امللخص جملة دراسات يف الل غة العربية وآداهبا نصف سنوي ة حم كمة العدد السادس الطباق التضاد املماثلة أو املقابلة هي و العشرون خريف وشتاء 1396 ه. ش/ 2018

النسخ

1 امللخص جملة دراسات يف الل غة العربية وآداهبا نصف سنوي ة حم كمة العدد السادس الطباق التضاد املماثلة أو املقابلة هي و العشرون خريف وشتاء 1396 ه. ش/ 2018 م صص نظرة جدیدة إلی أسلوب الطباق يف القرآن الكرمی )دراسة آركيولوجية حول املطابقة يف املعرفة القرآنية( املفاهيم اليت ت طلق يف ** رضا حمم دي * حممد جعفر أصغري علم البالغة العربية علی ضرب من الفن البديعي الذی جیعل األلفاظ يف نقطتنی مقابلتنی ك: النور والظلمات الليل والنهار األول واآلخر الظاهر والباطن وإخل. وك ل من منظار اآلركيولوجية ن حنن نقرتب من املوضوع بطريقة ختتلف متاما عن التعاريف املتداولة وندرسه الفهم البشري. أي املعرفية مفهوم الطباق أو الثنوي ة يشكل أساس الفهم عند البشر غريب منهكان أو الشرقيكما جند هذا األسلوبكثریا يف القرآن الكرمی. أنواع الطباقات اليت میكن أن نستخرجها من القرآن الكرمی هي: الطباق املتعادل املرتادف واملتوح د. الطباق التعاديل مبعنی أن وجود أحد طريف الطباق ضروري لوجود الطرف اآلخر كما أن ه يف الطباق التوحيدي ال الطباق. أم ا الطباق التوحيدي فيعين أن يكون بنی طريف الطباق عالقة شبه ترادف. جیوز اجتماع طريف النتائج التی اهتدت اليها املقالة تبنی أن أساس اجملتمع يف احلضارة الغربي ة يبين علی الثنو ی ت اليت ن سم يها من وجهة النظر القرآن الكرمی ابلثنو ی ت املتعادلة كما هو احلال يف احلضارية الشرقي ة حيث جنده عند»ينی وينغ«الصيين. أم ا يف الفكر القرآين ف ساس الفهم ي بين علی الثنو ی ت التوحيدي ة. كلمات مفتاحی ة: القرآن الكرمی علم البالغة الطباق التوحيد. * - أستاذ مساعد يف قسم اللغة العربي ة وآداهبا جبامعة «يلو عصر)عج(«- رفسنجان إيران. )الكاتب املسؤول ) r.mohammadi@vru.ac.ir - ** أستاذ مساعد يف قسم اللغة العربي ة و آداهبا جبامعة «يلو عصر)عج(«- رفسنجان إيران. اتريخ الوصول: 1395/01/30 ه.ش= 2016/04/18 م اتريخ القبول: 1395/09/22 ه.ش= 2016/12/12 م

2 84 نظرة جدیدة إلی أسلوب الطباق يف القرآن الكرمی - رضا حممدي وحممد جعفر أصغري املقدمة مس لة التضاد والطباق يف علوم اللغة العربي ة والقرآني ة هي إحدی املباحث املطروحة يف البالغة العربي ة. هذا املبحث يندرج حتت موضوع الصناعات اللفظي ة يف علم البديع وي ع د بعض علماء البالغة العربي ة هذه الصناعات دليال علی إعجاز القرآن. أم ا حنن يف هذه الدراسة فننظر إلی مس لة الطباق أو الثنوي ة نظرة إسرتاجتية. ي والسياسة أو فرويد بناء علی هذه الرؤية حنن ابعتباران م وح دين م عتقدين اب لل الواحد القه ار ال أنفسنا ابملو حدين إال أن نعتقد ابلتوحيد يف نيتشه میك ن لنا أن نسم كل مظاهر احلياة سواء يف االجتماع واال قتصاد السيكولوجية واآلر كيولوجية بوصفنا موح دين نعتقد أحياان ابلعلوم التشريكي ة عند أمثال والعلماء اآلخرين الذين تبتين احلضارة الغربي ة علی أساس آرائهم. بناء علی ما ذ كر حنن مشركون لذلك جیب علينا إزاحة أستار االلتقاط عن وجه الدين متم سكنی ابإلسالم املبين علی التوحيد. البحث سوال : ما هو أساس الفهم يف املعرفة القرآني ة أما الفرضیة اليت يقوم عليها البحث فهي أ ن أساس املعرفة اآلركيولوجية يف القرآن الكرمی مبين علی عدم الشرك اب لل وعلی الثنو ی ت التوحيدي ة يف كل األبعاد للمجتمع اإلسالمي الراقي ال ما أ س س عليه يف احلضارة الغربية من الثنو یت التعادلية. سابقة البحث: نوقش موضوع الطباق والتضاد من قبل املعنينی بشؤون اللغة والبالغة غری أن ه -طبقا ملا إهتدى إليه الباحثون- قد ابت واضحا أن هذه النظرة جديدة تفتح آفاقا جديدة أمام الباحثنی والدارسنی فلم ي هتم هبذا املوضوع إال أ ن هناك دراسات هلا صلة مع ما ي راد يف البحث القائم ال ختلو إشاراتنا إلی بعضها من جدوی منها: - الطباق ومكانته يف البالغة العربیة علی ضوء الشواهد القرآنیة بقلم سيدة رحيانة مریلوحي سيد رضا سليمان زاده جنفي عبد الغين إيرواين زاده حممد خاقاين فصلي ة اللسان املبنی )حبوث يف األدب العاشر شتاء الرابعة العدد العريب( السنة 1391 ص جامعة اإلمام اخلميين الدولية بقزوين. هتتم هذه املقالة بتبينی املوقع احلقيقي من الطباق و جتلية أثره يف البيان وتوظيفه يف النصوص كتابة وخطابة مستشهدة بشواهد من القرآن الك رمی يف أمهية الطباق وأثره يف البيان. ومن النتائج اهلامة اليت توصلت هلا املقالة أ ن الطباق أقرب إلی الكتابة منه إلی اإلفادة من داللة االلتزام ابلنسبة لباقي مباحث البيان ويفارقها أن الكناية تستخدم هذه األدلة لبيان املعنی اجملازي والطباق يوظفها لتداعي املعاين. فكما يبدو مم ا تقدم تتمايز هذه املقالة عن مقالتنا موضوعا ومنهجا ونتيجة.

