رئي س جمل س االدارة رئي س التحرير فخري كرمي ملحق ثقايف ا سبوعي ي صدر عن جريدة املدى WWW. almadasupplements.com العدد ) 3225 (ال سنة الثانية ع شرة - ال

النسخ

1 رئي س جمل س االدارة رئي س التحرير فخري كرمي ملحق ثقايف ا سبوعي ي صدر عن جريدة املدى WWW. almadasupplements.com m a n a r a t جورج لوكاش

2 2 جورج لوكاش والفلسفة الحديثة جورج لوكا ش ) ( فيل سوف وكاتب وناقد اأدبي جمري مارك سي ولد يف بودب ست عا صمة املجر. يعده معظم الدار سني موؤ س س املارك سية الغربية اأ سهم باأفكاره "الت شيوؤ" و"الوعي الطبقي" يف الفل سفة املارك سية والنظرية املارك سية وكان نقده الأدبي موؤثرا يف "الواقعية" ويف الرواية باعتبارها نوعا اأدبيا. خدم لفرتة وجيزة كوزير للثقافة يف هنغاريا بعد ثورة اعداد/ منارات بينم ا كان يح ض ر مدر س ة وجامع ة النحو يف بودب س ت ان ضم إىل حلقات ا شرتاكي ة خمتلف ة جعلت ه يت ص ل بالنقابي الفو ض وي إرفن ت سابو الذي قدمه إىل أعمال جرج س سورل كانت آر وؤه ونظرت ه يف ه ذه الفرتة حداثية و ضد الو ضعية. م ن إىل كان مهتما باملجموع ات امل سرحية التي ينتجها امل سرحي ون أمثال هرنك إب سن و أغ سط س سرتندب رغ وغريه رت هومبن. ق ض ى لوكا ش وقت ا طوي ل ا يف أملانيا در س يف برل ي ن مرة يف 1906 و أخرى يف 1909 و 1910 حي ث تع رف عل ى ج ورج سيم ل ويف هايلدب رغ يف أ صب ح 1913 صديق ا ملاك س في ب ر و إرن س ت بل وخ و ستيف ان ج ورج. النظ ام املث ايل ال ذي قبل ه لوكا ش يف ذل ك الوق ت كان مدين ا للكانتي ة الت ي هيمنت على جامع ات أملانيا لكن أي ضا يدي ن لأفاط ون وهيج ل وكريج ارد ودلث ي ود ستوف سكي. كتاب اه "الروح واجل س د" و"نظرية الرواية" ن شرا يف 1910 و 1916 على التوايل. ع اد لوكا ش إىل بودب س ت يف 1915 وكان يدي ر حلق ة ثقافي ة تدع ى حلقة الأح د أو حلق ة لوكا ش ي شغله ا يف املق ام الأول املو ضوع ات الثقافي ة ذات لهتم ام امل ش ت رتك يف أعم ال د ستوف سك ي عل ى غ رار اهتمام ات لوكا ش يف سنيه الأخرية يف هيلدبرغ وبرعاي ة الأح داث التي تلق ى اهتماما وم شارك ة يف النهاية م ن ال شخ صيات امل شه ورة مث ل كارل منه امي وب ل ا بارت وك وب ل ا بالز ش وكارل ب ولين وغريه م و شارك بع ضهم يف لجتماع الأ سبوعي ة. يف ال سن ة الأخ ي رية م ن احل رب مت تق سي م امل شارك ي ن بن اء عل ى ولئهم ال سيا س ي رغم هذا ان ضم العديد من القادة إىل لوكا ش يف حتوله املفاجئ إىل احلزب ال شيوعي. لقد ح اول لوكا ش يف كتابات ه جتديد الفك ر املارك س ي و إلق اء ال ض وء عل ى جوانب ه الثوري ة خ صو ص ا البع د اجل ديل من ه. فف ي كتاب ه "التاري خ والوع ي الطبقي" الذي يحم ل عنوانا صغ ي ري آخ ر: "درا س ات يف اجلدلي ة املارك سي ة" يعم ل لوكا ش عل ى إعادة لعتب ار لل ذات. فالتاري خ بر أيه ينتج ع ن التفاع ل ب ي ن ال ذات واملو ض وع أي ع ن وع ي النا س بالقوان ي ن الت ي حتكمهم وبعيدا عن إقامة التوازن بن الطرف ي ن كان لوكا ش مييل نحو إعطاء الأهمي ة للوع ي. ه ذا الوع ي ال ذي يج د فعاليت ه يف وعي الطبق ة العاملة التي أحالته ا الر أ سمالي ة إىل ب ضاعة. ول ميك ن له ذه أن تتح رر إل برف ضها الكامل غري امل شروط لو ضعها كب ضاعة. فالروليتاري ا يف ه ذه احلال ة متث ل املب د أ ال سال ب والعن ص ر املح رك يف اجلدلية. لأنه ا عندما تنا ض ل من أجل حترره ا ف إانها تنا ض ل يف الوقت نف سه ض د اخل ض وع ب ش كل ع ام وعندم ا تنا ضل لإنقاذ نف سها ف إانها تنا ضل أي ضا من أجل إنقاذ الب شرية كلها من الت شيوؤ. لق د جت ر أ لوكا ش عل ى و ض ع الذات مقابل املو ضوع والوعي مقابل الوجود كقطب ي ن مت ضادي ن يف س ران بحرك ة الأخ ذ وال رد بينهم ا جدلي ة املمار سة وق درة ال ذات عل ى وع ي الو ض ع التاريخ ي املوجودة فيه وحتديد كيفية التحرك وفق ا لهذه املعطي ات. فبدل أن تكون الذات ملحقة بالتاريخ الذي تنتج عن ه ت صب ح داخله. لك ن لوكا ش كان يبدووك أانه ي سبح عك س التيار بالن سبة للمارك سي ة التقليدي ة فف ي كت اب "مقدم ة يف نقد لقت ص اد ال سيا سي" يقي م مارك س عاقة وثيقة ب ي ن الوعي والوج ود: " لي س وعي الب شر هوالذي يح دد وجوده م ب ل عل ى العك س أن وجوده م ه وايل يح دد وعيه م". ويعطي أولوي ة للمو ضوع على الذات. فلوكا ش باإ ص راره عل ى دور ال ذات بدا وكاأن ه ع اد إىل املثالي ة الهيغيلية لهذا كان اتهامه بالنح راف. لكن هناك اخت ل اف بن لثنن. فالعق ل الهيغيلي هو الذي ي سيطر عل ى التاريخ ويقوده ول ي ش كل جزءا منه يف حن أن الذات عن د لوكا ش ه ي يف عاق ة جدلية مع املو ض وع وتاأخذ قراره ا انطاقا منه. وعل ى ذل ك ف اإن اجلدلي ة يف "التاريخ والوعي الطبق ي" ت ضع احلرية "داخل ال ضرورة نف سله ا. ومل يقت صر لوكا ش يف أعماله على درا سة البعد اجلديل يف النظري ة املارك سية بل ساهم عر كتابه "نظرية الرواية" يف و ضع أ س س علم اجتم اع الأدب اجلديل. كم ا أنه يعتر أح د وا ضع ي حج ر الزاوي ة يف عل م اجلمال املارك سي. ل ميكن إنكار ما قدمه لوكا ش للفك ر ال سيا سي م ن إ ضافات وعنا ص ر جدي دة. فهويع د بالن سب ة خل صومه أوموؤيديه أهم مفكر مارك سي منذ مارك س ل ب ل يعتره البع ض أهم فيل س وف يف الن ص ف الأول من الفرن الع شري ن. لقد كان ل ه تاأثري حا سم على كارل مانه امي وكارل كورت س ومارتن هيدج ر على وج ه اخل صو ص ويعتر من موؤ س سي تيار البنيوية التوليدية. بيبلوغرافية موؤلفات ه املرتجم ة اإىل العربية توما س مان )1977(. حتطيم العقل] 8 [ )1980(. غوته وع صره )1984(. درا سات يف الواقعية )1985(. التاريخ والوعي الطبقي )1999(. الدرا سات عنه لوكا ش جورج خلتهامي )1982( ثاثة وجوه للثورة: غيفارا لوكا ش أورويل جمموعة موؤلفن )1994( النظرية النقدية الغربية من أفاطون إىل بوكا شيو عيد الدحيات )2007(.

3 3 جورج لوكاش ا س تخدم لوكا ش مفهوم الت ش يوؤ بدل من مفهوم ال ستالب وعاد اإىل كتابات مارك س ال شاب ليمنح الوعي الطبقي دور ا فعال يف التاأثري على الو ضع التاريخي وحتويله واعرت ض على مقول ة أان الطبقة الربوليتاري ة يف حتريرها لنف سها ستحرر الب شرية جميع ا. سعد حممد رحيم شه د الن ص ف الأول م ن الق رن الع شرين انتعا ش ا لفت ا يف حق ل التنظ ي ري ل شرتاكي املارك س ي. وظهر مفكرون تركوا أعظ م الأثر يف وعي أجيالهم. وكانت لهم أدوارهم يف الن ض ال ال سيا س ي إىل جان ب إبداعه م الفك ري والفل سفي. وما مي ز نتاج بع ضهم هو أنهم مل يركنوا إىل التف سريات الدوغمائية الر سمي ة للمارك سية بل حاولوا أن ي ستك شف وا يف م ساحات بك ر ويوؤ س سوا ملنظوراتهم و أجهزته م املفاهيمية ويجته دوا ل يف التف سري وحده و إمن ا يف النق د حت ى ولو ط ال رم وز ا و إيقون ات كان امل سا س به ا م ن املحر م ات. وه وؤلء ط و روا النظرية واقرتحوا سرتاتيجيات للتطبي ق مبا يتاءم ومتغريات الع صر املادية والفكرية. شغ ل ج ورج لوكا ش ) ( الف ض اء الفكري املارك سي الأوروبي يف الن صف الأول من القرن الع شرين ه و ولد يف بوداب س ت/ عا صمة املج ر. التحق بحركات ا شرتاكي ة خمتلف ة ثم ان ض م للح زب ال شيوع ي. عا ش شط ر ا م ن شباب ه يف أملانيا وم ن ثم يف مو سك و. ع ن ملدة وجي زة وزير ا للثقافة يف حكوم ة اميري ناجي يف هنغاريا/ املجر بعد ث ورة 1956 على الرئي س راكو شي والت ي سحقته ا ق وات حل ف وار ش و لكن ه جن ا م ن الإعدام. ع رف لوكا ش باأنه موؤ س س نظرية علم اجلمال املارك سي و أحد أهم املنظ رين يف حقل الأدب. وكتاباته عن الواقعية الأوروبي ة وتوما س مان والرواي ة التاريخية ت ضعه يف مقدم ة أع ل ام النقد الروائي يف الق رن الع شرين. غري أن هذا جان ب واحد فقط م ن م ساهماته الفكري ة. فلوكا ش فيل س وف ل ه أهميت ه وتاأث ي ريه عل ى ك ث ر م ن املفكرين والفا سف ة م ن جمايلي ه ومن الأجي ال الاحق ة منهم هيدج ر وكارل مانه امي و أقط اب مدر س ة فرانكفورت ( أ شهره م ماك س هوركهامير وتيودور اودورنو وهربرت ماركوز( وب صماته وا ضحة على كتابات لو سيان غولدمان وجان بول سارتر.. أثرى الفكر املارك سي بتناوله املفاهيم والإ شكالي ات النظري ة ع ب ر منظور يختلف ع ن منظور املارك سين التقليدين ولذا و صم بالتحريفية. فف ي مقاب ل التاأوي ل ال ستالين ي اجلدان ويف أعط ى تاأوي ل ات مغايرة ور س خ قواعد نظري ة مارك سية أخرى متاأث رة بفل سف ات )ال ذات( الغربي ة م ستلهم ا فيه ا ل مارك س وحده و إمنا هيجل أي ض ا. معيد ا لعتبار للروح اجلدلي ة يف املارك سي ة. ولع ل كتابه )التاري خ والوعي الطبق ي( أكر أعماله ن ضج ا و سعة أفق من هذه الناحية. وفيه يقول " إن املارك سية الأ صلية ل تعني ت سليم ا أعمى بنتائج بحث مارك س ول تعني الإميان بنظرية أو ب أاخرى ول تاأوي ل كتاب مقد س. إن الأ صالة ن سبة إىل املارك سية ترجع على نقي ض ذلك إىل املنهج ب شكل ح صري". جعله ه ذا يف نظر ال شيوعين الأرثوذك سين مارك سي ا مل تت م بل شفت ه كم ا ينبغ ي "وهرطوق ا عل ى ال صعيد الفل سف ي مبعن ى أن ه كان ي ساري ا هيجلي ا ولي س مادي ا". كما يقول جورج خلته امي م ؤولف كتاب ( جورج لوكا ش(. ي ضي ف خلتهامي " إن نوع املارك سية التي اد عاها لنف سه له ا نغمة نخبوية. إن صيغة لوكا ش برفعها ( الطليعة ) إىل م ص اف احلقيق ة التاريخي ة امل ستقلة الت ي وحدها ت ض م الوعي احلقيقي للث ورة اللينينية قد أ صبحت غري قابل ة لاتفاق مع متجي د روزا لوك سمبورغ الرومان سي للحرك ة اجلماهريي ة". فف ي كت اب ( التاري خ والوعي الطبق ي ) ح اول حل تل ك املع ضل ة الكامن ة يف العاقة ب ي ن النظرية والتطبيق. وق د ر أى أن وعي الروليتاريا بالقوان ي ن الت ي حتكمه ا وحتك م م سريته ا ه و فاع ل تاريخ ي والتاريخ ل يتح رك إل عر التفاعل بن الذات واملو ض وع ويغ دو الوع ي داخل التاري خ ل خارجه. وب ذا ي ؤودي وع ي الروليتاري ا بواقعها حي ث حولتها الر أ سمالي ة إىل ب ضاعة إىل أن ميث ل املبد أ ال سالب الذي يرف ض هذا الواقع و شروطه ليتحرر من الت شيوؤ. إن جدلي ة املمار س ة بح سب لوكا ش تن ش اأ من عمليات الأخ ذ وال رد ب ي ن ال ذات واملو ض وع.. ب ي ن الوع ي والوج ود م ن غ ي ري أن نعط ي للمو ض وع أولوي ة على ال ذات وللوجود أولوي ة على الوعي. وهن ا مل يقل مع هيج ل أن العقل هو الذي يح ر ك التاريخ بل أن التاريخ هو نتاج جدل الذات واملو ضوع وجدل الوعي والوجود والتاري خ. وهذه اجلدلية ت ضع احلرية داخل ال ضرورة ل يف ت ضاد معها. ش كك لوكا ش بفه م أجنل س لكان ط وهيج ل وو صف مادي ة ع ص ر التنوي ر ب أانه ا "ال ش كل الإيديولوج ي للث ورة الرجوازي ة". ومل يقتن ع ب أان للمارك سية صلة بالعلوم الطبيعية مزيح ا بذل ك "حجر الزاوية يف البناء اللينين ي". وطامل ا كان ت امل ادة أو )الطبيع ة ) يف نظر أجنل س ت سبق الروح. أو " أن الروح في ض أو انبثاق من املادة. ومثل هذه الت أاكيدات ل ميكن إثباتها أو دح ضها". ف اإن املادي ة عندئذ لن تع ود نظرية للمعرف ة "بل ت صبح نظرية غيبية عن العامل". جتل ت أ صال ة أف كار لوكا ش م ن خ ل ال فهم ه جوهر الديالكتي ك الهيجل ي ويلخ ص خلته امي وجه ة نظ ر لوكا ش من هذه الزاوية بالق ول " أن املادية والروحية هم ا أطروح ة ونقي ضه ا وذلك خل ل اف يع ود إىل عدم الق درة عل ى تخط ي لنف صام ب ي ن ال ذات واملو ضوع. واحل ل ل يك ون يف إيث ار الواح دة دون الأخ رى ب ل يتج اوز مو ضع اخل ل اف وهذا يتم بال س ي ري على خطى مارك س يف معاجل ة التطبيق عل ى أ سا س أن ه لحتاد امل ادي بن الفكر والواق ع". فلوكا ش أحي ا فكرة هيجل حول تطاب ق الكينونة والوع ي يف النهاية. وهنا يكون "من املعقول أن يرد عن صر الوعي الذاتي إىل الطبيعة". وهذا ن وع من التخلي ع ن املادية باملعن ى ال ضيق الذي رو ج ل ه املارك سي ون اللينينيون الذي ن هاجموا لوكا ش لأنه أدخ ل "مفاهيم مثالية إىل املارك سية" بح سب وجهة نظرهم. ا ستخ دم مفه وم الت شي ؤو ب دل م ن مفه وم ل ست ل اب. وع اد إىل كتاب ات مارك س ال شاب ليمن ح الوعي الطبقي دور ا فع ال يف الت أاثري عل ى الو ضع التاريخي وحتويله وكي ف ميكن يف ظل شروط وظ روف معينة أن تكت سب "فيها الثورة الفكري ة صفات القوة املادية". واعرت ض عل ى واحد م ن أكر الأف كار املارك سية رواج ا والقائل ب أان الطبق ة الروليتارية يف حتريره ا لنف سها ستحرر الب شري ة جميع ا عل ى الرغ م م ن ادعائه ب اأن "الثورة الروليتاري ة هي مفتاح لفك لغز التاري خ". وكان ديدنه الو ص ول إىل "حتلي ل مارك س ي يلت زم باحلقائ ق ول ي شج ب ال ت رت ث الهيجلي با س م العل م. ويف ذلك الوقت م ن ع شرينات القرن الع شرين ح ي ن ن شر كتابه )التاريخ والوعي الطبقي/ 1924( كان تيار من الاعقانية ي سود أوروبا ممه د ا ل صعود الفا شي ة.. ويقول خلتهامي "ولو ان لوكا ش متت ع ب شخ صي ة قوي ة تدعم موقف ه عو ض ا عن التزام ه بال سكوت ومن ثم تنك ره لآرائه الأوىل يف م ا بعد فلرمبا ا ستطاع أن يبن ي سد ا يف وجه الفي ضان املتدفق من الاعقانية". عا ش لوكا ش يف ظ ل ظروف سيا سي ة ملتب سة صعبة وا ضط ر أحيان ا أل يك ون نف سه بطرحه لأف كار مثرية للج دل ل تت س اوق م ع نظرت ه العلمية الدقيق ة.. "لقد ارت دى لوكا ش أقنع ة كثرية أثن اء حياته ومث ل أدوار خداع مدرو سة وجماملة وحتق ي ري ذات لفتة للنظر حتى بالن سب ة إىل مقايي س بيئت ه املختارة ولكن عر ذلك كله مل يذه ب بعيد ا أو طوي ل ا عن هدف ه الأويل: نظرية علم جم ال تق د م إىل العامل اجلدي د لا شرتاكي ة الأوروبية ال شرقية ما قدمته املثالية الأملانية ب شكل خا ص إىل العامل الرجوازي". هذا ما يقوله م ؤولف كتاب )جورج لوكا ش( جورج خلتهامي. كان لوكا ش يخ ضع إىل ضغوطات عديدة ترتبط بحقبة الطغي ان ال ستالين ي ومتطلبات احلرب الب اردة جعلته ينح در يف ف ت رت ت خمتلف ة إىل ن وع م ن ال سكولئية اجلام دة وامل ست وى اجلدان ويف. وغ اىل أحيان ا يف متجي ده لينن و ستالن على الرغم م ن أنه سيقول بعد شجب خرو شوف ل ستال ي ن يف امل ؤومتر الع شرين للحزب ال شيوعي ال سوفيتي "لبد من إخ ضاع دوغمائية ستالن ودوغمائي ة العهد ال ستاليني لأ شد النقد ق ساوة" من غري إنكار " إجنازات ستالن الإيجابية كما يوؤكد. ويف موؤلفه )حتطي م العقل( عمل على نقد ال ت رت ث الفل سفي الأملاين ل سيم ا اجلانب الاعقاين فيه وال ذي قاد يف النهاية إىل النازية وما خل فته من ماآ س وويات. كان لوكا ش يبحث يف فحوى ال سوؤال إذا كانت احلقيقة ميكن الو صول إليها بو ساطة العقل فلماذا وكيف سادت الاعقاني ة "وملاذا يكون لها يف بع ض الأحيان قوة ل تربك املفكرين الأف راد فح سب بل ثقافات باأكملها " وقد سعى لربط ال صراع بن العقانية والاعقانية بال صراع الطبقي. وجتد هذه الفكرة صعوبات جمة وتواجه أ سئلة حا سم ة منها: مل اذا مل تتحول أوروب ا الرجوازية كلها إىل الفا شي ة وما عاقة حم ن أملانيا مبوقفها من الثورة الفرن سي ة. ويعد خلتهامي كتاب لوكا ش )حتطيم العقل( عما فا سا لأنه مل يحقق الهدف الذي حدده م ؤولفه له.

