N I Z W A تüصدر عن: فüصلية ثقافية مƒؤSسùسة ع مان للüصحافة والنûشر واالعالن الرئيùس التنفيذي عبداهلل بن ناUصر الرحبي رئيùس التحرير Sسيف الرحبي مدير التحرير طالب املعمري االTشراف الفني واالخراج خلف العربي الأSسعار: Sسلطنة ع مان ريال واحد - الإمارات 10 دراهم - قطر 15 رياال - البحرين 1.5 دينار - الكويت 1.5 دينار - الùسعودية 15 ريال - الأردن 1.5 دينار - Sسوريا 75 لرية - لبنان 3000 لرية - مüصر 4 جنيهات - الùسودان 125 جنيها - تونùس ديناران - اجلزائر 125 دينارا - ليبيا 1.5 دينار - املغرب 20 درهما - اليمن 90 ريال - اململكة املتحدة جنيهان - امريكا 3 دولرات - فرنùسا 20 فرنكا - ايطاليا 4560 لرية. الTشرتاكات الùسنوية: للأفراد: 5 ريالت ع مانية للموؤSسùسات: 10 ريالت عمانية- تراجع قùسيمة الTشرتاك. وميكن للراغبني يف الTشرتاك خماطبة اإدارة التوزيع ملجلة»نزوى«على العنوان التايل: موؤSسùسة ع مان للüصحافة والنûشر والعلن Uص.ب: - 3002 الرمز الربيدي 112 روي - Sسلطنة ع مان. العدد الùسادSس والùستون ابريل 2011 م - ربيع الثاين 1432 ه عنوان املراSسلة: Uص.ب 855 الرمز الربيدي: 117 الوادي الكبري مùسقط - Sسلطنة ع مان هاتف: ( 24601608 )00968 فاكùس: )00968( 24694254 Email: nizwa99@nizwa.com nizwa99@omantel.net.om
محتويات العدد 66 - ع مان.. امل سري وامل صري.. 4 - طيور ج ب ل الكور اجلاثمة في مغيب املد ن والآفاق : سيف الرحبي 12 الدراSسات: - عن القرين اأو ذلك احلكي املزدوج: شاكر عبداحلميد- الن سان اخلليجي بني ثقافتي املباين واملعاين: حممد العبا س- نقد بالغة ال سلطة وتقوي ض سلطة البالغة : عماد عبداللطيف- امل صطلح النقدي عند عبد اهلل الغذامي: حممد حمودي- مفهوم الكتابة عند جوليا كر ستيفا: حليمة ال شيخ- الواقعية ال سحرية يف الق صة اليمنية الق صرية: عبدالكرمي الرازحي منوذجا: م سعد اأحمد صالح م رسور. حمور: - سميح القا سم: مقالة: فاطمة ال شيدي- حوار : هدى اجلهوري. - ق صائد لل شاعر. لقاءات: - ماريو بارجا س يو سا : حوار سعيد دهقان ترجمة: اأحمد عثمان. - اآمنة الربيع )حوار اثنوغرايف(. - مها ح سن حوار: اإبراهيم احلجري. 24 26 116 128 مùسرح: -»املوناليزا البابلية«: حازم كمال الدين. -»زهر البطاطا«ل اأوكال اإليوت ت: يحيى طالب علي. ^ ترSسل املقاالت باSسم رئيùس التحرير.. وGأن ال تكون قد نûرشت ورقيا Gأو Gإلكرتونيا ^
Sسينما: - ثيلما ولويز.. سيناريو: كايل خوري ت: مها لطفي )تتمة العدد ال سابق( - دور املونتاج يف ال سينما: اندري تاركوف سكي ت: عبدالهادي الراوي. - فرنر هريت سوغ : جتارب يغريها حراك الأفكار: تهامة اجلندي. Tشعر: -»ب ستاين الريح«لل شاعر سريخيو ماثيا س ت. ت: عبدال سالم م صباح- ق صيدتان: اإبراهيم اجلرادي- ق صائد : أاحمد ا سكندر سليمان- الطريقة املثلى لكتابة ال شعر : جرج س شكري- خطط القرا صنة ال ضائعة: يحيى الناعبي- كل شيء مطفاأ: نبيلة الزبري - الو صول: طالب املعمري. 152 188 نüصوUص: -»املر سوم«رواية من ال سنغال ل»مباي غانا كابي«ترجمة: روؤى عبود- شعوب املاء»تايالند«: خليل النعيمي- الفرا شات طليقة: عبدالرحمن جميد الربيعي- ساعات ال صبح الأوىل: صباح زوين- العطر ال رسي: أاني سة عبود- من رواية»فيال اآماليا«با سكال كينيارد: ت.ت: حممد املزديوي- الطفل ال شقي: نادية العبد ال سعدي- ملاذا زرعنا احلديقة: همدان دماج- اآباء واأبناء: اأحمد الرحبي- رحلة أاندري جيد اإىل شمال افريقيا: ترجمة: حممود عبد الغني. 214 264 متابعات: - الرتجمة:»ا ست ضافة الغريب«: عبدال سالم بنعبدالعايل- يحيى امقا سم يف» ساق الغراب«: في صل در اج- لينة كريدية يف»خان زاده«: جناة علي- التاريخانية واأثر الفرا شة: علي الرواحي- تاريخية الفهم الب رشي: علي اآل طالب- حممد لطفي اليو سفي»يف مراآة النقد«: حممد الغزي- لعبة الفن اللذيذة: اآمال مو سى- اأبزون العماين: عبدالرزاق الربيعي- كاظم احلجاج وال شتغال ال شعري: شاكر جميد سيفو- اأ سامة العي سة يف»امل سكوبية«: سما ح سن- شعر»الدبرارات«: حممد ال شحري- املعارف التقليدية وامللكية الفكرية : يحيى بن عي سى الريامي. ^ املقاالت تعرب عن وجهات نظر كتابها واملجلة ليùست بال رضورة مùس ؤوولة عما يرد بها من Gآراء ^
ع مان... امل سري وامل صري.. يف ع مان اليوم... ال شعب يريد احلياة [ Sسعيد بن Sسلطان الهاTشمي املطالب امل رشوعة لالإ صالح الد ستوري وال سيا سي واالقت صادي واالجتماعي التي يجاهر بها الع مانيون يف هذه اللحظة الفارقة من تاريخهم املعا رص لتوؤ صل ح ضارية هذا ال شعب وعمق وعيه بحقوقه وواجباته. فلي س صحيحا ما حتاول بع ض ا أالجهزة- التي عزلها الف ساد- ن رشه من أانها مطالب خدمية ب سيطة ستعالج ببع ض امل سكنات وينتهي االأمر. ال شعب نفد صربه ولأنه شعب حليم كرمي بالفطرة فليتق العاقل غ ضبة احلليم. سكت طوال تلك ال سنني احرتاما ولي س ضعفا اأ صالة ولي س ت سطحا. حبا وتقديرا للرجل الذي حكم واجتهد اأميا اجتهاد. حتى جاء الوقت الذي ت سيطر فيه فئة بعينها على كل مفا صل احلياة يف البالد فالراأي راأيهم والأمر اأمرهم الوطني من يدين لهم بالولء والطاعة واملواطن ال صالح من ير ضى بفتات منحهم وعطاياهم من املال العام. ال شعب يف ع مان اليوم يريد احلياة واحلياة فقط حياة كرمية عزيزة. ل يريد اأن ي ستجدي رغيف خبز اأو فر صة تعليم اأو وظيفة يفني فيها حياته. ال شعب يريد اأن ي شعر بالأمان الرا سخ ل الأمان اله ش املربوط ب شخ ص اأو جمموعة. [ كاتب من ع مان. بل الأمان املوثوق بعروة املوؤ س سات الت رشيعية والرقابية واملحا سبية النزيهة ال شفافة. ال شعب يريد حماكمة امل ستهرتين بالوظيفة العامة بقطع النظر عن رتبهم ومكانتهم. ال شعب يريد اإعالما حرا يحرتم عقله ويعرب عن اأ شواقه واأحالمه. ال شعب يريد عدم ال ستخفاف باأرواح اأبنائه مبجرد اأنهم تظاهروا لأجل اخلري العام. ال شعب ل يريد املزاحمة يف احلكم ول التباهي»الأجوف«يف الإعالم العربي والدويل بل يريد اأن ين شغل بحماية ماله العام واحلفاظ على حلمته ووحدته الوطنية وال شتغال بتعزيز العلم واملعرفة لأجياله. وهي مهام اأ صيلة لأي شعب على هذا الكوكب و إان و ك ل البع ض يف اإدارتها فاإن على البع ض هذا األ ين سى باأنه مكلف باأداء اأمانة ج سيمة تنوء عن حملها اجلبال. ل اأن يتنا سى هذه الأمانة يف»التنعم«باملال العام و»التمنن«على النا س مبا هو حق اأ صيل لهم وترويعهم بالطائفية واملذهبية والإقليمية. والتي اأ صبحت األعيب بدائية لن جتدي نفعا مع شباب واع ومتيقظ. ال شعب يريد اإ صالح النظام اليوم ولي س غدا وهذا حق م رشوع له والزمن العربي الراهن بكل ثوراته ونه ضته من سبات ال ستبداد والظلم يغذي هذا املطلب ومينحه رشعية تاريخية ل ميكن لعاقل اأن يتجاهلها ل ميكن حل صيف اأن يقزمها. وعندما يريد ال شعب فلي س من قوة تقف اأمام هذه الإرادة. و شخ صية 4
ع مان... امل سري وامل صري.. كال سلطان قابو س يدرك هذه املعادلة الإن سانية ال شهرية جيدا لأنه قر أا التاريخ و صقله احلا ضر وما زال م سكونا بامل ستقبل. لذلك ل اأظنه ي سمح ملجموعة قليلة معزولة اأ صبحت منبوذة من غالبية شعبه اأن ت سيء ملا اأجنزه واأن ت ستبد بالأمر وتتمادى يف ا ستخدام القوة اأو اأن تتجاهل مطالب ال شعب اأو حتى اأن تتاأخر يف ال ستجابة لتطلعاتهم الطبيعية اأو ت شيع باأن هذا ضعف ونيل من املكانة أاو تت صنع اإ شاعات م ضحكة ل تنطلي على عاقل من اأن يدا خارجية تلعب باأمن البالد وت ستهدف م ستقبله. اإن الأمن احلقيقي لهذا البلد العزيز هو ال ستماع ملطالب ال شعب والإ صغاء بحب وباحرتام وتقدير حلقوقه امل رشوعة. لقد عجزت اأغلب الأجهزة يف ع مان»ال ست شارية«و» شبه الرقابية«وحتى»الأمنية«طوال الفرتة املا ضية عن اإيقاف التغول الكبري ل سلطة رجال بعينهم يف اأدق تفا صيل صنع القرار الأمني والقت صادي. لذا نقول لهم شكرا لكم لقد أاديتم واجبكم و آان لل شعب ال صبور اأن يقوم بواجبه. جميع املتظاهرين واملعت صمني من اأق صى م سندم وحتى صاللة مرورا مب سقط و صحار و صور والربميي وعربي وغريها من املناطق لهم ذات املطالب انطلقت بعفوية النفو س ال سوية وبر ضا الأرواح املتطلعة لغد اأكرث عدالة. بدون تن سيق م سبق ومن غري اإ رشاف لتنظيمات لها سابق خربة يف جتيي ش اجلماهري وتوجيهها لأهداف سيا سية حمددة. وهذا دليل اآخر على اأن احلق اإذا جاء أاوانه ل يحتاج لأحد ول ينتظر اأحدا ول ي ستثني اأحدا. كما اأن ال شعب ل ينتظر أاحدا من اخلارج ليحر ضه على املطالبة بحقوقه وحما رصة الفا سدين الذين أاتخمتهم ال سلطة وعزلوا اأنف سهم يف بروجهم العاجية اإن هذا ا ستخفاف باإرادة ال شعوب واإفال س ينم عن ضعف وعزلة. واملدر سة الأمنية امل رصية ف شلت ف شال ذريعا يف اإدارة اإرادة ال شعب احلرة لهوؤلء وغريهم من اأبناء ع مان الأحرار الغيورين اأقول بحب: هال تعاونتم مع ال شعب على الإ صالح والتغيري لغد اأف ضل بدل من أان ي صنفكم ال شعب يف خانة من وقف ضده و ضد الوطن وهو اخلالد وجميعنا سيغادر بعد حني. ثم من هذه الدولة اخلارجية اأو التنظيم الدويل الذي يريد لع مان د ستورا م صدر ال سلطات فيه لل شعب من هوؤلء الذين يريدون حماية املال العام وحماكمة الوزراء الفا سدين وتوظيف العاطلني وتوفري الأعمال الكرمية. من هي هذه اجلهات التي تريد حفظ و صيانة احلريات العامة كحرية التعبري عن الراأي وحرية التجمع والتظاهر وحرية تكوين النقابات وحرية الإبداع والتفكري. من هوؤلء الذين يريدون اإ صالح التعليم واإ صالح الإعالم واإ صالح اخلدمات ال صحية. اإن اأبناء ع مان لي سوا مقلدين لثورات ولي سوا مدعي مطالب ل جذور لها على الأر ض. اإنهم فتية اآمنوا باأن الوطن فوق اجلميع واأن احلقوق تنتزع اإذا تلكاأ امل شوؤول وهم يدركون ثمن احلرية وم ستعدون لبذله رخي صا يف سبيل وطنهم. الرحمة واملجد لكل شهيد روى اأر ض ع مان بدمه ليبقى الإن سان فيها عزيزا شاخما كجبالها. 5
ع مان... امل سري وامل صري.. الحتجاج.. والإ صالح املطلوب يف ع مان أاكتب هذا املقال من التاريخ وللتاريخ. أاكتبه من التاريخ الذي أاراه يت شكل من جديد بف ضل كل صور قول»ال«و»كفى«التي ما زلنا نراها يف بقاع خمتلفة من ع مان. التاريخ اإذ ا مل ينته كما صوره لنا البع ض وكاأن أامر ال شعوب قد ح سم اإىل غري رجعة بح سب اأهواء غري أاهواء هذه ال شعوب وتقديرها ملنافعها يف حا رضها وم ستقبلها. التاريخ مل ينته ولن ينتهي ما دامت على وجه الب سيطة ومنها اأر ضنا الع مانية نفو س حر ة ال تقبل اأن مت ضي منقادة يف غي التغييب املنظم واالنقياد والقبول مبا ال ميكن قبوله. التاريخ مل ينته بل تتدخل الإرادة الب رشية ومنها إارادة الع مانيني لت صنع بيدها وعلى اأعينها اأحداث ا جديدة بعد اأن كاد اجلميع اأن يت صور باأن اأمر التاريخ قد ح س م واأن ما ع شناه دهر ا سنعي شه اإىل نهاية ع مرنا و سيعي شه اأبناوؤنا واأحفادنا اإىل يوم يبعثون. التاريخ مل ميت لأن الروح مل متت. واأكتب هذا املقال للتاريخ لي س خوف ا وو ج ال من ح ساب على صمت نرف ض قبوله بل ليكون ر سالة نر سلها من حا رضنا هذا للم ستقبل ليقر أاها من يقراأها يف حلظة م ستقبلية سواء أاكانت تلك اللحظة هي ال ساعة القادمة اأو بعد [ كاتب واأكادميي من ع مان. [ عبداهلل احلراUصي يومني اأو بعد قرن اأو دهر من الزمان ولي ستنتج ذلك القارئ مر ة اأخرى اأن التاريخ الع ماين مل ميت لأن روح الإن سان الع ماين مل متت بل اإنها تت شبث ب إارادتها وبقدرتها على صنع هذا التاريخ. أا شعر أاننا بالكتابة للتاريخ كما اأفعل الآن مثل من يبعث ر سالة اإىل املخلوقات املجهولة يف الكون الف سيح عن أان هناك كائن ا ا سمه الإن سان ي شاركهم الوجود يف الكون الف سيح: هنا نحن نبعث ر سالة للم ستقبل اإننا شعب حي كرمي ي قب ل اخلري وي قب ل عليه ويرف ض ال رش والف ساد ويعاقب عليه واننا بخري لأننا اأحياء قادرون على حمل الأمانة التي تنوء عن حملها اجلبال وهي اإرادة التغيري. حديثي سيكون تف صيال لبع ض النقاط الأ سا سية التي اأرى وجوب تف صيلها عن احلالة الحتجاجية الع مانية. النقطة الأوىل هي اأن التحرك الحتجاجي هو حالة اإن سانية منبعها احلفاظ على كرامة الإن سان وعلى إابقاء جذوة اإرادته حي ة كما اأنها تنطلق من ال رشائع والقوانني فالقراآن الكرمي ين ص يف سورة الإ رساء على كرامة الإن سان {ولقد كر منا بني اآدم} كما ت ضمن القوانني املعا رصة كرامة الإن سان فالإعالن العاملي حلقوق الإن سان ي ضمن لالإن سان التعبري عن اآرائه ورف ضه ملا يحد من حر يته وينتهك كرامته كما ين ص النظام الأ سا سي للدولة يف ال سلطنة على هذا احلق يف التعبري ال سلمي عن الراأي. واأ ضيف اأن جاللة ال سلطان املعظ م قد عرب عقب توليه احلكم يف ال سلطنة عن تفهمه ملطالب املطالبني 6
ع مان... امل سري وامل صري.. للتغيري آانذاك وما كان التغيري املبارك الذي مت يف يوليو 1970 اإل تعبري من قبل جاللة ال سلطان عن رف ض الظلم وعن قدرة الإن سان الع ماين على التغيري. احلالة الحتجاجية احلالية تنبع من نف س منبع الكرامة والإرادة: رف ض الظلم ووجوب تغيريه. النقطة الثانية مرتبطة بالنقطة الأوىل ومفادها أان التحرك الحتجاجي هو حالة وطنية فالع مانيون ب شتى فئاتهم ويف خمتلف مناطقهم يعربون عن احتجاجهم على كثري من الأمور التي سادت قبل هذا الحتجاج فقد شارك الع مانيون من خمتلف الأعمار والآراء واملهن واملحاتد فيها وهي لي ست جمرد فورة شباب فقط كما يحلو للبع ض القول كما راأينا هذا الحتجاج احل ضاري ال سلمي يف ظفار )وهي الأر ض التي شهدت التغيري يف يوليو 1970( ويف م سقط العا صمة ويف صور وجعالن بني بوعلي و صحار و شنا ص وينقل والربميي وغريها من مدن ع مان الكرمية. الر سالة وا ضحة هنا اإذ ا: اأن ع مان كلها ت شرتك يف الحتجاجات. كما اأن احلالة الحتجاجية هي حالة وطنية لأن مطالبها تت سامى على امل صالح ال ضيقة واملبا رشة للمحتجني اأو ملناطقهم بل ان اجلميع رفعوا مطالب وطنية عام ة منطلقها رف ض جاد و صلب ملمار سات سلبية و ج د ت يف كل الأر ض الع مانية وهي مطالب سينهمر غيثها املدرار حني تتحقق على كل الأر ض الع مانية الطيبة. النقطة الثالثة التي ينبغي على اجلميع وخ صو ص ا الدولة و ضعها ن صب الأعني هي اأن احلالة الحتجاجية لي ست هي امل شكلة بل هي البادرة الالزمة للحل والإ صالح اأي أان التحرك ال رسيع والبعيد املدى ل ينبغي أان يركز على كيفية»اخلروج من املاأزق احلايل«)بح سب اللغة ال صحفية املعتادة( وعدم تكرار ظهوره يف امل ستقبل بل علينا أان نفهم اأن هذا»املاأزق«سيكون هو نبع اخلري العميم الآتي على ع مان لأنه لو مل يحدث ل سارت الأمور ال سلبية كما كانت ورمبا قال قائل»ولكن هذا يدفع بخلخلة ا ستقرار البالد«واجلواب هو اأن البلدان الكرمية ل تعي ش لكي ت ستقر بل إانها ت ستقر لكي تعي ش كما اأنها تنتف ض كي تعي ش حر ة كرمية وحني ميتنع العي ش احلر الكرمي فال ضري من خلخلة ال ستقرار ول نق صد بطبيعة احلال خلخلة ال ستقرار الأمني فهذا خط اأحمر كلنا ضده )ودرء ال رضر الأعظم مقدم على جلب امل صلحة الأ صغر( ولكن املق صود بال ستقرار الذي ينبغي علينا جميع ا خلخلته هو ا ستقرار اأحوال الف ساد بكل اأ شكاله فهو ا ستقرار ينخر البلدان وي صيب عظامها باله شا شة الوطنية ويتعداه إاىل اإ صابة روحها مبوت الكرامة والإرادة. هذا النوع من ال ستقرار من الواجب املبادرة اإىل نف ضه وهز ه بل وزلزلته. النتفا ض الحتجاجي يف ع مان هو اإذ ا احتجاج مبارك لأنه يعرب عن رف ض الف ساد بكل اأ شكاله ويعرب عن الأحالم والآمال الوطنية ب شتى األوانها ول ينبغي أان يتم التعامل معه على اأنه هو امل شكلة. الحتجاج هو رضورة لزمة من رضورات العالج وما الف ساد وال صمت عليه واحت ضار الأمل اأو موته اإل ال سم الزعاف والداء الذي يقتل الأوطان وال شعوب. النقطة الرابعة تتعلق مب ستقبل ع مان وحق اجلميع يف امل ساهمة يف صنعه. شعر الكثري من الع مانيني لوقت طويل أانهم مغي بون عن صنع حا رضهم وم ستقبلهم. شعروا باأنهم جمرد م شاهدين مل سل سل ممل ل يغطي حلقاته اإل ضباب الف ساد بكل اأ شكاله وهو م سل سل بدا لوهلة اأن حلقاته ل تنتهي اأبد ا. ما اأود اأن اأقوله هنا هو اأن احلالة الحتجاجية التي تعم ع مان تخربنا باأن ع مان ملك للجميع: ل شعبها 7
ع مان... امل سري وامل صري.. ولدولتها وينبغي اأن ي شارك اجلميع يف صنع احلا رض وامل ستقبل م شاركة متكاملة تكون فيها احلكومة أامينة على م صالح ال شعب كما ينبغي أان توجد من ال ضمانات املوؤ س سية ما يكفل هذا و أاخ ص بالذكر رضورة حتو ل جمل س ال شورى اإىل جمل س يقوم بالدورين الأ سا سيني التي تقوم بهما الربملانات وهما الت رشيع ومراقبة أاداء احلكومة وحما سبتها. النقطة اخلام سة حول مفهوم»التخريب«. ذكرت يف الأعلى أان درء ال رضر مقدم على جلب امل صلحة ومعنى هذا أان كل الع مانيني يرف ضون أاي حالة من حالت تخريب املمتلكات العامة اأو اخلا صة ولكن علينا اأن ننتبه اإىل اأن التخريب وخ صو ص ا الذي شهدناه يف صحار هو حم ض هام ش للحالة الحتجاجية ولي س اأ سا سها وهو اأمر ينبغي اأن يتم التعامل معه ضمن القانون وينبغي ا ستخدام القوة مع من يحاول اأن يفتعله لأي سبب فال ميكن القيام بالإ صالح من خالل القيام بالف ساد غري اأن القاعدة الأ سا سية هي اأن الحتجاج الع ماين هو حالة سلمية ح ضارية عرب ويعرب بها الع مانيون عن رف ضهم للحالة ال سابقة. كما اأود اأن اأ شري اإىل ق ضية يف غاية الأهمية يف هذا ال سياق وهي اأنه ينبغي على اجلميع األ يح رصوا التخريب يف ما شهدناه يف صحار من حرق واإتالف للممتلكات بل ان كل ف ساد هو تخريب وكل ا ستغالل ملن صب من اأجل إاثراء اأو نفوذ أاو م صلحة اأي ا كانت هو تخريب. التخريب ل ينبغي اأن ينح رص يف ما حدث يف صحار فقط بل أان تخريب الوطن من خالل الف ساد ال سيا سي والقت صادي والإداري واملايل هو تخريب أاخطر بكثري من تخريب املمتلكات )املرفو ض بقوة كما اأ رشت(. وهذا يعني أان على الدولة اأن حتا سب كل املخربني صغريهم وكبريهم واأن يتم اأول البحث احلقيقي ال صادق يف تهم الف ساد التي يتهمهم املجتمع بها بناء على قواعد وا ضحة معلنة مثل قاعدة»من أاين لك هذا «واإن ثبتت عليهم التهم فالق ضاء الع ماين النزيه كفيل بالتعامل مع كل خمر ب لأي حق وطني واأن ينال من العقاب ما ي ستحقه وكما فعلت يف مقال سابق اأعيد هنا قول جاللة ال سلطان املعظم يف جمل س ع مان عام 2008:»وجتدر الإ شارة هنا اإىل انه مل ا كان الأداء احلكومي يعتمد يف اإر ساء وتر سيخ قواعد التنمية امل ستدامة على القائمني به وامل رشفني عليه فان يف ذلك دللة وا ضحة على مدى امل شوؤولية اجل سيمة املنوطة باملوظفني الذين يديرون عجلة العمل يف خمتلف القطاعات احلكومية فاإن هم أادوا واجباتهم باأمانة وبروح من امل شوؤولية بعيدا عن امل صالح ال شخ صية سعدوا و سعدت البالد اأما اإذا انحرفوا عن النهج القومي واعتربوا الوظيفة فر صة لتحقيق املكا سب الذاتية و سلما للنفوذ وال سلطة وتقاع سوا عن اأداء اخلدمة كما يجب وبكل اإخال ص واأمانة فانهم يكونون بذلك قد وقعوا يف املحظور ولبد عندئذ من حما سبتهم واتخاذ الإجراءات القانونية املنا سبة لردعهم وفقا ملبادئ العدل الذي اأر سينا عليه دعائم احلكم والتي تقت ضي منا عدم ال سماح لأي كان بالتطاول على النظام والقانون اأو التاأثري ب شكل غري م رشوع على منافع النا س التي كفلتها الدولة وم صالح املجتمع التي ضمنها ال رشع واأيدتها الأنظمة والقوانني ومن ثم فاإننا نوؤكد على اأن تطبيق العدالة اأمر ل منا ص منه ول حميد عنه وان اأجهزتنا الرقابية ساهرة على أاداء مهامها والقيام مب شوؤولياتها مبا يحفظ مقدرات الوطن وي صون منجزاته«. اأقول منطلق ا من قول صاحب اجلاللة املعظم هذا أان كل اأ شكال التخريب واأنواعه ينبغي حما سبتها وتقدميها للق ضاء ومعاقبتها. 8
ع مان... امل سري وامل صري.. النقطة ال ساد سة تتعلق مب سار ع مان امل ستقبلي عقب هذه الأحداث: لقد غري ت هذه الأحداث ع مان تغيري ا كبري ا وهذا التغيري يقودنا اإىل حقيقة اأ سا سية علينا جميع ا اأن نفهمها وهي اأنه ل عودة للو ضع الذي كان قبل هذه الأحداث واأعني بطبيعة احلال األ عودة للحالت ال سلبية التي كانت موجودة بل اإن ع مان خطت خطوات لالأمام وهي رحلة يف طريق واحد هو طريق الإ صالح والتغيري وهذا يعني اأن علينا اأن نقف جميع ا ضد أاي حماولة من اأي كان للعودة اإىل التعاي ش مع ال سلبيات والأمور املرفو ضة والتي قامت الحتجاجات لإنهائها. النقطة الأخرية هي غالف لكل النقاط الواردة فيما تقدم ومفادها اأن اإ صالحات التغيري املطلوبة لي ست اإ صالحات معي شية واقت صادية فقط بل اإنها اإ صالحات شاملة وعلى راأ سها الإ صالحات ال سيا سية. املطالب املعي شية والقت صادية طفت على ال سطح لأنها مت س النا س م س ا مبا رش ا يف حياتهم ومعي شتهم وحقوقهم املبا رشة من وظيفة وزواج وماأوى ويف تقدمي املطالب القت صادية املعي شية فاإن علينا اأن مني ز بني املطالب التي تبدو منطقية قابلة للتحقق واملطالب غري املنطقية التي ي صعب اأو حتى ي ستحيل حتققها فتحديد احلد الأدنى لالأجور مثال حتكمه عوامل كثرية من اأهمها م ستوى الدخل القومي للبالد والن شاط القت صادي وغريها من العوامل ومن غري املعقول اأن ن شرتط حد ا اأدنى لالأجور ل يعك س و ضع البالد القت صادي ودخلها القومي كما أان من غري املعقول كذلك املطالبة باإ سقاط الديون ال شخ صية والطلب من الدولة اأن تتوىل دفعها ذلك اأن هذه اأموال ا ستفاد منها صاحب القر ض شخ صي ا ومن غري املعقول اأن تتحمل ميزانية الدولة ديون ا شخ صي ة ا ستفاد منها صاحبها كما اأن ذلك فيه ظلم كبري ملن مل ياأخذ قر ض ا شخ صي ا واحتمى بال صرب وبتنظيم صارم لدخله واأو ضاعه املالية للتعاي ش مع صعوبات احلياة وللتغلب عليها. اأقول اإن املطالب املعي شية هي جمرد جزء من املطالب الإ صالحية ال سيا سية الكربى وت شمل هذه املطالب الكربى م شاركة النا س يف صياغة ومراجعة د ستور بالدهم )والق ضية لي ست ال سم هنا مبعنى اأن ال سم ميكن اأن يظل هو»النظام الأ سا سي«ويف اللغة العربية س ع ة( مبا يحقق روؤاهم الوطنية لنظام احلياة يف ع مان اإ ضافة إاىل حترير الإعالم الع ماين من قيوده الكابحة للقول والتعبري عن الآراء املختلفة وو ضع النظم التي حتد من الف ساد والتخريب بكل اأ شكاله وو ضع نظام صارم يتمتع باملراقبة ل رصف املال العام مبا ي ضمن عدم التعدي عليه وعدم هدره فيما ل يجني منه الوطن الع ماين اخلري واإ صالح حال موؤ س سات الدولة املختلفة التي ل يختلف اثنان على وجود ترهل و ضعف يف اأداء كثري منها ون رش التعليم وموؤ س ساته مبا ي ضمن ح صول كل ع ماين على التعليم الذي يرغب فيه ومبا ي ضمن ال صالح الكل ي للوطن الع ماين يف ا ستعداده للم ستقبل مع و ضع التنظيمات التي ت ضمن املهنية العالية احلق ة يف موؤ س سات التعليم بكل م ستوياته. واخلال صة هي اأن التغري الذي اأحدثته احلالة الحتجاجية هو تغري كبري واملطالب التي ر سختها هذه احلالة هي مطالب كبرية وال ستجابة بالإ صالح ينبغي اأن تكون كبرية وم ستمرة مبا يحفظ لع مان روحها احلي ة وجذوة اإرادتها الكرمية القادرة على صنع التاريخ الع ماين الذي لن ميوت لأن روح ع مان ستظل تنب ض دائم ا عز ة وكرامة ولن متوت. 9