3 85 جملة دراسات يف الل غة العربية وآداهبا السنة الثامنة العدد السادس والعشرون - املفارقة جملة )البارادوكس( منبتها وسابقتها يف البالغة العربیة بقلم غالمرضا کرمیی فرد فرزانه مهرگان اجلمعية العلمية اإليرانية ص لقد قام ا كل للغة العربية وآداهبا صيف 1390 اجملل د السابع العدد التاسع عشر اتبان يف هذه املقالة بدراسة املفارقة و بواعثها وسابقتها التارخيية كما ذكرا أنواعا من صورها املستخدمة يف األدبنی العريب والفارسي والقرآن ا رمیلك م ش ریين إلی فوائدها ا كل مالية وجهاهتا اجلمالية. أما ما اهتدا إليه ا كل اتبان من نتائج في شری إلی أن اجلماليات الناجتة عن املفاهيم املفارقية واالهبام التعينی إلی تؤد ي ذاتية ميزة هي املفارقة أ ن إلی اتبان ا كل يهتدي ذ ك ل عن واالجیاز.فضال ل كل الم. فطبقا هلذا ال ينحصر يف الشعر واألدب. أما أهم ما میيز املقالة احلاضرة فهو أ ن ا تصب جل مه ها يف الطباق التوحيدي ابسطة القول فيه إذ إ ن أساس الفهم القرآين يبتين ع يل الطباق التوحيدي ابعتباره ابنيا جمتمعا حضار ی علی أساس القرآن. هذه الدراسة هتدف إلی تقدمی نظرة جديدة إلی الطباق والتضاد يف القرآن حيث يبنی اجملتمع علی أساس الطباق التوحيدي. بالغة اللغة العربية تركيزا علی أم ا أمهیة البحث فتعود إلی نظرته اجلديدة إلی قضية الطباق والتضاد يف العلوم البالغية إذ إن نظرة املؤلف جديدة كل اجلدة حيث نظر إلی هذه القضية من منظار إسرتاتيجی. فهذه النظرة تثبت اجلانب البالغي واإلعجازي للقرآن الكرمی أكثر ف كثر واملؤل فان ينتهجان املنهج التحليلي-التوصيفي يف هذه متناولنی املقالة الطباقات املفهومي ة يف القرآن الكرمی منها الطباق التعاديل الطباق الرتاديف والطباق التوحيدي حيث تبنی النتائج أن أساس الفهم يف القرآن الكرمی مبين علی أساس الطباق التوحيدي. اآلر كیولوجیة املعرفیة ي قصد ابآلركيولوجية فهم ضرب من املعرفة البشرية حي ث ط رح ما يقرب من هذه اآلركيولوجية علی بساط البحث من قبل ن أ»ميشل فوكو«فتطرق إلی آركيولوجية فهم العلم وأم ا ما يتبعه فی هذه القضية فهو»األفكار واآلراء البشرية مبنية علی عالقات السلطة والعلم حيث يتبدل البشر عربها إلی موضوع عيين«. 1 فبناء علی هذا حن اول فی هذه املقالة دراسة موضوع الطباق يف القرآن و ذلك عرب العودة إلی ما تلقاه البشر سابقا عن قضية الطباق يف الشرق و الغرب وكذ كل أتباع القرآن الك رمی ابعتبارهم أمة وسطا. حسنی کجو ین - 1 فوکو وآر کیولوجیة الفهم ص 25.

4 و 2 86 نظرة جدیدة إلی أسلوب الطباق يف القرآن الكرمی - رضا حممدي وحممد جعفر أصغري اإلتیمولوجیة املفهومیة كما أشران اآل ركيولوجية املسائل الفلسفية بواسطة الغور يف أعماق التاريخ«. 1 املعرفية من منظار الفالسفه أمثال ميشل فوكو:»تسعی إلی اإلجابة عن يف احلقيقة أن اآل ركيولوجية املعرفية يف الف ن ك ان أم الدين يف العلم أو هي إتيمولوجية كل هذه املفاهيم هبدف الوصول إلی الفهم الدقيق. فدراستنا هذه هي نوع من اآل ركيولوجية املعرفية حول مفهوم الثنوي ة والطباق من منظر اللغة العربي ة وعلم البالغة العربي ة. اخلطوة األولی يف هذا اجملال هي النظر إلی أصل مفهوم الطباق ودراسته من حيث اإلتيمولوجية كمرحلة مهم ة من املراحل األربعة للبحث العلمي وهي: 1 -املرحلة االتيمولوجي ة 2- املرحلة الرتمينولوجي ة -3 املرحلة املتدلوجي ة 4- املرحلة اإلپيدميولوجي ة. ابدي األمر نتم مبا جاء يف املعاجم اللغوية من معان هلذه الكلمة.»ط ب ق : الط ب ق غطاء كل شيء واجلمع أط باق وقد أط ب ق ه وط ب ق ها ن ط ب ق وت ط ب ق : غ ط اه وجعله م ط ب قا ومنه قوهلم: لو ت ط ب ق ت السماء على األ رض ما فعلت كذا ويف احلديث ح جاب ه الن ور لو ك ش ف ط ب ق ه ل ح ر قت س بحات و جه ه كل شيء أد ركه كل شيء: ما ساواه واجلمع أط با ق وقوله: ول ي لة ذات بصر ه الط ب ق : كل غطاء الزم على الشيء وط ب ق ج هام أط باق معناه أ ن بعض ه ط ب ق لبعض أي م ساو له و ج ع أل نه عين اجلنس وقد جیوز أن يكون من نعت الليلة أي بعض ظ ل م ها م ساو لبعض فيكون الشيئ ان: تساو ی كج ب ة أخ الق وحنوها وقد طاب ق ه مطاب قة وط باقا وت طاب ق و املطاب قة : املواف قة والت طاب ق: اإلتفاق وطاب ق ت بنی الشيئنی إذا جعلتهما على ح ذ و واحد وأ لزقتهما وهذا الشيء و ف ق هذا وو فاق ه وط باق ه وطاب ق ه وط ب ق ه وط ب يق ه وم ط ب ق هو قال ب ه وقال ب ه مبعىن واحد وطاب ق بنی قميصنی ل ب س أ حدمها على اآلخر والسموا ت الط باق : س يت بذلك ملطاب قة بعضها بعضا أ ي بعضها فوق بعض وقيل: أل ن بعض ها م ط ب ق على بعض وقيل: الط باق مصدر طوبق ت ط باقا ويف التنزيل: أ مل ت ر و ا كيف خلق هللا س ب ع س وات ط باقا السموات ط با ق أي بعضها فوق بعض وط باق األرض: ما عالها ومطر ط ب ق أي عا م. قال الشاعر: دمی ة ه ط الء فيها و ط ف ط ب ق األرض حت ر ى وت د ر والط ب ق : احلا ل ومنه قوله تعاىل: ل رت ك ب ط ب قا عن ط ب ق أي حاال عن حال يوم القيامة« املرجع نفسه ص 28. إ- بن منظور لسان العرب مادة ط ب ق. 3- إ ساعيل اجلوهري الصحاح يف اللغة مادة ط ب ق.

