فكر حر وإبداع جديد aljadeedmagazine.com AL JADEED ثقافية عربية جامعة تصدر من لندن مارس/ آذار 2017 العدد 26 محمد ملص الصرخة الصريعة يوميات عربية كتابة

ملفّات مشابهة
REPUBLIQUE ALGERIENNE DEMOCRATIQUE ET POPULAIRE وزارة التعليم العالي والبحث العلمي Ministère de l enseignement supérieur et de la recherche scientifiq

الخطة الاستراتيجية ( 2015 – 2020 )

)) أستطيع أن أفعلها(( المادة : لغة عربية الصف و الشعبة: السابع االسم : عنوان الدرس: ورقة مراجعة )) العمل الفردي (( األهداف: أن يجيب الطالب على جميع اأ

الجامعة الأردنية

دبلوم متوسط برمجة تطبيقات الهواتف الذكية

صندوق استثمارات اجلامعة ومواردها الذاتية ( استثمارات اجلامعة الذاتية ) مركز مركز استثمارات الطاقة املتجددة االستثمارات مركز اإلمام للمالية واملصرفية ا

طور المضغة

وزارة الترب ة بنك األسئلة لمادة علم النفس و الح اة التوج ه الفن العام لالجتماع ات الصف الحادي عشر أدب 0211 / 0212 األولى الدراس ة الفترة *************

نموذج السيرة الذاتية

منحهما جائزة "الوسام الذهبي لإلنجاز": - Monitoring Media إتحاد المصارف العربية يكر م عدنان وعادل القص ار في القمة المصرفية العربية الدولية في باريس Ta

الرقابة الداخلية والرقابة الخارجية

االبداع في صياغة المواقف المضحكة من خصائص الشخص ذو الذكاء: الفكاهي A. الذاتي B. اللغوي C. العاطفي D. االتصال الذي يتخذ فيه الفرد قراراته بناء على المع

اململكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة اجملمعة عماده خدمه اجملتمع كليه الرتبية بالزلفي دبلوم التوجيه واالرشاد الطالبي ملخص منوذج توصيف مق

الرسالة األسبوعية/ الصف السادس 2018 / 9 - األحد 16 أولياء األمور الكرام : إليكم الرسالة األسبوعية وما سيتم إنجازه هذا األسبوع: األسبوع الماضي : تم اال

الجلسة الأولى: الابتكار والملكية الفكرية

عرض تقديمي في PowerPoint

الذكاء

الوحدة األولى المالمح البشرية للوطن العربي عنوان الدرس : سكان الوطن العربي أوال :أكمل الجدول التالي: 392 مليون نسمة %5.3 %39.9 %60.1 عدد سكان الوطن ال

دائرة التسجيل والقبول فتح باب تقديم طلبات االلتحاق للفصل األول 2018/2017 " درجة البكالوريوس" من العام الدراسي جامعة بيرزيت تعلن 2018/2017 يعادلها ابتد

. رصد حضور المرأة في وسائل اإلعالم المحلية 2017

8 مادة إثرائية وفقا للمنهاج الجديد األساسي الثامن للصف الفصل الدراسي األول إعداد املعلم/ة: أ. مريم مطر أ. جواد أبو سلمية حقوق الطبع حمفوظة لدى املكتبة

Ministry of Higher Education& scientific Research University of technology Department of Architecture Faculty of Staff Researches وزارة التعليم العالي

توزيع املساقات الدراسية في برامج ماكاديمية على ماقسام العلمية )1( قسم القانون الدولي العام م املساق القانون الدولي العام التنظيم الد

جامعة عين شمس كلية التربية النوعية ة امتحان دور : ف نتيجة الفرقة : يناير األولى قسم تكنولوجيا التعليم الفرقة األولى العام الد ارسى : / ( عام

منح مقد مة من مبادرة ألبرت أينشتاين األكاديمية األلمانية لالجئين إلى النازحين السوريين في لبنان يعرف باسم "دافي (DAFI) العام األكاديمي الجامعي 4102/41

SKRIPS~1.RTF

جامعة عين شمس كلية الحاسبات و المعلومات كنترول الفرقة الرابعة بيانات الطالب )رقم الجلوس-الحالة الدراسية-االسم( النمذجة والمحاكاة نتيجة طالب الفرقة الر

عناوين حلقة بحث

وزارة التربية والتعليم مجلس االمارات التعليمي 1 النطاق 3 مدرسة رأس الخيمة للتعليم الثانوي Ministry of Education Emirates Educational Council 1 Cluster

لقانون العام للمساواة في المعاملة - 10 أسئلة وأجوبة

اسم المدرس: رقم المكتب: الساعات المكتبية: موعد المحاضرة: جامعة الزرقاء الكمية: الحقوق عدد الساعات: 3 ساعات معتمدة نوع المتطمب: تخصص اختياري عنوان المق

Microsoft Word - ?????? ??? ? ??? ??????? ?? ?????? ??????? ??????? ????????

مؤتمر: " التأجير التمويلي األول " طريق جديد لالستثمار لدعم وتنمية المشروعات القومية والشركات الصغيرة والمتوسطة تحت رعاية : و ازرة االستثمار و ازرة اال

المواصفات الاوربية لإدارة الابتكار كخارطة طريق لتعزيز الابتكار في الدول العربية

Natural Resources

Morgan & Banks Presentation V

الشريحة 1

اإلحتاد املصري لتنس الطاولت بطىلت اجلمهىريت املفتىحت لفردي مجيع االعمار السنيت للبنني والبناث صالت رقم ( 1 ) استاد القاهرة خالل الفرتة من 04 اىل 12 فر

الشريحة 1

الشريحة 1

1

Microsoft Word - 55

16 أبريل 2019 االطالق الرسمي للجائزة

المرأة "عدوة نفسها"... الكوتا النسائية "في ذمة هللا" روزيت 22 شباط :45 المصدر: "النهار"الق انون والكوتا يا سادة.) االنترن

الدرس : 1 مبادئ ف المنطق مكونات المقرر الرسم عناصر التوج هات التربو ة العبارات العمل ات على العبارات المكممات االستدالالت الر اض ة: االستدالل بالخلف ا

السيرة الذاتية للدكتور محمد شلال العاني

نتائج تخصيص طالب وطالبات السنة األولى المشتركة بنهاية الفصل الدراسي الثاني 1438/1437 ه يسر عمادة شؤون القبول والتسجيل بجامعة الملك سعود أن تعلن نتائج

PowerPoint Presentation

اسم المفعول

))اوراق عمل مادة التوح د(( اولى متوسط مالحظة: ال غن عن الكتاب الدراس

الاتصال الفعال بين المعلم والطالب

وزارة التعليم العالي والبـحث العلمي

كلية الطب البيطري ملتقي التوظيف الثاني كلية الطب البيطري- جامعة الزقازيق األربعاء 7122/2/72 تحت رعاية رئيس الجامعة: أ.د/ أحمد الرفاعي عميد الكلية: أ.د

Microsoft Word doc

اإلحتاد املصرى لتنس الطاولة بطولة اجلمهورية املفتوحة األوىل لفردى الرباعم والربعمات حتت 12 سنة واألشبال والشبالت حتت 15 سنة صالة رقم ( 1 ) - استاد الق

Microsoft PowerPoint - د . ابراهيم بدران ، بوربوينت.ppt [Compatibility Mode]

تحصن القرار الاداري - دراسة مقارنة

PowerPoint Presentation

6 الجمهورية الج ازي رية الديمق ارطية الشعبية مديرية التربية لولاية الطارف و ازرة التربية الوطنية امتحان البكالوريا التجريبي في مادتي التاريخ والجغ ارف

) باألالف ( )صفحة 1 من 28( (حتى أغسطس 2017) اليمن منطقة العمليات اإلنسانية في عدن - لمحة عن الوضع اإلنساني : يستعرض هذا الموجز المعلوماتي للمحافظات مع

الملف الأول على قسم الترجمات: الاتجاه التنقيحي وأثره في الدرس الاستشراقي للقرآن الكريم وعلومه... مدخل تعريفي بالملف

جامعة حضرموت

جامعة الشارقة كلية اآلداب والعلوم االنسانية واالجتماعية قسم علم ااالجتماع االمتحان النهائي للفصل الدراسي األول للعام الجامعي /1/ ا

مقدمة عن الاوناش

1 مراجعة ليلة امتحان الصف السابع في الدراسات اإلجتماعية. ********************************************************************************* األول السؤا

المدرسة المصر ة للغات قسم اللغة العرب ة و الترب ة اإلسالم ة للصف السادس االبتدائ مراجعة عامة أوال التعب ر : التعب ر الوظ ف :- اكتب الفته تحث ف ها زمال

وزارة الرتبية الوطنية امتحان بكالوراي التعليم الثانوي الشعبة: تقين رايضي اختبار يف مادة: الرايضيات اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية الديوان الو

Slide 1

قررت وزارة التعليم تدري س هذا الكتاب وطبعه على نفقتها الريا ضيات لل صف االأول االبتدائي الف صل الدرا سي الثاين كتاب التمارين قام بالت أاليف والمراجعة

دليل المستخدم لبوابة اتحاد المالك التفاعلية

اجيبي علي الاسئلة التالية بالكامل:

صندوق استثمارات اجلامعة ومواردها الذاتية ( مركز تنمية أوقاف اجلامعة ) إدارة األصول واملصارف الوقفية إدارة االستثمارات الوقفية إدارة إدارة األحباث وامل

Al-Quds University Executive Vice President Hasan Dweik, Ph.D. Professor of Polymer Chemistry جامعة القدس نائب الرئيس التنفيذي أ. د. حسن الدويك أستاذ

نظرية الملاحظة

مخزون الكلنكر الرجاء قراءة إعالن إخالء المسؤولية على ظهر التقرير المملكة العربية السعودية قطاع المواد األساسية األسمنت فبراير 2017 ٣٠ ٢٥ ٢٠ ١٥ ١٠ ٥ ٠

التقريرالسنوي لمالكي الوحدات البيت 52 الفترة من يناير 2017 إلى ديسمبر 2017 تقارير الصندوق متاحة عند الطلب وبدون مقابل

نماذج االتصال Communication Models

الحل المفضل لموضوع الر اض ات شعبة تقن ر اض بكالور ا 2015 الحل المفص ل للموضوع األو ل التمر ن األو ل: 1 كتابة و على الشكل األس. إعداد: مصطفاي عبد العز

الــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ 2017 )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﻣﺎﺭﺱ 2018 الـرقم الــــق

Full Mark الفرعين : األدبي والفندقي السياحي الوحدة : األولى النهايات واالتصال إعداد وتصميم األستاذ : خالد الوحش مدرسة أبو علندا الثانوية للبنين

بسم الله الرحمن الرحيم الخطة الدراسية لدرجة الماجستير في قانون الملكية الفكرية ( مسار الشامل ) 022 ش 5 رقم الخطة أوال : أحكام وشروط عامة : ثانيا : ثال

الــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ 2017 )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 2017 الـرقم الـــ

النشرة األسبوعية للواجبات المدرسية الصف: االول أ ب ج د ه و النشرة رقم : 6 اليوم والتاريخ المادة الواجبات اختبار بالدرس الثالث حرف الباء من صفحة 23 إلى

لغة الضاد عنواني

رسالة كلية التمريض: تلتزم كلية التمريض - جامعة دمنهور بتقديم سلسلة متصلة من البرامج التعليمية الشاملة إلعداد كوادر تمريضية ذوى كفاءة عالية فى مهارات ا

easy - translation

المملكة العربية السعودية م ق س ..../1998

PowerPoint Presentation

WATER POLICY REFORM IN SULTANATE OF OMAN

أوراق ي ف المعرفة االقتصادية فاروق يونس*: لالتصال قراءة ي ف كتاب االقتصاد السيا ي س بدأ االقتصاد السياسي لالتصال في التطور في الستينيات من القرن الماض

استنادا الى احكام البند )ثالثا ( من المادة )08( من الدستور واحكام البند )2( من المادة )4( من امر سلطة االئتالؾ المؤقته )المنحلة( رقم )65( لسنة 2884 )ق

السؤال الأول: ‏

صفوت مصطفي حميد ضهير مدرسة الدوحة الثانوية ب أي خطأ طباعي أو إثناء التحويل من صيغة آلخري يرجي إبالغي به والخطأ مني ومن الشيطان أما توفيقي فمن هللا عرف