4 4 أفكار نحو علم جمال للسينما جورج لوكاتش ج ورج لوكات ش ) ( György Lukács كات ب وفيل سوف وناقد اأدبي جم ري ولد يف بوداب ست وت ويف فيها. ب داأ فيل سوفا مثالي ا وانتهى فيل سوفا مارك سي ا جمددا وناقدا. انت س ب اإىل احلزب ال شيوعي املج ري ع ام 1918 وتوىل فيه أامان ة ال ش ؤوون الثقافي ة جلمهوري ة ال سوفيتات املجري ة الفتية )1919( والت ي مل تدم طويال. عا ش يف فيين ا ردحا من الزمن بعد انهيار اجلمهورية ثم اأ بعد من فينا فتوجه اىل مو سكو حيث عمل يف مركز ابحاث املارك سية اللينينية ومع حترير املجر عاد إاىل بوداب ست و شارك منذ عام 1945 يف تاأ سي س ثقافة جمرية جديدة. بالرغم من عالقته ال شكالية مع ال ستالينية بقي ع ضوا يف احلزب ال شيوعي املجري حتى مماته. كتب يف علم اجلمال وتاريخ الفل سفة ونقد الفل سفة ونظرية الأدب والنقد الأدبي. تطورت منظومة اأف كاره منذ ص دور م ؤولفه البكر:»النف س والأ شكال«واكتمل ت وا ستقرت يف»حتطي م العقل«)1952(. وي شكل م ؤولفه»التاريخ والوعي الطبقي«يف عام 1923 وثيقة هامة لفل سفة التاريخ املارك سي. ترجمة/ ه شام روحانا من أه م موؤلفات لوكات ش»نظري ة الرواية«)1916( و»غوت ه وع ص ره«Goethe und seine Zeit و»وجودي ة أم مارك سي ة«)1949(»هيغ ل ال ش اب يف العاق ة ب ي ن الديالكتي ك و لقت ص اد«)1948(»بل زاك والواقعي ة الفرن سي ة«)Realismu»الواقعي ة الرو سي ة يف الأدب العامل ي«)1953(»فكر معا ش سرية ذاتي ة يف ح وار. حترير إ سطف ان إور سي«1980 (.ترج م العدي د من اعمال ه اىل اللغة العربية. اأفكار نحو علم جمال لل سينما جورج لوكات ش ل ن ستطي ع اله روب م ن مواق ع إرتب اك املفاهيم: ش يء ما جديد وجمي ل يولد ومع ه ذا وب دل أن يت م ت لقفه كم ا هو ف اإن املرء ي حاول أن ي جرده من معناه احلقيقي ليق يمه ويوازي ه مع م ق ولت ق دمية وغ ي ري م ائمة. فهذا ي ف س ر ال سينما بجهاز توجي ه و إر شاد ب ص ري وذاك و أحيان ا أخ رى ي ف سره على أن ه مناف س رخي ص للم س رح يف اجله ة لوىل ي نظر اليه من الزاوية التعليمية ويف الآخرى من و جهة نظر اقت صادية. أما أن هذا اجلمال اجلدي د هو حتديدا جم ال ي ستحق بحد ذات ه أن ي در س وت سر أغواره جماليا فاإن القائل يفكرون على م ثل هذا النحو. وم ن ح ي ن اىل آخ ر يتوه م أح د الكت اب امل سرحي ي ن املعروفن ستح ل ال سينما حمل امل سرح بف ضل الد ق ة التقنية وبف ضل الق درة الكامل ة على اعادة انتاج الكام )1(. و إذا ما كان ه ذا ممكنا- يوا صل كام ه- فاإن الف رق امل سرحي ة الغ ي ري موؤهل ة س وف تختف ي ولن يك ون امل س رح م قي دا بع د الآن بتوفر لمكاني ات املحلية للتمثيل اجليد و سيقوم بالتمثي ل أف ض ل املمثل ي ن ل غري ذال ك لأن الأداء املنقو ص وبب ساطة لن يتم ت صويره. س وف يغ دو الأداء اجلي د خال دا و سيفقد امل س رح كل ما هو موؤقت ب حت ليغدو متحفا عظيما للإجنازات املثالية احلقيقية. إن ه ذا احل ل م اجلمي ل لي س س وى خطاأ ج سي م. ي سه و ه ذا الكات ب امل سرح ي عن ال ش رط اجلوه ري ل كل أداء عل ى خ شب ة امل س رح- ت أاثري ال شخ صي ة املوجودة فوقها فعلي ا. ذالك لأن منبع التاأث ي ري الدرامي لي س يف الكلم ات ول هو يف هيئة مم ثل ما أو يف ف عل درامي ما بل إن منبعه هو يف تلك الطاقة التي يقوم من خاله ا الفرد والرغبة احلية ل شخ ص ح ي ودون تو س ط أو تعليم ات رادع ة بالن سياب ق دما لين ضم اىل ح شد أو جمموعة ح ي ة متكافئة. خ شب ة امل سرح هي احل ضور امل ط لق. والطابع املوؤقت لإجنازاتها لي س ض عفا ي رثى له بل ه و ق يد طيب الغ لة و إنه املوازي ال ض روري والتعبري الأو ضح للم ص ي ري يف امل س رح. امل صري ه و احل ضور بذات ه. املا ض ي و بب ساط ة ه و امل شنق ة باملعن ى امليتافيزيقي إنه بالكامل أمر بدون غاية.) وفيما إذا كانت هنالك امكانية لوجود ميتافيزيق ا للم سرح بحي ث ل تكون هنالك حاجة مل قولة اجلم ال نهائيا فاإنها لن تعرف افكارا كفكرة " العر ض" ]Exposition[ و "التط ور" وما إلي ه(. وامل ستقبل بالن سبة للم ص ي ري هو أم ر غ ي ري واقع ي بالكامل كما و أن ه لي س ب ذي عاق ة. امل وت والذي هو نهاية كل تراجيديا ه و الرمز لكر إقناعا على هذا. خال العر ض امل سرحي ينمو هذا لح سا س امليتافيزيقي ب شكل آين وبتب صر م ستقبل ي: م ن داخ ل حقيقة الب ش ر الأكر ع مق ا ومن موقعه م ال ذي ي شغلونه يف هذا الكون ينمو واقع بديه ي بذاته "احلا ضر" روحي ة املمثل ي ن وه ي لك ث ر قابلي ة للماحظ ة ولهذا فاإنها التعب ي ري الأكر عمقا لتزه د الدرام ا احلتم ي. أن تك ون حا ضرا و أن حتي ا بحق أن حتيا ح ص را و أن حتيا حياة ع ارمة هو امل صري فعا إل أن ما ي سمى تكلف ا "حي اة" ف إانه ا ل ن تبلغ تل ك الكثافة الت ي ت ستطيع أن ت ر ف ع كل شيء اىل م صاف امل صري. وهكذا فاإن جمرد ظهور ممثلة جليلة كاملمثل ة "دوزا") 2 ( عل ى خ شبة امل سرح هو وبدون احلاجة اىل أية دراما عظيمة م صري ساة مقد س ة تراجيديا أ حجي ة غام ضة. "دوزا" ه ي ال شخ ص احلا ض ر ح ض ورا مطلق ا وفيها وبكلم ات دانت ي يتماهى ال- " أن تك ون" )Essere( م ع "الف عالي ة".)Operazione( "دوزا" ه ي حل ن مو سيق ى القدر ه ذا اللحن ال ذي يجب أن يدوي دون اعتبار للمو سيقى امل صاح بة. إن غياب هذا "احل ضور" هو ال صفة املميزة ل سا سي ة لل سينم ا لي س ذال ك لأن لفام م نقو صة الكمال ولي س ذالك لأن شخو صها جم رة عل ى إتيان احلركات ب صمت )3( بل ذالك لأن هنالك فقط حركات و أفعال ب شرية - ولك ن بدون ب شر. ولي س هذا موطن ض عف يف ال سينما إنه ح دوده ا إنه م بدئها امل كون.)Principium Stilisationis( وم ن خ ل ال ه ذا تغ دو ال سينم ا وب ش كل خ ارق ناب ضة باحلياة. لي س فقط من خال تقنياته ا ولك ن أي ضا م ن خ ل ال تاأثرياتها. تت ساوى ال ص ورة ال سينمائية يف جوهرها م ع الطبيعة ولي ست أقل ع ضوية أو ح يوية م ن ال ص ور عل ى خ شب ة امل س رح إل أنه ا ت قي م حي اة من ن وع خمتلف كلي ة. وبكلمة واحدة إنها تغدو وهمية. ل أن هذا العن صر الو هم ي لي س نقي ض ا للحي اة امل عا ش ة بل ه و جانب جديد من الأم ر ذاته: حياة بدون ح ض ور حي اة ب دون ق د ر ب دون دواع وبدون دوافع حياة بدون مقيا س أو نظام ب دون جوهر أو قيمة حي اة با روح حياة ل تري د روحنا يف صميمه ا أن تلتقيها ولن تكون قادرة على ذالك. وحتى ولو كانت ال روح - وغالبا ما تكون- يف ح رق ة اىل ه ذه احلياة ف إان ه ذه احل رقة ه ي شوق اىل هاوية غريب ة اىل أمر ق صي وبعيد داخليا. لهذا فاإن عامل ال سينما هو عامل بدون خلفية وبدون أفق بدون أي تنوع يف ال وزن أو الكيفية إن ه احلا ضر فقط مينح الأ شياء م صريها وزنها و ضوءها وبريقها. إن الطاب ع املوؤق ت خل شبة امل س رح ولتدفق أحداثه ا ه و دائم ا أم ر مفارقة: إن ه تدفق اللحظ ات العظيم ة ش يء م ا عمي ق يف جوه ره كام ن يف سك ون إنه ي كاد يكون " سجين ا" ك شيء يغ دو سرمديا وكنتيجة مبا ش رة لهذا " احل ض ور" القوي املوؤمل. ل أن الطابع امل ؤوقت جوهريا لل سينما ولتدفقها هو أمر وا ضح ونقي. إن جوهر ال سينما هو احلركة بحد ذاته ا التحول الأزيل التغيري الغ ي ري متوق ف للأ شياء. يتطاب ق لختاف يف مفاهي م الزم ن م ع اخت ل اف املب ادئ ل سا سي ة للتاأليف امل سرح ي وال سينمائي. الأول ه و ميتافيزيق ي بحت ين اأى بنف سه ع ن كل م ا ه و ح ي جتريبي ا والآخر هو غ ي ري- ميتافيزيقي إنه ح صرا حي جتريبيا ذالك لأنه من خال هذا لفرتاق بن احلدود الق ص وى وبطبيعت ه تن ش اأ ميتافيزيقي ا أخرى خمتلف ة متاما. وبكلم ات أخرى فاإن القانون املوؤ س س لات صال بالن سبة للم سرح وخ شب ة امل سرح هو ض رورة حتمية بينما هو بالن سبة لل سينم ا إمكانية غري حمدودة. إن اللحظ ات امل تف ردة والت ي ي صب ح ات صاله ا ممكنا يف املتتالي ة املوؤقتة للم شهد ال سينمائ ي تك ون قابل ة للو صل فق ط فيما إذا تبع ت الواح دة الأخ رى ب ش كل مبا شر دون حمط ة عبور. ل وج ود ل سبب ونتيجة تقوم بو صلها مع ا أو لتجميعها يف حمتوى حم دد. " كل ش يء ممكن" ه ذه هي نظرة العامل اىل ال سينم ا وبهذا ف إانها ما ي عر من الناحي ة التقنية عن الواق ع املطلق )رغم أنه جتريب ي فقط( يف كل حلظ ة منفردة ولهذا يتم ا سقاط ساحي ة امل مك ن خارجا بو صفه م قولة تتعار ض م ع الواقعي. كلتا املقولتان ت صبحان مت ساويتان. إنهما تكت سبان ماهية واح دة. كل شيء ه و حقيقي وواقعي وهو واقع ي وحقيقي عل ى حد س واء ". هذا ما تعلمنا إياه م تتالية اللقطات ال سينمائية. وهك ذا ين ش اأ يف ال سينم ا ع امل جدي د متجان س ومتناغم متما س ك ومتغري عامل يتواف ق م ع حكاي ات اخليال وم ع لحام يف لدب ويف احلي اة: أق صى احليوية لكن دون ب ع د ثال ث داخلي عاق ة إيحاء تن شئ م ن التتابع املح ض ]للقطات[ م قي د ب شدة اىل الواقع الطبيعي ووهمي تقريبا مت شكل كالزخ ارف با نداء احلي اة لعتيادية طلبا

5 5 للتعاط ف. ويف ال سينم ا كل م ا ق د حاول الرومان سين الو صول اليه-عبثا- صار الآن ممكن حتقيقه: القدرة الق صوى على احلركة غري املقي دة لل شخ صي ات و إنبع اث احلياة الكام ل يف خلفي ة امل شهد للطبيع ة وللحيز الداخل ي للمزروع ات كما للحيوان ات. إل أنه ا حيوية ل تت صل ب أاي شكل من ل شكال م ع حمت وى احلي اة العادي ة وال ضي ق املحيط به ا. لقد ح اول الرومان سين الزج باإحا سي سه م بالتقرب املتوه م اىل الطبيعة اىل خ شب ة امل س رح لك ن خ شب ة امل س رح ه ي مملك ة امل صائ ر و لرواح العاري ة. فكل خ شب ة م سرح ه ي يف صميم جوهرها إغريقي ة. وبتنا س ق وعل ى نح و جتريدي يتقدم أنا س اىل لمام ليقدموا عرو ضهم عن امل ص ي ري يف أروق ة جتريدي ة أروقة خالية وعظيم ة. لي ست الأزي اء ول عنا صر امل شهد وموؤثرات ه الأحتفالية ول الزينة والكماليات اخلارجية املختلفة الأخرى بالن سبة للم سرح سوى جم رد حلول و سطى. فف ي اللحظات احلا سم ة حقا يختفي هذا كله ويغدو نافا. ل تقدم ال سينما سوى احلركة جمردة ولكن ب دون دوافع أو معن ى ف اإن شخ صياتها ل متتل ك س وى الق درة عل ى احلرك ة لكنها ب دون روح وم ا يقع يق ع بب ساطة احلادثة ب دون امل ص ي ري. وله ذا ال سب ب- ولي س كما ي عزى ظاهريا للق صور التقني املعا صر- فاإن امل شه د ال سينمائ ي يبق ى صامت ا. فالكلمة املنطوق ة واملفه وم امل دوي هم ا قاط رة امل ص ي ري وفقط فيهم ا ومن خالهم ا تن شئ رواب ط ل ستمرارية يف نف سي ة ال شخ صية الدرامي ة. وبان سح اب الكلم ة املنطوق ة ومعه ا الذاك رة واحلقيق ة والواجب جتاه الذات وفك رة التفرد الذاتي يغ دو كل شيء من ي ري لمع ا جم نح ا لعوب ا وراق ص ا. ينقل ب ال صمت اىل ك لية. وكل ما هو هام يف لح داث املعرو ضة ه و ما يج ب أن يكون م عر عنه باحلركات والإمياء ح صرا. وكل التما س ]حل ض ور[ الكلم ة ه و سقوط اىل خ ارج هذا العامل وهدم للقيمة لولية. ومن خ ل ال هذا فاإن كل ما كان مكتوما يف ال سابق بثقل العبئ النفي س واملجرد للم صري يزدهر الآن حي ا حي اة غنية ووف ي رية. فعلى خ شبة امل س رح حتى ذالك الذي يح دث فعا لي س له أهمية التاأث ي ري الغامر لقيمة امل صري. ويف ال سينم ا ت سيط ر ال" كيفي ة" الت ي يحدث فيه ا م ا يح دث عل ى سواه ا. ولأول م رة تكت س ب حي اة الطبيع ة شكا فني ا: إندفاع املي اه والري ح من خ ل ال الأ شج ار سكون الغ روب سخ ط العوا ص ف- ت صب ح هذه الظواه ر الطبيعية فنا ) لي س كما يف الر سم وال ذي يح وز عل ى قيمته كر سم م ن عوامل أخ رى(. لقد فقد الأن س ان روحه إل أنه ربح ج س ده. لهذا ف اإن عظمت ة و شاعريته تكمن يف الطريق ة الت ي ي ستطي ع فيه ا من خال الع زم ومهارة التغلب عل ى العوائق املادية. وعلي ه فاإن املله اة تن ش اأ عندما تك ون هذه العوائ ق منيعة. إن انت صارات التكنولوجيا املعا ص رة والت ي تبق ى بالن سب ة للفن ون العظيمة دون معنى تغدو هنا خيالية إنها ت ستطي ع سد الثغرة ال شعرية. ويف ال سينما لأول م رة يح دث ما يح دث- سنق دم مثال واحدا فق د- فيغ دو مو ضوع م ا كال سيارة شاعري ا كما يف لث ارة الرومن سية ملطاردة ال سي ارات املندفع ة. وت ضف ي ال سينما على احلي اة العادي ة يف ال ش وارع و ل س واق م رح بالغ و شاعري ة أ شد وت عر ض م شاعر أ سا سي ة و ساذج ة - طف ل ي ستمتع سعيدا بخدع ة متقن ه إمروؤ دائ م لخف اق وتائه ميئو س من ه- على نح و ل ميك ن ن سيانه. وبينم ا جنتم ع يف امل س رح أم ام اخل شب ة العظيم ة ونح صل عل ى حلظاتن ا الأ سمى علين ا يف ال سينم ا أن نن س ى ه ذا ال سم و ونت ص رف ب دون م سوؤولية. ي طل ق العنان هنا للطفل الداخل ي يف كل فرد لي صبح سيد نف سية امل شاهد. ل وج ود ملا يرب ط احلقيق ة يف عاقتها مع احلي اة كما تظه ر يف ال سينما بواقعنا الذي نعي شه. تطوف املفرو شات دائرة حول سكري يطري سريره معه حملق ا فوق املدينة- ويف اللحظ ة الأخرية يتمكن م ن لم ساك بثبات باأطراف سريره بينم ا يرفرف قمي ص نومه كالعل م. وتنتف ض الكري ات املجتمعة لتلعب الباولين غ ملتحق ة بحفل ة م ا ع ب ر اجلبال واحلق ول وتط وف م ستحم ة يف لنه ر وتقف ز ف وق اجل س ور وت ص اد النجوم يف لع ايل اىل أن ي ستيق ض دبو س ما منبعثا باحثا عن الكري ات. وت ستطي ع ال سينما أن ت ص ي ري خيالي ة اىل درج ة آلية ص رف كما عندما ي عر ض الفيلم معكو سا فينه ض أنا س واقف ي ن من حتت ال سي ارات املندفعة أو ك أان يع ود ال سيجار امل شتع ل اىل الوراء في صري أك ب ر و أك ب ر راجع ا اىل علبت ه يف اللحظة الت ي ي شتع ل فيه ا. أو كاأن يتم قل ب الفيلم ر أ س ا على عق ب فتظه ر خملواق ات غريبة تنبلج فج أاة من الأ سقف منحدرة نحو القاع زاحفة كالدودة. ه ذه م شاهد من عامل كعامل أو E.T.A Hoffmann Poe و Barbey d Aurevilly و Arnim - فق ط م ن ق صائده م العظيم ة و إن م ن ي ستطي ع تاأوي ل وت صنيف وم ن ي ستطيع حتوي ل خياله م املفاج ئ واملتوا ض ع يف التقني ات اىل ميتافيزيق ا ذات معن ى ومن ي ستطي ع احلف اظ عل ى مث ل ه ذه امل شاهد يف أ سل وب ص ايف مل يظهر بع د. وما ظهر ب سذاج ة وغالب ا ض د إرادة النا س يظه ر فقط ض د روح التقني ات ال سينمائية. أرنيم وب وي املعا ص ران سيج دان مل شهدياتهم ا امل سرحي ة آداة ممت ازة غني ة وذات توافق داخل ي كما كانت ه خ شبة امل س رح لغريقي ل سوفوكلي س. وبالتاكي د فاإنها مي دان ال شفاء م ن النف س وموقع من أجل املتعة و إنها يف نف س الوقت موق ع مل ا ه و أك ث ر غمو ض ا و أ ش د غلظة وبدائية معا إنها لي ست أبدا موقعا للتهذيب وال سمو. لهذا ال سبب فاإن ال سينما املتطورة حق ا واملتكيف ة م ع مفهومه ا ع ن نف سه ا ت ستطي ع أن ت ف س ح الطري ق أم ام الدراما) الدرام ا احلقيقية العظيم ة ولي س ما ي سمى اليوم "درام ا"(. إن احلاجة امللحة واملنيعة للت سلي ة مل تفع ل شيئا س وى أنه ا أق صت الدراما من عل ى خ شبة م سارحنا فا ن شاهد الي وم يف امل سارح س وى ق ص ص تتاأ س س على احل وار أو ق ص ص ق صرية فاقدة اللون أو متثيلي ات فارغة مفخم ة ورنانة لأحداث تاريخية عظيمة بينما تغيب الدراما نف سها. ت ستطي ع ال سينما هن ا أن ت ضع حدا فا سا ف إانه ا تتمت ع بالمكاني ات لعر ض أ صناف الت سلي ة ب شكل اك ث ر و ضوح ا وجمال مما ي ستطيع ه امل س رح. إذ أن الرتق ب القل ق للعم ل امل سرح ي ل ي ستطيع جم اراة ايقاع ال سينم ا وكل حماول ة لتقري ب الطبيع ة وجلبه ا اىل خ شب ة امل س رح ل ن تب دو ل بال كاد كظ ل شاح ب مل ا ت ستطيع ة شا ش ة ال سينما. وب دل من الإخت صار الفج للأرواح التي وب دون ق صد توا ص ل -ب سبب اعتماد ال ش كل امل سرحي عل ى الكلمة وهي املرتبطة بالروح- وجودها الذي بات م ستهجنا ين ساأ عامل أ ضط راري ومق صود عامل " با روح" عامل خارجي حم ض. وم ا كان على امل سرح يو صف بالوح شي قد يغدو هنا بريئا موؤجا وم شوه ا. ويف ي وم ما- و أحت دث هنا عن يوم بعيد جدا وله ذا فاإنه مرغوب ب شدة من كل ج دي يتعامل مع امل س رح- سيتم نتيجة ه ذه املناف سة باللق اء بهذه الق راءة للأدب حت ت نور امل صباح من عل ى خ شبة امل سرح بعيدا وعندها ستكون هذه اخل شبة جمرة عل ى أن ت نمي ما هو حقا حرفته ا ونداءها: الرتاجيدي ا العظيم ة والكوميديا العظيمة. أم ا الت سلية على خ شب ة امل سرح والتي متت إدانته ا ب صفته ا غ لظ ة لأنه ا تتعار ض من حيث املحتوى مع ال شكل امل سرحي معرو ضا على اخل شبة ف إانه ا ستجد شكلها املائم يف ال سينم ا شكل متنا سب داخلي ا معها وفني بح ق لك ن قلم ا جن د ل ه مثي ل ا يف سينما ه ذه ليام. و إذا م ا مت إق صاء النفا سانيون املتاأنقون امل ستحوذون على الق صة الق صرية بعي دا ع ن كا املنرين ف اإن لم ر سيكون مفيدا لكليهم ا كما ولعافية الثقافة امل سرحية و صفاءها. )1( املق ص ود بالنق د هن ا وكم ا يتب ي ن م ن ن ص أاويل للمقال ة ص در عام 1911 ه و اأحد امل سرحين الهنغار امل شهورين. )2( Duse Eleonora ممثل ة طليانية حازت على شهرة وا سعة مطلع القرن املن صرم كتب أاحد معا ص ي ريها يف رثائها " ال ت س تحق أاي ة ق ص يدة عل ى وج ه الب س يطة اأن ت غنى لها ومع هذا فاإنها مت ضي يف حال سبيلها". )3( ك ت ب الن ص يف فرتة "ال سينما ال صامتة" لكن للمزيد حول هذا ي نظر الحقا. عن/ احلوار املتمدن