5 ( أل)ا ( و 1 87 جملة دراسات يف الل غة العربية وآداهبا السنة الثامنة العدد السادس والعشرون الرتمینولوجیة املفهومیة: الرتمينولوجی مبعنی معرفة املصطلح إذ نتدارس مصطلح الطباق من منظار العلوم البالغية. واصطالحا يف البالغة العربي ة هو:»اجلمع بنی لفظنی مقابلنی يف املعنی ا سنیكان حنو: هو األو ل واآلخر والظاهر حلا) والباطن ديد/ 3 ( فعلنیكان حنو و أن ه هو أضحك وأبكی و أن ه أمات وأحيا )النجم/ 44 ( أو بنی احلرفنی حنو و هلن مثل الذي عليهن ابملعروف )البقرة/ 228(. الطباق نوعان: حقيقي وجمازي والثاين يسم ی التكافؤ و كل منها إم ا لفظي أو معنوي وإ ما طباق إجیاب أو سلب. ومن أمثلة اجملازي: أ و م ن ل ي س ب ار ج م ن ها كذ كل ز ي ن يف الظ ل ما ت كا ن م ي تا ف ح ي ي ناه و ج ع ل نا ل ه ن ورا می شي ب ه يف الن ا س كم ن م ث ل ه ل ك ل اف ري ن ما كان وا ي ع م ل و ن نعام/ 122 أي ضاال فهديناه. ومن أمثلة طباق السلب: تعلم ما يف نفسي وال أعلم م ا يف نفسك )املائدة/ 116 ( ومن أمثلة املعنوي ق ال وا م ا أ نت م إ ال ب ش ر م ث ل ن ا و م ا أ نز ل الر ح ن م ن ش ي ء إ ن أ نت م إ ال ت ك ذ ب ون ق ال وا ر ب ن ا ي ع ل م إ ان إ ل ي ك م ل م ر س ل و ن )يس/ ( معناه: رب نا يعلم إان لصادقون. أيضا مثل اآلية املباركة: ال ذ ي ج ع ل ل ك م األ ر ض ف ر اشا و الس م اء ب ن اء و أ نز ل م ن الس م اء م اء ف خ ر ج ب ه م ن الث م ر ات ر ز قا لك م ف ال جت ع ل وا لل أ ند ادا و أ نت م ت ع ل م ون )البقرة/ 22 ( قال أبو علي الفارسي: ملا كان البناء رفعا للمبين قوبل ابلفراش الذي هو علی خالف البناءمنه نوع ي سم ی الطباق اخلفي كقوله تعاىل: مم ا خ ط يئ اهت م أ غ ر ق وا ف د خ ل وا ان ر ا ف ل م جی د وا هل م م ن د ون الل أ نص ار ا )نوح/ 25 ( ألن الغرق من صفات املاء فك نه جع بنی املاء يف النار وقال ابن منقذ وهي أخفى مطابقة يف القرآن ومنه قوله تعاىل: الذي ج ع ل ل كم م ن الش ج ر األ خ ض ر انرا ف إ ذا أ ن ت م م ن ه ت وق د و ن )يس/ 80 ( فك نه جع بنی األخضر واألحر وهذا أيضا فيه تدبيج بديعي ومنه و ل ك م يف ال ق ص اص ح ي اة ی أ ويل األ ل ب اب ل ع ل ك م ت ت ق ون )البقرة/ 179( ألن معىن القصاص القتل فصار القتل سبب احلياة. قال ابن املعتز وهذا من أملح الطباق وأخفاه وقوله تعاىل يف الزخرف و إذ ا ب ش ر أ ح د ه م مب ا ض ر ب ل لر ح ن م ث ال ظ ل و ج ه ه م س و د ا و ه و كظ ي م )زخرف/ 17 ألن ظل ال تستعمل إال نارا فإذا ملح مع ذكر السواد ك نه طباق يذكر البياض مع السواد«. 2 بعد هذه اإلشارة املبسوطة إلی هاتنی املرحلتنی أي اإلتيمولوجية والرتمينولوجية نبحث عن جذور مفهوم الطباق واملعنی االصطالحي منه يف البالغة العربي ة م شریين يف املرحلة املتدولوجية إلی كيفية استعماالت مفهوم الطباق يف األوساط العلمي ة والسياسي ة واالجتماعي ة كما الثنوي ة والطباق يف الفكر الشرقي والغريب مع البحث والدراسة حولكل منهما. نسلط األضواء علی مفهوم 1 -جالل الدين السيوطي اإلتقان يف علوم القرآن ص بدر الدين الزكشي ر الربهان يف علوم القرآن ص

6 88 نظرة جدیدة إلی أسلوب الطباق يف القرآن الكرمی - رضا حممدي وحممد جعفر أصغري املتدولوجیة املفهومیة: الذي املتدولوجية مبعنی معرفة املناهج فانطالقا من هذا األمر وعلی أساس خطوة يف هذا البحث نتناول املنهج املت بع واملستخدم ملفهوم الطباق يف األحباث العلمية. أساس املعرفة يف الشرق ويف البالد الشرقي ةكالصنی والياابن مبين علی الثنوي ة مبعنی أن ه بنی الص فر وامل ة حد الوسط واإلنسان جیب أن يتخذ احلد الوسط بنی الصفر واملائة. علی سبيل املثال:»مفهوم الشجاعة احلد األدنی له اجل ب واحلد األعلی له مفهوم التهو ر كما أن مفهوم احلكمة احلد األدنی له هي البالهة واحلد األعلی هو املكر«. 1 أم ا اإلنسان فيجب عليه أن حيتفظ ابلتعادل والتوازن بنی األمور. علی هذا األساس يعتقد البشر الشرقی بينی وينغ. 2 مبعنی أن اخلری والشر كالمها ضرور ی ن للحياة البشري ة علی السواء وكل منهما يكتمل ابآلخر حيث يكتسب كل واحد منهما معناه بواسطة وجود طرف اآلخر كما أن الليل اليعين دون النهار الشمس المعنی هلا دون قمر والرجل ال معنی له إال مع املرأة فاخلری المعنی له بدون الشر واإلنسان الكامل هو يعمل علی تربي ة وتقوي ة العناصر املتضاد ة يف وجوده علی السوي ة. كما أ ن»ماين موس س الثنوي ة الذي يراه البعض رسوال يعتقد أبن يف العامل مظاهر اخلری والشر علی السواء«. 3 هذا النوع من الطباق مبين علی إجیاد التعادل واملوازنة بنی األمور يف مناسبات احلياة وكما أ شری إليه اخلری و الش ر ك المها ضرور ین ل إلنسان علی السواء. هذه الرؤية تقرتب من نظرة أرسطو ألتی تعترب اإلعتدال أصيال مبعنی أن ه يرفض اإلفراط والتفريط ويتمس ك ابإلعتدال أم ا املعرفة الشرقي ة فتقوم علی قبول اإلفراط والتفريط واجلمع بينهما حيث أن أرسطو اليقبل اجلمع بينهما ويعتقد برفضهما واألخذ ابحلد الوسط. وصوال إلی فهم عميق نرسم هاتنی الفكرتنی:»ينی وينغی وأرسطوئي«لكي نستطيع أننصل إلی قبول املفارقة بنی الرؤيتنی.كما أشران من قبل الفهم الييين واليانغي أ س س علی قبول احلد األعلی واألدنی علی السوي ة والفهم األرسطويي أس س علی اإلطاحة ابحلد األعلی واألدنی واألخذ ابحلد املتوسط: )الشكل 1 - مدل أرسطویي( 1 -صالح النی سلجوقي أخالق نكوماخوس ص طارة الي نی ينغ أليت ترمز إىل متايز الطاقة األولية للكون إىل قطبنی: سالب وموجب هي: أشرف بروجردي التوحید نشوء وارتقاء ص 43.

