البحوث والتقارير المدرسية في مدارس التعليم الحكومية بسلطنة عمان بين منظور السلعة التجارية ومنظور خدمة الطلبة كما يراها التربويون وأولياء الأمور: دراسة

ملفّات مشابهة
رسالة كلية التمريض: تلتزم كلية التمريض - جامعة دمنهور بتقديم سلسلة متصلة من البرامج التعليمية الشاملة إلعداد كوادر تمريضية ذوى كفاءة عالية فى مهارات ا

دبلوم متوسط برمجة تطبيقات الهواتف الذكية

اململكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة اجملمعة عماده خدمه اجملتمع كليه الرتبية بالزلفي دبلوم التوجيه واالرشاد الطالبي ملخص منوذج توصيف مق

الخطة الاستراتيجية ( 2015 – 2020 )

صندوق استثمارات اجلامعة ومواردها الذاتية ( استثمارات اجلامعة الذاتية ) مركز مركز استثمارات الطاقة املتجددة االستثمارات مركز اإلمام للمالية واملصرفية ا

المواصفات الاوربية لإدارة الابتكار كخارطة طريق لتعزيز الابتكار في الدول العربية

نموذج السيرة الذاتية

PowerPoint Presentation

Diapositive 1

نموذج توصيف مقرر دراسي

1

حقيبة الدورة التدريبية التخزين السحابي Google Drive حقيبة المتدربة إعداد املدربة : عزة علي آل كباس Twitter 1438 ه

جمعية زمزم للخدمات الصحية التطوعية بإشراف وزارة الشؤون االجتماعية تصريح رقم )411( نظام إدارة الجودة Quality Management System إجراءات الئحة تقنية املع

Morgan & Banks Presentation V

الاتصال الفعال بين المعلم والطالب

الرقابة الداخلية والرقابة الخارجية

Microsoft Word doc

حالة عملية : إعادة هيكلة املوارد البشرية بالشركة املصرية لالتصاالت 3002 خالل الفرتة من 8991 إىل مادة ادارة املوارد البشرية الفرقة الرابعة شعبة نظم امل

دائرة التسجيل والقبول فتح باب تقديم طلبات االلتحاق للفصل األول 2018/2017 " درجة البكالوريوس" من العام الدراسي جامعة بيرزيت تعلن 2018/2017 يعادلها ابتد

عناوين حلقة بحث

اإلصدار الثاني محرم 1436 ه الكلية: القسم األكاديمي: البرنامج: المقرر: منسق المقرر: منسق البرنامج: تاريخ اعتماد التوصيف: العلوم والدراسات اإلنسانية رما

Microsoft PowerPoint - Session 7 - LIBYA - MOH.pptx

صندوق استثمارات اجلامعة ومواردها الذاتية ( مركز تنمية أوقاف اجلامعة ) إدارة األصول واملصارف الوقفية إدارة االستثمارات الوقفية إدارة إدارة األحباث وامل

كلية الطب البيطري ملتقي التوظيف الثاني كلية الطب البيطري- جامعة الزقازيق األربعاء 7122/2/72 تحت رعاية رئيس الجامعة: أ.د/ أحمد الرفاعي عميد الكلية: أ.د

الرسالة األسبوعية/ الصف السادس 2018 / 9 - األحد 16 أولياء األمور الكرام : إليكم الرسالة األسبوعية وما سيتم إنجازه هذا األسبوع: األسبوع الماضي : تم اال

الجلسة الأولى: الابتكار والملكية الفكرية

الرلم التسلسل : دراسة تحليلية لواقع الرياضة المدرسية دراسة م دان ة أجر ت على ثانو ات مد نة الوادي لدى الطور الثانوي

حمتويات الدليل رقم الصفحة م املوضوع

Microsoft Word - QA-Reliability

التقريرالسنوي لمالكي الوحدات البيت 52 الفترة من يناير 2017 إلى ديسمبر 2017 تقارير الصندوق متاحة عند الطلب وبدون مقابل

عرض تقديمي في PowerPoint

جامعة حضرموت

ملخص المنظومه

التقديم الإلكتروني

16 أبريل 2019 االطالق الرسمي للجائزة

جامعة الانبار – قسم ضمان الجودة والاعتماد - السيرة الذاتية لعضو هيئة تدريس

Our Landing Page

عرض تقديمي في PowerPoint

االسم الكامل: معيد. الوظيفة: رمي بنت سليمان بن أمحد امللحم. المعلومات الشخصية الجنسية سعودية. تاريخ الميالد 1407/4/19 ه القسم الدراسات اإلسالمية. البر

مخزون الكلنكر الرجاء قراءة إعالن إخالء المسؤولية على ظهر التقرير المملكة العربية السعودية قطاع المواد األساسية األسمنت فبراير 2017 ٣٠ ٢٥ ٢٠ ١٥ ١٠ ٥ ٠

النشر في مجلات ال ISI

نموذج توصيف المقرر الدراسي

المملكة العربية السعودية

الــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ 2017 )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﻣﺎﺭﺱ 2018 الـرقم الــــق

استمارة تحويل طالب يتعلم في الصف العادي لجنة التنسيب إلى )التقرير التربوي( استمارة لتركيز المعلومات حول العالج المسبق الذي حصل علية الطالب\ة الذي يتعل

بسم الله الرحمن الرحيم الخطة الدراسية لدرجة الماجستير في قانون الملكية الفكرية ( مسار الشامل ) 022 ش 5 رقم الخطة أوال : أحكام وشروط عامة : ثانيا : ثال

الــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ 2017 )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 2017 الـرقم الـــ

International Interdisciplinary Journal of Education Vol (6), Issue (10), October 2017 ISSN: PRINT ISSN: ONLINE edit

من نحن يف 2007 / 9 / 2 صدرت جريدة كصحيفة يومية وطنية شاملة تسعى إلى مواكبة التطورات احمللية و االقلميية والعاملية بشكل موضوعي ومبتكر إلى جانب تبني امل

التعريفة المتميزة لمشروعات الطاقة المتجددة في مصر

االبداع في صياغة المواقف المضحكة من خصائص الشخص ذو الذكاء: الفكاهي A. الذاتي B. اللغوي C. العاطفي D. االتصال الذي يتخذ فيه الفرد قراراته بناء على المع

الهيئة الوطنية للتقويم واالعتماد األكاديمي المملكة العربية السعودية نموذج توصيف مقرر دراسي المؤسسة :جامعة المجمعة الكلية/القسم : كلية العلوم والدراسات

الذكاء

الجامعة الاردنية:الصحة النفسية

اسم المدرس: رقم المكتب: الساعات المكتبية: موعد المحاضرة: جامعة الزرقاء الكمية: الحقوق عدد الساعات: 3 ساعات معتمدة نوع المتطمب: تخصص اختياري عنوان المق

بسم الله الرحمن الرحيم

Slide 1

الالئحة التنفيذية لنظام رسوم األراضي البيضاء الفصل األول تعريفات المادة األولى: ألغراض هذه الالئحة يكون للكلمات و العبارات اآلتية أينما وردت فيها المع

نتائج تخصيص طالب وطالبات السنة األولى المشتركة بنهاية الفصل الدراسي الثاني 1438/1437 ه يسر عمادة شؤون القبول والتسجيل بجامعة الملك سعود أن تعلن نتائج

النشرة األسبوعية للواجبات المدرسية الصف: االول أ ب ج د ه و النشرة رقم : 6 اليوم والتاريخ المادة الواجبات اختبار بالدرس الثالث حرف الباء من صفحة 23 إلى

English C.V. أآرم فتحى مصطفى على الاسم :.مدرس الدرجة العلمية : مدرس بقسم تكنولوجيا التعليم - آلية التربية النوعية بقنا - جامعة الوظيفة الحالية : جنوب

. رصد حضور المرأة في وسائل اإلعالم المحلية 2017

هيئة السوق املالية التعليمات املنظمة لتمل ك املستثمرين االسرتاتيجيني األجانب حصصا اسرتاتيجية يف الشركات املدرجة الصادرة عن جملس هيئة السوق املالية مبو

Social Media and Traditional Media Report Nov

دليل المشاركين

وزارة الرتبية الوطنية امتحان بكالوراي التعليم الثانوي الشعبة: تقين رايضي اختبار يف مادة: الرايضيات اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية الديوان الو

) NSB-AppStudio برمجة تطبيقات األجهزة الذكية باستخدام برنامج ( ) برمجة تطبيقات األجهزة الذكية باستخدام برنامج ( NSB-AppStudio الدرس األول ) 1 ( الدرس

مقدمة حظيت الصناعة المالية اإلسالمية منذ انطالقتها باهتمام كبير من قبل المختصين والباحثين والمؤسسات العلمية الداعمة في سبيل تطوير أدواتها لمواكبة النم

1

PowerPoint Presentation

P 0103 مؤشر اإلنتاج الصناعي Indice de la Production Industrielle أكتوبر 2017 Octobre 2017 Indice De La Production Industrielle 2017 نوفمبر Novembre 20

المحاضرة الثانية عشر مقاييس التشتت درسنا في المحاضرة السابقة مقاييس النزعة المركزية أو المتوسطات هي مقاييس رقمية تحدد موقع أو مركز التوزيع أو البيانات

وزارة التعليم العالي والبـحث العلمي


مخطط المادة الدراسية

نموذج )1( الحد الأدنى لمحتوى )الوكالات( الصفحة الرئيسية تحتوي الصفحة الرئيسية العناصر الأكثر أهمية لزائر موقع الوكالة وتوضع فيها الإعلانات والاخبار ال

مشروع قانون المحكمة الدستورية التقرير العليا الرابع والسبعون مشروع قانون مقدم من الحكومة تقرير لجنة الفصل التشريعى األول دور

عرض تقديمي في PowerPoint

السيرة الذاتية للدكتور محمد شلال العاني

8 مادة إثرائية وفقا للمنهاج الجديد األساسي الثامن للصف الفصل الدراسي األول إعداد املعلم/ة: أ. مريم مطر أ. جواد أبو سلمية حقوق الطبع حمفوظة لدى املكتبة

وزارة الترب ة بنك األسئلة لمادة علم النفس و الح اة التوج ه الفن العام لالجتماع ات الصف الحادي عشر أدب 0211 / 0212 األولى الدراس ة الفترة *************

CME/40/5(b) Madrid, April 2015 Original: English لجنة منظمة السياحة العالمية للشرق األوسط اإلجتماع األربعون دبي اإلما ارت العربية المتحدة 5 أيار/مايو

PowerPoint Presentation

مؤتمر: " التأجير التمويلي األول " طريق جديد لالستثمار لدعم وتنمية المشروعات القومية والشركات الصغيرة والمتوسطة تحت رعاية : و ازرة االستثمار و ازرة اال

PowerPoint Presentation

دليل المشاركين

بسم الله الرحمن الرحيم

2

JIB

Flyer حزمة التعليم والمشاركة بادر بالاستفادة من المنح الخاصة بعروض التعليم وأوقات الفراغ

جاهعة الوسيلة هركز الشبكات و أنظوة اإلعالم و االتصال والتعلين الوتلفز و التعلين عن بعد مودل Moodle التعل م نظام استخدام "دل ل االلكترون للطلبة" نظام ا

السياسات البيئية السياسات البيئية 1

الشريحة 1

PowerPoint Presentation

REPUBLIQUE ALGERIENNE DEMOCRATIQUE ET POPULAIRE وزارة التعليم العالي والبحث العلمي Ministère de l enseignement supérieur et de la recherche scientifiq

جامعة الزرقاء المتطلب السابق : الكلية: العلوم التربوية اسم المدرس : د.محمد الشعار القسم: رياض األطفال موعد المحاضرة : عنوان المقرر: : تنمية ال

Microsoft Word - ?????? ??? ? ??? ??????? ?? ?????? ??????? ??????? ????????

