رئي س جمل س االدارة رئي س التحرير فخري كرمي ملحق ثقايف ا سبوعي ي صدر عن جريدة املدى WWW. almadasupplements.com العدد )3817( ال سنة الرابعة ع شرة - الأ

ملفّات مشابهة
Microsoft Word - 47-Matthew

Microsoft Word - 50-John

الدِّيكُ الظَّرِيفُ

أاعمال الر سل 507

ش ط TRANQUILITY ش ط Tranquility دومي ي ه منتج سك رائ ص ي ئ ب ت ست ى إق م م ا ر ا و. ا ط ط ا ع ة التصم د م ا ن س ا عم ري وأس ب ء ه ا ا م ا ي سي أجن سكن

دفرتالأطفال

قررت وزارة التعليم تدري س هذا الكتاب وطبعه على نفقتها الريا ضيات لل صف االأول االبتدائي الف صل الدرا سي الثاين كتاب التمارين قام بالت أاليف والمراجعة

Cambridge University Press Cambridge IGCSE Arabic as a First Language Coursebook Luma Abdul Hameed, Hanadi Al Amleh, Shoua Fakhouri

البرامج المنفذة خالل شهر محرم 1433 ه

م ق د م ة الفهرست ال ف ص ل ال أاو ل : م راج عات ق ب ل ي ة ال م ف عول ب ه ال م ب ت د أا و ال خ ب ر الن ع ت ال ع ط ف ال ع د د و ال م ع دود )11 19( ال ف

د ع اء ك م يل بن ز ياد د ع اء ك م يل بن زياد ( رح ه هللا( م ا لل ه م إن ي أ س أ ل ك ب ر ح م ت ك ال تي و س ع ت ك ل ش ي ء و ب ق و ت ك ال تي ق ه ر ت ب ها

د ر و س ف ق ه ي ة ا ل ث ان ي ا ل ثان وي

الم ب س ط ة الع ر ب ي ة الت ر ج م ة Language: العربية (Arabic) Provided by: Bible League International. Copyright and Permission to Copy Taken from th

Microsoft Word - ٖٗخص عربÙ−

E-EH/ 3'EJ 'D('1H/J >> (BH) P 'D9DEP *BHI 4HC) O 'D#EEP

ن خطبة الجمعة المذاعة والموزعة بتاريخ 15 من شوال 1439 ه الموافق 2018/6/29 م م ن ال م ن اه ي الل ف ظ ي ة ن ا م ن س ي ئ ات أ ع م ال ن ش ر ور أ ن ف سن ا

وزارة الترب ة بنك األسئلة لمادة علم النفس و الح اة التوج ه الفن العام لالجتماع ات الصف الحادي عشر أدب 0211 / 0212 األولى الدراس ة الفترة *************

اامتح ن الج ي الم حد امتح ن البك ل ري ( الد رة الع دي : ي ني ) 4102 المست ى 0 من س ك البك ل ري الشع أ المس لك مس ك الع الشرعي شعب الع التجريبي شعب الع

تطوير البرامج اإلقتصادية دليل لألحزاب السياسية

INFCIRC/641 - Agreement between the Government of the Republic of Cameroon and the International Atomic Energy Agency for the Application of Safeguard

1

العدد الثاين يف اختتام فعالياته مؤتمر جودة التعليم العالي يوجه رسالة شكر وتقدير إىل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي راعي املؤتمر ويوصي

آذار 2017 B الص ف الث اني م ساب ق ة ال لغاز الد و لي ة في الر ياض ي ات االسم ال شخصي: اسم العا ئل ة: الص ف : اسم المدرسة: بلد ة اسم المدرسة: عنوان مكا

Microsoft Word - article-pere-salah

الصفح الع دية الدور اموضوع 3 3 ال وضو اأ : ال وضو الثاني : NS03 الف سفة شع ة اآدا والع و اإنس نية: مس ك اآدا اكتب )ي( في أحد ال واضيع الثاثة

Microsoft Word - Aliyat Ikhtilaf_ 13 Juillet.doc

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية

الشريحة 1

دليل اشتراع قانون الأونسيترال النموذجي للاشتراء العمومي

رؤيتنا : اأ صالة وعاملية.. جودة ومتيز لنكون من أاف ضل اخليارات لدى أاولياء الأمور. رسالتنا : ت سعى مدار س التعل م ل أالخذ بيد الطالب لكت ساب القيم الإ

برن مج ت أهيل واإعداد املحكمني 2016 ال شه دة الإحرتافية مركز التحكيم التج ري لدول جمل ض التع ون لدول اخلليج العربية بتنظيم م شرتك مركز التحكيم والت شو

مقدمة حظيت الصناعة المالية اإلسالمية منذ انطالقتها باهتمام كبير من قبل المختصين والباحثين والمؤسسات العلمية الداعمة في سبيل تطوير أدواتها لمواكبة النم

الزراعة التعاقدية من أجل شراكات أفضل بين المزارع وقطاع الأعمال : تجربة بنك التنمية الآسيوي في جمهورية

اسم المفعول

REPUBLIQUE ALGERIENNE DEMOCRATIQUE ET POPULAIRE وزارة التعليم العالي والبحث العلمي Ministère de l enseignement supérieur et de la recherche scientifiq

د. ط در ءة ز ا ت ا دزة (درا ا ا ت) د. ط در را ر ا م م ا ا ا : ا ت ا ا ا م وا ا ي و إ ى ا ت ا ا ا دو إ و دة ا و أ اد ا. و ف ا ا إ وا ا ت ا دزة م ا أ ا

مدى تطبيق جامعة العلوم والتكنولوجيا اليمنية لمعايير الجودة الشاملة في التخطيط الاستراتيجي وفقا للأنموذج الأوروبي (EFQM)

الدورة الرابعة

الذكاء

دليل التعامل مع املا شية لتطوير الت صال والإنتاج ورفاهية احليوانات يف منطقة ال شرق الأو سط و شمال اأفريقيا

Layout 2

ك ك ك ا ك ت ب الف ع ل الم ضار ع الم ناس ب ف ي الف راغ: 1( ه و ي ت ك ب ع ض ض ه... ب ع تبه ف ال د ر سة. تب ا ف ال د ر سة. ض... ف ب ع أ ن... ال د ر سة. ض

جامعة حضرموت

واقع ر ضا طلبة كلية الدرا سات العليا بجامعة الكويت عن اخلربات االأكادميية والعلمية يف ضوء بع ض املتغريات الدكتورة نبيلة يو سف الكندري كلية الرتبية - ج

ن 1 ن 1 ن 1 التكوين الم ني اأ ادي ية ا ج ية ت ية ي ت ا ج ة فا ا - اامتحا الجهوي ال وحد للبكالوريا )ال ترشحو الرس يو ( ا صفحة 1/1 ا د ااستد ا ية 1014 ا

(قفزات جديدة لمفهوم البحر في الشعر العربي المعاصر)

منطقة العاصمة التعليمية عدد الصفحات / مخس صفحات التوجيه الفني للغة العربية الزمن / ساعة واحدة اختبار الفرتة الثالثة يف مادة اللغة العربية للصف العاشر

راتب الحداد للحبيب عبد هللا ابن علوي الحداد احلداد رتا ب احلداد ي علو ابن عبد هللا للسي د معهد مجلس تربية نورالهدى ايندرامايو Page 1 of 8 معهد مجلس تر

Morgan & Banks Presentation V

اململكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة اجملمعة عماده خدمه اجملتمع كليه الرتبية بالزلفي دبلوم التوجيه واالرشاد الطالبي ملخص منوذج توصيف مق

المدة : 5 دقي. النش ط : ال راءة. المست ى : قس التحضير.. 9 عن ان الدرس : أربط بين الص الحرف ( (. رق ال حدة : الك ءا ال عدي : يتعرف ع الص ) ( المسم ع ث

ى ى ى ى ى ى ى ى ى يشوع ك ت اب ي ش وع وس : 2 "م وس ن ن ى ون م ى س اع د م ى اهلل ى قى ال اهلل ل ي ى ش ى وع ب د وس عى ب ى ا م ى ى ات م وى بى ع ى دم 1 ض ب

اتف ا ق ي ة األم م الم ت ح د ة ؤ ول ي ة ب سم ة ا ل خاصم متع ه د ى م ح ط ا ت النق ل ا ل ط ر ف ي ة ف ى الت ج ا ر ة ال د ول ي ة ا آل م م ا ل م ت ح ١٩٩٤ د

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية République Algérienne Démocratique et Populaire Ministère de l Enseignement Supérieur et de la Recherche Scien

مر سوم سلطاين رقم 94/102 باإ صدار قانون ا ستثمار راأ س املال الأجنبي نحن قابو س بن سعيد سلطان عمان بعد االطالع على املر سوم ال سلطاين رقم 75/26 ب إاUص

سل سلة تقارير رقم ( )53 فعالية ومناعة نظام النزاهة يف عمل اإلدارة العامة للمعابر والحدود فهرس المحتويات مقدمة 2... متهيد : املعابر واحلدود 2... الأ س

ا إالبداع االإداري وعالقت ه با أالداء الوظيفي للعاملني االإداري ني يف كلية الرتبية بربيدة يف جامعة الق صيم )درا سة ميدانية( د. هيله بنت منديل حممد الت

تقرير ن شاط 2015

صندوق استثمارات اجلامعة ومواردها الذاتية ( استثمارات اجلامعة الذاتية ) مركز مركز استثمارات الطاقة املتجددة االستثمارات مركز اإلمام للمالية واملصرفية ا

Microsoft Word - Kollo_ ARA.docx

الدرس : 1 مبادئ ف المنطق مكونات المقرر الرسم عناصر التوج هات التربو ة العبارات العمل ات على العبارات المكممات االستدالالت الر اض ة: االستدالل بالخلف ا

كتاب حكايات حملة ترشيد الكهرباء مركز الت واصل:

نـمو المتعلم

الحروف المتشابهة شكلا - لعبة إنشاء خطوط المحتوى: 12 غطاء قنينة لوحة بوليجال 12 بطاقة صفراء دائرية الشكل )لكتابة الحروف المتشابهة شكال

5 بحوث ودراسات فاعلية برنامج تدريبي مقرتح يف تنمية بع ض مهارات ا سرتاتيجيات التعلم الن شط لدى ع ضوات هيئة التدري س بجامعة الطائف د. سميحة حممد سعيد سل

منحهما جائزة "الوسام الذهبي لإلنجاز": - Monitoring Media إتحاد المصارف العربية يكر م عدنان وعادل القص ار في القمة المصرفية العربية الدولية في باريس Ta

اشارات رقم النتيجة الجلوس نتيجة امتحان التعليم المفتوح يناير )2016 ) 1 المستوى الثامن- شعبة االرشاد ( قديم ) جامعة عين شمس كلية االداب- التعليم المفتو

تحليل الانحــدار الخطي المتعدد

نظرية الملاحظة

Microsoft Word - إعلانات توظيف لسنة 2017

البرنامج الهيدرولوجي الدولي الدورة الثانية والعشرون للمجلس الدولي الحكومي

٦ الج ز ء الث اني الل غ ة الع ر ب ي ة الم ؤ ل فون: أا. محمود عيد )منس قا ( أا. عادل الز ير د. معين الفار أا. محمود بعلوشة أا. إايمان مزهر أا. هيا ذياب

نشـــــرة نصـــف سنويـــة - العـــدد الخامس «يناير يونيو» افتتاحية -2 فعاليات وأنشطة المركـز -3 أخبار من الصناعـة الماليـة اإلسالميـة -4 تعريف ب

الأربعاء - 6 Uصفر 1437 ه - 18 نوفمرب 2015 م اأك د ال ش ي خ رائ د ص ل اح رئ ي س احل رك ة الإ س ل ام ي ة يف ال داخ ل الفل سطيني خال م ؤمتر صحفي ع ق ده ي

How To Make Connection Between Oracle DB Server 9i & Oracle Developer 6i

6 الجمهورية الج ازي رية الديمق ارطية الشعبية مديرية التربية لولاية الطارف و ازرة التربية الوطنية امتحان البكالوريا التجريبي في مادتي التاريخ والجغ ارف

مكثف الثالثة الوحدة البوابات املنطقية 1 هاتف : مدارس األكاد م ة العرب ة الحد ثة إعداد المعلم أحمد الصالح

))اوراق عمل مادة التوح د(( اولى متوسط مالحظة: ال غن عن الكتاب الدراس

2.3 ألعاب احتامل ستلعبون يف هذه الفع الي ة ألعاب احتامل بأزواج وستحل لونها. مالحظة: يجب أن يكون معكم يف هذه الفع الي ة زوج من مكع بات الل عب )حجارة ال

مقترح تعديل النظام االأ سا سي مل صرف قطر اال سالمي شركة م ساهمة عامة قطرية ( ش.م.ع.ق( لتوفيق أاو ضاع امل صرف وفقا لقانون ال شركات التجارية رقم )١١( ل

اشارات النت جة رقم الجلوس جامعة ع ن شمس كل ة االداب-التعل م المفتوح وحدة تكنولوج ا المعلومات نت جة امتحان التعل م المفتوح نا ر )2015( 1 المستوى الثامن

Microsoft Word - حلقات 2الجودة لمدير التعليم مشروع نهائي عائشة.docx

نسخة تحت التعديل م ن ظ و م ة غ س ا ل ا ب ر ي ط ف ي ا ل ع ط ا س د ا ل ر ح ن م س ن ب س ع م ر ب ع م م ا ع ل إ ا م ظ ق ب ا نظم خادم السلف ش م ل ع ل ي ا ه

INFCIRC/549/Add.2/12 - Communication Received from Germany Concerning its Policies regarding the Management of Plutonium - Arabic

الصفة المشبَّهة باسم الفاعل

تعلم للحياة والعمل واإلتقان 1 الئحة المعادالت واالنتقال من النظام الفصلي إلى المقررات

دليل ضريبة القيمة المضافة التأجير التمويلي

الجامعة الأردنية

Microsoft Word - 55

2 سل سلة القانون واالقت صاد املن ش آت ال صغرية واملتو سطة ب ي ن ال ن ص وال ت ط ب ي ق موا ضيع خمتارة 2010 اجل زء ال ث ال ث 1

البكريةA5.indd

كني سة مهجورة تتحول إىل سكن عائلي ممتع أعادة ت أهيل A House in a Church Along the river De Rotte in Rotterdam stands a wooden church from the 1930 s.

تقدير موقف خيارات معركة الحديدة ومآالتها بعد مواجهات المطار وحدة الرصد والتحليل www. fikercenter.com

* *على كل طالبة التأكد من رقم جهازها قبل دخولها المعمل سوف تكون هناك قائمة على الباب بذلك ** **ال سمح ألي طالبة الدخول للمعمل اذا لم تكن ه فترتها المح

اسم الطالب: ألمدرسة األحمدية الخميس 24 آذار ربيع الثاني 2442 إمتحان فهم مقروء فصلي للصف الخامس إق أر النص التالي ثم أجب عن األسئلة التي تليه:

م ساعدة الأ شخا ص املت ضررين ب سبب النزاع امل سلح وحالت العنف الأخرى موجز

8 مادة إثرائية وفقا للمنهاج الجديد األساسي الثامن للصف الفصل الدراسي األول إعداد املعلم/ة: أ. مريم مطر أ. جواد أبو سلمية حقوق الطبع حمفوظة لدى املكتبة

Al-Quds University Executive Vice President Hasan Dweik, Ph.D. Professor of Polymer Chemistry جامعة القدس نائب الرئيس التنفيذي أ. د. حسن الدويك أستاذ

النسخ:

رئي س جمل س االدارة رئي س التحرير فخري كرمي ملحق ثقايف ا سبوعي ي صدر عن جريدة املدى WWW. almadasupplements.com العدد )3817( ال سنة الرابعة ع شرة - الأربعاء )4( كانون الثاين 2017 m a n a r a t نعوم تشومسكي