1

Diapositive 1

وزارة التعليم العالي والبحثالعلمي الجامعة المستنصرية كلية اآلداب قسم الفلسفة الوجود اإلهلي يف فلسفة كانط النقدية رسالة تقدمت بها الطالبة: زينب وايل شو

Microsoft Word - إعلانات توظيف لسنة 2017

19_MathsPure_GeneralDiploma_1.2_2015.indd

بسم الله الرحمن الرحيم

النسخ:

فكر حر وإبداع جديد aljadeedmagazine.com AL JADEED ثقافية عربية جامعة تصدر من لندن مارس/ آذار 2017 العدد 26 محمد ملص الصرخة الصريعة يوميات عربية كتابة الذات في السفر كتابة اآلخر العدد - 26 مارس/ آذار 2017

aljadeedmagazine.com خزمية علواين هذا العدد يحتوي هذا العدد على جملة من المقاالت التي تتصدى لقضايا فكرية وثقافية وتتعرض بالقراءة والتحليل النقدي لظواهر تطفو على سطح الحياة الثقافية العربية. وتقدم قراءات في نصوص وأفكار تطرحها النصوص أكانت فكرية أو أدبية. في العدد ملفان األول تحت عنوان يوميات عربية ويحتوي على نصوص سردية ويوميات كتبها أصحابها خالل أسفارهم أو خالل إقاماتهم المديدة في ديار اآلخرين. وهي تعكس على تنوعها رغبة كت ابها في استكشاف اآلخر في عالمه وقراءة ذواتهم من خالل مراياه وعبر ذلك الجدل الذي تتيحه كتابة اليوميات بعيدا عن األوطان بكل ما تزخر به هذه الكتابة من أسئلة وبحث وتأمل ودهشة مما يفاجئ الذات الكاتبة بينما هي تغامر بعيدا عن عالمها األول. الملف الثاني في العدد يضم خمس مقاالت في الشعر على خلفية السجال الذي دار حول الشعر في مصر وقد ذهبت المقاالت إلى مراجعة فكرة عالقة الشعر بالجغرافيا والظاهرة الشعرية باللغة والتاريخ. وقد جاءت المقاالت من نقاد وكت اب عرب متمر سين في قراءة الشعر ونقده. وقد ذهبت مقاالتهم إلى ضرورة مغادرة التعميم في النقد والتركيز على قضايا الشعر في ذاته أوال بوصفه لغة وجماال ومغامرة إبداعية فردية في المقام األول وغير قابلة للتعميم. في العدد نصوص قصصية وشعرية ومراجعات للكتب ودراسات نقدية إلى جانب حوار مع السينمائي السوري محمد ملص حول تجربته السينمائية الطليعية التي تنتمي إلى ما يسمى بسينما المؤلف والتي توجها مؤخرا بفيلم جديد تحت عنوان سل م إلى دمشق. بهذا العدد تواصل الجديد مغامرتها الفكرية واحتفاءها بالجديد أدبا وفكرا مواصلة دعوتها الكاتبات والكت اب العرب إلى االلتفاف من حول مشروعها النقدي في ظل لحظة عربية دامية وصراع فكري واجتماعي يزداد شراسة بين قوى النور التي تعب ر عنها األفكار الجديدة واألجيال المتطلعة نحو المستقبل وقوى الظالم التي تتوهم إمكان استعادة الماضي بوصفه نموذجا أصوليا وليس لديها ما تبشر به بين الناس سوى أشباح أفكار وسبل ال تفضي إال إلى الرجعة و الظالم المحرر مؤسسها ونارشها 2014 الزبيدي نوفمبر/تشرين الثاني هيثم رئيس التحرير نوري الجراح مستشارو التحرير أزراج عمر أحمد برقاوي عبد الرحمن بسيسو خلدون الشمعة خطار أبو دياب أبو بكر العيادي ابراهيم الجبين رشيد الخيون تحسين الخطيب مفيد نجم التصميم واإلخراج والتنفيذ ناصر بخيت رسامو العدد: خزيمةعلواني لقمانمحمد ساي سرحان منيفعجاج صدامالجميلي فادييازجي محمدالوهيبي سعديكن سامرطرابيشي حسين جمعان جمالالجراح بسامناصر إبراهيمالحسون نوارحيدر عمارعزوز عنايةالبخاري إلياسإيزولي عال األيوبي جبران هداية التدقيق اللغوي: عمارة محمد الرحيلي املوقع عىل اإلنرتنت: www.aljadeedmagazine.com الكتابات التي ترسل إىل»الجديد«تكتب خصيصا لها ال تدخل املجلة يف مراسالت حول ما تعتذر عن نرشه. تصدر عن Al Arab Publishing Centre المكتب الرئيسي )لندن( Kensington Centre Hammersmith Road 66 London W14 8UD, UK Tel: (+44) 20 7602 3999 Fax: (+44) 20 7602 8778 لالعالن Advertising Department Tel: +44 20 8742 9262 ads@alarab.co.uk لمراسلة التحرير editor@aljadeedmagazine.com االشتراك السنوي لالفراد: 60 دوالرا. للمؤسسات: 120 أو ما يعادلها تضاف إليها أجور البريد. ISSN 2057-6005 جربان هداية العدد - 26 مارس/ آذار 3 2017 2

كلمة اغترب تتجدد سفر في األرض وسفر في المخيلة نوري الجراح ملف/ يوميات عربية كتابة الذات في السفر كتابة اآلخر قطارات وخرائط لطفية الدليمي 36 38 4 مقاالت فكاهيون نيويوركيون وخطوط حمراء 44 عدنان ياسين الهويات المنشطرة عزيزة بدر نهاية اإلنسان الكالسيكي حميد زناز الصورة المتحولة المثق ف العربي في الغرب عزالدين عناية كيف نفكر في األمر سؤال الثورة على طريقة ميشيل فوكو نجيب جورج عوض األنثى والدم األزرق سيد القمني من الغنيمة إلى الفرهود النسق العشائري للديمقراطية في العراق إسماعيل نوري الربيعي حوار محمد ملص الصرخة الصريعة سجال/ المصريون والشعر / مرايا نقدية أيديولوجيا جزافية ال تطابق الواقع خلدون الشمعة تأمل في الشعرية العربية أحمد برقاوي عن الشعر في مصر عندما نحاول أن تستنطق التجربة وفق أهوائنا مفيد نجم يوميات عربية في نيكاراغوا غدير أبو سنينة ثالث ورقات عراقية عادل حبة سماء الفينيق مفلح العدوان أوراق مجنونة راجي بطحيش سجن ويكفيلد اإلنكليزي هيثم حسين شعر أ ن ش ود ة ي وس ف ن هاية ق ص ة ال ت ن ت ه ي نوري الجراح مسرح الفنان والمنفى حازم كمال الدين بورتريه الصوت الخفي عزيز السيد جاسم: سيرته وفكره محسن الموسوي قص عارية في وزيرية بغداد إنعام كجه جي أوركيسترا لوجه قلق جابر الس المي فكر حر وإبداع جديد ثقافية عربية جامعة المحتويات العدد - 26 مارس/ آذار 2017 160 أصوات هل غش نا صبري موسى وليد عالء الدين إنها واهلل مقامة نذير الماجد انغالق وانفالت الثقافة والفكر العربي عمر إبراهيم محمد إبراهيم التين والزيتون محمد خشان كتب دعوة للتفكير النقدي رسائل إلى شاب مسلم لعمر سيف غب اش إبراهيم قعدوني صورة الثقافة التونسية في العهد الروماني حسونة المصباحي فانتازيا األحالم متلبسة بسريالية الواقع نكات للمسلحين لمازن معروف عبد المجيد دقنيش التراجيديا اإلنسانية والمشهد الروائي قراءة في روايتي نزوح مريم و نظرات ال تعرف الحياء لمحمود حسن الجاسم آراء عابد الجرماني المختصر عواد علي لقامن محمد األخيرة المثقف كاتبا هيثم الزبيدي 102 116 118 122 144 146 148 150 154 50 58 68 74 78 20 90 132 30 100 6 10 12 16 26 34 82 104 106 108 110 مصر ليست شاعرة ما العيب في ذلك فاروق يوسف وجه جميل علي خيون 157 غالف العدد الماضي فبراير/ شباط 2017 الحويجة تعرج إلى السماء رد ا على الر ؤية الكار هة 124 عواد علي شريف رزق 114 لوحة الغالف للفنانة عال األيوبي 5 العدد - 26 مارس/ آذار 2017 4 120 112 رسالة باريس أمراض اليسار أبو بكر العيادي