نـمو المتعلم

Slide 1

النسخ:

البحوث والتقاريراملدرسية في مدارس التعليم الحكومية بسلطنة عمان بين منظور السلعة التجارية ومنظور خدمة الطلبة كما يراها التربويون وأولياء األمور- دراسة استطالعية Research and school reports in the schools of public education in the Sultanate of Oman between the perspective of commodity and the perspective of service students as seen by educators and parents - a survey Recherches et rapports scolaires dans les écoles d'enseignement public du Sultanat d'oman entre la perspective de la marchandise et la perspective des élèves assistants vus par les éducateurs et les parents - une enquête د. سعود بن مبارك البادري باحث تربوي وزارة التربية والتعليم سلطنة عمان Sd.albadri9@moe.om تاريخ الرسال: 2018/04/26 - امللخص: بسلطنة عمان من وجهة نظر التربويين وأولياء AR EN FR أ. سيف بن بدرالكندي خبير تربوي وزارة التربية والتعليم سلطنة عمان Saif.kindi@moe.om تاريخ النشر: 2018 09/30/ هدفت الدراسة إلى تقص ي واقع البحوث والتقارير املدرسية في مدارس التعلیم الحكومية األمور والتعرف على رؤيتهم املستقبلية لتطوير ذلك الواقع والكشف عن الفروق في واقع البحوث والتقارير املدرسية ورؤيتهم املستقبلية لتطوير ذلك الواقع وفقا ملتغيرات الدراسة. تم تطبيق استطالعا الكترونيا على )158( تربويا وولي امر في جميع املحافظات وأظهرت نتائج الدراسة أن واقع البحوث والتقارير املدرسية تتسم بجهل الطالب بأهمية البحوث والتقارير وكيفية إعدادها وعبء مالي يثقل كاهل ولي األمر وإرهاق الطلبة بكثرة البحوث والتقارير لكل مادة دراسية. كما أظهرت نتائج الدراسة أن الرؤية املستقبلية لتطوير ذلك الواقع تكمن في توفير املصادر الثرية في املدرسة ليتمكن الطالب من إعداد بحثه داخل املدرسة وتدريب الطلبة على البحث والتقص ي والتفكير إليجاد الحل العلمي ألي مشكلة ما وأشارت نتائج الدراسة إلى عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية تعزى ملتغيرات الدراسة وفي ضوء النتائج السابقة خرجت الدراسة بمجموعة من التوصيات لخدمة الحقل. - الكلمات املفتاحية: البحوث التقارير املدرسية السلعة التجارية التربويين أولياء األمور. - Résumé : L'étude visait à explorer la réalité de la recherche et les rapports scolaires dans les écoles publiques d'oman du point de vue des éducateurs et des parents, et à identifier leur vision future pour développer cette réalité et à découvrir les différences entre les écoles publiques d'enseignement à Oman. Selon les variables de l'étude. Les résultats ont montré que la réalité de la recherche et les rapports scolaires est caractérisée par une ignorance de l utilité مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 121

de la recherche et les rapports et de leur préparation, du fardeau financier du parent et de l épuisement des élèves avec beaucoup de recherches et de rapports pour chaque matière. Les résultats de l étude montrent également que la vision future du développement de la recherche et les rapports scolaires est de fournir de riches ressources à l école afin que l élève puisse préparer ses recherches au sein de l école et les former à la recherche, à l enquête et à la réflexion solution scientifique à tout problème. Les résultats de l'étude indiquent qu'il n'y a pas de différences statistiquement significatives en raison des variables de l'étude. À la lumière des résultats précédents, l étude a débouché sur un ensemble de recommandations visant à servir le domaine de l éducation. - Les mots clés : recherches, rapports scolaires, produit commercial, éducateurs, parents d élèves. - summary: Through listening to a lot of attitudes from the parents of students and complain of some requests of teachers it has financial burdens on the guardian, and watched many situations that occur in commercial libraries, and the influx of parents and some students to buy research and reports at varying rates between each library and the questions of the State Council On the importance of scientific research in Omani schools. So the study aimed to investigate the reality of research and school reports in Oman's government education schools from the point of view of educators and parents, to identify their future vision to develop this reality and to find out the differences in the public education schools in Oman According to the variables of the study. The researchers followed the descriptive approach to applying the study, through the establishment of an electronic survey on research and school reports verified its validity and stability, consisting of two axes; the reality of research and school reports in the schools of public education and the future vision for the development of that reality. the electronic survey was conducted on (158) educational and guardian in all governorates. The results showed that the reality of research and school reports is characterized by ignorance of the importance of research and reports and how to prepare them, financial burden of the parent, the exhaustion of students with a lot of research and reports for each subject and the period of assignment of students to prepare research and reports is very short. 2018 مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 122 سبتمبر

The results of the study also show that the future vision for the development of research and school reports is to provide rich resources in the school so that the student can prepare his research within the school, training students to research, investigate and think about finding a scientific solution to any problem, pay attention to how to evaluate research and school reports and encourage outstanding research and school reports both locally and internationally. The results of the study indicate that there are no statistically significant differences due to the variables of the study. In the light of the previous results, the study came out with a set of recommendations to serve the educational field; the need to provide specific resources for the preparation of research and reports within the school, the need to allocate formal quotas for students in the Learning Resource Center or the computer lab for school research, the need to clarify the bases and criteria for writing research and school reports in the evaluation document for each subject and Students must be required to write a report or search a number of pages, and to refrain from ready-made research from commercial libraries. - Keywords: research, school reports, commercial product, educators, Parents. - مقدمة: يعتبر التعليم بكافة أصنافه ومراحله أحد ركائز الدولة العصرية ودعامة أساسيه تستند عليها الحركة التنموية والتطويرية في أي بقعة جغرافية تنوي التقدم وإصالح املجتمع املدني الذي تشرف عليه. ويعتبر النظام التعليمي جزءا حيويا من النظام املجتمعي ألي أمة من األمم ولعل العالقة الجدلية القائمة حول مدى تأثير وتأثر كل منهما باآلخر تؤكد حيوية دور النظام التعليمي وتأثيره على املجتمع وال تتعارض مع كون السياسة التعليمية جزءا من السياسة العامة للمجتمع )املهدي وآخرين 2014(. ويتضح دور وزارة التربية والتعليم في سلطنة عمان من خالل العمل على تحديد معايير التعليم والتعلم وفق املستجدات التربوية والتعليمية وتطوير البرامج التعليمية وفقا لفلسفة التربية والتعليم واألهداف الوطنية في نطاق السياسة العامة للدولة كما تتولى وزارة التربية والتعليم إدارة التعليم املدرس ي لجميع املراحل الدراسية في الصفوف )12-1( وتشمل مسؤولية الوزارة بناء املناهج وتصميم الكتب املدرسية واإلشراف على سير العمل في املدارس وتقديم الدعم الفني واإلداري للهيئات التدريسية واإلدارية باملدارس وتطوير آليات تقويم أداء الطلبة. ومن أجل تحقيق أهداف العملية التعليمية البد من االعتماد على أدوات التقويم الجيدة التي تقيس أداء الطالب في الجانبين العملي والنظري حيث تتمثل أدوات التقويم في النماذج التقويمية 2018 مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 123 سبتمبر

واالختبارات التحريرية حيث يخضع الطالب إلى االختبارات النظرية التي تقيس الجانب النظري لديه وقياس أداء الطالب في الجانب العملي من خالل املالحظة الحاذقة لتقييم املهارات العملية. وهذا ما يبرر عدم فاعلية وسائل تقويم الطلبة لكونها تقليدية من أهم أسباب ضعف التعليم )البادري 2014(. ويعد التحصيل الدراس ي املدخل الرئيس في التعرف على مشكالت رسوب أو إخفاق الطلبة في املدارس الحكومية والذين ال يستطيعون أن يكونوا مثل أقرانهم من الطلبة اآلخرين في قدرة التعلم واكتساب املعلومات املختلفة مما يؤدي إلى كثرة شكوى املعلمين واإلدارة املدرسية وأولياء األمور من أن هؤالء الطلبة ال فائدة ترجى من تعليمهم والسبب في ذلك يعود إلى أنهم قد ال يدركون األسباب الحقيقية لهذا اإلخفاق أو االنخفاض في درجات هؤالء الطلبة وبالتالي انخفاض تحصيلهم الدراس ي املتواصل واملستمر والنتيجة النهائية هي الرسوب والبقاء في الفصول نفسها لعدة سنين دون وجود معالجات جذرية وحقيقية للمشكلة وأسبابها )البادري 2008 ص. 70-69(. وبالتالي يؤدي إلى الهدر البشري واملالي املتمثل في مشكالت الرسوب واإلعادة واالنقطاع عن الدراسة )البادري 2014(. وبناء عليه فإن املدرسة يقع على عاتقها أكثر من تزويد الطالب باملعلومات واملعارف بل تتعداها إلى تعليمه كيف يوظف هذه املعلومات واملعارف التي اكتسبها في حياته العملية وكيف يستخدمها في حل مشكالته وتنمية نفسه ومجتمعه وهذا ما يجعل للتعليم قيمة ومعنى وأثرا في حياة اإلنسان )البادري 2016( وينادي خبراء املناهج بضرورة غرس االتجاهات اإليجابية في نفوس التالميذ وذلك حتى يقبل التالميذ على العلم والدراسة بنفس متشوقة للتعليم وهذا في حقيقة األمر ال يأتي إال من خالل البحث والتقص ي عن الوسائل والطرق التي تساعد التالميذ على تبني اتجاهات إيجابية نحو التعليم )البادري.)2010 لذا شرعت الوزارة ومن خالل وثائق التقويم املستمر للمواد الدراسية إلى تحفيز الطلبة على إعداد البحوث والتقارير املدرسية وليس ادل على ذلك من وثيقة تقويم املهارات املوسيقية إذ على الطالب أن يقدم عمل واحد فقط خالل العام الدراس ي من عمل الطالب بمفرده أو مجموعة من الطلبة متفقين بحيث يتم تنفيذ خطوات تقيم املشروع خطوة خطوة داخل املدرسة وبخط يد الطالب فقط ويكون ذلك في حصص النشاط وأوقات الفراغ لدى الطالب وتحت إشراف املعلم سواء مع املجموعة أو منفرد وكمثال على ذلك بحث قصير عن شخصية موسيقية أو عصر من العصور املوسيقية لآلالت املوسيقية والتخت العربي واألوركسترا أو احد الفنون الشعبية أو أي موضوع يختاره الطالب على أن ال تقل عدد صفحاته عن خمس صفحات مكتوبه بخط يد الطالب نفسه مدعومة بالصور املوضحة للموضوع أو من خالل تقرير يتكون من صفحتين إلى ثالث صفحات مدعمة بالصور الهدف من اختيار املوضوع مبررا رأيه في اختياره للموضوع )وزارة التربية والتعليم 2013/2012(. مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 124

