<4D F736F F D20C5D4DFC7E1EDC920C8E4C7C120C7E1CACCE3DAC7CA20C7E1D5E4C7DAEDC920C7E1DAE4DEE6CFEDC92DE4D3EDE320C8D1E5E32D3136>

ملفّات مشابهة
Microsoft PowerPoint - د . ابراهيم بدران ، بوربوينت.ppt [Compatibility Mode]

Microsoft Word - 55

Microsoft Word - Q2_2003 .DOC

عناوين حلقة بحث

6 الجمهورية الج ازي رية الديمق ارطية الشعبية مديرية التربية لولاية الطارف و ازرة التربية الوطنية امتحان البكالوريا التجريبي في مادتي التاريخ والجغ ارف

PowerPoint Presentation

تأثير اتفاقيتي الشراكة عبر المحيط الهادئ والشراكة في التجارة والاستثمار عبر الأطلسي على الدول العربية

اجيبي علي الاسئلة التالية بالكامل:

صندوق استثمارات اجلامعة ومواردها الذاتية ( استثمارات اجلامعة الذاتية ) مركز مركز استثمارات الطاقة املتجددة االستثمارات مركز اإلمام للمالية واملصرفية ا

المواصفات الاوربية لإدارة الابتكار كخارطة طريق لتعزيز الابتكار في الدول العربية

Microsoft Word - ?????? ??? ? ??? ??????? ?? ?????? ??????? ??????? ????????

الرقابة الداخلية والرقابة الخارجية

Microsoft Word - Sample Weights.doc

Microsoft Word - QA-Reliability

Our Landing Page

FCA_briefing_on_financial_resources_COP-3_FINAL - AR - - NeoOffice Writer

نموذج السيرة الذاتية

صندوق استثمارات اجلامعة ومواردها الذاتية ( مركز تنمية أوقاف اجلامعة ) إدارة األصول واملصارف الوقفية إدارة االستثمارات الوقفية إدارة إدارة األحباث وامل

مؤتمر: " التأجير التمويلي األول " طريق جديد لالستثمار لدعم وتنمية المشروعات القومية والشركات الصغيرة والمتوسطة تحت رعاية : و ازرة االستثمار و ازرة اال

الخطة الاستراتيجية ( 2015 – 2020 )

PowerPoint Presentation

Microsoft PowerPoint - PRESENTATION ANSEJ - P2 Mr. Mohamed Cherif Boaoud.ppt

دبلوم متوسط برمجة تطبيقات الهواتف الذكية

Our Landing Page

brochure

مخزون الكلنكر الرجاء قراءة إعالن إخالء المسؤولية على ظهر التقرير المملكة العربية السعودية قطاع المواد األساسية األسمنت فبراير 2017 ٣٠ ٢٥ ٢٠ ١٥ ١٠ ٥ ٠

Our Landing Page

وزارة الرتبية الوطنية امتحان بكالوراي التعليم الثانوي الشعبة: تقين رايضي اختبار يف مادة: الرايضيات اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية الديوان الو

التعريفة المتميزة لمشروعات الطاقة المتجددة في مصر

الجلسة الأولى: الابتكار والملكية الفكرية

<4D F736F F D20C7E1CACDE1EDE120C7E1E3C7E1ED20E6C7E1DDE4ED>

الا سم :... الشعبة :... ورقة عمل للصف الخامس في مادة الدراسات الاجتماعية والتربية الوطنية درس مجلس التعاون لدول الخليج العربية ) طبيعيا ( السو ال الا

Al-Quds University Executive Vice President Hasan Dweik, Ph.D. Professor of Polymer Chemistry جامعة القدس نائب الرئيس التنفيذي أ. د. حسن الدويك أستاذ

Microsoft PowerPoint - Session 7 - LIBYA - MOH.pptx

الوحدة األولى المالمح البشرية للوطن العربي عنوان الدرس : سكان الوطن العربي أوال :أكمل الجدول التالي: 392 مليون نسمة %5.3 %39.9 %60.1 عدد سكان الوطن ال

المملكة العربية السعودية م ق س ..../1998

CME/40/5(b) Madrid, April 2015 Original: English لجنة منظمة السياحة العالمية للشرق األوسط اإلجتماع األربعون دبي اإلما ارت العربية المتحدة 5 أيار/مايو

السياسات البيئية السياسات البيئية 1

Microsoft PowerPoint - محاضرة 2 - الحفر والردم [Compatibility Mode]

استمارة تحويل طالب يتعلم في الصف العادي لجنة التنسيب إلى )التقرير التربوي( استمارة لتركيز المعلومات حول العالج المسبق الذي حصل علية الطالب\ة الذي يتعل

الدليل التدريبي لتسجيل منتج البوابة االلكترونية للمطابقة )سابر( الدليل التدريبي لتسجيل منتج 0

) NSB-AppStudio برمجة تطبيقات األجهزة الذكية باستخدام برنامج ( ) برمجة تطبيقات األجهزة الذكية باستخدام برنامج ( NSB-AppStudio الدرس األول ) 1 ( الدرس

دليل ضريبة القيمة المضافة التأجير التمويلي

Morgan & Banks Presentation V

بسم الله الرحمن الرحيم الخطة الدراسية لدرجة الماجستير في قانون الملكية الفكرية ( مسار الشامل ) 022 ش 5 رقم الخطة أوال : أحكام وشروط عامة : ثانيا : ثال

. رصد حضور المرأة في وسائل اإلعالم المحلية 2017

نشرة توعوية يصدرها معهد الدراسات المصرفية دولة الكويت - ابريل 2015 السلسلة السابعة- العدد 9 كفاءة سوق األوراق املالية Efficiency of the Securities Mar

QNB Letterhead Template English

Microsoft Word - إعلانات توظيف لسنة 2017

حالة عملية : إعادة هيكلة املوارد البشرية بالشركة املصرية لالتصاالت 3002 خالل الفرتة من 8991 إىل مادة ادارة املوارد البشرية الفرقة الرابعة شعبة نظم امل

المحاضرة الثانية عشر مقاييس التشتت درسنا في المحاضرة السابقة مقاييس النزعة المركزية أو المتوسطات هي مقاييس رقمية تحدد موقع أو مركز التوزيع أو البيانات

Microsoft Word doc

درس 02

التقريرالسنوي لمالكي الوحدات البيت 52 الفترة من يناير 2017 إلى ديسمبر 2017 تقارير الصندوق متاحة عند الطلب وبدون مقابل

ذذذذذذذذذ أهم المؤشرات االساسية لالقتصاد االردني MAJOR ECONOMIC INDICATORS OF JORDAN ادارة السياسات والدراسات االقتصادية Economic

ABU DHABI EDUCATION COUNCIL Abu Dhabi Education Zone AL Mountaha Secondary School g-12 science section Mathematics Student Name:.. Section: How Long i

الجامعة الاردنية:الصحة النفسية

الــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ 2017 )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﻣﺎﺭﺱ 2018 الـرقم الــــق

WATER POLICY REFORM IN SULTANATE OF OMAN

االبداع في صياغة المواقف المضحكة من خصائص الشخص ذو الذكاء: الفكاهي A. الذاتي B. اللغوي C. العاطفي D. االتصال الذي يتخذ فيه الفرد قراراته بناء على المع

A39-WP/241 TE/94 30/8/16 منظمة الطي ارن المدني الدولي ورقة عمل الجمعية العمومية - الدورة التاسعة اللجنة الفنية والثلاثون البند ٣٧ من جدول الا عمال: ال

المحاضرة العاشرة الجديده لالساليب الكميه في االداره الفصل الثاني لعام 1439 ه للدكتور ملفي الرشيدي يجب الرجوع للمحاضره المسجله لفهم الماده وامثلتها تحل

الــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ 2017 )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 2017 الـرقم الـــ

PowerPoint Presentation

10) série d'exercices chute libre d'un corps solide

اﻟﺨﻄﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﻼﺟﺌني وﺗــﻌﺰﻳــﺰ اﻟﻘـﺪرة ﻋـﲆ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻷزﻣﺎت ٢٠١٨-٢٠١٧ اﺳﺘﺠـــــﺎﺑ ﺔ ﻟـﻸزﻣــــﺔ اﻟﺴــــــــﻮرﻳـﺔ التقرير السنوي للعام :2017 ملخص تنفيذي

نظرية الملاحظة

عمليات التقييم - تقييم خارجي مستقل لوظيفة التقييم في منظمة العمل الدولية

األثنين الثالثاء األحد السبت األربعاء الخميس 2 1 اليوم الساعة ميكروبيولوجيا تطبيقية )عملى $ ) T311 التطور وديناميكية العشائر ( عملى ) ميكروبيولوجيا تط

<4D F736F F D20E1C7C6CDC920DAE1C7E3C920C7E1CCE6CFC92E646F63>

تقرير حول دراسة السلسلة التسويقية للتمور بدولة قطر 1. عدد النخيل و المساحة المزروعة و كمية االنتاج :

Microsoft Word - Ja doc

حساب ختام موازنة السلطة المركز ة للسنة المال ة 2013 م قسم) 23 (:وزارة الصحة العامة والسكان فرع ( 02 ) :المعهد العال للعلوم الصح ة صنعاء

