ملحق شهري قراءة زيارة بنس إلى المنطقة: محددات جديدة للدور األميركي 3-2 مسار غزة الكبرى: مشروع الوطن البديل في سيناء 5-4 قضية بوادر التخلي العربي عن عباس 7-6 تظاهرة ضد صفقة القرن وزيارة بنس في نابلس )جعفر اشتيه/فرانس برس( مواجهة قطار صفقة القرن هيئة تحرير الملحق لم يعد حديث»صفقة القرن«مجرد تسريبات صحافية من هنا وهناك بل يبدو أن قطار تطبيقه انطلق على أكثر من مستوى بدايته مع قرار الرئيس األميركي دونالد ترامب االعتراف بالقدس املحتلة عاصمة إلسرائيل ونقل السفارة األميركية إليها وما يعنيه ذلك من تغيير للوضع السياسي للمدينة الذي كان خاضعا ملفاوضات الوضع الدائم. ترامب لم يتوقف عند هذه النقطة وأتبعها بأخرى مرتبطة بملف على نفس الدرجة من الحساسية بالنسبة للقضية الية حن قرر وقف دفع الحصة األميركية من تمويل وكالة غوث وتشغيل الالجئن الين )أونروا( تمهيدا إللغاء هذه الوكالة وشطب قضية الالجئن الين عن جدول األعمال العاملي وأيضا إزاحتها عن مسار مفاوضات الوضع الدائم. الخطوات السياسية التمهيدية التي اتخذتها اإلدارة األميركية استتبعت بزيارة نائب الرئيس األميركي مايك بنس إلى املنطقة وهي الزيارة التي يمكن اعتبار أنها اإلعالن الرسمي عن الرعاية األميركية لهذه الصفقة وبدء إبالغ املعنين بتفاصيلها سواء بشكل مباشر أو غير مباشر وهو ما حصل مع الين الذين رفضوا استقبال الزائر األميركي إذ تم تبليغهم بتفاصيل الصفقة وشروطها عبر السعودية الراعي العربي للصفقة األميركية. ومن الواضح أن هذه الرعاية العربية تدفع ترامب وإدارته إلى مزيد من الضغط على القيادة الية إذ ضرب عرض الحائط بكل األصوات في الجمعية العامة املعارضة إلعالن القدس عاصمة إلسرائيل ومضى في خطته عبر اإلعالن عن وقف الدعم املالي للين بسبب»إهانة«اإلدارة األميركية ورفضهم العودة إلى املفاوضات. قد ال تكون هذه سوى الخطوة األولى من االبتزاز األميركي والعربي للين تمهيدا لتمرير صفقة القرن رغم رفض أصحاب القضية األمر الذي قد يدفع الرعاة إلى إيجاد قيادة بديلة وهو ما بدأ الحديث عنه في بعض الدوائر العربية واألميركية حيث بات هناك شبه إجماع على ضرورة استبدال الرئيس الي محمود عباس والذي أصبح يعيش في وضع سياسي شبيه بما كان يعيشه الزعيم الي الراحل ياسر عرفات مع فارق أن األخير كانت لديه استراتيجية مواجهة اعتمد عليها في فترة ما بعد عدوان السور الواقي على عكس الوضع الحالي للسلطة الية والتي تبدو عاجزة أمام كم الضغوط التي يبدو أنها ال تزال في بدايتها.
3 2 زيارة بنس محددات جديدة للدور األميركي ما بعد تقويض حل الدولتين زيارة بنس لم تكن مجرد زيارة سياسية إطالقا فجزء أصيل من دالالت الزيارة ذو بعد ديني بحت وبالتالي لسنا أمام مجرد نقل سفارة أو االعتراف بالقدس كعاصمة إلسرائيل بل نحن أمام مشروع أميركي متدحرج يريد أن يصل إلى إعالن إسرائيل دولة دينية يهودية أحمد عبد الهادي أفضت زيارة نائب الرئيس األميركي مايك بنس للمنطقة وتحديدا إلى القاهرة وعمان وتل أبيب ملجموعة دالالت غير مسبوقة في تاريخ العالقات الثنائية بني واشنطن وتل أبيب من جهة وواشنطن والدول العربية من جهة أخرى ال للظروف والبيئة التي يقوم بها بنس بالزيارة فقط وال للبعد الديني الذي بدا في خطابه في الكنيست وهو ما عكسته بعض القراءات الصهيونية في الصحف العبرية ولكن ألن توقيت الزيارة بدا وكأن املقصود به هو االبتزاز واالستفزاز ابتزاز العواصم العربية واستفزاز اليني الذين تعلم اإلدارة األميركية أنهم غاضبون وأنهم بحاجة لبعض الوقت حتى تهدأ عاصفة قرار نقل السفارة للقدس واالعتراف بالقدس عاصمة إلسرائيل. وعلى الرغم من ذلك مضت اإلدارة األميركية صوب سلوك أكثر إغضابا لليني ال سيما أن بنس هو أكثر املسؤولني األميركيني ارتباطا بقرار ترامب االعتراف بالقدس عاصمة إلسرائيل وهو املسؤول األميركي الوحيد الذي وقف بجانب ترامب عندما أعلن عن قراره تجاه القدس وعندما وصل إلى تل أبيب وألقى كلمته وصف ما فعله ترامب بأنه تصحيح لخطأ استمر 70 عاما. هذه الدالالت كلها تدفع باتجاه قراءة واحدة أن اإلدارة األميركية مصرة على استفزاز اليني وإغضابهم وبالتالي دفعت ببنس شخصيا وفي هذا التوقيت ومررت األمر عبر القاهرة وعمان رغم أنه كان باإلمكان أال تكون العاصمتان على جدول الزيارة التي كان ترتيبها مقصودا بعناية. قصد بنس من زيارة كل من القاهرة وعمان أوال لم يكن تقديم أولوية أو أفضلية لكنه ترتيب مقصود وكأنه يريد القول إن ما سيفعله ويقوله في تل أبيب البحث عن دور أوروبي الحقا يتم بعلم وموافقة ومباركة كل من القاهرة وعمان وعدم لقائه بأي مسؤول ي يعني أيضا في أحد معانيه أن القاهرة وعمان توافقان على القرار األميركي حتى وإن أفضى النتهاء أي فرص للتسوية والسالم تتجاوز الشريك الي بدا وكأن القاهرة وعمان ال تمانعان أال يلتقي بنس بأي مسؤول ي. اكتفت العاصمتان باستدعاء ضرورة التسوية وحل الدولتني والقدس الشرقية. بدا موقفهما كخطاب باهت لذر الرماد في العيون. لم يكن تعليق القاهرة وعمان على الزيارة كموقف سياسي يمكن البناء عليه حتى وإن صرح بنس بأنه اتفق مع عمان على أال يتفقا بشأن القدس فهل هذا يمنع تنفيذ القرار مثال أو يرفع كلفة تبعات اتخاذه لقد بدا الرئيس محمود عباس أكثر استقاللية وأكثر غضبا وأكثر أريحية في رده على القرار األميركي وفي موقفه من اإلدارة األميركية عندما رفض استقبال بنس في حني بدت القاهرة وعمان وكأنهما متورطان في األمر وسيمتد التورط لكليهما مضافا لهما السعودية واإلمارات ملا هو أبعد من قرار االعتراف بالقدس عاصمة إلسرائيل لتصبح هذه العواصم األربع شريكة في تنفيذ وتمرير صفقة القرن. بنس فكك أي تقارب ممكن حدوثه بني السلطة الية والدور العربي ووظف الرجل جولته جيدا بدأ بالقاهرة التي لم تكن تمتلك رفض لقائه إطالقا بل بدت وكأنها بالفعل بحاجة للزيارة بغض النظر عن دالالتها فالقاهرة معنية باالقتراب من واشنطن خاصة وخاصة أن االنتخابات الرئاسية املصرية على األبواب وبنس التقط هذه اإلشارة ويدرك جيدا أن النظام في القاهرة بحاجة لالقتراب من واشنطن قبيل االنتخابات الرئاسية التي أخذت مسارا مختلفا عقب إعالن سامي عنان ترشحه للرئاسة. األردن هي األخرى بحاجة تجاوز موقف الرئيس الي محمود عباس رفض لقاء نائب الرئيس األميركي مايكل بنس إلى الذهاب لالتحاد األوروبي. وفي الوقت الذي كان بنس يلقي كلمته في الكنيست كان الرئيس عباس بالتزامن يعقد مؤتمرا صحافيا في بروكسل برفقة مفوضة االتحاد األوروبي فيديريكا موغيريني ويشيد بالدور األوروبي قطعا لم يكن األمر مصادفة لكن الرئيس الي يريد استدعاء الدور األوروبي وتوظيفه وقد أفلح الرجل إلى حد بعيد في األمر حتى بات واضحا أن املوقف األوروبي ال يتقاطع مع املوقف األميركي في ما يتعلق بالقدس وعملية السالم وأن استفراد واشنطن لم يعد متاحا على األقل في الرؤية الية. في املقابل بدا موقف حركة حماس أكثر مرونة ودبلوماسية على غير العادة واكتفت بالقول على لسان فوزي برهوم الناطق باسم الحركة إن زيارة مايك بنس إلى املنطقة غير مرحب بها وال يوجد أي مبرر الستقباله واللقاء به من أي مستوى كان. لواشنطن خاصة في ظل حالة التوتر الحاصلة بينها وبني الرياض واإلمارات وهو توتر قيل إنه كاد أن يفضي لحالة انقالب في األردن وبالتالي كانت عمان أيضا معنية باالقتراب من واشنطن علها ال تمانع في كبح جماح التدخل الخليجي في شؤونها الداخلية. هكذا بكل سهولة ورط بنس كال من الرئيس املصري عبد الفتاح السيسي والعاهل األردني امللك عبد الله الثاني وكل ما بدر منه في الكنيست وأثناء زيارة إسرائيل سيرتد بشكل أو بآخر عليهما شعبيا وسياسيا وخاصة أن شيخ األزهر في مصر رفض لقاء بنس واملعارضة األردنية رفضت الزيارة ودانتها. واألهم أن كال الرجلني رحب بالزيارة وأعرب عن شكره للواليات املتحدة وأشاد بالعالقات االستراتيجية إن حيثيات الزيارة وحفاوة االستقبال قد عكستا جملة دالالت وانطباعات بأن القاهرة نحن أمام مشروع أميركي متدحرج يريد أن يصل إلى إعالن إسرائيل دولة دينية يهودية وعمان لم تكونا مجرد محطتني في زيارة نائب الرئيس األميركي وأن األمر يتجاوز علمهما بنوايا واشنطن تجاه القدس ودورهما في صفقة القرن بل سيصل دورهما إلى أن عليهما ترويض السلطة الية وإجبار الرئيس محمود عباس على الجلوس والعودة للمفاوضات بالصيغة التي تريدها واشنطن وتضعها تل أبيب. نجح بنس في إغضاب اليني ال من الزيارة فقط ولكن من أشقائهم العرب وهو ما عبر عنه عضو اللجنة التنفيذية ملنظمة التحرير الية صالح رأفت الذي أبدى أسفه إزاء استقبال كل من مصر واألردن لنائب الرئيس األميركي إذ قال إنه من املؤسف أن يتم استقبال بنس من قبل الشقيقتني مصر واألردن بعد تصريحاته عشية زيارته للمنطقة بأنه تم ت إزالة القدس من جدول أعمال املفاوضات الية اإلسرائيلية وادعاءه بأن حل الصراع الي اإلسرائيلي على ضوء ذلك بات أسهل وفي متناول اليد من خالل صفقة القرن. في املقابل بدا موقف حركة حماس أكثر مرونة ودبلوماسية على غير العادة واكتفت على