البرغوثي«د ارسة رمزية ل قصيدة»نثر موزون وشعر منثور في حديث الكساء ووحدة األمة للشاعر تميم أستاذ مشارك دكتور. أبو الحسن أمين مقدسي الباحث. محمود مسلمي )الكاتب المسؤول( جامعة طه ارن/ فرع اللغة العربية وآدابها/ إي ارن A study of the symbols of poet Tamim Al-Barghouthi s Hadith Al-Kisa ode Ass.Prof.Dr. Abolhassan Amin-Moghaddasi Researcher. Mahmoud Moslemi (Corresponding Author) University of Tehran\ Department of Arabic Language & Literature\ Iran m.moslemi70@gmail.com Abstract: Using symbols is a literary technique to impress the recipient. It is clear that poets from ancient times until now have used symbols in their poems. First to be noticed is that there are meanings beyond these symbols that the researcher/reader should find them. Finding these meanings is not easy anyway. They will be found only after and through deep study of the poem. Second is the importance of symbolism among contemporary poets which will be clear if we pay attention to the high frequency of symbols they use to explain inward sentiments, political affairs, etc. This is also true when we look at palestinian poet Tamim Al-Barghouthi, the second figure of Arabic opposing/resistance literature. Al-Barghouthi forced himself to make poems and blank verses only to fight any enemy who wants to bring Islam s sacredness into question in any way. Al- Barghouthi is rooted in Islamic culture s earth and uses this heritage in his works. One of his influential works is a symbolic ode named Hadith Al-Kisa (the hadith of the cloak) which is full of human virtues and celebrates the greatness of Arabs and Muslims and invites them to brotherhood and to stick to Al-orwat-al-wothgha. Deep study of the symbols of this ode makes its core idea clear. It invites to unity and warns division and schism which all groups of Muslims are suffering from. This ode can be seen as a letter to governors who corrupt the earth. Last to say is about the method of this study; it is analytic-descriptive. Keywords: blank verse, symbol, Tamim Al-Barghouthi, Hadith-al-Kisa (the hadith of the cloak) الملخص: 375 بات الرمز وسيلة فنية يوظفها الشاعر ألن يعزف علی أوتارها الرمزية أغنية اإلدهاش والتأثير والتجسيد الجمالي وينسج صو ار تواقة إلی االستتارخلف جدار الكشف وواحات اإليحاء وتجارب الدالالت الحدسية الدفينة وم ن الواضح أن الشع ارء في العالم منذ زمن قديم إلی يومناهذا كانوا يلجأون إلی توظيف الرموز المختلفة في أشعارهم وفي حقيقة األمر خلف هذه الرموز المستخدمة في جميع قصائدهم معان مكنونة فعلی الباحث الوصول إليها وذلك اليتيسر له إالمن خالل الد ارسات والبحوث العميقة لهذه األشعار وتتضح لنا أهمية هذه الرموز عند الشع ارءالمعاصرين جليا إذ إنهم ي كثرون من توظيف هذه األلوان الشعرية للتعبيرعن مكنوناتهم النفسية وبعض القضايا السياسية إلخ وهكذا بالنسبة إلی الشاعر تميم البرغوثي الفلسيطيني إذ لم يكن علی أحد خافيا بأن ه يحتل المكانة الثانية في الشعر المقاوم حيث إنه آل علی نفس ه أن يصب ثمالة شعره الر حاب في الدفاع عن ك ارمت ه والذود عن مجد اإلسالم المعرق الضارب في القدم فالشاعر تميم البرغوثي ما ح د ته نفس ه إلی الشعر وال ن ظ م قصيدة إال ألن يجعل ه سيفا فتاكا في وجه ألد األعداء الذين يبتغون النيل من قداسة اإلسالم علی شتی األشكال. هذا وأن ه ي الحظ أن الشاعر ن هل واستقی من ملم حا من معين الثقافة اإلسالمية ال ازخر ليترك قلم ه أث ار ذا طابع إسالمي ومن هذه اآلثار يمكن التلويح إلی قصيدته التي ضمت المالمح اإلنسانية بين سطورها داعية جل العرب والمسلمين إلی اإلخاء والتمسك بالعروة الوثقی أال وهي قصيدة حديث الكساء وقد ق يلت هذه القصيدة علی شكل رمزي فبان من خالل د ارسة هذه الرموز والغوص في أغوارها أن ها مدعاة إلی الوحدة مع نبذ التشتت ونقضه هذا التفرق الذي م ن ي به المسلمون قاطبة كما اتضح أن ها رسالة موجهة إلی الحكام الذين يسع ون أن يعيثوافسادا في أرض المسلمين وأخي ار خليق بالذكر بأن منهج هذا البحث يركن إلی المنهج التحليلي والوصفي.
البرغوثي حديث الكساء. الكلمات المفتاحية: قصيدة النثر الرمز تميم المقدمة: بادئ ذي بدء حري بالذكر بأن الشعر العربي المعاصر يضم بين دفتيه علی وجه العموم مضامين وموضوعات شتی وفي حقيقة األمر أن ثمة أواصر بين الشاعر وهذه المضامين والقضايا إذ إن الشاعر مرتبط كل االرتباط بعصره فلو صح التعبير يمكن البيان بأن الشاعر يعد شريان األمة النابض ولسانها المعبر عن مختلف أشجانها ومعاناتها في الحظ أن الشع ارء علی األيام والعصور كانوا يلعبون دو ار بار از بقصائدهم إلن هم عبر هذه األبيات يتيسر لهم اإلزدالف إلی ما مر غدا وباال علی شعوبهم وأوطانهم ومن بين هؤالء الشع ارء الذين طار صيت هم في البلدان العربية ال بل بالعالم بأسره وقد أفردوا قصائد هم برمتها عن هذه الموضوعات هو الشاعر تميم البرغوثي الفلسطيني و بعد التقصي والتعمق في آثار هذا الشاعر الشعرية يتضح للكل بأ ن الشاعر تميم البرغوثي لقد سخر قلمه وأدبه الجم في الدفاع عن أرضه التي استباحها األعداء وعدوها ملكا متوارثا لهم من سالف العصر ف غ د ت هذه األ ارضي غنيمة باردة في قبضتهم فالشاعر يری أن الشعر هو المنقذ الوحيد الذي قد يبعث وينفخ في بعض الضمائر الميتة روحا متسمة باإلنسانية والك ارمة الر وح التي تعدل عن الباطل ساعية