مجل ة الجامعة اإلسالمي ة ملحق العدد 183 )الجزء الخامس( ى ر أ ض ب م ة ق ل ع ت ال أ م ال أ ف ق أ ه ي ة ام ا ل ح أ ك أ ي ا ت ه م أ ط ب ج ال ع م ر ق ائ م

النسخ

1 مجل ة الجامعة اإلسالمي ة ملحق العدد 183 )الجزء الخامس( ى ر أ ض ب م ة ق ل ع ت ال أ م ال أ ف ق أ ه ي ة ام ا ل ح أ ك أ ي ا ت ه م أ ط ب ج ال ع م ر ق ائ م و ط الح د ث أ الد إ ع داد : د. عبد الكريم بن محمد بن أحمد السماعيل األستاذ المشارك بكلية الشريعة والدراسات اإلسالمية باألحساء

2

3 مجل ة الجامعة اإلسالمي ة ملحق العدد 183 )الجزء الخامس( املقدمة الحمد هلل حمد ا كثير ا طيب ا مبارك اكما يحب ربنا ويرضى وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له وأشهد أن محمد ا عبده ورسوله صلى اهلل عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليم ا كثير ا أما بعد: فإن اهلل تعالى يبتلي عباده بالسراء والضراء والخير والشر والصحة والمرض ليمتحنهم ويختبرهم كما قال تعالى: ی ي ج ي ح ي م ي ى ي ي بج }األنبياء: 35{ ومن االبتالءات التي تنزل بالعباد االبتالء باألمراض واألسقام والتي تكون للمؤمنين كفارة للسيئات ورفعة للدرجات ولهذا يقول النبي -صلى اهلل عليه وسلم-: "ما يصيب المسلم من نصب وال وصب وال هم وال حزن وال أذى وال غم حتى الشوكة يشاكها إالكفر اهلل بها من خطاياه". ومن األمراض التي يبتلى بها كثيرون ويترتب عليها آثار كثيرة وأحكام عديدة مرض الحدث الدائم من: االستحاضة والسلس وغيرهما والذي ينبغي على من ابتلي به أن يتعرف على فقهه ومسائله والتي قد اجتهدت في دراسة جملة منها في هذا البحث الذي سميته ب" األحكام الفقهية المتعلقة بمرضى الحدث الدائم وطرق معالجتهم طبي ا". أسباب كتابة البحث: وقد دفعني لكتابة هذا البحث أمور منها: 1 -ارتباط جملة من مسائل البحث بالعبادات التي هي أساس الدين وعماد الملة. أخرجه البخاري كتاب املرضى باب ما جاء يفكفاار املار را )5641( ما داث أيب سعيث اخلثري وأيب هرر رضي اهلل عنهما

4 األ ح ك ام ال ف ق ه ي ة ال م ت ع ل ق ة ب م ر ض ى ال ح د ث الد ائ م و ط ر ق م ع ال ج ت ه م ط ب ي ا د. عبد الكريم بن محمد بن أحمد السماعيل 2 -حاجة كثير من الناس لمعرفة األحكام الفقهية المتعلقة بالحدث الدائم لكثرة من يبتلى به من الرجال والنساء مع تعدد أنواعه وصوره. 3 -تجدد الوسائل الطبية في معالجته وتطورها مما يستلزم معرفة الحكم في تلك الوسائل المستخدمة في العال ج وضوابطها الشرعية. الدراسات السابقة: لم أجد في بدايةكتابة الموضوع وعند البحث في الدراسات السابقة من أفرد األحكام الفقهية المتعلقة بمرضى الحدث الدائم وطرق معالجتهم طبي ا ببحث مستقل درس فيه مسائله دراسة وافية وإن كانت هناك بحوث ودراسات تتعلق ببعض مسائل الحدث الدائم كأحكام االستحاضة والمريض عموم ا وبعض طرق العال ج المذكورة في البحث ثم إني وقفت بعد فراغي من كتابة البحث على بحثين في الحدث الدائم نبهني إليهما فضيلة المحكم للبحث- جزاه اهلل خير ا- وهما لفضيلة الدكتور محمد بن عبداهلل المحيميد منشوران على موقعه في الشبكة العنكبوتية األول بعنوان: الحدث الدائم أنواعه وضوابطه وأثره على الطهارة والثاني: أثر الحدث الدائم على الصالة وبعد اطالعي على البحثين تبين لي أن فضيلته بذل جهد ا مشكور ا في بحثيه لكنه لم يشر فيهما لألحكام المتعلقة بالصوم وال الحج وال النكاح وال لطرق معالجة مرضى الحدث الدائم بالوسائل الطبية المعاصرة وهذه إضافة استقل بها هذا البحث ألن فضيلته قصر بحثيه على الطهارة والصالة كما أنه توجد فروقات بين البحثين في الموضوعات المشتركة بينهما في المسائل المعروضة والترجيحات والمناقشات

5 مجل ة الجامعة اإلسالمي ة ملحق العدد 183 يهدف البحث ألمور منها: أهداف البحث: )الجزء الخامس( 1 -بيان جملة من األحكام الفقهية المتعلقة بمرضى الحدث الدائم في الطهارة والصالة والصوم والحج والنكاح. 2 -بيان األحكام المتعلقة بكيفية عال ج مرضى الحدث الدائم طبي ا وتأصيلها التأصيل الشرعي المقترن باألدلة النقلية. منهج البحث: سلكت في هذا البحث المنهج التحليلي المقارن والمنهج االستنتاجي واتخذت في دراسة مسائله اإلجراءات اآلتية: 1 -التعريف بالمسألة المراد بحثها مع ذكر حاالتها إن احتاجت إلى ذلك. 2 -ذكر الحكم في المسألة بأدلتها مع العناية بذكر أقوال العلماء إن كانت المسألة محل خالف مع ذكر أدلة األقوال. 3 -إيراد المناقشات على أدلة األقوال واإلجابة عليها إن وجدت علم ا بأن ما لم تتم اإلحالة فيه إلى مرجع في المناقشة أو اإلجابة فهو من إيراد الباحث. 4 -ذكر الراجح في المسألة مع بيان سبب الترجيح. 5 -عزو اآليات القرآنية لسورها في المتن وتخريج األحاديث واآلثار في البحث حسب المنهج العلمي المتعارف عليه في البحث العلمي. الواردة 6 -ذكر سنة وفاة األعالم الواردين في متن البحث عند ورود أسمائهم وبيان المصطلحات واأللفاظ التي تحتا ج إلى إيضاح معناها

6 األ ح ك ام ال ف ق ه ي ة ال م ت ع ل ق ة ب م ر ض ى ال ح د ث الد ائ م و ط ر ق م ع ال ج ت ه م ط ب ي ا د. عبد الكريم بن محمد بن أحمد السماعيل خطة البحث: جاءت خطة البحث مشتملة على تمهيد ومبحثين وخاتمة وذلك حسب ما يأتي: التمهيد: التعريف بالحدث الدائم وأنواعه وفيه مطلبان. المطلب األول: التعريف بالحدث الدائم. المطلب الثاني: أنواع الحدث الدائم وطرق عالجه. المبحث األول: األحكام الفقهية المتعلقة بمرضى الحدث الدائم وفيه خمسة مطالب: المطلب األول: طهارة مرضى الحدث الدائم وفيه فرعان: الفرع األول: خرو ج الحدث الدائم من السبيل. الفرع الثاني: خرو ج الحدث الدائم من غير السبيل. المطلب الثاني: صالة مرضى الحدث الدائم وفيه أربعة فروع: الفرع األول: صفة صالة مرضى الحدث الدائم. الفرع الثاني: حضور مرضى الحدث الدائم لصالة الجمعة والجماعة. الفرع الثالث: إمامة مريض الحدث الدائم للصحيح. الفرع الرابع: جمع الصالة لمرضى الحدث الدائم. المطلب الثالث: صوم مرضى الحدث الدائم وفيه فرعان: الفرع األول: المرض الذي يباح به الفطر في رمضان. الفرع الثاني: استعمال مرضى الحدث الدائم ما يؤثر على صيامهم. المطلب الرابع: أداء النسك لمرضى الحدث الدائم. المطلب الخامس: فسخ نكاح مرضى الحدث الدائم

7 مجل ة الجامعة اإلسالمي ة ملحق العدد 183 )الجزء الخامس( المبحث الثاني: األحكام الفقيهة المتعلقة بطرق معالجة مرضى الحدث الدائم طبي ا وفيه ثالثة مطالب: جراحة. المطلب األول: العال ج باألدوية والعالجات الطبية التي ليس فيها كي وال المطلب الثاني: العال ج بالكي. المطلب الثالث: العال ج بالجراحة الطبية. الخاتمة بأهم نتائج البحث. هذا وأسأل اهلل تعالى الصالح في القول والعمل وأن يهديني سواء السبيل وأن يغفر لي وللوالدي ولمشايخي ولجميع المسلمين األحياء منهم والميتين وصلى اهلل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

8 األ ح ك ام ال ف ق ه ي ة ال م ت ع ل ق ة ب م ر ض ى ال ح د ث الد ائ م و ط ر ق م ع ال ج ت ه م ط ب ي ا د. عبد الكريم بن محمد بن أحمد السماعيل التمهيد: التعريف باحلدث الدائم وأنواعه قبل البدء في بيان األحكام المتعلقة بمرضى الحدث الدائم وطرق معالجتهم يجدر الحديث عن التعريف بالحدث الدائم وأنواعه وكيفية عالجه وذلك في المطلبين اآلتيين: املطلب ا لول: : التعريف باحلدث الدائم الحدث الدائم لفظ مركب من كلمتين لذا سيتم تعريفه في هذا المطلب باعتبار مفرديه ثم باعتبار تركيبه: أوال : تعريفه باعتبار مفرديه: 1 -معنى الحدث: الحدث في اللغة: مصدر من حدث الشيء يحدث حدوث ا وحداثة وحدث ا وأحدثه فهو محدث والحاء والدال والثاء أصل يدل على كون الشيء لم يكن ويطلق الحدث على معان متعددة منها: أ- ما يشبه النازلة يقال: حدث ب- )3( من أحداث الدهر أي شبيه بالنازلة. الفتي من الناس والدواب واإلبل يقال: شاب حدث أي فتي السن. مت اال تصار يف التعرف على تعرف احلاث الاثا وي ات تنااوظ لفاض املرضاى يف التمهياث للعل باللفض وشهرته لثى العامة واخلاصة. احملك الب سايث )3/ 252( ومعجا مااا يس اللغاة البا ااار )2/ 36( وجمما اللغاة الب اار )ص: 223(. )3( العااااف للفراهيااااثي )3/ 177( وهتااااا ل اللغااااة للهااااروي )4/ 234( ولساااااع العاااارب الباااا منظور) 2 / 132(