لسان فوزي برهوم الناطق باسم الحركة بالقول إن زيارة مايك بنس للمنطقة غير مرحب بها وال يوجد أي مبرر الستقباله واللقاء به من أي مستوى كان. ودعا برهوم الجماهير والشعوب املحبة لفلسطني لإلبقاء على حالة الرفض التام لهذه املشاريع الصهيو-أميركية والقائمني عليها دون إبداء أي موقف من القاهرة وعمان واستقبالهما لبنس. في حني رأت حركة الجهاد اإلسالمي على لسان عضو مكتبها السياسي الشيخ نافذ عزام أن زيارة بنس تصب في بنس خالل زيارته حائط البراق في القدس المحتلة )رونين زوالن/فراني برس( مصلحة إسرائيل وتهدف لفرض إمالءات جديدة وذر الرماد الستئناف عملية السالم. في حني تجاوز موقف الرئيس الي رفض لقاء بنس إلى الذهاب لالتحاد األوروبي وفي الوقت الذي كان يلقي كلمته في الكنيست كان الرئيس عباس بالتزامن يعقد مؤتمرا صحافيا في بروكسل برفقة مفوضة االتحاد األوروبي ويشيد بالدور األوروبي. قطعا لم يكن األمر مصادفة لكن الرئيس الي يريد استدعاء الدور األوروبي وتوظيف ذلك. أفلح الرجل لحد بعيد في األمر حتى بات واضحا أن املوقف األوروبي ال يتقاطع مع املوقف األميركي في ما يتعلق بالقدس وبعملية السالم وأن استفراد وتفرد واشنطن لم يعد متاحا على األقل في الرؤية الية. إن زيارة بنس لم تكن مجرد زيارة سياسية إطالقا فجزء أصيل من دالالت الزيارة ذو بعد ديني بحت وبالتالي لسنا أمام مجرد نقل سفارة أو االعتراف بالقدس كعاصمة إلسرائيل بل نحن أمام مشروع أميركي متدحرج يريد أن يصل إلى إعالن إسرائيل دولة دينية يهودية بغض النظر عما سيترتب على ذلك وهذه الرؤية الدينية عكستها عدة قراءات إسرائيلية بشكل مباشر وصريح وواضح. أكتفي بما كتبه درور إيدار في صحيفة إسرائيل اليوم فور وصول بنس إلسرائيل وقبل أن يلقي كلمته في الكنيست اختار إيدار عنوان املقال كالتالي»بنس حاج: أكثر بكثير من زيارة سياسية«وجاء في املقال:»فضال عن اآلثار العادية لزيارة زعيم أميركي إلسرائيل فإن نائب الرئيس مايك بنس ال يأتي فقط في زيارة سياسية فهو يحج إلى القدس كمسيحي مؤمن خلفه توجد طائفة هائلة من املسيحيني اإلنجيليني الذين يسمون املسيحيني الصهاينة أي الذين يؤمنون بتحقق النبوءة التناخية )الكتب املقدسة اليهودية( عن عودة الشعب اليهودي الى صهيون«. ويضيف إيدار»املسيحيون الصهاينة يقرأون وعد الرب إلبراهيم كفريضة ووعد. بمعنى أن من يساعد الشعب اليهودي ودولته سيباركه الرب ومن يقاتل اليهود ويعارض عودة صهيون يعاقبه الرب«. وهذه الفقرة عينها أشار إليها بنس في كلمته في الكنيست ولكن بشكل مختلف حيث قال إنه من الواجب على من يؤمن بإبراهيم أن يساعد اليهود! بخالف القراءة السابقة وبخالف القراءة العربية عموما والية على وجهة التحديد جاءت قراءة صحيفة يديعوت أحرونوت مختلفة تماما ففي افتتاحية الصحيفة كتب ألون بنكاس تعقيبا على وصول بنس لتل أبيب مقاال بعنوان»رجل لطيف جاء من أجل ال شيء«ويصف بنكاس زيارة بنس في مقاله قائال:»ها هو يأتي لزيارة البالد. ظاهرا زيارة سياسية هي جزء من السياسة الخارجية. زيارة سبقها تفكير وتخطيط هدفها وسلم أولوياتها بحثا بعناية. وظاهرا فقط. أما عمليا فهذه هي )زيارة ساينفلد(. زيارة على ال شيء. زيارة بال أهداف بال إنجازات الزمة بال تواصل في سلسلة سياسية مرتبة. مجرد زيارة. لطيفة ولكن مجردة. رجل لطيف جاء للزيارة وهنا كان يمكن إنهاء املقال«. يضيف بنكاس في افتتاحية يديعوت قائال:»في املاضي كانت زيارة نائب الرئيس ذات مضمون معنى وغاية سياسية. تعزيز سياقات سياسية رسائل مباشرة من الرئيس في مستوى فوق وزير الخارجية حل مشاكل بتكليف من الرئيس إطالق بالونات تجريب من الرئيس بشكل غير مباشر ملنحه )القدرة املعقولة على النفي( إذا لم ينجح هذا و)مفعوال رئاسيا( إذا ما نجحت التجربة«. ختاما فإن زيارة بنس عكست أبعادا جديدة في مالمح الصراع وأبعاده وفي محددات الدور األميركي وهي زيارة ورطت القاهرة وعمان لكنها عكست أن هناك مساحة تمتلكها السلطة الية باستدارتها باتجاه االتحاد األوروبي وهي استدارة مرحب بها أوروبيا. أمر آخر عكسته الزيارة أنه بخالف كل اإلدارات األميركية السابقة بما فيها إدارة بوش االبن فإن البعد الديني حاضر بقوة في السياسة الخارجية األميركية تجاه إسرائيل وهو بعد لم يكن غائبا لكنه هذه املرة يتضح بشكل جلي وهو ما قد يفضي الستحضار البعد الديني لكل أطراف املنطقة وبالتالي سيتحول الصراع من صراع سياسي إلى صراع ديني وحدوث ذلك سيفضي إلى تبعات لن يكون بإمكان أي طرف تحمل تبعاتها وخاصة أن السلوك األميركي الحالي يخدم اليمني املتطرف في إسرائيل. حي ان جابر نشهد في اآلونة األخيرة ارتفاع وتيرة األحداث التي تهدف إلى تصفية القضية الية من خالل ممارسات قوى االحتالل والقوى الداعمة له سواء عبر التوسع في الحركة االستيطانية أو عبر بعض اإلجراءات اإلدارية والسيما املرتبطة بتقليل عدد البلدات العربية التابعة ملدينة القدس فضال عن القرار الليكودي األخير الداعي لفرض سيادة االحتالل على جميع املستوطنات املقامة على أراضي الضفة الغربية من دون أن ننسى عملية بناء جدار الفصل العنصري التي تلتهم بشكل دائم ومستجد العديد من البلدات واألراضي العربية بالتزامن واالنسجام مع إجراءات وتوجهات اإلدارة األميركية إجماال كزيادة حجم دعم أميركا لالحتالل الذي أقره الرئيس األميركي السابق أوباما في نهاية حقبته لنصل إلى اإلعالن األميركي عن االعتراف بالقدس عاصمة لالحتالل وعزم الواليات املتحدة على نقل السفارة األميركية إلى داخل مدينة القدس في أقرب وقت ممكن باإلضافة إلى التلويح األميركي األخير الذي يعلن صراحة ربط الدعم املالي لليني بحجم التنازالت املقدمة من قبلهم والتي بتنا نعلم أن ال نهاية حقيقية لها إال بتصفية القضية الية جملة وتفصيال. لكن وعلى الرغم من كل املمارسات املذكورة سابقا وغيرها الكثير إال أننا أمام ثبات في رد السلطة الية عليها متمثال في اعتبار أن هذه املمارسات تقوض حل الدولتني لنسمع مرارا وتكرارا عبارة تقويض حل الدولتني في كل تعليق من السلطة على ممارسات االحتالل وداعميه وال سيما أميركا التي تستهدف تصفية القضية الية األمر الذي يدفعنا للتساؤل هل من موقف جديد للسلطة بعد تقويض حل الدولتني أم أننا في دوامة وسلسلة ال متناهية من تكرار هذه األسطوانة الجوفاء التي تذكرنا بأسطوانة مشابهة للنظام السوري عن االحتفاظ بحق الرد في املكان والزمان املناسبني كرد دائم وثابت على جميع الضربات الجوية وغير الجوية التي يوجهها االحتالل لسورية. غير أن رد السلطة الحالي بديهي بعد األخذ بالحسبان حجم وطبيعة قدراتها الراهنة بعدما كتبت نهاية دورها الوطني بيدها منذ اتفاق أوسلو الشهير عبر رفضها االستماع إلى األصوات الوطنية الية والعربية املحذرة من هذا املآل واملفندة لتفاصيل االتفاق وشروطه املفروضة علينا كما رفضت االستفادة من تجربتها ذاتها في نهاية حقبة الرئيس الي الراحل ياسر عرفات لتطوي هذه الصفحة باملزيد من التنازل واالستسالم واالرتهان لقوى االحتالل وداعميه. فالسلطة اليوم عاجزة عن التصدي أو عن التلويح بالتصدي ألي انتهاك جديد لحقوقنا املستلبة كيف ال وهي من رهنت مواطنيها -الني داخل مناطق سيطرتها- ألموال املساعدات الدولية سواء عبر استيعاب نسب البطالة في مؤسسات السلطة األمنية واإلدارية أو عبر املنظمات غير الحكومية )NGOS( مع العلم أنها بذلك تكون قد رهنت حياة مواطنيها اليومية لقوى االحتالل ذاتها كون االحتالل هو صاحب الكلمة األولى واألخيرة في عبور األموال ملناطق السلطة وفقا لالتفاقات املبرمة. فضال عن االرتهان التجاري والخدمي واألمني والذي يطول الحديث في تفاصيله التي أعتقد أن مجملها بات واضحا ومعلوما للجميع غير أن ما يعنينا من جميع هذه الظواهر اليوم إدراك حجم الضعف والعجز الذي وضعت القيادات الية املتتابعة نفسها فيه على الرغم من جميع الجهود التي بذلت للحول دون ذلك. وعليه نستطيع الجزم باستحالة انتقال السلطة إلى مرحلة ما بعد تقويض حل الدولتني وهو ما يحملنا نحن هذه املسؤولية املركبة فمن ناحية نحن بحاجة للعمل على إصالح حجم العطب والضرر الذي أصاب حركة التحرر العربية والذي ال تتحمل السلطة وحدها مسؤوليته بل يشاركها بها مجمل النظام العربي. وهو ما يجب أن يدفعنا إلعادة تفكيك بنية االحتالل وتحديد طبيعته ودوره الوظيفي في املنطقة كمقدمة إلعادة االعتبار لبرنامج التحرير وللرؤية الوطنية التقدمية املتمثلة بخيار الدولة العلمانية الواحدة. على الرغم من حاجة هذا الخيار للعمل طويل األمد والبعيد عن الصخب اإلعالمي وعن املزاودات العسكرية اإلعالمية التي نشهدها على فترات متباينة والتي تتالعب بمشاعر الوطنيني لجذبهم نحو هذه الجهة السياسية أو تلك مع العلم أن غالبيتها إن لم نقل جميعها تفتقد لالستمرارية والرؤية بعيدة املدى وغالبا ما كانت آثارها السلبية أكبر من إيجابياتها في ظل طبيعة وأهداف هذه القوى وفي ظل الظروف الراهنة. وعلى الناحية األخرى ال بد من تعزيز الصمود وسبل املواجهة األخرى كمختلف أشكال النضال السلمي داخل فلسطني وخارجها