ع مان... امل سري وامل صري.. الروح اجلديدة.. والزمن يف ع مان تابع الع مانيون والعامل و صول الروح اجلديدة اإىل ع مان كنت اأظن اأن الالحقني سيتمكنون من جتنب خ سائر ا أالرواح أاكرث من ال سابقني غري أاين كنت خمطئا فثمن احلرية كما هو غال يف ليبيا هو غال يف كل مكان أايها ال شهداء الذين قدمتم أارواحكم ثمنا للهيب احلياة الع مانية للحرية ال يوجد كالم ميكنه اأن يفي حقكم وقد ذهبتم عن هذه الدنيا كي تهدونا احلرية واحلقوق هل نقيم للبوعزيزي وللغمال سي والأبي القا سم ال شابي متثاال وق صيدة يف كل الدول العربية اإذا ال شعب يوما أاراد احلياة فال بد اأن ي ستجيب القدر يا اإرادة احلياة من أاجل هوؤلء الذين ت ساقطوا يف الطريق اإليك من اأجلهم عجلي بالقدوم اكن سي النظام القدمي وا ستبدليه بنظام القرن احلادي والع رشين يا روح الع رص يكفي ما ذهب من الدماء الغ ضة ال شابة يف الطريق اإليك فتعايل واكن سي غبار القرن املا ضي ليدخل الع مانيون والعرب اإىل القرن اجلديد حيث اإرادة ال شعب الوثابة وحقوقهم ت ضيء احلرية. صدقا وحقا. [ شاعر من ع مان. [ ابراهيم Sسعيد من يراهنون على ال ستثناء سقطوا ويت ساقطون من ي سخرون من الآلم ومن معاناة ال شعوب من التخلف يعيدون ح ساباتهم كي يلحقوا بالزمن من كذ بوا الدم النازف يف تون س وم رص والبحرين واليمن وليبيا عندنا بداأوا ي صدقون الآن والدرب طويل و صعب والبناء شاق. حني ياأخذ ال شباب احلياة على عاتقهم يف هذا العامل يذهبون باجلميع إاىل الزمن اجلديد لأنهم مدركون اأن البناء لي س مبجرد القطيعة مع النظام القدمي واإمنا ببناء ج سور النظام اجلديد واأعمدته باحلب الذي يجمع الوطن والع رص يف حلظة واحدة ومي ضي بانيا اإنها قطيعة بالبناء قطيعة ببناء الزمن اجلديد للتخل ص من الزمن القدمي. ما اأجمل ال شعب حني يحافظ على الوطن مرت اأحداث جعلت الدموع تبكي اإجالل لتلك املواقف الرائعة شباب يت ضامنون ضد من يحاول اإ شاعة الفنت القبلية واملذهبية الإبا ضي يقول اأنا سني وهابي والوهابي يقول أانا شيعي و شيخ القبيلة يقول هذا لي س ع رص القبائل بل هو ع رص ال شعوب جمتمعة يف دولة احلريات واحلقوق شباب ي شكلون اللجان ال شعبية كي يحموا املمتلكات العامة شباب يحمون ميناء صحار يحمون املحالت التجارية اآخر الليل يف شنا ص ي رضبون بيد من حديد على املخربني 10
ع مان... امل سري وامل صري.. واملف سدين إانها ثورة ال شعب الع ماين ضد كل اأ شكال الف ساد يف الأر ض. ومن جديد أاثبت الإعالم الع ماين أانه ما زال على خطابه القدمي البطيء الذي ل يعرف اأنه يف زمن ال رسعة وبدل اخلرب يف دقيقة فاإن اإعالمنا مي شي ب رسعة كلمة يف الدقيقة حتى الأغنية اأ رسع منه. احلياة اجلديدة قادمة تهز اأركان الف ساد و ست سقطها احلياة امل ستقبلية قادمة تهز أاركان املختبئني يف الظالم الذين يحاولون قهر ال شعب و رسقته يف الظالم احلياة قادمة لروح هذه الأر ض الطيبة ول يوجد عاقل حقيقي يقف مع الف ساد بعد أان تعرى الف ساد كما ل يوجد عاقل ل يختار ال شعب على اإدارة فا سدة. ع مان ونفو س اأهلها الأبية الآن والعاقلة ل سنني واحلكيمة تتجه نحو التغيري واحلرية وما اأعظم هذا ال شعب حني يفعل ذلك لأن ال شعب حني يفعل ذلك وعلى عك س التمرد اجلماهريي الأعمى العارم يقوم بالتمييز بني ال صالح والطالح ويقوم بالتفكري يف م ستقبل وطنه. ال شعب يفكر يف وطنه أاكرث مما يفكر ظاملوه فيه الفا سدون الذين ل يفكرون اإل يف م صاحلهم وثرواتهم و سلطاتهم وال شعب يبدي وعيا اأف ضل من اجلميع حني يفكر يف احلا رض ويف امل ستقبل. وحني يقود شباب ال شعب التغيري هنا اأعرف اأن هذا شعب مبارك وهنا أادرك هذه الروح الع مانية التي صنعت كل هذا املجد الذي يطالعنا يف كتب التاريخ كل تلك الدماثة الأخالقية الرفيعة التي تقف مع احلياة دائما وت صنع احلياة على الدوام وحتافظ عليها حتى يف اأزمنة الظالم العام شعب ي شعل نورا يف الظالم. ي ضيء حقبة زمنية بيديه. ع مان اأيتها اجلغرافية املتنوعة الزاخرة اأ شهد أانك رعيت على ترابك اأرواح شعب عظيم اأرواح شعب سلمي م سامل يعرف كيف يوؤدي احلقوق ويعرف كيف يرعاها اأ شهد أايتها البالد الرائعة اأين اأحبك اأنني اأحب هذا التنوع فيك اأيها الوطن الرائع لقد جعلتنا جميلني مثلك اأيها الوطن الواقف على الهام ش مبا يكفي كي نرى وكي نختلف وكي ن شارك أايها الوطن الذي يهم س لك البحر والريح كل صباح وم ساء كم أانت رائع وكم ت ستحق احلرية. الوطن نف سه غا ضب هذه املرة ممن ي شيعون الفنت كي يثنوا ال شباب عن رحلتهم إاىل امل ستقبل الوطن والأر ض غ ضب يف الطبيعة ي رسي من املف سدين من املف سدين على الأر ض لقد أاخرجت الأر ض خرياتها لكل اأبنائها خريات احلرية والرثوة واملناخ املنا سب متاما حلياة الإن سان لكن هناك من يريدون اأن ي ستحوذوا على تلك اخلريات لأنف سهم ويريدون اأن مينعوا الإن سان من احلياة يريدون اأن يحجبوا شم س احلياة الرائعة ويعجبهم اأن يروا الإن سان مهموما ومظلوما وي شعر بالغنب يف وطنه واليوم سي سقط كل اأولئك النا س الذين هم ضد احلياة و سيبقى كل النا س الذين مع احلياة مي ضون اإىل امل ستقبل الرائع مع ال شباب احليوي مع شباب احلياة احلرة والعي ش الكرمي احلقيقي ل املزيف. زمن جديد يا ع مان على يد اأبنائك ي سع اجلميع. 11
طيور ج ب ل الكور اجلاثمة في مغيب املد ن والآفاق 12 الغ ضب أن تعلك صخرة ق دت من جبل شم س أن تعلك خط با أن تبيد جي شا مدججا يف صحراء حمت شدة بالأ شباح وال صخور j v j ذكريات م ضغوطة يف ع لب ديناميت حتل ق فوق الأ شجار على شكل طيور مهاجرة و أحيانا حتملها ال شاحنات املوح شة إىل جبهة احلرب j v j الرعاة انطلقوا مع قطعانهم امل ضاءة بال ش هب والنجوم قطعوا م سافات باهظة رمبا ت شبه تلك التي قطعها ال سندباد أو عولي س أ رشفوا على تالل البلدة التي و لدوا فيها جتولوا بعيونهم الدامعة يف الأفق وال سياج ظلوا هكذا من غري أن تكتمل احلكاية. j v j غابة حيوانات ترتاك ض حر ة يف خيال الطفل كما كانت يف سهوب أفريقيا قبل هجوم الق تلة و سما رسة القار ات. ها هو الفجر يبد أ يف لنت شار وهو بالطبع ل يحمل نثار الط لع ول رائحة اليا سمني يحمل أرق الرجل أرق املر أة الذي بد أت سحائب ه تغمر املكان الرجل الذي عادة j v j j v j
طيور ج ب ل الكور اجلاثمة في مغيب املد ن والآفاق 13 ما يحمل طفال ويتجه نحو ال رشفة أو أمام الباب ي شري باأ صبعه الغ ض ة من غري كالم نحو أ رساب الطائرات والطيور متبوعة بنظرات الده شة املمطرة يف صحو سماء مملوءة بالرحمة والأموات. j v j»و لدت حر ا أيها الطفل و سرت سف يف القيود أنى ذهبت«وهذا ما ت شي به النظرات الطفلة حني يذهب الرجل إىل فتح الباب نحو البهو والفراغ يتبعه باب آخر وال سور يتوالد إىل أ سوار هكذا...»ل صحراء العامل أبوابها املو صدة«j v j يرف الطائر الطن ان على أهداب ال شجرة ال سكرانة يف ف ضاء الربيع. يرتد إىل اخللف بحركة مو سيقي ة ل يعرفها غريه ميت ص الرحيق حتدوه غيمة من هديل اليمام احلامل يف الظهرية.. بلونك الفردو سي تتغذى على الأزهار كما تتغذى املر أة العا شقة أو ال صويف على احلب منحتك الآلهة قوة اللطافة التي تتك رس أمامها ال ضواري والن سور إنك التج سيد الأ سمى أيها الطائرة ال صغري أيها الطفل لنظرة )الطاو( إىل الأ شياء والكائنات j v j مت سلقو لفري ست والقمم العالية حتيط بهم أحزمة اجلوارح و لنهيارات نحو الأعايل ل يرون شيئا يف طريقهم أو عالمة عدا ظل طائر يجتاز املفازة نحو ال ضفاف املزهرة يعود الطائر الطن ان j v j
طيور ج ب ل الكور اجلاثمة في مغيب املد ن والآفاق 14 إىل غدران ال شجرة وك أامنا إىل جمر ة من احلنان يعود الطفل إىل ح ضن أمه ملتهما حليب الأعماق. j v j ينام الطفل بني ألوانه القزحي ة والأنهار حتى يف احتدام قيظ ال صحراء والليل يحلم مبالئكة خ رش و أيام ستكون أكرث امتالء بالزهور واحليوانات. j v j يحد ق الطفل يف النافورة املزدانة باملياه والأ ضواء تنطفئ تنبلج على ضفاف البحريات ال شا سعة يف اخليال على احلواف حتل ق فرا شات زرقاء وع صافري تتجم ع من كافة اجلهات. j v j هذه املو سيقى القادمة من بالد النهرين جترين إىل شباك غيمها اجلريح باللحظة احلميمة يف الأيام اخلوايل والأطفال الذين ق ضوا يف الكوارث واحلروب. j v j مباذا أك رس ح د ة هذا ال صباح لغربان نافقة حتل ق على شكل ع صائب تنق ض على فري سة وهمي ة يف اخلواء مباذا أك رس ا ستغاثة احل شود املتدف قة من جهات ل مرئي ة تطالب بالعدالة و لنتقام عقبان الربع اخلايل وقد أحكمت قب ضتها على الذاكرة واملكان. j v j يعتقد )الطاويون( أن اخلواء هو املطلق وكذلك الفراغ لكن اجلث ة التي ما فتئت تتدحرج منذ ماليني ال سنني يف دهاليز
طيور ج ب ل الكور اجلاثمة في مغيب املد ن والآفاق 15 j v j هذا الفراغ أربكت أنهار الف ضاء الغزيرة أربكت منابع اخلل ق حني هرب ثور احلكاية إىل ش عاب جبال جمهولة. j v j م ضى الطفل يف حال سبيله تاركا أثره على الرمل يف ذاكرة س حب تعرب بحر ع مان ويف قلب الزهور املتفتحة كل صباح. يتدف ق النبع من ذرى الأ شجار لي ستقر يف خمي لة أيل ن طحت ه العا صفة. j v j j v j سالم عليك يا نبع الأزل يا طفولة ال شجر والنجوم أفراخ ال صقور التي حتاول الطريان نحو الأعايل طفولة الظبي املذعور يف الفالة وال سمك ال سابح حتت أ ضوية القمر املو شك على الغياب. يحاول أن يجمع أو صال ق صيدة يف احلديقة حديقة الألعاب والرموز. كاأن ياأخذ الدب القطبي من م نت بذه ويوقعه بني الكالب النابحة والأفيال التم ساح بجوار النافذة حيث يحل ق احلمام ويتماوج الع صفور الأزرق وال سلحفاة قبل أن ت بحر نحو البعيد نق ار اخل شب بجوار الواوي والكبا ش على مقربة من الذئب متثال بوذا ال صغري الراكع من خ شية وبراءة.. ن ظر الطفل إىل خملوقاته ال ضاج ة يف احلديقة مل يع جبه ال صنيع ول لتفاق بعرث اجلميع يف رضبة واحدة وم شى إىل ال ضفة الأخرى من كونه اخل صيب. j v j كان يتهادى يف الأفق الأجرد ذلك الطائر الوحيد تتبعه النظرة البكر من من عر ج هواء إىل آخر حتى يتحدان يف روح واحدة ت سبح يف موج الأحالم. j v j مل ي ستطع النوم طوال ليال موح شة و أيام
طيور ج ب ل الكور اجلاثمة في مغيب املد ن والآفاق 16 كان الأرق ربيب حياته والظالم تو أمه احلكيم تقل ب بني مد ن مكتظة بالأ شباح والنيا شني مل يفتح نافذة مل ينظر إىل أفق كان ي صغي إىل زئري حيوانات تتعارك يف الر أ س حتى عال صوت الأذان باحلنو القادم من أغوار قريته امل ضمحل ة فنام على وداعة غائبة. j v j لي س الوداع إل خم ت رص التاريخ والأيام. j v j آفاق ترتن ح حتت حوافر الق ص ف جوامع ت سقط أبراج تب صقها الريح والأنهار التي كانت ت سقي ح ضارات الب رش جف ت كثعابني مي تة يف خيال الطفل الذي و لد من صدمة احلرب. j v j يف هذا املكان النائي على ضفاف بحر العندمان باأكواخه ونخيله املتمايل يف الريح ياأتي الطائر كل م ساء يجل س على نف س العمود اخل شبي يطلق صياحه الأقرب إىل نواح املفطور بالغياب ساعات متتد إىل أحقاب يجل س الطائر على عموده اخل شبي ياأتي الليل وتتالطم الظلمات وهو على قمته يرقب الف ضاء ويطلق ال صيحات حتى ينفجر صوت صياح آخر من ظلمة احلقول يتبادلن النداء يلم ان شمل الليل املت صد ع يف رصخة واحدة وحدة الليل والأمل وهذا اجلناح امليمم شطر الأبدي ة. j v j م ضى ذلك الزمان الذي كان فيه الرجال كان فيه الن سوة من احل ضور ال شفيف )ح ضور ال شجر املفع م بحنان املالك( يرفعون اليتم عن كاهل الغرباء وعابري طريق احلياة ال رسيع. أولئك امل رش دون j v j
طيور ج ب ل الكور اجلاثمة في مغيب املد ن والآفاق 17 يفرت شون أر ض ال سور املهد م يف الربك الآ سنة على مدار الأيام هكذا ي رشبون ويب صقون حمد قني يف الطحالب والطيور و أفرا س كثرية ت سبح يف وحل الهذيان حتى متتلئ الربك بالليل والب صاق. j v j ل ست نادما على شيء إل على كوين ما زلت موجودا على هذه الب سيطة املتخ مة برفات الأ سالف. j v j أمنح طفلي فر صة احل رية يف مر آى القطط والكالب و أمنح نف سي فر صة احت ساء كاأ س يف حانة الر أ س امله ش مة على مدار الأقوام. j v j ما الذي ست رسده الريح هذه الليلة غري احلكاية امل ضجرة ذاتها عن قوم عا شوا ثم هلكوا تاركني أثرهم يف امل د ن والكهوف خالقوا أثر ممحات ه الريح الريح مفخرة العبور والزوال. امنحيني أيتها الريح وقتا كافيا لأرتب أمتعتي القليلة و أ رسج رح لي مودعا أ صدقاء غري موجودين وعائلة غربان هر مة أطعمها اخلبز من كفي كل صباح. j v j j v j م ضى ذلك الع م ر الذي كانت فيه اجلوارح تطري ك س حب جه مة و ضاحكة تخ ض ب ال سماء بال صياح واحلنني اجلوارح التي تطعم أفراخها يف الذ رى حيث الأع شا ش مواكب باذخة للطرائد واحلبور.
طيور ج ب ل الكور اجلاثمة في مغيب املد ن والآفاق 18 j v j j v j أو شك الر سل على إجناز املهم ة املقد سة بعد و ص ل الليايل بنهاراتها وقط ع القفار لكن النجمة الدليل انطفاأت قبل و صولهم بقليل. j v j ل شيء ي لجم هذا ال سهل عن احللم بعا شق ي ضاجع مع شوقته ب ش بق الأزمنة الغابرة على ب ساطه املتمو ج باملطر والريح. j v j ما الذي تقوله املر أة ل صديقتها يف اللوحة املقابلة ما الذي تقول النظرة احلائرة يف املمر املغلق أو يف زنزانة ال سجني j v j إىل: ل كافياين تع شق ال ضحي ة جال دها بعد طول ع رشة ولقاح كما تع شق الزهرة الن رش ة ضوء الفجر ومدرار املطر. الطيور يف احلديقة تعوي مقل دة أ صوات ذئاب منقر ضة الكالب يف بغداد تنتف ض وتعوي مقلدة عا صفة الغارات والق صف احلربي. j v j بنى الفراعنة لهرامات آية جمد ل تغيب عنها شم س ول ليل لكن ال سيادة كانت للفراغ واخللود أي ضا. j v j الع صافري العابرة املد ن والبيئات الع صافري الناعمة انق ض ت على ال شجرة التي ي سكنها النحل, مملكة النحل امل شع ة يف الأعايل. الع صافري افرت ستها كطيور ضارية طيور )جبل الكور( اجلاثمة يف مغيب املد ن والآفاق. دموعك يا صغريي تختزل دموع العامل j v j
طيور ج ب ل الكور اجلاثمة في مغيب املد ن والآفاق 19 هذا الكيان النبيل أخاف عليه أن ينك رس كبل ور أو ضفة حاملة أمام غول ال صواعق لكني فك رت : أن الطفولة اجلبلي ة لها صالبة املعدن الكرمي وحزن ال ضفاف. j v j دموعك أم سحها بيدي املرجتفة و أمتنى لو حتل روح امل سيح حلظة عابرة كي أ شفي الأمل الذي يدفعك إىل البكاء وتعود إىل لهوك الربيء والب سمة احلانية لكن امل سيح يا صغريي رحل منذ زمن والأر ض هجرتها الآلهة كما عرب الأقدمون. j v j ها هي احلم ى اللعينة تعود وترتكني يف ق ع ر مظلم من الوح شة وقل ة احليلة يدك ال صغرية ترتخي إىل جانبك ورع شة ت رسي يف اجل سد ال صغري. j v j حينما متر ض الطفولة مير ض الكون ويفرت سه ال رسطان: هكذا أطلق طائر رصخته وهو يعرب الأفق الأخر س باجتاه املحيط. j v j يفتح ال ستارة ينظر إىل الفجر الطايف وقد مالأت أ شالوؤه الآفاق ميعن النظر والتحديق كي يعود إىل النوم بذخرية جيدة من الأحالم. j v j غرباء من قبل ومن بعد ويف تلك امل سافة التي بد أت تت شك ل فيها اخلليقة على هيئة ب رش وطبقات غرباء عن أنف سهم و أطفالهم يحد قون يف س حب عابرة
طيور ج ب ل الكور اجلاثمة في مغيب املد ن والآفاق j v j ويقولون: هوؤلء أمهاتنا. ينظرون إىل الغبار ويقولون: ها هو الأب ال سي د املوئل وامل صري.. أيها الأب املبارك يف كل الأزمنة والأقوام ترفق مبخلوقاتك متزاحمة على بابك يف الأعايل ترف ق بها وهي ترف س بني امل ضيق والهاوية. j v j ساحبة أي امها بني اجلفون والأهداب املر أة اجلميلة مباكياجها اخلفيف حتاول أن متحو به الأثر والعالمة ما ان ترف الأهداب أو تربق العيون إل وتن رش مروحة ال سنني رذاذ ها اجلارح يف املر آة أو يف قلب العا شق الذي كان يحمل ثقل الليايل ساهرا يف ضوء أطيافها الالهبة يتنا سل الب رش على مر الأزمان مول ني الأدبار للموت املرتب ص على الع تبة.. مولود هنا ومي ت هناك. أعرا س هنا وحرب إبادة هناك. ل شيء يلجم كوكب الغريزة ال سي ار ول عربه إل احلياة يف وثبتها واندفاعها من الأ سفل والأعلى حتى م ن قلب الوادي ال سحيق حيث تزهر اجلماجم والرفات. j v j الن سور تتوافد من كل فج و صوب نحو اجلثث امللقاة على قارعة اخلالء تتجم ع حول ماآدبها ال سمينة من غري أن تنه ش أو تخلع كتفا أو عينا إل من باب الدعابة والت سلية نزهة م رت فني يف جنان الن ع م الوفرية على الأر ض ال ضاج ة بالأوراد وال صليل. ينتظرون حلظة الفرج كما تنتظر اخلليقة يف الربزخ الفا صل بني اجلن ة واجلحيم. يف ليل العامل ليل املد ن والبحار 20 j v j j v j
طيور ج ب ل الكور اجلاثمة في مغيب املد ن والآفاق ي صحو الب رش والوعول والأ سماك وقد حتج رت يف أ شداق ال ضواري اخلرافي ة ويف أعماق الظالم. الفانني كي مي ضي يف عبوره باأقل الأكالف فداحة وجراحا.. كان اجلو غائما على نحو مر عد وبخور سحرة نائمني يف كهوفهم البعيدة يحتل النيام.. 21 j v j j v j كان امل شهد الف ضائي املتدافع بالغيوم وال ض باب فوق اجلبال املطلة على املدينة.. )حيدرة- اجلزائر( أو بلد ي شبهه.. كنت يف التاك سي الذي ي صاألني سائقه عن العنوان الذي أنا ذاهب إليه.. تلعثمت كاأمنا احلرية تقود ال سيارة إىل اجتاه غري معلوم بقيت هكذا وال سائق الذي بدت على صوته نربة الع صبي ة يحاول امل ساعدة والتو ضيح يف هذا اجلو الذي أ ضحى مظلما وغام ضا كمغارة من مغارات اجلان. فجاأة ينبثق من فراغ املدينة ووح شتها صوت حميم أعرفه يف ال سنني املن رصمة يدلني على عنوان املنزل الذي صاأعي ش فيه.. كان خارج املدينة منزل ريفي على نحو من تنا سق روحي يف عمارته وان سجام.. بحار اخل رضة املحيطة تغطيه بكثافة ورقة نادرين.. جتولت يف ردهاته حتى و صلت إىل الغرفة الوا سعة التي من املفرت ض أن أمكث فيها.. ويف هذه الأثناء ر أيت أ شخا صا قادمني من املا ضي واحلا رض دخلت فور روؤيتهم يف نقا ش حول م شكالت امل سافة والزمن وكيفي ة العالج الذي يرتئيه كل واحد من هوؤلء ل أدري أي مدينة أي شارع وزقاق لكن كما يرتاءى للنائم وهو يف غمرة املياه ال سدميي ة لالأحالم وهي جتري من جهات عديدة كان امل شهد ي شبه ساحة ) شمدين( يف دم شق حيث ينحدر ال شارع الذي كنا ن سكنه نحو الغوطة البا سقة بال سح ر واحلياة.. وغري بعيد من ال ساحة قرب ال شيخ حميي الدين ابن عربي الذي أخاله مزعوجا ومرهقا من أفواج ال سياح الذين يتوافدون لزيارة ال رضيح.. كنت أم ضي يف طريق ل ي شبه ذلك الطريق املعهود الذي يوؤدي إىل البيت.. فجاأة سمعت صوتا خلفي أخذت أتبينه ب صعوبة كمن يفك شفرة معقدة إذا به صوت إبراهيم فتحي يتحدث إىل شخ ص بجانبه مل أ ستطع معرفته يف املناخ الرا شح بالغمو ض وال شتات. م ضيت يف الطريق الذي ل أعرفه من غري أن أ ص أال إبراهيم عن سبب جميئه من م رص إىل دم شق.. ونحن يف خ ضم الطريق أدخلت يدي يف جيوبي لأتاأكد من مفاتيح ال شقة لكن مل أجدها فاعرتاين حزن شديد.. كنت أم شي و أنا أترنح كمن أ صاب قلب ه سهم م سموم.
طيور ج ب ل الكور اجلاثمة في مغيب املد ن والآفاق م ضيت صوب العمارة الواقعة على املنحدر بني ال ساحة املليئة بالبا صات وال صخب والطريق املوؤدي إىل الغوطة فلم أجدها. وجدت مباين ل صلة لها بتلك العمارة ول باحلي الذي كنت أعرفه. تذكرت البقال ) أبوهائل( ومطعم ) أبو سمري( قلت أ صاألهما عن أحوال املكان لكن ل أثر لأحد.. كنت أترنح حماول انتزاع ال سهم الذي أ صاب قلبي حني سقطت يف كابو س اليقظة الرهيب. j v j صوتك اجلريح أيتها اليمامة يطل دائما مع الفجر على هذه امل س ب عة الب رشية قادما يف رحلته الطويلة من غ ب ش الأ صباح الأوىل حني كانت ال سعادة تهم بال س كنى على هذه الأر ض. j v j نام الرجال عن أطفالهم يف عراء هذه امل س ب عة فاأجنزت خفافي ش الليل مهم تها ب رضاوة ال ضباع يجد ف الطائر يف هواء النافذة لي ستقر يف ع شه املجاور يجد ف ال شاعر يف الفراغ امل سفوح كبحر ينت رش على صفحته قرا صنة رش سون.. الطائر يف ع ش ه ينام ال شاعر يتيه يف فراغه املدلهم حمدقا يف غيمة حتملها الريح أو نور س يبحر نحو اجلزر امل ستحيلة j v j هناك ثالث جمموعات باإمكانها توليد اجلمال اخلال ص الذي يتعني على الأدب مقاربته وت سجيله هي على التوايل: الأطفال ال صغار الن سوة ال شابات والرجال املحت رضون. )كاوباتا( j v j»ل يقب ض املوت نف سا من نفو سهم إل ويف يده من نتنها عود«أي رشح معجب أو تعليق مهما بلغ هجاء وقذاعة لي س فقط ل ي ضيف شيئا و إمنا سيكون إ ساءة أكيدة لبيت املتنبي.. j v j أفكر أن لي س من العدالة يف شيء بل من الظلم املطلق أن مير ض الأطفال.. هذا لبتالء و لختبار القا سي من صفات البالغني والكبار ومن سماتهم.. 22 j v j
طيور ج ب ل الكور اجلاثمة في مغيب املد ن والآفاق الأطفال تلك الكائنات الأثريي ة التي ت شبه املالئكة أو الطيور التي ت شفي النف س من أمرا ضها ح سب الأمري )مي شكني( يف رواية )الأبله( وت شبه املو سيقى يف كمال مقاماتها ودموعها مر ضهم ينم عن انحراف عات يف الطبيعة أعتى من انحرافات كثرية حتفل بها حقول اخللق واحلياة منذ دبيبها الأول على هذه الأر ض.. ما الذي يفعله رجل وحيد أو امر أة وحيدة أمام طفل يرجتف يف ساعات الفجر الأوىل غارقا يف العرق واحلمى وكاأنه ق ذف عاريا يف شتاء من شتاءات سيبرييا.. ما الذي يفعله أمام طفل يحت رض طفل جريح أطفال يتامى أمهات ثك إاىل و سط رضاوة احلروب والف صول و سط اجتياحات اجلوع وعنف الطبيعة يف متظهراته املختلفة.. ما الذي يفعله الرجل واملر أة يف أ ضواء الفجر الأوىل أمام طفل يئن معلقا بني احلياة واملوت كائن مل يعرف وجودا ول عدما بعد.. مل يعرف إل تفتحات الب سمة يف تويجاتها الأوىل إل الرباءة مطلقة رساحها يف بحار وغابات ل نهائية اخل رضة واللطف وال شفافية j v j»البقعة احلمراء على كوكب امل شرتي إع صار متنقل يعادل يف حجمه ضعف الأر ض«.. إع صار الأمل املتنقل يجوب الأعماق عا صفة التيه لب رشي ة فقدت أي إح سا س باملالذ باحللم والأمل.. قافلة الأعا صري هذه هي أمل الإن سان وعذاباته يف كل زمان ومكان. j v j طيور القطا املعروفة ب صالبة جناحها بني الطيور هي أي ضا أهدى الطيور إىل أع شا ش فراخها.. تهتدي إليها حتى و سط العوا صف والأمطار وتالطم ظلمات الليل وتكاثفها.. الب رش أي ضا لهم مثل هذه امل شاعر اجلاحمة جتاه ن سلهم و أطفالهم لكن هذا النب ل يف امل شاعر ل مينعهم من إبادة أطفال الغري بدم بارد.. Sسيف الرحبي 23
دراSسات من أاعمال الفنان مارك شاجال - فرن سا 24
عن القرين اأو ذلك احلكي املزدوج [ Tشاكر عبداحلميد»يف كتاباتي اأتكلم عن نف سي اأبذل جهدي كي ال اأموت يف صمت. ت أاليف الكتب مر ض يهدد من ي صاب به باجلنون«. اأوفيد) 1 ( كان الليل قد اأرخى سدوله وال شوارع هادئة/ وهناك كان يقع ذلك البيت الذي عا شت حمبوبتى فيه/ طويال كان ذلك املنزل ومرتفع ا/ وعلى الرغم من أانها غادرته من قبل اإىل املدينة / فاإنه ظل قائم ا يف مكانه كما كان دائم ا/ واأمامه وقف رجل يحدق اإىل اأعلى ويع رص يديه يف أامل مربح / وعندما راأيت وجهه متلكني الرعب/ فقد ك شف ضوء القمر يل عن وجهي نف سه / أايها القرين! يا رفيقي ذا الوجه ال شاحب!/ ملاذا حتاكيمرة أاخرى عذاب احلب املربح / ذلك الذي عانيت منه كثري ا ذات ليلة ما ضية/ يف هذا املكان )2(. يف هذه الق صيدة الغنائية املو سيقية املوجزة التي قدمها املوؤلف املو سيقي ال شهري فرانز شوبرت يف ال سنة التي تويف فيها عام 1828 وكانت بعنوان: القرين يتذكر العا شق ذلك املنزل الذي عا شت فيه حمبوبته التي فقدها وعندما يعاود زيارتها يف خالل جتواالته الليلية يجد نف سه ال يزال واقف ا هناك حيث ي ضيء نور القمر وجهه ويجد ذاته االأخرى حتاكي حركاته على نحو وا ضح تعت رص يديها وتقلد العذاب املربح نف سه الذي كان قد شعر به ذات ليلة يف الزمن املا ضي هناك يف املكان نف سه اأمام ذلك املنزل. 25 [ ناقد و أاكادميي من م رص.