<4D F736F F D20E3DECFE3C920C7E1D5CDC7DDC920C7E1E3CACED5D5C92E646F63>

Microsoft Word doc

16 أبريل 2019 االطالق الرسمي للجائزة

١) ( رقم العامة الا مانة الجامعات العربية لاتحاد شروط وقواعد النشر في مجلة اتحاد الجامعات العربية تكون شروط وقواعد النشر بالمجلة العلمية التي يصدرها ا

Microsoft Word - 2-Article_Leasing_Law_ lina _3_

السؤال الأول: ‏

Microsoft Word - Study Plan _ Arabic

Microsoft Word - new.doc

كيف نص فن الحكومات السيادية نوجز في هذه المقالة األج ازء الرئيسية ل "منهجية تصنيف الحكومات السيادية" للتصنيفات االئتمانية«المنشور بتاريخ 18 ديسمبر/كان

هللا مسب*** مداخلة السيد النائب مالل محمد فيما يتعلق بمناقشة الميزانيات الفرعية للقطاعات الحكومية التي تدخل ضمن اختصاصات لجنة البنيات األساسية والطاقة

لــؤي أحمد المسـلم

الشركة الفلسطينية للتوزيع والخدمات اللوجستية المساهمة العامة المحدودة القوائم المالية المرحلية الموحدة المختصرة )غير المدققة( 03 أيلول 3300

سلسلة العمل الذاتي لمادة الریاضیات رقم (01) المستوى: 3 ثانوي علوم تجريبية الا ستاذ :عبداالله بالرقي المتتالیات العددیة 1 )المتتالیة الحسابیة التمرین(

بجسكو بأعين الصحافة

عرض تقديمي في PowerPoint

Slide 1

بسم هللا الرحمن الرحيم المادة: مقدمة في بحوث العمليات )100 بحث ) الفصل الدراسي األول للعام الدراسي 1439/1438 ه االختبار الفصلي الثاني اسم الطالب: الرق

دليل المستخدم لبوابة اتحاد المالك التفاعلية

الحل المفضل لموضوع الر اض ات شعبة تقن ر اض بكالور ا 2015 الحل المفص ل للموضوع األو ل التمر ن األو ل: 1 كتابة و على الشكل األس. إعداد: مصطفاي عبد العز

Microsoft Word - ER-EBA A

Microsoft Word - article-pere-salah

رسالة كلية التمريض: تلتزم كلية التمريض - جامعة دمنهور بتقديم سلسلة متصلة من البرامج التعليمية الشاملة إلعداد كوادر تمريضية ذوى كفاءة عالية فى مهارات ا

بلاغ المناظرات الخصوصية دورة سنة 2016

توزيع املساقات الدراسية في برامج ماكاديمية على ماقسام العلمية )1( قسم القانون الدولي العام م املساق القانون الدولي العام التنظيم الد

الجامعة الأردنية

خطـــــة المركــــــز التدريبيـــــة خلال شهر كانون ثاني من عام 2004

النسخ:

دراسات العلوم الا نسانية والاجتماعية المجل د 42 ملحق 2015 2 إشكالية بناء التجمعات الصناعية العنقودية في الا ردن نسيم فارس برهم* ملخص تميل النشاطات الاقتصادية في الاقتصاد الحر الى التجمع في مواقع محددة تحقق م ازيا اقتصادية متعددة يطلق عليها "إقتصاديات التجمع". وهي إقتصاديات أو وفو ارت خارجية درسها الا قتصاديون والجغ ارفيون منذ مطلع القرن الماضي. وفي حالة تفاعل نشاطات إقتصادية ومؤسسات رسمية وم اركز أبحاث لتكوين سلسلة قيمة مشتركة فا ننا نكون بصدد "تجمع عنقودي صناعي". ويتميز هذا التجمع بقد ارتة العالية على الا بتكار وزيادة ق د رة منتجاته على المنافسة. وبهذا يمكن النظر الى التجمعات الصناعية العنقودية كبنية إقتصادية وظيفية وكسياسة تنموية إقليمية. تهدف هذه الد ارسة الى مناقشة إمكانية بناء التجمعات الصناعية العنقودية من خلال د ارسة الصناعات الهندسية القاي مة في مدينة الملك عبداالله الثاني. وقد تبين أن بنية الصناعات الهندسية والمؤسسية الا جتماعية تحولان دون بناء التجمعات الصناعية العنقودية. الكلمات الدالة: إقتصاديات التجمع التجمع الصناعي العنقودي سلاسل القيم الا بتكار المؤسسية الا جتماعية. المقدمة شهدت الد ارسات الجغ ارفية الاقتصادية التي تعني بالمواقع الصناعية نقلة نوعية في إب ارز أهمية التركز الصناعي على مكان محدود المساحة. فقد ظهرت منذ بدايات القرن الماضي أفكار الفرد فيبر (1909) في إعتبار التجمع الصناعي أحد العوامل الري يسة في إختيار الموقع المثالي للمصنع المنفرد. كما أبرز مارشال أهمية التجمع الصناعي في إحداث الوفو ارت الاقتصادية وأسماها "وفو ارت الموقع" أو "الوفو ارت الخارجية". وما ازل الا قتصاديون يطلقون على التجمعات الصناعية مفهوم "تجمع مارشال" ت قدي ار لا اري ه في هذا المجال. أدت هذة الا فكار الى إهتمام الكثير من الدول والمؤسسات الاقتصادية في إتباع "است ارتيجية التجمعات الصناعية" سواء لدعم التنمية الا قليمية أو التنمية الوطنية القاي مة على دعم القطاع الصناعي. جاء تطبيق الا ردن لهذه الاست ارتيجية متا خ ار حيث تم الشروع في إنشاء المدينة الصناعية الا ولى في سحاب عام 1980 وتبعها مدينة الحسن الصناعية في شمال الا ردن عام 1986 ومن ثم انتشرت الظاهرة في معظم مناطق المملكة. ومع ت ارجع - أو بالا حرى فشل - الفوردية كنظام إنتاج صناعي قاي م على أساس المصنع المنفرد ساد طوال ال فت رة الممتدة من بداية القرن العشرين وحتى منتصف السبعينات منه بدأ التحول من فكرة التجمع الصناعي الكلاسيكي الى ما بات يعرف "بالتجمع العنقودي ".Cluster وما يهمنا هنا ليس طبيعة الموقع فحسب وا نما المضمون فالتجمع الصناعي يعكس ا تركز لعدد من المصانع في مكان محدد في حين يعني التجمع الصناعي العنقودي: مجموعة من الشركات الصناعية والموردين وم اركز البحث العلمي والمؤسسات الرسمية المت اربطة والمتكاملة معا من أجل إنتاج صناعي أو خدماتي مشترك وغالبا ما تتوطن العناقيد الصناعية في مواقع مميزة (3.(Ketels,,2003 وتكمن م ازيا العنقود الا قتصادي بالتقارب الجغ ارفي موقعا ونشاطا وبا مكانية الا ستفادة من القد ارت البشرية المتخصصة ومن الموردين ومن المعرفة الساي دة في الموقع. وهذا يعني أن موقعة يبقى ضمن ما يعرف بالا قليم الوظيفي.Functional region ويرتكز التجمع العنقودي على أساس المنشا ة الاقتصادية. وبهذا تنطلق التنمية من الا قتصاد الجزي ي لا الكلي.Microeconomic development والا هم من ذلك هي وظيفة العنقود الصناعي إذ ينظر اليه كنموذج تنموي Development" "Cluster-based أو حتى قطب تنموي (8 Maier,,2008 (Blien and بديلا لنماذج متعددة مثل التنمية القاي مة على الموارد أو الا ستثما ارت أو التصدير. والتجمعات أو المدن الصناعية هي في الا ساس حلقة من * قسم الجغ ارفيا كلية الا داب الجامعة الا ردنية عمان. تاريخ استلام البحث 2014/12/18 وتاريخ قبوله 2015/5/18. 2015 عمادة البحث العلمي/ الجامعة الا ردنية. جميع الحقوق محفوظة. - 1599 -

