اإلى اليهودية. فم ن ي شك في اأن هذا الأب القد ي س حين و صل اإلى اآخر أايامه لم يحمله ر ضيعه الإلهي في المقابل في انتقاله من هذا العالم اإلى العالم الآخر اإلى اأح ضان اإبراهيم ليحمله في أاح ضانه يوم صعوده في المجد الأعظم "ل يمكن لقد ي س س ك ر بالحب في حياته اأن يموت اإل من الحب : اإذ بما اأن نف س ه لم ت شبع بما يكفي من ال سكر بي سوع الحبيب بين م شاغل الحياة وبما اأن ه اأكمل الخدمة المطلوبة منه في هذه الحياة الدنيا ماذا تبق ى له قبل ان يقول لالآب الأزلي : "يا اأبت لقد تم مت كل ما اأر سلت ني لأفعل ه" ولالبن: "يا ابني كما و ضع اأبوك الأزلي ج س د ك بين يدي في يوم مجيئ ك اإلى العالم ففي يوم انتقالي اأ ستودع بين يديك روحي" كلمات جميلة للقد ي س فرن سي س دو سال حول قيامة القد ي س يو س ف ت ستحق كلمات القد ي س فرن سي س دو سال الجميلة المتعلقة بقيامة القد ي س يو س ف اأن نقتب س ها هنا: "ماذا علينا اأن نقول الآن با ستثناء اأن ه لي س من حق نا الت شكيك في اأن هذا القد ي س المجيد يتمتع بم صداقي ة كبيرة في ال سماء بقرب الذي مي زه كثيرا فرفعه بالنف س والج سد اإلى ال سماء وهذا احتمال وارد جد ا بدليل اأن لي س هناك اأي ذخائر له في هذه الأر ض الدنيا ويبدو لي اأن ه ل يمكن لأحد الت شكيك في هذه الحقيقة فكيف يمكن اأن ت رف ض هذه الن عمة للقد ي س يو س ف الذي اأطاعه ط وال اأيام حياته حت ى اأ سمى درجات الطاعة! اأرجوك تذكر يا سيدي اأن ه حين اأتيت من ال سماء ا ستقبلت ك في بيتي وفي عائلتي وما اإن و لدت حتى حملتك بين ذراعي. بما اأن ه عليك أان تذهب الآن إالى ال سماء ق دني معك الآن. ا ستقبلتك في عائلتي فا ستقبلني في عائلتك. وبما اأن ك
اآلم القد ي س يو س ف 119 ذاهب حملتك على ذراعي والآن احملني بين ذراعيك وكما رعيتك وغذ يتك وق دتك خالل حيات ك الفانية اعتن بي وق دني اإلى الحياة الخالدة. و إاذا ما كان صحيحا اأن ه علينا اأن نوؤمن اأن ه بفعل القربان الفائق التقد ي س الذي نح ص ل عليه سيقوم ج سد نا في يوم الدينونة فكيف ن شكك في اأن رب نا اأ صعد معه اإلى ال سماء القد ي س يو س ف المجيد بالنف س والج سد لأن ه ح صل على ال شرف والن عمة اأن يحمله بين ذراعيه المباركتين اللتين كانتا محل ر ضا لربنا ال سامي القد ي س يو س ف اإذا في ال سماء بالنف س والج سد بدون اأي شك...". القد ي س يو س ف يفوق في المجد كل القد ي سين والمالئكة في الواقع اإن مجد الوطن لي س سوى الن عمة التي ا ستفاد منها الإن سان في حياته وهي نعمة اأعطانا اإياها اهلل مج انا ولكن يمكننا م ضاعفتها بعالقتنا معه وعي شنا الف ضائل في حالة النعمة ب شكل م ستمر. وبما اأن الر ب اختار يو س ف منذ الأزل لمن صب عرو س مريم والأب الفترا ضي لي سوع وهو من صب ي ستحق فيه اأن يكون اأرفع مجد ا من كل المخلوقات ا ستحق له كما راأينا اأن يفي بر سالته بكل الكمال الالزم فارتفع في النعمة درجة تلو ال خرى حتى و صل اإلى مو ضع ا ستحقاقاته الذي حد ده التدبير الإلهي واأعطاه الحق في إاكليل المجد ال سماوي الذي كان م عد ا له. أاتم القد ي س يو س ف ب شكل كامل تنفيذ الأفكار على ما طلبها اهلل منه. وبهذا ا ستحق المكانة الوحيدة في ال سماء كنعمة مجاني ة من اهلل وثمرة ا ستحقاقاته ال شخ صي ة. لذا لن ي صع ب علينا ال ستنتاج اإذا ما اعتبرنا كيف اأن اأي إان سان عدا العذراء الفائقة القدا س ة كان قريبا من ي سوع الم سيح م صدر وموز ع كل الن عم اأكثر من يو س ف الراعي القد ي س. لقد اأراد الر ب اأن ي عت بر ابنا له لي س بين بني الب شر ف ح س ب بل عند اهلل اأي ضا والذي ا وك ل ت اإليه كل حقوق البو ة وم هم اتها على
الكتاب الرابع 120 الكلمة المتج سد لي س بين الأجيال الزمنية ف ح سب بل بمرتبة اأ سمى واأرفع. لذا يمكننا ان ن ؤوكد بثقة تام ة اأن ت سامي طوباوي ة القد ي س يو س ف على جميع الطوباوي ين با ستثناء مريم حقيقة تتنا سب مع اإيمان الكني سة الكاثوليكية. هذه الحقيقة يمكن تاكيدها مما نتلم سه من ش فوف الن سجام بين يو س ف ومريم. فالزوجة على ح سب عادات المجتمعات القديمة تتبع شروط زوجها ولي س العك س لكن اإن كانت الزوجة متو جة بالكرامة العظيمة فالزوج يتبع شروط زوجته على ما قيل قديم ا: "م ن يتزو ج مل كة ي صبح مل كا ". فمن جهة اأ ولى هنالك زواج حقيقي بين مريم والقد ي س يو س ف ومن جهة ثانية فالكني سة توؤمن باأن والدة اهلل هي اأرفع من القد ي سين والمالئكة اأجمع. لذا فم ن العدل اأن نعتبر اأن مركز الراعي القد ي س في ال سماء هو بالمكانة الولى بعد مريم. و سواريز يقول: "ل أاعتقد اأن هذا الت فكير مت سر ع أاو غريب بل على العك س لأن ه ينبع من اإيمان حقيقي ومن حق نا الإيمان باأن القد ي س يو س ف يفوق كل باقي القد ي سين نعمة وطوبى واأنا ل اأجد ما يعار ض هذا التفكير ل في الكتاب المقد س ول في تعليم اآباء الكني سة". فلنوؤمن باأن القد ي س يو س ف ا ع ل ن صراحة شفيع الكني سة الكاثوليكية اأي الجامعة. وبكالم اآخر لي س هو ب شفيع الكني سة المجاهدة ف ح س ب بل اأي ضا شفيع الكني سة المنت صرة التي ت شمل كل الطوباوي ين من ب شر ومالئكة. لكن ال شفيع اأرفع من الذين ي نع مون ب شفاعته فعلينا اإذا اأن نعترف باأن الراعي القد ي س هو اأرفع من كل المختارين با ستثناء خ ط يبته العذراء الفائقة القدا سة. ويمكننا قيا س عظمة هذا ال سمو بمقيا س المجد الذي يتنع م به في ال سماء. لكن ل ي مكننا اأن ن ساوي شفاعة مريم العذراء الطوباوية سلطانة المالئكة والقد ي سين ب شفاعة القد ي س يو س ف ك سلطان على المالئكة والقد ي سين
اآلم القد ي س يو س ف 121 فالكني سة ل تقبل بهذا الت شابه. لأن هنالك تمايز ا بين يو س ف ومريم فمريم بنعمة اأمومتها الإلهية ت و ضع بتراتبي ة مختلفة لذلك ل يمكن اأن ي طب ق على الراعي القد ي س. تماما كما ل ن ط ب ق لقب ملك المالئكة والقد ي سين اإل على ي سوع الم سيح وحد ه. سعادة القد ي س يو س ف في ال سماء اإن الفرح ي شك ل واح د ا من اأهم ثمار المحب ة وذلك منذ حياتنا على هذه الأر ض. فالفرح الروحاني يمالأ القلب عذوبة ويرتفع به إالى ما فوق هذا العالم. وحين ن نع م بالمحب ة في ال سماء يكون فرح نا كامال من دون اأي ظالل للحزن والخوف. وعن هذا الفرح تحد ث الرب ي سوع الم سيح بقوله: "ليكون فرحي فيكم فيكون فرح كم كامال ". هذا هو الفرح الذي يم أال نف س القد ي س يو س ف المجيد. ول يمكن لهذا الفرح اأن يكون كامال اإل عندما تزول الميول والرغبات. لكن بمجر د وجودنا في هذا العالم الدنيوي كما قال الأكويني ف سن شعر دائما برغبة ما طالما اأن نا ل نقترب اإل ببطء من اهلل م صدر كل بركة. لكن حين ن صل اإلى ال سعادة المثالية فلن ت حر ك نف س نا اأي رغبة ون شعر بفرح كامل وكلي فرح اأكبر من كل ما قد نرغب في يومي اتنا. ولي س الفرح هو الذي ي دخل نف س الطوباوي بقدرما يدخل الطوباوي في هذا الفرح كما هو مكتوب: "ا دخل فرح سي د ك". ما من اأمر اأعذب من التاأم ل في فرح القد ي س يو س ف في ال سماء. اإن ه الفرح الذي ي صل اإلى درجة المجد العظيم برفقة عرو سه الطاهرة. يقول القد ي س
الكتاب الرابع 122 بيرناردين دو سيين: "ما من شك اأبدا في اأن ي سوع الم سيح حين كان يعي ش على الأر ض اأظهر تجاه القد ي س يو س ف عالمات المود ة والحترام والتقدير ال سامي كالبن نحو اأبيه فبال شك لن يرف ضها له في ال سماء بل على العك س سيكملها ويقبلها. لذلك قيل: ادخل فرح سي دك لي فه منا ب شكل مقد س اأن الفرح لي س في داخله ف ح س ب بل يحيط به اأي ضا ويغمره من كل الجهات وي غر ق ه كما في خ ض م عذب لمتناه." هذا هو الفرح الجوهري الذي يعي ش ه القد ي س يو س ف والذي ا ستحق الفرح الأبدي بجدارة لكن الراعي القد ي س تمت ع اأي ضا باأفراح عر ضي ة تاأتي من امتالكه اإكليال بهي ا يزي ن جبين ه البتول إاكليل البتولي ة. لكن ال سوؤال الذي ي طرح اأو ل : ما هو الإكليل في ال سماء القد ي س يو س ف اأرفع من كل المالئكة والقد ي سين هذه العتبارات حول مجد القد ي س يو س ف الذي ل ي و صف حول الفرح الذي يمالأ نف س ه واإكليل البتولي ة الذي يزي ن جبينه توؤك د كل ها ما سبق وقلناه ب دء ا ب سمو الراعي القد ي س على كل المالئكة والقد ي سين وهي ر فعة اأعلنها صراحة الطوباوي البابا بيو س التا سع: "بواجب ال ستحقاق الأعظم الذي منح ه اهلل لخادم ه الوفي الطوباوي القد ي س يو س ف لطالما كر مته الكني سة ومدحته بعد عرو س ه العذراء مريم". ربما نعتر ض على ما قيل حول سمو القد ي س يو س ف في تراتبي ة المجد على كل المالئكة والطوباوي ين والتراتبية في طلبات القد ي سين حيث لم ي ذكر ا سمه بعد المالئكة فح سب بل بعد يوحن ا المعمدان اأي ضا. لكن علينا اأن نتنب ه اإلى اأن الطلبات ل تمث ل نظام التراتبية ال سماوي ة بل نظام التراتبية الكن سية حيث اإن اأرواح الطوباوي ين ويوحن ا ال سابق اأي ضا مذكورة قبل كل القد ي سين الآخرين ك أانهم ي شك لون تدر ج ا خا ص ا مهما كانت
اآلم القد ي س يو س ف 123 قدا سة كل منهم ومجده الذي ل يعرفه اأحد سوى اهلل. ويمكن ل إالن سان حتى ولو كان بطبيعة اأدنى أان يتخطى في المجد أارواح الطوباوي ين بحد ذاتهم. اإذا سنقع في الخطاأ اإذا ما ر أاينا في ترتيب اأ سماء القد ي سين قانونا وا ضحا لمعرفة مكانتهم في الفردو س. في الواقع سواء اأكان القد ي س يو س ف في هذه الطلبات بالذات اأم كان في مجموعة اإح صاء لعداد القد ي سين قد و ضع ا سم ه قبل أا سماء الر سل الذين بح سب القد ي س بول س سيحظ ون ب شرف اإدانة المالئكة حتى ولو كان ا سمهم مذكورا بعد اأ سماء المالئكة في الطلبات. في الطقو س القديمة في الطلبات الموؤل فة لمنح المر ضى نعمة الميتة ال صالحة ي ذكر ا سم القد ي س يو س ف بعد ا سم يوحن ا المعمدان وقبل اأ سماء الر سل. ودخل ذلك بطلب من البابا اإكليمندو س الحادي ع ش ر في طلبات القد ي سين العامة. ومع اأن نا نعرف درجة سمو القد ي س يو س ف في المجد المعترف به موؤخ ر ا في الكني سة الجامعة علينا األ نت سر ع كثيرا في اإ ضافة تعديالت على اأق سام الليتورجيا التي ك تبت في ح ق بة لم يكن فيها اإكرام الراعي القد ي س قد انت شر بعد ولم يتم العتراف بعد ب سمو ه على جميع الطوباوي ين. لأن الكني سة تعمل ببطء شديد. وهكذا حين طالب بع ض مكر مي الراعي القد ي س جمعي ة الطقو س المقد سة عام 1869 باأن ي ذكر ا سمه في الطلبات قبل ا سم يوحن ا المعمدان لم تتم الموافقة على الطلب. كما ان الجماعة نف س ها رف ض ت الدعوى المقد مة اإليها اأن ت ضيف في خدمة القدا س الإلهي والقانون الكن سي اإ سم القد ي س يو س ف بعد ا سم العذراء الفائقة القدا سة. لكن هذا الرف ض ل يعني اأن الكني سة تترد د في العتراف ب سمو الراعي القد ي س على كل المخلوقات ال سماوي ة بل هي تعمل ببطء بما يتعلق بتغيير الأمور الليتورجية. لكن هذا ل يمنعنا من الأمل في اأن ه سياأتي يوم حيث ت عتمد فيه كل التعديالت المذكورة ر سمي ا. لكن من ساأن الكني سة وحدها التي ت سير بتدبير الروح القد س أان تحد د الوقت الأن سب لهذا النوع من التجديدات.
ت ساعية ل شفاعة القد ي س يو س ف 125 الكتاب اخلام س ت ساعي ة ل شفاعة القد ي س يو س ف Neuvaine de Saint Joseph تاريخ بدء الت ساعية النوايا
ت ساعية ل شفاعة القد ي س يو س ف 127 ت ساعية ل شفاعة القد ي س يو س ف مقد مة منذ ب د ء الزمن الجديد كنت يا مار يو س ف اأو ل م ن ك ش ف له ال سر الخفي : الكلمة صار ج سدا في اأح شاء خ ط يبت ك. والب شارة المالئكية أادخلتك في الحميم من سر اهلل ف صرت الوكيل الأمين: لقد و ضع اتكاله عليك اأكثر م ن كل الآباء العظام. هو يوليك ثقت ه الالمحدودة وقد جعل منك حار سا لم شروع محب ت ه للعالم. اأنت النج ار المتوا ضع الذي بكامل ر ضاك صرت عرو سا لالأم البتول و أابا لبن اهلل مع اأن ك ل ست سوى مح ض اإن سان عادي كباقي النا س. لقد اأفا ض الر ب عليك كل المواهب التي تحتاج إاليها كي ت كم ل هذه الم ه م ة. لكن الن عمة ل ت لغي الط بيعة فر حت ت رد د كل يوم "نعم" لعمل الر وح فيك. لقد وق ع الختيار عليك من ق ب ل "اأبي الفقراء" لأنك ت شبهه بحياتك ال شف افة فكانت كافية لإغواء ذاك الذي تاق أان يك ش ف لأولده ابو ت ه ال ساهرة. لقد فت ش عن رجل فقير للغاية كي ي ستقبل ابنه دون اأن ي ستاأثر به. فاإلى م ن نذهب لت ع ر ف العمانوئيل الموعود به سوى اإليك اأيها القد ي س يو س ف اإن ر سالت ك تكم ن في أان ت ستقبل ه من اأجلنا وتقد م ه لنا وترب ينا على محب ت ه كما في مدر سة مريم. فال شكر لك لأن ك ا ستقبلت نا في منزلك المتوا ضع. وال شكر لعطاياك الغزيرة التي لم تجروؤ قلوب نا على ا شتهائها.