6 6 االغتراب والوعي واألصالة لدى لوكاش وهيدغر ه شام شرابي يف ح ي ن ي صعب القيام بتحديد دقيق مل دى تاأثري جيورجي لوكا ش ومارت ن هيدغ ر على الفكر لجتماع ي وال سيا سي الغرب ي يف القرن الع شرين ل يرقى شك إىل أن هذا التاأثري كان نف اذ ا. فقد متكن لوكا ش أحد املفكرين املارك سين الأبعد غور ا والأعقد يف القرن الع شرين يف كتابه التاريخ والوعي الطبقي )1922( من توفري أحد التحليات املارك سية الأكر ات ساق ا ل سر غور دور الوعي يف املمار سة لجتماعية فيما و ص ف هابرما س كت اب هيدغ ر الوج ود والزمان )1927( باأن ه أهم موؤل ف فل سفي منذ ظه ور فينومينولوجيا الروح لهيغل. و إن املارك سية الغربية كنظرية اجتماعية متما سكة م ا كان له ا على الأرج ح أن تكون م ا هي علي ه اليوم لول حرك ة التاريخ وحتول الوعي لجتماع ي و إن الوجودية والظواهري ة والبنيوية ما كان لها أن تتخذ شكلها وتدر جها احلالين لول م ساهمة هيدغ ر الأ سا سية. انتمى هذان املفك ران إىل اجليل نف سه وجتذ ر فكراهما يف موقف ي ن خمتلفن من هيغ ل واملثالية الأملاني ة. كان هيدغ ر أ ست اذ ا جامعي ا ط وال حيات ه الن شطة يعي ش منزوي ا يف فراي ر غ على مقربة من قريته القريبة من الغابة ال سوداء. أما لوكا ش الذي مل يوف ق إىل احل صول على من صب تعليمي يف بوداپ ش ت فاإن ه انغم س يف ال سيا س ة وان ض م باكر ا إىل احل زب ال شيوعي املج ري. وقبل ان ضمام ه عا ش يف هيدلرغ حيث نعم بحماية ماك س ڤير فانخرط يف حلقته التي كانت ت ضم زوجته وڤيلهلم ڤيندلبند و إرن ست ترولت ش و إمي ل ل سك و ألفرد ڤير و آخري ن. ومن خال ات صاله هذا بع دد م ن رواد الفل سفة والتاريخ الأمل اين اكت سب لوكا ش معرفة وثيقة بالفكر التاريخي و لجتماعي العلمي الأ سطع نفوذ ا يف أملانيا ما قبل احلرب العاملية الأوىل. ب ذا فاإن لوكا ش م سلح ا رمبا مبا مل يحظ به أي فيل سوف مارك س ي قبله من فه م موؤ ص ل ملنهج النظري ة لجتماعية الأملاني ة وبنيته ا قد أم د املارك سية بثقاف ة علمية وفكرية عالي ة. ثم انق ض يف ما بعد على جتربته يف هيدلرغ وعلى ما سم اه "الطبيعة التاأملية للفكر الرج وازي" إذ ر أى أن "العامل الاعقاين عذاب ل ضرورة له وعدم م ساواة با عق اب و سخافة ل أمل ي رجى منها" عل ى ما و صفه ماك س ڤي ب ر. ه ذا العامل يج ب أن يتم جت اوز ه فعلي ا و إل يكون م ساأل ة للفهم فح سب. وقد ر أى لوكا ش أن املنهجية املعرفية القائم ة على جمر د الفه م وعدم مقاومته ا الفعلية لل شر يف الع امل قد عك ست الفكر املادي والوجود لغرتابي للمجتمع الر أ سمايل يف شكل عام. ساأ سع ى يف إيج از إىل ش رح بع ض تبع ات ه ذا املوقف يف خ صو ص إ شكالي ة الوعي من منظ ار الوجود والزمان والتاريخ والوعي الطبقي. إن مقول ة "الوج ود يف الع امل" ل دى هيدغ ر ه ي الأ سا س ال ذي يح دد "ظاه رة احلقيقة". أم ا لدى لوكا ش ف أا سا س الوج ود يف العامل هو الوج ود لجتماعي واحلقيقة نتاج اجتماعي. ر أى هيدغ ر أن حقيق ة الوعي هي حمتوى مثايل أي إنتاج احلك م عل ى احلقيقي: "يف احلك م على امل رء أن ميي ز بن ال سي اق احلقيق ي واملحت وى املث ايل فه ذا املحتوى هو احلقيقة." )هيدغ ر ص 216( أما لوكا ش فر أى أن احلقيقة تنتم ي إىل سي اق متمي ز كلي ا. يق ول إن م ساألة ه ل الفكر الب شري قادر على التو ص ل إىل احلقيقة املو ضوعية لي ست م س أال ة نظري ة بل م ساألة عملية: "على امل رء أن يرهن عن ال ص دق أي ع ن احلقيقة والقوة عن ه ذه الأحادية لفكره يف املمار س ة." عنده كان اخلاف النا شب على حقيقة الفكر أو بطانها يف معزل ع ن املمار سة هو خاف نظري حم ض )لوكا ش ص 198(. جيورجي لوكا ش ) ( آم ن هيدغ ر باأن معرف ة العامل ه و منط م ن "الوجود يف العامل": معرفة العامل أو بالأحرى أن يخاطب املرء "العامل" ويناق شه )كم ا فعل الإغريق( هي وظيف ة النمط الأ سا سي للوجود يف الكون )هيدغ ر ص 85(. "احلقيق ة" و"الوج ود" ي ش ي ري ن إىل م ستوين خمتلفن للوج ود: التجرب ة املبا ش رة والكل ي ة الوجودي ة. فعل ى م ست وى التجربة املبا ش رة يفقد الوج ود بع ض خا صيته الأ سا سي ة: إن ه "يكت س ب معن ى احلقيق ة" )هيدغ ر ص 201 ( أم ا عل ى م ست وى الكل ي ة الوجودي ة ف اإن وجود الكل يات ي ف س ر مبعايري بدائية أ سا سي ة ينه ض عليها نظام هيدغ ر الوجودي برم ته. م ن هنا ف اإن املعرف ة والفعل يف ع رف هيدغ ر ينتميان إىل النمط نف سه من الوج ود. ففي الوجود والزمان الفعل فك رة عن العمل فح س ب )انظر: لو سي ان غولدمان هيدغ ر ولوكا ش ص 38(. إل أن هيدغ ر يق ول أي ض ا إن للمعرفة الفكرية تبعات علمية و إن النظري ة يف شكل التجربة الواعي ة وامل ستوع بة هي يف جوهره ا م ا يوؤل ف احلقيق ة التي حت د د "امل سل ك" أو الفعل. لي س للمعرفة الفكري ة كونها مقولة جمر دة امل سلك العملي نف س ه الذي حتظى ب ه حم ص لتها النهائي ة. املعرفة الفكرية هي يف حد ذاتها م سلك يبقى موجود ا لي س بف ضل كينونة خا ص ة ب ل بف ضل الوج ود نف س ه. ف"التفك ي ري بالعدم" ل يعني بالتايل إنتاج " أفكار فح سب" يف ذهن املرء ب صفته جم ر د متفرج ين سح ب من الواق ع بل إن التفك ي ري بالعدم يعن ي الوق وف يف املاهي ة حي ث كل فع ل وكل حقيقة يف هذه احلقب ة من التاريخ الغربي يتلقفان مكانهما وزمانهما وجودهم ا وخلفيتهم ا سلبهم ا وغاياتهم ا نظامهم ا وتريرهم ا ثباتهم ا وزعزعتهم ا باخت ص ار حقيقتهما )هيدغ ر نيت شه ج 14 ص 15(. وعلي ه فاملجتم ع يف ع رف هيدغ ر لي س س وى كينونة جتربة مبا شرة مغايرة حيث عامل ال"هم" )"النا س"( الذي يخت ب ر فيه الف رد )"الذات"( ف سا عن وقوع ه على إ شباع الرغب ة "ال سقوط" وفق دان الأ صال ة. إن الوجود اليومي وج ود يغي ب الأ صال ة وفقط حن ي ب ر ئ امل رء نف سه من ال"النا س" يتو صل إىل " أ صالته". مارتن هيدغ ر ) ( فف ي حن ين ص ب اهتمام هيدغ ر على الوج ود اجلوهري الكل ي )ق ضي ة الوجود( يهتم لوكا ش بالوجود لجتماعي وج ود التجرب ة املبا شرة. ألي س ثمة إم كان لو ضع هذين املذهب ي ن على م سار يف سح املج ال للأ صالة و للتزام يف آن واحد أم أن التعار ض فيما بينهما غري قابل للح سم )على ما يرى لو سيان غولدمان( ساأعال ج ه ذه امل س أال ة يف خامت ة املق ال. أم ا الآن ف اإين س أا سع ى يف إيج از إىل عر ض ت صو ر لوكا ش للوعي يف عاقته باملمار سة لجتماعية )بالوجود يف املجتمع(. تظه ر فك رة هيدغ ر ع ن "الوجود يف الع امل" يف نظر لوكا ش أنها م س أال ة اجتماعية تاريخية ين درج فيها الوعي بو صف ه مقول ة فهم اجتماعي ة وتاريخي ة ولي ست حتليا معرفي ا أو نف ساني ا. الوعي لدى لوكا ش يف املقام الأول وع ي طبقي ل ه بذلك "وظيفة عملي ة وتاريخانية". ويقوم التمي ز بن الوعي الطبقي )على أنه وعي جتريبي نف ساين( وب ي ن الوعي "املرجعي" وهذا التميز ه و املفتاح الأ سا س لفه م الوظيفة التاريخية التي يعزوه ا لوكا ش إليه: التميز قائ م بن ما يفك ر في ه ويح س به فعلي ا الأف راد واجلماعات )"الوعي املبا شر احلقيقي"( وبن ما يفك رون فيه ويح سون به "فيما لو كانوا قادرين يف آن واحد على ا ستيعاب موقعهم يف املجتم ع وم صاحلهم النابعة منه من خال تاأثريهم على الفع ل املبا ش ر وعل ى بنية املجتم ع برمت ه" )لوكا ش ص 51(. وهذا هو املق صود ب كام إريك هوپ سباوم على "منط نظ ري للمجتم ع ولي س عل ى تعمي م جتريبي مل ا يعتقده النا س فعلي ا" )انظر: ا ستڤ ان ميجارو س مناحي التاريخ والوعي الطبقي ص 6(. صوغ لوكا ش هنا هيغلي يف جوهره: يتميز الوعي امل عطى ع ن الوع ي "املرجع ي" بالطريق ة نف سها الت ي يتميز فيها الكائ ن "يف ذاته" عما ه و "لذاته". هذا الوع ي "يف ذاته هو الوعي املرجعي املائم والعقاين ملو ضع مثايل وخا ص يف سياق الإنتاج" ولي س "هو املجموع العام أو املعدل ملا ي شع ر به املرء أو يفكر فيه ما ي ش ك ل الطبقة" )لوكا ش ص 51(. وعليه فحن ي صبح الكائن "يف ذاته" ما هو "لذاته" أي ح ي ن تكت س ب الطبقة املعني ة الوعي املنطب ق لو ضعها لجتماع ي التاريخي تتحول هذه الطبق ة )الروليتاريا( إىل أداة قائمة بذاتها لتحرير املجتمع. حاف ز لوكا ش إذن حتريري يدع و إىل اخلا ص. ذلك أن هم ه منح التحرر العامل ي قالب ا اجتماعي ا وتاريخي ا يتجذ ر يف جدلي ة مو ضوعي ة. لق د ر أى أن مل س أالة الوع ي أولوية