لطالما اغترب تتجدد سفر في األرض وسفر في المخيلة كان السفر عبر األزمنة فضاء توس عه أقدام الرحالة وعيون المسافرين في عالم يضيق ويتسع حسب حركة الناس من مكان إلى آخر في البر والبحر وعبر الفضاء في مركبات جوية طوت بظهورها تاريخا مديدا من األسفار والمغامرات البرية والبحرية مفتتحة عهودا جديدة قر بت في المسافات بين األمكنة المتباعدة واختصرت الزمن وقللت من المخاطر التي طالما تعر ض لها الرحالة. ومن ثم بدلت إلى حد بعيد في مفهوم السفر والمسافر وطبيعة الرحالت مسعى ومآال. منذ أقدم األزمنة وكما جاء في أقدم النصوص والسجالت ارتبط السفر بالمشاق فال يذكر إال مقرونا بسلسلة من المفردات من تعب ووعثاء ونصب وضنك. ولكنه ظل مفردة أثيرة ارتبطت أيضا بالكشوف والتعارف والتواصل الحضاري بين األفراد والجماعات وبين األقوام واألمم. فما يعود المسافر من سفر إال وقد تغير فيه شيء حتى إن بعض التجارب تطبع أصحابها فيحملون في أسمائهم بقية حياتهم أسماء تلك األماكن. فالمغربي هو ذلك الدمشقي الذي دأب على السفر إلى المغرب والحلبي هو ذلك العراقي الذي اعتاد أن يشد الرحال إلى حلب والبيروتي هو ذلك األردني الذي تاجر ردحا من الزمن مع بيروت. والهندي تاجر الحرير الشامي الذي وطأ بقدميه أرض الهند وجازها بتجارته إلى السند والمصري هو ذلك الفلسطيني الذي ارتبطت أسفاره بمصر. بل هناك عائالت عربية من آل الصيني ألن جدا للعائلة سافر مرة إلى الصين. لكن تأثيرا أعمق من األسماء يطال العقل والمخيلة والبنية النفسية للمسافر فكم من السفارات التي وفدت على بلدان تركت بعض أفرادها هناك ورجعت دونهم وكم من المسافرين عادوا ومعهم علم جديد أو اختراع يغير في حياة المجتمعات التي وفدوا منها وكم من المسافرين تسببوا لمجتمعاتهم بنهضة في حقل أو علم أو صناعة. فالسفر هو الحادث األخطر في حياة البشر واألكثر تأثيرا في تطور المجتمعات فهو بحث وهو تفاعل وهو ترجمة للذات إلى آخرها ولآلخر إلى ثقافتها. وها هو الشافعي يحض على السفر بأبيات شعر جريئة في معناها: ويضيف: ما في المقام لذي عقل وذي أدب سافر تجد عوضا عم ن تفارقه إني رأيت وقوف الماء يفسده ويربط أبوتمام السفر بالفكرة األكثر جوهرية وخطورة أال وهي التجدد: وطول مقام المرء بالحي م خ ل ق م ن ر اح ة ف دع األ و ط ان واغ ت ر ب و ان ص ب ف إن ل ذ يذ ال ع ي ش ف ي الن ص ب إن سال طاب وإن لم يجر لم يطب لديباجتيه فاغترب تتجدد والس ف ر في اللغة هو قطع المسافة وجمعه أس فار ولكن له معان أخرى كلها ترتبط بفعل له قيمة الكشف وقيمة اإلبداع والجمال. والس ف رة الك ت ب ة واحدهم س اف ر والس ف ر الك تاب وج معه أس فار والس ف رة طعام الم سافر ومنه سميت سف رة والس ف ير هو الرسول للصلح وجمعه س ف راء فإن س ف ر شخص بين قوم فهو يقوم بس ف ار ة ليصلح بينهم. وس ف ر الكتاب كت به وس ف ر ت المرأة عن وجهها أي رمت خمارها فهي س اف ر. والس اف رة المسافرون. وسافر م ساف رة وس ف ارا. وأس ف ر الصبح أضاء. وأس ف ر وجه شخص ح س نا أي أشرق وفيه جمال. وسف ر ت الشمس طلع ت. وإذا س ف ر العمامة عن ر أاسه ك ش فها. ولو س ف ر ت الريح الغيم من السماء أج ل ت ه. فمفردة السفر ذات غنى كبير لما فيها من كشف وما فيها من نهوض وطلوع وكلها تفضي إلى جمال في الخلق وجمال في المعرفة. ولما كان الشعر العربي منذ أقدم األزمنة الفن األكثر تعبيرا عن الروح العربية ويشغل حيزا مركزيا في النزوع الجمالي لدى العرب فإن المغامرة الجمالية برمتها لدى العربي لطالما ارتبطت بالسفر. فقد دأب العربي على شد الرحال في البيداء وفي الحضر فهو في حل وترحال دائمين حتى لكأنه موكل بفضاء الله يذرعه. كما عبر ابن زريق البغدادي. إن أعظم الشعر العربي كتب خالل الترحال وفي األسفار القريبة والبعيدة وما ارتبط أدب بالحركة في المكان كما ارتبط الشعر العربي. حتى لكأن كل رحلة قصيدة وكل قصيدة رحلة. غير أن السفر لم يكن دائما اختيارا حر ا فمن المسافرين في التاريخ الشعري واألدبي العربي من اضطر إليه هربا من حاكم ظالم أو من ظرف صعب أو طلبا ألمر ال نوال له إال في مكان آخر. ولم تكن خواتيم األسفار سعيدة دائما بل إن جلها كان ذا نهاية حزينة. فإذا باألقدار حسني جمعان المأساوية تحيق بالبعض من هؤالء الشعراء واألدباء لتصبح قصة سفره هي ذروة مأساة حياته فالقدر الذي فر منه في مكان إذا به يواجهه في مكان آخر. وهذا ابن زريق البغدادي الذي غادر بغداد إلى األندلس طلبا لمال يمك نه من االقتران بحبيبته يعثرون عليه ميتا في خان في األندلس وتحت رأسه قصيدته اليتيمة: ما آب م ن س ف ر إ ال و أ زع ج ه ك أ ن ما ه و ف ي ح ل و م رتحل أست ود ع الل ه ف ي ب غداد ل ي ق م را و د عت ه و بود ي ل و ي و د ع ن ي وهذا مالك ابن الريب يرثي نفسه وقد نالت منه المنية وهو في سفر للغزو: غريب بعيد الدار ثاو بقفزة أقل ب طرفي حول رحلي فال أرى تقول ابنتي لم ا رأت طول رحلتي لعمري لئن غالت خراسان هامتي فإن أنج من باب ي خراسان ال أعد ر أي إ لى س ف ر ب الع زم ي زم ع ه م و ك ل ب ف ضاء الل ه ي ذر ع ه ب الك رخ م ن ف ل ك األ زرار م طل ع ه ص فو الح ياة و أ ن ي ال أ ودع ه ي د الدهر معروف ا بأن ال تدانيا به من عيون الم ؤنسات م راعيا س فار ك هذا تاركي ال أبا ليا لقد كنت عن باب ي خراسان نائيا إليها وإن من يت موني األمانيا لكن صوت السفر في األدب قد تجاوز القصيدة ليحل في كل جسد أدبي حديث كالقصة والشعر وكذا في المسرح والسينما وفنون التشكيل وكذلك في صور المصورين. فالسفر في عالمنا المعاصر بات أكبر ملهم للمبدعين. *** في هذا العدد تفرد»الجديد«ملف ها الرئيسي ليوميات مستلة من دفاتر عدد من الكاتبات والكت اب العرب الذين سافروا في مدن العالم ودونوا يوميات أسفارهم. بعضهم غامر في الجوار القريب في آسيا والشمال األفريقي وبعضهم مضى نحو أوروبا في حين مضى البعض اآلخر بعيدا في األميركيتين. شعراء وروائيون وكاتبات ينتمون إلى العراق وفلسطين والمغرب وسوريا وفي يومياتهم شغف بالمكان وأهله. انعكس في صور شتى تالمحت فيها لحظات عامرة بالمشاعر والجمال والود اإلنساني واندهاش بالغريب وقد تجلى في وقائع وأخبار وحاالت تنقلها سطور يومياتهم موش حة بألوان تلك األمكنة وخصوصياتها الدالة عليها. على أن رحالة اليوم وكت اب اليوميات في األسفار لم يعودوا مجرد إخباريين يروون للمقيمين في األوطان أخبار البلدان البعيدة وأقوامها المختلفين في عاداتهم وتقاليدهم واختالف معاشهم فقد أدت وسائل االتصال الحديثة هذه المهام عنهم وجعلتهم يتفرغون إلى خوض مغامرات أبعد صورة وأعمق غورا. بقي أن نزفر زفرة أليمة ونحن نشير إلى سفر جماعي لشعوب بأكملها هاربة من طوفانات الموت وقد أرسلها المستعمرون والطغاة في األرض لتبتلع هؤالء البشر وتمحوهم من الوجود كما هو حال الشعب الفلسطيني في 1948 والشعب اللبناني في 1975 والشعب العراقي في التسعينات ومطلع األلفية الثالثة والشعب الس وري في السنوات الست المنقضية وقد فاقت مآسي سفره الجماعي عن أرضه كل ما سبقها من مآسي البشر فخروجه القسري جماعيا بر ا وبحرا وصور مصارعه التراجيدية كتبت للسفر تاريخا جديدا ودونت في صحائف اآلالم صفحات مبللة بالدم ال تمحى تحمل اإلدانة والعار لكل من كان من صانعي أسبابها على مر العصور نوريالجراح الدار البيضاء فبراير 2017 العدد - 26 مارس/ آذار 7 2017 6

مقال الهويات المنشطرة منيف عجاج عزيزة بدر تطرف ودماء وفقر اقتصاديات تتهاوى وأوطان تتفكك وتنحل عنف واقتتال وفساد وتلوث انحطاط أخالقي وحضاري.. واقع مأساوي بملء الفم. كل تلك المشكالت ليست سوى أوجه عديدة ألزمة واحدة تلك األزمة هي أزمة فهم وإدراك ولن تحل تلك األزمة إال إذا حدث تحول إدراكي جذري. ويأتي هذا التحول اإلدراكي الجذري مصاحبا لتحول أكبر في نسق القيم المركزي خاصة والبراديم االجتماعي على نحو عام. وعلى هذا ثمة حاجة ملحاحة إلى سوسيولوجيا عميقة تفك شفرة الواقع إلى تحليل سوسيولوجى معمق ينفذ داخل البنية الثقافية والبنية المعرفية والبنية االجتماعية محاوال استكناه كنه تلك البنى وذلك عبر استنطاقها واستجوابها. نحن بحاجة إلى قراءة معمقة للواقع العربي المأساوي الراهن وال أعنى بالقراءة هنا تلك المهمة أن نتلمس ها هنا مقدمات البراديم االجتماعي المنطمرة داخل نسق القيم المركزي وكذا الفهم المشترك الثقافي الطرف الثاني ويعلو عليه فيشق الذات والهوية وتغدو الذوات والهويات اإلنسانية منشطرة متصارعة ويحل المعرفية التي تتغيى فك شفرة والبناء المعرفي )العقالني( والمسار الصدام بدال من االلتئام واالنسجام النصوص فالقراءة ليست مجرد الديني والمسار السياسي هذا فضال عن والتناغم. هرمنيوطيقا وتأويل لقد غدت القراءة بوصفها فعال اجتماعيا ينفذ إلى بنية الثقافة والمخيلة الشعبية وسنلمس أنها كلها تحلق وتسبح في أفق الفصل. وها هنا في تلك الثنائيات المذكورة والتي هي بعض من ثنائيات ك ثر تل ف نسق القيم المركزي لكل مجتمع قلب أو منطقة مركزية المجتمع. ولكن لماذا هي القلب ذلك ألنها تتشارك المقدس مكانته والبناء الثقافي والبناء المعرفي. وعبر تفحص مقدمات البراديم االجتماعي المعنى ويعيد ترتب العالقات االجتماعية وتوج ه الحاضر وتمارس فعلها في الحياة هذا القلب يتفاعل بطرق شتى مع أولئك وطبيعته فكل مجتمع له مقدس رسمي يتكشف على نحو عميق جلي أنه ثمة الداعمة لها. وثمة شروط وعوامل ك ثر تجتمع الفصل يشطر الذات والهوية اإلنسانية الفصل تلك السمة المقيتة والخصيصة اليومية وتسهم في تشكيل أدق تفاصيل الحياة اإلنسانية يعلو الذكر على األنثى الذين يعيشون داخل حدود الحقل األيكولوجي الذي يقع فيه المجتمع حتى وإن كان هذا المقد س دنيويا ومدنيا وجمعيا. فثمة سطوة للقيم قيم ومعايير تلتئم وتؤسس للتطرف والعنف ولنا أن نلمس ذلك عبر االلتفات وتتداخل حيث تسهم في تشك ل الوعي الوحشية الشرسة أسهمت في شطر والعقل على الشعور والجسد على الروح فانتماء األفراد للمجتمع ليس مجرد االجتماعية قد تفوق سطوة القيم الدينية إلى شيوع وإعالء قيم تأكيد الذات وتشك ل العقل والوجدان وكذا تشك ل الذات والهوية اإلنسانية العربية إذ والعقالني المعرفي على االجتماعي. في انتماء أيكولوجي ليس مجرد انتماء واألخالقية ولنا أن نلفت بداءة إلى أحد على التواشج والهيمنة على التشارك المسار الثقافي والمسار المعرفي والمسار تشيد هوية وحدود متعارضة إقصائية تلكم العالقة الثنائية ليس ثمة التئام لحدود إقليمية جغرافية. أهم مقدمات البراديم االجتماعي أال وهو واالستغالل على الرعاية والتنافس على االجتماعي ومن ثم المسار الحضاري تشطر الذات اإلنسانية وتشطر الهوية وليس ثمة انسجام بل شقاق وصدام االنتماء للمجتمع ال يعني مجرد التكيف نسق القيم المركزي. التعاون.. كل تلك القيم تسهم في شطر إذ المجتمعات واألوطان ليست مجرد بل تشطر الذات الكونية. وعنف.. وتلك مخالفة صريحة لما ينبغي مع عوامل بيئية أو أشخاص يعيشون وعلى هذا لنا أن نقارب نسق القيم الهوية اإلنسانية وتشويه الواقع والحياة حدود أيكولوجية إقليمية متموقعة وغدا الفصل أيديولوجي ا ال مجر د أفق أن تكون عليه طبيعة الحقائق والوقائع داخل حدود اإلقليم نفسه. إذ يتأسس المركزي بوصفه أحد مقدمات البراديم االجتماعية وذلك بوصفها تؤسس فثمة حدود روحية قيمية هي ما يمنح أيديولوجيا نافذة غائرة في صلب االجتماعية والذوات اإلنسانية. االنتماء وفقا لعالقة األفراد بتلك المنطقة االجتماعي ونعنى بمقدمات البراديم لهيراركية تفضي إلى شطر الذات ومن الوطن المعنى والمغزى فالوطن هو تلك البنية الثقافية والبنية االجتماعية ولنا أن نحاول هنا تتب ع بعض الشروط المركزية والتي تحتل مكان القلب في االجتماعي القيم والمعايير والعادات ثم الهوية اإلنسانية. المساحة الروحية التي تتآلف داخلها والبنية المعرفية حيث تسهم في شطر والبنى التي قد تكشف على نحو عميق بنية المجتمع وعلى الرغم من أن تلك والمعتقدات. وعندما تأمل تلك القيم سنجد أنها قيم القلوب والعقول وتتحل ق حولها. الهوية اإلنسانية قيم وأنساق ثقافية عن مبررات ودواعي تلك السياقات المنطقة ليست ظاهرة مكانية )ليست والبراديم االجتماعي هو المرجعية )بطريركية( ذكورية خلقتها الخبرة تلك العوامل والشروط ماثلة كانت أو مضمرة جائرة وذلك عبر التأسيس المأساوية العنيفة الراهنة التي استنت مستقرة في المكان( مع ذلك تملك مكانا الجمعية وإطار ضام يتشاركه أولئك الذكورية. كامنة يمكن تتبعها ورصدها وذلك عبر لثنائية ذكر/أنثى عقل/شعور الجسد/ التناحر واالقتتال ويأتي نسق القيم محددا داخل الحدود اإلقليمية للمجتمع الذين يشتركون في الدين والوطن فإذا ما انتقلنا إلى الحديث عن البنية تفحص البناءات الثقافية والمعرفية الروح العقالني/االجتماعي.. الخ تلك المركزي في مقدمة تلك الشروط والبنى وهذا المكان ليس له عالقة بالهندسة وال والعرق. المعرفية والتوجهات الثقافية التي واالجتماعية والسياسية التي تمنح التعارضات الوحشية والتي تقضي بأن وكذا البناء المعرفي والمسار الديني الجغرافيا فهذا القلب أو تلك المنطقة يسهم البراديم االجتماعي في تشكل تحكم الممارسات المعرفية ومن ثم مجتمعا ما خصوصيته المائزة له ولنا يقصى الطرف األول من تلك التعارضات ودور النخبة والسياسات العولمية. هي نسق القيم والمعتقدات التي تحكم الوعي وفى تشكل البناء االجتماعي الممارسات االجتماعية والسياسية العدد - 26 مارس/ آذار 9 2017 8

