المسؤوليات الأخلاقية و القانونية للمحررين البرلمانيين في الصحافة الكويتية من منظور القائم بالاتصال و البرلمانيين

7 الـرسال ــة 398 ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ : ﺍﻟﻤﺴؤﻭﻟﻴﺎﺕ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﻤﺤﺮﺭﻳﻦ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﺎﻻﺗﺼﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ : ﺣﻮﻟﻴﺎﺕ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ - ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ الم س ؤول يات الأخالقية والقانونية للمحر رين البرلمانيين في ال صحافة الكويتية من منظور ( ) القائم باالت صال والبرلمانيين ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ : ﺍﻟﺮﺍﺟﺤﻲ ﻣﻨﺎﻭﺭ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ / ﺍﻟﻌﺪﺩ : ﺍﻟﺤﻮﻟﻴﺔ,34 ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ 398 ﻣﺤﻜﻤﺔ : ﻧﻌﻢ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ : 2014 ﺍﻟﺸﻬﺮ : ﻣﺎﺭﺱ ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ : 7-130 ﺭﻗﻢ :MD 514017 ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ : ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ : AraBase, EduSearch ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ : ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﺭﺍﺑﻂ : http://search.mandumah.com/record/514017 د. من ــاور بي ــان الراجــحي قســم اإلع ــالم - كلية اآلداب جامعــة الكـويت ( ) هذا البحث مدعوم من قبل م ؤ س سة الكويت للتقدم العلمي تحت رقم (.) 2011-1112 - 03 2016 ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ. ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ. ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ. ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ 2014 م / هـ 1435 والثالثون الرابعة احلولية االجتماعية حوليات اآلداب والعلوم ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ. الرسالة - 398 احلولية الرابعة والثالثون

7 الـرسال ــة 398 الم س ؤول يات الأخالقية والقانونية للمحر رين البرلمانيين في ال صحافة الكويتية من منظور ( ) القائم باالت صال والبرلمانيين د. من ــاور بي ــان الراجــحي قســم اإلع ــالم - كلية اآلداب جامعــة الكـويت ( ) هذا البحث مدعوم من قبل م ؤ س سة الكويت للتقدم العلمي تحت رقم (.) 2011-1112 - 03 حوليات اآلداب والعلوم االجتماعية - احلولية الرابعة والثالثون 1435 - هـ 2014 / م الرسالة - 398 احلولية الرابعة والثالثون

8 امل ؤلـف د. مناور بيان مناور الراجحي دكتوراة يف ال صحافة عن أطروحتي «من يقر أ ماذا متى أين وملاذا ال صحف الكويتية» جامعة ساوثرن م سي سيبي احلكومية أمريكا أغ سط س.2003 - أ ستاذ ال صحافة امل ساعد يف ق سم الإعالم جامعة الكويت. الإنتاج العلمي : أ س س صياغة التحقيقات ال صحفية يف ال صحافة الكويتية «درا سة تطبيقية على صحف (القب س والوطن والراي) يف الفرتة من يناير 2006 حتى دي سمرب 58(»2009 صفحة). جملة بحوث الإعالم العدد اخلام س والثالثون سنة الن شر يناير - يونيه 2010 كلية الإعالم جامعة القاهرة جمهورية م صر العربية. تقييم التغطية الإخبارية لال ستجوابات الربملانية فى ال صحف الكويتية (الراي ال سيا سة القب س الوطن الأنباء) «درا سة حتليلية مقارنة فى الفرتة من يناير 2000 حتى دي سمرب 53(»2009 صفحة). جملة بحوث الر أي العام املجلد التا سع سنة الن شر يوليو - دي سمرب 2009 كلية الإع لام مركز بحوث الر أي العام جامعة القاهرة جمهورية م صر العربية. إ شكاليات الت أهيل والتدريب يف أق سام وكليات الإعالم باجلامعات العربية «درا سة تقييمية» ( 19 صفحة). جملة الزرقاء للعلوم الإن سانية املجلد احلادي ع شر العدد الثاين سنة الن شر كانون الأول 2011 جامعة الزرقاء للبحوث والدرا سات الإن سانية اململكة الأردنية الها شمية. The Amman Message: Arab Diplomacy in the Dialogue of Civilizations (18 pages), Jamal Al Shalabi & Menawer Alrajehi, Journal of US-China Public Administration. Volume 8, Number 12, December 2011, David Publishing Company - املقال يف ال صحافة الكويتية اليومية - درا سة حتليلية لبع ض املقاالت ال صحفية املن شورة يف ال صحف اليومية الكويتية (الوطن ال سيا سة الراي القب س الأنباء) يف عام 60( 2006 صفحة). املجلة العربية للعلوم الإن سانية العدد 119 صيف 2012 جمل س الن شر العلمي جامعة الكويت الكويت. Job Satisfaction of Employees of Jordan and Television Field Study (15 pages), Muhammad Qudah & Menawer Al-Rajehi & Zuhair Al-Tahat, International Journal of Humanities and Social Science, Volume 3, Number 12, June 2013. - Kuwaiti Journalists Tweeting for Reporting, Menawer Al-Rajehi & Ali Dashti, Comunicar Scientific Journal of Media Education - University of Huelva. - حوليات الآداب والعلوم االجتماعية

9 املحتــويات ملخ ص 11... مقدمة 13... املطلب الأول : أخالقيات الإعالم 17... املطلب الثاين : نظرية امل س ؤولية االجتماعية 33... املطلب الثالث : طبيعة العالقة بني املحررين الربملانيني و أع ضاء الربملان 39... املطلب الرابع : الرتاث العلمي املرتبط مبو ضوع الدرا سة 43... املحور الأول : الدرا سات غري املبا شرة 43... أو ال - الدرا سات العربية 43... ثاني ا - الدرا سات الأجنبية 48... تعقيب على الدرا سات ال سابقة 57... م شكلة الدرا سة 58... أهمية الدرا سة 59... أهداف الدرا سة 60... أ سئلة الدرا سة 61... الإطار النظري للدرا سة 63... نوع الدرا سة ومنهجها 65... مقايي س الدرا سة 66... نتائج اختبارات فرو ض الدرا سة 91... نتائج الدرا سة 102... الهوام ش 111... املراجع وامل صادر واملواقع الإلكرتونية 121... أو ال - امل صادر واملراجع العربية 121... ثاني ا - امل صادر واملراجع الأجنبية 125... ثالث ا - مواقع الإنرتنت 127... الرسالة - 398 احلولية الرابعة والثالثون

11 ملخ ص أفرزت التغيرات والم ستجدات الدولية والإقليمية والمحلية التي وقعت خالل العقد الأخير من القرن الع شرين واقع ا جديد ا أهدر أخالقيات العمل الإعالمي في البلدان العربية والإ سالمية «فالإعالم البرلماني أ صبح بمثابة البنية التحتية لتنمية الم ؤ س سة البرلمانية من ناحية و إنعا ش المناخ الديمقراطي من ناحية أخرى» وتثير ؤوليات الأخالقية والقانونية هذه العالقة العديد من الإ شكاليات المرتبطة بالم س للمحررين البرلمانيين حيث ت شير الدرا سات التي اهتمت بدرا سة سلوك المنظمات فيما يتعلق بظاهرة تماثل القيم إلى أن العاملين في الم ؤ س سات ي ستبدلون أولويات الم ؤ س سة ب أولوياتهم الخا صة من خالل عمليات التن شئة االجتماعية التي يمر بها العاملون الجدد وهذه النتائج تثير الت سا ؤالت حول مدى تب ني ال صحفيين البرلمانيين العاملين بال صحف الكويتية لكل من أولوياتهم الخا صة و أول وي ات الم ؤ س سة و أوليات المجتمع الكويتي ككل من خالل تغطيتهم لل ش ؤون البرلمانية و إذا كان علىالموظف العام أو ع ضو البرلمان واج ب ات : التجاوب Responsiveness وتحمل التبعة أمام نف سه و أمام أع ضاء المجل س والم س ؤولية Responsibility النيابي Accountability فما مدى التزام ال صحفيين البرلمانيين - ك شريك في العملية ال سيا سية - بتلك الواجبات المحررين البرلمانيين بال صحف إجما ال سعى هذا البحث إلى درا سة مدى إدراك ؤولياتهم الأخالقية والقانونية تجاه عملهم وكذلك ر صد موقف أع ضاء الكويتية لم س المحررين ووجهة نظرهم في مدى إدراك ه ؤالء مجل س الأم ة الكويتي من ه ؤالء ؤولية ومن ثم معرفة طبيعة العالقة التي تجمع المحررين البرلمانيين لتلك الم س ؤولية االجتماعية بين المحررين البرلمانيين و أع ضاء مجل س الأمة في إطار الم س تعرف لل صحافة. ولدرا سة هذه الإ شكالية تمحورت أبرز أهداف هذا البحث حول الرسالة - 398 احلولية الرابعة والثالثون

12 المحررين البرلمانيين في ال صحف الكويتية و أع ضاء مجل س ال أمة طبيعة العالقة بين المحررين البرلمانيين في ال صحف الكويتية بمواثيق ال شرف ال صحفي ومدى التزام المحررين وت شريعات ال صحافة عند أدائهم مهنتهم إ ضافة إلى معرفة مدى التزام ؤوليات الأخالقية والقانونية عند تغطيتهم البرلمانيين في ال صحف الكويتية بالم س فعاليات و أن شطة مجل س ال أمة و أن شطة أع ضائه وكذلك تعرف تقييم أع ضاء مجل س ونوابه كما تعك سها ال صحافة الكويتية و أبعاد العالقة بين ال أمة ل صورة المجل س ؤوليات نواب المجل س والمحررين البرلمانيين من خالل الك شف عن ر ؤيتهم للم س للمحررين البرلمانيين في ال صحف الكويتية ومدى انعكا س الأخالقية والقانونية المحررين لل ش ؤون البرلمانية. هذه الم س ؤوليات سلب ا أو إيجاب ا على تغطية حوليات الآداب والعلوم االجتماعية