فقد أصبحت الحاجة إلى البحث العلمي في وقتنا الحاضر أشد منها في أي وقت مض ى حيث أصبح العالم في سباق محموم للوصول إلى أكبر قدر ممكن من املعرفة الدقيقة املثمرة التي تكفل الراحة والرفاهية لإلنسان وتضمن له التفوق على غيره وبعد أن أدركت الدول وخصوصا املتقدمة منها أهمية البحث العلمي وعظم الدور الذي يؤديه في التقدم والتنمية أولته الكثير من االهتمام وقد مت له كل ما يحتاجه من متطلبات سواء كانت مادية أو معنوية إذ أن البحث العلمي ي عتبر الدعامة األساسية لالقتصاد والتطور وي عد ركنا أساسيا من أركان املعرفة اإلنسانية في ميادينها كافة كما يعد أيضا السمة البارزة للعصر الحديث فأهمية البحث العلمي ترجع إلى أن األمم أدركت أن عظمتها وتفوقها يرجعان إلى قدرات أبنائها العلمية والفكرية والسلوكية )البادري 2018 ص. 241(. حيث تعد مهارات البحث العلمي من املبادئ املهمة في فلسفات التعليم الحديثة وتهدف إلى تدريب املتعلمين على املالحظة والتحليل والتجريب واالستكشاف في املواقف التعليمية املتنوعة. وتنبثق من هذا املبدأ أهداف تنمية مهارات التفكير العليا وتوفير بيئات تعلم محفزة على التفكير واالستكشاف والبحث العلمي واالبتكار وتقدير املوهوبين والباحثين واملبتكرين من الشباب ودعمهم وتنمية مهارات البحث العلمي واالستنتاج واالستقساء وتشجيع ثقافة البحث العلمي واالبتكار لدى املتعلمين وفي أوساط املجتمع )مجلس التعليم 2017(. ولعل أهم مصدر لتشجيع تلك الثقافة هي املكتبات املدرسية )مصادر التعلم( والتي تعتبر الشريان الرئيس ي والعمود الفقري للمدرسة وللبحث العلمي. فاملكتبة املدرسية تتيح الفرصة أمام التالميذ الستخراج املعلومات بأنفسهم وهذا ما يساعدهم على إثراء مبدأ التعليم الذاتي وتساعد على تنشئة الطالب من خالل أهدافها التعليمية ففي املجال التربوي»تعمل على تنمية املهارات وتوجيهها واالستعانة بالقراءة واالطالع لتنمية ميول التالميذ القرائية وتعمل على التشجيع على القراءة وغرس عادة حب القراءة وتعليم احترام الكتب وتقديرها )دكاك 2012(. كما أنها تلعب دورا كبيرا في عملية البحث العلمي إذ تقدم خدماتها للطلبة واملعلمين على حد سواء وتبرز أهميتها من خالل ما توفره من مصادر معلومات من شأنها تدعيم البحوث العلمية والنهوض بها إلى أرقى املستويات حيث يمكن أن تساهم املكتبة في دعم البحث العلمي من خالل تغطيتها لكل الدوريات واملجالت والكتب واألطروحات ذات القيمة في شتى املواد واملقررات الدراسية. ناهيك كذلك عن البيئة اإللكترونية الداعمة للبحوث والتقارير والتي تمتاز بها املكتبات املدرسية من خالل استخراج الكم الهائل للمعلومات عن طريق شبكة األنترنت الدولية والتي يمكن أن تقدم إجابات على استفسارات الطلبة نحو موضوع معين والحصول على نصوص كاملة في املقاالت والكتب والدوريات اإللكترونية التي تصدر عن مؤسسات التعليم العالي. مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 125

ومن الدراسات ذات العالقة بموضوع املكتبات املدرسية دراسة شان )2008 )Chan, إلى مدى تأثير املدرسة واملكتبات على إنجاز الطالب وما هي اآلثار املترتبة على هذا األثر تم ذلك باستخدام مناهج كمية ونوعية لذا فإن الدراسات التي تم النظر فيها تؤيد الرأي القائل بأن خدمات املكتبة املدرسية لها تأثير إيجابي على تحصيل الطلبة. وتشير األدبيات أيضا إلى أن هذه األدلة لم يكن لها تأثير كبير على تطوير املكتبات املدرسية ويرجع ذلك أساسا إلى اآلراء الراسخة للمعلمين واإلداريين الذين يرون مكتبة املدرسة باعتبارها ذات تأثير سطحي على عملية التعليم والتعلم. وتقترح الدراسة أن املكتبات املدرسية تحتاج إلى أن تكون أكثر وضوحا وتمول لتطوير خدماتها. إال أن هناك أصواتا تتعالى مفادها أن تلك البحوث والتقارير املدرسية تتسابق املكتبات التجارية على إنجازها وتحقق منها دخال إضافيا مليزانياتها ولألسف الشديد أصبح من السهل على كثير من الطلبة اللجوء إلى املكتبات التي تقوم بعمل البحوث وهذا عن طريق قيام بعض الطلبة بشراء البحوث الجاهزة حيث يكتفي الطالب بتحديد عنوان البحث امل كلف به ليتمكن في نفس الوقت أو بعد فترة من استالمه وغالبا ما تكون البحوث مكلفة ماديا وتختلف أسعارها من مكتبة إلى أخرى بناء على األوراق املطبوعة وهذا ما يخلق واقعا مريرا بالنسبة لواقع البحوث والتقارير املدرسية. ولقد تطرقت العديد من الصحف اليومية إلى الكشف عن ذلك فترى البلوش ي )2015( أن شراء األبحاث أمر مؤسف غير قانوني ويعتبر نوعا من أنواع الغش وأن بعض األهل يشجعون أبناءهم على الشراء فيما يتغاض ى األساتذة رغم إدراكهم بأن الطالب لم ينجز بحثه بمفرده وهي حالة شائعة في كل املراحل من االبتدائية إلى املراحل الجامعية املختلفة إذا يقوم ولي األمر أو محالت القرطاسية التي تتكسب من ذلك عبر توفير بحث مقتبس بالكامل من األنترنت متغافلين ومتناسين خطورة وفداحة هذا األمر الذي ينش ئ جيال اتكاليا تماما يفتقر إلى أبسط مهارات البحث والقدرة على استخراج املعلومة وتوظيفها إال أنه وفي ذات الوقت يجب التأكيد على ضرورة تعليم الطلبة كيفية كتابة البحوث العلمية بين الطالب كحل أساس ي للتخلص من هذه الظاهرة على أن يكون ذلك ضمن مقرر إلزامي. وال يجد الصغير )2009( عذرا للنظام التعليمي الذي أدى بدوره إلى تفاقم ظاهرة شراء البحوث كأنه سلعة تجارية واالستعانة باآلخرين لكتابتها ألنه لم يول البتة عناية بإكسابهم مهارات وأسس مهارات البحث وهو األمر الذي ول د نقص خبرة وتجربة وتأهيل الزم حملوها معهم إلى رحاب جامعاتهم. وذلك أيضا يعود إلى عدم إيالئنا أهمية كافية بكيفية القيام بكتابة بحث علمي وتؤسس له في مراحل ما قبل املرحلة الجامعية وعطفا على ما سبق يجب توجيه األساتذة الستخدام طرق ووسائل تدفع بالطالب حتى يقوم بكتابة البحث بنفسه وإنشاء جائزة علمية للبحوث الطالبية رغبة في تحفيزهم وتشجيعهم على كتابة بحوثهم بأنفسهم والتشديد على األساتذة بضرورة قراءة بحوث الطالب وتزويد الطالب شفويا وكتابيا بمالحظاتهم وتعليقاتهم حتى يشعر الطالب باهتمام األستاذ ومتابعته ملا كتبه وتوجيه األساتذة بالعمل على مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 126