9 ج- د- مجل ة الجامعة اإلسالمي ة ملحق العدد 183 )الجزء الخامس( األمر الحادث المنكر الذي ليس بمعتاد وال معروف في الس نة قول النبي ومنه -صلى اهلل عليه وسلم- عن المدينة: "من أحدث فيها حدث ا فعليه لعنة اهلل والمالئكة.)3( والناس أجمعين" )4( الخارج من السبيل ومنه قول أبي هريرة )ت: ما هو الحدث 59 ه( لما سئل عن )5( "فساء أو ضراط" وهذا اإلطالق هو المقصود في البحث فالمقصود بالحدث الخار ج من السبيل سواء كان بوال أم غائط ا أم غيرهما. أما الحدث في االصطالح الفقهي فقد تنوعت عبارات الفقهاء في تعريفه: فعرفه الحنفية بأنه: "مانعية تقوم باألعضاء إلى غاية.)6( وصول المزيل لها" )=1( تاج اللغة للجاوهري )1/ 278( واملخصا البا سايث )1/ 61( وتااج العارو لليبياثي )208 /5( النها اااة البااا ا ااار )1/ 351( ولسااااع العااارب البااا منظاااور )2/ 131( وتااااج العااارو )4( لليبيثي /5(.)213 )3( أخرجاه البخااري كتااب املاا املث ناة بااب دار) املث ناة را )1867( وأخرجاه مسال -صالى اهلل علياه وسال - ايهاا بالككاة وبيااع كتااب احلاب بااب املا املث ناة ويبعااء النا أساس با داث حترميها وحترمي صيثها وشاجرها وبيااع داثويب درمهاا را )1366( ما مالك رضي اهلل عنه واللفض ملسل. نظااار: لسااااع العااارب البااا منظاااور) 7 / 365( وشااارد داااثويب ابااا عرااااة )ص: 21( وتااااج العرو لليبيثي) 19 / 522(. )5( أخرجه البخاري كتاب الوضاوء بااب ال تابا صاغ بغار هاور را )135( ما داث أيب هرر رضي اهلل عنه-. )6( البحااار الرا ااام البااا اااي )1/ 8( ومرا اااي الفاااغد للشااارسبغ للحصكفي /1(.)85 )ص: 81( والاااثر املختاااار

10 األ ح ك ام ال ف ق ه ي ة ال م ت ع ل ق ة ب م ر ض ى ال ح د ث الد ائ م و ط ر ق م ع ال ج ت ه م ط ب ي ا د. عبد الكريم بن محمد بن أحمد السماعيل له". وعرفه المالكية بأنه: "صفة حكمية توجب لموصوفها منع استباحة الصالة وعرفه الشافعية بأنه: "أمر اعتباري يقوم باألعضاء يمنع صحة الصالة حيث ال مرخص". )3( وعرفه الحنابلة بأنه: "وصف يقوم بالبدن أوجب وضوء ا أو غسال ". ومن خالل هذه التعريفات يمكن أن نستخلص أمور ا عدة أهمها ما يأتي: 1 -أن الحدث عند الفقهاء شيء معنوي يقوم وليس أمر ا حسي ا. باألعضاء يمنع من الصالة 2 -أن الصالة ال تصح مع وجود الحدث لقول النبي صلى اهلل عليه وسلم )4( "ال تقبل صالة من أحدث حتى يتوضأ". ويستثنى من ذلك من كان له عذر أو رخصه في ترك الطهارة كما وردت اإلشارة إلى ذلك في تعريف الشافعية. 3 -أن في بعض التعريفات إشارة إلى نوعي الحدث وأن منه ما يوجب الوضوء وهو الحدث األصغر ومنه ما يوجب الغسل وهو األكبر. شاارد دااثويب اباا عراااة الباا الرصااا )ص: 25( وشاارد صتصاار خلياا للخرشااي )1/ 61( والشرد الكبر للثريب ر )1/ 32(. أسىن املطالل لألسصاري )1/ 5( وحتفة احملتاج للهيتمي )1/ 65( ومغا احملتااج للشاربي )115 /1( ) 3 (كشاف الانا للبهويت )1/ 28( ونظر: اإلسصاف للمريباوي )1/ 25(. )4( ومتامه: " اظ رج م دملرموت: ما احلث ا أبا هرر اظ: اساء أو ضراط" و ث تاث) خترجيه ص )8(.

11 2 -معنى الدائم: مجل ة الجامعة اإلسالمي ة ملحق العدد 183 )الجزء الخامس( الدائم في اللغة: اسم فاعل من دام يدوم دوم ا والدال والواو والالم أصل واحد يدل على السكون واللزوم والحدث الدائم وصف بذلك للزومه لصاحبه وعدم المتحرك فيه" انقطاعه ولفظ الدائم من األضداد فيطلق على الساكن وعلى فيقال: دام الشيء إذا دار )3( ودام إذا وقف ومنه قوله -صلى اهلل عليه وسلم-: "ال يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي ال يجري ثم يغتسل )5( )4( فالدائم هنا بمعنى الساكن وحديث عائشة رضي اهلل عنها- )ت: 58 ه( في عمل النبي -صلى اهلل عليه وسلم- )6( قالت: كان عمله ديمة أي: )7( دائم ا غير مقطوع والمعنى أنهكان يداوم عليه سواء قل أم كثر وال يخرج المعنى الفقهي للدائم عن معناه اللغوي نظر: معج ماا يس اللغة الب ااار )2/ 315( وصتاار الصاحاد للارا)ي )ص: 109( واملصباد املنر للفيومي )1/ 204(. لساع العرب الب منظور) 12 / 215( وتاج العرو لليبيثي )32/ 190(. )3( هتا ل اللغة للهروي )14/ 149( ولساع العرب الب منظور )12/ 216(. )4( أخرجاه البخااري كتااب الوضاوء بااب الباوظ يف املااء الاثا را )239( وأخرجاه مسال كتاب الوضوء باب النهي ع البوظ يف املاء الراكاث ر ا )282( ما داث أيب هر ار رضي اهلل عنه- واللفض للبخاري. )5( أخرجه البخااري كتااب الصاو) بااب: ها خا - شاي ا ما ا اا) را )1987( وأخرجاه مسل كتاب صغ املساار و صرها باب امليلة العم الثا م ياا) الليا وهار ر ا )783( م دث عا شة رضي اهلل عنها- ) 6 (الفا م لليصشري )1/ 441( وصتار الصحاد للرا)ي )ص: 109( )7( معج ماا يس اللغة الب اار )2/ 316( واملصباد املنر للفيومي )1/ 204(.

12 األ ح ك ام ال ف ق ه ي ة ال م ت ع ل ق ة ب م ر ض ى ال ح د ث الد ائ م و ط ر ق م ع ال ج ت ه م ط ب ي ا د. عبد الكريم بن محمد بن أحمد السماعيل ثاني ا: تعريفه باعتباره لفظ ا مركب ا: الفقهاء يكتفون في تعريف الحدث الدائم بذكر أمثلته وال يفردونه بتعريف مستقل ولذا فإنه من خالل كالمهم في المستحاضة والمبتلى بالحدث الدائم فإن أحسن ما يقال في تعريفه أنه: "هو الذي ال يمضي عليه وقت صالة إال ويوجد ما ابتلي به من الحدث فيه كالمستحاضة وصاحب السلس ونحوهما". املطلب الثاني: أنواع احلدث الدائم وطرق عالجه للحدث الدائم أنواع متعددة وصور مختلفة ومن أبرزها ما يأتي: أوال : االستحاضة: 1 -تعريفها: مصدر استحيض استحاضة وهي سيالن الدم في غير أوقاته المعتادة وتدخل االستحاضة عند األطباء في النزف المهبلي غير السوي الذي يعد منه النزف بين الدورات أو قبل البلوغ أو بعد وصول المرأة سن )3( الياس. بثا ع الصنا ع للكاساين )1/ 27( وداشية الثسو ي ماع الشارد الكبار) 1 / 116( روضاة الطالبف للنووي )1/ 125( ومطالل أو النهى للرديباين )1/ 108(. ) 2 (البحر الرا م الب ي )1/ 200( وكفا ة الطالال الربااين ماع داشاية العاثوي )1/ 135( واجملمو للنووي )2/ 342( واملبث الب مفلح )1/ 242( ومعج اللغة العربية املعاصر محث صتار )1/ 594(. = )3( النايف املهبلاي مو اع موساوعة امللاك عباثاهلل العربياة للمحتاوى الصاحي: //www. http:

13 أسبابها: مجل ة الجامعة اإلسالمي ة ملحق العدد 183 )الجزء الخامس( يرجع حدوث االستحاضة للمرأة ألسباب عدة ذكرها األطباء منها: األورام الليفية: وهي أورام حميدة تنشأ في الطبقة العضلية للرحم وتصيب غالب ا النساء الالتي لم يسبق لهن االنجاب أو أنجبن عدد ا قلي ال من األبناء وتكون غير مصحوبة بآالم. ومنها تضخم الرحم: وهو غالب ا ما يكون مصحوب ا بآالم وينتج التضخم عن زيادة في مستوى األستروجين واضطراب في مستوى هرمون البروجسترون. ومنها: زيادة نسبة سيولة الدم نتيجة لبعض األمراض التي تصيب الصفائح الدموية وهي تظهر في سن مبكرة عند بعض النساء. ومنها: نزف رحمي غير وظيفي وغير معروف السبب وغالبا يكون نتيجة اضطراب في المحور الهرموني أو ارتفاع مستوى هرمون البروالكتين أمراض الغدة الدرقية. 3 -العال ج: إن الوسائل العالجية للنزف المهبلي تنقسم إلى أشكال مختلفة: منها: العال ج الطبي وهو نوعان: أو فالنوع األول العال ج غير الهرموني حيث تستخدم بعض األدوية لعال ج = kaahe. org والنياااف املهبلاااي هااار الطبيعاااي ماااااظ للاااثكتور أشااارف صاااكي يف مو عاااه االلكرتوين:.http: //drashrafsabry. com اضااطرابات الااثور الشااهرة التشااخي والعااغج مااااظ للااثكتور سااعث الااث ناااوي مو ااع جراث الياو): http: //www. alyaum. com ونظار: النايف الرمحاي للاثكتور راماي محي يف مو عه االلكرتوين:.http: //drramihamzeh. com