إشكالية بناء التجمعات... سياسة تنموية قاي مة على تقديم الحوافز -based-incentive Development ولا تختلف في نهاية الا مر عن نماذج التنمية السابقة الذكر. أما التجمع الصناعي العنقودي وا ن كان ينطلق من المنشا ة الاقتصادية المنفردة الا أنة يهدف الى بناء وتطوير قد ارت المنشا ت الصناعية لتمكينها مجتمعة من المنافسة. إنها عملية خلق بيي ة تعلم ونقل معرفة متجددة تساهم في إحداث تجديد وا بتكا ارت متلاحقة تكسبها منافسة مع الصناعات الا خرى. ويمكن من خلال ذلك الوصول الصيغة مشتركة تساهم في زيادة النمو الا قتصادي المستديم في الا قليم. ويتحول هذا التمكين الى "است ارتيجية تنموية" تحفز إنشاء المزيد من الا عمال وتطويرها بنفس الا سلوب السابق. أما حدود التجمع العنقودي فليست مادية (سياج أو جدار) كما هو الحال في المدن الصناعية- وانما ساي بة يحددها رجال الا عمال والعمال تبعا لعاملي المسافة التي يريدون قطعها والوقت اللازم لذلك. وقد تتعدي تا ثي ارت التجمعات العنقودية حدودها السابقة الذكر تبعا لنظام وطبيعة المواصلات الساي دة كما هو الحال في نظام "Just in-time" (JIT) وتبعا للهوية الثقافية والطبيعة الا جتماعية (12.(Rosenfeld,,2002 يعتبر بورتر من الا واي ل الذين درسوا التجمعات العنقودية. ويعود النجاح في ارية لا الى نوعية الصناعة وا نما الى وجودها ضمن تجمع عنقودي يتميز بت اربطات أفقية وعامودية (Porter, (1991. ومن المعروف أن بناءالتجمع العنقودي لا يتم في ليلة وضحاها وا نما يعتبر عملية ت اركمية تستغرق وقتا وجهدا كبيرين. ونظ ار لمرور ما يقارب الثلاثين عاما على إنشاء أول مدينة صناعية في الا ردن وهي مدينة عبداالله الثاني الصناعيه (تعرف محليا بمدينة سحاب الصناعيه لوقوعها في مدينة سحاب شرق عمان) بات من الضروري معرفة طبيعة التفاعل بين المصانع القاي مه فيها ومدى الا قت ارب من بلورة تجمع عنقودي صناعي فيها. وقد تم د ارسة الصناعات الهندسية (المعدنيه والكهرباي يه) لما لها من خصاي ص تحتم التعاون والتكامل ونقل المعرفة فيما بينها. مشكلة الد ارسة انتقل البحث العلمي من التركيز على المصنع المنفرد الى التجمع الصناعي وم ازياة في تحقيق إقتصاديات الموقع المعروفة بالوفو ارت الخارجية. وبناء على ذلك تم إتباع سياسة إنشاء المدن الصناعية وتقديم خدمات مشتركة لعدد كبير من المصانع على شكل حوافز. نسيم فارس برهم واليوم لا يعتبر تقديم الحوافز هو الا ساس وا نما تمكين عدد من المصانع من تشكيل تجمع عنقودي يؤدي الى تعميق المعرفة والخبرة بين الشركاء في التجمع وزيادة التكامل بينهم وتوسيع داي رة المعرفة وتخفيض كلفة التعامل وذلك لتحقيق منافع مشتركة مثل "إقتصاديات الحجم" وزيادة ثقة الموردين والممولين وحتى القاي مين على توفير مستلزمات البنية التحتية بالتجمع الصناعي العنقودي (2002 S.A.,.(Rosenfeld, ونظ ار لمرور 30 عاما على إنشاء أول مدينة صناعية "مدينة عبداالله الثاني الصناعية" في سحاب فقد بات من الضروري معرفة فيما إذا كان التجمع الصناعي الذي يضم ق اربة 367 مصنعا يعمل فيها 14341 عاملا (مؤسسة المدن الصناعيه التقرير السنوي 2011) يتجة نحو بناء تجمع عنقودي بين الصناعات المتداخلة أو المتكاملة أم لا. والا هم من ذلك معرفة الا سباب التي ساعدت وتساعد أو تحول دون بناء التجمع العنقودي. الا طار النظري للد ارسة يجدر بنا في البداية أن نوضح التباين في وجهات النظر في كيفية نشا ة التجمعات الا قتصاديه بشكل عام قبل التطرق لنشا ة التجمع العنقودي كشكل متقدم ومتخصص منها. ويهمنا في هذا السياق ما طرحة (1991) Krugman الذي يعلل نشا ة التجمع بما يلي: تميل المنشا ت الى التركز في موقع ما عندما تكون تكاليفها الثابتة عالية. وحتى يصبح الا نتاج مجديا من الناحية الاقتصادية تلجا هذة المنشا ت الى إتباع نظام إنتاج يقوم على" إقتصاديات الحجم" Scale Economies of والذي يعني تخفيض كلفة وحدة الا نتاج من خلال زيادة حجم الا نتاج الكلي. ويقتضي ذلك التركز في موقع محدد وعدم نشر وحدات الا نتاج لتخفيض التكاليف. تتركز المنشا ت الاقتصادية بشكل أكبر عندما يكون إرتباطها بمواقع ثابتة (مواقع الموارد الطبيعية مثلا ) ضعيفا. ويرى (109 Bathelt,2001) أن هذا الطرح يتناقض مع الفكر التقليدي الذي يربط نشا ة التجمع بمدى إرتباطه بالموارد ذات المواقع المحددة. وهذا يعني أن المنشا ت غير المرتبطة بمثل هذة المواقع (Footloose) تكون ذات إنتشار أوسع ولا تميل الى التركز. تتركز المنشا ت بدرجة أكبر عندما تكون تكاليف النقل أقل. ويتناقض هذا العامل أيضا مع الا فكار الكلاسيكية التي طرحها فيبر 1909).(Weber, وعلى الرغم من ربط Krugman نشا ة التجمعات الصناعية - 1600 -

دراسات العلوم الا نسانية والاجتماعية المجل د 42 ملحق 2015 2 (Milieu) المحيطة بالمنشا ت وما يجري فيها من تعاون وتكامل ومن دعم الؤسسات المساندة (Meso-Organizations) والرسمية.(PORTER, M. 2001, 253 ff ) فنجاح المؤسسة أو الشركة الواحدة قضية مرتبطة بنظام التشبيك القاي م في البيي ة المحيطة سواء مع الموردين أو مع الزباي ن أو مع الؤسسات الرسمية (كم اركز البحث العلمي) والمدنية (النقابات والجمعيات المختلفة). كما أن نوعية التفاعل بين الا عمال هي أداة التمييز بين التجمع العنقودي وبين التجمع التقليدي (2006.(Mossig, وتجمع المنشا ت الصناعية يسهل ويمكن التكامل والتفاعل فيما بينها ولكنه ليس السبب فيها (1997.(Hassing, لهذا تتباين النظرة الى القرب المكاني (الجغ ارفي) تبعا للا مكانيات المتاحة في بناء نظام التشبيك بين رجال الا عمال 2008) Maier,.(Blien and وفي هذا السياق يمكننا النظر الى عمليات التحديث والا بتكار Processes) (Innovation والتي تقوم أساسا على التعاون بين المنشا ت والمؤسسات المختلفة كضروره لنشا ة التجمعات العنقوديه وكذلك على عملية التعلم التي يكتسبها العاملون من خلال التفاعل بين المؤسسات. ومن هنا ظهر مفهوم " التعلم من خلال التفاعل interaction).(learning by ويمكننا القول أن تنمية الا قليم وكذلك الدولة مرتبط بقوة التحديث والا بتكار التي يفرزها التفاعل المؤسسي. ويرى (2008) Ketels أن عملية التحديث تتطلب عملا مشتركا وح ار مع شركاء أقوياء. ويعني ذلك أن نجاح المنشا ت الاقتصادية لا يعتمد على القد ارت الذاتية فحسب وا نما على نوعية الشركاء الخارجيين. ويدعو في نفس الوقت الى البحث عن ش اركة عالمية. ونظ ار لهذة المتطلبات وما ينجم عنها من تحديث وتكامل فا نه ينتظر من التجمعات العنقودية الكثير من التا ثي ارت الا يجابية أهمها إحداث النمو وتوفير فرص عمل على مستوى الا قليم. تنطلق د ارسات التجمع العنقودي من خلفيات نظرية متعددة ففي حين يرى (2004) Sternberg أن تشكيل التجمع العنقودي مرتبط بمبدأ العقلانية Principe) (Rational يرى (1991) Krugman أن ذلك مرتبط بنظرية النمو الذاتي أو الداخلي Theory).(Endogen Growth وحتى يتم فهم نشا ة وتطور التجمعات العنقودية في الجغ ارفيا الاقتصادية فا نه ينبغي إد ارك الطروحات النظرية التي برزت في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي. واختيار هذة ال فترة بالذات نابع * يذكر في العديد من الد ارسات الجغ ارفية الحديثة "عامل الصدفة" لتفسير نشا ة بالعامل التاريخي الا أنه لم يوضح العلاقة الجدلية بين عامل الزمن وبين ظهور التجمعات ومدى تا ثير العوامل الثلاثة سابقة (*) الذكر. ونلاحظ في هذا السياق عدم التعرض لتا ثير العامل البشري في عملية التركز. وهنا يجدر بنا طرح فكرة Storper (1997) الذي يرى في التجمع الا قتصادي وحتى في البنية المكانية "صنيعة إجتماعية" تنشا من خلال التفاعل بين رجال الا عمال ومنشا تهم والمؤسسية التي يتبعون لها. والمؤسسية بشقيها الرسمي (القوانين والتنظيمات النافذة) وغير الرسمي والتي تشتمل على جملة العادات والتقاليد والقيم المتعارف عليها (غير المكتوبة) في مجتمع ما هي التي تشكل إطار عملية التفاعل بين رجال الا عمال وتصرفاتهم في مجال إختيار الموقع والتعاون والمنافسة... الخ. ويمكننا أن نستخلص من ذلك أن بنية التجمعات الاقتصادية تتباين من مجتمع لا خر ولا يمكن فهمها أو تحليلها الا من خلال فهم النسيج الا جتماعي وتصرفات أف ارده. وهذا يعني أننا أمام نموذج جديد يقوم على نظام تشبيك إجتماعي Social-Network Model والذي أطلقت علية كارلسون نمط Model".(Karlsson, 2008, 2) Club عند محاولة تعريف التجمع الصناعي العنقودي فا نه ينبغي بداية العودة الى أفكار ميشاي يل بورتر (1990 Porter, (Michael والذي يعتبر بحق الا ب الروحي ل فكرة العنقود الصناعي سواء من حيث البنية أو من حيث الدور الذي يلعبة في كسب المنافسة وا عتمادة كسياسة للتنمية الا قليمية. وتبعا لبورتر فا ن التجمع العنقودي هو "تركز منشا ت إقتصادية متماثلة الا نتاج ومرتبطة بسلسلة قيمة مضافة محددة في موقع ما وتتفاعل مع منشا ت مشابهة با نتاجها وترتبط بموردين متخصصين وبمؤسسات ذات علاقة مثل الجامعات والنقابات والخدمات المتخصصة كالبنوك والمحاسبين والمستشارين". وبهذا تتضمن العناقيد الصناعية عدة عناصر هي: التقارب الجغ ارفي: ويقصد به تقارب مواقع المنشا ت جغ ارفيا. التخصص: وقد أشير في التعريف السابق الذكر الى إشت ارك المنشا ت الصناعية بنفس سلسلة القيمة المضافة. ويعني هذا تكامل في الا نتاج يعطي لكل منشا ة إمكانية تحقيق قيمة مضافة أعلى. وجود منشا ت متشابهة في الا نتاج. الا رتباط بمؤسسات علميه وا قتصاديه ولوجستيه أخرى. ومن الملاحظ أن العناصر السابقة الذكر هي قضايا خارجة عن البنية التنظيمية الداخلية للمنشا ت نفسها (Intra-.Organization) ويرى بورتر أن نجاج المنشا ت يرتبط بالبيي ة بعض المواقع الا قتصادية أو ظاهرة إقتصادية ما. - 1601 -