3 2017 2 العدد )3817( ال سنة الرابعة ع شرة - الأربعاء )4( كانون الثاين 2017 العدد )3817( ال سنة الرابعة ع شرة - الأربعاء )4( كانون الثاين نعوم تشومسكي: اإلس تثناء الجميل زمن الرداءة األمريكي ة فتحي الحبوبي "إن معظم تاريخ المثق فين يميل إلى الخنوع للسلطة وإذا لم أخن هذا العرف سوف أشعر بالخجل من نفسي". نعوم تشومسكي يف الزم ن الراهن زمن املداهن ة واخليانة زم ن الرذال ة وال سفال ة وع دم الثب ات على املب ادئ زم ن امل س اواة ب ي ن كب ار الق وم و"الأق زام" البائع ي ن ل ضمائره م وذممه م ب أابخ س الأثم ان. زم ن تف ش ي ال رداءة كما ال رد ة ب شد ة يف كل م كان حت ى غدت العالمة املمي زة ل كل فع ل ي أاتي ه أاغلبن ا. يف الزمن الراه ن حيث ك ث ر اأ شباه واأن ص اف الرجال اجلبناء امل ستمرئ ي ن لل صمت وحيث ندرت شيم الكبار بل وعز الرجال الذين ي ستحق ون فعال وع ن جدارة- حمل صف ة "الرجال" يف غ ي ر معنى الفحولة بل يف معنى ال شهامة وال شجاع ة واجل ر أاة و ي ستحق ون بدرجة أاق ل صفة الرجال العظام قيا سا بالن ضالت ض د ال ستعم ار و ال ستب داد وباملواق ف امل شر ف ة يف الق ضاي ا العادل ة أاو احلارق ة. وهي ال صفة الت ي ي ستحق ه ا املنا ضل الرمز وال سيا س ي الأ سط ورة نيل س ون ماندي ل ال اأو املنا ض ل الثائ ر ب ل ال توق ف البط ل ت شي غيف ارا. ويف زم ن كر في ه اأ شب اه املثق فن متقل بي املواق ف املكتفن اإم ا ب دور املتفر ج أاو ب دور مثق ف ال سلط ة التاب ع ل املتبوع املنافق و امل شارك يف فخ امل ؤوامرة ال سلطوي ة ال سافلة املجم ل ل صورة النظام كيف ما كان قبحه وعفنه واملطه ر له كيف ما كانت أادرانه. يف ه ذا الزم ن ال رديء ب كل املقايي س كان الإ ستثن اء وياللمفارق ة- م ن مرك ز ثق ل ال رداءة وه و أامري كا. اإن ه أاه م املفك ري ن الأحياء على الإط ل الق ح سب إا ستطالع جملة»برو سبك ت«Prospect Magazine الإجنليزي ة. اإن ه أابرز داعية س ل الم وحقوق إان س ان يف الع امل. اإن ه أا ستاذ اللغ ات نعوم ت شوم سك ي ))Noame Chomsky الذي ل يزال يعي ش بيننا اليوم كاآخر الرجال العظم اء باعتب اره قام ة فكري ة سامق ة يف الفك ر ال سيا س ي املعا ص ر و مثق ف ا ع ضوي ا باملفهوم الغرام ش ي بل اإن ه أاف ضل مثق ف يف العامل اليوم ح سب صرب أاراء املجل ة ال شهرية الربيطاني ة "برو سبك ت فوري ن". ذل ك اأن ه شديد الهتم ام بق ضايا ع ص ره وله مواقف حياله ا مب ا يتماه ى م ع مقول ة ج ان بول سارتر( )Jean Paul Sartre التي يكون املثقف مبقت ضاها هو" اإن سان يتدخل ويد س اأنف ه فيما ل يعنيه" مبا يعن ي اأن كل م شاكل ع ص ره تعنيه ول ه منها مواق ف جتعله قو ة إاقرتاح ذات إاعتبار ووزن. يقول ت شوم سكي يف هذا ال ص دد «إان من م سوؤولية املثقفن أان يقولوا احلقيقة ويف ضحوا الأكاذيب«. من املعلوم ب ي ن النخب اأن نعوم ت شو م سكي ه و بالدرج ة الأوىل ع امل لغوي ات ب ارز بتكوين ه ودرا سات ه و أابحاث ه الت ي غ دت مراجع ل ي ستغني عنها الد ار سون يف املجال. فقد تو ص ل اإىل اإثبات وتاأكيد أان موهبة اللغة والنطق اإن ا هي موهب ة موروثة متاما مثل موهب ة ال سم ع والب ص ر والدراك. وذل ك اإعتمادا على مقاربته الطبيعي ة لدرا سة اللغة. وه ي املقارب ة الت ي اختلف ت ب ل وحتد ت املقارب ة ال سلوكي ة لدرا س ة العق ل واللغ ة التي كانت سائدة على مدى خم سينات القرن املا ضي. ما يعني اأن نعوم ت شو م سكي اأ سهم بق در كبر يف قيام م ا عرف لحق ا بالثورة الإدراكي ة يف علم النف س. لي س هذا فقط بل اإن ه ذا اللغوي الفذ ق د و ضع ت صنيفا للغات الر سمي ة متما شي ا مع قدرته ا التوليدي ة بات ي ع رف ب ترات ب ت شوم سك ي" ويدر س مع نظري ت ه ال شه ي رة "النحو التولي دي" التي لعل ها تعت ب رب اأهم ا سهام يف جم ال اللغويات النظري ة يف الق رن املا ض ي م ن وجهة نظر اللغوي ي ن. لذلك فق د جاء يف فهر س مراجع الفن ون والإن ساني ات ب ي ن 1980 و 1992 اأن اإ س م ت شوم سكي قد ذك ر كمرجع اأكر من اأي شخ ص اآخ ر عل ى قيد احلي اة كما جاء ترتيب ه الثامن بن اأه م ال شخ صي ات العاملي ة على الإط ل الق. ب ل اإن كتبه التي ف اق عددها املائ ة هي الأك ث ر ا ست شه ادا عن د الغربين ول يتقد مه ا يف ذل ك س وى كتابه م املقد س الإجنيل. ولع ل ما يهم ن ا اأك ث ر يف هذه الورق ة لي س ه و اجلان ب اللغ وي لنع وم ت شوم سك ي رغ م أاهم يت ه الق صوى وغ زاره إانتاجه فيه ب ل ن شاط ه الإجتماع ي و ال سيا س ي ول سيم ا مواقف ه ال سيا سي ة اجلريئ ة املنحازة اإىل احل ق واملنت ص رة اإىل امل ست ضعف ي ن يف اأي ة رقعة م ن الأر ض منذ احل رب الأمريكي ة على الفيتن ام. لذلك ينظر الي وم لهذا الرجل ال شرتاك ي التح ر ري الأمريك ي املول د واجلن سي ة واملنظ ر الرئي س ي للجن اح الي س اري يف سيا س ة ب ل الده باعتب اره اأك ب رب واأ شر س ناق د لل سيا س ة الأمريكي ة الت ي ت سعى حلم ا وتوه م ا لل سيطرة على الع امل ب شعوب ه املختلفة وثروات ه الطائلة حا ض را وم ستقب ل ال ع ب رب ا سرتاتيجي ات وخمط ط ات وا ضح ة املع امل و صريح ة. ومنه ا ا سرتاتيجي ة تق زمي رو سي ا. وق د اأت ى نع وم ت شوم سك ي على ذل ك ب شيء من الإطن اب والتف صي ل يف كت اب ل ه بعن وان "م اذا يريد العم س ام! فا ضحا املمار سات القذرة لل سيا سة اخلارجي ة للوليات املت حدة الأمريكي ة من ذ احل رب العاملي ة الثاني ة وبروزها كق و ة عظمى وحيدة. حت ى ان ه قال بهذا اخل صو ص»لو طبقنا قوانن حماكمات نورم ب ربج عنده ا يج ب شن ق كل رئي س اأمريكي اأتى بعد احلرب العاملية الثانية«. يف ت سعين ات الق رن املا ض ي وعن د إاعالن الولي ات املتحدة الأمريكي ة يف عهد جورح بو ش الأب ع ن نظ ام عامل ي جدي د صدع نع وم ت شوم سك ي براأي ه عالي ا معرت ض ا علي ه وموؤك دا اأن ه ذا النظ ام ل ميك ن اأن حتتك ره دول ة مبفرده ا مهم ا كان ت قو تها وعال صيته ا لأنه بب ساطة يج ب اأن ينطلق م ن مبداإ احلاج ة اإليه ولي س بدافع حيازة الق و ة الع سكري ة والإقت صادي ة فح سب. ثم اإن ه ذا النظام العاملي اجلدي د من املفرت ض اأن حتكم ه سياق ات التط و ر ول يج وز اأن يك ون وليد فر ص ة تنتهزها دول ة من الدول ت ست شع ر يف ذاته ا القو ة راهنا مب ا ميك نها م ن قيادة ال دول بالنظام ال ذي تفر ضه على اجلميع. وه و بالإ ضافة اإىل ذل ك م س ؤوولي ة م شرتكة بن الدول جميعا اأو على الأقل بن الدول الفاعلة عل ى صعيد ال سيا سة الدولي ة. وق د تو س ع واأطن ب نع وم ت شوم سك ي كث ي را يف ذل ك يف كتاب ه النظ ام العامل ي الق دمي و اجلدي د ال ذي خل ص في ه اإىل اأن النظام اجلدي د هو لي س سوى اإع ادة اإنتاج للنظ ام الق دمي. وق د اأت ى يف الكت اب على تفا صي ل دقيق ة ومث ي رة يف املج ال تكر س فك ره املعار ض للح روب املدفاع عن حقوق الإن س ان واملنح از اإىل الق ضاي ا ال سيا سي ة العادلة كما تعر ي املمار سات المريكية التي ف ضحها يف كت ب كثرة أاخرى لعل من اأهم ها "الدميقراطي ة الرادعة" "النزعة الإن سانية الع سكرية اجلدي دة" " قرا صنة واأباطرة" "اأ س رار اأكاذي ب ودميقراطي ة" "الهيمنة اأم البق اء" "الرب ح مقد م ا عل ى ال شع ب" "ع ش ر إا سرتتيجي ات للتحك م بال شع وب" "الغزو م ستمر " "الدول الفا شلة" و"الدول املارق ة". واأح س ب اأن العناوي ن ذاته ا دالة عل ى امل ضام ي ن دون عن اء وكا شف ة للتوه ج والتوج ه الفك ري واخل ط الث وري الثابت ل صاحبها املهوو س بهاج س التغير املعادي بدرج ة اأوىل ل سيا س ة ب ل الده الإ ستبدادي ة التو سعي ة الظاملة باعتباره ا اإمرباطوي ة ل ميكنها الإ ستم رار دون توظي ف منها للقو ة والعنف وبدرجة ثانية لكل دولة جتري على منوالها كدولة اإ سرائيل امل سخ التي قامت كما الوليات املت حدة على املح و والإبادة لالآخر من فل سطينين وهنود حمر. ولهذه الأ سباب فق د و صفت ه صحيف ة "نيوي ورك تامي ز" ب»الظاه رة العاملي ة«وباأن ه «رمب ا يكون ال ص وت املق روء عل ى أاو س ع نط اق ح ول ال سيا س ة اخلارجي ة الأمريكي ة عل ى وجه الكرة الأر ضي ة«وبالنتيج ة فان نع وم ت شوم سكي الأمريكي اليهودي بامليالد لأبوين يهودين بات يعترب بحق اأك ث ر الأ ص وات املدو ي ة يف الوليات املتح دة الأمريكي ة املنت ص رة بق و ة حل ق الفل سطيني ي ن واملنتق دة ب ش د ة لل سيا س ة ال سرائيلي ة الرعناء. اأم ا يف خ صو ص احل رب العاملي ة املعلن ة عل ى الإره اب الت ي تخو ضه ا اأمري كا منذ اأحداث سبتمرب 2001 فقد ذهب ت شوم سكي اإىل اعتباره ا حرب ا لتثبي ت الإمرباطورية الأمريكي ة ل حرب ا عل ى الإره اب العامل ي. فه ي ح رب من أاج ل احلف اظ عل ى م صالح الأقوي اء الذي ن تتزع مه م اأمري كا وه م من ميار سون حق ا اإرهاب الدولة باأحدث اأ سلحة الدم ار احلديث ة على ح س اب امل ست ضعفن و وخا ص ة منهم املعرت ض ي ن على سيا ساتهم كالفل سطينين الذين ل ميار سون فعال سوى اإرهاب الأف راد بالأ سلح ة التقليدي ة اليدوي ة الب سيط ة. واملفارق ة العجيب ة اأن اإره اب الدولة يتقب له املجتمع الدويل باعتباره دفاعا ع ن الع امل احل ر والن ساني ة فيم ا اإرهاب الف راد الأقل خط ورة يدان ب ش د ة ل سي ما إان مار سه الفل سطينيون يف اإطار دفاعهم عن اأر ضهم ضد املغت صب الإ سرائيلي. الال فت اأن لنعوم ت شوم سكي موقف نقدي من الدميقراطي ة وخا ص ة يف صيغة ممار ستها الأمريكي ة مبا هي»منظومة حكومية ت سيطر فيه ا صف وة املجتم ع املوؤ س سة م ن جمتمع الأعم ال عل ى الدول ة ب سب ب سيطرتها على جمتم ع القط اع اخلا ص يف ح ي ن يتف ر ج س كان الدولة فيما يح دث يف صمت«. وبهذا املعن ي فالدميقراطي ة عن د ت شوم سكي اإن ا ه ي «جم رد اأداة ت ستعمله ا الأقلي ة بغي ة التحك م يف الأغلبي ة«بحي ث تغ دو فح سب شكال م ن اأ شكال»ال سيطرة على ال سك ان«يف اإطار ممار س ة الوظيف ة الأ سا سية للحكومة الأمريكي ة وه ي «حماي ة الأقلي ة الأغني اء من الأغلبي ة«كما قال جيم س مادي سون يف الإجتم اع الد ستوري سن ة 1787. علما»اأن ضع ف الإدارة«قد ي ش ك ل «التهديد احلقيقي للدميقراطي ة«وف ق م ا ي راه ت شوم سك ي. وهو فع ل ال ما نالحظه اليوم يف بلدان الربيع العرب ي التي اأطاحت بروؤ سائها لتقع ل ضعف الإدارة يف منزلق ات اإقت صادي ة واإرهابي ة خط ي رة قد تنقلب عل ى الدميقراطي ة الوليدة بهذه البل دان. ولعل ما حدث للرئي س مر سي والإخ وان مب ص ر ل يخرج عن ه ذا الإطار. ويف سي اق مت ص ل ف اإن نع وم ت شوم سكي ي رى اأن أامري كا ل تعار ض -ولعل ه ا توؤي د- املمار س ة الدميقراطي ة يف الب ل الد العربي ة اإذا م ا انح ص رت يف احل دود الت ي ل تهد د م صاحله ا. حي ث يق ول:»تلت زم وا شنطن وحلفا ؤوه ا باملب د أا الرا سخ ال ذي ي ستند اإىل اأن الدميقراطي ة مقبولة بقدر ما تتطابق فقط مع الأه داف الإ سرتاتيجي ة والقت صادية«. مبعنى اآخر»اإذا كانت مرو ضة كما ينبغي«واأم ا فكرة صراع احل ضارات التي اأ س س لها كل من صموئيل فليب هنتنغتون Samuel Phillipsوبرن ارد Huntington لوي س Bernard Louis فموق ف ت شوم سك ي منه ا يختزله يف اأن ه يعتربها «فك رة خيالية ملف قة «ناجت ة عن «ظهور من يري د هذا ال ص دام من اأمث ال اأ سامة بن لدن وجورج بو ش الإبن«. وهدفها احلقيقي اإن ا ه و الق ضاء على كل ق و ة م ستقل ة حترر ية ضمان ا لبق اء الهيمنة الأمريكي ة على العامل كق و ة وحي دة. و ي رى ت شوم سك ي اأن هذا اخلي ار ل ن ي وؤد ي به ا اإل اإىل ال سق وط. وجتن ب ا لذلك يتحت م عليها سل وك منهجي ة ت شاركي ة مع اأقط اب أاخرين يف قيادة العامل تفادي ا للقطبي ة الأحادي ة وتاأ سي سا للتعاي ش والت سام ح كم ا ج اء يف كت اب "الهيمنة أام البقاء" للمرتجم له. واأم اموقفهمنالراأ سمالي ةفهو اأن ها «تتعار ض مع الدميقراطي ة ب شكل ج ذري«ضرورة اأن الرب ح يف الراأ سمالية م قدم على ال شعب. مبا يجعله ا ل ت سب ب لالإن ساني ة س وى امل آا سي والك وارث واحل روب والفق ر والأمرا ض ونحوها. وبالنتيجة ف اإن ت شوم سكي يعتقد اأن ه «من غر املرج ح اأن ت ستمر احل ضارة يف ظل الدميقراطي ة الراأ سمالي ة القائمة فعال» لأن ها تت جه حتما اإىل الدمار الكوين وتعر ض م سر الب شري ة للخطر املحق ق. نظرا إاىل اأن املجال هنا لي س جمال للتف صيل والإتيان على ذكر كل مواقف و اأفكار العمالق نعوم ت شوم سكي بل اإن ه ي سمح فح سب بذكر نبذة منها على شكل اإملاحة سريعة هي غي ض من في ض عطائ ه الفك ري وال سيا سي فاإين اكتفي مبا سب ق واأ سر فقط يف ختام هذه العجال ة باإ شارات خاطفة اإىل بع ض املواقف الأخ رى كموقف ه الراف ض لتدخ ل حزب الله يف سوري ا رغم تفه مه للدواف ع. وهو يعتقد اأن تزوي د املعار ض ة ال سوري ة بالأ سلح ة سي صع د املواجه ة الع سكري ة دون أان يغر الت وازن الع سك ري. وحول الفق ر والفقراء يقول ت شوم سك ي»اإن الأمل باأن الفقر املدقع على الأق ل ميكن الق ضاء علي ه بحلول نهاية ع ام 2015 كم ا ه و من صو ص علي ه يف اأهداف الألفية الإنائية لالأمم املتحدة يبدو غر واقعي على الإطالق. لي س ب سبب انعدام امل وارد بل ب سبب انع دام الهتمام احلقيقي بفق راء الع امل«. اأم ا أازم ة الغ ذاء العاملي ة فاإن ه يعتربه ا «لي س ت فقط نتيج ة لنعدام الهتم ام الغرب ي ولكن ه ا يف ج زء كب ي ر منه ا نتيجة لهتمام مطلق ووا ضح من قبل مديري العامل مب صاحلهم اخلا صة «.. بع د ه ذا ن ش ي ر اإىل اأن ه ذا املثق ف والأكادمي ي "العم ل الق" املتح ص ل على 32 شهادة دكت وراه فخري ة ي سم ح له توا ضعه وع دم غ روره رغ م ضغوط ات مواعي ده الكثرة لإلق اء املحا ضرات يف كاف ة اأ صقاع الع امل بالإهتم ام مب شاغل قر ائ ه والإجابة ع ن ت ساوؤلته م خم ص ص ا لذل ك ساعت ان اأ سبوعي ا. وهو ما ل ميكن حدوث ه بالت أاكيد يف ربوعن ا العربي ة م ع اأي م ن املثق ف ي ن العرب ب صرف النظ ر عن كونهم يف الأغلب الأع م اأ شب اه او اأن ص اف مثق ف ي ن وبالتايل ف ل ال جت وز مقارنته م بنع وم ت شوم سك ي. اإن ه ا ملفارقة عجيبة تختزل ع ب ربة عظيمة ملن يعترب م ن املثق فن العرب. فه ل يعتربون!. اإن ن ي اأ شك ب ل اأت هم كم ا فعل الأدي ب اإميل زول Emile Zola يف ر سالت ه ال شه ي رة املفتوح ة إاىل رئي س اجلمهوري ة فيليك س فور.Félix Faure