وفي جميع األوقات والتي ال يمكن اعتبارها بديال مؤقتا أو دائما للعمل الفدائي بل هي حاجة دائمة ومستمرة سواء امتلكنا القدرة واإلمكانيات العسكرية ملواجهة االحتالل أم لم نمتلكها. فمن إدراكنا لطبيعة االحتالل اإلجرامية ولواقع ممارساته االعتدائية على أرض الواقع علينا التمسك واالستعداد ملمارسة حقنا في املقاومة والدفاع عن حقوقنا وأراضينا. بينما ونتيجة لوعينا لطبيعة الصراع املركبة واملتشعبة علينا الولوج وبكل قوة لشتى مجاالت الصراع االقتصادية والسياسية واإلعالمية والحقوقية كذلك وهو ما ينطلق من عدالة قضيتنا وتقدمية ثورتنا التي ال تستهدف القصاص الدموي من أي شخص أيد االحتالل أو مثله االحتالل في أي مرحلة من املراحل بقدر ما تستهدف تفكيك حاضنة االحتالل االجتماعية ودفعها نحو االنفضاض عنه عبر كشف أكاذيبه وتوجيه الضربات القانونية واالقتصادية القاصمة ملراكز قوته اللوجستية والتي ال تتعارض مع توجيه الضربات العسكرية النوعية التي تستهدف الحلقة األمنية والعسكرية األهم لالحتالل. حين تكشف السلطة عن خفايا صفقة القرن شكل حديث مجدالني عن نقل السعودية إلى القيادة الية تفاصيل صفقة ترامب محطة جديدة ومهمة جدا حيث الرسالة األولى للشعب الي وفيها تأكيد على دقة االستشعار الي بالخوف والقلق عادل شديد رغم النفي الرسمي الصادر عن الرئاسة الية حول ما أدلى به عضو اللجنة التنفيذية ملنظمة التحرير الية الدكتور أحمد املجدالني املعروف بقربه من الرئيس الي محمود عباس إال أنه يمكن تصنيف التصريحات بأنها املرة األولى التي يكشف فيها مسؤول ي بارز عن أن السعودية هي من أبلغت القيادة الية حول تفاصيل مبادرة الرئيس األميركي دونالد ترامب لحل الصراع العربي اإلسرائيلي واملسماة بصفقة القرن والتي أجمع الكثيرون على أنها ليست بصفقة بل إنها صفعة كبيرة في وجه كل أولئك الذين راهنوا على أن املفاوضات وحدها وبرعاية حصرية للواليات املتحدة من املمكن أن تعيد ولو القليل من الحقوق الوطنية املشروعة للشعب الي. فقد أكد املجدالني أن الصفقة تهدف إلى تصفية القضية الية برمتها حيث تجاهلت التطرق لقضية الالجئني اليني وحقهم في العودة لديارهم التي تم تهجريهم منها من قبل العصابات الصهيونية في نكبة الشعب الي عام 1948 كما أنها لم تتحدث عن الحدود وال عن السيادة بعد أن تم إسقاط موضوع مدينة القدس ومقدساتها اإلسالمية واملسيحية بعد االعتراف األميركي بالقدس عاصمة للدولة العبرية لتتركز الصفقة في إقامة كيان ي أقل كثيرا من دولة وأكبر قليال من سلطة في قطاع غزة بعد إضافة مساحات جديدة من األراضي يتم اقتطاعها من شمال سيناء وذلك بالتوافق والتفاهم مع النظام املصري برئاسة عبدالفتاح السيسي. لم يكن موضوع الدولة في غزة واقتطاع أراض لها من سيناء بالطرح الجديد ال بل تم طرحه عدة مرات منذ سنوات الخمسينيات من القرن املاضي ولكن الجديد في املوضوع هو التحول في تعاطي بعض األنظمة العربية لهذا املشروع والذي سيؤدي لتصفية القضية الية مقابل مليارات الدوالرات يحصل عليها الشعب الي وسلطته مقابل تخليه عن حقوقه الوطنية وقبول القيادة الية بأن تكون هذه الصفقة مقدمة لتطبيع العالقات السياسية واألمنية واالقتصادية ما بني إسرائيل من جهة وما بني بعض الدول العربية من جهة أخرى وخاصة السعودية وصوال لبناء تحالف عسكري أميركي إسرائيلي عربي ضد إيران لتتحول القضية الية من قضية جامعة للعرب واملسلمني إلى غطاء وشرعنة ملزيد من االنقسامات والحروب الداخلية في املنطقة خدمة للمشروع االستعماري األميركي والصهيوني في املنطقة. بات واضحا أن اإلدارة األميركية وإسرائيل تحاوالن االستفادة من الظروف العربية الرديئة لتمرير هذه الصفقة واستغالل الضعف العربي وفرض ما يسمى بالحل اإلقليمي حيث ترى إسرائيل والواليات املتحدة بأن التفكك العربي ومحاوالت بعض األنظمة العربية أن تصنع لها دورا ونفوذا في املنطقة قد يدفعها للتراجع عن مواقفها التقليدية والذهاب بعيدا في سبيل الحصول على الدعم األميركي والذي يمر عبر بوابة رئيس الحكومة اإلسرائيلية بنيامني نتنياهو من خالل املوافقة أو الصمت على تصفية القضية الية وتبديل األولويات في املنطقة حيث تصبح إسرائيل جزءا طبيعيا من املنطقة ال بل صديقا وحليفا لبعض العرب في مواجهة إيران وحلفائها في املنطقة ومن ثم إدخال املنطقة في أتون حروب لها أول وال آخر لها مما زاد من أهمية الكشف الي عنها. شكل حديث املجدالني حول نقل اململكة السعودية للقيادة الية تفاصيل صفقة ترامب محطة جديدة ومهمة جدا حيث الرسالة األولى للشعب الي وفيها تأكيد على دقة االستشعار الي بالخوف والقلق وأن خطرا حقيقيا بات يهدد مستقبل قضيته وحقوقه وأن يستعد ملرحلة أخرى من النضال املشروع ملواجهة وإفشال هذا املشروع التصفوي حيث يخشى الكثير من اليني أن استمرار محاوالت القيادة الية من أجل إفشال وقطع الطريق على إسرائيل لإليقاع بني اليني وبني األشقاء العرب سواء من خالل كظم الغيظ والصمت الي عليها قد يدفع أنظمة أخرى للذهاب بعيدا وبالتالي أصبح مطلوبا املصارحة واملكاشفة ووضع النقاط على الحروف أمام الجميع وخاصة أن املواجهة مع األميركي أصبحت حتمية وإيصال رسائل للجميع وفي مقدمتهم اإلدارة األميركية نفسها ومضمونها أنه إذا أراد األميركي عبر الحديث مع بعض الدول العربية من وراء ظهر القيادة الية أن يوصل رسالة للقيادة وللشعب الي أنه في حال عدم قبولكم ملا يفرض عليكم فإن هنالك دوال الشعب الي لن يقبل أن يكون بوابة لتنفيذ مشروع تدميري يستهدف إحراق المنطقة عربية جاهزة ومستعدة للتعاون مع اإلدارة األميركية وإنجاح الصفقة فإن القيادة الية ترد على ذلك وبلغة صريحة وواضحة لإلدارة األميركية ولكافة األطراف أن الشعب الي هو الذي يختار من يتحدث باسمه وليس اإلدارة األميركية أو الحكومة اإلسرائيلية وما حديث رئيس املعارضة اإلسرائيلية يتسحاق هرتسوغ ملوقع إيالف السعودي قبل يومني من أن إسرائيل على استعداد لنقل الصالحيات اإلشرافية على املقدسات اإلسالمية في القدس للسعودية إال أكبر دليل على نفس العقلية اإلسرائيلية واألميركية في محاولة الضغط ومعاقبة كل من يقف في وجه املشروع األميركي مستخدمني بذلك سياسة العصا والجزرة التي تستعملها إسرائيل في مواجهة اليني وأيضا لضرب العالقات العربية الداخلية. كما أن اعتراف املجدالني بأن الصفقة تستهدف بناء تحالف أميركي إسرائيلي عربي لضرب إيران قد شكل رسالة واضحة ومهمة للجميع ومن بينهم إيران أن الشعب الي لن يقبل أن يكون بوابة أو غطاء لتنفيذ مشروع تدميري كبير يستهدف إحراق املنطقة برمتها وحتى األنظمة العربية املشاركة بها لن تنجو هي األخرى منها وأنه ورغم بعض االختالفات والتناقضات مع بعض السياسات اإليرانية في املنطقة العربية تبقى إسرائيل ومشروعها االستعماري اإلحاللي الخطر الوحيد واألوحد على الشعب الي واألمة العربية جمعاء حتى في ظل بعض االنهيارات التي تمر بها بعض األنظمة العربية الطارئة اعتقادا خاطئا منها أن استبدال أولويات األعداء قد يحقق لها مكانة ودورا في املنطقة وانه رغم هذه االنهيارات العربية إال أن الشعب الي وبدعم من معظم الشعوب العربية وبعض األنظمة العربية التي ترفض االنخراط في هذا املشروع لن يوافقوا على هذا املشروع التصفوي الكبير وسيواجهونه رغم الضغوط الكبيرة واالبتزاز ومهما بلغت الخسائر والتضحيات وأولى تلك الخطوات كانت في قرار الرئيس الي محمود عباس باإلعالن عن رفض الوساطة األميركية في العملية السياسية بعد أن انتقلت من االنحياز للمواقف اليمينية اإلسرائيلية إلى الشراكة الكاملة في العداء ضد الشعب الي وأيضا في رفض القيادة الية استقبال نائب الرئيس األميركي مايك بنس وذلك بعد أن أيقنت القيادة الية أن هذه الصفقة التصفوية ال تستهدف القضية الية فقط بل ستدخل املنطقة العربية واإلسالمية في حروب وحرائق مدمرة. تظاهرة ضد زيارة بنس في غزة )مجدي فتحي/ )Getty