14 األ ح ك ام ال ف ق ه ي ة ال م ت ع ل ق ة ب م ر ض ى ال ح د ث الد ائ م و ط ر ق م ع ال ج ت ه م ط ب ي ا د. عبد الكريم بن محمد بن أحمد السماعيل سيولة الدم والمساعدة على التجلط وأحيانا تستخدم مضادات االلتهابات غير الستيرويدية. أما النوع الثاني الهرموني فيمكن إعطاء حبوب منع الحمل الهرمونية واألشكال المختلفة لهرمون البروجسترون سواء عن طريق الحبوب أو الحقن أو اللوالب الهرمونية الحديثة المحتوية على البروجسترون. ومنها: العال ج الجراحي وهو يختلف حسب شدة الحالة وتبدأ من المنظار الرحمي مع أخذ عينة من بطانة الرحم للتحليل الباثولوجي. وهناك بعض الوسائل التي تعتمد على كي بطانة الرحم للسيطرة على النزيف المتصل وتعطي نتائج جيدة في كثير من الحاالت. وأخير ا فإن اللجوء إلى استئصال األورام الليفية سواء بالجراحة التقليدية أو بالمناظير الجراحية يعد أيضا من أهم الحلول الجراحية الضطرابات الدورة الشهرية والنزف الذي استئصال الرحم. ثاني ا: السلس البولي: 1 -تعريفه: يحدث نتيجة لوجود هذه األورام والضرورة إلى السين والالم والسين في اللغة تدل على سهولة في الشيء والسلس اضااطرابات الااثور الشااهرة التشااخي والعااغج مااااظ للااثكتور سااعث الااث ناااوي مو ااع جراث الياو): http: //www. alyaum. com و نظار: النياف املهبلاي هار الطبيعاي مااظ للثكتور أشرف صكي يف مو عه االلكرتوين:.http: //drashrafsabry. com معجاااا ماااااا يس اللغااااة الباااا اااااار )3/ 94( الصحاد للرا)ي )ص: 152(. واحملكاااا الباااا ساااايث /8( )411 وصتااااار

15 قد يكون بولي ا )الجزء الخامس( ملحق العدد 183 مجل ة الجامعة اإلسالمي ة وقد يكون مني ا )3( يكون ريح ا وقصر الحديث وقد يكون مذي ا وقد يكون غائط ا وقد هنا على سلس البول لشهرته وكثره حدوثه وعرف أهل اللغة سلس البول أنه: استرساله وعدم استمساكه لحدوث مرض )4( بصاحبه كما عرفه بعض األطباء أنه: خروج البول ال إرادي ا بكمية قليلة أو كبيرة -.)5( بسبب فقدان السيطرة على المثانة 2 -أنواع السلس البولي وأسبابه: هناك عدة أنواع مختلفة من سلس البول: سلس البول التوتري: يحدث تسرب لكمية قليلة من البول عند السعال أو الضحك أو رفع امل : املاء الغليض الثاام الاي كوع منه الولث مسي منيا هرل احلث للااس ب سغ) )3/ 300( للخطايب /3(.)222 )3( سه ميىن أي: ارا و اثام. نظار: والياهر للهروي )ص: 30( وهرل احلث املاي: ماء ريم ارب لوسه إىل البيا رج م رأ اإلدلي عال شاهو تعار بالالال أو ماا الشاايء اارا اإلسساااع أو ماا مغعبااة أهلااه واملاااي شااثيب و فااف والتخفيااف ايااه أكثااار. نظااار: هرااال احلاااث للااسااا بااا ساااغ) )3/ 300( والفر الب أيب ابت )ص: 50(. والياهااار للهاااروي )30/1( نظر: بثا ع الصنا ع يف ترتيل الشرا ع )1/ 27( وداشية الصاوي على الشرد الصغر )1/ 141( وداشية اجلم على شرد املنهب )1/ 242( واملغ الب ثامة )1/ 247(. )4( املصااباد املناار للفيااومي )1/ 285( و نظاار: الاااامو احملاايو للفاارو) :بااايبي )ص: 550( وتاج العرو لليبيثي )16/ 151(. http: )5( عااغج جث ااث للساالس البااو مااااظ للااثكتور وسااف صاااط ساارداع مو ااع الطاا : //www. altibbi. com و نظاار: ساالس البااوظ )ااااثاع الساايطر علااى املثاسااة( مو ااع البادثوع السور وع:.http: //www. syr-res. com

16 األ ح ك ام ال ف ق ه ي ة ال م ت ع ل ق ة ب م ر ض ى ال ح د ث الد ائ م و ط ر ق م ع ال ج ت ه م ط ب ي ا د. عبد الكريم بن محمد بن أحمد السماعيل جسم ثقيل أو أي شيء يسبب زيادة الضغط على المثانة فيؤدي إلى تسرب البول وتظهر المشكلة بوضوح عند امتالء المثانة بالبول ويعد هذا النوع أكثر أنواع سلس البول الذي يصيب النساء خاصة بعد الوالدة وفي سن انقطاع الطمث ويحدث نتيجة ضعف عضالت منطقة الحوض التي تقوم بدعم المثانة. سلس البول اإللحاحي: يحدث تسرب لكمية كبيرة من البول فجأة دون سابق إنذار ودون أي سبب واضح تشعر المصاب به فجأة بالرغبة في التبول ولكن قد التحكم به فيتسرب البول منه قبل وصوله إلى مكان قضاء الحاجة هذا النوع أثناء النوم ويكون نتيجة انقباض فجائي ال إرادي للمثانة. سلس البول الوظيفي: ال يستطيع ويحدث يحدث لكبار السن بسبب إصابتهم بمرض يعوق وصولهم إلى مكان قضاء الحاجة عند حاجتهم للتبول وعدم وجود شخص يساعدهم في الوصول للمكان أو فقدهم لإلدراك بالوقت نتيجة تقدم السن والشيخوخة مثل: عدم القدرة على الحركة والجلوس علىكرسي متحرك أو اإلصابة باأللزهايمر. سلس البول الفيضي: في تلك الحالة ال يحدث تفريغ كامل للمثانة من البول أثناء التبول وبذلك يتبقى دائم ا كمية كبيرة من البول في المثانة مما يؤدي إلى تسرب كمية صغيرة من البول كل فترة نتيجة امتالء المثانة. ويحدث نتيجة ضعف عضالت المثانة )نتيجة مرض عصبي أو مرض السكر( أو انسداد اإلحليل نتيجة حصوات أو ورم وهذا النوع من سلس البول نادر ا ما يصيب النساء

17 مجل ة الجامعة اإلسالمي ة ملحق العدد سلس البول المختلط: وفيه يحدث سلس البول التوتري واإللحاحي مع ا. سلس البول المؤقت: )الجزء الخامس( يكون تسرب البول مشكلة مؤقتة نتيجة بعض األدوية أو التهاب المسالك البولية أو إمساك شديد و بمجرد انتهاء السبب ينتهي تسرب البول ويعود المريض إلى طبيعته. 3 -عال ج السلس البلولي: السبب األساسي في السلس البولي هو ضعف عضالت قاع الحوض التي تتحكم في منطقة المثانة والعضالت المحيطة بها لذا يجد األطباء أن طرق العالج تركز جميعها على تقوية هذه العضالت. وهناك طريقان للعال ج: أوال : العال ج غير جراحي: وينصح به أوال ويتضمن طرقا مختلفة لتقوية عضالت قاع الحوض مع استخدام األدوية أو بدونها ومن طرق ذلك: أ- تمارين تقوية عضالت قاع الحوض: ويعطي العال ج بها نتائج جيدة إال أن المشكلة تكمن في ضعف التزام المرضى بها خاصة ألنها تتطلب تمارين مدى الحياة. ب- أجهزة التنبيه الكهربائي وأجهزة الليزر: تعد نتائجها "متوسطة" ولكن أكثر ما يزعج المرضى فيها هو أنها تتطلب نظاار: أسااوا الساالس البااو مااااظ للااثكتور هيااا دساا أبااو جاارايب مو ااع الطاا : http: //www. altibbi. com ونظاار: ساالس البااوظ )ااااثاع الساايطر علااى املثاسااة( مو ااع البادثوع السور وع:.http: //www. syr-res. com

18 األ ح ك ام ال ف ق ه ي ة ال م ت ع ل ق ة ب م ر ض ى ال ح د ث الد ائ م و ط ر ق م ع ال ج ت ه م ط ب ي ا د. عبد الكريم بن محمد بن أحمد السماعيل إدخال أجهزة ومحسات داخل الفر ج أو الشر ج مما يدفع الكثير من المرضى إلى عدم تقبلها لما تسببه من إحرا ج وألم في بعض األحيان. ج-أجهزة تأهيل العضالت عن طريق المجال المغناطيسي: وتعد طريقة حديثة نسبي ا وتمثل أمال كبير ا للكثير من المرضى لكونها بدون ألم وبدون إدخال أي شيء داخل الجسم وبدون الحاجة إلى خلع المالبس وفي خصوصية تامة فضال عن كونها تعطي نتائج جيدة جيد ا ويعتمد مبدأ العالج بها على فكرة سهلة وهي: أن أعصاب وعضالت قاع الحوض تستجيب للتنبيه المغناطيسي عن طريق االنقباض من 50-1 انقباضة في الثانية ال إرادي ا مما يزيد من قوتها وكل ما على المريض فعله هو الجلوس على كرسي مريح لمدة زمنية قصيرة والتعرض لهذه الموجات بشكل يومي أو حسب ما يحدده الطبيب المعالج وتعطي هذه الطريقة نتائج أفضل مقارنة بالتمارين العادية لكونها تعمل مباشرة على األعصاب المغذية للعضالت مما يجعل الفائدة أسرع وأكبر. ثاني ا: العال ج الجراحي: في الحاالت التي ال تستجيب ألي من العالجات السابقة قد يلجأ الطبيب المعالج إلى التدخل الجراحي. ثالثا: البواسير السيالة: 1 -تعريف البواسير: البواسير جمع باسور وهو داء معروف والبواسير في المقعدة: أن يخرج http: عااغج جث ااث للساالس البااو مااااظ للااثكتور وسااف صاااط ساارداع مو ااع الطاا : //www. altibbi. com و نظاار: ساالس البااوظ موسااوعة امللااك عبااثاهلل باا عبااثالعي ي العربية للمحتوى الصحي يف املو ع االلكرتوين:.https: //www. kaahe. org