التنسيق فيما بينهم بحيث ال تتم مطالبة كل واحد منهم الطالب بكتابة بحوث رئيسة و في الفصل الواحد وإقرار مادة في املرحلة الثانوية مختصة في البحث ليكون الطالب الجامعي مهيأ للعمل البحثي. ويثبت الزهراني )2016( أنه وفي اآلونة األخيرة انتشرت ظاهرة بيع البحوث الدراسية على طالب وطالبات التعليم العام والجامعات من قبل بعض املكتبات إذ تخصص هذه املكتبات عدد من لعدد املتخصصين في كتابة البحوث العلمية مقابل مبالغ مالية تتفاوت ما بين العالية جدا واملتوسطة وفقا كلمات البحث في بعض األحيان بينما توجد حسابات خاصة على وسائل التواصل االجتماعي من داخل وخارج اململكة إلعداد وبيع البحوث العلمية لدرجتي البكالوريوس واملاجستير بل حتى لدرجة الدكتوراه في كثير من األحيان ولعالج ذلك البد على القطاعات البحثية والجمعيات العلمية في الجامعات واملراكز واملعاهد أن يكون لهم دور فاعل في تنمية مهارات الطالب البحثية وأن ه البد أيضا من مناقشة الطالب أو الطالبة شفهيا إذ سيقلل ذلك من عدم اقتباس البحث مشددة على ضرورة عدم منح الطالب أو الطالبة أي درجة على جزء األدبيات وذلك عند إثبات عملية االقتباس أو النسخ. وفي ذات املوضوع أكد طالب بجامعة قطر أن الفترة الحالية تشهد إقباال من بعض الطالب على شراء األبحاث الجامعية الجاهزة من املكتبات أو تكليف أحد املتخصصين بعمل البحوث لهم مشيرين إلى أن تلك الظاهرة تنشط مع اقتراب امتحانات الفصل الدراس ي الحالي. وأشاروا خالل استطالع رأي إلى انتعاش تجارة األبحاث الجامعية حيث تشهد بعض املكتبات إقباال من الطالب على شراء األبحاث العلمية ومشروعات التخرج للعديد من الكليات واألقسام والبرامج الدراسية وتفاديا لتلك الظاهرة يجب عدم تساهل بعض األساتذة في مناقشة الطالب حول املصادر واملراجع التي اعتمد عليها في إعداد بحثه )جريدة الوطن 2017(. ويرى البطيح )2005( أن مراكز خدمة الطالب تحولت إلى ما يشبه البقاالت لبيع البحوث الجاهزة للطالب قبل االمتحانات وحذر من أن الظاهرة تهدد بتفريغ العملية التعليمية من مضمونها خاصة أن الهدف من تكليف الطالب بإعداد بحوث بأنفسهم وتقديمها في نهاية كل فصل دراس ي هو تدريبهم على اكتساب مهارات البحث العلمي وتنمية قدراتهم على التفكير العلمي والتعليم الذاتي. وأن أسعار بيع البحوث في املراكز تراوحت بين 100-120 رياال سعودي للبحث املمتاز وعدد صفحاته 50 صفحة و 70-85 رياال للبحث الذي يتراوح عدد صفحاته بين 40-30 صفحة والبحث الذي يتراوح عدد صفحاته بين 20-25 صفحة فيتراوح سعره بين 30-60 رياال والبحث العادي وال يزيد عدد صفحاته على 15 صفحة فيتراوح سعره بين 25-20 رياال فقط. كما هدفت دراسة منصور )2013( إلى التعرف على املشكالت التي يواجهها طلبة الجامعات والكليات في فلسطين في إعداد بحث التخرج وسبل مواجهتها ومن اهم املشكالت التي يواجهها طلبة الجامعات والكليات في فلسطين من خالل املقابالت التي أجريت مع عينات من الطلبة ومدرس ي املساقات مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 127

املختلفة إلى وجود كثير من املشكالت تتفاوت بين القوة والضعف بحسب الطلبة وتخصصاتهم كقلة تعرض الطالب لنشاطات بحثية قبل دراسته ملقرر مشروع التخرج وقلة الخبرة في استخدام األنترنت في البحث وقلة الخبرة في إعداد خطة البحث ونقص الخبرة في جمع بيانات البحث وضعف في توثيق البحث. وأما سبل مواجهة تلك املشكالت فيمكن في ضرورة تأهيل الطلبة في استخدام الحاسوب واألنترنت في البحث العلمي وزيادة تأهيل الطالب في البحث العلمي من خالل ربط متطلبات املقررات الدراسية بنشاطات البحث العلمي املختلفة وتقوية قدرات الطالب البحثية من خالل االطالع والتحليل ألبحاث من نوعية جيدة. وتأسيسا ملا سبق تأتي هذه الدراسة ملحاولة الكشف عما إذا كان واقع البحوث والتقارير املدرسية في مدارس التعلیم الحكومية بسلطنة عمان كسلعة تجارية رائجة في محافظات السلطنة واستنباط الرؤية املستقبلية املقترحة لتطوير ذلك الواقع كما يراها التربويون وأولياء أمور الطلبة. - الشكالية: نبعت مشكلة الدراسة من خالل عمل الباحثان في وزارة التربية والتعليم وتواصلهم الدائم مع أركان الحقل التربوي - وكونهم أولياء أمور كذلك - فقد استشعرا باملشكلة من خالل سماع الكثير من املواقف من أولياء أمور الطلبة وتذمرهم من بعض طلبات معلمي املواد الدراسية التي تثقل كاهلهم املادي كما أنهما تلمسا الكثير من املواقف التي تحدث في املكتبات التجارية وتوافد أولياء األمور وبعض الطلبة لشراء بحوث وتقارير بأسعار متفاوتة بين كل مكتبة وأخرى. وتعزيزا ملشكلة الدراسة فقد أثار مجلس الدولة تساؤالت حول البحث العلمي في السلطنة عبر رسالة موجهة إلى املديريات العامة لتطوير املناهج وتنمية املوارد البشرية واملحافظات التعليمية "انتشرت في أوساط العامة مقولة بحث بريال وذلك انعكاسا ملفهوم خاطئ في تطبيق إعداد املشروعات الصغيرة من قبل الطلبة وهي املشروعات التي يتطلبها املنهج الدراس ي وال تزال املمارسة مستمرة مع علم الهيئة التدريسية أن هذه املشروعات تعد في املكتبات العامة بينما يقض ي الفهم أن يقوم الطالب بجهده الخاص في كيفية البحث من خالل توجيه املعلم فما تعليقكم على ذلك " وعطفا على مما سبق فان البحوث والتقارير املدرسية التي تعد في املكتبات التجارية ت عد سلعا تجارية رائجة وذات أسعار متفاوتة مما يستوجب التعرف عن كثب حول واقع البحوث والتقارير املدرسية في مدارس التعلیم الحكومية بسلطنة عمان والرؤية املستقبلية لتطوير ذلك الواقع. - أسئلة الدراسة: 1- ما واقع البحوث والتقارير املدرسية في مدارس التعلیم الحكومية بسلطنة عمان كما يراها التربويون وأولياء أمور الطلبة مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 128

ح- 2- ما الرؤية املستقبلية لتطوير البحوث والتقارير املدرسية في مدارس التعلیم الحكومية بسلطنة عمان كما يراها التربويون وأولياء أمور الطلبة - فرضيات الدراسة: - ال توجد فروق ذات داللة إحصائية حول واقع البحوث والتقارير املدرسية الرؤية املستقبلية لتطويرها كما يراها التربويون وأولياء أمور الطلبة تعزى ملتغيرات صفة العينة املستهدفة والنوع االجتماعي وقطاع العمل والحالة االجتماعية. - أهمية الدراسة: تستمد هذه الدراسة أهميتها في تكوين ثقافة بحثية بسيطة لدى الطلبة وهم على مقاعد الدراسة وتسليحهم بما ينجم عنها من علم ومعرفة ترافقه بعد تخرجه وأهمية البحث العلمي الذي من خالله يتعلم الطالب كيفية اكتشاف مشكالت املستقبل والبحث عن أسبابها وإيجاد الحلول لها من خالل اتباعه خطوات علمية سليمة وأهمية التقويم الذي من خالله يمكن التعرف على مدى تطور العملية التعليمية برمتها من خالل التعرف على نقاط القوة والضعف في أهم مخرج من مخرجاتها أال وهو الطالب والتعرف على واقع تلك البحوث والتقارير املدرسية والرؤية املستقبلية املقترحة من قبل أفراد العينة لتطويرها وبالتالي الخروج بتوصيات ومقترحات ينتظر أن تستفيد وزارة التربية والتعليم منها. وبالتالي توجيهها حسب القنوات املعنية لترى النور بإذن هللا. - أهداف الدراسة: تهدف الدراسة إلى تقص ي واقع البحوث والتقارير املدرسية في مدارس التعلیم الحكومية بسلطنة عمان من وجهة نظر التربويين وأولياء األمور والتعرف على رؤيتهم املستقبلية لتطوير ذلك الواقع والكشف عن الفروق في واقع البحوث والتقارير املدرسية ورؤيتهم املستقبلية لتطوير ذلك الواقع في مدارس التعلیم الحكومية بسلطنة عمان وفقا ملتغيرات صفة العينة املستهدفة والنوع االجتماعي وقطاع العمل والحالة االجتماعية. دود الدراسة: تتمثل الحدود العلمية في واقع البحوث والتقارير املدرسية والرؤية املستقبلية لتطويرها. - الحدود املكانية: محافظات سلطنة عمان. - الحدود الزمانية الفصل الدراس ي الثاني 2018 م. - الحدود البشرية: املنتسبين لقطاعات العمل )عام -خاص -عسكري وأمني(. مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 129

- مصطلحات الدراسة: - البحث :)Research( يعرفها عبيدات وآخرين بأنها مجموعة من الخطوات املنظمة التي يقوم بها اإلنسان مستخدما األسلوب العلمي وقواعد الطريقة العلمية في سعيه لزيادة سيطرته على بيئته واكتشاف مظاهرها وتحديد العالقات بين هذه الظواهر )البادري 2016 ص. 13(. - التقرير( Report ) : ويقصد به النص املكتوب الذي يعده الطالب في حدود )200-300( كلمة )من صفحة إلى صفحتين( ليصف فيه الطالب شيئا شاهده أو مكانا زاره أو تجربة عملية قام بها أو يلخص موضوعا قراه أو يعرض رأيا في مسألة درسها ونحو ذلك ويمكن للطالب اإلشارة إلى املصادر التي رجع إليها فيما كتب إن وجدت )وزارة التربية والتعليم 2014/2013(. - البحث املدرس ي: هو نوع من البحوث املبسطة ينفذها الطلبة في املدارس تحت إشراف املعلم وتعتمد على استخدام مصادر املعلومات املناسبة من املكتبة أو مركز مصادر التعلم أو املكتبات العامة وقد يحدد املعلم هذه البحوث من خالل األنشطة البحثية املرافقة للمنهاج )ذياب وآخرون 2017(. - السلعة التجارية: وهي البحوث والتقارير التي ت عد في املكتبات التجارية وتستنفد مبالغ إلعدادها ويتكبد ولي األمر دفع أثمانها وإجرائيا: ا لدرجة التي يحصل عليها أفراد العينة على ب عد واقع البحوث والتقارير املدرسية في مدارس التعليم الحكومية. - الرؤية املستقبلية: املفاهيم واملبادئ واألفكار التي تحدد املسارات املستقبلية للبحوث والتقارير من خالل خطط علمية مدروسة وآليات وأساليب متنوعة لتطويرها من أجل خدمة الطلبة في املدارس الحكومية. وإجرائيا: الدرجة التي يحصل عليها أفراد العينة على ب عد الرؤية املستقبلية لتطوير البحوث والتقارير املدرسية. - منهج الدراسة: إن املنهج الوصفي كما يراه الباحثان هو املنهج املناسب لتطبيق الدراسة من خالل اطالعهما على أدبيات الدراسة النظرية ودراساتها السابقة املتعلقة بالظاهرة ساعيين في ذلك إلى التعرف على واقع البحوث والتقارير املدرسية في مدارس التعلیم الحكومية ورؤيتهم املستقبلية لتطوير ذلك الواقع. - عينة الدراسة: تم تطبيق االستطالع عشوائيا على التربويين وأولياء األمور في جميع املحافظات وقد اعتمد الباحثان رابطا الكترونيا تم توزيعه ونشره من خالل رسائل الواتس ومجموعات الفيس بوك وتثبيت االستبانة في سبلة التعليم واألنشطة التربوية ملدة خمسة أيام على الرابط https://goo.gl/forms/edunpo8lbxdooupw1 وقد ق درت عدد الزيارات ب )142( زائرا. وعطفا على ما سبق فقد تكونت عينة الدراسة من )158( فردا )95 ) تربويا و) 63 ( ولي أمر. مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 130