درا سات.. درا سات.. درا سات ترتبط فكرة الغرابة بفكرة القرين فالقرين هو ظهور اأو جتل شبحي حلالة داخلية تقوم باإحداث انق سام داخل الذات ويف الوقت نف سه تقوم باإحداث التكامل لهذه الذات على الأقل اأمام نف سها من خالل هذا النق سام ذاته. اإنها صورة حماكية ثانوية Simulacura اأي صورة هوية ت شتمل على الذات ومو ضوعها الذات وهويتها الأخرى الذات وكينونتها الذات التي ل تت شكل اإل من خالل قرينها اأو شبحها اأو صورتها اخلفية الأخرى كما أا شار جوليان وولفريز. يف رواية عنوانها:»ا آالخر مثلي«للكاتب الربتغايل»جوزيه ساراماجو«يعي ش مدر س ملادة التاريخ وحيد ا وتنح رص حياته يف عمله يف مدر سة ثانوية وعالقة حب لي ست عميقة يعاين شبه اكتئاب وكوابي س ين صحه أاحد زمالئه با ستئجار أاحد ا أالفالم الكوميدية للرتفيه عن نف سه ويف الفيلم يرى نف سه أاو باالأحرى يرى شبيهه يف م شهد صامت يف دور ثانوي تنقلب حياته راأ س ا على عقب بعد ذلك ويح رض ا أالفالم كلها التي قام شبيهه بالتمثيل فيها ويرى ا أالدوار الثانوية التي قام بها: موظف يف م رصف ممر ض يف م ست شفي بواب أامام ملهى ليلي ثم مدير فرقة م رسحية.. اإلخ ثم ي صبح شغله ال شاغل أان يلتقي شبيهه وجه ا لوجه يهاتفه ثم يلتقيه. هنا ال شبيه اأي ض ا مياثل الغريب بل هو غريب يهز ا ستقرار الذات وواقعها ويجلب إاليها وقائع جديدة هكذا مل يقلب ظهور ال شبيه حياة مدر س التاريخ الذي راأى شبيهه - املمثل الثانوي - يف بع ض ا أالفالم بل قلب هذا الظهور وهز تلك احلياة امل ستقرة ن سبي ا التي كان يعي شها ذلك املمثل مع زوجته اأي ض ا. هكذا تتطور ا أالحداث يف الرواية باأ شكال وعالقات غريبة غري متوقعة. رمبا كان ذلك ال شبيه قد ج سد هنا بالن سبة إاىل مدر س التاريخ نوع ا من احللم املتخيل املتعلق بنوع من الوجود وال شهرة التي مل يحقق هو نف سه شيئ ا منها رمبا كان ذلك ال شبيه املماثل له يف املالمح وال صوت واجل سد هو ذلك اجلانب ا آالخر من الذات الذي حلمت به وراأت فيه نوع ا من التحقق ومن ثم اال ستمرارية اأو اخللود الذي مل ي صل صاحبه اإىل شيء منه لكن وكما يقال فاإنه عندما يرى املرء شبيهه اأو قرينه فاإن ذلك قد يكون نذير املوت فاإن نزعة عدوانية تتلب س كل شخ صية من هاتني ال شخ صيتني شيئ ا ف شيئ ا نحو ا آالخر ثم اإنه عندما ميوت اأحدهما يف حادث سيارة يظهر شبيه اآخر له يقوم مبطاردة ذلك ال شبيه احلي) 3 (. وي ستمر احلكي ي ستمر التكرار والتوالد للقرائن واالأ شباه ما دامت احلياة باقية. القرين وزمالhؤه يف الغرابة يحمل الأ شباه )الأقران( اخلياليون تاريخ ا اأدبي ا على ظهورهم - كما يقول كولن ديفيز- وهم يح رضون اإلينا مكت سني احللة اخلا صة بحياة مفعمة باخلوف والغرابة والتخطي اأو التجاوز للحدود وكذلك فاإن العزلة وال شعور بالوحدة الكبرية والوح شة القاتلة هو قدرهم حيث يكون جمرد ثالثة منهم اأ شبه باحل شد اأو الزحام الذي يهربون منه اأما وجود اثنني فقط فقد ل ميثل صحبة طيبة اإنهم وحدهم وحدهم دائم ا مع ذاتهم مع قرينهم حيث يقودهم سلوكهم النعزايل نحو م سارات مرعبة ت ضيق على نحو متزايد كما تقرتن الأفعال ال رشيرة اأو ال شيطانية اأو املر ضية التي يقومون بها اأو حتدث لهم وتقودهم نحو اإىل حتالفات خا صة مع زمالئهم يف الغرابة : الأ شباح امل ستاأذبني الظالل الغيالن وناب شى القبور والعابثني بجثث املوتى) 4 (. هكذا ت سقط املالب س اأو االأقنعة وتن شق ال شخ صيات وتتحول اإىل ذوات منق سمة ذات طبيعة اأخرى غري التي كانت تبدو عليها لنا يف الظاهر اأو يف البداية. هنا تكون طبيعة القرين أاو الذات االأخرى طبيعة 26
درا سات.. درا سات.. درا سات سيكولوجية مبعنى اأن التوجه اخلا ص من وراء الكتابة حولها أاو جت سيدها يف االأدب يكون ذا مق صد حتليلي نف سي ولكن يف حاالت اأخرى تكون هذه ال شخ صيات ذات طبيعة م ضادة للمجتمع موجودة يف مناخ اجتماعى يت سم بالعداوة أاو الظلم أاو الفو ضى والتفكك وهنا جند أانف سنا اأمام ما ميكن أان ن سميه»القرين االجتماعي«وبالطبع لي س هناك ما مينع من أان تكون هذه ال شخ صية املنق سة نف سها ذات م ستويات متعددة اأي ض ا ومنق سمة بع ضها سيكولوجي وبع ضها اجتماعي فهناك دائم ا يف ق ص ص االزدواج نوع من االإحالة االجتماعية والنقد االجتماعي وكذلك االإ شارات املتكررة إاىل ال ضغوط اخلا صة بالزمان واملكان وا آالخرين التي تعانيها ال شخ صيات املنق سمة يف هذه االأعمال) 5 (. وترتبط ق ص ص الزدواج ب شكل عام بالق ص ص والأعمال الأدبية ال سابقة عليها واخلا صة بعمليات التحول : حتول الإن سان اإىل حيوان اأو العك س وال سيد اإىل عبد اأو العك س الإن سان اإىل شيطان اأو العك س وبكل ما يرتبط بعمليات تغري الهوية وحتولها وجتاوزها للحدود الطبيعية اخلا صة بها. لكن ما مييز ق ص ص الزدواج ورواياته عن غريها هو هذا القرتان والتالزم والت صاحب املحدد ل شخ صني مع ا لأ سباب نف سية اأو اجتماعية لي ست هناك اأ سباب سحرية اأو عوامل متيافيزيقية ترتبط بهذا الزدواج يف ال شخ صيات والنق سام يف الهويات حيث هنا هبوط من عامل ال سحر وامليتافيزيقي إاىل عامل النف س واملجتمع والغرابة احلياتية. وحتى لو ح رض عامل امليتافيزيقا هنا يف صورة اأرواح اأو اأ شباح أاو غريها فاإن ال سبب املف رس لها غالب ا ما يكون مرتبط ا بخلل يف البنية النف سية اأو الجتماعية التي يقع عليها هذا النق سام. واإ ضافة اإىل ذلك كله ف إان ق ص ص التحولت الأوىل غالب ا ما تكون مرتبطة برغبات حلمية باأمنيات التحقيق لرغبات يف عامل اخليال ل ميكن حتقيقها واقعي ا أاما يف ق ص ص الزدواج فالأمر مرتبط بهروب ما خوف ما مطاردة ما رعب ما ا ستحالة وعزلة ويف احلياة ل ميكن مقاومتها اإل مبثل هذا التحول حتى لو متثل هذا التحول يف اأن ي صبح الإن سان ح رشة كما حدث بالن سبة اإىل جريجور سام سا يف ق صة التحول اأو»امل سخ«ال شهرية لفرانز كافكا التي حتول فيها ج سد جريجور اإىل ما ي شبه احل رشة املخيفة يف حني ظلت روحه واأفكاره تنتمى اإىل عامل الإن سان وظل توقه اإىل املو سيقى مميز ا لعامله الغريب املنق سم بني اإن سان وح رشة بني بدائية الغريزة وفجاجتها و سمو الروح املو سيقية. وهكذا فاإن النق سام الجتماعي هو انق سام داخل املجتمع انق سام بني طبقات املجتمع وفئاته واأفكاره واأعرافه وم ستوياته انق سام يتج سد ويتم تركيزه عرب ذلك النق سام اأو الزدواج ال سيكولوجي) 6 (. هكذا يوجد االنق سام والتعدد على م ستوى اخللية الب رشية واملخ الب رشي واجل سد الب رشي واحليواين وال شخ صيات الب رشية واملجتمعات االإن سانية وخالل عمليات ا إالبداع والقراءة اأي ض ا...اإلخ. بل اإن املحلل النف سي ال سوي رسي ال شهري كارل جو ستاف يونغ قد اأقام اأحد اأهم جوانب نظريته املتعلقة بال سلوك االإن ساين وا أالدب والفن واالأ ساطري حول تلك االزدواجية النوعية املوجودة لدى كل اإن سان حيث قال اإن كل ذكر توجد بداخله اأنثى ما - ي سميها يونغ االأنيما وداخل كل اأنثى جانب ذكري ي سميه يونغ االأنيمو س. وقد عالج بع ض الباحثني مو ضوع»القرين«بو صفه اختبار ا قا سي ا يتعلق مبدى ثبات الهوية الذاتية يف ا أالدب خالل القرن التا سع ع رش يف اأملانيا وذلك الأن جت سيد القرين يف االأدب اإمنا يعرب اأي ض ا عن الذات االإن سانية عندما تنق سم وتتمزق على نحو م ر ضي وبدرجة قليلة اأو كبرية فيما بني الواقع واخليال من خالل تلك احلاالت التي اأطلق عليها الكاتب ا أالملاين هوفمان االزدواجية 27 القرين مفهوم مركب بل ملغ ز أاي ضا فهو قد يعني الذات الثانية اأو الوجود الفعلي الثاين اأو املمكن خالل الزمن نف سه الذي تعي شه الذات الأوىل
درا سات.. درا سات.. درا سات املزمنة )7(. Chronic Dualim ويف ذاته يقوم هذا املو ضوع بتقدير أاو قيا س التحوالت يف العالقات بني االجتاهات الواقعية واخليالية يف الكتابة التي هيمنت على الع صور الكال سيكية والرومانتيكية والواقعية والطبيعية واحلداثية وما بعد احلداثية اأي ض ا وقد ا ستاأثر هذا املو ضوع باهتمام االأدباء وال يزال ي ست أاثر باهتمامهم حتى االآن. جذور القرين والغرابة متتد فكرة القرين بجذورها يف ذلك الرعب الذي يخ شى معه الإن سان اأن ي ح ر م التوا صل مع ذاته ومع الآخرين وهى احتمالية تنعك س يف ذلك ال ضمحالل اأو الختفاء للقرين الرنج سي وحتوله اإىل نذير للموت اأي إاىل ح ضور منف صل وم ضاد للذات. ولدى الأفراد العاديني فاإن هذه القوة الغريبة )العامل( التي ت صبح متكاملة مع الذات اأو جانب ا خا ص ا منها تنمو وتتطور وتتحول اإىل»ملكة خا صة«اأو قدرة خا صة«تعار ض اجلوانب الأخرى من»الأنا«وتقوم مبراقبة الذات ونقدها داخل العقل وهذا ما يتحول إاىل ما ي سمى»ال ضمري احلي«. اأما يف احلاالت املر ضية فاإن شعور املرء باأنه مراقب أاو أانه يراقب اأفكاره وانفعاالته وت رصفاته قد يجعله يعزل ال شعوري ا هذا اجلانب منه يجعله مفكك ا بعيد ا عن بقية ذاته ويتم االمتداد بتلك احلالة املر ضية وتقويتها كما ي شري بع ض املفكرين عندما ي عد هذا القرين رشير ا ومن ثم فاإن املرء وكنوع من الدفاع عن الذات يبتكر خطة بديلة ملواجهته) 8 (. واأخري ا ف إانه عند االنتقال من الواقع إاىل الفن أاو االأدب ف إان تلك الدراما التي حتدث بني اخلطة ال رشيرة أاو ال ضارة اخلا صة بال ضمري القائم باال ضطهاد وخطة الذات الدفاعية امل ضادة تكون مماثلة للحبكة اخلا صة باحلكاية املتعلقة بالغرابة بكل تلك ال سال سل املتعاقبة الغريبة واملخيفة بني االأ سباب والنتائج اخلا صة بها واالألفة وفقدان االألفة. هكذا ميكن القول اإن تلك االأ شكال ما وراء الطبيعية اأو الغام ضة والغريبة من احل ضور التي لدى شخ صيات»بو«التي تعانيها هذه ال شخ صيات تكون مت ضمنة يف حياة هذه ال شخ صيات ذاتها. اإن معظم شخ صيات»بو«ود ستويف سكي شخ صيات ال تتعرف تلك احلاالت من احل ضور )اأ شباهها اأو اأقرانها( كجزء خا ص من نف سها ونتيجة لذلك فاإنها تف شل يف فهم عالقاتها معها يف ضوء رشوط اإن سانية) 9 ( ولعل هذا االإح سا س غري املحدد بالذات اأو العامل هو نف سه ما شعر به فرويد حني أاح س باأنه موجود يف متاهة من ال شوارع داخل إاحدى املدن االإيطالية ال صغرية حني كان يبداأ ويعود اإىل ال شارع نف سه ذلك الذي حاول اأال يعود إاليه مرات عدة. وهكذا فاإن االإن سان قد ي شعر باأن اإرادته حرة ولكنه يف الوقت نف سه ي شعر باأنه جمرد من احليوية االإن سانية واأنه يخ ضع تدريجي ا لقوانني التكرار االآلية ومن ثم فاإنه بو صفه اإن سان ا قد يعترب نف سه ن صف حي ون صف ميت ويكون على الكثريين حتمل مثل هذه احلالة حتى نهاية حياتهم. هكذا فاإن احتماالت شعور االإن سان بالفقدان للتوجه واالنف صال عن ذاته وعن االآخرين وعن الواقع والعودة اإىل مراحل مبكرة وغري عقالنية من ال سلوك هو اأمر مفهوم يف ضوء االأدب واالأعمال الفنية واملعتقدات الدينية تلك التي حاولت اأن جتد معنى حلياة االإن سان وحاولت اأي ض ا اأن ت ساعده على ا ستخال ص املعنى من حياته باللجوء اإىل قوة عظمى وراء هذا الكون وهكذا تكون أافكار وقيم ال ضمري وا إالرادة احلرة وامل س ؤوولية والذنب والقوانني االأخالقية كما عربت عنها ال رشائع ال سماوية والديانات عامة وغريها موؤكدة تلك احلالة من البحث عن معنى ومن تنمية وعي االإن سان باأنه حر واأن حريته حمدودة واأنه عاقل ولكن عقله قا رص اأي ض ا واأنه عليه اأال يتجاوز حدود 28 الإن سان عندما ي ح ر م ثقته املطلقة بذاته وواقعه وعامله عندما ميثل ذلك العامل قوى ال سلطة املطلقة فيه تهديد ا لذاته ف إانه قد ي شعر بالت ضاوؤل والن سحاب يف ح ضوره
درا سات.. درا سات.. درا سات هذه احلرية العقلية و إاال وقع يف براثن م شاعر الذنب واخلوف والرعب واأحيان ا اجلنون كما اأن عليه أان ي سعى أان يحل رصاعاته ضمن حماوالته أالن ي صبح جزء ا من الكل من الواقع واحلياة واملجتمع والوطن والعامل والكون اأال يكون غريب ا عن نف سه أاو عن ا آالخرين. ولكن ماذا لو كان ذلك العامل ذلك الواقع ذلك الوطن هوؤالء ا آالخرون هم من ي ستبعدونه من يجعلونه غريب ا عنهم من يقومون ب إاق صائه من يجعلون الواقع بالن سبة إاليه من خالل ا ضطهادهم له ومن خالل أافعالهم التي ال ي ستطيع متثلها داخل ن سق الوعي اخلا ص به»لي س كما ينبغي أان يكون«هنا قد تكون احتماالت ظهور الغرابة ممكنة. ولي س م صدر الغرابة الواقع واالآخرين فقط فقد يكون م صدرها الذات تلك الذات التي تدرك نف سها أاو واقعها ب شكل حمرف أاو م شوه أاو قد تكون واقعة حتت براثن ضغوط وعوامل قلق وعداء وعنف قاهرة لقدرتها على املقاومة إانها تخلق كل تلك البدائل وتفرز كل تلك احلاالت التي تن ضوي حتت املفهوم العام للغرابة وقد تواجه هذه الغرابة بالفن واالأدب والفل سفة واالإبداع. فالإن سان عندما ي ح ر م ثقته املطلقة بذاته وواقعه وعامله عندما ميثل ذلك العامل قوى ال سلطة املطلقة فيه تهديد ا لذاته فاإنه قد ي شعر بالت ضاوؤل والن سحاب يف ح ضوره. ولأنه قد ي شعر اأن لديه اأ رساره اخلا صة ملكاته وقدراته اخلا صة ومتيزه اخلا ص فاإنه قد يخفي هذه الأ رسار عن الآخرين»يكتمها«بعيد ا عن الروؤية اأو الظهور كى ينظر اإليها مبتعة م أالوفة خالل خيبته ومرارته اخلا صة به اإنه يعي ش باألفة مع ال شيء الذي يخفيه ويجد سلواه معه. ولقد كان بو يده ش قراءه كفنان غريب من خالل تلك الأفكار الكثرية التي دخلت عقله وقام بحمايتها كاأنها موجودة يف بيتها الأليف اخلا ص ثم عندما أاطلقها فاإنها اأ صبحت غريبة بالن سبة اإىل الآخرين. تاريخ القرين hاأنواعه خالل العقود املبكرة من القرن التا سع ع رش اأثريت أا سئلة كثرية حول موت اجل سد و رسقة الروح حول مو ضع الهوية وثبات ال شخ صية وظهرت املحاكاة املتهكمة يف ع رص التنوير للحكايات اخلرافية ال رشقية حول اجلان وجت سد ذلك كله بعد ذلك اأي ض ا يف تلك االخرتاعات االأدبية لالأ شباح وملا ي شبه االأ شباح لدى كتاب اأمثال األربتو فون شامي سو وهوفمان وهانز كري ستيان اأندر سون وظهرت كثري من الق ص ص التي تقطنها اال شباح اأو تنتابها كما لدى اإدجار اآالن بو مثال. هكذا اجتاح»القرين«ميدان الرتفيه الفني ال شعبي حيث قدم االزدواج جمموعة من ا أالقنعة املثرية لال ضطراب لكنها املاألوفة اأي ض ا االأقنعة التي حتكي الذات من خاللها عن نف سها وحيث يحدث عربها - تغري أا سا سى تبديل وتعديل بني الذات الداخلية والذات اخلارجية مما يحفز ظهور حبكات ق ص صية رسدية غريبة حول الهوية) 10 (. والقرين مفهوم مركب بل ملغز اأي ض ا فهو قد يعني الذات الثانية اأو الوجود الفعلي الثاين أاو املمكن خالل الزمن نف سه الذي تعي شه الذات االأوىل واأحيان ا ما يكون سابق ا لها اأو الحق ا زمني ا كما يف احلبكات الق ص صية اخلا صة برحالت الروح كما يف ق ص ص التنا سخ واحللول وامل سوخ وهو قد يعني اأي ض ا ال شبيه الذي هو توءم زائف وقد يكون وهو ا أالكرث شيوع ا شخ ص ا ال ي شبه الذات من الناحية اخلارجية لكنه يج سد حقيقتها الداخلية العميقة ويف ضوء هذا املعنى االأخري فاإن القرين مع اأنه ال ي شبه ال شخ ص االأ صلي كلية من الناحية الظاهرية فاإنه من خالل جت سيده أاو متثيله لطبيعته الداخلية احلقيقية يكون االأكرث ت شابه ا معه مقارنة بذلك الذي ي شبهه من الناحية اخلارجية فقط واالأمر هنا حمري ويف ضوئه قامت احلبكات اخلا صة بروايات 29
درا سات.. درا سات.. درا سات وق ص ص و أافالم سينمائية كثرية حتى يومنا هذا. كي يتم تكرار املرء أاي ن سخه وازدواجيته فاإنه ينبغى اأن يوجد يف ظل شخ ص اآخر هنا يكون القرين ظال للذات احلقيقية هنا القرين والقناع واالأ شباح ظالل للذات احلقيقية حماولة إالخفائها ب إاظهار بديل لها حماولة منها للتخفي كاأ صل حقيقى وراء صورة حماكية ثانوية خا صة بها وهنا قد ينطوي القرين كذلك على حالتني على ا أالقل. 1- حالة يكون القرين فيها شبيه ا بالذات متام ا من الناحية اجل سمية ويختلف عنها سيكولوجي ا وهنا نوع من املحاكاة احلرفية التي اأحيان ا ما تكون مر ضية كما جند ذلك يف رواية»القرين«)اأو»املثل«( لد ستويف سكي. 2- حالة يكون القرين فيها خمتلف ا متام ا من الناحية الظاهرية عن الذات لكنه يج سد اأي ض ا طبيعتها الداخلية احلقيقية هنا القرين اأ شبه بذات اأو مراآة حمرفة أاو قناع اأو ظل كما جند ذلك يف روايات مثل: صورة دوريان جراي لأو سكار وايلد وكذلك احلكاية الغريبة للدكتور جيكل وم سرت هايد لروبرت لوي س ستيف سون. وهنا تبادل يف الأدوار بني احل ضور والغياب حيث تغيب الذات احلقيقية ويح رض نيابة عنها ظلها أاو قرينها وقد يغيب القرين وحت رض الذات يف صورتها الأوىل احلقيقية. وتعني فكرة القرين عموم ا أان هناك شخ ص ا ما آاخر يعي ش معك يعي ش من خالل هويتك اخلا صة واأن تلك الهوية قد رص ق ت اأو اأ بع د ت اأو اأ خفيت. هكذا ف إان فكرة القرين فكرة م ستمدة يف جوهرها من تلك ال سل سلة من االأفكار املرتابطة حول رسقة الروح وتعددها وحول ا أالرواح الهائمة واملوتى ا أالحياء وما شابه ذلك من اأفكار) 11 (. تعنى فكرة القرين اأي ض ا اأن ا إالن سان ميكنه أان يتغري ويتم اإخفا ؤوه وحجبه يف شكل اآخر أاو اأن القرين ميكن اأن يكون كائن ا غريب ا موجود ا بداخلك وح ش ا يزعم اأنه ي شاركك وجودك لكنه ي شعر ب أانه موجود يف ج سد غريب عنه اأو اأنه غريب كريه قد يتوحد معك داخلي ا ويهيمن عليك في صبح هو املمثل لداخلك احلقيقي وقد يحدث هذا دون اأن تعرف ذلك اأو اأن تكون على وعي به, هنا القرين يقرتب من املر ض واجلنون حاالت ال يدرك االإن سان ما الذي يحدث بداخله معها شياطني اأو اأ صوات و صور و أاحداث حتركه وحتوله وجتعله شخ ص ا آاخر لي س الذي نعرفه. وقد يكون القرين كذلك اأفكارك وم شاعرك اخلفية غري احلقيقية التي ت سقطها على اآخر بديل شخ ص عمل فني اأدبي.. اإلخ هنا يكون القرين كما قالت اإميلي ديكن سون يف ق صيدة لها عام 1863 هو»ذاتنا املوجودة خلف ذاتنا وقد مت اإخفا ؤوها«. هنا ال يحتاج املرء كما قالت ديكن سون اأي ض ا «اأن يكون غرفة حتى تروده االأ شباح وتنتابه«) 12 (. هكذا يتج سد ال شكل االأكرث ظهور ا للقرين واالزدواج من خالل فردين اأو كائنني اثنني غري متماثلني الذات واالآخر أاو الذات االأخرى ويعمل ال شكل ال رسدي املاألوف اأكرث من غريه هنا على جت سيد حاالت من القرين ال رشير االأخرى اإىل الوحو ش. وجند ذلك يف رواية فرنكن شتني ملاري شيللي والذكريات واالعرتافات اخلا صة خلاطئ يربر خطاياه جليم س هوج وكذلك الدكتور جيكل وم سرت هايد وغريها وترتبط هذه ال شخ صيات االأخرية بتلك الذات الداخلية ال رسية لك وهي تعمل على االإخفاء لك والك شف لك االإخفاء لك اأمام ذاتك فتهرب من لومك لنف سك وخوفك منها ثم الك شف لك من خالل اآخر اأمام ذاتك واأمام العامل ويكون هذا االآخر هو املو ضوع الذي يخ ضع للوم والعقاب والتهديد الذي ت ستطيع اأنت كما تظن اأن تهرب منه. وبينما يعرب القرين عن التهديد لل شخ صية من خالل اإمكانية الك شف جلانبها ال سيئ من ناحية ومن خالل و ضع م صريها يف يد شخ ص آاخر 30
درا سات.. درا سات.. درا سات شكل غريب عن الذات فاإنه أاي القرين من ناحية أاخرى هو و سيلة للنجوى والبوح و سيلة ت أامل الذات اأن تعرب من خاللها عن اأحالمها وخماوفها اخلا صة عن رغبتها يف اأن تكون خمتلفة يف حني تظل هي ال شخ ص نف سه اأي ض ا حماولة للهروب من قيود الذات و ضوابطها حماولة للطموح والتمتع بحريات ورغبات حمروقة من اإ شباعها ا آالن وقد يكون ا إالبداع هو الو سيلة املنا سبة لالإ شباع حيث العمل الفني أاو ا أالدبي هو القرين املقبول الذي نقدمه إاىل ا آالخرين ونخفي من خالله م ساوئ أانف سنا واأنانيتنا ونرج سيتنا ونريد أان نقول لهم من خالله م شاركتهم لنا يف متعة االإبداع اإننا ل سنا نرج سيني هكذا وال اأ رشار ا هكذا. منذ اأواخر القرن الثامن ع رش ع ربر القرين الغريب عن تلك العالقات والرغبات احلميمة احلديثة اخلا صة بال شياطني الداخلية عن الرغبة يف التعدد والكرثة والختالف ولي س التكامل والوحدة والتفاق كما يك شف الظل اخلا ص بالقرين. اإ ضافة اإىل ذلك كله فاإن التهديد اخلا ص لل شخ صية اإمنا ياأتى عن طريق التالعب باجل سد والعقل واأي ض ا ذلك التهديد الرهيب اخلا ص»الكل يف الواحد«. لقد مت ن سخ هذا املو ضوع وغزله مع تكنولوجيا االإنتاج أاوال على نحو ب رصي ثم بعد ذلك على نحو بيولوجي وهنا التمثيل ذاته ين شط بو صفه شكال من اأ شكال االزدواج: التمثيل الذي يوجد يف العالقة ال سحرية اخلا صة بالعامل القابل ل إالدراك حيث ميكن لل ساحر أان ميار س بع ض القوى والطاقات جلعل شيء ما يبدو ظاهري ا وكاأنه اأ صبح حي ا ويرتبط بذلك كله وت أاتي بعده فكرة الن سخ واال ستن ساخ البيولوجية وهي الفكرة املرعبة التي جتعل الكيانات امل ستن سخة ت سلك وكاأنها ن سخ لكنها ال ت ستطيع ولن ت ستطيع اأن ت صبح فرد ا واحد ا أاو كائن ا واحد ا تنتمي إاليه هذه الن سخ )13(. واأخري ا ف إان ال شياطني واالأ شباح وال رشائح التي يتم إا سقاطها وال صور الفوتوغرافية كلها مرتبطة بفكرة القرين و صورته من خالل ذلك التداعي العميق الذي يتعلق بها واخلا ص بال شيطان الذي ي ستح رض الوهم واخلداع ا إالدراكي وهذه العالقة هى ما يقوم على اأ سا سها مبداأ االزدواج نف سه وهى اأ شبه بت شكيلة ممثلة ملبداأ التنا سخ وامل سخ صناعة التماثيل وا آاللهة القدمية والقرابني والن سخ واالأ شكال املتماثلة املج سدة ملعتقدات واآلهة ورموز تتكرر وتكرث صورها. هكذا ظل القرين الغريب لالإبداع االأدبى القوطى واأتباعه ينتابون أادب القرن الع رشين ويرودونه لكنه اأ صبح اأقل األفة بل رمبا يف بع ض االأمثلة جذاب ا ومغري ا. وحيث اإن ميديا االت صال قد بداأت تنقل وتو صل»االأ شباه«واالأقران هوؤالء يف شكل اأ صوات م سجلة ووجوه م صورة فوتوغرافي ا وعلى نحو اأكرث أالفة ووا سعة االنت شار فاإنها رمبا مل تعد رسية مل تعد مرتبطة باخلوف والعزلة والظالم بل بقاعات العر ض والوجود مع ا والتعليق للحكم العقالين واحل ضور للعر ض مع آاخرين. القرين والûشر وقد مت تف سري اخليال الأدبي اخلا ص بالزدواجية والقرين باأنه حماولة للتعامل مع الوجود اخلا ص بال رش يف النف س الب رشية ويف العامل وهى املحاولة التي اأدت اإىل حتديد الذات ووجود دوافع تدمريية خا صة بذات اأخرى قد تطارد اخلا صة باملرء بو صفها تلك الذات الأخرى شبح ا يطارد املرء ب سبب عدم ان صياعه لنوازع تلك الذات الأخرى ورغباتها ولعل هذا ما قد يف رس ما جنده يف بع ض الأعمال الأدبية من اأنه بينما مي ك ن القرين ذلك ال شخ ص اأو الذات الأ صلية الأوىل املنعزلة من مهاجمة أاعدائها واقعي ا اأو خيالي ا فاإن ذلك القرين قد ي سلك اأي ض ا مثل عدو عدو ينطلق من الداخل ويجتاح كل دروع الذات احل صينة يحاول أان يقمع نوازع الذات يف 31 قد يكون القرين أافكارك وم شاعرك اخلفية غري احلقيقية التي ت سقطها على اآخر
درا سات.. درا سات.. درا سات الوقت نف سه الذي يتم إا شباعها فيه وخالل ذلك يكون القرين الذي يتلب سها ويقمعها مغوي ا لها يف الوقت نف سه حامي ا لها اأب ا شيطان ا طاغية. وبينما يوجه القرين عدوانه وانتقامه وخداعه نحو الذات فاإن الذات تكون هي التي تقوم يف واقع الأمر بكل هذه ال سلوكيات نحو نف سها. هكذا كانت االأ شباه )االأقران( يف االأدب غالب ا عدوانية انتقامية توجه عدوانها وانتقامها غالب ا نحو الذات ا أالوىل هذا على الرغم من وجود بع ضها االآخر املت سم بكونه لطيف املع رش يقظ ال ضمري ودود ا ويف احلاالت التي كان القرين فيها كذلك فاإنه غالب ا ما يطلق عليها اال سم نف سه اخلا ص بالذات ا أالوىل يف حني يكون ا سم»الذات االأخرى«حمايد ا ولو أان هذا لي س هو القاعدة فقد وجدنا قرين د ستويف سكي الذي كان عدواني ا مزعج ا له اال سم نف سه اخلا ص بال شخ صية ا أالوىل )جوليادكني(. يف الرتاث ا أالدبي الرومانتيكي ارتبط االزدواج بالغ ش واخلداع وغياب ا أالمن واالأمانة وكان ظهور القرين غالب ا نذير ا ب رش يو شك على الوقوع واإرها ص ا اأي ض ا باملوت. ويف الرتاث ا أالدبى عموم ا ارتبط هذا املو ضوع بفقدان االإن سان أاو حتى املجتمع لروحه وهيمنة ال شيطان وال رش واخلوف عليه ومن ثم امتالء روحه بالعتمة والظالم ومن ثم كانت اأي ض ا تلك ال صعوبة ورمبا العجز عن االبتعاد عن التفكري أاو التوقف عن ا إالنتاج عقلي ا للكائنات الطيفية املخيفة كاالأ شباح والعفاريت وغريها بو صفها جتليات قد تخارجت من الروح وجت سدت خارجها ك»اأنا«اأخرى لها غالب ا خميفة. اإنها جت سيدات غريبة خا صة باالآخر الغريب الغام ض الذي قد يكون جزء ا من الذات وقد جت سد يف صور خمتلفة خارجها وقد يكون هو ا آالخر الفعلى الذي تخ شاه الذات أاو حتاول أان تتجنبه أاو حتى اأن حتيده أاو حتى اأن تتحالف معه ومن ثم كانت املقوالت ال شائعة حول التحالف مع ال شيطان اأو حول من باع روحه لل شيطان )فاو ست مثال( وكانت اأي ض ا كل املقوالت احلديثة التي قد تنظر اإىل االآخر على اأنه شيطاين اأو رشير يف ذلك العامل الذي انت رشت فيه مزاعم شتى حول حماور ال رش وحماور اخلري) 14 (. وهكذا فاإنه مثلما تكون الذات ا أالوىل يف اأدب االزدواج والقرين غريبة ت سعى اإىل البحث عن اآخر تنتج اآخر حتاول اأن حتمي من خالله ذاتها اأو حتقق من وراء قناعه نوازعها ورغباتها ثم تكت شف اأن هذا االآخر هو الذي ي سعى وراءها وبدال من اأن يحقق لها رغباتها يطم سها أاو ميحوها فكذلك يكون االآخر اأي ا كان غريب ا سواء اأكان هذا االآخر ذات ا اأخرى اأنتجتها الذات اأم كان آاخر فعلي ا موجود ا يف ذلك املجتمع الذي نعي ش فيه اأو العامل الذي نوجد به جميع ا اأم كان موجود ا مت صور ا متذكر ا م ستح رض ا من عوامل ما وراء الطبيعة والغيبيات ومن هنا فاإن ارتباط مو ضوع القرين بالغرابة والغريب ارتباط وا ضح وحقيقى ال ميكن نكرانه يف هذا ال سياق. م ùس ل مات حول القرين يف كتابه عن»القرين: الروؤى املزدوجة يف الأدب الأملاين«)2003( يطرح «أاندرو ويرب«ت سع م س لر مات يعدها رضورية حتى نفهم جوهر فكرة القرين والزدواجية يف الأدب وال سينما وغريهما من فنون الإبداع ونحن جنمل هذه امل سلمات فيما يلي: 1- التكرار الب رصي: وذلك الأن القرين هو اأوال وقبل كل شيء شكل ب رصي Viual من اأ شكال التكرار االإجباري اأو القهري. فكثري من الن صو ص التي تعاملت مع هذا املو ضوع قد تعاملت مع اخل صائ ص الب رصية املميزة له ومن ثم فاإن هناك ب رصية خا صة اأي ض ا مميزة لهذه الن صو ص. وهكذا 32 منذ اأواخر القرن الثامن ع رش ع بر القرين الغريب عن تلك العالقات والرغبات احلميمة احلديثة اخلا صة بال شياطني الداخلية عن الرغبة يف التعدد والكرثة والختالف ولي س التكامل والوحدة والتفاق