في أن تحقق الحق األبلج بحيث ي شاهدأ ن الشاعر من خالل بعض قصائده يبذل الغالي والنفيس ليدعوكل العرب غير مستثن أحدا إلی اإلخاء والتواد والوحدة ونبذ الك ارهية والبغضاء وهذه الوحدة تتجلی لنا من خالل االستق ارء لقصديته المسماة ب)نثر موزون وشعر منثور في حديث الكساء ووحدة األمة( هذه القصيدة التي دعا من خاللها إلی تحاشي الطائفية من أجل الوحدة العربية كما ي الحظ أن الشاعر قد وظف فيها عددا كبي ار من الرموز ليعبر عما يجول في ق اررة نفسه وغورها وهو استدعاء شامل لجميع المسلمين والعرب إلی التوحد في كافة الم ارحل ال سيما ظروف األمة اإلسالمية الصعبة التي نشاهد ها في يومنا هذا. ففي مجمل القول كان للشاعر بواسطة هذه الرموز دور ثورو ي حيث جعل كلمات قصيدت ه وسيلة لشحذ الهمم وذلك الستعادة الحرية والهوية المسلوبة. األسئلة والفرضيات: ما داوعي الشاعر من استخدام هذه الرموز ما مدی ب ارعة الشاعر في خلق التصاوير ذات الطابع الرمزي ماالدالالت ذات الصبغة السياسية في القصيدة بناء علی هذه األسئلة التي ذ كرت ي سعی إلی إثبات الفرضيات التالية: - بغية الشاعر من توظيف هذه الرموز هي الدعوة الشاملة إلی اإلخاء والوحدة كما أن ها جاءت لإلفصاح عن مكنونات نفسه. - إن الشاعر كان موفقا كل التوفيق في خلق هذه الصور إذ أعطاها صبغة رمزية وأتموسفي ار دينيا سياسيا. - استخدم الشاعر الكثير من المفردات والرموز ليدل بها علی غرض سياسي لتحقيق الوحدة ونشر العدل. د ارسات سابقة: درس عدد من الباحثين شعر الشاعر تميم البرغوثي منهم: 1. رواق خالصة حوار المذهب والثورة في شعر تميم البرغوثي ق ارءة في قصيدة نثر موزون وشعر منثور في حديث الكساء ووحدة األمة) 2015 م(: تتطرق الباحثة في رسالتها الجامعية لنيل الماجستير إلی حياة تميم البرغوثي واآل ارء حول شخصيته وهكذا المذاهب الدينية ومفهوم الثورة مع ق ارءة مقتضبة وعابرة لقصيدة نثر موزون وشعر منثوربحيث تناولت الباحثة جمالية االستهالالت النصية والخواتيم النصية وجمالية المظاهر اللغوية وجمالية األنساق اللغوية المتضادة واللغوية المتوازية كما أن ها عالجت التناص الديني في هذه القصيدة بشكل مختصر جدا دون التعمق والخوض في التفاصيل المهمة لهذه القصيدة كمعالجة الرموز وما تكم ن في مطاويها. 2. شرتح عصام تميم البرغوثي د ارسات نصية في المحفزات الجمالية ومختا ارت شعرية) 2012 م(: لقد تناول الباحث في هذا الكتاب جماليات الصورة الشعرية و جمالية االستهالالت اللغوية اللغوية المتوازية التي ذكرت في الد ارسة الماضية وهكذا درس إضاءات نقدية في المفاصل النصية لعدد من قصائد تميم البرغوثي وفي األخير قام بذكر مختا ارت شعرية من شعره. 376
3. نادية مداني الخصائص األسلوبية في ديوان في القدس للشاعر تميم البرغوثي ) 2012 م/ 2013 م(: تناولت الباحثة في هذه الرسالة لنيل مرحلة الماجستير األسلوبية بمختلف اتجاهاتها فی ديوان القدس ليس إال. 4. تناولت مجموعة كبيرة من الصفحات اإللكترونية شعر الشاعر تميم البرغوثي بشكل مقاالت. وأما بالنسبة إلی د ارستنا التي تكتسي ملمحا هاما فهي األولي من نوعها في معالجعة هذه القصيدة عالجا رمزيا إذ تم التركيز في هذا البحث علی الخوض في جميع تفاصيل القصيدة النتشال الرموز واألفكار والنوايا التي تكم ن فيها كبعض القضايا السياسية الموجهة إلی الحكام والدينية الموجهة إلی شيوخ الدين. وعلی وجه العموم أن الركيزة األساسية التي تنص عليها هذه الدر اسة هي استخ ارج الرموز واإلشا ارت الهامة عن بعض القضايا الالفتة للنظر ذلك ألن الباحثة رواق ماتطرقت إليها في رسالتها الماجستير البتة وهذا مايفص ل بين درستنا ود ارسة الباحثة رواق وسائر الد ارسات. قصيدة النثر )من سو ازن برنار إلی سماتها الخاصة( تعتبر القصيدة النثرية ثورة جديدة في الشعر العربي الحديث وفي الواقع أن ها تعبير عن وحدة الكالم في الموضوع والمضمون من البداية إلی النهاية فيشاهد أن ها تعبر عن خلجات النفس ونوازعها النابعة من القلب كما ينبع الشعر من اإلحساس و الوجدان والعاطفة فالقصيدة النثرية في بعض األحيان تظهر فيها القافية وحتی الوزن وفي بعض األحيان تخلو من هذين العنصرين األساسيين ولكن ها لم تفقد إسجاعها وتماسك أضالعها وال شعورها المندفق في أعماق النفوس فمع كل ما ذكر نجد أن سو ازن برنار تحدد قصيدة النثر علی النحو التالي فتقول:» إن قصيدة النثر هي تماما نوع مختلف ليس هجينا في منتصف الطريق بين الشعر والنثر لكن ه شعر خاص بمثابة نثر إيقاعي مكتوب بشعرية رهيفة يفترض بنية وتنظيما بكل ما فيها إذ يبقی أن نعلن القوانين: قوانين ليست صريحة فقط إن ها عميقة عضوية مثلما هي الحال في كل نوع فني حقيقي وتعتبر قصيدة النثر في منطلقها رد فعل علی المعايير وأشكال الجمال المطلق للقرن السابع ع ش ر يمكن أن تعتبر شكال حديثا للشعر«أحمد 1996 م:ص 56 ( )بزون يعتقد محمدحمودبأن :»قصيدة النثر هي ترجمة حرفية لمصطلح غربی" prose "poem en تكتب كما يكتب النثر تماما أي هي تدفق تقدم مستمر وجدت لتحديد بعض كتابات ارمبو النثرية الطافحة بالشعر كموسم في الجحيم واش ارقات ولها أصول عميقة في اآلداب كلها والسيما الديني منها والصوفي«)حمود محمد 1996 م:ص 189 ( فعال أن القصيدة النثرية هزة جميلة وغذاء روحي لذيذ يمتزج بماء عذب ونسيم شمالي يهب علی الوجنات حامال معه ريحة األحباب وفي الواقع هي نثر غايته الشعر إذ يقول كمال خير بك عن هذه القصيدة:»نحن نفهم بقصيدة النثر مجموع العمل الشعري المحر ر من اإليقاع والقافية المميزين للنظم. وتجدر اإلشارة إلی أن هذا النوع من الشعر المحر ر كان يقدم نفسه وفق شكلين من الكتابة أو التنظيم الخطي: األول هو الشكل المدعو عموما بالشعر المطلق والثاني هو الشكل النثري بصريح التعبير الثاني والذي يحتكر تسمية قصيدة