19 مجل ة الجامعة اإلسالمي ة ملحق العدد 183 )الجزء الخامس( منها دم غليظ عبيط وربما كان بها نتو أو غؤور يسيل منها صديد وربما كان معلقا معها. وأما عند األطباء فهي: تور مات تحتوي على أوعية دموية متوسعة ومنتفخة في المستقيم والشرج أو حولهما. وال تكون البواسير من أمراض الحدث الدائم إال إذا كان الدم الخارج بسببها من داخل المقعدة بحيث ال يمضي على المبتلى بها وقت صالة إال ويجد سيالن الدم من فتحة الشرج. 2 -أنواع البواسير: يقسم األطباء البواسير إلى نوعين: أوال : البواسير الداخلية: يقصد بها حاالت البواسير التي يكون الوعاء الدموي المتضخم فيها موجود ا داخل القناة الشرجية وغالب ا ما ترتبط بنزول دم دون حدوث ألم وفي الحاالت المتقدمة قد يحدث هبوط للدوالي الداخلية غير فتحة الشر ج لتبرز خارجي ا بشكل واضح ويصاحبها حدوث ألم شديد. للخار ج. وتنقسم البواسير الداخلية ألربع مراحل: المرحلة األولى: وعاء دموي متضخم داخل القناة الشرجية لكنه ال يبرز هتااااا ل اللغااااة للهااااروي )12/ 287( ومفاااااتيح العلااااو) للخااااوا)مي )ص: 189( )ص: 394( نظر: البواسر Haemorrhoids مااظ يف مو اع يبكتاوري: واملطلاااااع http: //www. doctoori. http: مااظ للثكتور مارا اجلاف مو ع بيل العرب: Hemorrhoids البواسر net.//www. 3rbdr. net

20 األ ح ك ام ال ف ق ه ي ة ال م ت ع ل ق ة ب م ر ض ى ال ح د ث الد ائ م و ط ر ق م ع ال ج ت ه م ط ب ي ا د. عبد الكريم بن محمد بن أحمد السماعيل المرحلة الثانية: وعاء دموي متضخم داخل القناة الشرجية لكنه يبرز للخار ج أثناء التبرز أو خرو ج الغازات بمصاحبة الحزق ولكنه يعود للداخل بمجرد انتهاء تأثير الضغط الحزق. المرحلة الثالثة: الوعاء الدموي المتضخم يبرز تلقائي ا خار ج فتحة الشر ج دون وجود ضغط أو حزق عليه ولكنه يعود للداخل عندما يرجعه المريض. المرحلة الرابعة: الوعاء الدموي المتضخم يبرز خار ج فتحة الشر ج بشكل مستمر وال يعود داخل القناة الشرجية. ثاني ا: البواسير الخارجية: يقصد بها حاالت البواسير التي يكون الوعاء الدموي المتضخم فيها موجود ا في الجزء الخارجي لفتحة الشر ج وال يصاحبها ألم إال إذا حدث تجلط في الدم الموجود داخل الوعاء الدموي. كما أنه ال يصاحبها نزيف إال إذا حدث انفجار للوعاء الدموي المتضخم وتختلف تقنيات العال ج وفق ا لنوع البواسير وقد يصاب 3 -العال ج: أ- الشخص بالنوعين في نفس الوقت. يأخذ عال ج البواسير أشكاال متعددة منها: العال ج التحفظي: يجب أن يكون هذا العال ج أول ما يعمله المريض الذي لديه بواسير. وهذا عن طريق اإلكثار من تناول المأكوالت التي تحتوي كيف تكتشاف إصاابتك بالبواسار وكياف تعاجلهاا ماااظ للاثكتور عاايبظكارمي مكااوي مو اع كا او) معلوماة بياة: http: //www. dailymedicalinfo. com ونظار: مااهي البواساار )تعرااف البواساار( بالصااور جملااة عااغج البواساار مو ااع جملااة البواساار االلكاارتوين:.http: //fasthemorrhoidstreatment. com

21 ب- - - مجل ة الجامعة اإلسالمي ة ملحق العدد 183 )الجزء الخامس( على األلياف وهي موجودة بكثرة في الخضار والفاكهة. ويجب اإلكثار من شرب السوائل وعدم محاولة الدفع بشدة أثناء اإلخرا ج وفي بعض األحيان قد تفيد المراهم الموضعية في التخفيف من األعراض ولكنها ال تعالج البواسير كما ينبغي استخدامها فقط لمدة قصيرة. العال ج غير الجراحي: إذا لم تفد العالجات السابقة واستمرت أعراض البواسير فهناك عالجات أخرى يمكن استخدامها في عيادة الجراح دون جراحة أو تخدير ألنها غير مؤلمة مثل: الربط بالحلقة المطاطية: وهذه تؤدي إلى انكماش البواسير. الحقن بمادة كيميائية: وتؤدي أيض ا إلى انكماش البواسير. ج-العال ج الجراحي: وهذا العال ج ضروري في المراحل المتقدمة من البواسير إذا لم تتحسن مع العالجات التحفظية. وهي عملية تتم تحت التخدير العام ويتم خاللها استئصال البواسير لكن ينبغي عدم االستعجال إلجراء عملية قبل محاولة العالجات األخرى إن أمكن. وهي عملية مؤلمة نسبي ا وقد تحتاج لفترة نقاهة طويلة. وما تقدم هو جملة من األحداث الدائمة التي يحسن معرفتها وكيفية عالجها قبل الدخول في بيان األحكام التي سيأتي بيانها في المبحثين اآلتيين. http: نظاار: معلومااات عامااة عاا البواساار مااااظ للااثكتور باساا ماار مو ااع الطاا : //www. altibbi. com البواسر الشارجية و ار عغجهاا ماااظ للاثكتور دنااع راجاي راين مو ع جملة لل ا ريبع:.http: //joheart. com

22 األ ح ك ام ال ف ق ه ي ة ال م ت ع ل ق ة ب م ر ض ى ال ح د ث الد ائ م و ط ر ق م ع ال ج ت ه م ط ب ي ا د. عبد الكريم بن محمد بن أحمد السماعيل املبحث ا لول: ا لحكام الفقهية املتعلقة مبرضى احلدث الدائم مريض الحدث الدائم يتعلق به عدد من األحكام في طهارته وصالته وصومه ونسكه ونكاحه وفيما يأتي من مطالب بيان لجملة من األحكام المتعلقة بمرضى الحدث الدائم: املطلب ا لول: طهارة مرضى احلدث الدائم صاحب الحدث الدائم قد يكون خرو ج حدثه من السبيل وقد يكون من غيره فهاتان صورتان لصاحب الحدث الدائم بيانهما في الفرعين اآلتيين: الفرع األول: خرو ج الحدث الدائم من السبيل: إذا خر ج الحدث الدائم من السبيل فقد يكون خروجه مستمر ا وقد يكون متقطع ا فهاتان حالتان لخرو ج الحدث الدائم من السبيل بيانهما فيما يأتي: الحالة األولى: خرو ج الحدث الدائم مستمر ا: إذا كان الحدث الدائم يخر ج مستمر ا بحيث ال يتوقف أو يتوقف الزمن اليسير الذي ال يسع لفعل الطهارة والصالة فقد اختلف العلماء في وجوب الوضوء عليه والحالة هذه على أقوال أبرزها قوالن: القول األول: أنه يجب الوضوء على من حدثه دائم )3( من الحنفية والشافعية والحنابلة وهو قول الجمهور اهلثا ة للمرهيناين )1/ 34( وتبيف احلاا م لليلعي )1/ 64( واالختيار للموصلي )1/ 29(. احلاوي للماوريبي )1/ 442( واجملمو للنووي )2/ 541( واإل نا للشربي )1/ 96(. )3( املغااا البااا ثاماااة )247/1( وكشاااف املخاااثرات للبعلاااي )96/1( ومطالااال أو النهاااى للرديباين )264/1(.

23 مجل ة الجامعة اإلسالمي ة ملحق العدد 183 )الجزء الخامس( وإن اختلفوا فيما يتوضأ له فذهب الحنفية والحنابلة: أنه يتوضأ لدخول وقت كل صالة ويصلى ما شاء من فروض ونوافل وذهب الشافعية إلى: أنه يتوضأ لكل صالة مفروضة. القول الثاني: يستحب الوضوء لمن حدثه دائم أدلة القولين: وهو قول المالكية. استدل أصحاب القول األول بأدلة منها: أوال : أن النبي -صلى اهلل عليه وسلم- أمر المستحاضة بالوضوء كما جاء في أحاديث كثيرة منها: حديث عائشة قالت: جاءت فاطمة بنت أبي حبيش )د: -رضي اهلل عنها- إلى النبي ت( 58 ه( )ت: -صلى اهلل عليه وسلم- فقالت: يا رسول اهلل إني امرأة أستحاض فال أطهر أفأدع الصالة فقال رسول اهلل قال -صلى اهلل عليه وسلم-:»ال إنما ذلك عرق وليس بحيض فإذا أقبلت حيضتك فدعي الصالة وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم ثم صلي«- أي هشام بن عروة-)ت: )3( صالة حتى يجيء ذلك الوقت«. 146 ه(: وقال أبي:»ثم توضئي لكل - نظاااار: اهلثا ااااة للمرهيناااااين )34/1( واحلاااااوي للماااااوريبي )442/1( واملغاااا الباااا ثامااااة.)247/1( مواهااال اجلليااا للحطااااب )181/1( والفواكاااه الاااثواين للنفاااراوي )111/1( الثمااار الاااثاين لأل)هري )ص: 28(. )3( أخرجااه البخاااري كتاااب الوضااوء باااب هساا الااث) راا )228( وأخرجااه مساال كتاااب احليض باب املستحاضة وهسلها وصغهتا ر )333( كغمها م دث عا شاة لكا ي اااكر مساال روا ااة عاارو عاا أبيااه و اااظ.. إ لااالك اااظ )1/ 262(: "ويف دااث محايب ب ( ث ( ايب درف تركنا ذكر "