الكتاب اخلام س 128 األيوم الأول * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( يا اأي ها القد ي س يو س ف اإن الكلمات الي سيرة التي وردت في الأناجيل ب ساأن ك ت شك ل اأكبر مديح في اأمرك. فمعك ت مر الأمور على ب ساطتها: "اهلل يتكل م واأنت ت طيع". اإيمان ك يكفيك: ي نير لياليك وتنطلق بال ترد د على دروب الر جاء لت كم ل مهم ة المحب ة التي اأوكل ها اإليك اإله ك. اأجر ك الوحيد: في اأن تبقى خادما لفرح الآب في اختفائك تحت ظالل مجده. هذا ما اأعلن ه القد ي س يوحن ا المعمدان واأنت ع شت ذلك قبله: "م ن كان له الع رو س فهو العري س واأم ا صديق العري س فيقف م ستمع ا اإليه فيملوؤه صوت العري س فرح ا. هو ذا فرحي قد تم. ل ب د له اأن ينمو ول ب د لي اأن اأنق ص". )يو )30-29 3 لقد دخ ل قبل الر سل في فرح كامل لحياة مكر سة للمحب ة بفرح الآب والبن والروح القد س فرح فريد مع الأقانيم الثالثة وقد كنت مع مريم خط يبت ك اأو ل م ن نال ذلك. فكم هو عذب وخارق فرح العائلة المقد س ة هذا! ك شم س تنير حيات ك: في الغ ير ة التي تعلو على الخوف تهب اإن هد د حياة الطفل اأي مكروه. اأعمق مما ي ت وق ع من م ح ن واأقوى مما اعتاد ت عليه يوميات الحياة الخفي ة. فيا مار يو س ف عل منا اأن نكت شف في قلب حياتنا جوهرة فرح الروح الثمينة. اأعطنا اأن نعي ش على مثالك بب ساطة الإيمان فال نبحث عن شيء اآخر سوى اأن ن ت م اإرادة ذاك الذي اأحبنا اأول. * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B(
ت ساعية ل شفاعة القد ي س يو س ف 129 األيوم الثاني * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( "يا مار يو س ف احفظنا": اإن هذا اله تاف الذي يت صاعد بعفوي ة من قلوب أابنائ ك منذ أاجيال ط وال ي خت صر ر سالت ك قد ام ي سوع ومريم وقد ام كل واحد من ا. حين جاءك المالك م شير ا فذلك كي يطلب منك اأن تاأخذ اإلى بيتك وتحت حمايتك القوية والحنونة تلك التي تحم ل في اأح شائها مخل ص العالم. كي تحفظ الأم من العار والنميمة وتحفظ الطفل من ح سد هيرودو س المميت. وتحفظ بيتك من هجمات ارخيالو س العنيفة. لكن الجهود التي تبذ لها في الحماية ل تتوق ف عند هذه الأزمنة المحدود ة من ر سالت ك: "اأنت ت سهر كل الي ام م تيق ظ ا في كل لحظة على الم وابن ها. فكم من المر ات احتمى ي سوع بين ذراعيك وارتاحت مريم عندك لأن ح ضور ك ي طم ئ ن ونظرات ك ت هد ىء وابت سامت ك ت ريح وت شج ع. لأن معك يدا بيد اكت شف ي سوع العالم فمم ن يخاف وهو برفقة أابيه قد تغرق مريم في ال ص الة: لأن ها ت درك اأن م راف ق ها المين ساهر عليها. ففي ظل ي ق ظتك الخفي ة وال صلبة تمر الحياة بب ساطة و صفاء. أانت موا صل حماية الكني سة في م سيرتها نحو الوطن ال سماوي لأنها عائلة اهلل التي أاوكلها الآب إاليك. كذلك نحن نتم س ك بحنانك بثقة كبيرة متاأك دين اأن محب تك ل تتخل ى عن ا. اإحفظنا في كل اأيام حيات نا اإحمنا عند تجارب العدو. وحين تح ض ر ساع ة رحيلنا اجعلنا نجتاز ها بين ذراعيك. * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B(
الكتاب اخلام س 130 األيوم الثالث * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( حين ن درك اأهمي ة تربية الأهل في النمو ال س يكولوجي للطفل ل نقدر اإل اأن ن ذ ه ل أامام عظمة ر سالت ك. اأي ها القد ي س يو س ف. نعم اإن ك لم تت صر ف بمفردك: كانت مريم الى جانب ك وهي البريئة من الخطيئة ال صلي ة. لكن ر سالتكما كانت م تكاملة وكان مثال الم البتول يوحي لك ما يجب عليك عمله اإن ما كان يعود اإليك وحد ك اأن توؤم ن الأبو ة للطفل الحديث الولدة. يا ل ل عجب : اإن دعو تك ت وقظ الوعي الن ساني عند اهلل الكلمة. واأنت الذي تدعوه الى مواجهة المخاطر والحري ة والم سوؤولي ة. فكلمتك ت طلق كلمته فيجيبك كالإبن لأبيه. وبالإ صغاء اإليك ينظ م اأفكار ه وبمدر ست ك يبني إارادته وبالعي ش معك يواجه عواطفه وبمحاورت ك تت س ع م خي لته. هو ي ستقي من نظرتك وكالم ك الثقة التي ت صنع منه رجال. يا مريم ويو س ف اأنتما تعلمان كم هي ثخينة ج راح نا ب سبب مواجهاتنا الإن سانية. تعاليا وا شفيانا من ج راح الأمومة والأبو ة التي تمنعنا من الو صول اإلى الحري ة الحقيقي ة والن ض ج الكامل. يا مار يو س ف فلتكن نظراتك المليئة طيبة وكالمك المطبوع صرامة ونعومة مانحة اإي انا الرجاء فتحر رنا كي نقوم بالر سالة التي ي وكلها إالينا الر ب. ولي عيد الآب ال سماوي بف ضل رعايتك خلقنا ك أابناء محبوبين وكاخوة لبكر الخالئق على صورته ومثاله. * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B(
ت ساعية ل شفاعة القد ي س يو س ف 131 األيوم الرابع * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( اأنت ل ست م ضطر ا اإلى اأن تاأخذ خط يبتك الى بيتك ب عد ما صنعه اهلل بها اإنم ا على العك س من ذلك فالأن المولود منها هو من الروح القد س اأوكله الرب اإلى حمايتك. لقد مال مو سى بوجهه في ال صحراء كي ي شاهد بو ضوح العل يقة الم شتعلة التي ل ت تلفها النار. لكن الر ب لم ي سمح له بالقتراب لأن الأر ض التي يقف عليها اأر ض مقد سة. واأنت يا يو س ف اإن ك تتاأمل يومي ا في مريم الممتلئة نعمة وهي العليقة الحقيقية الم ت قدة التي اأراد اهلل اأن يغر س ها في اأر ضك البتولي ة الطاهرة. عر ف اهلل ذاته لمو سى اأن ه اإله الآباء وك شف له سر الثالوث الأقد س ضمان ة لح ضور ه المتيق ظ مع شعبه. اإل اأن ك اأنت يا يو س ف م ن يعود اإليك اإعطاء ال سم للكلمة الذي صار ب شر ا لت عر ف العالم ال سم الوحيد الذي ا عطي للب شر والذي به سن خل ص. ماذا كانت مهم ة مو سى إاخراج شعب العبرانيين من اأر ض العبودية. ففيك يا يو س ف تكتمل نبوء ة هو شع: "من م صر دعوت ابني" فبارجاعك الطفل اللهي اإلى اأر ض الميعاد ب ش رت بحدث القيامة التي بها ك شف اهلل ملء اأبو ت ه وقد مث لتها أانت خير تمثيل. ل ن ستطيع اأن نتوق ف عن اإعالن عظائمك يا مار يو س ف. فالكتب المقد سة تقول اأن مو سى كان الأكثر توا ضعا بين الب شر لكن ه بذلك لم ي صنع شيئ ا اإل اإعالن توا ضعك. فيا اأيها القد ي س العظيم يو س ف اأه لنا أان ن ستقبل مثلك في حياتنا ي سوع ومريم. عل منا اأن نتاأم ل فيهما واأن ن شبع في ح ضورهما. اأرجعنا اإلى اأر ضنا حين نبتعد عنها وعن الإنجيل. عل منا كيف ندعو باحترام وبمحب ة ا سم المخل ص العذب وليبقى دائم ا على شفاه نا وفي قلوب نا كما كان في قلبك وقلب مريم. * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B(
الكتاب اخلام س 132 األيوم الخام س * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( يا مار يو س ف اإن روح الفرح وال سالم كان ي ستقر كامال ببيتك المتوا ضع. ولم تكن الت ع س ليجد مكان ا له تحت سقفك. وعلى الرغم من ذلك لم تكن تفارقك التجارب فكنت ت ستقي تعزيتك من ي سوع ومريم وت ستمد قو تك من الطاعة لإرادة اهلل. لقد دعاك الروح المعز ي حتى قبل اأن يدعو الر سل كي تقوم بدورك في تعزية الذين ا وكلوا األيك. وكذلك و ج د ت خط يبت ك إالى جانبك ح ضور ا بتولي ا معزي ا كانت بحاجة اليه في الأوقات ال صعبة من حياتها الخفي ة. وي سوع اأي ض ا كان يفت ش عن التعزي ة بين ذراع ي م رب يه ط وال طفولته والفتو ة. من خاللك اأيها القد ي س يو س ف البار ينك شف لنا ب ش فوف وجه حنان الآب ال سماوي. فناأتي كما مريم وي سوع ممتلئين ثقة مفت شين عندك عن العزاء الذي نحتاج إاليه كي نحمل بال سالم وال شجاعة تجارب حياتنا اليومي ة. ساعدنا كي نحتفظ في اأعماق قلوبنا بهذا الفرح الذي ل يفارقك. وعل منا اأن نبقى مثلك مطواعين تجاه اإخوتنا الذين يبحثون عن الراحة والتعزية ط وال م سيرت هم نحو المدينة المقد سة حيث يم سح اأبونا ال سماوي كل دمعة عن وجوهنا وي دخلنا الى فرح الأبناء الكامل. * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B(
ت ساعية ل شفاعة القد ي س يو س ف 133 األيوم ال ساد س * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( لقد احببت عمل ك اأي ها القد ي س يو س ف وكنت فخورا باأن تنتمي اإلى جماعة محترفي الن جارة: اأفلي س اهلل اختار من بينهم معلمين م مي زين لكن حال الح ر في ين في القرى لم يكن باهرا من الناحية القت صادي ة فقد و ج ب عليك العمل بق ساوة كي ت عيل عائلت ك بالي سير ال ضروري الذي تحتاج اإليه. لكن الفرح كان يغمر م شاعر ك حين كنت ت غذ ي ابن اهلل وهو الخبز ال سماوي الحقيقي الذي به اأراد الآب اأن يغذ ي اأولده بقو ة الحاجة الى كلمة الحياة التي منحنا اإياها. دون اأن نن سى مريم اأم ه البريئة من الخطيئة ال صلي ة. وقد ا ستعنت بالطفل الإلهي باكرا كي ت عل م ه فن العمل. وقد نقلت اإليه تذو ق الفنون الإبداعي ة وكالم ك وقع على اأر ض جي دة لأن القد ي س يو ستينو س قد نقل اإلينا اأن ه في القرن الثاني كانوا يمدحون النوعي ة الفائقة الجودة لالأدوات الم صنوعة في "محترف ي شوع بن يو س ف الذي من النا صرة". فيا اأيها القد ي س ال صالح يو س ف اح م شبيبة يوم نا من عبادة النظري ات وعل منا اأن ن حب العمل اليدوي ونحترم العم ال فنتذك ر اأن ابن اهلل كان يعمل بتوا ضع مد ة ثالثين سنة بم حت ر ف النجارة. تذك ر القلق الذي انتابك في ساعات ال شد ة واأوقات فقدان العمل وهلم الى اإعانة كل الآباء الم ذ ل لين الذين ل ي ستطيعون ك فاية احتياجات عائالته م اليومي ة. * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B(
الكتاب اخلام س 134 األيوم ال سابع * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( يقول لنا النجيل اإن ك كنت بار ا يا يو س ف اأي اإن ك صالح اأمام اهلل وال ش ريع ة والو صايا. لأن ك بطاعت ك المذهلة لإرادة اهلل اأردت اأن ت شه د للمحب ة والأمانة. هو يعلم أان با ستطاعته التكال عليك. فقد اختارك الر ب كي تكون اأب ا لبنه في الحالت التي تتطل ب ثقة بال حدود. لقد تعل مت كيهودي تقي كيف ت ضع كل شيء تحت اأمانة اإلهك وعلمت اأن اإرادته في اأن يوك ل إاليك هذه المهم ة فلم يخالجك ال شك في اأن ه سيمنحك الو سائل ال ضروري ة لإتمام ذلك. لقد اتكلت على النعمة الإلهية لت صل إالى ما ينتظر ه اهلل منك. وهكذا بف ضل هذه الثقة ورغم ضعفك اأ صبحت م شاركا حقيقي ا في ابو ة اهلل لبنه الوحيد. لقد نلت مع كلمات المالك ه و ي تك العميقة التي تجد جذور ها في اهلل. وت ستقي منها قو ة الأمانة وتبقى صامدا عند ع ت مات الليالي وفي التجارب. تتوح د كلي ا بر سالت ك وتتاأ ص ل يوما بعد يوم في حقيقة كيان ك وتجد معنى لحياتك فتكت شف ال سالم الذي ل يقدر اأحد اأن ينتزع ه منك. فيا خادما اأمينا يا من دخلت في فرح سيد ك الأبدي عل منا مثلك اأن ن ستقبل اهلل واأن ننفتح دائما اأكثر فاأكثر على الر سالة التي أاوكلها اإلينا واأن ن ستقي من نظرات ي سوع ومريم قو ة الأمانة التي تقود الى الحري ة الحقيقي ة والحياة. * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B(
ت ساعية ل شفاعة القد ي س يو س ف 135 اليوم الثامن * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( يا مار يو س ف البار اإن ك لم تكن م جب ر ا على التدخ ل دائم ا في توجيه حياة ي سوع واإ صالح سلوكه لكن فرح ك كان كبيرا في تتميم مهم تك تجاه كل الذين يعتبرون اأنف سهم أابناءك. نحن ل نمل ك طهارة هذا البن اللهي لكنك ترانا من خالله من سماواتك العلو ية فتقودنا نحوه بف ضل اأ دائك التربوي الأبوي. نعم اإن التغيير ي خيفنا دوما لكننا على يقين باأن ه اإن جاءنا بوا سطتك فال يوؤذينا. إاذا نطلب منك اأن ت صلحنا وترد نا في كل مر ة نبتعد فيها عن الطريق ال صحيح. اإفتح اأعيننا كي نعرف اأهمية هذه التو بيخات الخال صي ة التي نتقب لها من صالح ك كعالمات لأبو ت ك ودعوة اإلى الت وبة والرتداد. ل تتراجع اأمام ع نادنا وع مانا: اإننا اأولد غالظ الرقاب وقد جرحت نا خطايانا ولكن تذك ر الدم الزكي الذي اأهرقه ي سوع من اأجلنا وتذك ر اأي ضا المجد الذي يريد اأن ي عطينا اإي اه. ال شكر لك يا مار يو س ف لأن ك تقودنا برفق واأخو ة عبر ظ لمات الز من واأنوار ه اإلى ذلك اليوم الذي فيه ن ستقر باأمان باأورا شليم ال س ماوي ة حيث اأنت في انتظارنا * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B(
الكتاب اخلام س 136 األيوم التا سع * خذ برهة لبدء صالتك من الغالف )A( اأيها القد ي س يو س ف البار الذي سهر باأمانة على العائلة المقد سة اإننا ن ك ل اإليك عائلتنا الزمني ة والدينية احفظنا في وحدة الروح برباط ال سالم )اأف س س (. 4,3 اأبعد عن ا الكذ اب الذي يعمل على تفرقتنا وعل منا كيف نقيم في النور والمحبة. اأنت تعلم كم اأن قلوب نا الجريحة مي الة الى دينونة الآخرين وانتقادهم وكم هي مهد دة بتراكمات الحقد والح سد. فالغ ضب يمتد كالب ساط اأمام اأبواب نا والحقد وغيوم الت سل ح ال س ود ت ع ت م سماء اأرواحنا فعل منا ان نتقا سم خبز الغفران اليومي الذي بدونه ل يمكن لخو ة اأن ت ستمر. اجعل من ا صانعي سالم خد ام ا لرحمتك. ساعدنا على الطاعة لإر شادات الر ب : "اأحب وا اأعدائكم واأ ح س ن وا واأ ق ر ض وا غير راجين تعوي ضا " )لو 6 35( لت صيروا اأبناء "لأبيكم الذي في ال سماوات. ")متى 5 47-44 ) يا مار يو س ف اإننا ن ك ل اإليك قلوب نا ونفو س نا وجماعات نا الكن سي ة وعيال نا كي يملك سالم الم سيح عليها دائم ا وهذه هي دعوت نا التي تجمعنا في الج سد الواحد. )كول 15(. 3 اأيقظ فينا فهم معنى الم سوؤولي ة واجعل من ا خ د اما اأمناء طامحين إالى الوحدة التي من اأجلها صل ى ي سوع بحرارة الى اأبيه: "ليكونوا واحد ا كما نحن واحد اأنا فيك واأنت في ليكونوا كاملين في الوحدة فيعرف العالم باأن ك اأر سلتني" )يو 23-22(. 17 * خذ برهة لختام صالتك من الغالف )B(
ت ساعية ل شفاعة القد ي س يو س ف 137 فعل التكر س : في نهاية هذه الت ساعي ة جئنا يا مار يو س ف البار ن جد د تكر س نا لك فم ن ت راه اأف ضل منك ن ك ل إاليه حياتنا اأنت تعرف كيف ت نمينا بالنعمة والحكمة تحت اأنظار اهلل اأبينا واأمام النا س اإخوان نا. واأنت تحفظ نا من تحد يات العدو ومن كل ال ذين ينتزعون حيات نا من ا. اأنت تعتني بحمايت نا الروحي ة والزمني ة وت عل منا اأن نقوم بكل شيء لمجد اهلل وخال ص الن فو س. عل منا اأن نتاأم ل في ي سوع ومريم ونكر س لهما حيات نا. نريد اأن ن حب ك مثل هما واأن ن طيعك كاأب لنا كي نعي ش بال سالم والثقة والت سليم للعناية الإلهية. نريد اأن نتعل م في مدر ست ك الط اعة المقد سة والتوا ضع وال ش فوف كتالميذ الر ب في طهارة القلب بروح طفولي ة طاهرة كالذين اأعطوا كل شيء باندفاع فاعلي ال سالم وفرح اأبناء اهلل. وهكذا يوما بعد يوم نريد اأن ن ستعد للتاأم ل ببهاء ما اأعد ه ي سوع للذين تركوا ذواتهم تتحو ل في مدر ست ك التي تن ش أا هو فيها. كما فعل ي سوع في بداية حياته وكما فع ل ت الكلي ة القدا سة البتول مريم فيا اأيها القد ي س يو س ف اإننا نك ل اإليك قلوب نا ونفو س نا وحيات نا كل ها. نريد اأن نعي ش حيات نا كل ها على هذه الأر ض برفقت ك كي نجتاز معك اإلى الوطن ال سماوي حيث ل ن صبح اإل عائلة واحدة عائلة اأبينا ال سماوي الذي به ننال الحياة الطوباوي ة.
القد ي س يو س ف قامو س الالهوت الكاثوليكي 139 1908 الكتاب ال ساد س القد ي س يو س ف قامو س الالهوت الكاثوليكي 1908 Saint Joseph Dictionnaire de Théologie Catholique, 1908
140 القد ي س يو س ف قامو س الالهوت الكاثوليكي 1908 الكتاب ال ساد س خمت صر عن القد ي س يو س ف يف درا سة املعطيات احلق ة املتاحة عن هذا القد ي س و سندر س ها على ال شكل الآتي: 1- ر سالة القد ي س يو س ف اإن مخط ط الفداء لم ياأت بالوحي فجاأة ولمر ة واحدة في سر التج س د. فميالد الكلمة-اهلل الذي و ل د ته الأم البتول في العالم لم يكن لي لف ت الأنظار وي ذهل الع قول لو اأن اهلل لم ي هيئ لهذا الحدث بفاعل ية كبيرة شك لت الإطار الأخالقي العميق. فقد كان باإمكان اهلل اأن ي ص ل اإلى مبتغاه بطرق فائقة الت صو ر اإن ما "بحكمت ه الالمتناهية اختار الطريقة الأ سهل والأجمل بدل اأن يفر ض ذات ه بق وة قدرته. هذا ما يتطل ب ه مخط ط ه ب ساأن تج س د ابنه الوحيد... فحين ك شف عن بتولي ة مريم اأظهر م سبق ا عظمة الر ب ي سوع. فماذا ينبغي فعل ه للو صول اإلى هذه الأهداف الثالثة: حماية وجود ي سوع وال سمعة ال صافية لأم ه والدعم الكامل لكل منهما علينا اإيجاد حجاب يحمي زواجا طاهرا مقد سا وم ن ث م اتحاد ز و ج بتول باأم عذراء". في هذه الحال تبدو لنا ر سالة القد ي س يو س ف في مو ضوع التج س د جوهري ة ل ضرورة ولدة الرب الم سيح وعي ش ه حياة خ في ة على ما اأرادت ه العناية الإلهي ة دونما م ساومة في ما يخ ص ال شرف والكرامة الإن سانية. ففي ارتباط ه بالبتول حافظ اأو ل على بتولي ة م خ ص بة لأم اهلل واأ صبح ثانيا حار سا لطفولة الم خل ص وحمى أاخيرا سر التج س د. تلك هي الأهداف الثالثة لر سالة القد ي س يو س ف.
القد ي س يو س ف قامو س الالهوت الكاثوليكي 141 1908 ر سالة تجاه بتولي ة مريم اإن الهدف الأو ل من ر سالة القد ي س يو س ف هو الحفاظ على بتولي ة مريم بالإرتباط بعقد حقيقي مع التي ست صبح اأ م ا هلل. فهنالك ع قد زواج صحيح بين مريم ويو س ف البار لأن الن ص الإنجيلي ي ؤوكد ذلك بو ضوح وما من مجال لل شك في ذلك. فالقد ي س توما )الأكويني( ي شير اإلى المالءمة التام ة لهذا الزواج وهذا ما حمى شرف البن والأم مع ا. فاإن كان هذا ال ش رف في خطر فاإن يو س ف حا ضر لي شهد على صدقي ت ه. وبذلك يجد ي سوع ومريم في يو س ف ع ضد ا ضد اأي شك حا صل. لم يكن نذر البتولي ة عند مريم اأو عند يو س ف عائق ا أامام صالحي ة زواج هما اأو حتى شرعي ته. فالالهوتي ون ي شرحون ذلك في تعليمهم بالقول: "اإن عي ش الزواج ل يتوق ف على صدق النوايا الأولي ة عند العرو سين ول يدخل في غائي ة الع ق د ". فالطاب ع ال سماوي لزواج القد ي س يو س ف والقد ي سة البتول ي ظه ر اأن الهدف من اإعطاء ذوات هما لبع ضهما البع ض هو المحافظة على بتولي تيهما. حتى الآن نجد اأن خ صو صي ة الز واج بما فيها الطفل ثمرة اتحاد الرجل بالمراأة لم يكن مخالفا ب شيء في هذا الرتباط. فبعد اإبرام الع ق د والتفاق ضمن هذا الحب الزوجي الملتز م والنقي في زواج يو س ف ومريم ي شرح بو سوييه )Bossuet( باأن : "هذا الطفل المبارك اأتى بطريقة أاو با خرى من التحاد البتولي لهذين العرو سين... اأف ل م نق ل اأن بتولي ة مريم هي التي جذ ب ت الر ب الم سيح ي سوع من ال سماء... أافال ن ستطيع اأن نقول اأن طهارت ها هي التي اأعطتها الخ صوبة فاإن كانت طهارت ها هي التي اأخ صب تها فال اأخاف من اأن اأوؤك د اأن يو س ف ي شك ل بحد ذاته معجزة كبيرة. ذلك لأن ه اإن كانت هذه الطهارة المالئكي ة م لك مريم الإلهية فهي اإذا الملجاأ للبار يو س ف".