7 7 على الظ روف املادية: "اليوم أ صبحت ه ذه امل ساألة حقيقية و أ سا سي ة لطبق ة باأ سره ا: إنه ا م ساأل ة التح ول الداخلي للروليتاريا لتطورها إىل مرحلة تواك ب ر سالتها التاريخية املو ضوعية. إنها أزمة عقائدية ينبغي حل ها قبل التو صل إىل ح ل عمل ي للأزمة لقت صادي ة العاملي ة." )التاريخ والوعي الطبقي ص 79( هنا نحن إزاء ت صور أويل ي شبه إىل حد بعيد نظرية "الثورة الثقافي ة" الت ي طو رها هربرت مارك وزي يف كتابه ال صادر يف العام 1970 حتت عنوان يف التحرير بعد صدور التاريخ والوعي الطبقي بعدة سنن. وعندما انح سر املد الثوري يف أوروبا أم ام صعود الفا شي ة كان أنطونيو غرام شي يكتب يف سج ون مو سوليني م ا يدعم روؤية لوكا ش يف ت صو ره للهيمنة الإيديولوجية التي أظهرت كيف يتكاتف زيف الوعي الروليت اري ل دى تبن يه مع قي م الفكر الرج وازي ال سائد و أهدافه ملواجهة قوى الثورة امل ضادة يف املجتمع. لننتقل إىل م ساألة الأ صالة و للتزام التي أثرت ها سابق ا. ق بيل وفات ه املفاجئة عالج ماك س ڤير ه ذه امل ساألة يف حما ضرة ألقاه ا يف ميون خ يف الع ام 1921 ومي ز فيها ب ي ن ما دعاه " أخاقي ة الأهداف ال سامية" )مث ال القدي س فرن سي س يف عزوف ه عن ال ث روة واجل اه وحلاق ه بامل سي ح( و" أخاقية امل سوؤولي ة" )اتخ اذ ق رار واع لعواقب ه(. هذا التميي ز أ س التناق ض بن الوجود لجتماع ي والذاتية املح ض )اخليار بن خا ص الروح والوف اء بالغاي ات لجتماعية(. موقف لوكا ش وا ضح وغري م ساوم: للت زام لجتماعي ودح ض الذاتية. والأ صال ة ل دى هيدغ ر ) أن يك ون امل رء نف س ه( ل ت شتم ل بال ض رورة على ان سحاب من املجتم ع أو لرتداد عن الفعل أو للت زام لجتماعي. فبقدر ما يك ون ت صميم املرء صادق ا أي متفهم ا نف سه يف توق ع ه املوت من دون أي غمو ض عر إمكانات ه الذاتية ال صحيحة يكون قادر ا على ممار سة لختيار احلا سم ومعرفة إمكاناته احلياتية الأ صيلة وتايف امل صادف ة. ومت ى ا ستوعب امل رء حمدودية وج وده ابتعد عن اخلي ارات ال سهل ة والقريبة منه رغ د العي ش جتنب املواجه ات الامبالة وارتد إىل ب ساطة م صريه )هيدغ ر ص 384(. وكان س ور ن كريك غ ور وه و أحد الفا سف ة الفاعلن يف حت و ل هيدغ ر عن مثالية هيغل وبالتايل رف ضها قد ن ص ب الذاتية الأ سا س الأوحد الأ صيل للفرد الكائن. ومما ي سرتعي لنتباه أن معار ضة لوكا ش ملوقف هيدغ ر الوجودي اتخذت قالب ا مماثا ملعار ضة كريك غ ور ملثالية هيغل إذ فهم الأ صالة يف إطاره ا لجتماع ي التاريخ ي ولي س يف ج واني ته ا وذاتيتها. ر أى لوكا ش أن غي اب الأ صال ة أي الوج ود لغرتابي مل ينتج م ن التمو ضع فح س ب بل من نفي خا ص للتمو ضع أي م ن أ ش كال متمو ضعة للمجتم ع تكت س ب وظائف تدفع بجوه ر املرء إىل الن زاع مع وجوده "مم ا يخلق الأو ضاع لجتماعي ة املو ضوعي ة لاغ ت رت ب وكنتيجة ل مف ر منها جميع املامح الذاتي ة لاغرتاب الداخلي" )التاريخ والوعي الطبقي ص 112(. وعلي ه ف اإن ك سر ط وق لغرتاب قائ م على تفتي ت التاأليه الإيديولوج ي لبنية ال سلعة وعلى الك ش ف عن عامل الأ صالة يف العاق ات الب شرية. ويعني هذا "الك شف" ا ستيعاب منط جدي د للوعي منط "معرفة مغرق ة يف الفكر" توف ر إمكانات جدي دة للعاقات الب شري ة. وللتو ص ل إىل الوجود الأ صيل )الامغ ت رتب( ثم ة حاج ة إىل م ا ه و أك ث ر من "وع ي" أو ذاتي ة )ج وانية( فح سب. أن يبقى امل رء على ما هو ل فائدة ترجى م ن ذلك. فامل ستغ ل وامل ضطهد يف املنح ى الهيدغ ري ق ضي ة أ سا سي ة يتخذها ثي ودور أدورنو يف نق ده لهيدغ ر. ويف نظ ر كل من لوكا ش و أدورنو )وجمم ل جماعة مدر سة فرانكفورت( ف اإن لعرتا ض الأ سا سي يرتك ز على احلقيقة القائل ة باأن ل أح د يقوى على حتقيق عي ش الأ صالة ويعقد ال صفقة مع الياأ س لجتماعي بان سحابه من املجتمع وتخل يه عن للتزام. إن الوج ود املتمحور على الذات يهمل احلقيقة لجتماعية بدفع كلفة سيا سية باهظة. أن يك ون امل رء متوافق ا مع نف س ه سواء بالبح ث عن ذاته الأ صيل ة أم باللتزام لجتماعي ي ش ك ل خطوة حا سمة يف فل سفت ي كل م ن لوكا ش وهيدغ ر. رغبتهم ا الواحدة تكمن يف إ ضف اء الت سامي على الوجود كما هو معطى مبا شرة إن اجتماعي ا أو معرفي ا. ترجمة: حممود شريح عن كتاب مراجعات يف الفكر الغربي جورج لوكاتش والنقد السيسيولوجي يع د ج ورج لوكات ش م ن أهم النق اد املارك سين الذين تناولوا العمل الفني منظور سي سيولوجي نظ را لوعي ه بالدور ال ذي من املمك ن أن يقوم ب ه الفن يف ف ض عملية لغرتاب ال ذي تتعر ض ل ه ق وة العمل وبذل ك ي ض ع لوكات ش احتمالية جت اوز الأيديولوجيا يف حال ة الأعمال العظيمة و إذا كان ت الأعمال العظيمة عن د باختن تت سم باحلواري ة وتع دد الأ ص وات فنجده ا عن د لوكات ش متكئا عل ي ت صور مارك س جتاه الفن الإغريق ي ومن قبل ه هيجل - تت س م بالوحدة الإن ساني ة ال شاملة فالفنان ون العظام هم أولئك الذي ن يلتقط ون املتناغ م واملن سج م يف احلياة ليعي دوا إنتاج ه يف وح دة فق د كان يدعو إيل " ح ذف انق س ام الإن سان الناجم عن التق سيم الر أ سم ايل للعمل لرف ع راية الكف اح يف سبيل ال شخ صي ة الإن ساني ة الكلية اخل صب ة والكاملة التط ور ". قد ا ستط اع لوكات ش أن يحقق ذلك املفهوم من خ ل ال نظريته ح ول لنعكا س داخل بنية العمل الفني. وتكم ن أهمية لوكات ش داخ ل النقد املارك سي يف التفات ه إيل أهمية ال شكل الفن ي والبنية وهو ما مل يكن معتادا يف املجال لجتماعي والذي ر أي فيه انعكا سا لن سق يتك شف تدريجيا فقد ا ستخدم لوكات ش " م صطلح لنعكا س ا ستخداما مميزا يب ي ن عن عمله كل ه فقد رف ض النزع ة الطبيعية العملي ة والت ي كانت جدي دة آن ذاك يف الرواية الأوروبي ة وعاد إيل النظري ة الواقعية القدمية الت ي تري الرواية انعكا سا للواقع ل مبعني أنها تقت صر علي و صف املظه ر ال سطحي للواقع بل مبعني أنه ا تق دم انعكا سا أكر صدق ا وحيوية وفعالي ة للواقع فالنعكا س معن اه ت شكيل بنية ذهني ة ت صاغ يف كلم ات )...( ويقول لوكات ش إن لنعكا س ميك ن أن يك ون عيني ا بدرج ات متفاوت ة فالرواي ة ممكن أن تق ود القارئ نحو ا ستب ص ار أكر عينية بالواق ع يتجاوز الإدراك الع ادي ال شائع للأ شياء فالعمل الأدبي ل يعك س الظواه ر الفردي ة املنعزل ة ب ل يعك س العملية املتكامل ة للحي اة وم ع ذل ك يظل الق ارئ دائما عل ي وعي باأن العم ل الأدبي لي س الواقع نف سه ولك ن شكل خا ص من أ ش كال انعكا سه"ومعني ذل ك أن لنعكا س ال صحي ح للواقع يت ضمن أكر م ن جمرد و ص ف املظاه ر اخلارجي ة فيما يري لوكات ش وهذا ما ي شري إيل ه دم أ س س النزعة الطبيعي ة " ذل ك لأن ه إذا كان لدين ا تعاقب من ال ص ور املقدم ة بطريق ة ع شوائي ة فم ن املمكن تف سريه إما بو صفه انعكا سا مو ضوعيا حمايد ا للواق ع ( كم ا أك د زول ) أو بو صفه انطباعا ذاتي ا خال ص ا عن الواق ع ( علي نحو ما يك شف جوي س وفرجيني ا وولف ) فم ن املمكن النظر إيل الع شوائي ة عل ي أنه ا صفة للواق ع أو صفة لطريقتن ا يف إدراكه ويف كلت ا احلالتن يرف ض لوكات ش التمثي ل الفوتوغ رايف البح ت ويقدم بدل من ذلك - و صفا للعمل الفني ال صحيح الذي مينحنا إح سا س ا بال ض رورة الفنية لل صور التي يقدمه ا فهذه ال صور تت س م بوحدة شاملة مكثف ة ت وازي الوح دة ال شامل ة املمت دة للعامل نف سه فلي س الواقع جم رد تدفق أو ت صادم ا آلي ا للجزيئ ات ب ل إن له نظام ا ينقل ه الروائي يف شكل مكثف. وطبيع ة لنعكا س عند لوكات ش لب د أن تر ضخ ملقايي س الف ن اجلمالي ة فاملجتم ع وجدل ه التاريخي بحلوله داخل بنية العمل الفني يتحور ليائم مقايي س جم ال العمل الفني وهذا ما ي ؤوكد علي ه لوكات ش يف حديثه ع ن الواقعية بالتحديد فنج ده يق ول : " الفه م اجلم ايل ال صحي ح للواق ع لجتماعي والتاريخي هو ال شرط القبلي للواقعي ة ول ميك ن للفهم النظ ري ال صرف أن يوؤث ر يف الأدب إل إذا ا ستوع ب متاما ون قل إيل مق ولت جمالي ة مائمة ". وبه ذا ي صبح الفن م ستق ل بذات ه ون ستطيع تف سريه م ن داخله من خالد ر سالن خ ل ال البنية والتي حتم ل عامل املعن ي املوجود يف الواق ع بكليته لجتماعي ة والتاريخية أي ضا مبعن ي أن النظ رة الكلي ة للحا ض ر تت ضم ن ا ستيعاب كليته التاريخية التي تتطور عر أزمانه املختلف ة لأن هذا البع د التاريخي يف الكلية هو ال ذي يجعلنا ن ست ش رف إمكاني ات امل ستقبل يف الواق ع لجتماعي وهذا يعني أن كلية احلا ضر والواقع تت ضمن ال صريورة التي توؤول إليه. وهن ا يت ضح ت أاث ر لوكات ش الوا ض ح بهيجل من خ ل ال مقول ة الكلي ة أو اجلوهر الكل ي فالعمل الواقعي احلقيقي ي ستقل بذاته من خال انعكا س اجلوه ر الكل ي للواقع داخل بني ة العمل الفني وي ص ل الف ن إيل تل ك الكلية أو حقيق ة اجلوهر الكل ي من خال نظرية النم ط ح سب لوكات ش فالفن ان يلتقط ما هو منطي م ن الواقع وينتقل ع ب ر العمل من حالت ه الفردية اجلزئي ة اخلا صة إيل حال ة عامة أكر شمولية لكن دون أن يطغي العام علي اخلا ص لدرجة التجريد ول اخلا ص علي العام لدرجة التفا صيل اجلزئية املنزوعة عن تاريخه ا " فاخلا ص باعتب اره مقولة جمالية ي شكل تركيبة بن الظاهرة املفردة واملبد أ النظري الع ام حي ث إن ال ش كل الفن ي الق ادر علي بناء اخلا ص يف النمط ي هو وح ده الذي يج وز أن ي سمي واقعيا ". ومم ا سب ق ن ري لوكات ش ي ض ع للف ن دور ا اجتماعي ا مهم ا يف إك س اب الوع ي للمتلقي من خ ل ال إدراك حقيقة العامل الكلية التي يعي ش فيها وبالت ايل ي صب ح ق ادرا عل ي جت اوز التفا صيل اليومية والتي جعل ت منه مغرتب ا وذلك بت صوير النمط ي القادر علي ا ستيع اب املا ضي واحلا ضر وا ست ش راف امل ستقب ل ومن هنا يعط ي إمكانية للتغيري وبالتايل ك شف زيف الأيديولوجيا. عن جريدة النهار اللبنانية

8 8 تداخ ل احلياة م ع املوت اأو تغلغ ل املوت يف احلي اة عبارة عن احت كاك مت شاب ك لإزاح ة الحتم الت فثم ة عالق ة ب ني العقل وحتطيمه ف اإذا نظرنا اإىل هذه العالق ة مبنظار الفكر اأي م ا يت صل باأحوال الكت اب مبا شرة والتي تنغر س يف حياتهم وت ذوب فيها كليا سنج د اأن اجلمال واحلقيق ة وجهان للعقل لك ن يف الظروف ال صعبة نحت اج اإىل حتطيم اجلمال واحلقيقة معا لأن العقل - حينها - ل ي ستوعب سوى ال ضروريات: كالهواء املاء اخلبز وما تبقى يبقى يف اطار الكماليات. جورج لوكاش في تحطيم العقل لقمان حممود م ن هن ا يك ون حتطي م العق ل أم را ل ارادي ا لأن ال شعور يكون قد تفاقم ب شكل ه الكلي لذلك ن ستطيع القول أن انتح ار الكت اب ب شكل ما صفعة يف وجه احلي اة فمن ل يجد احلي اة يفت ش عنها يف امل وت وم ن يع ش م ع امل وت ي ستمر يف التدري ب لأن ال صعوب ة لي س ت يف امل وت و إمنا يف احلياة. وجورج لوكا ش يف حتطيم العقل ي ضع أجوب ة صحيحة لأ سئلة خاطئة لأن الواقع يث ي ريه ال صحي ح لذل ك ل ي ستطي ع العقل س وى متابعة حتطيم ه ولوكا ش ل يذهب بعي دا و إمن ا يبق ى يف ح دود التحطي م: كتحطي م ت شاوؤمي ة شوبنه اور وحتطي م ل ستيطيقا لك ي ري كغارد و أي ض ا حتطيم ل عقانية نيت شه. ول د ج ورج لوكا ش يف أبري ل 13 ع ام 1885 يف مدين ة بوداب س ت. تنق ل م ن جامعة إىل أخرى طلبا للعلم فمن بوداب ست إىل ليبزي غ ومنها إىل فرانكفورت وبرلن ليك ون يف الأخ ي ري أحد كبار مفك ري القرن الع شري ن. فقد أجاد يف مي دان الفكر وعامل الثقاف ة ب ش كل ع ام كم ا أج اد يف آف اق الأدب وعل م اجلم ال ب ص ورة خا صة وقد أث ر ومازال يوؤثر عل ى العديد من املفكرين والكت اب حتى الآن. ولتتاب ع م سريته جن د أنه يف عام 1904 كان واحدا من أهم م ؤو س سي جماعة تاليا لكن بعد احلرب العاملية الثانية أخذته املجر إليه ا فدر س يف جامعتها علم اجلمال ويف ع ام 1956 عن وزي را للثقافة يف حكومة اميري ناغي. موؤلفات ه الغزي رة والقي م ة مع ا و ضعت ه أخ ي ري يف طليع ة الأدب الفل سفي وخا صة كتاب ه ال ضخ م حتطي م العق ل يف ع ام 1954 ال ذي ج اء ليحط م كل م ا سبق من خال درا سة فل سفي ة معمقة حيث حل ل يف هذا الكت اب ظاهرة الاعقاني ة منذ شيلنج وحتى هيدغر. بالإعتم اد عل ى الإزاح ة ي ص ل ج ورج لوكا ش إىل ترمي م الاعقاني ة فيج د أن شوبنه اور املت شائ م قد ق س م معرفة العامل إىل مورفولوجي ا درا س ة الأ ش كال و ايتولوجي ا درا س ة الأ سب اب ف الأوىل جتعلن ا ن شاه د أ ش كال ل ح ص ر له ا متنوع ة تنوعا ل حد له. والثانية تعلمنا أن ه مبوج ب ال سببي ة ف أان ه ذه احلالة املعط اة تثري ظه ور تل ك احلال ة الأخرى. وبتفكيك لزاحة ن صطدم بجدار من ال ضوء من خ ل ال تراكم ات معرفية تتج اوز هذا التعاق ب م ن ولدات وميتات ه و جوهريا سكوين. أم ا بالن سب ة إىل كريكغ ارد فيج د لوكا ش أنه ن سبوي حم ض لأن كل معرفة للواقع املو ضوعي آخذة يف لقرتاب. وكريكغ ارد يقرتب من الفكرة طاملا ي ستمد قوته ا من التقدم العلم ي املمثل بكل خطوة جدي دة يف اجت اه ه ذا التق رب م ا ه و بالواق ع س وى س ي ري اىل الع دم. وكذل ك أي ض ا بالن سبة إىل نيت ش ه الذي يدور حول فك رة ال ص ي ريورة لأن جمي ع أف كاره له ا حمتوى وحيد وه ي براءة ال صريورة تلك احلكم ة النيت شية الذائع ة لنت شار أذلك كان احلي اة إذا نعم أريد أن أقول للموت: إىل الأمام لنبد أ ثانية! جورج لوكات ش ) ( واملارك سية اجلديدة Georg Lukacs and Neo- Marxism فيل س وف وناق د أدب ي مارك س ي جم ري يه ودي. أث ر يف الفك ر الأورب ي املارك سي وغ ي ري املارك س ي خ صو ص ا يف الن ص ف الأول من القرن الع شرين. و ل د لأ سرة يهودي ة ثري ة وكان أبوه يعمل مدي ر بن ك. وتلق ى تعليم ه يف مدر س ة بروت ستانتي ة لوثري ة يف بوداب ست ويف جامعت ي بوداب س ت وبرل ي ن وانتق ل بعد ذل ك إىل هايدل ب رج. در س على ي د جورج زميي ل وماك س فير وت أاث ر بكتابات فيلهلم دلت اي )فيل س وف احلي اة والت أاوي ل( كم ا تاأثر باأف كار صديقه إرن ست بلوخ وبالأفكار الرومان سية وبالجتاهات امل ضادة للنزعات الو ضعي ة والطبيعية واملادية )ب شكل عام(. وان ض م إىل احل زب ال شيوعي ع ام 1919 حيث عم ل قومي سارا للثقاف ة والرتبية يف وزارة بي ل ا ك ون ثم انتق ل إىل فيينا حيث بقى ملدة ع شرة أعوام. ون شر كتابيه نظرية الرواي ة )1920( و التاري خ والوع ي الطبق ي )1923( يف ه ذه الف ت رتة. وعا ش لوكات ش يف مو سك و ب ي ن عام ي 1930 و 1941 وعم ل يف معه د مارك س و إجنلز كم ا عم ل ب ي ن عام ي 1930 و 1944 يف معه د الفل سف ة يف الأكادميي ة ال سوفيتي ة للعلوم. وعاد إىل املجر عام 1945 و أ صبح ع ض وا يف الرمل ان و أ ست اذا لعل م اجلمال وفل سف ة احل ض ارة يف جامع ة بوداب ست. كان لوكات ش أح د ال شخ صي ات الأ سا سية يف الثورة املجرية عام 1956 و عن وزيرا للثقاف ة. وق ب ض علي ه بع د إخم اد الثورة ونق ل إىل رومانيا ولكن س م ح له بالعودة إىل بوداب س ت ع ام 1957 حي ث كر س جل وقت ه لإع داد جمل د ضخ م م ن جزءين يف عل م اجلمال. وكت ب لوكات ش م ا يزيد على ثاثن كتابا ومئ ات املقالت واملحا ضرات. ومن ب ي ن درا ساته العديدة درا سات عن كل م ن هيج ل والوجودية واجلم ال. ومعظم كتاب ات لوكات ش بالأملانية. وم ن أهم كتبه الأخ رى درا س ات يف الواقعي ة الأوربي ة )1948( وجوت ه وع ص ره )1947( وهو درا س ة ع ن ل ستن ارة و هيج ل ال ش اب )1948( و حتطي م العق ل )1954( و الرواي ة التاريخي ة )1962( و اجلماليات )1965( غ ي ري أن حماولت ه الأخ ي رية و ضع أ س س أنطولوجي ا مارك سي ة مل تكتم ل: أنطولوجيا الوجود لجتماعي )1978(. وي رى لوكات ش )يف كتابات ه النقدي ة مثل الرواي ة التاريخي ة( أن الف ن الواقع ي فن يعك س كا من اللحظ ة التاريخي ة القائمة والإمكان ات الكامنة يف الواق ع التاريخي وي قد م لنا أمناطا ب شرية متثل كا من اللحظة والإمكاني ة. وتكمن أهمي ة الفن يف مقدرته عل ى حتوي ل أح داث حياتن ا إىل متتالية ق ص صي ة ذات معن ى واملعن ى ح س ب ت ص و ر لوكات ش ينب ع دائما م ن إدراك ما هو قائم وما هو ممكن. فالأ شكال الق ص صية الواقعي ة تعك س الواقع التاريخ ي وتزيد وعينا باملمار سة لجتماعية القائمة ولكنها يف الوق ت نف سه جتعلنا ندرك أي ضا البدائل املمكن ة والغاي ة وراء امل ش روع الإن ساين. وي رى لوكات ش أن هذه الغاية هي خلق قدر من الوحدة بن الإن سان والطبيعة )والذات واملو ض وع والف رد واملجتم ع والوع ي والواق ع( والف ن هو الو سيط ب ي ن كل هذه الثنائيات. وروؤي ة لوكات ش رغم حديثه ا عن الوحدة النهائي ة ت ستن د إىل ثنائي ة حقيقي ة ب ي ن قطبن سماهما هو نف سه اجلوهر )املتجاوز( واحلي اة )الواقعي ة( واحلي اة املثل ى هي احلياة التي يتحد فيها لثنان. وقد ق ام لوكات ش بت صنيف الأن واع الفنية إىل ثاثة أنواع تبعا لنجاح العمل الفني يف حتقيق الوحدة بن اجلوهر واحلياة: أ ) النوع امللحم ي: وهو النوع الأول الذي يك ون اجلوهر واحلي اة في ه كا م ستمرا وتت س م عاق ة البط ل بجماعت ه في ه باأنها عاقة ع ضوية. ب( النوع املاأ ساوي: وي ستند إىل الإح سا س امل أا ساوي بالتعار ض بن اجلوهر واحلياة وبانف صال البطل عن اجلماعة. ج( الن وع الأفاط وين: وي ستند إىل قبول لنف ص ال الكام ل ب ي ن اجلوه ر والواق ع والبط ل واجلماعة بحيث ي صب ح اجلوهر ج زءا من عامل مثايل ثاب ت وي صبح الواقع واحلياة جمرد أجزاء متناثرة. وي رى لوكات ش أن الرواي ة الواقعية )يف ع ص ر البورجوازي ة( حماولة للع ودة إىل الروؤية امللحمية و ل ستمرارية ال سردية بن اجلوهر الروحي واحلياة الواقعية واملادية. ولك ن ب دل م ن الآله ة الت ي كان ت ت ضمن الوح دة الكونية وتهدي خ طى أبطال البطل امللحمي الأ سط وري تظهر الروؤية الواقعية احلديث ة حيث يح دث ال ش يء نف سه ولكن م ص در الوحدة ه و الإن س ان نف سه وبحثه الدائب عن املعنى يف عامل ل معنى له. وعادة ما يف شل البطل يف الرواية احلديثة فالعامل الذي يعي ش فيه عامل مت شي ئ ولذا يعي ش