5 4 مسار شكل قطاع غزة المحور األساس في مشروع تصفية القضية الية وهو ما بدا واضحا بعد االنسحاب اإلسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 ميالدية بعد خمس سنوات من انتفاضة األقصى التي أرهقت الوجود االستيطاني والعسكري اإلسرائيلي هناك إذ بدأ التنظير لمشروع الحل النهائي أو التصفوي للقضية الية ولدولة غزة الكبرى عبر منبر مؤتمر هرتسيليا»ميزان المناعة واألمن القومي«مشروع إقامة الوطن البديل في سيناء غزة الكبرى أسامة يوسف لم يكن لدى القيادة السياسية والعسكرية الصهيونية وال النخب الفكرية بعد اتفاق أوسلو أي توجه لحل عادل للقضية الية على أساس إقامة الدولة الية على حدود عام 1967 وإنما فقط مخطط إلنهاء االنتفاضة الشعبية األولى جوهره منح الين إدارة شؤونهم الذاتية ألكبر عدد من السكان على أقل مساحة ممكنة أي قطاع غزة وعلى أقل من %40 من مساحة الضفة الغربية ومع صعود اليمن الصهيوني للحكم بعد عام 1996 تسارعت الخطى نحو تطبيق الرؤية الصهيونية للحل مع الين وهي رؤية يكاد تجمع عليها معظم األحزاب الصهيونية من اليمن أو الوسط أو اليسار وبطريقة أو أخرى ال تعني هذه الرؤية سوى تصفية القضية الية بحيث يتم ابتاع القدس وأكثر من %60 من الضفة الغربية وتكريس واقع الكيان الي في غزة بعد عزله عن مناطق الضفة الغربية التي ستنتهى إلى جزر من معازل وكانتونات في بحر املستوطنات. شكل قطاع غزة املحور األساس في مشروع تصفية القضية الية وهو ما بدا واضحا بعد االنسحاب اإلسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 بعد خمس سنوات من انتفاضة األقصى التي أرهقت الوجود االستيطاني والعسكري اإلسرائيلي هناك بدأ التنظير ملشروع الحل النهائي أو التصفوي للقضية الية ولدولة غزة الكبرى عبر منبر مؤتمر هرتسيليا»ميزان املناعة واألمن القومي«الذي يقام سنويا في خطة آيالند عرض مسؤول مجلس األمن القومي السابق الجنرال في االحتياط غيور آيالند في مؤتمر هرتسيليا الخامس عام 2004 خطة»التسوية اإلسرائيلية الدائمة«والتي تشمل توسيع قطاع غزة نحو سيناء بمساحة إضافية تقدر ب 600 كيلومتر مربع بطول 30 كيلومترا وعرض 20 كيلومترا من حدود القطاع شرقا إلى مدينة العريش غربا ومن الساحل شماال إلى جنوب رفح والشيخ زويد جنوبا في مقابل حصول مصر على منطقة وادي فيران غرب النقب في فلسطني املحتلة بنفس املساحة تقريبا وفي عام 2015 عرض آيالند خطته املطو رة»البدائل اإلقليمية لفكرة دولتني لشعبني«ملصلحة مركز بيغن -السادات للدراسات االستراتيجية«والتي تشمل أيضا توسيع قطاع غزة نحو سيناء ولكن بمساحة مختلفة نسبيا. وبالتوازي مع خطة آيالند طرح رئيس الجامعة العبرية السابق هيوشع بن آرية عام 2013 خطته»مشروع تبادل األراضي اإلقليمي«والتي تتقاطع في بعض تفصيالتها مع خطة آيالند فقد عرض بن آرية على مصر التنازل عن مساحة من سيناء مالصقة لغزة تقدر مساحتها ما بني 500 الى 1000 كيلومتر مربع. معهد الدراسات متعددة املجاالت في مدينة هرتسيليا. ففي املؤتمر الخامس عام 2004 عرض مسؤول مجلس األمن القومي السابق الجنرال في االحتياط غيور آياند خطة»التسوية اإلسرائيلية الدائمة«والتي تشمل توسيع قطاع نحو سيناء بمساحة إضافية تقدر ب 600 كيلومتر مربع بطول 30 كيلومترا وعرض 20 كيلومترا من حدود قطاع غزة شرقا إلى مدينة العريش غربا ومن الساحل شماال إلى جنوب رفح والشيخ زويد جنوبا في مقابل حصول مصر على منطقة وادي فيران غرب النقب في فلسطن املحتلة بنفس املساحة تقريبا وفي عام 2015 عرض آياند خطته املطورة بعنوان»البدائل اإلقليمية لفكرة دولتن لشعبن«لصالح مركز بيغن السادات للدراسات االستراتيجية«والتي تشمل أيضا توسيع قطاع غزة نحو سيناء ولكن بمساحة مختلفة نسبيا. وبالتوازي مع خطة آياند طرح رئيس الجامعة العبرية السابق هيوشع بن آرية عام 2013 خطته»مشروع تبادل األراضي اإلقليمي«والتي تتقاطع في بعض تفصياتها مع خطة آياند فقد عرض بن آرية في سياق خطته املطولة تنازل مصر عن مساحة من سيناء ماصقة لغزة تقدر مساحتها ما بن 500 إلى ألف كيلومتر مربع تمتد على مسافة ما بن 30-20 كم من الشمال إلى الجنوب وبعرض مقارب غربا تجاه مدينة العريش في مقابل حصول مصر على مساحة ما بن 500-200 كيلومتر مربع في منطقة»فاران ناحل«جنوب النقب في فلسطن املحتلة. وهناك خطط أخرى أقل شأنا ولكنها تقع في نفس اإلطار مثل خطة عوزي أراد املستشار السياسي لرئيس الحكومة اإلسرائيلية وجدعون بيجر والتي عرضت في مؤتمر هرتسيليا الثامن املنعقد في يناير/كانون الثاني 2008 إذ تناولت تفاصيل لتبادل األراضي من بينها ضم مساحة من املناطق املاصقة لقطاع غزة في سيناء إلى قطاع غزة. السيسي نتنياهو ودولة غزة الكبرى تسلم بنيامن نتنياهو رئاسة الوزراء اإلسرائيلية في انتخابات عام 2009 ميادية وفي ذهنية مخطط تصفية القضية الية بما ينسجم مع رؤية اليمن الصهيوني الديني والعلماني الذي تصدر املشهد السياسي مسنودا بقاعدة شعبية ال تختلف توجهاتها املتطرفة عن االئتاف اليميني الحاكم ضم الضفة الغربية باستثناء التجمعات الرئيسية للين )أقل من %40 من مساحة الضفة( مع سلطة ية بصاحيات بلدية ووظيفة أمنية وطمس الهوية اإلسامية للقدس وتحويل مشروع الدولة الية إلى غزة الكبرى التي ستتوسع باتجاه سيناء املصرية وربما باتجاه البحر أيضا. لم ينتظر نتنياهو طويا فبادر عام 2009 بعرض مشروع غزة الكبرى على الرئيس املصري في حينه حسني مبارك غير أن األخير رفض املشروع جملة وتفصيا ثم كانت الفرصة الذهبية لنتنياهو بعد االنقاب العسكري بقيادة عبدالفتاح السيسي عام 2013 والذي رأى فيه نتنياهو أوسلو أنهت االنتفاضة ولم تعط دولة ية تالقت مصالح السيسي ونتنياهو لتصفية القضية العسكري املناسب للسير قدما في مخططاته. وفي وقت كان السيسي يعتبر إسرائيل البوابة الرئيسية أو الوحيدة نحو االعتراف الدولي بانقابه العسكري ومنحة الشرعية التي كان يفتقدها وصمام األمان الستمرار الدعم هدم المنازل وتهجير سيناء جزء من الخطة )سعد الخطيب/ فرانس برس( إسرائيل وظفت انسحابها من غزة إلنهاء قضية )مهمد الهمص/ فرانس برس( األميركي سواء املعونات السنوية أو السياسية أمام أوروبا واملؤسسات الدولية. ولم يجد السيسي أهم من القضية الية بالنسبة لإسرائيلين للمقامرة بها واملساومة عليها في عملية توظيف سياسي لطاملا استدعتها بعض األنظمة العربية لتحقيق مصالحها الذاتية لذلك قبل عرض نتنياهو بحماسة عام 2014 خاصة أن اإلدارة األميركية كانت على علم بالخطة وتفاصيلها وبعد حرب عام 2014 على غزة بشهر تقريبا عرض السيسي الرؤية على الرئيس عباس التي سربت مصادر إسرائيلية مطلعة رفض عباس لها. شمال سيناء وإفراغه من سكانه رغبة نتنياهو واليمن الصهيوني في تصفية القضية الية واختزال الوجود الي في غزة الكبرى ودفعها نحو مصر والتي ال يرفضها الرئيس املصري راغبا أو متساوقا تواجه عقبات أهمها رفض الشعب املصري للتنازل عن أي أرض والوجود الديمغرافي في شمال سيناء )رفح والشيخ زويد والعريش( واعتراض قطاعات واسعة من جهات سيادية حسب التسمية املصرية للمخطط )وزارة الخارجية وجهاز املخابرات العامة( وكان على السيسي تفكيك هذه العقبات بخطوات وإجراءات عملية ونجح في تحقيق جزء منها وحولها واقعا على األرض: - تدمير مدينة رفح بالكامل عبر املراحل األربع للمنطقة العازلة التي يبلغ عمقها ألفي متر )ما زال العمل جاريا في املرحلة الرابعة( تحت عنوان وقف التهريب وقطع خطوط اإلمداد. - تهجير حوالي %75 من سكان مدينتي رفح والشيخ زويد )عدد السكان حوالي 140 ألفا قبل عام 2013 منذ بداية العمليات العسكرية في سيناء بعد االنقاب العسكري(. - الضغط اإلنساني والعسكري على ما تبقى من سكان رفح والشيخ زويد وسكان العريش وبئر العبد عبر سلسلة طويلة من اإلجراءات من قبيل القصف العشوائي واالعتقاالت التعسفية واإلخفاء القسري وتقييد الحركة وتقنن الحاجات األساسية. - االستثمار في صناعة ما يسمى»مكافحة اإلرهاب في سيناء«ألسباب ال مجال لذكرها إلضافة أسباب أخرى لتحويل حياة السكان إلى جحيم عبر تحديد نشاطات الجماعات املسلحة دون القضاء عليها لطاملا تخدم الهدف البعيد بتفريغ سكان شمال سيناء. إنجاز على حساب اليين ومع اعتاء الرئيس األميركي دونالد ترامب سدة الرئاسة وجد في القضية الية الفرصة التي من املمكن أن يحقق فيها إنجازا في وقت كان الفشل سيد املوقف في مجمل ملفات السياسة الخارجية األميركية لذلك أوعز إلى فريق ال يعرف إال القليل عن تعقيدات القضية الية وأقرب إلى أفكار اليمن اإلسرائيلي من بعض األحزاب الصهيونية مكون من صهره جارد كوشنر ومبعوثه للسام في الشرق األوسط جيسون غرينبات وبالتشاور مع السفير األميركي في إسرائيل مايكل فريدمان لوضع خطة ما يسمى بصفقة القرن والتي بدت مامحها منسجمة تماما مع مطالب نتنياهو واملؤسسة العسكرية واألمنية األهم فيها سيطرت إسرائيل على القدس ومعظم الضفة مع التركيز نحو قطاع غزة عنوان الدولة الية العتيدة في املرحلة األولى وفي املرحلة الثانية تضخيم مساحة غزة وتطوير بنيتها التحتية مع تطوير ميناء العريش أو مطار وميناء ومنطقة صناعية بمحاذاة قطاع غزة في شمال شرق سيناء والستيعاب الاجئن الين التي يعجز القطاع بمساحته الحالية عن استيعابهم. الصفقة صيغت بشكل كامل في مكتب نتنياهو وأطلع السيسي على خطوطها العامة خال لقائه بالرئيس ترامب في مارس/آذار 2017 والتي تحدث فيها السيسي صراحة عن صفقة القرن ورغم الحرج الذي تسبب به الرئيس األميركي لرئيس السلطة الية وبعض القادة العرب بعد اعترافه بالقدس عاصمة إلسرائيل ونيته نقل السفارة األميركية إلى القدس إال أن رئيس الوزراء اإلسرائيلي يرى أن البيئة االستراتيجية املحيطة مواتية جدا للسير قدما في صفقة القرن حيث التواطؤ واملشاركة من أطراف عربية )السيسي- محمد بن سلمان محمد بن زايد( وعدم اكتراث من باقي النظام العربي املنشغل بمشاكله وضعف السلطة الية وفقدانها ألي أدوات ضغط لذلك فإن نتنياهو وفي ظل الظروف املوضوعية وحال عدم حصول مفاجآت مصر على السير قدما في مخطط تصفية القضية الية بمشاركة بعض األنظمة العربية سواء تم طرح صفقة القرن أم ال وسواء رفضت السلطة الية أو فضلت الصمت وقبول األمر الواقع. مهدت واشنطن للصفقة