13 مقـدمـة مهمة وم س ؤولية مجتمعية كبرى تع د م س ألة أخالقيات العمل ال صحفي م س ألة واقعة بالأ سا س على ال صحفي نف سه ووعيه بال صحافة ور سالتها المجتمعية ونابعة مهام. تم سكه بما تفر ضه عليه هذه المهنة من من ضميره المهني ال صرف ومدى وتواجه ال صحافة م شكلة كبرى تتمث ل في «ال شك العام حول التزامها بالمبادئ واع ي شك في الحاجة إلى تحقيق قدر أكبر من والمثل العليا ولي س هناك مراقب ( )1 مهمة من االل ت زام بالدقة والعدالة واال ت زان في ال صحافة» التي تعتبر و سيلة و سائل الإعالم لبناء المجتمعات وتق دمها حيث تتخط ى الأخالقيات الإعالمية حدود الأخالقيات المهنية لت شمل أخالقيات المجتمع ب أ سره نظر ا لخطورة ت أثير الر سالة الإعالمية على أفراد المجتمع ويتزايد هذا الت أثير ب صورة ملحوظة مع ت صاعد ثورة االت صال والمعلومات بمعطياتها التي ال تعرف حدود ا لطوفان المعلومات التي تبث ها الر سائل الإعالمية المختلفة(.)2 وتكمن الق ضية في البحث عن صيغة تكامل وتوازن بين الأخالقيات والقوانين من أجل حماية الجمهور من مخاطر الت أثيرات ال سلبية لو سائل الإعالم «لذلك ينظر حرية و سائل الإعالم إلى أخالقيات الإعالم على أنها إحدى الأدوات للمحافظة على و ضمان جودة ما تقدمه من م ضمون للجمهور»(.)3 ومبادئ أخالقيات مهنة الإعالم أمر متفق عليه وموثق في العديد من مواثيق ال شرف الإعالمية والت شريعات المنظمة للعمل الإعالمي «ويمكن بلورة أخالقيات مهنة الإعالم فالحرية الإعالمية ضرورة لممار سة الحرية الإعالمية الم س ؤولة في هذا الع صر بمفهوم وحرية الإبداع والم س ؤول ية الإعالمية هي حرية الر أي والتعبير مهنة الإعالم من منطلق الحرية ق وتها من خالل عدم إ ساءة ا ستخدامها الحرية الإعالمية حيث تكت سب جوهر قوة حرية إعالمية مطلقة»(.)4 ومن منطلق الثوابت الخا صة ب أخالقيات المهنة فال الرسالة - 398 احلولية الرابعة والثالثون

14 وقد أف رزت التغيرات والم ستجدات الدولية والإقليمية والمحلية التي وقعت خالل العقد الأخير من القرن الع شرين واقع ا جديد ا أهدر أخالقيات العمل الإعالمي ف ي ال ب ل دان العربية والإ س لام ي ة ولعل أه م ه ا : انهيار النظام الإع لام ي الدولي نتيجة النهيار المجتمعات اال شتراكية وقيام الم ستفيدين من العولمة وعملياتها الخ صخ صة واالندماج والت شبيك - بمحاولة توحيد نمط وعالقات و أخالقيات «شجع على إط لاق العنان الإن ت اج الإع لام ي في العالم الأم ر ال ذي ي راه البع ض بغ ض النظر لمخاطبة النزعات اال ستهالكية للجمهور وتقديم تف سير غريزي للحياة الحرية عن اعتبارات الم س ؤولية االجتماعية ف ض ال عن ذلك فقد كان ات ساع هام ش الإعالمية وال صحفية في بع ض البلدان العربية والإ سالمية منتج ا لبع ض الظواهر ؤولية االجتماعية»(.)5 الإعالمية المهدرة لأركان الم س و إذا كانت المعلوماتية - التي خلقت هذا التطور البالغ في و سائل الإعالم - ضرورية لأجهزة الدولة وم ؤ س سات المجتمع ف إنها حتمية للبرلمان بحكم طبيعته الجماهيرية و أدواره النيابية ومهامه الت شريعية والرقابية وتطوير نظم االت صاالت. «فالإعالم البرلماني أ صبح بمثابة البنية التحتية لتنمية الم ؤ س سة البرلمانية من ناحية و إنعا ش المناخ الديمقراطي من ناحية أخ رى»( )6 وفي المقابل ف إن هناك الإعالم البرلماني الذي لي س له عالقة بالمجال س النيابية و إنما يتمثل في ال صحف وو سائل الإعالم التي تنقل صوت المواطن إلى المجل س و أداء المجل س إلى المواطن والعالقة والمحررين البرلمانيين العاملين بتلك ال صحف والم ؤ س سات الإعالمية بين النواب تع د جزء ا من العالقة بين البرلمان والبيئة المحيطة به. وتزداد أهمية هذه العالقة من كون البرلمان ال يعمل في فراغ و إنما يرتبط ت أثير ا وت أثر ا بتلك البيئة المحيطة به. ؤوليات الأخالقية وتثير هذه العالقة العديد من الإ شكاليات المرتبطة بالم س للمحررين البرلمانيين حيث ت شير الدرا سات التي اهتمت بدرا سة سلوك والقانونية المنظمات فيما يتعلق بظاهرة تماثل القيم إلى أن العاملين في الم ؤ س سات ي ستبدلون حوليات الآداب والعلوم االجتماعية

15 أول وي ات الم ؤ س سة ب أولوياتهم الخا صة من خ لال عمليات التن شئة االجتماعية التي يمر بها العاملون ال ج دد( )7 وه ذه النتائج تثير الت سا ؤالت ح ول م دى تب ني ال صحفيين البرلمانيين العاملين بال صحف الكويتية لكل من أولوياتهم الخا صة و أولويات الم ؤ س سة و أوليات المجتمع الكويتي ككل من خالل تغطيتهم لل ش ؤون البرلمانية و إذا ك ان على الموظف العام أو ع ضو البرلمان واج ب ات : التجاوب وتحمل التبعة أم ام نف سه Responsiveness والم س ؤولية Responsibility و أم ام أع ضاء المجل س النيابي )8(Accountability فما مدى التزام ال صحفيين البرلمانيين - ك شريك في العملية ال سيا سية - بتلك الواجبات المحررين البرلمانيين إج م ا ال ي سعى ه ذا البحث إل ى درا س ة م دى إدراك ؤولياتهم الأخالقية والقانونية تجاه عملهم وكذلك ر صد بال صحف الكويتية لم س المحررين ووجهة نظرهم في مدى موقف أع ضاء مجل س الأمة الكويتي من ه ؤالء ؤولية ومن ثم معرفة طبيعة العالقة المحررين البرلمانيين لتلك الم س إدراك ه ؤالء ؤولية التي تجمع بين المحررين البرلمانيين و أع ضاء مجل س الأمة في إطار الم س االجتماعية لل صحافة. الرسالة - 398 احلولية الرابعة والثالثون

17 المطلب الأول أخالقي ــات الإعـ ـ ــالم تمه ــيد : «بد أ تدوين أخالقيات العمل الإعالمي ومواثيق ال شرف وقواعد ال سلوك المهنية لأول مرة في بدايات القرن الع شرين»( )9 وحتى نهاية هذا القرن لم تكن هناك سوى «50 دولة فقط هي التي تملك نظم ا متطورة في االت صال الجماهيري ولديها مواثيق لأخالقيات المهنة ت ؤثر ب شكل فعال على القائمين باالت صال أو ت سهم في حماية ( )10 والحرية الحر للمعلومات» وتع د مفاهيم ال سلطة والواجب الجمهور من التدفق ؤولية والتعددية واالخ ت لاف وال صالح العام أب رز المفاهيم المرتبطة والم س ب أخالقيات الإعالم. ويطرح مفهوم الأخالق في مهنة الإعالم إ شكاليتين رئي ستين : الأولى تتمثل مرجعيتها هل هي دينية أم عرفية أم في إ شكالية تحديد مفهوم الأخالق ذاتها ما و ضعية ما مبادئها هل هي ملز مة أم غير ملز مة أما الإ شكالية الثانية فتتمثل في كيفية ترجمة هذه الأخالق إلى قوانين و إجراءات وتنظيمات تحدد الحقوق والواجبات ؤوليات وااللتزامات وهنا يجب التفريق بين ما هو أخالقي مح ض أي يرجع الم س إلى ال ضمير الفردي لل صحفي وبين ما هو قانوني أي تفر ضه قوة القانون ومن يتعر ض للعقاب. يخالفه ولكن - وكما ورد آنف ا - ف إن الق ضية لي ست ق ضية تف ضيل أو مقارنة بين الأخالقيات و القوانين ولكن الق ضية تكمن في التو صل ل صيغة تكامل وتوازن بينهما ف أخالقيات الإعالم يجب أن ينظر إليها على أنها إحدى الأدوات التي يمكن - حرية و سائل الإعالم و أن ت ضمن إذا تم ا ستغاللها ب شكل صحيح - أن تحافظ على جودة ما تقدمه تلك الو سائل من م ضامين للجمهور. الرسالة - 398 احلولية الرابعة والثالثون

