007 مداخل نديم روحانا الهوية الوطنية الفل سطينية والحلول ال سيا سية اإن تبرز هذه المقالة المغاي ر ة الحادة بين حالة التدني واالنق سام التي و صلت إاليه

النسخ

1 007 مداخل نديم روحانا الهوية الوطنية الفل سطينية والحلول ال سيا سية اإن تبرز هذه المقالة المغاي ر ة الحادة بين حالة التدني واالنق سام التي و صلت إاليها ال سيا سة الفل سطينية وبين الحالة المتعافية ب شكل عام للهوية الوطنية الفل سطينية في مواقع ال شعب الفل سطيني كافة. وما بين ال سيا سة الفل سطينية الم أازومة والهوية الوطنية الفل سطينية المتمتر سة فاإن الق ضية الفل سطينية بمعنى االإمكانات ال سيا سية المطروحة ب ساأن م صير ال شعب الفل سطيني وم صير فل سطين ت صل اإلى طريق يبدو م سدودا وال مخرج له سوى ال سبيل الذي تدفع اإليه ال سيا سة الفل سطينية الحالية وهو بح سب المقتنعين به لن يقود في اأف ضل االحتماالت إالى دولة فل سطينية على جزء كبير من ا أالرا ضي المحتلة منذ سنة 1967 كما اأن الو صول اإلى هذه الدولة سيتم عبر عملية تفاو ضية مع اإ سرائيل مع االإقرار باأن معالم الدولة و شروط قيامها ال تزال غير وا ضحة. اأحد أا سباب نجاح الهوية الوطنية الفل سطينية في الحفاظ على عافيتها حتى االآن هو ف شل ال سيا سة الفل سطينية الحالية في التو صل اإلى الحل المطروح وبقاء م صير الم ساألة الفل سطينية عالقا بين قطبين: القطب ا أالول في أاح سن حاالته يتمثل في ت سوية تجزيئية تعتمد ح صيلة عملية التفاو ض المحكومة بعالقات القوة والتي تعطي جزءا من ال شعب الفل سطيني حقوقا تقترب من دولة على أاجزاء وا سعة من ال ضفة الغربية و أاجزاء محدودة من القد س تحت هيمنة اإ سرائيلية تفر غ من الدولة كثيرا من معالم ال سيادة ويتم بموجبها التخلي عمليا عن حق العودة كرواية وحق وممار سة. اأم ا القطب الثاني فيمثل اأفكارا ومواقف تعك س جوهر ما تمثله الهوية الوطنية الفل سطينية وهذا القطب يتجاهل موازين القوى القائمة وال يزال يقدم ر ؤوية مبعثرة ال ترقى اإلى تطوير بدائل سيا سية مبلورة اإلى درجة كافية لعر ضها على الفل سطينيين في الوطن اأو في أاماكن اللجوء. عالوة على ذلك فاإن التباين بين القطبين يمثل حالة غير قابلة لال ستدامة في الواقع الفل سطيني الذي يتميز بكونه في مرحلة ''انتظار'' دائم. و س أاورد بع ض ا أالفكار االأولية ب ساأن االنتقال إالى حالة من التوافق بين الحلول التي يجب اأن ت طرح وبين ما تمليه الهوية الوطنية الفل سطينية وفيما يلي تلخي ص االأ س س الفكرية وال سيا سية لكل من هذين القطبين. I قطب الت سوية التجزيئية يمثل هذا القطب دعاة الت سوية مع اإ سرائيل كما اأ ستاذ جامعي والمدير الم ؤ س س لمدى الكرمل )المركز * العربي للبحوث االجتماعية التطبيقية(.

2 008 مجلة الدرا سات الفل سطينية شتاء تج سده ال سلطة الفل سطينية. وبموجب التوجه الفكري وال سيا سي الذي تعتمد عليه الحلول التي يطرحها هذا القطب فاإن الت سوية ستكون نتيجة عملية تفاو ضية وهو ما داأبت ال سلطة الفل سطينية التي تمثل التعبير ال سيا سي عن هذا التوجه الفكري على انتهاجه منذ اتفاق اأو سلو. ويفتر ض هذا التوجه اأن إا سرائيل ستوافق جر اء العملية التفاو ضية على قيام دولة فل سطينية في جزء أاو أاجزاء من ا أالرا ضي الفل سطينية المحتلة منذ سنة 1967 في مقابل التو صل إالى اتفاق مع الفل سطينيين ب ساأن ق ضايا ''الحل الدائم'' أاو ''الحل النهائي''. ويحت م منطق ا إالطار التفاو ضي الحالي اأن يتفاو ض الطرفان في ساأن الخالفات في ''الراأي'' و''الروؤية'' إازاء ق ضايا ''الحل الدائم''. وبكلمات اأ خرى فاإن ا إالطار التفاو ضي يدور حول م سائل يوجد بين الطرفين خالفات م شروعة في وجهات النظر ب س أانها ولي س حول '' إانهاء االحتالل واالن سحاب ا إال سرائيلي من ا أالرا ضي المحتلة'' بح سب القانون الدولي. ووفقا لالأ س س المنطقية ل إالطار التفاو ضي الحالي ف إان على الطرفين تقديم تنازالت في ق ضايا الحل الدائم ا أالمر الذي يعني أان لكل من الموقفين الفل سطيني وا إال سرائيلي االعتبار التفاو ضي نف سه مع فارق أان هذا االعتبار مدعوم بقوة إا سرائيل بغ ض النظر عن موقف القانون الدولي. ولذلك فاإن ت أاطير العملية التفاو ضية كعملية سلمية يجري فيها التفاو ض على ق ضايا الحل الدائم التي يختلف ب ساأنها الفل سطينيون واالإ سرائيليون يتطلب ''تنازالت'' متبادلة كنتيجة طبيعية وحتمية لالأ س س المنطقية للعملية التفاو ضية على االأقل وفق توقعات ''المجتمع الدولي''. وعليه فاإن ال س ؤال ا أال سا سي لي س ما اإذا كان الفل سطينيون سيتنازلون في المفاو ضات المتعلقة بق ضايا ''الحل الدائم'' المختلف عليها و إانما مدى التنازل الذي ستحدده بطبيعة الحال عالقات القوة بين الطرفين. واأي مراقب للعملية التفاو ضية يعلم الخطوط العري ضة للتنازالت الفل سطينية في ق ضايا ''الحل الدائم'' والتي ستتراوح في أاح سن الحاالت ما بين اقتراحات الرئي س بيل كلينتون في كانون االأول/دي سمبر 2000 )والتي اأ صبحت ت عرف با سم The Clinton )Parameters وبين وثيقة جنيف ل سنة 2003 مع احتماالت جدية في أانها لن ت صل حتى إالى مقترحات الرئي س كلينتون. ويعك س الفكر ال سيا سي الذي ي ؤ س س المواقف التي يعتمد عليها قطب الت سوية تاأثره بعدة عوامل اأهمها: 1 وجود خلل جوهري في االإطار التفاو ضي الذي تجري بموجبه المفاو ضات مع االإ سرائيليين ي ؤدي هذا الخلل اإلى تنازالت ربما يقود منطقها اإلى مواقف وتعهدات تقو ض جوهر الهوية الوطنية الفل سطينية ف ضال عن التنازل عن الحقوق الفل سطينية الوطنية. فاالإطار التفاو ضي الحالي هو إاطار معطوب في حين اأن االإطار التفاو ضي البديل ي ستدعي كثيرا من العناية في تحديده. فمثال إاذا كان هدف التفاو ض هو التو صل اإلى '' إانهاء االحتالل'' فاإن ذلك يتطلب بال ضرورة اإطارا تفاو ضيا بديال ال ي ستدعي التطرق مثال اإلى م ساألة ''الت سوية التاريخية'' مع اإ سرائيل أاو التنازل عن حق العودة. وقد ك شفت ''اأوراق فل سطين'' التي ن شرتها قناة ''الجزيرة'' خلال جوهريا في االإطار التفاو ضي كما في ا أالداء التفاو ضي الفل سطيني واأ صبح من الوا ضح اأن الخلل في ا إالطار التفاو ضي يعود إالى خلل اأعمق في المبنى ال سيا سي والتنظيمي لل سلطة الفل سطينية وفي الفكر والمواقف ال سيا سية التي توجهها. 2 فهم لعالقات القوة القائمة بين اإ سرائيل وبين الفل سطينيين يف شل في ت صور م صادر غير م ستغلة للقوة الفل سطينية يف شل القائمون على هذا التوجه في البحث عن م صادر قوة بديلة اأو في العمل على بنائها االأمر الذي يعب ر عن إاحباط جر اء الحالة العربية وب سبب محدودية ت أاثيرها في ميزان القوة الذي تفر ضه