باستهداف القدس و«أونروا«)مجدي فتحي/ Getty ( محاوالت أميركية لشطب قضيتي القدس والالجئين حسام رمضان أحمد كثر الحديث مؤخرا عن خطة الرئيس األميركي دونالد ترامب أو ما أطلق عليه»صفقة القرن«التي وضعت بالتعاون بني مستشاري الرئيس وأعضاء من حزب الليكود الحاكم في إسرائيل والتي تدور حول قضيتني رئيسيتني هما قضية القدس وقضية الالجئني التي تمثل جوهر وأساس القضية الية فيما تمثل القدس درة التاج في الصراع العربي الصهيوني املمتد طوال قرن من الزمان منذ صدور وعد بلفور 1917 وتعتبر هاتان القضيتان من قضايا الوضع النهائي في املفاوضات الجارية منذ ما يزيد على ربع قرن بني منظمة التحرير الية وإسرائيل وتقوم )صفقة القرن( على استخدام النفوذ األميركي في املنطقة لحسم هاتني القضيتني ملصلحة إسرائيل بعيدا عن مسار املفاوضات وذلك باستخدام أداتني التمويل األميركي املقدم للسلطة الية و»أونروا«وكذلك استراتيجية تبادل األراضي التي جرى العمل بها في املنطقة ما بني األردن والسعودية إذ جرت توسعة شواطئ األردن على خليج العقبة وقضية الجزر فيما بني مصر والسعودية أيضا وبذلك يمكن تطبيق هذه االستراتيجية في حل مسألة الحدود بني الدولة الية )املنتظرة( وإسرائيل. وللتوضيح يجب الحديث حول أربع نقاط مهمة وهي: السياسات اإلسرائيلية نحو تطبيق صفقة القرن والسياسة األميركية بالخصوص ومسألة توطني اليني في سيناء بما فيها اإلجراءات املتخذة في سيناء لتمهيد الظروف املناسبة الضمحالل األونروا وذلك بتحويلها إلى عبء على املنظمة الدولية فارغ املضمون وذلك كما يلي: املراقب للسياسات اإلسرائيلية يجد أنها منذ البداية تتجه نحو تطبيق ما سمي مؤخرا بصفقة القرن فبعد االحتالل اإلسرائيلي ملدينة القدس بعدة أسابيع عام 1967 اتخذت حكومة االحتالل قرارها القاضي بسريان القانون اإلسرائيلي على الجزء الشرقي من مدينة القدس املحتلة وأقر الكنيست ذلك بعدها بأيام وفي عام 1980 أصدر الكنيست قانون )القدس املوحدة عاصمة إسرائيل األبدية( في ظل تراجع املوقف العربي اثر توقيع اتفاقية كامب ديفيد سبتمبر/أيلول 1978 بني مصر وإسرائيل بعدها اجتمع مجلس األمن وأصدر القرار رقم 476 في 30 يونيو/ حزيران 1980 وأعلن بطالن اإلجراءات اإلسرائيلية لتغيير طابع مدينة القدس. بعد توقيع اتفاقية أوسلو 1993 زادت وتيرة االستيطان في الضفة الغربية بشكل عام وفي مدينة القدس بشكل خاص والذي تجمد سابقا أثناء االنتفاضة األولى وتجمد الحقا أثناء االنتفاضة الثانية حيث لم تقم أية مستوطنات في هاتني الفترتني وتجلت املقاومة الشعبية فعطلت التمدد االستيطاني في حني مثلت عملية املفاوضات بعد أوسلو بني منظمة التحرير وإسرائيل غطاء سياسيا لنظام فصل عنصري تشكل في ظل اتفاق التسوية بالتمدد االستيطاني في داخل مدينة القدس وأراضي الضفة الغربية ومستفيدة بعد ذلك من حالة االنقسام على الساحة الية منذ االنتخابات التشريعية 2006 حتى تاريخه حيث غدا االستيطان أكثر ضراوة. بعد إعالن ترامب القدس عاصمة إلسرائيل اعتبر نتنياهو أن نشر الخطة األميركية )صفقة القرن( سوف تلغي الخطط السابقة ألوباما وكيري وكلينتون والتي تشمل إخالء املستوطنات واالنسحاب إلى حدود الرابع من يونيو 1967 ولهذا السبب قام بعقد مشاورات في االئتالف الحكومي وداخل حزب الليكود انتهت بموافقة الليكود على ضم مستوطنات الضفة الغربية إلسرائيل بغرض استصدار قانون من الكنيست يسمح بنقل أحياء عربية مثل أبو ديس وسلوان في مدينة القدس للسيطرة الية ضمن خطة لفصل وعزل اليني عن القدس املحتلة وذلك لضمان أغلبية يهودية تصل إلى %95 في املدينة املقدسة عبر بناء جدار فاصل يعزل التجمعات واألحياء السكنية الية عن محيطها على أن تخضع هذه املناطق في املرحلة األولى إلى تصنيف مناطق»ب«الذي تتولى فيه السلطة الية املسؤولية املدنية وتتولى إسرائيل املسؤولية األمنية وفي املرحلة النهائية يتم تحويل هذه املناطق إلى تصنيف»أ«لتصبح خاضعة للسيطرة الكاملة للسلطة الية ومن ثم تعمل السلطة على ربط هذه املناطق بمدن بيت لحم ورام الله. في سياق آخر كانت السياسة األميركية منسجمة إلى حد ما مع األطماع الصهيونية في ما يخص شطب القضية الية من خالل إلغاء وشطب»أونروا«وتهويد مدينة القدس وتعطيل إقامة أي كيان سياسي على األرض الية فجاء إعالن ترامب بما يخص القدس عاصمة إلسرائيل بمثابة استعادة لنفس القانون الذي أصدره الكونغرس األميركي في عام 1995 وألزم الرؤساء األميركيني بنقل السفارة األميركية إلى القدس لكنه تضمن بندا يسمح للرؤساء بتأجيل نقل السفارة ستة أشهر لحماية»مصالح األمن القومي«وبذلك قام الرؤساء املتعاقبون بصورة منتظمة بتوقيع أمر تأجيل نقل السفارة مرتني سنويا معتبرين أن الظروف لم تنضج له بعد حتى أن إدارة ترامب نفسها قد تؤجل مسألة نقل السفارة لسنة أو سنتني العتبارات خاصة باألمن القومي. منذ أكثر من ستة عقود دأبت الواليات املتحدة األميركية على أن تكون شريكا قويا لوكالة األمم املتحدة إلغاثة وتشغيل الجئي فلسطني»أونروا«وبوصفها عضوا في اللجنة االستشارية منذ عام 1949 تعد الواليات املتحدة من أكثر املمولني ل»أونروا«الذين يعتمد عليهم لذلك تثير قضية تقليص دعم إدارة ترامب ل»أونروا«تساؤالت عديدة وضعت مستقبل الوكالة على املحك وعرضته لحسابات السياسة واملصالح باعتبار استمرار خدماتها بمثابة تعبير عن استمرار مسؤولية املجتمع الدولي عن قضية الالجئني خاصة أن قرار ترامب جاء بعد قراره السابق بنقل السفارة وهذا يشير إلى نية إدارة ترامب بفرض حل للقضية الية من دون أن يتضمن القدس املحتلة أو قضية الالجئني وذلك بشكل متصل بقرار نتنياهو ضم الضفة الغربية وقرار القدس الكبرى ذات األغلبية اليهودية ضمن ما يسمى خطة ترامب. تعتبر مسألة توطني اليني في سيناء جزءا أصيال من خطة ترامب )صفقة القرن( حيث تعود جذور تهجير اليني إلى سيناء إلى عام 1953 وبعد مطالبة األونروا باستئجار مئات الدونمات بحجة إقامة مشروعات استثمارية لالجئني في سيناء في عام 1956 لقي املشروع معارضة شديدة من قبل اليني ولكن املشروع بقي حاضرا في العقلية الصهيونية التي نقلت آالف العائالت الية من قطاع غزة إلى رفح في الجانب املصري بعد عام 1967 على خلفية توسيع شوارع املعسكرات في قطاع غزة إلى معسكري كندا والبرازيل ورفضت عودتهم بعد اتفاقية كامب ديفيد التي أبقت على سيناء شبه فارغة من السكان املصريني رغبة من الصهاينة في إعادة إحياء مشروع توطني الالجئني اليني في سيناء. كثير من املحللني السياسيني يرون في العمليات التي يقوم بها الجيش املصري ضد الجماعات املسلحة في سيناء ضمن سيناريو تفريغ أراضي سيناء املحاذية لقطاع غزة من سكانها لتمهيد الطريق أمام تنفيذ خطة ترامب )صفقة القرن( وال يغيب عن املشهد أن هذه العمليات التي بدأت في النصف الثاني من عام 2013 قبل مجيء ترامب إلى البيت األبيض تأتي في سياق آخر يتمثل في استنزاف قوة الجيش املصري في حروب داخلية حيث يعزز ذلك من فرص استمرار حالة االرتباك في الساحة املصرية ومنعها من العودة لالستقرار والذي شهد في عام 2012 انتخاب رئيس مصري لديه طموحات سياسية خارج العباءة األميركية وسيحدث وجوده في الحكم نوعا من القلق وعدم االستقرار إلسرائيل. وبرغم ما سبق فإن تفريغ سيناء من سكانها وخصوصا املناطق املجاورة لقطاع غزة وإنهاك الجيش املصري كلها عوامل تساعد على إعادة احتالل سيناء من قبل الجيش اإلسرائيلي الذي قد يستثمر حالة االستعداء إليران والفراغ في املنطقة لتنفيذ خطته بحق الالجئني اليني باتجاه التوطني في سيناء. بقي شطب وإلغاء األونروا طموحا صهيونيا لفض اإلجماع الدولي حول قضية الالجئني اليني فمنذ أوسلو تعرضت األونروا ملسلسل من التقليصات استجابة لضغوط من الحكومات اإلسرائيلية املتعاقبة بدأت بإحجام الواليات املتحدة وكندا عن الوفاء بالتزاماتهما تجاه»أونروا«بغرض إضعافها ومنع قيامها بواجباتها تجاه الالجئني اليني ومع تطور األحداث في املنطقة العربية بدأ البحث عن بديل لها من خالل نقل صالحياتها للمفوضية السامية لشؤون الالجئني التي أعدت ورقة بالتعاون مع مسؤولني كبار في»أونروا«لوضع آليات تدخ ل للمفوضية السامية لشؤون الالجئني في مناطق عمل»أونروا«ومحاولة استثمار األوضاع على الساحة السورية واللبنانية إلحداث اختراق بهذا االتجاه لنقل املهمة تدريجيا عن»أونروا«وعن كاهل الدول املمولة لبرامجها وليزيح عن كاهل دولة االحتالل أكبر حمل ثقيل قد يفتك بها في حال بقي الالجئون اليون في أماكن قريبة من قراهم ومدنهم وتمكنوا من العودة إليها يوما ما.