18 مفهوم أخالقيات الإعالم : يعترف كثير م ن الك تاب ب صعوبة و ضع تعريف محدد لمفهوم الأخالقيات Ethics ومفهوم أخالقيات الإعالم Media Ethics وربما يرجع ذلك إلى «عدم االهتمام بتحديد هذا المفهوم ب صورة دقيقة»( )11 ومع ذلك ف إن هناك بع ض المحاوالت عرفها على التي سعت إلى و ضع تعريف للأخالقيات منها تعريف «هو سمان» الذي أنها ذلك الفرع من الفل سفة التي تتناول الم سائل المتعلقة بال صواب والخط أ والخير وال شر. ووفق هذا التعريف يكون مفهوم الأخالقيات م ت سق ا مع ال سلوكيات ال صحيحة عرف الأخالقيات ب أنها «درا سة االختيارات المعنوية والخيرة أما «مارول ريت ش» فقد يعرفها «المبرج» Moral Choices ماذا يجب أن نفعل وماذا يجب أ ال نفعل» بينما ب أنها «مجموعة من القيم التي ينبغي الحكم عليها بال صحة والخط أ»(.)12 يتم وتعرف دائرة المعارف البريطانية «الأخالقيات» ب أنها «ذلك النظام الذي معينة بما يح قق صالح المجتمع و ضعه لتو ضيح القواعد المتعلقة بممار سة مهنة ويح قق الممار سة ال سليمة لتلك المهنة بما ي سهم في تحقيق أهدافها الر شيدة وي شمل ذلك مواثيق ال شرف The Code of Ethics التي تحكم الممار سة وحدودها بين ال صواب والخط أ»(.)13 ويق سم أحد الباحثين هذه المواثيق إلى نوعين هما : النوع الأول : مواثيق إجبارية أو إلزامية : تحمل بع ض أ شكال العقاب لمن يخالفون ما جاء من معايير لل سلوك المهني فيها أو ينتهكونها. ويدخل في أ شكال العقاب االحتقار أو الت أنيب العام أو الإيقاف عن مزاولة المهنة كما يحدث في بع ض المهن. النوع الثاني : مواثيق اختيارية : تقوم على أ سا س رغبة و إرادة من العاملين في المهنة بحيث يترتب على موافقتهم عليها التزامهم بتنفيذ ما جاء فيها أثناء ممار ستهم للعمل وتع د هذه المواثيق بمثابة تنظيم ذاتي(.)14 حوليات الآداب والعلوم االجتماعية

19 ويعرف «سليمان صالح» أخالقيات ال صحافة على أنها «منظومة من المبادئ والمعايير في تر شيد سلوك ال صحفيين خالل قيامهم بتغطية الأح داث وتوجيههم التخاذ القرارات التي تتنا سب مع الوظيفة العامة للم ؤ س سة الإعالمية ودورها في الحرة مع المجتمع و ضمان الوفاء بحقوق الجمهور في المعرفة ولإدارة المناق شة التقليل من الأ ضرار التي تلحق بالجمهور - الأف راد والم صادر - و ضمان حماية كرامة المهنة ونزاهة ال صحفيين»(.)15 وتع د «أخالقيات الإع ل ام» ق ضية عالمية وتثير اهتمام وقلق كثير من دول العالم وتحتل موقع ا متقدم ا في أولوياتها وال سيما بعد تحول النظام الإعالمي الدولي من النظام الثنائي إلى نظام واحد ي سيطر عليه الإعالم الغربي الذي تتحكم فيه االعتبارات التجارية القائمة على عن صر الربح وهو إعالم ا ستهالكي ي سعى إلى تقديم ال سلعة التي يرغب فيها الم شتري ب صرف النظر عن قيمتها الثقافية أو التزامها الأخالقي. التغير الذي حدث في مهنة الإع لام في ظل التقدم التكنولوجي أدى كما أن إل ى ب روز العديد من الم آزق الأخالقية المع قدة وا ستجابة لذلك سارع كثير من الباحثين في مجال االت صال إلى بحث الأخالقيات ب شكل أكثر كثافة وتزايد االهتمام بذلك الفرع من الدرا سات الإعالمية في دول ال شمال خالل الت سعينيات من القرن الع شرين( )16 وذلك للأ سباب التالية : تطور تكنولوجيا االت صال وثورة المعلومات التي أ دت إلى ظهور الم ؤ س سات الإخبارية المتخ ص صة والمناف سة ال شديدة بين الو سائل الإعالمية وال سيما بعد ظهور الإنترنت. أزمة تناق ص م صداقية و سائل الإعالم وتناق ص احترام الجمهور لل صحفيين وعدم ثقته في أخالقهم. الرسالة - 398 احلولية الرابعة والثالثون

20 االتجاه التجاري في و سائل الإعالم الذي أ دى إلى التركيز على نوعية معينة من الم ضامين ت ستهدف تحقيق الربح كالت سلية غير الهادفة و أخبار الجرائم والف ضائح. حرية الإعالم حيث سعي بع ض الباحثين إلى تجنب إ صدار قوانين ت ؤثر على إن التنظيم الذاتي للمهنة يمكن أن يج نب و سائل الإعالم إ صدار ت شريعات تح د من تلك الو سائل. كون «أخالقيات الإع لام» إحدى الأدوات التي يمكن أن ت ستخدمها العالقات العامة للم ؤ س سة الإع لام ي ة م ن أج ل تكوين ص ورة جيدة ع ن الو سيلة لدى الجمهور(.)17 ولما كانت الأخالقيات النفعية الم صلحية هي الأكثر انت شار ا بين الأف راد في عمليتها فقد انت شرت أي ض ا بين الجماعات المجتمعات الإن سانية الحالية لفرط والم ؤ س سات التي لم تع د م ستقلة عن بع ضها البع ض في المجتمع بل أ صبحت تتكامل وتتبادل الت أثير وعلى ذلك «فال صحافة في المجتمع الحديث كانت وما تزال م ستندة إلى مثل هذا النوع من الأخالقيات البراجماتية»(.)18 أخالقيات ال صحافة والقيم المهنية : ن صت عليها مواثيق ال شرف الأخالقية مثل : هناك الكثير من القيم المهنية التي العدالة و ضرورة التمييز بين الخبر والر أي والدقة وت صحيح الخط أ وعدم إخفاء سرية الم صادر وكذلك الحقائق عن عمد بق صد الت شويه أو التعتيم والحفاظ على حرية «دعم م س ؤولية ال صحفي في الحفاظ على حق الجمهور في المعرفة وحقه في التعبير وتحديد واجب ال صحفي في الدفاع عن كرامة المهنة وا ستقالليتها وحماية حق الجمهور في الحفاظ على الخ صو صية وعدم التمييز على أ سا س الجن س أو اللغة أو الدين أو التوجهات ال سيا سية وتجنب ت ضارب الم صالح»(.)19 حوليات الآداب والعلوم االجتماعية

21 ومن أهم المو ضوعات التي تفر ض على ال صحفي ضرورة االلتزام ب أخالقيات المهنة فيها : الإع لان ق ضايا الأطفال االعتذار الر شوة ق ضايا ال صحة التعدي على الخ صو صية الأقل يات سرقة المو ضوعات ال صحفية المنفعة العامة النوع العنف ضحايا االعتداء الحقوق المدنية النقد ال سرية الت صحيح أو حق الر د الحرية الجن س. الجريمة وتدعو مواثيق ال شرف الأخالقية ال صحفيين إلى «االلتزام بقيم الأمانة والعدل وال شجاعة في جمع المادة ونقلها ون شرها»( )20 فال صحافة م س ؤولة عن «تلبية حق الجمهور في المعرفة والم شاركة في إدارة المناق شات الحرة بحيث ال تقت صر على ويتم زيادة إ شراك المواطنين في اتخاذ القرار و إعطائهم ح قهم في التعبير النخب عن آرائهم و أنف سهم من خالل الو سائل الإعالمية»(.)21 المحرر أو المندوب ال صحفي أن يلتزم بهذه القيم عند كتابة المادة وعلى ؤولية الإخ ب اري ة فعدم االل ت زام بهذه القيم عند صياغة الخبر يع د إه دار ا لم س وي شوه سمعة ال صحيفة التي ال تلتزم بذلك من الناحية ال صحفي تجاه جمهوره ؤولية االجتماعية مدر سة جديدة في النظرية على الأق ل. وقد أوج د منظ رو الم س ؤولية ال صحفي أمام العمل الإخباري تنطلق في نظرتها إلى هذا العمل من جوهر م س مجرد شيء جديد يحدث م صدره وجمهوره «فالخبر في مفهوم هذه المدر سة لي س كما يراه أن صار المدر سة الليبرالية وكذلك.. ف إن الخبر لي س هو الأحداث المثيرة يهم النا س ومن ثم وال شاذة والغريبة و إنما الخبر في ر أيهم هو (الجديد) الذي ينبغي إعالمهم به وعلى هذا النحو ف إنهم يربطون بين الأهمية والفائدة باعتبار أن ما يهم النا س إنما ترتبط أهميته وتحدد بمقدار ما يقدم لهم من فوائد»(.)22 وكذلك البد أن ي ستقي ال صحفي أخباره من الم صادر المختلفة دون أن ي ؤث ر ذلك يح س خداع ا من ال صحفي له فالمطلب سلبي ا على م صدر خبره فيلحق به ال ضرر أو حرية ال صحافة التي ت شك لت عام 1947 في الواليات المتحدة كبداية الأول للجنة الرسالة - 398 احلولية الرابعة والثالثون