7 89 جملة دراسات يف الل غة العربية وآداهبا السنة الثامنة العدد السادس والعشرون للمزيد من االطالع علی هذا املوضوع إبمكان الباحثنی املراجعة إلی كتاب أرسطو حتت عنوان»أخالق نكوماخوسي«هذا النوع من الطباق نسم يه يف املعرفة القرآني ة ابلطباق التعاديل أو املطابقة املتعادلة وسنبحث عنها يف الصفحات اآلتية. هذا ابلنسبة إلی املعرفة الشرقي ة أم ا أساس املعرفة والفكر عند البشر الغريب ف م بين علی التثليث كما أن الوجود له ثالثة أصول هي: اللغة العدد والعنصر املادي ويعتقد املسيحي ون ابألغامن الثالثة هي: األب اإلبن وروح الق د س. هذه املعرفة التثليثي ة أصبحت أساس العلوم الغربي ة وت بين السيكولوجية عند أمثال فرويد علی إيد سنتز وآنيت تز يف املناسبات الد یلكت كي ابكرت ی وسوبر إيگو وإيگو أم ا هگل يعتقد ب تز ية واملعرفة الثالثة عند داروين وعلماء علم اخللقة تنقسم إلی إركيا و كيو اريوات.بعد هذه التفاصيل نعود إلی البحث األصلي حول مفهوم الطباق يف الفكر القرآين ونشری هنا إلی نوع من الطباق املشهور ابلطباق التوحيدي أو املطابقة التوحيدي ة. ي بين أساس هذا النوع من الطباق علی حذف جانب الباطل والتمس ك ابلطرف احلق. حنن بوصفنا ابحثنی يف جمال العلوم اإلنساني ة اليت ن ريد أن ن زيل غ بار اإللتقاط عنها جیب أن جنعل هذا األساس نصب أعيننا إبتغاء تدوين العلوم اإلنساني ة حسب تعليمات القرآن الكرمی. فعلينا كموح دين أن نتم سك بطرف املتعايل وأن نضع طرف الباطل جانبا. الل تعالی ي شری إلی هذا املضمون قائال: ك نت م خ ری أ م ة أ خ ر ج ت ل لن اس ت م ر ون و أ ك ث ر ه م اب ل م ع ر وف و ت ن ه و ن ع ن ال م نك ر و ت ؤ م ن ون إب لل و ل و آم ن أ ه ل ال ك ت اب ل ك ان خ ری ا هل م م ن ه م ال م ؤ م ن ون ال ف اس ق ون )آلعمران/ 110 ( الطباق واملماثلة بنی مفهومي املعروف واملنكر فال میكن اإلجتماع بينهما. اآل یت اليت تشری إلی هذا النوع من الطباق كثریة يف القرآن الكرمی كما أن االجتماع بنی مفهومي أحلق والباطل حمال يف اآلية املباركة: و ق ل ج اء أحل ق و ز ه ق ال ب اط ل إ ن ال ب اط ل ك ان ز ه وق ا سراء/ 81 ( إلا) نسم ي هذه املعرفة يف مواجهة املعرفة الشرقي ة املبني ة علی الثنوي ة واملعرفة الغربي ة املبني ة علی التثليث املعرفة التوحيدي ة أو التسليمي ة فعلی هذا املبنی أساس الفهم يف القرآن الكرمی علی التوحيد وعدم الشرك ابهلل الواحد ومبادي العلوم املختلفة من الفلسفة وعلم النفس وعلم اإلجتماع وعلم الطب وكلها جیب أن ت رت سم علی هذا املبنی. الت م ل يف القرآن الكرمی جیعلنا أمام نوع اثلث من الطباق نسمي ه الطباق املرتادف أو املماثلة املرتادفة. علی سبيل املثال مفهوم العقل والل ب بينهما الطباق الرتاديف ولو أ ن ما من حيث الظاهر مرتادفان وحننكباحثنی إيرانينی يف فرع اللغة العربي ة وآداهبا نقرأ القرآن الكرمی ابلعربية ونفهمه فهما فارسيا فيجب علينا أن جنعل هذا املبنی نصب أعيننا و نتم به يف تر جة القرآن.

8 90 نظرة جدیدة إلی أسلوب الطباق يف القرآن الكرمی - رضا حممدي وحممد جعفر أصغري ا كل الطباقات املفهومیة يف القرآن رمی ا كل الطباقات اليت میكن أن نشری إليها يف القرآن كثریة: الطباق بنی الذ كر والفكر اخليال والوهم الف طرة واخل لقة الفؤاد والقلب العصر والدهر اإلنسان والبشر اجلعل واخللق و... ف سلوب الطباق يف القرآن رمی میكن أن ن قس مه إلی ثالثة انواع: التعاديل التوحيدي والرتاديف. أم ا النكتة املهمة هنا فهي أ ن الطباق التعاديل والطباق الرتاديف طريقتان للوصول إلی الطباق التوحيدي. بعبارة أدق أساس املعرفة يف القرآن علی الفهم التوحيدي. فكرة الطباقات اليت يرتسم علينا القرآن الكرمی هلا ثالثة غطاءآت وجیب علی كل مو حد أن يصل إلی الغطاء املر كزي فهناك يتمكن له أن يری التوحيد أو بعبارة دقيقة ي ظه ر التوحيد نفسه عليه ويدرك النحو التايل: النظام املنسجم املسيطر علی الكون. لسهولة الفهم نرسم كرة الطباقات القرآني ة علی )الشكل 2 - الطباقات القرآنیة( كما يبدو من الصورة هناك وتقع يف حقل السميولوجي ة عاملا فيه أنواع املنكرات مثل الشر واخلبث. ثالثة غشاءات الغشاء املركزية اليت تشتمل علی الطباقات التوحيدي ة مبعنی أ ن ا من عمل الذهن البشري فالبشر بواسطة الذهن وعرب اللغة خيلق اختيار كل هذه املفاهيم يف مركز الدائرة بيد اإلنسان وهنا يظهر فرق اإلنسان وسائر املخلوقات أم ا الغشاء املر كزية اليت اختصناها ابلثنائي ات املرتادفة فتقع أيضا يف حقل علم اللغة والسيميولوجي ة.كما تقدم احلديث عنه عند االهتمام مبوضوع تر جة القرآن الكرمی. الغشاء السطحية اليت جعلنا الطباقات التعديلي ة ضمنها فتقع يف احلقل الكا سولوجي حيث إ نا من خملوقات أو جمعوالت هللا تعالی والبشر جمبورون يف قبوهلا أو عدم قبوهلا فاإلنسان غری خمتار يف تعنی جنسي ته أو هو

9 91 جملة دراسات يف الل غة العربية وآداهبا السنة الثامنة العدد السادس والعشرون جمبور يف أن يكون حتت تثری الشمس والقمر وسائر األجرام السماوي ة. هنا نشری إلی التقسيمات الثالثة علی الطباق القرآين مع البحث والدراسة واستخراج اآل یت املربوطة حولكل منها: الطباق التعاديل الطباق األول الذي میكن أن نستخرج من القرآن هو املطابقة املتعادلة مبعنی أن وجود أحد الطرفنی ضروري لوجود الطرف األخر واإلنسان غری خمتار يف قبوله أو عدم قبوله حيث يقع يف حقل اخللق أو اجلعل. اآل یت املباركة اليت يشری هللا تعالی فيها إلی هذه املفاهيمكثریة يف القرآن ن شری إلی بعض منها مع الدراسة والبحث حول كل من اآل یت. اآلية األولی هي اليت ي ستند عليها يف كتب البالغي ة العربي ة حتت امله مة األ م ر و ق ض ي املباحث كاإلستعارة هي: و ق يل ی أ ر ض أب ل ع ي م اء ك و ی س اء أ ق ل ع ي و غ ي ض ال م اء نی )هود/ 44 ( يف اآلية املباركة الطباق بنی األرض و إس ت و ت ع ل ى اجل ود ي و ق يل ب ع د ا ل ل ق و م الظ ال م والسماء هو الطباق التعاديل وهذا ما يسمي ه التفتازانی بشبه تضا د حيث يقول:»شبه تضاد كالسماء واألرض يف احملسوسات فإ نما وجو ین أحدمها يف غاية االرتفاع واآلخر فب غاية اإلحنطاط وهذا معنی شبه تضاد وليسا متضاد ين لعدم تواردمها علی احملل لكو نما م ن األجسام دون األعراض«1 مث يضيف»يلحق ابلطباق شيئان أحدمها اجلمع بنی معنينی يتعلق أحدمها مبا يقابل اآلخر نوع تعلق مثل السببي ة واللزوم حنو قوله تعالی: أشداء علی الكفار رحاء بينهم فإن الرحة و إن مل تكن مقابلة لشدة لكن ها مسببة عن اللنی الذی هو ضد الشد ة«2 ويقع يف حقل اخللق مبعنی أن ه خ لق بيد هللا واختيارمها بيد هللاكما ينادي األرض والسماء وأیمرمها ابلبلع والقلع واإلنسان غری خمتار إزاء خلقتهما ك نما وسيلتان يستطيع البشر ابإلستفادة منهما التقرب من اخلالق واإلذعان بتوحيده وأحدي ته كما هو احلال يف اآلية املباركة: مث اس ت و ى إ ىل الس م اء و ه ي د خ ان ف ق ال هل ا و ل أ ر ض أئ ت ي ا ط و ع ا أ و ك ر ه ا ق ال ت ا أ ت ي ن ا ط ائ ع نی )فص لت/ 11 ( الطباق بنی األرض والسماء يف هذه اآلية املباركة يشری إلی نكتة مهم ة وهي أ ن األرض والسماء خملوقا هللا تعالی واإلنسان ال میكن له التصرف فيهما من حيث الوجود أو عدم الوجود.كما ي شار إلی هذا املفهوم يف اآلية املباركة: ولئن س لتهم من خلق السموات واألرض وسخ ر الشمس والقمر ل يقولن الل ف ن يؤفكون املشركنی -الذين يعبدون معه غریه- )العنكبوت/ 61 (»يقول تعاىل مقر را أنه ال إله إال هو ألن معرتفون أنه املستقل بلق السموات واألرض والشمس والقمر وتسخری الليل والنهار وأنه اخلالق الرازق لعباده ومقد ر آجاهلم وإختالفها وإختالف أرزاقهم ف فاوت بينهم 1- سعد الدين تفتازاين شرح املختصر ص املصدر نفسه ص