درا سات.. درا سات.. درا سات اأي ض ا ف إان ال شخ ص هنا وهو يرى ذاته قد ي شاهد ذاته االأخرى بو صفها ذات ا اأخرى أاو شيئ ا اآخر موجود ا على نحو بديل. 2- الكالم املزدوج: إاذا كانت الروؤية الب رصية املزدوجة Double Viion التي يرى من خاللها املرء نف سه وقرينه هي املج سدة لالفرتا ض ا أالول لدى ويرب فاإن االفرتا ض الثاين لديه يقول إان الكالم املزدوج Double Talk اأي ض ا أاي تلك احلالة من الكالم املتكرر امل ضطرب للذات هي التي تلخ ص ال رشط الثاين امل صاحب لظاهرة القرين لديه. فالقرين ال ين شط ب رصي ا فقط بل لغوي ا اأي ض ا اإنه ال يخلق نوع ا من اال ضطراب يف الر ؤوية الب رصية بل نوع ا من اال ضطرب يف اللغة والكالم اأي ض ا هنا تكون ا ضطرابات اللغة لديه )كظاهرة فردية وجماعية( متج سدة لديه من خالل ترديده للكلمات واالأفكار وكذلك تكرارها وت شويهها وحماكاتها هنا يقوم ال شخ ص املزدوج بالرتديد ا أالعمى للكلمات بتكرارها بتحريفها مبحاكاتها على نحو جاد أاو ساخر. 3- ا ضطراب ا أالداء: ويرتتب على هذا اال ضطراب الذي يحدث يف اجلانبني الب رصي واللغوي من الهوية اأن يظهر نوع ثالث من اال ضطراب اأال وهو ا ضطراب ا أالداء performance فالقرين شخ ص متخيل يقوم با أالداء اإنه ميكن أان ميثل الطابع ا أالدائي املميز للذات فهنا جانب خا ص من اأن شطة الذات واأفعالها وقد تو سطتها أاو تداخلت معها شخ صية اأخرى هنا يظهر أاداء القرين اخلا ص بالتكرار واالزدواج والتعدد هنا أاداء مزدوج يتم مرتني بالن سبة إاىل شخ ص واحد ويحدث عند م ستويات كثرية من إاعادة البناء والتكوين للذات والواقع والزمن واملكان. 4- الف ضول اجلن سي واملعريف: أاما امل سلمة الرابعة فهى افرتا ض مزدوج وهو يقول إان مقاومة القرين أاو حتديه لتلقي االأفكار أاو الت أاكيدات اخلا صة حول الهوية ينقلب اأو يتحول اإىل نوع من االزدواج املالزم املوجود فيما بني املعلومات اجل سدية واملعلومات املعرفية الفكرية العقلية حيث جت سد هذه االزدواجية املالزمة هنا حجر الزاوية امل شرتك حيث ثمة جانب معريف متعلق باجلن س وثمة جانب جن سي يتعلق باملعرفة هنا ازدواجية تظهر ترابط اجل سد بالذات والذات بالب رص. ومثلما هناك رصاع يتعلق بالقرين يف عمليات االإب صار واللغة وا أالداء هكذا يدخل القرين )املزدوج الطيف.. اإلخ( يف نوع من التل ص ص الب رصي واختال س النظر وحاالت اأي ض ا من التلميح والغمز والتعري ض با آالخر داخل تلك العملية اخلا صة التي ت سعى الذات من خاللها إاىل الو صول اإىل املعنى اأو اإىل االإح سا س الب رصي واللغوي اخلا ص بها. اإذن هناك نوع من الف ضول شبه اجلن سي والتل ص ص والرغبة يف الر ؤوية الب رصية واالإدراك يكون مالزم ا للقرين. 5- قوة اللعب: يعد اجلانبان املعريف واجلن سي اأ شبه بال شكلني املهيمنني على املبداأ اخلام س املميز للقرين اأي تلك القوة اخلا صة باللعب اأو سلطة اللعب Play power حيث تتمثل ال سلطة اخلا صة بالقرين يف القدرة على التغري اأال ي صبح مهيمن ا عليه وم سيطر ا عليه اأبد ا بوا سطة الذات اأو االآخر أاو الذات االأخرى ومن ثم فاإنه يقوم دائما بالتحول والتغري فيما بينهما كما اأنه يبدل حاالته دوم ا. 6- ا إالبدال وا إالحالل وا إالزاحة : ترتبط امل سلمة ال ساد سة لدى ويرب باالفرتا ض اخلام س لديه وذلك الأن القرين اإمنا ين شط من خالل نوع اأو شكل من اأ شكال ا إالبدال واالإحالل diplacement )اأو االإزاحة( فهو وعلى نحو مميز يظهر من خارج املكان out of place من اأجل اأن يزيح الذات - اأو م ضيفه - عن مكانه اأن يحل حملها. وهنا اإقرار بوجود هوية ظل hadow identity اأو هوية مزاحة ndiplaced ide tity حتل وتدخل منطقة ما اأو بيت ا أاو وطن ا وتزيح اأ صحابه خارجه اأو تهز ا ستقرار بيتهم على االأقل. 33
درا سات.. درا سات.. درا سات هكذا يكون القرين منتمي ا اأ صال إاىل ما هو خارج املكان اإنه ي أاتي من اخلارج يحل على بيت أاو وطن وي سعى من أاجل اإزاحة اأ صحابه خارجه وقد يكون القرين متعلق ا اأي ض ا مبا هو خارج الزمان اإنه ي أاتى من زمن اآخر من املا ضي غالب ا ويحل على احلا رض إانه يظهر يف الوقت اخلاطئ وزمانه لي س منا سب ا للمكان ومكانه لي س املكان وهو االأ سا س أاو االمتداد الزمني املمتد للكارنفال بكل ما يرتبط به من تعليق أاو اإيقاف م ؤوقت لالأعراف االجتماعية هو امل شهد املف ضل لهذا القرين وهذا الغريب. 7- التكرار والعودة القهرية: أاما امل سلمة ال سابعة للقرين فهي تتعلق بالعودة والتكرار فالقرين يعود على نحو قهري إاجباري متكرر داخل ال سياقات اخلا صة مب ضيفه )من ي ست ضيفه( وكذلك يف عملية التنا ص والت ضاد التي تتم بينهما اأى بني القرين وم ست ضيفه حيث تكرر اأداءاته اخلا صة أاداءات م ضيفه وكذلك املظاهر ال سابقة اخلا صة ب أاداءات هذه الذات ومن ثم ف إانه يلعب دور ا تكويني ا خا ص ا يف تكوين وبناء ال سياقات اخلا صة به وبهذه ا أالفعال من خالل القيام ب أادائها ثم تكرار هذا ا أالداء على نحو متتابع وميكن قراءة هذه الوظيفة اخلا صة بالعودة والتكرار ا آاليل على اأنها»غرابة«باملعنى الفرويدي. 8- نوع القرين: على نحو ب د هي ف إان م ست ضيف القرين وزائره ( أاي القرين نف سه( هما غالب ا من نوع الذكور وكثري ا ما تتم االإ شارة إاليه من خالل ال ضمري»هو«وعندما يظهر قرين اأنثى فاإنها غالب ا ما تكون نوع ا من التج سد القطبي امل ضاد لذات ذكرية. وتعمل فكرة القرين يف بع ض احلاالت على هدم فكرة النوع االجتماعي أاو اجلن سي الأنه اأي النوع هو التحديد االأكرث جوهرية للفكرة االأ سا سية اخلا صة بالهوية. 9- البيت غري ا أالليف على نحو منطي كثري ا ما يكون القرين نتاج ا لبيت مدمر بيت حمطم وطن مهزوم اأو منهوك اإنه ميثل حالة اختالل الوطن يف خيال االأ رسة وتخيالتها املتعلقة بح سن احلال واال ستقرار والتما سك ومن ثم فاإن فكرة القرين وما يرتبط بها من اأفكار تقدم لنا البيت )الوطن( بو صفه املوقع االأ صلي حلدوث الغرابة وانتفاء االألفة اأي ض ا) 15 (. هكذا يختلف القرين عن غريه من االأبطال االأكرث تقليدية يف ال رسد الق ص صي والروائي والدراما وال شعر من حيث كونه يقوم بالتفعيل وعلى عتبة املوت اأو يف النزع االأخري حلالة اأكرث عمومية خا صة بانق سام الهوية وت صدعها وهو يدفع هذا االنف صال اخلا ص بالذات اإىل اأق صى حدوده. هكذا يقوم القرين وعلى نحو متكرر بالتبعية وال سيطرة يف الوقت نف سه على الذات امل ست ضيفة له ويف اأمثلة أادبية كثرية تظهر عالقات اخل ضوع وال سيطرة هذه على نحو تباديل اأو متعاقب بحيث ميكن القول اإن ثيمة القرين اإمنا تعك س اأي ض ا خ ضوع الذات لنوع من التالعب اأو لعب القوة أاو قوة اللعب ومبا يتفق مع منوذج هيجل اخلا ص ب»ديالكتيك«ال سيد/ العبد )16(. الذات واالنعكاSس وقد كان مبداأ النعكا س هو الذي منح الثقافة الرومانتيكية الأملانية شكلها اجلمايل والفكري املميز وذلك لأن الأفكار اخلا صة بالذاتية وكذلك اخلا صة بالإنتاج اجلمايل لها هي اأفكار تتو سطها عمليات م شهدية خا صة باإعادة الإنتاج عمليات تقوم على اأ سا س عمليات الت أامل والنعكا س التي تقوم بها الذات يف عالقتها بذلك العامل الذي تعي ش فيه وهي عمليات تكون قابلة دوم ا لأن تدفع وحتث وتتحول إاىل عامل عجائبي د واري ق لر ب خا ص بقاعة من املرايا متبادلة ال صور والعالقات ولعل هذا أان يكون أاي ض ا ساحة م شهدية للتخيالت الرومانتيكية 34
درا سات.. درا سات.. درا سات املتعلقة بتحقيق الذات لكنها أاي ض ا ال ساحة والتخيالت التي ت سقط أاي ض ا فري سة للتحريفات والت شويهات حيث تت شظى فيها صورة الذات وت صبح متك رسة وهاربة وغام ضة اأو تدور يف حلقة مفرغة. والقرين إاذن رمز أاو عالمة اأو مر آاة تتج سد فيها الذات التي ت سعى نحو اخللود وتقاوم كل ما يتهددها باملوت اأو الفناء. واالأدب واالإبداع عامة و سيلة ملقاومة املوت مبعناه املادي الروحي وو سيلة حلماية ذاته من ال رصاعات املرتبطة بجانبها الناق ص أاو و سيلة ال ست رشاف عامل اخللود يكون الفن واالإبداع االأدبي قينها الذي قد يو صلها اإىل ذلك. والقرين جزء من الذات انف صل عنها خلقته الذات كي حتقق من خالله خلودها وا ستمرارها وكي تبعد من خالله خماوفها. والقرين قد يكون متفق ا مع الذات مت شابه ا نوع ا ما لكن القرين قد يكون هو ذلك اجلانب من الذات الذي ت شن عليه هذه الذات حروبها حني تراه يف مراآة حمرفة فالت شابه غالب ا ما يكون ظاهري ا من حيث املظهر العام فقط حيث يختلف جوهر القرين يف الغالب مع الذات يعمل ضدها ويهددها ومن ثم تكون حماولتها الدائمة الإبعاده وت شكيله يف اأعمال مقبولة وثمة جتليات كثرية لفكرة القرين اأو ال شبيه يف االأدب والفن واحل ضارة. ويف ق ص ص القرين ميكننا اأن جند مثل هذا احلكي املزدوج اأو ال رسد املزدوج الذي يقول شيئ ا ويعني شيئ ا اآخر يظهر شيئ ا ويحجب شيئ ا اآخر هذه الآلية اخلا صة بالتمويه والإخفاء اآلية اأ سا سية يف الأحالم والأ ساطري والإبداع الفني والأدبي وكذلك ق ص ص البدلء القرناء والأ شباه الأ شباح حيث جند تلك الفجوات والتكرارات والتناق ضات يف ن سيج هذه الق ص ص كلها. عن القرين االجتماعي هناك- دائم ا - يف ق ص ص االزدواج والقرين عن رص ما من االإحالة االجتماعية االإ شارات االجتماعية والنقد االجتماعي هكذا تهكم د ستويف سكي يف»قرينه«من كل تلك املظاهر الكاذبة والنفاق والت صلب واجلمود املنت رشة يف سان بطر سربج. كذلك انتقد هوج Hogg ال سلطة ال سيا سية والدينية التي كانت يف ا سكتلندا يف اأواخر القرن ال سابع ع رش والتي مل تكن خمتلفة كثري ا عن اأمثالها من ال سلطات يف أاوائل القرن التا سع ع رش. اأما يف نهاية القرن التا سع ع رش فقد اأ صبح القرين االجتماعي اأكرث هيمنة مقارنة بالقرين املتخيل اأو ال سيكولوجي ومل يكن هذا مت ضمن ا جتديد ا كثري ا فما تغري هو فقط ذلك الفهم للعوامل املكونة لالنتهاك للهوية الختالطها وعبور حدودها ملحوها وتغييبها وكذلك نوع من الهجوم على تلك الفئات االإن سانية املحددة اخلا صة بالطبقة والنوع وال ساللة وغريها ومع الوعي العلماين للمجتمع تولد اإح سا س قوي متزايد باأن القيود االجتماعية ال تنطوي فقط على ظلم وافتقار للعدالة لكنها اأي ض ا قابلة لالخرتاق للنفاذ منها لتحطيمها اأو لتغيريها) 17 (. ون ستعر ض فيما يلي بع ض ا من اأ شهر االأمثلة املج سدة لفكرة القرين يف االأدب: و سرنكز هنا ب شكل خا ص على فكرة القرين كما جتلت يف بع ض أاعمال اإدجار اآالن بو )االأمريكي( ود ستويف سكي )الرو سي( و ستيفن سون )الربيطاين( وجوزيف كونراد )الربيطاين من اأ صل بولندي( و سليمان فيا ض )امل رصي( وجوزيه ساراماجو )الربتغايل( على نحو خا ص. وليم ويلùسون وقرينه»وليم ويل سون«هو عنوان ق صة معروفة كتبها اإدجار اآلن بو وهو شخ ص عادي لي س م ستغرق ا يف اأحالمه ككثري من شخ صيات بو املنعزلة بل 35
درا سات.. درا سات.. درا سات هو شخ ص يتفاعل على نحو وا ضح مع الآخرين لكن ما نعرفه تدريجي ا اأن هذه ال شخ صية شخ صية مركبة شخ صية قد د م ر ت بفعل قرينها أاو شبيهها الآخر. كما أان هناك مطاردة لها تتم من خالل ضمريها ول يت ضح مثل هذا التعقيد اإل يف نهاية الق صة:»لقد انت رصت وخ رست اأنا. لكن من الآن ف صاعد ا اأنت اأي ض ا ميت ميت يف العامل يف ال سماء ويف الرجاء! كنت موجود ا يفر فانظر يف موتي انظر من خالل هذه ال صورة التي هي صورتك كيف ق ضيت نهائي ا على نف سك بنف سك«. وهو يتحدث عن نف سه على اأنه قد ن زعت عنه كل ف ضيلة يف دقيقة واحدة و أانه شخ ص فا سد يرتكب املعا صي وال رشور واأنه حتدر من ساللة متيزت مبزاج» رسيع التخيل سهل الإثارة«واأنه كلما تقدم يف ال سن»برزت هذه الطباع ب شكل اأقوى«واأنه الآن يف مرحلة العرتاف»مرحلة التذكر مرحلة ال سكينة حيث املوت يتقدم والظل الذي ي سبقه األقي يف روعه ال سكينة«. ثم ي صف شخ صيته وطبيعته احلادة احلما سية املتغطر سة كيف كان يتفوق على جميع اأقرانه با ستثناء تلميذ واحد كان يحمل ا سمه نف سه وا سم عائلته وولد يوم والدته ودون اأية قرابة بينهما و إانه ذهب معه إاىل املدر سة نف سها حتى اعتقد الطالب اأنهما اأخوان تو أام وقد كان سميه وحده الذي يجر ؤو على أان يناف سه يف الف صل الدرا سي واللعب وامل شاك سات ويناوئ ت سلطه على االآخرين يف كل منا سبة وقد كان الراوي على الرغم من حماوالته االإ ساءة إاىل مناف سه علن ا يخافه يف باطنه وقد كان ذلك املناف س ميزج اإهاناته ووقاحته ومعاك ساته للراوي ببع ض مظاهر املودة التي كانت تغيظ صاحبنا وجتعله غري قادر على فهم هذا ال سلوك الغريب اإال بو صفه نوع ا من»ادعاء احلماية والرعاية ب شكل مبتذل«وقد كان هذان ال شخ صان يتخا صمان يومي ا تقريب ا) 18 (. وقد كانت م شاعر الراوي جتاه مناف سه مزيج ا من الكراهية احلادة لكنها مل تتحول بعد إاىل حقد واالحرتام واخلوف والف ضول القلق الذي بال حدود وقد كانا نادر ا ما يفرتقان لكن دون صداقة وكان النق ص الوحيد الذي يعانيه ذلك املناف س هو انخفا ض صوته فال ي ستطيع احلديث اإال فيما ي شبه الو شو شة املنخف ضة التي يوجه من خاللها ن صائحه غري املبا رشة هنا بداأت اإملاعات يف الق صة توحي باأن ذلك ال سيد ال شبيه ا آالخر هو ال ضمري والقرين الذي يالحق صاحبنا الراوي يف حله وترحاله. وقد كان ذلك ال شبيه )وليم ويل سون ا آالخر( ي شبه الراوي يف طول قامته ومظهره ومالحمه وكان يقلده يف كالمه وحركاته ويلعب دوره ب صورة مده شة ويقلد لبا سه وم شيته و سلوكه العام دومنا صعوبة تذكر ثم اإن صوته على الرغم من انخفا ضه قد اأ صبح هو ال صدى الكامل ل صوت الراوي وقد كان ذلك التقليد يعذب للراوي لكن عزاءه الوحيد هو اأن أاحد ا غريه مل يكن يالحظ مثل ذلك التقليد وال سخرية التي يوجهها وليم ويل سون )الثاين( اإىل وليم ويل سون )االأول(. ومثلما يراقب الثاين االأول فاإن االأول يراقبه اأي ض ا كما اأنه يتخيل من مالحظته ملالحمه ومظهره ونربة صوته ومن روؤى غام ضة من طفولته اأعادت إاليه»ذكريات غريبة وم شو شة«اأنه رمبا كان قد عرف هذا ال شخ ص من فرتة قدمية جد ا موغلة يف القدم ثم تتبدد هذه الفكرة وتنق شع ويتواىل الو صف يف الق صة للبيت املدر سة ملتاهات الغرف واملهاجع واملمرات ال ضيقة وعندما يت سلل إاىل غرفة نومه ليال ويرى ق سمات وجهه على ضوء امل صباح ي صاب بالذهول ويرجتف كاملحموم لقد راأى فيها شيئ ا خمتلف ا عن ذلك الذي كان يراه خالل ساعات اليقظة خالل التقليد واملحاكاة )التكرار( اال سم نف سه املالمح نف سها دخول املدر سة يف اليوم 36
درا سات.. درا سات.. درا سات ذاته تقليد امل شية وال صوت واللبا س واحلركة»هذا التقليد ال رش س الذي ال يف رس هل كان يف حدود املمكن االإن ساين أان ما أاراه االآن هو جمرد نتيجة لهذه العادة من التقليد ال ساخر «. ويغادر الراوي املدر سة وال يعود اإليها اأبد ا بعد ذلك ثم تتوا صل حياته ومت ضي أايامه ويجد نف سه طالب ا يف كلية اإيتون ويزداد ولعه بال رش واحلماقة واملجون والقمار وخالل إاحدى سهراته يبلغه اخلادم أان شخ ص ا يطلب التحدث اإليه يف الرواق يخرج مرتنح ا وعلى ضوء نور الفجر ال ضعيف يرى شاب ا بقامته تقريب ا يرتدي مالب سه نف سها ومن ق سمات وجهه يعرف أانه وليم ويل سون ا آالخر وقد عاد إاليه من جديد بعد أان فارقه ردح ا من الزمن وقد ا ستمر يوبخه من خالل كالم غريب ثم اختفى لكنه يعود مرات أاخرى بعد ذلك يكرر ظهوره ويقوم باأفعال كثرية من ساأنها توبيخ الراوي وك شف سوء طويته و رشور اأعماله مما يوقعه يف حرج دائم حتى إانه عندما يغادر إاجنلرتا ويذهب إاىل فرن سا يالحقه هناك ويطارده ويك شفه ويف سد خمططاته ال رشيرة ي صبح بالن سبة اإليه اأ شبه باجلالد بل ي صبح جالد ا فعلي ا يتعقبه حتى بعد اأن يغادر فرن سا إاىل برلني ثم نابويل ثم م رص وي صبح الراوي»جبان ا اأمام سلطانه ا آالمر«على الرغم من حماوالته الدائمة للتمرد واملقاومة. ويف روما ين شب عراك عنيف بينهما ويقتل خالله الراوي غرميه يقتل ضمريه يقتل نف سه وعندما ينظر إاىل قتيله ضحيته كانت هناك مراآة وا سعة تنت صب فج أاة حيث مل يكن هناك أاثر لها من قبل. وبينما كان يتقدم نحوها مذعور ا راأي صورته فيها وبوجه شاحب وملطخ بالدماء تقدمت نحوه بخطى واهنة مرتنحة وقد كان خ صمه كما قال هو الذي يقف أامامه حمت رض ا كان قناعه ومعطفه يرقدان على اخل شب حيث رماهما وكان ال شبه بينهما تام ا وهنا يعتقد الراوي أانه كان يكلم نف سه وذلك عندما ا ستمع إاىل كلمات خ صمه شبيهه قرينه ضمريه االآخر الذي يعرتف فيها بهزميته لكنه ينبه وليم ويل سون اأي ض ا اأنه االآن ميت يف االأر ض وال سماء وا أالمل والرجاء واأن ذاته احلقيقية كانت موجودة خالل وجود ضمريه قرينه خ صمه صوته اخلفي الذي رمبا كان واهن ا ضعيف ا غري م سموع صدى مراآة لكنه كان املعنى احلقيقي لوجوده املعنى الذي ق ضى عليه وليم ويل سون الراوي. هكذا ج سدت هذه الق صة ذلك التناق ض املوجود داخل الإن سان الإن سان الذي يكافح من أاجل البقاء على قيد احلياة ويف الوقت نف سه ي سعى من اأجل تدمري نف سه أاي من أاجل املوت وهذا مثال اآخر على الغرابة يف احلياة التي يج سدها الأدب ف سعى الإن سان من اأجل البقاء على قيد احلياة أامر ماألوف اأما غري املاألوف والغريب فهو قيامه خالل الوقت نف سه بتدمري ذاته ب أافعال تقربه من املوت والدمار بكل ما يناق ض ذلك الدافع الأول الإيجابي اخلا ص به وهكذا ف إان الغرابة رصاع واجتماع لغريزتي احلياة واملوت يف وقت واحد وبالقوة نف سها يف»وليم ويل سون«يقتل الإن سان ضمريه كي يبقى حي ا ولكن أاية حياة هذه بال ضمري الأخالق واأية شخ صية تلك التي متيت ضمريها وتقتل الآخرين وتعذبهم!! لقد أادرك ويل سون تدريجي ا الداللة النف سية والروحية لقرينه: اإنه ن صفه املدفون وامل ؤوكد لذاته واالإيجابي والذي ي ستجيب بعمق لكل ما هو جليل وقد اأ سقط عليه ويل سون موهبة املحاكاة له ول سلوكه وقدرته البارعة يف اإطالق النكات والتقليد وكاأنه يريد اأن ين سب اإليه بع ض املزايا التي برع فيها ويل سون نف سه اأوال ولكن من خالل ن سبتها يف الوقت نف سه اإليه - اأي اإىل ويل سون االأول اأي ض ا. اإن شعور الراوي اأنه يعي ش يف فراغ حتى عندما يوجد مع االآخرين ومع شعوره باالفتقار اإىل الواقعية اخلا صة بهوؤالء االآخرين كاأنهم دمى اأو 37
درا سات.. درا سات.. درا سات اأ شباح أاو عرائ س أاو اأ شياء وك أانه هو الوحيد الواعي أاو امل سيطر أاو املتحكم يف ا أالحداث ولكنه ي شعر يف الوقت نف سه أان ذلك ا آالخر القرين ال شبيه يطارده وي سخر منه ويحاكيه وينغ ص عليه حياته هو مزيج من»امليجالومانيا«أاو ذهان ال شعور بالعظمة والبارانويا اخلا صة بال شعور باال ضطهاد. اإنه متفوق وناق ص م سيطر وم سيطر عليه شجاع وجبان ماألوف بالن سبة إاىل نف سه لكنه يعي ش يف حياة غري م أالوفة سببها ما يقوم به ا آالخرون هوؤالء الذين ال يكونون يف العادة إاال الق سم اخلا ص املنعك س املراآوي املعكو س من نف سه الق سم الذي اغرتب عنه واأ صبح ي شكل قرينه الذي يطارده أاو ضمريه الذي يوؤرقه.»الدكتور جيكل واملùسرت هايد«ا ستخدم ستيفن سون املو ضوعات الرئي سية املتكررة والثيمات اخلا صة بالتحول والرعب والتي جعلت روايته هذه التي ظهرت عام )1886( حكاية مثرية للخوف الرهيب فهناك جرعة الدواء التي حتدث التحول لدى جيكل وكذلك ذلك احل ضور اخلا ص الغريب ب»هايد«يف تلك الغرفة املنق سمة اأو امل شطورة التي تتحول اإىل معمل يف اجلانب اخللفي من املنزل واأكرث من ذلك كله ذلك اجلو العام من ال رسية والغمو ض وقوى الظالم التي تهيمن على الرواية) 19 ( وهناك أاي ض ا العاطفة التي تعار ض العقل وهي خا صية مميزة لالأدب القوطي وكذلك تلك القوى الظالمية التي تتجول داخل الن ص وذلك احل س بوجود م سافة تاريخية بعيدة لهذه الأحداث التي تربطها نربات الرواية القوطية القدمية اإ ضافة اإىل تلك»امل رسات«و»املتع«اخلفية اأو امل سكوت عنها احل سية واجلن سية خا صة والتي ينهمك فيها»جيكلوهايد«. هكذا يتحول جيكل إاىل هايد إاىل قزم يتغري صوته ويطول شعره ويرتدي قناع ا وي صاب بالذعر ويتناول دواء معين ا يقوم بعملية التحول. وذات مرة عندما اقتحم حمامي جيكل و صديقه املعمل الذي كان يقوم فيه بتجاربه و ج دا جثة هايد م سجاة هامدة على االأر ض وثمة نار موقدة فوقها اإبريق يغلي كان فيه الدواء. والحقا عندما فت شا الغرفة من جديد و صال اإىل املراآة ذات االإطار»ويف عمقها ح د قا وبهما رعب خارج عن اإرادتهما وكانت قد اأديرت كيال تك شف لهما شيئ ا غري الوهج الوردي يتالعب على ال سقف ومئات ال رشارات تنبثق من النار تكرار ا وتنعك س على امتداد الواجهة املت أالقة للقوارير و سحنتيهما ال شاحبتني واملذعورتني اللتني تتحودبان لتحدقا«. عندما فتح الدكتور لنيون خزانة جيكل فيها على أا شياء كثرية:»ملح متبلر اأبي ض وقارورة مملوءة حتى منت صفها ب سائل أاحمر كالدم كرا سة عادية بها سل سلة من التواريخ ومالحظات مقت ضية هنا وهناك مذيلة بتاريخ ما ول تتجاوز عادة الكلمة الواحدة :»القرين«رمبا تكررت ست مرات يف جممل اليوميات التي تربو على ب ضع مئات. كان هايد اأق رص قامة من جيكل واأر شق حركة واأ صغر سن ا وال رش مكتوب على وجهه. كان املمثل لل رش اخلال ص وقد راآه متج سد ا اأمامه يف املراآة بعد اأن حدث التحول االأول له بفعل الدواء اجلديد فكتب يقول:»عندما وقع ناظراي على ذلك الوثن الدميم يف املراآة مل ي ساورين اأي ا شمئزاز واإمنا خلجات مرحبة. هذا الوثن اأي ض ا كان اأناني ا بدا طبيعي ا واإن ساني ا ويف عين ي متمتع ا ب صورة أاجلى للروح يف صدقها وفرادتها تفوق الهيئة املنق سمة واملحكومة بالنق صان التي درجت وحتى االآن على ادعائها لنف سي«. )يتبع البقية مبو ضع املجلة على النرتنت( 38
درا سات.. درا سات.. درا سات ا إالن سان اخلليجي بني ثقافتي املباين واملعاين [ حممد العباSس الدميقراطية قيمة جمالية ومعرفية على درجة من التالزم البنيوي مع احلالة ا إالبداعية بل هي جوهر الفعل الثقايف. وقد سجل املثقف اخلليجيوعيا مبكرا بهذهالقيمةاحليوية ضمنحركةتاريخيةاجتماعية عربية كانت مبثابة الدافع والغاية يف آان لتاأ سي س جمتمع مدين. وعليه حاول ا ستكمال ح ضوره بتاأ سي س هيئات وجماعات ثقافية منظ مة تقوم على إار ساء القيم احلقوقية على اعتبار أان التنظيمات املدنية شعبيا وموؤ س ساتيا - داللة من دالالت التقد م االجتماعي بل هي اإحدى العالمات الهامة للتح رصر املهيئة بال رضورة لعناوين املجتمع املدين ا أالمر الذي يف رس كيف قاومت امل ؤو س سة الر سمية ب رضاوة تلك املحاوالت كما أان ف صيال من املثقفني قد أاحال هذا الف ضاء الذي ي شكل ضمري املمار سة ال سيا سية إاىل بوابة خلفية للهروب من حلظة اال ستحقاق اإىل هوام ش ا ستعرا ضية اأو م شتبهات ثقافية. 39 [ كاتب وناقد من ال سعودية
درا سات.. درا سات.. درا سات ومبجرد نهو ض املوؤ س سة مت تنا سي املطلب الدميقراطي امللح وا ستبداله بق ضايا اجتماعية مثرية وموجبة للظهور الإعالمي بدون دفع أاثمان اأو حتم ل أاعباء فيما يبدو فعال انتهازيا هي أاته حلظة معوملة على درجة من اخل صوبة والنفتاح وهو م آال يعريه ابراهيم غلوم يف كتابه )الثقافة و إانتاج الدميقراطية( بقراءة تاريخية فاح صة مع التمثيل بظواهر واأ سماء لي ؤوكد على اأ صالة العالقة بني الثقافة والدميقراطية إاذ ل يت صور الثقافة اإل خطابا دميقراطيا مهمته إاثبات حالت متقدمة وواعية من التنوع والختالف وحيث يكمن املعنى اخلالق للتغيري. وهو بذلك ي سلط ال ضوء على فا صل م سكوت عنه من عالقة املثقف مع املوؤ س سة املو ثقة تاريخيا ك سرية ن ضالية ضد كل املحاولت املوؤ س ساتية مل صادرة الفعل الثقايف و إاعادة مو ضعة املقدرات الثقافية ل صالح جهات ر سمية و شبه ر سمية. وميكن الوقوف على تاريخ تلك العالقة امللتب سة بني املثقف اخلليجي واملوؤ س سة با ستعرا ض م سرية التجابه بكل صوره حيث ي الحظ اأن )الرابطة ا أالدبية( يف الكويت مل تعم ر طويال فبعد عام واحد من االإعالن عن ت أا سي سها يف مايو ١٩٥٨ م ح ل ت مع غريها من اجلمعيات والنوادي كما يروي خليفة الوقيان جانبا من املراودات الثقافية احلقوقية يف كتابه )الثقافة يف الكويت بواكري واجتاهات(. وذلك إاثر اخلالف الذي حدث بني احلكومة وممثلي اجلماعات والنوادي التي ا شرتكت يف االحتفال بذكرى الوحدة بني م رص و سوريا. لكن ذلك احلظر مل مينع الذين نذروا أانف سهم لفكرة الرابطة من معاودة الكر ة وا إال رصار على توطني مفاعيل اخلطاب القومي حتديدا حيث مت التاأكيد عليه مرة اأخرى يف قانون )رابطة االأدباء والكت اب( التي تاأ س ست بعد اال ستقالل يف العام ١٩٦٤ م كاأول جتم ع ثقايف خليجي له طابع التنظيم اإذ مل تكن الثقافة حينها اإال ترجمة ملعنى الوعي باحلرية والتعبري عن حراك وحيوية القوى االجتماعية مبعناها االأيدلوجي ولي س جمرد منتجات أادبية. وقد بدا ال شكل الذي اتخذه ذلك التجابه اآنذاك ك أاحد ال رشوط ال رضورية الإنتاج املثقف اأي تعزيز مقومات اخلطاب الثقايف بهواج س التحر ر حتى صارت كل تلك املتوالية من التحديات احلقوقية جزءا من التاريخ االجتماعي ولي ست جمرد تطل عات حاملة ل رشيحة من املتنورين املعزولني أاو هذا ما ميو ضع ه باقر سلمان النج ار ضمن سياق مت شعب ثقافيا وحقوقيا سماه )الدميقراطية الع ص ي ة يف اخلليج( حيث يعود تاريخ التنظيمات الثقافية يف اخلليج اإىل الثالثينيات من القرن املا ضي من خالل التجم عات االأدبية وحتى الريا ضية التي انت رشت يف تلك الفرتة لت شكل الواجهة االأو سع للفعل الثقايف. لكن تلك التجمعات مل تتخذ معناها و شكلها التنظيمي وفق الهياكل املعرتف بها ك إاحتادات للكت اب اإال منت صف ال ستينيات عندما مت اإن شاء )رابطة االأدباء والكت اب( يف الكويت فيما حملت نهاية العقد ذاته )١٩٦٩( ب شائر االإعالن عن تكوين )اأ رسة االأدباء والكت اب يف البحرين( لي ستمر الو ضع الثقايف اخلليجي يف حالة فراغ تنظيمي حتى مطلع الثمانينيات )١٩٨٢( حيث مت ت شكيل )احتاد كت اب واأدباء االإمارات(. وبعد مثابرة م ضنية وطويلة مت اإ شهار )اجلمعية 40 ابراهيم غلوم يوؤكد على اأ صالة العالقة بني الثقافة والدميقراطية اإذ ل يت صور الثقافة اإل خطابا دميقراطيا مهمته اإثبات حالت متقدمة وواعية من التنوع والختالف وحيث يكمن املعنى اخلالق للتغيري