24 أ- األ ح ك ام ال ف ق ه ي ة ال م ت ع ل ق ة ب م ر ض ى ال ح د ث الد ائ م و ط ر ق م ع ال ج ت ه م ط ب ي ا د. عبد الكريم بن محمد بن أحمد السماعيل ونوقش: أن قوله: "ثم توضئي لكل صالة" من كالم عروة )ت: 93 ه( فهو موقوف عليه وليس منكالم النبي -صلى اهلل عليه وسلم-. وأجيب: أنه لو كان كالمه لقال: ثم تتوضأ بصيغة اإلخبار فلما أتى به بصيغة األمر دل على أنه ليس من كالمه. ب- أنه قد جاء رفع ذلك في رواية عند أبي داود )3( اغتسلي ثم توضئي لكل صالة وصلي". ونوقش: )ت: 275(: "ثم بأن الوضوء مدر ج من كالم عروة )ت: 93 ه( وعلى فرض رفعه فهو غير محفوظ فرواية ذكر الوضوء شاذة لمخالفتها للروايات الصحيحة التي لم يأت )4( فيها ذكر الوضوء. عمث الااري )3/ 143( واتح الباري الب دجر )1/ 332(. املرجعف الساباف. )3( أخرجه أبو يباويب كتاب الطهار باب م اظ: تغتس م هر إىل هر ر )298( م دث عا شة وأخرجه أمحث يف مسنث ر )25681( )454/42( و)ايب: " وإع طر الاااث) علااااى احلصااار" وأخرجااااه اباااا ماجاااه اااااا الياااايب كتاااااب التاااايم بااااب مااااا جاااااء يف املستحاضااة الااد ااث عااثت أ ااا) أ را هااا باا أع سااتمر اااا الااث) راا )624( وصااححه ا لباين يف اإلرواء )1/ 146(. )4( نظر: السن الككى للبيهاي )1/ 485( ااث جاء ايها: "و ث روي ايه ( ايب الوضوء لك صااغ وليساات محفوةااة وروا أبااو أسااامة عاا هشااا) وذكاار ايااه االهتساااظ إال أسااه خااالف اجلماعة يف سيا ه" ونظر: اتح الباري الب دجر )1/ 409(

25 مجل ة الجامعة اإلسالمي ة ملحق العدد 183 )الجزء الخامس( ثانيا : أن هذا الخارج خارج من السبيل فانتقض الوضوء بخروجه كالمذي ويمكن أن يناقش:. بأن هذا قياس مع الفارق فالمذي منصوص على الوضوء منه بخالف الخارج الدائم. واستدل أصحاب القول الثاني بأدلة منها: 1 -أن النصوص الشرعية دلت على وجوب الوضوء من الخارج المعتاد أما الخارج غير المعتاد أو الخارج الدائم فلم يرد نص صحيح صريح في )3( وجوب الوضوء منه. ويمكن أن يناقش: بأن النص قد جاء في أمرها بالوضوء كما في أدلة القول األول. ويجاب: )4( بأن رواية األمر بالوضوء غير محفوظة مخالفة لروايات الثقات. 2 -ما ورد أن رجال قال: يا رسول اهلل إن بي باسور ا وكلما توضأت سال فقال النبي -صلى اهلل عليه وسلم-: "إذا توضأت فسال من قرنك إلى )5( قدمك فال وضوء عليك" فالحديث يدل على أن الوضوء ال ينتقض املغ الب ثامة )1/ 248( والشرد الكبر الب أيب عمر) 1 / 357(. نطر: املغ الب ثامة )1/ 248( واتح الباري الب دجر ) /1( الاثا )3( بثا ااة اجملتهااث الباا رشااث )1/ 41( ااااث جاااء يف الكااغ) عاا اخلااارج هاار املعتااايب واخلااارج مااا سصااه: " امالاك اارجح ماهبااه باهع ا صاا هااو: أع ما اخلاااص علااى خصوصااه دىت ثظ الثلي على هر ذلك" ونظر: املغ الب ثامة )1/ 248(. )4( نظر يبلي الاوظ ا وظ ومنا شته ص )27-26 (. )5( أخرجاه البيهااي يف ساننه كتااب احلايض بااب الرجا بتلاى باملااي والباوظ را )1671( =

26 األ ح ك ام ال ف ق ه ي ة ال م ت ع ل ق ة ب م ر ض ى ال ح د ث الد ائ م و ط ر ق م ع ال ج ت ه م ط ب ي ا د. عبد الكريم بن محمد بن أحمد السماعيل. بالخارج الدائم ويناقش من وجهين: أ- ب- أن الحديث ضعيف ففي إسناده راو مجهول. ويمكن أن يقال: على فرض صحة الحديث فإن الرجل ذكر أنه يتوضأ بخرو ج هذا الخار ج وأقره النبي -صلى اهلل عليه وسلم- على الوضوء منه مما يدل على أن الوضوء من الخار ج الدائم أمر مستقر لدى الصحابة رضي اهلل عنهم-. الترجيح: - يظهر لي أن القول األول وهو وجوب الوضوء على من حدثه دائم هو الراجح وذلك ألسباب منها: 1 -قوة دليل هذا القول. 2 -أن األصل هو وجوب الوضوء بالخار ج من السبيل فقد نقل اإلجماع على )3( ذلك والتفريق بين الخارج الدائم وغير الدائم يحتاج إلى دليل. 3 -أن في وجوب الوضوء على من حدثه دائم احتياط ا للعبادة وإبراء للذمة = وأخرجه الثار ط كتاب الطهاار بااب يف الوضاوء ما اخلاارج ما الباثع كالرعااف والاايء واحلجامة وحنو ر )594(. نظر: املعوسة للااضي عبثالوهاب )ص: 153( و اإلشراف له أ ملا) 1 / 142(. اظ البيهاي بعث ذكر للحث )1/ 525(: " اظ أبو أمحث: هااا منكار ال أعلا أداثا روا ع عمرو ب يب نار هار عباث امللاك با مهاراع. و اظ الثار ط بعث أع سا احلث )3( نظر: اإلمجا الب املنار )ص: 29-30(. ااظ أباو أمحاث: وهاو جمهاوظ لايس بااملعروف" )1/ 291(: "عبث امللك هاا ضعيف وال صح".

27 مجل ة الجامعة اإلسالمي ة ملحق العدد 183 )الجزء الخامس( وإذا تبين بأنه يجب على من حدثه دائم الوضوء فإن عليه قبل الوضوء أن يغسل المحل إن أمكن غسله ويتحفظ من النجاسة الخارجة منه بما يمنع وصولها إلى ثيابه ثم يتوضأ ويكون وضوؤه لكل صالة بعد دخول وقتها ويدل على ذلك ما تقدم من حديث عائشة -رضي اهلل عنها- الحالة الثانية: خرو ج الحدث من السبيل متقطع ا: إذا كان الحدث الدائم يخر ج متقطع ا بين فترة. )ت: 58 ه( وأخرى فتوضأ صاحب الحدث الدائم ثم خر ج منه الحدث مرة أخرى فهل يجب إعادة الوضوء بعد انقطاعه أو ال يجب ذلك وللعلماء في المسألة قوالن: القول األول: أنه ال عبرة باالنقطاع مادام أنه لم يكن انقطاع برء فال يجب عليه إعادة الوضوء وهذا القول رواية عند الحنابلة. القول الثاني: التفصيل فإذا كان الحدث ينقطع عادة مدة تسع لفعل الطهارة والصالة وجب إعادة الطهارة أما إذا كان االنقطاع ال يتسع لفعل الطهارة والصالة فال يجب إعادتها )5( والمعتمد عند الحنابلة. )4( )3( وهذا قول الحنفية والشافعية نظر: ص ( 26( ومغ احملتاج للشربي )281/1-282( وكشاف الانا للبهويت) 1 / 215(. املغ الب ثامة )1/ 249( واملبث الب مفلح )1/ 257( و اإلسصاف للمريباوي )1/ 380(. )3( نظر: تبيف احلاا م لليلعي )1/ 65-66( ااث جاء ايه: "إمنا صر صادل عار إذا ي جيث يف و ت صغ )ماس ا توضه و صلي ايه خالي ا عا احلاث " و نظار: يبرر احلكاا) للماغ خسرو /1( )44 والبحر الرا م الب ي )1/ 228(. )4( أساااىن املطالااال لألسصااااري )1/ 103( وحتفاااة احملتااااج للهيتماااي )1/ 397( وهنا اااة احملتااااج للرملي /1(.)338 )5( املبث الب مفلح )1/ 257( و اإلسصاف للمريباوي )1/ 380( وكشاف الانا للبهويت )1/ 215(.

28 ھ ھ ھ ھ ے ے ے األ ح ك ام ال ف ق ه ي ة ال م ت ع ل ق ة ب م ر ض ى ال ح د ث الد ائ م و ط ر ق م ع ال ج ت ه م ط ب ي ا د. عبد الكريم بن محمد بن أحمد السماعيل أدلة القولين: استدل أصحاب القول األول بأدلة منها: 1 -قول اهلل تعالى: ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ۇٴ ۋ ]البقرة: 185[ وقوله تعالى: 78[ ]الحج: فاعتبار مريض الحدث الدائم لهذا االنقطاع يشق والعادة في أصحاب هذه األعذار أن الخار ج يجري وينقطع فاعتبار مقدار االنقطاع فيما يمكن فعل العبادة فيه يشق وإيجاب الوضوء به حر ج لم يرد الشرع به. 2 -أن النبي - صلى اهلل عليه وسلم أمر المستحاضة بالوضوء لكل صالة فقال لها: " ثم توضئي لكل صالة وصلي" من غير تفصيل فالتفصيل )3( يخالف مقتضى الخبر ويأخذ حكم المستحاضة كل من كان حدثه دائم ا. واستدل أصحاب القول الثاني بأدلة منها: 1 -أن طهارة أصحاب الحدث الدائم إنما عفي عن الحدث فيها للضرورة فإذا انقطع الحدث فقد أمكن اإلتيان بالعبادة على وجه ال عذر معه وال )4( ضرورة فتعين فعلها على هذا الوجهكمن ال عذر له. املغ الب ثامة )1/ 249( تاث) خترجيه ص )32( )3( املغ الب ثامة )1/ 249( والشرد الكبر الب أيب عمر )1/ 362(. والشرد الكبر الب أيب عمر )1/ 362( )4( نظر: مغ احملتاج للشربي )1/ 283( النهى للرديباين )1/ 266(. وكشاف الانا للبهويت) 1 / 215( ومطالال أو