9 9 البط ل منف ص ل ا ع ن جماعته منع زل عنها. وتع ر الرواي ة ع ن عزل ة الفرد م ن خال املثالي ة ) سرفانت س( أو الواقعية )فلوبري( أو الطوباوي ة )تول ست وي(. ولكن الرواية ذاته ا كتج سي د س ردي و شكل ي لعملي ة البحث ع ن املعنى والوح دة توؤكد العاقة ب ي ن اجلوهر واحلي اة وت ش ي ري إىل إمكانية الوح دة ب ي ن ال ذات واملو ض وع. فالعم ل الروائ ي م ن ث م رغم أن ه قد يك ون على م ستوى امل ضم ون ال سردي املبا شر يتحدث ع ن إحب اط الب ش ر يظ ل عم ل ا تب شريي ا طوباوي ا متج اوزا فالعم ل الروائ ي مثل العم ل الثوري يف تب ش ي ريه باإمكانية وحدة الوعي والواق ع أي أن الرواية الواقعية ل تقدم جم رد و صف وحتليل و إمن ا تقدم لنا عنا صر تكوي ن الواقع واملنظ ور والبديل ومن ثم فهي تب شري بعامل متكامل واحتجاج على عامل ي سحق الإن سان. ويوؤك د لوكات ش أن املوؤلف البورجوازي قد ي ص ل إىل إدراك العملي ة التاريخية ب شكل واع م ن خ ل ال خلق شخ صي ات تتجاوز عل ى امل ستوى اخلي ايل أ سا سه ا الطبقي. وي ض رب لوكات ش مث ل ا بوولرت سك وت وتوما س م ان ودو ستويف سك ي وبل زاك وفلوب ي ري باعتبارهم روائين أدركوا طبيعة التح ول التاريخ ي لجتماع ي يف الع صر احلدي ث فقدم وا شخ صي ات ه ي أمن اط إن ساني ة تع ر ع ن الإمكاني ة الإن ساني ة احلقيقي ة وع ن رغبة الإن س ان يف أن تتحد ال ذات مع املو ض وع رغم الو ض ع الطبقي لهوؤلء الك ت اب ورغم تذبذبهم. والواقعي ة الت ي يتح دث عنه ا لوكات ش لي س ت الواقعي ة ل شرتاكي ة التي ترتاوح بن الفوتوغرافية والدعاية ولكنها واقعية ت ستند إىل إدراك متع ي ن للواقع لجتماعي ولكيفي ة جت اوزه كواق ع مبا ش ر متغ ري من خ ل ال العملية التاريخي ة التي ي فرت ض أنه ا حتت وي عل ى الإمكاني ات الإن ساني ة و لجتماعي ة الت ي سي ق د ر له ا أن تتحقق يف نظ ام اجتماعي وثقايف جدي د. من هذا املنظ ور وج ه لوكات ش نقدا ح ادا لكل من النزع ة اجلمالي ة )ال شكاني ة( والنزع ة الرومان سية يف الفن وم ا ي سم ى باحلداثة. فكله ا نزع ات واحدي ة ترك ز عل ى ال شكل أو عل ى جان ب واحد م ن الواق ع )الو ضع القائ م( دون اجلان ب الث اين )الإمكاني ة( أي أنه ا ت لغي الثنائي ة. ولعل نقده للحداثة )يف مقاله ال شه ي ري «أيديولوجيا احلداثة «( يو ض ح لنا وجهة نظ ره ف الأدب احلداثي ه و نت اج وع ي كات ب ل ي شعر بال كل ول بالوح دة ول بالإمكانية ب سبب تركيزه على جان ب واحد م ن الواقع )اجل زء ال سطح( وه و ما يجعل وجدان الأديب غري قادر على جتاوز هذا التفتت الذري من حوله وجتاوز الت شيوؤ واجلمود. وي صف لوكات ش احلداثة باأنه ا تاأم ل مت شائ م و سق وط يف العدمية والياأ س وهي )عن ده( تعود بجذورها إىل ت شاوؤمي ة هايدجر وكتاب ات سارتر الأوىل حي ث يذهبان إىل أن الو ض ع الأنطولوجي للإن س ان يحك م علي ه بحال ة اغ ت رت ب دائم ل ميك ن جت اوزه بغ ض النظر ع ن التطور التاريخ ي. واحلداث ة به ذا تقهق ر إىل ع امل جم رد ميتافيزيق ي ل تاريخ ي عامل املثالي ة املج ردة )الأفاط وين(. فالواق ع م رادف للعب ث والروح إحب اط م ستمر ول يوج د أي بح ث عن املعنى )كم ا هو احلال م ع الرواي ة الواقعي ة البورجوازية(. وقد أ صبح ت ال شخ صي ات ذاته ا أحادي ة فل م ت ع د جت س دا لنم ط إن س اين اجتماعي عام يف حلظ ة تاريخية ويف ظ روف اجتماعية حمددة تتعامل معها وتوؤثر فيها وتتاأثر بها و إمن ا أ صبح ت ال شخ صي ات منعزل ة غري اجتماعي ة غري قادرة على الدخول يف عاقة م ع الآخري ن أو عل ى التفاع ل م ع الواقع لجتماع ي شخ صيات ل ت درك أية إمكانية ذاتي ة أو اجتماعية ولذا ل حتل م بالتجاوز وتقن ع بالواق ع ول تبح ث ع ن أي شيء وهي شخ صيات م سطحة أحادية الب عد مثل شخ صيات ق ص ص الأمثولة )بالإجنليزية: أجل وري )allegory ولي ست شخ صيات م ستديرة متعددة الأبعاد. ويذهب لوكات ش إىل أن احلداثة بهذا املعنى عبادة للفراغ الذي أوج ده غياب الإله فهي تعب ي ري ع ن اجلن ون وال ش ذوذ. وق د وجه لوكات ش سه ام نق ده للمفه وم احلداث ي للمح اكاة فه و ل يرك ز عل ى الإمكاني ة لجتماعي ة والتاريخية ول ي رى إل الأمر الواق ع ولأن الأدي ب ي أاخ ذ موقف ا نقدي ا فاإن ه ي ش و ه الواق ع ال ذي يحاكي ه. ولكن لب د أن يك ون هن اك معيار حت ى ن ستطيع أن ن رى الت شويه ت شويه ا. ولكن ما يحدث يف املح اكاة احلداثي ة أن عملي ة الت شوي ه تت م خ ارج أي إط ار و أي ة معياري ة ولذا يرتبط الت شويه بت شويه آخر إىل أن ي صبح الت شويه جوهر املح اكاة والعن صر ال شكلي الأ سا س ي وي صب ح ه و املطل ق أو احلالة العادي ة أي إىل أن يت م تطبي ع الت شوي ه. فاحلداث ة تبتع د ع ن ال س واء الإن س اين والواق ع التاريخي وامل سئولي ة اجلماعية ول ذا فه ي ل تثم ر روايات واقعي ة أو غري واقعية و إمن ا روايات م ضادة. حتى أ صبح مو ضوع الكتابة الوحيد ا ستحالة الكتابة! إن وق وف لوكات ش ض د كل م ن النزع ة اجلمالية ال شكانية والرومان سية واحلداثة يرتبط ارتباط ا وثيقا برف ض ه الن سبية يف الفك ر لجتماعي إذ متثل هيمنتها يف ر أيه اجتاه ا خطريا نحو الا عقانية والعدمية. و أرخ لوكات ش ب ش كل شام ل لتزاي د ال ل ا عقاني ة يف الأدب والفل سف ة والفك ر لجتماع ي يف احل ضارة الغربية بخا صة يف أملاني ا يف كتاب ه حتطي م العق ل حيث ي رى أن ثمة مفارق ة يف احل ضارة احلديثة ه ي عقانية العلم احلديث الت ي توؤدي إىل تولي د الاعقاني ة فالعلم يحط م أي يقن يت ص ل بالقي م املطلق ة والقواع د العاملي ة لل سل وك وحينم ا يتحط م اليق ي ن ت صب ح الأم ور مت ساوية يف ح ض ارة ن سبية ولذا فاإن كل شيء ي صبح مباحا. والن سبية توؤدي إىل ال ل ا عقانية حن ي صب ح من امل ستحيل اختي ار أ سل وب حياة ل ه ميزت ه الداخلية. ويرى لوكات ش أن هذا املو ضوع ي شكل حلقة الو صل بن نيت شه وموؤ س سي علم لجتماع الأملان )ماك س فير وجورج زمييل(. ولك ن أه م درا س ات لوكا ش لجتماعي ة تتمث ل يف ثماين مق الت ن ش رت يف كتاب حت ت عن وان التاري خ والوع ي الطبق ي )ك تب ت ب ي ن عام ي 1919 و 1922 (. ويعك س الكتاب خليط ا متمي زا م ن كل من الرومان سي ة الثوري ة والإب ستمولوجي ا الكانطي ة اجلدي دة والفل سف ة املارك سي ة. ويذه ب لوكات ش إىل أن العلوم الطبيعية ل ميكنه ا أن تزودنا بنموذج لتحليل املجتمع لأن ال سمة الأ سا سي ة يف ال سلوك الإن ساين )على عك س ال سلوك الطبيعي أو احليواين( أنه واع. فالفعل الإن ساين ي ستند إىل عملية اختي ار بن سب ل خمتلف ة وهو م ا يعني أن درا س ة الفع ل الإن ساين تتطل ب منهجا خمتلفا ب ش كل وا ضح عن العلوم الطبيعية. ويرى لوكات ش أن م شكلة املارك سية تتحدد يف أنه ا تت صور أنها ه ي علم املجتمع الذي يحاول أن يكت شف قوانن ال سلوك الإن ساين والتط ور لجتماع ي و أنك رت أن العق ل الإن س اين يتجه نحو نهاية واعية. ويرف ض لوكات ش احلتمية لقت صادي ة التي ت ر د كل شيء إىل العوامل لقت صادية. ويذهب إىل أن املادي ة اجلدلي ة لي س ت جمموعة جامدة م ن القوانن الثابتة الأزلية و إمنا هي منهج يف البحث. يرى لوكات ش أن املنهج اجلديل عند مارك س يوؤك د تاريخي ة الوع ي الإن س اين وه ذا يعن ي أن الإن سان لي س كيانا متلقيا للتاريخ و إمنا ذات فاعلة كم ا أن املجتمع الإن ساين لي س جم رد أجزاء مرتابطة آلي ا و إمنا هي كل اجتماع ي متما سك. وجوه ر املارك سية يف ت ص ور لوكات ش أنه ا ل ت زود الإن سان بقوان ي ن جاهزة ومعايري مفرو ضة ب صورة م سبق ة على املمار سة الإن سانية و إمنا تزود الإن س ان بطريق ة للفه م بحي ث ي ستطي ع الإن س ان التع رف عل ى الأح داث اجلزئية والفردي ة التي تب دو يف ظاهره ا منعزلة متفردة. ويرى لوكات ش أن مفتاح فهم فل سفة مارك س يكم ن يف مفهوم»تو ثن ال سلع«) أو ت سل ع الإن س ان( ويف أهمي ة جت اوز كل أ ش كال الوعي املت شي ئ فبينما يبدو العامل لجتماع ي كم ا ل و كان عامل ا مو ضوعي ا شيئي ا م ستقا بذات ه برانيا ول ه قوانينه املو ضوعي ة فاإنن ا يف واق ع الأم ر نعي ش يف ع امل خلقت ه الإرادة الإن سانية و صاغته وم ن ث م تظهر ثنائي ة الفك ر البورجوازي )املو ض وع مقاب ل ال ذات والإرادة مقاب ل القان ون واملجتم ع مقابل الطبيع ة( التي ه ي يف واق ع الأمر نت اج تناق ض ات كامنة يف عاق ات الإنت اج الر أ سمالية املبنية على الإنت اج ال سلع ي. ولك ن الت أاكي د املارك سي عل ى القوان ي ن املو ضوعي ة الت ي تتحك م يف املجتم ع الإن س اين ه و ذات ه سق وط يف الت شي وؤ والترج ز وثنائي ات الوع ي البورج وازي )خ صو ص ا الف ص ل اجلام د ب ي ن احلقيقة والقيمة( ل ميك ن أن حت ل عن طري ق الفل سف ة الت أاملي ة و إمنا ع ن طريق الفعل الإن ساين املتعن واملمار سة الثورية. والطبق ة املر شح ة تاريخي ا ) أي املق د ر له ا( أن حتط م الوعي املت شي ئ للر أ سمالية البورجوازية هي الطبقة العاملة التي متثل الذات الفعالة التي حتقق التغري لجتماعي ومتث ل الكلي ة وال شم ول الب ش ري وه ي طبق ة لي س له ا أي ة م صال ح يف ا ستمرار حال ة الت شيوؤ والتفتت وم ن ثم فاإن الطبقة العامل ة حينم ا تعي ذاته ا نظري ا وحتقق م صاحله ا الطبقي ة ستحق ق اخلا ص لجتماع ي للب شري ة وحت ل لغ ز الفل سفة الأملانية فمعرفته ا الذاتية للواقع هي ذاتها الر ؤوي ة ال شامل ة الت ي حتقق وح دة الذات واملو ض وع وحتوله ا إىل ممار س ة ثورية وت ص ل بجدل التاري خ إىل نهايته من خال حتطي م الر أ سمالي ة. إن الوع ي الإن س اين ل يعك س الو ض ع التاريخي ب ش كل سلبي جاهز و إمنا ميكنه جتاوزه ومن ثم حتويله وتغيريه. وعلى هذا النح و يقدم لوكات ش نقدا جذريا لفكرة احلتمية احلديثة. وقد و ج هت ع دة انتقادات لفكر لوكات ش من بينها: 1 أن ه يب ش ر بر ؤوي ة غائية للتاري خ ر ؤوية ل تق وم فيها الروليتاري ا بدور الأداة التي ستحط م الر أ سمالية وح س ب و إمنا ت صبح آلي ة تاأت ي بع ص ر جدي د خ ال م ن الوعي الزائ ف. و إذا كان الأم ر كذل ك ف اإن ه ذا يعني يف واق ع الأمر أن اجلدل سينغلق يف هذا العهد اجلديد )نهاي ة التاريخ(. وهكذا فل ن يك ون هن اك جم ال للعق ل النقدي يف جمتمع م ا بعد الثورة )وهذه ه ي إ شكالية املابعد ونهاية التاري خ الكامنة يف الأن ساق العلمانية كافة(. 2 ات ه م لوكات ش باأن ه ح و ل مارك س إىل منهج ومن ثم و ضعه فوق النقد ولأن الفكر اجلديل ل يدافع عن أي فكر حمدد أو موقف حم دد لأن ه جم رد منه ج ف اإن املارك سي ة اجلدلية ل ميكن أن تخطئ أبدا. 3 ر ؤوي ة لوكات ش للمعرف ة نخبوية فوعي الطبق ة العامل ة لي س بال ض رورة ثوري ا ومن ثم يجب تف سري ه ذا الوعي وتطويره وحتوي ره حت ى ي صب ح ثوري ا ومثقف و احل زب الث وري ه م النخب ة الت ي ستقوم بهذا الدور حتى يتو صلوا إىل احلقيقة التي تتفق مع امل صالح احلقيقية للطبقة العاملة. 4 وات ه م لوكات ش كذل ك باأن ه زو د ع دم لك ت رت ث ال سيا س ي ب أا سا س فل سف ي فاإذا كان احل زب يحتك ر احلقيقة فثم ة ضرورة أخاقي ة للك ذب والتدلي س م ن أجل صالح احل زب. وهن ا يظه ر عن صر ال ل ا عقل مرة أخ رى يف فل سف ة لوكات ش فاحل زب دائما عل ى حق حتى ولو كذب وق د قيل إن حياة لوكات ش ذاتها هي أن صع دليل على ذلك. 5 ات ه م لوكات ش بالغائي ة الكامل ة ب ل وبامل شيحاني ة فالطبق ة العامل ة يف منظومت ه ه ي و سيلة التاري خ يف انت صار العق ل املطل ق أو روح الع امل عل ى كل م ن الت شي وؤ و لغرتاب و لنحراف وهي كيان ي شبه ال شعب املختار يف املنظومة احللولية اليهودية. ول ميك ن ت صني ف لوكات ش باعتب اره مفك را يهودي ا. فقد ن س أا يف بيئ ة مندجمة حي ث كان يه ود املجر من أك ث ر اجلماعات اليهودي ة اندماجا كما كان ت أ سرته أ سرة بورجوازية عادي ة حري صة على لندماج. تلقى لوكات ش تعليمه يف مدار س وجامعات غ ي ري يهودي ة كم ا أن منابع فك ره أوربي. وي ض اف إىل ذل ك أن اهتمام ه باملو ض وع اليه ودي كان ضعيفا فحت ى حينما تناول مفكرين ا شرتاكين يهودا مثل مو سى ه س وفردينان د ل سال ف اإن الب ع د اليهودي يف فكرهم مل يلق عنده أي اهتمام. و إن كانت ثمة حلولية يف فكر لوكات ش فهي حلولي ة كموني ة علماني ة مادي ة )حلولي ة ب دون إله وح دة وجود مادي ة( ل تختلف كثريا عن أية منظومة فكرية هيجلية حتاول أن ت رى جتلي ات العقل املطل ق يف التاريخ وامل ادة. وم ع هذا يج ب أن ن ش ي ري إىل أن لوكات ش ي درك متام ا خماط ر احللولي ة الكمونية. ول ذا فاإن تاأكيده أهمية التجاوز و إ ص راره عليه باعتب اره ضمان ا وحيدا لإن سانية الإن س ان وا ستقاله عن الطبيعة والتاريخ أو أي ة كليات أخرى أمر وا ضح للغاي ة. ولعل هذا هو س ر امل شاكل العديدة الت ي واجهه ا ع ب ر حيات ه م ع ال سلط ات املارك سي ة اللينيني ة. ورغ م كل ه ذا فهو يظ ل ي دور يف إط ار احللولي ة الكمونية لأن م صدر التجاوز يظ ل كامنا يف املادة أو يف النف س الب شري ة. ولعل احل وار ب ساأن املارك سي ة الإن ساني ة يف مقاب ل املارك سية العلمية هو حوار ب ساأن احللولية الكمونية. فاملارك سي ة الإن سانية حت اول احلفاظ على الإن سان داخل املنظومة املارك سية باعتباره كيانا مطلق ا م ستق ل ا ذا إرادة م ستقلة تعر ع ن نف سها يف اختيارات حم ددة بن بدائل خمتلفة ومن ثم فاإن العلوم الطبيعية )التي تفرت ض وحدة الإن سان والطبيعة( ل ت صلح لدرا س ة ظاه رة الإن س ان. أم ا املارك سي ة العلمي ة فتح اول الو ص ول إىل القوان ي ن العلمي ة الت ي تتحك م يف كل م ن التاري خ والطبيع ة عل ى ح د س واء والت ي يتحرك التاري خ والب ش ر وفقا له ا والتي تفرت ض وحدة الطبيع ة والتاريخ )واحدية كونية( ولذا فهي حتاول تطهري املارك سية متاما من املطلقات أو الغائيات كافة وت ؤودي يف نهاية الأم ر إىل ال شمولية والأحادي ة ال سيا سية. وقد رف ض لوكات ش هذا النوع من املارك سية ول ذا فه و ي ع د واح دا م ن أه م املفكري ن املدافعن عن مقولة الإن سان داخل املنظومة املارك سي ة. والواقع أننا لو قلنا إن لوكات ش )املدافع ع ن املارك سي ة الإن سانية( يهودي و إن كث ي ري م ن املدافع ي ن ع ن املارك سي ة العلمي ة أي ضا يه ود و إن مارك س موؤ س س النظرية املارك سية كذل ك يهودي فاإن كلمة»يهودي«ت صبح مثل ال صيغة ال سحرية التي ت ف س ر كل شيء ومن ثم ف إانها ل ت ف س ر شيئا على الإطاق.