درا سات.. درا سات.. درا سات العمانية للكت اب وا أالدباء( أاواخر العام )٢٠٠٦( ويف نهاية العام )٢٠٠٨( مت االإعالن عن اإن شاء )اجلمعية القطرية ل أالدباء والكت اب( لكن ال شكوك ما زالت قائمة حول إاقرارها ر سميا. فيما مل يبد املثقفون يف ال سعودية أاي حركة جدي ة بهذا االجتاه بانتظار ما جتود به املوؤ س سة. ذلك هو خمت رص ال صريورة التي انتزع مبقت ضاها املثقفون يف اخلليج بع ض حقوقهم وجنحوا يف اإن شاء متوالية من املنظمات االأدبية )جمعية اأ رسة احتاد رابطة( التي ت ؤوكد على الوالدة ال شعبية للثقافة ومفاعليلها ومفاهيمها مبوازاة أاو مقابل )موؤ س سة( جتاوز ح ضورها مفهوم اجلهاز الذي يقف على قمة الثقافة الر سمية بتعبري ابراهيم غلوم اإىل مهمة امتالك كافة ال صالحيات ومنح الهام شي منها للموؤ س سات الثقافية ا أالهلية )يف حدود ال تخرتق حماذير ال سيا سة وا أالمن والدين( بحيث ذابت الفوارق بني الثقافة الر سمية وما يقابلها من الثقافة ال شعبية أاو اجلماهريية لدرجة اأن التنظيمات الثقافية االأهلية صارت متار س الرقابة الذاتية ب شكل مبالغ فيه يخل بالعالقة بني املثقف وال سلطة حيث مل مت نح الثقة الكاملة لتلك التجم عات يف إانتاج اخلطاب الثقايف أاو حتى ابتناء رشاكة ثقافية حقيقية مع املوؤ س سة ا أالمر الذي اأفقدها سمة اال ستقاللية واملغايرة. مبوجب تلك املقاربة يبدو ال رصاع بني امل ؤو س ساتي واجلماهريي هو الوجه ا أالبرز ملعوقات التنمية الثقافية لالإن سان اخلليجي كما يتبدى يف االنفقاد املربمج لل صلة الالزمة بني الدميقراطية والثقافة أاو مبعنى أادق بني مثقف يجهد لتوطني القيم احلقوقية يف خمتلف منا شط احلياة ولي س يف احلقل الثقايف وح سب وبني موؤ س سة ال تكف عن حماولة اخرتاقه لتاأخري هذا اال ستحقاق الذي ترتتب عليه ا ستحقاقات أاهم. وهو رصاع قدمي ومك شوف اتخذ طابع ال سوؤال عن وجود اأزمة ثقافية كما عرب عن ذلك املاأزق ابراهيم را شد يف كتابه ( أازمة ثقافة اأم أازمة يف مكان اآخر!-منوذج ال ستطالع خليجي عربي حول الثقافة( حيث اأراد االإجابة على طبيعة الثغرات التي الزمت فكرة تكوين الدول امل ستقلة يف اخلليج العربي مقابل ما سماه )بهار طبخة التكامل يف كل املجاالت( وكان يعني بها الثقافة اإذ ت سبب تغييبها يف اإر ساء تنمية عرجاء تبالغ يف اإنها ض املادي وال تراعي املكونات الالمادية. على إايقاع تلك النتباهة اجتمع وزراء الثقافة بدول جمل س التعاون اخلليجي الجتماع للمرة الأوىل يف م سقط 1986-9-8 ملناق شة مقرتحات م رشوع خطة التنمية الثقافية التي متت صياغتها يف ندوة العمل الثقايف امل شرتك الثانية املنعقدة يف مار س 1986 يف الريا ض ويف الجتماع ذاته حدث التفاف )ر سمي/ موؤ س ساتي( على اأهم التو صيات اإذ مل يتم )اإقرار الدميقراطية واحلرية الثقافية واحلوار املفتوح بو صفها اأ سا للتنمية الثقافية( بالإ ضافة اإىل جمموعة من التو صيات املوؤكدة على اخليار الدميقراطي كما ا ستعر ض تفا صيلها اإبراهيم غلوم يف كتابه )الثقافة واإ شكالية التوا صل الثقايف يف جمتمعات اخلليج العربي(. هكذا مت تعطيل املقرتح الدميقراطي واأ بطلت مفاعيله احليوية بقرار ر سمي وما زال كبعد ثقايف اإ سرتاتيجي مغيبا عن واقعية وخطط التنمية الثقافية سواء على م ستوى املنظومة اخلليجية أاو على امل ستوى الق طري وهو ما 41 املحاولت املوؤ س ساتية اخلليجية مل صادرة الفعل الثقايف واإعادة مو ضعة املقدرات الثقافية ل صالح جهات ر سمية و شبه ر سمية هي العالقة امللتب سة بني املثقف اخلليجي واملوؤ س سة
درا سات.. درا سات.. درا سات يعني إالغاء اأحد املبادئ ال سيا سية واحلقوقية املوجبة لتكوين الدولة احلديثة وتعطيل ال صلة بني املواطن اخلليجي واأ س س املجتمع املدين اأي إاعطاب جوهر الفعل الثقايف واإزاحته اإىل الهوام ش واال ستعرا ضية كما تتمثل يف املهرجانات وكرنفاالت اجلوائز الباذخة حيث مت الت أاكيد على فعل االإزاحة والت سويف يف جممل القمم الثقافية واالكتفاء باإعالن رافل باملفردات العائمة عن توظيف املتغريات الثقافية العاملية مبا يخدم م صالح املوؤ س سة وا سرتاتيجياتها. أاما مقرتحات )الت رشيع ال سيا سي للثقافة كحق لكل مواطن( واملناداة احلقوقية والقانونية ب رضورة )الت رشيع ال سيا سي للمار سة الثقافية احلرة ورفع الرقابة عن الثقافة الوطنية( فقد اأخ ضعت لتحوير عباراتي ال يخلو من املكر الإبقاء املثقف اخلليجي رهينة موؤ س ساتية أابدية وتعويق رشوط إانتاجه التاريخية واالإجتماعية بعد ف صل الثقافة عن منط ا إالنتاج حيث مت رفع شعار عمومي ف ضفا ض أاريد به )ا ستكمال تطوير القوانني واالأ س س ال رضورية لتعزيز احلركة الثقافية واإعداد املواطنني مبختلف الو سائل للتلقي الثقايف ال صحيح( تاأكيدا على الهدف املدر سي املعلن للخطة واملتمثل يف )اإغناء شخ صية املواطن يف اخلليج العربي وبناء تكاملها عن طريق الوعي املتزايد بعقيدته وحريته وكرامته وانتمائه وبقدرته على مواكبة التطور ا إالن ساين(. منذ ذلك البيان املكتظ بدعاوى الت أاكيد على تعزيز الثقافة الوطنية و إابراز البعد القومي وتهيئة البنية الأ سا سية للثقافة و إا شاعة أاجواء وو سائل التوا صل مل تتنازل املوؤ س سة مبا هي املمثل لل سلطة عن اأي شيء جوهري اأو حقيقي من امتيازاتها. ومل يتغري خطابها اإل من ناحية الإكثار من الطرق على مفردات رنانة كالتخطيط والتنمية وال سرتاتيجية يف حني مت ا ستدماج طابور طويل من املثقفني اخلليجيني اأو توريطهم يف م شاريع وهمية و شكالنية ترتب على اإثرها اإلغاء امل سافة بني املثقف اخلليجي واملوؤ س سة وابتكار اآليات عزل لف صل املثقف عن نا سه وق ضاياه احليوية. ومبوجب ا ستئثارها باملقومات املادية للحياة الثقافية ا ستحوذت املوؤ س سة حتى على املقدرات الال مادية للخطاب الثقايف با ستيالد سل سلة من التجمعات والهيئات واجلمعيات ذات الطابع الر سمي و شبه الر سمي امل أاهولة بنخب تبالغ يف االمتثال ململيات ال سلطة البريوقراطية ومثالياتها الثيوقراطية باعتبارها متثل واقعا ثقافيا م سيجا بالقوانني بل م صونا بقد سية الت رشيعات واالأحكام ومعززا بخدع االعالم املو جه االأمر الذي يكفل للموؤ س سة اإنتاج جيل من املثقفني يتنا سب بل يخدم تطلعاتها يف تعويق اأي اإمكانية الإ شاعة ثقافة احلقوق كما يوؤكد على هذا املنحى اأ سامة عبدالرحمن يف كتابه )املثقفون والبحث عن م سار دور املثقفني يف اأقطار اخلليج العربية يف التنمية( حيث يقول باأن الثقافة تكاد اأن تكون )حما رصة ح صارا شديدا حتت وطاأة القيود واالأطر املفرو ضة. واأقطار اخلليج العربية ال تختلف عن بقية االأقطار العربية اأو اأكرثها يف هذا التوجه رغم أانها فيما بينها قد يكون بع ض التفاوت(. هذه النخب املعاد اإنتاجها التي تعاند - بوعي اأو الوعي - اأهمية التخطيط الثقايف ك رضورة تاريخية وكفعل اإن ساين معادل للدميقراطية 42 )رابطة الأدباء والكت اب يف الكويت( التي تاأ س ست بعد ال ستقالل يف العام ١٩٦٤ م ك أاول جتم ع ثقايف خليجي له طابع التنظيم اإذ مل تكن الثقافة حينها اإل ترجمة ملعنى الوعي باحلرية والتعبري عن حراك وحيوية القوى الجتماعية مبعناها الأيديولوجي ولي س جمرد منتجات اأدبية
درا سات.. درا سات.. درا سات تعتقد يف املقابل ب إامكانية و رضورة التخطيط لثقافة حتت مظلة املوؤ س سة الر سمية التي ال تخفي خمططاتها الحتواء كامل الن شاط الثقايف ب شكل شامل وكفعل م ضاد وا ستباقي ملفاهيم ومعاين وممكنات احلرية االأمر الذي عطل بروز اأي شكل من اأ شكال اال ستقاللية الثقافية واأدى اإىل ا إالبقاء على عوائق التحرمي والتجرمي واإعاقة رشوط اإنتاج املثقف اجلديد كنتيجة تلقائية النتزاع رشط احلرية حيث مل يتم التفاعل مع هذا ال رشط إاال يف حدود شكالنية ضيقة حيث صارت تلك التحوالت جزءا من املكت سبات الوجاهية لذوات متنف ذة و شبه ر سمية تر سم سيا سات ثقافية ال تخدم الثقافة وال تغطي احتياجات ا إالن سان اخلليجي بقدر ما تخدم ا أالجهزة واجلهات القائمة عليها. لقد ا ست أاثرت تلك الذوات بال سمعة الثقافية على ح ساب القيمة حيث البيوتات واجلوائز واملراكز والهبات التي يراد منها االحتفاء برموز الثقافة العربية والعاملية- مثال - فيما متار س املوؤ س سة حالة من ا إالمعان يف عزل املثقف اخلليجي عن جذوره القومية وتتفنن يف جتريده من ذلك االرتباط من خالل الرتويج لثقافة ر سمية حملية فوقية النزعة ال تراعي االإطار القومي للثقافة رغم املديونية التاريخية لتلك امل ضخة التي كانت وما زالت مكونا مركزيا من مكونات املجتمع اخلليجي احلديث ورغم ت أاكيد الوزراء العرب يف موؤمترهم الثاين املنعقد يف بغداد سنة 1964 على )ميثاق الوحدة الثقافية( الذي ت صد رت مواده تو صية ب رضورة )تن شئة جيل عربي واع وم ستنري يدرك ر سالته القومية وا إالن سانية( وهو ا أالمر الذي تاأ س ست مبوجبه املنظمة العربية للرتبية والثقافة والعلوم عام 1970 كما ن صت )اخلطة ال شاملة للثقافة العربية(. اإذا ال تخلو العالقة من جتابه معلن لي س بني ت صورين بل ا سرتاتيجيتني. وقد ا ستطاعت املوؤ س سة بكل ما متتلكه من مقدرات مادية ومعنوية اإدارة ال رصاع باجتاه جملة من االأوهام التي تت شب ه بالثقافة وال تقارب جوهرها كما ات ضحت اأكرب دالالتها يف انطفاء شخ صية املثقف اخلليجي وحتو له اإىل جمرد كائن ا ستهالكي منف صل عن مرجعياته العربية ومتحم س لت سويغ ذلك االن سالخ فيما يبدي يف املقابل ا ستعدادا طوعيا الإعادة اإنتاج ثقافات )االآخر( بحيث ال يعتنق اأو يوؤكد على إابراز خ صو صياته وتعدديته الثقافية لتتعمق ورطته أامام موروثه. وال اأدل على ذلك من غياب املفردة البحرية من الن صو ص احلديثة التي حتيل اإىل موت النظام الثقايف برمته لوال بع ض اال ستعادات التي تنم عن اإخال ص الأ صالة املكان واملوروث. لقد جنحت املوؤ س سة مبوؤازرة من بع ض النخب الثقافية املنتجة ضمن خمترباتها يف اإبعاد الإن سان اخلليجي عن املوؤثرات وجتريد اخلطاب الثقايف من روح ال رصاع والتعدد والختالف وال ستغناء عن فكرة اإعداد كوادر ثقافية اأ صيلة ب إاعداد عقول وا ستجالب اأخرى متلك من ال ستعداد لتحريف الثقافة وا ستئجار وعيها ورمزيتها للتحدث مبا هو اأقرب لتزوير الوعي بالنيابة عن املثقف اخلليجي. وكل هذا التمويه يحدث على اإيقاع العوملة حيث الكرنفالت واجلوائز العابرة للقارات والثقافات التي ل تالم س واقع و رضورات و رشوط الإن سان اخلليجي بقدر ما ت سهم يف اإر ساء قيم جديدة لتعزيز اغرتابه 43 بعد مثابرة م ضنية وطويلة مت اإ شهار اجلمعية الع مانية للكت اب والأدباء اأواخر العام ضمن ٢٠٠٦ سلة اجلمعيات حينها
درا سات.. درا سات.. درا سات عن ذاته وموروثه اأي ف صل منتجه الإبداعي عما يجري على اأر ض الواقع حيث اأ صبحت الثقافة يف املجتمع اخلليجي م ش أالة عار ضة على هام ش الحتياجات الجتماعية ومل تعد م ش أالة تتعلق بوجوده. ال يحتاج ا أالمر اإىل كثري من التحديق لقيا س الهوة الوا سعة بني التنميتني االقت صادية والثقافية وما تاأتى عن ذلك من انف صام على حافة احلداثة والقدامة وتدمري جوهر املوروث ل صالح املتحفي ة اإهدارا للبعد التاريخي وف صال للمثقف عن حميطه وعمقه ا إالن ساين وهو أامر ميكن تفهمه يف ظل ثقافة ر سمية تبدي حما سا مظهريا لدعم الثقافة فيما هي يف واقع ا أالمر تعادي الثقافة الناقدة وحتارب ال ساخط واالحتجاجي منها من خالل الت رشيعات والقوانني وا إالعالم والعقوبات والتاأليب االجتماعي اأي ضا وذلك مبو ضعة املثقف داخل مدارات ضيقة ال ت ستوعب إابداعه احلر بقدر ما تفتح له اأفق إانتاج ثقافة ا ستهالكية لكي ال تتعزز الثقة عنده بالقدرة على ا ستيعاب امل ستحدث من املفاهيم وبهذا يتم الت شكيك يف قدرته الواعية وامل س ؤوولة على التعبري خارج ح ضانات املوؤ س سة اأي ا إالبقاء على اختالل معادلة املركز وا أالطراف وتثبيتها كمعادلة قائمة. ويبدو اأن املوؤ س سة قد ا ستطاعت إاقناع ف صيل من املثقفني بعدم وجود صلة أاو رضورة للربط بني الثقافة والدميقراطية مبوا صلة إانكار ذلك التالزم البنيوي فيما بني املفهومني أاو املمار ستني وهو ما يعني ب شكل تلقائي ومن منظور املوؤ س سة وبع ض املثقفني املتحم سني لربناجمها عدم وجود حاجة ملفاعلة اخلربة الثقافية مع املمار سة اأو التجربة الدميقراطية مع االإبقاء على ممانعة صورية رخوة اأدت يف نهاية املطاف اإىل حتبيط الكثري من املثقفني وتيئي سهم بعد موجات التجفيف املربمج ملنابع الدميقراطية بل تفتي ش ال ضمائر التي وا صلت الهج س بها كجوهر للحالة الثقافية االأمر الذي اأدى اإىل ف صل احلركة الثقافية عن معينها االجتماعي وتبديد جهود ونربات االأ صوات الواعية باحلرية واملنادية بها حتت وقع و سطوة اخلطاب االإعالمي وفائ ض املنتجات الثقافية اال ستهالكية امللتب سة بالثقايف مبعنى ا ستبدال جوهر الثقافة مب شتبهات ال صناعة الثقافية. ونتيجة االنفراد الق صدي من جانب املوؤ س سة بال ساأن الثقايف مل يعد املثقف ميثل اأي قيمة ي عتد بها وال ي نظر اإليه من الوجهة االجتماعية كاأداة لتقومي م سالك امل ؤو س سة أاو الت صادم معها بقدر ما صار ميثل االإبن ال رشعي والويف للموؤ س سة يف اأق صى جتلياتها ال سلطوية رغم انتماء اأغلب املثقفني ملوؤ س سات ومنظمات اأهلية تزعم اال ستقاللية وتتنطح على الدوام بقدرتها على اإنتاج خطاب مغاير فيما تتلقى الدعم املادي واالإمداد املعنوي با ستمرار من املوؤ س سة وعليه صارت اأغلب رموز الثقافة التي تزعم اال ستقاللية ت صافح الر سمي براحتها اليمنى فيما تلو ح بقب ضتها الي رسى يف املدار اجلماهريي بل تتماهى مع ا شتغاالت املثقف الديني حتى باتت ت شكل عبئا ماديا واأخالقيا على املوؤ س سة بالنظر اإىل حتو ل منظوماتها هي االأخرى اإىل هياكل فارغة عاجزة عن اإنتاج الثقافة واملثقفني بعد اأن مت جتريدها من ال سلطة االأخالقية واالأدبية مثلها مثل تواأمها 44 الكرنفالت واجلوائز العابرة للقارات والثقافات ل تالم س واقع و رضورات و رشوط الإن سان اخلليجي بقدر ما ت سهم يف اإر ساء قيم جديدة لتعزيز اغرتابه عن ذاته وموروثه اأي ف صل منتجه الإبداعي عما يجري على اأر ض الواقع حيث اأ صبحت الثقافة يف املجتمع اخلليجي م ضاألة عار ضة على هام ش الحتياجات الجتماعية ومل تعد م ضاألة تتعلق بوجوده
درا سات.. درا سات.. درا سات وحمر كها املوؤ س ساتي. والأن املوؤ س سة كمنظومة علوية إامالئية ال تقبل الت شارك وال تهب ثقتها للمثقف مهما اأعلن من والء وا ستعداد لتنفيذ براجمها بالغت يف ابتكار وتن شيط م ضخاتها ضمن ر ؤوية تتعاطى الثقافة كمنتج ا سرتاتيجي ومن خالل موؤ س سات رديفة حتمل ال سمة االإحرتافية يف ا أالداء الثقايف واالإعالمي بل امتلكت من اخلطط والربامج ما يكفي الجتذاب املثقفني و إاقناعهم بجدوى الفعل الثقايف الذي يرتجم القرار ال سيا سي الر سمي ومبعزل عن الهاج س الدميقراطي حيث ظهر )املجل س الوطني للثقافة والفنون وا آالداب يف الكويت( إاىل جانب )مركز الرتاث ال شعبي لدول اخلليج العربي يف قطر( باالإ ضافة اإىل ال سل سلة املرتامية من ا أالندية ا أالدبية وجمعيات الثقافة والفنون يف ال سعودية التي تفوق من حيث ميزانيتها املالية املر صودة كل مراودات املثقفني الذين شهدوا باأم اأعينهم الثقافة وهي تندحر كراأ سمال م ضي ع على إايقاع تهاوى أاحالم الطبقة الو سطى والتبا س الثقايف باال ستهالكي وا إالعالمي والوجاهي. ومن يت أامل ما اآل إاليه حال اأ رسة ا أالدباء يف البحرين مثال - ويقارن واقعها مثقفيها و إانتاجهم فلن يجد اليوم ما أارادت اأن تتحم ل متثيله ح سب شعارها ونظامها الداخلي من فكر إان ساين تقدمي خ صو صا بعد امتثالها مليثاق العمل الوطني سنة ٢٠٠١ م. ولن يتلم س بالت أاكيد يف حراك رابطة ا أالدباء يف الكويت اأ صالنية منزعها لتمثيل الفكر القومي إابان سطوته ا أاليديولوجية خ صو صا بعد نكبة الغزو من اجلار العراقي الذي خدع الكويتيني ب شعار قومية املعركة بالنظر اإىل اأن املثقف اخلليجي ال ميتلك قدرة مقنعة على التعاطي مع احلدث الثقايف املحلي والعاملي حيث يتبدى عجزه عند اختبار خطابه يف سياق الكوارث والتحوالت. كما بدا ذلك فا ضحا ومربكا للكثري من املثقفني املتنطحني باملبادئ واملواقف واالأيديولوجيا أاثناء احلرب الهبائية بني العراق واإيران وبعد الغزو الغادر للكويت واإبان االعتداء ال صهيوين علي لبنان يف متوز والعدوان الرببري على غزة. إاثر كل حدث سيا سي يالحظ أان متوالية من ال ص ور ال صادمة تتف شى بني املثقفني يف اخلليج كما تتمثل يف النعرات الطائفية واملذهبية وال شوفينية بعد ارتداد اأغلبهم اإىل ح ضانة املوؤ س سة مع احلفاظ على وقارهم املعريف وفائ ض من العقالنية الباردة يف مقاربة تلك الأحداث كما ي الحظ يف نربة النهزامية املغل فة بخطاب ا ستعرا ضي يقوم على التربير والت ضليل كما ير صده ابراهيم غلوم يف حالة الولع ال شديد ل ستخدام وترديد م صطلح العوملة حتى عند ال سا سة وكبار موظفي الدولة فيما يخل ف حملة ال شهادات وراءهم )جتارب املعار ضة يف املا ضي القريب( ويتم تلبي س )اخلطاب الثقايف للموؤ س سة الر سمية بالغة تنظريية مت ضخمة أاحيانا بالدعاوى واجرتاح التجارب النظرية وب صورة ك شفت عن عجز بالغ يف مواجهة امل شاكل والأزمات(. مبوجب ذلك العزل املنظم مل يتبق للمثقف اخلليجي إاال اأن يكون عن رصا من سجما مع خمططات املوؤ س سة وم ستلحقا بها ويف اأقل االأحوال سوءا تفرت ض كجهة راعية للن شاط الثقايف اأن يظل صامتا عن تدمريها املربمج للنظام الثقايف وممتنعا عن تاأ سي س اأي بديل 45 املوؤ س سة الر سمية ا ستطاعت اإقناع ف صيل من املثقفني بعدم وجود صلة اأو رضورة للربط بني الثقافة والدميقراطية مبوا صلة إانكار ذلك التالزم البنيوي فيما بني املفهومني اأو املمار ستني
ارص درا سات.. درا سات.. درا سات ثقايف خمتلف يكون هاج سه التحالف مع منظومات حقوقية تكفل له مناددتها إاذ مل ي سجل الفعل الثقايف اخلليجي ارتباطا رصيحا أاو مبا رشا مع جهة من هذا القبيل ومل يتم تاأ سي س أاي حراك حتت عناوين حزبية فيما ا ستمرت املوؤ س سة يف ابتكار آاليات تطويع متمادية فكل من يفكر من املثقفني يف إانتاج خطاب ثقايف م ستقل يكون ب شكل تلقائي عر ضة ل إالقالة أاو اال ستقالة أاو يدفع دفعا للياأ س والتعف ف عن ممار سة أاي دور ثقايف. و إاذا ما متت قراءة الن سق املحرك لرتاكمات اخلربة الثقافية يف اخلليج يتبني اأن امل ساحة املتاحة لدميقراطية الفعل الثقايف هي تلك التي يتاأ س س فيها ال شكل االجتماعي اجلديد أاو املفتعل ملعنى احلرية املوؤ س س على ما تقرتحه وتروج له املوؤ س سة فحرية املبدع اخلليجي ال متر عرب رصاعه اأو اختالفه مع املوؤ س سة مبا هي املمثل جلملة من املعتقدات الثقافية والتنموية العرجاء ولي س مبا يختزنه كاإن سان من توق للتعبري عن وجوده بل من خالل إالهائه املربمج لال صطدام مع مظاهر اجتماعية ودينية وثقافية مرعية بوا سطة املوؤ س سة مبعنى ت أاخري حلظة اال ستحقاق الدميقراطي قدر ا إالمكان. فالغالبية العظمى من الفئة املثقفة براأي اأ سامة عبدالرحمن )مل تدرك هي ذاتها اأهمية التالحم بني التنمية الثقافية مع أابعاد التنمية ا أالخرى يف اإطار التنمية ال شمولية ملفهوم التنمية(. ويف هذا ال صدد ميكن ت أامل بع ض املفارقات الثقافية التي ت ؤوكد على هذا املنحى فموجة احلداثة يف ال سعودية كانت وما زالت مثاال على ال رصاع بالنيابة ضد منظومات الثبات متاما مثل معركة ربيع الثقافة يف البحرين التي اأ صبحت فيها املوؤ س سة حكما - قيميا - يتحكم مبفاتيح لعبة االنفتاح الثقايف. اأما انهيار امل رشوع الواعد ملركز الرتاث ال شعبي يف قطر فهو مثال على رصاع من نوع اآخر كانت فيه الغلبة لذهنية ال تفهم العوملة اإال يف صيغتها املا سخة للموروث حيث متكنت املوؤ س سة من تفتيت اأي اإمكانية لت شكيل كيان اأو جبهة ثقافية م ستقلة مبقدورها حتى التكامل مع طروحاتها خ صو صا عند النظر اإىل ما تتوعد وتعد به املوؤ س سة من اأرقام مادية فلكية ومن اإ سهام ثقايف معومل كا ستجابة ل رشوط الكوننة الثقافية التي ال حتت سب االإن سان اخلليجي يف اعتباراتها. هنا تكمن خديعة ثقافية مركبة ب شيء من الغرائبية تبدو يف مظهرها نتاج طموحات شخ صية فيما تخبئ يف تالبيبها موجة جمعية ل ميكن اجلزم بوعي ممتطيها اأو ل وعيهم اأو ما ميكن ت سميته باملعتلف الب ستمولوجي الذي خرج منه ح سب حتليل غلوم )مثقف ذو تكوين ديني اأ صويل ولكنه يتعاطى اخلطاب احلداثي فيلهج مب صطلحات نظرية من قبيل الأل سنية والبنيوية والتفكيكية وي قبل على رشوح ون قول جمتزاأة من هذه النظريات(. وهو م آال يعني بالن سبة لأ سامة عبدالرحمن عجز الفئة املثقفة عن )القيام باأي دور يف التاأثري على صانعي القرار ال سيا سي اأو امل ساهمة يف إايجاد ال سلطة ال سيا سية الواعية اأو الإرادة املجتمعية الواعية(. وتتو ضح معامل االنتقال البائ س من احللم االأيدلوجي اإىل العلف االأب ستمولوجي يف املخترب الثقايف يف ال سعودية حتديدا الذي يتاأمله باقر النج ار ب شيء من احلفر العمودي يف ظاهرة 46 نتيجة النفراد الق صدي من جانب املوؤ س سة بال ضاأن الثقايف مل يعد املثقف ميثل اأي قيمة ي عتد بها ول ي نظر اإليه من الوجهة الجتماعية كاأداة لتقومي م سالك املوؤ س سة.. مبوجب ذلك العزل املنظم مل يتبق للمثقف اخلليجي اإل اأن يكون عن من سجما مع خمططات املوؤ س سة وم ستلحقا بها
درا سات.. درا سات.. درا سات ا أالب ستمولوجيا الفائ ضة وك أانه ميار س شيئا من التعميق حلفريات غلوم فاملنظمات االأدبية يف الكويت والبحرين بر أايه )حتمل يف خطابها ا أالدبي ويف خطاب بع ض اأع ضائها بع ض امل ضامني ال سيا سية أاو أان بع ضا منها يحتل بالفعل موقعا يف احلركة ال سيا سية املحلية(. اأما املنظمات أاو ا أالندية ا أالدبية يف ال سعودية فيالحظ أانها )حتولت اإىل صالونات اأدبية رصفة وذلك نتيجة ل أالو ضاع ال سيا سية العامة اخلا صة باملجتمع ال سعودي كالهيمنة الكبرية للتيارات الفكرية ال سلفية أاو أانها متثل يف اأح سن أاحوالها بع ض االجتاهات االأدبية النقدية كاأن متثل االجتاهات أاو املدر سة النقدية احلداثية يف ا أالدب كالبنيوية اأو التفكيكية أاو غريهما مقابل االجتاهات ا أالدبية العربية التقليدية ا أالكرث متثيال وح ضورا يف احلركة االأدبية ال سعودية والتي قد تريح متبنيها من غ ضب ال سلطة أاو لعنة املوؤ س سة الدينية ال سلفية(. من هذا املنطلق ميكن قراءة النتائج الفادحة ملعنى التنازل الطوعي لبع ض املثقفني عن حقوقهم وال ستئنا س بامتيازاتهم كما يتمث ل ذلك بو ضوح يف تف شي )ثقافة املباين( وتكرث ضجيج )املنابر( ووجاهة )الأعمدة ال صحفية( التي أادت اىل موت التجربة اجلمالية اأو تراجع اأثرها مبا هي ع صب العمل الإبداعي ل صالح ما بات ي عرف مبفهوم )ال صناعة الثقافية( املتجاوبة يف شكلها وم ضمونها مع معيارية املوؤ س سة وا شرتاطاتها كما يحدد معاملها أادورنو عندما يحل ل الكيفية التي تتطور بها كافة أا شكال الوعي من حيث عالقتها املبا رشة اأو امل سترتة ب آاليات إانتاج وا ستهالك املنتج الثقايف. وميكن تلم س معامل ذلك املاآل البائ س وبع ض االآثار املرتتبة عليه يف كثافة املادة اخلربية التي تربزها ال صفحات الثقافية ب شكل يومي وا ستعرا ضي يف ظل غياب فا ضح للق ضايا وال سجاالت التي ميكن اأن ت ضفي على امل شهد شيئا من احليوية ويف ظل موت معلن للن ص ا أالدبي كما ميكن التقاط اإ شارات الغياب مثال - يف جممل املجالت والدوريات االأدبية التي مل تفرد يف صفحاتها ال شا سعة وامللونة هام شا ولو ضئيال ملجادلة الق ضية احلقوقية للمثقفني أاو اأي ق ضية ذات معنى بقدر ما أامعنت يف التعير ش على نفايات االنرتنت وا ستن ساخ البائت يف املواقع االإلكرتونية اإهدارا للميزانيات الكفيلة بتعزيز ممكنات اخلطاب الثقايف املفرت ض الت شارك يف إانتاجه. وللتمثيل على بوؤ س احلال الثقايف ال بد من فح ص املنتج الثقايف الذي مت اإفراغه من هواج س القلق الوجودية للذات حيث ميكن الوقوف و سط م ساحات هائلة من الن صو ص التي تخلو من التوق اإىل التحرر ر مبعناه احلقوقي وا إالن ساين وهو حقل ي ف ض ل اأال تتم مقاربته إاال بنوايا بحثية ومنهجية نقدية ولي س عرب إاملاحات صحفية ولكن ال بد يف هذا ال صدد من طرح عالمة ا ستفهام كبرية ومل حة حول اأكذوبة الهوجة احلقوقية فالت شخي ص املطروح من قبل اأغلب املثقفني لطبيعة وا سرتاتيجية حراك املجتمع املدين يف اخلليج ال يف صح عن وجود م سافة اأ صال بني ما تتبناه املوؤ س سة وما يزعمه املثقف من حتليل ل صو ر ومظاهر التخلف االجتماعي وطرق معاجلتها اإذ يكرر اأغلب املثقفني مقوالت ال سلطة املوؤكدة على تزم ت املجتمع ورجعيته مقابل تقد مية الطروحات 47 تكمن اخلديعة الثقافية مركبة ب شيء من الغرائبية تبدو يف مظهرها نتاج طموحات شخ صية فيما تخبئ يف تالبيبها موجة جمعية ل ميكن اجلزم بوعي ممتطيها اأو ل وعيهم اأو ما ميكن ت سميته باملعتلف الب ستمولوجي الذي خرج منه
درا سات.. درا سات.. درا سات التنازل الطوعي لبع ض املثقفني عن حقوقهم وال ستئنا س بامتيازاتهم كما يتمث ل ذلك بو ضوح يف تف شي )ثقافة املباين( وتكرث ضجيج )املنابر( ووجاهة )الأعمدة ال صحفية( التي أادت اىل موت التجربة اجلمالية ل صالح ما بات ي عرف مبفهوم )ال صناعة الثقافية( املوؤ س ساتية وطليعيتها رغم تعنتها املعلن وت سويفاتها وتلك نتيجة طبيعية لعدم متا سهم مع هموم النا س رمبا أاو متو ضعهم امللتب س يف طور البحث عن امتيازات شخ صية واال ستئثار بح صانة أاو مكانة خا صة. ومهما يكن املربر ملثل تلك الآراء ال صادمة التي تنم عن ر ؤوية تنميطية وقا رصة وتك شف عن وجود طابور من املنتفعني ينبغي األ ي سقط من التاريخ واقع وطموح املثقفني فذاكرة امل شهد الثقايف حتتفظ ب سرية ذوات عنيدة ل ترى قيم الثقافة اإل من خالل هاج س الدميقراطية وحتمل من الوعي واملثابرة ما ي ؤوهلها لي س ل صد مثل تلك التهامات العتباطية وح سب بل لإر ساء ثقافة حقوقية يكون املثقف حمورها والف ضاء الثقايف ميدانها مبا هو املحل احلقيقي ملعركة املجتمع املدين الذي ل يقبل بوجود الطارئني على هذه الثقافة املل حة أاما حتميل املجتمع الأهلي ممثال يف مثقفيه و زر التخلف الجتماعي والإبقاء على تخرث اللحظة املدنية وتربئة املوؤ س سة من تعطيل اأو إابطاء حركة التاريخ فهي معركة ت ستحق اأن ت خا ض حقوقيا لإيقاف حالة املوت البطيء للتجربة اجلمالية التي ي شكل الإن سان ع صبها ومبتغاها. املراجع: 1- ابراهيم غلوم الثقافة واإنتاج الدميقراطية املوؤ س سة العربية للدرا سات والن رش الطبعة االأوىل )1(٠٠٢ بريوت. 2- باقر سلمان النج ار - الدميقراطية الع صية يف اخلليج العربي دار ال ساقي الطبعة االأوىل ٢٠٠٨ بريوت. 3- خليفة الوقيان الثقافة يف الكويت )بواكري واجتاهات( الطبعة االأوىل ٢٠٠٦ الكويت. 4- ابراهيم را شد اأزمة ثقافة اأم أازمة يف مكان آاخر! )منوذج ال ستطالع خليجي عربي حول الثقافة( احلقيقة بر س الطبعة االأوىل ١٩٨٩ بريوت. 5- ابراهيم غلوم الثقافة واإ شكاليات التوا صل الثقايف يف جمتمعات اخلليج العربي )درا سة حول البعد الثقايف للتنمية يف دول جمل س التعاون( دملون للن رش قرب ص. 6- اأ سامة عبدالرحمن - املثقفون والبحث عن م سار )دور املثقفني يف أاقطار اخلليج العربية يف التنمية( مركز درا سات الوحدة العربية الطبعة االأوىل - ١٩٨٧ بريوت. 48
درا سات.. درا سات.. درا سات نقد بالغة ال سلطة وتقوي ض Sسلطة البالغة درا سة يف م رشوع البالغة النقدية [ عماد عبد اللطيف ت عد البالغة النقدية Critical Rhetoric اأحد اأهم اجتاهني بالغيني يف البالغة االأمريكية املعا رصة) 1 (. وقد ارتبطت بكتابات عاملي بالغة اأمريكيني هما مايكل ماكجي Michael McGee ورميي مكرو.Mckerrow Raymie لكن تاأ سي س هذا امل رشوع يرجع ب شكل مبا رش اإىل كتابات مكرو )1989 2001 1991.)Mckerrow وقد ن رش مكرو يف عام 1989 درا سته»البالغة النقدية: النظرية واملمار سة«التي قدم فيها م رشوع البالغة النقدية اإىل االأو ساط االأكادميية االأمريكية. وبعدها بعامني خ ص صت الدورية الف صلية لدرا سات الكالم rqua terly Journal of Speech منتدى العدد رقم 77 للبالغة النقدية. ويبدو اأن دعوته لتاأ سي س م رشوع البالغة النقدية قد القت ا ستجابة من بع ض دار سي البالغة االأمريكيني يظهر ذلك من القائمة الكبرية غري ال شاملة التي اأورد فيها مكرو الدرا سات البالغية التي تنتمي للبالغة النقدية) 2 (. 49 [ ناقد و أاكادميي من م رص.