3 الهوية الوطنية الفل سطينية والحلول ال سيا سية مداخل 009 اإ سرائيل وحليفها ا أالميركي وعن قناعة با ستدامة الحالة العربية وعن ق صور في بناء ا ستراتيجيات تاأخذ في الح سبان إامكانات التغيير. فمثال يف شل هذا التوجه في تخي ل واإبراز القوة ا أالخالقية للجانب الفل سطيني وال يتحدى بعمق م ساعي طرح ال صراع على أانه صراع بين وجهتي نظر لكل منهما شرعيتها الخا صة بها كما أانه يف شل في ا ستقطاب اال ستعداد والقوة الكامنة في أاجزاء كبيرة في العالم بما في ذلك العالم الغربي من اأجل تبن ي الق ضية الفل سطينية كق ضية التحرر ا أالولى والتعاطف معها على هذا االأ سا س عدا العمل على ال صعيد الفل سطيني لبناء مقومات التمكين االجتماعية والتنظيمية والتجنيد ال سيا سي أالجيال تريد اأن تنخرط في م شروع التحرر الفل سطيني. ويعود هذا الف شل اإلى غياب الم شروع الوطني ذاته ذلك باأن الم شروع المطروح حاليا هو م شروع '' إاقامة دولة تجزيئية'' يرى معظم الفل سطينيين أانها تمثل الخ ضوع لالإمالءات االإ سرائيلية والتنازل عن حقوق فل سطينية اأ سا سية. 3 اإرهاق من العنف االإ سرائيلي المتوا صل يوميا منذ سنة 1967 لقد طال هذا العنف كل فل سطيني وفل سطينية في االأرا ضي المحتلة واأث ر في م سار حياتهم وم ستوى معي شتهم وجودة عي شهم باأ شكال عميقة. وعلى الرغم من الت ضحيات والبطوالت النادرة التي اأبداها ال شعب الفل سطيني في مقاومة االحتالل فاإن حالة من التعب من عنف االحتالل المتوا صل اأو صلت القيادة الفل سطينية الحالية والنخب التي تدور في فلكها اإلى االفترا ض اأن ال شعب الفل سطيني سيقبل بالحل وبالتنازالت التي تفر ضها عالقات القوة. وقد يختلف بع ض الباحثين والمراقبين ب ساأن مدى االإرهاق الذي اأ صاب ال شعب الفل سطيني وما إاذا كان اأ صاب شريحة اأو شرائح دون غيرها لكن لعدم توف ر اأدلة و صفية تجريبية )empirical( على هذا المو ضوع فاإن من الممكن اأن نتعامل معه كافترا ض قابل للدح ض اأو القبول اإلى حين توفر االأدلة. 4 تعاون طبقة جديدة ن ساأت منذ اتفاق ''اأو سلو'' مع القيادة الفل سطينية ب شكل علني اأو غير علني على اإيجاد حل يعك س عالقات القوة تت شكل هذه الطبقة من كثيرين من المثقفين وا أالكاديميين وال سيا سيين الذين انخرطوا في صفوف ال سلطة ودوائرها الحكومية وم ؤ س ساتها ا أالمنية وم شاريعها االقت صادية كما تت شكل من بع ض اأ صحاب روؤو س االأموال الذين ارتبطت أاعمالهم وم صالحهم بالمحتل ا إال سرائيلي ومن بع ض النا شطين في الم ؤ س سات غير الحكومية التي ا ستقطبت كثيرا من النخب وحي دتها عن العمل ال سيا سي. وكاأمثلة لهذا العامل يمكن مالحظة انخراط بع ض ال شخ صيات الفل سطينية ذات التاريخ الن ضالي الم شهود فيما ع رف ب ''وثيقة جنيف'' التي ترى في الق ضية الفل سطينية ق ضية الجزء من ال شعب الفل سطيني القاطن في ال ضفة والقطاع وتتخلى ب شكل تام تقريبا عن حق العودة. ويمكن اأي ضا مالحظة ا ستعداد المفاو ض الفل سطيني لتنازالت مفرطة في ق ضايا الالجئين والقد س وفي المقاومة الخجولة ضد المطلب االإ سرائيلي الح صول على اعتراف فل سطيني باإ سرائيل كدولة يهودية اأو كدولة ال شعب اليهودي اأو اال ستعداد لقبول محاوالت االلتفاف التي تترك االعتراف مبطنا كقبول مبداأ ''دولتين ل شعبين''. وت سود قناعة لدى كثيرين باأن عمل ال سلطة الفل سطينية كحكومة ذات م ؤ س سات ووزارات واأجهزة أامنية وعالقات دولية متفرعة وممثليات في جميع أانحاء العالم وم صالح اقت صادية واأمنية وغيرها اأنتج الحاجة إالى كوادر بيروقراطية الإ شغال هذه المنا صب الحكومية من اأعلى الم ستويات اإلى اأدناها واأن كثيرا من هذه الكوادر صار ذا م صلحة في وجود أاجهزة دولة حتى قبل قيام الدولة. وبح سب هذه القناعة فاإن هذا الواقع يدعم تنازل المفاو ض الفل سطيني من أاجل التو صل اإلى الدولة وبذلك فاإن الم صلحة في قيام ''دولة'' صارت تاأخذ منحى ال ينطلق بال ضرورة من

4 010 مجلة الدرا سات الفل سطينية شتاء الم صلحة الوطنية الفل سطينية. 5 انت شار االعتقاد لدى اأو ساط وا سعة من ال شعب الفل سطيني باأن المرحلة الحالية ت شكل الفر صة التاريخية االأخيرة الإقامة دولة فل سطينية لقد تعالت اأ صوات معبرة عن هذا االعتقاد في ا أالرا ضي المحتلة منذ سنة 1967 وفي الوقت نف سه بد أات منذ مدة تبرز اأ صوات اأ خرى بين النخب الفل سطينية شرعت تتحدث عن بدائل للتق سيم. وم ؤيدو هذا التفكير البديل ينت شرون اأفقيا بين أاو ساط ال شباب وبع ض ا أالكاديميين ونا شطي المجتمع االأهلي وخ صو صا خارج فل سطين أاو داخل إا سرائيل غير اأن هذه ا أالو ساط ما زالت تفتقر اإلى التنظيم. وب شكل عك سي ف إان الحديث عن بدائل مثل حل الدولة الواحدة يزيد في تم س ك بع ض النخب بحل الدولتين أالنه ي شكل بح سب اعتقادهم البديل الوحيد الذي يعطي الفل سطينيين حال فيه دولة فل سطينية م ستقلة. ويعتقد ه ؤالء وبحق في نظري اأن حال ال يعتمد التق سيم سيغلق الباب على إامكان إاقامة دولة فل سطينية بالمفهوم ال سيا سي الماألوف ل ''دولة شعب'' ذات سيادة وا ستقالل اإال إانهم بذلك يح صرون معنى حق تقرير الم صير بمفهوم ضيق هو مفهوم ''دولة شعب''. 