م 1 2 - أدوات الدراسة: شرع الباحثان في بناء أداة الدراسة باالعتماد على املصادر واملراجع ذات العالقة بمتغيرات الدراسة وسيتم في الصفحات القادمة استعراض إجراءات البناء والهدف منها ووصفا لألداة املستخدمة في الدراسة ثم خصائصها السيكومترية. - استطالع حول البحوث والتقاريراملدرسية: لبناء االستطالع تم مسح مصادر األدب التربوي لالطالع على ما ورد بها من دراسات سابقة وأدوات تتعلق بالبحوث والتقارير بشكل عام ويهدف االستطالع إلى تقص ي واقع البحوث والتقارير املدرسية في مدارس التعلیم الحكومية والتعرف على رؤيتهم املستقبلية لتطوير ذلك الواقع والكشف عن الفروق وفقا ملتغيرات الدراسة وتتم االستجابة على االستطالع وفقا لتدرج رباعي )موافق - موافق متوسطة - موافق قليلة - غير موافق( والجدول )1( يوضح ذلك. جدول )1(: أبعاد استطالع البحوث والتقاريراملدرسية في صورتها األولية أبعاد استطالع البحوث والتقارير املدرسية واقع البحوث والتقارير املدرسية الرؤية املستقبلية للتطوير الفقرات 12-1 30-13 عدد الفقرات 12 18 30 30-1 االستطالع ككل - الخصائص السيكومترية للمقياس في الدراسة الحالية: الستخالص الخصائص السيكومترية لالستطالع تم عرضه على عدد من املحكمين كما في امللحق )1( وذلك للتحقق من مدى مالئمة تعليمات االستطالع وفقراته ألفراد العينة وقد تم إجراء التعديالت الالزمة على االستطالع بناء على مالحظاتهم من خالل إعادة صياغة بعض الفقرات وحذف فقرتان في البعد األول وإضافة فقرتان في نفس البعد وحذف فقرتان وإضافة اربع فقرات في البعد الثاني وبذلك اصبح عدد الفقرات )32( فقرة البعد األول )13( فقرة والبعد الثاني )19( فقرة كما تم التحق من صدق االتساق الداخلي للمقياس عن طريق حساب معامالت االرتباط بين درجات فقرات االستطالع وبين الدرجة الكلية للبعد الذي تنتمي إليه الفقرة والجدول )2( يوضح ذلك. جدول )2(: معامالت االرتباط بين درجة كل فقرة والبعد الذي ينتمي إليه في االستطالع الرؤية املستقبلية للتطوير واقع البحوث والتقارير املدرسية االرتباط م االرتباط م االرتباط م االرتباط م االرتباط م.779// 28.698** 21.583* 14.338// 8.520* 1 مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 131

.871** 29.742** 22.294// 15.353// 9.173// 2.140// 30.795** 23.786** 16.289// 10.556* 3.349// 31.867** 24.626* 17.651** 11.556* 4.306// 32.591* 25.867** 18.379// 12.366// 5.567* 26.322// 19.483// 13.270// 6.435// 27.213// 20.084// 7 // غير دالة ** دالة عند مستوى 0.01 *دالة عند مستوى 0.05 يتضح من الجدول السابق أن )2( فقرات حققت ارتباطات دالة عند مستوى 0.05 و) 8 ( فقرات عند مستوى 0.01. باستثناء )17( فقرات لم تكن دالة مع درجات األبعاد التي تنتمي إليه ووفقا ملعيار ايبل Eble الذي ينص على أن الفقرات ذات االرتباط السالب أو التي تقل عن )0.18( تعد فقرات ضعيفة وينصح بحذفها أما الفقرات التي يتراوح ارتباطها بين )19. - -38.( فهي فقرات جيدة وأما التي بلغ ارتباطها )0.39( فأكثر فهي ممتازة )يعقوب وأبو فودة 2012( وبناء عليه فإن جميع الفقرات تجاوزت االرتباط ) 0.18 ( مما يدلل على أن جميع الفقرات ممتازة وصالحة للتطبيق األساس ي. باستثناء )3( فقرات تم حذفها فقرتان من بعد واقع البحوث والتقارير املدرسية وفقرة واحدة من بعد الرؤية املستقبلية للتطوير. - ثبات االختبار: وللتحقق من ثبات االستطالع تم تطبيقه على عينة استطالعية تكونت من )15( فردا )خارج عينة الدراسة( وباستخدام معامل الفا كرونباخ بلغ معامل الثبات لالستطالع ككل )813.( وذلك يعني أن االستطالع بشكل عام يتسم جيدة من الثبات ويمكن االعتماد عليه في التطبيق الفعلي. وبعد إجراء التعديالت الالزمة وفق آراء املحكمين وبناء على نتيجة صدق االتساق الداخلي فإن االستطالع بصورته النهائية ملحق )3( تكون من )29( فقرة والجدول )3( يوضح ذلك. جدول )3(: استطالع البحوث والتقاريراملدرسية في صورته النهائية ثبات الفاكرونباخ عدد الفقرات الفقرات أبعاد استطالع البحوث والتقارير املدرسية م.606 11 11-1 واقع البحوث والتقارير املدرسية 1.886 18 29-12 الرؤية املستقبلية للتطوير 2.813 29 29-1 االستطالع ككل - األساليب الحصائية: ستعالج البيانات إحصائيا باستخدام برنامج الحزم اإلحصائية للعلوم االجتماعية )spss( باستخدام األساليب اآلتية: مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 132

م 1 2 - املتوسطات الحسابية واالنحرافات املعيارية. - معامل ارتباط بيرسون. - اختبار ت للعينات املستقلة )صفة العينة املستهدفة- النوع االجتماعي(. - اختبار تحليل التباين األحادي ANOVA )قطاع العمل- الحالة االجتماعية(. - عرض النتائج ومناقشتها: يستعرض الباحثان النتائج التي تم التوصل إليها بعد التحليل اإلحصائي للبيانات التي حصل عليها من جراء تطبيق االستبانة وذلك بعرض نتائجها ومناقشتها والخروج بتوصيات ومقترحات تخدم املعنيين في وزارة التربية والتعليم. وقد شرع الباحثان في تحديد طول الخاليا بناء على السلم الرباعي لالستبانة والخاص باألسئلة الوصفية حول واقع البحوث والتقارير املدرسية في مدارس التعلیم الحكومية بسلطنة عمان من منظور التربويين وأولياء أمور الطلبة والرؤية املستقبلية لتطويرها والجدول )4( يوضح ذلك. جدول )4(: درجة القطع لكل مستوى من مستويات االستجابة طول الخاليا 4-3.25 من 2.50 إلى 3.24 متوفر قليلة موافق قليلة من 1.75 إلى 2.49 3 غير متوفر غير موافق اقل من 1.75 4 ولإلجابة على السؤال األول "ما واقع البحوث والتقارير املدرسية في مدارس التعلیم الحكومية بسلطنة عمان كما يراها التربويون وأولياء أمور الطلبة " تم استخراج املتوسطات الحسابية واالنحرافات املعيارية لتقديرات أفراد العينة والجدول )5( يوضح تلك املستويات مرتبة ترتيبا تنازليا. جدول )5(: املتوسطات الحسابية واالنحر افات املعيارية لتقديرات أفراد العينة مرتبة ترتيبا تنازليا )ن= 158 (. واقع البحوث والتقارير املدرسية جهل الطالب بأهمية البحوث والتقارير وكيفية إعدادها عبء مالي يثقل كاهل ولي األمر. فترة تكليف الطلبة بإعداد البحوث والتقارير قصيرة جدا. تشجيع الطلبة بضرورة استقصاء مصادر البحث من املكتبات الحكومية واألهلية في الوالية. سلم اإلجابة موافق موافق متوسطة املتوسط الحسابي 3.38 3.22 3.02 االنحراف املعياري 0.92 1.06 0.95 1.19 2.89 الواقع /الرؤية املستقبلية متوفر متوفر متوسطة الواقع متوسطة متوسطة متوسطة مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 133

تشجع األفكار اإلبداعية في كتابة البحوث والتقارير 1.13 2.83 متوسطة املدرسية. 1.13 2.73 متوسطة ت قدم املعلومات اإلضافية التي يحتاج لها الطالب. إرهاق الطلبة بكثرة البحوث والتقارير لكل مادة دراسية. 1.26 2.65 متوسطة االستفادة من مصادر التعلم باملدرسة في إعداد التقارير 1.14 2.64 متوسطة والبحوث املدرسية. تقييم املعلم للبحوث والتقارير بناء على الكم وليس 1.23 2.46 قليلة الكيف. 1.17 1.96 قليلة االستفادة من البحوث وتقارير الطلبة بعد تقييمها. الزام الطلبة بطباعة البحث والتقارير املدرسية الخاصة 1.03 1.89 قليلة بكل مادة دراسية. يتضح من الجدول السابق أن املتوسطات الحسابية للبعد تراوحت بين )1.89-3.38( وبانحرافات معيارية تراوحت بين )1.03-0.92( هذا وقد حازت اغلب فقرات البعد على موافقة متوسطة باستثناء فقرة "جهل الطالب بأهمية البحوث والتقارير وكيفية إعدادها" حازت على موافقة بمتوسط حسابي بلغ )3.38( وانحراف معياري )0.92( وحازت ثالث فقرات "تقييم املعلم للبحوث والتقارير بناء على الكم وليس الكيف" و"االستفادة من البحوث وتقارير الطلبة بعد تقييمها" و"الزام الطلبة بطباعة البحث والتقارير املدرسية الخاصة بكل مادة دراسية" على موافقة قليلة بمتوسطات حسابية بلغت )2.46( )1.96( )1.89( وانحرافات معيارية بلغت )1.23( )1.17(.)1.03( وأظهرت نتائج الجدول السابق أن واقع البحوث والتقارير املدرسية في مدارس التعلیم الحكومية بسلطنة عمان يتسم بجهل الطالب بأهمية البحوث والتقارير وكيفية إعدادها وبالتالي تؤكد اتجاه الطلبة نحو شراء تلك البحوث والتقارير ألن املعلمون لم يبصروا الطلبة بأساسيات إعداد البحث أو التقرير وبالتالي يطالبونهم بكتابة بحث يحتوي على مقدمة وخاتمة وموضوع وغالف األمر الذي يستدعي ضرورة تزويد الطلبة ببعض املعارف حول أهمية البحث العلمي وأساسيات إعداد تلك البحوث وذلك من خالل قيام معلموا املواد الدراسية باستحداث حصة أو حصتين للتعريف بتفاصيل البحوث والتقارير املدرسية والتي تم تكليفها للطلبة وما زاد ذلك الجهل جهال إلغاء مقرر منهج البحث بالصف الحادي عشر والذي تكمن أهميته في إكساب الطالب مهارات البحث العلمي املنظم وفي إعداد جيل يمتلك اإلحساس بأهمية البحث العلمي في مواجهة التحديات واملستجدات في كافة مجاالت العمل والدراسة والحياة عموما وإكساب الطالب مهارات البحث العلمي واالستقصاء ومهارات تحديد مشكلة ما ووصفها وإعادة تعريفها. مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 134