النثروفيما تمثل الشكل األول في أعمال الماغوط وجب ار إب ارهيم جب ار وتوفيق صايغ تمثل الشكل في نتاج أدونيس وأنسي الحاج وشوقي أبي شق ارء وعصام محفوظ ويوسف الخال«)خيربك كمال 1986 م:ص 355 ( ويذكر أنطوان أبو زيد التعريف الذي قدمه أنسی الحاج عن قصيدة النثر فيقول:»كان أنسي الحاج أسبق شع ارء النثر ونقاده إلی التعريف بقصيدة النثر وتبيان عناصرها التي تتكون منها:فهي بنظره ذلك العلم المستقل الكامل المكتفي بنفسه وهي الصعبة البناء من ت ارب النثر وهي نتاج الشاعر الحقيقي الذي ال يفضل االرتياح إلی أدوات جاهزة وبالية تكفيه مؤونة النفض والبحث والخلق علی مشقة ذلك«)أبو زيد 2012 م:ص 7 ( ثم يتابع ملخصا قول أنسي الحاج:»يستفاد من ذلك كله أن تصور الشاعر أنسي الحاج لقصيدة النثر من حيث هي التمرد األقصی علی الب نی الشعرية التقليدية وبعبارة أخری هي: انتافضة فنية ووجدانية معا أو فيزيكية نفسه ص 11-10 ( وميتافيزيكية«)المصدر فمن خالل ما تقدم يتعين علينا الذكر بأن القصيدة النثرية كسائر األصناف الشعرية تتسم بسمات خاصة ومن تلك السمات يمكن اإلشارة إلی ما حدده أحمد سالم الغوج فيقول عنها: 377
1. إنها خالية من الوزن العروضي والقافية وتعتمد علی موسيقی األلفاظ والت اركيب. 2. تهتم بالصور الفنية والمجاز والجمال الفني. 3. معبرة عن ذات الشاعر ومكنوناته الوجدانية. 4. د ارمية األفكار ومن خالل د ارمية األحداث وعمق الرؤية والتجربة. 5. تعتمد علی قوة العاطفة في التأثير علی القراء«)سالم الغوج 2013 م: ص 194 ( غاية ظهور قصيدة النثر في األدب العربي وجذورها الغرو في أن قصيدة النثر مثل الشعر الحر تضم بين دفتيها بعض األهداف علی سبيل المثال يقول الدكتور صادق خورشا عن ظهور قصيدة النثر في الشعر العربي المعاصر مع حركتها:»إن ظهور قصيدة النثر في الشعر العربي المعاصر ارتبط ارتباطا إيدولوجيا بروادها فهي لم تكن مجرد حركة إنقالب علی الشكل أو القوالب أو األنماط المتوازنة مثلما كان الحال مع حركة الشعر الحر أو ما سبقه من تجديد في الشكل«)خورشا 1391 ش:ص 219 ) إيدولوجي ثم يواصل مبينا هدف حركة التحول إلی قصيدة النثر: «بأن حركة التحول إلی قصيدة النثر كان و ارء ها هدف يعمد ليس إلی تحويل القصيدة إلی شكل جديد غير مألوف بل يريد طرح تلك الموروثات الثقافية التي غذت القصيدة التقليدية«)المصدر نفسه: ص 219 ( وأما بالنسبة إلی جذورها فالبع ض يری أن القصيدة النثرية مستوردة البناء والشكل بكامل سماته من الغرب فأتی إلينا هذا الصنف في مطلع القرن الماضي من قبل بعض الرواد المتأثرين بشع ارء الحداثة الغربيين نحو:ت.س. إليوت اإلنكليزي و ارمبو الفرنسي واعتبروا هذا الصنف دخيال علی الشعر العربي فيقول باروت عن جذور هذه القصيدة»إن قصيدة النثر العربية ليست إضافة خارجية بل إن لها جذو ار في الت ارث الكتابي العربي وفي لحظات ثالث منه هي:القرآن الشعر الصوفي أدب جب ارن.فمثلما كان القرآن الدواين األدبي للحركة اإلسالمية والشعر الصوفي الديوان األدبي للحركة الصوفية االجتماعية كان أدب جب ارن الديوان األدبي للتحوالت االقتصادية واالجتماعية والثقافية في مطلع هذا القرن...«)فائز الع ارقي 2008 م:ص 78 ( العربي ويقول أحمد سالم الغوج عن ظهور قصيدة النثر في الوطن العربي أيضا :»بداية قصيدة النثر ال فعلية في الوطن ترجع إلی جماعة "مجلة شعر" التي أسست في بيروت سنة 1975 م بإدارة كل من يوسف الخال وخليل حاوي ونذير العظمة وأدونيس.ثم انضم إليها شوقي أبو شقرة وأنسي الحاج. ودعمها من الخارج جب ارن وسلمی خض ارء الجيوسي«الغوج 2013 م:ص 193 ( الرمز في الشعر حظي الرمز باهتمام جميع الشع ارء ال سيما العصر المعاصر )سالم إلن ه حجاب منسدل علی النص و ينوي الكاتب من هذا الحجاب أن يدعو المتلقي إلی التدقيق وفي الواقع يمتاز الرمز بالغموض واإلبهام وفرة الدالالت وبهذه المواصفات يترك الكاتب تفسير النص وفهمه علی المخاطب وذلك إتساعا لفحوی كالمه من جهة وغموضه من جهة أخری فنری أحمد سالم الغوج يقول عن الرمزية»الرمزية هي فن التعبير عن األفكار والعواطف ليس بصورة مباشرة أي: التعبير عنها برموز غامضة وفي الواقع هي طرية األداء األدبي التي تعتمد علی اإليحاء باألفكار والمشاعر إلثارتهما بدال من تقريها أو وصفها أو تسميتها بهدف توكيد المشاركة الوجدانية بين الشاعر والمتلقي من طريق اإلعتماد علی وسائل اإليحاء في األصوات والت اركيب«)المصدرنفسه:ص 121 ( ويقول النقاد إيليا حاوي عن سبب استخدام الرمز»يستخدم الرمز بوصفه وسيلة فنية لتحقيق غايات موضوعية وأخری جمالية ونفسية تختلف تبعا ألهداف اإلتجاهات األدبية وفلسفات أصحابها وميولهم الشخصية«)الحاوي 1983 م: ص 142( في هذا الجانب يعتقد الباحثان أن سبب ميالن الشع ارء إلی إخفاء المعاني وعدم التصريح بهابواسطة هذه الرموز هو أن يزيدوا الشعر إبهاما وذلك إنزياح عن الكالم العادي ليكون صورة أسمی من بين أنواع الصور الشعرية وفي الواقع تعتمد الرمزية علی خصائص مختلفة ومن هذا يمكن ذكر الخصائص التي بينها يوسف عيد فيقول عنها» 1.ضد الواقعية وردا علی الرومانسسين الذين حاولوا أن يصفوا العواطف الفردية بلغة صريحة 2.تعتمد علی سيطرة اإليحاء علی كل ما عداه سيطرة تجعل الرمز داللة 378