5 2017 4 العدد )3817( ال سنة الرابعة ع شرة - الأربعاء )4( كانون الثاين 2017 العدد )3817( ال سنة الرابعة ع شرة - الأربعاء )4( كانون الثاين صد ق نحن ما زلنا في "سنة 501" والغزو مستمر! ق د ال تصدق عزيزي الق ارئ إذا أخربتك أننا ما زلنا يف عام 501 م ن عمر تاريخ البرشية! وقد تس تغرب إن أخربتك أنه بحلول الحادي عرش م ن ترشين األول من عام 1992 ينتهي عام 500 من عمر النظام العاملي القديم! نعوم تشومسيك املفكر اليهودي الكاره للصهيونية قد ال تصدق عزي زي القارئ إذا أخربتك أننا ما زلنا يف عام 501 من عمر تاريخ البرشية! وقد تس تغرب إن أخربتك أنه بحلول الحادي عرش من ترشين األول من عام 1992 ينتهي عام 500 من عمر النظام العاملي القديم!!.. هذا ليس بأحجية بل هي تقدير فلس في وثقايف من قبل املفك ر األمرييك اليهودي نعوم تشومس يك الذي يؤكد أن النظام العاملي الجديد مل ا يأت بعد وأن الس مات الرئيسية للنظام االسنعاري القديم مل تزل هي هي حتى اآلن. ويع رف ت شوم سكي ب صفته مفك را سيا سيا ي ساري ا بامتي از مناه ض للنظ ام ال سيا سي احلاكم يف اأم ي ركا فكري ا واأيديولوجيا منذ حرب فييتن ام ومل يجد حرج ا يف الوقوف علنا أامام م ا ر آاه هي سرتيا ع سكرية وحربية و إاعالمي ة بع د أاح داث احل ادي ع ش ر م ن سبتم ب رب/ أايل ول 2001. ول يتوق ف املفكر الأمرك ي اليه ودي عند انتق اد صنع القرار ورجاله وم ؤو س سات ه يف وا شنطن بل يراهم ش ركاء و صانع ي أازم ات وح روب اإقليمية ودولي ة من اأمركا الالتينية اإىل اأ سيا مرورا بوطننا العربي حتى اأنه و صف حرب 2006 عل ى لبن ان ب أانه ا كان ت غ زوا إا سرائيلي ا اأمركيا. ت شوم سكي يف مقابلت ه مع قناة اجلزيرةيف مداخل ة م ن أاح د احل ض ور خ ل الل لق اء تلفزيوين معه على قناة اجلزيرة يف برنامج "ح وار مفتوح" ال ذي كان يقدم ه ويعد ه غ سان بن ج دو س أال نعوم ت شوم سكي كيف يكون يهوديا ويدافع عن ق ضية فل سطن فهو ب صفته يهوديا يوؤمن باأر ض امليعاد و أان اأر ض فل سطن هي اأر ضه و أان اليهود هم شعب الله املختار وتاليا ف إان ال صهيونية واليهودية هما وجهان لعملة واحدة!. فقال ت شوم سكي اأنه ن س أا يف عائلة يهودية و أانه من سجم مع الثقافة اليهودي ة ويوؤكد أان ل أاح د كان ي صدق هذه الأم ور حول الأر ض التي وعدن ا الله بها اأو م ا تروج له احلرك ة ال صهيونية م سرا اإىل اأن ه بالنظر إاىل الوقائ ع واحلقائق رمبا كان اليهود الأ سا سيون ه م الفل سطينيون واأنهم ا ضط روا ملغ ادرة الأر ض لأن بع ض القوى ج اءت وطردتهم وتاليا ه ذا ما حدث طوال التاري خ والفل سطيني ون الذي ن كانوا هناك ه م ال س كان الأ صلي ي ن. واأ ض اف أان اليهود جمتمع ات خيالية لديها تعريف ثقايف ورمبا هناك هدف موحد لكل هذه املجموعات ولكن لي س لهذا أاي عالقة باملوا صفات الدينية. فمن هو نعوم تشومسكي ول د نع وم إافرام ت شوم سك ي يف عام 1928 وح صل على درجته العلمية يف اللغويات العام 1951 من جامعة بن سلفانيا. بعدئذ يف بداية اخلم سين ات ساف ر إاىل الكي ان الإ سرائيلي ليعي ش لفرتة يف أاح د الكيوبوت زات حيث اعتق د يف الطبيع ة ال شرتاكي ة والإن سانية حلرك ة الكيبوتز. بيد أان الغ ش اوة انق شعت ب سرعة عن عينيه فرتك " إا سرائيل" وعاد اإىل الوليات املتحدة حيث عمل يف العام 1955 يف جامعة هارفارد ثم انتقل ليعمل يف معهد ما سات شو ست س للتكنولوجيا M.I.T وما زال يعمل به حتى الآن. بورتوك ول حلكم اء بني صهي وين يعلنون ع ن ت شكيل الدول ة الإ سرائيلية يف فل سطن املحتل ة ع ام 1948 وه و يع د م ن اأه م ال شخ صي ات الثقافي ة على م ست وى العامل. و أاح د اأكر العلماء تاأث ي را يف علم اللغويات احلدي ث. وت ستخ دم نظريات ه اللغوي ة بكرة يف علوم الت ص الت وعلوم احلا سب الآيل. بي د أان ه ذا اجلان ب العلم ي ل ميثل اجلان ب الأه م يف ت شوم سك ي فيكف ي اأن نع رف أان ه أاه م "املن شق ي ن" يف الولي ات املتحدة الأمركي ة. وقد نعتته منظمة "بناي بري ث" ( أابناء العه د( اليهودي ة ذات امليول ال صهيوني ة- ب أان ه اأ ش د مواطن ي الوليات املتح دة الأمريكية ع داء لإ سرائيل. وو صفه البع ض باأنه يه ودي يكره ذات ه. واعتربته حمطة " س ي اإن اإن" الإخبارية العاملية - اأنه اأهم نق اد ال سيا سة الأمركية. واختر ضمن اأح د ال ستفت اءات الثقافي ة يف الولي ات املتح دة ليك ون ضمن اأهم ث ل الث شخ صيات ثقافي ة عل ى قيد احلي اة يف ه ذا القرن. ول غراب ة يف اأن يتعر ض ت شوم سك ي داخ ل الولي ات املتح دة الأمركي ة وخارجها اإىل حم ل الت اإعالمي ة من سق ة كلم ا و ض ع كتابا جدي دا اأو كت ب مقال م ن تلك املق الت التي ت صب ح سج ل ال للمعطي ات والأدل ة الكا شفة لل سيا س ة الأمركي ة يف الع امل حت ى اإن العدي د م ن ال صح ف المركي ة متتنع عن ن ش ر مقالته و شهاداته الت ي تغ ضب اليمن الأمرك ي واللوب ي اليه ودي يف الولي ات املتح دة وت ضرب صفحا عن التعريف بكتبه و إاجنازاته الفكرية. كت اب "س نة 501 الغ زو مستمر": الن سخة العربية املرتجمة من كتاب سنة 501 الغ زو م ستمرمن وجهة نظر ت شوم سكي فاإن اإزال ة الآخ ر ه و نه ج احل ض ارة الغربي ة وطاعونه ا. وهذا النهج/ الغ زو م ستمر من وجه ة نظ ره املدعوم ة مبزي د م ن الوقائع الت ي ي ستقيها ت شوم سكي م ن الوجه الآخر املظل م وامل سك وت عنه للح ض ارة الغربية.. ففي كتابه "الغزو م ستمر" يوؤكد ت شوم سكي عل ى ذلك فم ن وجهة نظ ره أان عام 1992 م م ن قرنن ا املن ص رم ط رح حتدي ا اأخالقي ا وثقافي ا خط ي را عل ى القطاع ات صاحب ة المتي از يف املجتمع ات امل سيط رة عل ى الع امل فبحل ول احل ادي ع شر م ن ت شرين الأول 1992 م ينته ي ع ام )500( م ن عم ر النظام العاملي القدمي وال ذي يدعى باحلقبة الكولومبية ن سبة اإىل كري ستوف كولومب س اأو حقب ة فا سك و دي غام ا تبع ا لأي م ن املغامرين النه ابن الذي ن بداأوها اأو "رايخ ال 500 عام". واإذا ما أاردنا والق ول لت شوم سك ي ا ستع ارة عن وان الكتاب التذكاري الذي يقارن طرائف النازية واأيديولوجيته ا مبثيالته ا عن د الغ زاة الأوروبين الذين اأخ ضعوا العامل ل سيطرتهم ونهبه م ولذلك فقد اأثر ت شوم سكي اأن يجعل عن وان كتاب ه الرئي سي ه و "" سن ة 501" والعن وان الفرع ي ه و "الغ زو م ستم ر" وكاأننا اأمام فاحتة جدي دة لغزو جديد ونهج تاريخي جديد هو طاعون ح ضاري كما يرى ت شوم سك ي من ساأنه اأن يه دد العامل باأ سره والك ون برمت ه. يق ول ت شوم سك ي: كان الأوروبي ون يحارب ون به دف القت ل وكان لديهم من الو سائل ما مكنهم من ار ضاء شهوة الدم عندهم.. بهذا يجعل ت شوم سكي من نهج التاري خ وطاع ون احل ضارة شيئ ا م ستمرا فل م يتغ ي ر "العم ل العظي م يف الخ ض اع والفت ح" عل ى ح د تعب ي ره املتهك م على مر ال سنن اإل قليال من القتل وال ستقتال ال سائد الآن يف ظ ل المربيالية العاملية والذي ميثل م ن وجه ة نظ ره الوج ه احلقيق ي والآخر لتلك الإب ادات اجلماعية التي عرفتها احلقبة الكولونيالية. تقول الفكرة الأ سا سية التي تخرتق صفحات " سنة 501" كلها تقريبا اإن الإمرباطوريتن النكلو ساك سونيت ي ن )اإنكل ت رتا وبعده ا الولي ات املتح دة الأمركي ة( الليرباليتن "م ن اخل ارج" متل كان يف جوهرهم ا الأك ث ر ا ستت ارا نظام ا مافيوي ا. ويالحظ اأن ه ذا الن وع م ن النظ ام ظه ر يف اأمركا م ع ا ستعماره ا م ن قب ل القرا صن ة والربوت ستان ت: و ص ل قرا صن ة شم ال اأم ي ركا حت ى بحر الع رب يف اأواخ ر القرن ال سابع ع شر. نيوي ورك القدميةوبحل ول ذل ك الوق ت صارت نيوي ورك سوقا لل صو ص حيث كان الل صو ص يتخل ص ون من اأ سالبه م القادمة م ن اأعايل البحار". ويقتب س ت شوم سكي عن نيتانيل ر: "وق د لعب الك سب غ ي ر امل شروع والف س اد دورا حيوي ا يف تط ور املجتم ع الأمرك ي احلديث ويف خل ق الآلية املعقدة املتداخل ة املوؤلف ة م ن احلكوم ة ورج ال الأعم ال الآلية الت ي تقرر جم رى سوؤوننا يف الوق ت احلا ض ر". يب دو ال شب ه مذه ل ال ب ي ن م سر اأوروبا ال شرقي ة يف نهاية القرن الع شري ن وم ص ي ر الهند قبل قرن ي ن يعيد ت شوم سك ي اإىل الأذه ان اأن بنغالدي ش الفقرة احلالية كانت قبل قدوم الإنكليز بلدا مزدهرا عرفت بقطنها املمتاز الذي انقر ض الي وم وبج ودة ن سيجه ا ال ذي ص ارت ت ست ورده" وكان ت عا صمته ا دكا تق ارن ب"مان ش سرت الهن د" وهنا يالحظ املطلعون عل ى اأو ض اع اأوروب ا ال شرقية اأن ع ددا من ال صناعات املتط ورة بداأ يختفي يف بولونيا يف الأع وام الأخرة- ويكفي ذك ر ال صناعة الإلكرتوني ة يف حمافظ ة فروت س ل الف- كما صيغ ت يف عهد رئي س ال وزراء بييليت سكي )1992( اخلط ة "الأوروبي ة" لتفكي ك %80 من معامل الن سيج يف "مان ش سرت البولونية" اأي يف حمافظة لودج. تكريس ثقافة الغزو: يكر س ت شوم سكي اهتماما خا صا لأ س س غزو الع امل مب ساعدة الأف كار البدائي ة املنا سبة ول سيما مب ساعدة "ال سوق احلرة" ال شهرة الت ي اأك د الإخال ص له ا الرئي س البولوين كفا شنييف سك ي ف ور انتخاب ه يف حدي ث هاتفي مع الرئي س كلينتون. ويذكرنا املوؤلف هن ا ب اأن الفيل س وف املج ري- الإنكلي زي كارل ب ولين لح ظ قب ل ن صف ق رن تقريبا أان "ال س وق احل رة مل يك ن له ا اأن ت ستم ر لف ت رتة طويلة دون اإتالف اجلوه ر الإن ساين والطبيعي للمجتمع وكان من ساأنها اأن تدمر الإن س ان وحتول حميطه اإىل خراب". ينبغي النظ ر إاذن اإىل الفك رة احلديث ة ع ن ال سوق احلرة كالنظ رة إاىل البطانيات حاملة عدوى مر ض اجلدري الت ي وزعها الأمركيون على الهنود يف اإطار "امل ساعدة احل ضارية". الحت ل الل الأمرك ي للع راق األ يثب ت ان الغزو ما ي زال م ستمرا وهذه احليلة تعرفها متام ا امل ؤو س سات فوق القومي ة التي ت شرف على تط ور العامل. ويذكر امل ؤول ف ر أاي البنك العامل ي ب أان "خل ق أا سواق ح رة يف رو سيا وغره ا من البل دان الفق ي رة قد ي ؤودي اإىل اإبط اء ارتفاع حرارة الأر ض اأكر مما تفعله اأي ة اإج راءات أاخ رى يحتم ل أان تتبناه ا البل دان الغني ة يف الت سعين ات". ويالح ظ ت شوم سك ي هن ا م صيب ا أان ه "يف مرحل ة الف س اد الثق ايف احلالي ة م ن ال ض روري التاأكي د عل ى أان املب ادىء القت صادي ة التي يع ظ احلكام بها اإنا هي أادوات سلطة مثلها مثل مب ادىء الدميقراطية وحق وق الإن سان املوجه ة ل آالخري ن بحي ث ميك ن ا ستغاللهم و سرقته م على نحو اأك ث ر فعالية. ل يقبل اأي جمتمع غني هذه املبادىء لنف سه اإل اإذا قدمت ل ه منافع موؤقت ة م صادف ة. ويك ش ف تاريخ ه ذه املجتمع ات اأن الفرتاق احل اد عن هذه املبادىء كان عامال هائل الأثر يف التنمية. وب صفت ه اأخ صائي ا يف عل م اللغ ة يكر س ت شوم سك ي اهتماما خا ص ا للثقافة اخلا صة للكلمة التي ت شج ع "الأوروبين" منذ قرون عل ى أاعم ال الغ زو. ويذكرن ا هن ا بحقيق ة معروفة جيدا وهي اأن "كل طفل اأمركي ممن يتعهدون" بال ولء لأمتنا يف ظل الرب" ي ع ل م كيف اأ ستع ار البيوريتانيون ف صاحة وخيال العه د القدمي حمول ي ن أانف سهم عن وعي اإىل شع ب الل ه املخت ار ال ذي يتب ع إارادة الرب "بقتل الكنعانين وطردهم من اأر ض امليعاد". لق د ر صد موؤرخون عدي دون وجه ال شبه بن تاريخ الولي ات املتح دة الأمركية احلديث وتاري خ اإ سرائي ل القدمي. ول دى كتابته عن ه ذه الظاه رة يالحظ ت شوم سك ي: "من منا مل يظه ر اأ سفا عن د درا ست ه املوؤرخن الذين جم دوا اأ سالفن ا املبجلن لأنهم قام وا بعمل الرب وفقا لإر شادات قادتهم الدينين م ؤودين "مهمتهم ال سماوية" عرب هجوم مفاجىء قبل الفجر على قرية البيك وت الكربى )الهندية- ع ام 1637 -م.م( عندم ا كان معظم الرجال خارجها وذبحوا الن ساء والأطفال والعجائز ب أا سلوب توراتي اأ صيل ". رغ م زكائ ه الوق اد األ أان ه يخط أا يف روؤية ال ص راع احلقيق ي يف املنطق ة أادت طريق ة "ال ستقام ة ال سيا سي ة"- أاي ال سرقة حتت غط اء القان ون كم ا كان يق ال قدمي ا - اإىل ك وارث ح ضاري ة هائل ة يف املا ض ي نتيجة احلاج ة إاىل تزيي ف الواق ع با ستم رار. فبمث ل هذه الكارثة انته ى يف الع صر القدمي تاري خ اإ سرائي ل و شه د الع ص ر احلدي ث تدم ي ر ت شيكيا الت ام تقريبا بع د اأن اأ صيبت بالكلفن ة )ن سبة اإىل كلفن م ن زعماء الديانة الربوت ستانتي ة( ويف الق رن الع شرين لقي امل ص ي ر نف س ه الأمل ان الذي ن خدعته م روح ال شعب املختار. والي وم يحاول الأمركيون الذين ي رون أانف سه م- يف غالبيتهم - " أابناء الله" جت سيد اإيديولوجية العهد القدمي ب ساأن غزو الأر ض وال سيطرة عل ى "احليوانات" امل شار اإليه ا يف ال صفحة الأوىل من التوراة. يحاول ون جت سيده ا عل ى م ست وى الك رة الأر ضي ة ويح اول نع وم ت شوم سك ي منذ اأع وام تعث ي ر ح ض ارة " أابناء الك ذب" هذه التي اأو صلها ج شعها اإىل اجلنون. عن احلوار املتمدن نع وم تشومس كي للغاردي ان: لي س اإلس لام الراديكالي هو ما يقلق أميركا بل االستقال ترجمة: عمار كاظم محمد يكت ب املفك ر المريك ي نع وم ت شوم سك ي جلري دة الغارديان الربيطاني ة مق ال ع ن تداعي ات الح داث الخ ي رة يف منطقة ال شرق الو سط وخا صة يف تون س وم صر.. املوا ضيع تظل مهملة حتى تك سر القيود " العامل العربي يحرتق" كما ذكرت ذلك اجلزيرة يف تقريرها خالل ال سبوع املا ضي بينما يفقد حلفاء الغرب تاأثرهم ب سرعة يف املنطقة موجة الحتجاجات أاطلقتها النتفا ضة الدراماتيكية يف تون س التي طردت دكتاتورا مدعوما من قبل الغرب انعك ست باخل صو ص يف م صر حيث غمر املتظاه رون شرطة الدكتات ور الوح شية. املراقب ون يقارنونها بالتداعي ات يف رو سي ا ع ام 1989 لكن توجد هن اك اختالفات مهم ة وب شكل حا سم حيث ل يوجد ميخائيل غوربات شوف ضمن الق وى العظم ى التي تدع م الدكتاتوري ي ن الع رب او بالأحرى ان وا شنط ن وحلفاءه ا يلتزم ون بالدميقراطي ة كمب داأ وحيد ورا س خ طاملا تتوافق م ع الأهداف ال سرتاتيجي ة والقت صادية وه ي ت صفي ة يف ار ض العدو )اىل ح د ما( ولي س ت يف فنائنا اخللف ي رجاء مامل يت م تروي ضها ب شكل صحي ح. هناك مقارنة واح دة لها صحة عام 1989 وهي روماني ا حيث ابقت وا شنطن دعمه ا لنيكولي ت شاو شي سك و الكر شرا ب ي ن الديكتاتورين يف اأوروب ا ال شرقية حت ى غدا ذلك التحالف يتع ذر الدفاع عنه ثم رحب ت وا شنطن ب سقوط ه بينما كان يتم حم و املا ضي. ذلك ه و النم ط القيا سي: فردينان د ماركو س جان كل ود دوفالير ت شو دو هوان و سوهارت و والعديد من افراد الع صابة املفيدين وهو رمبا م ا يجري الآن على ح سني مبارك متزامنا مع اجلهود الروتيني ة ل ضم ان نظ ام وريث ل ن ينحرف عن بعي دا الطريق املثب ت ويبدو المل احلايل هو امل وايل حل سني مبارك اجلرنال عم ر سليم ان الذي مت ت ت سميت ه نائب ا للرئي س حي ث تراأ س سليمان لزمن طويل اجهزة املخابرات وهو حمتقر بنظر جمهور الث ورة بقدر الديكتات ور نف سه. عادة ما يرتدد ب ي ن املثقفن هو اخلوف من الراديكالي ي ن ال سالمين المر الذي يتطلب املمانعة ملعار ضتهم الدميقراطية على الأر ض الرباغماتية لكن لي س بدون ا ستحق اق ال صياغ ة اخلادع ة ف أامري كا وحلفا ؤوه ا كانت تدعم وب ش كل منتظم ال سالمي ي ن الراديكالين ملنع تهدي د العلمانين القومي ي ن واملثال املاألوف على ذل ك هو العربية ال سعودية املركز اليديولوج ي لالإ سالمين الراديكالي ي ن و )الرهاب ال سالمي( كم ا ان هناك اآخ ر يف تلك القائم ة الطويلة هو اجل ن رنال ضياء احلق الديكتاتور الك ث ر وح شية يف باك ستان والرئي س املف ضل ل دى رونال د ريغ ان وال ذي نف ذ برنام ج ال سلم ة الراديكالية بتموي ل سعودي.يق ول م روان معا ش ر وه و م س وؤول اردين ساب ق والذي ي شغل حاليا مدير مركز بح وث ال شرق الو سط " ان اجلدل التقليدي الذي يدور يف داخل وخارج ال شرق الو سط ه و انه ل يوجد خطاأ يف ذلك فكل شيء حتت ال سيطرة فنمط من التفك ي ر كهذا ير سخ الق وى يف ان املعار ض ي ن والغرباء يدعون اىل ال ص ل الح مغالب ي ن الظ روف عل ى الر ض ول ذا ميك ن ان يرف ض اجلمهور وميك ن ان تتطور مبادئهم بعي دا وتعم العامل كما ه ي على الر ض المريكية اي ض ا.يف اإحداث ال ضطرابات فالتغ ي رات تكتيكي ة ضروري ة اي ضا لكن دائما م ع و ضع تاأكيد ال سيطرة ن ص ب العن. حركة الدميقراطي ة احليوية يف تون س موجه ة ض د الدول ة البولي سي ة التي لديه ا القليل م ن حريات التعب ي ر والنقابات وم شاكل حق وق الإن سان امللحة والتي حتكم م ن قبل ديكتات ور كان ت عائلته ممقوت ة ب سبب الر ش اوى كما يق ول ال سف ي ر الأمريكي روبرت غودك يف مت وز من عام 2009 كما اطلقتها وثائق ويكليك س. لذا فان وثائق ويكليك س بالن سبة لبع ض املراقبن يجب ان تخلق ال شعور بالرتياح بن اجلمهور الأمريك ي يف ان م سوؤوليه م لي س وا نائم ي ن ح ول التغير حقا ولذا فان تلك الوثائ ق يف احلقيقة م ساندة لل سيا سات المريكية نف سها كما لو ان اوباما ي سربها \". يف عنوان بارز للفيناي شيال تامي ز \" ان اأمري كا يج ب ان تعط ي جوليان ا س اجن موؤ س س ويكليك س و سام ا \" فال سيا سية اخلارجية المريكية تاأتي هنا واقعي ة ذكية وبراغماتية فهذا املوقع يقدم اي ق ضية معطاة على ذلك املوق ع اخلا ص ومن وجه ة النظر هذي يقو ض ويكليك س \" نظري ة املوؤام رة \" للذين ي ستجوبون الدواف ع النبيلة التي تعلنه ا وا شنط ن. وطبق ا لال ستفتاءات الت ي أاجرته ا موؤ س سة بروكنج ز فق د وج د ان بع ض الع رب يتفقون م ع وا شنطن ان اي ران متثل تهديدا بن سبة % 10 بينما ي رى الآخرون ان اأمريكا واإ سرائي ل متثالت التهديد الرئي س ي بن سبة % 77 اىل 88 % لذا نرى ان الراأي العام العربي عدائي جدا بالن سبة لوا شنطن حيث يفك ر % 57 ان الأم ن الإقليمي سيتح س ن اذا ح صلت ايران على اأ سلح ة نووية يقول مروان معا شر )ل يوجد خطاأ يف ذلك فكل ش يء حتت ال سيطرة )وا صفا الوه م ال سائد \" الديكتاتوريون يدعمونن ا وموا ضيعه م ميك ن جتاهله ا مامل يك س روا قيودهم حي ث يج ب عل ى ال سيا س ة ان تتع دل اآنذاك.رمبا يك ون اكر مفاج اآت ويكليك س الرائعة هي يف باك ست ان وهي النظرة التي طرحها حملل ال سيا سة اخلارجية الأمريكي فريد برانفمان حيث تك شف الوثائق ان سفارة الوليات املتحدة تدرك جيدا.