الكتاب ال ساد س 142 وهكذا نفهم في زواج مقد س و شريف لماذا اأخفى يو س ف ال سر عن أاعين النا س ذلك من أاجل المحافظة على بتولي ة مريم واأمومتها الإلهية. فاإنجيل مت ى ي ستنتج اأي ضا اأن يو س ف لم ي تم م ع ق د هذا الرتباط البتولي اإل بعد أان اكت شف ح ب ل خط يبته. مالحظة: اإن الخطوبة اليهودية اأيام القد ي س يو س ف كانت ت عطي الحق الكامل للزوج على خطيب ته حتى قبل عقد الزواج فاإن المخطوبة م جبرة على ال س كن في بيت عرو س ها. هذه التقاليد ت شرح لنا تمام ا ما يق ص ده القد ي س مت ى 18/1. فالآيات التي ت ت ب ع ل ت سمح باأن ن ستنتج اأن يو س ف يت ه م مريم بالخطيئة. فمن دون شك إان يو س ف لم يكن قد اأ عل م بعد ب سر التج س د لكن لقناعت ه بطهارة مريم تمل ك ته القناعة اأن هنالك اأمرا فائق الطبيعة وعلى الر غم من الح سابات الب شري ة التي سيطرت على قراره فقد ات خذ الحل ال صارم باأن ل ي شه ر بها عالنية بل اأن ي خلي ها تارك ا هلل اأمر العتناء بت سوية الأمر. هذا التو ضيح لي س بالتف سير العادي اإنما ياأخذ بعين العتبار ما ت عنيه هذه الآية "كان رجال بار ا". ر سالة ت جاه الط فل ي سوع اإن طفولة ي سوع هي الوديعة الثانية الم وك لة اإلى اأمانة يو س ف. لكن على اأي أا سا س وث ق به ي سوع علينا أان نتذك ر اأن تربية الطفل هي الهدف الأ سا س للزواج. ففي ما يخ ص حالة زواج القد ي س يو س ف والقد ي سة العذراء فاإن الطفل ي سوع ي شك ل ثمرة هذا التحاد البتولي لمريم التي هي بمثابة الم ستودع الحا ضن لكن ها تعي ش في عهدة القد ي س يو س ف. هذا التحاد يبقى ضمن
القد ي س يو س ف قامو س الالهوت الكاثوليكي 143 1908 مخط ط اهلل وهو م وج ه نحو تن شئة اهلل - الإن سان. لي س كافي ا اأن ن سم ي القد ي س يو س ف اأبا شرعي ا اأو اأب ا بالتبن ي أاو اأب ا م عيال للطفل ي سوع فهذه الت سميات التي نجد ها في كتابات العديد من اآباء الكني سة ل ت عطينا اإل حقيقة ناق صة. اإن كل ما يخت ص بالخدمة الأبوي ة ما عدا العمل الخا ص بزاوج رجل امراأة قام به يو س ف تجاه الطفل ي سوع. هذه هي العقيدة التي اأو ضحها القد ي س يوحن ا فم الذهب. ف شروح بو سوييه نجدها م خت صرة في ما قبل عند القد ي س توما الكويني حين ي شرح كيف اأن ه بتدبير خا ص بالعناية الإلهية جاء الطفل ي سوع ثمرة لرتباط يو س ف ومريم: "فالطفل لي س ثمرة جي دة لزواج ناجح لأنه و لد بوا سطة التزاوج ف ح س ب اإن ما هذا الزواج كان من اأجل غايتين هما ميالد الطفل وتربيته". وهكذا فاإن ي سوع هو ثمرة هذه الحياة الم شتركة بين يو س ف ومريم. لكن ل م شاركة في الولدة بل في التربية. في الواقع اإن طفال مولود ا من زانية أاو طفال بالتبن ي ل ن سم يه ثمرة زواج والديه لأنه في هذه الحالة ل ي طلب من الزوجين الهتمام بتربية الأطفال بينما بالن سبة اإلى زواج يو س ف ومريم ب ساأن ولدة ي سوع وتربيت ه فالأمر أاتى من عند اهلل. فكما اأن ابو ة يو س ف ممي زة وتنطلق خارج ا عن كل ت صنيف م حتمل فمن غير المعقول اأن نعطيها ا سم ا منا سب ا يخ ص ها. والكردينال بيلو يوؤكد اأن ه من ال سهل جد ا اأن نعرف الأ سماء التي ل تتنا سب مع هذه الأبو ة. اأم ا كورناي دو ل بيار في صف يو س ف باأن ه: "اأب بفاعلي ة عقد الزواج". فال سم الخا ص الذي ي ع ب ر عن الرابط الذي يجمع يو س ف بي سوع يتخطى مفاهيمنا. والليتورجية ت سم يه نائب الأبو ة.
الكتاب ال ساد س 144 ر سالة ت جاه سر التج س د على سر التج س د اأن يبقى محجوب ا عن النا س خالل حياة ي سوع الخفي ة. لكن من اأجل حماي ة بتولي ة مريم وتربية الطفل الإلهي فمن المفت ر ض اأن ي ع ل ن اإلى الإن سان المختار من ق ب ل اهلل كي يكون عرو س ا لمريم موؤد ي ا واجب الأبو ة تجاه ي سوع. فدعوة يو س ف ت أاتي على عك س دعوة الر س ل هم كالنور ي ك ش ف ون الطريق اأمام ي سوع وهو كالحجاب لي ستر ه. يو س ف كان هذا الحجاب حتى في وجه ال شيطان ح سب راأي ال شهيد اإغناطيو س وقد اأ شار اإلى ذلك ورد د ه القد ي س اإيرونيم س. بما اأن ه كان على الم سيح اهلل-الإن سان اأن يعي ش حياة م تخف ية لزمن محد د فيو س ف الم سوؤول عن هذه الحياة الخفي ة والمرافق والحافظ لل س ر الذي يختبىء وراء ه حدث تج س د ابن اهلل كان عليه أان يتوارى عن م سرح الوجود العلني في هذا العالم قبل اأن تك ش ف كلمة ال سماء لبن زكريا في البري ة عن ظهور الم سيح الموعود به واعتالنه. هكذا وفي خ ضم الع ت مة التي لف ت حياة يو س ف اأكمل ر سالت ه ال سامية ثم أا سلم روحه هلل قبل اأن ي عتل ن ي سوع اأمام العالم اإن سانا واإلها معا. وهكذا ر فع الح جاب الذي أاخفى سر التج س د لفترة ف صار بو سع الب شر رويدا رويدا اأن يعتادوا اإدراك سر الم سيح دون الحاجة اإلى وجود اأب بح سب الج سد. 2- قدا سة فائقة اإن المبد أا الأ سا س الذي يجب أان يوج ه ا ستخال صات علماء الالهوت هو ذاته الذي شرح ه القد ي س توما بالن سبة اإلى الن ع م الغزيرة التي مالأت روح ي سوع واأم ه. "فحين يختار الرب بذاته خليقة من خالئقه ل م ه م ة خا صة يهي ئ ها م سبق ا لت ت م م بكرامة الر سالة التي يخ ص ها بها. فاهلل ي عطي لكل واحد
القد ي س يو س ف قامو س الالهوت الكاثوليكي 145 1908 الن عمة ح سب م هم ة الختيار التي خ ص ه بها. ولأن الم سيح كاإن سان هو في الواقع ابن اهلل وم قد س العالم فهو يمل ك ملء النعمة الفائ ضة كي يتمك ن من اأن ي غني النا س كل هم... لكن الطوباوي ة مريم العذراء قد نالت ملء الن عمة اأي ضا لأنه لي س من مخلوق اآخر كان مثل ها بهذا القرب من واهب الن ع م فقد ح ظ ي ت بم و ز ع العطايا عين ه وبف ضل ولدتها إاياه فا ضت هي اأي ض ا بالنعمة على الب شري ة جمعاء". والختيار الحا صل من ق ب ل اهلل ل ي شوب ه خطاأ لأنه فائق الكمال. فالذين يختارهم اهلل ل شرف خا ص ي خ ص صهم لالمتالء. فاختيار اهلل اإن كان بالطبيعة اأو بالنعمة ل يمكن أان ي شوب ه اأي خلل في تطل عاته اأو اآماله. من خالل هذا المبداأ العام ن ستنتج غزارة الن عمة التي اأغنت روح القد ي س يو س ف بل يمكننا القول اإن ها تحظى بامتياز كبير لم ينله سائر القد ي سين با ستثناء البتول القد ي سة. و سنطرح بع ض الن قاط حول هذا المتياز: في ض الن ع م وكمال نف س القد ي س يو س ف ن عمة التقد ي س هذه ت وج هنا نحو اتحاد فائق الطبيعة باهلل وبق د ر و فرت ها في النف س بقدر ما على النف س اأن تت حد باهلل بمحب ة اأعمق وب صورة فائقة الطبيعة. فيو س ف حظ ي في عين ي الكلمة المتج س د كما في عين ي اأم اهلل بر سالة خا صة جد ا لم ينلها اإن سان اآخر. ففي الحياة القريبة في كنف العائلة المقد سة كزوج واأب وحار س متيق ظ أامين ي بنى توا صل حميم بين يو س ف وبين اهلل ل نجد ه عند باقي القد ي سين ي ضعه في م صاف التحاد باهلل مبا شرة بعد العذراء مريم. فكم هي عظيمة هذه الن عمة الم عد ة والم وك لة من ق ب ل اهلل على هذا الإن سان المختار من بين الجميع والموؤت م ن على اأن يكون
الكتاب ال ساد س 146 مر شد ا وحامي ا للكلمة اهلل الذي صار ب شرا لخال ص الب شر والموكل اأي ض ا كي يكون زوج ا وحار س ا متيقظ ا لبتولي ة مريم بالمحب ة الفائق ة ف ضائل ها. "فيو س ف كان زوجا لمريم واأبا لي سوع الم سيح من هنا ينبع م صدر كرامت ه وتفو ق ه وقدا ست ه ومجد ه. اإنما بالطبع فاإن كرامة اأم اهلل هي اأ سمى من اأن ي خلق اأحد ي ضاهيها. لكن كما اأن يو س ف كان مت حد ا بالطوباوية البتول برباط الزواج فال شك اأن لي س من ب شر يتقدم عليه بالكرامة الفائقة ال سمو ولكن تتفو ق بها اأم اهلل على كل الطبائع المخلوقة. بالإ ضافة اإلى هذه الإثباتات ال ص لبة هنالك اأمر هام ي ضاف اإلى دور القد ي س يو س ف في سر التج س د. فخالل حياة ي سوع الخفي ة وقف يو س ف اإلى جانبه كالحار س الممتلىء اإيمان ا وتجر د ا. وبعد انتهاء الم ه م ة ات خذ دور ا ل يقل عظمة عن الأو ل األ وهو حماية الكني سة وعبر هذه الكني سة ت ستمر م سيرة سر التج س د على الأر ض. فبما اأن ي سوع الم سيح هو راأ س الكني سة هو يملك ملء النعمة التي ت ع طى للراأ س وهذا الملء قد "نلناه جميع ا" )يو 16(. 1/ فاإن كانت العذراء القد ي سة كاأم للب شر تمل ك هي اأي ضا نعمة فائقة الكمال على كل خلق اهلل ذلك لأنها ست ساعد على اإفا ضة الن عمة على الب شرية جمعاء اأفال ن ستطيع نحن اأي ض ا اأن نوؤكد اأن هذا الدور لحامي الكني سة ي شك ل عنوان ا لفي ض غزير من الن ع م الم م ي زة التي يتحل ى بها القد ي س يو س ف 3- شفاعته للكني سة في ر سالة البابا ليون الثالث ع شر "في كل الأوقات" وجد في م ه م ة القد ي س يو س ف تجاه العائلة المقد سة "الأ سباب والدوافع الخا صة التي من اأجلها
القد ي س يو س ف قامو س الالهوت الكاثوليكي 147 1908 س مي القد ي س يو س ف شفيع ا للكني سة واللذين يعطيانها الرجاء الكبير بف ضل حمايته ورعايته". في الواقع "اإن البيت الإلهي الذي رئ س ه القد ي س يو س ف ب سلطته الأبوي ة يحمل في كنفه باكورة الكني سة المولودة حديث ا. وفي الوقت عين ه فاإن العذراء الكلي ة القدا سة هي اأم ي سوع الم سيح واأم لجميع الم سيحيي ن. وي سوع الم سيح هو بكر المولودين بين الم سيحيي ن الذين ي غ دون بدورهم بف ضل التبن ي والفداء اإخوة له. تلك هي الأ سباب التي بها اأ صبح وهو الأب الطوباوي موؤتمن ا على جماعة الم سيحيين الذين يوؤلف ون الكني سة وهو يمل ك عليها ب سلطت ه الأبوي ة لأنه زوج لمريم واأب لي سوع الم سيح. فر سالة العناية الإلهية هذه التي ك ش ف ت ليو س ف كان لها رمز ها في العهد القديم يو س ف الآخ ر ابن يعقوب الذي سم اه م ل ك الم صريين "مخل ص العالم". "كما يقول ليون الثالث ع ش ر باأن يو س ف الأول الذي اأنجح و ضاعف وزنات بيت معل م ه واأدى اأف ضل الخدمات للمملكة كل ها كذلك يو س ف الثاني الذي اأ وك ل ت إاليه حماية الديانة الم سيحي ة ي ستحق اعتباره الم حامي والمدافع عن الكني سة التي هي حق ا بيت الرب وملكوت اهلل على الأر ض". اإن هدف هذه الر عاية هو بالطبع م ه م ة روحي ة قبل كل شيء لكن بما اأن رعاية القد ي س يو س ف ت شمل بيته كرب للعائلة المقد سة علينا اأن ن ستنتج اأن رعايت ه تت ضم ن اأي ض ا البعدين الزمني والروحي. وهذا ما توؤكده القد ي سة تريزيا حرفي ا بما اأن شفاعة القد ي س يو س ف شاملة "كل الب شر من كل جن س وبلد " فاإنهم يجدون في هذا القد ي س العظيم الم ثال والمحامي. لذا فاإن ليون الثالث ع ش ر يذك ر بذلك اأرباب العائلة والأزواج والنبالء والأغنياء وعام ة ال شعب والعم ال والمهم شين... اإلخ.
حار س الفادي 149 الكتاب ال سابع حار س الفادي اإر شاد ر سولي للحبر الأعظ م يوحن ا بول س الثاني في ش خ صي ة الق دي س يو س ف و ر سالت ه في ح ياة الم سيح والك ني سة Le Gardien du Rédempteur Exhortation Apostolique, SS Jean Paul II
150 الكتاب ال سابع حار س الفادي اإر شاد ر سولي للحبر الأعظ م يوحن ا بول س الثاني في ش خ صي ة الق دي س يو س ف و ر سالت ه في ح ياة الم سيح والك ني سة 1- إالى الأ ساقف ة 2- اإلى الكهنة وال شمام سة 3- إالى الرهبان والراهبات 4- اإلى جميع الموؤمنين العلماني ين مقدمة 1- د ع ي يو س ف البار إالى ال س هر على الر ب الفادي "ف صنع بما اأمره مالك الر ب وجاء بامراأت ه اإلى بيت ه" )مت ى ٢٤/١(. منذ الأجيال الأولى ا ستلهم اآباء الكني سة الإنجيل المقد س كا شفين عن اأن القد ي س يو س ف الذي اعتنى بمريم بمحب ة متمي زة وكر س ذاته بفرح كبير لتن شئة الر ب ي سوع الم سيح هو اأي ض ا حار س الكني سة ج سد الم سيح ال سر ي وحاميها مع القد ي سة مريم العذراء صورت ها ومثالها. ففي الذكرى المئوي ة ل صدور الر سالة العام ة للبابا لون الثالث ع ش ر في كرامة القدي س يو س ف و إاكرامه منذ الق د م حول م ه م ت ه في التدبير الخال صي اأود اأن اأ ض في على تاأم الت كم اأي ها الإخوة والأخوات بع ض الخواطر حول ذاك الذي "ع ه د اهلل اإليه حرا سة أاثمن كنوز ه ". وا تم م بفرح عظيم هذا الواجب الراعوي كي يتنامى عند النا س كل ه م عاطفة الإكرام نحو شفيع الكني سة
حار س الفادي 151 الجامعة فتتعاظم محب ة الفادي وهو الذي خد م ه خدمة فريدة. وبذلك ل يلج أا الم سيحي ون اإلى القدي س يو س ف شفيع هم كي يتلم سوا حمايت ه بثقة وحرارة فح سب اإن ما لي ضعوا اأي ض ا ن صب اأعين هم سيرة حيات ه المتوا ضعة والحكيمة في خدمة التدبير الخال صي والم شاركة فيه. أارغب في اإيجاد اأنموذ ج م تجدد من التاأم ل حول الم شاركة التي عا ش ها خ ط يب مريم في هذا ال سر الإلهي كي ي مك ن الكني سة في م سير ها مع الب شري ة جمعاء نحو الم ستقبل من اأن تكت ش ف ه و ي تها ض من ت صميم التدبير الخال صي الذي ي ج د كمال ه في سر التج س د. فقد "ا شترك" يو س ف ابن النا صرة ب ك ل يت ه في هذا ال سر اأكثر من اأي اإن سان اآخر ما خال مريم اأم الكلمة المتج س د. لقد ا شترك واإياها في حقيقة الحدث الخال صي عين ه واوؤت من على الح ب عين ه الذي سبق لالآب الأزلي "وحد د لنا اأن نكون أابناء له بالتبن ي بالم سيح ي سوع" )اأف 5(. 1/ الإطار النجيلي الزواج بمريم 2- "يا يو س ف ابن داود ل ت خ ف م ن اأن ت أخ ذ مريم امراأت ك اإلى بيت ك. لأ ن ال ذ ي ح ب ل ب ه ف يه ا ه و م ن الر وح ال ق د س و ستلد ابن ا ف سم ه ي سوع لأن ه هو الذي سي خل ص شعب ه من خ طاياهم" )مت ى 21-20(. 1/ تعب ر هذه الكلمات عن جوهر الحقيقة الكتابي ة بما يخت ص بالقد ي س يو س ف وبمرحلة من حياته وهي كلمات تندرج في جوهر تعليم اآباء الكني سة. فالإنجيلي مت ى يو ض ح معنى تلك المرحلة وطريقة عي ش يو س ف لها. لكن من اأجل فهم اأف ضل لمحتواها واإطار ها ال صحيح علينا إابقاء الن ص الإزائي من اإنجيل لوقا م رت سم ا في ذهن نا. وبالرجوع اإلى الآية القائلة: "اأم ا ميالد ي سوع
152 الكتاب ال سابع الم سيح فهكذا كان: ل م ا ك ان ت م ر ي م اأ م ه م خ ط وب ة ل ي و س ف ق ب ل اأ ن ي ج ت م ع ا و ج د ت ح ب ل ى م ن الر وح ال ق د س." )مت ى 18( 1/ فاأ سا س اأموم ة مريم يعود اإلى "عمل الر وح ال ق د س " ونجد لذلك و صف ا اأكثر و ضوح ا وتف صيال في اإنجيل لوقا عند الب شرى بميالد ي سوع: "اأ ر س ل ج ب ر ائ يل ال م ال ك م ن لدن اهلل اإ ل ى م د ين ة في ال ج ل يل تدعى ن ا ص ر ة اإ ل ى ع ذ ر اء م خ ط وب ة ل ر ج ل م ن ب ي ت د او د ا س م ه ي و س ف. و ا س م ال ع ذ ر اء م ر ي م " )لو 27-26(. 1/ فكالم المالك هذا: "افرحي يا ممتلئة نعمة الر ب معك " )لو 28( 1/ جعل مريم ت ضطرب في اأعماق ها وراحت ت فك ر في قلبها ما ع ساه يكون هذا ال سالم فطم أانها م ر س ل اهلل كا شف ا اأمام عين يها عن تدبير اهلل الخا ص في ساأن ها: "ل ت خ اف ي ي ا م ر ي م لأ ن ك ق د و ج د ت ن ع م ة ع ن د اهلل.و ه ا اأ ن ت س ت ح ب ل ين و ت ل د ين اب ن ا و ت س م ين ه ي س وع. هذ ا سي ك ون ع ظ يم ا و اب ن ال ع ل ي ي د ع ى و ي ع ط يه الر ب الإ له عر ش د او د اأ ب يه " )لو.)32-30 /1 وكان الإنجيلي قد اأك د عند الب شارة اأن مريم "كان ت م خ ط وب ة ل ر ج ل م ن ب ي ت د او د ا س م ه ي و س ف". فطبيعة هذا الزواج وجدت تف سير ا لها بطريقة غير مبا شرة في س ؤوال مريم: "كيف يكون هذا واأنا عذراء " )لو 34( 1/ فاأتاها الجواب حين سمعت ما قاله المالك عن ميالد البن: "اأ لر وح ال ق د س ي ح ل ع ل ي ك و ق در ة ال ع ل ي ت ظ ل ل ك لذ لك فال ق د و س ال م و ل ود م ن ك ي د ع ى اب ن اهلل " )لو 35(. 1/ فمع اأن مريم كانت قد خ ط بت ليو س ف لكن ها ستظل عذراء لأن الذي ح ب ل به فيها منذ لحظة ب شارة المالك قد ك و ن بفعل حلول الر وح الق د س. في هذا الأمر يتطابق ن ص إانجيل لوقا مع إانجيل مت ى 18 1/ وي ساعدنا على تف سير ما نقراأ. فل ئن كانت مريم بعد خطوبت ها بيو س ف "قد و ج د ت ح بلى من الر وح ال ق د س " فذلك يت طابق مع كل ما تحم ل ه الب شارة وبخا صة في كلمات مريم الأخيرة: "فليك ن لي بح س ب قول ك " )لو 38(. 1/ وهكذا با ستجابتها الوا ضحة لتدبير اهلل قد م ت ذاته ا اأمام أاعين النا س وقد ام يو س ف على مر الأيام والأ سابيع باأن ها ح بلى وعلى و شك الإنجاب واأن س ر الأمومة كام ن في
حار س الفادي 153 كيانها. 3- على الر غم من هذه المعطيات: "واإذ كان يو س ف خ ط يب ها بار ا ولم ي رد اأن ي شه رها فقد ه م بتخليت ها سر ا" )مت ى 19( 1/ ولم يكن ليدري اأي من المواقف يتبن اها ح يال اأمومة مريم "المده شة". فهو يفت ش عن جواب لهذا ال س ؤوال الذي ي قلق ه بل بالأحرى هو يفت ش عن مخرج للمحنة الع سيرة التي واجهته. وما اأن فك ر في ذلك حتى "تراءى له مالك الر ب في الح لم قائال : "يا يو س ف ابن داود ل تخف من اأن تاأخذ مريم امراأت ك اإلى بيتك. لأ ن ال ذ ي ح ب ل ب ه ف يه ا ه و م ن الر وح ال ق د س و ستلد ابن ا ف سم ه ي سوع لأنه هو الذي ي خل ص شعب ه من خ طاياهم" )مت ى 21-20(. 1/ نجد في ن ص الب شارة عند مت ى ت شابه ا دقيق ا بينه وبين الب شارة في ن ص لوقا. فم ر س ل اهلل ي دخ ل يو س ف في سر اأمومة مريم وهي "زوجته" بح سب ال شريعة وما زالت عذراء لكنها اأ صبحت اأ م ا بحلول الر وح القد س. يجب عندما يرى هذا البن الذي تحم له في اأح شائ ها النور اأن ي عطى ا سم "ي سوع". لقد كان هذا ال سم معروف ا عند بني اإ سرائيل وكانوا ي سم ون به اأولد هم أاحيان ا. اأم ا هنا فالكالم يخت ص بالبن الذي بح سب الوعد الإلهي سي حق ق المفهوم الحقيقي لهذا ال سم: "ي ه ش و ع" أاي "اهلل ي خل ص". توج ه المالك اإلى يو س ف بو صف ه "زوج مريم" اإذ حين سيتم الزمن عليه اأن ي عطي هذا ال سم لالبن الذي سيول د من عذراء النا صرة عرو س ه. يتوج ه المالك نحو يو س ف موك ال اإليه واجبات الأب الأر ضي نحو ابن مريم. "فلم ا قام من النوم ص نع بما اأم ره بمالك الر ب. فاأخذ امراأت ه اإلى بيت ه" )مت ى 24( 1/ اأخذها مع سر اأ مومت ها اأخذ ها مع البن الذي سياأتي إالى العالم بت دخ ل من الر وح ال ق د س. فقد أابدى بذلك طواعية اإرادة شبيهة بطواعي ة مريم ح يال ما طلب ه اهلل منها بوا سطة مالك ه.