أولية علی المعاني العقلية والمشاعر العاطفية 3.اإليجاز وغير المباشرة 4.بعيدة عن التصريح واإلفصاح المباشر وتميل إلی الغموض واإلبهام الذي هو عنصر قوتها 5.صورهم رمزية غامضة 6.ألفاظهم وتعابيرهم موسيقية عذبة رنانة«ص 212 ( )عيد التأريخ: هذا وأن فائق مصطفی يذكر فلسفة الرمزيين قائال :»هجر الرمزيون الواقع المحسوس ونأوا بأنفسهم عنه وذلك ألن فلسفتهم كانت تقوم علی أساس أن العالم المادي الذي نعيش فيه اليوم ونحسه وأن ه رمز لعالم غير محسوس وأن مظاهر الكون المادية كافة ليست إال رمو از لحقائق أخری أسمی وأعظم ومن تلك الحقائق أو الماديات التي ن ارها ونلمسا في العالم المحسوس)مصطفي 1979 م 79 نقال عن الغوج ص 120( يذكر غازي يموت مؤكدا علی أن الرمز في التعبير الشعري ال ينبغي أن يتحول إلی لغز فهو علی حد ذاته يخالف بعض اآل ارء في غموض الرمز وابهامه فيقول» الرمز هو أحد أساليب اللغة في التعبير الشعري بشرط أن ال يتحول إلی لغز بل يجب أن يظل الرمز علی شفافية تنم عما خلفه أو توحي بمضمونه«)يموت الطبع ص )58 65 نقال عن محمد علی الكندي 2003 م :ص ويذكر الباحثان بأن توظيف الرمز يجب أن ينبع من قلب الشاعر متفقا مع التجربة الشعورية فضال عن أن ه البد أن يكون له ارتباط بعصر الشاعر وفقا لما قاله عز الدين اسماعيل»...تكون الرموز التي يتسخدمها الشاعر ضاربة بجذورها في التأريخ... ال بد أن تكون مرتبطة بالحاضر وبالتجربة الحالية«)اسماعيل 1981 م:ص 199( أوال :نثر موزون إيضاء رمزي علی قصيدة)نثر موزون وشعر منثور في حديث الكساء ووحدة األمة(: )حديث كساء النبي الذي سوف أكتب عنه حديث عن الوحدة العربية والعافية وسأبدأ قولي بنثر أضيف له الوزن والقافية ومن بعده سوف أنشد شع ار بال حلية الوزن يحسب نقاد ه خطأ وأن ما فيه من صور حلية كافية وبعد هما سأوحد بين هما حيث إن البرغوثي:ص 138 ( القصيدة عن وحدة الناس في وطني وألن ي أری وحدة المذهبين علی مذهبي اللغة العالية( )ش رتح تميم إيضاء علی القطع أعاله: يمكن البيان أن الشاعر قال هذه القصيدة إذ إن عنوانهاجلي وبين ي فصح عن الباطن محاوال في أن يحقق الوحدة العربية علی أرض الواقع ألن الشاعر أعرب عن مغزی القصيدة بذكر)وحدة األمة( في العنوان كما أن ه لم يبتغ أن يدعو المتلقي إلی الفهم والتمعن ال بل بالعكس ي الحظ أن قصيدة الشاعر تميم البرغوثي تظهر علی شكل عبارت متسمة بسهولة بحتة والی جانب هذه البساطة في اقتفاء األلفاظ يسعی الشاعر أيضا أن يلمح إلی رموز مبهمة الفتة للنظر ووفي حقيقة األمر البغية األساسية المتوخاة من هذه الرموز هي إيصال الفكرة المضمرة في غ اررة جوانية الشاعر إلی المسلمين والعرب كافة ومن هذه الرموز اللطيفة التي قد أثارت منذزمن قديم حتی يومنا هذا جدال وجداال كثي ار بين مذهبي الشيعة والسنة هي حديث الكساء: قد يفي بالغرض لو تم القول بأن الش اعر كان موفقا في اختيار عنوان قصيدته ألجل التعبير عن خلجات نفسه فيبدو أن ه كان متفتح العقل والفكرة لدی اختياره لهذا العنوان مهما يكن فقد سعی الشاعر أن يوجه بعض الرؤی لجميع المسلمين والعرب ذلك بأن كم أمة واحدة وال فضل لعربي علی أعجمي إال بالتقوی والعمل الصالح فيطلب منهم أن يصبحوا يدا واحدة في شتی المواقف فمع كل ما س طر آنفا ي شاهد أن الشاعر قد وظف الكساء رم از داال علی الوحدة واإلخاء مع اختالف وجهة النظر. الكساء. الكساء رمز للوحدة واإلخاء وعدم التمييز بين الصغير والكبير فالكل حسب التقوی والفضيلة التي يكسبها يتسع له فالشاعر يذكر قائال : إن مفاد هذه القصيدة كما أن ج لنا أو كلنا عارف بحقيقتها تبرز لنا في أهمية الكساء وال ريب في أن هذا الكساء يجسد ويصور لنا المزيد من الموزونيين هو رعاية حال محبي النثر والشعر. ويعقب الشاعر معربا عن مكنون حديث الكساء: الوقائع والسبب في أداء هذه القصيده ولغتها إذ جاءت علی منوالي النثر والشعر 379
حديث الكساء حديث قصير مؤداه أن النبي دعا حسنا وحسينا وفاطمة وعليا وضم عليهم كساء من الشعر ثم دعا اهلل أن يذهب الرجز عنهم فأنزل رب ك آية تطهيرهم هكذا وردت في م ارجع أهل الحديث من الفرقتين. حديث الكساء حديث جميل ولست أبالي إذا اختلف الناس من بعد ذلك في األثر الطائفي لذكري له.)شرتح تميم البرغوثي: ص 138 ( إيضاء علی المقطع أعاله: يعقب شاعرنا في مقاطعه النثرية قائال إن الفرقتين)الشيعة السنة( كلتيهما أجمعتا علی أن الغرض الرئيس من هذا الحديث هو تطهير أهل بيت النبي محمد)ص( تماما فمع ذلك يتابع القول : بأن ه ال ي عير أذنا صاغية لتلك المذاهب واألثر الطائفي فيما يتعلق بهذا الحديث و لم يكن الهدف من ذكر هذا الحديث وتسمية هذه القصيدة بالكساء إال من أجل الوحدة علی رغم اختالف المذهبين في اآل ارء والمعتقدات ففي مجمل القول أن هذا الحديث له جماليته وصوابيته وفي الواقع لو تم التدقيق مليا في هذا المقطع يالحظ أن ه الشاعر قد استدعی الخطاب القرآني وسياقه الذي تعلق بأحوال حديث الكساء فمهما يكن من شيء يعد هذا االستدعاء صنفا من أصناف التناص وهو التناص الديني إذ يعتبر القرآن الكريم ارفدا مهما للشعر العربي المعاصر فقد اتجه الكثير من الشع ارء العرب المعاصرين إلی االقتباس منه فهذا التناص يتجلی لنا لدی قول اهلل تعالی ]إن ما ي ريد اهلل لي ذه ب عنكم القرآني الر جس أهل البيت وي طه ر كم ت طهي ار [)آل عم ارن آية 107( و يذكر جبر شعث مدی أهمية القرآن الكريم «يمثل الخطاب نبعا أصيال للتناص عند الشع ارء وهم يحاولون تحقيق وظيفة أساسية من خالل التناص القرآني حيث يهدف إلی امتالك قد ارت إبداعيةتتيح لهم ممارسة فاعلية التكوين الشعر المتفرد وتتيح لهم في الوقت نفسه شرعية التخالف أو التآلف مع أي نص قديم وجديد وهذه الشرعية كما يبدو تجد سندها القوي في الخطاب القرآني الذي ال يخلو خطاب شعري حداثي من استدعائه وامتصاصه علی نحو من األنحاء. )جبر شعث 2014 :ص 104 نقال عن مسلمي 1396 ش: ص 213 ( بيان داللة الرموز: الكساء رمز لتطهير المسلمين واألمة العربية. الكساء رمز للجمال علی رغم اختالف المذهبين. )بل وان ي لمن أجل هذا خصوصا ذكرت الحديث لقد نظر الناس في أثر الضم هل فيه رمز لعصمة من كان تحت الكساء أم القصد تكريمهم دون توصية باإلمامة بعد الرسول ولكن أنا وألن ي من الشع ارء ولست من الفقهاء وال ابتغي أن أحول هذه القصيدة درسا بعلم األصول