إشكالية بناء التجمعات... من التحولات التي أفرزها ت ارجع - أو إنتهاء - نظام الفوردية في الا نتاج الصناعي (Fordism) وظهور نظام جديد قاي م على المرونة والتخصص Specialization) (Flexible والذي يقوم على مبدأ التفاعل والتكامل بين مجموعة من المنشا ت التابعة لنفس الفرع الصناعي أو المشابة لة. ففي حين يعتمد مبدأ الفوردية على إقتصاديات الحجم والا نتاج العامودي (تقسيم إنتاج السلعة على م ارحل تتم داخل المصنع الواحد) فا ن النظام الجديد (المرونة والتخصص) يقوم على أساس التكامل بين المنشا ت الصغيرة والمتوسطة أفقيا. وبناء عليه فا ن "التجمع" الا قتصادي أو التركز المكاني للمنشا ت يصبح ض رورة يمليها التكامل لعدم قدرة المنشا ت الصغيرة على الا خذ با سلوب إقتصاديات الحجم في الا نتاج من جهة وضعف النزعة عند رجال الا عمال فيها على المخا طرة ب أرس مالهم الصغير. وتعني "الض رورة" هنا "كلفة التعامل" والتي سيتم التعرض لها فيما بعد. وقد أطلق على هذا النوع من التجمعات " المناطق الصناعية Districts).(Industrial وفي هذا السياق يمكن الرجوع الى كتاب W. (1992) Pyke, F. and Sengenberger, با عتباره من الكتب التي ركزت على نشا ة وتطور المناطق الصناعيه. وهناك تفسي ارت أخرى توضح كيفية نشاة التجمعات فمن خلال البناء على فكرة التطور في العلوم البيولوجية يرى شامب (2002 (Schamp, أن نشا ة التجمعات مرتبطة بالتحولات الاقتصادية التي تخلف و ارءها عددا من الخيا ارت يتبقى منها الا صلح والا كثر قدرة على الا ستدامة. وفي حالة وصول أحد الخيا ارت الى درجة عالية من الثبات والا ستم اررية فا نه ينشا في المكان مسار جديد.(Path) وغالبا ما يقوم رجال الا عمال بتعديل خططهم ونوع وطريقة إنتاجهم لتواكب المسار الجديد. ويمكننا أن نطرح مجموعة من الا سي لة تفسر الا جابة عليها تباين نجاج الا عمال الاقتصادية من جهة والتباين الا قتصادي والتنموي بين الا قاليم وحتى بين أج ازء الا قليم الواحد من جهة أخرى. هل تصل المعلومات المتعلقة بالخيا ارت الممكنة بنفس الحجم لجميع رجال الا عمال وبنفس الوقت أيضا - هل يقوم رجال الا عمال بتقييم الخيا ارت والمسا ارت بنفس الطريقة والا دوات - هل يتجاوب رجال الا عمال مع الخيا ارت المطروحة بنفس القوة - هل يتوفر لدى رجال الا عمال نفس الا مكانيات للسير في إج ارءات التغيير وا عادة هيكلة أعمالهم لا شك أن الا جابة على جميع الا سي لة السابقة هي بالنفي إذ لا يعقل أن تكون قد ارت ومها ارت وا مكانيات رجال الا عمال نسيم فارس برهم وتصرفاتهم متساوية في الزمان والمكان. وهذا يعني أن فكرة الا نسان الا قتصادي المتجانس (العقلاني) Homo economicus لا وجود لة في الواقع. ويفسر هذا الطرح التباين في أداء رجال الا عمال وانعكاساتة على التنمية الاقتصادية والا جتماعية في المكان أو في الا قليم. ونظ ار لتباين حجم المعلومات التي يتلقاها رجل الا عمال فا ن معرفتهم تكون أيضا متباينة الا مر الذي يزيد من الحاجة الى التعاون والتكامل فيما بينهم. وقد يؤدي ذلك الى نشا ة التجمعات العنقودية صدفة أو في سياق تاريخي معين أو بق ارر من رجال الا عمال يتخذ على مستوى الا ف ارد. فعندما يقوم أحد رجال الا عمال بطرح منتج جديد أو طريقة إنتاج جديدة في موقع ما فا ن الكثير من المصانع التي تتبع نفس المسار ستنتشر في موقع مجاور للا ستفادة من الفرصة المتاحة والتي أطلق عليها (1989) Storper/ Walker ما يعرف "بشباك فرص الموقع" Windows of location.opportunity كما ويطلق على عملية إنتشار الظاهرة مفهوم Spin-off-Process والتي تا خذ أشكالا مختلفة لا يتسع المجال هنا للتعرض لها. وا ذا ما عدنا الى المسار النجم عن التحولات الاقتصادية فقد أظهرت معظم الد ارسات أن المسار الجديد يكون في الغالب في مجال التكنولوجيا المتطورة رغم أن,2000a) Mossig (2000b أوضح أن ذلك ليس شرطا وأثبت ذلك من خلال د ارسة مصانع متدنية التكنولوجيا Industries).(Low-Tech- ومهما يكن دور رجال الا عمال في نشا ة وتطور التجمعات العنقودية الا أن هناك عوامل أخرى تساعد على نشا ة هذة التجمعات. وقد ناقش كل من Ferreira وTavares وHesterly هذه الظاهرة وأعزوها الى جملة من العوامل كان أهمها: وجود الشركات (أو المؤسسات) الريادية التي يقوم الا خرون بتقليدها والتركز بالقرب منها ليصار الى التجمعات العنقودية. وقد ناقشوا فكرة التقليد والمحاكاة وأظهروا الجانب السلبي له (بسبب الحد من التجديد والا بتكار). وفي نفس السياق تركز Karlsson (ibid,9) على دور الرياديين (كا ف ارد أو كمجموعة) في بناء التجمع العنقودي لما لهم من قدرة على تغيير ظروف الا نتاج والاستهلاك وبناء أو التا ثير في المؤسسية غير الرسمية القادرة على تشكيل المناخ الريادي وخلق الثقة بين المتعاملين في الا قليم. ونستذكر هنا تجربة وادي سيليكون التي أحرزها الرياديون في مجال التكنولوجيا الحديثة وبخاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والتي أضحت من أهم العناقيد الصناعية في العالم. ويرى Krugman أن التجمع العنقودي الذي يشكله الرياديون هو في الواقع حالة فريدة في تاريخ الا قليم يصعب محاكاتها (1991.(ibid, ومهما يكون الا مر فا ن الريادي - 1602 -