درا سات.. درا سات.. درا سات 1. مقدمة ترجع اأهمية تقدمي م رشوع البالغة النقدية للقارئ العربي اإىل حقيقة اأن الدرا سات البالغية العربية املعا رصة تبدو اإىل حد كبري منقطعة ال صلة عن التطورات املعا رصة يف البالغة الأمريكية. ورمبا يرجع ذلك اإىل اأ سباب متعددة لعل اأهمها الرتباط الوثيق بني البالغة والنقد الأدبي يف الأكادميية العربية يف حني متر فك هذا الرتباط يف الدرا سات البالغية الأمريكية منذ اأكرث من ن صف قرن من الزمان ولي س اأدل على ذلك من اأن البالغة يف معظم اجلامعات الأمريكية يف الوقت الراهن ت در س وتدرر س يف اأق سام علوم الت صال ولي س اللغة اأو الأدب ولي س الأمر كذلك يف العامل العربي حيث ت در س البالغة وتدرر س يف اأق سام علوم اللغة والأدب. هذا النف صال هو جتل مادي ملغايرة فعلية بني البالغتني يف اأهداف كل منهما واملادة التي يدر سها واملناهج التي ي ستخدمها وقد ي صدق اإىل حد كبري القول باأن كال منهما يتحرك يف ف ضاء خا ص. وياأتي تقدمي م رشوع البالغة النقدية اإىل القارئ العربي رغبة يف ا ستك شاف اإمكانية تعميق ال صلة بني التوجهات الأمريكية املعا رصة يف الدر س البالغي والدرا سات البالغية العربية املعا رصة وا ستك شاف اإمكانية وجود نقاط للتقاطع والت صال فيما بينهما. 2. البالغة النقدية: والنقد االأفالطوين للبالغة ظهرت البالغة النقدية يف االأو ساط االأكادميية ا أالمريكية املعنية بالدرا سات البالغية خا صة أاق سام علوم االت صال وعلم البالغة. ويبدو من ال رضوري التوقف اأمام م ساألة مار ست ت أاثريا كبريا عليها وهي ال سمعة ال سيئة التي حتيط بكلمة البالغة لدى املواطن االأمريكي العادي والباحثني ا أالمريكيني على ال سواء سواء أاكانت ت ستخدم لالإ شارة اإىل الن صو ص أاو اخلطابات التي تو صف باأنها بليغة اأم اإىل العلم الذي يدر س هذه الن صو ص واخلطابات أاو ي عني على اإنتاجها) 3 (. فقامو س مريام-ويب سرت يذكر يف مادة بالغة اأن اأحد معاين كلمة البالغة حني ت ستخدم يف و صف كالم ما هو اأنه»كالم طنان خمادع«أاما قامو س الرتاث االأمريكي فيذكر يف نف س املادة اأنها تعني»كالم معقد اأو ا ستعرا ضي اأو خمادع أاو رطاين«. كما اأنه من ال شائع يف االإطار ا أالكادميي اأن تو ضع البالغة يف مقابل»الواقع«أاو»احلقيقية«يف عناوين املوؤلفات االأكادميية يف اإ شارة وا ضحة اإىل أان ما هو بالغي لي س اإال متثيالت خمالفة للواقع ومزي فة له ب شكل ق صدي وبهدف التزييف والت ضليل) 4 (. وتزداد هذه ال سمعة سوءا حني ت شري كلمة البالغة إاىل علم اأو فن اإنتاج الكالم البليغ نتيجة للدور ال سلبي الذي متار سه بع ض الدرا سات البالغية وبع ض دار سي البالغة املعا رصين يف خدمة اأ صحاب امل صالح من ال سيا سيني واالقت صاديني احلري صني على االإفادة من القدرة الهائلة التي يقدمها اخلطاب بو صفه اأداة لل سيطرة. ت رضب هذه ال سمعة ال سيئة للبالغة بو صفها علم ا اأو فن ا بجذورها يف عمق الزمن. فقد اأرجع كارل بوبر االإيحاءات ال سلبية املرتبطة بكلمة بالغة إاىل الفيل سوف اليوناين أافالطون )347-429 ق.م( )5(. اأما جرونبك) 6 ( فقد ذهب اإىل اأن اأفالطون رمبا يكون قد اخرتع كلمة»البالغة«Rhetorikê وحم لها بهذه الدالالت ال سلبية) 7 (. ويذهب فيكرز) 8 ( اإىل اأن اأفالطون كان حري صا على اأن ير سم صورة قامتة للبالغة بقدر ما ي ستطيع واأن يدفعها اإىل احل ضي ض) 9 (. وقد دفع موقف أافالطون من البالغة ي سلنج يف مفتتح درا سته عن البالغة والفل سفة إاىل اقرتاح تغيري العنوان الفرعي ملحاورة»جورجيا س«وهو»عن البالغة«إاىل العنوان الذي يراه اأكرث تعبري ا عنها وهو» ضد البالغة«مقتفيا بذلك خ ط ى أالفريد كروازيه يف مقدمته التي صد ر بها ترجمته للمحاورة اإىل الفرن سية) 10 (. 50 ال سمعة ال سيئة التي حتيط بكلمة البالغة لدى املواطن الأمريكي ت ستخدم يف و صف كالم ما باأنه»كالم طنان خمادع...»كالم معقد اأو ا ستعرا ضي اأو خمادع اأو رطاين«يف اإ شارة وا ضحة اإىل أان ما هو بالغي لي س اإل متثيالت خمالفة للواقع ومزي فة له ب شكل ق صدي وبهدف التزييف والت ضليل
درا سات.. درا سات.. درا سات لقد كانت تلك ال سمعة ال سيئة للبالغة حمرك ا اأ سا سي ا وراء ظهور م رشوع البالغة النقدية. ويلح مكرو يف سياق عر ضه ل أالفكار واملبادئ ا أال سا سية مل رشوعه على اأن البالغة النقدية متثل ا ستجابة جديدة ملا ي سميه»التحدي االأفالطوين للبالغة«. فهو يرى اأن البالغيني يجب اأال يتورطوا يف التحدي االأفالطوين للبالغة. ذلك التحدي الذي حم لهم عبء الدفاع عن البالغة وحماولة اإثبات اأنها لي ست»فن ا دوني ا«. واأنه يجدر بدار سي البالغة اأن يتوقفوا عن ال سعي اإىل اإعادة توجيه البالغة عن طريق اعتماد مفهوم لها»ميثل اعتذار ا عن عدم قدرتها على الوفاء مبعايري اأفالطون للحقيقة«. وم صدر امل شكلة هو سيطرة املفهوم الكوين للعقل الذي يحتفي ب»املطلق«و»الكوين«على ح ساب تقدير ال سياق والعرف وازدراء البالغة الأنها ال حتقق هذا املفهوم. واملخر ج كما يراه يكمن يف مناه ضة مفاهيم اأفالطون التي حاكم البالغة وفقا لها. ولتحقيق ذلك اأعاد مكرو تعريف طبيعة العقل وطبيعة املعرفة فقد رف ض املفهوم الكوين للعقل ل صالح ال سياق والع رف كما ذهب اإىل اأن طبيعة املعرفة اعتقادية ولي ست اب ستمولوجية واأنها ن سبية ولي ست كونية. ومن الوا ضح اأن مكرو اأخذ صف ال سوف سطائيني- ممثلي البالغة التي هاجمها اأفالطون- لي س يف خ صومتهم الأفالطون فح سب بل يف جوهر مفاهيمهم كذلك والتي تتما س ب شكل وثيق مع بع ض مفاهيم ما بعد احلداثة. ويرى مكرو اأن املفاهيم ال سابقة ميكن اأن مت ثل اأ سا سا مل رشوع بالغي ي ستك شف نظرية وممار سة اإمكانية تطبيق م رشوع يتجاوز القيود التي يفر ضها املفهوم االأفالطوين للبالغة اأطلق عليه البالغة النقدية) 11 (. 3. وظيفة البالغة النقدية تنقل البالغة النقدية مركز االهتمام يف اإطار الدرا سات البالغية من اإن شاء اخلطاب اإىل نقده حيث اإن مهمتها تكمن يف االنخراط يف نقد م ستمر ثابت للخطاب) 12 (. هذا النقد مي ار س ب شكل اأ سا س على اخلطابات العامة مثل املقاالت ال صحفية والربامج االإذاعية والتليفزيونية.. إالخ التي يرى مكرو اأنها واإن مل تكن يف حد ذاتها ن صو صا راقية ف إانها متار س ت أاثريا كبريا خا صة يف ت شكيل الثقافات ال شعبية. ويتخذ م رشوع البالغة النقدية من هذه اخلطابات العامة مادة لتحليله خا صة تلك التي ت سهم يف إاجناز القهر والقمع. وقد ذكر يازن سكي بع ض أا شكال اخلطابات العامة التي يتجلى فيها مثل هذا القمع والقهر والتي يتخذ م رشوع بالغة املخاط ب منها مادة له. فهو يرى اأن القمع والقهر يتجليان يف»خطاب سيا سي يربر اتفاقية جتارية سوف تقلل فر ص العمل وت رض بالبيئة بالقول ب أانها حتافظ على القدرة القت صادية التناف سية لالأمة... ويف اإعالن صادر عن هيئة الحتياطي الفيدرايل يتعلق بزيادة ال رضائب ملواجهة الت ضخم رغم اأن هذا سوف يوؤدي اإىل تقليل فر ص العمل اجلديدة وا ستمرار بطالة ماليني الأمريكيني ويف أاخبار تلفيزيونيه عن برامج الإنعا ش القت صادي مركزة على اأ رسة من الزنوج على الرغم من أان معظم امل ستفيدين من هذه الربامج من املواطنني البي ض.. إالخ«) 13 (. ويرى يازن سكي أان هذه اخلطابات تنت سب اإىل القمع والقهر لأنها: 1( تعطي االأولوية لالأهداف بعيدة املدى للطبقة الراأ سمالية على ح ساب االحتياجات املادية امللحة للعمال االأمريكيني اأو أالنها: 2( تقوم بالتعمية على سلطويتها اأو أالنها: 3( ت لب س امل صالح اخلا صة ثوب امل صالح العامة اأو أالنها: 4( تربر اأ شكاال متنوعة من الهيمنة والعدوان الفرديني«. واأن علماء البالغة النقديون»يحاولون تفكيك هذه اخلطابات وتعرية ما اأخفي و شو ه بهدف دعم حرية الب رش وتعزيزها«) 14 (. وهي وظيفة ي شرتك فيها البالغيون 51 لقد كانت تلك ال سمعة ال سيئة للبالغة حمرك ا اأ سا سي ا وراء ظهور م رشوع البالغة النقدية يتجاوز القيود التي يفر ضها املفهوم الأفالطوين للبالغة
درا سات.. درا سات.. درا سات النقديون مع كل املقاربات واملناهج التي ت سعى ملقاومة خطاب ال سلطة واخلطابات ال سلطوية. عرب كتاباته املتعددة قدم مكرو صياغات متفاوتة لوظيفة البالغة النقدية. فهناك»مهمة داخلية للبالغة النقدية«تتمثل يف»اإعادة خلق اأو اإن شاء حجاج يحدد التكامل بني ال سلطة واملعرفة وي صور بدقة دور ال سلطة/املعرفة يف ت شكيل املمار سات االجتماعية«) 15 (. تتحقق هذه الوظيفة عن طريق عمليتني مت صلتني االأوىل: م ساءلة الهيمنة والثانية: م ساءلة التحرر. والعمليتان ت ستهدفان بدورهما ك شف الطرق التي ي سهم اخلطاب من خاللها يف اإنتاج القهر االجتماعي وال سيا سي ومن ثم تاأ سي س متطلبات التحرر منه. ويرى يازن سكي اأنه على الرغم من ات صال العمليتني وتكاملهما فاإنهما تتمايزان بح سب فهمهما لل سلطة فم ساءلة الهيمنة تفهم ال سلطة على اأنها قمعية تقوم بتقلي ص ممكنات الفعل االإن ساين اأما م ساءلة احلرية فتفهم ال سلطة على أانها منت جة اأي اأنها قوى اإيجابية توؤ س س عالقات اجتماعية وتر سخها) 16 (. اإن خطاب التحرر وخطاب الهيمنة ل ي شكالن خطابني متمايزين بل هما بالأحرى عمليتان تخ صان خطابا واحدا. وميكن اأن نعيد حتديد الفرق بني عمليتي م ساءلة الهيمنة وم ساءلة التحرر يف اخلطاب ال سلطوي. فالعملية الأوىل تركز على ما مت اإق صاوؤه وقمعه من خطابات بديلة. اأما الثانية فتدر س ما اأنتجته ال سلطة من خطابات. ومن ثم فاإن م ساءلة التحرر ل ت عنى بالتحرر )اخلطابي( بو صفه بديال عن الهيمنة )اخلطابية( حيث اإن خطاب التحرر لي س اإل خطابا سلطويا ميار س هيمنة وقهرا..اإلخ. واأي خطاب يتعار ض معه اأو يناق ضه سوف يكون هو اأي ضا خطاب ا سلطوي ا. ورمبا نتج هذا الت صور للخطابات بو صفها يف حالة حتول دائبة من مفهوم الإرجاء التفكيكي. ويف الواقع فاإنه رمبا يوجد تناق ض بني الأ سا س التفكيكي الذي ف همت اخلطابات ال سلطوية وفقا له والذي ي سقط ال سلطوية على كل اخلطابات و سعي مكرو اإىل الو صول اإىل»معنى» حمدد فهو يرى اأن البالغة النقدية مت ك ن املرء من خلق معنى من خليط اخلطابات التي متيز جتربة ما بعد احلداثة. فاملعنى الذي ي سعى إاليه مكرو قد ينطوي على اأحادية وثبات وا ستمرار وهو ما يتناق ض مع تعدد املعاين وت صارعها لدى التفكيكيني. ورمبا ين ضم ذلك إاىل عنا رص أاخرى للتوتر بني الأبعاد احلداثية وما بعد احلداثية يف م رشوع مكرو) 17 (. مل يحدد مكرو املهمة اخلارجية التي ميكن أان توازي املهمة الداخلية للبالغة النقدية اأو تتقاطع معها اأو تكملها. ولكننا ميكن اأن نخم ن اأنها ترتبط مبا اأ شار اإليه يازن سكي من اأن البالغة النقدية هدفها تقدمي توجه ما أاو منظور ما يكي ف تفاعل الناقد مع عامله. ويف حني اأن املهمة الداخلية بغ ض النظر عن كونها م شرتكة بني عدد من املعارف ميكن اأن تكون مت صلة باملمار سة املعرفية اخلا صة بالبالغي النقدي بح سب ت سمية مكرو ف إان املهمة الثانية عامة اإىل حد االإطالق حيث اإن اأي توجه أاو منظور معريف يتبناه اأي اإن سان يكي ف تفاعله مع عامله دون تخ صي ص. وهذه الفاعلية غري موقوفة على منظور بعينه اأو تخ ص ص اأو متخ ص ص بذاته. ورمبا كان الفرق يكمن يف درجة الوعي بالعالقة بني املنظور املعريف اأو ال سيا سي اأو ا أالخالقي املتبن ى وطبيعة التفاعل مع العامل. ثمة طابع رومان سي يبدو اأنه ال مهرب منه فيما يتعلق بالغايات التي حتددها لنف سها املمار سات املناه ضة للهيمنة. ومل يفلت م رشوع البالغة النقدية من هذا الطابع. فعلى الرغم من أان مكرو ت شكك يف قدرة االأعمال النقدية على تغيري العامل ف إانه أاكد أان البالغة النقدية ت ستطيع على ا أالقل أان تغري و ضع الدرا سات البالغية يف الف ضاء االأو سع لالإن سانيات والف ضاء االأ ضيق للنظرية االجتماعية. وقد وجد 52 اإن خطاب التحرر وخطاب الهيمنة ل ي شكالن خطابني متمايزين بل هما بالأحرى عمليتان تخ صان خطابا واحدا. وميكن اأن نعيد حتديد الفرق بني عمليتي م ساءلة الهيمنة وم ساءلة التحرر يف اخلطاب ال سلطوي
درا سات.. درا سات.. درا سات مكرو يف ختام مقاله التاأ سي سي اأنه قدم االأدوات الالزمة لتحقيق غاياته. يف اإ شارة ضمنية اإىل اأن حتقيق هذه الغايات مل يعد م سئوليته واإمنا هو رهن با ستفادة االآخرين من االأدوات التي قدمها) 18 (. 4. املفاهيم االأSساSسية ومبادئ املمارSسة من ال رضوري اإذن اأن نقف على اأدوات م رشوع البالغة النقدية التي متثلت يف بع ض املفاهيم النظرية وبع ض مبادئ للممار سة. تت ضمن قائمة املفاهيم عددا حمدودا من املفاهيم املاأخوذة عن اأدبيات النظرية النقدية مبرحلتيها املبكرة واملتاأخرة وبع ض توجهات ما بعد احلداثة خا صة منهاج فوكوه يف حتليل اخلطاب مثل: ال سلطة Power اخلطاب Dicoure امل ساءلة Critique الهيمنة eheg mony الت شظي.Fragmentation ويف الواقع فاإن البناء النظري الذي تدخل فيه هذه املفاهيم ل يتاأ س س بو ضوح. وكانت عناية مكرو بالتاأ سي س النظري مل رشوعه حمدودة يف كل درا ساته حول البالغة النقدية. تعددت ال سياقات التي يوؤكد فيها مكرو اأن م رشوع البالغة النقدية ال يقدم منهجا اأو اإجراءات للبحث و«ال يتعهد بتقدمي نظام حمدد لربوتوكوالت البحث اأو ا سرتاتيجيات القراءة«و أان ما يعد بتقدميه يتمثل يف توجه ما اأو منظور ما يكي ف أاو يوجه تفاعل النقدي مع عامله) 19 (. ومن املوؤكد اأن ما ي ع د م رشوع البالغة النقدية بتقدميه ال يخ ص البالغة النقدية فكل ممار سة معرفية حقيقية من الطبيعي اأن توؤدي إاىل تكييف أاو توجيه تفاعل الباحث مع عامله. واإذا كان املق صود على وجه التحديد اإك ساب الباحث منظورا نقديا عاما فاإن ذلك رشط أاويل لكل ممار سة معرفية. و إاذا كان املق صود منظورا نقديا خا صا مثل النظرية النقدية ف إان هذا ال ميثل مهمة للبالغة النقدية واإمنا ميثل مهمة للنظرية النقدية ذاتها. ورمبا كان ا أالقرب اإىل الواقع هو أان البالغة النقدية ت سعى لالإطاللة على الن ص البالغي بوا سطة منظورات مل يوؤلف النظر اإليه منها على نحو موؤ س س يف الدرا سات البالغية االأمريكية املعا رصة ورمبا كانت النظرية النقدية التي قدمها فال سفة معهد فرانكفورت للعلوم االجتماعية وتطويراتها لدى هابرما س وحتليل فوكوه للخطاب أاهم هذه املنظورات. ال تقدم البالغة النقدية اإذن منهجا أاو مقاربة وال تقرتح اإجراءات اأو اأدوات اأو عمليات اأو منطلقات للتحليل. وتتبنى مفهوما للبالغة ت صبح فيه نقدا والنقد ي صبح ممار سة غري مقي دة اأو م رشوطة. تتحرك هذه املمار سة وفق مكرو تبعا ملقت ضيات البحث Inquiry وتنظمها مبادئ للممار سة Principle.of Practice وقد خ ص ص لعر ض هذه املبادئ معظم م ساحة مقاالته التي سبقت االإ شارة اإليها. يرى مكرو اأن مبادئ املمار سة حتدد رشوط تكيف البالغة مع ال سياق ما بعد احلداثي الذي يوؤدي فيه البالغي نقده) 20 (. وتقع مبادئ املمار سة يف ثمانية مبادئ. هذه املبادئ- بح سب ما يقدمه يازن سكي )2001(- هي: املبداأ االأول: النقد ممار سة ولي س منهجا. وعلة كون النقد ممار سة هي أان عملية الفهم )وهي العملية التي حتاول»املناهج» النقدية تنظيمها( ال تنف صل عن عملية التقييم. وال ت سعى البالغة النقدية اإىل تقدمي و صف حمايد للر سائل اأو الت شكيالت اخلطابية Di curive formation اإنها تقييمية دائما ومن ثم فاإنها شكل من املمار سة غايته التاأثري يف العامل. املبداأ الثاين: اخلطاب ال سلطوي خطاب مادي. هذا املبداأ ي ؤوكد القدرة االإن شائية للممار سة اخلطابية. وجوهره اأن: اخلطاب يقوم باأكرث من و صف العامل اإنه يخلق ما ي درك بو صفه حقيقة بالن سبة للعامل. املبداأ الثالث: تكو ن البالغة معرفة اعتقادية xdo atic ولي س معرفة اب ستمولوجية.epitemic وقد جاء هذا املبداأ نتيجة حماولة مكرو جتاوز االإ شكال االأفالطوين. لقد حاول أافالطون وفقا ملكرو اإجبار 53 ل تقدم البالغة النقدية إاذن منهجا أاو مقاربة ول تقرتح اإجراءات اأو اأدوات اأو عمليات أاو منطلقات للتحليل. وتتبنى مفهوما للبالغة ت صبح فيه نقدا والنقد ي صبح ممار سة غري مقير دة اأو م رشوطة
درا سات.. درا سات.. درا سات البالغيني على القتال انطالقا من اأر ضيته وهي اأر ضية حتكم على املمار سات وفقا لتطابقها مع املبادئ الكلية اأو االأ شكال اجلوهرية. ويف راأيه اأنه يوجد مدخل اأكرث اإيجابية يتمثل يف اإعادة التاأكيد على قيمة املعرفة البالغية االعتقادية- وهو بذلك يعيد تاأ سي س النظرية واملمار سة يف سياق ي سه ل ا ستمرارها اإىل حد بعيد. يعني هذا التحول اأنه بدال من الرتكيز على اأ سئلة )احلقيقة( و)الزيف( ميكن اأن يركز التطبيق النقدي على الرموز التي ت سعى المتالك ال سلطة وما )تفعله( باملجتمع يف مقابل ما )تكونه(. باخت صار: يقدم املبداأ الثالث البالغة النقدية على اأنها وظيفية ب شكل جذري ان شغالها االأ سا س يخت ص بالكيفية التي توج د بها املمار سات اخلطابية ال سلطة. املبداأ الرابع: الت سمية Nominalization هي الفعل املركزي يف بالغة امل سم ي. ويت ضمن هذا املبداأ نقطتني رئي ستني االأوىل: اقرتاح اإعادة تاأويل البالغة بو صفها»فعل ت سمية». الثانية: التاأكيد على الت سمية بو صفها الفعل الرمزي املركزي. اإن عملية الت سمية اأو النعت اأو اإطالق ال شعارات لي ست عملية حمايدة اأو بال عواقب. فامل صطلحات التي توظف يف املمار سات اخلطابية لي ست جمرد كلمات. وتندرج الت سميات وال شعارات يف التجليني اللذين حددهما مكرو لل سلطة وهما القمعي وا إالنتاجي. فالت سميات وال شعارات ميكنها اأن حتجب اأو تتيح املمار سة اأو التفكري الالحقني. املبداأ اخلام س: االأثر لي س هو ال سببية. يدخل م رشوع البالغة النقدية كما صاغه مكرو يف اإطار جمهودات اأ شمل ت ستهدف إاعادة متحي ص فكرة التاأثري البالغي. وقد تابع مكرو عددا من العلماء املعا رصين يف حقل البالغة وحقول اأخرى يف القول باأنه من غري ال صواب تقلي ص االأثر اأو التاأثري البالغي اإىل جمرد مبداأ ال سببية. املبداأ ال ساد س: الغياب له نف س أاهمية احل ضور يف فهم الفعل الرمزي وتقييمه. والنقطة االأ سا سية يف هذا املبداأ هي: اأهمية ما يقال رمبا ال متاثل اأهمية ما ال يقال يف كثري من احلاالت. املبداأ ال سابع: ينطوي الت شظي على اإمكانية تعدد التاأويالت ولي س التاأويل االأحادي. املبداأ الثامن: النقد اأداء. ويرتبط هذا املبد أا بكون البالغة ممار سة ولي ست منهجا للتحليل«) 21 (. تقوم املبادئ ال سابقة بوظيفة الإطار العام الذي قد يوجه اإدراك البالغي النقدي لكل من طبيعة املعرفة التي ميار سها أاعني البالغة وطبيعة املادة التي يقوم بدرا ستها أاعني اخلطاب. تهدف هذه املبادئ كما رصح ماكرو ب شكل مبا رش اإىل و ضع البالغة يف ف ضاء ما بعد حداثي. كما أانها قد تت ضمن كذلك ا صطفاء لفعل بالغي حمدد هو فعل الت سمية ودفعه اإىل صدارة العمل البالغي. لكن هذه املبادئ عدا املبد أا الرابع- تت سم بالعمومية إاىل درجة ميكن معها القول ب أانها ل تخ ص البالغة ولكنها قابلة لأن تنطبق على اأية ممار سة معرفية تتخذ من اخلطاب مو ضوعا لها ومن فل سفات ما بعد احلداثة اإطارا معرفيا لها. 5. هل ي عد مûشروع البالغة النقدية مûشروعا بالغي ا تعر ضت البالغة النقدية منذ تد شينها النتقادات عديدة. فقد انتقد شارالند كون م رشوع مكرو ال يقدم اأية روؤية اجتماعية اأو معيار ا لل صحة االجتماعية اأو غاية نهائية سوى النقد امل ستمر. وذهب اإىل أان املمار سة وفق هذه الظروف حمكوم عليها بالتوقف أالنه ال يوجد سبب لكي يطراأ تغري على طرف اأو آاخر. كما تتبع بع ض النتائج املرتتبة على االعتماد على منهاج فوكوه يف نقد اخلطاب. وذهب اإىل أان ا ستناد مكرو اإىل منهاج فوكوه يف حتليل اخلطاب جعله يهمل عن رصا مركزيا يف البالغة هو االهتمام باملتلقي. حيث يركز فوكوه ويتبعه يف ذلك مكرو على اإنتاج 54
درا سات.. درا سات.. درا سات اخلطاب وت أاثرياته مهمال حلظة تلقيه وت أاويله بوا سطة فاعل متعني أاخالقيا وتاريخيا) 22 (. تبدو املالحظة الأخرية بالغة الأهمية لأنها تفتح الباب اأمام الت ساوؤل حول خ صو صية م رشوع البالغة النقدية من ناحية وحول م رشوعية اندراجه يف اإطار الدرا سات البالغية من ناحية اأخرى. فاملراجع لالأهداف التي ي سعى امل رشوع اإىل اإجنازها سواء اأكانت عامة اأم خا صة رمبا يالحظ اأنها هي ذاتها اأهداف توجهات مثل حتليل فوكوه للخطاب والتحليل النقدي للخطاب. ويف ظل غياب حتديد ملو ضوعات خا صة مب رشوع البالغة النقدية اأو مادة خا صة بها اأو مقاربات اأو مناهج اأو اأدوات خا صة للتحليل ي صبح ال شوؤال حول مربر اإعالنها م رشوعا معرفيا جديدا اأمرا رضوريا. لقد رف ض مكرو اإعادة مو ضعة البالغة واختار حتويلها اإىل ممار سة جديدة. فقد ذكر اأنه للهرب من تاأثري اأفالطون»فاإن املهمة ال تقت ضي اإعادة مو ض عة البالغة بل اإعالنها ممار سة نقدية«) 23 (. اإن اإعادة املو ضعة تت ضمن االحتفاظ باخل صائ ص االأ صلية للم م و ض ع. وي ؤودي افتقاد هذه اخل صائ ص اإىل حتويل البالغة اإىل ممار سة معرفية اأخرى. واأظن اأن م رشوع البالغة النقدية كان حماولة لتحويل البالغة اإىل حتليل فوكوهي للخطاب. وهو اأمر نبيل واأخالقي خا صة اإذا و ضعنا يف االعتبار طبيعة الدرا سات البالغية االأمريكية -والتي ت عنى باالأ سا س مبد امل ؤو س سات امل سيطرة مبا حتتاجه من اأدوات بالغية إالجناز الهيمنة وال سيطرة على خماطبيهم- لكنه ال يرتك للبالغي النقدي كما الحظ ت شارالند اأر ضية خا صة يقف عليها. ميكن القول اإن ممار سة البالغة النقدية هي التي سوف حتدد اأي اأر ض يقف عليها واأي ت سمية يجدر بنا اأن نطلقها على ممار سته. وعند هذه النقطة تظهر م شكلة حقيقية للبالغة النقدية تتمثل يف اأن معظم امل شاركني يف اجلدل النظري حول البالغة النقدية مبن فيهم مكرو مل ينخرطوا يف ممار سة تطبيقية لها. ويف الواقع فاإن الببليوجرافيا التي يوردها مكرو لكتاباته يف البالغة النقدية تخلو من اأية درا سة تطبيقية تت ضمن حتليال تف صيليا خلطاب اأو ن ص ما ا ستنادا اإىل م رشوعه. وبعد 18 عاما من اإعالن م رشوع البالغة النقدية فاإن كم الدرا سات التطبيقية التي ق دمت يبدو هزيال مقارنة بالكتابات النظرية عنها أاو حولها. وقد الحظ كالرك اأنه»بينما أادى تعاطف العلماء مع امل رشوع البالغة النقدية اإىل إاحداث تطويرات نظرية دالة ف إان اختبار إامكانية تطبيق النظرية مل يتحقق بعد«) 24 (. وبعد ع رش سنوات من مقولة كالرك فاإنها تظل صحيحة اإىل حد كبري حيث إان معظم امل شاركني يف اجلدل النظري حول البالغة النقدية مل ينخرطوا يف ممار سة تطبيقية لها. بينما مت تقدمي درا سات متعددة تهدف اإىل اإثراء االأ سا س النظري سواء من خالل حماولة االإفادة من الفل سفة اليونانية القدمية )كالرك 1996( اأو الفل سفة ا أالوروبية احلديثة )زومبتي Zompetti( 1997 و )هارميان.)1991 6. االأهداف والوSسائل: تكامل اأم Uصراع لقد و ضع مكرو أاهدافا اجتماعية طموحة تتعلق مبقاومة الهيمنة التي ميكن أان ميار سها حتالف املعرفة وال سلطة على املجتمع. لكن هارميان اأو ضح اأن هناك تناق ضا جذريا بني هذه الأهداف وبني طريقة عمل البالغة النقدية املعنية فح سب ب شحذ القدرة على التاأويل. وهو ما يجعل من خطاب البالغة النقدية خطابا أاكادمييا ب شكل خال ص. خطاب يجرد بع ض اخلطابات من سلطويتها ليحوزها هو) 25 (. يوجد تناق ض اآخر بني املمار سة التي يقرتحها م رشوع البالغة النقدية والطموح الذي يعلن عنه كهدف لهذه املمار سة. لقد ذهب مكرو اإىل اأن مقاومة ال سلطة ميكن اأن تتم من خالل اإنتاج معان متعددة 55
درا سات.. درا سات.. درا سات للخطابات لكن اإنتاج معاين متعددة للخطاب ال يوؤدي اإىل جتريد ال سلطة من ممار سها. فتعدد املعنى ال يقو ض سلطوية اخلطاب. على العك س من ذلك ميكن القول اإن سلطوية خطاب ما قد ت دع م بوا سطة قدرته على خلق خليط من املعاين التي ي سعى للتمويه بها. ورمبا كان ذلك وراء صفة الغمو ض التي متيز بع ض اأكرث اخلطابات سلطوية مثل اخلطاب ال سيا سي. اإن تعدد املعنى ال ميكن اأن ميثل وحده اآلية ملواجهة اخلطاب ال سلطوي الأن اخلطاب ال ميار س سلطويته بوا سطة عملية اإنتاج املعنى فح سب بل يقوم ب إاجناز الهيمنة وال سيطرة والتمييز واملقت..اإلخ بوا سطة اأفعال الكالم.Speech Act فاملعنى لي س حا صل اخلطاب ولي س أاهم ما يتك شف عنه اأو ي سعى اإليه. واأخريا فاإن م رشوع البالغة النقدية مل ي طو ر وعي ا خا ص ا بالعالقة بني اخلطاب وال سلطة ومل يقدم اأدوات اأو اإجراءات ميكن الركون اإليها يف حتليل خطاب ما ومل يقدم أادوات للتمييز بني ال سلطوي وغري ال سلطوي من اخلطابات. وتوؤدي العوامل ال سابقة يف املح صلة النهائية اإىل صعوبة االإفادة منه يف سياق مقاومة اخلطاب ال سلطوي. ورمبا كان ذلك وراء االنت شار املحدود الذي حظي به بالقيا س اإىل مقاربات اأخرى شبيهة مثل التحليل النقدي للخطاب. يبدو اأن مكرو كان يدرك حدود ما ميكن للم رشوع الذي يقدمه اأن يقوم به على اأر ض الواقع وهو ما جعله يق رص توقعه ملا ميكن اأن تقوم به البالغة النقدية بالفعل على»تغيري املمار سة االأكادميية«داخل حقل البالغة وهو هدف راآه كافيا يف حد ذاته. ومع ذلك مل يدفعه اإدراكه حلدود ما ميكن اأن يقدمه م رشوعه اإىل اإعادة صياغة اأهدافه وغاياته اأو اإىل اإعادة صياغة بنية م رشوعه لين سجم مع اأهدافه. وهو ما اأدى يف املح صلة النهائية إاىل ظهور هذا التناق ض اجلذري بني االأدوات والو سائل من ناحية واالأهداف والغايات املعلنة من ناحية اأخرى. 7. خامتة: ما الذي ميكن اأن تفيده البالغة العربية من مûشروع البالغة النقدية قد يكون من ال رضوري يف سياق التعريف بتوجه معريف ما اأن نحدد الأهمية الفعلية أاو املحتملة لهذا التوجه بالن سبة ملن يقدر م لهم هذا التعريف. ب صياغة اأخرى أاكرث تخ صي صا نقول اإنه قد يكون من ال رضوري حتديد الفائدة التي قد جتنيها البالغة العربية ودار سي البالغة العربية من الطالع على م رشوع البالغة النقدية. لقد سبقت االإ شارة اإىل أان البالغة النقدية ارتبطت ب شكل جذري بالطبيعة اخلا صة للمجتمع االأمريكي يف أاواخر القرن الع رشين من ناحية وواقع الدرا سات ا أالمريكية املعا رصة من ناحية اأخرى. وميكن اأن نذكر اأي ضا اأن البالغة العربية تتحرك يف أاطر خمتلفة بدرجة كبرية عن االأطر التي يتحرك فيها م رشوع البالغة النقدية. لكن كال االأمرين ال سابقني ال يعنيان اأنه ال ميكن ا إالفادة من هذا امل رشوع يف اإطار البالغة العربية. وميكن تلخي ص اأوجه ا إالفادة املحتملة من هذا امل رشوع يف أانه قد يكون حمفزا على ارتياد اآفاق جديدة للبالغة العربية خارج دائرة الن صو ص االأدبية والن صو ص املقد سة. كما أان الهدف النبيل الذي ينطوي عليه امل رشوع أاعني مقاومة اخلطابات ال سلطوية قد يكون ملهما مل شاريع تعمل يف إاطار البالغة العربية ت سعى لتحقيق الهدف ذاته مع اإدراكها خل صو صية املجتمعات التي تعمل فيها وخ صو صية العلم الذي تنتمي اإليه. تنتمي البالغة النقدية إاىل احلقل املعريف الوا سع للبالغة. وعلى الرغم من وجود متايزات حادة بني البالغتني العربية واالأوربية فاإن هناك اأي ضا سمات م شرتكة بينهما. و أالن درا ستي تقع يف اإطار البالغة العربية بتكييفات خا صة- فاإن من ال رضوري الوقوف على توجه يعمل يف حقل معريف قد يتوازى اأو يتقاطع مع البالغة العربية. خا صة واأن كال من م رشوع البالغة النقدية اخلارج من عباءة 56
درا سات.. درا سات.. درا سات الدرا سات البالغية االأمريكية املعا رصة وم رشوع بالغة املخاط ب- الذي يقرتحه هذا البحث واخلارج من عباءة البالغة العربية- يت شاركان هدفا عاما واحدا هو مقاومة اخلطاب ال سلطوي. وقد كان الت شارك يف الهدف دافعا اإىل توجيه مزيد من االهتمام للخ صائ ص املميزة لكل منهما. و سوف نبداأ بتحديد نقاط االلتقاء بينهما. يذهب مكرو اإىل اأن الوظيفة ولي ست القيمة الفنية هي املعيار احلا سم يف حتديد مو ضوعات البحث. و رصح بو ضوح اأن بع ض خطابات الثقافة ال شعبية متار س يف الوقت الراهن تاأثريا يفوق تاأثري كل اخلطب العظيمة لعظماء البالغة الراحلني. واأنه لهذا يعتربها االأجدر بالدرا سة. وقد عدد مكرو مناذج للخطابات التي ميكن اأن يهتم بها حمللو البالغة النقدية مثل البيانات احلكومية والربامج االإذاعية والتحقيقات ال صحفية واملقابالت التليفزيونية التي تعنى مب سائل اجتماعية و سيا سية. واملالحظ اأن هذه اخلطابات تنتمي جميعا اإىل اخلطاب االإعالمي. و اأنها متثل ما ي عرف ب»اخلطابات اجلماهريية«. ويبدو أان اختيار مثل هذه اخلطابات مو ضوعا للبحث يف اإطار اأي توجه معريف ي سعى ملقاومة اخلطاب ال سلطوي هو اأمر طبيعي فاملحللون النقديون للخطاب يركزون على اخلطابات اجلماهريية مثل خطابات و سائل االإعالم مثل ال صحف واالإذاعة والتليفزيون وت رصيحات ال سيا سيني وخطبهم واأ شكال الدعاية التجارية وال سيا سية.. إالخ. ورمبا يرجع ذلك اإىل أان هذه اخلطابات هي االأكرث شيوعا ورمبا االأكرث تاأثريا و سيطرة ومن ثم سلطوية. وهو ما يجعلها االأوىل باملقاومة ومن ثم بالدرا سة. وال يعني ذلك أان اخلطابات املتخ ص صة اأو النخبوية اأقل سلطوية يف ذاتها وهذا ما ال ي ستطيع اأحد القول به- بل يعني اأن اخلطابات اجلماهريية العامة يت سع النطاق الذي متار س فيه سلطويتها وهو ما يجعلها اأوىل بالدرا سة. على الرغم من اأن اخلطابات اجلماهريية يف املجتمعات املختلفة رمبا متار س تاأثريا اأو سع من اخلطابات املتخ ص صة فاإن نوعية هذه اخلطابات وو سائل نقلها قد تختلف من جمتمع اإىل اآخر. فعلى سبيل املثال متار س مل صقات ال شوارع وخطب امل ساجد والنكات يف املجتمع امل رصي ت أاثريا اأكرب مما متار سه التحقيقات ال صحفية اأو بيانات احلكومة.. اإلخ. كما أان هذه اخلطابات ال تنقل ب شكل اأ سا س عرب و سائل االإعالم بل عرب و سائط أاخرى رمبا تت سم باحلميمية و إاتاحة الفر صة اأمام مزيد من التفاعل. ي شرتك م رشوعا البالغة النقدية وبالغة املخاط ب يف كونهما يطمحان لأن يدرجان يف سياق م رشوعات اجتماعية اأو سع ت ستهدف -بطرق خمتلفة ودرجات خمتلفة- تغيري منط عالقات ال سلطة القار. وكال امل رشوعني يرى يف النقد -و إان اختلفا يف مفهومه- اأداة مهمة لإحداث هذا التغيري. كما أان امل رشوعني ي ستهدفان ب شكل معلن تغيري املمار سات الأكادميية يف احلقل املعريف الذي ينتميان إاليه نتيجة وجود ق صور أاو مواطن خلل يف املمار سات القائمة. بالإ ضافة اإىل وجود بع ض الأ صول النظرية التي ت شرتك توجهات نقد اخلطاب ال سلطوي يف ال ستناد عليها -ومن بينها امل رشوعان البالغيان- مثل مدر سة فرانكفورت. الهوامûش -1 انظر Jainki, j. 2001. Sourcebook on Rhetoric: Key Concept in Contemporary Rhetorical Studie. Thouand ص.Oak, Calif: Sage Publication.116 والبد من التنويه إاىل اأنه توجد اأطروحات خمتلفة حتمل ا سم»البالغة النقدية«. وعلى سبيل املثال خ ص صت جملة Janu Head ن صف ال سنوية -)جملة اأمريكية تعنى بتقدمي درا سات عرب نوعية يف االأدب والفن والفل سفة وعلم النف س(- عددا خا صا عن»البالغة النقدية»Critical Rhetoric صدر يف ربيع عام 2000. ومع ذلك مل يت ضمن العدد اأية اإ شارة اإىل امل رشوع الذي قدمه رميي ماكرو قبل صدور هذا العدد باأكرث من عقد من الزمان والذي نعر ض له يف هذا الدرا سة وذلك على الرغم من اأنه يحمل اأي ضا ا سم»البالغة النقدية«. ويف الواقع فاإن ا سم ماكرو مل يرد يف اأي من الدرا سات ال ست التي قدمتها املجلة والتي جاءت جميعا حتت مظلة»البالغة النقدية«. ميكن االطالع على هذا العدد اخلا ص على االإنرتنت عنوان املوقع:.www.januhead.org 57
درا سات.. درا سات.. درا سات - 2 انظر Biblio McKerrow, R. 2005. Critical Rhetoric Lit (not exhautive). oak.cat.ohiou.edu/~mckerrow/.crbiblio تاريخ الدخول اإىل املوقع 5 اأكتوبر 2005. - 3 تختلف داللة م صطلحات»بالغي بالغة علم البالغة«يف ال سياق العربي عن داللتها يف ال سياق االأوروبي اأو االأمريكي. ورمبا اأدت جمموعة من العوامل إاىل ارتباط هذه امل صطلحات بدالالت ومعان إايجابية عند العرب. من هذه العوامل ارتباط صفة البالغة بن صو ص عربية مقد سة مثل القر آان الكرمي واحلديث ال رشيف و إاطالق الو صف»بليغ«على شخ صيات مقد سة مثل النبي ) ص(. اإ ضافة اإىل اأن الرتاث العربي مل يف صل ف سال حاد ا بني البالغة واالأدب اأو بني علم البالغة وعلوم أاخرى مثل علوم القر آان التي ت شمل تف سريه واإعجازه ومعانيه. بل اعت رب علم البالغة من العلوم ال رضورية التي يجب أان يتقنها من يتعر ض للقر آان بال رشح أاو التف سري. وقد اأدت هذه االرتباطات جميعا اإىل االحتفاء بالبالغة علما ون صا. ومل ينقطع هذا االحتفاء على مدار القرون اخلم سة ع رش املا ضية. - 4 ن ستطيع اأن نر صد أامثلة لذلك يف كتابات تنتمي اإىل معارف خمتلفة على سبيل املثال: Greene, J and Matrofki, S. 1988. Community Policn.ing: Rhetoric or Reality. New York: Praeger Gill, B. P. 2001. Rhetoric veru Reality what we know and what we need to know about voucher and charter.chool. Santa Monica, CA: Rand Education O>Toole, E. 2003. Lifelong learning: Empty Rhetoric or Reality? Mature Student> Acce to Higher Educan.tion. Lancater: Lancater Univerity - 5 نقال عن: Rhetoric. Vicker, B. 1988. In Defence of Oxford: Clarendon Pre; New York: Oxford Univern.ity Pre ص.83-6 انظر: Politic. Gronbeck, B., E. 2004. Rhetoric and In Kaid, L. (ed.) Handbook of Political Communican.tion Reearch. Mahwah,NJ, USA ص.137-7 ا ستمر ارتباط كلمة «بالغة» بهذه االإيحاءات ال سلبية على مدار قرون طويلة يف العامل الغربي. ويذكر )ي سلنج l1976ije ص 1 ( :ing أان البالغة كانت قد اكت سبت سمعة سيئة يف اأواخر القرن التا سع ع رش اإىل حد إالغاء تدري سها يف امل ؤو س سات التعليمية ا أالوروبية. واأن»كلمة بالغة اأ صبحت حمملة بداللة ازدرائية فهي تقرتح اخلدع املاكرة واالحتيال والكذب اأو توؤلف بني الكلمات اجلوفاء والتعبريات املبتذلة والتفاهات. وكان كونك بالغيا يعني اأنك طنان.«8- نقال عن فيكرز )1988( مرجع سابق ص 118. 9- رمبا تعر ض موقف اأفالطون من البالغة إاىل درجة ما من التعميم. وقد حاولت يف بحث سابق فح ص موقف اأفالطون من البالغة كما يظهر يف حماورتي»جورجيا س«و«فيدرو س«. وكانت إاحدى النتائج ا أال سا سية التي تو صلت لها هي أان مفهوم البالغة التي ينتقدها اأفالطون ي شري إاىل البالغة ال سيا سية وبع ض اأ شكال البالغة الق ضائية فح سب و أان نقد اأفالطون للبالغة هو نقد للخطابات ال سيا سية التي ت ستهدف ال سيطرة على ال شعوب بوا سطة ا ستخدام تقنيات الت ضليل اللغوية من ناحية ونقد للخطابات الق ضائية الت ضليلية من ناحية أاخرى. ومن ثم فاإن اأفالطون مل يهاجم»البالغة«و إامنا هاجم بالغات بعينها يف سياق تاريخي حمدد والأ سباب حمددة. لتف صيل ذلك ميكن الرجوع اإىل: عبد اللطيف عماد. )2009(. ضد الت ضليل: رصاع البالغة واجلدل يف حماورتي»جورجيا س«و»فيدرو س«الأفالطون جملة جامعة ال شارقة للعلوم ال رشعية واالإن سانية. جملة علمية حمكمة جملد 5 عدد 3 ص 244-227. 10- انظر ي سلنج )1976( مرجع سابق ص 7. وقد ذكر األفرد كروازيه يف مقدمة ترجمته ملحاورة جورجيا س اإىل الفرن سية أان البالغة )البيان( يف «جورجيا س» تقدم بو صفها»فن الكذب ال ضار بالدول واالأفراد ولهذا اأ صبح يف ا إالمكان ت سمية املحا رضة «ضد البالغة»» نقال عن: اأفالطون. 1970. حماورة جورجيا س. )نقال عن الرتجمة الفرن سية التي قدمها األفرد كروازيه( ترجمها اإىل العربية حممد ح سن ظاظا الهيئة امل رصية العامة للتاأليف والن رش ص 11. 11- انظر مكرو 1989: McKerrow, R. 1989. Critical Rhetoric: Theory and Praxi وقد اأعيد ن رش املقال يف عام ضمن 1999 خمتارات يف النظرية البالغية املعا رصة. وقد اعتمدنا يف درا ستنا على هذه الن رشة انظر: Lucaite, J., Condit, C. and Caudill, S. Contemporary Rhetorical Theory. A Reader. New York: The Guilford.Pre, 1999, P441-463 وميكن تلم س موقف ماكرو من نقد اأفالطون للبالغة على مدار صفحات املقال انظر على وجه خا ص ص 442-441 446. 12- نف سه ص 450. وما تزال الوظيفة االإن شائية هي الوظيفة االأ سا سية للبالغة العربية. فبالغة ال سكاكي و رشاحه املهيمنة على واقع درا سة البالغة احلديثة وتدري سها غايتها االأ سا سية تقدمي معايري واإر شادات الإنتاج الكالم البليغ. 13- انظر يازن سكي )2001( مرجع سابق ص 118. 14- املرجع ال سابق نف س ال صفحة. 15- انظر مكرو )1989( مرجع سابق ص 451. 16- انظر يازن سكي )2001( مرجع سابق ص 117. 17- انظر هارميان )1991(: dhariman, R. 1991. «Critical Rhetoric and Potmo ern Theory Quarterly Journal of Speech, 77: pp 67-70 ص 68-69. - 18 انظر مكرو )1989( ص.459 19- انظر يازن سكي )2001( مرجع سابق ص 118. 20- انظر مكرو )1991(: McKerrow, R. 1991. Critical Rhetoric in a Potmodern.World. Quarterly Journal of Speech 77, 75-78 ص.76 21- انظر يازن سكي )2001( مرجع سابق ص 121-118. 22- انظر ت شارالند )1991( Charland, M. 1991. Finding a Horizon and Telo: The Challenge to critical rhetoric Quarterly Journal of.speech; Feb91, Vol. 77 Iue 1, pp71-74 ص 73. 23- انظر مكرو )1989( مرجع سابق ص 441. 24- انظر كالرك )1996(: Clark, N. 1996. The Critical Servant: An Iocratean Contribution to Critical Rhetoric. Quarterly Journal of Speech; May96, Vol. 82 Iue 2, p111, 114p ص.112 25- انظر هارميان )1991( ص 68. 58
درا سات.. درا سات.. درا سات امل صطلح النقدي عند عبداهلل الغذامي [ حممد حمودي امل صطلح Terme كما يجمع علماء امل صطلح على تعريفه هو)مفهوم مفرد اأو عبارة مرك بة ا ستقر معناها اأو باالأحرى ا ستخدامها وحد د يف و ضوح هو تعبري خا ص ضيق يف داللته املتخ ص صة ووا ضح اإىل اأق صى درجة ممكنة وله ما يقابله يف اللغات ا أالخرى ويرد دائما يف سياق النظام اخلا ص بامل صطلحات فرع حمدد فيتحقق بذلك و ضوحه ال رضوري(.) 1 ( ولعل من ساأن هذه املفردة اأو العبارة املركبة اأن تنزاح عن داللتها املعجمية لتوؤطر ت صورات فكرية وت سم يها يف اإطار معني حيث تقوى على جت سيد و ضبط املفاهيم التي تنتجها مم ار سة ما يف حلظات معينة.) 2 ( 59 [ ناقد و أاكادميي من اجلزائر.