7 6 قضية بوادر التخلي العربي عن عباس مبادرة السالم في طي النسيان كان الرئيس الي محمود عباس جسر عبور بعض العرب إلى إسرائيل لكن للمفارقة ما إن تم ذلك حتى بدا بعضهم يتخلى عنه ماضيا في مشروع التصفية الذي تقوده إدارة الرئيس دونالد ترامب ثابت العمور ارتبط ظهور الرئيس الي محمود عباس في املشهد السياسي بمسار التسوية السياسية وكان أول توصيف عرف به الرجل أنه»مهندس اتفاق أوسلو«وتقاطعت هذه الرؤية السلمية التي يتبناها ويؤمن بها أبو مازن مع رؤية النظام السياسي العربي الذي تبنى هو اآلخر منذ قمة بيروت في عام 2002 مسار التسوية وتقدم صوبها بمبادرة سالم عربية تطورت حتى باتت تطبيعا وبعدما كانت»املبادرة العربية«تشترط إيجاد حل وتسوية للقضية الية أصبح املرور إلسرائيل مؤخرا ال يقتضي كل ذلك وبالتالي لم يعد السالم والتطبيع مع إسرائيل مرتبطني بما يحدث على صعيد القضية الية. ومن هنا بدأ ما يشبه التخلي العربي عن فلسطني. معسكر السالم العربي املفارقة أن أبو مازن كان الجواد األوفر حظا لتوفير مرور عربي آمن باتجاه إسرائيل وال سيما أن رؤية الرجل تتقاطع تماما مع رؤية النظام السياسي العربي من التسوية بخالف الراحل ياسر عرفات الذي كان قادرا على ضبط إيقاع العالقات العربية الية من جهة والعالقات العربية اإلسرائيلية من جهة أخرى ويبدو أن أبو مازن يحاول عبثا استعادة ما كان يفعله الشهيد ياسر عرفات أي توظيف املحددات العربية لتتقاطع مع املصلحة الية لكن وجود الرئيس األميركي دونالد ترامب والذي تزامن مع التحوالت العربية غير املسبوقة سواء على مستوى الحكام أو مستوى العالقات العربية البينية أو مستوى التعاطي العربي مع القضية الية كلها تطورات أفضت لقطع الطريق عليه فلم يعد املرور إلسرائيل عربيا يقتضي وجود أبو مازن أو حتى حلحلة التسوية واملفاوضات إطالقا بل بات الضغط على أبو مازن للقبول ب»أبو ديس«عاصمة لفلسطني مطلبا عربيا بامتياز! يؤخذ على أبو مازن في بعض الروايات الية أنه يهرول هرولة باتجاه السالم مع إسرائيل ربما فالرجل ال يخفي إيمانه بالسالم والتسوية ورفض املقاومة املسلحة لكنه في رواية ية أخرى يبدو كأنه يقاتل ويخوض حربا في مواجهة الضغوطات األميركية واإلسرائيلية والعربية أيضا وهو ما عبر عنه بشكل واضح وصريح في خطابه أثناء اجتماع املجلس املركزي ملنظمة التحرير الية وقد قدم الرجل خطابا غير مسبوق في ما يتعلق بمسار القضية الية ولكن الخطاب ذاته قد عكس أيضا نوعا من التمرد الي على ما عباس لبعض العرب:»حل وا عن ا«)عصام الريماوي/ األناضول( يشبه الوصاية العربية على السلطة الية. والسؤال املشروع واملقصود والواجب هنا: هل تخلى العرب عن الرئيس الي محمود عباس وهو سؤال يرتبط بتساؤل فرعي آخر هل بدأ العرب يعدون العدة ملا بعد أبو مازن وملاذا ما الذي حدث. هل تخلى أبو مازن عن التسوية مثال ولم تعد رؤيته تتقاطع مع الرؤية العربية أم أن رفض أبو مازن االستجابة للشروط واإلمالءات العربية والقبول بما هو دون الحد األدنى أغضب العرب منه فاستداروا عنه وهل كان خطاب أبو مازن في املجلس املركزي بمثابة الشعرة التي قسمت ظهر البعير بينه وبني العرب أال تتقاطع رؤية أبو مازن للسالم مع رؤية الدول العربية إذ لم تكن الدول العربية قد تخلت عن الرجل أو تفكر في ما بعده فلماذا ال تدعمه إذن وتسانده وملاذا تخلت عنه اآلن في مفترق طرق هو األصعب واألكثر تعقيدا وترك أبو مازن بني فكي ترامب ونتنياهو دون ظهير عربي مساند أو مساعد هل فعال تمرد أبو مازن على املطالب واإلمالءات العربية التوتر ومعالم التخلي لم يكن التوتر بني أبو مازن والدول العربية وليد اللحظة التي أعلن فيها ترامب القدس عاصمة إلسرائيل ولم يكن تمرده على الدول العربية مجرد ردة فعل على قرار ترامب األمر أخذ يتشكل علنا بات الضغط على عباس لقبول»أبو ديس«عاصمة ل مطلبا عربيا بامتياز منذ اللحظة التي طلبت فيها بعض الدول العربية وتحديدا السعودية ومصر توظيف إسرائيلي واإلمارات اجتراح مصالحة بني أبو مازن ومحمد دحالن والتي رفضها الرئيس الي باملطلق فردت السعودية في مارس/آذار 2016 بقطع مساعداتها املالية عن السلطة الية والبالغة 240 مليون دوالر بمعدل 20 مليون دوالر شهريا. وصمتت السلطة حينها ولكن بعد سبعة أشهر كشف فريد غن ام املدير في وزارة املالية الية أن الرياض لم تف بالتزاماتها املالية لدعم السلطة الية حدث ذلك ملجرد رفض الرئيس أبو مازن التصالح مع التقطت إسرائيل خيوط التخلي العربي عن الرئيس محمود عباس وهو األمر الذي عبرت عنه مجموعة قراءات إسرائيلية ما يعني أنه بإمكان إسرائيل االستفراد بأبو مازن والسلطة وهو السيناريو ذاته الذي حدث مع الزعيم الراحل ياسر عرفات عندما ترك وحيدا محاصرا في املقاطعة برام الله أو عندما أراد أن يشارك بكلمة في قمة بيروت 2002 م نع وقيل حينها إن أسبابا فنية حالت دون االستماع لكلمته وقبل أن ينفض الجمع برزت مبادرة السالم العربية وكأن لسان الحال عربيا دحالن ولم يكن األمر يتعلق بعاصمة أو صفقة قرن أو تسوية. لم يكن تمرد أبو مازن حينذاك أقل مما جاء في خطاب املجلس املركزي ففي رده على الضغط العربي للتصالح مع دحالن قال في كلمة عبر التلفزيون الرسمي الي:»كفى االمتدادات من هنا أو هناك من له خيوط من هنا أو هناك فليقطعها وإن لم يفعل نحن سنقطعها«الفتا إلى أن العالقات الية مع دول العالم مبنية على االحترام فال ت ملي على أحد موقفا وال يقول إن جزاء إسرائيل لحصار عرفات هو تقديم مبادرة سالم واآلن السيناريو ذاته يحدث مع عباس والذي ذهب بعيدا في الرهان على التسوية والسالم وكانت النتيجة صفرية وعندما اعترض على اإلمالء األميركي الذي نقلته السعودة بأن يقبل ب»أبو ديس«عاصمة للدولة الية أو االكتفاء بوطن بديل في سيناء استدار العرب عنه وتركوه وحيدا حتى بلغ األمر بوزير األمن اإلسرائيلي إفيغدور ليبرمان )الصورة( أن يعلق قائال»لقد تخلى العرب عن أبو مازن«. يملي عليها موقفا. تسمح ألحد أن وتابع قائال:»نحن أصحاب القرار نحن الذين نقرر نحن الذين ننفذ وال سلطة ألحد علينا اتركونا من العواصم وفلوسها وتأثيرها نريد أن نعمل كيني فهل نستطيع ذلك «. وفي كلمته بالجلسة االفتتاحية للدورة ال 28 للمجلس املركزي الي كان أبو مازن أكثر وضوحا وربما أكثر تمردا إذ قال:»يعرضون علينا حاليا أن تكون أبو ديس عاصمتنا...نحن ال نأخذ تعليمات من أحد ونقول ال ألي كان إذا كان األمر يتعلق بمصيرنا وقضيتنا وبلدنا وشعبنا ال وألف ال«. وتابع بالقول:»إننا ال نتدخل في شؤون الدول العربية ولن نقبل أن يتدخل أحد في شؤوننا«.»حل وا عن ا«أكبر من غضب وأقل من تمرد األمر ليس توترا في العالقة إذن بني أبو مازن والدول العربية»املعتدلة«وليس محاولة عربية الستبدال أبو مازن لكنه أعمق من ذلك بل أخطر إذا يراد عربيا من أبو مازن أن يمرر ما لم تستطع إسرائيل انتزاعه ويبدو أن الضغط العربي وصل إلى ما ال يمكن احتماله حتى بلغ بالرئيس أبو مازن أن يقول:»حلوا عن ا«وهي كلمة تعكس ضغطا وضيقا أكثر مما تعبر عن تمرد وقد همس أبو مازن في كلمته بأن هناك مسؤوال حاول إقناعه 3 مرات بقبول قرار ترامب حول القدس مقابل املال إال أنه رفض. لم يذكر أبو مازن أسماء ولكن تصريحاته قد تشير إلى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أو وزير الدولة اإلماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش. إن جزءا من العالقة املتوترة بني أبو مازن والدول العربية له بعد شخصي يتعلق بالدعم العربي لدحالن ملواجهة أبو مازن ثم تطور األمر أكثر عندما اقتربت مصر من حركة حماس وأجبرت السلطة على الجلوس للمصالحة وبدا حينها كأن حماس»العدو اللدود«ألبو مازن أقرب إلى مصر من أبو مازن وسلطة رام الله ولم يشأ أبو مازن تمرير األمر دون رد فكان أحد مالمح التمرد ذهاب الرجل إلى تركيا للمشاركة في القمة الطارئة التي دعت لها ردا على قرار ترامب بنقل السفارة األميركية للقدس وهو ما لم تفعله الدول العربية التي اكتفت باجتماع على مستوى وزراء الخارجية العرب واختتم أبو مازن ملمح التمرد عندما قال في خطاب املجلس املركزي»حلوا عنا«ولم يكن يقصد غير الدول العربية. قطعا ال يمكن اختصار مالمح التوتر والتخلي العربي عن أبو مازن في البعد الشخصي فقط أو وفق تطورات األحداث األخيرة واملتعلقة بقرار ترامب ولكن العرب تركوا أبو مازن وتخلوا عنه في أكثر من موضع وأكتفي بملمح واحد هنا حدث في قمة الكويت املنعقدة في مارس/آذار عام 2014 وهي القمة الخامسة والعشرين والتي ترك فيها الرؤساء العرب أبو مازن وحيدا ملواجهة املطالب األميركية التي تقول بضرورة االعتراف بيهودية إسرائيل من أجل الوصول التفاق سالم شامل وقد حاول الرئيس عباس حث املشاركني في القمة العربية التي يحضرها 14 رئيسا عربيا بإصدار قرار يرفض طلب إسرائيل االعتراف ب»يهودية الدولة«لكن ذلك لم يحدث. النص الكامل على الموقع األلكتروني منذ عام 2002 وحتى الوقت الحالي عصفت بالمنطقة العربية الكثير من األحداث والمتغيرات التي باتت تجعل من مبادرة السالم العربية غير ذات جدوى محمد ريان على الرغم من مرور أكثر من 15 سنة على إطالق املبادرة العربية للسالم إال أن بنودها لم تر النور ولم يتحقق شيء من مقترحاتها وما زالت األنظمة العربية متمسكة باملبادرة وتسوق لها في املحافل الدولية وخصوص ا عند كل تغير يحدث في رأس هرم اإلدارة األميركية وقد أصبحت املبادرة واحدة من أهم مبادرات السالم األساسية في الشرق األوسط. مبادرة السالم العربية تقدم بها العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز في مؤتمر