22 العتماد مبد أ الم س ؤول ية االجتماعية لل صحافة تناول «تقديم تقرير صادق وحقيقي عما يحدث للنا س في المجتمع فعلى ال صحافة التزام إيجابي أن تق دم لقرائها الأخبار ( )23 المهمة لحياتهم ب شكل محايد وكامل تبرز فيه الكفاءة المهنية واحترام القانون». أخالقيات ال صحافة و إ شكالية المو ضوعية : ظهر م صطلح المو ضوعية قبل بداية القرن الع شرين على يد الم ؤلفين و أ ساتذة ال صحافة وكان عبارة عن أيديولوجية مركزية قبل أن تظهر مدار س و أق سام م ستقلة لل صحافة «وقبل أن يبد أ أ ساتذة ال صحافة في ن شر م ؤلفاتهم حول هذا المو ضوع التي كان هدفها الرئي س تقديم معيار صادق للممار سة ال صحفية المقبولة»(.)24 تتر سخ كاتجاه في العمل ال صحفي منذ القرن الثامن وقد بد أت المو ضوعية ع شر مع نمو النظام الر أ سمالي العالمي حيث كان هذا القرن ع صر ث ورة شهد الحرية الدينية والحقوق ال سيا سية والتجارة الحرة والحريات تركيز ا جديد ا على حرية التعبير كما شهد أي ض ا الظهور المتنامي لالتجاه العقالني في الفردية مثل التفكير العلمي ومعه تزايد الإدراك ب أن الحقيقة المجردة من الزخرفة والزينة لها قيمتها الكبرى في تزويد الأف راد بالمعارف ال صحيحة وتدعيم قدراتهم على الفهم والت صرف بطريقة عقالنية وواعية في المواقف المحددة و أن المعلومات المو ضوعية تحظى بالتقدير واالحترام(.)25 تدعمت ال ج وان ب الفل سفية للمو ضوعية بعوامل وف ي ال ق رن التا سع ع شر اقت صادية فقد كانت المو ضوعية أمر ا ضروري ا وجوهري ا بعد إن شاء وكاالت الأنباء ولما كان عمالء وكاالت الأنباء ينتمون وغيرها من الجهود التعاونية لجمع الأخبار إلى مذاهب سيا سية ودينية مختلفة ف إن الأخبار التي يجري تحريفها ل صالح أحد العمالء قد ي سيء إلى عميل آخر مما قد يدفعه إلى سحب ا شتراكه مع الوكالة ومن ثم ف إن التزام المو ضوعية والحياد بالن سبة للأخبار التي تذاع عبر الخدمة البرقية أ صبح ضرورة اقت صادية في إطار النظام ال شمولي(.)26 حوليات الآداب والعلوم االجتماعية

23 ومع تزايد دور وك االت الأنباء في القرن الع شرين وا ت ساع مجال ن شاطها وتزايد ح دة المناف سة بين و سائل الإع لام المختلفة والت سابق على جذب القارئ التم سك بالمو ضوعية كقيمة بهدف الترويج وتحقيق العائد االقت صادي تزايد إخبارية ومهنية تخدم هذا الهدف في النظم الر أ سمالية على أ سا س أن المو ضوعية و إعطاء الفر صة لوجهات النظر المختلفة من ش أنه ك سب ثقة القارئ واحترامه ومن ثم زيادة الإقبال على شراء ال صحيفة وتحقيق الك سب المادي وهذا ما هو مالحظ في ال صحافة الكويتية حيث إن المو ضوعية هي المحور أو الميزان ال ذي تتبناه وتتبعه تلك ال صحف لمر ضاة القراء وتم سكهم في صحيفتهم مع زيادة جمهورها وانت شارها. وتع د المو ضوعية من القيم المهنية التي يجب مراعاتها عند أداء ال صحافة «ويتكون مفهوم المو ضوعية من ستة ؤولية االجتماعية لوظائفها في إط ار الم س عنا صر هي : البحث عن الحقائق ون شرها إ سناد الأخبار إلى م صادر المعلومات الف صل بين الخبر وال ر أي الحياد وع دم التحيز ع دم التح زب والتوزان»( )27 تت ضمن جهد ا للمحرر أو المندوب ال صحفي والمو ضوعية ال صحفية هي «حالة ذهنية واعي ا بعدم إ صدار حكم على ما يرى وعدم الت أثر ب أحكامه ال شخ صية ال سابقة أو تحيزاته الفكرية أو الدينية أو العرقية القبلية»( )28 كونها ت ؤثر على قناعات القراء وميولهم بحيث يتهم ذلك المحرر أو المندوب بعدم تم سكه بمنهجية شرف المهنة أو ما ي سمى ب أخالقيات العمل الإعالمي وهي كثير ا ما تكون وا ضحة في بع ض ال صحف الكويتية وللأ سف فهناك بع ض الق ضايا التي تدخل فيها بع ض التحيزات الفكرية أو المذهبية وهناك ق ضايا تخ ص بع ض الف ساد المالي المتعلق ب أ صحاب ال صحف وتكون الأحكام ال شخ صية وا ضحة جدا. وعلى الرغم من أن المو ضوعية تع د أح د معايير تكوين أداء و سائل الإعالم في المجال الإخ ب اري ف إنها ما ت زال معيار ا غام ض ا في الممار سات الإعالمية الرسالة - 398 احلولية الرابعة والثالثون

24 فهي في الأ سا س معيار غربي ال ي ستند إلى أ س س أخالقية بقدر ما كان ضرورة فر ضتها ظروف المناف سة والتع ددية ال سيا سية في المجتمعات الغربية ومع ذلك ف إن المو ضوعية تظل «مطلب ا أ سا سي ا في التغطية الإخبارية طالما أن الخبر هو أقل للتدخل بالر أي وهو ما لم يتح قق ب شكل كامل في أي أن شطة و سائل الإعالم قبو ال من الأنظمة الإعالمية التي ظهرت حتى الآن»(.)29 وقد انق سمت الآراء حول المو ضوعية إلى اتجاهين أ سا سيين : االتجاه الأول : يرى أن المو ضوعية ال تعدو سوى أن تكون خرافة ال سبيل «مجرد بالغة لفظية ال ت ستند إلى واقع و أنها شيء ال وجود له إ ال إلى تحقيقها و أنها في الأذهان فقط»( )30 وذلك للأ سباب الآتية : الحرية الحرية شرط أ سا سي للمو ضوعية والحرية هنا لي ست أو ال - إن الحرية بمعناها ال شامل فالمندوب أو المرا سل محكوم ال سيا سية فح سب و إنما بالخبرة وال ق درة الفعلية وال ظ روف والبيئة والثقافة والتعليم وغيرها من العوامل التي ال يدرك المندوب أنه أ سيرها جميعا و أنها بال شك ت ؤثر في إدراكه مفر منه في للأ شياء وفي النهاية ال يكون مو ضوعيا فانعدام المو ضوعية أمر ال التقارير الإخبارية حتى و إن و ضع المندوب المو ضوعية هدف ا ي سعى إليه. ثاني ا - أن المندوب ال ي ستطيع نقل كل تفا صيل الحدث ومن ثم ف إن عليه أن يكون انتقائي ا يختار بع ض جوانب الحدث وال س ؤال المهم يتعلق بالكيفية التي يختار بها المندوب بع ض هذه الجوانب ربما يختار أكثر العنا صر سهولة في الح صول ي ضطر الختياره أو عليها أو ما يبدو له أنها أكثر الجوانب إثارة أو أهمية أو ما ما يرى وفق مفاهيمه أنها ت شك ل جوهر الحدث أو ما يدعم قيمه الموجودة إنه في النهاية يختار وحينما يختار فهو ي سبغ على الحدث طابع ا ذاتيا فاالختيار عملية ذاتية ولي ست مو ضوعية. حوليات الآداب والعلوم االجتماعية

25 ثالث ا - إن من ال صعب على المندوب أن يحتفظ بر أيه بعيد ا عن التقرير الإخباري لحدث ما فعملية اختيار عنا صر معينة من الحدث هو طريقة بناء الخبر وترتيب عنا صره والت أكيد من خالل العناوين أو ال صياغات اللغوية على جوانب معينة دون أخرى كلها تنطلق من آراء شخ صية تنافي المو ضوعية(.)31 وبهذا يكون كل ما ن ستطيع أن ننتظره من ال صحفي هو أن يقترب ما أمكن النية وذلك ال يمكن تحقيقه إ ال إذا توافرت فيه من المو ضوعية و أن يكون ح سن صفات شخ صية تتمثل في الأخالق والمهنية العالية «وال صحفي الجدير بالثقة هو الذي يعرف كيف ي سيطر على شعوره أمام الحدث لكي يتمك ن من سرد الوقائع كما هي دون أن يخلط بين الحقيقة والتف سير ال شخ صي وعلى ال صحفي أن يميز بين الأخبار الأ سا سية والأخبار العادية فال يدخل القارئ في متاهات التعليقات والتف سيرات التي ال أول لها وال آخر والتي تكون في غالب الأحيان مغر ضة»(.)32 ولخ ص Ryan أوجه االنتقاد التي وجهت للمو ضوعية في ثمانية انتقادات رئي سية هي( :)33-1 المو ضوعية أ سطورة «:»Objectivity is a Myth فمن الم ؤكد أن المو ضوعية ال توجد في المعرفة أو الأخ لاق أو القيم ولذلك فهي ال يمكن تحقيقها كما ال يمكن اعتبارها هدف ا ذا فائدة. - 2 المحللون المو ضوعيون وال صحفيون عبارة عن م شاهدين أخالقيين «:»Moral Spectators فال صحفيون المو ضوعيون ال يق درون الحقيقة ولكنهم ي صنعون جانبين للق ضية أو الحدث. «Stifles Progressive - 3 المو ضوعية تعار ض ال سيا سات التطورية :»Politics فالمو ضوعية تمنع تنمية ال سيا سات التطورية حيث إن العديد من بالت صورات ال سيا سية. وجهات النظر يتم تقديمها ضمن االهتمام الرسالة - 398 احلولية الرابعة والثالثون