دراسات العلوم الا نسانية والاجتماعية المجل د 42 ملحق 2015 2 2. فكرة نظام التشبيك القاي م في التجمعات العنقودية وعلى مستويات مختلفة. 3. فكرة تعزيز التكامل ال أرسي. 4. الا نسجام مع عملية العولمة وتعزيز فكرة التنافسية (Torre,.2008, 32) يستغل أو يبني على موارد إقتصادية أو إجتماعية مت اركمة في الا قليم عند إنشاء مؤسسته الريادية. ومن ناحية أخرى يعمد الكثير من العاملين (الرياديين) في شركة ما الى الا نفصال عن الشركة الا م وتا سيس شركة مماثلة أو مكملة مستفيدين من المعرفة التي إكتسبوها أثناء عملهم في مجالات الا نتاج والتوريد والتسويق... الخ. فالعاملون في شركات كبرى يمكنهم معرفة ما يمكنهم إنتاجة (المواد الوسيطة) أو تقديمه (إستشا ارت أو خدمات محدده) للشركات التي عملوا فيها. ومحاكاة الا عمال التي قام بها الا ف ارد سابقا أو حتى نسخها هي ظاهرة منتشرة في معظم دول العالم. وغالبا ما يطلق على هذا السلوك Isomorphic behavior وهو سلوك تباينت الد ارسات في تحليله فهناك من يرى فيه عملا سلبيا أو بالا حرى عملا طفيليا يضر بالشركة الا م وينبغي التصدي له. وقد حدا ذلك بالشركات الا مريكية الى منع العاملين الذين يتعاقدون معها من إقامة أعمال مماثلة أو العمل لاحقا في شركات أخرى منافسة. ولكن (2009) Ferreira et al يعرض وجهة نظر مغايرة تماما لما ذكر فهم يعرضون فكرة التكامل بين المنشا ت الجديدة والشركات الا م ويصفون العلاقة فيما بينهم بالعلاقة القاي مة بين الوالدين والا بناء (Parent- Progeny Parenting يطلقون على العملية با كملها relationship) 92.P). ff) Process ولكون العلاقة بين الطرفين تكاملية فقد أطلقوا على نمودجهم "نموذج الا مومة".Motherhood Model كما نظروا الى الشركة أو المنشا ه القادرة على توليد منشا ت مماثلة وعلى قيادة (أو التا ثير في) التجمع العنقودي (Flagship) نظرة إيجابية وضرورية لتطور التجمع. أعطى الباحثون منذ بداية القرن الماضي فكرة جيدة عن م ازيا التجمع الا قتصادي وبخاصة الوفو ارت الخارجية. وقد لخص (1991) Krugman فكرة مارشال التي طرحها في عام 1920 حول م ازيا التجمع بالنقاط الثلاث التالية: - إمكانية توفير أيدي عاملة متخصصة (Labor market.pooling) - الا ستفادة من المواد الوسيطه المتوفرة في التجمع.(Intermediate inputs) - التا ثي ارت الا يجابية لا نتشار التكنولوجيا.(Mossig, 2006, 66 110) Bathelt, 2001, ويعزى نجاح فكرة التجمع العنقودي في الوقت الحاضر الى إستنادها الى فكر نظري يقوم على أربعة أعمدة هي: 1. فكرة "الا قتصاد المعرفي "أو ما بات يعرف "بالا قتصاد الجديد". وا ذا ما أردنا معرفة تا ثير التجمعات العنقودية على رجال الا عمال وعلى منشا تهم فا نة ينبغي التعرض لعملية تجديد وتحديث المعرفة اللازمة لكسب المنافسة في السوق. وبغض النظر عن نوع المعرفة فا نه لا بد من اعتبار القرب المكاني أساسا للقرب النفسي فيها. فالمواجهة بين رجال الا عمال تطور فهما ولغة وتعاملا وثقة مشتركة بينهم. وتكون إيجابيات التفاعل بينهم أكبر في حال انتماي هم الى نفس المؤسسية الا جتماعية والثقافية حيث توفر لهم قاعدة مشتركة من العادات والتقاليد والقيم الساي دة وترفع من درجة الثقة في عملية التفاعل وتزيد في نفس الوقت من التعامل غير الرسمي بينهم. وهذه بدورها تقلل المخاطر رغم المنافسة الشديدة. ولكن علينا أن لا نغفل مشكلة "محدودية المعرفة" في بعض المجتمعات النامية وانعكاسها السلبي على رجال الا عمال. وبكلمة أخرى: يشكل الانفتاح على أعمال وثقافات أخرى "خارجية" بابا واسعا تدخل منه المعرفة اللازمة لتطوير التجمعات العنقودية وزيادة قدرتها على المنافسة. ومن جهة أخرى ينشا مع تطور التجمعات العنقودية معرفة قاي مة على ا ل خ ب رة والتخصص Knowledge) (Tacit يصعب تعلمها في المؤسسات العلمية أو حتى نقلها للا خرين ولذا تبقى ضمن حدود جغ ارفية معينة. ومن هنا يجري الحديث عن "المجتمعات العملية" (Shaw and Communities of practice.williams, 2009, 329) ويهمنا في هذا الصدد تواتر نقل المعرفة وبخاصة عندما تكون هيكلية التجمع العنقودي مكونة من منشا ت إقتصادية تقوم على مبدا التكامل ضمن سلسلة القيم (القيمة المضافة) الواحدة. وبكلمة أخرى عندما تنتظم الا عمال في علاقات هرمية. وهذا لا يعني أن العلاقات الا فقية لا تحتاج الى الا نتظام في التجمعات العنقودية وا نما تكون المعرفة المتناقلة بين رجال الا عمال أقل عمقا وأهمية من السابقة. كما أن التنافس بين المنشا ت المنتظمة أفقيا تكون أشد من تلك التي تتكامل أرسيا الا مر الذي يزيد من ديناميكتها لتحسين إنتاجها وزيادة قدرتها على حل المعضلات الي تواجهها. تكمن تا ثي ارت التجمعات العنقودية في التنمية المحلية أو الا قليمية في قدرتها على الا بتكار والتحديث ورفع الا نتاجية وتطوير البيي ة المناسبة لنشا ة أعمال ومشاريع جديدة. ومن شا ن - 1603 -

إشكالية بناء التجمعات... كل ذلك زيادة فرص عمل ذات نوعية عالية وبا جور مرتفعة. وهناك من يربط بين النمو الا قتصادي في إقليم ما وبين وجود التجمعات العنقودية فيه (1 Maier,,2008.(Blien and وا ذا ما سلمنا بهذا الطرح فا نه بالا مكان إعتماد التجمع العنقودي كسياسة تنموية خاصة إذا علمنا أن هناك العديد من الا مثلة في آوروبا والولايات المتحدة الا مريكية التي تقر وتطبق هذه السياسة الا قليمية (2002.(Rosenfeld, رغم أهمية التجمعات العنقودية وا عتمادها كاست ارتيجية تنموية - كما سبق ذكره- إلا أن بعض الد ارسات تشكك في قدرتها على إحداث التغيير المطلوب وحتى في إستدامة إيجابياتها. وفي هذا المجال يتم إثارة اسي لة متعلقة في طبيعة العوامل التي تؤدي الى ت ارجع وربما زوال التجمعات العنقودية ولكن ليس با لضرورة أن تكون نفس العوامل التي أدت الى نشا تها. ويجدر بنا أخد دورة المنتج في التجمع بعين الا عتبار لما لها من تا ثير كبير على صيرورة التجمع نفسة. ولعل الجمود في بنية التجمع rigidities" "Structural سواء في مجال التكنولوجيا أو المنتجات نفسها أو البيي ة الاقتصادية من الا سباب الكافيه لت ارجع التجمعات العنقودية وحتى زوالها.(Karlsson, ibid,13) منهجية الد ارسة نظ ار للا همية الصناعية لمدينة الملك عباللة الثاني في عمان فقد تم إختيارها لتكون منطقة الد ارسة. وقد تم إستع ارض جداول أنواع الصناعات القاي مة فيها وا ختيار الصناعات الهندسيه لما لها من إمكانيات التعاون والتكامل كما سبق ذكره. وقد أظهرت التقارير السنوية للمدينه أن عدد المصانع المصنفه تحت الصناعات الهندسية بلغ 70 مصنعا (عام 2013). ورغم تذبذب الا عداد من سنة وأخرى الا أنها تمثل حوالي %20 من مجموع المصانع القاي مة في مدينة عبداالله الثاني الصناعيه. ونظ ار للعدد المحدود للصناعات الهندسية وتوقف العمل في عدد منها (7) وعدم رغبة عدد آخر بتعبي ة الا ستبانه وا ج ارء مقابلة (3) فقد تم شمول جميع المصانع الا خرى في الد ارسة ومقابلة العدد الا كبر من القاي مين على هذه المصانع (46). وقد إشتملت مقابله مديري الا نتاج على مناقشة التكامل بين المصانع من جهة والا سباب التي تدعم هذا الا تجاه أو تحول دونه من جهة أخرى. كما تم معرفة طبيعة المعرفة التي تنقل الى العاملين في المصانع الا ردنيه التي حصلت على إمتياز من شركات متعدده الجنسيات مثل سامسونج أو LG أو تلك التي تحمل إسما محليا ولكنها ترتبط با تفاقية إمتياز من شركة نسيم فارس برهم أجنبية (شركة رم مثلا ). كما تم مقابلة الجمعيات التي ينتمي اليها رجال الا عمال والدواي ر المختصة في و ازرة الصناعة ومؤسسة المدن الصناعية. بالا ضافة الى المقابلات فقد تم تعبي ة إستبانه إشتملت على عدد من الا سي لة (لاحظ ص. 17 ) تدور في معظمها حول عملية التشبيك والتكامل والتعلم بين رجال الا عمال في المدينه الصناعيه أخذين بعين الا عتبار تحليلها نوعيا وليس كميا. ويعود السبب في ذلك الى الا تجاة الحديث في الجغ ارفيا الاقتصادية والذي بات يعرف ب "الجغر افيا الاقتصادية العلاي قية" (Bathelt and Glueckler, Relational Economic Geography (2002 والذي يدرس بنية وديناميكية العلاقات الاقتصادية في المكان وليس إقتصادياته. وتتم د ارسة ذلك من خلال ثلاثه مضامين: ضمن السياق الا قتصادي الساي د في الا قليم والذي يكون خاصا به ولا يمكن تعميمه أو نقل نموذج اليه من سياق آخر. ضمن مسار التطور التنموي الذي أنتجته مرحلة تاريخيه معينة. ضمن إمكانيات التغيير في الا داء الا قتصادي. ويعني ذلك أن السياق الا قتصادي ومسار التطور التاريخي يجب أن لا ينظر اليهما كحتمية تاريخيه وا نما كعوامل مؤثرة يمكن تعديلها.(ibid.36) ومن خلال تطبيق منهجية الجغ ارفيا الاقتصادية العلاي قية أمكن تحليل فحوى المقابلات وأسي لة الا ستبانة والخروج بنتاي ج وافعية. دور المؤسسية الرسمية في نشا ة وتطور التجمعات الصناعية العنقودية دأبت و ازرة الصناعة والتجارة في الا ردن على دعم القطاع الصناعي منذ منتصف الخمسينات من القرن الماضي وذلك من خلال دعم الصناعيين وحمايتهم من المنافسة الخارجية. ورغم الا ثار الا يجابية لهذا الدعم والمتمثل في نشوء وتطور القطاع الصناعي الا أنه لم يكن في السياسة الصناعية الا ردنية اتجاه نحو التصدير وا نما إيجاد بديل وطني للمنتجات المستوردة (صناعات إحلالية). وقد أدت سياسة التصنيع الموجهة نحو الداخل Industrialization" "Inward oriented الى تطور الصناعة أفقيا من جهة وعدم قدرتها على المنافسة من جهة أخرى. وتعزى إستم ارريتها رغم السلبيات التي ذكرت- إلى الحماية الجمركية (بانواعها) ا ولى تلبيتها للحاجات الا ساسية للسكان وليس الى نوعيتها. وبقى التصدير مقتص ار - 1604 -