أقول وأجري علی اهلل فيما أقول بأن ي سأدخل فيه اللذين أب وا أن يذلوا لغاز أتاهم وأخرج منه الذين علی العكس منهم أباحوا لحاهم فمن رد كيد اليهود عن المسلمين بلبنان عني سيدخل تحت الكساء ومن رد كيد التحالف عن شارع في الع ارق سيدخل تحت الكساء وان كان هذا علی مذهب ال يوافق ذلك البرغوثي:ص 139 ( نثري()شرتح تميم إيضاء علی المقطع أعاله: هذا وأن الشاعر قد اختار هذا الحديث متعمدا فإني أری تلك موعظة لو تفكر أهل العقول وهذا خالصة ليرمز به علی بعض نواياه كما سي ذكر مفصال فيعقب الشاعر بأن ه ليست غايته من ذكر هذا الحديث هي إثبات صوابية هذه اآلية في أن ها هل ذكرت من أجل تطهير أهل بيت النبي)ص( عن الرجس أو إثبات صوابية خالفة اإلمام علي )ع( كما أن ه لم يكن الهدف من ذكر هذه القصيدة تعليم علم األصول وان ما الغرض األساسي والجلي الوحدة واإلخاء بين المسليمن والعرب. فوفقا للمقطع أعاله ي واصل الشاعر الكالم عن هذا الحديث مشبها نفسه بالنبي األكرم)ص( إذ يقول: سيكون تحت الكساء جميع المسلمين األباة الذين لم يخضعوا للجبابرة ووفقوا بكل ما أ توا من قوة ضدهم وعلی العكس سي خرج الذين أباحوا جميع ممتلكاتهم لألعداء األلداء حيث إن هم ال يملكون الكفاءة الكافية ألن يبقوا تحت هذا الكساء الموحد لشمل األمة فكل من رد كيد اليهود إلی نحورهم بلبنان ووقف إلی جانب اللبنايين في السراء والضراء سيدخل تحت هذا الكساء آمنا وهكذا سيدخل تحت الكساء من وقف في وجه االستبداد والتحالف في الع ارق.فلبنان والع ارق وأي جزء آخر من الوطن العربي هي أج ازء يكمل بعضها 380
البعض والوالء واالنتماء ألي منهما هووالء وانتماء لها كلها ألن ها وطن واحد. وفي النهاية يختم موجها بعض النقاط المثيرة أ ن لو تأمل أصحاب العقول ال ستنبطوا أن الغاية المنشودة من هذا الحديث الوحدة واإلخاء لدی المسلمين ليس إال وفي حقيقة األمر يجعل الشاعر الكساء يتسع لكل ثائر في األوطان العربية ليحمي هم من كل غدر ورجس ومع كل ما ذكر آنفا يبدو أن الشاعر كان مصيبا في بلورة خلق الصور والمشاهد إذ اختار حديث الكساء للتعبير عن فكرت ه م ن ثم يمثل الشاعر شيئا من دور النبي األكرم)ص( ويجعل جل المسلمين الذين ال ينقادون لألعداء بمثابة أهل بيته ولذلك أ ذ ن لهم ليكونوا تحت الكساء. بيان داللة الرموز: الشاعرتميم البرغوثي رمز للنبي األكرم القادر علی يريدون باألمة الطعن وتشتيت الشمل حسب الع رقيات والمذهب. كساء النبي المساس بدينهم وعقيدتهم ووطنهم. بيان داللة الصور: إدخال المسلمين تحت الكساء واخ ارج غيرهم من المنافقين الذين رمز لحضن يحمي جميع المسلمين األباة سنيا وشيعيا و... هؤالء الذين ال يخضعون إلي مستبد صورة دخول المسلمين األباة بيد الشاعر تحت الكساء مثل صورة دخول أهل البيت النبي في الكساء. صورة طرد الجباة بيد الشاعر من تحت الكساء صورة مع أن ها مبدعة من قبل الشاعر مثيرة جدا. ثانيا :شعر منثور دخان كثيف يوزن باألطنان يعبر الخ ارئط إن ترفع يدك ال ترها والناس يصدم بعضهم بعضا كسيارت المالهي يريد البرغوثي:ص 139 ( فإن تتبعت الدخان إلی مصدره وصلت إلی غليون القيصر)شرتح تميم يتابع الشاعر قصيدته بشعر منثور مصو ار للقارئ في المقطع األول منها بعض المشاهد والحالة الغريبة التي م ن ي بها العرب من الهرج والمرج فيذك ارلشاعر أن ثمة دخانا كثيفا قد خيم علی سماء األوطان العربية والناس في حالة فوضی عارمة ولم يكن منبع هذا الدخان الذي جعل الشعب علی هذه الحالة النك ارء إال من غليون القيصر ويعني من غليون القيصر الملوك الذين لم يتعمتوا بالقد ارت الكافية إلدارة شعوبهم إثر ها تحصل االضط اربات الكثيرة والحروب الطائفية التي تسبب في تفتت شعوبهم. ومع كل ماسبق ذكره يستنبط بعد اإلمعان في المقطع الذي ذ كر أن هذا النص الشعري يحتضن النص القرآني ويستدعيه وان قام الشاعر بتحويله إلی داللة شعرية نابعة من رؤية الشاعر وتجربته فالشاعر بذكر)إن ترفع يدك ال ترها( يحيلنا بقوة إلی قوله تعالی ليوصل كظ ل مات في فكرته إلی المتلقين وهي البلبلة التي حصلت في األوطان العربية وهذا التعبير قد ا ست ل من قوله سبحانه وتعالی ]أو بحر لجي يغشاه موج م ن فوق ه موج م ن فوق ه س حاب ظلمات بعض ها فوق بعض إذا أ خر ج ي د ه لم يكد ي ر اه ا وم ن لم يجعل اهلل ل ه نو ار فما ل ه م ن نور [)النور 40:24 ( بيان داللة الرموز: دخان كثيف رمز للفوضی واالضط ارب وكناية عن الحروب وهذا القول يوحي في أذهاننا قوله تعالی)فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين()الدخان 10( إذ نری أن الصورتين ترسمان لنا حالة الهلع والخوف وأن العذاب قد نزل من تحت األرجل ومن فوق رؤوس الناس والكل يبحث عن مخل ص يتفلت به عن هذه الحالة وما حصلت هذه الحالة المباين هديهم هدي األنبياء. إال ألن الناس قد اتبعوا الحكام إن ترفع يدك الترها رمز علی كثافة التشويش والفوضی في األمة اإلسالمية كما هي تناص مع قوله تعالی )إذا أ خر ج ي د ه لم يكد ي ارها(. غليون القصر رمز لمنبع الدخان وهو القيصر الفاسد الذي تنتج يداه الحروب الطائفية. بيان داللة الصورة: 381