26-4 المو ضوعية تحجب الحقيقة «:»Obscures Truth حيث إن انتقاء ال صحفيين والمحللين ال م و ض وع ي ي ن, للم صادر ف ي ال ن ظ م ال ب ي روق راط ي ة يجعلهم غير مو ضوع يين ويق دمون معلومات أكثر حزم ا بالإ ضافة إلى أن البيانات الر سمية تعتبر م صادر غير موثوق بها. «Deceive - 5 المحللون وال صحفيون يخدعون أنف سهم وجمهورهم :»Themselves and their Audiences بع ض ال صحفيين يعتمدون على تطوعية ترغب في اال ستعانة بالأحداث ال سلبية للتدليل على آرائهم م صادر ال شخ صية وينتج عن ذلك أن ه ؤالء ال صحفيين يخدعون جمهورهم من خالل إقناعهم ب أن هذه الق ص ص كتبت بمو ضوعية. - 6 المو ضوعية تمار س كو سيلة للحماية «:»Practiced for Protection ي ستخدم المحللون وال صحفيون المو ضوعية لحماية أنف سهم من العقوبات والتعر ض للنقد. القانونية - 7 المو ضوعية ت ستخدم لبناء الجمهور «:»Used to Build Audiences ي ستخدم المحللون وال صحفيون المو ضوعية لجذب الجمهور العام ولزيادة فر صة وجودهم في ال سوق. -8 المو ضوعية ت ستخدم في التوظيف غير المبا شر لقوة الإعالم «Used :»to Invisibly Employ Media Power فالمو ضوعية تمك ن الإعالم من خلق وتعزيز معايير ثقافية ور أي عام مبا شر. االتجاه الثاني : يرى أن المو ضوعية هدف يمكن تحقيقه حيث إن المو ضوعية هدف أو رغبة مثالية يمكن أن تتحقق من جانب رجل إع لام تحدوه الرغبة في أن متحيز أو متحامل ويرى أ صحاب هذا االتجاه يكون دقيق ا نزيه ا متوازنا وغير أن ال صحفي أو المندوب يمكن أن يكون مو ضوعي ا في كتابة تقريره إن أراد و سعى حوليات الآداب والعلوم االجتماعية

27 من أجل ذلك على الرغم من أنه قد ال ي صل بالفعل إلى ال شكل الدقيق للمو ضوعية الذي يتح دث عنه أ صحاب االتجاه الأول إ ال أنه ي ستطيع الو صول إلى درجة تثبت أن المو ضوعية مفهوم ذو معنى ولي س خرافة. «وف ي إط ار الجدل بين هذين االتجاهين في المجتمع الأمريكي وتزايد ح دة االنتقادات للتغطية المتحيزة برزت مدار س صحفية جديدة و أ ساليب جديدة للتغطية الإخبارية أعادت النظر في مفهوم الخبر والقيم الخبرية ودور ال صحافة وعالقتها بالقراء والم صادر تمث لت في تيارات ال صحافة التي تق دم الم ضمون ال صحفي في شكل المحرر روائي يجمع بين الحقيقة المو ضوعية لل صحافة والحقيقة الذاتية لل صحفي أو وال صحافة اال ستق صائية وال صحافة البديلة وال صحافة المدافعة وال صحافة ال سرية Underground Journalism واتجاه الالق صة الجديد وغيرها من المدار س التي تعنى بالتنقيب عن الف ساد والنقد وتقديم ر ؤية ا ستق صائية شاملة ال ي ستطيعها الراديو أو التليفزيون»(.)34 وا ت سع نطاق حركة تفعيل دور ال صحافة في المجتمع المدني في أعقاب ما شهدته االنتخابات الأمريكية لعام 1988 من صراعات سيا سية ومناورات صحفية انتهكت أخالقيات المهنة وقواعد العملية االنتخابية حيث تجددت الدعوة إلى تب ني أ ساليب جديدة للتغطية الإخبارية تعالج التو ترات ولي س ال صراعات فقط وتغط ي التناق ضات ولي س الحقائق الثابتة فقط الأمر الذي تطل ب من ال صحفيين التخل ي تحول ال صحفي من مهمات جديدة وبعبارة أخرى عن أدواره م التقليدية وتب ني الوظائف التقليدية إلى وظائف جديدة على النحو الآتي( :)35 محرر م ستقل.Independent Reporter «من ناقل ر سالة Messenger إلى متحيز.Detached Observer مف سر Interpreter إلى مالحظ غير من محام.Advocate - من مراقب Watch Dog إلى الرسالة - 398 احلولية الرابعة والثالثون

28 من و سيط Intermediary إلى قائد ر أي.Opinion Leader من داعية Conveyor إلى وا ضع «أجندة».Agenda Setter من م شارك Participant إلى بان.Builder من مفك ر Thinker إلى ن شط.»Activist ول م يقف الأم ر عند ه ذا ال ح د بل ت شك لت جماعات ضغط لمراقبة التغطية الإخبارية في و سائل الإعالم الأمريكية تمث لت في ت أ سي س مراكز ومجموعات بحثية التحيز والت شويه والتحريف والتجاهل في ال صحف والمحطات الإذاعية لتع قب و شبكات التليفزيون حيث يعكف خبراء إعالميون بتلك المراكز على إعداد تقارير أ سبوعية ون شرات دوري ة بجانب المجاالت والبيانات التي يق دمها المتح دثون الر سميون لهذه المراكز والم ؤتمرات ال سنوية والدورات التدريبية ومواقعها على ؤولية مراقبة شبكة الإنترنت. ومن هذه المراكز مركز بحوث الإعالم الذي تول ى م س ؤولية االجتماعية ومركز النزاهة والدقة في التقارير التوازن ال سيا سي والم س الإخبارية ومركز الإعالم والقيم ومركز الدفاع عن المعلومات وم ؤ س سة الدقة في و سائل الإعالم ومركز بيئة ال شبكات الإخبارية وغيرها من المراكز المعنية بمراقبة التغطية الإخبارية والخطاب ال سيا سي بوجه عام ورك زت هذه المراكز في تقاريرها على التحيز الإعالمي في إطار نمط الملكية والرقابة والإه دار وت أثير المعلنين و سيا سات االت صال و ضغوط المنظمات(.)36 وتعك س تلك الإ سهامات الرغبة في تحقيق حد أدنى من المو ضوعية في التغطية المتغيرات الإخبارية رغم صعوبة الف صل بين الر أي والخبر والت ضارب بين ت أثيرات المختلفة الم ؤثرة على التغطية سواء ما يتعل ق منها بالقائم باالت صال أو ما يتعل ق بال ضغوط التنظيمية والإدارية داخل الم ؤ س سة التي يعمل بها أو ال ضغوط ال سيا سية واالقت صادية واالجتماعية والثقافية الخارجية «و أي ا كانت فاعلية تلك ال ضغوط في حوليات الآداب والعلوم االجتماعية

29 ما سة إلى تفعيل دور تلك المراكز التقليل من حجم التغطية المتحيزة ف إن الحاجة تبدو والم ؤ س سات وم ا يناظرها في المجتمعات النامية كمجال س ال صحافة ومراكز البحوث الإعالمية وبوجه خا ص في إطار ما أفرزته التع ددية الحزبية وال صحفية في التقيد بالقواعد المهنية»(.)37 بع ض الدول من ظواهر جديدة تعك س االتجاه بعدم لكن ال شاهد أن «المو ضوعية» في البلدان النامية محاطة بالمخاطر «طالما أن ال صحافة تعتبر في الغالب وظيفة حكومية واالتجاه نحو المو ضوعية يعني ال صراع مع الحكومة التي تدعم و سائل الإع لام»( )38 فحتى في الدول الغربية ذاتها مازالت أزمة المو ضوعية في ممار سات و سائل الإعالم تثير الكثير من ال شك حول مفاهيم الحر للأنباء حيث يعني ذلك - بب ساطة - فر ض حرية ال صحافة والتد فق العالمي تع سفيا طالما امتلكت الح ضارة الر ؤى والمعايير الغربية على بقية دول العالم فر ض ا التع سفي فق ضية المو ضوعية داخل المجتمعات الغربية الغربية و سائل هذا الفر ض ذاتها ما تزال محل شك و سخط في بع ض الأحيان ومن ثم ف إنه من ال صعب قبول المو ضوعية وفق المفهوم الغربي خارج الثقافة الغربية دون العديد من التح فظات فالمجتمعات الإ سالمية التي تحكمها شريعة علوية الم صادر ال يمكن أن تفتح و سائل م سميات المو ضوعية للمفهوم إعالمها وحدودها أم ام تدفق إعالمي غربي تحت الغربي «. و سوف تظل ق ضية المو ضوعية في مجال الممار سات الإعالمية شديدة ت صوراته االرتباط بالثقافة ال سائدة في كل مجتمع من المجتمعات فلكل مجتمع الذاتية نحو مو ضوعية التقارير الإخبارية»(.)39 أخالقيات ال صحافة و إ شكالية عالقة ال صحفي بالم صادر : يقت ضي العمل في مجال ال صحافة أن يكون لل صحفي عالقات ببع ض الم صادر تنوع وتع دد التي ت زوده بالمعلومات سواء ب شكل سري أو ب شكل علني فرغم الم صادر ل دى ال صحفي م ن كتب ون ش رات وم ص ادر إلكترونية ودرا سات ووثائق... وغيرها تظل المقابالت مع الم صادر الحية هي الو سيلة الأكثر فاعلية الرسالة - 398 احلولية الرابعة والثالثون

30 في تحقيق ال سبق ال صحفي و إذا كانت م صادر ال صحفي في الما ضي مح صورة في رجال ال سيا سة و أ صحاب المنا صب الكبيرة في الدولة الذين عندهم أخبار العمل الحكومي «فاليوم وبعد أن أ صبحت ال صحافة تعالج جميع ق ضايا المجتمع تنوعت ه ذه الم صادر من صحفي لآخ ر تبع ا للمادة التحريرية التي يتوال ها في ( )40 ال صحيفة». ويحر ص ال صحفي في أغلب الأحوال على إقامة عالقات مودة مع هذه الم صادر من أجل الح صول على المعلومات والعالقة بين ال صحفي وم صادره عالقة تبادلية فم صادر الأخبار ت سعى أحيان ا إلى توجيه الأخبار بالطريقة التي تبرز ما تريده وتخفي ما ال تريد له أن يظهر وكذلك ال صحفي ي سعى - بالمقابل - إلى توجيه الم صادر بهدف الح صول على المعلومات التي تح قق لو سيلته االت صالية ال سبق ال صحفي. «وعالقة المو دة التي قد تن ش أ بين ال صحفي وبين الم صادر ت ؤثر بمرور الزمن على ن سبة مراعاة ال صحفي للمو ضوعية في نقل الأخبار والمعلومات حيث ي صبح ال صحفي أكثر قابلية لت صديق المعلومات من الم صدر مبا شرة دون الت أك د من صحتها أو قد ين شر ال صحفي معلومات تخدم الم صدر سواء كان م س ؤو ال حكومي ا ( )41 أم غير ذلك». وم صادر ال صحفيين وما تدلي به من معلومات و آراء لها ت أثيرات مهمة في توجيه عملية إنتاج الأخبار والم ضامين ال صحفية ون شرها «وكثير ا ما ت ؤثر ضغوط الوقت ومواعيد الطبع و أجندة وقت الم صادر وطبيعة عملها ب شكل مبا شر أو غير مبا شر علي الممار سة المهنية لل صحفي فقد ي ؤ دي ذلك إلى ميله إلى اختيار أي سر بغ ض النظر عن مدى الطرق في جمع المعلومات و أكثر الم صادر تعاون ا معه كفاءتها أو خبرتها أو إلمامها بجوانب المو ضوع»(.)42 ون ستنتج من ذلك أن طبيعة العالقة بين ال صحفي وم صادره ت ؤث ر على الم ضمون ال صحفي حيث تت أثر م صداقية الم ضمون ال صحفي بدرجة تعاون الم صدر مع حوليات الآداب والعلوم االجتماعية