دراسات العلوم الا نسانية والاجتماعية المجل د 42 ملحق 2015 2 ( * ) 1 الى حد كبير على المواد الخام كالفوسفات والبوتاس. حدث تحول جوهري في السياسة الصناعية الا ردنية في نهاية الثمنينات من القرن الماضي عندما تم التحول الى سياسة التصدير والا نفتاح على الخارج "Outward oriented Industrialization" وتحول الدعم الصناعي الرسمي من الحماية التي كانت قاي مة في السابق الى إيجاد أسواق للمنتج الا ردني من خلال إب ارم العديد من الا تفاقيات الا قليميه (السوق العربية) ومع الدول الا وروبية والا مريكية وتتوج بالا نضمام الى منظمة التجارة العالمية. استجابت الصناعة الوطنية الا ردنية للسياسة الصناعية الجديدة بصعوبة وبقى التطور الصناعي أفقيا فاحتل نشر (توزيع) الصناعة على المحافظات الا ردنية وذلك من خلال إقامة المدن الصناعية اهمية بالغة حتى لو لم تكن إمكانيات وقد ارت المحافظات للتصنيع متوفرة. كما تبين في مرحلة لاحقة أن قدرة المصانع الا ردنية من الاستفادة من الا تفاقيات التجارية والوصول الى الا سواق الجديدة محدودة الا مر الذي تم استغلاله من قبل الشركات الا جنبية وبخاصة من دول جنوب شرق آسيا. وما تجربة الا ردن في المناطق الصناعية المؤهلة وتوطن المصانع الا سيوية المتخصصة في صناعة الملابس إلا دليل على ذلك. عند م ارجعة السياسة الصناعية الوطنية التي طرحت في عام 2010 لمعرفة مدى مواي متها وتوافقها مع السياسات الصناعية المعمول بها في الدول الصناعية وذات العلاقة بهذا البحث أي مدى إقت اربها من دعم قيام التجمعات الصناعية العنقودية فا ننا نجد عددا من الطروحات التي يمكن وضعها في إطارين: الا طار الا ول "النموذج التقليدي": تملية نظ رة الحكومة الا ردنية وواجباتها تجاة المجتمع (ضمن مفهوم دولة الرفاه) وتحتل قضايا توزيع مكاسب التنميه على كافة الا قاليم وتوفير فرص عمل وزيادة الدخل الصناعي وجذب الا ستثما ارت وتعزير الصاد ارت وحماية البيي ة الركن الا ساسي فيه. وعلى الرغم من شمول السياسة الصناعية على عدد كبير من الا ج ارءات المت طورة (إنشاء حاضنات أعمال وم اركز إبداع وصناديق ل أرس المال المغامر (Venture Capital وتقديم الدعم المباشر وغير المباشر للصناعات الا ردنية الا أنها تبقى إج ارءات تقليدية. الا طار الثاني: وهو إطار حديث يمكن أن نطلق عليه " النموذج العلاي قي" Relational أو النموذج الهجين Hybrid وهو نموذج مركب يرتكز على تحسين وتطوير الا نتاج من جهة والعمل على ربطة مع متطلبات إنتاج منشا ت صناعية وطنية أخرى بغرض الوصول الى ت اربطات أماميه وا نتاج مواد صناعيه وسيطه لتعزيز التكامل الصناعي الذي قد يؤدي في نهاية المطاف الى قيام التجمعات الصناعية العنقودية. ومهما يكن الا مر فقد لاقى برنامج " الت اربطات الصناعية" الذي تنفذه مديرية تطوير الصناعة نجاحا جيدا رغم أن البعد المكاني (الجغ ارفي) الذي كان بالا مكان تطويره في المدن والتجمعات الصناعية بقي مغيبا. وسنعرض لا هم الا نجا ازت المتحققه في مكان آخر. يمكننا القول أن فكرة التجمع العنقودي ما ازلت خارج إطار السياسة التنموية للقطاعات الا قنصادية أو التنمية الا قليمية في الا ردن فالتجمعات الصناعية القاي مة هي تجمعات تقليدية من نمط agglomeration" "Pure تضم مصانع منفردة تبعا لتصنيف ( 1* ) (2000 McCann,.(Gordon and ومن الجدير ذكره أن هذا النمط من التجمعات لا يستقطب منشا ت اقتصادية أو شركات كبرى تتميز بمعرفة وتقنية عالية (19.(ibid, أما الب ارمج التي توفرها و ازرة الصناعة والتجارة بدعم من المنظمات الدولية فتركز على دعم المنشا ت الصناعيه لتحسين الا نتاج ورفع الا نتاجية ولكنها لا تركز على بناء نظام تشبيك بين مصانع المدن أو التجمعات الصناعية كما ذكر أعلاه. وفيما يتعلق بمؤسسة المدن الصناعيه فما ازلت تعمل ضمن توفير الخدمات الا ساسية للمصانع والحد من بيروق ارطية المؤسسات الرسمية Tape) (Red التي تعيق عمل المنشا ت الا قتصاديه فتوفير البنيه التحتيه ومباني المصانع والخدمات الا خرى تساعد في توفير البيي ة الصناعية ولكنها تبقى عاجزه عن توفير البيي ة الا بداعية Milieu" "Creative اللازمه لكسب المنافسه على الصعيد الوطني والا قليمي. تضم إدا رة مؤسسة المدن الصناعية في مدينة الملك عباالله الثاني الصناعيه العديد من المكاتب الممثلة للمؤسسات الرسمية وشبه الرسميه والتي تقدم إما تسهيلات سبق ذكرها أو تقدم حلولا لمشكلات صناعية طاري ه (مكتب الجمعية العلمية الملكية مثلا ). وعلى المستوى غير الرسمي تنتظم نسبة محدودة من رجال الا عمال في "جمعية المستثمرين الا ردنيه" Jordan Investors Association التي تا سست عام 1990 لا تتعدى 31 أي (%44) من أصحاب الصناعات الهندسية في المدينه الصناعية. يشتمل التصنيف المذكور على ثلاثة أنواع هي: Pureagglomeration, Industrial Complex and Social Network.Iammarino and McCann, 2008, 16 وللمزيد يمكن م ارجعة - 1605 -