7 2017 6 العدد )3817( ال سنة الرابعة ع شرة - الأربعاء )4( كانون الثاين 2017 العدد )3817( ال سنة الرابعة ع شرة - الأربعاء )4( كانون الثاين اللغة البشرية بين فطرية جومسكي وبنيوية بياجيه فارس كمال نظمي الستراتيجيات العشر للتحكم بالشعوب البروفيسور نعوم تشومسكي )1( سرتاتيجي ة الإله اء: ه ذه ال سرتاتيجي ة عن ص ر اأ سا سي يف التحك م باملجتمعات وهي تتمثل يف حتويل انتب اه الر اأي العام عن امل شاكل الهام ة والتغيرات التي تقر ره ا الن خ ب ال سيا سي ة والإقت صادي ة ويت م ذل ك عرب واب ل متوا صل من الإله اءات واملعلومات التافهة. ا سرتاتيجي ة الإله اء ضروري ة اأي ض ا ملن ع العامة من الإهتم ام باملعارف ال ضروري ة يف ميادين مثل العلوم القت ص اد عل م النف س بيولوجي ا الأع ص اب و عل م احلوا سي ب. "حاف ظ عل ى ت شت ت اهتمام ات العامة بعي دا عن امل ش اكل الجتماعية احلقيقي ة واجعل هذه الهتمام ات موجهة نح و موا ضيع لي س ت ذات اأهمية حقيقي ة. اجعل ال شعب من شغال من شغال من شغال دون اأن يك ون له اأي وقت للتفكر وحت ى يعود لل ضيعة مع بقي ة احليوانات." )مقتط ف من كت اب اأ سلحة صامتة حلروب هادئة(. )2( ابتك ر امل ش اكل... ث م ق د م احللول: ه ذه الطريقة ت سم ى اأي ض ا "امل شكل - رد ة الفع ل - احلل". يف الأول نبتكر م ش كال اأو "موقفا" متوق عا لنثر رد ة فعل معي نة من قبل ال شعب و حت ى يطالب هذاالأخر بالإجراءات الت ي نري ده اأن يقبل به ا. مثال: ترك العن ف احل ضري يتنامى اأو تنظيم تفجرات دامية حتى يطالب ال شعب بقوان ي ن اأمني ة على ح س اب حر يت ه اأو: ابت كار اأزمة مالي ة حتى يت م تقب ل الرتاج ع على م ست وى احلقوق الإجتماعية وترد ي اخلدمات العمومية ك شر ل بد منه. )3( سرتاتيجي ة الت در ج: لك ي يت م قب ول اجراء غر مقب ول يكف ي اأن يت م تطبيق ه ب صف ة تدريجي ة مثل اأطي اف الل ون الواحد )من الف احت إاىل الغام ق( على ف ت رتة ت دوم سنوات. 10 وق د مت اعتماد ه ذه الطريقة لفر ض الظ روف ال سو سيو-اقت صادي ة اجلدي دة بن الثمانين ات والت سعين ات م ن الق رن ال ساب ق: بطال ة شامل ة ه شا ش ة مرون ة تعاق د خارج ي ورواتب ل ت ضمن العي ش الكرمي وهي تغيرات كانت ستوؤد ي اإىل ثورة لو مت تطبيقها دفعة واحدة. )4( سرتاتيجي ة املوؤج ل: وه ي طريق ة اأخ رى يت م الإلتج اء اإليه ا م ن اأج ل اك س اب الق رارات املكروهة القب ول وحت ى يت م تقدميه ا ك دواء "م وؤمل ولكن ه ض روري" ويك ون ذل ك بك س ب موافق ة ال شع ب يف احلا ض ر عل ى تطبي ق ش يء م ا يف امل ستقب ل. قبول ت ضحية م ستقبلية يك ون دائما اأ سهل من قبول ت ضحية حيني ة. اأو ل لأن املجهود ل ن يتم بذله يف احلن وثانيا لأن ال شعب له دائما ميل لأن ياأمل ب سذاجة اأن "كل شيء سيكون اأف ض ل يف الغد" واأن ه سيك ون باإمكانه تفادي الت ضحي ة املطلوبة يف امل ستقبل. واأخرا يرتك كل هذا الوق ت لل شعب حت ى يتعو د على فك رة التغير ويقبلها با ست سالم عندما يحن اأوانها. )5( خماطب ة ال شعب كمجموعة اأطفال صغار: ت ستعمل غالبية الإعالنات املوج هة لعام ة ال شعب خطابا وحججا و شخ صيات ونربة ذات طابع طفويل وكثرا ما تقرتب من م ستوى التخل ف الذهني وكاأن امل شاهد طفل صغر أاو معو ق ذهني ا. كل م ا حاولنا مغالطة امل شاهد كلما زاد اعتمادنا على تلك النربة. ملاذا "اإذا خاطبنا شخ صا كما ل و كان طف ل ال يف سن الثاني ة ع شر ف ستك ون لدى هذا ال شخ ص اإجابة اأو رد ة فعل جم ر دة من احل س النقدي بنف س الدرج ة التي ستك ون عليها رد ة فع ل اأو اإجابة الطفل ذي الإثني ع شر عاما." )مقتطف من كتاب اأ سلحة صامتة حلروب هادئة(. )6( ا ستث ارة العاطفة بدل الفك ر: ا ستثارة العاطفة هي تقني ة كال سيكي ة ت ستعم ل لتعطي ل الت حلي ل املنطقي وبالت ايل احل س النق دي لالأ شخا ص. كم ا اأن ا ستعمال املف ردات العاطفي ة ي سمح باملرور لال وعي حت ى يتم زرعه ب أافكار رغبات خماوف نزعات أاو سلوكي ات. )7( اإبق اء ال ش ع ب يف حال ة جه ل وحماق ة: العم ل بطريق ة يك ون خاللها ال شعب غ ي ر قادر عل ى ا ستيعاب التكنولوجيات والط رق امل ستعملة للتحك م به وا ستعباده. عبدالصمد السويلم "يج ب اأن تكون نوعي ة الت عليم املقد م للطبقات ال س فلى هي النوعي ة الأفقر بطريقة تبقى اإثره ا الهو ة املعرفي ة الت ي تعزل الط بق ات ال س فلى عن العلي ا غر مفهومة من قب ل الط بقات ال س فلى" )مقتطف من كتاب أا سلحة صامتة حلروب هادئة(. )8( ت شجي ع ال ش عب عل ى ا ستح سان ال ر داءة: ت شجيع ال ش ع ب عل ى اأن يجد اأن ه م ن "الر ائع" اأن يك ون غبيا همجيا وجاهال. )9( تعوي ض التمر د بالإح سا س بالذنب: جعل الفرد يظن اأن ه امل س ؤوول الوحيد عن تعا ست ه و أان سبب م سوؤولي ته تلك ه و نق ص يف ذكائه وقدرات ه أاو جمهوداته. وهكذا عو ض اأن يث ور على الن ظام الإقت ص ادي يقوم بامتهان نف س ه ويح س بالذنب وهو ما يول د دولة اكتئابي ة يكون اأح د اآثارها الإنغ ل الق وتعطيل التح ر ك. ودون حتر ك ل وجود للثورة! )10( معرف ة الأف راد اأك ث ر مم ا يعرف ون اأنف سهم: خالل اخلم س ي ن سن ة الفارط ة حف رت التط و رات العلمي ة املذهل ة هو ة ل تزال تت سع بن املعارف العام ة وتلك التي حتتكره ا وت ستعمله ا الن خ ب احلاكم ة. فبف ض ل علوم الأحي اء بيولوجيا الأع ص اب وعلم الن ف س الت طبيقي تو ص ل "الن ظام" اإىل معرفة متقد مة للكائن الب شري على ال ص عيدي ن الفيزيائ ي والن ف سي. اأ صبح ه ذا "الن ظام" ق ادرا على معرفة الفرد املتو س ط اأكر مم ا يعرف نف سه وهذا يعن ي اأن النظام - يف أاغلب احلالت - ميلك سلطة على الأفراد اأكر من تلك التي ميلكونها على اأنف سهم. عن صحيفة االهرام القاهرية تنوع ت الإجتاه ات الفكرية الت ي حاولت الب ت ب ش اأن الأ صل الذي ن ش اأت منه اللغة الب شرية:اأه ي فط رة غريزي ة يف وج ود الأن سان اأم إانها نت اج مكت سب جراء تطور امل ادة احلي ة ع ب رب مالي ي ن ال سن ي ن وق د تنوع ت ه ذه الإجتاه ات تبع ا ملناهجه ا الديني ة والأنربولوجي ة والفزيولوجية والنف سي ة اإل اأن هن اك اإجتاه ا يرى عدم امكاني ة التو ص ل اىل نتائ ج نهائي ة ع ن ن ساأة اللغة,موؤك دا أان البحث يف هذا الأمر ل فائ دة منه.ولذلك جتنب الكثر من علماء اللغات والأجنا س اإثارة م شكلة اأ صل اللغة الب شرية,مكتفن ببحث عنا صرها ال صوتية والنحوي ة والدللية,ومقارن ة م ساراته ا التطوري ة ب ي ن الثقاف ات واجلماع ات ال سكانية. وعل ى الرغم م ن هذا الغمو ض مل تتوقف الأجتهادات العلمية عن حماولة تتبع جذور اللغة بو صفها سل وكا عقليا,يذهب البع ض اىل عد ه ا ))م راآة للفكر((.فق د ق د ر بع ض علم اء الآث ار والأنروبولوج ي اإن اللغ ة الب شري ة ن ش اأت يف ع صر الق ردة ال شبيهة بالإن سانnids Homo اأي قبل حوايل مليون سنة.ثم مر ت حوايل مليون سنة بن ن شوء هذه الف صيلة وظه ور الف صيلة التي تلته ا اأي ))الإن س ان الع اقsp homo الذي ن زل من الأ شجار التي كان يقطن فيها ويقتات من ثمارها.ول يدري هوؤلء العلماء اإذا كان اإ ستخ دام ال صوت الب شري بو صفه اأداة قد جاء فجاأة اأم اأنه جاء نتيجة لتطور تدريجي طوي ل املدى.اأم ا ع ن ال ضرورات احلياتي ة التي سبب ت ن ش وء اللغة, فرتى نظرية ))التات ا(( التي دافع عنها )داروين( 1882-1809(Darwin (م اأن اللغ ة ن ش اأت نتيجة قيام الإن س ان باإحداث بع ض التعب ي رات ال صوتي ة التي كان ت ت صاحب اإ شارات ه وحركات ه املعربة ع ن حاجاته اإذ كان ي ح ر ك اإثن اء ذل ك ل سان ه وفك ي ه ل شعوريا,ثم تطورت هذه التعبرات فكفت ي داه عن احلركة وح ل الل س ان وال شفتان م كان اليدي ن يف وظيفتهم ا التعبري ة. ولنظري ة ))حم اكاة اأ ص وات الطبيع ة(( تف س ي ر اآخر اإذ ترى اأن اللغة ن ساأت يف اأول اأمرها يف صورة حماولت قام بها الإن سان لتقليد اأ ص وات عنا ص ر الطبيعة مثال ذلك )فحي ح الأفعى(و)خري ر اجلدول(,و)زئر الأ سد(.اأم ا نظرية ))الغن اء(( فتفرت ض اأن الغن اء الفط ري ذا الإيقاع ات البدائية هو الأ ص ل يف الكلم ات الت ي ص ارت لغة يف نهاية الأمر,مثال ذلك الأ صوات املنغمة التي يطلقه ا الإن س ان اأثن اء املوا س م العاطفية للجن س. وبعي دا ع ن ه ذه الت ص ورات الأنروبولوجية,برهن ت املعطي ات الفزيولوجي ة للدم اغ الب ش ري اأن ن ش وء اللغة قد ارتبط طبيعيا بتطور املخ والق شرة الدماغية ضمن عمليات التكيف والإنتخاب الطبيع ي ع ب رب مالي ي ن ال سنن.فالأدل ة الت شريحي ة املتوافرة يف ه ذا ال ساأن توؤكد اأن دماغ الإن سان القدمي كان يفتقر اىل املخ والق شرة الدماغية اللذين يعدان امل سوؤولن يف دم اغ الإن س ان احل ايل ع ن اإكت س اب اللغة واإدراكها ونطقه ا اإذ اأن مناطق اللغة تق ع يف الن صف الأي سر م ن املخ وحتديدا يف الف ص الأمام ي يف منطق ة )ب روكا( Broca وكذل ك يف منطق ة )فرون كا( Wernick.كما تتوفر يف الدماغ احلايل )مناط ق الإرتب اط( امل سوؤول ة عن حتويل الأحا سي س الب صرية وال سمعية اىل معاين لغوي ة وبالعك س.واإن غياب ه ذه املناطق امل سوؤول ة ع ن اللغ ة يف دم اغ الإن س ان القدمي اإن ا ي دل بو ضوح عل ى اأن املراكز الفزيولوجية للغة مل تظهر دفعة واحدة,بل ن ساأت وتطورت عرب ت أاريخ وجود الأن سان على الأر ض. ويف عل م نف س اللغة,ال ذي ه و مثال حي على التفاعل الوثيق ب ي ن اإخت صا سن هما )علم اللغة( و)عل م النف س املعريف(,تناول العلم اء م ساأل ة ن ش اأة اللغ ة الب شري ة من املنظ ور النف س ي,اىل جان ب ع دد اآخ ر م ن مو ضوع ات مهم ة منه ا العالق ة بن اللغ ة والتفك ي ر,واإدراك الكالم وفه م اللغة وكيفي ة اإكت س اب الأطف ال للغة وطبيعة العمليات العقلية التي يتمكن بها النا س من قول ما يريدون قوله,وعالقة اللغ ة بال شخ صية والأ س س النف سي ة للقراءة,ودرا س ة عي وب النطق.ويقف يف مقدمة ه وؤلء العلماء )نع وم ت شوم سكي( N.Chomsky و)ج ان بياجي ه( J.Piaget ) 1980-1896 (م,الل ذان متث ل نظري ة كل منهم ا اأح د الأعم دة الأ سا سية يف عل م النف س احلديث.فنظرية ت شوم سك ي )ذات املنح ى الديكارت ي( يف النح و التحويل ي واإكت س اب اللغة,تنب ع اأهميته ا م ن فر ضيته ا الأ سا سي ة القائلة اأن كل اللغ ات الب شري ة تنب ع م ن اأ ص ل واح د اأي م ن لغ ة واح دة تعك سه ا بنية فطري ة حم ددة يف العقل.وه ذه البني ة اإذا م ا تعر ض ت للبيئ ة ت صبح ق ادرة على ترجم ة نف سه ا بوا سط ة قواع د حتويلية اىل اإن س اق لغوي ة نحوي ة متباينة ح سب تباين املجتمعات واحل ضارات.ويعني هذا اإن اجله از الع صبي الب شري يحوي تركيبا عقلي ا يت ضم ن مفهوم ا غريزي ا ع ن لغ ة الب شر, سم اه ت شوم سك ي ب)جهاز إاكت ساب اللغ ة( Language Acquisition,Device بو صف ه صندوق ا اإفرتا ضي ا يق ع يف م كان م ا م ن اجله از الع صب ي املركزي,ي سم ح للطف ل اأن ي ستنبط قواعد اللغ ة وقوانينه ا م ن املدخ ل الت اللغوي ة الت ي ت صل ه عن طري ق الأذن.ومم ا يدعم وجه ة النظر ه ذه ت شابه ت سل س ل مراحل اإكت س اب اللغ ة عن د الأطف ال يف خمتل ف احل ضارات وكذل ك ظهور القدرات اللغوية املرتبط ة باللغ ة عن د الأطف ال الر ض ع اخلر س. ويف مقابل هذا املنظور تقف نظرية بياجيه )ذات املنح ى الكانط ي واملنه ج البني وي التكويني( التي ت رى اأن اإكت ساب املفاهيم العقلي ة ي سب ق إاكت س اب الرم وز اللغوية الدال ة عليه ا اإذ ي ؤوك د بياجي ه اأن الفك ر الرم زي ل ين س أا من الإ ش ارات اللغوية يف البيئ ة الإجتماعية,بل تن ساأ الرموز الأوىل بو صفه ا رم وزا ذاتية غ ي ر لغوي ة.اإل اأن اللغ ة ه ي اداة الرم ز,ول ميك ن للفكر اأن ي صبح إاجتماعي ا وبالتايل منطقيا بدونها. وبذل ك يعار ض بياجيه فك رة ت شوم سكي عن وج ود تنظيم ات موروث ة يف اجلهاز الع صب ي ت ساعد عل ى تعل م اللغة,فالقدرة اللغوي ة لدي ه ل ت كت س ب اإل بن اءا عل ى تنظيم ات داخلية اأولي ة يعاد تنظيمها بناءا عل ى تفاع ل الطف ل م ع بيئت ه اخلارجية ح س ب مراح ل عقلي ة إارتقائي ة مت سل سلة يف حياته وحت ت تاأث ي ر تراك م البن ى البيولوجي ة والفزيولوجية والعقلية,دون احلاج ة اىل اإفرتا ض وج ود جهاز فطري مكتم ل وخمت ص بانتاج اللغ ة يف مكان ما من اجله از الع صبي املركزي لالإن سان.وقد دعم ت العدي د م ن الدرا سات وجه ة نظر بياجيه هذه اإذ تو صلت اىل وجود )مراحل عمري ة حرج ة( ينبغ ي أان يح دث فيه ا تعلم اللغة ل دى الطفل واإل فق د اإ ستعداده له ذا التعل م إاذا م ا جت اوز ه ذه املرحل ة العمرية,مما ي سر اىل ع دم فطرية ال صل الذي تن ساأ منه اللغة الب شرية. اإن التباي ن الذي اإت ضح الآن يف هذه الآراء ال سابقة الذكر حول م ساألة ما اإذا كانت اللغة بدءاأ هي سلوك فطري اأم مكت سب يف العقل الب ش ري ل يتعار ض م ع حقيق ة اأن اللغة يف وظيفته ا الإجتماعية ه ي إانعكا س حي للوجود العاقل املتط ور لالإن سان,وبالتايل فاإنه ا بنية حيوية غر ساكنة قابلة للتطور عل ى كل امل ستويات س واء امل ست وى الفزيولوج ي الع صب ي ال ذي ينتجه ا مادي ا اأو امل ستوى ال دليل الذي تقوم هي باإنتاج ه فكريا.ومبعن ى اأكر حتدي دا اإن الإخت ل الف ح ول الأ ص ل الذي ن ش اأت منه اللغ ة الب شري ة ل يلغ ي الإتفاق ح ول اأن الأن س ان يف كل مراحل تط وره ال شخ صي واحل ضاري يظ ل يكت سب اللغ ة وينتجها يف دورة مغلق ة ل أاهمي ة لتحدي د موق ع نقط ة الب دء فيها,مادام ت ه ذه الرم وز الب صري ة وال سمعية هي و سيلته الرئي سية يف اأدراك العامل وفهمه والتاأثر فيه.