31 ال صحفي إذ يلج أ ال صحفي إلى الم صدر الأكثر تعاون ا بد ال من الم صدر الأقل تعاون ا مع ال صحفيين كذلك ف إن اقتراب ال صحفي فكري ا و إن ساني ا من الم صدر الأقرب له ينعك س على إدراك ال صحفي لعبارات الم صدر وتعبيره عنها ودرجة اعتنائه بكلماته وم ساحة الكلمات داخ ل المو ضوع كما أن وج ود قنوات ات صال بين ال صحفي وم صدره يلعب دور ا في التح قق من أية معلومات والت أك د منها. ؤولية ال صحفي عن وفي هذا ال سياق تبرز م شكالت أخالقية وقانونية حول م س ن شر هذه المعلومات «إذ إن إ شكالية هذه العالقة ت شك ك في م صداقية المعلومات التي يح صل عليها ال صحفي من الم صدر فم صداقية الإعالم تبد أ من التدقيق في كل ما يرد من الخارج أو الداخل وال سعي إلى االعتماد على م صادر موثوق بها ف ض ال عن توافر بع ض ال شروط في الم ضمون الإعالمي الم سموح به للن شر بداية من مراعاة هذا الم ضمون الهتمامات الجمهور وم شاكله واحتياجاته ومرور ا ب آليات الإقناع الم ستخدمة في عر ضه (التنوير التعددية التوازن ال شمول ت أكيد وانتهاء باحترام ما يقوله الم صدر ون شره دون تدخل بالحذف أو الإ ضافة الثقة) أو التعديل أو التحوير أو التلفيق»(.)43 هل يحتاج ال صحفي إلى قوانين لكي يلتزم ب أخالقيات المهنة إن أخالقيات مهنة ال صحافة هي مجموعة المبادئ والقيم المنظمة لما هو صحيح ومو ضوعي في العمل ال صحفي وتعتمد على مجموعة منتقاة من المبادئ الموجهة لل سلوك الأخالقي وت ستهدف ت شكيل ذاتية الم ؤ س سة الإعالمية أو الجماعة المهنية تم س وهذه المبادئ مهمة وال سيما فيما يتعل ق بالق ضايا والمجاالت الحيوية التي الم صلحة العامة لل شعوب. والإعالمي الناجح والمو ضوعي ال يحتاج غالب ا إلى قوانين ورقابة من جانب الحكومة لتنظيم مهنته حيث تتوافر لديه الدوافع والرقابة الذاتية من أجل ممار سة مهنية سليمة ت سعى لتحقيق ال صالح العام قبل الم صلحة ال شخ صية لل صحفي الرسالة - 398 احلولية الرابعة والثالثون

32 ف أخالقيات المهنة تع د بمثابة توجيهات داخلية للقرارات المهنية التي يحتاج ال صحفي يتعر ض لها خالل إلى اتخاذها في مختلف المواقف و إزاء مختلف الق ضايا التي حياته العملية. ونظرا لأن مفهوم «أخالقيات الإع لام» يرتكز على معادلة تمث ل الح رية أحد طرفيها والم س ؤول ية الإعالمية الطرف الآخر «والأ سا س في هذا المفهوم هو تحقيق التوازن بين طرفي المعادلة فكالهما عن صران أ سا سيان ال غنى عنهما في ( )44 ؤولية االجتماعية» - التي تقوم على ضرورة مهنة الإعالم» لذا تع د نظرية «الم س تحقيق الموازنة بين هذين الطرفين - أحد أف ضل المداخل النظرية التي يمكن أن المحررين البرلمانيين العاملين في ال صحف يتم في إطارها درا سة مدى التزام ؤوليات الأخالقية والقانونية في تغطيتهم لل ش ؤون البرلمانية من الكويتية بالم س وجهة نظرهم هم أنف سم ومن وجهة نظر أع ضاء مجل س الأمة الكويتي أي ضا ومعرفة العالقة المتبادلة بين ه ؤالء ال صحفيين ك صانعين لل سيا سة ال صحفية في الكويت وبين أع ضاء مجل س الأمة صانعي ال سيا سة العامة والت شريعات ال صحفية التي تحكم إطار العمل ال صحفي عموما. حوليات الآداب والعلوم االجتماعية

33 المطلب الثاني نظرية الم س ؤول ية االجتمـاعية Social Responsibility Theory تمهيد : الحرية في المجتمعات الغربية منذ أواخر القرن ال سابع ع شر تطورت فل سفة الحرية التي أعلنها كل من «جون ميلتون» و أوائل القرن الثامن ع شر في ظل دعوات و«جون لوك» و«فولتير» و«رو سو» و«توما س جيفر سون» وا ستهدفت تلك الفل سفة تقليل القيود التي تفر ضها الدولة على الفرد إلى أدنى ح د فت أث رت مجاالت الحياة ال سيا سية واالجتماعية بتلك الفل سفة ول م يكن النظام الإع لام ي بمعزل عن تلك الحرية هو تحقيق ال صالح العام ف إن الت أث رات «ولكن رغم أن الهدف الأ سا سي لهذه الحرية أظهرت تخل ي تلك الو سائل الإعالمية ممار سات و سائل الإعالم وفق فل سفة ؤوليتها تجاه المجتمع في سبيل تحقيق أق صى قدر من الأرباح فعملت على عن م س إلهاء النا س بد ال من تقديم الإعالم ال صحيح والت سلية المفيدة»(.)45 و أ صبحت هناك ق ضية تفر ض نف سها بقوة على كل المجتمعات هي مدى اهتمام ؤوليتها تجاه المجتمعات التي تعمل فيها ومدى احترامها الو سائل الإعالمية بم س لحقوق جماهيرها في الح صول على معلومات صحيحة واحترام حياتهم الخا صة والمحافظة على كرامتهم والن شر ال صحيح عنهم. ؤولية االجتماعية» كمدخل نظري يق دم إطار ا وم ن ث م ظهرت نظرية «الم س اجتماعي ا و أخالقي ا ينبغي أن تعمل في ظل ه و سائل الإعالم واال ستفادة من الأطر التي يق دمها في توجيه و سائل الإعالم وتطوير أدائها على الم ستوى الوظيفي والأخالقي «تهتم هذه النظرية بتحديد الوظائف التي ينبغي أن تقوم بها و سائل الإعالم في حيث المجتمع وتحديد المعايير الأ سا سية للأداء الإعالمي إ ضافة إلى القيم المهنية التي تحكم سلوكيات الإعالميين في أداء واجباتهم الوظيفية»(.)46 الرسالة - 398 احلولية الرابعة والثالثون

34 ؤولية االجتماعية في أن المجتمع ال يمكنه العي ش بدونها وتكمن أهمية الم س ؤولية ت صبح الحياة فو ضى وينعدم التعاون وتغلب م شاعر الأنانية فبدون الم س ؤولية وي ال ضعيف أم ا الم س وال ف ردي ة وت سود شريعة ال غ اب حيث ي أك ل ال ق االجتماعية فت ؤ دي إلى االلتزام بالمعايير والقواعد الإن سانية التي تقود إلى وحدة ( )47 ؤولية االجتماعية دور ا هام ا في المجتمعات وت آلف أف راده ا كما تلعب الم س ا ستقرار الحياة للأفراد والمجتمعات حيث تعمل على صيانة نظم المجتمع وحفظ قوانينه من االعتداء(.)48 ظهور نظرية الم س ؤول ية االجتماعية : ؤولية االجتماعية بعد الحرب العالمية الثانية في الواليات ظهرت نظرية الم س الحرية» المتحدة الأمريكية كر د فعل على الجوانب ال سلبية التي انبثقت عن «نظرية الحرية والعمل الإع لام ي وفق ا لها والتي ك ان أب رزه ا «سوء ا ستخدام مفهوم حرية الفرد على ح ساب م صلحة المجتمع والمبالغة في منح والإف راط في إع لاء مما أ دى إلى التحرر من أي م س ؤولية اجتماعية أو قيمة أخالقية الفرد الحق في تحول الإعـالم إلى صناعة هدفها الربح فقط»(.)49 تتحرر ولذا «جاءت نظرية الم س ؤول ية االجتماعية لت ؤك د على أنه من ال ضروري أن و سائل الإعالم من القيود الم سبقة التي ت ضعها الحكومة كما ترى ضرورة التزام هذه الو سائل الجماهيرية بخدمة ال صالح العام بد ال من خدمة من يملكونها فقط»(.)50 حرية الر أي وترتكز نظرية «الم س ؤولية االجتماعية» على تحقيق الموازنة بين مما أ دى إلى والتعبير و صالح المجتمع و أهدافه و أن للإعالم وظيفة اجتماعية بروز مبد أ رئي س في مهنة الإعالم هو : ضرورة إيجاد التزام إعالمي ذاتي تحكمه حرية الإعالم, مجموعة من المواثيق الأخالقية التي ت ستهدف تحقيق الموازنة بين ( )51 حرية و سائل وحرية الفرد, وم صالح المجتمع العامة أي «تحقيق التوازن بين ( )52 ؤوليتها». الإعالم وم س حوليات الآداب والعلوم االجتماعية