6 االنق سامات الفل سطينية الداخلية تنهك هذه االنق سامات ال سيا سة الفل سطينية وتهدد بتثبيت حالة من االختالف حين تتاأ س س على تجارب سيا سية متنوعة كما أانها قد تزيد حالة العزل في مناطق جغرافية مغلقة أاو منفردة ف ضال عن اأن عدم توفر و سائل و إامكانات التوا صل ا إالن ساني وال سيا سي المبا شر ربما يزيد في حدة االختالف. ويمكن االدعاء أان تحقيق البرنامج ال سيا سي الذي يمثل ه هذا القطب في حال نجاحه سي ساهم في عملية تجزئة الق ضية الفل سطينية وفي تثبيت هذا التجزيء. وفي الواقع فاإن هذا التوجه لم ياأت بجديد من حيث قبول تجزئة الوطن الفل سطيني نف سه فقبول هذه التجزئة كان مت ضم نا في طرح حل الدولة الفل سطينية في ال سبعينيات ثم صار صريحا عند المجاهرة بقبول حل الدولتين في الثمانينيات على اأ سا س قرار التق سيم 181 )ل سنة 1947( ال صادر عن الجمعية العامة لالأمم المتحدة. اإال اإن الجديد الذي ي ضيفه هذا القطب يتمثل في قبول ال سلطة الفل سطينية مبداأ ي تجزئة ال شعب الفل سطيني نف سه وتجزئة الق ضية الفل سطينية. ويمثل هذا القطب توجها فحواه اأن التعامل الواقعي مع موازين القوة يعني اأنه من اأجل التو صل إالى حل تفاو ضي مع اإ سرائيل ال بد من قبول تجزئة ال شعب الفل سطيني بين ال ضفة والقطاع من ناحية والالجئين من ناحية اأ خرى ف ضال عن القبول ال سابق باأن الفل سطينيين في اإ سرائيل هم اأ صحاب ق ضية مختلفة عن ق ضية ال شعب الفل سطيني وباأنهم عمليا لي سوا جزءا من هم الحركة الوطنية الفل سطينية. لكن ال أاحد االآن يجروؤ على المجاهرة بهذا الموقف مثلما لم يجروؤ أاحد على المجاهرة بموقف تق سيم الوطن في سبعينيات القرن الما ضي. ويعك س هذا التفكير فهما وتفهما واإن مبطنا للهاج س الديموغرافي االإ سرائيلي وللموقف ا إال سرائيلي من حق العودة والذي يق ضي عمليا بقبول ''هجرة'' عدد محدود من الالجئين اإلى اإ سرائيل في اإطار برنامج لم ال شمل كما أان هذا التوجه يقبل بر ضى تام بالتخلي عن إاثارة اأي ق ضية تتعلق بالفل سطينيين في إا سرائيل )حتى الق ضايا المتعلقة بالمهج رين مثال ( وير ضخ لل شروط االإ سرائيلية ب ساأن الفل سطينيين في القد س والتي تجعل منهم مجموعة ذات مكانة جماعية مختلفة عن اأي مجموعة فل سطينية اأ خرى. وبذلك ف إان هذا الفكر يعمل على تر سيخ واقع جديد يعطي تجزئة ال شعب الفل سطيني شرعية فل سطينية ويثبتها في أاطر سيا سية واجتماعية وي سير في اتجاه التجزئة بوعي تام واإن كانت تنق صه جر أاة المجاهرة بذلك. ومن المرجح اأن يكون القائمون على الم شروع ال سيا سي الذي يمثله هذا القطب عارفين بالثمن الم ستحق لقاء

5 الهوية الوطنية الفل سطينية والحلول ال سيا سية مداخل 011 نجاح هذا الم شروع إاذ من المالحظ مثال اأن ال سلطة الفل سطينية تمثل ما تعتقد هي أانه م صالح الفل سطينيين في ال ضفة الغربية وقطاع غزة فقط وتعلم اأن م شروعها ال بد من اأن ياأتي على ح ساب باقي أاجزاء ال شعب الفل سطيني فهي لالأ سباب المذكورة أاعاله وبح سب منطقها هي تقبل أان يدفع باقي أاجزاء ال شعب الفل سطيني ثمن '' إانجاز'' دولة كمح صلة تفاو ضية. اأم ا من ناحية مدى الت أاييد لهذا التوجه بين الفل سطينيين في أاماكن وجودهم المتعددة فاإن تحديده يتطلب مراجعات ودرا سات و صفية تجريبية غير أانه ب شكل عام يمكن القول اإن هذا الت أاييد يرتكز في االأ سا س على ال سلطة الفل سطينية والنخب التي أافرزتها العملية ال سيا سية منذ اتفاق اأو سلو في سنة 1993 وعلى شرائح اجتماعية تحدد مواقف ها العوامل التي ذكرناها سابقا. ويلقى هذا التوجه اأي ضا ت أاييدا من اأو ساط داخل الفل سطينيين في إا سرائيل تقبل وتجند قواها ال سيا سية المنظمة لكل ما تقبل به ال سلطة الفل سطينية وي شمل ذلك في تقديري أاق ساما كبيرة من م ؤيدي الجبهة الديمقراطية لل سالم والم ساواة والحزب العربي وهو ما يمثل نحو ن صف القوة ال سيا سية الفل سطينية في داخل إا سرائيل )اإال إانه ال ي شمل م ؤيدي حزب التجمع الوطني الديمقراطي والحركة االإ سالمية ال شمالية الذين يمثلون الن صف ا آالخر تقريبا (. ويجدر بنا درا سة مواقف الفل سطينيين في جميع أاماكن وجودهم )كجمهور وكنخب وقوى واأحزاب سيا سية( من الحلول ال سيا سية المطروحة. II الهوية الوطنية الفل سطينية في القطب ا آالخر الذي يمثل الهوية الوطنية الفل سطينية نلحظ االلتفاف حول اأفكار مناق ضة ل أالفكار التي يمث لها القطب ا أالول وهذه االأفكار ترتكز على مرك بين هما الوطنية الفل سطينية و''ال ضمير الفل سطيني الجماعي'' اإذا أامكن ا ستعمال هذا الم صطلح والذي يعتمد الرواية الفل سطينية والتجربة الجماعية. وتتناق ض اأغلبية مركبات هذا القطب مع مركبات القطب ا أالول ب شكل مبا شر فهذه االأفكار ترف ض قبول عالقات القوة اأو ما يعرف بال سيا سة الواقعية )realpolitik( كبو صلة للتفكير ال سيا سي. فا أالفكار ال سيا سية كي ال نقول التفكير ال سيا سي تعتمد على عدالة الق ضية الفل سطينية وعلى دوافع إاحقاق العدل واأ س س الوطنية الفل سطينية التي ر ش دت فكر المقاومة الفل سطينية بمفهومها الوا سع قبل بدء النكبة وبعدها اأي منذ بدء مقاومة الم شروع اال ستيطاني في فل سطين. وبذلك ف إانها تتميز بما يلي: 1 مركزية الهوية الوطنية الفل سطينية تتمثل الوطنية الفل سطينية في االنتماء إالى ال شعب الفل سطيني كل ه ال اإلى اأجزاء منه فجميع ال شعب الفل سطيني ي جمع على رواية وذاكرة ت شك لتا ب سبب االنتماء اإلى ال شعب الفل سطيني و إالى فل سطين وما زالتا ت شكالن النواة ال صلبة لالنتماء الوطني. ويكفي تفح ص ف صول الرواية الفل سطينية بدءا بما قبل بداية النكبة ومرورا بهذه البداية وبتجارب اللجوء والمقاومة واالحتالل واالنتفا ضات كي تت شكل تجربة إان سانية جماعية عميقة تاأخذ ب سبب عمقها و أاثرها الجماعي مكانة مركزية في ت شكل الهوية الوطنية الفل سطينية. وهذه الوطنية تجد تعبيرا عنها في م ستويات الرواية والذاكرة واالنتماء وا إاليمان العميق بعدالة الق ضية الفل سطينية ورف ض ال صهيونية والت صالح معها. وقد نجحت هذه الهوية الوطنية على م ستوى الوعي الفل سطيني الجماعي وعلى الم ستوى المعنوي في التغلب على اأو ضاع االنق سام الجغرافي والعزل بين أاجزاء ال شعب الفل سطيني داخل الوطن وخارجه على الرغم من غياب الم شروع الذي يعك س هذه الهوية الوطنية في برنامج سيا سي ي شمل ال شعب الفل سطيني كافة. وهكذا ف إان رواية النكبة مثال تحتل مكانة مركزية في الوعي الفل سطيني الجماعي ووفقا لها فاإن على االإ سرائيلي اأن يتحمل الم س ؤولية التاريخية عن احتالل فل سطين عنوة وت شريد اأهلها واأن يقبل بحق