10 10 التاريخ والوعي الثوري يعت رب ج ورج لوكا ش ) ( الفيل س وف وعامل الجتم اع واملنظ ر ال سيا سي واح دا من كبار املارك سي ني الذي وقف وعل ى طول الطريق ضد املارك سية الرثودوك سي ة وبخا صة ضد ال ستالينية. وق د ا ستله م معظم افكاره الفل سفية يف نظرية الدب وعلم اجلم ال وفل سفة الفن من هيغل بالدرجة الوىل وكذل ك م ن فال سف ة جتريبني امثال ج ورج زمل وماك س في رب واميل لم سك وب اول ارن ست ووليم دلتي وغريهم من مفكري ع صره. فاف كار لوكا ش الفل سفي ة ا صطدمت ومن ذ البداية بافكار لين ني ومفاهيمه الفل سفي ة خا صة بعد ان ا ستع اد البع د الهيغل ي يف افكار مارك س ووقف ضد مفهوم لين ني عن موؤلف انغل ز املو سوم "املادية الديالكتيكي ة" حيث اعتق د ان لينني كان ق د اأول "دور الوعي" ب شكل ساذج حي ث سعى اىل التوفيق ب ني النظرية النخبوية لدور احلزب وبني اميانه ال شخ صي باف كار روزا لوك سمبورغ عن دور النقابة. وب سبب هذه الفكار اجلريئة انتقده اللينييون انتقادا شديدا واعتربوه ي ساريا متطرفا. د إابراهيم احليدري واحلقيق ة ان لوكا ش اعط ى "الوع ي الث وري" دورا مهم ا باملعن ى ال ذي عن اه لينن لكنه من ناحية اخرى ن سب "الوعي الزائ ف" اىل الطبق ة احلاكم ة مبفرده ا. ويف ذات الوقت ن س ب اىل الطبقة العاملة الثورية امتاك "الوعي احلقيقي" وان كان هذا الوعي بدائيا ويتطلب توجيها وار شادا من جانب الطليعة. غري ان مفهوم " الطليعة احلزب القائد" يف احلقيقة لي س اكر تقدما من الروليتاريا وامنا هو قوة "ل طبقية" فر ض ت نف سه ا عل ى طبق ة عمالي ة ه شة. فتحرر هذه الطبقة هو م س ؤوليتها وحدها ل م سوؤلية النخبة الثوري ة. ومن جهة اخرى ف ان الطبقة العاملة متتل ك درجات متفاوته من الوع ي وعلى ل شرتاكي ي ن ان يعملوا م ع تلك اجلماع ات التي تكون اك ث ر تقدما ووعيا. كم ا ذك ر لوكا ش ان النظري ة املارك سي ة تت ضم ن ع ددا م ن ل ساط ي ري وان همه ا الوحيد هو تنبي ه الروليتاريا واخ ضاعها لتاث ي ري العم ل الث وري ام ا ال سلط ة ل شرتاكية فعليها ان تكون قوية ومتما سكة حت ى ت ستطيع الوقوف امام هذه ل ساطري وجمابهته ا باحلقائ ق العلمي ة حت ى ل تت صلب وت صبح عقي دة جامدة. ولتحقيق هذا الهدف بح س ب لوكا ش ينبغي اطاق حري ة العل وم لجتماعي ة وخا ص ة عل م لجتم اع ونق د جمي ع مظاه ر احلي اة لجتماعية وال سيا سية. ان صياغ ة لوكا ش يف رفع ه الطليع ة الطبق ة العاملة ب دل احل زب- اىل م صاف احلقيق ة التاريخي ة امل ستقل ة الت ي متتلك وحده ا الوعي احلقيق ي للث ورة جعلته عل ى ال صعي د الفل سف ي ي ساري ا هيغلي ا ل مارك سي ا مادي ا. كم ا ان ر ؤويت ه العلمية وحتليات ه ال سو سيولوجي ة اظه رت صدقيته ا بع د ن صف ق رن تقريب ا بانهيار لحت اد ال سوفيت ي وال دول ل شرتاكي ة لخ رى الت ي مل ت ع دور ل ساط ي ري ومل جتابهها باحلقائق العلمية كما ر أى ونبه. ول د لوكا ش يف بوداب س ت )هنغاري ا( ودر س الفل سفة ونال درجة الدكتوراه فيها ع ام 1909 وعم ل بالتدري س يف جامعات ايطالي ا وهنغاري ا واملاني ا. وتعرف على ماك س فير واقام معه صداقة وطيدة كذلك شارك يف احللقات الفكرية التي كان يقيمها كم ا تعرف على ارن ست بل وخ ووليم دلتي وغريه م من مفك ري ع صره الكب ار. ويف 1918 ان ض م للحزب ال شيوع ي الهنغاري ع ي ري ان ه اختل ف معه م رارا. ث م عمل يف معه د مارك س - انغل ز للفل سفة يف مو سكو وكذل ك يف اكادميي ة العل وم ال سوفياتية. يف 1919 ع اد اىل بوداب س ت وا صب ح رئي س كر س ي ل ستاذي ة لعل م اجلم ال وفل سفة احل ضارة يف جامعة بوداب ست ثم ا صبح وزيرا للثقافة عندما قامت جمهورية بياك ون ل شرتاكية يف هنغاريا على رغم م شاك ساته العديدة يف جمال فهمه وتف سريه للفك ر املارك س ي وهرطقته الت ي قادته اىل ن شر كتابه "التاري خ والوعي الطبقي" عام 1923 ال ذي حظ ا ب شه رة عاملي ة وا سعة واث ار سجال وا سع ا يف لو ساط الفكرية وال سيا سية. و كتابه "التاري خ والوعي الطبقي" عبارة ع ن درا س ات معمق ة يف الديالكتي ك او ه و نظري ة ديالكتيكية ته دف اىل اجتثاث اخل ل اف الذي دار آنذاك ب ي ن املادين وغري املادي ي ن. وق د خل ص خلته امي وجهة نظر لوكا ش بان املادية والروحية هما اطروحة ونقي ضه ا وان اخل ل اف يع ود ا سا سا اىل ع دم الق درة على تخط ي لنف ص ام القائم بن ال ذات واملو ضوع فيم ا احلل ل يكون يف ايثار الواحدة على لخرى بل يتجاوز اىل معاجل ة تطبي ق لف كار يف الواق ع على ا سا س الوحدة اجلدلية ب ي ن النظرية واملمار سة. ه ذه الر ؤوي ة الديالكتيكية جل ورج لوكا ش كان له ا ت أاث ي ري كبري عل ى الي س ار لوربي وبخا ص ة عل ى رواد مدر س ة فرانكف ورت يف عل م لجتماع النق دي وبخا صة ماك س هوركهامير وكذلك عل ى لو سيان غولدمان وكارل منهامي وغريهم. غ ي ري ان التناق ض ل سا سي بن ما نادى به لوكا ش وبن ما عر عن ه كارل مارك س يف احدى ا شهر اطروحاته حول فويرباخ جعل منه مو ضع لعن ة املارك سين املت شددين ما ا ضط ره ع ام 1945 اىل الرتاجع عن ارائه وقيامه بنقد ذاتي شديد لافكار التي جاءت يف كتابه خوفا من اتهامه بالتحريفية. واحل ال ان صمت لوكا ش مل ي ستمرطويا وكذلك تراجعه ونقده الذاتي. فعندما قامت انتفا ضة 1956 يف هنغاريا وت شكلت حكومة اميري ناجي الثورية ضد ال ستالينية شعر لوكا ش ب ان الوق ت ق د ح ان فانظم اىل الثوار ث م عن وزيرا للثقاف ة. لكن عندما هزمت لنتفا ضة ا ضطر لوكا ش اىل الهرب اىل روماني ا وبق ي فيه ا عام ا ثم ع اد اىل ب ل اده اثر نق د ذاتي جديد لي ت رتك املعرتك ال سيا س ي وين ص رف اىل اعمال ه الفكري ة ويعي د كتابة البع ض م ن كتبه فا صدر علم اجلمال وعل م اجتماع الرواي ة وتاريخ فن الرواية. وقد رف ض لوكا ش النظرة لحادية للجدل كما عن د هيغل ومارك س وم زج بينهما يف ثنائي ة تتفاع ل م ع حرك ة املجتم ع. فهو حاول التعامل مع ا شكالية الفكر واملمار سة الت ي امت دت اىل النظرية النقدي ة ملدر سة فرانكفورت التي قامت على الطاقة الكامنة يف نقد لقت ص اد ال سيا سي التي ل تتوقف عن د ح دود لقت ص اد ال سيا س ي فح سب ب ل تتع داه اىل نق د العاق ات لجتماعية والثقافية. لق د جتر أ لوكا ش على و ضع ال ذات مقابل املو ض وع والوعي مقاب ل الوجود كقطبن مت ضادي ن يف س ران بحرك ة الأخ ذ وال رد بينهما جدلي ة املمار سة وق درة الذات على وع ي الو ض ع التاريخ ي املوج ودة في ه وحتديد كيفية التحرك وفقا لهذه املعطيات. فبدل أن تكون ال ذات ملحقة بالتاريخ الذي تنتج عنه ت صبح داخله. لقد كان لوكا ش فيل سوفا م شاك سا سبح عك س التي ار بالن سبة للمارك سي ة التقليدية ففي كتاب "مقدمة يف نق د لقت صاد ال سيا سي" يقي م مارك س عاق ة وثيق ة ب ي ن الوع ي والوج ود: " لي س وع ي الب ش ر هوال ذي يحدد وجودهم بل على العك س أن وجودهم هوال ذي يح دد وعيه م". ويعط ي أولوية للمو ض وع على الذات. فلوكا ش باإ صراره عل ى دور ال ذات بدا وكاأنه ع اد إىل املثالية الهيغيلية لهذا كان اتهامة بالنحراف. لكن هناك اختاف بن لثنن. فالعقل الهيغيلي هوال ذي ي سيطر على التاري خ ويقوده ول ي ش كل ج زءا منه يف ح ي ن أن ال ذات عند لوكا ش هي يف عاقة جدلي ة مع املو ضوع وتاأخ ذ قرارها انطاقا من ه. وعلى ذلك فاإن

11 العدد ) 3225 (ال سنة الثانية ع شرة - الأربعاء )26( ت شرين الثاين مالحظة عن الجدل في النقد اجلدلي ة يف "التاري خ والوع ي الطبق ي" ت ض ع احلرية "داخل ال ضرورة نف سها. ومل يقت صر لوكا ش يف أعماله على درا سة البعد اجل ديل يف النظري ة املارك سية ب ل ساهم ع ب ر كتاب ه "نظري ة الرواي ة" يف و ض ع أ س س عل م اجتماع الأدب اجل ديل. كما أنه يعتر أح د وا ضعي حج ر الزاوية يف علم اجلمال املارك سي. يف نق ده للعقاني ة الغربي ة كم ا متثل ت يف العل م واحل ض ارة احلديث ة واملجتم ع الر أ سمايل احلدي ث اطلق لوكا ش مفهوم" الت شي وء" وه و ل سا س املو ضوع ي لل شع ور الذات ي بالغ ت رت ب فه و العملية الت ي تتح ول به ا املنتوج ات الب شري ة اىل ا شي اء م ستقل ة عن لف راد او ظواهر تتحك م يف لف راد ع ن طري ق قوان ي ن ل ي ستطيع ون ردها فيتحول ون من الناحية الذاتي ة واملو ضوعي ة اىل ا شخا ص سلبن بدل م ن ان يكون وا ادوات فاعلة ومبدعة. وهك ذا يتج رد لن س ان م ن ان سانيته يف التنظي م الداخل ي للم صن ع ال ذي ميث ل صورة م صغرة للمجتمع الر أ سمايل الكبري ال ذي نفذ عن طري ق التخ ص ص وتق سيم العمل والعقاني ة ال صناعية ل ستهاكية اىل حي اة لن س ان الداخلي ة. كم ا ت وؤدي العقانية لقت صادية للنظام الر أ سمايل اىل "ت شي وء" لن س ان وجعله جزءا خا ضعا لقوانينه الآلية اي ج زء من عملية لنتاج ل طرف ا فيه ا. وان ه ذه العقانية مل حترر لن سان بل " شياأت"عاقاته بكل ل شياء من حوله وكان ذلك نتيجة ضرورية للتذري او انف صال لجزاء عن الكل املعا ش. يف كتابه "التاريخ والوعي الطبقي" والذي يحم ل عنوان ا صغريا آخ ر: "درا سات يف اجلدلية املارك سي ة" يحاول جورج لوكا ش جتدي د الفكر املارك س ي و إلقاء ال ضوء على جوانب ه الثوري ة خ صو ص ا البعد اجلديل من ه ويعم ل عل ى إع ادة لعتب ار للذات. فالتاري خ بر أيه ينتج عن التفاعل بن الذات واملو ض وع أي عن وعي النا س بالقوانن الت ي حتكمهم وبعي دا عن إقام ة التوازن بن الطرف ي ن كان لوكا ش مييل نحو إعطاء الأهمي ة للوع ي. ه ذا الوع ي ال ذي يج د فعاليته يف وعي الطبقة العاملة التي أحالتها الر أ سمالي ة إىل ب ضاع ة. ول ميكن لهذه أن تتح رر إل برف ضه ا الكام ل غ ي ري امل شروط لو ضعه ا كب ضاع ة. فالروليتاريا يف هذه احلال ة متث ل املب د أ ال سال ب والعن ص ر املحرك يف اجلدلية. لأنها عندما تنا ضل من أج ل حتررها ف إانها تنا ضل يف الوقت نف سه ض د اخل ضوع ب شكل ع ام وعندما تنا ضل لإنق اذ نف سها فاإنه ا تنا ضل أي ض ا من أجل إنقاذ الب شرية كلها من الت شيوؤ. ان م ا قدم ه لوكا ش للفك ر املارك س ي من إ ضاف ات وعنا ص ر جدي دة يع د بالن سب ة خل صوم ه أوموؤيدي ه أه م مفك ر مارك سي من ذ مارك س ل ب ل يعت ب ره البع ض أهم فيل س وف يف الن ص ف الأول م ن الق رن الع شري ن. لق د كان ل ه تاأث ي ري كب ي ري عل ى رواد مدر س ة فرانكف ورت النقدي ة وعل ى كارل كورت س ومارت ن هيدج ر على وجه اخل صو ص واعت ب ر م ن موؤ س س ي تي ار البنيوية التوليدية. سبق لهذه املادة ان ن شرت يف املدى االدبي عند جورج لوكاتش يع رف تعليق لوكات ش الذي أاخذن اه من كتابه "معنى الواقعي ة املعا ص رة" نغم ة مارك سي ة م أالوف ة. وهي مارك سي ة لنها ال سمة الرئي سي ة املميزة لنقد الدبي املارك سي وتكاد تك ون ال سمة الوحيدة عند الكثريين - هي ال صرار على ان العمل الدبي يجب ان ي ستوعب يف سياق ا صول ه الجتماعي ة القت صادية لكي يفهم بطريق ة مكتملة. ولكن ه ذا ال صرار عل ى اأية حال لي س ال امرا ثانويا ولي س امرا جوهريا عند الدرا سات اجلمالي ة املارك سي ة النا ضجة. فه و ل يعدو ان يكون جزءا من طريقة التناول اجلدلية املكتملة. عبدالر ضا جباره وحينم ا ي سم ع بع ض النق اد كلم ة - جدل - فانهم يتح س س ون ف صل "اوكام ن سب ة اىل ولي ام اوكام" و صيغت ه: ل ينبغ ي ان نفرت ض عل ى لطاق وجود أي كائ ن بغري مرر وه ذا الف صل يبرت ل س م ال ذي ي ش ي ري اىل كائ ن ل م ب رر لفرتا ض وجوده( وهناك بع ض ال صدق يف ان كلم ة - ج دل - مث ل الكث ي ري م ن الكلم ات لخ رى ميك ن ان ت ستخ دم بطريق ة جتعله ا ذات معن ى او بغ ي ري معن ى. كم ا ان هناك الكثري م ن ال صدق يف الق ول بان الكلمة تك رر اجتاهها يف سي اق بع ض الكتاب ات املارك سي ة عن الدرا س ات اجلمالي ة كقطع ة م ن قط ع جتمي ل واجه ة العر ض لتخف ي نظرة جمالي ة ميتافيزيقي ة او نظ رة جمالي ة ميكانيكية ويذهب لوكات ش اىل ان هناك جانبن مهم ي ن يف - اجلدل - يتعر ضان لاغف ال يف اغلب لحوال. وهما طبيعة العاقة القائمة على الوحدة. والتناق ض بن ال ذات واملو ضوع والت صور العلمي للكلي ة. وب ص دد اجلان ب لول توؤك د املادي ة اجلدلي ة ان ا ستق ل ال املو ضوع ا ستق ل ال قاطعا عن ال ذات ل معنى له ل عند نقط ة لنطاق يف نظرت ه املعرفية عن د التمييز بن لجتاه ي ن ل سا سين يف الفل سف ة املادية واملثالي ة. اما خارج هذا النطاق فهناك تب ادل للت أاثري يليهما والعج ز عن ر ؤوي ة تب ادل التاأثري جنده يف كل ميتافيزيقي ا حيث يظل املو ضوع بغ ي ري م سا س او تب دل ولذل ك يبق ى الفك ر - ت أاملي ا - خمفق ا يف ان يك ون عملي ا ولي س لان س ان عاق ة بال شياء املو ضوعي ة مث ل الكهرب اء او الفح م - ب ل هن اك مرك ب متغري م ن العاقات ب ي ن لن س ان والب شر لخري ن والعامل الطبيع ي. فنحن ل نع رف الواقع ل يف عاقته بالن سان ومب ا ان لن سان هو - ص ي ريورة تاريخي ة - فاملعرف ة والواقع اي ضا بالن سبة اىل لن سان صريورتان. وكذلك نطاق "املو ضوعية" وحدودها. ومن اخلطاأ املطابقة بن مقولت النظرية املادي ة يف املعرفة. ومق ولت الدرا سات اجلمالية التي ت ضرب جذورها بعمق يف الفاعلي ة الذاتية: وعل ى لخ ص مقولة املو ضوعي ة حينما نتن اول منط وجود العمل الفن ي وبدل من ان نحاول حتديد الطبيعة - املو ضوعية - للعمل الفني كما كانت شيئا مطلق ل ستقال. وتتعل ق تلك الت ص ورات اخلاطئة بدور الكات ب جت اه احلقيق ة الت ي يخلقه ا. ويدور الناق د جتاه احلقيق ة التي يظن ان ه يكتت شفه ا يف العمل لدب ي ويقف عند جمرد تاأمله ا فلي س هناك يف املجال لدبي ماه و واقع ي او حقيقي م ستقل متام ا ع ن الطريق ة الت ي ن ستوعبه بها )فنح ن ل سن ا يف جمال نظري ة املعرفة( وينبغي علين ا لكي جنع ل ل شياء ذات معنى )ولفعل جنعل هنا بنية كا شفة( ل نقف عند الواقعي يف ذاته بل من ضي اىل التكيف احل ضاري ب أاكمله وفقا لاو ضاع و لجتاهات. فهو الذي يحدد ان هذا هو احلقيقي او الواقعي ولي س ذاك. فاأدراك لن س ان للع امل ذو طبيع ة اجتماعي ة ويج ب ان يك ون يف مرك ز اجلمالي ات ال سلمي ة ت ص ور ع ن صل ة جدلي ة بن العم ل الفن ي والعامل خارج ه )مت ضمنا متلق ي العم ل( وتل ك العاق ات. وعلى لخ ص العاقات ب ي ن املتلقي وجمتمعه وب ي ن العمل ه ي التي حت دد واقعية او حقيق ة العم ل ول ت صب ح صفح ة م ن ال شع ر ل ميك ن ان يقر أها أح د صفحة من ال شعر ويوحي ذلك بان الناقد لدبي ل ينبغ ي علي ه ان يدر س العم ل الفني م ستهدف ا ع زل طبيعت ه "املو ضوعي ة" و أفرازه ا يف جانب. ب ل ينبغي عليه ان ي سته دف فهم ما يعني ه يف سياق معن. وهو سي اق يتعلق بكيفي ة ان ت ستوعب العمل فئ ة معينة من النا س تنتمي اىل جمتم ع مع ي ن يف زم ن حم دد. متذكرا دائما ان لن سان هو يف وجه من وجوهه "خا صة مركزة للما ضي" وان ما يكون علي ه لن سان يف حلظ ة معطاة يت ضمن تاأث ي ري التجربة لجتماعي ة لان سان يف سريان الزمان حتى تل ك اللحظة وبناء عل ى ر ؤوي ة ج ورج لوكات ش ف ان عاقة ال ذات باملو ض وع لي ست عاق ة جامدة ساكنة لذلك يج ب لف صاح يف منظوره النق دي اف صاح ا جليا. وبعب ارة اخرى انن ا جن د يف مقولت ه ا سا س ا نظري ا مت سق ا يف عاق ة ال ذات واملو ض وع وان العم ل الفني ل متك ن مناق شته ابدا بطريقة غ ي ري تاريخية وفق ا مل صطلحات "جمالي ة خال ص ة" بل جت ب مناق شته دائما يف سياق حم دد وبتقديري. ان ما يري د ان يقول ه - ج ورج لوكات ش - ان كل فع ل ان ساين ميتلك بني ة وظيفية او بني ة ذات دلل ة ودرا س ة تل ك لفعال ت ستتبع من جهة حتليا داخليا ي ستهدف فهم الفعل بالك ش ف عن بنيته اجلوهرية الباطن ة وم ا يلح ق بذل ك م ن الدلل ة الكامن ة للعنا ص ر املتباين ة الداخلة يف عاقة معط اة ومن جهة اخ رى ي ستتبع حتلي ل ا خارجي ا ي ستهدف ش رح الفعل بوا سط ة ادراج تلك البني ة - باعتبارها عن صرا وظيفيا - يف بنية اخرى أكر.