35 ؤولية االجتماعية والأخالقية لو سائل الإعالم بالقيم التي كما اهتم مدخل الم س ينبغي أن تحكم عملية جمع وتحرير الأخبار و أ شار إلى ضرورة احترام الحياة الخا صة للأفراد مع عدم التفريط في الك شف عن أي ف ساد يه دد المجتمع(.)53 مبادئ نظرية الم س ؤول ية االجتماعية : ي شير «ماكويل» إل ى مجموعة من الأ س س والمبادئ التي ترك ز عليها نظرية ؤولية االجتماعية, وهي : الم س أن و سائل الإعالم لديها التزامات تجاه المجتمع يجب أن ت ضطلع بها حتى تحظى بثقة الجمهور. يتميز بالحقيقة والعدالة والدقة والمو ضوعية أن ما تن شره و سائل الإعالم الب د أن والتوازن. بالحرية و أن تعمل على تنظيم نف سها ذاتيا. ضرورة أن تتم تع و سائل الإعالم ال ت زام و سائل الإع ل ام بمجموعة م ن القوانين, ومواثيق ال شرف الأخالقية, والمعايير المهنية بحيث تتج نب ما يمكن أن ي ؤ دي إل ى الجريمة, والعنف, والفو ضى, وتوجيه إهانات إلى الأقليات. تدخل الحكومة لحماية ورعاية الم صلحة العامة(.)54 تح تم بع ض المواقف وت شير المقوالت العلمية لنظرية الم س ؤول ية االجتماعية إل ى أن و سائل الإعالم الحر عن تمار س دور ا مهم ا في المجتمع يتمث ل في حمايتها الن سيج االجتماعي والتعبير مطالب الجماهير ورغباتهم ومن ثم الب د أن تلتزم هذه الو سائل أخالقي ا بطرح ومناق شة الملحة والبارزة في المجتمع حيث ت ضطلع هذه الو سائل بدور النائب الذي الق ضايا ينوب عن الجماهير في التعبير عن اهتماماتهم واحتياجاتهم المتعددة. وفي ضوء ذلك تقت ضي الم س ؤول ية االجتماعية أن تقوم و سائل الإعالم بمراعاة عادات المجتمع وتقاليده و أعرافه وتحافظ على سالمة المجتمع, وت صون مق دراته الفكرية والثقافية(.)55 الرسالة - 398 احلولية الرابعة والثالثون

36 أوجه النقد الموجهة لنظرية الم س ؤول ية االجتماعية : ؤولية االجتماعية العديد من أوجه النقد أبرز هذه االنتقادات واجهت نظرية الم س للحرية و أنها تفر ض الو صاية على النظام تمثل في «كون هذه النظرية تع د انتقا ص ا الإعالمي من خالل التنظيم الذاتي للإعالم والمتمث ل في مجال س ال صحافة ومواثيق حرية ال صحافة»(.)56 ال شرف الأخالقية المهنية واعتبار تلك الو صاية خطر ا على ؤولية وي رى بع ض الدار سين أن أب رز االنتقادات الموجهة إل ى نظرية الم س االجتماعية لي س كونها ال ت ضيف جديد ا وال تعد نظرية مميزة بذاتها و إنما تتمثل في كونها «فتحت مجا ال أو سع للحكومات للرقابة على و سائل الإعالم»(.)57 كما يالحظ أن ه ذه النظرية عبارة عن مجموعة من الأف ك ار التي تهدف إلى مما يجعلها موقوفة على البيئة إ صالح أو ضاع ال صحافة في المجتمعات الغربية التي ن ش أت فيها كما أنه من الممكن أ ال تلتزم و سائل الإعالم بالمبادئ الأ سا سية التي و ضعتها هذه النظرية وهناك ثالثة أ سباب رئي سة ت ؤ دي إلى عدم التزام و سائل ؤولية االجتماعية هذه الأ سباب هي : الإعالم بمبادئ نظرية الم س - 1 النزعة الربحية في اقت صاديات الو سيلة الإعالمية. - 3 نفوذ جماعات ال ضغط والم صالح. - 3 تغليب االهتمام بالوظيفة الترفيهية و إ ساءة ا ستخدامها(.)58 وجهت إلى هذه النظرية ف إن هناك من يرى أنها «ق دمت لكن رغم االنتقادات التي ؤولياتها وو فرت المبادئ النظرية لإمكانية حلو ال لتنظيم أداء و سائل الإعالم لم س ( )59 حرية تطوير أخالقيات الإعالم» من خالل إ صدار مواثيق شرف مهنية لحماية التحرير ال صحفي والممار سة ال صحفية و إ ص دار قوانين للح د من االحتكار و إن شاء مجال س لل صحافة و إن شاء نظام لتقديم إعانات لل صحف. حوليات الآداب والعلوم االجتماعية

37 ولكن مجمل الأف ك ار التي طرحتها ه ذه النظرية ل م تكتمل أم ام ه ا فر صة ال صحفيون إلى هذه الأفكار على أنها تمث ل اتجاه ا نحو تام فقد نظر التنفيذ ب شكل حرية ال صحافة فقوبلت هذه الأفكار بمعار ضة عنيفة من اال شتراكية وخطر ا على مجموعات مال ك ال صحف. الرسالة - 398 احلولية الرابعة والثالثون

39 المطلب الثالث طبيعة العالقة بين المح ررين البرلمان يين و أع ضاء البرلمان ي ؤ دى الإعالم بو سائله المختلفة دور ا في ت سليط ال ضوء على أن شطة البرلمان تتكون لدى ومن ثم الك شف عن مدى فاعلية هذا البرلمان وطبيعة ال صورة التي جمهور الم شاهدين والقراء عن البرلمان ترتبط مبا شرة بطبيعة نظرة و سائل الإعالم ذاتها للبرلمان والتي تنعك س على الطريقة والأ سلوب الذي تبرز به تلك الو سائل أن شطة البرلمان وفعالياته. وتجدر الإ شارة إلى أن بع ض الم ؤ س سات الإعالمية تنظر إلى البرلمان باعتباره «م ؤ س سة موازية أو تابعة لل سلطة التنفيذية فترك ز على ردود الوزراء وت صريحاتهم وتهم ش دور النواب في البرلمان ب صفة عامة والمعار ضين منهم ب صفة خا صة وبع ضها الآخر ي سعى إلى التركيز على إبراز سلبيات الممار سة البرلمانية وت ضخيمها لخدمة أهداف حزبية»(.)60 ما هي طبيعة عمل المح رر ال صحفي في ال ش ؤون البرلمانية متخ ص ص يغط ي جميع أن شطة البرلمان وتكون محرر ال صحفي البرلماني هو هذه التغطية على نوعين( :)61 الأول : الم ضمون الإخباري : ويهدف إلى إطالع المواطنين على ما يدور من أن شطة ونقا شات داخل البرلمان هذه الأن شطة متنوعة سيا سية وبرلمانية متعلقة بالكتل النيابية وبالنواب ك أفراد من حيث أخبارهم وت صريحاتهم وبالهيئة العامة واللجان النيابية. الرسالة - 398 احلولية الرابعة والثالثون

40 الثاني : الم ضمون التحليلي : هدفه تحليل المواقف ال سيا سية والإ ضاءة على القوانين والأن شطة ومحاولة تف سيرها و إب راز أب ع اده ا و آث اره ا وتختلف متطل بات هذا الم ضمون التحليلي عن متطل بات الم ضمون الإخباري حيث إن قدرات المحل ل البرلماني تتطل ب ثقافة برلمانية واقت صادية واجتماعية وا سعة و إط الع ا على الد ستور والقوانين والق ضايا المطروحة. المحرر البرلماني ويق دمها على صفحات وتع د المادة ال صحفية التي ي سجلها المهمة التي يمكن اعتمادها لمعرفة الجريدة أو المجلة التي يعمل فيها إحدى الوثائق درجة ممار سة أع ضاء مجل س الأمة لوظيفتهم الرقابية داخل المجل س و إطالع الر أي العام على أدائهم في هذا المجال ومن ثم فمن ش أنها أن تفر ض على ه ؤالء النواب أن تحمل م س ؤولية ع ضوية يبذلوا جهد ا أكبر في إقناع المواطنين ب أنهم الأكثر قدرة على مجل س الأم ة واال ضطالع بمهمة التعبير عن ق ضايا المواطنين داخ ل المجل س وفي مهمة بالن سبة الوقت ذاته تع د صفحات ال ش ؤون البرلمانية في ال صحف والمجالت أداة لع ضو مجل س الأمة يطرح من خاللها أفكاره و سيا ساته وبرامجه على أهالي دائرته كما يعتمد كثير ا على ما تن شره هذه ال صحف والمجالت ب صفة عامة من موا د صحفية تتناول ق ضايا مجتمعية وي ستخدمها كم صدر لمناق شاته وا ستجواباته داخل المجل س. والعالقة بين و سائل الإعالم والبرلمان - كما هو معروف - عالقة مع قدة ومثيرة ومتفجرة و إن كانت ال ت صل إ ال نادر ا تكون أحيان ا صافية حميمة و أحيان ا مت ش نجة إلى ح د القطيعة والمقاطعة بينهما ولقد كانت العالقة بين ال سيا سيين ب صفة عامة وال صحفيين دائم ا - و ستظل - عالقة ملتب سة An Equivocal Relationship هناك شراكة Partnership بل ربما تجاذب قاتل Fatal Attraction فال صحفيون بحاجة إلى الق ص ص التي يقدمها ال سيا سيون وال سيا سيون بحاجة إلى قدر من الدعاية التي تح قق أهدافهم الخا صة كما أن ال صحفيين وال سيا سيين كل منهم لديه معلومات عن الجانب الآخر من ناحية ومعلومات عن الأو ضاع المحلية والوطنية من حوليات الآداب والعلوم االجتماعية