154 الكتاب ال سابع الموؤت من على سر اهلل 4- بعد الب شارة ذهبت مريم م سرعة إالى بيت زكري ا في زيارة لن سيبت ها األي صابات واألقت ال س الم عليها ف سمعت األي صابات تقول: "يا ممتلئة من الر وح ال ق د س " )لو 41(. 1/ لقد وج هت األي صابات اإليها كالم ا ي ضاهي ب شارة المالك : "طوبى لمن اآمنت باأن ه سيت م ما قيل لها من عند الر ب " )لو 45(. 1/ فقادتني هذه الكلمات اإلى كتابة الر سالة العام ة "اأم الفادي" وقد شئت ها دافع ا للتعم ق في تعليم المجمع الفاتيكاني الثاني اإذ اأعلن ما ياأتي: "لقد تعم قت الطوباوي ة العذراء في م سيرة حج إايمانها ثابتة باأمانة في اتحادها بابنها حتى ال صليب" "وقد ا ستبقت" باإيمانها جميع الذين يقتفون خ طى الم سيح. في م ستهل م سير الحج هذا تالقى اإيمان مريم مع اإيمان يو س ف. وكما اأن األي صابات قالت عن اأم الفادي: "طوبى لمن اآمنت" فباإمكاننا نحن اأي ض ا اأن نرفع الطوبى عينها اإلى يو س ف وهو الذي رد بالإيجاب على كالم اهلل الذي ن ق ل اإليه في هذه اللحظات الم صيري ة. ف صحيح اأن يو س ف لم ي ج ب بكلمة واحدة على "ب شارة" المالك كما فعلت مريم لكن ه "عم ل بما اأمره به مالك الر ب : واأتى بامراأت ه اإلى بيت ه". فما قام به اإن ما هو "طاعة في الإيمان" )روم 5 /1 26 /16 2 قور.)6-5 /10 ي مك ن نا القول اإن ما فعل ه يو س ف يجعله بطريقة فريدة م ت حد ا باإيمان مريم: لقد ق ب ل ذلك كما كانت قد قبلت هي عند الب شارة على اأن ه حقيقة صادرة من عند اهلل. فالمجمع يقول: "اإن هلل الم وحي اأحق ية "طاعة الإيمان" إاذ بها ي س ل م الن سان اأمر ه هلل بحر ية مطلقة "بكمال طاعة العقل والإرادة هلل الموحي" وبالر ضى الإرادي للوحي ال صادر عنه". اإن هذه العبارة المرتبطة ب صميم جوهر الإيمان تنطبق تمام ا على يو س ف النا صري. 5- لقد غدا يو س ف ب صورة فريدة موؤتمن ا على ال سر "المكتوم في اهلل منذ
حار س الفادي 155 الدهور" )اأف 9( 3/ كما اأ ضحت مريم هي اأي ض ا في تلك الل حظة الحا سمة التي أا سماها الر سول: "ملء الزمان" يوم "اأر س ل اهلل ابنه مولود ا من امراأة" "ليفتدي الذين هم في ح كم النامو س" "لينالوا التبن ي" )غل 5-4(. 4/ ويقول المجمع: "لقد ح س ن لدى اهلل بحكمت ه ولطف ه اأن يك شف ذات ه شخ صي ا وي عل ن سر اإرادت ه )اأف 9(. 1/ فبهذا ال س ر يجد النا س مدخال إالى اهلل الآب بالم سيح الكلمة الذي صار ب شر ا بوا سطة الر وح القد س في صبحون شركاء في الطبيعة الإلهي ة )اأف 18 2/ 2 بط 4(. 1/ اإ ضافة اإلى مريم فاإن يو س ف هو اأول موؤتمن على هذا ال سر الإلهي. في الوقت عين ه كمريم ومعها ي شترك في ذروة العتالن أاي ك شف اهلل لذات ه في الم سيح وهو ي شترك في ذلك منذ الب دء. واإذا و ضعنا اأمامنا ن ص ي الإنجيلي ين مت ى ولوقا اأ صبح بمقدورنا القول اإن يو س ف هو اأول الم شاركين في اإيمان اأم اهلل وهو الداعم لإيمان عرو س ه عند الب شارة الإلهي ة. وهو اأي ض ا اأول الذين و ضعهم اهلل على طريق "م سيرة الحج الإيماني ة" تلك الطريق التي سوف تحتل فيها مريم ب د اأ من الجلجلة والعن صرة المركز الأول على الوجه الأكمل. 6- اإن م سيرة يو س ف ال شخ صي ة م سيرته الإيماني ة ستنتهي قبل الجميع اأي قبل اأن تقف مريم عند اأقدام ال صليب على جبل الجلجلة وقبل اأن يعود الم سيح اإلى أابيه اإذ اإن م سيرته لن ت صل اإلى ع ل ي ة العن صرة يوم ت عتلن الكني سة للعالم وليدة قو ة روح الحق. ومع ذلك فم سيرة اإيمان يو س ف تتبع الم سير عينه فتبقى معالم ها مر سومة كلي ا بال سر عينه الذي بات هو مع مريم اول موؤتمن عليه. فالتج س د والفداء ي كو نان و حدة كياني ة ل تنف صم وفيها "يت ضم ن تدبير الوحي اأحداث ا واأقوال يرتبط بع ض ها ببع ض برباط حميم". من منطلق هذه الوحدة الكياني ة بالتحديد فالبابا يوحن ا الثالث والع شرون الذي كان ي خ ص ص اإكرام ا عظيم ا للقدي س يو س ف قر ر اأن ي ضاف في قانون ليترجي ة القدا س الروماني عند تذكارات الفداء الدائمة ذكر القدي س يو س ف بعد العذراء مريم وقبل الر سل والأحبار العظماء وال شهداء.
156 الكتاب ال سابع خدمة الأبو ة 7- ن ستنتج من خالل ن صو ص الإنجيل اأن زواج مريم هو المرتكز القانوني لأبو ة يو س ف ولكي ي ضمن ح ضور ا اأبوي ا لي سوع فقد ا صطفى اهلل يو س ف خ ط يب ا لمريم. وينجم عن ذلك اأن اأبو ة يو س ف في طبيعة عالقتها القريبة من الم سيح هي هدف كل ا صطفاء وكل سابق اختيار )روم 29-28/8( تمر عبر زواجه من مريم اأي عبر العائلة. ومع التاأكيد الوا ضح اأن ي سوع قد تكو ن بفعل الر وح القد س واأن البتولي ة في هذا الزواج بقيت م صونة فالإنجيلي ان مت ى ولوقا ي سم يان يو س ف زوج مريم ومريم زوجة يو س ف )مت ى 20-18 16 1/ 24 لو 27 1/ 5(. 2/ اإن الإيمان بالحبل البتولي بي سوع هو بالن سبة اإلى الكني سة اأمر هام جد ا. كذلك علينا الدفاع عن عقد زواج مريم بيو س ف لأن هذا الزواج هو المرتكز القانوني لأبو ة يو س ف. بهذا ن ستطيع أان نفهم لأي سبب جاء تعداد ساللة الأجيال م ستن د ا إالى ن سب يو س ف. ويت ساءل أاوغ سطينو س: "لماذا لم تكن ال س اللت إال ساللت يو س ف اأفلم يكن يو س ف زوج ا لمريم. والكتاب المقد س يوؤكد على ل سان المالك اأنه كان زوجها اإذ قال: "ل تخ ف من أان تاأخ ذ م ريم امراأت ك ". فهو يتلقى اأمر ا باأن ي سم ي ال صبي مع أانه لي س من ص لبه: " ستلد ابن ا ف سم ه ي سوع". والكتب المقد سة تعرف حق المعرفة اأن ي سوع لم يولد من يو س ف بدليل اأن ه حين كان مغتم ا ب ساأن م ص در ه أامومة مريم قيل له: " إانه من الر وح القد س". ومع ذلك فال سلطة الأبوي ة لم ت نزع منه لأن الأمر قد ا وكل اإليه ب إاعطاء ا سم لل صبي. في النهاية اإن العذراء مريم نف س ها مع يقينها باأنها لم تحمل الم سيح بفعل عالقة زوجية مع يو س ف فهي على الرغم من كل ذلك تدعوه اأب ا للم سيح". اإن ابن مريم هو اأي ض ا ابن يو س ف ب سبب الرابط الزوجي بينهما: "فبف ضل هذا الزواج المليء اأمانة ا ستحق كالهما اأن ي دعيا والدي الم سيح فلي ست هي من ا ستحق اأن تدعى اأم ا له فح سب بل هو اأي ض ا اأن ي دعى اأباه كما ا ستحق ان ي دعى زوج اأم ه لأن الأمرين قد تحققا بعمل الر وح ل بالج سد. هذا الزواج لم يخ سر
حار س الفادي 157 شيئ ا من مقو مات تكوينه: "ففي أابي الم سيح واأم ه تحق قت جميع خيور الزواج: الن سل والأمانة وال سر. اأم ا الن سل فنعرفه: هو الر ب ي سوع نف سه والأمانة لأنه لم يقع اأي مو ضوع زنى واأم ا ال سر فالأنه لم يتم فعل طالق بينهما". حين شرح القدي سين اأ غ سطينو س توما )الأكويني( طبيعة الزواج اعتبرا انه قائم على "اتحاد الر وح غير القابل لالنف صام" وعلى "اتحاد القلوب" وعلى "الر ضى" كل ها مقو مات تجل ت في هذا الزواج بطريقة مثالية. ففي ق م ة تاريخ الخال ص يوم ك شف اهلل ح ب ه للب شرية ومن عليها بالكلمة نرى اأنه هو الذي حق ق زواج مريم ويو س ف بملء "الحري ة" "هبة الذات الزوجية" متقب ال ذاك الحب ]الإلهي[ ومعب ر ا عنه. "في هذه الور شة الكبيرة لتجديد كل الأمور بالم سيح يبدو الزواج وقد تنق ى وتجد د واقع ا جديد ا و سر ا من أا سرار العهد الجديد. ففي ب داء ة العهد الجديد كما في ب داء ة العهد القديم يوجد زوجان. لكن ارتباط اآدم بحواء اأم سى م صدر ا لل شر الذي تدف ق على العالم بينما ارتباط يو س ف بمريم غدا ر فع ة فا ضت منها القدا سة لتعم الأر ض. فالمخل ص قد ابتداأ عمل الخال ص بهذا التحاد البتولي المقد س حيث تجل ت فيه قدرة اإرادته في تنقية العائلة وتقدي سها كهيكل للمحب ة ومهد للحياة". ف ك م من التعاليم المخت ص ة بالعائلة قد انت شرت في اأيامنا: "وفي نهاية الأمر ي خت صر جوهر العائلة وواجباتها بالمحب ة" واإن "العائلة تحمل ر سالة الحفاظ على المحب ة وك شف ها واإعالنها على اأن ها انعكا سات حي ة وم شاركة واقعي ة لمحب ة اهلل للب شرية كما اأن ها اأي ض ا صورة لمحب ة الر ب الم سيح للكني سة عرو س ه" ففي العائلة المقد سة تكمن صورة "الكني سة الم صغ رة" باأ سمى معانيها وفيها تجد العائالت الم سيحية مثال لها لأن ه في كنفها وبتدبير اإلهي خفي عا ش ابن اهلل م ستتر ا ط وال ردح من ال سنين. فهي اإذ ا الأ نموذ ج المثالي لكل العائالت الم سيحي ة". 8- لقد دعا اهلل القدي س يو س ف اإلى خدمة شخ ص ي سوع ور سالت ه ب شكل مب ا شر
158 الكتاب ال سابع عن طريق تحقيق اأبو ته وي شارك بذلك في حلول ملء الزمان ب سر الفداء العظيم في عت ب ر حق ا "خادم ا للخال ص". وقد تجل ت اأبو ته واقعي ا في اأن ه "جعل من حيات ه م سيرة خدمة وا ضحية في سبيل سر التج س د والر سالة الإفتدائية المرتبطة به واأن ه اتخذ من سلطته ال شرعية على العائلة المقد سة سبيال لأن ي ه ب لها ذات ه وحياته وعمله على اأكمل وجه واأنه حو ل دعوته الب شرية اأي ض ا إالى المحب ة العائلي ة كتقدمة فائقة الطبيعة لذاته وقلب ه وكل طاقات المحب ة فيه في سبيل خدمة "الما شيحا" المولود في بيته". فالليترجي ا المقد سة تذك رنا اأن ه "منذ بداءات الأزمنة الجديدة قد اأو ك ل ت مهم ة حرا سة الأ سرار الخال صي ة إالى القدي س يو س ف" وتوؤك د اأنه "كان الخادم الأمين الف ط ن الذي اأو كل اهلل اإليه ال سهر على العائلة المقد سة كاأب لبنه الوحيد". وي شد د البابا لون الثالث ع ش ر على سمو هذه الر سالة بقوله: "يتاأل ق يو س ف بين الجميع باأ سمى الكرامات لأن ه اأ قيم حار س ا لبن اهلل واأب ا له اأمام أاعين النا س بتدبير من الإرادة الإلهية. فقد خ ضع كلمة اهلل ليو س ف بتوا ضع كامل إاذ كان مطيع ا له بتتميم كل الواجبات التي على الأبناء ت أاديتها لوالديهم". لي س مقبول أان تكون هذه الم ه م ة ال س امية غير موازية لل صفات الواجب تحقيقها. لذا ينبغي الإقرار باأن يو س ف كان يتمت ع تجاه ي سوع "بموهبة خا ص ة من ال س ماء مل ؤوها المحبة الطبيعية والعاطفة الكاملة التي يمكن اأن يحتويها قلب اأب ". بالإ ضافة اإلى ال سلطان الأبوي على ي سوع فقد وهب اهلل يو س ف ما يعادل ذلك م ن المحب ة. تلك المحب ة التي تجد اأ صولها في الآب ال سماوي "الذي منه كل اأبو ة في ال س ماء والأر ض" )اأف 5(. 3/ ونجد في الأناجيل و صف ا وا ضح ا للم ه م ة الأبوي ة التي قام بها يو س ف تجاه ي سوع. فالخال ص الذي يمر عبر ب شري ة ي سوع يتحق ق في اأعمال مت صلة بالحياة اليومي ة للعائلة مع مراعاة "الخ ضوع" الذي يقت ضيه ت صميم اهلل في التج س د. فالإنجيليون حري صون جد ا على اإظهار حياة ي سوع على اأن هالم تكن مجر د ص دف ة بل على اأن كل شيء فيها قد تم وفق ا لم خط ط اإلهي وا ضح. فتكرار العبارة: "هذا كان ليتم..." اإ ضافة اإلى الرجوع بالحدث المروي
حار س الفادي 159 إالى ما يوازيه من ن ص في العهد القديم ي سعيان اإلى اإبراز وحدة وا ستمراري ة التدبير الذي يجد كمال ه في الم سيح. اإن "وعود "العهد القديم "ورموز ه"ت صبح بف ضل التج س د واقع ا حقيقي ا: فالأماكن والأ شخا ص والأحداث والطقو س تتداخل كل ها ط ب ق ا لأوامر اإلهي ة وا ضحة ينقل ها مالئكة وتتقبلها خالئق مرهفة الم شاعر لها ال ستعداد الكافي ل سماع صوت اهلل. فمريم هي خادمة اهلل المتوا ضعة والم عد ة منذ الأزل لم ه م ة صيرورتها اأم اهلل ويو س ف هو مختار اهلل "ليرعى ولدة الر ب " والم هي ء "على ح سب ما د ب ر " لمجيء ابن اهلل اإلى العالم مع المحافظة على اأحكام اهلل و شرائع الب شر. فحياة ي سوع "الخا ص ة" اأو "الم حتج بة" كانت موكولة اإلى كنف حمايته. الكتتاب 9- في ذهاب يو س ف اإلى بيت لحم لالكتتاب قد تم م اإرادة ال سلطات ال شرعي ة وحق ق لل صبي م ه م ة بارزة ذات معنى عميق وهو إادراج ا سم "ي سوع بن يو س ف النا صري" )يو 45( 1/ في دوائر نفو س ال سجال ت الر سمية ل إالمبراطورية. هذا الكتتاب ي ك ش ف بو ضوح سر انتماء ي سوع اإلى عائلة الجن س الب شري ب شر ا بين بني الب شر مواطن ا من مواطني هذا العالم خا ضع ا لل شريعة والموؤ س سات المدنية ولكن اأي ض ا "م خل ص ا للعالم". فاأ ريجين س ي صف و صف ا وا ضح ا المغزى الالهوتي الكامن وراء هذا الحدث التاريخي. و أابعد من أان يكون حدث ا هام شي ا اإذ "ماذا ي فيدني هذا الخبر عن "الإح صاء الأول للم سكونة" كلها في عهد المبراطور أاغ سط س قي صر ثم انطالقة "يو س ف ب صحبة مريم امراأت ه الحامل" م سافر ا مع كل النا س لي ك ت ت ب هو أاي ض ا في جداول الإح صاءات مع خبر ميالد ي سوع قبل انتهاء مد ة الإح صاء لكن من يمعن النظر في كل ذلك يتبي ن له اأن هذه الأحداث هي عالمات ل سر عميق : لقد كان ينبغي للم سيح أان ي ك ت ت ب هواأي ض افياإح صاء "المعمورة "هذا لأن ه اأراد اأن ي ح صى من عداد جميع النا س ليقد س جميع النا س واأن ي دو ن في ال سجل مع النا س كل هم لي نع م على