إشكالية بناء التجمعات... أهم النتاي ج لقد أظهرت الد ارسة في شقيها النظري والميداني عدم وجود تجمع صناعي عنقودي بمفهومه الذي يعكس صيغة التفاعل والتعاون بين الفاعلين (المؤثرين) في قطاع الصناعة بشكل عام وفي قطاع الصناعات الهندسيه بشكل خاص. ويمكننا حصر النتاي ج التي تفسر عدم قيام التجمعات الصناعية العنقودية في ثلاث إتجاهات وهي: الا تجاة البنيوي: ويعكس نقص المعطيات الا ساسية اللازمة لتشكيل تجمع عنقودي فد ارسة مرحلة الا نشاء أو التا سيس (2005) Maskell and Kebir كما طرحها Existence Phase وكما ناقشها (2008) Bergman في سياق "دورة التجمعات العنقودية" Cluster Life-cycles تشير الى عدم وجود قاعده يمكننا بناء التجمع العنقودي عليها. وتشتمل مكونات القاعدة على الا قتصاديات الحديثة الجاذبة لمنشا ت إقتصادية أخرى للا ستفادة أو لا ستغلال "هذة الحداثه". فالصناعات القاي مة تكاد تكون في معظمها في المرحلة النهاي ية من دورة المنتج وتعود الى تكنولوجيا نضجت منذ زمن ولم يعد بالا مكان تطويرها. فالريادية الصناعية التي يمكن البناء عليها تكاد تكون معدومه وقطاع البحث والتطوير- سواء في المنشا ت الصناعية ذاتها أو كقطاع مستقل- ما ازل بعيد المنال. لقد برر رجال الا عمال المبحوثين في مدينة عبداالله الثاني الصناعيه عدم وجود قسم للبحث والتطوير في صناعاتهم بسببين ري يسين هما: 1. الكلفة العالية للبحث والتطوير وعدم قدرة الصناعيين على تحملها. 2. إرتباط بعض الصناعات الهندسية الحديثة بموردين من كوريا الجنوبية تربطهم معا إتفاقيات إمتياز تلزم الجانب الا ردني بش ارء أج ازء المنتج من الشركة الا م با ستثناء بعض الا ج ازء التي تتميز بكبر الحجم (لتخفيض كلفة النقل) أو تلك التي يمكن الحصول عليها من السوق. تباينت ال فكرة الا خيرة في تا ثيرها الصناعي عند مديري الا نتاج وتبلورت في إتجاهين: الا ول ويرى أن الا رتباط المباشر بالصناعات الكورية يخفف أعباء البحث والتطوير وينقل معرفة ضرورية تتمثل في how) (Know ويمكن للصناعيين الوصول بذلك الى Know why مع الوقت. ويتم نقل هذا النوع من المعرفة من خلال الدو ارت المتخصصه سواء في كوريا أو في الا ردن وكذلك من الا ش ارف الفني على الا نتاج من قبل المهندسين والفنيين الكوريين الذين يحضرون الى الا ردن من حين لا خر وبخاصة عندما يتم توريد نموذج صناعي جديد. أما الا تجاه الثاني فقد أرى أن التصنيع من خلال "عقود الا متياز "Franchise هو تجميد إمكانية التطور الذاتي للمصانع نسيم فارس برهم والا عتماد الكامل على ما ي طوره الا خرون. وبذلك تتعمق التبعية للصناعات الا جنبية وتضعف إمكانية الا ستفادة من الموارد المحليه (الماديه والبشريه). ونتيجه لما سبق ذكره فقد بقيت الت اربطات الصناعية في قطاع الصناعات الهندسيه ضعيفة. فمن مجموع المصانع المدروسة (46 مصنعا ) تبين أن 9 مصانع فقط تتعامل مع مصانع أخرى في المدينه الصناعيه. ويقتصر التعامل (المحدود) بين المصانع على علاقات أقرب الى علاقات السوق منها الى علاقات التحديث والتطوير المشترك. فمثلا تشتري المصانع صناديق الكرتون أو ورق التغليف أو عبوات التعبي ة من مصانع أخرى. وهذا النمط من التكامل على أهميته- لا يدخل في باب التكامل التنافسي الذي تتميز به التجمعات العنقودية كما أنه لا يساعد في تطوير منتج المصانع المشاركه في السوق وهذا ما يفسر الوضع الصعب للصناعات القاي مة في التجمعات الصناعية الا ردنيه. فمن بين جميع المصانع التي تمت د ارستها كان هناك 3 مصانع فقط لديها مشاريع جديده في الوقت الحاضر و 6 مصانع لديها مشاريع مستقبليه. الا تجاه الا جتماعي: إنعكس ضعف الت اربطات والتفاعلات بين المصانع سلبيا على العلاقات بين رجال الا عمال فالتعاون والتنسيق وتناقل المعرفه بينهم بقي في حده الا دنى. فقد أفاد أكثر من نصف رجال الا عمال (%53) الذين تمت د ارستهم با نهم لا يناقشون موضوعات تتعلق بصناعاتهم مع الا خرين. لهذا لا تتكامل صناعاتهم الا بشكل محدود للغايه. لقد بلغت نسبة الذين لا ينتجون أيه مادة وسيطه للا خرين حوالي %68.8 منهم. ونجم عن ذلك ضعف تكوين أرس المال الا جتماعي الذي يعتبر أساسيا في خلق الثقه وبناء العلاقات غير الرسمية فالتعاون وبناء الثقة والدخول في ش اركة است ارتيجية بين رجال الا عمال تكون ممكنه أكثر في المجتمعات التي تتمتع ب أرس مال إجتماعي. كما يساهم أرس المال الا جتماعي في الحد من المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها الا عمال الناشي ه. وعلى الرغم من توفر أرس المال البشري (على الصعيد الفردي) الا أن ذلك لم يؤهل رجال الا عمال لبناء أرس المال الا جتماعي. ينعكس كل ذلك على ضعف التعاون وزيادة تكاليف الا نتاج. فمثلا توظف جميع المصانع التي شملها البحت طاقما للصيانة على الرغم من إمكانية الا شت ارك في شركه واحدة لصيانة جميع مصانع المدينه الصناعيه. وبهذا فا ن الوفو ارت الخارجيه تكاد تنحصر في البنيه التحتيه التي توفرها المدينه الصناعيه. وقد أفاد معظم أصحاب الا عمال المدروسين (%76) با نهم لن يخسروا شيي ا - 1606 -

دراسات العلوم الا نسانية والاجتماعية المجل د 42 ملحق 2015 2 والبرنامج الا ردني الا وروبي للتصدير (EJEP) ويهدف برنامج الت اربطات الوطني الى ما يلي: لو إنتقلت مصانعهم الى مكان آخر. ويخسر الا خرون 3 %10 زيادة في تكاليف نقل فقط. ربط الشركات التي تستورد مدخلات الا نتاج من مصدر خارجي مع مصدر محلي بديل. الا تجاه المؤسسي الرسمي: تعاني التجمعات الصناعية من عدم وجود ب ارمج لا نشاء التجمعات العنقودية فمؤسسة المدن زيارة الشركات الصناعية الكبرى لتحديد المنتجات المحتملة والموردين المحتملين وتحديد الموردين المحتملين (يتم من الصناعية تعمل على تسهيل الا ج ارءات اللوجستية والقانونية اللازمة لتا سيس المنشا ت الصناعية وتتعامل معها "كصندوق خلال زيارة ما قبل مرحلة الد ارسة التشخيصية). كما أنها تركز على توفير الخدمات والبنية التحتية أسود". التحقق من معايير الا هليه (مستوى الشركه) وا عداد تقرير كما اللازمة دون إعطاء حوافز لبناء التجمعات العنقودية. قبل د ارسة الت اربطات ويتم تفحص امكانية خلق ت اربطات صناعيه (يتم تدقيق الوضع المالي والسيولة وال قدرة على انشاء إستثما ارت جديدة). وتتعامل م اركز البحث العلمي مع المصانع بشكل فردي (برنامج دكتور لكل مصنع!!). وعلى الرغم من كثرة عدد الجامعات ووجود عمادات للبحث اجتماع اللجنة الداخلية لقبول الشركة والموفقة على حالة الت اربطات. العلمي فيها الا أنها ما ازلت عاجزه عن التفاعل مع الصناعة الا ردنية وا ح ارز تغيير نوعي في بنيتها من خلال تطوير اعداد خطة تطوير لرفع مستوى قد ارت الموردين لتلبية المعرفة والا بتكا ارت وبخاصة التكنولوجية منها. متطلبات المشترين. "مرحلة المقاييس لقد أرجع برهم هذا الضعف الى تا ثير الموافقة على خطة التطوير وتنفيذها. وقد إستطاعت المؤسسة تحقيق العديد من الا نجا ازت في الثابتة" التي تمر بها الصناعة الا ردنية والتي لا ترتكز على أسس البحث العلمي وا نما على العمالة الرخيصة وغير مجال القطاع الصناعي ونقل معرفة متميزه للصناعيين ساعدتهم في رفع الا نتاجيه والتوسع في الا سواق المحليه والتصدير. والا هم من ذلك إيجاد ت اربطات بين الصناعيين يمكن البناء عليها لبناء التجمعات العنقودية. وفيما يلي أهم هذه المنج ازت. لقد ترتب على الا نجا ازت التنظيميه للمؤسسة العديد من الا ثار الاقتصادية تركز معظمها في زيادة حجم الا نتاج وتحقيق المتخصصة 307).(Barham, 1993, وعلى الرغم من هذا النقص في الا داء المؤسسي الا أن هناك بوادر جديدة من خارج مؤسسة المدن الصناعيه تستحق الذكر وأهمها مشاريع الدعم التي تقدمها و ازرة الصناعه والتجاره ممثلة بالمؤسسة الا ردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية التي جاءت بديلة عن مؤسسة تنمية الصاد ارت والم اركز أرباح أعلى وزيادة عدد العاملين في نفس الشركات التي شملت وقد أدمج بالمؤسسه 2005. التجارية الا ردنية منذ عام في الب ارمج المختلفة (جدول رقم 2). (JUMP) الاقتصادية "تحديث وتطوير المشاريع برنامجي الجدول (1) إنجا ازت مديرية دعم الصناعة في الا ردن عدد الد ارسات النشاط الا تفاقيات الموقعه مع الشركات لتنفيذ خطة التطوير إتفاقيات تنفيذ خطط ترشيد الطاقه إتفاقيات إنشاء تجمعات تصديريه برنامج دكتور لكل مصنع خدمات قطاعيه خدمات ناتجه عن تنفيذ خطط تطوير الشركات نشاطات أخرى (تدريب وورشات عمل... الخ مجموع الشركات المستفيدة من مديرية دعم الصناعة مجموع الخدمات المقدمه للشركات الصناعيه العدد الكلي 142 المنجز لتاريخه 134 قيد التنفيذ 8 46 1-13 25 173 1 98 211 61 6 2 109 8 841 301 646 1309 107 7 2 122 33 1014 302 744 1520 المصدر: المؤسسة الا ردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية (JEDCO) 2010. - 1607 -