41 ت ستحق الن شر ناحية أخرى ولكن ال صحفيين يرك زون على تناول التقارير التي ويمار سون قدر ا كبير ا من الت أثير على ال سيا سات(.)62 هل يمكن بناء عالقة سليمة بين البرلمان يين والمحر رين البرلمان يين يتم أ سا س ا على االح ت رام المتبادل, إن بناء عالقة مهنية قوية بين الطرفين واع ت راف كال الجانبين ب أهمية كل منهما بالن سبة لممار سة العمل الديمقراطي والبرلمانيون بو صفهم ممث لين شرعيين لل شعب ومع ذلك ف إن و سائل الإعالم هي التي ت ساعد المجتمع على تحديد مدى الدعم لع ضو برلماني دون آخر وت سهم في تحديد القرار ب إعادة انتخاب ذلك الع ضو في االنتخابات التالية من عدمه فو سائل الإعالم من خالل تزويدها الجمهور بمعلومات حول الأحداث و آراء الأع ضاء ت ساعد المجتمع في اتخاذ قرار الدعم المتوا صل له ؤالء الأع ضاء. والمجتمع ال ي ستفيد من العالقة العدائية بين ال صحفيين والبرلمانيين فهي تجعل البرلمان يين أقل رغبة في الك شف عن المعلومات المتع لقة بالق ضايا التي تناق ش داخل البرلمان «كما أن تقارير ال صحف يين حول البرلمان ستكون غير مو ضوعية Tainted الحر للمعلومات الدقيقة The free flow of accurate Reports م ما ينعك س على التدف ق information وعلى الجانب الآخ ر فالعالقة بين البرلمانيين وال صحفيين ينبغي أ ال تكون حميمية جد ا Too Close ف إذا حدث ذلك ي صبح ال صحف يون أقل رغبة في انتقاد الحكومة م ما يق و ض من إ سهامهم في تحقيق الحكم الديمقراطي وتدف ق المعلومات»(.)63 وخال صة القول ف إن بناء عالقات مهنية قوية بين المحررين البرلمانيين و أع ضاء البرلمان يتطل ب من و سائل الإعالم تقديم تغطية متوازنة للمناق شات البرلمانية دون وال صحفيون تهوين أو التقليل من ش أن البرلمان وعمليات صنع القرار الحكومي بحاجة إلى أن يفهموا الق ضايا الم صيرية بالن سبة للقطاعات العري ضة من ال سكان و أن ي ؤ دوا دورهم في إخبار الر أي العام بالتح ديات التي تواجه المجتمع دون توجيه اتهامات بغير أدلة أو التعر ض للحياة الخا صة للأع ضاء. الرسالة - 398 احلولية الرابعة والثالثون

43 المطلب الرابع التراث العلمي المرتبط بمو ضوع الدرا سـة تو صل إلى أن هناك من خالل الم سح الذي قام به الباحث للدرا سات ال سابقة الكثير من الدرا سات المرتبطة بمو ضوع البحث الحالي وقام بعر ض هذه الدرا سات أ سا سيين هما : المحور الأول : الدرا سات غير المبا شرة أما المحور في محورين الثاني فقد تمث ل في الدرا سات المتعلقة بالن شاط ال صحفي في المجال س النيابية وفيما يلي نعر ض هذه الدرا سات. المحور الأول : الدرا سات غير المبا شرة : أو ال - الدرا سات العربية : - 1 درا سة فتحي ح سين عامر ( :)64()2005 حول أخالقيات ن شر الجريمة في ال صحف الم صرية الخا صة وا ستهدفت تعرف مدى التزام ال صحف الم صرية الخا صة بالأخالقيات المهنية في ن شر مادة الجريمة على صفحاتها وخل صت إلى أن هذه ال صحف تخرج على أخالقيات الممار سة المهنية فيما يتعلق بن شر مواد الجريمة و أن هذه ال صحف تنتمي إلى ال صحف ال شعبية التي ت سعى لمخاطبة عقلية ال شخ ص العادي وذوي الم ستوى التعليمي المنخف ض والمتو سط. وح ددت الدرا سة أ شكال الخروج على أخالقيات الممار سة المهنية في عدم مراعاة الدقة والمو ضوعية والن شر المج هل لمواد الجريمة والخروج على الآداب العامة للمجتمع وقيمه والت أثير على سير العدالة واختراق الخ صو صية. - 2 درا سة محمد ال سيد سعيد ( :)65()2004 عبارة عن ا ستطالع للر أي ا ستهدف معرفة آراء ال صحفيين نحو بع ض الق ضايا المهنية و أجرى اال ستطالع على 1061 صحفي ا ينتمون إلى 47 إ صدار ا وم ؤ س سة الرسالة - 398 احلولية الرابعة والثالثون

44 صحفية وخل ص اال ستطالع إلى أنه بالن سبة لتقويم أداء ال صحافة من وجهة نظر ال صحفيين أنف سهم فقد عبر أكثر من ن صف العينة عن تقدير سلبي لأداء ال صحافة الم صرية فيما يتعل ق بتوفير المعلومات أم ا فيما يتعل ق بالتعبير عن آراء مختلف التيارات وتعزيز قيم االنتماء الوطني فقد كان التقدير إيجابي ا إلى ح د كبير. تعر ضهم ل ضغوط عديدة ج اء في مقدمتها كما أك د ال صحفيون الم صريون أ سلوب ممار سة ر ؤ سائهم لل سلطة ثم القيود الت شريعية وال سيا سية على ممار سة المهنة تالها ال سيا سة التحريرية داخ ل الم ؤ س سات ال صحفية ثم ال ضغوط التي تمار سها الم صادر والجهات الحكومية و أخير ا أنظمة الأمن. - 3 درا سة آمال سعد المتولي ( :)66()2003 حول أخالقيات الخبر في ال صحافة الم صرية وا ستهدفت تحليل ظاهرة الأخبار المج هلة الم صدر في ال صحف الحزبية والخا صة وتح ددت م شكلة الدرا سة في ضرورة درا سة الأخبار مج هلة الم صدر لمعرفة الأ سباب الم ؤ دية لها وهل هي طارئة بمتغيرات مهنية صحفية أو ت شريعية أو ضغوط مجتمعية في إطار تفاعل أم ترتبط المتغيرات المجتمعية وهل ترتبط هذه الظاهرة بطبيعة الأخبار ال صحف مع هذه وم ضمونها وما هي الوظيفة االت صالية التي تقوم بها هذه النوعية من الأخبار وخل صت الدرا سة إلى أن الخبر المج هل لم ينف صل عن طبيعة الم ؤ س سة ال صحفية و إمكانياتها وقوتها ومدى انت شارها بالإ ضافة إلى عالقة كل من ال صحف الحزبية والخا صة بالحكومة. ويالحظ أن الم ضمون المج هل في النمطين ابتعد تمام ا عن رموز ال سلطة التنفيذية أو الم ؤ س سة الع سكرية بل قام على تحييدها مقابل التمادي في الر سالة غير الملتزمة و أي قيود أو شروط مهنية متعارف عليها. - 4 درا سة أمل سيد متولي سحر فاروق ال صادق ( :)67()2003 ح ول أخالقيات ن شر م ادة الجريمة في ال صحافة الم صرية وتح دد الهدف حوليات الآداب والعلوم االجتماعية

45 تعرف مدى التزام ال صحف ب أخالقيات ن شر مادة الجريمة على صفحاتها الرئي س في للوقوف على أ شكال التجاوزات في معالجاتها المهنية لمادة الجريمة وال ضوابط والمعايير الأخالقية والمهنية التي تحكم ن شرها. قامت الدرا سة بتحليل م ضمون صحف الأه رام والوفد والميدان وخل صت إلى أن ال صحف الثالث خرجت على الأخالقيات في ن شرها لمادة الجريمة ب أ شكال مختلفة تمث لت في خم سة أ شكال هي : الن شر المجهل الخروج على الآداب العامة للمجتمع اختراق الخ صو صية الت أثير على العدالة واال ستخدام المثير والم ضل ل للعناوين. - 5 درا سة أميرة العبا سي ( :)68()2003 تعرف ر ؤية ال صحفيين العاملين في ال صحف الم صرية الخا صة ا ستهدفت لأخالقيات الممار سة المهنية في الواقع العملي والعوامل الم ؤثرة على قراراتهم الأخالقية أثناء أدائهم لعملهم وموقفهم ال شخ صي إزاء بع ض المواقف المع ضلة أخ لاق ي ا والتي قد تواجههم في الممار سة المهنية اليومية وا ستخدمت أداة اال ستبانة للتطبيق على 109 صحفيين موزعين على صحف «صوت الأمة الميدان الأ سبوع وطني». وك شفت نتائج الدرا سة عن أن حوالي ثلث المبحوثين يرون إمكانية أن تتجاوز ال صحف الخا صة التي يعملون بها معايير الأداء الأخالقي في العمل ال صحفي و أنهم ي ستطيعون إدراك ذل ك من خ لال ع دة ط رق يت ص درها وعيهم الذاتي ب أخالقيات الممار سة المهنية والتقارير الدورية للمجل س الأعلى لل صحافة والدعاوى الق ضائية التي يرفعها البع ض على الجريدة. وك شفت النتائج عن أن المبحوثين يرون أي ض ا أن هذا التجاوز يحدث سعي ا وراء رفع أرقام التوزيع وتحقيق الربح وجذب فئات جديدة من القراء والمعلنين كما أنه انعكا س للأخالقيات ال سائدة في المجتمع الآن. الرسالة - 398 احلولية الرابعة والثالثون