مقال سنرى كيف أسهمت التعارضات الثنائية االجتماعي داعما للصدام بدال من سلطة وتول د عن ذلك عالقات السلطة عن الواقع المعيش والحياة اليومية بل للعامة الحق في الحديث عن حيواتهم وذلك عبر اقتصاديات التجارة الحرة في شطر البناء المعرفي. التناغم وااللتئام وذلك ألن فصل المسار تلك العالقة التي تمارس بين طرفين أسهما في مواجهة الممارسات الظالمة وتقديم خبراتهم الخاصة سنجد أن خبرة والخصخصة وسياسات التنمية وعبر المعرفي عن المسار االجتماعي السياسي أحدهما أعلى واآلخر أدنى فالسلطة وإعالء قيم العدالة والحرية والمساواتية. أولئك العامة تدور في مصفوفة رحيبة نحت مفاهيم جائرة كمفهوم العالم البناء المعرفي المنشطر انبنى المسار المعرفي العربي بصورة أو من شأنه أن يسهم في إخفاق أي مشروع حداثي. الدينية أو المعرفية هي عالقة بين Y وX فما يقوله Y هو حقيقي ال لشيء نحن بحاجة إلى أن تغدو المؤسسة الدينية مؤسسة روحية ال مجرد سلطة وسيعة من االهتمامات والخبرات تفوق تلك الرؤية أو الخبرة الخاصة بالنخبة الثالث ذلك المفهوم الذي نحت كي ما يؤسس لما يسمى بالعالم الثالث بأخرى- وفقا لعدد من التعارضات الثنائية ولنا أن نعر ج اآلن على المسار الدين سوى ألن من يقوله هو Y ويغدو Y هو معرفية متعالية بعيدة تكتفي بإقرار والتي تتجاوز خبرات ومعاناة الطبقات تأسيسا يمتد ويستمر وال ينتهي ويظل كثنائية عقالني/اجتماعي وثنائية العقل/ والذي يعد -بصورة أو بأخرى- جزءا من المتحدث الرسمي باسم الحقيقة. الحالل وتحريم الحرام. الدنيا. هناك العالم الثالث المستهلك لما ينتجه الشعور تلك الثنائية التي أسهمت في البناء المعرفي والثقافة العربية. فإذا نظرنا إلى السلطة بوصفها عالقة وعند تفكيك تلك القسمة أو ذلك االقتصاد الرأسمالي فكل مجتمع هو انفصال المسار المعرفي عن المسار السياسي والمسار االجتماعي فالعقالنية تقتضى أن تبقى بعيدا عن االنحياز التجربة الدينية الميكانيكية فصل الفقه عن التصوف بين شخص ما وشخص آخر وبو صفها عالقة بين أعلى وأدنى فيما يخص حقل ما أو مجال ما فان السلطة الدينية هي النخبة تلك المفردة الزائفة تؤسس مفردة نخبة لهيراركية التعارض الثنائي نخبة/جمهور تسيل النخبة في الجمهور ويسيل الجمهور في النخبة ويتالشى الفصل وتلتئم الهوية جزء من النظام الرأسمالي وذلك عبر نظرية نظام العالم أو القلب واألطراف الحواضر والتابعين تلك العالقة كامنة واالنهمام والتعاطف والسياسات تلك الدين تجربة روحية في األساس حيث حالة خاصة من تلك السلطة حيث يمثل إنسانية وحشية تشطر المجتمع إلى ويتناغم البناء االجتماعي ومن ثم ينتفي بعمق في بنية النظام الرأسمالي وقد تم ضمانة الموضوعية والموثوقية ففي الخبرة الروحية سابقة على التجربة شخص ما X سلطة دينية واقعية لشخص نخبة/عامة أو نخبة/جمهور هذا التمييز العنف ويخبو التطرف ويتهاوى. فرضها على العالم والحياة اإلنسانية. انفصال الذات عن الموضوع ضمانة الدينية فبالوسع القول إن الدين هو آخر )Y( وذلك عندما يعتقد Y في صدق يعد أحد أشكال تحويل المعرفة إلى توشجت الرأسمالية باإلمبريالية ا لموضوعية والعقالنية وأخذ العقل الوجه العملي للتجربة الروحية الدين ما يقوله X ال لشيء سوى أن )X( هو من سلطة وذلك عبر االمتياز الممنوح لتلك والبطريركية والتأمت معا وأسهمت في التحليلي يؤسس لفصل المعارف عن هو الجانب العقالني للخبرة الروحية يقوله وثمة أسباب تدع )Y( ألن يثق ثقة النخبة )العلماء والمثقفين( هذا االمتياز توجيه الحياة اليومية والواقع اإلنساني الحيوات العقل التحليلي ي جمد العالم يرى العالم بوصفه عددا من الموضوعات يتأملها على نحو محايد نزيه وهذا يقتضى أن تبقى الذات العارفة خارج حدود الحقل المعرفي الذي تدرسه. تلك الصورة للمعرفة مهمة إلزالة المسؤولية عن المعرفة فالمعرفة ليست مسؤولة وبناء على تلك الرؤية التقليدية للمعرفة انتفت المسؤولية عن المعرفة. وإذ يبحث العقل التحليلي العالم ليس منغمسا فيه. يتم توظيفه أيديولوجيا حيث يسهم في إخفاء أشكال القهر والعنف وذلك بأن يجعل الشروط اإلنسانية الجائرة الماثلة تبدو طبيعية وعلى هذا هو ليس مسؤوال عن تغييرها فالعقل التحليلي يشيد المعرفة متوخيا فإذا ما انفصلت الخبرة الروحية عن التجربة الدينية تستحيل التجربة الدينية تجربة كمية ميكانيكية مختزلة مجتزأة فاختزال الدين في افعل وال تفعل في التحريم والتحليل في األمر والنهى أضفى قداسة زائفة على أولئك الفقهاء الذين يمارسون تلك المهمة وغدا الدين أقرب إلى سوط يقيم الحدود ويعاقب من يقع فيها انتفت العالقة الروحية انتفى الحب والتعلق بالذات اإللهية تعلقا روحيا. انفرد الفقهاء بالدين انفرد الشيوخ الغالظ القساة الصارمون بالدين والفتوى واإلرشاد والتوجيه واخت زل الدين في الممارسات واألقوال الميكانيكية الصماء ونحي ت الخبرة الروحية وهي التي تحتل مكان ال محدودة فى مزاعم X وتلك األسباب نتيجة لعدد من المعتقدات التي لدى Y عن X وتلك المعتقدات تمارس فعلها عبر الثقافة والتي تضع ثقة غير محدود في الخبراء. فثمة منزلة رفيعة لمن لديه سلطة دينية واقعة حيث تتوش ج بمعتقدات بشأن االمتياز المعرفي )الدينى( الذي يفترض أنه قار في وضعية بعينها. وثمة أيضا سلطة للنصوص تستدعى أن نستحضر ونمارس قراءة ضد النص. الخبرة الدينية خبرة روحية في األساس حيث تسهم الخبرة الروحية في التئام وتواشج الذوات اإلنسانية ال شطرها واقتتالها وحدها الخبرة الروحية قادرة على فعل هذا وها هنا يتجلى دور يتيح للنخبة أن تنتج المعرفة وأن تغدو المتحدث الرسمي باسم الحقيقة والممثل الرسمي للجمهور أو عامة الناس وهذا ليس حقيقيا ليس ثم ة نخبة يحق لها أن تغدو سلطة معرفية داخل المجتمع اإلنساني فتلك القسمة نخبة/ جمهور تشطر المجتمع اإلنساني ومن ثم تسهم في شطر الهوية وتؤسس لتهميش العامة وقهر الجمهور إذ تشي بأن أولئك العامة ليسوا مؤهلين وليس لديهم الحق في إنتاج المعرفة وصناعة القرار السياسي والحاصل أن هذا الجمهور وأولئك العامة هم من تقع عليهم تبعة القرار السياسي ومن ثم يغدو من العدل أن يسهموا بخبرتهم الثمينة معرفيا واجتماعيا في إنتاج المعرفة وصناعة تؤسس مفردة نخبة لهيراركية إنسانية وحشية تشطر المجتمع إلى نخبة/ عامة أو نخبة/جمهور هذا التمييز يعد أحد أشكال تحويل المعرفة إلى سلطة وذلك عبر االمتياز الممنوح لتلك النخبة )العلماء والمثقفين( هذا االمتياز يتيح للنخبة أن تنتج المعرفة وأن تغدو المتحدث الرسمي باسم الحقيقة الميعش في الجنوب. نعم بالوسع النظر إلى الرأسمالية واإلمبريالية والبطريركية بوصفها خطابات ملتئمة نافذة في عمق النظام العالمي. وجاءت سياسات التنمية الحلم الواعد باالزدهار والتقدم بينما هي في حقيقتها سياسات ترسخ التخلف وتؤسس للتبعية والفقر ومن ثم العنف. وقد منيت تلك السياسات بفشل ذريع وذلك باعتراف من أقر وها وبدال من النمو والتقدم واالزدهار ذاق الناس في شتى بقاع العالم الفقر المدقع تسرب النمو االقتصادي الذي وعدت به تلك السياسات وغدت سياسات التنمية هي وريثة الخطاب االستعماري. الفصل فصل الذات عن الموضوع فصل القلب داخل الدين ثم تجريف ومحو الخبرة الصوفية والتي من شأنها أن تلم القرار السياسي إذ المواقع التي يشغلها وفي األخير ثمة إمكانية قوية -إذا ما المعارف عن الحيوات فصل المسار تلك الكتلة الصغيرة الكبيرة الدين قلب شمل المجتمع العربي بل واإلنساني. أولئك العامة هي مواقع إلمكانية معرفية انقشع ذلك األفق المقيت أفق الفصل- المعرفي عن المسار السياسي فصل محب عاشق ال مجرد جوارح تخطئ وثمة حاجة إلى زعامة روحية حقيقية ثمينة تلك المواقع لديها إمكانية تقديم ألن تشرق للمرة األولى في التاريخ األكاديمي عن اإلنساني العقل التحليلي وتصيب تعصي وتطيع. ال سلطة دينية تمارس االستعالء نقد جذري للمجتمع ولنا أن نشير ها اإلنساني مجتمع اإلنسانية المتكاملة يشيد التعارضات الثنائية وذلك بوصفها أفق الفصل الذي يشطر البناء المعرفي وعلى هذا تبدو الحاجة ماسة إلى إعادة النظر أو لنقل نقد المؤسسات الدينية واالستبداد باسم الدين ولنا أن نشير إلى كل من غاندي ومارتن لوثر كينج هنا إلى هيجل الذي لم يكن ينتمي إلى العبيد حين قد م تصو را ورؤية لحيواتهم الشروط العولمية أسهمت السياسات الدولية العولمية في الملتئمة.. مجتمع يتأسس على الصالت والوشائج المتنوعة المتآلفة بدال من ومن ثم يشطر البناء االجتماعي وعلى المؤسسة الدينية أن تمارس النقد -على سبيل المثال- بوصفهما زعيمين وسياقاتهم وكذا لم يكن كارل ماركس التأسيس للعنف والقتل عبر ممارسات الفصل والعنف والصدام. حيث يسهم في أن يغدو المجتمع بيئة الذاتي الخالق فقد تحو ل الدين إلى روحيين حيث كانت حيواتهم تعبيرا عن ينتمي إلى البلوريتاريا حين قدم تصورا جائرة فثمة خطابات تلتئم لتشكل حاضنة للعنف والتطرف ويغدو السياق سلطة وتحولت المؤسسة الدينية إلى قيم إنسانية روحية نبيلة لم ينفصال دقيقا عن واقعهم وحيواتهم. فإذا كان الحاضر والمستقبل وتسحق الشعوب كاتبة وأكاديمية من مصر العدد - 26 مارس/ آذار 11 2017 10