كما أن هذا الواقع يتسم متوسطة بعبء مالي يثقل كاهل ولي األمر ويعلل الباحثان ذلك إلى أن إنجاز البحوث والتقارير املدرسية وإعدادها في املكتبات يتطلب رصد مبلغ مالي من قبل ولي أمر الطالب أو الطالب نفسه ويتفاوت ذلك املبلغ من مكتبة إلى أخرى حتى أن بعض املكتبات وصل سعر إعداد البحث فيها إلى )3( رياالت عمانية مما يتطلب من القائمين على ذلك بضرورة الوقاية من تلك الظاهرة قبل استفحالها وهذا ما حدا بوزارة التربية والتعليم في البحرين إلى املطالبة فيه بعدم إلزام الطلبة بتنفيذ مشاريع خارج املدرسة "منزلية" حتى ال تتسبب في إرهاق أولياء األمور وإثقال كاهلهم )عبدهللا 2017( وبناء على استجابة عاجلة لشكوى أولياء األمور من ارتفاع كلفة تلك املشاريع ما يثقل كاهل العديد من األسر التي ال تملك القدرة املالية لإلنفاق على طلبات املعلمين في هذا الشأن فقد ألزمت وزارة التربية والتعليم املعلمين في املدارس الحكومية والخاصة في دبي واملناطق الشمالية في تعميم لها يخاطب مديري املدارس على عدم قبول أي مشروع ينفذه الطالب خارج نطاق املدرسة فضال عن عدم احتساب درجات على مثل هذه املشاريع مؤكدة أنها تثقل كاهل أولياء األمور)إبراهيم 2018(. فالطالب من األسر الفقيرة تضطر إلى توفير متطلبات شراء مستلزمات مشاريعهم على حساب شراء أغراض ومستلزمات املعيشة وليس خافيا أن هناك أسرا معسرة بالكاد توفر قوت يومها وربما تضطر األسرة إلى إلغاء وجبة من الوجبات الرئيسية لتوفير املبلغ املطلوب لهذا الغرض إرضاء ألوالدها وفي حال رفضت األسرة توفير املال لشراء مستلزمات املشروع قد يضطر الطالب إلى الغياب عن املدرسة حتى ال يطالب باملشروع وفي نهاية األمر يرمى املشروع أمام عيني الطالب أو الطالبة )املقبالي 2018(. ملاذا ال يكون هناك تغيير في نمط هذه األبحاث فيؤديها الطلبة في املدرسة أمام أعين املعلمين وبإشرافهم وتوجيهاتهم حتى تكون الوزارة قد حققت الهدف املرجو منها خاصة مع وجود صفوف مخصصة بأجهزة الحاسوب والطباعة. وتتفق تلك النتيجة مع رأي البطيح )2005( في أن أسعار بيع البحوث في املراكز تراوحت بين 120-15 رياال سعودي وذلك بناء على نوعية البحث ومستوى إعداده وعدد صفحاته. واتسم كذلك واقع البحوث والتقارير املدرسية في مدارس التعلیم الحكومية بسلطنة عمان متوسطة في فترة تكليف الطلبة بإعداد البحوث والتقارير قصيرة جدا فمعلم املادة الدراسية يكلف الطلبة بتناول موضوعا معينا في فترة ال تتجاوز األسبوع وهي فترة مناسبة للطلبة إن هم شرعوا بأنفسهم في إعداد البحوث والتقارير املدرسية وإن هم فهموا طريقة إعداد البحوث إال أن فترة تكليف الطلبة بإعداد البحوث والتقارير من قبل بعض املعلمين -ربما- ال تستغرق يوما أو يومين وهي فرصة سانحة للمكتبات التجارية في إعداد البحث أو التقرير في فترة زمنية تتراوح بين خمس إلى عشر دقائق وقد تستغرق اكثر من ذلك بناء على حالة االزدحام الشديد على املكتبة. وتفصيال لذلك فإن استجابات أفراد العينة توضح أن هناك فروقا ذات داللة إحصائية حول فترة تكليف الطلبة بإعداد البحوث والتقارير قصيرة جدا وفقا لصفة العينة املستهدفة ولصالح أولياء األمور والجدول )6( يوضح ذلك. مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 135

جدول )6(: نتائج اختبار )ت( حول فترة تكليف الطلبة بإعداد البحوث والتقارير قصيرة جدا وفقا لصفة العينة املستهدفة مستوى املتوسط االنحراف درجة صفة العينة قيمة ت العدد الداللة الحسابي املعياري الحرية املستهدفة 0.98 2.77 95 تربوي.035-2.124 156 0.75 3.40 63 ولي أمر كذلك اتسم الواقع بتشجيع الطلبة بضرورة استقصاء مصادر البحث من املكتبات الحكومية واألهلية في الوالية حيث أن للمكتبات العامة دور حاسم في التنمية الثقافية ألن الكتاب الجيد هو خالصة فكر إنساني جيد ومنظم في كل مجال ولهذا ينعكس أثره على تفكير القارئ الصغير وسلوكه فينشأ مياال إلى النظام وإلى املعاملة املهذبة مع غيره وهذا أساس النجاح في أي عمل فردي أو جماعي ومن هذا املنطلق تعتبر املكتبات العامة مجاال خصبا للدراسات األكاديمية أو للبحوث العلمية بل والبد أن تحمل على عاتقها نشر ودعم الفكر والبحث العلمي ولكن السؤال املطروح هنا: هل يعرف الطلبة شيئا عن هذه املكتبات العامة ومواقعها ومصادر معلوماتها وهل سبق وإن زارها. واتسم واقع البحوث والتقارير املدرسية في مدارس التعلیم الحكومية بسلطنة عمان متوسطة كذلك في تشجع األفكار اإلبداعية في كتابة البحوث والتقارير املدرسية إال أن الواقع املدرس ي يحتم على الطلبة تناول موضوعات في إطار املناهج واملقررات الدراسية التي يدرسونها والتي عادة ما يغلب عليها الطابع التقليدي والتي تكون بعيدة كل البعد عن اإلبداع واألفكار اإلبداعية. يجب على املعلم أن يشعر الطلبة أن أفكارهم وإجاباتهم ومنتوجاتهم هي ذات قيمة وتشكل نوعا من االبتكار أو االختراع إضافة إلى تشجيعهم على نقدها بهدف تطويرها أو تحسينها فالطلبة عادة يحبون عرض إبداعاتهم من أبحاث ميدانية أو تقارير صحفية أو كتابات أو رسومات أو أعمال يدوية أو أي ش يء تم إنجازه في إطار األنشطة املدرسية أو بمبادرة فردية منهم للتعبير عن آرائهم وإبراز موهبتهم لذلك سيكون جميال تخصيص مكان في الصف يسمى مثال: فضاء اإلبداع سترى أن الجميع سيسارع إلنتاج وعرض ش يء مميز حينها عليك كمعلم تشجيع كل األفكار واملبادرات وتقديم النصائح حيالها لتطويرها أو تحسينها )2016.)Edwin, كما اتسم الواقع بأنه ي قدم املعلومات اإلضافية التي يحتاج لها الطالب وذلك متوسطة وربما تكمن تلك املعلومات حول الجانب املوضوعي للبحث أو التقرير أي اختيار عنوان للبحث أو التقرير من قبل الطالب نفسه أو التقيد بعنوان من صنع املعلم نفسه وإن تكون املعلومات صحيحة وخالية من األخطاء العلمية وترابط أفكار البحث ووضح عباراته والجوانب الفنية كغالف ومقدمة وعرض وخاتمة وتزويدهم بإرشادات التنفيذ ومعايير التقويم. مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 136

كما غلب طابع إرهاق الطلبة بكثرة البحوث والتقارير لكل مادة دراسية على واقع البحوث والتقارير املدرسية و متوسطة إذ أن هناك ستة مناهج دراسية يدرسها الطلبة باإلضافة إلى ثالثة مقررات للمهارات الفردية في الفصل الدراس ي األول ناهيك عن البحوث والتقارير املدرسية املطلوبة للفصل الدراس ي الثاني ولنفس تلك املناهج واملقررات باإلضافة إلى تزامن تلك التكليفات مع الواجبات املنزلية واألنشطة الصفية واالختبارات القصيرة وفترة االستعداد للمذاكرة تلك األمور تعد كاإلعاقة التي توضع في طريق الطالب نحو النجاح. ويشدد الباحثان على أن تكون هناك مجموعة من اإلجراءات للتخفيف من كاهل الطلبة فيما يختص بالبحوث والتقارير املدرسية كالتخطيط لها من بداية الفصل الدراس ي ومناقشتهم حول اختيار املواضيع وتقويمها في نهاية الفصل الدراس ي. ويرى أفراد العينة أن هناك استفادة من مصادر التعلم باملدرسة في إعداد التقارير والبحوث املدرسية و متوسطة ويشير الباحثان إلى أن مركز مصادر التعليم باملدرسة يساعد في توفير الكتب واملجالت العلمية املساندة في إعداد البحث أو التقرير باإلضافة إلى توافر مجموعة من أجهزة الحواسيب وملحقاتها وسهولة استخراج املوضوعات املتعلقة بالبحوث والتقارير من خالل شبكة املعلومات الدولية )األنترنت(. كما أنها تهدف إلى توفير بيئة تعليمية تعل مية مناسبة تتيح للطلبة االستفادة من أنواع متعددة ومختلفة من مصادر التعلم وتيهئ له فرص التعلم الذاتي وتعزز لديه مهارات البحث واالستكشاف ودعم املناهج واملقررات الدراسية عن طريق توفير مصادر معلومات ذات ارتباط باملنهج وذلك لبعث الفاعلية والنشاط والحيوية فيه وتزويد الطلبة بمهارات وأدوات تجعله قادرا على التكيف واالستفادة من التطورات املتسارعة في نظم املعلومات. وتتفق تلك النتيجة مع نتيجة دراسة شان ( Chan, 2008( بأن خدمات املكتبة املدرسية لها تأثير إيجابي على تحصيل الطلبة. كما يرى التربويين وأولياء األمور إلى أن تقييم املعلم للبحوث والتقارير بناء على الكم وليس الكيف كان قليلة ويعزو الباحثان ذلك إلى طبيعة املعلمين في املحافظات التعليمية وهذا يعني أن املعلمين يقيمون التكليفات بناء على جودة البحث واستكماله ملعايير وثيقة التقويم للمنهج الدراس ي وليس على كثرة األوراق وعددها إال أنه وبعد تفصيل استجابات أفراد العينة يتضح أن هناك فروقا ذات داللة إحصائية حول تقييم املعلم للبحوث والتقارير بناء على الكم وليس الكيف وفقا لصفة العينة املستهدفة ولصالح أولياء األمور والجدول )7( يوضح ذلك. مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 137