160 الكتاب ال سابع الم سكونة ب أا سر ها أان تحيا مت حدة به. لقد اأراد من هذا الإح صاء اأن ي ح صي النا س اأجمعين معه في "كتاب الأحياء" "وي كتب في ال سماوات" اأ سماء الذين يوؤمنون به إالى جانب قد ي سي ذاك الذي له المجد والعز ة إالى دهر الدهور اآمين". الميالد في بيت لحم 10- بما اأن ه موؤتمن على ال سر "المكتوم في اهلل منذ الدهور" والذي بد أا يتحق ق اأمام عينيه عندما "حان ملء الزمن" اإ ضاف ة إالى مريم في ظلمات ليل بيت لحم اأ صبح يو س ف اإلى جانب مريم ال شاهد الم ختار لمجيء ابن اهلل إالى العالم. وهكذا ي عب ر القد ي س لوقا بقوله: "و ب ي ن م ا ه م ا ه ن اك ت م ت اأ ي ام ه ا ل ت ل د. ف و ل د ت اب ن ه ا ال ب ك ر و ق م ط ت ه و اأ ض ج ع ت ه ف ي ال م ذ و د اإ ذ ل م ي ك ن ل ه م ا م و ض ع ف ي ال م ن ز ل " )لوقا 7-6(. 2/ اإن يو س ف هو ال شاهد الع يان لهذه الولدة وقد تم ت في ظروف ب شري ة م ذ ل ة فاأ ضحى ذلك اأول اإيذان لخ يار " إاخالء الذات" )فل 8-5( 2/ الذي ارت ضاه الم سيح ح ر ا من اأجل مغفرة الخطايا. وفي الوقت عين ه كان شاهد ا ل سجود الرعاة الوافدين إالى المكان الذي و لد فيه ي سوع بعد اأن حمل اإليهم المالك هذه الب شرى العظيمة وال سعيدة )لو 16-15 ( 2/ كما صار اأي ض ا فيما بعد شاهد عيان لمظاهر الإجالل التياأد اهاالمجو س القادمونمنالم شرق )مت ى 11/2 (. الختانة 11- اإن الختانة هي الواجب الديني الأول الذي يقوم به اأب تجاه ابن ه : فيو س ف تم م حق ه وواجب ه من خالل هذه الطقو س تجاه ي سوع )لو 21(. 2/ فانطالق ا من المبد أا القائل اإن جميع شعائر العهد القديم ما هي اإل ظل الحقيقة )عب 10-9 9/ 1( 10/ ن ستطيع أان نفهم لماذا ارت ضاها ي سوع. فالختانة
حار س الفادي 161 كالطقو س ال خرى تجد "كمالها" في ي سوع. ومن ث م فالختانة ترمز اإلى العهد الذي قطع ه اهلل مع اإبراهيم )تك 13( 17/ والذي يجد ذروة مفعول ه وكمال تحقيق ه في ي سوع ذلك لأن ي سوع هو هذا "الن ع م"لكل المواعيد القديمة )2 قور 20(. 1/ اإعطاء الإ سم 12- أاثناء تتميم مرا سم الختانة سم ى يو س ف ال صبي ي سوع وهو ال سم الأوحد الذي فيه يتم الخال ص )ر سل 12(. 4/ وقد ك ش ف معناه ليو س ف عند "الب شارة": " سم ه ي سوع لأن ه هو الذي يخل ص شعب ه من خطاياهم" )مت ى 21(. 1/ فباإعطائ ه ا سم ه هذا ك ش ف يو س ف عن اأ بو ت ه ال شرعي ة لي سوع. وبتلف ظ ه بهذا ال سم أاعلن ر سالة الم خل ص الخا ص ة بهذا ال صبي. تقدمة ي سوع اإلى الهيكل 13- هذه الطقو س الديني ة التي ينقلها لوقا )2/ 22...( تت ضم ن ف د ية البن البكر وتو ضح ما سوف يتم عند بقاء ي سوع في الهيكل حين كان في س ن الثانية ع ش ر ة. ففدية البن البكر هي واجب اأبوي اآخر ي تم م ه يو س ف. كان الولد البكر ي مث ل شعب ال شريعة الم ح ر ر من العبودي ة لي صبح م لك ا هلل. على هذا ال صعيد ل يكتفي ي سوع وهو ثمن الف دية الحق )1 قور 20 6/ 37 7/ 1 بط 1/ 19( باأن "ي تم م " شريعة العهد القديم ف ح س ب بل ويتخط اها اأي ض ا. في الواقع اإن ي سوع لي س مو ضوع عمل الفداء بل هو صانع الفداء بحد ذات ه. ي شير الإنجيلي اإلى اأن " أاباه واأم ه كانا ي عجبان مما ي قال فيه" )لو 33( 2/ وبخا ص ة في كالم سمعان ال شيخ في ن شيد ه اإلى اهلل اإذ يعلن باأن ي سوع هو"الخال ص الذي اأعد ه اهلل من اأجل ال شعوب كل ها... نور ا ينجلي لالأمم ومجد ا ل شعب ه إا سرائيل" وكما يعلن ه لحق ا باأن ه "ق د و ض ع ل س ق وط و ق ي ام ك ث ير ين ف ي اإ س ر ائ يل و ل ع ال م ة ت ق او م." )لو 34-30(. 2/
162 الكتاب ال سابع الهرب اإلى م صر 14- اإن لوقا الإنجيلي بعد تقديم الطفل إالى الهيكل ي د و ن ما ياأتي: "و ل م ا اأ تم وا ك ل ش ي ء ح س ب ن ام و س الر ب ر ج ع وا اإ ل ى ال ج ل يل اإ ل ى م د ين ت ه م الن ا ص ر ة. و ك ان ال ص ب ي ي ن م و و ي ت ق و ى ب الر وح م م ت ل ئ ا ح ك م ة و ك ان ت ن ع م ة اهلل ع ل ي ه. " )لو 39-2/ 40(. ولكن بح سب ن ص مت ى قبل العودة إالى الجليل نالحظ حدث ا في غاية الأهمية اإذ نرى اأن العناية الإلهية ت ستعين بيو س ف اأي ض ا: "و كان ب ع د م ا ان ص ر ف المجو س اإ ذ ا م ال ك الر ب ق د ظ ه ر ل ي و س ف ف ي ح ل م ق ائ ال :»ق م و خ ذ ال ص ب ي و اأ م ه و اه ر ب اإ ل ى م ص ر و ك ن ه ن اك ح ت ى اأ ق ول ل ك. لأ ن ه ير ود س م ز م ع اأ ن ي ط ل ب ال ص ب ي ل ي ه ل ك ه ")مت ى 13/2 (. عندمااأقب ل المجو س من الم شرق عل مهيرود س بمولد "ملك اليهود" )مت ى 2(. 2/ وبعد ان صراف المجو س "اأ ر س ل ف ق ت ل ج م يع ال ص ب ي ان ال ذ ين ف ي ب ي ت ل ح م و ف ي ك ل ت خ وم ه ا م ن اب ن س ن ت ي ن ف م ا د ون " )مت ى 16( 2/ وقد اأراد بقتل هم عن بكرة أابيهم أان يقتل هذا الر ضيع "ملك اليهود " الذي كان قد سمع عنه عندما زار ه المجو س في بالط ه. وعندما سمع يو س ف ما اأ نبئ به في الحلم "ق ام و اأ خ ذ ال ص ب ي و اأ م ه ل ي ال و ان ص ر ف اإ ل ى م ص ر. و ك ان ه ن اك اإ ل ى و ف اة ه ير ود س ل ك ي ي ت م م ا ق يل م ن الر ب ب الن ب ي ال ق ائ ل: "م ن م ص ر د ع و ت اب ني". )مت ى 15-14 2/ هو 1(. 11/ فالطريق التي ست حق ق عودة ي سوع من بيت لحم اإلى النا صرة مر ت بم ص ر. وكما انتقل إا سرائيل من "حال العبودية" و سلك طريق المنفى مفتتح ا العهد القديم كذلك يو س ف الم وؤت م ن على سر العناية الإلهية والم شار ك فيه نراه ي سهر هو اأي ض ا في المنفى على ذاك الذي سيفت ت ح العهد الجديد. وجود ي سوع في الهيكل 15- منذ اللحظة الأولى للب شارة و جد يو س ف نف س ه مع مريم في صميم
حار س الفادي 163 ال سر المكتوم لدى اهلل منذ الأزل الذي اتخذ ج سد ا: "والكلمة صار ب شر ا و س كن بيننا" )يو 14(. 1/ لقد حل بين النا س وكانت عائلة النا صرة المقد س ة مق ر سكناه واحدة من العائالت الكثيرة في تلك المدينة الجليلية ال صغيرة واحدة من العائالت الكثيرة في اأر ض اإ سرائيل. في تلك العائلة كان ي سوع "ي ن م و و ي ت ق و ى ب الر وح م م ت ل ئ ا ح ك م ة و ك ان ت ن ع م ة اهلل ع ل ي ه " )لو 40(. 2/ فالأناجيل ت لخ ص بالكلمات القليلة تلك الح ق ب ة الطويلة من حياة ي سوع "الخفي ة" التي كان ي ستعد فيها لر سالت ه الم سيحاني ة. ح د ث واحد ا ست ثن ي من هذا "الختفاء" نجد تف صيله في اإنجيل لوقا أاثناء عيد الف صح في اأور شليم حيث كان ي سوع قد بلغ الثانية ع شرة من عمر ه. لقد و ج د ي سوع في هذا العيد كحاج صغير مع مريم ويو س ف. "و ب ع د م ا اأ ك م ل وا الأ ي ام ب ق ي ال ص ب ي ي س وع ع ن د ر ج وع ه م ا ف ي اأ ور ش ل يم و ي و س ف و اأ م ه ل م ي ع ل م ا" )لو 43(. 2/ وبعد يوم تنب ها لغياب ه واأخذا يبحثان عنه "ب ي ن الأ ق ر ب اء و ال م ع ار ف ". "و ب ع د ث ال ث ة اأ ي ام و ج د اه ف ي ال ه ي ك ل ج ال س ا ف ي و س ط ال م ع ل م ين ي س م ع ه م و ي س اأ ل ه م. و ك ل ال ذ ين س م ع وه ب ه ت وا م ن ف ه م ه و اأ ج و ب ت ه" )لو 47-46(. 2/ فقالت له اأم ه: "يا ب ن ي ل م صنعت بنا ذلك فاأنا واأبوك نبحث عنك متله ف ين" )لو 2/ 48(. فكان جواب ي سوع : "ل م اذ ا ك ن ت م ا ت ط ل ب ان ي اأ ل م ت ع ل م ا اأ ن ه ي ن ب غ ي اأ ن اأ ك ون ف ي م ا هو لأ ب ي " )لو 50-49(. 2/ لكن هما "ل م ي ف ه م ا ال ك ال م ال ذ ي ق ال ه ل ه م ا". سم ع يو س ف هذا الجواب و سم ع اأي ض ا الكلمة التيقالت هامريم:" أابوك".فالنا س كانوا يتناقلون العتقاد الم ت د او ل اأن ي سوع "ه و ع ل ى م ا ك ان ي ظ ن اب ن ي و س ف ")لو 23(. 3/ ومع ذلك كان ل بد من اأن جواب ي سوع في الهيكل سي وق ظ في ذاكرة "الأب الفترا ضي" ما كان قد سمع ه ذات ليلة قبل اثنتي ع ش ر ة سنة: "يا يو س ف... ل تخ ف من اأن تاأخ ذ م ريم امراأت ك. لأ ن ال ذ ي ح ب ل ب ه ف يه ا ه و م ن الر وح ال ق د س ". منذ تلك اللحظة بات ي عل م اأن ه م ؤوتمن على سر اهلل فذك ر ه ي سوع وهو في الثانية ع ش ر ة من عمر ه بهذا ال سر البهي : "ي ن ب غ ي اأ ن اأ ك ون ف ي م ا ل أ ب ي".
164 الكتاب ال سابع حياة ي سوع ون س أاته في النا صرة 16- اإن نمو ي سوع "بالح كم ة والقام ة والن عمة" )لو 51( 2/ قد تم في اإطار العائلة المقد سة تحت اأنظار يو س ف الذي كان يحمل الر سالة ال سامية وهي "التن شئة" اأي العتناء بي سوع من غذاء وك ساء و سهر على تعليم ه ال شريعة والمهنة ال ضروري ة وفق ا للواجبات المنوطة بكل اأب. في ذبيحة الإفخار ستية ت قيم الكني سة ذكرى الطوباوية مريم الدائمة البتولي ة ولكن اأي ض ا ترفع تذكار القد ي س يو س ف "لأنه المغذ ي لذاك الذي سي غذ ي الموؤمنين بخبز الحياة الأبدي ة". فكان ي سوع "طائع ا لهما" )لو 51( 2/ يبادل محب ة "والد يه"مبادلة م لوؤها الحترام. وقد اأراد بذلك اأن ي قد س واجبات العائلة والعمل الذي كان يقوم به اإلى جانب يو س ف. الرج ل البار - الزوج 17 -بق ي يو س ف خالل حيات ه التي كانت بمثابة م سيرة حج في الإيمان على غرار مريم اأمين ا حتى الر مق الأخير لنداء اهلل. فحياة مريم قامت على تحقيق وعد ها الأو ل الذي اأعلنته لحظة الب شارة )فليكن لي... (. بينما يو س ف كما قيل لم ينط ق ساعة ب شارت ه ول بكلمة واحدة لكن ه "عم ل" بكل ب ساطة "عم ل بما اأمره به مالك الر ب " )مت ى 24/1(. هذه الكلمة الأولى "ع م ل " اأ ضحت بداية "م سيرة حج يو س ف". فط وال هذا الم سير كل ه ل يذك ر الإنجيلي ان باأن ه تفو ه بكلمة واحدة. ولكن صمت ه هذا له مغذى ممي ز ا. اإذ بف ضل هذا ال صمت يمكن اأن ن فه م بو ضوح الحقيقة التي ي صدر الإنجيل ح كمه بها على يو س ف باأن ه: "البار " )مت ى.)19 /1 علينا اأن نعرف قراءة هذه الحقيقة لأنها تحوي اإحدى اأهم ال شهادات حول هذا الرجل ور سالته. فعبر أاجيال خ لت تقراأ الكني سة هذه ال شهادة بمزيد من النتباه والوعي وكاأن ها ت خرج من كنز هذا الوجه النبيل "كل جديد وقديم")مت ى 52(. 13/
حار س الفادي 165-18 هذا "البار " ابن النا صرة يمل ك قبل كل شيء مزايا الزوج الحميدة. فالإنجيلي يتكل م عن مريم ب صفتها "عذراء مخطوبة لرجل ا سم ه يو س ف")لو 1 / 27( فقبل ب دء تحقيق هذا "ال سر المكتوم في اهلل منذ الد هور" )اف 9( 3/ تر س م الأناجيل اأمام اأعي ن نا صورة الزوج والزوجة. فبح س ب تقاليد ال شعب اليهودي كان ي عق د الزواج على مرحلتين: ي ح ت ف ل اأو ل بالزواج ال شرعي )وهو زواج صحيح( ومن ث م بعد فترة من الزمن ي نقل الزوج زوجت ه إالى بيت ه. فقبل اأن ي سك ن يو س ف مع مريم كان بالواقع قد اأ صبح "زوجا لها". ولكن مريم كانت تحفظ في صميم قلب ها الرغبة في أان تهب ذاتها بكل ي ت ها هلل وحده. وقد نت ساءل: كيف يمكن اأن تتوافق هذه الرغبة مع "الزواج" الجواب ل ياأتي اإل عبر م سير الأحداث الخال صي ة اأي من خالل عمل اهلل الخا ص بحد ذات ه. فمنذ الب شارة اأدركت مريم اأن ل بد لها من أان تحق ق رغبت ها في التبت ل عبر التكر س هلل وحده ت كر س ا كامال بهدف صيرورتها اأم ا لبن اهلل ف ح س ب. فالأمومة بحلول الر وح القد س هي صيغة الموهبة الإلهية التي ينتظر ها اهلل من البتول "المعقود زواجها" على يو س ف. فاأعلنت مريم فعل إايمانها: "ليكن لي...". فبكونها "مخطوبة" ليو س ف ذلك يعني اأن الأمر في ال ص ميم من تدبير اهلل. وهذا ما ي شير إاليه الإنجيلي ان المذكوران وعلى الأخ ص مت ى. فالكلمات الموج هة اإلى يو س ف لها ب عد ها العميق: "ل تخ ف من اأن تاأخ ذ م ريم امراأت ك لأ ن ال ذ ي ح ب ل ب ه ف يه ا ه و م ن الر وح ال ق د س " )مت ى 20(. 1/ كلمات ت شرح سر امراأة يو س ف: فمريم هي عذراء في اأمومت ها ومنها يت خذ ابن العلي ج سد ا ب شري ا لي صير "ابن الب شر". يتوج ه اهلل بوا سطة كالم المالك إالى يو س ف ب صفت ه زوج عذراء النا صرة. وما تم فيها بحلول الر وح القد س هو بمثابة الثبات الخا ص للو ثاق الزوجي القائم من ق ب ل بين يو س ف ومريم. فالمالك الم ر س ل يقول ليو س ف صراحة : "ل تخ ف من اأن تاأخ ذ م ريم امراأت ك ". وهكذا فما حدث من ق ب ل وهو زواج ه بمريم اإن ما تم باإرادة اهلل ول بد له من اأن ي صان. وما على مريم في أامومتها الإلهي ة
166 الكتاب ال سابع اإل اأن توا ص ل حياتها "كعذراء مخطوبة لرجل " )لو 27(. 1/ 19- في كلمات "الب شارة " الليلي ة تلك لم ي سمع يو س ف كالم الحقيقة الإلهي ة عن الد عوة ال س امية لمراأت ه فح سب بل سمع مجدد ا الحقيقة الخا ص ة بدعوت ه هو. هذا الرجل "البار " الذي اأحب عذراء النا صرة وارتبط بها بعقد المحب ة الزوجي ة بح س ب التقاليد النبيلة لل شعب المختار هو مدعو من جديد من ق ب ل اهلل إالى هذا الح ب. " ص ن ع يو س ف كما اأمره مالك الر ب فاأخذ امراأت ه اإلى بيت ه" "لأن الذي ك و ن فيها هو من الر وح القد س" اأف ي ج ب األ ن ستنتج من هذه التعابير اأن ح ب ه كان سان قد تجد د اأي ض ا بالر وح القد س فعلينا اأن ن فك ر اأو ل اأن محب ة اهلل التي اأ في ض ت في قلب الن سان بالر وح ال ق د س )روم 5( 5/ ت عيد خلق كل حب ب شري بطريقة كاملة. هي ت صوغ الحب الز وجي بت ف ر د خا ص وت عم ق فيه كل ان سنة ونبل وجمال وكل ما يحم ل من عالمات التجر د عن الذات وعهود الأ شخا ص وال شراكة الحقيقي ة مع سر الثالوث الأقد س. "اأخ ذ يو س ف امراأت ه اإلى بيت ه ولم ي عرفها وولدت ابن ا" )مت ى 25-24(. 1/ هذه الكلمات تحمل ب عد ا عالئقي ا اآخر. لأن الحميمي ة الظاهرة والعمق الر وحي للترابط بين الأ شخا ص بين الرجل والمر أاة ينبعان جذري ا من الر وح الذي ي حيي )يو 63(. 6/ فيو س ف المطيع للروح وج د ي نبوع الحب في أاعماق ذات ه ينبوع حب ه الزوجي كرجل وهذا الحب اأ صبح في هذا الرجل "البار " اأعظم م م ا يمكن اأن ينتظره قلب ب شر. 20- نحتفل في الليترجي ا بمريم على اأن ها "مت حدة بيو س ف البار برباط ح ب زوجي وبتولي مع ا". في الواقع اإن هذين الح ب ين كبتول وزوجة الل ذ ين يرمز اإليهما زواج يو س ف ومريم ي مث الن سر الكني سة. "اإن الت بت ل والع ذري ة في سبيل ملكوت اهلل ل ي نق صان شيئ ا من كرامة الزواج بل على العك س من ذلك فان هما ي ؤوكدانها ويثبتانها. فالزواج والبتولي ة هما طريقان للت عبير عن عي ش ال سر الواحد وهو سر العهد بين اهلل و شعب ه"والذي هو شركة الح ب بين اهلل والب شر.