مقال نهاية اإلنسان الكالسيكي صدام الجمييل حميد زناز حينما كنت أقول في نهاية القرن الماضي لتالمذتي المذهولين وأنا أستاذ الفلسفة المتحمس للعقل والعقالنية إن اإلنسان سيهزم الموت يوما لم أكن أعلم وإن كنت مؤمنا إيمانا قاطعا بما كنت أتنبأ به أن األمر سيكون مثار اهتمام علمي عظيم تخصص له مليارات الدوالرات في بداية القرن الحادي والعشرين كما لم أكن أعرف أن الحظ سيسعفني كي أقرأ وأنا في الغرب بشغف عن العبر-إنسانية و ما بعد اإلنسانية كتبا كثيرة تسيل العرق البارد وتقطع أنفاس المحافظين المتشبثين بالمعطى البيولوجي الطبيعي. لقد أصبحتمهيكلةممنهجةمبرمجة مخبريا تلك الفكرة التي كانت فماذا يقترح هذا االتجاه البحثي الجديد وما هي األسئلة التي يطرحها العبر-إنسانيون يتردد الفيلسوف الفرنسي لوك فيري في وصف ما يجري بالثورة التكنولوجية الثالثة شاشات السينما في ما مضى ماثال كواقع أمامنا اليوم. وسنشهد في السنوات القريبة عضويته مستقبال ستعيد بشكل دائم إصالح ما عطب فيه. وقد ال يموت إال إذا تم إراديا الشهير فرانسيس فوكوياما الذي يرى مبالغا كعادته في الع بر-إنسانية أخطر فكرة على تخمينا وإيمانا في ذهن ذلك األستاذ الشاب الذي كنته. ولئن بات موضوع اإلنسان على الفكر الفلسفي والسياسي واألخالقي في بداية هذا القرن وما هي أهم أفكارهم في كتابه الثورة العبر-إنسانية. القادمة ظهور آالت ذكية يمكنها أن تحس وتتعرف على الوجوه وستكون في المتناول محو مضمون وعيه المعبأ في بطاقة ذاكرة! ربما قد حان األوان لتوديع ذلك الكائن وجه األرض. وبغض النظر عن التحفظات التي يبديها الجديد المعد ل متداوال بطريقة أو بأخرى ومشاريعهم الحالية الهادفة إلى خلق نوع ففي غضون عشري تين أو ثالث مثال يتنبأ عضالت اصطناعية قريبة الشبه من النسيج البشري الذي كان يجب عليه أن يمارس بعض المفكرين إزاء هذا التيار الفكري في كل أنحاء العالم المعاصر فإن فكرة إنساني جديد العلماء أن يصلوا إلى تصميم نموذج كامل العضلي البشري وروبوتات )إنسان آلي( تربت الجنس ليكون له أوالد والذي كان عليه أن المتصاعد فالشيء األكيد أنه يفصح عن العبور إلى إنسانية أخرى أو الترونزومانيزم الع بر-إنسانوية حركة تقنية علمية عالمية لدماغ اإلنسان وسيكون جسمه رماميا مثل األطفال وكومبيوترات يمكن التعامل يتمرن ويتعلم ليعرف والذي كان يعاني بداية تغير جذري في تعريف اإلنسان إذ بدأ ال تزال شبه غائبة أكاديميا عن مجال العلوم -أيديولوجية في نظر البعض وطوباوية في أكثر مما هو بيولوجيا. وفي نفس الوقت معها دون لمسها إذ سيصبح باإلمكان التحكم ويموت ويتعلم كيف يبقى على قيد الحياة يعاد النظر بجدية في الحدود التي قد تفصل الدقيقة واإلنسانية والفلسفية في كل بلدان نظر آخرين- تبتغي تحسين الوضع اإلنساني سيصغر حجم الكومبيوتر أكثر فأكثر حتى فيها عن طريق األمواج الدماغية فقط. وقد ربما حان وقت اضمحالل ذلك الكائن الذي مستقبال بين اإلنسان والحيوان اإلنسان المنطقة العربية مشرقا ومغربا بل ويذهب جذريا عن طريق تطوير قدرات اإلنسان يصل إلى مستوى مجهري. وأمام هذا بات الحديث يدور في السنوات األخيرة كان مفروضا عليه أن ينضبط ويهذ ب واآللة الجسد والعقل. بعض المثقفين في المنطقة العربية إلى اعتبار األمر مجرد مزحة رغم التطور الكبير البدنية والذهنية وتحسينها إلى ما النهاية عن طريق العلم والتكنولوجيا. التحول التكنولوجي العميق يعمل العبر- إنسانيون على ظهور كائن إنساني جديد عن ما فوق اإلنسان وهو إشارة إلى ذلك الزمن غير البعيد الذي ستتشابك فيه جسده وينصت إلى روحه! ألم يتمن الفالسفة العقالنيون وغير العقالنيين دوما ولكن كيف سيعيش اإلنسان الحالي -ولنطلق عليه نعت اإلنسان الكالسيكي - في عالم الذي يعرفه العالج الجيني التكنولوجيات ويعتبر عالم الكومبيوتر راي كورزويل نصفه ميكانيكي ونصفه اآلخر بيولوجي البيولوجيا والتكنولوجيا بشكل متين لتنتجا انتصار العقل على الطبيعة وها هم العبر- مثل هذا وما هي األخالقية التي يمكنه الدقيقة النانو تكنولوجيا الم رمم ة تهجين مؤسس جامعة التفرد الممولة من يتمتع بدماغ-كومبيوتر يكون مجهزا معا نوعا إنسانيا جديدا يتمتع بمؤهالت إنسانيون يعلنون مجيء ما بعد اإلنسان بموجبها أن يعيش في انسجام مع إنسانية اإلنسان واآللة.. فهل يحق للنقاد مهما كانوا طرف شركة غوغل من رواد هذا االتجاه بذاكرة واسعة جدا تضاعف سرعة التفكير محس نة ومضاف عليها وبات بعض العلماء وهو التحقيق الملموس لما كان يأمله هؤالء موسعة قادرة على إدراج الحيوانات بعد كل هذا المسار االكتفاء بوصف هذا الراديكاليين حيث يقول من هنا إلى سنة بحوالي خمسة أو ستة آالف مرة. إن الزيادة والفالسفة يطلق مصطلح التفرد على الفالسفة! أال تعني الحرية اإلنسانية التحرر والروبوتات والسايبورغات في رحابها وهل التيار بالتيار الطوباوي أم عليهم التهيؤ من 2029 سيتجاوز الذكاء االصطناعي ذكاء في قدرات اإلنسان البدنية والمعرفية هذا اإلنسان األعلى ودماغه العظيم. وال من قبضة الطبيعة أال تحقق التقنية الدقيقة سيكون لها من الحقوق ما يتمتع به البشر اآلن لكيفية التصدي لتلك المباراة القادمة اإلنسان وستصبح أجسادنا أقل بيولوجية واإلطالة المعتبرة لمتوسط عمره وغيرها يمكن إيقاف هذا التحو ل النوعي الذي الجديدة ذلك لإلنسان بالفعل تلك إشكاليات فلسفية جديدة بدأ يفرضها حتما بين الذكاء اإلنساني والذكاء شيئا فشيئا. وحينها ستغدو مكو ناتنا من اإلضافات والتحسينات القادمة ستكون جاء نتيجة لتطور التكنولوجيات الحيوية سيجيب باإليجاب المفتونون باآلالت ما بعد-اإلنسانيون وبات لزاما على النخب االصطناعي البيولوجية بدون أهمية كبرى وقد يمكننا نتيجة الستغالل ذلك التقارب الجديد غير وعلوم األعصاب وغيرها مما ذكرنا سابقا والتكنولوجيا الذين ال يكتفون بكونهم السياسية والفكرية التفكير فيها من اليوم وإن كان صحيحا أن هذا المبحث الجديد صب عقولنا في جهاز كومبيوتر. المسبوق بين التكنولوجيات الجديدة: والذي سيغير وبسرعة مفاجئة ما كان عليه بشرا فقط ويعتبرون كل ما يأتي من تطور استعدادا للتعامل والحوار مع هذا اآلخر يجمع بين مدارس متعددة وأفكار متنوعة يتعاظم تطور التكنولوجيا يوما بعد تكنولوجيا النانو التكنولوجيا البيولوجية اإلنسان: جسمه عقله لغته عالقته بالعالم هو في صالح اإلنسان وسيجيب بالسلب الجديد الذي كان باألمس بربريا أو حيوانا إلى حد التناقض وشخصيات متباينة يوم بشكل لم يسبق له نظير ويرى علم الحاسوب والعلوم المعرفية. ولم نعد وإرثه الطبيعي. فبفضل عبقريته سيتول ى من يرفضون التقدم التقني باسم المثل والذي سيكون في مستقبل قريب آلة ذكية الرؤى وإن بات يتجاور تحت مظلته النظر الكثير من العلماء أن يكون تقدم العلوم نتحدث فقط عن مستنسخات روبوتات إنتاج نفسه بنفسه ولن يكون في حاجة اإلنسانية ويرون ما يبشر به العبر-إنسانيون وإنسانا آليا وهجينا يجمع بين إنسان من دم العقالني الجدي والخيال المجن ح في آن والتكنولوجيات في العشرين سنة األولى سايبورغات وأعضاء بشرية اصطناعية بل لتحمله امرأة. وسوف لن ي عرف المرض إذا ما تشويها لجسم اإلنسان وكرامته. وربما ولحم وآالت تكنولوجية. واحد فمن الخطأ تجاهله وعدم االكتراث من القرن الحادي والعشرين أهم بكثير أصبحنا نشاهدها بأم أعيننا. أصبح علم صدقنا تنبؤات علماء السيليكون فالي ألن من أكثر الرافضين هو صاحب فكرة نهاية بما يهدف إليه. مما كان عليه في القرن العشرين برمته وال الخيال الذي كان يبهر الصغار والكبار على الروبوتات الدقيقة جدا التي ستتجول في التاريخ واإلنسان األخير المفكر األميركي كاتب من الجزائر مقيم في باريس العدد - 26 مارس/ آذار 13 2017 12