10 ث ري- 92 نظرة جدیدة إلی أسلوب الطباق يف القرآن الكرمی - رضا حممدي وحممد جعفر أصغري فمنهم الغين والفقری وهو العليم مبا يصلح كال منهم ومن يستحق الغين ممن يستحق الفقر فذكر أنه المستبد بلق األشياء المتفرد بتدبریها فإذا كان األمر كذلك فل م يعبد غریه ول م يتوكل على غریه فكما أنه الواحد يف ملكه فليكن الواحد يف عبادته وكثریا ما يقرر تعاىل مقام اإلهلية ابإلعرتاف بتوحيد الربوبية وقد كان املشركون يعرتفون بذلك كما كانوا يقولون يف تلبيتهم: لبيك ال شريك لك إال شريكا هو لك متلكه وما ملك«1 ج كا ذ كل ك. الطباق بنی مفهومي ال ذكر واألنثی يف اآلية املباركة ی أيها الناس إان خلقناكم من ذ كر وأنثی وجعلناكم شعواب وقبائل لتعارفوا إن أكر كم م عند هللا أتقاكم إن هللا عليم خبری حلا) جرات/ 13 ( ي ك ذ ران أبن املذكر يتعادل ابملون ث وجیب أن أنخذ هبذا التعادل يف إدارة اجملتمع واإلخالل هبذا التعادل خيتل بنظم احلياةكما نراه يف املدرسة النسوائية اليت ت نادي حبقوق املرأة أمام الرجال م علنة بتضييع حقوقها وجور اإلجتماع عليه كما تعتقد سيمون دوبوار كمنادية للمرأة أ نا»املرأة وهويتها 2 وهبذا املعنی املرأة وهوي تها تتشكل مع اإلرتباط مع الرجل وتعترب تتشكل منفصلة عن اجلنس املذكر«املرأة كاجلنس الثانوي والتبعي للرجل وت ت صف ابخلصوصي ات السلبية. جند نفس هذه الفكرة التقابلي ة عند االستعمال التقابلي بنی املفاهيم اللغوي ة مثل األرض والسماء املادة والروح املرأة والرجل- وأن جی عل أساس هذه الطباقات والتقابالت يف معرض التساءل املستمر«3 دريدا طرح مس لة الطباقات املتقابلة يف األدب وعلی هذا املبنی أس س أساس املدرسة الالبنيوي ة وطرح مفهوم موت املؤلف كما مت سكابلقاري يف العملي ة األدبي ة وسعی إلی حذف املؤلف من هذه العملي ة هو يعتقد أبن»املعنی ي وخ ر دائما«4 وأن»املعنی ي جتث ب نفسه من النص علی الدوام«5 لتقريب املعنی إلی الذهن جیب علينا أن ن شری إلی مشكلة املماثالت املتقابلة ففي هذا اجملال يعتقد دريدا أبن الذهن يقس م األمور إلی األصل والفرع أو يف رأينا إلی احلق والباطل ويعتقد أبن ه جیب اإلطاحة هبذه الشاكلة التقابلي ة وحذف األصل والتوج ه إلی الفرع. میكن أن نرسم الدور التقابلي الدريدايي علی النحو التايل الذي ي طلق عليه يف الفكر الكالسيكي قاعدة املركز واحلاشية: ( الشكل 3 - املركز و اهلامش( إ- ساعيل بنكثری تفسری القرآن العظیم ص 373. اويس حممدي النقد النسوائي للقصة القصریة «رجل يف الزقاق«من الكتاب»عیناك قدري«ايغلتون النظریه األدبیة ص دريدا يعتقد دريدا:»أبن ه جیب أن ت حر ر هذه املفاهيم من القراءات املتافيزيكي ة -أساسا علی -آلنكراهام التناص ص توماس امشيتس مقدمة علی النظر یت األدبیة اجلدیدة و القدمیة ص 149. ل غادة السمان ص 88.

11 93 جملة دراسات يف الل غة العربية وآداهبا السنة الثامنة العدد السادس والعشرون النكتة الغريبة هي أن هذه املطابقات اليت نسم يها ابملطابقة التعادلي ة هي أساس الفهم عند العلماء والفالسفة الغربينی أمثال نيتشه فرويد دريدا وفيتكنشتاين هلذا نشری هنا إلی بعض آرائهم لكي نقرتب من املوضوع.»نيتشه هجم علی امليتافریيك )الغيب( وأصر علی أن أساس الوجود هو اللغة أو بعبارة أخری أساس الكون منوط ابملعادالت اللغوي ة اليت يقوم الذهن جبعله يف املناسبات العاملية فالذهن هو أم ا الفرويد فقس م الوجود اإلنساين إلی الوعي والالوعي اجلاعل جاعل احلق والباطل ومعياره الوحيد«1 كما هو املعهود. تبين نظري ته حول اإلنسان علی أساس أن البشر يغلب علی وجودهم قو ات الشهوة والغضب. سعی فرويد أن يسقط بطرف اآلخر هلذه املعادلة حيث الغضب يقع يف نقطة مقابلة للحلم والشهوة تقع مقابل العفاف. أم ا فرويد ف صر علی غلبة الشهوة والغضب علی العفاف واحللم. يشری القرآن الكرمی إلی وجود هذه القوی يف وجود اإلنسان يف اآل یت األولی حتی العاشرة من سورة الشمس املباركة حيث يقول جل جالله: و الش مس و ض ح اها و القم ر إذا ت الها و الن هار إذا ج الها و الل يل إذا ي غش اه ا و السماء و م ا ب ن اها و األرض و م ا ط ح اها و نفس و ما سو اها ف هل مها ف ج ور ها و ت قواها ق د أفلح م ن زكاها و قد خ اب م ن د س اه ا ا» لشمس/القمر النهار/ الليل السماء/ األرض فجور/ تقوی«املتضادة املندرجة حتت الثنائي ات )الشمس/ 1-10 ( فاهلل الذي ي ذكر ابملطابقة بنی املفاهيم: يكؤ د علی أن ه خلق كل هذه األمور املتعادلة. أم ا اإلختيار بنی طريق ي الفجور والتقوی بيد اإلنسان وإبختياره. أم ا نظري ة فرويد فتنص علی أن اإلنسان حسب طبيعته الشرس ة میيل إلی الفجور وهو جمبور يف إختيار طريق الغي. أما البحث حول مقوليت اخللق واجلعل ف مازال انقصا إذا مل ن ش ر إلی داروين الذي إد عی أبن ه الدليل الوحيد علی الوجود البشري هو السعي علی التكثری اجلينات املتكاملة علی مر العصور. أم ا نظرة القرآن الكرمی إلی موضوع اخللقة خاصة خلقة اجلن واإلنس فتبتين علی هدف سام وهو العبادة كما يقول يف اآلية املباركة: و ما خلقت اجلن واإلنس إال ليعبدون )الذار یت/ 56 (»وهللا سبحانه ال يريد من نوع االنسان وبقائه إال حياة دينه وظهور توحيده وعبادته بتقويهم العام«2 الطباق بنی مفهومي املوت واحلياة هو نوع آخر من الطباق التعاديل كما تشری اآلية املباركة: تبارك الذي بيده امللك و ه و ع لیكل شيء ق دير الذي خ لق املوت و احلياة لي بلوكم أي كم أحسن عمال )امللك/ 1 و 2 (.كما قلنا املوت واحلياة خملوقا الل تعالی واإلنسان جمبور يف قبوهلما. بعض اآل یت منها: املطابقة التعادلي ة كثریة يف القرآن الكرمی ونشری إلی ه و ال ذ ي ج ع ل الش م س ض ي اء و ال ق م ر ن ور ا و ق د ر ه م ن از ل ل ت ع ل م وا ع د د الس ن نی - 1 فردريك نيتشه ارادة القدرة مبحث حول تغیری األصول ص حممد حسنی طباطبائی املیزان يف تفسری القرآن ص 214.