حار س الفادي 167 فيو س ف في التكري س الكامل للذات ي عب ر عن محب ت ه ال سخي ة لأم اهلل مقد م ا لها "هدي ة ذاته الزوجية". ومع اأنه قر ر الن سحاب كي ل ي عيق التدبير الإلهي الذي تحق ق فيها فقد اأبقاها في بيت ه كما اأمره مالك الر ب واحترم ارتباطها المطلق باهلل. من جهة ا خرى نال يو س ف بف ضل زواج ه بمريم كرامة فريدة وحقوق ا على ي سوع. "بالحقيقة اإن كرامة اأم اهلل هي على درجة من ال سمو ل يمكن لأمر ما اأن يعلو فوقها. إانما بما اأن يو س ف قد اتحد بالطوباوي ة مريم بالوثاق الزوجي فال شك في اأن ه قد اقترب من تلك الكرامة الفائقة ال س مو اأكثر من اأي اإن سان اآخر إاذ بها ت سمو اأم اهلل فوق الخالئق كل ها. اإن الزواج هو المجتمع الأوثق الذي يوح د الأ شخا ص فيما بين هم برباط متين وي ن ت ج عن طبيعته الم شاركة التامة بالخيرات في ما بين الزوج وزوجته. ومن ث م عندما وهب اهلل العذراء يو س ف كزوج لها فقد اأهداها لي س رفيق ا لحياتها و شاهد ا لبتوليت ها وحار س ا ل شرف ها ف ح س ب بل شريك ا في كرامت ها ال سامية بقوة العقد الزواجي ". 21- إارتباط المحبة هذا اأ صبح اأ سا س حياة العائلة المقد سة في الفقر الذي عانته في بيت لحم اأو ل ثم في المنفى اإلى م ص ر و أاخير ا في الحياة اليومي ة في النا صرة. اإن الكني سة تخ ص هذه العائلة باحترام عميق وت قد مها كاأ نموذ ج لكل العائالت. فباندماجها المبا شر في سر التج س د ت شك ل عائلة النا صرة بحد ذاتها سر ا فريد ا. وفي الوقت عينه في هذا ال سر كما في سر التج س د فاإن الأبو ة الحق ة تجد مكانها: اإنه الإطار الب شري لعائلة ابن اهلل وهي عائلة ب شري ة حق ة ومكو نة بفعل ال سر الإلهي. اإن يو س ف هو الأب في هذه العائلة واأبو ت ه هذه لم تاأت من ساللت ه ومع ذلك فهي لي ست " شكلي ة" أاو مجر د اأبو ة "بالوكالة" بل تمل ك اأ صالة الأبو ة الب شري ة ب شكل كامل كما وتمل ك الدور الأبوي الحق في العائلة اأي ض ا. ثم ة نتيجة للوحدة الأقنومية: اإنها الطبيعة الب شري ة المن صهرة في وحدة الأقنوم الإلهي الكلمة-البن ي سوع الم سيح. فمع الطبيعة الب شري ة اأ صبح
168 الكتاب ال سابع كل ما هو ب شري من صهر ا في الم سيح وعلى الأخ ص العائلة التي ت شكل الب عد الأ سا س لوجوده على الأر ض. في هذا الإطار تندرج أاي ض ا اأبو ة يو س ف الب شرية. اإنطالق ا من هذا المبداأ فاإن ما قالته مريم لل صبي ي سوع في الهيكل يجد معناه العميق: "اأنا واأبوك نبحث عنك". هذه الآية لي ست بكالم المجاملة: فما قالته اأم ي سوع يك ش ف حقيقة التج س د كل ها المت صلة ب سر عائلة النا صرة. بالتاأكيد اإن يو س ف الذي ق ب ل اأبو ته الب شري ة على ي سوع منذ البداية وفي "طاعة الإيمان" مت بع ا أانوار الر وح القد س الذي ي ه ب ذات ه ل إالن سان بقو ة الإيمان راح يكت شف أاكثر فاأكثر ويوم ا بعد يوم موهبة الأبو ة الفائقة الو صف. العمل هو تعبير عن الحب 22- اإن واحدة من التعابير اليومي ة عن هذا الح ب في حياة عائلة النا صرة هو العمل. فالن ص الإنجيلي يحد د نوعي ة العمل الذي بوا سطته سعى يو س ف اإلى اإعالة ا سرته: "كان نج ار ا". هذه العبارة الب سيطة ت شمل حياة يو س ف بكل مكو ناتها. بالن سبة اإلى ي سوع كانت هذه هي تلك ال سنوات الخفي ة من حياته التي يتحد ث عنها الإنجيلي بعد اأن وجداه في الهيكل: "ثم نز ل معهما وعاد إالى النا صرة وكان طائع ا لهما" )لو 51(. 2/ هذا الخ ضوع اأي الطاعة التي عا شها ي سوع في بيت النا صرة يت ضم ن م شاركت ه في عمل ه مع يو س ف. ذاك الذي كان ي دعى "ابن النج ار" كان قد تعل م م هنة "اأبيه الفترا ضي". فعلى صعيد الخال ص والقدا س ة باتت عائلة النا صرة اأ نموذ ج ا ومثال للعائالت الب شرية كل ها وي مكننا اأن نرد د الكالم نف س ه عن عمل ي سوع اإلى جانب يو س ف النج ار. وقد أابرزت الكني سة ذلك في اأيامنا باإقامة التذكار الليترجي للقدي س يو س ف العامل في الأول من اأيار. فالعمل الب شري وبخا صة العمل اليدوي له طاب عه الخا ص بالإنجيل. لقد اأ صبح العمل من ضمن جوهر سر التج س د حين دخل ابن اهلل في سر اإن ساني ت ه لذا صار العمل اأي ض ا مكو ن ا جوهري ا من مكو نات
حار س الفادي 169 سر الفداء. 23 في م سير النمو الإن ساني لي سوع "بالحكمة والقامة والن عمة " ت ظهر ف ضيلة هامة جد ا وهي ال ضمير المهني. فالعمل ب صفته "خير ا ل إالن سان" هو اأي ض ا "ي بد ل الطبيعة" ويجعل الإن سان "ب شكل اأو باآخر اأكثر إان سان ا". اإن اأهمية العمل في حياة الإن سان تقت ضي معرفته وا ستيعاب مقو ماته في سبيل "م ساعدة جميع النا س على التقد م من خالله نحو اهلل الخالق والفادي والم شاركة في تدبير اهلل لخال ص الإن سان والعالم وت عميق صداقتهم مع الم سيح عن طريق الإيمان خالل حياتهم وذلك بال شتراك بطريقة حي ة في ر سالته المثل ثة الأبعاد: الكاهن والنبي والمل ك". 24- في نهاية الأمر اإنها ق ضي ة تقدي س الحياة اليومي ة التي يجب على كل من ا أان يجتهد بح سب و ضع ه والذي يمكن أان نقد م ذلك وفق ا لنموذج وا ضح أامام الجميع: "اإن القدي س يو س ف هو م ثال المتوا ضعين الذين ترفعهم الم سيحي ة اإلى مقامهم ال سامي هو البرهان على اأننا ل سنا بحاجة اإلى "اأعمال فائقة" كي نكون تالمذة صالحين وحقيقي ين للم سيح بل بحاجة اإلى ف ضائل اإن سانية م شتركة ب سيطة عادي ة حقيقي ة و صادقة". اأولوية الحياة الباطنة - 25 اإن جو ال ص مت الذي ي رافق كل ما يخ ص شخ صي ة يو س ف ي شم ل اأي ض ا عمل ه كنج ار في بيت النا صرة. ويك ش ف هذا ال ص مت بطريقة خا ص ة مالمح شخ صي ت ه العميقة. فالأناجيل تتكل م عم ا "ع م ل "يو س ف ولكن ها ت ظه ر من خالل "اأعماله" الم حاط ة بال ص مت جو ا عميق ا من التاأم ل. فيو س ف كان على توا صل يومي مع ال سر "المكتوم منذ الدهور"والذي "ات خذ له م سكن ا"تحت سقف بيته. وهذا ما يف س ر كيف اأن القد ي سة "تريزيا لي سوع")الأفيالني ة( م ص ل ح ة الكرمل التاأم لي الكبيرة رغبت في أان تكون رائدة في تجديد طقو س الإكرام للقدي س يو س ف في الغرب الم سيحي.
170 الكتاب ال سابع 26- اإن تقدمة الذات كا ضحية كاملة قام بها يو س ف ل ضرورات مجيء "الما شيحا"داخل بيته تجد جذور ها في "اأعماق حيات ه الداخلي ة التي ل ت سب ر من حيث ت أاتيه الأوامر والد عم الخا ص وحيث ينبع المنطق والقو ة المخت صان بالنفو س الب سيطة وال شف اف ة وت ت خذ القرارات الهام ة كالت سليم الكامل لحري ته ودعوت ه الب شري ة الم شروعة و سعادت ه الزوجية مرت ضي ا و ضع العائلة وم سوؤوليت ها وهموم ها زاهد ا من اأجل حب بتولي ل ي قار ن على ح ساب الحب الزوجي الطبيعي أا سا س العائلة وم غذ يها". هذا الخ ضوع هلل م شج ع الإرادة للتكر س في سبيل خدمته تعالى لي س سوى تقديم الإكرام الذي هو بمثابة تعبير عن ف ضيلة الحياة الم سيحية. 27- اإن م شاركة يو س ف لحياة ي سوع تقودنا اإلى اعتبار سر التج س د من جه ة ب شري ة الم سيح هي الأداة الإلهي ة الفع الة لتقدي س الب شر: "فبف ضل اللوهية صارت أاعمال الم سيح الإن ساني ة خال صي ة ت ول د فينا النعمة إان كان با ستحقاق ذلك اأم بقو ة فاعلي تها". من بين هذه الأفعال ي مايز الإنجيلي ون ما يرتبط منها بال سر الف صحي ولكنهم ل يغفلون الت شديد على اأهمية الل م س لج سد ي سوع من اأجل ال شفاء )انظر مثال مر 41 ( 1/ مع تذك ر تاأثير ي سوع في الجنين يوحن ا المعمدان عندما كانا ل يزالن في اأح شاء والدتيهما )لو 44-41(. 1/ فال شهادة الر سولي ة كما سبق وراأينا لم تغفل عن و صف ما مر به ي سوع من الميالد والخ تانة والتقدمة إالى الهيكل والهروب اإلى م صر والحياة الم ستترة في النا صرة ذلك بف ضل " سر "الن عمة الكامن في كل "الأفعال" فكل ها خال صي ة لأن م صدرها ياأتي من ي نبوع الح ب عين ه أاي من األوهي ة الم سيح فان كان هذا الحب عبر ب شريته ي شع على كل النا س فمن الوا ضح اأي ض ا اأن اأو ل الم ستفيد ين منه هما اللذان جعلتهما الإرادة الإلهي ة اأقرب المقر بين اإليه اأعني بهما مريم اأم ه ويو س ف الأب الفترا ضي. وبما اأن ح ب يو س ف "الأبوي " ل ي مكن ه اإل اأن يوؤث ر في الح ب "البنوي" لي سوع
حار س الفادي 171 بالمقابل ل يمكن لح ب ي سوع "الب ن وي " اإل أان يوؤث ر في ح ب يو س ف "الأبوي ". فكيف يمكن التو ص ل اإلى معرفة عميقة لهذه العالقة الفريدة فالنفو س الم ره فة جد ا اإلى شفافي ة الح ب الإلهي ترى في يو س ف المثال الم ضيء للحياة الداخلي ة. في الواقع إان ظاهر هذا ال صراع بين الحياة العملية والحياة التاأملي ة قد تخط اها يو س ف بطريقة مثالي ة كم ن يمتل ك في ذاته المحب ة الكاملة. وبح سب التمييز المعروف بين ح ب الحقيقة veritatis( )Charitas ومتطل بات الح ب Necessitas( )Charitatis فاإن يو س ف قد اختبر ح ب الحقيقة اأي الح ب التاأم لي ال صافي في الحقيقة الإلهية الم شع ة من ب شري ة الم سيح كما اختبر أاي ض ا متطل بات الح ب ح ب الخدمة وهو حب صاف في الخدمة مطلوب للحماية ولن مو هذه الب شري ة عين ها. شفيع كني س ة زماننا 28- عبر محن قا سية مر ت بها الكني سة اأراد البابا بيو س التا سع اأن ي كل ها إالى حماية هذا الأب القد ي س يو س ف فاأعلنه " شفيع ا للكني سة الكاثوليكي ة". كان البابا يعرف اأن هذه المبادرة جاءت في محل ها نظر ا للكرامة الرفيعة التي اأنعم اهلل بها على هذا الخادم الأمين "فبعد مريم العذراء القد ي سة خط يبته و ضعت الكني سة اإكرام ا ممي ز ا للطوباوي يو سف وغ م رته بمدائح ها والتجاأت اإليه في اأزمنة ال ض يقات". فما هي دوافع هذه الثقة لقد فن دها البابا لون الثالث ع ش ر على الوجه الآتي: " إان الدوافع والأ سباب الخا ص ة التي د ع ت اإلى ت سمية القد ي س يو س ف شفيع ا للكني سة التي و ضعت ثقتها كاملة تحت حمايته و شفاعته هي اأن يو س ف هو زوج مريم وقد ا شتهر ب صفته اأب ا لي سوع الم سيح ]...[ كان يو س ف الحار س والمدب ر والمداف ع ال شرعي والطبيعي للبيت الإلهي الذي تول ى رئا سته ]...[ فمن الطبيعي والجدير بالطوباوي يو س ف الذي كان يقوم بتلبية الحاجات لعائلة النا صرة
172 الكتاب ال سابع ويحيطها بحمايته المقد سة أان ي شم ل اليوم برعايته ال سماوي ة كني سة ي سوع الم سيح ويدافع عنها ". 29- علينا اأن نلتم س هذه ال شفاعة لأن الكني سة بحاجة إاليه لي س لحمايتها من الأخطار الم ستجد ة بال توق ف ف ح س ب ولكن اأي ض ا لدعمها في جهودها الم ضاع فة من اأجل اأنج لة العالم واإعادة اأنج لة البلدان والأمم كما كتبت قبال في الإر شاد الر سولي : "العلماني ون الم ؤومنون بالم سيح" حيث اإن الديانة وعي ش الحياة الم سيحي ة كانا اأكثر ازدهار ا" "وهما اليوم معر ضان لتجارب قا سية". فلكي نحمل للعالم ا ولى الب شارات بالم سيح اأو لكي نجدد اإعالنها وقد اعتراها الإهمال والن سيان تحتاج الكني سة اإلى "قو ة خا ص ة من العالء" )لوقا 49 24/ ر سل 8( 1/ عطي ة من روح الر ب لكن لي س بال ستغناء عن شفاعة القد ي سين وم ث ل ه م ال ص الح. 30- اإ ضافة إالى الحماية الفع الة التي يوؤم ن ها يو س ف فالكني سة تثق بمث ل ه ال سامي الذي ل يقت صر على و ضع حياتي معي ن ف ح س ب بل ي شمل كل الجماعة الم سيحي ة اأي ا كانت الحالة اأو م ه م ة كل م ؤومن من اأفرادها. وكما جاء في د ستور المجمع الفاتيكاني الثاني حول الوحي الإلهي يجب أان يكون الموقف الأ سا س للكن سية كل ها هو "موقف الإ صغاء العميق لكلمة اهلل" اأي الطواعي ة المطلقة للخدمة باأمانة لإرادة اهلل الخال صي ة التي ك شفها بي سوع الم سيح. فمنذ بدء فداء الب شري ة نجد اأ نموذ ج الطاعة بعد مريم مج س د ا بيو س ف وقد تمي ز بتنفيذ اأوامر اهلل باأمانة كل ي ة. لقد دعا البابا بول س ال ساد س اإلى الت ما س شفاعت ه "كما تفعل الكني سة في هذه الأزمنة الأخيرة لذاتها اأو ل من اأجل تفكير لهوتي عفوي حول العهد الإلهي في العمل بال شتراك مع العمل الب شري في اإطار التدبير الخال صي الكبير والذي فيه يكون العمل الإلهي م ك ت ف ي ا بحد ذات ه اكتفاء تام ا بينما وب سبب ضعفه )يو 5( 15/ ل ي عفى عملنا الب شري من م شاركة متوا ضعة ولكن م شروطة وم شر فة. فالكني سة تت ضر ع إاليه كمدافع لما لديها اليوم من الرغبة العميقة في اإنعا ش وجود ها الطويل الأمد عبر ف ضائل إانجيلي ة
حار س الفادي 173 حقيقي ة كتلك التي س ط عت في القد ي س يو س ف". 31- اإن الكني سة ت حو ل هذه الحاجات اإلى صالة. فهي ت ذك ر اأن اهلل في ب د ء الأزمنة الجديدة قد و ك ل إالى القد ي س يو س ف حرا سة الأ سرار الخال صي ة وهي تطلب إاليه اأن ي نع م عليها بالم شاركة الأمينة في عمل الخال ص وي ه ب ها قلب ا صادق ا على مثال القد ي س يو س ف الذي كر س ذات ه بكل يتها لخدمة الكلمة المتج س د ويجعلنا نعي ش بالبر والقدا سة مدعومين بمثال حياة القد ي س يو س ف و صالت ه. فمنذ حوالى المئة سنة دعا البابا لون الثالث ع ش ر العالم الكاثوليكي إالى ال صالة للت نع م بحماية القد ي س يو س ف شفيع الكني سة جمعاء. فالر سالة العام ة عن كرامة القد ي س يو س ف ت شير اإلى "الح ب الأبوي " الذي "اأحاط به الطفل ي سوع" وقد ا وك ل اإلى "هذا الحار س الحكيم للعائلة الإلهي ة" "الميراث الذي اكت سبه ي سوع من ن سبه". فمنذ ذلك الحين والكني سة - كما ذك رت بذلك في مطلع الر سالة - تلتم س حماية يو س ف "با سم المحب ة التي وح دته بالعذراء النقي ة أام اهلل" وتك ل إاليه جميع هموم ها ب سبب المخاطر التي تهد د العائلة الب شري ة. واليوم اأي ض ا لدينا دواف ع كثيرة تدعونا اإلى ال صالة بالطريقة عين ها: "اأي ها الآب المحبوب للغاية احفظنا من كل اأدنا س الزل ت والف ساد كن لنا نا صر ا واع ض دنا من اأعلى ال سماء في حرب نا التي نخو ض ها ضد سلطان الظلمات... وكما انت شلت في سالف الأيام الطفل ي سوع من خطر الموت احم اليوم كني سة اهلل المقد سة من مكائد العدو ومن كل خ صام"... علينا اليوم نحن اأي ض ا اأن نك ل كل اإن سان اإلى حماية القد ي س يو س ف. 32- اأتمن ى بحيوي ة اأن يكون هذا التذكير بمث ل يو س ف لتجديد وتيرة ال صالة التي نرفع ها إاليه كما اأو صى سلفي منذ قرن من الزمن. فم ن الثابت اأن هذه ال صالة ومثال القد ي س يو س ف قد اأك سبا كني سة ع صر نا تجديد ا خا ص ا بالألفي ة
174 الكتاب ال سابع الم سيحي ة الآتية. اإن المجمع الفاتيكاني الثاني قد دعانا كل نا مر ة ا خرى اإلى روؤية "التدبير الخال صي" و "عظائ م اهلل" التي ا ضطلع يو س ف بخدمت ها. ففيما ن كل اأنف س نا إالى حماية م ن "ائتمن ه اهلل على حرا سة أاثمن و أاعظم كنوزه" نتعل م منه كيف نخدم "التدبير الخال صي ". فلنجعلن من القد ي س يو س ف معل م ا للجميع في خدمة ر سالة الم سيح الخال صي ة الموك ل ة اإلى كل شخ ص في الكني سة: الأزواج والوالدين والذين يعتا شون من تعب أايديهم أاو من اأي عمل اآخر والمدعو ين إالى عي ش الحياة التاأم لي ة اأو العمل الر سولي. هذا الرجل البار الذي ح م ل في ذات ه تراث العهد القديم ب أا سره قد اأ دخ ل اأي ض ا في "بداية" العهد الجديد والأبدي بي سوع الم سيح فليهد نا دروب هذا العهد الخال صي عند عتبة الألفي ة المقبلة حيث يجب على "ملء الزمن" اأن ي ستمر وينمو حامال سر تج س د الكلمة الفائق الو صف. ولي ستمد القد ي س يو س ف للكني سة والعالم ولكل واحد من ا بركة الآب والبن والر وح القد س! صدر في رومة قرب كني سة القد ي س بطر س في 15 اآب 1989 في عيد انتقال العذراء مريم من ال سنة الحادية ع ش ر ة من حبري تي. يوحن ا بول س الثاني )البابا القدي س(
مجموعة صلوات لآباء ومعل مي الكني سة 175 مجموعة صلوات لآباء الكني سة ومعل ميها Recueil de Prières, Pères et Docteurs de l Église -1 القدي س فرن سي س دو ل سال - sales St. Francois la -2 القدي س بيار جوليان اإيمارد - Eymard St. Pierre Julien -3 بول كلوديل - Claudel Paul -4 البابا يوحنا الثالث والع شرون - XXIII Pape Jean -5 اأرن ست حلو - Helou Ernest -6 فرن سي س جيم س - James Abbé Francis القدي س فرن سي س دو ل سال: ت شف ع بنا أايها القدي س يو سف اأيها القدي س يو س ف المجيد عرو س مريم نتو س ل اإليك با سم قلب ي سوع وقلب مريم البريء من الدن س اغمرنا بحمايت ك الأبوي ة. أانت يا م ن تتناول شفاعته كل حاجاتنا وتحق ق اأ صعب الم ستحيالت اإفتح عينيك الأبويت ين على خير أابنائك. في كل المخاطر والآلم التي ت ضغط علينا نلجاأ إاليك بثقة. دب ر بمحبت ك هذه الحاجات المهم ة وال صعبة التي تقلقنا. واجعل نهايتها ال سعيدة تعمل لتمجيد اهلل ولخير خد ام ه المخل صين. اأيها القدي س الذي لم يلجاأ اإليه اأحد ور د خائبا القدي س يو سف الحبيب اأنت الذي نال حظوة كبيرة جدا عند اهلل حتى اأمكننا اأن نوؤك د اأن ه: "في ال سماء ي صد ر القدي س يو سف الأوامر ول يتو سل". اأي ها الأب الحنون صل لأجلنا
176 مجموعة صلوات لآباء ومعل مي الكني سة اإلى ي سوع صل لأجلنا اإلى مريم. كن محاميا لنا اأمام هذا البن الإلهي الذي كنت اأباه المعيل المخل ص والدائم النتباه والمحب والحامي. كن محاميا لنا اأمام مريم التي كنت عرو سا حبيبا لها واأحببتها بحنان فائق. اأ ض ف اإلى تاأل ق مجد ك تاألقا بالنت صار من اأجلنا على ال صعوبة التي ن ضعها بين يد يك. نحن نوؤمن نعم نحن نوؤمن باأن ك قادر على ال ستجابة اإلى كل اأمنياتنا وتحريرنا من اآلمنا التي ت ثق ل كواه لنا ومن المرارة التي تجتاح أانف سنا. فنحن نثق تمام الثقة باأن ك لن تن سى اأبدا المتاألمين الذين يتو س لون م ساعدتك. اأيها القدي س يو سف الحنون نتو سل اإليك ونحن جاثون بتوا ضع عند قدميك اأ شفق على اأنيننا ودموعنا. واغمرنا برداء رحمتك وباركنا اآمين. القدي س بيار جوليان إايمارد: ف ضائل عبادة القدي س يو سف لي سوع بعد العذراء الفائقة القدا سة كان يو سف اأو ل الذين عبدوا ي سوع و أاكثرهم كمال. كان يعبده بف ضيلة اإيمان اأكبر من جميع القدي سين كان يعبده بتوا ضع اأعمق من جميع المختارين كان يعبده بطهارة اأ سمى من جميع المالئكة كان يعبده بحب ل يمكن لأي مخلوق مالئكي كان اأم ب شري اأن يغمر ي سوع به كان يعبده باإخال ص عظي م بقدر ح ب ه. عظيم هو مجد الكلمة المتج سد بعبادة مريم ويو سف اللذين عو ضا كل نكران الجميل على يد مخلوقاته!