دخان كثيف يوزن باألطنان اجتمع دخان علی دخان علی دخان حتی أصبح هذا الدخان الذي هو في األصل عديم الوزن ذا وزن كبير يوزن باألطنان وهذا إن دل فيدل علی تلك الفوضی العارمة التي أحاطت بكل شارد ووارد. ثم يواصل الشاعر قائال : ساعتان رمليتان كل واحدة تتهم األخری بأن ها مقلوبة وتدعوها أن تعتدل مثلها ويد واضحة جدا تقلبهما في نفس اللحظة ومن موقعيهما الجديدين )شرتح تميم البرغوثي:ص 141 ( بما أن الشاعر تميم البرغوثي يعتبر م ن الشع ارء الجاعلين شعرهم خدمة للحرية فهاجم المحتلين وأبرز المقاومة بوصفها طريقا للتحر ر في الحظ من خالل اإلمعان في المقاطع التي سبق ذكرها أن ه يتحدث عن التطرف الديني والعصبية المذهبية وهو واقع األمة العربية الذي ن اره اليوم الواقع الذي حصل بيد الملوك الذين زرعوا الف ت ن بين شعوبهم إذ باتت أح ازبا تكت ل بعض ها البعض. بيان داللة الرموز: ساعتان رمليتان رمز للمذهب الشيعي والسني المتبانيين بسب إثارة النع ارت الطائفية من قبل المستفيدين منها وهذا خلو تصوير بديع من نوعه حيث رمز بالساعة الرملية بكل مذهب ونحن نعلم أن ال ساعة الرملية يمتلئ إحدی جانبيها علی حساب الجانب اآلخر فيفتقدان الوزن والتعادل بينهما. يد واضحة جدا تقلبهما في نفس اللحظة رمز لالحتالل وهكذا يواصل الحديث عن واقع األمة العربية فيقول: أربعة جيوش من ورق اللعب جيشان أحم ارن وجيشان أسودان تظهر المذيعة في نشرة األخبار البرغوثي:ص 141 ( يتقاتالن األسودان واألحم ارن) شرتح تميم هذا وأن الشاعر في هذا المقطع يواصل الحديث عن بعض الخالفات والحروب الطائفية الواقعة بين جميع المسلمين إذ تتكتل الجيوش. بيان داللة الرموز: جيشان أحم ارن وأسودان رمز للحروب الطائفية والخالفات. الجيش األحمر: يرمز إلی الجيش القتال الفتاك العرمرم الذي ال يجابه في فو ارن الوطيس وهويدل علی القوة والنشاط كما يدل علی العواطف الثائرة.)جيوش المسلمين(. الجيش األسود: وهو الجيش الخادح المزيف الجيش الذي غايته بث الخالفات )جيوش أعداء األمة اإلسالمية(. الجيشان األحم ارن هما رم ازن للجيش المتكون من الشيعة والسنة وهما جيشان قويان لوال وجود الجيشين األسودين الذيين يسعيان جاهدين لنشر الخالف بين أف ارد الجيشين األحمرين من شيعة وسنة. بيان داللة األلوان وتناسبهما مع الجيشين: اللون األحمر: يذكر فاتن عبد الجواد د ارما اللون األحمر قائال» اللون األحمر لون العواطف الثائرة والحب الملتهب والقوة والنشاط وهورمز النار المشتعلة ويستعمل بعض األحيان للداللة علی الغضب والقسوة والخطر«)عبد الجبارجواد 2010-2009 م: ص 138 ( اللون األسود: وهكذا يقول فاتن عبد الجبار جواد مبينا داللة اللون األسود» إن اللون األسود فهو كثي ار ما يرمز عادة وعموما إلی الخوف من المجهول والميل إلی التكتم وهو سلبي اللون يدل علی العدمية والفناء«)المصدر نفسه:ص 44 ( 382
وهكذا يذكر مبينا حالة الخالفات وصور أصناف الشيوخ البشعة منهم: علی هامش الصورة جموع المشجعين يضرب بعضهم بعضا باألحذية شيوخ الدين: يبنون مساجد في الفضاء الخارجي شيوخ السياسة: يحملون الك ارسي علی رؤوسهم كآلهة المصرين القدامی شيوخ الكالم: والكالم أمر عظيم مشغولون بقصيدة النثر والكبت الجنسي واالكتئاب وأنا أحاول أن أكمل هذه القصيدة)شرتح تميم البرغوثي:ص 143 ( يستمر الشاعر هكذا في وصف حالة األمة العربية وتلك الخالفات والنع ارت الطائفية بين األمة اإلسالمية حيث كل يغني عن لياله و شيوخ الدين منهمكون في تشييد المساجد بأماكن شتی دون أن يقفوا في وجه هذه النع ارت الطائفية للحيلولة دونها كما أن شيوخ السياسية مشغولون بنقل ك ارسيهم من وقت آلخر واالحتفاظ بها والترفيع مع التقديس حتی ال يسلبها أحد منهم شأن آلهات المصريين عند القدامی وأخي ار يحين دور شيوخ الكالم وهم منشغلون بقصائدهم النثرية والكبت الجنسي إذ إنهم في حالة التفكير بما البرغوثي في هذه الفوضی والمعمعة يجري حولهم من أحداث ووقائع دون االهتمام ببعض األغ ارض الهامشية وكذلك الشاعر تميم يسعی أن يكمل قصيدته إليصال فكرته الصالحة وهي الوحدة واإلخاء فيشاهد من خالل اإلمعان في هذا المقطع المصبوغ بصبغة سياسية بأن الشاعر يوجه المزيد من القضايا السياسية إلی الحكام ويلقي اللوم عليهم ألن هم واقفون مكتوفي األيدي تجاه هذه المجازر التي تكاد تأتي علی أخضر الشعوب ويابسها. بيان داللة الرموز: ضرب المشجعين بعضهم البعض الوهمي الضعيف وما ذاك إال أن القوي آمن بوساوس الجيش األسود. شيوخ المساجد والنصح لألمة. رمز للنع ارت والخالفات وأن الجيش األحمر القوي ضع ف وخار عزمه أمام الجيش األسود رمز للذين ال يعيرون التفاتا لما يجري حولهم شيوخ السياسة رمز للذين يمسكون بمنصابهم حتی ال ت نهب دون االهتمام بالشعب والوقائع. شيوخ الكالم رمز للذين مهمتون بقضايا شعبهم ألن يحركوا ضمائر الناس علی الطغاة. وتخلوا عن واجبهم ومسؤليتهم ألن واجب رجل الدين التبين هذا وأن الشاعر بعدوصفه لجميع تفاصيل واقع األمة العربية وصفا تاما قام يخاطب كساء النبي ويدعو منه أشياء جمة كأن ه يخاطب إنسانا ما ليتفاعل معه من أجل الوحدة واإلخاء فيقول: يا كساء النبي استمع يا علي المقام أنت أكرم ما في مخيمنا من خيام فليقم فيك مستوصف إن تيسر يأوي إليه ضعاف األنام يا كساء النبي وبرج الحمام يا شريطا من النور ضم علی باقة من ك ارم يا شبيه السماء القريب وصبح المعاني ويارحمة اهلل منسوجة في خياطة برد يماني العفي وتذكرة بالزمان البرغوثي:ص 143 ( يا كساء النبي)شرتح تميم 383
إن هذه القفلة المثيرة التي قفل فيها الشاعر جاءت في غاية المتعة والدهشة واإلثارة إذ حملت في طياتها العمق والتأمل فالشاعر يقف مخاطبا الكساء طالبا منه الغوث والمساعدة فيقول يا كساء النبي أصغ إلی ج رحي وألمي لقد عظ م المصاب يا كساء النبي يا أعز ما لدينااليوم بحق لك مكانة سامية فنطلب منك أن يكون تحت ظاللك مأوی لضعاف األنام يأوون إليه هوالء الذين ال يملكون في حياتهم شيئا فلتكن لهم مغيثا معينا علی كل حال حتی ال يتبرموا بالحياة و يستمر الشاعر قوله إلی أن يصف الكساء بالرحمة التي شملت جميع المسلمين دون االختصاص بأمة واحدة وهذه الرحمة التي ستنبعث منه هي اإلخاء والوحدة والمودة. بيان داللة الرموز: كساء النبي وبرج الحمام رمز للمأوی في اإليواء وال يرمز إلی إيواء البشر فحسب بل ن اره يضم الحمام والطيور وهويذكرنا بسفينة نوح التي كانت مأوی لكل شيء في أحوج ساعة حيث الهالك منتشر والشر مستطر. كساء النبي