9 2017 8 العدد )3817( ال سنة الرابعة ع شرة - الأربعاء )4( كانون الثاين 2017 العدد )3817( ال سنة الرابعة ع شرة - الأربعاء )4( كانون الثاين ي ص ف شوم سك ي والدي ه باأنهم ا كان ا "دميقراطين روزفلتين" هو ابن م هاجر أاوكراين اإىل الوليات املتحدة يف ع ام 1913 هربا من التجني د الإجباري عم ل بائ ع حل وى يف ش وارع بن سلفاني ا )فيالدلفيا( ثم مدر سا للغ ة العربية يف مدر سة ديني ة بينم ا كان ت "اليدي شية" )لغ ة يهود ال ش رق( لغة البي ت والعائلة عل ى الرغم من اأنها من امل حر مات يف اأمركا كما يقول. وي ص ف والدي ه باأنهم ا كان ا "دميقراطين روزفلتي ي ن" بح س ب تعاب ي ر احل زب الدميقراطي الأمركي يف اأوان عهدة الرئي س روزفل ت. غ ي ر أان ه وى نع وم شوم سك ي ال سيا س ي أاخذه ع ن عمه بائ ع اجلرائد ثم صاح ب مكتب ة صغ ي رة يلتقي فيه ا اليهود ال شرقين"الأناركي ي ن" يف خ ض م مناخ ات اإيديولوجية تع صف فيها الثورات واحلروب والفا شية. ف كان شوم سكي مل يتعد العا شرة من عمره عندما كت ب اأول مقال له عن تو س ع الفا شي ة ب سق وط بر شلون ة يف احلرب بن الفا شية واجلمهورين العام 1938. ولعل هزمي ة الدميقراطي ة يف إا سبانيا على الرغ م م ن م شارك ة أاحرار الع امل يف دعمها بالقت ال إاىل جانبه ا ه ي الت ي دمغ ت عقل شوم سك ي مب ا ذهب اإلي ه دفاعا ع ن فيتنام وغ ز ة وحزب الل ه والث ورة البوليفارية... يف مواجه ة الفا شي ات اجلدي دة التي يرى شوم سك ي منابعه ا يف النم وذج الأمركي حمر ك املنظومة الراأ سمالية العاملية. وه و يف هذا الأم ر ميث ل تي ارا فكريا يتمي ز ع ن تي ارات املعار ض ات الأخ رى يف أان اإ سرائيل قاعدة اأمركية يف ال شرق الأو سط خالف ا لتي ارات أاخ رى تعتق د أان إا سرائي ل توؤث ر على وا شنط ن ب"لوبي اتها" الإعالمية وال سيا سي ة. كم ا يرى شوم سك ي احلروب والف ساد يف الع امل سيا سة خارجية اأمركية حلف ظ م صاحلها يف عومل ة م صالح النموذج الأمرك ي. ولهذا التي ار مري دون يف اأمركا و أاوروب ا منه م الكيميائ ي والفيل س وف البلجيك ي جان بريكم ون والفرن سي دانيال مرميه بن كثرين. شخصي ة جدلي ة و ل د شوم سكي يف ع ام 1928 يف بن سلفانيا ف صن ع يف حيات ه املدي دة ر كام ا يف م قاربة الأح داث طبعت شخ صيته الفكرية اخلا ص ة على خالف أابناء جيله م ن امل فك رين امل نتمن اإىل اأيديولوجي ات نظري ة شغل ت حياتهم يف أابح اث م عم ق ة طبع ت كال منه م أامث ال ج ون ب ول سارتر أاو بي ار بورديو ويوغن هابرما س ومي ش ال فوك و... إال خ اإن ا ج اء شوم سك ي إاىل احلق ل الفك ري م ن حق ل اخت صا ص ه اللغ وي والأل سني ة كم ا أكادمي ي وباح ث حائز ع لى دبل وم يف الدراس ات األنرتوبولوجية املعم قة من جامعة السوربون يف باريس وشهادة من معهد الدراسات العلي ا يف العلوم االجتاعية يف باريس. يكتب يف العديد من الصحف والدوريات يف الشؤون الدولية واسرتاتيجيات البدائل. عال م األلس نية نعوم شومسيك مؤس س مدرسة ريادة وصاحب مذهب يف م ا ي طلق عليه أه ل اإلختصاص "النحو التولي دي" الذي جعله أب لعلم األلسنية الحديث. لكن شومسيك ذاعت شهرته العاملية يف مواقفه اإلنس انية والسياس ية فكان يف العام 1998 بني أكرث عرشة ش خصيات مؤث رة يف العامل بينهم رؤساء دول ع ظمى وأكرث امل فك رين تداوال يف نقل أقوالهم بني العامني 1982 و 1992. ج اء صديق ه إادوار سعيد وكما ج اء املوؤر خ الأمرك ي املن شق عن مناهج الثقافة ال سائدة يف ع لم التاريخ هوارد زن. فه و مل يتعم ق يف الفل سف ة أاو يف التاري خ والإقت ص اد ال سيا س ي س أان كب ار امل فك رين الذين أانتج وا نظري اتهم. فف ي مطلع شبابه تاأث ر بكتابات الدميقراطي الإ شرتاكي جورج أاورويل "حتي ة اإىل كاتالونيا" العام 1938 ث م بكتاب ات "دوي ت ماكدونال د" )1906 1982( ب ش أان ال س ل الم وم ناه ض ة احل رب الأمركي ة على فيتن ام ول سيم ا يف كتابي قاسم عزالدين تشومس كي... حل وى العال م الم ر "م سوؤولية املثق ف ي ن" و"ال سلطة يف اأمركا والربوقراطين اجل دد". ول ري ب اأن شخ صي ة شوم سك ي الفكري ة تبل ورت يف ه ذا النم ط الفك ري لد ع اة ال س ل الم والثقافة الإن سانية فه و يغل ب هذه الأخالقي ات ال سيا سي ة )مورالي س ت( يف ثقافت ه الفكرية انتم اء اإىل مدر سة "فولتر" الأخالقي ة املعروف ة عنه ا قول ه " اأدافع عن راأي ي ب ش د ة م ا بقيت حي ا لكنن ي اأ ضح ي بحياتي يف سبيل دفاعك عن راأيك". ويف بع ض الأحيان اأوقعه تغليب الأخالقيات العمومي ة يف تناق ض بن الأخالقيات نف سها كبع ض هن ات توؤخذ عليه أاحيانا. فهو يعرتف باأن ه حتف ظ عل ى نق د اإ سرائي ل قب ل موت والديه اإحرتاما مل شاعرهما الدينية. كما ذهب اإىل العي ش يف "كيبوت س" إا سرائيلية العام 1953 جتاوبا مع رغب ة زوجته التي اأحب ها مذ كانت تلميذة يف مدر سة دينية حتت اإدارة وال ده )مقابلت ه م ع "ذي تلغ راف 14 ت 1 / اأوكتوبر 2012(. مطب المنهج األخاقي يتبن ى شوم سك ي مواجهة الفا شي ة سيا سة اأخالقية يف اإطار فل سفته للطبيعة الب شرية يتبن ى شوم سك ي مواجهة الفا شي ة سيا سة اأخالقية يف اإطار فل سفته للطبيعة الب شرية ويف ه ذا ال سي اق جتاوب مع اإحل اح بع ض "الأ صدق اء" م ن ق دام ى الي س ار اللبناين الذين دعوه إاىل حما ض رة يف بروت للقاء وليد جنبالط وعدم التق اء حزب الله بعد اأن كان ق د التقى ال سي د ح س ن ن صرالله وال سي د حمم د ح سن ف ضل الله إاثر عدوان متوز. لكنه مل يرتاجع ع ن تاأييد قتال احلزب يف سوريا دفاع ا ع ن املقاوم ة يف مواجهت ه الفا شية كما اأو ضح على الرغم م ن اإحلاح "اأ صدقاء" ب ي روت يف سي اق حمل ة شع واء شن ته ا جماع ات شت ى م ن الي ساري ي ن الأوروبين والأمركين الذين لعبوا على وتره احل س ا س يف احلري ة وم قارعة ال ستبداد. فه و يتبن ى مواجهة الفا شية سيا سة اأخالقية يف اإط ار فل سفته للطبيع ة الب شرية بالفطرة ولي س دفاعا عن منظومة اجتماعية اأكر عدل من الفا شية أاو فكر سيا سي اأكر رحمة ورقي ا اإذ يق ول: "الأف كار ال سيا سي ة لأي ف رد اأو الأفكار ب ساأن التنظي م الإجتماعي ينبغي اأن تع ود يف نهاية املطاف اإىل الطبيعة الب شرية أاو الإحتياجات الطبيعية". ب ل يذه ب اأبعد من ذل ك يف اإع ل الن اإن شقاقه عن النظري ات العلمي ة يف مقابلته مع جمل ة " سيان س اإن ذي دوك 2006" بقول ه "اإن العل م يتن اول الأمور ال صغ ي رة يف احلياة لكن ال س ؤوون الإن سانية اأ شد عمقا وتعقيدا ". مثق ف حر. واحل ال يف روؤيته العل م والنظريات ينفي شوم سك ي اأن يك ون م فك را " أاناركي ا " كما ي صن ف ه كث ي ر م ن اأ صدقائ ه وخ صومه على ال س واء ب سب ب ن ساأت ه يف ه ذه الأج واء وانتمائه اإىل "النقابية الأناركية الإ شرتاكية التحر ري ة" ف ي رد شوم سك ي "فلنق ل اإنن ي رفيق درب". لكن ه يف واقع الأمر يختل ف عن "الأناركية" يف اإح دى الأ س س املوؤ س سة له ذه الفل سفة الت ي ت رى الدول ة مبوؤ س ساته ا وقوانينها اأداة قم ع للحري ة وم نافية للطبيعة الإن سانية مهما كان شكل ه ذه الدولة. اإذ اأن شوم سكي يت ف ق مع ه ذه الفل سفة وم ع مدار س أاخرى على متجيد احلري ة قيم ة م طلقة ب صفتها من الطبيعة الب شرية ويت فق معها ومع املارك سية عل ى امل ثل امل عادي ة لقمع الدول ة لكن ه يراها ش ر ا ل ب د منه كم ا اأو ضح بح ث "نورمان بايارج ون" )جمل ة ريف ار اأك سي ون العدد )17 2000 ف شوم سك ي تعم ق يف ه ذا الخت ل الف يف خ ض م املواجه ة ب ي ن موؤ س س ات الطبق ة ال سيا سية يف الغ رب وحركة العوملة البديلة من ذ معركة " سياتيل" ع ام 2000 حيث اأخذ شوم سك ي جانب الدفاع ع ن دور موؤ س سات الدولة يف الغرب التي زحفت عليها احلري ات النيوليربالي ة لإلغائه ا يف حري ة التج ارة وال سوق في سم ي دفاعه "حماية القف ص من اأعتى الط غاة وهم ذئاب الأعمال اخلا ص ة" مع اإحتفاظ ه بالنقد اجلذري احل اد الذي خا ضة شوم سكي طيلة حياته لهذا القف ص ول سيما يف كتاب ه "الراأ سمالي ة ض د الدميقراطي ة."2008 لكن اختالف شوم سكي عن "الأناركية" وعن الدميقراطية الليربالية الر أا سمالية مل ي قر به من املارك سية يف جناحها الأكر ت شديدا على التنوير واحلري ات ال شخ صية والعام ة. ففي م ناظرة شهرة بن شوم سكي ومي شال فوكو )1926 1984( نظ مها التلفزيون الهولندي يف شري ط وثائق ي الع ام 1971 )ن شرته ا جامع ة شيكاغو الع ام 1997 حت ت عنوان الطبيعة الإن ساني ة العدالة ال سلطة( يت فق شوم سك ي وفوك و على عمق نق د العقالنية الغربي ة وم ا ي سم ى احلداث ة وم ا بع د احلداثة. لكن اخلالف بينهما يت سع يف نقا ش الطبيعة الإن ساني ة والإ ش كالت ال سيا سي ة كم ا يق ول فوك و تعليق ا عل ى املناظ رة. فبينما يق ول فوك و باحل رب العادلة ض د منظومة الر أا سمالية يرف ض شوم سكي فكرة احلرب يف اإط ار منه ج م س امل لتغي ي ر املنظوم ة. وبينم ا ينظ ر شوم سك ي يف احلري ة قيمة م طلق ة يف مواجه ة الإ ستب داد ياأخذ فوكو علي ه تغيي ب ص راع امل صال ح ب ي ن الق وى الإجتماعي ة وتغيي ب أاولوي اته ا يف م س ار عملية التغير. ويف ه ذه امل ناظ رة يذه ب شوم سك ي اأبعد م ن هابرما س اأي ضا يف التمايز عن التي ارات الإ شرتاكي ة الت ي تاأخذ العام ل الثقايف اإىل جان ب العوام ل الإجتماعي ة يف الطبيع ة الب شرية. )يوجن هابرما س خطاب احلداثة الفل سفي باري س 1988(. في مواجهة السياسة األميركية شوم سك ي م ثق ف ع ص ره يف اإنتمائ ه اإىل مدر س ة فولت ي ر وخ ط "برت ران را سي ل" )1872 1970( ال ذي ي طل ق علي ه لق ب فولت ي ر الربيط اين. فه و يف اخل ط نف س ه ال ذي ي غل ب الإن ساين الع ام على الإجتماعي واجليو سيا س ي والأخالق ي الع ام على الفكر ال سيا سي. فرا سيل يرى نف سه م فك را حر ا من الإلتزامات الأيديولوجية والنظرية ياأتي مثل شوم سكي م ن احلقل اللغوي والأدبي حيث حاز جائزة نوبل لالآداب العام 1953 اإىل احلقل املعريف ال سيا سي والإن ساين. فكان له ح راك سيا سي م ستق ل عن احلكومة واحلك م بعد انخراطه يف البعثة الربيطاني ة العام 1920 للتباح ث مع رو سيا البل شفية وال سن وتو ج ان شقاقه ع ن ال سيا س ة الر سمي ة يف اإن شائ ه حمكمة را سي ل ملحاكم ة جرائ م احل رب الأمركية يف فيتن ام م ع جان ب ول سارت ر. وكان لها اأث ر بال غ يف تاأ سي س صح وة ضم ي ر بن املواطنن والن خ ب الثقافية الغربية ما لبثت اأن اأ صبح ت مدر س ة للدميقراطي ة يف ه رم القاع دة الإجتماعي ة مب وازاة دميقراطي ة ال سلطة يف راأ س الهرم. فف ي ه ذا ال سي اق أاخ ذ شوم سك ي طريقته من ذ الع ام 1960 يف مواقف ه اجلذري ة ضد احل رب الأمركية يف فيتن ام ثم يف مواجهة اأنتاليجن سي ا طبق ة احلك م يف الولي ات املتحدة وموؤ س ساته املالية وال صناعية. فكتب يف هذا امل ضمار 53 كتابا ومئات املقالت عدا املقاب ل الت ال صحفية والتلفزيوني ة حماول التعبر عن ضمر "العامل الثالث" واجلنوب يف الغ رب ول سيم ا يف الولي ات املتح دة الأمركية. ولع ل اأه م كتابات ه املوج هة يف نق د الطبقة ال سيا سية الأمركي ة هي الكتابات امل رتبطة بالع امل العرب ي وال ش رق الأو س ط ب ش اأن احل روب والق ضية الفل سطيني ة وما ت سميه وا شنط ن الدميقرط ة اأو مكافح ة الإره اب واإدع اءات ال س ل الم والإ ستق رار. ففي كتاب معل م حتت عن وان "احلرب مبثاب ة سيا سة خارجي ة للوليات املتحدة" العام 2002 بعد غ زو العراق يعود شوم سك ي اإىل احلروب الأمركية الطويلة اإثر احلرب العاملية الثانية التي تغطيه ا وا شنطن على ال دوام بخطاب اإن س اين واأع ذار م فتعل ة من اأج ل م صالح سيا سي ة واإقت صادية يف اإط ار اإ سرتاتيجية جيو سيا سي ة شامل ة كم ا يق ول. "فه ي ت سع ى اإىل اإخرتاع اأع داء " شياطن" ما اأن يخ رج بلد عن طوعها" )احل رب مبثابة... مار سيليا مونرتيال اآغون 2004(. حرب على الحروب االعامية يو س ع شوم سكي نقده لآلة احلرب الأمركية يف نقده الثقافة ال سيا سية الأمركية يو س ع شوم سكي نقده لآلة احلرب الأمركية يف نقده الثقافة ال سيا سية الأمركية ويف هذا الإطار يو س ع شوم سكي نقده لآلة احلرب الأمركية يف نقده الثقافة ال سيا سية الأمركية ال سائدة سواء كانت يف اإدعاءات حقوق الإن سان التي يراها يف سياق احلرب الأمركي ة اأم يف املزاع م الأمركي ة لن شر الدميقراطي ة ومكافحة الإ ستب داد وكذلك مزاعم مكافحة الفقر والف ساد. لكن شوم سكي ي شد د عل ى ت ضليل الأجهزة الإعالمي ة يف تروي ج ه ذه ال سيا س ات احلربية بغط اء اإن ساين واإرتقاء ح ضاري. فج زء كب ي ر م ن ن شاط ه ال سيا س ي كر سه ملواجه ة ت ضلي ل الأجه زة الإعالمي ة يف مق الت مكتوب ة ردا عل ى كت اب م ن الأجه زة كتوما س فريدم ان اأثناء العدوان الإ سرائيل ي عل ى لبن ان يف ح رب مت وز والع دوان الإ سرائيل ي على غ ز ة اأو دفاعا ع ن الث ورة البوليفاري ة اإذ يق ول لهيغ و شافي ز يف كاراكا س الع ام 2009 "املافيا الدولي ة ل تغف ر مل ن ل يدفع اجلزي ة فاإذا دفعت م ا ت سعى اإلي ه وا شنط ن لالإ ستيالء عل ى ال ث روات العام ة ت صفك برج ل دولة ممي ز لكن ك اأ صبحت جرثوم ة خطرة يف اأمركا الالتينية ينبغي اإزالتها". ويف اأربع ة شرائ ط تلفزيوني ة وثائقي ة جاب ت الياب ان واأوروبا واأم ي ركا يك شف شوم سكي صناعة الأكاذيب يف عمل الأجهزة الإعالمية الغربية خلدم ة م صالح اإ سرائيل وال دول الغربية وال ش ركات الكربى مقابل املال والنفوذ. فن شاط شوم سكي ال سيا سي يرك ز عل ى دور الإعالم املرئي واملكتوب يف ما يراه شكال من احلروب التي مته د للحرب والإ ضطهاد يف تخريب العقول. ويف هذا ال سياق كتب مع "اإدوارد هرمان" يف العام 1988 " صناعة الإذعان الإقت صاد ال سيا س ي لو سائ ل الإع ل الم اجلماهري ة نيويورك بونتيون ب ووك" )ن شرته آاغون يف فرن س ا العام 2003( وفي ه يتناول هذا الإع ل الم مبنهجي ة معرفية ميك ن اأن تكون منارة لعمل واأداء الإعالم البديل. منهج إلعام بديل يبح ث شوم سك ي وزميل ه ع ش ر ط رق تعتمدها اأجه زة الإع ل الم اجلماهرية فيما يطلق عليه ا سرتاتيجيات للتالعب بالعقول و صناعة الأكاذيب: 1 ا سرتاتيجي ة الت سلي ة وه در الوقت وهي على م ا يقول اأ سلح ة خافتة من اأجل ح رب ناعم ة تقوم عل ى رمي طع م يوؤد ي اإىل اإن شغ ال ال راأي العام باأح داث عاطفية على ال دوام يج ري اإختالقه ا وت صخيمها لالإبتعاد عن الأح داث الأ سا سية التي تغر احلياة ال سيا سية والإجتماعية. 2 اإ سرتاتيجي ة افتع ال الإ ش كالت ث م اإفتع ال احلل ول. فالطبق ة ال سيا سية تعمل عل ى الت سي ب الأمن ي على سبي ل املثال ثم توج ه الإع ل الم ل صن ع احلدث حي ث تاأخذ بالدع وة اإىل طل ب الأم ن. اأو ت ت رتك اأزم ة اإقت صادي ة تتفاع ل حتى حاف ة الإنفجار ثم يتح ر ك الإع ل الم م ن اأج ل التمهي د حللول طارئة "قا سي ة" ثم ي صبح الط ارىء دائما فاملوؤق ت هو اأكر دميومة. 3 اإ سرتاتيجي ة التتاب ع يف م ه ل زمنية اإفرتا ضي ة عل ى مدى عق د اأو اأكر اأو حتى الألفي ة كم ا ه و م ش روع الأمم املتح دة لتغيي ب الراهن واملنظ ور يف طي ات الزمن الآتي. 4 ت سفيه اخلطاب ال سيا سي والإجتماعي بذريعة التب سي ط لن شر املعرفة بن جمهور تراه و سائل الإعالم قطعانا ميكن إا ستالبها ب ضجيج دائم. 5 سرتاتيجي ة اخلوف لتعطي ل العقول واإثارة الغرائز اأو الرغبات. 6 سرتاتيج ة اجلهل بتعظي م التفاهات والإيحاء باأن الإعالم يعل م وينو ر ويثق ف. 7 الت شجيع على الإ سفاف كثقافة شعبية طبيعية. 8 تغيي ب م سوؤولي ة ال سلط ة والطبق ة ال سيا سي ة يف م ا ت وؤول اإليه ا سيا ساته ا واإدارة ال س ؤوون العامة. 9 الرتكيز عل ى دور الفرد باأن ه م سوؤول عن م ص ي ره والعل ة التي ت صيبه وحث ه على امل ناف س ة يف العم ل امل م نهج لإلغ اء الفطرة الب شري ة يف الت ضام ن ومع اين امل صلح ة العامة. 10 متجي د أاهمي ة اخل ي ر الع ام ال ذي تقوم ب ه و سائل الإع ل الم والنفخ يف عظمة ثقافتها البذيئ ة اأو معرفتها التي ل ت شوبها شائبة يف الإط الع عل ى الأ سرار واإمتالكها احلقائق. ي رى شوم سك ي اأن وظيفة اأجه زة الإعالم اجلماهرية ه ي تزيي ت املجتمعات بزيت م صال ح الطبق ة ال سيا سي ة و"يف جمتمع مدهون بهذا الزيت جي دا ل تقول مبا تعرفه م ن حقائق بل تقول مبا ينف ع أارباب عملها يف ال سلطة". ياأخ ذ شوم سك ي بق ول ج ورج اأورويل " كل ما ابتعد جمتمع ع ن احلقائق كل ما يكره الذي ن يقولون بها" لك ن يف نهاية املطاف اإن معظ م الأباط رة ل خمال ب له م يق ول شوم سك ي. فمخالبه م يف عق ول جن دوا مثق فيهم للتالعب بجيناتها. عن/ العربي اجلديد