مجموعة صلوات لآباء ومعل مي الكني سة 177 كان القدي س يو س ف يعبد الكلمة المتج سد بات حاد مع والدة الإله وباتحاد الأفكار واأعمال العبادة والحب والت سبيح التي قد مها ي سوع لأبيه وكل اأعمال المحب ة التي قد مها لالإن سان الذي تج س د من أاجله. كانت عبادة القدي س يو سف تتبع ال سر الحا ضر والحي بنعمته وروح ه وف ضائله. في سر التج س د كان يعبد تنازل ابن اهلل اإلى بيت لحم وفقر ه في النا صرة و صمت ه و ضعف ه وطاعت ه وف ضائله التي عرفها بنف س ه وكان شاهدا عليها وعلى ني ات ها وحب ها وعمل الت ضحية الكبير من خاللها وكل هذا لتمجيد الآب ال سماوي. كان القدي س يو س ف يعبد في قلبه كل ما كان ي سوع يقوله ويفكر فيه. وكان الروح القد س يظهر له ذلك ليتمكن من التحاد به وتمجيد الآب ال سماوي بالتحاد بمخل صنا الطفل الإلهي. فاأ صبحت حياة القدي س يو سف فعل عبادة لي سوع عبادة كاملة. لذا ساأت حد بهذا العابد القدي س ليعل مني عبادة ربنا ويجمعني به لأ صبح مثل يو سف قدي س الإفخار ستيا على غرار يو سف النا صري الذي بذل نف سه من اأجل ي سوع. ق صيدة بول كلوديل: اإلى القدي س يو سف اإلى القدي س يو سف عندما ت ن س ق الأدوات في اأماكنها وينتهي عمل النهار وعندما تنام اإ سرائيل بين سنابل القمح في الليل بين الكرمل والأردن وكما كانت الحال في سالف الزمان عندما كان فتى يافعا وحين ت شتد الظلمة فال يعود يتمك ن من القراءة كان يو سف يدخل في حوار مع اهلل وفي صدره تنهيدة عميقة.
178 مجموعة صلوات لآباء ومعل مي الكني سة لقد ف ض ل الحكمة وهي التي جيء بها اإليه كي يتزو جها اإن ه صامت كما الأر ض عند هبوط الندى اإن ه في قلب الخير والليل اإن ه مرتاح مع الفرح اإن ه بالفعل مع الحقيقة. مريم صارت في خا صته وهو ي شملها بعنايته من كل الجهات هو لم يعلم اأن ه لن يكون بعد الآن وحيدا ولو ليوم واحد اإن ها امراأة حازت على كل جزء من هذا القلب الذي هو الآن عاقل واأبوي. من جديد هو في الفردو س مع حو اء! ذاك الوجه الذي هو حاجة لكل النا س ي ستدير بمحبة وخ ضوع نحو يو سف اإن ها لم تعد ال صالة ذاتها ولم يعد النتظار القديم ذاته الذي ي شعر به كما لو اأن ذراعا أاحاطته فجاأة من هذا الكائن العميق والبريء لم يعد الإيمان العاري وحده في الليل اإن ه الحب الذي يف س ر ويعمل. يو سف مع مريم ومريم مع الآب. ونحن اأي ضا كي نح صل على عفو اهلل الذي تتخط ى اإنجازاته حدود عقلنا ولكي ل يكون ضووؤه مطف اأ في سراجنا وكالم ه ملغى بال ضجة التي نحدثها نحن حولنا لكي ينتهي الإن سان ولكي ياأتي ملكوتك وتتاأك د م شيئتك لكي نعثر على الأ صل فن ست شعر لذائذ عميقة لكي يهداأ البحر ولكي تبداأ مريم ر سالتها تلك التي لديها الح صة الف ضلى ومن تراث اإ سرائيل القديم ت ستوعب ال صمود يا يو سف رب العائلة بيننا اأ ع د لنا ال صمت! )Paul Claudel, Feuilles des Saints, Gallimard, Paris(
مجموعة صلوات لآباء ومعل مي الكني سة 179 صالة الطوباوي البابا يوحن ا الثالث والع شرون للقدي س يو سف العامل اأيها القد ي س يو س ف حار س ي سوع والخط يب العفيف لمريم البتول يا من اأم ضى حيات ه في إاتمام واجبات ه باأمانة كاملة بالعمل اليدوي من اأجل الحفاظ على عائلة النا صرة المقد سة تكر م الآن وهب الحماية للذين يلجاأون إاليك بثقة تام ة. اأنت العارف بطموحات هم وقلق هم ورجائ هم فهم يلجاأون اإليك لأنهم عارفون باأن هم سيجدون فيك من ي تفهمهم ويحميهم. اأنت اأي ضا عانيت الم حن والتعب والإنهماك لكن ك وعلى الرغم من ان شغالتك في الحياة اليومي فان روحك كانت مغمورة بال سالم العميق ومتهللة بالفرح غير المو صوف لأن ك كنت قريبا من ابن اهلل الذي ا وك لت إاليك العناية به مع مريم ا م ه الحبيبة. ساعد الذين هم في كنف حمايت ك اأن يعرفوا اأن هم لي سو بمتروكين في عملهم لكن فليكت شفوا ح ضور ي سوع اإلى جانبهم و أان ي ستقبلوه بالنعمة ويحتفظوا به كما فعلت أانت. اإح صل لنا اأن تتقد س كل عائلة وم شغل اأو مكان يعمل فيه م سيحي بالمحبة وال صبر والعدالة والأعمال ال صالحة لكيما تحل غزيرة وعلى كل النا س مواهب المحب ة ال سماوي ة اآمين. العالمة اأرن ست حلو: القدي س يو سف الملتحف بال صمت ظ ل الآب! هذا الذي انحدر عليه ظ ل الآب كثيف ا وعميق ا القد ي س يو س ف ر ج ل ال صمت والذي بالكاد تفو ه بكلمة! فالإنجيل ل يكتب عنه اإل كلمات معدودة : "كان رجال بار ا". والإنجيل في كالم ه الم قت ضب قليل الكالم اأكثر فاأكثر حين ي خت ص الأمر بالقد ي س يو س ف. وك اأن هذا الرجل يلتحف ال صمت وي ستلهم ه. ف صمت القد ي س يو س ف ي جلب ال سكون من حول ه. وال صمت ي ك و ن ت سبيحات ه
180 مجموعة صلوات لآباء ومعل مي الكني سة وعبقريت ه وكل مناخ ه. واأينما تواجد ساد ال صمت. فحين يحوم الن سر يف هم الم سافر العط شان باأن هناك م صدر مياه حيث ي خي م ظ ل الن سر في ال صحراء فيحفر الحج اج وتنبع المياه. هكذا فالن سر تكلم لغته رفرف بجناحيه. فالأمور الجميلة اأم ست اأمور ا نافعة والرجل العط شان الذي يفهم لغة الن سر ينب ش في الر مال فيجد المياه. فمهما كان من هذه الر واية الرائعة ومن حقيقت ها الطبيعية التي ل اأ ستطيع تاأكيدها فهي خ صبة بالرموز الكثيرة الإفادة. فحين يخي م ظل القد ي س يو س ف في مكان ما فال صمت ي سود هناك. يجب اإذا الحفر في الر مال ومعناها الرمزي ي مث ل الطبيعة الإن ساني ة يجب الحفر في الر مال كي ترى المياه تتفج ر. فالمياه هي اإذا شئت ذلك ال صمت العميق حيث ت وج د فيه الكلمات اإنه ال ص مت الم حيي المن ش ط الم هديء الم روي اإن ه ال ص مت الجوهري: فهناك حيث وقع ظ ل القد ي س يو س ف يتفج ر جوهر ال ص مت عميق و صاف نابع من جوهر الطبيعة الإن سانية العميقة. ل نجد له كلمة واحدة قالها في الإنجيل. فالإله مردوخ الذي جعل ا ستير ت زهر ب سبب ظ ل ه هو واحد ممن سبقوه. وابراهيم اأبو اإ سحاق ي مث ل اأي ض ا الأب المفتر ض لي سوع. ويو س ف اإبن يعقوب كان صورة وا ضحة عن ه. فيو س ف الأول حف ظ في م صر الخبز الطبيعي. ويو س ف الثاني حفظ في م صر الخبز الفائق الطبيعة. كالهما كانا ر ج ال الأ سرار: وكالهما اكت شفا في الحلم ال سر الخفي. فك الهما ات ضحت له المعلومات اأثناء الح لم. وكالهما عرف الأمور المخفية. تطلعا داخل الظ لمات فراأت عيناهما من خالل العتمة. م سافرا الليالي اكت شفا طريق هما من خالل اأ سرار الظالم. راأى يو س ف الأول ال شم س والقمر ي سجدان اأمام ه. ويو س ف الثاني اأمر مريم وي سوع فاأطاعاه. فباأي ع مق داخلي على هذا الرجل اأن ي سكن إاذ ي شعر باأن ي سوع ومريم ي طيعان ه. هذا الرجل الذي تاآلف مع تلك الأ سرار والذي ك شف له ال ص مت ع مق ال سر الذي يحر س ه. فحين كان ينحت الأخ شاب وحين كان يرى الطفل
مجموعة صلوات لآباء ومعل مي الكني سة 181 الإلهي يعمل تحت اأ مرت ه وم شاعره محفورة في هذا الو ضع الالمعقول ي ست سلم لل صمت الذي يحفر في داخله اأكثر فاأكثر وفي عمق الأعماق حيث يقطن مع عمل ه كان عنده القو ة لأن ل يقول للنا س : ها اإن ابن اهلل هنا. صمت ه ي شبه الإ شادة المرفوع ة اإلى ما ل ي ع ب ر عنه: اإن ه انحدار كلمة اهلل صوب الذي ل ت سب ر اأغوار ه صوب الالمحدود. فالإنجيل الذي يقول كلمات قليلة لديه كل الأجيال لتف س ر ذلك ن عم اأقول اإن الأجيال كل ها ستف س ر ذلك. فالأجيال ستنتف ض كلماتها و سيتفجر من الحجارة ال شرارة الح ي ة. فالأجيال موكل اإليها باأن ت حم ل الى النور كل الأمور الخفي ة. كان القد ي س يو س ف مجهول لزمان طويل. لكن اإليكم اأمر ا غريب ا فكل جيل ي حمل وجهين : وجه م سيحي ووجه ل م سيحي فالوجه الم سيحي يتناق ض مع الوجه المعاك س له بتناق ض مبا شر و صارخ. فالجيل الثامن ع شر هو جيل ال س خري ة والعبث والخف ة والت ر ف الذي حكم خالله بنوا جوزف لبرو... اأما الجيل التا سع ع شر فكان قبل كل شيء بكل ما للكلمة من معنى ع صر كلمة اهلل. فاإن كان انت شار ها جيد ا اأم ل فال شك باأن ها مالأت ع صرنا. ومن الأمور التي تطبعنا هي ال صخب. فال ضجيج مثل إان سان نا الحديث: ي حب القرقعة ويرغب باأن يزرع ها من حول ه ويريد اأي ض ا اأن يعي ش ها كل النا س المحيطين به. فال ضجيج هو شغف ه وحيات ه ومناخ ه والإعالنات تاأخذ من ذات ه الف شغف و شغف. يموت م ختنق ا تحت سيطرة ال ضجيج اإن لم ي ستم د حيات ه منه ويتغذى من نور ه كي يغذ ي العنف اأكثر فاأكثر. فالقرن التا سع ع شر يتك لم ي بكي ي صرخ يتباهى ويقطع الأمل. ع صر يف ضح كل شيء ويكر ه الإعتراف ال صامت. ي تفج ر في كل لحظة ف ضائح عالني ة وي صيح و يبالغ وي همدر. هذا هو ع صر الدين الذي سيرى مجد القدي س يو س ف مرتفعا ووا سعا في سماء الكني سة. فالقدي س يو س ف قد اختير ب شكل ر سمي شفيع ا للكني سة رغم ضجيج العا صفة. هو الآن معروف اأكثر ومذكور في ال صلوات اأكثر ومكر م اأكثر مما
182 مجموعة صلوات لآباء ومعل مي الكني سة في الما ضي. ففي قلب العا صفة وع صف الر عود ي نك شف صمت ه تدريجي ا. فرن سي س جيم س: صالة شعرية الدعوة: لكي اأتمك ن م ن الت كل م خل دت اإلى ال صالة لكنني لم اأ سمع صوت الريح ي ضرب شراع مركبي ول هطول المطر ول م ساحات قلبي ال صم اء. فال تتاأخر اأبدا لأن في سني عمري النا ضجة اأ شعر بالحاجة اإلى اإر شادات ك. اآه! لماذا ت ختبيء هكذا لماذا ت ضع بيني وبينك اأجيال من الظالل وال صمت اأنا م ستعد لأ شعر بيدك في يدي لكن ي اأعانق الفراغ بغتة فما كنت أاعتقد اأن الو صول اإلى ذلك صعب حتى هذا الحد. اأنت م س م ر في اأفكاري. وعلي اأن ا ب ح ر في البحث عن ف قر ك كالباحث عن زنبقة في مخاطر المفترقات. فتحن ن علي يا اأبي بعيدا كنت اأم قريبا لأنك ال ساهر وحد ك على حياتي. لم ترف ض لي شيئ ا مما طلبت ه منك. وقلبي ينفط ر من التقوى حين أافك ر اأن ك في كل ساعات المرارة هذه اأنت هنا. ا ح ب حتى صورت ك الب سيطة وتمثال ك المزخر ف بالألوان الم ث ب تة على المذبح في ق رى الأرياف الفقيرة حامال الزاوية الث الثي ة الأ ضالع للعمل اأو ع صا اأو م سطرة المقا س ات في يد ك.واأنت ترف ض كل ما ي زعج من ثرثرات م سيح ي فاتر اأو كلمات ك فر ت خر ج من شفاه جاحد. فاقبل مني ما ي ع و ض عنهم. ي ه ز ني توا ض ع ك كالريح في اأعماق البحار. فكل مني بغير ذاك ال صمت الغام ض. اأ ظ ه ر لي ذات ك بهذا العمل ولي س بهيئة الطين والورق لأن ي اأرجو اأن تحيا حق ا في قلبي وفي ري شة قلمي. واإل ساأغرق في الخ يبة. اأعط ني ن عمة اأن اأ لتقي ك وجه ا إالى وجه. أانا الأخير بين النا س. فال شيء في ي شبه ك. من اأجل ذلك ا ح ب ك. اأتو س ل اإليك اأن ت ر س ل لي مالك ك. فكبيرة هي ظ ل ماتي وكثيف الخ ز ف في داخلي فاإن لن ي نف خ مالك ك فيه فال ي مكنني اأن اأراك ول اأن اأ سمع ك لأن اأعذبتي كبيرة من أاجل اإك رام ك أانا في العذاب ول قدرة لي. لقد مز قت أاوراقي مرات عدة كطفل خائب
مجموعة صلوات لآباء ومعل مي الكني سة 183 ي نه ش باق ة ورد. لكني ل ست أانا من ي رغب بذل ك. أانا غير قادر والعار يجتاح ني. اإني اأتهاوى ي منة وي سرة كم ن بم سيرة حج جائع عط شان ي ش ح ذ ال صلوات من كهنة الأرياف ومن الراهبات الب سيطات ومن اأ مراء الكني سة لينال عبقري ة ف ق د ها. كنت اأقب ع من خ ج لي الكبير اأيام ا عد ة! في إانتظار ن فخ ة من المالك. ولم ياأت اأبد ا. وبحث ت عنك يا أابانا في هذه البالد ال شرقية دون جدوى حيث ت كث ر الأريج والخ ضر ة هناك حيث ع شت اأنت ز م ن ا! لكن لم يوافق ك ما ر سمت ه من لوحاتي العديدة. فبقدر ما حاولت اأن أار سم ها اأزهار ا واأع شاب ا ذ ب لت تحت ال شم س أامام متانة الإنجيل. اآه! علي اأن اأن ح د ر الى اأعماق قلبي. اأنت يا م ن ا ستوطن اأر ض الهجرة في م صر مع الوحيد ين ي سوع ومريم: اأخذت هما إالى خا صت ك وهما ف ر ح ك ال صامت وكنت حا ضرا لإنهما سي ضعان ك في كل بقاع الأر ض. يا يو س ف اقترب من كل الذين يعي شون في الع زلة وي ل ف الف شل قلوب هم. تبن اهم! واقبله م في قلب عائلت ك المقد سة. فالحياة قا سية للمتروك لي س له اأم ول زوجة ول أاولد. واإزعاج الآخرين باآلم نا م ذل جد ا. فاأع د الحياة إالى القابعين في صحرائهم تلف ه م الأناني ة. وحين ي طبق ليل العمر على صدور هم وتلت هب ج باه ه م وكالكابو س ي طو قه م الإ ست سالم كح ب ل المن شقة اأو ال سالح لي قت ل هم أار س ل اإليهم في هذا الجفاف ذاك الن سيم العليل الذي اأثلج الحجاب المقد س الذي ي حمي خط يب ت ك. يا اأي ها القد ي س يو س ف كم م ن الوثنيين باركوا هذا الح ضور وهم ل يمتل ك ون سوى بع ض الماأكل لحاجات هم وقد اإ ستقوا براحات أايديهم مياها لي شربوا. و أانا كالفال سفة القدماء اأكتب عظمة الفقر على لوح م ن ذهب واأرفع التعظيم لأمر ل أاحب ه وا مج د ما ل اأقبله اإل م رغم ا بينما اختباأ اأبناء الأمراء وبنات هم في غ ياه ب الديامي س واقتاتوا من الخبز الياب س كرمى لح ب ابن ك الإلهي الذي عا ش معك فقيرا من النا صرة. اآه! اأنا لم أا ستقبل ك في نف سي بالمحب ة الالئقة بك يا اأبا المعوزين! فلن اأتمك ن اإل من الجلو س م تمتم ا على مائدة العامل الذي ي حر م نف س ه والنوم على سرير
184 مجموعة صلوات لآباء ومعل مي الكني سة متخل ع كانا س يحج ون في هذه الدنيا. فطوبى لتالميذ ك الحقيقيين الذين في بيتهم المتوا ض ع ي حر مون أانف س هم عن ماأكل هم ليقد موه لأطفال هم م سرورين! فالى هوؤلء الذين ل ي طلبون اأمرا اآخر قد ا ع د الملكوت. إان كانت الق صائد هي التفتي ش عن ال سماء واإن كان الموت هو اكت شاف لها فالو صول هو اأجمل ما ينال ه ال شاعر. فما اأن ي غم ض اأحد أابنائ ه عينيه يرى كل ما لم ت ر ه عين من ذاك البهاء الذي ما عرفه اأحد اإل بالوم ضات القليلة والإيقاع ال شحيح. فيا يو س ف تذك ر خروج ك من م صر حين انت ه ت الإ ضطهادات وارتفع قو س الق ز ح مع اإنا شيد الب ساتين الخ ضراء. لكن هذه الروائع لي ست ب شيء مقارنة مع تلك التي تاأملت ها حين ا ستراح ت يد الطفل الإلهي كزنبقة على جفنيك لتغم ض عينيك. با ستطاعة الظ ل أان يملك الآن داخل غ رفتي ففي الخارج ت سطع الأنوار. اأنت شاهد لي اأيها القد ي س يو س ف باأن الأفراح الحقيقية التي اأعي شها هي حين اأكون معك في الظل. فحين ت غيب العظمة فكم جميل اأن ن ح ب عملنا واأن ن فاخر باأننا ن شتغل على طاولتك وعائلت نا تتمت ع بر ؤوية اأعمال نا اأقل ه بعين الإيمان المتيق ظة. فكم عاين ي سوع ومريم اأنا سا ي ستخ ف ون بم قد راتك وي ب س طون اأعمال هم الفني ة التقني ة في وجه م حترف ك المتوا ضع وال شريف لكن بيالط س لم ي صنع م غ سلته عندك ول هيرود س سريره ول القي صر كر سي عر ش ه لقد صنعوها في الم ؤو س سات الكبرى لينالوا مجد هم. اأم ا اأنت اأي ها ال شفيع المحبوب ففي قلب الع م ال ذوي الإرادة الح سنة والذين ل يبحثون عن عظمة اأقوياء هذا الدهر قد اأودعت البذور المخفي ة وا سم ها الم حب ة والتي ل ت باع ول ت شت رى. هذه البذور اجعلها ت ثمر ثمارا كثيرة في داخلي وتن شر عطر ها لكيما ي ستطيع ف مي اأن ي رت ل فرحي. هبني هذا الظ ل قبل اأن يموت حب ي.