29 ويمكن أن يناقش: مجل ة الجامعة اإلسالمي ة ملحق العدد 183 )الجزء الخامس( أنه ال يسلم زوال الضرورة بمجرد االنقطاع مدة تسع للطهارة والصالة بل الضرورة باقية والعذر باق وال تزول الضرورة إال بالبرء ومن القواعد الفقهية: "أن ما جاز لعذر يبطل بزواله" ويفهم منه أن العذر ما دام مستمر ا فالحكم باق ال يبطل. 2 -القياس على التيمم فبما أن المتيمم إذا وجد الماء بطل تيممه فكذلك المحدث حدث ا دائم ا إذا انقطع حدثه وجب عليه إعادة الوضوء. ويمكن أن يناقش: بأن هذا قياس مع الفارق فالمتيمم إذا وجد الماء فقد زال عذره أما المحدث حدث ا دائم ا إذا انقطع حدثه ولم يكن هذا انقطاع برء فإن العذر ال يزال قائم ا. الترجيح: يظهر لي أن القول الراجح هو القول األول وهو أن صاحب الحدث الدائم إذا انقطع حدثه فال عبرة بهذا االنقطاع إن لم يكن انقطاع برء من المرض وذلك ألسباب منها: 1 -قوة دليل هذا القول. 2 -عدم وجود دليل صحيح صريح يؤيد القول بالتفصيل ولهذا لما قيل لإلمام أحمد )ت: 241 ه(: إن هؤالء يتكلمون بكالم كثير ويوقتون بوقت يقولون: إذا توضأت للصالة وقد انقطع الدم ثم سال بعد ذلك ا شبا والنظا ر للسيو ي )ص: 85( وا شبا والنظا ر الب ي )ص: 74(. أسىن املطالل لألسصاري )1/ 103( ومغ احملتاج للشربي ) /1(.

30 األ ح ك ام ال ف ق ه ي ة ال م ت ع ل ق ة ب م ر ض ى ال ح د ث الد ائ م و ط ر ق م ع ال ج ت ه م ط ب ي ا د. عبد الكريم بن محمد بن أحمد السماعيل قبل أن تدخل في الصالة تعيد الوضوء. ويقولون: إذا كان الدم سائال فتوضأت ثم انقطع الدم قوال آخر قال: لست أنظر في انقطاعه حين توضأت سال أم لم يسل إنما آمرها أن تتوضأ لكل صالة فتصلي بذلك الوضوء النافلة والفائتة حتى يدخل وقت الصالة األخرى. 3 -أن فيه مراعاة للمقاصد الشرعية من رفع الحرج عن المكلف والتيسير عليه في أمر يشق ويعسر التحرز منه. الفرع الثاني: خرو ج الحدث الدائم من غير السبيل: إذا خر ج الحدث الدائم من غير السبيل كما لو خر ج منه بول أو غيره من غير السبيل فهل خروجه ينقض الوضوء أو ال وقبل ذكر الخالف في هذه المسألة يحسن تحرير محل النزاع فيها ببيان ما يأتي: 1 -اتفق العلماء على أن خروج البول والغائط من غير السبيل ناقض للوضوء إنكان المخرج مسدود ا بأصل الخلقة. 2 -واتفقوا على أن خروجهما من غير السبيل ناقض للوضوء إذا انسد )3( المخرج انسداد ا عارض ا وكان خروجهما من تحت المعدة. واختلفوا فيما إذا كان المخر ج المعتاد لم ينسد أو كان انسداد المخر ج عارض ا وخر ج البول أو الغائط من فوق المعدة أو كان الخار ج نجس ا غير بول املغ الب ثامة )1/ 249( نظر: البنا ة للعي )1/ 257( والشرد الكبر الب أيب عمر) 1 / 360(. والتاج واإلكلي للموا )426 /1( )177 )3( واملغ الب ثامة )1/ 127(. نظار: اهلثا اة للمرهيااين )1/ 17( ومواهال اجلليا للحطااب )1/ 293( لألسصاري) 1 / 54( واملغ الب ثامة )1/ 127(. واحلاوي للماوريبي )1/ وأساىن املطالال

31 مجل ة الجامعة اإلسالمي ة ملحق العدد 183 )الجزء الخامس( وغائط ولهم في المسألة أقوال عدة يمكن ردها إلى ثالثة أقوال: القول األول: أن ما يخر ج من غير السبيل ينقض الوضوء مطلق ا إن كان بوال أو غائط ا قليال كان أو كثير ا أو كان الخار ج نجس ا كثير ا غير البول والغائط كالدم والقيء ونحوهما وهذا قول الحنفية والمعتمد عند الحنابلة. القول الثاني: أن ما يخر ج من غير السبيل ال ينقض الوضوء إال إذا انسد المخر ج المعتاد انسداد ا عارض ا وخر ج بول أو غائط من تحت المعدة وال ينقض الوضوء الخار ج النجس من غير السبيل )4( من قولي الشافعية. )3( وهو قول المالكية القول الثالث: التفصيل فينقض الوضوء الخار ج من غير السبيل إن كان بوال أو غائط ا وأما ولكن يستحب منه الوضوء.)6( ابن تيمية إن كان نجس ا غيرهما من الدم والقيء فال ينقض الوضوء )5( وهو قول عند الشافعية واختاره شيخ اإلسالم باثا ع الصاانا ع للكاسااين )1/ 25( وتبيااف احلااا م لليلعااي )1/ 7( وداشاية الطحطاااوي )ص: 87(. املغاا الباا ثامااة )1/ 127( واإلسصاااف للمااريباوي )1/ 197( وكشاااف الانااا للبهااويت.)124 /1( )3( شاارد صتصاار خلياا للخرشااي )1/ 154( وماانح اجللياا لعلااي )1/ 110( والثماار الااثاين لأل)هري )ص: 26(. )4( احلاااااوي للماااااوريبي )1/ 177( واجملمااااو للنااااووي) 6/2-8( وأسااااىن املطالاااال لألسصاااااري.)54/1( )5( احلاوي للماوريبي ) 177/1 و 202 ( ومرا املفاتيح للهروي) 4 / 1394(. )6( جممو اتاوى شيخ اإلساغ) ابا تيمياة) 20 / 527( اااث جااء اياه ماا سصاه: "وساتحل أع توضه م احلجامة والايء وحنومها"

32 ڦ ڦ ڦ ڦ ڄ ڄ األ ح ك ام ال ف ق ه ي ة ال م ت ع ل ق ة ب م ر ض ى ال ح د ث الد ائ م و ط ر ق م ع ال ج ت ه م ط ب ي ا د. عبد الكريم بن محمد بن أحمد السماعيل أدلة األقوال: استدل أصحاب القول األول بأدلة منها: 1 -أن كون الوضوء ينتقض بالبول والغائط إذا خرجا من غير السبيل سواء كان ما خر ج قليال أو كثير ا فلعموم األدلة الدالة على أن الوضوء ينتقض بخرو ج البول والغائط ومن ذلك قوله تعالى: ]المائدة: 6 [ ولحديث:كان النبي - صلى اهلل عليه وسلم - يأمرنا إذا كنا سفر ا أن ال ننزع خفافنا ثالثة أيام إال من جنابة لكن من غائط وبول ونوم فعموم اآلية والحديث يدالن على أن خروج البول الغائط ناقض للوضوء علىكل حال سواء خرجا من المخرج المعتاد أو من غيره. ويمكن أن يناقش: أن غسل غير الموضع الذي أصابته النجاسة أمر تعبدنا اهلل به من غير أخرجاه أمحاث را )18091( )30/ 11( وأخرجاه الرتمااي كتااب الطهاار بااب املساح علاااى اخلفاااف للمسااااار واملااااي رااا )96( و ااااظ الرتمااااي )1/ 160(: "داااث دسااا صااحيح" وأخرجااه النسااا ي كتاااب الطهااار باااب ا ماار بالوضااوء ماا الغااا و والبااوظ ر اا )144( وأخرجه اب ماجه كتاب الطهار وسننها بااب الوضاوء ما الناو) ر ا )478( وأخرجه اب خيمية يف صحيحه كتاب الوضوء باب ذكر وجوب الوضوء م الغا و والبوظ والنو) ر )17( وأخرجه اب دباع يف صحيحه بااب ساوا ض الوضاوء ذكار اخلاك الاثاظ علاى أع الراايب الااي هاو النعاا ال وجال علاى ما وجاث اياه وضاوءا وأع الناو) الااي هاو )واظ العاا وجال علاى ما وجاث اياه وضاوءا را )1100( كلها ما داث صافواع با عساظ- رضي اهلل عنه-. تبيااف احلاااا م لليلعااي) 1 / 7( للبهويت /1(.)124 والشاارد الكباار الباا أيب عماار )1/ 177( وكشاااف الانااا

33 مجل ة الجامعة اإلسالمي ة ملحق العدد 183 )الجزء الخامس( معنى يعقل إذ العقل إنما يقتضي وجوب غسل الموضع أصابته الذي النجاسة فيقتصر في ذلك على مورد الشرع وهو المخرج المعتاد. وأجيب: بأن البول والغائط إذا تغلظ حكمهما بسبب خروجهما من المخر ج المعتاد فألن يتغلظ حكم أنفسهما أولى وأحرى فيكون خروجهما ناقض ا للوضوء مطلق ا. 2 -أما كون الوضوء ينتقض بالخار ج النجس من غير السبيل إذا كان كثير ا فلألحاديث واآلثار الدالة على الوضوء من الخار ج النجس من غير السبيل حتى لو لم يكن بوال أو غائط ا ومنها: ما روى عن رسول اهلل -صلى اهلل عليه وسلم- أنه قال: "من أصابه قيء )3( أو رعاف أو قلس أو مذي فلينصرف فليتوضأ ثم ليبن على صالته وهو )4( في ذلك ال يتكلم" كما أن ذلك ورد عن عدد من الصحابة رضي اهلل عنهم العنا ة للبابريت) 1 / 40-39( والاخر للارايف )1/ 236( وهنا ة املطلل للجو )119/1( شرد عمث الفاه الب تيمية )1/ 295(. )3( الالاس هاو: أع بلا الطعاا) إىل احللام ما ء احللام أو يبوساه م رجاع إىل اجلاوف و يا : هاو الايء و ي : هو الااف بالطعا) وهر و ي : هو ما واجلمع أ غ. ما ارج إىل الفا نظر: لساع العرب الب منظور) 6 / 179( واملصباد املنر للفيومي )2/ 513(. الطعاا) والشاراب )4( أخرجاه ابا ماجاه كتااب الصالوات والسانة ايهاا بااب ماا جااء يف البنااء علاى الصاغ را )1221( وأخرجااااه الااااثرا ط كتاااااب الطهااااار باااااب يف الوضااااوء ماااا اخلااااارج ماااا البااااثع كالرعاااف والااايء واحلجامااة وحنااو راا )563( وأخرجااه البيهاااي يف سااننه مجااا أبااواب احلاث بااب تارو الوضاوء ما خاروج الاث) ما هار صارج احلاث را )670( ما داث =