مقال الصورة المتحولة صدام الجمييل المثق ف العربي في الغرب عزالدين عناية ثمة كوكبة مهم ة من مثقفي البالد العربية تتوزع على جملة من البلدان الغربية باتت تلعب دورا معتبرا في الحراك الثقافي الحاصل بين الثقافتين. يطبع اهتماماتها انشغال بقضايا المثاقفة بكافة أبعادها وآثارها ناهيك عم ا لها من انعكاسات على الجانبين. ونقصد باألساس فئة المثقفين الذين اختاروا المكوث الطوعي في الغرب وليس المثقفين العابرين الذين اقتضت ظروف عملهم أو دراستهم أو ما شابه ذلك اإلقامة المؤقتة فيه. من هذا الباب سنسل ط الضوء على شريحة م ن صاروا مواطنين غربيين أو من نشأوا في أحضان تلك المواطنة مع استبطانهم لمكو ن حضاري عربي. فأي هوية حضارية تميز هؤالء وأي دور وظيفي لهم في ظ ل هامش خارطة المثقفين العرب في الداخل كونه ال يعيش قضاياهم المصيرية المتمثلة العربي/الغربي قد يجد نفسه في مأزق بفعل انتمائه المزدوج ال سبيل لتخط يه وبرغم ما قد ينشأ من تصارع ي لحق عمدا بالثقافة وهو عادة ما يكون مأتاه التنافس شأنه أن يلغي الوفاق الضمني بين المنضوي والمؤسسة ويعر ض عالقته لالضطراب. يبلغ األمر مستوى متقد ما من االرتباك أثناء لحظات التأزم السياسي يغدو فيها تقلص فرص التواصل مع بلدان المأتى التي في الديمقراطية وحقوق اإلنسان والعدالة إال بوساطة وعي تحليلي نقدي عميق أكان السياسي بين فضاءين حضاريين. ففي زمن وبالمثل أن تنتمي إلى فئة اجتماعية مسموحا للمثقف العربي المهجري التعاطي هجروا التفاعل المباشر معها وتنامي والحفاظ على سالمة األوطان وااللتزام لماضيه السالف أو لحاضره الراهن. التوتر الحالي بين العرب والغرب نشهد تلهفا وحضارية وافدة على الغرب الحديث مع القضايا العربية من وجهة نظر غربية نشاطهم في بلدان المهجر التي باتوا بإنماء أوضاع اإلنسان فإن بوسع ذلك فليس المثقف العربي الغربي نصير نمط في الغرب من ق بل الغربيين على الدراسات وتبدي انتقادا للمي ز أو االنتهاك أو الدونية ال غير وكل انحراف عن ذلك من شأنه أن يعيشون بين أحضانها فأن يكون المرء المثقف النائي أن يغط ي جانبا وازنا في حضاري دخيل أو لسان دفاع حضارة العربية أكان في مجال اللغة أو التصوف أو المنبعثة من الحاضنة الكبرى يعني أنك يساهم في إدراجه ضمن خانة محامي عربيا ثم يغدو غربيا أو أن ينشأ بالمولد جدل الثقافة العربية بالثقافة الغربية وأن مظلومة بل مساهم في حراك ثقافي األدب وما شابهه يقابله توتر ونفور كلما في صف مهد دي النموذج العام. لذلك غالبا اإلرهاب أو نصير نقيض النموذج الغربي غربيا ويستبطن رأسماال ثقافيا عربيا )في يؤسس لرؤى متزنة بين العالمين تخلو من في الواقع الذي ينتمي إليه برؤية متزنة المسنا المجاالت السياسية واألمنية. وفي ما تفرض أجواء التدافع بين الغرب والعرب أو المشكك في علوية القيم الغربية وهي حال مواليد المهجر( ليس أمرا متناقضا اإلجحاف أو االنتقاد العدمي الصادر من وواقعية تجافي اإلجحاف أو االنتصار هذا السياق العام استطاعت األنثروبولوجيا بسبب أوضاع التوتر السياسية واألمنية النعوت التي عانى منها جملة من المثقفين بوصف الغرب هو جملة تراكمات ثقافية الجانبين. والجلي في هذا التطور الحاصل المجاني لهذا الطرف دون ذاك. فمن حق أن تحد من غلواء مزاعم التمايز والتعالي على المثقف المهجري بلورة موقف مما العرب في الغرب على غرار هشام شرابي تتداخل فيها انتماءات حضارية متنوعة أنه ما كان ممكنا لوال حصول تطور في المرء أن يرو ج لمخزونه الثقافي وعالم وأفضلية ثقافة على أخرى وهو ما يجعل يجري يعبر في الحقيقة عن فحوى رؤية وإدوارد سعيد وطارق رمضان. وليس مكو نا مغل قا يجب ما دونه. فالغرب أوساط الجاليات العربية عموما باتت رموزه ورؤيته للوجود في أوساط أبناء المثقف اإلنسانوي يتخط ى حدود ثقافته معينة يتحول إلى معيار لتحديد موقعه. ولكن الخيارات التي يتبن اها المثقف العربي أتون تنصهر في جوفه جملة من التقاليد بمقتضاه مساهمة في الفعل الثقافي في جاليته في مجاله الضيق أو بين نظرائه القومية ليعانق أفقا أرحب. وبموجب حساسية موقع المثقف العربي في الغرب ليست بالقدر نفسه من الوطأة الثقافية ما عاد بمقدور الرؤى المنغلقة الغرب وأفضل حاال مما كانت عليه خالل في وسطه المجتمعي الموس ع وهو ما ناهيك عما ينضاف إلى هذا الجدل ليس في الغرب يملي عليه الظرف أال يطرح على الجميع. إذ ثمة شق من المثقفين ادعاء نقاوته الوهمية أو الحديث فيه عن العقود السابقة. ال يتناقض مع مفهوم االندماج الذي قد كما ي خيل أن المثقف العربي في الغرب في القضايا العربية في األوساط الغربية ضمن وهم في الغالب مم ن قدموا في سن نموذج مفارق ينبغي مالحقته والمقايسة ترافق ذلك بتنامي حس ثقة بين جموع ي فهم خطأ كونه إلغاء لهوية المندمج. ألن أريحية من أمره وهو يعيش في أحضان رؤية مشحونة بحموالت عاطفية أو قومية متقدمة إلى ديار الغرب يقيمون في دياره عليه بل هناك صيرورة ثقافية متحركة هي ما يشك ل هوية غرب ما بعد الحداثة. إضافة واسعة من المهاجرين غدا فيه العربي ال يتعم د إخفاء أصوله الحضارية وال يخجل االندماج الصائب هو باإلضافة لما هو موجود وليس باالنغماس السلبي في ما هو مجتمعات ديمقراطية وعلمانية مفتوحة بل هناك ضغوطات متنوعة يقع عرضة لها أو حضارية بل بإصباغ رؤية واقعية عليها بوصفها قضايا إنسانية تهم الجميع. وحتى ويتركز معظم تواصلهم الثقافي مع حضارة بلدان المأتى وهو ما ينسحب على شق إلى أن المثقف الكوسموبوليتي المتحرر من تجليها ولعله يجد في التشبث ببعض مهيمن وغالب. وكل كائن مثقف ال يطمح أكان في مجاله األكاديمي المنضوي تحت االنتقاد للغرب ينبغي أال يكون صادرا عن واسع ممن يعملون في المجال اإلعالمي من تصلب الهوية والمرش ح للتطور وأخ ذ مضامينها الدينية والقيمية واللغوية سندا إلى توسيع نطاق دائرة رؤيته الثقافية التي أحد فروعه أو في وسطه الثقافي العامل حس قومي للمثقف العربي المهجري بل والصحفي والدعوي ومجال الترجمة بما دور في ظل تحوالت العالم الجارية هو قويا لوجوده. ينتمي إليها والتي يرتئي اختزانها لمظاهر فيه والمنتمي إلى أحد ش عبه. فأن تنتمي ينبغي أن يكون مبنيا على أسس واقعية يجعل ارتباطهم المادي غير متأثر بالعالقة كائن عابر للثقافات وغير خاضع للتصنيف ضمن هذا التفاعل الثقافي الجاري بين ق يمية أو صور جمالية أو أبعاد إنسانية هو إلى وسط أكاديمي أو مؤسسة ثقافية خالية من الحساسيات القومية والعواطف بالغرب وعلى خالف ذلك الصنف هناك المعتاد المحصور بمحددات جغرافية الضفتين يجد المثقف العربي المهجري مثقف مقع د. غربية يعني أن تتبنى الخط العام السائد الجياشة التي غالبا ما تطبع نقد الداخل شق مرتبط بعالقات مادية وعملية بالواقع تقليدية. نفسه ماديا مرتبطا بواقعه الجديد وال شك ضمن أجواء هذا التفاعل الثقافي في ذلك الحيز بما يمثله ذلك من توجهات العربي للغرب وإال سقط المثقف العربي الغربي تؤثر في قناعاته السياسية وفي وبرغم ما قد يلوح للوهلة األولى بشأن ومعرفيا في معترك زخم مشر ع على أن هناك أفقا إنسانيا تلتقي فيه الثقافات سياسية ومواقف فكرية وأي تشكيك في الغربي في محاباة أصوله الحضارية وخلق خياراته الثقافية. أشرنا إلى تلك المؤثرات تموضع المثقف العربي في الغرب على عالمين ثقافيين. وبفعل وعيه المرك ب برغم ما قد يبدو أحيانا من تباين بينها مشروعيته أو انتقاد لبعض خياراته من انفصاما مع واقعه الغربي المنتمي إليه. المادية التي تتحكم بالمثقف العربي في العدد - 26 مارس/ آذار 15 2017 14

مقال صدام الجمييل الغرب ونحن نعي ما حصل من انهيار للمثقف الديماغوجي المرتبط بعمارات األدلجة القومية واليسارية أو المتشر بللنزعات المركزية وبالمثل ما حصل من انحسار لدور المثقف الموسوم بسمة النقدي الذي أوشك أن يبيد بعد أن ساد في العقود الماضية وقد بات رهينا وتبيعا أو في أفضل األحوال منضويا في مؤسسة ثقافية محكومة بقانون السوق بما حو ل المثقف إلى محترف ثقافة ال غير. وهو مناخ عام تحول فيه المثقف من»مشر ع«يرسم حدود المحظور والمسموح والصائب والخاطئ إلى مفس ر يعل ق على األحداث ويالحق تفاعالتها وذلك بفعل متطلبات السوق الثقافية كما يقول الجامعي اإليطالي جيوسيبي باتيلال. فالمثقف الفرد اليوم في أزمة خانقة وقل ة نادرة من مثقفي الغرب يمتلكون حقوق أعمالهم األدبية أو الفنية أو الفكرية وقد باتت ملك المؤسسات أو شركات ترعى إبداعاتهم واألدهى أن األمر ال يتوقف عند تبن ي أعمالهم وتحويلها إلى بضاعة تجارية بل على صلة بظهوريتهم اإلعالمية التي باتت عامال رئيسا في حضور المثقف أو غيابه في السوق الثقافية. لذا تجد المثقفين اليوم مدفوعين دفعا للعمل ضمن تجمعات ومؤسسات وهو ما يتجلى في نشاط مراكز األبحاث والدراسات أو ما ي عرف بوجه عام ب) think-tanks ( ألنه لم يبق للمثقف الفرد دور ضمن أوضاع محكومة بالرأسمالية اإلعالمية كما يصف عالم االجتماع مانويل كاستلز األمر. وبالتالي هناك حاجة ماسة تدفع بالمثقف لالنخراط في هيكل ثقافي مؤسساتي حفاظا على ماء الوجه في ظل انحسار دوره الفردي وبموجب ما حصل من تبدالت باتت تعصف بأوضاع الثقافة عامة. فالعقود األخيرة قد شهدت تحول الفعل الثقافي من المثقف الفرد إلى المثقف الجمعي الذي تعبر عنه مؤسسة ثقافية محكومة باستراتيجية مضبوطة وبخيارات سياسية. وفي جانب له صلة بأوضاع المثقف العربي في الغرب نقصد مجال االنضمام إلى األكاديميات الغربية ومراكز األبحاث المرموقة المهتمة بالدراسات االستشراقية فإنه غالبا ما تنتصب أمام المترشح العربي حتى وإن كان وليد الغرب جملة من العراقيل ال يتخطاها إال قلة. ت خضع المترشح إلى اختبار عسير شبيه بالفرز األمني الذي دأبت الدول القمعية العربية على ممارسته مع النخب التعليمية والثقافية عند انتدابها. حيث يتم الترحيب بالمثقف العربي في الغرب حين يتحول إلى حربة ثقافية وسياسية في صراعات الغرب التي يخوضها ضد البلدان المارقة والحضارات المنحطة لذلك نعرف في الغرب ظاهرة المثقفين العرب الموسميين محد دي مدة الصالحية ممن يكل فون بهذا الدور العاجل. ضمن هذا السياق ي عد الراحل إدوارد سعيد حالة فريدة في أوساط المثقفين العرب في الغرب في قدرة الرجل على اقتحام أعتى الحصون األكاديمية لالستشراق وإرساء مدرسة ما بعد االستشراق أو ما بعد االستعمار بات لها أتباعها شرقا وغربا وهو ما يطرح سؤال ما الذي توفر إلدوارد سعيد ولم يتوفر لغيره حتى استطاع أن يحقق ذلك اإلنجاز الفكري الباهر في الغرب ربما اإلجابة عن ذلك في قدرة سعيد على تحويل القضايا الهامشية إلى قضايا إنسانية بعيدا عن مضامينها القومية الحصرية وإلى انضواء الرجل ضمن شبكة تقدمية من المفكرين يجمعهم حس نقدي عال نحو الرأسمالية. تكشف المتابعة السوسيولوجية لإلنتلجنسيا العربية في الغرب عن وحدات معزولة عاملة ضمن المؤسسات التعليمية والثقافية الغربية تفتقر إلى التنسيق الالزم في ما بينها فضال عن انسداد قنوات تواصلها بينها وبين الحضارة األم. لكن أوضاع التوتر بين الغرب والعالم اإلسالمي وانعكاساتها المباشرة على الجموع المهاجرة باتت تدفع المثقف العربي في الغرب وال سيما من األجيال الشبابية الجديدة وليدة الغرب نحو طرح سؤال الهوية بعد أن كان اآلباء متغافلين عن هذا السؤال ومعنيين بتثبيت وجودهم المادي. صيرورة التحوالت التي يعيشها المثقف العربي في الغرب تدفع نحو تطورات جديدة تضعه على عتبة الدخول في طور جديد يمكن نعته بطور المثقف العربي الغربي وهو ما يشي بجملة من المراجعات والبن ينة الجديدة للهوية. كاتبمنتونسمقيمفي إيطاليا العدد - 26 مارس/ آذار 17 2017 16