6 012 مجلة الدرا سات الفل سطينية شتاء عودة الالجئين مبدئيا من منطلق الم س ؤولية التاريخية عن جريمة الت شريد وعمليا بحيث ي ستطيع الفل سطيني تطبيق هذا الحق وبذلك فاإن مركزية الهوية الوطنية الفل سطينية تتوافق مع الوعي بوحدة ال شعب الفل سطيني. غير اأن الواقع ال سيا سي يتحدى هذا الوعي كما أانه لي س هناك م شروع سيا سي يعتمد هذا الوعي أاو يعمل على ا ستمراره وعليه ف إان الفارق ما بين الوعي الفل سطيني الجماعي والواقع ال سيا سي )بما في ذلك البرامج ال سيا سية المطروحة( وتحدي أاحدهما ل آالخر هو جوهر التباين الذي يتطلب المعاينة الواعية. 2 وحدة الوطن الفل سطيني لي س هناك شك في اأن الوعي الفل سطيني الجماعي يعتبر فل سطين وطنا م سلوبا حتى لو اأن الخطاب ال سيا سي المهيمن تخل ى عن اللغة التي تعك س هذا الوعي تجاوبا مع م ستحقات الحلول ال سيا سية المطروحة. وهذا الوعي يرتبط بق ضية الالجئين وحق العودة أاكثر من اأي ق ضية اأ خرى كما اأن حق العودة في الوعي الفل سطيني حتى اإن كانت البرامج ال سيا سية المطروحة تناق ض ذلك يرتبط بالوطن الفل سطيني وتحديدا بالجزء الذي أاقيمت عليه دولة إا سرائيل. وفي الواقع فاإن حق العودة يكت سب معنى مختلفا اإذا لم يكن الق صد منه اأن تكون العودة إالى هذا الجزء من فل سطين ف ضال عن اأن الموقف من حق العودة يرتبط بالموقف ال سيا سي من وحدة الوطن ولذلك فاإن االأفكار ال سيا سية المتوافقة مع مركزية الهوية الوطنية الفل سطينية والتي ت ضع حق العودة في المركز ترتبط بت صور يعتمد على وحدة الوطن الفل سطيني وعلى وحدة ال شعب الفل سطيني كما ذكرنا في البند ال سابق. 3 تجاهل اإطار عالقات القوة اإن القطب الذي يدعم توجهاته باعتبارات الهوية الوطنية الفل سطينية يتجاهل عالقات القوة القائمة بين إا سرائيل والفل سطينيين ويتجنب مناق شة أاطروحات سيا سية ضمن هذا ا إالطار كما أانه ال يعتمد القرارات الدولية مثل القرار 181 كاأ س س للعدل. ومثلما رف ض الفل سطينيون تاريخيا قرار التق سيم فاإن هذا القطب ي ستمر في الرف ض ويعتمد على حق الفل سطينيين الطبيعي في وطنهم كاأ سا س للعدل ويبحث عن بدائل للتق سيم. و إاذا كان القطب ا أالول يف شل في إادراك م صادر اإ ضافية للقوة الفل سطينية الكامنة والقوة العربية الممكنة وبذلك ن ستطيع اأن ن أاخذ عليه اأنه اأقل ي )minimalist( فاإن القطب الثاني يراهن على الم ستقبل وعلى م صادر قوة فل سطينية وعربية واإقليمية وعلى ت ضامن عالمي وهي اأمور ستقود إالى تغيير عالقات القوة القائمة وعليه فاإنه م ستقبلي في توج هه. 4 غياب البرامج ال سيا سية ال يطرح هذا القطب حلوال سيا سية اأو اأفكارا لبناء برامج سيا سية تعك س مركزية الهوية الوطنية الفل سطينية ووحدة الوطن الفل سطيني وال شعب الفل سطيني ومن الممكن االدعاء اأن االأفكار المطروحة ب ساأن حل الدولة الواحدة بمختلف اأ شكالها دولة ثنائية القومية اأو دولة علمانية ديمقراطية تتما شى مع أافكار هذا القطب. ومن الوا ضح أانه على الرغم من ازدياد الحديث عن حل الدولة الواحدة ومع اأن هذا الحل ط رح فل سطينيا )منذ سنة 1968( واإن كان ب شكل شعاراتي ينق صه الم ضمون الملمو س فاإن االأفكار المتعلقة بهذا المو ضوع ما زالت حتى اليوم عاجزة عن طرح برنامج يتعامل مع الحواجز الفل سطينية وا إال سرائيلية والدولية ولو على شكل نقا ش فكري معها. ويتنا سب ازدياد النقا ش فيما يتعلق بحل الدولة الواحدة عك سيا مع إامكانات نجاح حل الدولتين فكلما زاد االقتناع بعدم إامكان تحقيق حل الدولتين تزايد الن شاط الفكري وا أالكاديمي ب ساأن حل الدولة الواحدة. وفي الواقع فاإن التطورات ال سيا سية في المنطقة وفي ال سيا سة الدولية وخ صو صا مواقف الواليات المتحدة قل لت كثيرا من االقتناع بين أاو ساط متزايدة من النخب والجماهير الفل سطينية ب إامكان حل الدولتين. ومع ذلك فاإن الن شاط الفكري

7 الهوية الوطنية الفل سطينية والحلول ال سيا سية مداخل 013 وا أالكاديمي المت صاعد ب س أان حل الدولة الواحدة بما في ذلك في أاو ساط بع ض المثقفين في الغرب لم يتحول إالى برامج سيا سية أاو اإلى تنظيم سيا سي فكري يعتمد هذا الحل. ولي س من ال صعب فهم ا أال سباب لغياب البرامج ال سيا سية التي تعتمد على الهوية الوطنية الفل سطينية اإذ إانها بطبيعة الحال ستبدو غير واقعية أالنها ست طرح خارج ا إالطار القائم لعالقات القوة. III بين الحل ال سيا سي والهوية الوطنية الفل سطينية با ستثناء فترة ق صيرة فاإن الو ضع ال سيا سي الفل سطيني منذ بدء التنظيم ال سيا سي بعد بداية النكبة ( أاي منذ سنة 1965( حتى اليوم تمي ز بتناق ض م ستتر اأحيانا ومك شوف اأحيانا اأ خرى بين الحل ال سيا سي المطروح ( أاو ال شعار ال سيا سي( وبين الهوية الوطنية الفل سطينية. والفترة الم ستثناة هي االأعوام ا أالولى لت أا سي س منظمة التحرير الفل سطينية حتى سنة ففي تلك الفترة كان ال شعار ال سيا سي المطروح هو شعار العودة والتحرير وال نقول هنا الحل ال سيا سي الأن ال شعار لم يطور ر ؤوية تتعامل مع ا أال سئلة المركزية التي تواجهها الدولة الحديثة بما في ذلك النظام ال سيا سي أاو اأ سئلة د ستورية أاو مكانة اليهود ا إال سرائيليين بعد التحرير اأو عالقات العرب واليهود عدا ا ستراتيجيات تحقيق العودة والتحرير اإال اإن هذا ال شعار اعتمد عودة الالجئين في المقام ا أالول وتحرير الوطن الفل سطيني. وعلى الرغم من الماآخذ العديدة على عمل منظمة التحرير الفل سطينية في تلك المرحلة وعلى م ضمون ال شعار ال سيا سي ما ض م ن وما غ ي ب وعلى آاليات العمل ال سيا سي والتنظيمي والع سكري ف إان ما يهمنا في هذه المقالة هو التجان س بين الحل ال سيا سي المطروح وبين الهوية الوطنية الفل سطينية والرواية الفل سطينية. وبطبيعة الحال لم يكن الحل ال سيا سي المطروح في تلك الفترة واقعيا ولم ياأخذ في الح سبان عالقات القوة القائمة وال االأو ضاع االإقليمية والدولية و سن ستنتج الحقا اأن أاي حل سيا سي ي طرح على اأ س س الهوية الوطنية الفل سطينية التي ت أاخذ وحدة الوطن وال شعب الفل سطيني كمنطلقات لن يكون واقعيا في فترة طرحه. ففي سنة 1974 اأقر المجل س الوطني الفل سطيني في دورته الثانية ع شرة التي ع قدت في القاهرة البرنامج ال سيا سي المرحلي الذي بموجبه يحق لل شعب الفل سطيني إاقامة دولته على كل جزء يتم تحريره من االأر ض الفل سطينية ومنذ تلك الفترة دخلت الق ضية الفل سطينية حالة انف صل فيها الحل ال سيا سي بالتدريج عن مكونات الهوية الوطنية الفل سطينية. وكما هو معلوم فقد تطور العمل ال سيا سي الفل سطيني منذ ذلك الحين في اأو ضاع سيا سية إاقليمية ودولية صار بموجبها من المفتر ض اللجوء إالى الخطاب ال سيا سي الذي يعتمد حل دولة فل سطينية في االأرا ضي المحتلة منذ سنة 1967 وبد أات بموجبها وتيرة خطاب العودة والتحرير بالتدني المتدرج. وكان التعاون مع االتحاد ال سوفياتي ودعمه منظمة التحرير وم ساعدته في و صول يا سر عرفات إالى االأمم المتحدة تعتمد على هذا االفترا ض. وب شكل عك سي ف إان حرب ت شرين االأول/اأكتوبر 1973 والمفاو ضات الم صرية االإ سرائيلية وال سورية ا إال سرائيلية التي تلتها دع مت هذا التوجه فازدادت الت صريحات والتلميحات الفل سطينية بقبول حل الدولتين اإال اإن اإ سرائيل كانت ترف ض هذا االأمر ب شكل قاطع وترف ض االعتراف بمنظمة التحرير وذلك بدعم اأميركي صلب. وتطور بالتدريج خطاب الدولة الفل سطينية العلني اإلى قبول قرار التق سيم في سنة 1988 بعد أاقل من سنة على بدء االنتفا ضة الفل سطينية االأولى. وب شكل رجعي ربما يجب اأن يقال إان حل الدولة الفل سطينية على االأرا ضي الفل سطينية المحتلة منذ سنة 1967 هو منذ البداية حل الدولتين و إان هذا الحل ال يتوافق ولم يتوافق مع حق العودة اأو كي نكون اأكثر دق ة مع تطبيق حق العودة واإنه )اأي هذا

8 014 مجلة الدرا سات الفل سطينية شتاء الحل( يفتر ض و إان كان االفترا ض م ستترا اأن تطبيق حق العودة لن يكون ممكنا في إاطار هذا الحل. ومع ذلك ف إاننا نعلم اأن الموقف الفل سطيني الر سمي )بما في ذلك الموقف الر سمي الحالي الذي ي صدر عن ال سلطة الفل سطينية( لم يتخل على الم ستوى الخطابي عن حق العودة. وما ي ستحق المعرفة هو مدى معرفة النخب ال سيا سية الفل سطينية المتنفذة بكون حل الدولتين يتناق ض ب شكل جوهري مع حق العودة و أانه في حال التو صل إالى حل كهذا فاإن تطبيق حق العودة لن يكون ممكنا. ومثلما اأن حل الدولة الفل سطينية على ا أالرا ضي المحررة بد أا في م سار نتج منه ف صل الحل ال سيا سي عن شروط الهوية الوطنية الفل سطينية و أاو صل اإلى المجاهرة بحل الدولتين في ا أالو ضاع ال سيا سية ا إالقليمية والعالمية المعقدة ف إان حل الدولتين أاو صل ال سلطة الفل سطينية وتحديدا بعد رحيل يا سر عرفات إالى النتيجة الطبيعية العملية وهي حل ''دولتين ل شعبين'' من دون الت شديد على هذه ال صيغة. وكان اأول م ن رفع هذا ال شعار مجاهرة هو حزب الجبهة الديمقراطية لل سالم والم ساواة داخل إا سرائيل بدعم من االتحاد ال سوفياتي في فترة ت سبق كثيرا مجاهرة منظمة التحرير بحل الدولتين. اإال اإن هذا ال شعار في صيغة ''دولتين ل شعبين'' لم ي قر في اأي إاطار فل سطيني ذلك ب أان حل ''الدولتين ل شعبين'' ي غلق الباب عمليا واأخالقيا على حق العودة. وي ساأل االإ سرائيليون ومعهم كثيرون في العالم لماذا يحق للفل سطينيين بح سب منطق هذا الحل اأن يكون لهم دولتهم في ال ضفة والقطاع وال يحق لل شعب اليهودي اأن تكون له دولته في إا سرائيل واإذا كان الحل المطروح هو حل ''دولتين ل شعبين'' فكيف يتوافق ذلك مع حق العودة اإذا من المنطقي اأن تكون العودة بح سب هذا الحل كما حددتها اقتراحات الرئي س كلينتون ل سنة 2000 هي اإلى الدولة الفل سطينية. ف ضال عن ذلك فاإن هذا المنطق هو الذي أاو صل رئي س ال سلطة الفل سطينية والمفاو ض الفل سطيني اإلى التعامل مع مطلب إا سرائيل االعتراف بها كدولة يهودية ب شكل يتجاهل جزءا اآخر من ال شعب الفل سطيني. ويتلخ ص الرد الفل سطيني على مطلب اإ سرائيل هذا باأن الفل سطينيين اعترفوا سابقا منذ سنة 1993 ويعترفون حاليا باإ سرائيل واأن اإ سرائيل من وجهة النظر الفل سطينية الر سمية )على ل سان رئي س ال سلطة الفل سطينية وعلى ل سان كبير المفاو ضين الفل سطينيين( ت ستطيع اأن تعر ف عن نف سها كما ت شاء. وي ستدل من ذلك اأن تعريف اإ سرائيل لنف سها كدولة يهودية لن ي ؤثر في اعتراف الفل سطينيين بها وال يغي ر من المواقف الر سمية الفل سطينية تجاهها. وبهذا فاإن ال شرخ بين الهوية الوطنية الفل سطينية وبين الحلول ال سيا سية المطروحة والخطاب ال سيا سي الفل سطيني و صل اإلى اأوجه ذلك باأن الموقف من مطلب اإ سرائيل االعتراف بها كدولة يهودية ي صيب جوهر الهوية الوطنية الفل سطينية ويقو ضها. صحيح اأن قبول هذا االعتراف يو صد الباب أامام المفاو ض الفل سطيني حتى في المطالبة بتحقيق حق العودة و صحيح اأنه يعطي شرعية فل سطينية لتثبيت دونية الفل سطينيين في اإ سرائيل في وطنهم و صحيح اأن وطنهم ي صبح باعتراف فل سطيني دولة اليهود اإال إانه اأكثر من ذلك كله يقو ض أا س س الهوية الوطنية الفل سطينية ذاتها الأنه يعترف ب شكل ما بال صهيونية وبحقها في اإقامة دولة يهودية في فل سطين. وللحقيقة بح سب ما نعلم فاإن ال سلطة الفل سطينية لم تقد م الإ سرائيل االعتراف المطلوب و إانما أاخذت م ؤخرا تجاهر بمعار ضتها تقديم مثل هذا االعتراف اإال اإن الرد الفل سطيني ي شير إالى الهوة الوا سعة بين الحلول المطروحة وم ستحقاتها وبين م ستحقات الحفاظ على هوية وطنية فل سطينية تجمع اأجزاء ال شعب الفل سطيني كافة. وللخال صة فاإن ال شرخ الحالي بين الحلول ال سيا سية المطروحة وبين جوهر الهوية الوطنية الفل سطينية و صل اإلى حد ال يمكن معه اال ستمرار في ال سعي وراء هذه الحلول من دون أان يترك ذلك آاثارا عميقة في تما سك الهوية الوطنية الفل سطينية وهي