12 12 علم الجمال وفلسفة الفن ا ستلهم ج ورج لوكا ش الفيل سوف وع امل الجتم اع الهنغ اري معظ م أاف كاره الفل سفي ة يف نظري ة الأدب وعل م اجلم ال وفل سف ة الف ن م ن هيغ ل بالدرج ة الأوىل وكذل ك م ن فال سفة جتريبي ني أامث ال جورج زمل وماك س فيرب واإميل لم سك وباول اإرن ست ووليم دلتي وغريهم من مفكري ع صره. تق وم النظري ة اجلمالي ة عن د لوكا ش على ثاث ة حم اور رئي س ة ه ي أول : الطبيع ة النوعي ة لعل م اجلم ال الت ي و ض ع فيه ا لوكا ش ال سل وك اجلم ايل يف أعلى مراتب العل م والفن والدين ثاني ا : العاقة الوثيقة ب ي ن العم ل الفن ي وال سلوك اجلم ايل التي تظه ر يف بني ة العم ل الفن ي ويف العاق ة ب ي ن ال شكل وامل ضم ون والتقنية وما يت صل بالإب داع ثالث ا : الفن كظاه رة اجتماعية - تاريخي ة وجدلية كما هي عن د هيغل ولي س مبفهومها املادي كما هي عند مارك س. وم ن أه م كت ب لوكا ش"ال روح والأ شكال"ال ذي ط رح في ه فل سفت ه للف ن واجلم ال وحدد بدق ة امل سائ ل النهائية يف احلي اة. وقد اعتر لوكا ش كتابه هذا مبثابة منوذج"لعلم العقل"حي ث تبن ى نظرية وليم دلت ي الت أاويلية التي شكلت حماولة لإحال الفهم التاأويلي مكان الطريقة ال سيكولوجية يف فه م البنى الرمزية الت ي تواجه الباحث عند جمابهت ه إبداعات العق ل والروح. ومل يكت ف لوكا ش ب"عل م النماذج"ال ذي قدمه دلتي والذي يقوم على نظريات متاأ صلة يف بنى نف سية ثابتة و إمن ا قطع الطريق الذي سلكه دلت ي متجاوزا بذل ك التمييز الكانتي للت ص ورات املنطقي ة للع امل إىل جدلي ة هيغ ل يف عملي ة التن شيط الذات ي الكامنة يف احلركة اجلدلية لل شخ صية الإن سانية. إن حماول ة لوكا ش جت اوز الاعقاني ة - الو ضعي ة كم ا عن د ولي م دلت ي وج ورج زم ل قادته يف جمال الت أاوي ل إىل تطبيق الفل سف ة الهيغلي ة عل ى امل ش اكل اجلمالي ة يف ش كل واقعي كم ا ظهر ذل ك يف"نظرية الرواية"الت ي ح صلت عل ى إعجاب جمهور وا س ع ومن خمتل ف لجتاه ات مثلما نال إعج اب وتقدي ر أح د أك ب ر روائي ي أملانيا توما س مان. و"ف ن الرواية"ه و حماول ة من ه لتاأ سي س نظري ة جمالي ة لتط ور فن ون الرواية عر الع ص ور املختلف ة معت ب را أن الرواية هي ال ش كل الأدب ي الأك ث ر دلل ة يف املجتم ع الرج وازي. ومع أنها مل تاأخ ذ خ صائ صها إل بع د تبلور الطبقة الو سط ى يف أوروبا فق د عك س ت التناق ض ات الت ي يتمي ز به ا املجتمع الرجوازي يف شكل جيد مع العلم أن املجتمع الرجوازي يف بدايات تطوره مل يهتم إل بامللحمة والدراما وامللهاة. وكما هو مع روف فالرواية ترتبط ارتباط ا ع ضويا ومبا ش را بثقافة الع ص ر الو سيط ال سردية غري أن شكلها احلديث تولد عن تدهور ثقافة ال سرد القدمية ودخول خ صائ ص برجوازية جديدة عليها. إن نظ رة لوكا ش إىل علم اجلم ال وفل سفته تنطلق أ سا سا م ن الرتاث الفل سفي الأملاين وبخا صة م ن فل سفة هيغل ونظريته يف علم اجلم ال منطلق ا من نقطة حموري ة هي أن الإن س ان املتحرر وامل ستق ل ذاتيا هو يف آن واح د الفر ضي ة امل سبق ة يف الفل سفة وهو الغاي ة احلقيقية ل كل الن ش اط لجتماعي فالإن س ان ه و ال ذات يف ع امل الأ شي اء وكل م ا ي دل أو يعر عن قوت ه اخلاقة هو خطوة نحو تقرير امل صري التام الذي ندعوه باحلرية. له ذا ميكنن ا اعتب ار نظري ة لوكا ش حول ال ذات الإن ساني ة معيارا للحك م على جميع الأ ش كال والأعم ال الفني ة والأدبي ة وهي مقول ة كلية ومركزية ترب ط الإبداع الفردي باأمن اط تتطابق مع مراح ل تاريخية معينة م ن التحرر التدريج ي ل املفرو ضة عليه ذاتيا. إلن سان م ن القيود إن روؤية لوكا ش اجلمالية يف تف سري العملية اخلاقة أو ما ي سميه لوكا ش" لنعكا س"هي نظري ة لعل م اجلمال وه ي ت ش كل تاريخا للف ن. ويعن ي لوكا ش بالنعكا س منط ا معين ا م ن ل ستجاب ة للعامل ال ذي يختلف بطريق ة ما ع ن سل سل ة العملي ات املوازية التي ت ص ادف الإن س ان يف حيات ه اليومية ويف مي دان العم ل واملنفع ة ويف العل وم والدي ن وال سح ر. إن جميع ه ذه العمليات ه ي أمن اط خمتلف ة لعاق ات أولي ة ب ي ن الإن س ان والبيئ ة. إن ماهي ة عل م اجلم ال تكمن يف حقيقة أن الب شر طوروا يف مرحلة من مراح ل تاريخ الإن سان قدرة على تف سري العامل مب صطلحات مل تعد جمرد م صطلحات علمية أو سحري ة. فالفن عند لوكا ش ي شبه العل م والفل سفة فالفن ان وجمهوره حتررا م ن ضغ ط ال ض رورة العلمية الفج ة و إن الف ن هو عك س العلم ال ذي يلغ ي الت شبيه البدائي وي شاطر الدين يف ميله نحو تف سري الواقع"املو ضوعي"ب ص ورة م ستع ارة من ال شخ صي ة الب شري ة. ومثلم ا ق ال جوردن جايلد:"الإن سان ي صنع نف سه". والفن بكلمة أخرى هو جزء من إ ضفاء الطابع الإن ساين وهي فكرة أ شار إليها هيغل وطورها مارك س فيما بعد و صاغها صوغا ماديا. م ن هذا املنطل ق ي ش رع لوكا ش إىل ت أاكيد أن من ط الإدراك اجلم ايل يرز إىل الوجود كج زء من امل سار ال ذي يحو ل في ه الإن سان عامله عر عمله"العقلي واجل سدي". والف ن باعتب اره انعتاق ا م ن املمار س ة اليومي ة مياث ل ن ش وء النم وذج العلم ي لانعكا س. وكل انعكا س ه و متثيل ل شيء واقعي ويف حالة الف ن فاإنه يعك س طبيعة الإن سان اجلوهرية ووحدة الب شرية. كما أن طاب ع املحاكاة يف الفن إمنا ميثل العامل"كما هو"ولكن على نحو جت سيمي. ول ي ؤوم ن لوكا ش بالنعكا س مبعن اه التجريب ي الع ادي أو م ا ي صف ه أحيان ا بالواقعي ة الفوتوغرافي ة للف ن والأدب الطبيع ي أو"الرجوازي" فقد شن لوكا ش حربا على جبهتن: ضد لنحطاط الغربي من جه ة و ضد التب سي ط ال سوفياتي املفرط من جهة أخرى كما يف"الواقعية ل شرتاكية". ففي النظرية التجريبية العادية يختزن عقل الفنان صورا ماأخوذة من الطبيعة واملجتمع ثم ترت ب هذه ال صور وفق املي ل الفردي أو ال ذوق. أما وف ق النظري ة الكا سيكية ف إان ال ص ور ل تقدم نتائ ج دائم ة إل إذا عك ست الرتكي ب املو ضوع ي للواقع لذل ك فالفنان ل يب دع باملعن ى الدقيق و إمن ا ي ص ور و إن م ا ي صوره هو قائم أول غري أن ما هو قائم لي س بال ضرورة أن يكون"واقعا ". وي ؤوك د لوكا ش مقتفي ا إث ر هيغ ل أن التماي ز ب ي ن املظه ر والواق ع املاأل وف يف العلم واملمار سة اليومي ة العادية غري مائم فيما يخ ص الف ن. و إن هذا املظهر ضرب من الوهم لأنه ي صف أو يعك س عاملا مو ضوعيا موجودا ي شرتك فيه الفنان مع أنا س آخرين ويف النهاية مع الب شرية ككل. الف ن ه و تطاب ق الذات ي واملو ضوعي يف العملي ة اجلمالي ة. له ذا ال سب ب يك ون اخلي ال الفن ي منتج ا م ن دون أن يك ون بال ض رورة نزوي ا وم ا يول ده لي س عاملا خا ص ا ب ل ه و كل منظم متج ذر يف نهاية املط اف يف التجرب ة اجلماعي ة الب شري ة. وبه ذا املعنى"يعك س"الف ن حقيق ة ولك ن ه ذه احلقيق ة لي س ت حقيقة"وقائ ع" ول حقيقة"م شاع ر". الف ن هو ال ص ورة املر آة طبق الأ ص ل لعامل"مو ضوعي"من القيم أو بلغة أخرى إنه يعلن احلقيقة عن العامل. عندم ا ي ص ف لوكا ش أو يحل ل عملي ة اخلل ق الفن ي ل يرتدد يف الق ول إن العمل الفن ي يح و ل التجرب ة املبا ش رة إىل ع امل فري د خا ص ب ه أي عامل القيم ة اجلمالية وي صب ح التمايز يف هذا املج ال بن الفكر والعواطف فاق دا معناه متاما كالتمايز بن الذات واملو ضوع. ي سع ى الفن إىل متثيل التجربة الب شرية يف عملي ة ل متناهي ة من فاعليات خل ق ال شكل وخل ق القي م الت ي تك ون مع ا مي دان علم اجلم ال. ومع أن لوكا ش ي ص ر على أن هذه الأعمال"انعكا سية" أك ث ر مم ا هي"خاقة" ف ل ا ينك ر ا ستقاليته ا الذاتي ة ول عامليتها على رغ م أنها حتدث بال ض رورة عر العقل املحدود للفنان الفرد. علم اجلمال عند لوكا ش ي شكل ميدانا يخ ضع في ه لنق س ام ال ص ارم بن الع امل الداخلي واخلارجي بن العقل والعاطفة بن الواقع والقيمة إىل جدلية الواقع واملظهر. وعلى ه ذا جند أن علم اجلمال ميكن و ضعه ضم ن نطاق م ي ري ث املثالية الأملاني ة فثمة وح دة وطني ة يف الأدب الأمل اين ككل ه و خلق فن جديد يختلف ع ن فن القرن ال سابع ع ش ر الفرن سي. إنها حماولة من أجل فل سفة جدي دة لي س ت م سيحي ة أرثوذك سي ة ول ت ستن د إىل حركة التنوي ر يف القرن الثامن ع ش ر و إمنا ت شدد على كلي ة قوى الإن سان ولي س عل ى العقل وح ده ول على ال شعور وح ده ب ل بالأحرى عل ى احلد س العقلي واملخيل ة إنها إحي اء للأفاطونية اجلديدة ومذه ب وح دة الوج ود أحادي ة تو صلت إىل توحيد بن الروح واجل سد وبن الذات واملو ض وع. ويف كل الأح وال ف إان لوكا ش يب دو لن ا وك أان ه وري ث تقلي د ميتافيزيقي للمثالية الأملانية. عن صحيفة احلياة اللندنية

13 العدد ) 3225 (ال سنة الثانية ع شرة - الأربعاء )26( ت شرين الثاين ي رى د. صالح ج واد الكاظ م مرتجم كتاب ج ورج لوكا ش "الرواية التاريخية" ال صادر اأخ ريا عن املجل س الأعلى للثقافة مب صر مبنا سبة ملتقى القاهرة الثالث لالإبداع الروائي اأنه مع "ازدياد الوعي باحلا ضر يزداد الهتمام بالتاريخ بو صفه خلفية احلا ضر اأو تاريخ احلا ضر". ويبني الكاظ م يف الكتاب الذي يقع ب) 513 ( صفح ة اأن الرواية ت ساهم بو صفه ا اح دى اأدوات ت صوي ر التاري خ الأكرث تف صي ال و صدقا يف ا ستجالء ما حدث يف التاريخ. عزيزة علي جورج لوكاش حول "الرواية التاريخية" ويطرح الكاظم ت ساوؤلت عن كيف يتاأتى للرواية أن تفع ل ذلك وكيف "تفهم التاري خ وما هو التاريخ وم ن أي ن يب د أ وما ه ي الق وى التي ت ش ارك يف صنع ه وكي ف ت صنعه و أي ق سط يك ون لكل منها يف ذلك ". ويت ساءل الكاظم " إذا ما قي ض للروائي أن يقف على أجوب ة ه ذه الأ سئلة و أن يجمع وقائ ع املا ضي أو م ادة روايته املقبل ة أتراه به ذا الأ سا س املعريف ال ص رف وبهذا ال ركام من املعطي ات الكمية قادرا عل ى أن يعي د يف لوح ة متنا سقة صادق ة تركيب املا ضي املتناثر شظايا يف كل مكان ". ويق ول الكاظم إن املهم هو ماذا يريد الروائي بعمله التاريخ ي و أي أهداف يخدم وكي ف ي ستطيع أن يخدم أهداف احلا ضر عر متث ل املا ضي و أخريا: ايراد بالرواية التاريخية أن تكون مهربا من احلا ضر إىل املا ضي أو أن تقلب احلا ضر إىل املا ضي. وي ضي ف أن ه ذه الت س اوؤلت وم ا ي دور ضمنها ه ي التي تدف ع القارئ إىل أن يتن اول كتاب جورج لوكا ش "الرواية التاريخية" بكثري من التاأمل وهي ذاتها التي حتفز على ترجمته إىل العربية. ويوؤك د الكاظ م على أن احلاف ز الأق وى للروائين الع رب ه و أن ي ستعين وا ب اآراء علمي ة يف م سار الرواي ة التاريخية يف غري وطنه ا و أن يقفوا على مقاتل هذه الرواية وانت صاراتها هناك. وين وه الكاظ م إىل أنن ا بحاج ة متج ددة إىل ان نكتب تاريخ ا كما كان واقعا ل كم ا ت شاء الأهواء و أن نكت ب رواية "تاريخية" حق ا ل رواية "ذاتية" تنتحل صف ة التاريخية وجتتزئ ع ن كلية التاريخ أو وحدت ه مباب س أو تزاويق أو ن ب رات صوتية من املا ضي. ويلفت إىل أن الوقوف على آراء الآخرين وجتاربهم يف هذا امليدان ضرورة لزمة. وي ش ي ري إىل أن ه عندم ا ش رع لوكا ش يف كتاب ة "الرواي ة التاريخي ة" يف الع ام ) ( أو ض ح يف املقدم ة الت ي كتبه ا لتت ص در ترجم ة الكتاب لجنليزي ة يف العام أنه 1960 "لي س هدفه من ه ذا الكت اب "معاجلة م ساأل ة أدبي ة- تاريخية صرف ة أي تط ور الرواي ة التاريخية فم ا دار يف ذهن ه تق دمي "درا س ة نظري ة للتفاع ل ب ي ن الروح الت أاريخي ة والأن واع الأدبي ة الكبرية الت ي ت صور كلية التاريخ". كم ا ي شري إىل أن لوكا ش حذر القارئ من أن يتوقع كتاب ا مدر سي ا ع ن تط ور الرواي ة أو امل سرحي ة التاريخية ومنوها إىل أنه ل يتعقب تطورا تاريخيا مبعنى الكلمة ال ضي ق فهو يرز اخلطوط الرئي سة يف التطور التاريخ ي وما أثارته من م سائل. ليبقى بعد ذل ك فح ص التفاع ل بن التط ور لقت صادي- لجتماعي واملنطلقات الفكرية وال شكل الفني شغل لوكا ش ال شاغل". ويتاب ع "يقتحم لوكا ش أعماق الأمثلة التي ي سوقها م ن الروايات التاريخية ول ي كل عن عقد مقارنات بينها وبن شخو ص وحوارات كل منها. ويب ي ن أن كتابا أمث ال "وولرت سك وت" و"بلزاك" و"تول ست وي" يحظ ون بالق در الأكر م ن اهتمام لوكا ش إل أن ه غالب ا ما يتن اول كتابا أق ل ساأنا. وهدف ه م ن ذل ك أن يح دد لجتاه ات النمطية يف تطور الرواية التاريخية وما أ سفرت عنه. وي رى الكاظ م أن لوكا ش لي س ناق دا أدبيا فح سب ب ل هو مفكر و سو سيولوج ي وفيل سوف و سيا سي افتت ح حياته الفكرية منتها من "الكانتية اجلديدة" و"الهيغلية" رغم حتوله عنهما يف سن مبكرة. ويتناول الكتاب الذي طبع لأول مرة يف العام 1978 عن من ش ورات وزارة الثقافة والفنون- اجلمهورية العراقية بالتعاون م ع دار الطليعة للطباعة والن شر ب ي ريوت يف الف صل لول: ش كل الرواية التاريخية الكا سيك ي والظ روف لجتماعي ة والتاريخي ة لن ش وء الرواي ة التاريخي ة والرواي ة التاريخية الكا سيكية يف ال صراع مع الرومانتيكية. وي ش ي ري الف ص ل الث اين إىل: الرواي ة التاريخي ة وامل سرحي ة التاريخية وحقائ ق احلياة التي يقوم عليها لنق سام بن امللحمة وامل سرحية وخ صو صية خل ق ال شخ صيات ا ضاف ة اىل ت صوير ال صدام يف امللحمة وامل سرحية وخمطط التطوير يف امل سرحية والفن امل سرحي. كم ا يتناول يف الف ص ل الثالث: الرواي ة التاريخية و أزم ة الواقعية الرجوازية والتغريات يف مفهوم التاري خ و صن ع اخلا ص والتحدي ث و لغرتاب ومذه ب املعار ض ة العامي ة الطبيع ي و"كونراد" ومن ط الرواي ة التاريخي ة اجلدي د واجتاه ات لنحط اط العام ة وتر سي خ الرواي ة التاريخي ة بو صفها نوعا خا صا. عن امل صري اليوم

14 14 إان املادي ة التاريخية هي نظرية الث ورة الربوليتارية. واإنها لكذلك لأن ماهيته ا ه ي اخلال ص ة املفهومية لتل ك الكينون ة الجتماعية التي تنت ج الربوليتاريا وحتدد كل وج ود الربوليتاريا. اإنها لكذلك لأن الربوليتاري ا املنا ضل ة يف سبي ل حترره ا جتد فيها وعي ا صافيا لذاتها. ومن هنا فاإن عظمة املفكر الربوليتاري عظمة ممثل املادية التاريخية ت قا س بعمق روؤيته لهذه امل شكالت وات ساع اأفقها وهي ت قا س اأي ض ا باحلدة وال صحة اللتني يكون قادرا بهما على اأن ي ست شف خلف ظاهرات املجتمع البورجوازي ميول الثورة الربوليتارية التي ترتفع يف تلك الظاهرات وبوا سطتها اإىل الوجود الفعلي والوعي الوا ضح. ترجمة جورج طرابيل شي لينين بقلم جورج لوكاش ولين ي ن تبع ا له ذه املقايي س أعظ م مفكر أنتجته احلركة العاملة الثورية منذ مارك س. وبديه ي أن لنتهازي ي ن الذي ن م ا عاد يف و سعه م أن ينك روا عل ى امل ل اأ م ن النا س أهميته أو أن يكتفوا بالرثرة الفارغة حوله يقول ون أن لينن كان رج ل ا سيا سيا رو سيا كب ي ري ولكن ه كان يفتقد حتى يك ون زعيم الروليتاريا العاملية إىل ح س التمييز الذي كان سيتي ح ل ه أن يدرك الفارق ب ي ن رو سيا والبل دان الر أ سمالي ة املتقدم ة وي ضيفون ب أانه عم م وهنا تكمن على حد زعمهم حدوده عل ى ال صعي د التاريخ ي م ش كات الواقع الرو سي وحلول ه دون أي نقد لتطبيقها على العامل قاطبة. إنه م ين س ون أن املاأخ ذ نف س ه ق د أ خذ على مارك س يف حين ه. فقد قيل آنذاك أن مارك س ا ستخل ص دومن ا نق د م ن ماحظات ه على احلي اة لقت صادي ة الإنكليزي ة واملعام ل الإنكليزية قوانن عامة لتطور املجتمع و أن تل ك املاحظ ات ال صحيح ة كل ال صح ة يف حد ذاته ا ت صب ح بال ضرورة خاطئ ة عندما ت ش و ه وتنزل منزل ة القوان ي ن العامة. وقد انتف ت اليوم احلاجة إىل دح ض هذا اخلطاأ يف تفا صيل ه واىل تبيان حقيق ة أن مارك س مل»يعم م«ب اأي ص ورة من ال ص ور جتارب منعزل ة وحمدودة زمان ا ومكان ا. فمارك س ق د ا ست شف عل ى العك س تبع ا ملنهج عمل عباقرة التاري خ وال سيا سة احلقيقين ومن وجه ة نظر تاريخية ونظرية على حد سواء ع امل الر أ سمالي ة العام ة الأك ب ر م ن خال الع امل الأ صغ ر الذي هو امل صن ع الإنكليزي وم سلمات ه و شروطه ونتائج ه لجتماعية وكذل ك م ن خ ل ال املي ول التاريخي ة الت ي أف ضت إىل ولدت ه وتلك التي جتعل وجوده أمرا غري موؤكد على الدوام. وهذا بال ضبط ما ميي ز العبقري على املتفقه يف العل وم وال سيا س ة. فه ذا الأخ ي ري ل ي ستطي ع أن يفهم وميي ز مراحل ال صريورة لجتماعي ة إل من خ ل ال معطياتها املبا شرة وانعزاله ا. وعندم ا يري د لرتف اع إىل ا ستنتاج ات عام ة ل يفع ل م ن ش يء يف الواق ع إل أن يف س ر ب ص ورة جم ردة حق ا بع ض اجلوان ب م ن ظاه رة حم دودة يف الزم ان وامل كان وينزله ا منزل ة»القوان ي ن العامة«ويطبقها على هذا الأ سا س. وباملقابل فاإن العبقري ال ذي يعي بكل و ضوح و صفاء امليل العام احلقيقي لع صر من الع صور امليل ال ذي ما يزال تاأثريه حيا ينب ض يرى حركة هذا املي ل وراء جمل ة أحداث ع ص ره. ومن هن ا ف إان ه يعالج أي ض ا امل ش كات الأ سا سية احلا سمة املمتدة على املرحلة كلها حتى و إن كان هو نف س ه ل ينوي الكام إل عن امل سائل الآنية. إننا نعلم الي وم أن عظمة مارك س إمنا تكمن ههن ا. فهو ق د ا ستوع ب انطاقا م ن بنية امل صن ع الإنكلي زي جميع املي ول احلا سمة للر أ سمالية احلديثة وف س رها. ولقد كانت كلية التط ور الر أ سم ايل ماثلة على ال دوام أمام ناظريه. ولهذا كان قادرا على أن ي ست شف يف كل ظاه رة من ظاه رات هذا التط ور كليته و أن يرى يف بنيته اجتاه تقدمه. ولك ن قليلن م ن النا س يعلمون الي وم أن لين ي ن أجن ز يف ع صرن ا ما أجن زه مارك س بالن سب ة إىل تط ور الر أ سمالي ة اليوم. فهو ق د ر أى على الدوام م ش كات الع صر باأكمله يف م ش كات تط ور رو سي ا احلديث ة بدءا من م شكل ة ولدة الر أ سمالية يف إطار احلكم املطل ق ون ص ف الإقطاع ي إىل م ش كات بن اء ل شرتاكي ة يف بل د زراع ي متخلف: الدخول يف املرحلة الأخ ي رية من الر أ سمالية و إمكاني ات توجي ه الت ص ادم احلا سم الذي ب ات حمتما بن البورجوازية والروليتاريا ل صالح الروليتاريا وخلا ص الإن سانية. إن لين ي ن ساأنه ش أان مارك س مل يعمم قط جت ارب حملية خا ص ة برو سي ا وحمدودة يف الزمان وامل كان. ولكنه أدرك ومي ز بنفاذ ب صرية وعبقرية م شكل ة ع صرنا الأ سا سية يف امل كان والزم ان اللذي ن ب رزت فيهم ا نتائجها الأوىل و أعني بتلك امل شكلة اقرتاب الثورة. و إمنا من خال هذا املنظور منظور آنية الث ورة فهم جميع امل ش كات الرو سية والأممية على حد سواء وجعلها مفهومة. آنية الث ورة تلك هي فكرة لين ي ن الأ سا سية والنقطة احلا سمة التي تربطه مبارك س. ذلك أن املادي ة التاريخية بو صفه ا تعبريا نظريا عن الن ضال يف سبي ل حترر الروليتاريا ما كان م ن املمك ن ت صوره ا و صياغتها نظريا إل يف اللحظ ة التاريخية التي أ صبحت فيها مطروحة على جدول أعمال التاريخ من خال آنيته العملية أي يف اللحظة التي ما عاد يظهر فيها يف بوؤ س الروليتاريا الب ؤو س وحده كما قال مارك س بل على العك س اجلانب الثوري»الذي سيطيح باملجتمع القدمي«. وبديهي أن إدراك آنية الث ورة الروليتارية كان بحاجة آن ذاك إىل ر ؤوي ة العبقري اجلريئ ة. ذلك أن الث ورة الروليتاري ة ل ت صب ح منظ ورة بالن سب ة إىل عام ة النا س إل بع د أن تكون اجلماه ي ري العمالية قد شرع ت تنا ضل حول املتاري س. ومما يزيد يف عمى أولئك الأفراد املتو سط ي ن أنه م تلق وا حت صي ل ا مارك سيا مبتذل. ذلك أن أ س س املجتمع البورجوازي ثابتة را سخة يف نظر»املارك سي«املبتذل إىل درجة ل يتمنى معها حتى عندما ت سمع أذناه ق ضق ض ة ذلك املجتمع املب ش رة بانهياره إل عودت ه إىل حالته»ال سوي ة«. فهو ل يرى يف أزماته إل أعرا ض ا عار ضة ويعتر الن ضال حتى يف أوق ات الأزمات متردا ل معقول من ق بل أنا س غري جدين ضد الر أ سمالية التي ل سبيل إىل قهره ا بالرغم من كل شيء. وعلى ه ذا ف إان مقاتل ي املتاري س يبدون ل ه أنا سا تائهن ضال ي ن والث ورة امل سحوقة تبدو له»غلطة«. وف سا عن ذلك يعتر»املارك سيون«املبتذل ون بناة ل شرتاكي ة يف ثورة مظفرة جمرم ي ن أو كاملجرم ي ن لأن الن صر ل ميكن يف نظرهم إل أن يكون موؤقتا عار ضا.

15 العدد ) 3225 (ال سنة الثانية ع شرة - الأربعاء )26( ت شرين الثاين manarat WWW. almadasupplements.com رئي س جمل س الإدارة رئي س التحرير إن املقدم ة العامة لنظرية املادي ة التاريخية ه ي إذن كم ا ن رى الآني ة العاملي ة للث ورة الروليتاري ة. وبه ذا املعنى ف اإن العمل يف سبيل أن تك ون الثورة الروليتارية و شيكة راهنة ي شكل نواة املذه ب املارك سي ويقدم أ سا س ا مو ضوعي ا ل كل املرحل ة ومفتاح ا لفهمه ا يف الوق ت نف س ه. ولك ن بالرغم من هذا التقيي د الذي جتلى يف الرف ض ال صريح القاطع لكل الأوهام غ ي ري املبنية ويف الإدانة ال صارم ة جلمي ع املح اولت لنقابي ة التاآمري ة مل يحج م التاأوي ل لنتهازي عن الت شب ث بتفا صي ل الأخط اء املزعومة التي انط وت عليه ا توقع ات مارك س اخلا ص ة م ستهدفا م ن وراء ذلك ومبث ل هذه احليلة املك شوف ة ف ص ل الث ورة ع ن كل البن اء املارك س ي ف ص ل ا مطلق ا جذري ا. وهنا على وج ه التحديد يلتق ي يف منت صف الطريق املدافع ون»الأرثوذك سي ون«عن مارك س مع نق اده. أفل م يق ل كاوت سك ي لرن شتاين أنه م ن املمكن التخل ي يف امل ستقبل ب كل هدوء واطمئنان عن قرار دكتاتورية الروليتاريا وب صدد هذه النقطة عل ى وجه التحديد أعاد لينن للنظرية املارك سية نقاءها. وحول هذه النقطة على وجه التحديد جاءت صياغته لها أك ث ر و ضوحا وعينية. ولي س ذلك لأنه سعى بطريقة أو أخرى إىل ت صحيح مارك س. وكل م ا هنالك أنه أدخل يف تل ك النظرية امل سرية امل ستم رة للتاري خ منذ وف اة مارك س. وهذا يعن ي أن آني ة الث ورة الروليتاري ة مل تعد بعد الآن جمرد أفق م ن آفاق التاريخ العاملي املحل ق فوق الطبقة العامل ة التي يف سبيلها إىل التح رر و إمنا يعني أن الثورة أ صبحت م ن الآن م ساألة مطروحة عل ى جدول أعمال احلرك ة العاملة. ولقد كان يف و سع لينن أن يتحمل با م شقة تهمة البانكية التي أل صقت ب ه ب سبب موقفه املبدئ ي الأ سا سي ذاك ول سيم ا أن مث ل تل ك التهمة كانت تتي ح له أن يتمتع بع ش رة مارك س ال ذي ات هم هو الآخر بالبانكي ة م ن بع ض اجلوان ب. فمن جهة أوىل مل يت ص ور ل مارك س ول لين ي ن آني ة الثورة الروليتارية و آني ة أهدافها النهائية على أنه ا قابلة من الآن للتحقي ق باأي كيفية كان ت ويف أي زمان كان. ولك ن آنية الثورة من اجله ة الثانية كان ت متث ل بالن سبة إىل لثن ي ن مع ا املعيار املوث وق للق رارات يف جمي ع الأعمال اليومية. فاآني ة الثورة ت شري إىل اللحن ال سائد يف ع صر ب أاكمله. والأعمال املنفردة تكون ثورية أو مناه ضة للثورة تبعا لعاقته ا بتلك النواة املركزية وهي عاقة ل ميكن حتديدها إل عن طريق التحليل الدقيق ملجموع الوقائع التاريخية- لجتماعية. إذن فاآنية الثورة تعني ما يلي: معاجلة كل م شكلة يومي ة خا صة م ن خ ل ال ارتباطه ا العيني بالكلية التاريخية- لجتماعية واعتبار تلك امل ش كات مراح ل م ن حت رر الروليتاريا. و لغتن اء الذين تدي ن ب ه املارك سية للينن يكم ن بكل ب ساط ة بكل ب ساط ة يف ال صلة الأوث ق والأو ض ح والأحف ل بالنتائ ج بن الأعمال املنف ردة وبن امل صري العام امل صري الثوري للطبق ة العاملة باأ سرها. وهذا يعني بكل ب ساطة أي ض ا أن كل م ساألة آنية وراهنة قد أ صبحت يف الوقت نف سه بو صفها م ساألة يومية م شكلة أ سا سية من م شكات الثورة. لق د ط رح تط ور الر أ سمالي ة الث ورة الروليتاري ة عل ى ج دول الأعم ال. ولي س لين ي ن ه و الوحي د ال ذي ر أى اق ت رت ب هذه الث ورة. ولكن ه يتمي ز بجر أت ه و إخا ص ه ونكران ه للذات ل عن أولئ ك الذين يتوارون عن الأنظار بجنب يف اللحظة التي تدخل فيها الث ورة الروليتاري ة التي كان وا يعلنونها و شيك ة راهن ة نظريا يف مرحلته ا العملية فح سب بل يتميز أي ضا بو ضوحه النظري عن خرية الثورين املعا صري ن و أ صحاهم فكرا و أكرهم إخا صا. ذلك أن هوؤلء الأخريين مل يتعرفوا الث ورة الروليتارية إل على النحو ال ذي عقلها به مارك س بنف سه يف ع صره أي مل يتعرفوه ا إل كم شكل ة أ سا سي ة تن سحب على املرحلة كله ا. ولكنهم لبثوا عاجزين يف الوق ت نف سه عن أن يجعلوا م ن تلك املعرفة ال صحيح ة ال صحيحة من منظ ور التاريخ العاملي ومن ه وحده اخليط الهادي املوثوق لت سوية جمي ع امل سائل اليومية أ سواء منها امل سائ ل ال سيا سي ة أم لقت صادية النظرية أم التكتيكي ة التحري ضي ة أم التنظيمي ة. ولينن هو الوحي د الذي خطا اخلطوة نحو املمار س ة العينية للمارك سي ة التي أ صبحت م ذ ذاك عملية متاما. ولهذا فاإنه على ال صعيد التاريخ ي العامل ي النظ ري الوحي د ال ذي أنتجه الن ض ال يف سبيل حترر الروليتاريا وو ضعه يف م ستوى مارك س. عن كتاب لينن ت أاليف جورج لوكا ش ترجمة جورج طرابي شي نائب رئي س التحرير علي ح سني الخراج الفني خالد خ ضري التدقيق اللغوي حممد حنون طبعت مبطابع موؤ س سة املدى لالعالم والثقافة والفنون

16