قمة بيروت عام 2002 عندما كان وليا للعهد وتهدف إلى االنسحاب اإلسرائيلي من األراضي العربية املحتلة منذ عام 1967 مع إمكانية تبادل األراضي املتفق عليها بني الجانبني وإقامة دولة ية عاصمتها القدس الشرقية مع حل عادل ومتفق عليه تجاه قضية الالجئني اليني وفق ا لقرار األمم املتحدة رقم 194 وفي املقابل تقوم الدول العربية باالعتراف بإسرائيل وتطبيع العالقات معها وقد نالت املبادرة موافقة الجامعة العربية عام 2002 وتم التأكيد عليها في قمة الجزائر في عام 2007. الرغبة العربية في السالم واالستعداد تمسك باألرض والثوابت )فرانس برس( لالعتراف بإسرائيل وتطبيع العالقات معها لم تدغدغ عاطفة تل أبيب ولم تحركها قيد أنملة في اتجاه السالم املنشود عربيا فموقف إسرائيل من املبادرة لم يتغير ومنذ اللحظة األولى عن الرفض القاطع في التعامل معها أو التعاطي مع ما جاء فيها على الرغم من أنها شكلت تنازالت كبرى وغير مسبوقة وخطيرة على مستوى الثوابت والحقوق الية وقدمت إلسرائيل ما كانت بحاجة إليه من تطبيع وعالقات دبلوماسية مع العرب. راهنت إسرائيل على ما يبدو على الزمن في حدوث تراجع وترد أكثر في املوقف العربي وانتقاله تدريجيا من مربع العداء مع إسرائيل إلى مربع التطبيع معها دون أن تكون مجبرة على دفع أي ثمن لقاء ذلك أو تقديم أي تنازالت خصوص ا في ما يتعلق بالقضية الية. مبادرة السالم العربية مثلث في حد ذاتها انعطاف ا حادا في موقف الدول العربية قياس ا بقرارات مؤتمر قمة الخرطوم الذي انعقد في عام 1967 واملعروف بالءاته الثالث: ال للسالم ال للتفاوض وال لالعتراف بإسرائيل. تسعى السياسة اإلسرائيلية إلى عدم الربط بني السالم مع الدول العربية وبني الحقوق الية ومنع استخدام العرب للقضية الية كورقة تساوم وتضغط بها على إسرائيل وتعمل على اختراق الصف العربي واالستفراد بكل دولة وجرها راهنت إسرائيل كما يبدو على الزمن في حدوث تراجع وترد أكثر في الموقف العربي إلى التطبيع في ظروف مختلفة وقد حدث ذلك بالفعل عندما وقعت معاهدات سالم مع مصر واألردن قبل أن تتم تسوية القضية الية وترغب إسرائيل في الوصول إلى التطبيع مقابل التطبيع والسالم مقابل السالم وبذلك تعمل مدعومة باإلدارة األميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب التي تتفاخر وبشكل علني بانحيازها إلسرائيل على فرض سياساتها وحلولها في ما يتعلق بالشرق األوسط وتطالب العرب بتقديم املزيد من التنازالت والرضوخ أكثر ملطالبها للوصول إلى تحالف عربي إسرائيلي يواجه العدو املشترك املتمثل على حد تعبير رئيس الوزراء اإلسرائيلي بنيامني نتنياهو في إيران وفي الجماعات اإلرهابية املتطرفة وليس للوصول إلى حل القضية الية بل وتحت غطاء أوسلو سرعت إسرائيل من وتيرة االستيطان واالستيالء على األراضي الية وكرست االحتالل والتهويد وعمدت إلى خلق وقائع جديدة على األرض يصبح من املستحيل في ظل وجودها تنفيذ مبادرة السالم العربية إال أن املبادرة بقيت حاضرة على ألسنة الدبلوماسية العربية وتجوب األروقة السياسية العاملية رغم أنها سقطت بفعل التعنت اإلسرائيلي والتجاهل األميركي املتعمد. منذ عام 2002 وحتى الوقت الحالي عصفت باملنطقة العربية الكثير من األحداث واملتغيرات واستدرجت إلى الساحة العربية العديد من القوى اإلقليمية والعاملية. من ذلك حدوث االنقسام الي والحروب اإلسرائيلية على غزة وثورات الربيع العربي وانتكاساتها من خالل الثورات املضادة التي أفضت إلى تفكك عدد من الدول العربية وتغيير بعض أنظمة دول عربية أخرى ودخول سورية في اقتتال داخلي عدا عن املخاطر التي شكلتها جماعات الفكر املتشدد مثل داعش وغيره تلك األحداث والتغيرات الكبيرة واملفصلية غيرت من الخارطة السياسية العربية ومن آليات تعامل املجتمع الدولي مع الشرق األوسط ومشكالته وقللت بالتالي من حصة القضية الية من اهتمام املجتمع الدولي وأيضا ظهور فزاعة إيران وتضخيم خطرها القادم نحو الشرق األوسط قلل من االهتمام العربي في القضية الية وبما يتعلق بها من مبادرات بما فيها املبادرة العربية وبالتالي أصبحت املبادرة متأخرة قياس ا بما جاء بعدها من أحداث وصارت مادة للتداول اإلعالمي من ناحية ومنفذا لألنظمة العربية نحو تطبيع عالقاتها مع إسرائيل بحجة مجابهة الخطر اإليراني من ناحية أخرى أكثر من كونها مبادرة متفق عليها عربيا إلنهاء الصراع الي اإلسرائيلي وهو ما أفقدها دورها األساسي الذي طرحت من أجله. السعودية وهي التي جاءت باملبادرة تحت مبررات عدة منها محاولتها تحسني صورتها أمام أميركا والغرب وتبرئة نفسها من تهمة اإلرهاب بعدما تبني أن 15 شخص ا من أصل 19 من منفذي هجمات 11 سبتمبر/ أيلول من السعوديني بات من الواضح أنها أول الدول التي تجاوزت نص املبادرة والتفت على حيثياتها وبنودها ومضت الرياض في التطبيع مع إسرائيل حتى دون موافقتها على املبادرة وفتحت قنوات تواصل سرية مع إسرائيل. ويمكن االستدالل من خالل تصرفات وتصريحات القيادة السعودية الجديدة ومقربني منها على أنها جاهزة لدفع أي ثمن مقابل تطبيع العالقات مع إسرائيل حتى لو كان ذلك على حساب القضية الية وبالقفز عن املبادرة التي هي باألساس وليدة السياسة السعودية. النص الكامل على الموقع األلكتروني هل انتهى زمن الوصاية من اجتماع وزراء الخارجية العرب لبحث الوضع الي في 2016 )فرانس برس( لم يخرج اليون العرب من حساباتهم لكن العرب هم من قرروا الخروج طوعا وهم الذين كان بإمكانهم مواجهة القرار األميركي بشكل جدي وفاعل عبد الرحمن سعد الدين منذ اللحظة األولى التي تبلورت فيها القضية الية ما قبل النكبة مرورا بالنكبة والنكسة ووصوال لالعتراف األميركي بالقدس عاصمة إلسرائيل وللقضية الية وقعها في الحسابات السياسية العربية الرسمية ال يكاد يخلو تطور أو متغير في القضية الية من دون أن يكون العرب شركاء لكنها شراكة توريط تنعكس محدداتها سلبا على القضية الية حاولت الحركة الوطنية الية مبكرا التنبه لألمر ولحد ما أفلح أحمد الشقيري في وضع أسس أولية لكينونة ية لم تكن مستقلة تماما لكنها لم تكن تتقاطع مع كل ما يريده النظام الرسمي العربي. عالقة الوصاية العربية على الحالة الية أمر شائك إلى الحد الذي يصر فيه اليون دائما على استدعاء أن قرارهم وطني مستقل. ولكن قدر اليني كان وما زال أنهم ال يتعاملون أو يتعاطون مع نظام رسمي عربي متفق فيما بني وحداته ومحدداته وخياراته وأدواته وعليه ال يمكن الحديث عن عالقات ية عربية ذات اتجاه واحد ومحدد وواضح كان األمر وما زال مكلفا ومرهقا لليني الذين إن راهنوا على عمرو غضب زيد وإن استداروا لزيد غضب عمرو هكذا بدا األمر ويستمر. قد ال يكون ممكنا استحضار مسار العالقة بني النظام العربي الرسمي والحركة الوطنية الية بمختلف مكوناتها لكن حجم التخاذل ال يمكن تجاوزه واملرور عليه أيضا تطور األمر مؤخرا كثيرا في حجم الخذالن العربي الذي تطور إلى تواطؤ وارتقى ليصبح طعنا في الظهر الي وهو ما أفضى إلى إخراج اليني النظام السياسي العربي من حساباتهم ولم يعد هناك تعويل ي على أي دور للنظام الرسمي العربي. ورغم االنقسام الي إال أن هناك اتفاقا مشتركا بني الفرقاء اليني بأنه لم يعد ممكنا استدعاء النظام العربي الرسمي على اإلطالق وكل األدبيات السياسية الية الرسمية والفصائلية تلتقي في ذلك على خروج النظام العربي من املعادلة الية ومن معادلة الصراع مع إسرائيل وهو ما عبر عنه وذهب إليه الرئيس محمود عباس في خطابه األخير خالل جلسة املجلس املركزي الي الذي أسقط الخيار العربي من حساباته. إسقاط العرب من الحسابات الية لم يكن حكرا على السلطة ورئيسها أو فصيل ي بعينه لكنها حالة ية عامة وجامعة تجدها لدى كل أطياف الشعب الي. توصيف العالقة انتقل مؤخرا من الخذالن والوصاية والتوظيف إلى الضغط واملزايدة بل ووصل حد املعايرة العربية الرسمية لليني وقد كشف الرئيس محمود عباس عن حدوث مشادة بني وزير الخارجية الي رياض املالكي ووزير عربي خالل اجتماع وزراء خارجية 6 دول عربية في العاصمة األردنية عمان الذي عقد يوم 6 كانون الثاني/يناير الحالي. وقال عباس إنه خالل االجتماع انتقد أحد الوزراء الشعب الي قائال:»عتبنا على الشعب الي الذي لم يهب بقوة وشراسة وينتفض بعنفوان على قرار الرئيس األميركي دونالد ترامب نقل السفارة األميركية إلى القدس«. فرد رياض املالكي على الوزير قائال:»إنه قبل الرد وإخبارك بماذا عمل الشعب الي حتى اآلن أسألك: هل سمحت بلدكم ملواطن واحد بالتظاهر أو االعتصام أو يقف في ركن يروج عرب االعتدال أن جزءا من اقترابهم من إسرائيل هو لمواجهة إيران جانبي ليقول واقدساه«. هذه واحدة من حيثيات العالقة بني السلطة والنظام العربي وباملناسبة تعددت الحاالت حتى بات الحديث عن إمالءات عربية على السلطة الية. كان قرار ترامب بنقل السفارة األميركية للقدس القطرة التي أفاضت الكأس الية من العرب خاصة أن املوقف العربي الرسمي لم يرق إلى تطلعات اليني ولم يكن بحجم القرار املتخذ وهو ما عبر عنه مستشار الرئيس الي القاضي محمود الهباش والذي قال:»نريد إجراءات عملية