9 الهوية الوطنية الفل سطينية والحلول ال سيا سية مداخل 015 حلول ربما تطال ضرب جوهرها واإعادة ت شكيلها بما يتالءم مع نتائج الحلول التجزيئية المطروحة التي ت سير نحو ح صول جزء من الفل سطينيين على ما ي شبه الدولة على اأجزاء منق سمة من فل سطين. وفي تلك الحالة يجب اأال نقل ل من تداعيات ذلك على الهوية الوطنية الفل سطينية ففي اأو ضاع سيا سية تكون فيها دولة اأو ما ي شبه الدولة الفل سطينية على أارا ض في ال ضفة والقطاع ت سمى ''دولة فل سطين'' يثبت تق سيم ال شعب الفل سطيني والوطن الفل سطيني واالنتماء الفل سطيني وت صبح هذه النتيجة مدخال لتحويل الهوية الوطنية الفل سطينية ذاتها من انتماء م شترك تجمعه الرواية الجماعية المقاومة واإدراك حجم الغبن التاريخي الذي لحق بال شعب الفل سطيني والعمل على اإ صالح الغبن والتوق اإلى التحرر واإحقاق العدل بح سب اأ س س الوطنية الفل سطينية اإلى هوية ت عر ف لدى اأجزاء كبيرة من ال شعب الفل سطيني ب شعور عميق باالنهزام والغبن الذي لم يتم اإ صالحه وال سخرية النابعة من انت صار القوة على العدل وعدم المقدرة على اإحقاق الحق وربما بنقمة االأجيال المقبلة على جيل ق ب ل بالخ ضوع من اأجل الح صول على دولة في مقابل تمزيق مكونات الهوية الوطنية الفل سطينية وفي النتيجة التجزئة الهوياتية والفعلية لل شعب الفل سطيني. لقد اأ ر سيت اأ س س ال شرخ بين الحل ال سيا سي ومتطلبات الهوية الوطنية الفل سطينية منذ ال سبعينيات وتطورت اإلى شكلها الحالي بعد اأن اأ صبح الحل ال سيا سي المطروح هو عمليا حل ''دولتين ل شعبين''. وفي المرحلة الحالية لي س هناك حل سيا سي مطروح يتالءم مع الهوية الوطنية الفل سطينية ذلك باأن الواقع ال سيا سي المحكوم بموازين القوى ال يترك مجاال لطرح مثل هذا الحل والأن الحلول التي من الممكن اأن تتوافق مع الهوية الوطنية الفل سطينية تبدو طوباوية وغير واقعية ولذلك ال يتم النقا ش ب س أانها أاو الخو ض في تف صيالتها. IV نحو التوافق بين الهوية الوطنية والحل ال سيا سي س أاطرح هنا بع ض ا أالفكار االأولية ب ساأن تطوير حلول ت ضمن التوافق بين الحل ال سيا سي وبين اأ س س الهوية الوطنية الفل سطينية لكن قبل ذلك ساأعر ض االأمور التالية: 1 حيثيات الحاجة إالى التفكير في اتجاه توافقي 2 بع ض المالحظات عن الهوية الفل سطينية وعالقتها بالهوية الوطنية الفل سطينية وكيف تدفع هذه العالقة في اتجاه التفكير التوافقي 3 بع ض ا أالفكار االأولية المتعلقة بمتطلبات الحل التوافقي وا ستراتيجيات العمل التي يتطلبها مثل هذا الحل. 1 التوافق بين الحل ال سيا سي واأ س س الهوية الوطنية الفل سطينية لو ط رح اأمام الفل سطيني الخيار بين حل يعك س ما سميناه في هذه الورقة قطب ''الت سوية التجزيئية'' اأي دولة فل سطينية في أاجزاء من ال ضفة والقطاع كنتيجة تفاو ضية ت ؤدي ب سبب نواق صها اإلى شرخ الهوية الوطنية الفل سطينية ب سبب التنازل عن حق العودة وتجزيء الوطن وال شعب الفل سطيني وما إاليه وبين موقف يعك سه ''القطب الثاني'' اأي االلتزام ب أا س س الهوية الوطنية الفل سطينية والبقاء حاليا من دون حل سيا سي لكان هناك حاجة اإلى نقا ش سيا سي متعمق و شفاف ب ساأن االأثمان ال سيا سية وا أالخالقية لكل واحد من هذه الخيارات ولكان ثمة حاجة اإلى العودة اإلى ال شعب الفل سطيني لمناق شتها. و إاذا كانت الخيارات وا ضحة للبع ض من ا ف أانا ال اأعتقد أانها خيارات سهلة لم ن يقبع تحت االحتالل اأو لم ن يق ضي حياته في مخيمات اللجوء. وعلى أاي حال فاإن االأمر لي س كذلك اإذ لي س هناك ما هو معرو ض لالختيار في المرحلة الحالية كما اأن االأمر لن ي عر ض ك أانه اختيار بين هذين القطبين. اإن افترا ضي فيما تبق ى من هذه المقالة هو اأن خيار القطب ا أالول لم يعد واقعيا ذلك باأن المنظومة الفكرية )Paradigm( التي اعتمدت حل الدولتين

10 016 مجلة الدرا سات الفل سطينية شتاء سقطت. فاإذا كان البع ض من ا لفت االنتباه منذ عقد ون صف عقد اإلى اأن الم ؤ شرات بداأت تدل على ف شل المنظومة الفكرية الحالية في اإعطاء اأجوبة للم سائل االأ سا سية ( أاو المع ضالت في حال ''البراديغمات'' العلمية( التي يفتر ض بحل الدولتين اأن يعطيها حلوال فاإن سقوط ''البراديغم'' ظهر بو ضوح عندما برز اإلى ال سطح المطلب ا إال سرائيلي باالعتراف ب إا سرائيل كدولة يهودية. و أانا اأرى اأن هذا المطلب ك شف ف شل هذا ''البراديغم'' ب شكل نهائي فف ضال عن عجز حل الدولتين عن اإعطاء حلول لمعظم ق ضايا الحل النهائي ومنها : الالجئون حق العودة وجميع ا أال سئلة المتعلقة به القد س الم ستعمرات والم ستوطنون وعالوة على الدمج الجغرافي واال ستراتيجي والنف سي أالجزاء من ال ضفة الغربية في إا سرائيل ف إان مطلب االعتراف ب إا سرائيل كدولة يهودية ك شف عن سبب عميق اآخر لل صعوبة الفائقة وربما ال ستحالة قبول إا سرائيل بقيام دولة فل سطينية قابلة للعي ش. وهذا المطلب ال يمثل موقفا تفاو ضيا تكتيكيا كما يعتقد البع ض و إانما يعك س خوفا اإ سرائيليا عميقا ال يمكن ل إال سرائيليين التعامل معه اإال بال سيطرة واليقظة والمواجهة والعنف. وهذا الخوف ينبع من اإدراك اإ سرائيلي هو في الواقع اإدراك الكولونيالي الذي سلب وطن شعب اآخر اأن الفل سطيني يعلم أان وطنه م سلوب. وبح سب هذا االإدراك فاإن الت سوية المعتمدة على حل دولتين من دون اإ ضفاء ال شرعية على الدولة اليهودية وحق ها في الوجود كدولة ال شعب اليهودي ربما ت ؤدي في أاو ضاع إاقليمية ودولية متعددة وفي أاو ضاع تختلف فيها موازين القوى إالى تغيير الموقف الفل سطيني ومحاولة ا سترداد الوطن الم سلوب. إان مع ضلة االإ سرائيلي هي أانه لن ي ستطيع الح صول على شرعية ال سلب و إازالة المخاوف و أانه إاذا لم يح صل على هذه الطم أانينة ف إانه لن ي ستطيع أان يقبل بدولة فل سطينية م ستقلة. ويتداخل هذا العامل الخوف النابع من الحالة الكولونيالية مع العوامل االأ خرى مثل ا ستمرار اال ستيطان وا أاليديولوجيا ال صهيونية ذاتها واعتياد سرقة االأر ض وجاذبية خيار التو سع كونه جزءا من الجوهر الكولونيالي و صعود ال صهيونية الدينية وانزياح المجتمع االإ سرائيلي اإلى اليمين وقوة الم ستوطنين كي يغلق الباب على حل الدولتين. وربما يكون من الخطاأ اأن يغلق الفل سطيني باب المفاو ضات حتى لو اأغلق باب الدولتين اإذ على الفل سطيني اأن يطور اال ستراتيجيات التفاو ضية واأن يعر ض مواقف متفق عليها فل سطينيا واأن يعمل على بناء مقومات القوة لدعم المواقف الفل سطينية لكن يجب اأن يكون م سار المفاو ضات م سارا واحدا بين عدة م سارات واأن يكون متجان سا معها من خالل ا ستراتيجيا فل سطينية للو صول إالى أاهداف سيا سية وا ضحة المعالم. اإال اإن ذلك يبقى مو ضوعا لنقا ش اآخر. و إاذا كان اإمكان الحل التفاو ضي التجزيئي قد و صل اإلى نهايته و إاذا كان الثمن الذي يدفعه ال شعب الفل سطيني في مقابل الجري وراء