درا سات.. درا سات.. درا سات اإن تاأثري امل صطلح البالغ يف الفعل العلمي خا صة واملعريف عامة جعله ينال الأهمية الق صوى يف املنظومة املعرفية إاذ احلقول الب ستيمية تتحد د بتحد د دللت م صطلحاتها وا ستقرار مفاهيمها. وبقدر رواج امل صطلح و شيوعه يحقق العلم أاو احلقل املعريف ثبات منهجيته.) 3 ( ويتعني ها هنا ا ستذكار ما أادركه القدماء عن خال ص وعي من أان مفاتيح العلوم م صطلحاتها بل هي لي ست مفاتيح العلوم فح سب واإمنا هي خال صة البحث يف كل ع رص وم رص ببدايتها يبد أا الوجود العلني للعلم ويف تطورها يتلخ ص تطور العلم.) 4 ( وملا كان النقد ا أالدبي فرعا من فروع العلوم االإن سانية فاإن البحث يف امل صطلح النقدي ظل حمطة إاجماع ال غنى له عنه يف أانه جمال ال غنى له عنه الأن ك شف اأ رسار االآليات املفهومية مرتبط بك شف اأ رسار ا آالليات اللغوية املتحكمة بكل ذلك. وظل اأي ضا حمطة إاجماع يف اأنه من احلقول التي يقتحمها عامل اللغة وذلك أالنه أاوال من جماالت البحث يف صيغ الكالم وجداول االألفاظ وهو جزء من الدرا سة املعجمية وثانيا أالن عامل الل سانيات ي سل م باأن ا ستك شاف خ صائ ص الظاهرة اللغوية ال يكتمل اإال بفح ص جتلياتها يف اخلطاب ا أالدبي: االإبداعي منه والنقدي في س خ ر عندئذ خربته اللغوي ليقدم للنقاد ما تي رس له من اإ ضاءات.) 5 ( واإذا اتفقنا اأن امل صطلح النقدي كغريه من م صطلحات الفروع املعرفية ا أالخرى )يي رس البحث وير سم املعامل ر سما خمت رصا() 6 ( ف إانه ال مندوحة عنه يف كل درا سة نقدية إاذ لي س من م سلك يتو سل به الباحث اإىل اأي معرفة من املعارف غري ثبته اال صطالحي. ثم اإن التحك م يف امل صطلح هو يف نهاية ا أالمر حتكر م يف املعرفة املراد اإي صالها والقدرة على ضبط اأن ساق هذه املعرفة والتمك ن من اإبراز االن سجام القائم بني املنهج وامل صطلح اأو على االأقل اإبراز العالقة املوجودة بينهما.) 7 ( اإن الوعي بامل صطلح يف الثقافة النقدية العربية ضارب بجذوره يف القدم ولي س وليد النه ضة االأدبية والنقدية احلديثة. فلنا يف حديث اجلاحظ وهو يف مطارحاته عن ق ضية اللفظ واملعنى ما يقرتب اإىل ذلك:)ومن ع ل م ح ق املعنى اأن يكون اال سم له ط ب ق ا وتلك احلال له و ف ق ا ويكون اال سم له ال فا ضال وال مف ضوال وال مق رص ا وال م شرتكا وال م ضم نا...(.) 8 ( ويعد ابن حزم من النقاد العرب الذين اأكد وا يف حتقيب مبكر على اأهمية امل صطلحات يف الفعل املعريف: )البد الأهل كل علم واأهل كل صناعة من األفاظ يخت صون بها للتعبري عن مراداتهم وليخت رصوا بها معاين كثرية(.) 9 ( على اأن الهتمام بامل صطلح تزايد ب شكل مذهل يف الوعي النقدي العربي مع الثورة الل سانية والنقدية التي شهدها القرن الع رشين والتي مثلت مرحلة ال ستينيات منعطفاتها وبوؤرها املتفجرة. وما صاحب ذلك من م شكالت ناجتة عن التعريب والرتجمة ول سيما يف جمال علم الل سانيات. فقد برزت اإىل الوجود يف ضوء الرتجمة م صطلحات ومفاهيم جديدة مل تكن معروفة من قبل يف الثقافة النقدية والأل سنية العربية. واملقطوع به )اأن معظم م صطلحات النقد الأدبي حديثة املن شاأ ولدها النفجار النقدي يف ميدان ال شعرية ونظرية الأدب منذ ال ستينيات وحتى يومنا هذا(.) 10 ( ولئن كان مبتغى هذا البحث ا ستجالء امل صطلح النقدي عند عبد اهلل الغذامي فاإنه تنبغي االإ شارة اإىل اأن مكونات املنظومة امل صطلحية التي تو سلها يف مقارباته توؤول اإىل النقد االأل سني باجتاهاته الثالثة البنيوية وال سيميولوجية 60 اإن الوعي بامل صطلح يف الثقافة النقدية العربية ضارب بجذوره يف القدم ولي س وليد النه ضة الأدبية والنقدية احلديثة. فلنا يف حديث اجلاحظ يف مطارحاته عن ق ضية اللفظ واملعنى ما يقرتب اإىل ذلك
درا سات.. درا سات.. درا سات والت رشيحية. وال نغايل إاذا قلنا أان الغذامي من النقاد العرب الطليعيني وعيا بق ضية امل صطلح واأهميته يف اخلطاب النقدي. فقد عني ب ضبطه وحتديده وتاأ صيله وتوليده وتعريبه وترجمته مبا يوافق احل س العربي االأ صيل. ويالئم ال سياق املعريف والقرائي وهذا منذ اأن ان شغل مب ساألة»الن صو صية«وما يحق ق شعرية الن ص أاو اأدبيته بتعبري ياكب سون. والأجل ذلك ا ستح رض منجزات الثقافة ا إالن سانية وربطها باملنجز الثقايف العربي حيث ظفرت أاطروحاته مب صطلحات نقدية منبتها ا أالل سنية الغربية احلديثة عامال على تبي ؤوها ومربزا ف ضل ال سبق أاحيانا للفكر اللغوي والبالغي العربي يف ا صطناعها. ولعل الناظر ي ستك شف ال صنيع ال سالف ا إاليراد ب شكل جلي يف كتابيه»اخلطيئة والتكفري«و»امل شاكلة واالختالف«. وذلك عرب املقدمات املنهجية كالتي صد ر بها درا سته ا أالوىل وهي غاية يف الد قة من حيث ا إالحاطة بامل صطلحات وتوليدها وتخ صيبها. لقد عكف الغذامي على ت شكيل هذه امل صطلحات وابتداع بع ض منها خمالفا غريه من الدار سني تعريبا وترجمة مثلما هو ال ساأن مع م صطلح»Poétique«الذي ترجمه اإىل»ال شاعرية«بدل»ال شعرية«وكذا م صطلح»grammatologie«الذي ترجمه إاىل»النحوية«بديال مل صطلح«الكتابة«وم صطلح«الت رشيحية«بدال من«التفكيكية«واأي ضا م صطلح»اأفق التوقع«Horizon D attente كبديل عن«أافق االنتظار«. وما إاىل ذلك من ا أالمثلة الواردة يف درا ساته. على اأن صنيع الغذامي هذا هو ضمنيا دعوة من الناقد اإىل ترجمة امل صطلحات وفق دالالتها املفهومية عربيا. كما ي شي اأي ضا إاىل مرونته النقدية املنطوية على ثقة باإبداعه اخلا ص.) 11 ( اإن البحث يف اإ شكالية امل صطلح لدى الغذامي يف ضي بنا اإىل النظر يف الط رق التي ي شتغل بها يف اخلطاب النقدي وكيفية ا ستخدامه )اأي امل صطلح( داخل هذا اخلطاب. ولعل ما ي ست شفه الناظر يف قراءات الغذامي تقدميه للم صطلح قبل تفعليه اأو اال شتغال به حيث يعمد اإم ا اإىل تعريفه أاو رشحه ق صد الوقوف على مرجعيته الفكرية أاو االأل سنية ال سيما واأن عامة امل صطلحات التي ا ستخدمها الفكر النقدي العربي املعا رص م ستقاة من حقول اب ستيمية ذات اأرومة غربية. ويحيلنا الر صد اال ستقرائي للم صطلحات كما سي أاتي بيانه اآنفا على صيغ معينة يقد م بها الغذامي م صطلحه حني املمار سة. وتتحد د هذه ال صيغ فيما ياأتي: 1- عر ض امل صطلح اأركيولوجيا با ستعرا ض جذوره االأوىل سواء اأكانت غربية اأم عربية باال ستناد اإىل ن صو ص وا ضحة ودقيقة تعبر عن املراد اتكاء على امل صدر االأ صل. وتقوم هذه ال صيغة على تخري ن ص أاو جمموعة من الن صو ص تك شف عن حد امل صطلح اأو داللته. وهذا مع اإثبات الناقد للم صدر الذي عو ل عليه يف ا ستلهام امل صطلح. ومم ا ن شري اإليه يف هذا ال سياق تباين تعامل الباحث بني م صطلح واآخر فنلفيه حينا يقدم التعريف كامال له ونلفيه أاحيانا اأخرى ال يقدم اإال جزءا منه. مبعنى أان تعريفه مل صطلحاته يرتاوح بني االإ سهاب واالقت ضاب. 2- اأغلب م صطلحات الغذامي جاءت مثبتة يف املنت عر ضا وتقدميا وهذا يومئ اإىل ا ستئثار الناقد مب صطلحه ساعيا ما ا ستطاع اإىل ا ستيفاء غر ضه منه يف املقاربة. ومم ا يدل على ذلك اإيراده تعريفات متعددة ومتباينة للم صطلح الواحد مثل:)ال صوتيم الن ص القراءة االأثر... 61 لقد عكف الغذامي على ت شكيل هذه امل صطلحات وابتداع بع ض منها خمالفا غريه من الدار سني تعريبا وترجمة
درا سات.. درا سات.. درا سات الخ(. ومن هنا يتبدى اأن تعريف امل صطلح لديه كان مرتهنا بالق صد املنهجي. كما نلفي الباحث ي ستعني بالهام ش متى اقت ضى ا أالمر ذلك أاو ظهر له اأن امل صطلح يتطل ب الت و ضيح وا إالبانة. والال فت هنا اأن اأغلب امل صطلحات التي اعتمدها الغذامي يف قراءاته النقدية مدارها كتابه التاأ سي سي االأول»اخلطيئة والتكفري«ولذا نلفيها ترتد د يف حتليالته التالية بداية من»ت رشيح الن ص«اإىل»تاأنيث الق صيدة والقارئ املختلف«. ومن ثم جنده يف كل ا ستخدام لتلك امل صطلحات يحيل القارئ على كتاب»اخلطيئة والتكفري«وذلك يف الهام ش. فالوا ضح أان الغذامي يقيم قراءاته على منظومة معينة من امل صطلحات تتواءم واالآليات املنهجية املعو ل عليها يف الت حليل. ال يرمي عنها وال يروم غريها. 3- ب سط مراحل ت شك ل امل صطلح وهي صيغة اعتمدها الناقد مع جملة من امل صطلحات مثل:)ال شاعرية العالمة الن صو ص املتداخلة(. وهذه هذه ال صيغة تعترب يف منظور بع ض الباحثني من اأهم ال ص يغ التي ميكن الرتكيز عليها يف البحث العلمي ا أالدبي العربي املعا رص الأن كثريا من امل صطلحات قد اكت سبت حمولتها الفكرية واملفهومية عرب ت شك لها يف الزمان واملكان والثقافة املغايرة لبعدنا التاريخي واحل ضاري. واإن من ساأن ا ستعرا ض امل صطلح يف جانبه التكويني أان يوقف الباحث العربي على ت ضاري س امل صطلح ويجعله يدرك ا ستيعابه يف حقله االب ستيمي ثم التعرف على ا إالمكانيات التي يتيحها م ساره التكويني لي شتغل ب صورة طبيعية و إايجابية يف خطابنا النقدي العربي. )12( 4- تق ص ي العنا رص امل شك لة للم صطلح من خالل تتبع تفريعاته املتعددة و أاجزائه ال صغرى امل شكلة له وهذا بغية االإم ساك مبكوناته الداخلية التي تنظمه وت كو نه. ومن االأمثلة على ذلك م صطلح:»اجلملةالعالقة«. وقد يكون مرد االأمر يف ذلك اإىل اعتبار الناقد امل صطلح مو ضوعة البحث نف سه اعتماده منهج حتليل اخلطاب الذي صاغه من عدة مناهج )البنيوية- ال سيميولوجية- الت رشيحية(. 5- تقدمي الباحث للم صطلح الغربي والعربي معا وهو ما جنده اجرتحه مع بع ض املفاهيم مثل: ال شاعرية Poetique الن صو صية Textualité ولعل الذي اأملى على الناقد مثل هذا ال صنيع اأي اجلمع بني امل صطلحني هو طبيعة الدرا سة والفعل االإجرائي املتبع يف املمار سة القرائية. تلك هي أاهم ال ص يغ التي انتهجها الناقد حني اال شتغال بامل صطلح. وال شك اأن ت عامله مع امل صطلح بهذا ال شكل يعترب من صميم النزعة العلمية يف بعدها املنهجي واإطارها املعريف. ين ضاف اإىل ذلك سعيه اجلاد اإىل تو ضيح امل صطلح وتي سريه والذي يعرب عن وعيه باملادة التي يقد مها وحتقي قا للت وا ضع ال ض مني القائم بينه وبني القارئ.) 13 ( لقد ا ستثمر الغذامي يف سبيل التعامل مع امل صطلح كل ما جادت به الل غة العربية من اإمكانات فيلولوجية كاال شتقاق والتعريب والتوليد باالإ ضافة اإىل اآليات وطرائق اأخرى من ساأنها خدمة اخلطاب النقدي كتجريد املماثلة والنقل والرتجمة. فالناقد بناء على هذا ال ص نيع مل ي ستعمل)امل صطلح على اأنه من قبيل مظاهر التجدد أاو املو ضة واإمنا ا ستعمله من اأجل ال رضورة العملية والنظرية اأي من اأجل النظر اإىل ا أالثر االأدبي باعتباره نظاما ي ضم جمموعة من العنا رص الل غوية املت حدة بوا سطة رابطة ت ضامن وثيق تخ ضع الأ س س عقلية حمد دة(.) 14 ( ومم ا يومئ اإىل ذلك تركيزه يف كل ا ستخدام م صطلحي 62 لقد ا ستثمر الغذامي يف سبيل التعامل مع امل صطلح كل ما جادت به الل غة العربية من إامكانات فيلولوجية كال شتقاق والتعريب والتوليد بالإ ضافة اإىل آاليات وطرائق اأخرى من ضاأنها خدمة اخلطاب النقدي
درا سات.. درا سات.. درا سات على م ضمونه )وامل ضمون هو حم صلة التفاعل بني النظرية التي اأفرزت امل صطلح من ناحية ومناخه الفكري والثقايف من ناحية أاخرى... وهو اأداة االت صال بني النظرية وبني عقل الناقد أاو الباحث من ناحية وبني الثقافة العربية والغربية من ناحية أاخرى(.) 15 ( وال مراء يف اأن اإ شكالية حتديد امل صطلح كانت وال تزال من بني امل سائل املهمة يف الفكر النقدي وخا صة مع بروز االجتاهات النقدية احلداثية وت صاعد املناهج الن سقية ذات املد االأل سني. ين ضاف اإىل ذلك ما ذلك ما أاغرقتنا به الدرا سات العربية املعا رصة من م صطلحات غربية جديدة اإن على م ستوى التنظري اأو املمار سة الن صية مواكبة للم شهد النقدي العاملي.ال شيء الذي جعل حتديد م ضامينها و ضبط مفهومها أامرا ملحا ي ستوجب امل ساءلة ويتطل ب البحث. و ضمن هذا املعطى اأف ضى الت عامل مع امل صطلحات وتوظيفاتها وحتديد دللتها- مبا يوافق احلقل املعريف املن شود واملنهج املتوخ ى- بالغذامي اإىل ال ستناد إاىل جملة من املعايري هي مبثابة آاليات وو سائل توليد للم صطلح و شكل من أا شكال التنمية اللغوية وذلك على غرار صنيع ثلة من الد ار سني العرب من أامثال: حممد برادة حممد الدغمومي اإدري س بلمليح عبد امللك مرتا ض وحممد مفتاح. ولقد ح رص علي القا سمي هذه املعايري مرتبة بح سب أاهميتها يف اللغة العربية كما ياأتي:)ال شتقاق ال ستعارة اأو املجاز التعريب النحت(.) 16 ( على اأن أاحمد مطلوب جمعها يف:)الو ضع القتبا س ال شتقاق الرتجمة املجاز التوليد التعريب(.) 17 ( ومن بني هذه املعايري التي ا ستثمرها الغذامي هي: -1 املعيار ال شتقاقي :Norme étymologique باعتباره من اأهم االآليات التي تفرزها الل غة ل سد حاجيات م ستعمليها من خالل تكاثر موادها وتوالد األفاظها مم ا يجعلها قادرة على مواجهة املفهومات امل ستحدثة واالأفكار اجلديدة. و ضمن هذا امل أاخذ فاإن اللغة العربية مبا تتميز به من طواعية ا شتقاقية وما توفره من مرونة توليدية قد سمح لها باأن ت سد حاجات النقد االأدبي احلديث بكل ما يغمره من طفرة ا صطالحية هي اليوم من سمات الثورة املعرفية املعا رصة. وعليه مل ي صعب عليها توليد اللفظ الر شيق لالإف صاح عن اأدق املفاهيم.) 18 ( ومن القول النافل االإ شارة إاىل بع ض حمد دات اال شتقاق كما هي يف عرف اللغويني. فلقد عرفه ال سيوطي باأنه:)اأخذ صيغة من صيغة اأخرى مع اتفاقهما معنى ومادة اأ صلية وهيئة تركيب لتدل باالأخرية على معنى االأ صل بزيادة مفيدة الأجلهما اختلفا حروفا اأو هيئة ك ضارب من رضب وح ذ ر من حذر(.) 19 ( وهو عند ال رشيف اجلرجاين:)نزع لفظ من اآخر ب رشط منا سبتها معنى وتركيبا ومغايرتهما يف ال صيغة() 20 (. ويتم اال شتقاق عرب صيغ منها: الن سبة وامل صدر ال صناعي. وحتى تتحق ق صح ته و سالمته ما بني لفظني اأو اأكرث البد من توفر رشوط ثالثة هي: اأ- اأن ت شرتك الكلمات يف عدد من احلروف ال تعدو الثالثة يف الغالب. ب- اأن تت ساوق هذه احلروف وفق ن سق من الرتتيب واحد يف األفاظها. ج- اأن يوؤلف ما بني هذه االألفاظ قدر م شرتك من املعنى ولو على تقدير االأ صل. ومن بني امل صطلحات التي اأخ ضعها عبد اهلل الغذامي لهذا املعيار:»العموديةالن صو صيةال شاعرية«. يقول امل سدي مبينا دور اآلية اال شتقاق يف ا ستنباط م صطلح ال شاعرية وم شريا إاىل الداللة التي ي سرتفدها امل صطلح:)وعندئذ 63
درا سات.. درا سات.. درا سات عملت اآلية ا شتقاق اال سم من اال سم فعلها فاأعانت على صوغ ثالوث م صطلحي للداللة اأوال على ال سمة االإبداعية من سوبة اإىل صاحبتها- وذلك هو م صطلح ال شاعرية- وللداللة ثانيا على ال سمة االإبداعية من سوبة اإىل بنية الكالم- وذلك هو م صطلح ال شعرية- وللداللة ثالثا على تلك ال سمة ب صفة غري مقيدة ال بالكالم االأدبي وال بوا ضعه وذلك هو م صطلح ال شعري (.)21( ويف مو ضع اآخر يقول:)ومع م صطلح ال شاعرية نقف على اأمنوذج من متحي ض ا أال سماء يطابق ا شتقاق امل صدر ال صناعي انطالقا من ا سم الفاعل وال شاعرية هنا صياغة تفيد تاأكيد ات صاف املو صوف ب صفته وهي يف ق ضية احلال ال س مة االإبداعية سواء من حيث هي تركيب لغوي خم صو ص وهو ال شعر كما يف»االأ شواق التائهة: مدخل اإىل شاعرية ال شابي«اأو من حيث هي موهبة فنية مطلقة كما يف»ال شاعرية اأو اأدبية الكتابة«.) 22 ( 2- معيار الإحياء :Norme D animation انطالقا من رضورة الوعي بالرتاث والتعمق يف درا سته و رضورة االنطالق نحو االنفتاح والتغري والتطور من موقع وعي الذات ) 23 ( د أاب الغذامي على اإحياء امل صطلح الرتاثي القدمي و إامداده أابعادا داللية حداثية. ولقد كانت ندوة توحيد طرائق و ضع امل صطلح العلمي أاكدت على رضورة )ا ستقراء و إاحياء الرتاث العربي وخا صة ما ا ستعمل منه من م صطلحات علمية عربية صاحلة لال ستعمال احلديث وما ورد فيه من أالفاظ معربة(.) 24 ( كما حر صت ندوة الرباط عام 1981 اأن هذا املعيار بو صفه من الو سائل اللغوية املعا رصة الرامية إاىل توليد امل صطلحات اللغوية كان من بني القواعد التي حد دها جميل صليبا يف و ضع امل صطلحات العلمية:)البحث عن لفظ قدمي يقرتب معناه من املعنى احلديث(.) 25 ( واملق صود باالإحياء -كما عرفه امل سدي- )ابتعاث الل فظ القدمي وحماكاة معناه العلمي املوروث مبعنى علمي حديث ي ضاهيه(.) 26 ( اأي احلفر يف الرتاث وا ستثمار مفرداته مبا يوافق املعطى املعا رص. وذلك باإفراغ لفظ امل صطلح املزمع اإحياوؤه من حمولته اال صطالحية املتعارف عليها واإعادة شحنه بالدالالت اجلديدة.) 27 ( اإذا كان فعل»االإحياء«القى قبوال وا ستح سانا عند بع ض الباحثني ف إان البع ض ا آالخر رف ضه ومنهم عبد القادر الفا سي الفهري الذي دعا اإىل)االبتعاد عن ا ستعمال امل صطلح املتوفر القدمي يف مقابل امل صطلح الداخل الأن توظيف امل صطلح القدمي لنقل مفاهيم جديدة من ساأنه اأن يف سد علينا متث ل املفاهيم الواردة واملفاهيم املحلية على حد سواء وال ميكن اإعادة تعريف امل صطلح القدمي وتخ صي صه اإذا كان موظفا(.) 28 ( والراأي ذاته يقر به يو سف وغلي سي اإذ يعترب اأن الظفر مبعادل ا صطالحي مواز ملفهوم معريف م ستحدث تظل ن سبة حتققه حمدودة جدا ومهما حتققت فاإن ن سبة وقوع احلافر على احلافر تظل غاية من ال صعب اإدراكها ذلك اأنه من غري املنطقي اأن نطالب الرتاث باأجوبة متقدمة عن اأ سئلة الع رص.) 29 ( ومن امل صطلحات التي عمل الغذامي على اإحيائها من الرتاث العربي:»امل شاكلة«وقد ا صطنعها كل من: ال شيخ الرئي س ابن سينا ) 30 ( واأبي علي املرزوقي) 31 ( وAاالختالف«وقد عر ض له عبد القاهر اجلرجاين.) 32 ( 3- معيار التعريب Norme D arabiation اأو القرتا ض :Norme D emprunt لقد اأثبتت العربية مبا ل يدع جمال لل شك اأنها متلك القدرة على نقل الفكر الب رشي وا ستيعاب املنجزات احل ضارية ولها القابلية على تعريب 64
درا سات.. درا سات.. درا سات الألفاظ والدللت. ومل ا كان الأمر كذلك فاإن الدار سني العرب ما انفكوا يعربون الألفاظ الأعجمية بح سب احلاجة ومقت ضيات الأمور والأحوال وهذا كل ه دفعا للعربية عن اجلمود من جهة و إاغنائها باملفردات والألفاظ من جهة اأخرى. والتعريب من الق ضايا اللغوية التي شغلت العرب منذ زمن مبك ر ويعد سيبويه ) 181 ه( أاول من أاجازه على غري أاوزان العرب وقد سم اه اإعراب ا. كما حتدث عن طريقة العرب يف التعريب م شري ا إاىل ما كان العرب يغري ونه من احلروف االأعجمية من اإبدال أاو تغيري حركات أاو حذف إالحلاقها با أالوزان العربية. كما لفت النظر اإىل ما أاخذه العرب من اللغات ا أالخرى و أابقوه على حاله دون تغيري.) 33 ( والتعريب عند اللغويني عملية رص فية قيا سية يتناول الكلمة ا أالعجمية. تعتمد لفظة اأ صلها غري عربي ت ضاف إاىل اللغة العربية بعد قيا سها على أاحد ا أالوزان العربية. اأي صياغة لفظ اأجنبي مبا يتوافق مع الن سق ال رصيف وال ص واتي لل غة العربية.) 34 ( وعلى هذا االأ سا س بنى الل غويون ت صو رهم يف تف سري معنى التعريب. فقال اجلوهري:)تعريب اال سم االأعجمي اأن تتفو ه به العرب على منهاجها() 35 ( وقال ال سيوطي:)املعر ب: ما ا ستعملته العرب من االألفاظ املو ضوع مل ع ان يف غري لغتها(.) 36 ( ومل ي ح د التهانوي عن التعريفني كثريا حيث قال:)املعر ب عند اأهل العربية: لفظ و ضعه غري العرب ملعنى ا ستعمله العرب بناء على ذلك الو ضع(.) 37 ( على أان ثمة من الباحثني من يعترب»القرتا ض«اأو سع من»التعريب«اأي أان الأول ي شمل الثاين. ويف القرتا ض باإمكان الباحث اأن ي سلك أاحد الطريقني جتاه الكلمات وامل صطلحات: فاإم ا اأن ينقل الكلمات ب صورها كما هي من ا ستعمال خا ص اإىل اآخر واإم ا اأن يرتجمها اإىل لغته القومية فت سمى الطريقة الأوىل اقرتا ض الكلمات والثانية القرتا ض بطريقة الرتجمة.) 38 ( ولعل ما يلحظ على الغذامي عدم نزوعه اإىل ا صطناع امل صطلح املعرب كثريا كما هو ال ساأن لدى كثري من الدار سني العرب. ومن امل صطلحات التي اقرت ضها:»الفونيم«phonème» سيميولوجيا«Sémiologie»اليوتبيا«. 4- معيار الرتجمة: تعترب الرتجمة من اأهم الو سائل التي ت ساهم يف التفاعل الثقايف والتالقح الفكري بني االأمم بل ميكن القول اإنها) رضورة إان سانية وقومية واأداة هامة لنقل ح صيلة العلوم واملعارف واالآداب(. )39( ومتثل الرتجمة يف الوقت احلايل)مفتاح احلداثة ومبتدى كل تطور حقيقي يتيح للغة اأن تثبت وجودها وتتحول من اأداة للتوا صل اإىل م صدر فكري وثقايف هام(.) 40 ( ولعل ما يعنينا ههنا ترجمة الغذامي للم صطلح الأجنبي اأي نقله اإىل الل غة العربية مبعناه ل بلفظه حيث تخري املرتجم من الألفاظ العربية ما يقابل معنى امل صطلح الأجنبي. )41( وذلك سعيا منه إاىل)جعل اجليل اجلديد من القراء ي ستوعبون مفردات عربية تتعامل مع امل ستجدات يف النقد الغربي() 42 (. و قد شمل الفعل الرتجمي حقوال م صطلحية خمتلفة )بنوية سيميائية تفكيكية(. ومن امل صطلحات التي اعتمد فيها الغذامي على اآلية الرتجمة واختلف يف ترجمتها مع غريه من الدار سني العرب هي: 1- :Poétique وياأتي يف مقدمة امل صطلحات اجلديدة التي تبواأت مقاما اأثريا من اهتمامات اخلطاب النقدي املعا رص ومن اأ شكلها واأكرثها 65
درا سات.. درا سات.. درا سات زئبقية واأ شدها اعتيا صا وانغالقا ) 43 ( وتعددا يف اال ستعمال واملفهوم. ومرد ذلك اإىل)م سرية امل صطلح التي ت شابكت يف تقلباتها بني داللة تاريخية و أاخرى ا شتقاقية وثالثة توليدية م ستحدثة(.) 44 ( لقد ترجم الغذامي Poétique اإىل»ال شاعرية«) 45 ( خالفا لكثري من الباحثني العرب. الذين ترجموها اإىل»ال شعرية«وممن جراه يف ذلك نلفي: سعيد علو ش) 46 ( وجوزيف مي شال رشمي) 47 ( ونهاد التكريل) 47 (. ولقد أافا ض يو سف وغلي سي يف احلديث عن م صطلح épo tique وف ص ل يف ترجماته واختالفها بني النقاد والباحثني العرب.) 49 ( على أان الغذامي قد م م سوغات لرتجمة épo tique اإىل»ال شاعرية«يقول:)وبدال من اأن نقول» شعرية«مما قد يتوجه بحركة زئبقية نافرة نحو»ال شعر«وال ن ستطيع كبح جماح هذه احلركة ل صعوبة مطاردتها يف م سارب الذهن فبدال من هذه املالب سة ن أاخذ بكلمة»ال شاعرية«لتكون م صطلحا جامعا ي صف»اللغة ا أالدبية«يف النرث وال شعر ويقوم يف نف س العربي مقام Poetic يف نف س الغربي وي شمل - فيما ي شمل- م صطلحي»االأدبية«و«ا أال سلوبية«(.) 50 ( 2- :Signe ويرتجمها الغذامي اإىل»اإ شارة«) 51 ( ويتفق معه يف هذه الرتجمة كل من مي شال زكريا) 52 ( و صالح ف ضل) 53 (. وم صطلح Signe هوا آالخراجنرتعنهاختالفاتكثرية فاملغاربة يرتجمونه إاىل«الدليل«وثمة من يرتجمه اإىل»الرمز«كعلي القا سمي و آاخرون) 54 ( ويرتجمه جوزيف رشمي إاىل»الرمز اللغوي«) 55 ( يف حني يرتجمه عبد امللك مرتا ض اإىل»ال سمة«) 56 ( وا شتهر عند أاغلب الدار سني ب«العالمة«. واأم ا العالمة عند الغذامي فهي املقابل العربي للم صطلح الغربي.Index ولعل االختالف يف الرتجمة بني الباحثني العرب يعود اإىل تباين االأ صول الل سانية بني الفرن سية واالأجنليزية. 3- :Grammatologie ولقد ترجمه الغذامي اإىل»النحوية«) 57 ( و جراه يف هذا ال صنيع كل من ميجان الرويلي و سعد البازعي ) 58 ( وكما هو ال ساأن مع امل صطلحات ال سابقة فلقد اختلف الدار سون العرب يف ترجمتها فتجاوزت الع رشة. ولعل الباحث يو سف وغلي سي قد قام بح رصها وف صل يف خلفيات هذه الرتجمات لدى كل دار س عربي يف عمله الرائد:«اإ شكالية امل صطلح يف اخلطاب النقدي العربي اجلديد«. )59( :Heterogeneou dictionary of intertextuality -4 وهو من امل صطلحات التي ا صطنعها روالن بارت ولقد ترجمها الغذامي مرة اإىل:«معجم الن صو صية املتغاير العنا رص«) 60 ( ومرة أاخرى اإىل:«املعجم املتباين العنا رص للن صو ص املتداخلة«.) 61 ( وي شري اإىل اأن الن ص ي صنع من ن صو ص مت ضاعفة التعاقب على الذهن من سحبة من ثقافات متعددة ومتداخلة يف عالقات مت شابكة من املحاورة والتعار ض والتناف س.) 62 ( ففي ضوء هذه املعايري وانطالقا من تلك ال صيغ والآليات ا صطنع الغذامي جمموعة من امل صطلحات ور صد جملة من املفردات النقدية تو س لها اأداة يف مقاربة الن صو ص وا ستنطاق اخلطابات منها ما ت شارك فيها مع غريه من الباحثني العرب ومنها ما خالفهم فيها. وقد اأعرب عن بع ضها يف من مواطن متعددة ضمنيا و رصاحة يقول:)اإن مفهومات مثل: ال صوتيم/ العالقة/اعتباطية الإ شارة/ الختالف/الأثر/ الن صو ص املتداخلة/ال سياق/ ال شفرة/ال شاعرية لهي ت صو رات نظرية قوية الإ شعاع وثاقبة الروؤية مما يعني القارئ 66