مقال كيف نفكر في األمر سؤال الثورة على طريقة ميشيل فوكو خزمية علواين نجيب جورج عوض بدأت األوساط العامة والثقافية في العالم منذ فترة وجيزة تسأل عالنية وبتكرار ملحوظ عم ا إذا كانت ثورات الربيع العربي ضرورية حقا وما إذا كان االفتراض القائل بأنه لم يكن هناك مفر من حدوثها افتراضا صحيحا وهل كانت ثورات الربيع العربي أمرا مرغوبا به يتوق الشارع العربي له حقا وبنفس الوتيرة نلحظ أيضا تزايدا مط ردا في أوساط السوريين النازحين والمهج رين في األرض وحتى في ظهرانين المعارضين بينهم للنظام والداعمين للثورة السورية تساؤل يتنامى حول فائدة قيام ثورة في سوريا وحول ما إذا كانت مسألة الثورة على النظام أمرا لم يكن هناك مفر منه وما إذا كانت الثورة أمرا مرغوبا حقا من الشارع السوري أم أنها أمر ف رض عليه خالفا إلرادته ورغبته العميقة والواقعية كلها أسئلة عميقة ومهمة جدا وبتصوري أن الشارع الفكري والثقافي العربي يجب أن ينشغل بها ويعمل على التنظير حولها في السنوات القادمة. وما مقالتي القصيرة هذه سوى مساهمة بسيطة في عملية التفكر هذه. عام 1979 وفي سياق اندالع في الثورة ضد نظام الشاه البهلوي في إيران كتب الفيلسوف الفرنسي التفكيكي ميشيل فوكو مقاال طويال نشرته له جريدة اللوموند الفرنسية في الحادي عشر من شهر أيار ذاك العام بعنوان هل من العقيم أن نقوم بثورة يتأمل فوكو في هذا المقال في فكرة الثورة وفي تأريضها التاريخي والسياقي األنثروبولوجي محاوال اكتناه جذوره المسببة وإرهاصاته وتداعياته الناتجة سوسيولوجيا وإبستمولوجيا )كعادته في كل مشروع تفكيكي ينخرط فيه(. ومع أن فوكو يفعل هذا من خالل تأمله في الثورة اإليرانية بالذات إال أن خالصاته التفكيكية التي يقدمها في المقال تصلح برأيي لتقودنا في رحلة تفكيك مشابهة للثورة السورية وربما لثورات الربيع العربي برمتها. يبدأ فوكو )أيضا كعادته( عملية تركيبه لبنية تفسيرية تحلل ظاهرة الثورة بنقضه أوال لالفتراض )الحداثوي الفينومينولوجي بطبيعته في الحقيقة( القائل بأنه يمكن التعامل مع مسألة الثورة كحالة موضوعية قائمة بذاتها يمكن مقاربتها كما نقارب البنى المادية الكائنة أمامنا والمنتظرة لنا كي نعطيها معنا وتعريفا ماهويا وقواعد وجود. يفكك فوكو هذا االفتراض القبلي موجها أنظارنا إلى حقيقة أنه ال يوجد شيء موضوعي جامد قائم بذاته اسمه ثورة يتموضع أمامنا وينتظر مبضعنا التفسيري اإلبستمولوجي كي ن عم ل ه فيه. الثورة هي من قام بها هي البشر )أفراد وجماعات( الذين قاموا بها الثورة هي الثائرون. وبما أن الثورة هي الثائرون يجادل فوكو لهذا ال يوجد في الواقع تفسير قائم بذاته ونهائي إن لم يكن غير موجود بالمرة يمكنه أن يشرح لنا ذاك اإلنسان الذي قام بالفعل الثوري ففعل هذا اإلنسان الذي سب ب ثورة ما هو في الواقع وبالضرورة عملية تمزيق قطعت حبل التاريخ وسلسلته المنطقية والعقالنية الطويلة على حد تعبير فوكو هو عملية تمزيق من خارج السياق التاريخي التسلسلي المنطقي الذي نعتمد عليه عادة لنفسر أي ظاهرة بشرية ونعقلها إبستمولوجيا ولهذا ال يمكننا في الحقيقة أن نشرح هذا الخيار الثوري )كونه من خارج حدود لعبة الشرح التي نعتمدها عادة لنفهم أي شيء( الذي يجعل إنسانا ما ي فض ل خيار مخاطرة التعرض للقتل على الخيار المطمئن الكامن في عملية الخضوع والطاعة لمن ثار عليه. يتوقف فوكو لبرهة للتأمل في إمكانية أن تتحلى ثورات البشر أحيانا بصفة أو منطلق أو مظاهر دينية )يتوقف عند هذا ألنه يتأمل في الثورة اإليرانية(. ويخلص إلى تفسير هذا الخيار الت دي ني من نفس نفاذ فكرة أن ما يحدث من خارج سياق منطق وقواعد التفسير التاريخانية التسلسلية التي نبني عليها عملية تفسيرنا اإلبستمولوجي لما يحدث في الوجود يجب أن ندسه ونقاربه من خالل تموضعه في سياق معرفي وتخيلي آخر لطالما شكل فيه الفكر والتعقلن الديني عنصرا من عناصره الناظمة: كل ما ال ينتمي لسياق التفكر التاريخي ينتمي في الخبرة البشرية لسياق التفكر المختص بمافوق-التاريخي بالفائق للزمن أي بالديني. على هذه القاعدة القبلية االفتراضية يقترح فوكو بأن ه طالما أن اإلنسان الثائر اتخذ خيار كسر سيرورة اإلبستمولوجيا التاريخية وطالما أنه أدخل نفسه في حالة التضحية بالحياة )الحياة هي التاريخ( والوقوع ضحية الموت )الموت هو مافوق-التاريخ( فمن الممكن فهم السبب الكامن خلف قدرة ثورة هذا اإلنسان على أن تجد التعبيرات والخطابات التي تتحدث عنها وتنقلها والممارسات وأدوات الفعل التي تحتاجها في عناوين ووسائل واتجاهات تفكير دينية كون الدين هو أكثر سياق اختباري بشري يضع اإلنسان في سياق مافوق-التاريخ أو الفائق-للتاريخ. وحين تتلقف الكيانات البشرية والمؤسساتية الممثلة للتدين في المجتمع حالة الثورة التي يقوم بها هذا اإلنسان الثائر وتشرعنها وتعطيها الغطاء والدعم يتحول التدي ن ال إلى مصدر لألدلجة يقول فوكو بل المصدر األول واألوحد لعيش حالة الثورة حتى وإن لم يكن ذاك الثائر شخصيا متدينا أو منغمسا في حياته أو حياتها بخيار تدي ن أو التزام ديني قبل الثورة. هذا بالذات برأي فوكو ما يجعل أي ثورة بطبيعتها حالة غامضة أو حالة أحجية ت حي ر كل من يحاول أن يبحث ال عن اكتناه األسباب العميقة وراء الثورة بذاتها بل ووراء الميل واألسلوب الذي تم ممارسة الثورة به من قبل أفرادها وما الذي تفاعل في عقولهم كي يخاطروا بحياتهم بهذا الشكل ويقفوا أمام آلة الموت والحرب التي تملكها أنظمة السلطة التي ثاروا عليها مع أنهم يعلمون بامتالك تلك األنظمة لتلك القوة الضاربة المدم رة ومع أنهم يعلمون أن ردة فعل تلك األنظمة على خيارهم الثوري ستكون تعريض حياتهم ووجودهم برمته للفناء. في ضوء هذا االنتباه لحالة الثورة من نفاذ الفرد الثائر بالذات يخلص فوكو إلى أنه من المحتمل دوما بعد إحساس أي مجموعة من الثوار بأن ثورتهم بدأت تخلق حيز وجودها الخاص وماهيتها من خارج سياق التفكير والفهم السياقي المتسلسل تاريخيا وأنها تمكنت من الوقوف على قدميها على قاعدة بديلها التفكري )الديني بطبيعته البديلة( بأن تسقط تلك الثورة في فخ التحول إلى حالة سلطة وسطوة تفكك تلك الثورة من داخلها. ولهذا يقول فوكو من غير الواقعي معرفيا أبدا أن نصدق أي ثائر يقف ليقول للسياق المجتمعي العام الذي يوجد فيه أنا أثور ألجلكم جميعا. هناك تحرر نهائي سيطال كافة الناس«. ال بل إن فوكو يرى العدد - 26 مارس/ آذار 19 2017 18

مقال منطقا أكثر معقولية في االعتقاد القائل في قلب التاريخ في نهاية األمر. حكم قيمة معه أو ضده فهذا كله ما من العقيم القيام بثور. الحالة لن تتغير يكفي أن يتحلى اإلنسان يقترح فوكو هو سوى محاولة للهيمنة معرفيا عليه وكل شيء سيبقى على حاله مقارنة بموقف أخالقي تجاه خيار الثورة وتحويله إلى تنظير مؤدلج. بالمنطق األول. الذي يتخذه البشر: موقف يدرك أن كل ما علينا فعله هو أن نجعل خيار الثورة السبب لهذا التفضيل برأي فوكو هو أن المنطق األول يحاول أن يحو ل خيار هناك حاجة لمثل هكذا خيار في سياق الوجود التاريخي لإلنسان ألن هناك الذي يكسر دائرة فعل الفهم والتفسير العامة التسلسلية في تركيبتها دعوة لنا الثورة إلى قانون وقاعدة منطقية مطلقة حاجة ملحة في الحياة البشرية لتحجيم الكتناه الوجود الحقيقي الحتمال انكسار وعامة تنطبق على الجميع بشكل فوقي القوة وتأثيرها. وألن الواقع يقول إن السيالة التاريخية والمنطقية للحياة وجمعي. وهذا برأي فوكو غير واقعي القوانين واألنظمة التي نضعها كبنى البشرية أحيانا وللتنبه لقدرة اإلنسان وال منطقي ألن خيار الفرد باختيار وتراكيب ناظمة ومقوننة للحياة تعجز على فعل ذلك أحيانا ضد كل القواعد الموت على الحياة )الثورة( أمر ال يمكن قوننته وال تعميمه جمعيا وال افتراض أحيانا كثيرة عن تحجيم تلك القوة وألن المبادئ العالمية التي اخترناها مقياسا واألنظمة التي يعتقد من يملك القوة أنه ينجح بواسطتها بالوصاية على حياة فائدته )أو حتى ضرره( على اآلخرين لبشريتنا هي أيضا غير فعالة بشكل كاف الناس وبالتحكم بمآالتها. بمعية قيام فرد ما بأخذ هذا الخيار وكأنه هل كان من الضروري أن تقوم الثورة يأخذه بالنيابة عنهم وباسمهم. في سوريا أو في أي بلد من بلدان ال يوجد شيء اسمه خيار موت الربيع العربي وهل كان من المفيد أن )وربما ال خيار حياة أيضا( بالنيابة عن اآلخرين. هذا ما يعنيه فوكو حين يقترح بأن خيار الثورة دون سواه هو الوحيد الذي يسمح لحالة التفك ر والفهم الذاتوية )subjecitivity( بأن تلج فضاء سياق التفكير والتفسير ذي المهوية التسلسلية التاريخية والثورة وحدها تعطي الديمومة والتأثير لجانب الحضور الفردي الذاتوي في مواجهة الحضور الموضوعي الجمعي. بسبب تلك الذاتوية فإن خيار الثورة أحجية غامضة ال تسمح بطبيعتها وال حتى للثائر نفسه بأن يقول إن خياره خيار الثورة أحجية غامضة ال تسمح بطبيعتها وال حتى للثائر نفسه بأن يقول إن خياره صحيح أو إنه بريء أو إنه خيار سيحقق الوعد المرجو. ولهذا ال يتوجب علينا من حيث المبدأ بقول فوكو ال أن ندعم هذا الخيار ونتكاتف معه وال أن ندينه تلبس تلك الثورات لباسا دينيا مافوق- تاريخي ما يقترحه فوكو علينا في تعاملنا مع تلك التساؤالت هو أن ندرك أن المعضلة والتحدي الكامنين أمامنا هنا يكمنان في عدم صواب السؤال بحد ذاته. من الخطأ طرح تلك األسئلة بالمبدأ ألن أي إجابة يمكن أن نطو رها عنها لن تكون إجابة تتعلق فعال بخيار الثورة الذي أخذه من ثار ولن تكون إجابات تكشف بشكل صحيح الدافع الذاتوي العميق الكامن في كل منهم والذي ال يعرفه في المحص لة سواهم. لطالما قلت لطالبي في الصفوف صحيح أو إنه بريء أو إنه خيار الجامعية: أحيانا تكون نقطة البداية سيحقق الوعد المرجو. ولهذا ال يتوجب المعرفية الصحيحة التي تقود إلى علينا من حيث المبدأ بقول فوكو ال أن ندعم هذا الخيار ونتكاتف معه وال أن ندينه أو نلقي عليه قيمة تفضيلية أو فإنه من المطلوب دوما اتخاذ خيارات خالصات موثوقة هي في تعريض السؤال المطروح نفسه للتساؤل. أحيانا المشكلة تكمن في السؤال الخاطئ منيف عجاج نقدا دي انا. يكفي أن نتبصر فقط بأن من مناهضة للقوانين الجامدة والمنظومات وليس في الجواب الخاطئ وفوكو أخذ خيار الثورة وخيار مافوق-التاريخ المهيمنة التي تعيق حصول الناس على يدعونا لنعيد التفكير بآلية تفكيرنا هو كائن بشري موجود في الواقع وأن الحقوق. بالسؤال: كيف نفكر حين نفكر وما الذي وجودها حقيقي وفاعل في قلب التاريخ يخلص فوكو في النهاية إلى القول بأن نعتقد أنه تفكير صحيح حين نفكر بما بالرغم من أن الخيار الذي اتخذته يبغي ما علينا حيال فعل الثورة وخيارها الذي نفكر التحرر من دائرة ذاك التاريخ والتعالي يتخذه األفراد هو أن نحترم هذا الخيار فوقه. فهذا الخيار بحد ذاته تم اتخاذه دون أن نحاول تبريره وتفسيره أو بناء كاتب وأكاديمي من سوريا مقيم في أميركا العدد - 26 مارس/ آذار 21 2017 20