المفاو ضات هو ثمن باهظ ي دفع بعملة تجزئة الوطن الفل سطيني وال شعب الفل سطيني والتنازالت عن حقوق أا سا سية أاهمها حق العودة وال شرخ الممكن في الهوية الوطنية الفل سطينية والهوية الفل سطينية ذاتها فاإنه ربما يكون من المالئم العمل على تجنيد ال شعب الفل سطيني من أاجل صوغ ت صورات جديدة تتوافق مع وحدة ال شعب الفل سطيني ووطنه ومع هويته وجوهرها. وكما ذكرت سابقا ف إان ما يغيب عن القطب الذي يعتمد الهوية الوطنية الفل سطينية اأ سا سا لتفكيره ال سيا سي لي س هو بدائل للحل فقط بل ت صو ر كيف يمكن اأن يكون هناك م ستقبل لل شعب الفل سطيني في فل سطين ي ضمن له حقه االأول في العودة وفي تقرير الم صير ويركز على االإن سان وعلى ال شعب وعلى التحرر من االحتالل وعلى الكرامة والم ساواة ولي س بال ضرورة على مفهوم الدولة. ف إاذا كان فكر''الدولة'' الذي اأ طلق في سنة 1974 )وفي الواقع ز رعت بذوره في سنة 1968 مع فكر ''الدولة الواحدة''( هو الذي اأو صل ب شكل حتمي اإلى برنامج ''الدولتين ل شعبين'' و إاذا قبلنا اال ستنتاج أان حل الدولتين اأ ضحى حال غير واقعي ف إان ما علينا اليوم فعله هو توظيف

11 الهوية الوطنية الفل سطينية والحلول ال سيا سية مداخل 017 الطاقة الفكرية وال سيا سية في بناء براديغم جديد يتجاوب مع الت صور الجديد. 2 مالحظات عن الهوية الفل سطينية وعالقتها بالهوية الوطنية الفل سطينية اإن لب الهوية الفل سطينية يت شكل من التجربة الفل سطينية الجماعية الم شتركة. ومع أانه لي س في هذه المقولة أاي جديد اإال إان الجديد اإن كان في ا أالمر كذلك يكمن في تحليل مركبات التجربة الفل سطينية ذاتها وما ت ضيفه هذه المركبات اإلى الهوية الجماعية من طبقات ت شبه هويات عربية اأ خرى وطبقات اأ خرى تمي ز التجربة الفل سطينية. وبما اأن هذه الهوية تعتمد على التجربة الجماعية ف إانها ككل الهويات تتمتع بالدينامية والقدرة على التغيير والتكيف. وال ينفي هذا الت شديد على التجربة الجماعية الم شتركة االنتماء الجغرافي الم شترك إالى قطر ا سمه فل سطين بل بالعك س ف إان معالم التجربة الجماعية و أاهم مميزاتها ت شكلت ب سبب االنتماء الجغرافي اإلى الوطن الفل سطيني وما عاناه الفل سطينيون المنتمون إاليه منذ نهاية القرن التا سع ع شر. اأم ا العامل التاريخي فاأعطى الهوية ب عد ها العربي و أابعادها الثقافية االإ سالمية التي ت شترك فيها مع هويات عربية اأ خرى بينما اأعطى الموقع الجغرافي الهوية الفل سطينية بعدا م شرقيا. ومع اأن طبقات الهوية الجماعية الفل سطينية النابعة من االنتماء اإلى الوطن الفل سطيني قد ال تختلف في تركيبتها عن الهوية الجماعية لل شعوب العربية في اأقطار جغرافية اأ خرى مثل لبنان أاو سورية أاو م صر اإال اإن ا ستهداف الوطن الفل سطيني من جانب الم شروع ال صهيوني منذ نهاية القرن التا سع ع شر كوطن لل شعب اليهودي وفقدان الوطن الفل سطيني بالذات وت شريد ال شعب الفل سطيني وما تبعه من تجارب اأمور كلها تعم ق لدى الفل سطينيين أابعادا متميزة من التجربة تبني طبقات من الهوية تختلف بطبيعتها عن هويات عربية اأ خرى. وتختلط في التجربة الجماعية الفل سطينية طبقات م ستمدة من التاريخ الفل سطيني الحديث فقدان الوطن والمقاومة الم ستمرة وطبقات اأ خرى م ستمدة ربما أاكثر من هويات جماعية اأ خرى من حا ضر يتميز ب إاح سا س عميق بالغبن وبحالة من ''الموق ت'' )temporariness) وكذلك طبقات اأ خرى م ستمدة من ت صور م ستقبل عادل. ويقد م التاريخ الفل سطيني نف سه كانتماء اإلى وطن مفقود واإح سا س عميق بالفقدان لم يتحول اإلى هزيمة الأن المقاومة هي التجربة التي مي زت تعامل الفل سطيني مع الفقدان إاذ لوال المقاومة لت شكلت الهوية الفل سطينية كهوية جماعية منكوبة وم صدومة ومجزاأة ومحزنة ت ستحق ال شفقة مثل كل ضحية ذلك باأن المقاومة اأعطت الهوية عن صرا غي ر ب سبب مركزيته معاني العنا صر االأ خرى واأنقذ الهوية الجماعية من أان تطغى عليها هوية ال ضحية. ويقد م التاريخ الفل سطيني نف سه اأي ضا كاإح سا س بالغبن جماعي وعميق كان من الممكن اأن ي صيب هوية الفل سطيني في ال صميم وي ضيف اإليها مركبات من ال سخرية )cynicism( وقبول االأمر الواقع وقبول عالقات القوة ونتائجها وربما الهزيمة لوال أان الوعي الجماعي الفل سطيني ي ستح ضر العدل والمطالبة به واالإ صرار عليه. ولذلك فاإن العدل مثل المقاومة لديه الطاقة في تعريف عنا صر الهوية االأ خرى مثل ا إالح سا س العميق بالغبن وفي تحويل هذا االإح سا س اإلى تحد و أامل ودعم للتحرر والتحرير. وي ستدعي التاريخ ما ي ؤكده الحا ضر با ستمرار وهو ا إالدراك العميق اأن القوة والهيمنة تعمالن على طم س الحقيقة وتحريفها وتزويرها واأنهما عملتا على ت شويه مكانة الفل سطيني في العالم ور سمتا له صورة نمطية شوهت جوهر تجربته الجماعية. ويحمل هذا ا إالدراك طاقة لت شجيع الروؤية النقدية اإذ لو اعتمد الفل سطيني على تجربته لحق له الت ساوؤل عم ا ي عر ض ك أانه حقائق. واأن تكون وطنيا فل سطينيا معناه اأي ضا في كثير من ا أالحيان اأن تواجه الفكر المهيمن والم سيطر واأن تكون في كثير من الحاالت الع صرية في موقع الخيار بين اأن تكون ''ذاتك'' وبين اأن تتحدى الهيمنة واالتجاهات ال سائدة وتدفع

12 018 مجلة الدرا سات الفل سطينية شتاء الثمن باأ شكال متعددة منها اأن ت صبح خارج المكان و أان تتقن فن ال سخرية أاو أان تقبل وت ساير وتدفع ا أالثمان ومنها أان تغترب عن ذاتك وتتقن فن م ن يرق ص على الحبال اإلى اأن ي صبح هذا الرق ص جزءا منك. ولوال رف ض الهيمنة وااللتحام بالرواية والذي ي صبح بحد ذاته عملية مقاومة الغترب الفل سطيني عن ذاته ولو ضعت التجربة الفل سطينية ال شعب الفل سطيني في موقع تتكرر فيه الحاجة اإلى الخيار بين ال سيئ واالأقل سوءا أاو رف ض الخيارين معا. ويميز هذا الموقع مكانة المجموعة االأقل قوة في عالقات ال صراع اإذ لوال االلتزام بالم ستقبل العادل وبالمقاومة وبالتوق اإلى التحرر وتحقيق الحق وعدم قبول ا أالمر الواقع لخ سرت الهوية الفل سطينية العن صر الذي مكن ال شعب الفل سطيني من تحم ل آاثار النكبة واللجوء وال شتات واالحتالل والحكم الع سكري والعنف المبا شر والبنيوي والجرائم ضد ا إالن سانية ومن المحافظة على الرغم من ذلك كله على وحدة ال شعب الفل سطيني وعلى جوهر الهوية الوطنية الم شتركة. ولذلك فاإن الهوية الوطنية الفل سطينية الحالية التي لم تنحن أامام الفكر ال سيا سي الحالي أالنه لم ينجح في تحقيق برامجه هي التي حمت ال شعب الفل سطيني حتى اليوم من العواقب الممكنة لما تعر ض له وهي التي حمت إان سانيته و ساعدت بالمحافظة على كرامته وعلى أامله بالم ستقبل. وهكذا ف إان ما نحتاج اإليه هو ت صور لم شروع سيا سي يبني ويثبت م ت ن الهوية الوطنية الفل سطينية المقاومة وي شدد على الم ستقبل العادل والفكر الناقد والتحرر ووحدة ال شعب ويرف ض اإمالءات القوة والر ضوخ ل أالمر الواقع. 