11 10 العدد )3817( ال سنة الرابعة ع شرة - الأربعاء )4( كانون الثاين 2017 العدد )3817( ال سنة الرابعة ع شرة - الأربعاء )4( كانون الثاين 2017 نعوم تشومسكي: سياسات ترامب ال يمكن التنبؤ بها يف 8 ت شري ن الث اين اأ ص درت املنظم ة العاملية ل أالر صاد اجلوية )WMO( تقريرا اىل امل ؤومت ر الدويل ب س أان تغ ي ر املناخ الذي سيعق د يف املغ رب م ن أاج ل متابع ة تنفيذ اتف اق باري س. يذك ر التقري ر أان ال سنوات اخلم س املا ضي ة كانت الأك ث ر سخونة على الإط ل الق. و شه دت ارتفاع ا يف من س وب مي اه البحر التي سرعان م ا ستزداد نتيجة لذوبان سريع وب شكل غر متوقع يف اجلليد القطب ي وبالفع ل ف ان كمي ة جلي د البحر القطب ي ال شمايل خ ل الل ال سن وات اخلم س املا ضي ة كان ت 28 يف املئ ة أاقل م ن معدلها خالل ال سنوات ال 29 ال سابقة ما ادى لي س فق ط اىل ارتفاع م ستوى سطح البحر ولكن أاي ض ا تقليل تاأثر عملي ة التربيد التي يقوم بها اجللي د القطبي حلرارة اأ شع ة ال شم س وبالتايل التعجيل يف الآثار املروعة لظاهرة الحتبا س احلراري. وذك رت املنظمة أاي ضا أان درج ات احل رارة تق ت رتب ب ش كل خط ي ر م ن امل ست وى ال ذي اعلنت ه قم ة باري س للمن اخ العام املا ضي بال ضافة اىل التقارير والتوقعات املت شائمة الأخرى. وهناك حدث آاخر جرى يف 8 ت شرين الثاين ال ذي ميك ن أاي ض ا ان يتح ول اإىل أان يكون ذا أاهمي ة تاريخي ة غ ي ر عادي ة ولأ سب اب لوحظت بالكاد. فف ي 8 ت شري ن الث اين و ضع ت نتائ ج النتخاب ات يف أاق وى دول ة يف تاري خ الع امل ال سيطرة الكاملة للحكومة - ال سلطة التنفيذية والكونغر س واملحكمة العليا - يف ي د احلزب اجلمهوري ال ذي اأ صبح املنظمة الأكر خطورة يف تاريخ العامل. وب صرف النظر عن العبارة الأخرة فاإن كل هذا ل خالف علي ه. قد تبدو العبارة الأخرة غريب ة او حت ى فاح شة. ولك ن األي س الأمر كذلك وه ل ت سر احلقائ ق اىل خالف ذلك. فاحلزب مي ضي قدما وب أا سرع وقت ممكن يف سباقه لتدمر احلياة الب شرية املنظمة. ولي س هناك سابقة تاريخية ملثل هذا املوقف. هل هذه مبالغة للنظر يف ما لدينا من احداث شهدناها من قبل. خ ل الل النتخاب ات التمهيدي ة للجمهورين نف ى كل مر ش ح أان يحدث مان شه ده الن - با ستثن اء عدد من املعتدلن مثل جيب بو ش الذي قال ان كل شيء حمتمل. املر ش ح الفائز وه و الآن الرئي س املنتخب يدع و إاىل الزي ادة ال سريع ة يف ا ستخ دام الوق ود الأحف وري مب ا يف ذل ك الفح م ويرف ض تقدمي امل ساع دة للدول التي ت سعى اإىل النتقال اإىل الطاق ة امل ستدامة وب شكل ع ام يرك ض بنا نح و اإىل الهاوي ة ب أا سرع وقت ممكن. وقد اتخ ذ بالفعل عدة خطوات لتفكيك وكالة حماية البيئة ويخط ط لإجراء التخفي ضات ال ضريبي ة عل ى ال صناعة )وقط اع الأثرياء وال ش ركات عموم ا( ونحواملزي د من اإنتاج الوق ود الأحفوري. وق د كان ت ردود افعال ال س وق سريع ة. اذ ازدهرت اأ سه م شركات الطاق ة مبا يف ذل ك اأكرب مناج م الفحم يف الع امل )بيب ودي للطاق ة( الت ي كانت على و ش ك الإفال س ولكن بعد انت ص ار ترامب سجلت ارتفاعا بن سبة 50. من ال صعب اأن جتد الكلمات املنا سبة للتعبر ع ن حقيق ة اأن الب ش ر يواجه ون ال س وؤال إذا سيد نعوم لقد حدث ما مل يكن يف الحسبان: وعى عكس كل التوقعات فقد سجل دونالد ترامب نرصا حاسا عى هيالري كلينتون والرجل الذي وصفه مايكل مور بأنه "بائس وجاهل وخطري ومهر ج "سيكون الرئيس القادم للواليات املتحدة. من وجهة نظرك ما العوامل الحاسمة التي أدت بالناخبني األمريكيني لصنع أكرب مفاجأة يف تاريخ السياسة األمريكية - نعوم تشومسيك: قبل أن أتطرق لهذه املسألة أعتقد أنه من املهم قضاء بضع لحظات يف تأمل ما حدث يف 8 ترشين الثاين وهو التاريخ الذي قد يتحول إىل أن يكون واحدا من اللحظات األكرث أهمية يف تاريخ البرشية اعتادا عى كيفية رد فعلنا عليه.وهذا ليس من قبيل املبالغة. ترجمة احمد الزبيدي الأه م يف تاريخه م ه ل سي ستم ر تنظيم حي اة الإن سان على النحو ال ذي نعرفه ام سنعجل من سرنا نحو الكارثة. وهن اك مالحظة مماثلة تتعلق بق ضية أاخرى تتعلق ببقاء الإن س ان: وهي التهديد بالدمار النووي ال ذي يلوح ف وق روؤو سنا منذ 70 عاما ويتزايد خطره الآن. ك شف ت ا ستطالعات الراأي اأن الدعم العاطفي لرتام ب يف او س اط الطبق ات العمالية كان م ستوح ى اأ سا س ا م ن العتق اد باأن ه ميثل التغي ي ر يف ح ي ن كان ينظ ر اىل كلينت ون باأنها املر شحة التي من ساأنها اإدامة حمنتهم. لكن"التغي ي ر" الذي ميثله ترامب من املرجح اأن يك ون ض ارا اأو يجل ب م ا هو اأ س واأ ان النا س يعمل ون الي وم حت ت اأك ب رب تهدي د اقت ص ادي من ذ ف ت رتة الك س اد العظي م يف ثالثينات القرن الع شرين. وهن اك عوام ل اأخ رى يف جن اح ترام ب. وت ش ي ر الدرا س ات املقارن ة اأن مذهب تفوق الع رق الأبي ض يحكم قب ضته بقوة اأكر على الثقاف ة الأمركية اكر مما يحدث يف جنوب أافريقي ا واأن ه لي س س را اأن ع دد ال سكان البي ض اآخ ذ يف النخفا ض. ويف عق د اأو عقدي ن من املتوق ع اأن يكون البي ض اأقلية يف ق وة العمل وبالت ايل اأقلية من ال سكان. وتتعر ض الثقافة التقليدي ة املحافظة اأي ضا لهج وم م ن قب ل النجاح ات الت ي حترزها سيا س ة الهوي ة الوطني ة وجت د النخ ب املحافظ ة بالدهم التي عرفوه ا تختفي اأمام اأعينهم. و م ن ال صعوب ات الت ي واجه ت املهتم ي ن بزيادة قلق ال سكان من الأخطار الكبرة جدا التي متثلها ظاه رة الحتبا س احلراري هو اأن 40 يف املئ ة م ن س كان الوليات املتحدة ل ت رى يف ه ذا الأم ر م شكل ة لأن امل سي ح سيظه ر يف غ ض ون ب ضع ة عق ود. ونف س الن سب ة من ال سكان تعتق د اأن العامل قد خلق من ذ ب ضعة اآلف من ال سن ي ن. وكلما ت صارع العل م مع الكت اب املقد س فالنتيج ة تكون اأ س واأ بالن سب ة للعلوم. الأم ر الذي جتد من ال صع ب العثور على مثي ل له يف املجتمعات الأخرى. هل ميثل ترامب حركة جديدة يف ال سيا سة الأمريكية اأم ان نتائج هذه النتخابات متثل يف املق ام الأول رف ضا لهي ل الري كلينتون من قب ل الناخب ي ن الذي ن يكره ون كلينت ون و ضاقوا ذرعا من"ال سا سة كالعادة " - انه ا بال ش ك حرك ة جدي دة. لق د انتقلت جمي ع الأحزاب ال سيا سي ة إاىل اليمن خالل فرتة النيوليربالي ة. والدميقراطيون اجلدد الي وم ه م اىل ح د كب ي ر م ن ا صطل ح على ت سميتهم ب "اجلمهورين املعتدلن" وابتعد اجلمهوري ون ع ن التف اين م ن اأج ل ك سب الأغني اء وقطاع ال شركات حي ث ل ميكن اأن ياأملوا يف احل صول على ا صواتهم وحتولوا اإىل تعبئ ة قطاع ات ال س كان غ ي ر املنظم ة بائتالف ات سيا سي ة قوية: مث ل العن صرين و ضحايا اأ شكال العوملة التي تهدف اإىل جعل الأ شخا ص الذي ن يعملون يف جمي ع أانحاء الع امل يف مناف سة بع ضهم مع البع ض الآخر يف الوقت ال ذي حتمي فيه الأثرياء اأ صحاب المتي ازات وتقو ض التداب ي ر القانوني ة وغره ا من انواع احلماي ة التي منحت اىل العم ال وتبتك ر طرق ا للتاأثر عل ى صناعة الق رار يف النقاب ات العمالي ة الفعال ة يف القطاعن العام واخلا ص. لقد اعتربوا كلينت ون متثل ال سيا سات التي يخ شونه ا ويكرهونه ا يف ح ي ن كان ينظر اىل ترام ب باعتب اره رم زا "للتغي ي ر" - تغير ما يتطلب نوعا م ا نظرة فاح صة على مقرتحات ه الفعلية. وكانت حملة النتخابية نف سه ا تتجن ب اخلو ض يف امل سائ ل املهمة وق د امتثل ت تعليق ات و سائل الإع ل الم لذلك الأم ر عموم ا واحلف اظ عل ى مفه وم اأن احلقيقي ة "املو ضوعية" تعني التقارير التي تتحرك بدقة "داخل الطريق الدائري" ولكن ل تغامر باخلروج منه. و لقد قال ترامب بعد ظهور نتائج النتخابات ان ه " سيمث ل كل الأمركي ي ن". كي ف ميكنه ذل ك عندم ا تنق س م الأم ة وه و نف س ه ق د اأع رب بالفعل ع ن كراهية عميق ة للعديد من اجلماع ات يف الوليات املتحدة مبا يف ذلك الن ساء والأقليات ل توج د ل دى ترام ب عقي دة سيا سي ة تعريفي ة اإر شادي ة ملوقف ه م ن الق ضاي ا القت صادية والجتماعية وال سيا سية ولكن هناك ميول ا ستبدادي ة وا ضحة يف سلوكه. لذل ك ه ل جت د اأي ة صح ة يف الدع اءات الت ي تق ول ان ترام ب ميث ل ظه ورا لنوع من"الفا شي ة الناعم ة" يف الوليات املتحدة الأمريكية - ل سنوات عدة كنت اكتب واحتدث عن خطر صع ود شخ ص ذي كاريزم ا واأيديولوجيا لها تاأثر ط اغ يف الوليات املتحدة شخ ص يتمك ن م ن ا ستغ ل الل اخل وف والغ ض ب ال ذي و صل ح د الغليان يف معظ م قطاعات املجتم ع والذي ميكن اأن يوجه ه بعيدا عن الأه داف الفعلية م ن ال شع ور بال ضيق اإىل اه داف خط ي رة. وميك ن أان ي وؤدي ذلك يف الواقع اإىل م ا ا سماه عامل الجتماع برترام كرو س ب "الفا شي ة الناعم ة" يف درا سة له قبل 35 عاما. ولك ن ذلك يتطلب إايديولوجيا حقيقي ة من ن وع ايديولوجيا هتل ر و مع ذلك فاملخاطركانت حقيقي ة ل سنوات عديدة ورمب ا ا صبحت اأكر من ذل ك الآن يف ضوء القوى التي اأطلقت العنان لرتامب. م ع دخ ول اجلمهوري ي ن اىل البي ت الأبي ض وحتكمه م اأي ضا مبجل سي النواب وال شي وخ وال ش كل امل ستقبل ي للمحكم ة العلي ا كي ف ستبدو عليه الولي ات املتحدة عل ى م دى ال سن وات الأرب ع القادم ة عل ى الأقل - يعتمد ذلك ب شكل كبر على موظفيه ودائرة م ست شاري ه. وبعبارة خمففة ف اإن املوؤ شرات الأولية غر م شجعة. ستك ون املحكم ة العليا يف أاي دي الرجعين ل سن وات عديدة مع عواق ب ل ميكن التنبوؤ بها. واإذا م ا اتبع ترام ب ال سيا سات املالية لتخفي ض ال ضرائ ب ف س وف يك ون هناك فوائ د كب ي رة لالأغني اء - فح س ب تقديرات مرك ز ال سيا س ة ال ضريبية ي وؤدي تخفي ض ال ضرائب اىل اأكر من 14 يف املئة عن الطبقة الغني ة التي متث ل 1 باملائة م ن ال سكان اىل خف ض كب ي ر ب شكل عام يف احل د الأعلى من سلم الدخ ل ولكن تاثر تخفي ف ال ضرائب ي كاد ينع دم بالن سب ة ل آالخري ن الذي ن سيواجه ون اأي ض ا أاعب اء جدي دة وكبرة. وتتوقع ال صناع ات الكربى وبور صة وول سرتي ت وال صناعة الع سكري ة و صناعات الطاقة وغرها م ن املوؤ س س ات القت صادية الكربى م ستقبال م شرقا جدا. هن اك اأي ض ا العديد م ن التوقعات حول م ستقب ل ال سيا س ة اخلارجي ة ومعظمها مل تت م الإجاب ة عنه ا. فهن اك اإعج اب متبادل ب ي ن ترام ب وبوتن. ه ل هن اك احتمال ان ن شهد حقبة جديدة يف العالقات بن الوليات املتحدة ورو سيا - ان امل رء يح دوه الأم ل يف اأن يكون هناك خف ض للتوت رات اخلطرة ج دا واملتزايدة على احلدود الرو سي ة: واذكر هنا "احلدود الرو سي ة" ولي س ت احل دود املك سيكية. من املمك ن اأي ض ا اأن اأوروب ا ق د تن اأى بنف سها ع ن أامري كا ترام ب كم ا اقرتح ت بالفع ل امل ست ش ارة الملاني ة اأجنيال م ي ركل وزعماء اأوروبي ي ن آاخري ن - والتي رمبا ت وؤدي اإىل جه ود اأوروبي ة لن زع فتيل التوت ر ورمبا حت ى لبذل جه ود للتحرك نح و شيء مياثل روؤي ة ميخائي ل جوربات شوف لنظ ام الأمن الأوروب ي الآ سيوي املتكام ل دون حتالفات ع سكري ة وال ذي رف ضته الولي ات املتحدة ل صال ح تو سي ع النات و تل ك الر ؤوي ة التي احياه ا موؤخ را فالدمير بوت ي ن سواء على حممل اجلد اأم ل نحن ل نعرف. هل ستكون ال سيا سة اخلارجية الأمركية يف ظ ل اإدارة ترام ب ذات توجهات ع سكرية اأك ث ر اأو اأقل مما راأيناه يف ظل اإدارة اأوباما اأو حتى اإدارة جورج دبليو بو ش - ل اأعتق د اأن اأحدا ي ستطيع الإجابة باأي قدر من الثق ة. ف سيا سات ترام ب ل ميكن التنبوؤ به ا اىل حد بعي د. فهناك الكثر م ن امل سائل املعلق ة. ما ميكننا قوله ه و اأن تعبئة النا س وتفعيل ن شاطهم وتنظيمهم ب شكل صحيح ميكن اأن يحدث فرقا كبرا. وينبغ ي أان ن ضع يف اعتبارن ا اأن الرهانات كبرة جدا. عن: جملة تروث اوت نعوم تشومس كي يحكي عن الغرب اإلرهابي»قال جورج اأورويل اإن هن اك أانا س ا يعي شون خ ارج اأوروبا اأمركا ال شمالية وبع ض البالد الآ سيوي ة املتمتع ة بالمتيازات غر اأنهم )ل- اأ شخا ص(«هكذا كتب آاندريه فيت شك يف مقدمت ه للكت اب الذي يتمحور ح ول مالين املوتى )الذي ن ي س م ه م الوع ي الغرب ي ب ل- اأ شخا ص( م ن اأبن اء امل ستعمرات ثم العامل الثالث ضحايا ال سعي الغرب ي وراء ال سلطة املوارد واخلرات املقتولن والذين اأ صبحوا بال اأي قيمة. بع د خم سة ع شر عاما من الر سائ ل املتبادلة حول هذا املو ضوع اتفق رجالن على اللق اء للتحاور وخالل يومن اأ سفر اللقاء عن ت سجي ل ه ذه املحاورة كفيل م )مل يكتم ل بعد حتقيق ه( وكتاب. ن ش ر الكت اب يف بادئ الأمر بالإجنليزية يف ع ام 2013 واليوم بالفرن سية. اأما الرجالن فاأحدهما نعوم شوم سكي اللغوي الكبر واملثق ف املنا ض ل املنكب على تعري ة نظام الدعاي ة الذي يحدد الراأي الع ام يف الدول الدميقراطية وكذا على تفكيك الإمربيالية الأمركية. واأم ا الثاين فهو حماوره آاندري ه فيت شك سوفييتي املولد نيويوركي الإقامة فيل سوف روائي سينمائي صحفي شاعر م سرحي وم صور فوتوغرايف. من ذ نهاي ة احل رب العاملي ة الثاني ة اأف ض ت الكولونيالي ة والنيوكولونيالي ة اىل وفاة 55-50 مليونا م ن الأ شخا ص كما ق ال فيت ش ك ماتوا كنتيج ة مبا شرة للحرب الت ي اأعلنها الغرب والنقالب ات الع سكري ة املنا صرة للغرب و صراع ات اأخرى على شاكلته ا كما اأنها اأ ضاف ت اإىل هوؤلء»مئات املالين من ال ضحايا غر املبا شرين الذين هلكوا من جراء البوؤ س يف صمت«. يف أاول الأم ر كان ت الكولونيالي ة ذل ك اأن»اأوىل مع سك رات العتقال مل تبنها اأملانية النازية واإنا المرباطورية الربيطانية يف جن وب اأفريقيا خالل ح رب )البوير( الثاني ة يف بداية القرن الع شري ن. أام ا بالن سب ة لأملانيا فقبل إاب ادة اليه ود )والغجر( ا شرتك ت يف مذاب ح رهيب ة يف اأم ي ركا اجلنوبي ة ويف اأنح اء اأخرى من الع امل - ولكن من يعرف اإبادة )الهريرو( يف ناميبيا )املابو ش( يف فالديفيا )الأوزورن و( و)الليانكيهو( يف ت شيلي اأبناء ال ساموا الأملانية عن معرف ة الأوروبي ي ن بالكولونيالي ة اأجيب باأنه م ل يعرفون شيئا. ثم جاءت بعدها النيوكولونيالية وارتكبت فظاعات خالل الأعوام الأخرة يف شرق جمهورية الكونغو الدميقراطية وفقد ثالثة اىل أحمد عثمان خم س ة مالين شخ ص حياتهم. من اقرتف اجلرمية امليلي شيات. ولك ن خلف ه ذه امليلي شيات هناك الق وات»املتعددة اجلن سيات«واحلكوم ات كم ا أاكد شوم سك ي. وال سبب ه و»احل صول على )مع دن( الكولتان )الذي ي ستخدمه الغربي ون يف اإنتاج هواتفهم اجلوالة( وبع ض املعادن القيمة«. واأخ ي را جاءت الإمربيالية من خالل تاريخ كمبوديا نعرف على وجه التحديد اجلرائم التي ارتكبت ما بن 1975 و 1979 من قبل اخلم ي ر احلمر. لك ن يف ما يتعلق مب ا قبل ذلك نح ن»ن سبح يف العدم«. يف بدايات ال سبعينيات قبل سيطرة نظام بول بوت كان الرع ب يت أاتى من ق صف الأقاليم احل ضرية ب أامر من الوزير هرني كي سنج ر:»دعوة حقيقي ة ل إالبادة«. كما يف لو س»حيث اغتيل مالي ي ن الأ شخا ص بال شفق ة ول رحم ة«مبا أان ه دف العملية يتمث ل يف»ردع ه ذا البلد عن الن ضم ام إاىل فيتن ام يف ن ضالها التحرري«... إاذن تلك مذبحة وقائية. كان ت حرب ا سري ة اأ سا سا و»هك ذا كان يلزم جمل ة واحدة يف النيويورك تاميز حتكي ما جرى حتى تنتهي احلملة«. رمبا ت صيبنا الده شة ب سب ب ت سامح فيت شك الن سبي جتاه الدول ال شرقي ة م ا بع د ستالن. وم ع ذلك ف إان وجود معي ار مزدوج يتبدى قابال للنقا ش نوعا ما لقد كانت نتيجة قمع مو سكو لربيع ب راغ يف عام 1968 ال ذي و سم لفرتة طويل ة الذهنية الغربية كرتاجيديا رهيبة بن 70 اإىل 90 قتيال. يف املقاب ل ج رى قبل ثالث سنوات»انق ل الب ع سكري باأمر من وا شنط ن«ض د اإندوني سيا سوكارن و الدولة املذنب ة لإ صابتها»بع دوى التنمية امل ستقلة«تبعت ه - أاي النقالب - مذابح خلفت قتل ى ي ت رتاوح عددهم م ا ب ي ن الن صف ملي ون والثالث ة مالين ضحي ة. ل يزال البع ض يتذكر ما ج رى. لكن هذا لي س كل شيء:»ع اون الحت اد ال سوفييتي حلف اءه الأوروبي ي ن اىل درجة اأنهم اأ صبح وا اأغنى م ن سلطتهم الو صية. يف التاري خ تعترب الكتلة ال سوفييتي ة احلالة الوحيدة لمرباطورية يعترب مرتوبولها اأفقر من م ستعمراته«هكذا اأ ضاف شوم سكي. ت ستم ر الده ش ة حينم ا يوا صل الرج ل الن كالمهما ع ن ال سن:»التلف از وال صح ف ال صيني ة اأك ث ر انتق ادا للنظ ام القت صادي وال سيا س ي لبالده م م ن قنواتن ا إازاء نظامن ا القت ص ادي وال سيا س ي«ذكر فيت شك. واأ ضاف:»للعي ش على جميع القارات اأ ستطي ع اأن اأ ؤوكد اأن )الغربين( كون وا جماعة غارقة يف النزعة العقائدي ة اأق ل تثقيفا واأق ل نقدا عل ى الأر ض م ع ا ستثناءات قليل ة بالت أاكيد«. يتفق شوم سكي وفيت شك على الأمل اجلوهري:»م ذ اك معظم الدول الأمركية أاحرار. حتى أان بع ض دول اأمركا الو سط ى عل ى و ش ك احل ص ول عل ى ا ستقالله ا م ن ال سيطرة الأمركية. ولكنهم ا يختلفان حتديدا حول امل ستقبل ف ) شوم سكي( متفائل ع ن فيت ش ك بالن سب ة لإمكانية»و ضع ح د لنظام الرع ب«الذي اأقامه الغرب لل سيطرة رغما عن احلياة الإن سانية على»الأ سواق الأ صيلة«. عن جملة القاهرة امل صرية