جدول )7(: نتائج اختبار )ت( حول تقييم املعلم للبحوث والتقارير بناء على الكم وليس الكيف وفقا لصفة العينة املستهدفة مستوى املتوسط االنحراف درجة صفة العينة قيمة ت العدد الداللة الحسابي املعياري الحرية املستهدفة.035 1.19 2.29 95 تربوي 2.124 156 1.25 2.71 63 ولي أمر واتسم واقع البحوث والتقارير املدرسية بأن االستفادة من البحوث وتقارير الطلبة بعد تقييمها كانت موافقة قليلة فاملعلم وبعد استالم التكليفات يمنح الطالب الذي قام بعمل التكليف درجات في سجل التقويم وخصم أخرى من الذي لم يقم بعمله وبعدها ترمى أو تكدس تلك التكليفات بدون االستفادة منها وبدون قراءتها من قبل املعلم وربما يعود ذلك إلى أن الحصص أقل من املنهج املطلوب وال يوجد وقت ملناقشة األبحاث مع الطالب أو معرفة محتواها فاملعلم مثقل طوال اليوم بالحصص إضافة إلى التكليفات األخرى مثل حصص االحتياط واإلشراف والتصحيح والتحضير وغيرها من األمور امللقاة على عاتقه. ولعل في مقال املقبالي )2018( ما يؤكد أن املشاريع الطالبية مرمية بمكب النفايات. ومن هذا املنبر أدعو املعلمين إلى ا الحتفاظ بالبحوث والتقارير املتميزة وتفعيلها من خالل تخصيص مجلة علمية ت عنى بنشر بحوث وتقارير طلبة املدارس املتميزة واستحداث مؤتمرات وندوات وملتقيات يتم إشراك الطلبة الستعراض بحوثهم إضافة إلى استحداث مسابقات بحثية تعنى ببحوث الطلبة في املناهج الدراسية. ويرى أفراد العينة أن إلزام الطلبة بطباعة البحث والتقارير املدرسية الخاصة بكل مادة دراسية حازت على درجة قليلة مما يؤكد على أن هناك أصواتا من أعضاء الهيئة التدريسية من ينادي بضرورة طباعة البحوث والتقارير املدرسية مما يعني أن هناك تفاوتا فيما بينهم بشأن مسألة اإللزام وبالتالي توجه بعض أولياء األمور لشراء البحوث أو التقارير من املكتبات التجارية وبأثمان متفاوتة. ولإلجابة على السؤال الثاني "ما الرؤية املستقبلية لتطوير البحوث والتقارير املدرسية في مدارس التعلیم الحكومية بسلطنة عمان كما يراها التربويون وأولياء أمور الطلبة " تم استخراج املتوسطات الحسابية واالنحرافات املعيارية لتقديرات أعضاء الهيئة اإلدارية والتدريسية وأولياء األمور والجدول )8( يوضح تلك الرؤى مرتبة ترتيبا تنازليا. مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 138

جدول )8(: املتوسطات الحسابية واالنحر افات املعيارية لتقديرات أعضاء الهيئة الدارية والتدريسية وأولياء األمور مرتبة ترتيبا تنازليا )ن= 158 (. الرؤية املستقبلية لتطوير البحوث والتقارير املدرسية توفير املصادر الثرية في املدرسة ليتمكن الطالب من إعداد بحثه داخل املدرسة )في وقت فراغه(. تدريب الطلبة على البحث والتقص ي والتفكير إليجاد الحل العلمي ألي مشكلة ما. االهتمام بالكيفية في تقييم البحوث والتقارير املدرسية. تشجيع البحوث والتقارير املدرسية املتميزة سواء على املستوى املحلي أو الدولي. مقررات في تنفيذها املراد للبحوث عملية حصص تخصيص املهارات الفردية. إعطاء الطلبة فترة كافية للبحث والتقص ي إلعداد بحوثهم وتقاريرهم املدرسية. إعداد مسابقة ألفضل بحوث أو تقارير مدرسية بعد االنتهاء من تقييمها من قبل معلم املادة. معلم مع بالتعاون للطلبة تدريبية حصص تخصيص موضوعات استخراج كيفية حول التعلم الحاسوب/مصادر البحوث والتقارير. ملضمون فهمه لتبيان تقريره أو لبحثه ملخصا الطالب عرض البحث. إعداد معرض لبحوث الطلبة وتقاريرهم املدرسية بعد االنتهاء من تقييمها من قبل معلم املادة. تخصيص حصص خاصة لكل مادة تستغل في مصادر التعلم للبحث عن موضوع البحث أو التقرير. توعية الطلبة وأولياء أمورهم حول أساليب استغالل املكتبات املتوسط الحسابي 3.68 االنحراف املعياري 0.73 0.73 0.76 0.82 0.77 0.75 0.85 0.77 0.83 0.88 0.84 0.87 3.68 3.63 3.61 3.60 3.59 3.59 3.58 3.55 3.54 3.54 3.52 الرؤية املستقبلية مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 139

التجارية لهم. اتفاق معلمي املواد واملقررات الدراسية فيما بينهم حول فترة إعداد وتسليم البحوث والتقارير املدرسية. تخصيص عناوين رئيسية للكتب من قبل املعلم تساعد في البحوث والتقارير املدرسية. تشجيع كتابة التقارير والبحوث بتخصيص مقرر منفرد باملكتبات ومصادر التعلم. إعداد يربط إعطاء الطلبة فرصة إلعداد البحث أو التقرير بما ال يقل عن شهر. 0.89 0.82 0.89 0.84 3.50 3.50 3.49 3.44 متوسطة إلزام الطلبة بكتابة تقرير أو بحث من ورقة واحدة وبخط اليد 0.91 3.37 )أوراق عمل(. كتابة تقرير أو بحث من خالل وضع جدول صارم الستعارة الكتب في 1.01 3.14 مصادر التعلم. يتضح من الجدول )8( أن الرؤية املستقبلية لتطوير البحوث والتقارير املدرسية من وجهة نظر أعضاء الهيئة اإلدارية والتدريسية تراوحت ما بين املوافقة واملوافقة متوسطة بمتوسطات حسابية بلغت )3.14-3.68( وانحرافات معيارية تراوحت بين )1.01-0.73(. كما يتضح من الجدول السابق أن اغلب فقرات البعد حازت على موافقة باستثناء فقرة " كتابة تقرير أو بحث من خالل وضع جدول صارم الستعارة الكتب في مصادر التعلم "فقد حازت على موافقة متوسطة بمتوسط حسابي بلغ )3.14( وانحراف معياري يقدر ب )1.01(. ويرى أفراد العينة -وبنسبة - أن "توفير املصادر الثرية في املدرسة ليتمكن الطالب من إعداد بحثه داخل املدرسة )في وقت فراغه(" حازت على درجة موافقة وما يدعم ذلك إصدار وزارة التربية والتعليم بالبحرين تعميما إلى مديري ومديرات املدارس بشأن املشاريع الطالبية باملدارس مطالبة فيه بعدم إلزام الطالب بتنفيذ مشاريع خارج املدرسة "منزلية" وضرورة أن يشاور املعلم طالبه في فكرة املشروع ومتابعة مراحل تنفيذه داخل املدرسة وذلك حتى يحقق املشروع أهدافه من أجل تنمية سمة القيادة لدى الطالب وتنمية روح العمل التعاوني فيما بينهم وتطبيق ما يتم دراسته بشكل عملي )عبدهللا 2017(. كما ألزمت وزارة التربية والتعليم املعلمين في املدارس الحكومية والخاصة في دبي واملناطق الشمالية بتنفيذ جميع األنشطة داخل املدرسة والغرف الصفية وعدم تحويلها إلى أنشطة ال صفية»منزلية«مشددة على عدم مطالبة الطلبة بتنفيذ تلك املشاريع خارج املدرسة. مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 140