رمز للنور والحياة الحديثة. كساء النبي رمز للرحمة الشاملة. كساء النبي وتذكرة الزمان العفي رمز للقائد الذي يريد أن يؤلف بين القلوب المتشاحنة ليصنع مجدا عظيما كما يرمز إلی القوة القوية التي كانت تتمتع بها األمة اإلسالمية. فليقم فيك مستوصف إن تيسر يأوي إليه ضعاف اإلنام حضن للضعاف من الوری. بيان داللة الصور: صورة الكساء إنسان مصغ للفق ارء لدی الصعاب. صورة الكساء إنسان يعطف ويشفق علی الفق ارء. من ثم يواصل الحديث قائال : يا كساء النبي ارتفع ارية عالية : لبني الجاريه للذين إذا ت ركوا في المنافي وشقر المواني فال ماء يخرج من تحت أقدامهم الوال وفد يأتي إليهم وان أ خذوا ليضحی بهم ال فداء لهم يتنزل من جنة ما وال بيت تعلو قواعده فوقهم فيجيء الحجيج إليهم بفاكهة األربع النائية البرغوثي:ص 144 ( يا كساءالنبي ارتفع ارية عالية:لبني الجارية)شرتح تميم إن هذا المقطع من أجمل مقاطع الشاعر في إثارة المتلقي واالنفعال به وفي حقيقة األم أرن يتسم بالدفقة الشعرية المدهشة العلو اذ جاءت مفعمة بالمشاعر الطيبة المشاعر التي تحرك حتی الجمادات فيطلب الشاعر من الكساء أن يكو ن ارية في غاية والسمو لهوالء الفق ارء األبرياء الذين ال يجدون لهم معينا ومساعدا في المواقف الشديدة الحالكة ذلك ألن هم لو وقعوا في قبضة األعداء ال يأتي إليهم ديار ليخلص هم من هذه المخالب التي تنوي نهشهم فلتنكن أنت م ن يذود عنهم. بيان داللة الرموز: كساء النبي رمز للعلو والشموخ. كساء النبي رمز لمن هو بصفته منجي الفق ارء لدی السبي والنفي. كساء النبي رمز للتضحية والفداء. كساء النبي ملجأ الفق ارء ومحل إيوائهم. ال بيت تعلو قواعده فوقهم رمز للمشرد الذي يفتقد البيت واإليواء)وهذا الكساء هنا يرمز إلی سقف البيت الذي يقي الفقير والمشرد من الحر ) فواكهة األربع النائية البضائع واألغذية التي يجلبها الحجاج معهم من كافة األقطار والبالد العربية وليس الم ارد حقيقة جنس الفواكهة وان ما أ ارد لذيذ الطعام ومطلوبه. 384
وهكذا يواصل: يا كساء النبي وجمع قبائلهم خفف الموت عنهم قليال وغربتهم فلقد أصبحوا في البالء سواء وباتوا وال فرق بين المقيمة والجالية يا كساء النبي ارتفع ارية عالية: لبني الجارية قم وأعطهمو الدرع والسيف والرمح واتل عليهم من الذكر شيئا وصل صالة الجماعة فيهم وقل حاربوا كل باغ قوي البرغوثي:ص 144 ( النبي) شرتح تميم يا كساء هذا وأن الشاعر في هذا المقطع يطلب من الكساء أن يجمع شمل العرب والمسلمين لتحقيق الوحدة واإلخاء وذلك عبر الثورة والمقاومة في وجه االستبداد في كل شبر من الوطن العربي كما أن ه يتحدث الشاعر في هذا األبيات عن معاناة الغت ارب والتشتت وحالة الناس في المنافي سائال اهلل أن يخفف غ ربتهم وهم في خارج أوطانهم إذ يطلب من الكساء أن يوحد هذا الشمل ويجمع القبائل علی مسار واحد ليشد من عزيمهتم في وجه المستبدين إضافة إلی ذلك في أن النقطة الهامة التي تسترعي انتباه القارئ هي أن الشاعر يطلب من الكساء تزويد أمة المسلمين جمعاء بالسالح والدروع والرماح ألن يفقوا في وجه األعداء أ سدا ال ينهنهم اللقاء هذا من أجل أن يعمد إلی خلق روح المقاومة والثورة في النفوس ضد المحتل الغشيم من ثم يواصل القول مع الكساء طالبا منه أن يق أر علی هوالء المسلمين عددا من اآلي الحكيم وأداء صالة الجماعة فيهم ذلك كله لزرع القوة والبسالة في قلوب المسلمين وهم يد واحدة تجاه المحتلين الجشعاء الذين يريدون المساس بقداسة اإلسالم فيجدر بالذكر بأن كل هذه األبيات تحمل في طياتها روح التمرد والعصيان ضد المحتلين للوصول إلی الغاية المنشودة وهي الوحدة وتغيير الواقع مع طرد المستعمر الباغي. بيان داللة الرموز: كساء النبي رمز لجمع القبائل والتخفيف من الموت والغربة. كساء النبي رمز للثورة والتمرد ضد المحتلين البغاة. كساء النبي رمز لتالوة القرآن وتذكير الناس بأحكام ربهم من الت ازم الوحدة وجهاد المغتصب. بيان داللة الصور: صورة الكساء:)صوره بصورة اإلنسان القادر علی اإلصغاء والتفاعل مع مايدور حوله(. صورة الكساء:)اإلنسان المجمع للشمل(. صورة الكساء:)اإلنسان الذي من شأنه أن يزود المسلمين بالسالح والقوة(. صورة الكساء:)اإلنسان يؤم الناس في الصالة فيكونون خلفه ويستمعون ألمره بعدها وهذه داللة علی أن القائد يقود جماهير الشعب في أمر دينها ودنياها(. ويختم قصيدته قائال : يا كساء النبي اجتمع إذا ما اجتمعت اتسع للزهور ومن ال يحب الزهور وال يشتهيها اتسع للوالة ومن ال يليها اتسع للحقيقة والشك فيها اتسع للسهول اتسع للجبال اتسع للنساء اتسع للرجال اتسع للعجوز اتسع للرضيع 385
يا كساء النبي اتسع للجميع وصلی عليك البصير والسميع ي:ص 144 ( يا كساء النبي )شرتح تميم البرغوث يصل الشاعر في المقطع األخير من قصيدة إلی قمة الوله والحب إلی اجتماع الكساء مع اتساعه وتحقيق الوحدة اإلسالمية حيث يقول مخاطبا الكساء: يا كساء النبي عليك أن تجتمع وتتسع للكل فما لقدومك من سبب إال لتشمل الجل وتضع المسلمين كافة تحت دفئك فينبغي أن تتسع للطبيعة والزهور باعتبارها أن ها تبعث في قلوب الن اس والمسلمين األمل والحيوية لتغيير الواقع واتسع للوالة لتتحرك ضمائرهم والعطف علی شعوبهم مع التماس الوحدة وهكذا اتسع للحقيقة والشك علی رغم اختالفهما واتسع للسهول والجبال لكي تأوي الناس والمسلمين بكافة طوائفهم لدی االحتدام وهكذا اتسع للنساء كما تتسع للرجال فإنهم خلقوا من نفس واحدة لكي يعدوا جيال طيب األع ارق واتسع للعجوز كما تتسع للرضيع فالعجوز تحمل في نفسها المزيد من العبر كما الرضيع سوف يبلغ أشده مسلما محافظا علی قداسة إسالمه وأخي ار يا كساء النبي فليكن اتساع ك وشموليتك للكل ال ألمة دون غيرها. لو يتم التمعن في المقطع أعاله سيجد المتلقي بأن فعل)اتسع( تكر ر علی عشر مرات وال