13 12 العدد )3817( ال سنة الرابعة ع شرة - الأربعاء )4( كانون الثاين 2017 العدد )3817( ال سنة الرابعة ع شرة - الأربعاء )4( كانون الثاين 2017 قراءة تشومسكي لمحاضرات سوسور يت ضم ن كت اب ت شوم سك ي معرف ة اللغ ة) 1986 ( و ه و تركيب لوج وه كثرة من عمل ه الل س اين حماولت ه الأوىل خالل ع دة سن وات لتحدي د مو ض ع ه ذا العم ل بالن سب ة لل ت رتاث البنيوي الأك ث ر تبكرا. و يح ص ل ذلك يف الف صل الثاين مفاهيم اللغة املكر س ب شكل وا سع لتاأ سي س التمييز بن مفهوم اللغ ة الداخلية -[ I[nternlized language (()و معن اه النح و املوج ود يف عق ل املتكل م الف رد( و مفه وم اللغ ة اخلارجي ة ) E[xternal]-language ( )و معن اه الفك رة ال شائع ة ح ول اللغ ة مث ل الإجنليزية()نف س ه: 15 ( ال ذي يع ده ت شوم سك ي اإن ش اء اجتماعي ا م صطنع ا )نف س ه: 26 ( لي س ل ه م ن ش يء حقيقي مماثل يف عامل الواقع و على ذلك فهو كائن يف مرتب ة أاعل ى م ن التجري د باملقارنة مع مفه وم اللغة الداخلية)نف س ه: 27 ((. و بينما تك ون اللغة الداخلي ة بالن سب ة لت شوم سكي ب وؤرة الهتمام ال صحيحة الت ي يرتكز عليها البح ث الل ساين ف اإن الل ساني ات احلديثة { الت ي ل تتب ع نه ج ت شوم سك ي ف شل ت يف التمييز بن الثنن)نف سه: 16 (. الل سانيات احلديثة تتجنب عادة هذه امل سائل اآخ ذة بع ي ن العتب ار جمتمع ا كالمي ا يف حال ة مثالية و هو جمتم ع من سجمم داخليا يف ممار ست ه الل ساني ة... و مل تب ذل اأي ة حماول ة للو صول اإىل اأو صياغة اأي مفهوم لال ستعمال العامي مل صطلح اللغة. الأمر نف سه ي صدق على املناهج التي تف سر اللغة على اأنها نت اج اجتماعي طبق ا للمفه وم ال سو سوري للغة) langue (. اجلملة الأخرة غام ض ة: فلي س من الوا ضح مبا ش رة فيم ا اإذا كان ت عبارة الأم ر نف سه ي ص دق... تع ود فق ط عل ى اجلمل ة الت ي ت سبقه ا )ومل تبذل اأية حماولة للو صول اإىل اأو صياغ ة اأي مفه وم لال ستعم ال العام ي مل صطل ح اللغة...( اأو على الفقرة برمتها مبا يف ذلك افرتا ض وجود جمتمع كالمي يف حالة مثالي ة و هو من سجمم داخلي ا يف ممار سته الل ساني ة. و ميكن القول باأن التف سر الثاين صحي ح على اأية ح ال اإذا كان يجب اعتبار املقط ع من سجما مع اإ شارة لحقة اإىل اأمثلة idealization }اعتبار ال شيء مثاليا { سو س ور و بلومفيلد املاألوف ة ملجتمع كالمي متجان س التكوين )نف سه: 9(.)147 ( و ب سبب من ف شلها يف التمييز بن ال صيغتن انته ت الل ساني ات البنيوي ة اإىل درا س ة الظواهر الثانوية املجردة للغة اخلارجية. نزع ت الل ساني ات البنيوي ة و الو صفي ة و الجتاه ات النف سي ة ال سلوكي ة و املناه ج املعا ص رة الأخ رى اإىل درا س ة اللغ ة بو صفها جمموعة أاحداث اأق وال اأو اأ شكال ل سانية)كلم ات جم ل( مقرون ة باملع اين بو صفه ا نظام ا لالأ ش كال اأو الأح داث الل سانية. فف ي البنيوية ال سو سورية ف همت اللغ ة) langue ( على اأنها نظام اأ صوات مع نظ ام مفاهي م مرفق به و ترك ت اجلملة يف ن وع من الإهمال رمبا لكي ت كي ف داخل حقل درا سة ا ستعمال اللغة. و م رة اأخ رى تك ون اجلمل ة الأخ ي رة مع الإ شارة اإىل سو س ور غام ضة. فهل ي ساوي ت شوم سكي بن نظام لالأ صوات و للمفاهيم و جمموع ة الأح داث و الأقوال و الأ شكال امل ش ار اإليها سابقا اأم اأنه يقوم بالتمييز بن بنيوي ة سو سوري ة عل ى وج ه التخ صي ص و فروعه ا الالحق ة و ه ل يلق ى سو س ور نوع ي ن م ن النقد)لدرا ست ه جمموع ات الأ شكال املجردة و لعدم ت ضمن اجلملة يف اللغ ة langue ( اأم اأنه يلقى نوعا واحدا )الأخ ي ر( م ع ت صفي ق ا ستح س ان و اإ شادة واح د )لدرا ست ه الأنظم ة اأك ث ر م ن درا سة املجموعات املجردة( و م ن الوا ض ح اأن التف س ي ر الث اين ه و ال صحيح و م رة أاخرى باأفرتا ض بالتناغم مع اإ شارة ت شوم سكي القادمة اإىل سو سور: يج ب املالحظة باأن الأو صاف املاألوفة للغة عل ى اأنها شفرة اأو لعب ة ت سر ب شكل صحيح اإىل اللغة الداخلية) I-language ( و لي س اإىل الإن ش اء امل صطن ع للغ ة اخلارجية)- E.)language فال شف رة لي س ت جمموع ة بيان ات متثيلية بل الأ ص ح اأنها نظام حمدد للقواع د التي تخ ص ص البيان ات التمثيلية امل شف رة يف الر سال ة message-(.)representations و اأي شفرت ي ن رمب ا تكونان خمتلفتن رغ م اأنهما وتو سعا بالدللة متطابقتان فيما تقدمانه مما ي صاحب شفرة الر سالة. و على نحو م شابه فاأن اللعبة لي ست جمموعة حركات بل الأ صح اأنها نظام الد ستور ال ذي ي شكل الأ سا س بالن سبة لها. و املفه وم ال سو س وري للغ ة رغم اأن ه بالغ ال ضي ق يف دللت ه املفهومية ق د ي وؤول على اأنه منا سب من هذه الناحية. هن ا ف اإن ساأن اللغ ة حتديدا ل ن يكون مع جمموع ة عنا صر ولكن مع نظ ام الد ستور ال ذي ي ش كل الأ سا س بالن سب ة له ا هو ما يق دره ت شوم سك ي حق ق دره, بينما يتفجع عل ى الف ش ل يف ت ضم ي ن عل م الرتاكي ب النحوية) syntax ( داخل هذا النظام. و اإذا كان سو سور يعمل بو صفه سلفا و رائدا ثانوي ا ملفه وم اللغ ة الداخلية ف اإن ال سلف الرئي س ي ه و اأوت و ي سبر س ن Otto Jespersenالباحث ال ذي اعتقد باأن ثمة شيئ ا من فكرة البني ة يف عقل املتكلم الت ي هي بالتحديد كافية لتوجيهه يف تركيب اجلمل اخلا صة به و على وجه اخل صو ص التعب ي رات احلرة التي قد تكون جديدة بالن سب ة للمتكل م و الآخري ن )نف سه: 2-21 مقتب س ا م ن ي سبر س ن 1924 (. و املفه وم ال سو سوري للغة بالغ ال ضيق لأنه ل ينه ض ظاهري ا باأعب اء الحتمال لهذه الق درة على الإب داع يف اللغ ة و لي س لأن ه باحلقيقة مل يعط اجلملة حقها.)نف سه: 19 اأنظر القتبا س على صفحة 18(. و البنيوية ال سو سورية قد و ضعت مالحظة ي سبر سن حول التعبرات احلرة خ ارج نطاق درا سة بني ة اللغة وفقا ملفهوم سو سور للغة)نف سه: 32 ( و اإجم ال يب دي ت شوم سك ي قب ول بخ صي ص ة واحد م ن خ صائ ص الل سانيات ال سو سورية- )1( ت صوير اللغة) langue ( على أانها نظام حتتي اأكر من كونها جمموعة عنا صر - و لكن ه يب دي رف ض ا لثن ي ن اآخري ن يف الأقل: )2( اأنها تعترب اللغة نتاجا اجتماعيا فار ضة جمتمع ا كالمي ا مثالي ا و مانع ة اإي اه م ن ال ستي ل الء املظاه ر الجتماعي ة ال سيا سية )sociopolitical( و الغائي ة للغ ة اخلارجية )3( اأنه ا ل تت ضم ن اجلم ل اأو التعب ي رات احلرة يف نطاق مفهوم اللغة.langue و لي س يف كل هذه احلالت ما هو جلي بذاته مم ا ي وؤدي اإىل اأن عر ض الق ضي ة على هذا النح و ميث ل نظري ة ل سانية صائب ة أاو غر صائبة اأو اأن ذلك ي صور بدقة املحا ضرات. و باملقارنة مع املقوم )1( تاأمل الأفكار الآتية: يب دو ب اأن سو سور قد نظ ر اإىل مفهوم اللغة عل ى اأنه اأ سا س ا م ستودع للعالم ات )مثال كلم ات و عب ارات ثابت ة الدلل ة( و صفاتها النحوي ة املميزة مبا يف ذل ك رمبا اأناط عبارات معينة. اإن الل ساني ات احلديثة واقع ة اإىل حد بعيد حتت تاأثر مفهوم سو سور للغة بو صفه بيانا مف ص ل ال للعنا صر) سو س ور 1916 154 و يتك رر ذل ك يف ع دة موا ضع( و حت ت تاأثر ان شغاله باأنظمة العنا صر اأكر اأنظمة القواعد التي كانت يف بوؤرة اهتمام النحو التقليدي و يف ل سانيات همبولدت) Humboldt (. و التمييز الذي األحظه هنا يعود اإىل التمييز القائ م عل ى مقابل ة سو س ور ب ي ن اللغ ة- ال كالم )langue-parole( و لك ن م ن ال ض روري رف ض مفهومه للغة بو صفه جمرد بي ان مف ص ل و من سق للوح دات و العودة بالأح رى إاىل صوغ همبولدت ملفهوم الكفاءة ال ضمنية بو صفه نظاما للعمليات التوليدية. و القتبا س ات ال سابق ة ه ي بالطب ع مل توؤخ ذ م ن اأحد س وى نع وم ت شوم سكي) 3 جون إي. جوزيف ترجمة: باقر جاسم محمد 28:1963 c23:1964 10(.)4:1965 ( و ه ي تته م مفه وم اللغ ة langue بكونه يت ص ف متام ا باخل صي ص ة الت ي اأعتق د ت شوم سكي) 31:1986 ( اأ نها لي ست فيه. و شبي ه بذل ك اخل صي صة )2( اأع ل اله حيث ي رف ض مفه وم اللغ ةlangue بزعم كونه نتاج ا اجتماعي ا ي ستل زم جمتمع ا كالميا مثالي ا و ه ي متث ل انقالبا يف ال راأي عند ت شوم سكي. و يف املرحلة التي نوق شت توا حينما رف ض ت شوم سكي مفهوم اللغة بو صفه بيان ا مف ص ل ال للعالمات فق ط اإل أانه مع ذلك قبل ه لرتباط ه بعالق ة متبادلة م ع ت صوره اخلا ص للكفاءة الل سانية الفردية: يف عم ل د ش ن احلقب ة احلديث ة يف درا سة اللغة اأ ستنتج فرديناند دي سو سور )1916( متيي زا اأ سا سي ا ب ي ن م ا اأطلق عليه ا اللغة langue و ال كالم.parole الأول ه و النظ ام النح وي و ال دليل ممث ل ال داخ ل ذه ن املتكلم و الث اين هو الن اجت ال صوتي احلقيق ي اخل ارج م ن جه ازه ال صوت ي و امل ستلم من اأذنيه. إان النموذج النهائي هو كالآتي: A ((هي اأداة حت دد و صف ا بنيويا كام ل ال و مف صال وهو D(( ل كالم م ق دم وهو)) U م ستثمرة يف العملي ة النح و الذات ي خا صته ا و هو) G ( حي ث يول د )G( متثي ل ال صوتي ا ه و) R ( للعن ص ر) U ( م ع الو ص ف البني وي )D(. و يف اللغ ة ال صطالحي ة ل سو س ور ف إان العن صر) U ( هو عين ة كالم مف سرة بو ساطة الأداة ))A بو صفها اأداء performance للعن صر) R ( ال ذي ميتلك الو ص ف البنيوي )D( الذي يعود إاىل اللغةlangue املتولدة بو ساطة )G(.)11( اإن الو ص ف ال ذي ت ضمنت ه املحا ض رات للمفه وم langue عل ى اأن ه حقيق ة اجتماعية لم يذكره ت شوم سكي قط يف هذه املرحلة. بقيت اخل صي صة )3( نقطة نقد ثابتة ن سبيا يف تعليقات ه عل ى سو سور ع ب رب ال سنن. و م ع ذلك اأعتربه ا م رة م شكل ة ثانوية ميكن ال ستعا ض ة عنه ا و ذل ك م ن اأج ل اإنت اج رب ط كامل ب ي ن مفه وم سو سور للغ ة عامة language و مفهومه اخلا ص: ثاني ا يختل ف مفهومن ا للغ ةlangue ع ن مفه وم سو س ور يف نقط ة اأ سا سي ة واح دة اأعن ي يج ب اأن متث ل اللغ ة على اأنه ا عملي ة توليدي ة مبني ة عل ى قواع د متك ررة احل دوث... و حامل ا نعي د ت شكيل فك رة اللغة وفق ا له ذه ال صياغ ة ن ستطيع أان ناأم ل باأن ندم ج يف و صفها تف سرا كامال لبني ة الرتاكي ب النحوي ة syntactic.structure لق د اأوردت ه ذه املجموع ات م ن الأف كار املت ضارب ة لي س لك ي اأوح ي ب أان وجه ات نظ ر ت شوم سك ي ح ول سو س ور تتفكك و لكن بالأح رى لكي اأبن كي ف قد تطورت يف حقب ة تتجاوز الع شرين عاما. و اأفرت ض ب أان وجه ات نظ ر ت شوم سك ي يف الع ام 1986 متث ل طورا اأك ث ر تقدما يف فك ره وتقديرا تقريبي ا اأق رب إاىل حقيق ة الأ شي اء متاما كم ا متثل ل سانيات ه يف الع ام 1986 تقديرا تقريبي ا اأق رب إاىل بنية النح و الكوين من ل سانيات ه املختلف ة ج دا يف الع ام 1965. )12( و من الوا ضح أانه لكي نقبل افرتا ضات ت شوم سك ي يف الع ام 1986 فاإنن ا يجب نقر ب اأن افرتا ضات ه يف الع ام 1965 ه ي يف الأق ل لي ست مكتملة و حينم ا يكون الثنان متناق ض ي ن ف اإن افرتا ضات الع ام 1965 غر وافية باملراد. و يف باحلقيقة ف إان ما قرره يف العام 1986 يغدو اأف ضل يف حال كونه مدعما مبا اأفادت ب ه املحا ضرات فعال يف الأقل يف احلالتن )1( و )2(. و عل ى ه ذا النح و ميك ن اأن ن ستنت ج على اأ سا س م ن عم ل ت شوم سك ي احل ايل ب أان بع ضا م ن أاقواله املحددة حول سو سور منذ ال ستينيات غر وافي ة وباأنها متثل اإ ساءات قراءة بالن سب ة لوجهات نظره الأكر حداثة. و ميكن لنا النطالق للبحث يف تاأريخها مبا يف ذل ك دوافعها الأيديولوجي ة املحتملة. إان تطور وجهات نظر ت شوم سكي حول سو سور ب ي ن 1963 و 1968 ق د و ض ع له ا خمط ط باإيجاز و متت مالحظة بع ض أاوجه الفتقار اإىل الدق ة فيها من قبل دي م اورو )4-400: 1972(. و م ع ذل ك مل يوؤ شر دي ماورو كيف ميك ن الرب ط بن اإ س اءات الق راءة و تطور نزع ة ت شوم سك ي ال سو سورية. فق د ر ضي ببي ان مف صل لأقوال ت شوم سكي ال سطحية اإذا شئت دون البحث يف تف سراتها ال ضمنية العميقة. ت شوم سكي )1963( ال سو سوري ب داأ اهتم ام ت شوم سك ي بالتاري خ املبك ر لل سانيات ح وايل الع ام 1960 وهو الزمن ال ذي ق راأ في ه كال من املحا ض رات و جودل {)1957(Godel يف كتابه " املخطوطات الأ صلي ة لكت اب حما ض رات يف الل ساني ات العام ة ملوؤلف ه دي سو س ور" ال ذي ص در يف جني ف دار ن ش ر دوزل و باري س دار ن ش ر مين ارد: املرتجم{ بالرتاف ق مع كثر غرها)ت شوم سك ي مقابل ة شخ صية معه(. و بو صف ه طالبا ع رف ت شوم سكي سو سور م ن خ ل الل ا سم ه فق ط. اإذ م ع قلي ل م ن ال ستثن اءات فاإن ال ت رتاث ال سابق و الالحق لبلومفيلد)مب ا يف ذلك بع ض عم ل بلومفيلد اخلا ص( قد جرى اإهداره يف اجلو املناه ض للنزع ة التاريخي ة ال سائد يف ذل ك الوقت. و يتذك ر ت شوم سك ي سم اع اإ ش ارات عر ضية يف حما ض رات و حماورات م ع جاكوب سون الذي كان قد التقاه يف أاوائل اخلم سينيات و ي سر ت شوم سكي اإىل اأن الإ شارات تلك كانت اأقل تكرارا مما ميكن اأن يفرت ضه املرء. و على هذا النحو ف إان اكت شاف ت شوم سكي ال شخ صي ل سو س ور قد أاخر ل سنوات عدة ت شكيل معامل وجهات نظ ره الل سانية التي ه ي ح سب ما يروي ه حافظت على جوهر م ا كانت عليه يف اأوائ ل اخلم سينيات و حتى أاوا سطها. ( أانظر ت شوم سكي 113:1979 5:1986 (. و ت رد الإ ش ارات الأوىل اإىل املحا ض رات يف عم ل ت شوم سك ي يف مقالت ه الطويل ة 1963 اخل صائ ص ال شكلي ة للمدار س النحوي ة ) Properties Formal )of Grammars كم ا اأ شار دي ماورو )400:1972( و الق س م 1.1 م ن ذل ك املق ال ال ذي يحت وي عل ى ثالث ة مقاط ع تع ود للع ام) 1963 ( و املقتب س ة يف اأع ل اله ي شكل)اإح دى املمار س ات احلقيقية املعرتف به ا يف اعتقاد ال سو سوري ي ن( { بالفرن سية يف الأ ص ل{ حي ث ي س اوي ت شوم سك ي ب صراحة نظ ام سو سور بنظام ه اخلا ص. تنح رف مناق شتن ا عن املفه وم ال سو سوري املتزم ت بطريقت ي ن )328:1963(- فق ط طريقت ي ن م ع ك ون أاي منهم ا متث ل عائقا غر قاب ل للحل. و مي ض ي ت شوم سكي قدما مل ساواة مفهوم اللغة langue مبا شرة مع النح و الذي يولد جمال مع اأو صاف بنيوية وه ذا يعني... احلد س الل س اين للمتكلم و معرفته باللغة ) 329:1963 (. متث ل ه ذه املقال ة حماول ة ت شوم سك ي الوا سعة الأوىل لي ضم نف سه اإىل سلف سابق لبلومفيلد. يف أاوائل ال ستينيات كانت الق ضية الرئي سية يف مواجهة ت شوم سكي هي ت أا سي س الل ساني ات الذي يهيمن علي ه طلبة بلومفيلد ال سابق ون و قد حاول الكث ي ر منهم ت صوير ت شوم سكي على أانه شاب مارق} يف الأ صل: تركي } ل يحرتم الرتاث العظيم الذي كانوا يدعمونه. وقد عط ل ت شوم سكي هذا ال سالح بالعث ور عل ى تراث أاق دم من تراثه م تراث أاراد أان ينت ص ر لآرائه ب ه. و ما عر عليه هو املحا ض رات. إانه ا ت سمح ل ه بت صوير أاتباع بلومفيل د اجلدد على أانه م اأدعياء مغرورون حقيقيون و ت صوير نف سه على اأنه مدافع عن البحث الل ساين الرتاثي. و هكذا ف إان قائمة الأولويات خلف ت شوم سكي )1963( هي اأن ي ؤوكد كل نقطة ارتباط ممكنة ب ي ن املحا ضرات و عمل ت شوم سكي اخلا ص. و اإ ساءة الق راءة الأ سا سية املدفوعة بجدول الأولوي ات ه ذا تتمث ل يف تطاب ق مفه وم الكفاءة اللغوية ) competence (املزعوم مع مفهوم اللغة )langue( ال سو سوري. ذلك أان ت شوم سكي )1963( قد جتاهل كليا اأثنن من أاب رز خ صائ ص مفه وم اللغةlangue : اأول أان ه يت ضمن كال من الوجهن الفردي و الجتماعي و ل ميكن ت صور أاي منهما و فهمه دون الآخر)ق ارن ت شوم سك ي 16:1986 ( ثاني ا أان ه يت ضم ن كال م ن الوجه ي ن التزامن ي synchronic و التاريخ ي diachronic )املحا ض رات 13(.)24 ( فو ص ف املحا ضرات ملفه وم اللغةlangue عل ى أانها اجلان ب الجتماع ي يف الل سان خارج الفرد ي سر اإىل نق ص كبر يف م ساواة ت شوم سكي بن ثنائية مفهومي اللغة- الكالم langue-parole عند سو سور و ثنائية مفهومي الكفاءة-الأداء competence- performance عنده. ففي املحا ضرات إاذ يك ون املفه وم langue ممث ل ال للوج ه الجتماع ي للغ ة و املفه وم parole ممثال للوج ه الفردي فاإن ه يف عم ل ت شوم سكي يك ون املفه وم competence ممث ل ال للوجه الف ردي مع كل احلقائ ق الجتماعية الت ي تنظ ر اإىل اللغ ة عل ى اأنه ا ت ح ال اإىل حق ل الأداءperformance )وه و دائما ذو اأهمي ة جانبي ة( لينفذه ا. و عن د الع ام 1986 حن اختفى مفهوم ا الكفاءة و الأداء competence performance من قامو س ت شوم سكي صار مباحا اأخرا الع ت رتاف باجلانب الجتماع ي ملفهوم اللغة.langue و لكن حتى يف 1963 فاإن ت شوم سكي يعر ض للمناق شة فجوة يف املحا ضرات وهي الف شل يف اإرجاع علم الرتاكيب syntax و القواعد متكررة احلدوث اإىل مفهوم اللغة.langue فعل م الرتاكي ب لكون ه املنطق ة الت ي كان ل ه فيها اأعظ م الأثر عل ى درا سة اللغ ة فاإن ت شوم سك ي مبالحظت ه ه ذا الخت ل الف بن عمله و املحا ضرات اأو ض ح اأنه لي س الوارث للرتاث ال ذي ي سبق بلومفيلد فح سب بل اأنه قد اأجرى على هذا الرتاث حت سينات يف اأكر نقاط ضعفه شدة. ب اإدراك متاأخر كان ت املحا ض رات اختيارا أاق ل مثالية من اأن يكون م ل الذا لت شوم سكي لكونه ا ق د اعت ب رت عل ى نطاق وا س ع اأحد الن صو ص الرئي سي ة للبنيوية و ي شمل ذلك تنوي ع بلومفيل د. و بلومفيلد نف س ه مل يكن كارها للفكرة ناظرا اإىل امل ساألة من حماولته التوفي ق بن فكر سو س ور و فكره اخلا ص. )اأنظر الق سم 4 اأعاله(. لقد جازف ت شوم سكي باأن ت فهم ل سانياته عل ى اأنها بنيوية صادقة يف مقاب ل بنيوي ة اأتب اع بلومفيل د اجل دد الزائفة. يف الوقت الذي كانت البنيوية مهما كان نوعه ا ه ي م ا رغب يف اله رب منه يف احلقيقة. 7. ت شوم سك ي) 1962-4 (: المت داد اإىل اخللف اأكر يف الع ام 1962 و بع د كتاب ة ورق ة الع ام 1963 تلق ى ت شوم سك ي خطاب ا مفتوح ا للم شارك ة يف املوؤمت ر العامل ي التا س ع لل ساني ات ال ذي كان ل ه دور يف الحتف اء ب ه و دفع ه اإىل ال ب ربوز على النط اق العاملي يف حق ل الل ساني ات. و الورق ة موج ودة على ش كل م سودة سابق ة للن شر وزعت على اأولئ ك الذي ن ح ض روا امل ؤومتر)ت شوم سكي 1962( و بث ل الث ن س خ مطبوع ة اأخرى و كل منه ا يختلف عن الن سخ ة ال سابقة للن شر كم ا يختل ف بع ضه ا ع ن بع ض. و ن سخ ة ت شوم سك ي) a1964 ( هي الأقرب اإىل ن سخة ) 1962 ( اأم ا ن سخ ة) b1964 ( فتحت وي تنقيح ات ن سخ ة) a1962 ( ف ض ل ال عن كمية جدي رة بالعتب ار مل ادة جديدة ح ول تاريخ الل ساني ات و ن سخ ة) c1964 ( تعي د اإنتاج ن سخ ة) b1964 ( م ع بع ض التحوي رات الثانوية جدا. ين ش ئ ت شوم سك ي) 1962 ( تعليق ات عل ى املحا ض رات م شابه ة ج دا م ن الناحي ة ال سطحي ة لتلك التي وردت يف ورقة) 1963 ( الأق دم.} من الوا ض ح اأن الإ ش ارة هنا اإىل ق دم زمن الكتابة على زم ن الن شر فقد ك تبت ن سخ ة 1963 قب ل ن سخ ة 1962 و لكنه ا ن شرت بعدها: املرتجم{ وهو ي ستمر هنا يف الزع م باأن وجهة نظره تختلف عن تلك التي لدي سو سور يف ناحيتن )512:1962( و بعد مناق شتهما يقدم نوذجن لأدراك اللغة و اكت سابها كما لو اأنهما ما يزالن باقين ضمن الإطار ال سو سوري التقليدي كما مت حتديده اأعاله )نف س ه 513 (. و مع ذلك و مف ضال ذلك عل ى ت شكيل نظامه اخلا ص به على وفق لغة م صطلح يlangue-parole كم ا يف مقال ة الع ام) 1963 ( يقدمهم ا ت شوم سك ي اأول بكلمات ه اخلا ص ة ث م يرتجمهم ا اإىل م صطلحات سو سور.)نف سه(. و يف م ا يخ ص ذل ك ف اإن امل ساف ة ال ضئيلة الت ي ي ضعها بن نف س ه و سو س ور تتزامن م ع اإ شارات ه الأوىل العاب رة اإىل ل ساني ي الق رن التا س ع ع ش ر الآخرين اأعن ي فليهلم فون همبولدت و هرمان باول. و هو يقتب س م ن ب اول اأول بحي ث اأن ذاك رة ال ستظهار م ن دون فهم تلع ب دورا غ ي ر ذي اأهمية يف اإنت اج اللغة)نف سه 509 راجع c1964: 8 ( و لك ن اقتبا سه الالحق من ب اول املو ضوع هذه امل رة مع همبول دت هو نوع م ن النقد لكال الباحثن لف شلهم ا بالأخذ بنظر العتبار ال سم ة الإبداعية creativity يف اإنتاج اللغة) 512:1962 راجعc22:1964 (. و عل ى اأية ح ال فاإنه ب ي ن الن سخ ة ال سابقة للطب ع و اأعم ال املوؤمت ر املكتمل ة يب دو اأن مواق ف ت شوم سك ي جت اه سو س ور و همبول دت مت عك سه ا. و ق د اأ ض اف اإىل مناق شت ه لل سم ة الإبداعي ة ب ض ع صفحات تلخ ص مفه وم همبول دت للغ ة) a1964 : 21-918(, و ق رر ب اأن باإم كان امل رء اأن ميي ز وجهتي نظ ر متعار ضت ي ن فيما يخ ص اجلان ب اجلوه ري يف طبيع ة اللغ ة يف النظري ة الل ساني ة يف القرن التا س ع ع شر هما وجهة نظر همبولدت يف ال شكل ال ضمني يف اللغة)نف س ه 20-918 ( و وجه ة نظ ر وليم دواي ت وتني William Dwight Whitney يف اللغة بو صفها بيانا شامال بالعنا صر)نف س ه: 921 (. و اإىل وجهة نظر و تني يلحق ت شوم سكي سو سور و الل سانيات البنيوي ة واإىل همبول دت يلح ق فك ره اخلا ص قائ ل ال إان وجهة النظر هذه فح سب هي التي ت شكل الأ سا س و حتفز العمل الراهن يف النحو التوليدي )نف سه: 14()920 (. و يف الوق ت نف س ه اأ سق ط ت شوم سك ي