شعر أ ن ش ود ة ي وس ف ن هاية ق ص ة ال ت ن ت ه ي فادي يازجي نوري الجراح ه ل أ ع ود م ن ال م وت ل ر و ي ق ص ت ي ل م ن ه ل ك أ م أ ذ ه ب إ ل ى ال م وت ل ي ر و ي ال م وت ع لى ط ل ل ق ص ت ي م ش ي ت ال ر ض ك ل ه ا و و ص ل ت الط رف اآلخ ر م ن ا ل ر ض و ل م أ ج د ز م ن ي ل م أ ج د ع ل ى ال ج ر ف س و ى ظ ل ي الش اه ق ي ر ش ح د م ا وال ه او ي ة ت ص ر خ : أ ن ا أ م ك ي ا ح ب يب ي. أ ن اد يك م ن ح اف ة ال ر ض م ن ال ع ال م ب ع د ال ع ال م أ ن اد يك م ن ف ر اغ ال ح ق يق ة و ف راغ ال ك ذ وب ة م ن ص ع ق ة ال ب ر ق ال ذ ي ت ح ط م ف ي ي د ي وال غ اب ة ال ت ي آح ت ر ق ت. أ ن ا أ ن ت ي ا ح ط ام ي إك ت ش ف ت ال ح ق يق ة ب ع د ل ي أ ن ا أ ن ت أ ن ا إ خ و ت ي ال ه ال ك ين و أ ن ا ال م ن ف ي م ن ال ح ك اي ة ب ال ق م ح و ل ك ي ل و ق م يص ي م ب ل ل ب د م ي و د م ال ه ال ك ين إ خ و ت ي. *** و ال ع د م ط ائ ر ي ط و ي س م اء ف ي ك ت اب. ه ل أ ع ود م ن ال م وت أ م أ ذ ه ب إ ل ى ال م وت و ك م وج ه ا ل ي ف ي ال م وت ت ر يد ون ل ت ت ع ر ف وا و ج ه ي ال غ ر يب ف ي ال ح ط ام *** ك م اس م ا ت ر يد ون ل ي ك م ص يغ ة ل ل موت تكفي أ ج لي ك م و ج ه ا و ك م ق ن اعا... *** ك م م ر ة ي ا م وت ت أ خ ذ ن ي بالن ص ل م ن د ب ر ل ن ه ض م ر ة أ خ ر ى و د م ي ال م ه ر اق ي ن ظ ر ن ي و ل ي ع ر ف ن ي ث م ت ق ت ل ن ي و ل ت ج د الس ب يل إ لى خ ت ام ل ئ ق ب ج ر يم ة ال ق ت ل ل م ت ع د ب ين ن ا ل غ ة ول ت ر ج م ة ع ن ل غ ة و ل إ ش ار ة.. *** ص م ت ت ب ين ن ا ك ل الل غ ات. *** ق ال ك ت اب ل ع ر اف ي ق ر أ ف ي ك ت اب أ ر ى أ ط ف ال ف ي ال س ر ة ن ائ م ين و أ يد يهم ال م ر ب وطة بال ح بال ت ن ز ف و ه م ل ي س ت يق ظ ون أ ط ف ال ب أ ق ن ع ة ض اح ك ة و ن ش يج م ل و ن.. ي س ت ب ق ون ع ل ى ال م ر اي ا ف ي ك ت اب أ ع م ى ل ي ص ل وا إ ل ى الط رف اآلخ ر م ن الن ه ر. *** ل ك ن ن ا ل س ن ا ه ن ا ل م ن ع د ه ن ا أ ب دا ق ال الر ب يع و م ا ذ اك ال ذ ي ت خ ل ف ل ي س ت ط ل ع ال خ ب ر ف ي ب س ت ان و ر اء س ور م ح ط م ف ي د م ش ق العدد - 26 مارس/ آذار 23 2017 22

شعر *** و اآلن أ م ش ي ف ي د م ش ق و و ر ائ ي ظ ل ش اه ق و ف ي ي د ه ف أ س. *** قالت الشآميات للريح: م ش ين ا ال ر ض ك ل ه ا و ب ل غ ن ا ال م او ر اء و ه ا ن ح ن و ال ر ض م ا ب ع د ك ل أ ر ض و ك ل ف ك ر ة و ك ل س م اء. *** م ن أ ن ت ق ال ظ ل ال ق ت يل ل ظ ل ال ق ت يل ع ل ى ب اب ج ير ون : أ ن ا ي وس ف الش ام أ ي ق ون ة ال م س اف رين إ ل ى ح ت ف ه م ق م ر الض ائ ع ين ف ي ح ط ام أ ر ض ل م ت ع د ت ش ب ه ال ر ض و س م اء م ح ط م ة ع ل ى أ ه ل ه ا أ ن ا ي وس ف م ا أ خ ذ ال ب ح ر م ن ت ر اب الش ام وم ا أ ع ط ت ال ع اص ف ة ي وس ف م ا ش ق ق ت ي اب س ة وآب ت ل ع ت ص ف ح ة ف ي ك ت اب. *** ذ ه ب ت إ ل ى ال ح ك اي ة و ل م أ ج د ب ابا ف خ ر ج ت و و ج د ت ال خ ل ق ف ي الط ر ق ات ق ام ات ب ال ر ؤ وس.. س وى ف ت ى م ات و د ف ن اه ف ي ال ب يت ق ب ل م ائ ة ع ام. *** أ م ا و ق د ر ج ع واح د آخ ر م ن ه م ل ي غ ل ق ال ب اب ق ب ل أ ن ي خ ر ج وا ف ي ق ط اف الت وت ف ت ل ك ص ور ة ل يس إ ل م ن ش ريط أ س ود ص ام ت ف ي ع ل ب ة م ح ت ر ق ة. *** أ خ ل ص ظ ل ي م ن ج س د ي ال م م ز ق وأ خ ر ج م ن ح ط ام ن ش يد ي ف أ خ ال أ ن ن ي ف ي ن ز ه ة ع ل ى د ر اج ة ف ي ص يف د م ش قي م ض ى و ع ل ى ع ت ب ة ال ب يت ق ط ر ات م ن د م ط ف ول ت ي. *** م ن أ ن ا اليوم ل و ل م أ ك ن ي وس ف الش ام ول ي في ك ل ش ب ر م ن ت راب الش ام ج ب ل وج ل ج ل ة وم ريمة تطوف الرض بقميص يوسف. م ن أ ن ا اليوم ل و ل م أ ك ن ي وس ف ال غ ر يب ف ي الص و ر.. م ن أ ن ا و م ن أ ن ت ي ا ق ات ل ي و م ا ف ي ال ع م اء م راي ا ل ي ر ى ال ق ات ل و ج ه ه ف ي و ج ه م ن ق ت ل. *** ك ان ض ي اء ال ق م ر ي ط يل ق ام ات ن ا ف ت س ب ق ن ا إ ل ى ال م ش ف ى و ت س ب ق ن ا إ ل ى ال ب يت ه ن اك س ي خ يط ون ع ن ق ي ب إ ب ر ة الل يل و ي ع يد ون ي د ي إ ل ى ك ت ف ي ال م ه ش م. و ف ي ص ور ة أ خ ر ى.. ج ب اب رة و م س وخ ي ط وف ون بالر ؤ وس ف ي س ال ل و ي د ح ر ج ون ه ا ف ي ال ه او ي ات فادي يازجي ط واب ير م ن ال س ر ى ع ل ى ص راط م ن ال م ر اي ا و أ ق د ام ه م ال م ج ر ح ة ت ز ع ق... ش ق وق ال ر ض ت ر ت ج ف و ال ج ذ ور ت ت و ج ع *** ذ ه ب ت إ ل ى ال ح ك اي ة و ل م أ ج د ن ف س ي ف ت ح ت أ ب و اب ا و أ غ ل ق ت أ ب و اب ا و و ر اء ك ل ف ك ر ة أ و ص ر خ ة ت ه ت ف ي ح ط ام ال ب و اب و ص ر اخ ال م ر اي ا و ه ا أ ن ا اآل ن ف ي ع ر اء و م ن ح و ل ي ج ن ود ل ه م ر ؤ وس أ غ ن ام و ف ي أ ي د يه م ح ج ار ة ي س ح ق ون ب ه ا أ ج ن ح ة ت ض ط ر ب. *** ال ب ي وت ت ت د اع ي و ت ه و ي ه ي و ال ص و ات والن ش يج ي م أل ال ه او ي ة *** م ن أ ن ت ق ال ال ف ر اغ أ ن ا ي وس ف خ ات م ت ي و ق د س ب ق ت خ ط و ت ي والن ص ال ال ت ي أ د م ت ال ك ل م ات ف ي ال ق ام وس. *** ي وس ف ال م ر أ ة ال ت ي ص م ت ت ف ي ال ح ك اي ة و ص م ت ت ب ع د ال ح ك اي ة و ل م ت ت ك ل م ي وس ف ال ق ن اع ال ذ ي ر أ ى ال ج م ال و ق د ص ار ه ش يم ا ف ي الص و ر ل أ ب ل ي ل ن اد ي م ن و ح ش ة ال ر ض :»أ ب ي«أ ق ف ف ي ع ر اء م ا ب ع د د م ي و م ع ي أ خ و ت ي اله ال ك ون. *** ي ط ل ال ق ت يل ع ل ى أ م س ه ل ي م أل ع ي ن ي ه م ن ر م س ه : أ أ ك ون ال م س يح و ق ات ل ه أ م أ ن ا ط ل ل ف ي س راب.. العدد - 26 مارس/ آذار 25 2017 24