( كما يرى التربويين وأولياء األمور ضرورة "تدريب الطلبة على البحث والتقص ي والتفكير إليجاد الحل العلمي ألي مشكلة ما". ويرى الباحثان أن مهارات االستقصاء تحظى باهتمام بالغ في املجتمع العلمي والتربوي كونها وسيلة الستمرارية عملية التعلم حيث يستطيع املتعلمون من خاللها بناء فهم عميق للمفهوم أو الظاهرة وتوسيع معارفهم فيها وتقديم التبريرات والتفسيرات العلمية الدقيقة لها )العفيفي وآخران 2011 فمن خالل ممارسة االستقصاء يلجأ الطلبة إلى طرح أسئلة نابعة عن فضول لديهم الستكشاف الظاهرة وإلى التوسع والتعمق في معارفهم عنها وبالتالي يسعون إلى البحث والتقصي عبر مصادر املعرفة املختلفة وجمع البيانات وتحليلها للوصول إلى إجابات عن تلك األسئلة ودعم اإلجابات والتفسيرات باألدلة والبراهين (2000 (Alberts, وتتطلب هذه املهارات ممارسة تدريجية ومستمرة لتنميتها وتطويرها لذا يتم تعويد الطلبة على ممارستها منذ السنوات الدراسية ا ألولى ولكن بجرعات تدريجية تتدرج من البسيط إلى املعقد ومن التوجيه إلى تحمل زمام األمور (2008 Pease,.(Kuhn and من مهارات االستقصاء وهي: تحديد املشكلة وصياغتها في صورة سؤال أو أسئلة وتصميم خطوات االستقصاء وتنفيذه وصياغة الفرضيات والنماذج والتفسيرات ودعمها باألدلة والبراهين وعرضها (Abd-El-Khalick (2003 al. et تلك املهارات تشبه إلى حد ما مهارات البحث العلمي القائم على التفكير املنظم لدراسة مشكلة ما. وعليه يجب أن يتعلم الطالب كيفية إعداد بحث بسيط من خالل االعتماد على أنفسهم في جمع املعلومات والتدرب على إعداده بطريقة مبسطة تناسب سن الطالب واالهتمام بالبحث وتطوير معلوماته املدرسية بأسلوب صحيح وأن يستطيع أن يأخذ معلومات مفيدة من كتب ومراجع أخرى غير الكتب. وتتفق البلوش ي )2015( حول ما سبق الدراسية ألن ذلك سوف يوسع ثقافته ويجعله أكثر نشاطا وتفوقا بضرورة تعليم الطلبة كيفية كتابة البحوث العلمية كحل أساس ي للتخلص من هذه الظاهرة على أن يكون ذلك ضمن مقرر إلزامي كذلك الصغير )2009( في وجوب توجيه األساتذة الستخدام طرق ووسائل تدفع بالطالب حتى يقوم بكتابة البحث بنفسه. ويشجع أفراد العينة وبنسبة على "االهتمام بالكيفية في تقييم البحوث والتقارير املدرسية" فبدال من أن يقيم البحث أو التقرير املدرس ي بناء على الكم الكبير لألوراق املطبوعة والبهرجة املتصنعة لسحب الدرجات املخصصة لتقييمه كان حريا باملقيم أن يتأكد من مدى مراعاة البحث للمعايير واألسس املوضوعة للتقييم ومدى تحقيق التقرير أو البحث للهدف املنشود من إعداده اذا أن الهدف من إجراء البحوث في املدارس تعليم النشء أفضل املمارسات والتطبيقات املعمول بها في مجال إعداد البحوث العلمية بما في ذلك مهارات جمع املعلومات وتبويبها وتحليلها إضافة ملهارات التحليل النقدي والتفكير اإلبداعي واالستدالل واالستنتاج العلمي. ويقترح التربويين وأولياء األمور على "تشجيع البحوث والتقارير املدرسية املتميزة سواء على املستوى املحلي أو الدولي" ويتم ذلك بانتقاء البحوث والتقارير املتميزة ملدارس الوالية أو املحافظة وتشجيع تلك مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 141

البحوث باستخدام أسلوب املكافأة املعنوية نظير إسهامات الطلبة املتميزة وتقديرهم كنخبة متميزة في مجال البحث العلمي على مستوى املدرسة واملحافظة التعليمية وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة عن طريق نشر أبحاث الطلبة على موقع املدرسة اإللكتروني املواقع واملنتديات التعليمية واملجالت والصحف اليومية أو تصنيف البحوث املتميزة وإدراجها ضمن خطة رعاية املوهوبين التي تعرض البحوث املتميزة على املدارس األخرى األمر الذي يعلي من شأن الطلبة ويقدمهم كباحثين صغار في الوسط التربوي على نطاق واسع. أو عقد يوم دراس ي طالبي تعرض فيه أنشطة الطلبة البحثية املتميزة على مستوى كل مديرية. ويتجلى تشجيعهم كذلك من خالل عقد مؤتمر علمي طالبي على مستوى الوزارة تعرض فيه أوراق عمل الطلبة املتميزة بعد تحكيمها بحيث ال تتجاوز األوراق املشاركة في املؤتمر عن 30 ورقة بحثية بحيث يعقد املؤتمر بمشاركة الطلبة أنفسهم ويتم تكريم الطلبة ومعلميهم املشرفين عبى أوراق العمل ومنح جائزة تشجيعية ألفضل ورقة بحثية وأخيرا تنشر أوراق العمل في املؤتمر على املوقع اإللكتروني ملجلس البحث العلمي. وقد أوصت دراسة وزارة التعليم والتعليم العالي القطرية )2018( بضرورة وضع تشريعات لحماية حقوق امللكية الفكرية ألفكار الطلبة من السرقات العلمية بحيث يتم تسجيل براءة االختراع لبحوث وتجارب الطلبة في املدارس الحكومية والخاصة وضرورة تضمين مشاركة املدارس في البحث العلمي في تقييم الوزارة لتلك املدارس على أن يكون معيار معدل إنتاج الطالب لبحوث علمية رصينة وقابلة للتطبيق في الواقع العملي هو املعيار األهم عند تقييم الوزارة للمدارس الحكومية أو الخاصة. كما يجب على مؤسسات املجتمع املحلي وفي إطار املشاركة املجتمعية ودعم مختلف القطاعات واملؤسسات العاملة في الوالية أو املحافظة تبني تلك البحوث والتقارير ودعمها ورعايتها لإلبداع واالبتكار. وفي هذا الصدد ترى املعشني )2012( ضرورة تسويق مشاريع تخرج الطلبة واالستفادة منها من خالل التعاون مع مجلس البحث العلمي إليجاد طرق سهلة يمكن من خاللها تسويق ونشر املشاريع املتميزة في وسائل اإلعالم املختلفة ويكون للطالب حقوق استثمار أبحاثه وأن يكون للمشاريع املجيدة صالحية لقبول الطالب في التخصص الذي بحث حوله الطالب من خالل تخصيص بعض املقاعد في القبول املوحد ألصحاب املشاريع التي تتسم باإلبداع مما يساهم في جدية الطالب لعمل مشاريع قيمة تفيد املجتمع وينتج عنها العديد من االختراعات واملنتجات التي يمكن استكمالها في الجامعة بشكل مطور ووفق مفاهيم أكثر دقة ووفق منهجية البحث العلمي. ويؤكد الزهراني )2016( على أنه البد على القطاعات البحثية والجمعيات العلمية في الجامعات واملراكز واملعاهد أن يكون لهم دور فاعل في تنمية مهارات الطالب البحثية. ويرى أفراد العينة وبنسبة ضرورة "تخصيص حصص عملية للبحوث املراد تنفيذها في مقررات املهارات الفردية" يتم تنفيذها في ورشة خاصة بالفنون واملوسيقى والرياضة تحتوي على مكتبة تضم العديد من الكتب واملجالت العلمية الخاصة بتلك املهارات باإلضافة إلى أجهزة رقمية موصولة باألنترنت الستخراج موضوعات البحوث املختارة إلعدادها من قبل الطلبة فرادى وجماعات. و"تخصيص مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 142

حصص تدريبية للطلبة بالتعاون مع معلم الحاسوب/مصادر التعلم حول كيفية استخراج موضوعات البحوث والتقارير" حيث يقوم معلم الحاسوب أو أخصائي مصادر التعلم بتدريب الطلبة على كيفية استخراج املعلومات من مصادرها وهي املراجع التي يمكن منها استخالص املعلومات املختلفة عند الحاجة إليها. فمعلم الحاسوب يدرب الطلبة على طرق استخراج مصادر املعلومات اإللكترونية والتعامل معها من خالل الحاسوب باستخدام وحدات خارجية متصلة بالحاسوب مباشرة مثل مشغل األقراص املرنة أو الصلبة أو باستخدام الشبكات مثل اإلنترنت. أما دور أخصائي مصادر التعلم فيتمثل في اطالع الطلبة على الكتب واملواد التي تخدم املنهاج الدراس ي لكافة املراحل الدراسية وتتماش ى مع املعلومات التي تتطلبها بحوث الطلبة وإرشادهم إلى كيفية استعارتها. و"تخصيص حصص خاصة لكل مادة تستغل في مصادر التعلم للبحث عن موضوع البحث أو التقرير" وذلك لتعزيز مهارات البحث العلمي عند طلبة املدارس من خالل تنظيم حصصا تدرج في الجدول املدرس ي يشترك معلم املادة وأخصائي مصادر التعلم في إدارة تلك الحصة لتوضيح كيفية إعداد تقرير أو بحث مدرس ي حول موضوع خاص باملادة الدراسية وكيفية االطالع على الكتب واملجالت املحكمة وتوثيقها وكيفية استعارة مواد التوثيق وكيفية استخدام مواقع األنترنت للبحث عن موضوع البحث املراد إعداده على أن يقدر ذلك بحصة واحدة شهريا. ويؤكد منصور )2013( ذلك بضرورة تأهيل الطلبة في استخدام الحاسوب واألنترنت في البحث العلمي وتقوية قدرات الطالب البحثية من خالل االطالع والتحليل ألبحاث من نوعية جيدة. وبنسبة يرى أفراد العينة ضرورة "إعطاء الطلبة فترة كافية للبحث والتقص ي إلعداد بحوثهم وتقاريرهم املدرسية" ولعل ذلك مرتبط ب "إعطاء الطلبة فرصة إلعداد البحث أو التقرير بما ال يقل عن شهر" وذلك النغماسهم طيلة أيام الفصل الدراس ي في واجبات ومهام واختبارات كثيرة ال يستطيع في ظلها من متابعتها ناهيك عن فترة إعداد البحوث والتقارير املدرسية املكلف بها الطالب من قبل معلمي املواد الدراسية لذا يرى الباحثان ضرورة مد فترة إنجاز البحوث والتقارير املدرسية إلى حدود شهر أو شهرين بدءا من فترة التكليف وحتى نهاية الفصل الدراس ي. كما يشجع التربويين وأولياء األمور على "إعداد مسابقة ألفضل بحوث أو تقارير مدرسية بعد االنتهاء من تقييمها من قبل معلم املادة" وذلك من خالل تخصيص حصة لعرض تلك األبحاث ليتعرف كل طالب ما قام به زميله اآلخر فيحدث تبادل للمعلومات وتنافس بين الطالب وبذلك نضمن أن يقوم كل طالب بتأدية البحث املطلوب منه بنفسه وبالتالي سيتسابق الطلبة إلى إنجاز بحوثهم بنفسهم بدون االعتماد على أولياء أمورهم أو شراءها من املكتبات التجارية ومن ثم تطور الفكرة -فبدال من عرضها في حصة- تعرض في ركن مخصص للبحوث والتقارير املدرسية املتميزة ومن ثم تقيم من قبل لجنة مدرسية تختار األفضل وتكرمه في الطابور ثم تطور املسابقة بين مدارس الوالية ثم مدارس املحافظة فمدارس السلطنة. وتتفق مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 143