ونريد أن تكون القرارات العربية لها أنياب وأظافر لكي تؤثر وليس بيان من الحكومات للتعبير عن القلق أو الرفض فهذا لن يثني الواليات املتحدة عن قرارها«. والحقا أدرك اليون أن العرب لم يكونوا مطلعني على نية ترامب نقل سفارة بالده إلى القدس املحتلة فحسب بل كانوا شركاء له وداعمني وهو ما كشفته وسائل إعالم غربية عندما تحدثت عن معرفة مسبقة للسعودية ومصر بالقرار. يدرك اليون حجم االلتقاء والتقاطع العربي مع اإلدارة األميركية ال في القدس فقط بل في تصنيفهم أيضا وتوصيفهم ويدركون أن توصيف ترامب لحركة حماس باإلرهابية مر من العاصمة السعودية الرياض التي قال في يوم وزير خارجيتها عادل الجبير»إن من أسباب حصار قطر دعمها حركة حماس اإلرهابية«. تلك املواقف العربية الرسمية من املقاومة عموما ومن القضية الية بوجه خاص أدت إلى موقف ي يدرك ويرى أن هناك تساوقا عربيا رسميا مع محاوالت اإلدارة األميركية واالحتالل اإلسرائيلي شيطنة قوى املقاومة التي تنتصر لقضايا شعوبها وتعمل على تحرير أراضيها. وقد اعتبرت الفصائل الية موقف وزراء الخارجية العرب تجاه قرار الرئيس األميركي اعتبار القدس عاصمة ل»إسرائيل«مخيبا لآلمال الية والعربية ويرتقي ملستوى الجريمة بحق املدينة اإلسالمية والعربية ومقدساتها. لم يخرج اليون العرب من حساباتهم لكن العرب هم من قرروا الخروج طوعا وهم الذين كان بإمكانهم مواجهة القرار األميركي بشكل جدي وفاعل واحتضان القضية الية بكل مكوناتها بدال من إدارة الظهر لهم حتى استفرد بهم نتنياهو. حتى أن اجتماع الوزراء العرب لم يرتق ملستوى الحدث أو مستوى املسؤولية املفترضة في مواجهة القرار األميركي واكتفى أغلب املشاركني بإلقاء كلمات ال وزن لها عند اإلدارة األميركية واالحتالل اإلسرائيلي. لم يتخل النظام العربي الرسمي عن القضية بل بات عبئا عليها وفي املقابل لم يعد هناك أمل ي بدور عربي وهو ما عبر عنه رئيس املجلس الي اإلسالمي محمد نمر زغموت عندما وصف بيان وزراء الخارجية العرب بأنه»ال أمل من دول العالم العربي واإلسالمي في نصرة مقدساتها«! ختاما يروج عرب االعتدال أن جزءا من اقترابهم من إسرائيل هو ملواجهة إيران ولكن فعلهم وضغطهم واقترابهم من إسرائيل على حساب الثوابت والحقوق الية سيفضي ألمرين اقتراب املقاومة من إيران أكثر واستدارة أبو مازن إلى تركيا ستصبح أكبر. وتبدو املعادلة في املشهد مستقبال كالتالي إخراج العرب للقضية الية من حساباتهم سيفضي إلخراج العرب من الحسابات الية. إن ما يحدث ال يعني تفرد إسرائيل أو مضي واشنطن في مشروعها بقدر ما يعني أن العرب املعتدلني باتوا يتصدرون املشهد لقيادة باقي وحدات النظام الرسمي العربي صوب إسرائيل وكما أمليت مبادرة السالم العربية يتم اآلن إمالء الذهاب صوب تل أبيب مرورا بواشنطن وعلى أنقاض القضية الية التي كانت حصان طروادة بالنسبة للعرب. ولكن من حصان طروادة لليني اآلن حتما ليسوا العرب املعتدلني.
األحد 28 يناير/ كانون الثاني 2018 م 11 جمادى األول 1439 ه العدد 34 السنة الرابعة ملحق بالصورة شهدت األراضي الية المحتلة عام 1967 إضرابا شامال يومي الثالثاء واألربعاء الماضيين في قطاع غزة احتجاجا على استمرار الحصار وتعثر المصالحة تحت ضغوط خارجية كذلك في الضفة جاء رفضا لصفقة القرن»إسرائيل«اكتملت أين سالمة كيلة استقبلت نابلس التي شهدت عملية فدائية قبل أسبوعين بنس باإلضراب )نضال اشتيه/ األناضول( اإلضراب الشامل عم اإلضراب الشامل جميع مناطق السلطة الية يوم الثاثاء املاضي احتجاجا على مشروع الرئيس األميركي دونالد ترامب املسمى»صفقة القرن«والتي نقل خطوطها العريضة نائبه مايكل بنس خال جولته األخيرة على كل من مصر واألردن وإسرائيل ورفض رئيس السلطة الية محمود عباس لقاءه فيما تأكد أن خطة اإلدارة األميركية الجديدة تنسف أسس حل الدولتن املتفق عليها وتفرض واقعا جديدا با قدس وعدم العودة إلى حدود الرابع من حزيران 1967 وإجهاض أي مشروع من أجل تحقيق حق العودة والذي ترافق بإعان أميركي عن تقليص دعم»أونروا«. ولقد شهد قطاع غزة إضرابا شاما آخر قبلها بيوم أيضا أي يوم اإلثنن رفضا للمسارات السياسية الدولية واإلقليمية التي تبقي القطاع محاصرا وتحول دون إتمام املصالحة الية. وخال هذين اليومن )اإلثنن والثاثاء( توقفت مظاهر الحياة العامة في مختلف املجاالت في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة بإضراب كان عنوانه السياسي تنفيذ قرارات املجلس املركزي الذي عقد أخيرا في رام الله وطالب بتفعيل املقاومة الشعبية السلمية وتصعيدها في مختلف محافظات األراضي الية املحتلة. وشمل إضراب الثاثاء املؤسسات الرسمية واألهلية وتم استثناء قطاعي الصحة والتعليم على أن تلتحق التربية ومؤسساتها التعليمية باإلضراب بعد الساعة 12 ظهر ا. كما أغلقت املحال التجارية أبوابها وأعلنت نقابات النقل التزامها اإلضراب واالمتناع عن الحركة باستثناء نقل الطلبة والحاالت اإلنسانية. ولم تتوقف مظاهر االحتجاج على اإلضراب إذ أغلق الشبان في مناطق عدة من الضفة الطرق الرئيسية وفي قلقيلية أغلق شبان غاضبون املدينة وأشعلوا اإلطارات احتجاج ا على زيارة بنس املنطقة. أما جنن وخصوصا مخيمها فيخوضان مواجهات ليلية مستمرة مع قوات االحتال بعد أن تتبعت إسرائيل عبر التنسيق مع أجهزة السلطة األمنية خيوط العملية الفدائية قرب قرية صرة املجاورة لنابلس والتي تكشف الحقا أن منفذيها من أبناء مخيم جنن. يشار إلى أن ترامب أصدر في 6 ديسمبر/كانون األول املاضي قرارا يعتبر القدس عاصمة إلسرائيل ويقضي بنقل سفارة باده من تل أبيب إليها. وكان بنس قد ألقى خطابا أمام الكنيست قال فيه»شرف عظيم أن أكون في القدس عاصمة إسرائيل«وتعه د بنقل السفارة األميركية من تل أبيب إليها قبل نهاية عام 2019. )العربي الجديد( الظهر محن لكنهم متمسكون بالقدس )أحمد غرابلي/فرانس برس( مر ت سنوات العمر وال يزال االحتالل قائما )علي جاد اهلل/ األناضول( في غزة ضيق العيش وهموم الوطن )محمد عابد/فرانس برس( يبدو أن قرار دونالد ترامب االعتراف بالقدس عاصمة للدولة الصهيونية ليس سوى خطوة في مشروع متكامل ربما هو ما طلق عليه»صفقة القرن«رغم أن أ هذه الصفقة تتعلق ب»مصالحة«تقوم بها نظم عربية مع هذه الدولة. ويبدو أن ما تقوم به الدولة الصهيونية هو املقدمة لهذه الصفقة. فبعد هذا اإلقرار من قبل ترامب قر ر الكنيست الصهيوني أن أي قرار يتعلق بمصير القدس يجب أن يحظى بموافقة ثلثي األعضاء وبهذا كر س ضم القدس )بحدودها املوسعة التي ال أحد يعرف أين هي سوى القادة الصهاينة( التي كان من املفترض أن جزأها الشرقي مشمول بالقرار 242 والذي كان ي عتقد أنه املحدد للحدود بني»الدولتني: الية واليهودية«. لكن هذه خطوة أولى كما يبدو حيث اتخذ حزب الليكود الحاكم قرارا بضم املستوطنات املقامة في أرض الضفة الغربية ويبدو طلق عليه هنا أن األمر يتعلق بما أ )سي( في اتفاق أوسلو وتشمل األراضي الزراعية في الضفة الغربية والتي ال زالت خاضعة أمنيا للدولة الصهيونية وهي تشمل معظم أراضي الضفة وكانت الدولة الصهيونية قد سيطرت عليها وتبلغ نسبة مساحتها %60 من أراضي الضفة الغربية. بمعنى أن ما تبقى»خارج الضم«هو املدن األساسية والقرى التي تخضع أمنيا للدولة الصهيونية وإداريا للسلطة الية. والتي تعتبر أرضها جزءا من»أرض إسرائيل«لكنها ال تريد ضمها ألن ذلك يعني ضم ماليني جديدة للدولة الصهيونية مما يوجد اختالال ديموغرافيا ال تريده. هذا املنظور يقوم على الءات خمسة حددها قادة الدولة الصهيونية منذ احتالل الضفة الغربية سنة 1967 وهي ال دولة ية ال انسحاب من القدس ال انسحاب من غور األردن ال عودة لالجئني اليني وال إزالة للمستوطنات. وكانت السنوات منذئذ هي سنوات التحضير وانتظار الفرص لتحقيق ذلك»على األرض«وهذا ما بدا أنه ممكن اآلن. لهذا بدأت الخطوات العملية إلقرار األمر»قانونيا«من خالل تشريع الكنيست. حيث كانت مشكلة تعيق ذلك هي كيفية حصر السكان اليني في معازل لكي يكون ممكنا إخراجهم من الضم للدولة حيث أن األرض هي»أرض إسرائيل«كما هو مقرر منذ طرح فكرة»الدولة اليهودية«في مؤتمر بازل. ولقد اعتمد خالل حرب سنة 1948 املجازر من أجل التهجير وسيطرت على أكبر مساحة ممكنة بدون كثافة سكانية. لكنها حينما احتلت الضفة الغربية وقطاع غزة كانت تعاني من الكثافة السكانية الية لهذا شددت الضغط من أجل تقليص عدد السكان اليني وفصلت قطاع غزة عن الضفة الغربية مخرجة إياه )ربما مؤقتا( من الضم لكنها سارعت في التوسع االستيطاني في الضفة الغربية ووسعت السيطرة على األرض كما أقامت جدار العزل والطرق االلتفافية وتقطيع التواصل بني مناطقها ومحاولة حصر السكان في املدن الرئيسية. كل ذلك جرى في سنوات االحتالل وكان أكثر تسارعا خالل مرحلة أوسلو. فبحجتها قام جدار العزل قيمت الطرق االلتفافية وبحجتها أ وبحجتها جرى السعي ملركزة السكان اليني في املدن. الغضب الي لن يتوقف )حازم بدر/فرانس برس( القضية الية في أخطر مراحلها )محمد اشتيه/فرانس برس( هيئة تحرير الملحق: حسام كنفاني رامي سالمة ضياء الكحلوت