3 نحو م شروع سيا سي جديد حاولت في هذه المقالة اأن أابين باقت ضاب كيف اأن الم شروع ال سيا سي الذي اعتمد الدولة أاو صل الحركة الوطنية الفل سطينية اإلى الباب المو صد واإلى خطر ال شرخ في الهوية الوطنية الفل سطينية وتهديد أاهم مركباتها ال صحية. وكما ذكرت سابقا فاإن الهوية الوطنية الفل سطينية نجحت في المحافظة على ذاتها الأن هذا الم شروع لم يكن في اأي وقت من ا أالوقات واقعيا. و إاذا كان براديغم حل الدولتين قد سقط فيجب اأن ي صبح وا ضحا لنا أانه لن تقوم للفل سطينيين دولة في فل سطين نتيجة ''عملية ال سالم'' الحالية وهذا ا ستنتاج في غاية الخطورة وي ستحق النقا ش الم ستفي ض قبل القبول به اإال اإن الو ضع الفل سطيني نف سه في غاية الخطورة وحالة ال صراع مع إا سرائيل تبدو حاليا من دون اآفاق للحل. وما أاود اأن أاقترحه في هذه المقالة هو بدء التفكير في م شروع ي ضع ا إالن سان الفل سطيني ال الدولة في المركز االأمر الذي يعني عودة الم شروع الفل سطيني إالى االعتماد على الهوية الوطنية الفل سطينية أالنها هي التي ت ر ش د الم شروع الذي ي ضع في مركز اأهدافه االإن سان الفل سطيني وحق ه في العي ش الحر في وطنه وفي تقرير الم صير. لذلك وكي يتوافق الم شروع مع الهوية الوطنية الفل سطينية فاإن عليه اأن ي ضع ن صب عينيه الحل العادل اأي العودة اإلى الوطن الفل سطيني والعي ش بكرامة وبحقوق جماعية ت ضمن حق تقرير الم صير في فل سطين حتى لو لم يعن ذلك قيام ''دولة شعب '' فل سطينية كما أان عليه اأن يعيد تعريف حق تقرير الم صير بحيث يتمحور حول االإن سان الفل سطيني نف سه. فما يريده االإن سان الفل سطيني هو العودة والتخل ص من االحتالل وهو اأي ضا الحرية والديمقراطية والم ساواة في وطنه و صيغة ''دولة شعب'' لي ست بال ضرورة هي الو سيلة المالئمة لتحقيق هذه ا أالهداف. وتتجاوب هذه ا أالهداف مع الفقدان والغبن التاريخي والمقاومة والعدل ووحدة ال شعب ووحدة الوطن. اإن االأمر المركزي الذي أاود اأن أاطرحه في هذا الجزء من المقالة هو ا ستبدال فكر الدولة بفكر الوطن وبفكر يتمركز حول ا إالن سان وحق ه في العي ش الكريم والحر في وطنه االأمر الذي يعني االعتماد على عنا صر الهوية الوطنية الفل سطينية في الم شروع الم ستقبلي. لكن م شروعا كهذا ال يمكنه اأن ي ستمر من حيث و صلت ال سلطة الفل سطينية الأنه يعتمد منظومة فكرية بديلة وا ستراتيجيات عمل بديلة فهو ال يعمل

13 الهوية الوطنية الفل سطينية والحلول ال سيا سية مداخل 019 بوا سطة مقارعة ال صهيونية من اأجل الو صول معها اإلى حل و سط تقوم بموجبه دولة فل سطينية ودولة يهودية و إانما يعمل من اأجل التخل ص من ال صهيونية بعر ض بديل فكري إان ساني هو النقي ض التام لل صهيونية. و إاذا كانت ال صهيونية تعتمد االإق صاء والدولة اليهودية الخال صة فاإن م شروع الوطن الم شترك يعتمد الم شاركة والت ضمين )inclusion( و إاذا كانت ال صهيونية تعتمد اال ستعالء واالمتيازات اليهودية فاإن ذاك الم شروع يعتمد الم ساواة التامة و إاذا كانت تعتمد التجان س )homogeneity( فذاك الم شروع يعتمد التعددية واإذا كانت تقوم على ا إالنكار إانكار ا آالخر وتاريخه ووجوده وح ضارته ف إان ذلك الم شروع يعتمد على ا إالقرار ا إالقرار بحق اليهودي االإ سرائيلي )ولي س اليهودي( في تقرير الم صير ب شكل يتم التفاو ض ب س أانه من اأجل حفظ حق الفل سطيني في وطنه وفي العودة وفي تقرير م صيره هو. و إاذا لم يكن هناك خالف على حق ال شعوب في تقرير م صيرها فقد صار مقبوال اأي ضا اأن شكل تقرير الم صير يتحدد بحيث ال يكون على ح ساب شعوب اأ خرى. كذلك فاإن التعبير عن حق تقرير الم صير ياأخذ اأ شكاال متعددة و صيغة ''دولة شعب'' لي ست اإال شكال واحدا فقط تجب مراجعة مالءمته للحالة الفل سطينية أالنه كما ذ كر سابقا ال يحقق الحقوق الوطنية ا أال سا سية. فعلى حق تقرير الم صير في الوطن اأن ي عطي الالجئين الفل سطينيين حق عودتهم إالى وطنهم والعي ش فيه وحق تقرير نظام حكمهم وا ستقاللهم بحيث يعطي جميع الفل سطينيين وجميع اليهود االإ سرائيليين حقوقا جماعية تجمعهم في اإطار يتم التفاو ض ب س أانه بين المجموعتين. واأخيرا ولي س اآخرا إاذا كان العنف وا ستعماله هما الطرف االآخر للعملة ال صهيونية فاإن هذا الم شروع يعتمد المقاومة ال شعبية بجميع اأ ساليبها الممكنة وبذلك ف إانه ي ستح ضر المقاومة كاأحد مركبات الهوية الوطنية وك إاحدى ا ستراتيجيات الم شروع الرئي سية. اإال اإن العودة اإلى فل سطين لن تكون إالى ما كانت واإنما إالى ما هي وما ستكون وال يمكن البدء بالتفكير في مثل هذا الم شروع من دون التعامل مع اليهودي ا إال سرائيلي وبناء الت صور لمكانته والعالقة بين الفل سطيني واليهودي االإ سرائيلي. اإن العودة إالى الوطن والتعامل مع اليهودي ا إال سرائيلي وقبول شرعية وجوده في فل سطين ال شرعية المكت سبة ولي س ال شرعية االأ صلية التي يطالب بها الم شروع ال صهيوني هي الثمن الباهظ الذي سي صعب على الفل سطيني دفعه. إانه الثمن الذي يقود كثيرين إالى تجنبه عن طريق قبول حل الدولة الفل سطينية التجزيئية والتنازالت التي تتطلبها من اأجل اأن يكون الفل سطيني سيدا في دولته. لكن الم شروع البديل هو اأن يكون الفل سطيني سيدا في وطنه ي شارك فيه مجموعة اأ خرى من ا أال سياد في الوطن تعي ش فيه بم ساواة جماعية تامة. اإن ثمن اأن يعود ال شعب الفل سطيني اإلى وطنه و أان يعود اإلى وحدة ال شعب ووحدة الوطن هو إاعادة تعريف حق تقرير الم صير بما يتناغم مع ذلك. n