34 األ ح ك ام ال ف ق ه ي ة ال م ت ع ل ق ة ب م ر ض ى ال ح د ث الد ائ م و ط ر ق م ع ال ج ت ه م ط ب ي ا د. عبد الكريم بن محمد بن أحمد السماعيل كابن عمر )ت: 73 ه( وابن عباس )ت: 68 ه( وغيرهما. ويناقش بما يأتي: أ- ال يسلم بصحة الحديث المروي في المسألة وعلى فرض صحته فهو محمول على غسل األذى وما أصاب الجسد منه ال وضوء الصالة ب- وأما اآلثار فما صح منها عن الصحابة -رضي اهلل عنهم-. فهو محمول كما تقدم على غسل ما أصاب الجسد ال وضوء الصالة كما تقدم ثم إنه على فرض أن مراد من توضأ وضوء الصالة فقد روي عن غيرهم من الصحابة خالفهم وليس قول بعضهم حجة على بعض بل إن من روي عنه )3( الوضوء قد ورد عنه تركه في بعض المواطن = عا شااة -رضااي اهلل عنهااا- و ااث ضااعف العلماااء احلااث ااااث اااظ الااثارط يف سااننه )1/ 283(: "عبايب ب كثر وعطاء ب عجغع ضعيفاع كاا روا إمساعي با عياا عا ابا جااار ب عااا ابااا أيب مليكاااة عااا عا شاااة. وتابعاااه ساااليماع بااا أر ااا وهاااو مااارتوو احلاااث وأصحاب اب جرب احلفاظ عنه رووسه ع اب جرب ع أبيه مرسغ واهلل أعل " و ااظ البيهاي )1/ 223(: " وأما دث اب جرب ع اب أيب مليكة ع عا شة الاي رو ه إمساعيا با عياا الايس بشايء و ااظ الشاااعي: يف داث ها الروا ة بثابتاة عا النا اهلثا ة الب دجر )1/ 31(. -صالى اهلل علياه وسال ابا جار ب عا أبياه ليسات -" و نظار: الثرا اة يف ختارب أدايب ا تبيف احلاا م لليلعي )1/ 8( وداشية الطحطاوي على مرا اي الفاغد )ص: 87( الب ثامة )1/ 136(. السااااان الكاااااكى للبيهااااااي )223/1( واملغا والشاااااايف البااااا ا ااااار اجلااااايري )1/ 267( والتناااااور للصنعاين /9(.)259 )3( نظر: معراة السن واآل ار للبيهاي )1/ 419( ااث روى البيهااي يفكتااب الطهاار بااب =

35 مجل ة الجامعة اإلسالمي ة ملحق العدد 183 واستدل أصحاب القول الثاني بأدلة منها: )الجزء الخامس( 1 -أن كون الوضوء ال ينتقض إذا انسد المخرج وخرج البول أو الغائط من فوق المعدة فألن الخار ج في هذه الحالة بمنزلة القيء والتجشأ فلم ينقض الوضوء خروجه بخالف ما لو خر ج من تحت المعدة فإن الطعام لما انحدر إلى األمعاء أصبح فضلة قطع ا وصارت الفتحة التي تحت المعدة قائمة مقام السبيلين عند انسدادهما. ويمكن أن يناقش: بأن النصوص عامة في انتقاض الوضوء بخروج البول والغائط والتفريق بين ما خرج من فوق المعدة وما خرج من تحتها يحتاج إلى دليل. 2 -أما كون الوضوء ال ينتقض بالخارج النجس من غير السبيلين فلألحاديث واآلثار الواردة في ذلك ومنها: قول النبي صلى اهلل عليه وسلم: "ال وضوء إال من صوت )3( أو ريح" فهذا يدل على أنه ال يجب الوضوء من = الوضااوء ماا الااايء والرعاااف راا )1154( عاا بكاار باا عبااث اهلل اااظ: "رأ اات اباا عماار عصر بثر يف وجهه اخرج شيء م يب) احكه بف أصبعيه م صلى وي توضه " وأخرجه اباا أيب شاايبة يف مصاانفه )1/ 128( اااظ اباا دجاار يف اااتح الباااري )1/ 282(: "وصااله اب أيب شيبة بإسنايب صحيح". منح اجللي لعلي )1/ 110( املغاا الباا ثامااة )1/ 127( للبهويت /1(.)124 واحلاوي للماوريبي) 1 / 177(. والشاارد الكباار الباا أيب عماار )1/ 177( وكشاااف الانااا )3( أخرجااه أمحااث راا )10093( )16/ 108( وأخرجااه الرتماااي كتاااب الطهااار باااب مااا جاااء يف الوضاااوء ماا الااار ح ر اا )74( و ااااظ الرتماااي: " دسااا صااحيح" وأخرجاااه ابااا ماجااه كتاااب الطهااار وسااننها باااب ال وضااوء إال ماا دااث ر اا )515( وأخرجااه اباا =

36 أ- األ ح ك ام ال ف ق ه ي ة ال م ت ع ل ق ة ب م ر ض ى ال ح د ث الد ائ م و ط ر ق م ع ال ج ت ه م ط ب ي ا د. عبد الكريم بن محمد بن أحمد السماعيل ب- الخار ج النجس من غير السبيل كما أنه ورد عدم الوضوء من الخارج النجس من غير السبيل عن عدد من الصحابة منهم ابن عمر )ت:. 73 ه( وأبو هريرة )ت: 59 ه( وابن أبي أوفى )ت: 87 ه( ونوقش: بأن الحديث ليس المراد به حصر نواقض الوضوء في الريح باإلجماع فإن زوال العقل والنوم من النواقض ولم تذكر فيه بل المراد نفي وجوب الوضوء بالشك في خرو ج الريح حتى يدل عليه ما يرفع الشك من ريح.)3( أو صوت وأما اآلثار المروية عن الصحابة فهي محمولة على أن الخار ج كان )4( يسير ا والخارج اليسير ال ينقض الوضوء ثم على فرض كونه كثير ا )5( ولم يرو الوضوء منه فقد روي عن غيرهم من الصحابة خالفه وليس = ديمية كتاب الوضوء باب ذكر خك روي صتصرا ع رسوظ اهلل - صلى اهلل عليه وسل - أوه ا مم ي مييي بف اخلك املختصر واخلك املتاملي أع الوضوء ال جيل إال م احلث عامل الاااي لااه صااوت أو را حااة راا )27( وصااححه ا لباااين يف صااحيح اجلااامع الصااغر )2/.)1256 املعوسة للااضي عبثالوهاب )ص: 153( نظر: معراة السن واآل ار للبيهاي )1/ 419( )3( البنا ة للعي )1/ 258( )4( املبسوط للسرخسي /1( )76.)124 واجملمو للنووي) 2 / 7(. واإلشراف له )1/ 151(. والشايف الب ا ر اجليري )1/ 267(. واملغ الب ثامة )1/ 137( وكشاف الانا للبهويت )1/ )5( تبيااف احلاااا م لليلعااي )1/ 8( وداشااية الطحطاااوي )ص: 87(.)136 واملغاا الباا ثامااة )1/

37 مجل ة الجامعة اإلسالمي ة ملحق العدد 183 قول بعضهم حجة على بعض. واستدل أصحاب القول الثالث بما يأتي: )الجزء الخامس( أن كون الوضوء ينتقض بالخار ج النجس من غير السبيلين إن كان بوال أو غائط ا ألدلة القول األول أما كونه ال ينتقض بما إذا كان الخار ج نجس ا غيرهما فألدلة القول الثاني ولكن يستحب الوضوء من الخار ج النجس لما ورد أن النبي -صلى اهلل عليه وسلم- قاء فتوضأ ويمكن أن يناقش: بأن وضوءه -عليه الصالة والسالم-. للوضوء. من القيء يدل على أنه ناقض أخرجاه الرتمااي اااا اللفاض كتااب الطهاار بااب الوضاوء ما الاايء والرعااف را )87( م داث معاثاع با أيب لحاة عا أيب الاثريباء وذكار الرتمااي أساه "أصاح شايء يف هااا الباااااب" وأخرجااااه أمحااااث راااا )21701( )36/ 31( وأبااااو يباويب كتاااااب الصااااو) باااااب الصاااا ساااتاي عاماااث ا ر ااا )2381( والنساااا ي كتااااب الصااايا) يف الصاااا تاياااه ر ااا )3107( وابااا ديمياااة كتااااب الصااايا) بااااب ذكااار البيااااع أع االساااتااء علاااى العماااث فطااار الصا ر )1956( واب دبااع كتااب الطهاار بااب ذكار اخلاك الاثاظ علاى أع الاايء اااناض الطهاااار ساااواء كااااع مااا ء الفااا أو ي كااا ر ااا )1097( واحلااااك يف مساااتثركه كتاب الصو) ر )1553( بلفض أع رسوظ اهلل -صلى اهلل عليه وسل - اء اهاطر اظ: الايت وباع يف مسجث يبمشم اسهلته ع ذلك اااظ: أسا صببت لرسوظ اهلل صلى اهلل عليه وسل وضوء و اظ اب دجر يف التلخي )2/ 411(: " اظ اب مناث : إسانايب صاحيح متصاا وتركااه الشاايخاع الخااتغف يف إساانايب و اااظ الرتماااي: جااويب دسااف املعلاا وهااو أصاح شايء يف هااا البااب وكااا ااظ أمحاث واياه اخاتغف كثار اث ذكار الطاكاين وهاار " وصححه ا لباين يف إرواء الغلي )1/ 147(. املغااااا البااااا ثاماااااة )1/ 136( واملباااااث البااااا مفلاااااح )1/ 133( ومطالااااال أو النهاااااى =