تف سري الإيقونات واللوحات 185 تف سري الإيقونات واللوحات Interprétation d icônes et de tableaux الخوري شربل مخلوف اإيقونة الهروب اإلى م صر المعانيالالهوتية: عندما ت شرق علينا هذه ال صورة التعليمية للعائلة المقد سة يمكننا ان ن ستخرج عدة معان لهوتية كتبت لتعليمنا الرب ي سوع الى م صر ثم العودة به الى النا صرة. وما ان رحلوا )اي المجو س( حتى تراءى مالك الرب ليو س ف في حلم وقال له "قم خذ الطفل وامه واهرب الى م صر وابق هناك الى ان اقول لك ف سيبحث هيرودو س عن الطفل ليقتله ")متى 2:13 ( في الكتاب المقد س احالم عديدة وجه بها اهلل شعبه والهم ا شخا صا لكي يقوموا باعمال خال صية واقرب تلك الحالم الى حلم يو س ف حلم يعقوب قبيل رحيله الى م صر )تك -4 46:2 ) وفي هذه ال صورة بعد حلم يو س ف تبدا اآلم ي سوع منذ طفولته في هربه الى م صر وفي محاولة قتله بقتل اطفال بيت لحم وفي لجوئ ه الى النا صرة خوفا من ارخيالو س. م صر مالذ تقليدي في الكتاب المقد س وللهرب اليها سوابق عديدة في تاريخ شعب اهلل. اليها هرب ياربعام من وجه الملك سليمان وهرب اوريا من وجه الملك يوياقيم و هرب النبي ارميا ب صحبة عدد كبير من ال شعب )اإر 43 ( فهرب ي سوع اليها يعني ان ي سوع
186 تف سري الأيقونات واللوحات الطفل يج سد شعبه الم ضطهد وعودته منها تعني انه مو سى الثاني مخل ص ذلك ال شعب فقد دعي بني ا سرائيل ابن اهلل )ار 9:31( وي سوع ابن اهلل بنوع ا سمى واعمق وكالهما عا ش غريبا في م صر الى ان دعاه اهلل وخل صه ان عودة ي سوع الى النا صرة تذكر بعودة مو سى الى م صر اذ قال له الرب: ام ض فارجع الى م صر فقد مات جميع الذين يطلبون نف سك )خر 19:4( ي سوع نور العالم في هذه اليقونة نجد ي سوع النور ينير طريق الذهاب الى م صر والعودة منها هذا النور هو المحور لنه ينير طريق المالك الذي يتقدم الم سيرة. هذا النور ي شع من اح شاء مريم الطاهرة القدو سة وينطلق من ح ضنها لينير الم سكونة با سرها. في سوع يقول عن نف سه" انا نور العالم من يتبعني فلن يم شي في الظالم بل يكون له نور الحياة" )يو 8:12 ( انه حكمة اهلل وكلمته فمن يتبع تعليم ي سوع يم شي في النور و يبلغ الحياة البدية انه سلطان النور الذي سيهزم اركون الظالم ) 2 قور 6:14 ( لذلك يوجه الدعوة الى اتباعه من خالل تالميذه الى جميع الذين ي أاتون اليه من كل مكان انه النور الذي يقودنا بامان الى جوار الب الى الحياة البدية )ايو 1:5 ( عندما ظهر المالك ليب شر مريم مثل بين يديها وقال:"ال سالم عليك يا ممتلئة نعمة الرب معك")لو 1:28( وفي هذه ال صورة تمثل كلمة اهلل المتج سدة بين يدي مريم فوق ظهر التان. لقد قال لها المالك سالم اي افرحي وهذا الفرح يغمر اليقونة باكملها. لقد اعطاها المالك ا سما " يا ممتلئة نعمة " وهذا يعنى ان مريم نالت نعمة اهلل وحظوة لديه. يقول لها المالك "الرب معك" يعني انه يرافقك بنوع خا ص وي سهر عليك ويعينك. فهو بين ذراعيها ي سهر عليها وعلى يو س ف المربي البار وال صد يق ويظللهما بفرحه ال سماوي
تف سري الإيقونات واللوحات 187 ونوره البدي. لذلك نجد ان مريم تنظر الى ي سوع وكاأنها تكمل تاأمل ها بكالم المالك. فكما ا ضطربت عند الب شرى و ساألت النف س ما هذا ال سالم فانها تغمر ال سالم بين يديها وتحدق نظرها الى معطي الفرح وال سالم فهي تتامل في نظرها وتحفظ في قلبها و تبتهج في داخلها. وهي التي تن شد ن شيدها "تعظم الرب نف سي وباهلل مخل صي تبتهج روحي لنه نظر الى ضعة امته ")لو 1:46...( اما يو س ف فينظر الى مريم متامال كالم المالك الذي تراءى له في حلم وقال " يا يو س ف ابن داوود خذ مريم امراتك ول تخف فمن الروح القد س ما تحمل")لو 1:20 ( انه ينظر ببهجة وعز وافتخار والفرح يمالأ وجهه والنور يلفه ويغمره. فلي س على وجهه عالمات الخوف او التردد بل عالمات الثقة التامة بقول المالك والفرح في الم سير اذ ل يتكل على ع صاه وكاأنه يواجه التعب بل ت سبقه ع صاه ويم شي فخور الجبين بح سب ما قال المزمور "ع صاك وعكازك هما يعزيانني " فال تعب في هذه ال صورة بل م سيرة ابتهاج لن من يرافق ابن اهلل يمتلئ غبطة وفرحا حتى التان )الحمار( ينتقل رق صا ول ي ضنيه الم سير.فقد تاأم ل القد ي س افرام ال سرياني في موقف يو س ف وقال " قبل يو س ف ابن الب ال سماوي وك أانه مولود جديد وخدمه كاأنه ربه. ابتهج وك أانه الطيبة دائما وبجله وكاأنه البار بامتياز" وحدة الر ض وال سماء في هذه اليقونة نالحظ ان ال سماء والر ض في لون واحد لون النور لون العماق ال سماوي ة يظهر خلف المالئكة ول يف صله افق. نجد الف سحة النورانية وكاأنها حدود لنبعاث النور من وجه ي سوع باتجاه ال سماء والر ض فال ف صل هنا بين ال سماء والر ض بل اتحاد بالنور ومجد في اعال لله و سالم على ار ض لنا س ر ضى. خلف المالئكة نور عظيم وعميق ي ضيء على الر ض ويعك س ا شعة النور ال سماوي على ار ض الب شر فال ف صل بل اتحاد لنه وكما ن صلي في ليتورجيتنا
188 تف سري الأيقونات واللوحات ال سريانية النطاكية المارونية زمن الميالد "قالت ال سماء لالر ض اعطني اأم ا وانا اأعطيك مخل صا" وهكذا صار. ابن اهلل ان سانا ليجعل الن سان ينعم بمجد اللوهة في هذه ال صورة ت صبح الر ض واحة سالم مفعمة بالولدة الجديدة. فلم يعد الن سان بعد الن من ن سل ابيه بح سب الج سد ولكن من ن سل المخل ص الذي صار ابن الب شر حتى ن ستطيع ان ن صير نحن ابناء اهلل لنه ان لم يكن هو الذي نزل الينا بتوا ضعه فال ي ستطيع احد ان ي صل اليه با ستحقاقاته الخا صة. اذا فالذين ما ولدوا بم شيئة لحم ودم ول بم شيئة رجل ف ح س ب بل من اهلل هم ولدوا ليقدموا لالب م صالحة البن المولع بال سالم مديح يو س ف انت الكروب يا يو س ف المختار الحامي الرب. الحار س البكر. في البكر حل رب الكوان الجبار الحاوي الكل المالئ الدهر. لقد صار البن الزلي طفال في ح ضن مريم البتول ونورا تحت انظار يو س ف البار ال صد يق. اختار يو س ف ليكون خادما للتدبير الخال صي و شاهدا ل سر التج سد العجيب. فلي س من مديح يوازي مقام القد ي س ال شريف يو س ف البار الخادم لي سوع وامه والمالزم لهما ليل نهار. لقد حمل على ذراعيه حامل البرايا واهتم بعائل الخالئق. فيو س ف هو المتكلم مع الكلمة الزلي والحار س لمه البتول الطوباوية فال سالم عليك يا مالكا رافق المخل ص ودفع عنه الذى, ال سالم عليك يا بتول حافظا البتول بنت الب وعرو س الروح. ال سالم عليك يا كوكبا منيرا في سماء البيعة ير شد ابناءها الى طريق الهدى. ال سالم عليك يا فخر البرار وا شرف المختارين. ن سالك ان تطلب لنا من النور الذي امام وجهك ان ينيرنا فنوؤمن ايمانك بابن اهلل ون سير على خطاك م ستنيرين بي سوع النور الحق ال تي الى العالم.
ت اأ م الت للقد ي س يو سف - من مار اأفرام ال س رياني ق ب ل ي و س ف ا ب ن الآب ال س م او ي و ك اأ ن ه م و ل ود ج د يد و خ د م ه ك اأن ه ر ب ه. اإب ت ه ج و ك اأن ه الط يب ة ع ي ن ه ا. و ب ج ل ه و ك اأن ه الب ار بام ت ي از. ك م ك ان ت ح ي ر ت ه ك ب ير ة! م ن اأ ي ن ل ي ي ا اب ن الع ل ي اأ ن ت ك ون ل ي اب ن ا غ ض ب ت م ن اأ م ك و ف ك ر ت ف ي ت خ ليت ها. ل م اأ ك ن اأ د ر ك اأ ن ف ي اأ ح ش ائ ه ا ك ن ز ا ك ب ير ا س و ف ي غ ن ين ي ف ج اأة ف ي ف ق ر ي. ظ ه ر د او د الم ل ك ف ي س اللة اأجدادي وت و ج. ي ا ل ل ف ق ر الع ظ يم ال ذ ي ت و ص ل ت اإل ي ه! اإن ن ي ع ام ل ب د ل اأ ن اأ ك ون م ل ك ا ل ك ن ن ي ق د ح ص ل ت ع ل ى الت اج ب م ا اأ ن س ي د الت يج ان ك ل ه ا ي ن ام ع ل ى ص د ر ي. البابا لون الثالث ع ش ر : صالة لمار يو سف شفيع الكني سة العام اإليك نهرع في شدائد نا اإي ها الطوباوي يو سف ون ستغيث واثقين بحمايت ك بعد اأن ا ستعن ا بحماية عرو س ك الكلي ة القدا سة. ون ساألك متو س لين بحق الر باط الوثيق رباط المحب ة الذي وح د بينك وبين العذراء البريئة من العيب اأم اهلل وبالحب الأبوي الذي احت ضنت به الطفل ي سوع اأن تنظر م نع ط ف ا اإلى الميراث الذي اقتناه ي سوع الم سيح بدم ه وت ساعد نا على حاجات نا بما لك من الفعل والم قدر ة يا حار سا جزيل العناية بالعائلة المقد س ة اأي ذ ري ة ي سوع المختارة. يا اأب ا كلي المحب ة ا صرف عن ا وباء الأ ضاليل والمفا سد باأ سر ها. يا ن صير نا القدير ق ف بعطف ك علينا ع ضد ا من ال سماء اإلى جانب نا في هذه المعرك ة بيننا وبين قوات الظالم. وكما خل صت يوما الطفل ي سوع من الخطر العظيم المحد ق بحيات ه هكذا اح م الآن كني سة اهلل المقد س ة من مكايد العداء ومن كل كارثة. ا ب س ط على كل من ا ظ ل حمايتك الدائمة بحيث ن ستطيع على مثال ك وبوا سطة معونت ك اأن نحيا حياة مقد سة ونموت ميتة صالحة وننال ال سعادة الأبدي ة في ال سماوات. آامين.
صالة اخلتام B صالة ل شفاعة القد ي س مار يو سف اأي ها القد ي س الجليل مار يو سف س و س ن الن قاو ة وع ر ف القدا سة الزكي الرائحة المنت خ ب من الثالوث الأقد س م ر ب ي ا اأمين ا لالبن الوحيد الكلمة المتج س د. يا ن موذج الع ف ة ومثال البر يا م ن ا س ت ح ق ق ت اأن ت دع ى ص د يق ا بار ا و ص ف ي ا نقي ا لأن ك ف ق ت طهارة على الب تولين و س م و ت ف ض ال على الآباء والأنبياء ل ك و ن ك ص ر ت اأب ا م ر ب ي ا لي سوع المتاأن س وع رو س ا لمريم البتول والدت ه الكل ية القدا سة وم ساع د ا لهما في احتياجات هما. ففيما نحن متحق قون اأن ما من اأحد قد ا ستغاث بك وخ ذ ل ت ه ول طل ب نعمة من اهلل ب شفاع ت ك اإل نالها. نتو س ل اليك من اأعماق شقائ نا كي ت س ت م د لنا نحن الم ن في ين في هذا الوادي وادي الدموع من سي د نا ي سوع الم سيح نعمة الطهارة ونقاو ة القلب التي ل ي ستطيع اأحد خ ل و ا منها اأن ي شاه د ه تعالى في مجد الفردو س الخالد في ال سماء واأن يم ن ح نا ح ب ا حار ا لي سوع ومريم اقتداء بك ونعمة فع الة لكي ن طاب ق بين اإراد ت نا وم شيئت ه تعالى. ف ك ن لنا اإذ ا اأي ها القد ي س ال شفيع المقت د ر م ر ش د ا وقائد ا ومحام ي ا في هذه الحياة وع ون ا للح صول على نعمة الثبات اإلى الن ف س الأخير لكي نموت نظيرك بين ي د ي ي سوع ومريم. ون شتر ك معك في المجد الأبدي الذي ل يزول ون س ب ح ا سم الرب خال ق نا في ذلك الم ل ك الم خ ل د اإلى اأبد البدين امين. ق د و س أانت يا أاهلل ق د و س اأنت اأي ها القوي ق د و س اأنت يا م ن ل ي موت. اإرحمنا )3( اأبانا الذي في ال سماوات... ال سالم عليك يا مريم... المجد لالآب والبن والروح القد س كما كان في الب دء والآن وعلى الدوام واإلى أابد الآبدين آامين
فهر س القدي سين 1- القد ي س األفون س ماري دي ليغوري موؤ س س رهبنة الفادي الأقد س )1696-1787( عيده في 1 آاب صفحة: 49,26,25 2- القدي سة اآن كاثرين إايميريت ش )1774-1824( عيدها في شباط 9 صفحة: 48 3- القدي س اأ ريجين س )254-185( صفحة: 157,53 4- القدي سة أالي صابات زوجة القدي س زكريا الكاهن ووالدة النبي يوحنا المعمدان صفحة: 152,43 5- القد ي س اأوغ سطينو س ا سقف ومعل م الكني سة )354-430( عيده في 28 آاب صفحة: 154,113 48 6- القد ي س أاولمبيا 361( )408 - عيده في 25 تموز صفحة: 22 7- القد ي س اإيرونيم س )جيروم( ترجم الكتاب المقد س إالى عدة لغات )347-420( عيده في 30 أايلول صفحة: 142,22 8- القد ي س برناردو س 1090( )1153 - عيده في 20 آاب صفحة: 48 9- القد ي س بيار داميان )1072-1007( صفحة: 48 10- القدي سة برناردين دو سيين )1380-1444( عيدها في 20 اأيار صفحة: 48,43 Saint Alphonse de Liguori Sainte Anne Catherine Emmerich Saint Origine Sainte Élisabeth Saint Augustin Saint Olympia Saint Jérôme Saint Bernardin Saint Pierre Damien Sainte Bernardin de Sienne
Sainte Brigitte 11- القدي سة بريجيت صفحة: 48,28 Saint Bonaventure Saint Maden de Sienne 12- القد ي س بوناونتورا 1218( )1274 - عيده في 15 تموز صفحة: 35 13- القد ي س بيمادين دو سيين صفحة: 29 Sainte Bondsiama 14- المكر مة بوندزياما زانيوني صفحة: 31 Saint Paul Apôtre Sainte Paula 15- القد ي س بول س ا ست شهد عام 67 عيده في 29 حزيران صفحة: 21,22,111,113 16- القدي سة ب اول صفحة: 22 Saint Pierre Apôtre Saint Paul Claudel Saint Benedict Saint Justin Saint Thomas d'aquin Sainte Thérèse d Avila 17- القد ي س بطر س ا ست شهد ودفن في روما سنة 67 عيده 29 حزيران صفحة: 172 18- بول كلوديل )1955 1868( صفحة: 175 19- القد ي س بنديكت س )543-480( صفحة: 22 20- القد ي س يو ستينو س 100( )165 - - عيده في 1 حزيران صفحة: 131 21- القد ي س توما الكويني )1225 1274( - عيده في 28 كانون الول صفحة: 104,141,142,156 22- القدي سة تريزيا الأفيالني ة )1515 1582( - عيدها في 15 ت شرين الول صفحة: 22,26,31,39,48,49,168
23- القد ي سة جيرترود )نحو - 621 )659 عيدها 17 آاذار صفحة: 48 24- القد ي س جان اأود 1601( )1680 - عيده في 19 آاب صفحة: 22 25- القدي سة جان دو شانتال 1572( )1641 - عيدها في 12 آاب صفحة: 22 26- القدي س زكريا كاهن ووالد النبي يوحنا المعمدان - عيده في 23 أايلول صفحة: 58 Sainte Gertrude de Nivelles Saint Jean Eudes Sainte Jeanne de Chantal Saint Zacharie Sainte Scholastica Saint Francois D'assise Saint Vincent Ferrier Sainte Jeanne Françoise de Chantal Saint François de Sales Sainte Claire Saint Luc Évangeliste Saint Léonard de Port-Maurice 27- القدي سة سكول ستيكا 480( )543 - عيدها في شباط 10 صفحة: 22 28- القد ي س فرن سي س )1181 1226( - عيده في 4 ت شرين الول صفحة: 22 29 -القد ي س فن سان فيرير )1419-1350( - عيده في 5 ني سان صفحة: 30 30- القدي سة فرن سواز دو شانتال )1641-1572( عيدها في 12 آاب صفحة: 48 31- القد ي س فرن سي س دي سال 1567( )1622 عيده 24 كانون الول صفحة: 22,41,49,65,115,116,173 32- القدي سة كالرا البتول أاول الراهبات الفرن سي سي ات )الكالري س( )1193-1253( عيدها في 11 اآب صفحة: 22 33- القد ي س لوقا "الطبيب الحبيب" عيده في 18 ت شرين الول صفحة: 9,51,97,100,107,149,153,158,160 34- القد ي س ليونارد دو بور موري س 1676( )1751 عيده 26 ت شرين الثاني صفحة: 49
Sainte Marie des Vallées Saint Matthieu Sainte Marguerite de Cortone Sainte Marie-Madeleine de Pazzi Saint Jean de la Croix Saint Jean, Apôtre et Évangéliste Saint Jean Chrysostom Saint Joachim et Sainte Anne Saint Jean le Baptiste Saint Jean XXIII Saint Jean- Paul II 35- القدي سة ماريا دو فالي 1590( )1656 - عيدها في شباط 25 صفحة: 22 36- القد ي س متى النجيلي والر سول - عيده في 16 ت شرين الثاني صفحة: 18 22 44,56 97 105 140,149 37- القدي سة مارغريت دو كورتون 1247( )1297 - عيدها في شباط 22 صفحة: 28 38- القدي سة مادلين دو بازي 1566( )1607 - عيدها في 25 اأيار صفحة: 48 39- القد ي س يوحنا ال صليب )1542 1591( - عيده في 14 كانون الول صفحة: 22 40- القد ي س يوحنا )+110( عيده في 27 كانون الول صفحة: 121 120 115 41 -القد ي س يوحنا فم الذهب )407-349( عيده في 27 كانون الول صفحة: 22,48,142 42- يواكيم وحنة والدا القدي سة مريم البتول - عيدهما في 26 تموز صفحة: 58 43- القد ي س يوحنا المعمدان )2 ق.م - 29( عيده في 24 حزيران صفحة: 121 126 169 44- البابا يوحنا الثالث والع شرون 1881( )1904 - عيده في 27 ني سان صفحة: 153,173 45- القد ي س يوحنا بول س الثاني )2005-1920( عيده في 27 ني سان صفحة: 172