15 14 العدد )3817( ال سنة الرابعة ع شرة - الأربعاء )4( كانون الثاين 2017 العدد )3817( ال سنة الرابعة ع شرة - الأربعاء )4( كانون الثاين 2017 manarat WWW. almadasupplements.com رئي س جمل س الإدارة رئي س التحرير رئي س التحرير التنفيذي ------------------------ علي ح سني سكرتري التحرير ------------------------ رفعة عبد الرزاق التدقيق اللغوي ---------------- حممد حنون الخراج الفني ---------------- خالد خ ضري طبعت مبطابع موؤ س سة املدى لالعالم والثقافة والفنون ت ش ارل ز غ ل اس * : )اأبطايل كانوا دائم ا رجال الكاوبوي( غن ى ويلي نيل س ن. عاطفة كنت ا ش اركها معه يف سنوات ال صب ا يف كاليفورنيا. مثلي الأعلى اأي ام املراهق ة يف الوق ت ال ذي كان في ه معا ص ري يتظاه رون ض د ح رب الوليات املتحدة على فيتنام كان اأعظم جنم كاوبوي بن اجلميع جون واين. اأعطاين هو وظيف ة عندما كنت يف ال ساد سة ع شرة. أاعجبت به ول اأزال. تغ ر ت الأمور حن اإنتقل ت اىل بروت عام 1972 وراأيت اخلراب ال ذي اأحدثته اأ سلحة الولي ات املتح دة يف خميم ات الالجئ ي ن الفل سطيني ي ن والق رى اللبناني ة. ال صلة مع الأمكن ة الأخرى مثل فيتن ام و شيلي باتت وا ضح ة. يف ع ام 1974 ق رات كتاب ا ع ن سيا سة الوليات املتحدة يف ال شرق الأو سط يت ضم ن نق دا شدي دا لل صحاف ة الغربي ة التي كن ت حينذاك واحدا منه ا. كان الكتاب هو"ال س ل الم يف ال ش رق الأو سط"لنع وم ت شوم سك ي ال ذي كن ت در س ت كتب ه ع ن الل سانيات حن كنت طالب فل سفة. كتب ت اىل ت شوم سك ي وذك رت تقاري ري ع ن الأفع ال ال سرائيلية يف جن وب لبنان من ضمنها اإغ راق قوارب ال صي د اللبنانية تقاري ر كان روؤ س اء التحري ر إام ا يرف ضون ن شره ا اأو يعيدون كتابته ا ليغر وا الوقائع الت ي تدي ن ال سرائيلي ي ن اأو توج ه نق دا ل سيا سات الوليات املتحدة. كتب جوابا على ر سالتي بادئا مرا س ل الت اإ ستمر ت حتى هذا اليوم. بع د عام واحد بينما كن ت اأزور كامربيدج ما سات شو ست س اتفقنا عل ى اللقاء. اأخذين من م سكن صدي ق يل يف سيارة قدمية بالية لتن اول الغ داء يف منزل ه يف ليك سينغت ون م ع زوجت ه كارول. اأ صبحن ا اأ صدق اء. عندما تعرف النا س اأكر ترى عيوبهم. مع نع وم كان الأم ر على العك س. كلما اأ صبحت اأكر قرب ا مبعرفته كلما ر أاي ت اأكر مزاياه البطولي ة. عامل ح د د ب شكل واآخ ر التحليل الل س اين املعا ص ر ومع ذل ك اإن شغل بهموم الع امل دائم ا اىل جان ب املظل وم. عاملت ه امل ؤو س س ة الر سمي ة المريكي ة كمنب وذ. مع ه ذا يف عم ر الرابع ة والثمان ي ن ينت ج نع وم كتب ا ومق الت وحما ض رات )األق ى حما ض رة يف الدوارد س ي د يف لندن يف اآذار املا ضي( بوترة ون شاط جتعل اأغلبنا يح س باخلجل. ترجمة/ عباس المفرجي * اأمريك ي )موالي د 1951( كاتب و صحفي واإعالم ي متخ ص ص يف ش ؤوون ال ش رق االأو سط. يكتب ب إانتظام ل صحيفة اال سبكتاتور ويعمل مرا سال للنيوزويك واالوبزرفر. يظهر عمله يف ال صحف واملجالت وحمطات التلفزة يف كل انح اء العامل. له وثائقيات عن ال ش رق االأو س ط منه ا فيل م ع ن العراق "الع راق: اعداء الدولة" اأجنزه حل س اب البي بي س ي ع ام 1990 قب ل 6 اأ ش هر من غ زو الكويت. اآخ ر اأعمال ه كتاب"الف ار ون: الق ص ة غ ي ر املروي ة للح رب العاملي ة الثانية"ال ذي ص در هذا العام القول باأن منهج ه يختلف عن منهج سو سور بطريقتن. و النتيجة كانت اأنه بينما اأ ستمر حمافظ ا على القول بتطابق النحو التوليدي الع ام مع مفه وم اللغ ة langue و معلقا عل ى ا ستب صار سو س ور و و ضوح فكره يف متيي ز الكف اءة اللغوي ةcompetence ع ن الأداء اللغ ويperformance )نف س ه: 915 ( اأخ ذت تتعاظ م اأهمي ة النقد املوج ه اإىل مفهوم اللغ ة langue بو صفه اأ سا س ا م ستودع ا يجم ع ب ي ن العالم ات و خ صائ صه ا النحوية. و م ا كان عائقا ثانويا للتوفي ق بن نظري ات سو س ور و نظريات ت شوم سكي اأم سى حاجزا ل ميكن تخطيه. و غالب ا ما يتم التعب ي ر على نحو معقد عن التغير يف املوقف: فلم يعد ت شوم سكي يقول باأن خمططه لأدراك اللغ ة و اكت سابها ما زال واقعا ضمن الهيكل ال سو سوري التقليدي و لكنه بب ساط ة الهيكل التقليدي ) a1964. و يف احلقيق ة فاإن ت شوم سكي قد بذل جهدا عظيما لتكييف ت صويره الأقدم للمحا ضرات على اأنها ت ض ع بو ضوح علم الرتاكيب ضمن حقل مفهوم ال كالم parole )اأنظ ر الق سم 8 حت ت(. و م ع ذل ك ف اإن الن اجت النهائ ي ال ص ايف هو اأن كت اب ت شوم سكي )a1964( مل يع د يحمل النطباع ب اأن موؤلفه يرغب يف اأن ي صط ف بنف س ه مع م ا كان ي راه نظرية سو سورية. و ق د ا ستم ر ه ذا التط ور يف كتاب ات ت شوم سك ي) b وc 1964( الت ي حمل ت البح ث ع ن نقط ة ارت كاز تاريخي ة رجوعا م ن الق رن التا س ع ع ش ر و حت ى الق رن ال ساب ع ع شر. و هنا بالذات و للمرة الأوىل ق د م ت شوم سك ي دي كارت و كوردم وي Cordemoy )ريني ه دي كارت فيل سوف ع ص ر النه ض ة 1650-1596( و جمموع ة نحوي ي Port Royal )و ه و م ن اأتب اع دي كارت الذي ن ظه ر اأثره م العلم ي يف الق رن ال سابع ع ش ر( مقرتحا ب اأن تقاليد ال ت رتاث الل ساين الديكارت ي Cartesian linguistic tradition كان ت ستبل غ اأوجها م ع همبولدت قب ل اأن يبطلها وتن ي و جمموع ة النحوي ي ن اجل دد ]4[)neogrammarians( و اآخ رون. و على الرغم من اأن الإ شارات اإىل سو سور قد بقيت دون تغير يف كتابات ت شوم سكي) b و c1964( فاإن قدرا وفرا و جديرا بالعتبار م ن مادة جديدة حول الديكارتين )و حول ف ص ول متاأخرة ع ن همبولدت( ق د ترابطت لتقزم من اأهمي ة سو سور- وهو اأمر خمتلف متام ا عما اأذاع ه ت شوم سكي يف) 1963 (. و حن ق ام ت شوم سك ي بتو سيع ه ذه املادة و حتويله ا اإىل كت اب م ستقل ه و )الل سانيات الديكارتية( Cartesian Linguistics )1966( تلق ى سو س ور ذك را عاب را ملرتن) 55:12:1966 (. من الوا ضح اأن اهتمام ت شوم سكي بهمبولدت يرتبط بعمل جون فرتل) Viertel )John ال ذي كان اأح د زمالئه يف م ش روع الرتجمة الآلي ة ملعه د ما سا شوت س التقن يMIT و ه و موؤ س س ة جامعي ة و بحثي ة كب ي رة و معروف ة عل ى نط اق عامل ي: املرتج م يف اأواخ ر اخلم سيني ات )و بعد م ض ي ع شرين عاما صار مرتجم كت اب ت شوم سكي ال صادر 1979( و هو الذي اأخذ على عاتقه م سوؤولية درا س ة وا سع ة النط اق لفك ر همبول دت الل ساين)اأنظ ر ت شوم سك ي 135:1979 و الإ ش ارة اإىل عم ل فرت ل يف ت شوم سك ي :1964 c 59 :1964 b a1964:920 21(. و م ن املحتم ل أاي ض ا اأن تك ون ورقة بح ث ج ون فره ار) Verhaar )John ح ول سو سور و همبولدت الت ي ق د مت اإىل موؤمتر الل ساني ات العاملي التا سع قد ساعدت ت شوم سك ي يف تو ضي ح الختالف ات ب ي ن افرتا ضاتهم ا النظري ة عل ى الرغ م م ن اأن اهتمام ات ورقة فره ار خمتلف ة متاما عن اإ ضافات ت شوم سكي اإىل ن صه الأ صلي. و لك ن تعي ي ن موا ض ع اأ ص ول اهتم ام ت شوم سك ي يف عم ل همبول دت ه و لي س عث ورا على دوافع هج ره ل سو سور. و قد ذ ك ر اأحد الدوافع يف نهاي ة الق سم 6: احلقيقة القائل ة ب اأن املحا ض رات كان ت تعت ب رب على نطاق وا سع حج ر الزاوية يف البنيوية التي رغ ب ت شوم سك ي باأبع اد نظريت ه عنها قدر امل ستطاع. و كان من الإن صاف اأن تن ضج هذه امل شكلة يف املوؤمتر العاملي مبمثليه الأوربين الذي ن يهيم ن عليه م املجاه رون بكونه م سو سورين. و رغم زعم ت شوم سكي) 1963 ( بوج ود عالق ة قراب ة ب ي ن عمل ه و عم ل سو س ور ف اإن م ن ال صع ب الت ص ور ب اأن معرفة الل سانين الأوربي ي ن باملحا ضرات قد هياأتهم لأن يكونوا أاق ل ترويعا من نظرائهم البنيوين الأمريكين من اأفكار ت شوم سكي. وعلى اأية حال فاإن ما يحتاجه ت شوم سكي مل يكن حلف اء سو سورين و لكن نقطة ارتكاز تاريخي ة تراث ا ل ساني ا يحظ ى باح ت رتام ثابت ليقي م اأوثق العالقات بينه و بن موقفه النظ ري اخلا ص. م ا زال ل ت رتاث همبولدت ممار س وه و لكنه م خالف اأتب اع سو سور كان وا حم صورين اإىل ح د بعي د يف اأملانيا و معزول ي ن ع ن التي ار الرئي س ي يف حق ل الدرا سات الل سانية. اإن ما ذكرته من ضرورة مالحظ ة ه ذه الفائ دة املق صود به ا حتقيق غر ض معن لي س الق صد من ه القول ضمنا ب اأن اهتم ام ت شوم سكي بعم ل همبولدت مل يك ن يت سم بالإخال ص بل مب ا يفيد العك س مل ي ت رتدد ذلك ق ط يف الداخل باأك ث ر من ربع ق رن من الزمان منذ موؤمتر 1962. لكن نقطة اللتق اء ال سيا سي ة بو ساط ة تف ضي ل اتباع همبول دت عل ى اتب اع سو س ور لي س ت اأقل صدقا. 8. ت شوم سكي)الأع وام 1979-1965 ( املناه ض ل سو سور وفق ا مل ا ج اء يف املناق شة ال سابق ة و لكون الديكارتي ي ن ب دون ت راث حي يف طور املمار سة فقد مثلوا نقطة ارتكاز تاريخية اأكر فائ دة لت شوم سك ي. و كان نق اد الل سانيات الديكارتية ذوي ص وت اأعلى و لكن هم كانوا بطيئ ي ن: اإذ و بحل ول اأواخ ر ال ستيني ات كان ت شوم سك ي ق د تغل ب بالنتيج ة عل ى ط ل الب بلومفيلد ال سابقن و اأ سهم يف منعهم م ن الربوز يف ميدان الل ساني ات. و منذ ذلك احلن ف صاع دا كان اأغلب خ صومه اجلادين و املهمن من طالب ت شوم سكي ال سابقن. اإن مرحل ة الهتم ام املكث ف بالديكارتي ي ن تتطاب ق زمنيا مع مالحظات ه الأعلى صوتا حول سو سور. ففي هذا الوقت حتول جدول اأولوي ات ت شوم سك ي اإىل ال ضد متام ا عما كان علي ه يف ما كتب ه يف الع ام) 1963 (: أان يجم ع يف كتل ة واح دة كال م ن سو سور و اأتب اع بلومفيل د اجلدد مع ا يف بحث مو سع موح د و كب ي ر يف عفاري ت الل ساني ات احلديث ة و ه و بح ث موؤط ر ب ت رتاث يبداأ بدي كارت و ينتهي بهمبولدت و الناه سن به ممن اأحياه من التوليدين. و إاذا ما تذكرنا أان اخل صي ص ة) 1 ( أاعاله توحي ب اأن شروحات ت شوم سكي املبكرة حول سو سور التي تنظر اإىل مفهوم اللغةlangue على اأنه جمرد بيان شامل للعنا صر متثل اإ ساءة قراءة فلدينا هنا داف ع وا ضح لإ ساءة الق راءة هذه. و ي ضيف ت شوم سك ي تعقيبا اإىل اإح دى الفقرات التي تقدم تفا صي ل اأفكار بعينها تعود اإىل القرنن ال ساب ع و الثامن ع شر تتعل ق بالكيفية التي يلخ ص بها نظام الرتبة يف اجلملة word( )order الرتتيب الطبيعي لالآراء و لذلك يج ب ا ستبعاده من النح و و ن ص التعقيب ه و: من اجلدي ر باملالحظ ة أان وجهة النظر ال ساذج ة ه ذه, و املتعلقة ببني ة اللغة ظلت ثابت ة حت ى الأزمن ة احلديث ة و باأ ش كال خمتلفة مثال يف ت صور سو سور ل سل سلة من التعب ي رات من سجمة مع سل سل ة من املفاهيم غر املتبلورة )ت شوم سكي 8-7 : 1965(. و هذا صوغ متطرف يف قوته للخ صي صة )3( اإذ حتى يف كتابات ت شوم سكي) a b c1964 ( كانت املالحظات حول عدم إادراج املحا ضرات لعل م الرتاكي ب النحوي ة syntax عل ى نحو ظاه ر ضم ن مفهوم اللغ ة langue م شروط ة إاىل درج ة كب ي رة: يظه ر اأن ه [ سو س ور ] يعد ت شكيل اجلملة م ساألة تخ ص الكالمparole اأكر من كونها تخ ص اللغة و ذات تكوي ن ح ر و إارادي اأك ث ر م ن كون ه قاع دة نظامي ة )و رمبا على نح و غام ض عل ى اأنه يقع عل ى احلد الفا ص ل بن املفهوم a و املفهوم parole ()ت شوم سكي langu 921 :1964 :b1964 60-59 :c1964.)23 و اأعتق د ب أان اأغل ب اأتب اع سو س ور رمب ا يقبلون به ذا الكالم على اأن ه تعليق من صف. فاملحا ض رات تفتق ر اإىل الدق ة فيم ا يخ ص ه ذه النقط ة عاك س ة بذلك تط ورا م ستمرا يف فك ر سو س ور ط وال مرحل ة تق دمي املحا ضرات ذلك الفكر الذي أاقيم على اأ سا سه الكت اب. )15( و ج ودل )1957: 79-168( ال ذي يقتب س منه ت شوم سك ي اأكر من مرة يقرتح ب أان نقطة النهاية لهذا التطور قد تكون وجه ة النظ ر الت ي بن اء عليها يع ود كل ما ميثل عالقات التج اور) syntagms ( مبا يف ذل ك اجلمل إاىل مفه وم اللغةlangue ب ش كل ضمن ي يف الأق ل. )اأنظ ر اأي ضا دي ماورو 9-468 1972: مالحظة 251(. و من الطبيع ي أان غمو ض الن ص سيرتكه عر ضة للهج وم و النقد خ صو صا بالن سبة للقراءات املوجه ة اأيديولوجي ا. و كت اب )اللغ ة و العق ل( )1968 و طبعته املو سعة يف 1972( الذي يتوج مرحلة اهتمام ت شوم سكي املكثف بالديكارتي ي ن يق دم عل م الرتاكي ب بو صفه ج زءا من مفه وم ال كالم parole و بدون اأي ة عب ارات خمففة س وى الكلمت ي ن اأحيانا )يف اجلملة الأوىل( و لي س على نحو صارم )يف اجلملة الثانية: يع ب رب[ سو س ور[ اأحيان ا ع ن وجه ة النظر القائلة ب أان عمليات ت شكيل اجلملة ل تعود إاىل نظام اللغة مطلق ا - و أان نظام اللغة مق صور عل ى وح دات ل سانية م ن مثل الأ ص وات و الكلم ات و رمبا بع ض العبارات ثابتة الدللة و ع دد صغر م ن الأناط شدي د العمومية و اآلي ات تكوين اجلملة ه ي من نواح اأخرى ح رة م ن اأي اإكراه ات مفرو ضة م ن البنية الل ساني ة بح د ذاتها. و على ذل ك و يف لغته ال صطالحي ة لي س تكوي ن اجلمل ة م ساألة تخ ص مفه وم اللغ ة langue عل ى نح و ص ارم و لكنها بالأحرى ت ن سب إاىل ما سماه بال كالم parole لذل ك فق د و ضعت خارج نط اق الل سانيات باملعنى ال ضيق للكلمة فهو عملية اإبداع حر غر مقيد بالقاعدة الل سانية اإل بق در ما يتعلق الأمر بقواعد من قبيل التي حتكم اأ شكال الكلمات و اأناط الأ صوات. )ت شوم سكي 1972/1968 : 20-19( و التعلي ق الأخ ي ر ل تدعم ه املحا ض رات )3-172( الت ي تقرر بلغة ل ينق صها التوكيد باأنه يف الأقل بع ض العبارات املحتوية على حروف اجلر و العبارات الفعلية و حتى اجلمل داخ ل اللغةlangue تك ون مقيدة بو ساطة القاع دة الل ساني ة. و ي ستم ر ت شوم سك ي ليلم ح ب أان سو سور قد تبن ى موقفا موطدا م ن ق ضية و ضع علم الرتاكي ب داخل مفهوم الكالمparole باتخاذه هذا املوقف كان سو س ور يردد صدى موقف نقدي مهم موجه لنظري ة همبولدت الل سانية م ن وليم دوايت وتن ي الذي اأثر تاأث ي را عظيما و ب شكل جلي يف سو سور )ت شوم سك ي 1972/1968 : 20-19( حينما كان يف احلقيقة الفتقار اإىل املوق ف الوا ضح م ن جانب سو سور هو الذي سبب ت أارجح املحا ضرات. و اأخرا رمبا جاءت أاقوى عبارة مطبوعة لت شوم سكي حول سو سور يف اإحدى مقابالت العام 1976 عند مناق شة فكرة التعب ي ر احلر لي سبر سن: هن ا ي صب ح )ي سبر س ن( نوذج ا اأف ض ل م ن البنيوين مب ا يف ذلك سو س ور الذي كانت لدي ه اأ شياء بدائية متام ا لقولها حول املو ضوع )ت شوم سكي 1979 : 156(. عن نعوم تشومسكي": مثلي األعلى

مسؤولية الكتاب و المثقفين لنعوم تشومسكي يف أاغل ب حياتي كنت م ساهما ع ن قرب يف جمموعات م ن دعاة ال س ل الم و ذلك بالفع ل املبا ش ر و املقاومة, و يف م شاري ع تعليمي ة و تنظيمية. ق ضين ا اأياما معا يف ال سج ن و ق د كان م ن الغري ب أانه ا مل متت د ل سنوات عدي دة, كم ا توقعنا ب ش كل واقعي منذ 30 عام ا )اإنها ق ص ة ممتع ة لكنه ا خمتلف ة(. يخل ق ه ذا روابط من الإخال ص و ال صداق ة لكن ه ي وؤدي اأي ض ا إاىل بع ض الختالف ات. ل ذا عندم ا تتبن ى جمموع ة اأ صدقائي و زمالئ ي يف إازعاجها ل سلطة غ ي ر شرعية ال شعار القائل "ق ل احلقيقة لل سلطة" ف إانن ي اأختلف معهم ب شدة. اإن اجلمهور الذي تتم خماطبته خاطئ متاما, و هذا اجلهد لي س اأكر من ش كل لالنغما س يف ال ذات. إانه م ضيعة للوق ت و سع ي ل معن ى ل ه اأن نق ول احلقيق ة لهرني كي سنج ر اأو املدير التنفي ذي ل شركة جرنال موتورز اأو اأولئك الذين ميار سون ال سلطة يف م ؤو س سات قائمة على الإكراه احلقيقة التي يعرفونها جيدا بالفعل يف اأغلب الأوقات. م رة أاخ رى فاإن الأهلي ة هي يف النظام. بق در ما يقوم اأ شخا ص كه وؤلء بف صل اأنف سهم عن إاط ار م ؤو س ساتهم و ي صبحوا كائن ات ب شرية, اأخالقية, عندها ين ضمون ل كل شخ ص آاخ ر. لك ن يف أادواره م امل ؤو س ساتي ة كاأ شخا ص ميار س ون ال سلط ة ف إانه م ل ي ستحقون اأن يخاطب وا, لي سوا اأكر من طغاة اأو جمرمن, الذين هم اأي ضا كائنات ب شرية مهما كانت اأفعالهم رهيبة. اأن تق ول احلقيقة لل سلطة لي س مهم ة نبيلة خ صو صا. يجب على املرء اأن يبحث عن جمهور يهتم و اأكر من ذل ك )و هذه اأهلية اأخرى مهمة( يج ب األ يرى على اأنه جمهور, بل كمجموعة لديها اهتمام م شرتك يف ما ياأمل املرء اأن ي شارك فيه ب شكل بناء. يجب األ نتحدث اإىل بل مع. هذه هي الطبيعة الثانية لأي معلم جيد, و يجب اأن تكون كذلك لأي كاتب و مثقف اأي ضا. رمبا هذا يكفي ليقرتح أانه حتى ق ضية اختيار اجلمهور لي ست تافهة كلية. عن كتاب القوى واالحتماالت