12 94 نظرة جدیدة إلی أسلوب الطباق يف القرآن الكرمی - رضا حممدي وحممد جعفر أصغري و احل س اب م ا خ ل ق الل ذ ل ك إ ال اب حل ق ي ف ص ل اآل ی ت ل ق و م ي ع ل م و ن )يونس/ 5 ( الشمس والقمر يف اآلية املباركة كالمها تعادال ابآلخر كما هو احلال ابلنسبة إلی الغيب والشهادة: ع امل ال غ ي ب و الش ه اد ة ال ك ب ری و الظ اه ر ال م ت ع ال )الرعد/ 9 (. األو ل واآلخر والظاهر والباطن يف اآلية املباركة ه و األ و ل و اآل خ ر ش ي ء ع ل يم )احلديد/ 3 ( السر واجلهر: ض ر ب الل م ث ال ع ب د ا مم ل وك ا ال ي ق د ر ع ل ى و ال ب اط ن و ه و ب ك ل ش ي ء و م ن ر ز ق ن اه م ن ا ر ز ق ا ح س ن ا ف ه و ي نف ق م ن ه س ر ا و ج ه ر ا ه ل ي س ت و ون احل م د لل ب ل أ ك ث ر ه م ال ي ع ل م و ن )النحل/ 75 ( العسر واليسر:»ل ي نف ق ذ و س ع ة م ن س ع ت ه و م ن ق د ر ع ل ي ه ر ز ق ه ف ل ي نف ق مم ا آات ه الل ال ي ك ل ف الل ن ف س ا إ ال م ا آات ه ا س ي ج ع ل الل ب ع د ع س ر ي س ر ا«)الطالق/ 7 ( اخلوف والطمع: و ال ت ف س د وا يف األ ر ض ب ع د إ ص ال ح ه ا و اد ع وه خ و ف ا و ط م ع ا إ ن ر ح ة الل ق ر يب من ال م ح س ن نی )األعراف/ 56( واملشرق واملغرب يف اآلية املباركة: و لل ال م ش ر ق و ال م غ ر ب ف ي ن م ا ت و ل وا ف ث م و ج ه الل إ ن الل و اس ع ع ل يم )البقرة/ 115 ك( قلنا هذا النوع من التضاد واإلنطباق هو أساس ما اآلركيولوجية املعرفية عند البشر الشرقي الذي يعتقد حبفظ التعادل بنی األمور كما أن العلوم احلديثة الغربي ة أمثال الفلسفة وعلم النفس وعلم اللغة وأمثاهلا تبين علی املماثالت اليت عر فناها ابملطابقة التعديلي ة أو املتعادلة. كما أشران من قبل جاك دريدا هو أحد العلماء يف علم اللغة واألدب الذي ي عترب من أعالم املدرسة الالبنيوي ة واليت مدارها علی إسقاط األصل واألخذ ابلفرع. نشری إلی بعض هذه التقابالت والثنائي ات: ( الشكل 4 : الطباقات الدریدائیة( الطباق الرتاديف أمهي ة هذا النوع من الطباق ابرزة خاص ة عند مرت جي القران الكرمی حيث إصالح الفهم اتبع إلصالح اللغة وإصالح إستعمال اللغات واملفاهيم عند مواضعها لحد كثری.كما أن التمايز بنیكلم يت الل ب والعقل م ربهن. يقول ابو هالل يف معجم الفروق اللغوي ة:»أن قولنا الل ب يفيد أنه من خالص صفات املوصوف به والعقل يفيد أنه حيصر معلومات املوصوف به فهو مفارق له من هذا الوجه ولباب الشيء ولب ه خالصه وملا مل جیز أن يوصف هللا تعاىل مبعان بعضها أخلص من بعض مل جیز أن يوصف

13 أل)ا 95 جملة دراسات يف الل غة العربية وآداهبا السنة الثامنة العدد السادس والعشرون و كال ا كل ابللب«1 والتفاوت بنی التدبر والتفكر:»أن التدب ر تصرف القلب ابلنظر يف العواقب والتفكر تصرف القلب ابلنظر يف الدالئل«2 الفرق بنی اإلمیان واإلسالم يف اآلية املباركة: قال ت األ ع راب : آم ن ا ق ل : مل ت ؤ م ن وا و لكن ق ول وا: أ س ل م نا و ل م ا ي د خ ل اإل میان يف ق ل وب ك م )حجرات/ 14 (»االمیان طاعة هللا اليت يؤمن هبا العقاب على ضد ها و سي ت النافلة إمیاان على سبيل التبع هلذه الطاعة واإلسالم طاعة هللا اليت يسلم هبا من عقاب هللا وصار كالعلم على شريعة حممد )ص( ولذلك ينتفي منه اليهود وغریهم وال ينتفون من 3 والرتادف بنی اإلنسان والبشر يف اآلية املبار ح إ كة: و ل ق د خ ل ق ن ا اإل نس ان م ن ص ل ص ال م ن اإلمیان«م س ن ون و اجل ان خ ل ق ن اه م ن ق ب ل م ن ان ر الس م وم و إ ذ ق ال ر ب ك ل ل م الئ ك ة إ ين خ ال ق ب ش ر ا م ن ص ل ص ال م ن ح إ م س ن ون )حجر/ ( مم ا تقدم يبدو أن ه ال میكن العثور علی الرتادف بنی املفهومنی وإنكاان متشاهبنی يف الظاهر وعند دراسة إتيمولوجية لكلمتنی مرتادفتنی علی الظاهر نصل إلی معنی يتفاوت لمة املرادفة. الطباق التوحیدي أساس هذا النوع من الطباق علی حذف أحد الطرفنی واختيار الطرف اآلخر. األصل املهم يف هذا الطباق هو إختيار اإلنسان مثال حينما نقول يف صلواتنا اليومي ة مخس مرات :»ال إله إال هللا«فنحن نتمس ك ابهلل الواحد وننفي إبله آخر فبهذا املعنی حنن موح دون أم ا الذين جیعلون هواهم إهله م والذين يت خذون مقامهم أو ماهلم أم أوالدهم أو أزواجهم إهلهم فهم املشركون وغری موح دين.كما أشران إختيار اإلنسان بيد اإلنسان وهو بنفسه خيتار طريق الرشد من الغي. فقول»ال إله اال هللا«هو شعار إسالمنا وإقراران إبسالمنا كما يقول النيب )ص( :»قولوا ال إله إال هللا تفلحوا«4 يشری الشهيد مطهري إيل هذا املوضوع مستندا إيل اآلية األويل يف سورة األنعام املباركة الظ ل مات و الن ور مث ال ذين كف ر وا ب ر هب م ي ع د ل و ن و ج ع ل احل م د لل ال ذي خ ل ق الس ماوات و األ ر ض نعام/ 1 ( ويقول:»أن ه ليست الفكرة الثنوي ة يف القرآن رمی حيث وجود الطباق بنی الظلمات والنور ي شری إلی أن هللا مبدأ النور أم ا مبدأ الظلمات فشيء آخر«5 هذا القول يعين أن ه ال جیوز اإلجتماع بنی الظلمات والنور وهذا هو مراد الشهيد من قوله.كما قلنا 1- أبوهالل عسك ري الفروق الغویة الفرق بنی العقل واللب رقم املصدر نفسه الفرق بنی التدبر والتفكر رقم املصدرنفسه الفرق بنی اإلسالم واإلمیان رقم هنج الفصاحة. 5 -مرتضی مطهري التوحید 320.