38 األ ح ك ام ال ف ق ه ي ة ال م ت ع ل ق ة ب م ر ض ى ال ح د ث الد ائ م و ط ر ق م ع ال ج ت ه م ط ب ي ا د. عبد الكريم بن محمد بن أحمد السماعيل وأجيب: أن مجرد الفعل من النبي صلى اهلل عليه وسلم يدل على االستحباب ال. على الوجوب الترجيح: الراجح القول الثالث وهو أن الوضوء ينتقض بالخار ج من غير السبيلين إن كان بوال أو غائط ا سواء خرجا من فوق المعدة أم من تحتها أما الخار ج النجس غيرهما فال ينتقض الوضوء بخروجه من غير السبيل سواء قل أم كثر لكن يستحب الوضوء منه وذلك لما يأتي: 1 -قوة األدلة الدالة على التفريق بين البول والغائط وغيرهما من النجاسات. 2 -أن القول بكون الشيء ناقض ا للوضوء أو غير ناقض يحتا ج إلى دليل صريح صحيح وقد دلت عموم األدلة على أن خرو ج البول والغائط ناقض للوضوء سواء خرجا من السبيلين أم من غيرهما أما غيرهما من النجاسات فليس هناك دليل صحيح صريح يدل على إيجاب الوضوء بخروجها فيبقى األمر على األصل وهو عدم وجوب الوضوء بخروجها. 3 -أن هذا القول تجتمع به األدلة واآلثار فما ورد من عدم الوضوء من الخار ج النجس يحمل على عدم وجوب ذلك وما ورد من الوضوء منه أو األمر بذلك يحمل على االستحباب واهلل أعلم-. = للرديباين /1(.)141 احلاااااوي للماااااوريبي )1/ 202( وجممااااو اتاااااوى شاااايخ اإلسااااغ) اباااا تيميااااة )20/ 527( ومرا املفاتيح للهروي )4/ 1394(

39 مجل ة الجامعة اإلسالمي ة ملحق العدد 183 )الجزء الخامس( املطلب الثاني: صالة مرضى احلدث الدائم مرضى الحدث الدائم تتعلق عدة أحكام بصالتهم في جوانب متعددة بيانها في الفروع اآلتية: الفرع األول: صفة صالة مرضى الحدث الدائم. مريض الحدث الدائم كغيره من المرضى يصلي على حسب حاله فإن استطاع أن يصلى قائم ا صلى قائم ا وإن لم يستطيع القيام فإنه يصلي قاعد ا فإن لم يستطع أن عمران بن حصين فسألت النبي يصلي قاعد ا صلى على جنبه ويدل على ذلك حديث -رضي اهلل عنه- -صلى اهلل عليه وسلم- )ت:. تستطع فقاعد ا فإن لم تستطع فعلى جنب" 52 ه( قال: كانت بي بواسير عن الصالة فقال: "صل قائم ا فإن لم لكن لو توقف الحدث حال الجلوس واستمر حال القيام فهل يصلى جالس ا أو قائم ا اختلف العلماء رحمهم اهلل تعالى- في ذلك على قولين: القول األول: أنه يجب عليه أن يصلى جالس ا )3( وهو قول الحنفية وللعلماء تفصي وخغف يف هي ة الاعويب للمارض ويف الصاغ علاى اجلنال ويف احلالاة الاد سوغ ايها االستااظ للاعويب أو الصغ على جنل ماكور يف اروعه الفاهية يف صفة صغ املااارض نظااار: اهلثا اااة للمرهينااااين )1/ 76-78( وشااارد التلااااف للماااا)ري )1/ )874 واجملمو للنووي /4( -309 )321 واملغ الب ثامة /2( -106.)110 أخرجه البخاري كتاب تاصر الصغ باب إذا ي طم اعثا صلى على جنل ر )1117(. )3( البحر الرا م لي الث اب ي )1/ 308( وداشية اب عابث )2/ 96( لسراج الث.)334 /1( والنهر الفا م

40 األ ح ك ام ال ف ق ه ي ة ال م ت ع ل ق ة ب م ر ض ى ال ح د ث الد ائ م و ط ر ق م ع ال ج ت ه م ط ب ي ا د. عبد الكريم بن محمد بن أحمد السماعيل والمعتمد عند الشافعية ومذهب الحنابلة. القول الثاني: أنه يجب عليه أن يصلى قائم ا )4( عند الشافعية. أدلة القولين: استدل أصحاب القول األول بأدلة منها: 1 -أن الطهارة شرط ويمكن أن يناقش: بأن القيام ركن من أركان )3( وهو قول المالكية ووجه )5( من شروط الصالة والمحافظة عليها أولى. الصالة فيجب المحافظة عليه أيض ا عند القدرة عليه فليس المحافظة على أحد الواجبين أولى من المحافظة على الواجب اآلخر. ويجاب: أن فوات القيام في الصالة له بدل وهو القعود بخالف الطهارة فإنها )6( إذا فاتت في الصالة فال بدل لها. للنااووي )2/ 542( وهنا ااة احملتاااج للرملااي )1/ 466( اجملمااو لألسنوي /20(.)87 املبااث الباا مفلااح )1/ 258( للبهويت /1(.)121 )3( داشية الثسو ي على الشرد الكبر )1/ 117(. )4( اجملمااو واهلثا ااة إىل أوهااا) الكفا ااة واإلسصاااف للمااريباوي )1/ 382( وشاارد منتهااى اإلرايبات للنااووي) 2 / 542( وخبا ااا اليوا ااا لليركشااي )ص: 81( لألسنوي /20(.)87 واهلثا ااة إىل أوهااا) الكفا ااة )5( اجملماو للناووي )2/ 542( وخبا اا اليوا اا لليركشااي)ص: 81( وداشاية اجلما علاى شاارد ) 6 (الفااارو املنهب /1(.)242 البااا مفلاااح )1/ 392( وكشااااف الاناااا للبهاااويت )217/1( ومطالااال أو النهاااى =

41 من مجل ة الجامعة اإلسالمي ة ملحق العدد أن الطهارة ال تسقط مع القدرة عليها القيام فيجب في الفرض دون النفل. ويستدل للقول الثاني بما يأتي: )الجزء الخامس( ال في فرض وال نافلة بخالف أن من كان حدثه دائم ا كصاحب السلس ونحوه ال ينتقض وضوؤه بما خرج منه ففرض الطهارة ساقط عنه بخالف القيام فإنه واجب مع القدرة عليه. ويمكن أن يناقش: أنه ال يسلم بعدم وجوب الوضوء من الحدث الدائم بل الوضوء واجب )3( الخارج الدائمكما تقدم. الترجيح: الراجح القول األول وهو أنه يجب على من كان حدثه دائم ا أن يصلى جالس ا إذا ترتب على قيامه خرو ج شيء منه وذلك ألمور منها: 1 -قوة دليل هذا القول. قواعد 2 -أن من الشريعة أنه إذا تعارض مفسدتان روعي أعظمهما ضرر ا )4( بارتكاب أخفهما وخروج الحدث في الصالة مفسدة يترتب عليها اإلخالل بشروط من شروطها وهو الطهارة كما أن ترك القيام فيها للرديباين /1(.)267 النكت والفوا ث السنية لكهاع الث اب مفلح )1/ 126( = داشاااية الثساااو ي علاااى الشااارد الكبااار) 1 / 117( ونظااار: مواهااال اجلليااا للحطااااب )1/ )181 )3( )4( والفواكه الثواين للنفراوي) 1 / 111( والثمر الثاين لأل)هري )ص: 28(. نظر: ص )30(. نظر: ا شبا والنظا ر للسيو ي )ص: 87( وا شبا والنظا ر الب ي )ص: 76(.

42 األ ح ك ام ال ف ق ه ي ة ال م ت ع ل ق ة ب م ر ض ى ال ح د ث الد ائ م و ط ر ق م ع ال ج ت ه م ط ب ي ا د. عبد الكريم بن محمد بن أحمد السماعيل والصالة جالس ا مفسدة يترتب عليها ترك ركن من أركانها والصالة بال طهارة أعظم مفسدة من الصالة جالس ا ألن القيام كما تقدم له بدل في الصالة بخالف الطهارة فليس لها بدل لذا فإنه ترتكب أخف المفسدتين وهي الصالة جالس ا درء ا ألعظمهما. 3 -أن عموم األمر بالقيام قد دخله التخصيص في غير حالة العجز عن القيام وذلك بجواز صالة النافلة جالس ا مع القدرة على القيام بخالف األمر بالطهارة فهو في غير حالة العجز عنها لم يدخله التخصيص فوجوبها يشمل فرض الصالة ونفلها والعام الذي لم يدخله التخصيص أقوى وآكد من العام الذي دخله التخصيص. الفرع الثاني: حضور مرضى الحدث الدائم لصالة الجمعة والجماعة حضور صالة الجمعة والجماعة واجب على من توافرت فيه شروط الحضور ونقل ابن المنذر اإلجماع على وجوب الجمعة فقال: " وأجمعوا على أن الجمعة واجبة على األحرار البالغين المقيمين الذين ال عذر لهم" وأما الجماعة فقد اختلف في وجوبها )3( والراجح من أقوال العلماء الوجوب نظر: وا ع ا يبلة للمرو)ي )2/ 235( عاي /5(.)88 اإلمجا الب املنار)ص: 44(. )3( ام أه واملستصافى للغايا )ص: 379( والواضاح البا العلا ما ااظ: إهناا سانة مكاث وهاو املااهل عناث احلنفياة واملالكياة والشاااعية وروا اااة عناااث احلنابلاااة ومااانه ااااظ: إهناااا اااار كفا اااة وهاااو اااوظ عناااث املالكياااة و اااوظ عناااث الشااااعية وروا ااة عنااث احلنابلااة وماانه ماا اااظ: إهنااا ااار عااف وهااو ااوظ عنااث احلنفيااة واملاهل عنث احلنابلة ومانه ما ااظ: إهناا شارط لصاحة الصاغ وهاو روا اة عناث احلنابلاة =