إشكالية بناء التجمعات... نسيم فارس برهم الجدول (2) الا ثار الاقتصادية لب ارمج دعم الصناعات الا ردنية (القيمه بملايين الدنانير) نسبة الزياده قيمة الزياده القيمه بعد التنفيذ القيمه الا ساسيه المؤشر %73 153.895 363.341 209.446 إجمالي المبيعات %116 84.138 156.816 72.678 الصاد ارت %56 23.166 64.245 41.078 إجمالي الا رباح %28 3.454 15.655 12.201 صافي الا رباح قبل الضريبه %17 1068 7325 6257 عدد العاملين المصدر: المصدر: المؤسسة الا ردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية (JEDCO) 2010. - - لقد تبين من خلال إستع ارض نتاي ج برنامج دعم الصناعة الا ردنيه أن العاي دات الا قتصاديه على الا قتصاد المحلي تفوق كلفة دعم الخطط بدرجة كبيره. فتقديم 2.5 مليون دينار أدخل الى الخزينه أكثر من 6 ملايين دينار وحقق ضريبة مبيعات وصلت الى حوالي 5.5 مليون بالا ضافة الى 656000 دينار كضريبة دخل. ويعني ذلك أن كل دينار يتم فيه دعم الصناعة ينتج عنه 2.43 دينار للخزينة. ويتضح من الجدول (رقم 2) زيادة في قيمه المبيعات بلغت %73. والا هم من ذلك تحسن إمكانيات التصدير الا مر الذي يعني زيادة القدرة على المنافسه إقليميا وعالميا. فقد بلغت الزيادة في الصاد ارت %116. كما أمكن من تنفيذ جزي ي للمشارع الوارده في جدول (رقم 1) زياده عدد العاملين بنسبة %17. على الرغم من الا نجا ازت والا ثار الا قتصاديه التي حققتها المؤسسه في فترة زمنية قصيره الا أنه يمكن ا لا شارة الى النقاط التالية: - تعتمد هذه المشاريع على التمويل الخارجي وبخاصة من الا تحاد الا وروبي. وغالبا ما تتوقف مثل هذه المشاريع عند إنتهاء الدعم الخارجي مما يحول دون إستم اررية التنميه. - جاءت المبادره من الجهات الرسميه وهي في هذه الحاله و ازرة الصناعة والتجاره. وعند استع ارض السياسات والا ست ارتيجيات المتبعة في كثر من دول العالم يتضح أن دور الدوله ينحصر في تقديم الحوافز فقط. - على الرغم من الجهود ال اري ده للمؤسسة الا ردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية الا أنها ما ازلت تنطلق من "الشركه الصناعيه المنفرده" وليس من مجموعة من الشركات. وبذلك يبقى الت اربط الذي نصل اليه محصو ار بين عدد محدود من الشركات. لا ي ارعي في الت اربطات الصناعيه البعد المكاني الا مر الذي يعني أن بناء التجمعات العنقوديه في القطاع الصناعي لا يشكل حتى الوقت الحاضر است ارتيجية تنموية قطاعيا وا قليميا. لا تنطلق المشاريع الواردة الذكر من إمكانيات بناء سلاسل القيم المت اربطة والمكونه لقيمة مضافة مشتركه. التوصيات بناء على نتاي ج الد ارسه وعلى الملاحظات السابقه فا نه يمكن طرح التوصيات التاليه: - الابتعاد عن دعم الشركات منفرده والا تجاه الى دعم مباد ارت الشركات المكونه لقيمة مضافه مشتركه. - عدم التركيز على الشركات الكبرى فقط ا ونما استهداف الشركات أو المؤسسات الصغي رة والمتوسطة الموزعة على الا قاليم المختلفة نظ ار لا رتفاع نسبتها في الا ردن وا مكانية ت اربطها ورفع مرونتها. - إتباع است ارتيجية تشكيل التجمعات الصناعيه العنقودية بغرض زيادة ال قدره على المنافسة وزيادة حجم الصاد ارت. - تشجيع المجموعات الصناعيه على إنشاء وتطوير م اركز البحث المتخصصه في المواقع الصناعيه. - إش ارك علماء الا جتماع وعلماء النفس للوقوف على أسباب عزوف رجال الا عمال الانخ ارط في مثل هذه المشاريع (التكامل الصناعي) على الرغم من الدعم المقدم لهم من المؤسسة الا ردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية. - إعاده هيكلة مؤسسة المدن الصناعيه في المملكه لتتماشي مع السياق الحديث للتجمعات الصناعيه. - 1608 -

دراسات العلوم الا نسانية والاجتماعية المجل د 42 ملحق 2015 2 Unternehmen und Region Nr. 3/2008, Karlsruhe. Mossig, I. 2006. Netzwerke der Kulturoekonomie - Lokale Knoten und globale Verflechtungen der Film- und Fernsehindustrie in Deutschland und den USA. Bielefeld. PORTER, M. 1990.The competitive advantage of nations. PORTER, M. 2001. Locations, Clusters and Company Strategy, in: Clark/Feldman/Gertler (Hrsg.): The Oxford Handbook of Economic Geography, New York, S. 253-274. Torre, A. 2008. First steps towards a critical appraisal of clusters. In: Blien, U., and Maier G., (Eds.), The Economics of Regional Clusters - Networks, Technology and Policy. Cheltenham, UK, Northampton, MA, USA. Ferreira, M. P. et al. 2006. Evolution of Industry clusters through Spin-offs and the Role of Flagship Firms. In: Travers, A.T. and Teixeira (eds), Multinationals, Clusters and Innovation, Does Public Policy Matter? New York. Karlsson, C. (Edt.). 2008. Handbook of Research on Cluster Theory. Cheltenham, UK and Northampton, MA, USA. Karlsson, C. (Edt.). 2008. Handbook of Research on Innovation and Clusters - Cases and Policies, Cheltenham, UK. Rosenfeld, S.A. 2002. Just Clusters -Economic development strategies that reach more people and places, A Synthesis of Experience, Carrboro (North Carolina). Ketels, C.H.M. 2008. Clusterpolitik fuer Deutschlands Wettbewebrsfaehigkeit, 1. Deutsche Clusterkonferenz, Leipzig. Ketels, C.H.M. 2003. The Development of the Cluster Concept- Present Experiences and Further Developments. الم ارجع مؤسسة المدن الصناعيه الا ردنيه 2011 التقرير السنوي عمان. و ازرة الصناعة والتجاره 2009 السياسة الصناعيه الوطنيه برنامج دعم الصناعة 2009 2010 تقرير غير منشور. Barham, N. 1993. Producyzyclus und Industrieentwicklung am Beispiel Jordanien. In: Ruppert, R. und Stork, K-L., (Eds.), Fistschrift fuer Wigand Ritter zum 60, Geburtstag, Nuernberg. Bathelt, H. 2001. Warum Paul Krugmans Geoograhical Economics keine neue Wirtschaftsgeographie ist!, Die Erde, 132, 107-118. Bergman, E.M. 2008. Cluster Life- Cycle: an Emerging Synthesis. In: Karlsson, C. (Edt, Handbook of Research on Cluster Theory, Cheltenham, UK and Northampton, MA, USA. Blum, U. 2008. Institutions and Clusters, In: Karlsson, C. (Edt.) Handbook of Research on Innovation and Clusters, Cheltenham, UK. Cordon, I. R., and McCann, P. 2000. Industrial Clusters: Complexes, Agglomeration and/ or Social Networks. Urban Studies, 37(3): 513-532. Dohnhauser, S. 2006. Aktivierung von Wachstumspotenzialen durch Netzwerke - Clusterbildung in Baden - Wuertemberg, Statistische Monatsheft Baden, Wuertemberg, 4/2006. Jappe-Heinze, A., et al. 2008. Clusterpolitik: Kriterien fuer die Evaluation von regionalen Clusterinitiativen, Arbeitspapiere - 1609 -

إشكالية بناء التجمعات... نسيم فارس برهم Problematic of Building Industrial Cluster in Jordan Nassim Barham* ABSTRACT In a free economy, enterprises tend to be concentrated in specific locations. These clusters provide economies known as location economies or external economies. Industrial clusters are formed by intensive cooperation and interaction of a number of enterprises and institutions that collectively build a value chain". Clusters offer the potential of innovation and competitiveness, and therefore, could be considered as a structure and a mean for regional development. This study discusses the possibility of building an industrial cluster in the engineering industries located in King Abdullah the Second Industrial Estate in Sahab (Southeast of Amman). It is obvious that the structure of the enterprises as well as the social institutions prevailing in Jordan make the building of an industrial cluster a challenging task. Keywords: Agglomeration Economies, Industrial Cluster, Value Chain, Innovation, Social Institution. * Department of Geography, Faculty of Arts, The University of Jordan, Amman. Received on 18/12/2014 and Accepted for Publication on 18/5/2015. - 1610 -