14 إ) ك- 96 نظرة جدیدة إلی أسلوب الطباق يف القرآن الكرمی - رضا حممدي وحممد جعفر أصغري ا كل الجیوز اإلجتماع بنی مفهومي إله والل يف اآلية املباركة: ف اع ل م أ ن ه ال إ له إ ال الل و اس ت غ ف ر ل ذ ن ب ك و ل ل م ؤ م ن نی و ال م ؤ م نات و الل ي ع ل م م ت ق ل ب ك م و م ث واك م )حممد/ 19 ( ومفهومي الضاللة واهلدی يف هذه اآلية: أ و ل ئ ك ال ذ ين اش رت و ا الض ال ل ة اب هل د ى ف م ا ر حب ت جت ار هت م و م ا ك ان وا م ه ت د ي ن )البقرة/ 16 ( وم ث ل الذي خيتار الضاللة كم ث ل الذي يشرتي الضاللة وم ث ل الذي خيتار اهل دی كم ث ل الذي يشرتي اهلداية فبهذا املعنی حنن املشرتون وما عند هللا هو املشرت ی وم ن أربح جتارة من الذين يشرتون ما عند هللا ألن ه ابق وما سواه فان : م ا ع ند ك م ي نف د و م ا ع ند الل اب ق و ل ن ج ز ي ن ال ذ ين ص رب وا أ ج ر ه م أب ح س ن م ا ك ان وا ي ع م ل و ن )النحل/ 96( والطباق املوجود بنی املفاهيم:كلمة طي بة/ كلمة خبيثة شجرة طي بة/ شجرة خبيثة هو نوع من الطباق التوحيدي كما يقول: أ مل ت ر ك يف ض ر ب الل م ث ال ك ل م ة ط ي ب ة ك ش ج ر ة ط ي ب ة أ صل ها اثب ت كل م ة خ ب يث ة كش ج ر ة خ ب يث ة أج ت ث ت م ن ف و ق اال ر ض م ا هل ا م ن ق ر ار و ف رع ها يف الس ماء... و م ث ل براهيم/ 24 و 26 (. كما املطابقة بنی اإلمیان/ الكفر والظلمات/ النور هي التوحيدي ة: الل و يل ال ذ ين آم ن وا خي ر ج ه م من الظ ل م ات إ ىل الن و ر و ال ذ ين ك ف ر وا أ و ل ي آؤ ه م الط اغ وت خي ر ج و ن م من الن ور إ ىل الظ ل م ا ت أ و ل ئ ك أ ص ح اب الن ار ه م ف يه ا خ ال د و ن )البقرة/ 257(. تقع هذه املماثالت واملطابقات يف حقل اجلعل ال اخللق. هذا احلقل يت صل بذهن اإلنسان وقوة التفكر يف وجوده حيث يقول الباحث:»إن الفكر هو العامل الوحيد الذي يرشدان إلی احلقيقة البحتة«1 فالباطل مل خيلقه هللا فهو جمعول الفكر البشري.كما ذكران يف عنوان البحث نظرتنا إلی أسلوب الطباق ختتلف عن نظرة علماء البالغة العربي ة فإ ن م ينظرون إلی الطباق ابعتباره حمسنا لفظيا أم ا حنن ف ننظر إلی املوضوع نظرة إسرتاجتية ت ريد بناء جمتمع علی أساس التوحيد. الثالثة األولی من اجلرب یت أما احلقل التوحيدي ابختيار اإلنسان. النتیجة - القرآن الكرمی كتاب عقائدي میكن لنا استخراج املبادي العلوم اإلنساني ة املبنية علی التوحيد منه فهذا تاب م شتمل علی املفاهيم اليت ت عترب أساسا للمجتمع اإلنساين الراقي والطباق هو أحد هذه املفاهيم وهو حسب استنباطنا علی ثالثة أنواع هی: الطباق التعاديل الذی هو أساس اجملتمعات يف البالد الشرقي ة و كور ی اجلنوبي ة. والطباق الرت اديف الذی يقع فی حقل السميولوجيا و جیب من الكرة األرضي ة مثل الصنی علی املرت جنی أن جیعلوه نصب أعينهم فی عملي تهم األدبي ة للوصول إلی الفهم الدقيق و الطباق التوحيدي 1 ارل آرمسرتانج اتریخ الفكر األلوهي 275.

15 97 جملة دراسات يف الل غة العربية وآداهبا السنة الثامنة العدد السادس والعشرون الذی هو - األص يل املوضوع األعلی و األدنی اللفظ و املعنی الضاللة و اهلداية. أساس الفهم القرآين يبتين من دراستنا هذه واملراد منه نوع من الطباق میتنع اجلمع بنی طرفيه التوحيدي الطباق علی مبعنی أن ه لبناء اجملتمع احلضاری املبين مثل: علی القرآن الغي والظلمات وال میكن اجلمع بينها كما ال جیوز يتوج ب األخذ جبانب اهلداية والنور وإمهال جانب إجیاد التعادل بينهما فاألخذ ابلطباق التوحيدي هو اخلطوة األولی وصوال إلی تدوين العلوم اإلنساني ة اإلسالمي ة. - ليس الطباق عنصرا لفظيا يراد منه تزينی الكالم فحسب وعليه جیب حذف هذا املبحث من موضوعات علم البديع ودرجه ضمن موضوعات علم املعاين كما جیب أن ي د رس و حي لل م ن منظار املعنی و الفلسفة املوجودة فيه ال م ن حيث اللفظ والظاهر. قائمة املصادر واملراجع : أ. بل اكت القرآن الكرمی. هنج الفصاحة )د.ط( طهران: أكادمیي ة العلوم اإلنساني ة والدراسات القافية 1385 ه.ش. 3- آرمسرتاج كارل اتریخ الفكر األلوهي )د.ط( طهران: أكادمیي ة العلوم اإلنساني ة والدراسات الثقافية 1385 ه.ش. آلن كراهام التناص تر جة بيام يزدانجو )د.ط( هتران: منشورات مركز 1385 ه.ش. ابن منظور لسان العرب الطبعة األولی لبنان بریوت: منشورات مؤسسة األعلمي 2005 م. أرسطاطاليس )املعروف أبرسطو( أخالق نكوماخوس تر جة ومتهيد: صالح الدين سلجوقي الطبعة الثانية هتران: منشورات عرفان 1386 ه.ش. إمشيتس توماس مقدمة علی النظر یت األدبیة اجلدیدة والقدمیة تر جة: حسن صبوري وصمد عليون )خواجه ديزج( )د.ط( تربيز: منشورات جامعة تربيز 1389 ه.ش. إيغلتون ثري النظریة األدبیة الطبعة األولی طهران: منشورات مر 8- التفتازاين سعد الدين شرح خمتصر املعاين الطبعة اخلامسة قم: منشورات إ ساعيليان 1430 ه.ق السيوطي جالل الدين عبد الرحن بن أيب بكر خمتصر اإلتقان يف علوم القرآن اختصار وتعليق: صالح الدين أرقة د ان الطبعة الثاني ة بریوت: دار النفائس 1407 ه.ق. 11- الزبيدي مرتضی اتج العروس من جواهر القاموس الطبعة الثاني ة الكويت: طبعة الكويت 2008 م. 12- الزركشي بدر الدين حممد بن عبد هللا الربهان يف علوم القرآن احملقق: حممد أبو الفضل إبراهيم الطبعة األولی بریوت: دار إحياء 1376 ه.ق.