شك في أن لتسلسل التك اررغاية وهدفا فالغرض من تك ارر هذا الفعل في هذا المقطع التأكيد علی اتساع الكساء علی وجه العموم مع امتداده. بيان داللة الرموز: اجتماع مع االتساع: هو رمز لشمل المسلمين علی مسار واحد. اتسع: للزهور وم ن ال يحبها: رمز للحيوية واألمل ورمز بأن يقبل كل الطوائف وكل األذواق. اتسع: للحكام ومن ال يليها: رمز لضم الموافق والمخالف لحكام الدنيا. اتسع: للحقية والشك: رمز لجمع العلماء علی رغم االختالف في آ ارئهم. اتسع: للسهول والجبال: رمز لألماكن التي يمكن اإليواء إليها لدی الضرورة. اتسع: للنساء والرجال: رمز للوحدة بينهما علی خلق جيل جيد كما هو رمز للثوار والمفكرين من الرجال والنساء. اتسع:للعجوز والرضيع: رمز للعبر والمواعظ كما أن ه رمز علی األمل الجديد ورمز للكبير والصغير. حصائل البحث: بعداستق ارء شامل لقصيدة )نثر موزون وشعر منثور في حديث الكساء ووحدة األمة( للشاعر تميم البرغوثي يمكن اإلشارة إلی النتائج التالية: - بغية الشاعر الرئيسة من توظيف الرموز في هذه القصيدة كما بعضها واضح من ناصية عنوانها استجالء و تحقيق الوحدة اإلسالمية وزرع اإلخاء والموده الشاملة بين المسلمين كافة مع نزع الغل والحسد من قلوبهم كما أن ها جاءت لتقلع األلم والحزن المعشعش في قلب الشاعر. - اتضح أن الشاعر بحق يملك قدرة فائقة في خلق الصور الشعرية التي تثير القارئ إذ اختار حديث الكساء والنبي األكرم )ص( وأهل بيته معطيا إياها صبغة رمزية دينية و أتموسفي ار سياسيا للتعبير عن م ارده وهو الوحدة واإلخاء. - تبين من خالل الغوص في مطاوي القصيدة أن ها تحمل بين طياتها المزيد من األلفاظ المرتبطة بالقضايا السياسية الموجهة إلی بعض الشخصيات: كشيوخ الدين الذين ال يحفلون بالواقع المرير ورجال السياسية الذين غدا شغلهم الشاغل االحتفاظ بمناصبهم وهكذا الحكام الذين يبثون في دماء األمة المسلمة الخالفات والنع ارت الطائفية. - تجلی أن الشاعر تميم البرغوثي قد استدعی فيه شخصية النبي األكرم)ص( وكسائه الشريف لتحقيق اإلصالح لدی األمة اإلسالمية. - سعی الشاعر أن يوظف الكلمات البسيطة التي تستسيغها النفوس وهي كلمات ما ال تشذ عن األسماع والسبب في ذلك هو إيصال فكرته بسرعة قصوی إلی األمة اإلسالمية جمعاء لتحقيق اإلتحاد. - توجه الشاعرفي بعض مقاطعه الشعرية إلی استدعاء النص القرآني لبيان بعض الواقائع علی مر التأريخ لنشر العدل واإلخاء. 386
المصادر والم ارجع القرآن الكريم 1- أبو زيد أنطوان مدخل إلی ق ارءة قصيدة النثر الطبعة األولی دار النهضة العربية بيروت 2012 م. 2- إسماعيل عزالدين الشعر العربي المعاصر الطبعة الثالثة ب دا ارلعودة بيروت 1981 م. 3- بزون أحمد ( 1996 م).قصيدة النثر العربية الطبعة األولی دار الفكر الجديد بيروت 1996 م. 4- جبر شعث جماليات التناص ع دار مجد الدي للنشر و التوزيع عمان 2014-2013 م. 5- جواد عبد الجبار فاتن اللون لعبة سيميائية الطبعة األولی دار مجد الوي للنشر و التوزيع عمان 2009 م. 6- الحاوي إيليا الرمزية والسريالية في الشعر الغربي والعربي الطبعة األولی دار الثقافة بيروت 1983 م. 7- حمود محمد الحداثة في الشعر العربي المعاصر الطبعة األولی الشركة العالمية للكتاب بيروت 1996 م. 8- خورشا صادق.مجاني الشعر العربي الحديث ومدارسه الطبعة السادسة سمت ته ارن 1391 ش. 9- خيربك كمال حركة الحداثة في الشعر العربي المعاصر الطبعة الثانية دار الفكر بيروت 1986 م. 10 -روارق خالصة رسالة لنيل الماجستير: حوار المذهب و الثورة في شعر تميم البرغوثي ق ارءة في قصيدة نثر موزون و شعر منثور في حديث الكساء و وحدة األم 2015 م. 11 -سالم الغوج أحمد فنون التعبير األدبي الطبعة األولی دار الفتح للد ارسات والنشر عمان-األردن 2013 م. 12 -شرتح عصام د ارسات نصية في المحف ازت الجمالية و مختا ارت شعرية 2012 م. 13 -الع ارقي فائز القصيدة الحرة محمد ماغوط نموذجا الطبعة األولی مركز اإلنماء الحضاري لبنان 2008 م. 14 -عيد يوسف المدارس األدبية و مذاهبها الطبعة األولی دا ارلفكر اللبناني بيروت التأريخ. 15 -كندي محمد علي الرمز و القناع في الشعر العربي الحديث الطبعة األولی دار الكتاب الجديد المتحدة بيروت 2003 م. 16 -مسلمي محمود ظاهرة التناص في شعر عبد العزيز الحمادي الندوة العالمية لد ارسة دور الكتاب و الشع ارء االي ارنيين في ازدهار الثقافة اإلسالمية شي ارز 1396 ش. 17 -مصطفی فائق )ال تأريخ(.في النقد األدبي منطلقات و تطبيقات جامعة الموصل الع ارق. 18 -يموت غازي الفن األدبي أجناسه و أنواعه. الهوامش: 1. ولد الشاعر تميم البرغوثي بالقاهرة سنة 1977 م من أب فلسطيني شاعر أشهر من نار علی علم هو مريد البرغوثي وأم مصرية هي الكاتبة المبدعة رضوی عاشور.عمل أستاذا مساعدا للعلوم السياسية بالجامعة األمركية بالقاهرة ثم عمل ببعثة األمة المتحدة في السودان كتب مقاال أسبوعيا عن التأريخ العربي والهوية في جريدة الديلي ستار اللبنانية الناطقة باإلنجليزية لمدة سنة من 2004-2003 م ومن مصنفات ه يمكن ذكر: 1 الوطنية األليفة هو الوطن وبناء الدولة الوطنية في ظل االستعمار صدر عن دار الكتاب والوثائق القومية بالقاهرة عام 2007 م. 2 له كتاب باإلنجليزية عن مفهوم األمة في العالم العربي وهو تحت الطبع كما له أربعة دواوين باللغة العربية الفصحی وبالعاميتين الفلسطينية والمصرية هي: 1. مينجا عن بيت الشعر الفلسطيني ب ارم اهلل عام 1999 م. 2. المنظر عن دار الشروق بالقاهرة عام 2002 م. 3. قالوا لي بتحب مصر قلت مش عارف عن دار الشروق بالقاهرة عام 2005 م. 4. مقام ع ارق عن دا أرطلس للنشر بالقاهرة عام 2005 م.)خالصة رواق حوار المذهب والثورة في شعر تميم البرغوثي ق ارءة في قصيدة نثر موزون وشعر منثور في حديث الكساء ووحدة األمة: ص 13( 387