16 98 نظرة جدیدة إلی أسلوب الطباق يف القرآن الكرمی - رضا حممدي وحممد جعفر أصغري 13- الطباطبائي حممد حسنی املیزان يف تقسری القرآن )د.ط( قم: موسسة النشر العلمي والثقايف 1363 ه.ش. 14- العسكري أبو هالل الفروق اللغویة الطبعة األولی القاهرة: دار العلم والثقافة للنشر والتوزيع 1418 ه.ق. 15- القرشي الدمشقي إ ساعيل بن عمر بن كثری)املعروف اببن كثری( تفسری القرآن العظیم )د.ط( املكتبة ك- 16 اإلسالمي ة علی شبكة إسالم ويب 1422 ه.ق. جو ین حسنی ف كو و وآركیولوجیة الفهم روایة من اتریخ العلوم اإلنسانیة من احلداثة حتی ما بعد التجدد الطبعة األولی طهران: منشورات جامعة طهران 1382 ه.ش. 17 -مطهري مرتضی التوحید سلسلة حبوث ألقیت يف اجملمع اإلسالمي لألطباء تر جة: ابراهيم اخلزرجي الطبعة الثانية لبنان: دار اجمل ة البيضاء 2009 م. 18- نيتشه فريدريك إرادة القدرة مبحث حول تغیری األصول تر جة: حممد ابقر هوشيار الطبعة السابعة طهران: منشورات فرزان روز 1392 ه.ش. 19- اهلامشي أحد جواهر البالغة الطبعة األولی قم: موسسة الصادق للطباعة والنشر 1379 ه.ش. ب. الدور یت:.1-2 احلضارة آفاق جملة وإرتقاء نشوء التوحید أشرف بروجردي اإلسالني ة العلوم أكاديمية والدراسات الثقافية السنة السادسة عشرة العدد األول الربيع والصيف 1434 ه.ق صص اإلنساني ة حممدي أويس و زينب صادقي النقد النسوي للقصة القصریة»رجل يف الزقاق«من الكتاب»عیناك قدري«ل غادة السمان جمله اللغة العربي ة وآداهبا يف جامعة الفردوسي مبشهد العدد الثامن الربيع والصيف 1392 ه.ش صص

17 151 جملة دراسات يف الل غة العربية و آداهبا نگاهی نو به شیوه طباق در قرآن کریم )پژوهشی دیرینشناختی درخصوص مفهوم طباق از منظر فهم قرآنی( * محمد جعفر اصغری رضا محم دی چكیده طباق تضاد م ماثله یا مقابله همگی مفاهیمی هستند كه در علم بالغت عربی بر نوعی از هنر بدیعی اطالق میشود كه مفاهیم را در دو نقطه مقابل همدیگر قرار میدهد. مفاهیمی مانند: روشنی و تاریكی شب و روز آغاز و پایان آشكار و پنهان از جمله این نمونهها هستند. ولی نگارنده در این مقاله دیدگاه كامال متفاوتی به موضوع طباق در قرآن كریم دارد اساس كار نویسنده در این مقاله بر دیرین- شناسی فهم استوار است. دیرینشناسی همانند علم باستانشناسی در مطالعات زمینی در پی یافتن بنیانهای فهم از فرای كنكاش در أعماق أفكار و اندیشهها در طی أعصار و قرنها است. مفهوم طباق یا ثنوی ت اساس تفك ر بشر شرقی و غربی را تشكیل میدهد همچنانكه روح حاكم بر یین و یانگ شرقی و برخی علوم غربی مانند روانشناسی فلسفه و نقد ادبی بر طباق استوار است كما اینكه این نوع نگاه ثنوی تی در قرآن كریم نیز دیده میشود ولی با ژرفنگری در این كتاب آسمانی به خوبی در مییابیم كه نگاه قرآنی به ثنوی تها با دیدگاه فالسفه و اندیشمندان غربی و بشر شرقی كامال متفاوت است. غور در قرآن كریم ما را در برابر سه نوع طباق مجز ا قرار میدهد كه عبارتند از: طباق اعتدالی طباق هممعنا و طباق توحیدی. نكته مهم ی كه این مقاله در پی اثبات آن است این است كه اساس تمد نهای شرقی و غربی بر ثنوی ت اعتدالی استوار است و حال آنكه بنیانهای تمد ن قرآنی باید بر اساس طباق توحیدی استوار و بنا گردد. از این روی این مقاله بر آن است تا به بررسی اسلوب طباق در قرآن كریم از منظر دیرینشناسی فهم بپردازد فرضیه نگارنده این است كه جامعهسازی اسالمی بر پایه طباق توحیدی گام بسیار مهم و ارزشمندی در جهت تدوین علوم انسانی اسالمی میباشد. کلید واژهها: قرآن كریم علوم بالغی طباق توحید. * - استادیار گروه زبان و ادبی ات عربی دانشگاه ولیعصر)عج(- رفسنجان)نویسندة مسؤول(. r.mohammadi@vru.ac.ir - استادیار گروه زبان و ادبی ات عربی دانشگاه ولیعصر)عج(- رفسنجان erfan_arabic@yahoo.com تاریخ دریافت: 1395/01/30 ه.ش= 2016/04/18 م تاریخ پذیرش: 1395/09/22 ه.ش= 2016/12/12 م.

18 Abstracts in English 158 A Paleontological Approach to the Antithetical and Opposite Concepts in the Holy Quran Reza Mohammadi, Assistant professor, Vali Asr University, Iran. Mohammadi Jafar Asgari, Assistant professor, Vali Asr University, Iran Abstract The Arabic concepts of Tebaq, Tazzad, Momathela, or Moqabela (comparison, antithesis, contrast) refer to a kind of literary or aesthetic device in Arabic rhetoric which juxtaposes two concepts, at two opposite poles, with each other. Concepts such as light and darkness, day and night, beginning and end, overt and covert are examples of contrast. However, the present study expresses a different viewpoint towards the issue of Tebaq or Antithesis in the Holy Quran. The basic claim of the present study is founded on the paleontological approach. Paleontology, like archeology, tries to excavate the foundations of concepts by getting to the depth of thoughts and ideas through the ages and centuries. The concept of Tebaq or binary oppositions constitutes the basis of eastern and western thoughts and is the governing spirit in Eastern Yin and Yang and some Western sciences such as psychology, philosophy, and literary criticism are founded on Tebaq or Antithesis. In addition, this binary view can be seen in the Holy Quran, but afer a careful analysis of this holy book, we can discern that the Quranic view toward binaries is totally different from those of western and eastern philosophers and scholars. An accurate analysis of Quranic concepts reveals three types of Tebaq: moderate Tebaq, synonymous Tebaq, and monotheistic Tebaq. The important issue which the present article is to emphasize is that Eastern and Western civilizations are founded on moderate binaries, while the foundations Quranic civilizations are based on monotheistic Tebaq. Accordingly, the present study is to investigate the Tebaq method in the Holy Quran from a paleontological point of view. The researchers in this study claim that social engineering based on monotheistic Tebaq is an important and valuable measure which can help the development of Quranic human sciences. Keywords: The Holy Quran, Rhetorical Studies, Tebaq (Antithesis), Monotheism.