درا سات.. درا سات.. درا سات الواعي على مواجهة الن ص كمواجهة الفار س للح صان الأ صيل. ولقد حاولت الإفادة من هذه املفهومات يف حماولة مني لقراءة أادب حمزة شحاتة(.) 63 ( وي ؤوكد اعتماده على هذه امل صطلحات يف مو ضع آاخر حمددا جذورها املعرفية حيث يقول:)ولذلك عجز النقد احلديث عن أان يقدم اأي إاجناز ا صطالحي متطور كتلك الإجنازات الفذة التي قدمتها مدار س النقد الأل سني حول مفهومات»ال صوتيم«والعالقات واعتباطية الإ شارة والإ شارة كبديل للكلمة ثم مفهوم الأثر إاىل جانب نظريات ال شاعرية ومعها»ال سياق وال شفرة«والتكرارية والختالف واأخريا»نظرية الن صو ص«التي نقلت النقد الأدبي من حال املعلق الأدبي على العمل اإىل حالة»النظرية«كجن س معريف متميز(.) 64 ( على اأن هذه امل صطلحات هي وليدة النقد االأل سني مبدار سه)البنيوية وال سيميائية والتفكيكية(. ولعل الوقوف عليها وحتديد م ضمونها وا ستك شاف دالالتها يف سياق اخلطاب من ساأنه اأن ميك ن املتلقي القارئ أاو الباحث املتخ ص ص من الوقوف على حقيقة اجلهاز املفاهيمي الذي عو ل عليه الناقد يف قراءة الن صو ص االإبداعية و)اكت شاف منهج التعامل يف حتديد املدلول بطريقة تتفق مع طبيعة اإطار امل صطلح الثقايف وطبيعة االإطار الذي مت النقل اإليه(.) 65 ( هوامûش hاإحاالت: 1- حممود فهمي حجازي االأ س س اللغوية لعلم امل صطلح دار غريب للطباعة والن رش م رص د.ت ص 12. 2- ينظر: اأحمد أابو ح سن امل صطلح ونقد النقد العربي احلديث جملة الفكر العربي املعا رص ع 61/60 ص 84. 3- ينظر: نور الدين ال سد االأ سلوبية وحتليل اخلطاب ص 13. 4- ينظر: ال شاهد البو شيخي م صطلحات نقدية وبالغية يف كتاب البيان والتبيني للجاحظ ط 1 من شورات االآفاق اجلديدة بريوت 1982 ص 13. 5- ينظر:عبد ال سالم امل سدي امل صطلح النقدي موؤ س سة بن عبد اهلل للن رش والتوزيع تون س 1994 ص 5. 6- م صطفى نا صف النقد العربي: نحو نظرية ثانية سل سلة عامل املعرفة الكويت 2000 ص 10. 7- ينظر: اأحمد أابو ح سن امل صطلح ونقد النقد العربي احلديث ص 84. 8- اجلاحظ البيان والتبيني مج 1 ج 1 ط 1 حت: ح سن ال سندوبي دار اإحياء العلوم بريوت ص 100. 1993 9- ال شاهد البو شيخي م صطلحات نقدية وبالغية يف كتاب البيان والتبيني ص 13. 10- ف ضل تامر اللغة الثانية ص 177. 11- ينظر: عبد الرحمن بن إا سماعيل ال سماعيل واآخرون الغذامي الناقد ص 77-78. 12- اأحمد أابو ح سن امل صطلح ونقد النقد العربي احلديث جملة الفكر العربي املعا رص ع 61-60 ص 88. 13- نف سه ص 90. 14- سمري سعيد حجازي ق ضايا النقد االأدبي املعا رص ص 224. 15- نف سه ص 224. 16- علي القا سمي ملاذا أاهمل امل صطلح الرتاثي جملة املناظرة ع 6 س 4 الرباط 1993. 17- أاحمد مطلوب معجم م صطلحات النقد العربي القدمي مكتبة لبنان نا رشون بريوت 2001 ص 06. 18- عبد ال سالم امل سدي امل صطلح النقدي ص 123. 19- جالل الدين ال سيوطي املزهر يف علو م اللغة و أانواعها ج 1 ط 1 حت: حممد أاحمد جاد املوىل واآخرين البابي احللبي القاهرة د.ت ص 347. 20- ال رشيف اجلرجاين كتاب التعريفات حتقيق وتقدمي: اإبراهيم االأبياري دار الكتاب العربي د.ط د.ت. 21- امل سدي امل صطلح النقدي ص 91-90. 22- نف سه ص 92. 23- حممد الكتاين تراثنا النقدي بني الروؤية واالإعجاز ضمن اأعمال»قراءة جديدة لرتاثنا النقدي«مج 1 النادي االأدبي الثقايف جدة 1988 ص 225. 24- يو سف وغلي سي اإ شكاليات املنهج وامل صطلح يف جتربة عبد امللك مرتا ض النقدية بحث مقدم لنيل درجة املاج ستري جامعة ق سنطينة 1995-1996 )خمطوط( ص 296. 25- جميل صليبا املعجم الفل سفي ج 1 دار الكتاب الل بناين بريوت 1973 ص 15-12. 26- عبد ال سالم امل سدي امل صطلح النقدي ص 105. 27- ينظر: يو سف وغلي سي اإ شكالية امل صطلح يف اخلطاب 67
درا سات.. درا سات.. درا سات النقدي العربي اجلديد ط 1 الدار العربية للعلوم نا رشون بريوت من شورات االختالف اجلزائر 2008 ص 452. 28- عبد القادر الفا سي الفهري الل سانيات واللغة العربية ط 1 من شورات عويدات بريوت باري س 1986 ص 406. 29- ينظر: يو سف غلي سي اإ شكالية امل صطلح يف اخلطاب النقدي العربي اجلديد ص 451. 30- ابن سيتا كتاب ال شفاء حت: عبد الرحمن بدوي الدار امل رصية للت أاليف والرتجمة القاهرة 1966 ص 27. 31- املرزوقي رشح ديوان احلما سة حت: أاحمد اأمني وعبد ال سالم هارون جلنة الن أاليف والرتجمة والن رش القاهرة 1953 ص 9. 32- عبد القاهر اجلرجاين اأ رسار البالغة حت: حممد الفا ضلي املكتبة الع رصية للطباعة والن رش بريوت 2003 ص 115. 33- سيبويه الكتاب ج 4 ص 303. 34- ينظر: حممد غاليم التوليد الد اليل يف البالغة واملعجم ص 49. 35- اجلوهري ال صحاح 36- ال سيوطي. املزهر 37- التهانوي ك شاف ا صطالحات الفنون دار الكتب العلمية بريوت 1998 ص 204. 38- حممد غاليم التوليد الد اليل يف البالغة واملعجم ص 49. 39- موالي علي بوخامت م صطلحات النقد العربي ال سيميائي االإ شكالية واالأ صول واالمتداد ص 74. 40- عزيز احلاكم: ترجمة الن ص االأدبي من امل ساكنة اإىل االنفالت العلم الثقايف ال سبت 17 ماي 1997. 41- علي القا سمي مقدمة يف علم امل صطلح ص 101. 42- موالي علي بوخامت م صطلحات النقد العربي ال سيميائي االإ شكالية واالأ صول واالمتداد ص 79. 43- ينظر: يو سف وغلي سي اإ شكالية امل صطلح يف اخلطاب النقدي العربي اجلديد ص 270. 44- عبد ال سالم امل سدي امل صطلح النقدي ص 87. 45- اخلطيئة والتكفري ص 20. 46- سعيد علو ش معجم امل صطلحات االأدبية املعا رصة من شورات املكتبة اجلامعية الدار البي ضاء 1984 ص 74. 47- جوزيف مي شال رشمي دليل الدرا سات االأ سلوبية املوؤ س سة اجلامعية للدرا سات بريوت ص 159. 1984 48- نهاد التكريل اجتاهات النقد االأدبي الفرن سي املعا رص من شورات وزارة الثقافة والفنون بغداد 1979 ص 77-73 -.78 49- يو سف غلي سي اإ شكالية امل صطلح يف اخلطاب النقدي العربي اجلديد -282-283 -284.285 50- اخلطيئة والتكفري ص 19-20. -51 م. س.44 52- مي شال زكريا االأل سنية )علم اللغة احلديث( قراءات متهيدية ط 2 املوؤ س سة اجلامعية للدرا سات بريوت 1985 ص 291. 53- صالح ف ضل بالغة الن ص وعلم اخلطاب عامل املعرفة الكويت 1992 ص 242. 54- علي القا سمي واآخرون معجم م صطلحات علم اللغة احلديث ط 1 مكتبة لبنان بريوت 1983. ص 90-83. 55- جوزيف مي شال رشمي دليل الدرا سات االأ سلوبية ص 161. 56- عبد امللك مرتا ض قراءة الن ص بني حمدودية اال ستعمال وال نهائية التاأويل- حتليل سيميائياتي كتاب الريا ض عدد 46-47 موؤ س سة اليمامة الريا ض 1999. 57- اخلطيئة والتكفري 52. 58- مبجان الرويلي و سعد البازعي دليل الناقد ا أالدبي ط 2 املركز الثقايف العربي بريوت/الدار البي ضاء 2000 ص 157. 59- يو سف وغلي سي اإ شكالية امل صطلح يف اخلطاب النقدي العربي اجلديد ص 370-369. 60- اخلطيئة والتكفري ص 72. 61- نف سه ص 323. 62- نف سه ال صفحة نف سها. 63- نف سه ص 86. 64- نف سه ص 63. 65- سمري حجازي ق ضايا النقد االأدبي املعا رص ص 226. 68
درا سات.. درا سات.. درا سات مفهوم الكتابة عند جوليا كرSستيفا [ حليمة الûشيخ لعل اأو ل ما ينبغي أان نوليه اهتماما خا صا يف اإطار معاجلة مفهوم الكتابة عند الناقدة والكاتبة»جوليا كر ستيفا«Kritéva( )Julia هو اعتمادها على م صطلح»الكتابة«يف مقابل م صطلح»االأدب«وهو ما ن ستطيع تلخي صه يف ال س ؤوال االآتي: ملاذا تطرح»كر ستيفا«ماهية االأدب من خالل م صطلح الكتابة وملاذا ترف ض ا ستخدام م صطلح ا أالدب يف معر ض حديثها عن الكتابة تنح رص ماهية الأدب عند»كر ستيفا«يف كونه ميثل ممار سة دالة تتمتع بخ صو صية كامنة يف ذاتها وهي الطبيعة التي ل ميكن للفظة اأدب أان حتملها ذلك أانها يف اللغات الغربية مرتجمة عن اللفظة اليونانية )Gramatiké( مبعنى املعرفة بفن كتابة احلروف وهي بهذا تدل على كل شيء قيد الكتابة على وجه التعميم ثم ا ستعملت لالإ شارة إاىل الكتب العظيمة دون النظر إاىل مو ضوعاتها) 1 (. 69 [ أاكادميية من اجلزائر
درا سات.. درا سات.. درا سات ثم دلر ت مع بداية القرن الثامن ع رش على ظروف الكاتب وثقافته واأ صبح ا ستخدامها يف القرن التا سع ع رش وقفا على الن شاط الأدبي من خالل الدور املهم الذي قامت به ال سيدة دي ستال Stael( )De )1817-1766( يف كتابها»الأدب يف عالقاته بالنظم الجتماعية«حيث عدر ت الأدب ذا طابع فردي وثمرة من ثمار عبقرية و اإبداع الكاتب) 2 (. مما يعني اأنر لفظة اأدب مل تخ ضع يف تاريخ الآداب الأوروبية) 3 ( لإطار ثابت بقيم ثابتة يف حتديدها. ولهذا كلر ه ل ت سمح لفظة اأدب بالإ شارة اإىل تلك املمار سة اللغوية التي ل ترتبط ب أاية غاية موجودة قبل م رشوعها. ولهذا اأي ضا نلفي ورود الكلمة يف ن صو ص»كر ستيفا«يرتبط بو ضعها بني قو سني حينا اأو و ضعها بني مزدوجتني حينا اآخر) 4 ( وهي ت سعى بهذا الإجراء اإىل تاأكيد حتفظها إازاء ا ستخدام الكلمة وهو حتفظ ت شارك فيه منظور جماعة )تل- كيل( واأي ضا منظور الروائي والناقد»موري س بالن شو«Blanchot( )2003 1907()Maurice الذي يرى اأن الالاأدب Littérature( )La non- هو االأدب) 5 ( مبعنى كمون كينونة ا أالدب يف انعدام القدرة على تعريفه وحتديده الأن ماهيته تقوم على رصاع باطني يهدف دوما إاىل تدمري احلدود الكائنة وتفجري التخوم املمكنة مم ا يوؤدي اإىل ضياع كل هوية.وهو ما جعل الكتابة عنده ت صل اإىل صيغة الكتاب لتتحول اإىل شبكة ين سج خيوطها تعالق الن صو ص املختلفة واالأ شكال املتغايرة بطريقة يختفي معها وجه الكاتب كلية. وهنا ي صدق رهان»جاك ديريدا«على اأهمية ب صمات بالن شو التي ستبقى-وفق راأيه- را سخة ب صفة خفية ال متحى) 6 (. وقد حقق ذلك يف أاعماله االإبداعية حيث ال ميثل االخرتاق اجلانب املو ضوعاتي واإمن ا ي شكل كل م سار الكتابة ومن هنا التاأثري الكبري الذي مار سه»بالن شو«على كتاب ال ستينيات وال سبعينيات من القرن الع رشين«) 7 (. وال بد اأن ن سجل هنا اأن»كر ستيفا«مل يكن لها اأن تتجه هذه الوجهة لوال اخلطوة التي خطاها«روالن بارت«يف كتابه ال صادرعام 1953»الدرجة ال صفر للكتابة«) l écriture )Le degré zéro de حيث اأعاد التفكري يف مفهوم االأدب من خالل طرح اإ شكالية الكتابة واال ستبدال قائم يف ر أايه على تاريخ ن س أاة لفظة»االأدب«الذي يرتبط باأواخر القرن الثامن ع رش بعد اأن حل حمل مفهوم الفنون ا أالدبية والفنون اجلميلة) 8 (. انطلق»بارت«يف حتديده للكتابة من خالل النظر إاىل املمار سة الأدبية على اأنر ها ملتقى الذات والتاريخ«اإنر ها العالقة بني الإبداع واملجتمع«) 9 ( وبهذا الفهم قامت معاجلته للكتابة بو صفها ت شكيال ملظاهر التمزق الإديولوجي. تدين»كر ستيفا«اإذن لبارت باعتماد م صطلح الكتابة ملعاجلة خ صو صية املمار سة ا أالدبية وهي نف سها تعرتف له بالف ضل حني تعد ه:«رائد وموؤ س س الدرا سات احلديثة يف االأدب«) 10 ( وال ينبغي أان يغيب عن ا اأن طرح»كر ستيفا«يتموقع يف سياق الفكر الفرن سي الذي اتخذ الكتابة اأ سا س م ساءلة العالمات واالأن ساق كما جتل ى ذلك يف اأعمال»مي شال فوكو«و«جاك ديريدا«و«جيل دولوز«وغريهم. ومن هنا كان لفظ الكتابة هو وحده القادر على حمل املفهوم اخلا ص الذي ت سعى»كر ستيفا«للقب ض عليه. وهي يف اعتمادها م صطلح الكتابة تطمح اإىل فهم دقيق لطبيعة الأدب من منظور يرى فيه ممار سة دالة تتمتع بخ صو صية ممير زة لها تتخذ من اللغة منطق الإ شكالية الذي تقوم عليه.ممر ا يعني اأنر رف ض»كر ستيفا«ل ستخدام لفظة اأدب هو رف ض لإجرائية املفهوم املرتبط يف ر أايها باإديولوجية ال ستهالك يف املجتمع.وهي الإديولوجية التي تنظر اإىل الأدب بو صفه بنية ل سانية يف حني اأن اعتماد م صطلح الكتابة ي سمح من جهة بالنظر إاىل الأدب بو صفه سريورة لإنتاج املعنى وي ساعد من جهة اأخرى للخروج من دائرة ت صنيفات البالغة الكال سيكية. الأمر الذي يجعل مفهوم الكتابة قائما بو صفه ممار سة دالة دون أاي تثمني جمايل لالأجنا س. 70 تدين»كر ستيفا«لبارت باعتماد م صطلح الكتابة ملعاجلة خ صو صية املمار سة الأدبية وهي نف سها تعرتف له بالف ضل حني تعدر ه:»رائد وموؤ س س الدرا سات احلديثة يف الأدب«ول ينبغي اأن يغيب عنر ا اأنر طرح»كر ستيفا«يتموقع يف سياق الفكر الفرن سي الذي اتخذ الكتابة اأ سا س م ساءلة العالمات والأن ساق كما جتلر ى ذلك يف اأعمال»مي شال فوكو«و»جاك ديريدا«و»جيل دولوز«وغريهم
درا سات.. درا سات.. درا سات وت أا سي سا ملفهوم الكتابة تبنت»كر ستيفا«مفهوما اآخر وهو ما يتمثل يف مفهوم»الن ص«من منطلق اأن ه ي شكل ا أالثر الوحيد للكتابة يف مقابل مفهوم»العمل االأدبي«) Littéraire )Œuvre على اعتبار اأن لفظة العمل»Œuvre«ارتبطت يف بداية ا ستعماالتها مبعجم تقني فكانت ت شري اإىل العمل الفالحي والعمل الع سكري وا ستخدمت مع القرن ال سابع ع رش للداللة على االإنتاجات الفنية وا أالدبية) 11 ( والكلمة يف جمالها االأدبي حتيل اإىل ا أالثر الفردي الذي هو الكاتب وعبقريته الفنية. اأي اأن كلمة )Œuvre( حتمل متجيدا لعبقرية الفنان وبالتايل ل شخ صه على ح ساب قيمة الفن يف حد ذاتها. وهو ما حدا بروالن بارت اإىل التفرقة بني الن ص والعمل يف مقال ن رش عام 1971 بعنوان:«من العمل االأدبي اإىل الن ص«مبجلة:«d ethétique»revue طرح فيه مفهوم الن ص من حيث هو بديل عن مفهوم العمل االأدبي. ول بدر من الإ شارة هنا اإىل اأنر الفرق بني املفهومني لي س فرقا ماديا ول زمنيا فالأعمال الكال سيكية حتوي ن صو صا كما اأنه لي س بال رضورة اأن تكون كل الأعمال املعا رصة ن صو صا اأي اأنر النر ص هو الذي يتجاوز جميع الأجنا س راف ضا النخراط تحت لفتات التق سيمات التي يخ ضع لها العمل الأدبي.هذا يعني اأن لفظة»النر ص«ت ساعد على انفالت املمار سة الدالة من اللغة ال شفوية لغة التوا صل كما ي سمح ل:«كر ستيفا«اعتماد منظور مارك سي يكون النر ص فيه اإنتاجية donc( Le texte et.)12()une productivité وهو املنظور ذاته الذي دفع»بيار ما شري«Pierre( )Macherey )1938( اإىل احلديث عن االإنتاج االأدبي بدل احلديث عن ا إالبداع على اأ سا س اأن القول اإن الفنان مبدع هو ارمتاء يف اأح ضان االإديولوجية ا إالن سانية) Humanite()13 )14()Idéologie ذلك باأن»االكت شاف ا أال سا سي للمارك سية هو )...(اأن االإن سان ال يوجد بل العالقات االجتماعية واأال وجود لذات وال للفاعل التاريخي ولكن للبنيات املو ضوعية كما اأن ه ال وجود للتقدم باملعنى االإن ساين ولكن لتعاقب الت شكيالت االجتماعية )...( و مل يكن باإمكان املادية التاريخية اأن تتكون كعلم اإال ب رشط التخلي عن جميع االدعاءات من ذلك القبيل اأي عن جميع مزاعم النزعة ا إالن سانية«) 15 (. يرف ض»ما رشي«اعتبار الن ص كلية متجان سة) 16 ( مهمتها متثيل ا إالديولوجية ذلك باأن ه يقوم بالك شف عن تناق ضاتها واإظهارها من خالل عر ض مفارقاتها. مم ا يجعل منه ممار سة إاديولوجية يكون الن ص فيها بنية غري متجان سة) 17 (. غري اأن كر ستيفا تركز يف فهمها و درا ستها للن صو ص على فكرة الإنتاجية حيث يكون النر ص عبارة عن جهاز يقوم مبختلف عمليات الإنتاج والتحويل ممر ا يعني اأنر النر ص لي س منتوجا نهائيا بل هو يف سريورة اإنتاج تقوم على خلخلة املواقف اجلاهزة واإحداث حركية ترف ض كلر ثبات وكل امتالء موهوم. وبهذا نكون اأمام مفهوم جديد لكتابة من سماتها اأنها ل تتحدد بجن س معنير ول تتعني باتخاذها موقعا حمددا بل من حيث هي ممار سة تتميز باحلركية وغياب املوقع. ويف رس هذا طبيعة االأو صاف التي ترتبط بالن ص عند»كر ستيفا«وهي تتمثل يف: جهاز- عمل- آالة ( pa )18()pareil-Travail-Machine وحتمل هذه االأو صاف يف نظرنا ظال باختينيا حيث اتخذ»باختني«من قبل كلمة»جهاز«لتحديد الداللة.ويظهر هذا يف قوله:»الداللة جهاز تقني لتحقق التيمة«) 19 ( thème(.)20()le مم ا يدعم راأينا يف عدم ح رص تاأثري»باختني«يف»كر ستيفا«يف دائرة مفهوم التنا صية حيث يت ض ح لنا اأن»باختني«كان مبثابة القاعدة االأ سا سية التي اأ س ست عليها»كر ستيفا«بناءها الفكري. وقد ساعد هذا الت صور»كر ستيفا«على اإخراج النر ص من دائرة اجلمالية الأر سطية التي حكمت تاريخ الفن عند الغرب لزمن طويل من خالل الإطاحة مبفهوم املحاكاة والتمثيل واعتبار النر ص مو ضوعا للمعرفة 71 انطلق»بارت«يف حتديده للكتابة من خالل النظر إاىل املمار سة الأدبية على اأنر ها ملتقى الذات والتاريخ«اإنر ها العالقة بني الإبداع واملجتمع«وبهذا الفهم قامت معاجلته للكتابة بو صفها ت شكيال ملظاهر التمزق الإديولوجي.
درا سات.. درا سات.. درا سات * انطباعات جديدة عن اإفريقيا Nouvelle( 1932 Le.)Impreion d Afrique * كيف كتبت بع ض كتبي écrit( 1935 Comment j ai Connaiance( )21()Objet de مبعنى اأنه ل يتعار ض مع املعرفة العلمير ة وميثل تعددية الأن ساق دون اأن يخ ضع ملركز بذاته يف ت شكيل املعنى فهو سريورة املعنى) 22 (. وال سريورة هنا حا رضة مبعناها املارك سي أاي مبعنى التطورات الداخلية التي حتدث يف ظاهرة ما من خالل تتابع متناق ض للحظات الزمنية) 23 (. ويبدو لنا أان فكرة ال سريورة ت شغل مكان ال صدارة في سيميائية»كر ستيفا«الأن ها الفكرة التي ت ستلزم االنتقال من االنغالق إاىل االنفتاح.وح سبنا اأن ننظر اإىل مفاهيم اأخرى مثل مفهوم البنينة )24()Structuration( ومفهوم االإنتاجية لكي نتحقق من اأن»كر ستيفا«توؤ س س ملفهومها للكتابة وللن ص من خالل فكرة ال سريورة. والواقع اأن هذه ال سريورة اإمن ا ترتجم عن نف سها يف راأينا من خالل مفهوم ا إالنتاجية الذي ن ستطيع عن طريقه ت صور الن ص باعتباره تعالقا بني الداخل واخلارج فهي اإذن هذا الرتابط نف سه بني الداخل واخلارج وهي التي جتيء فتخلع طابعا حركيا على الن ص يف انتقاله بينهما. ومل تلجاأ»كر ستيفا«اإىل مفهوم االإنتاجية اإال الأن ها اأدركت اأن هذا املفهوم هو الذي ي سمح بتجاوز ثبات ن سق الن ص وانغالقه. خا صة واأن فكرة االنغالق ضللت»كثريا من البنويني و أالقت بالبنوية ال صورية إاىل االن سداد فاإذا سلمنا باأن الن سق معطى أاويل مرتبط بالوعي العقل الب رشي وكونيته فال يحتم علينا ذلك إاغفال حركيته وحتوالته وانتظامه الداخلي فهو ال يفقد اأ سا سه اجلوهري ولكنه ميتلك مرونة التحوالت وي ستجيب ملقت ضيات التغريات فيتكيف معها دون اأن يتال شى جوهره«) 25 (. لقد تعر ضت»كر ستيفا«يف اأو ل طرح لها ملفهوم ا إالنتاجية عام 1967 لن صو ص الكاتب الفرن سي»رميون رو سل«) Rouel )Raymond )1933-1877( والن صو ص امل شار اإليها هنا هي : * انطباعات عن إافريقيا impreion( 1910 le.)certaine de me livre واعتماد»كر ستيفا«هذه الن صو ص يف سياق عر ضها ملفهوم الإنتاجية مرر ده اإىل التحويالت التي كان يجريها»رو سل«على ن صو ص الآخرين لإبداع ن صو صه كمحاكاته ل» Verne»Jule الذي كان معجبا به من خالل العتماد على بع ض احليل البالغية وعلى اجلوانب ال صوتية للكلمات بطريقة يتوقف معها النر ص يف أان يكون جمرد انعكا س لواقع الأ شياء لي صبح سريورة لالنفجار وللت شتت ذلك باأنر ه ل وجود ل شيء ي سبق الكالم بالن سبة لرو سل اأي اأنر ه ل وجود اإلر للعدم الذي هو غياب املعنى) 26 ( وهو الفهم الذي عربر ت عنه»كر ستيفا«بقولها:«هذه املمار سة الن صية ل متت ب صلة اإىل أاية طاقة غائية أاو ميتافيزيقية إانها ل تنتج غري موتها اخلا ص وكل ت أاويل يهدف إاىل إاقرارها يف اأثر منتوج )احتمايل( يكون خارجا عن ف ضائها املنتج«) 27 (. تقدم كتابة»رو سل«نف سها بو صفها دعوة اإىل إاعادة التفكري يف العالقة املوجودة بني الكلمات واالأ شياء. ومن هنا نفهم االحتفاء الذي حظيت به هذه الكتابة عند كتاب الرواية اجلديدة وعند ال رسياليني.وقد مثلت كتابة»رو سل«ملي شال فوكو»جتربة اللغة«Langage( )28()Expérience du ارتكازا على مالحظة طبيعة تعامل»رو سل«اخلا صة مع اللغة. و إاثارة مفهوم الإنتاجية مرتبطة عند»كر ستيفا«بنقد التمركز الغربي حول اللوغو س الذي وجر ه فهم احل ضارة الغربية لالأدب منذ «أافالطون«حيث مت النظر اإليه بو صفه منتوجا ولي س انتاجية.وهو الت صور الذي ولر د يف راأي»كر ستيفا«املحتمل Vraiemblable( )Le الذي ميثل بالن سبة لها جمموعة القواعد التي حتدد عمل الكاتب والتي تنح رص يف عن رصين:.1 املحتمل الداليل ( émantique.)le Vraiemblable.2 املحتمل الرتكيبي ( Syntaxique.)Le vraiemblable 72 كر ستيفا تركز يف فهمها و درا ستها للن صو ص على فكرة الإنتاجية حيث يكون النر ص عبارة عن جهاز يقوم مبختلف عمليات الإنتاج والتحويل ممر ا يعني اأنر النر ص لي س منتوجا نهائيا بل هو يف سريورة اإنتاج تقوم على خلخلة املواقف اجلاهزة و إاحداث حركية ترف ض كلر ثبات وكل امتالء موهوم.)d Afrique
درا سات.. درا سات.. درا سات ويتاأ س س من هذين العن رصين ا أالدب املحتمل le( ) Littérature Vraiemblable الذي يكون للكاتب مبثابة املبداأ قبل اأن يكون له طريقة خا صة يف الكتابة كما يكون حمكوما بيقينه ال بفكره.ويغدو الن ص قارا يف حيز اال ستهالك حيث يبلور تطابقا كامال بينه وبني القانون والعرف اأي بينه وبني ما هو مقبول اجتماعيا.اأم ا من ناحية املحتمل الرتكيبي فالن ص يحقق التوافق مع قواعد بنية اخلطاب املتعارف عليها التي حتددها يف الدرجة ا أالوىل القواعد البالغية. وهكذا ندرك اأنر»كر ستيفا«بطرحها ملفهوم الإنتاجية تنتقد الت صور الغربي للنر ص من جهة وتوؤ س س به من جهة ثانية ملفهومها اخلا ص للنر ص بو صفه عملية عرب ل سانية. وعليه تقوم ا إالنتاجية»بهدم الهوية والت شابه واالإ سقاط التطابقي Projection( La Identificatoire ( اإنها ال هوية وتناق ض فاعل«) 29 ( مما يجعل منها منطق اجلدلية التي يت شكل عليها الن ص والتي تقوم على الهدم والبناء. وهذا الفهم م رشوط عند»كر ستيفا«باعتبار اأن الن ص شبكة réeau( )30()Un مم ا يخرجه من خطي ته الزمنية ويجعل منه حلظة حتوي االأزمنة كل ها وتق ضي على كل املتعاليات من خالل تفجري كل البنيات املمكنة اأي بنية اجلملة وبنية الن ص ا أالدبي وبنية الذات اأي اأن النظر اإىل الن ص يقت ضي النظر إاليه بو صفه بنينة ولي س بو صفه بنية االأمر الذي ميوقع الن ص فيما ت سميه«كر ستيفا«ب:«الالنهائية املمكنة«Infinité( )31()Potentielle ذلك باأن الكتابة فعل ممار سة تتم يف مدار الر ف ض والتحويل. متتزج الكتابة بالقراءة وت صبح الكتابة بالتايل عبارة عن قراءة وقد حتولت اإىل إانتاج و صناعة. وترتكز»كر ستيفا«يف هذا الت صور على مدلوالت فعل»قر أا«التي كان يحملها يف القدمي وهي:«اجلمع- القطف- التعرف على االآثار-ا أالخذ-ال رسقة«) 32 ( وكلها معاين ت شري اإىل وجود م شاركة عدائية وامتالك لالآخر ومن هنا تكون الكتابة قراءة للمدونة االأدبية ال سابقة واملعا رصة مم ا يجعل من الن ص حوارا) 33 (. وتن سجم هذه االزدواجية يف و سم الن ص مع فكرة اإلغاء الذات التي قامت عليها املدر سة البنوية الفرن سية من خالل اإعالن»بارت«عام 1968 عن»موت املوؤلف«l auteur( )La mort de حيث تعترب الكتابة اإجنازا ال عالقة له باملوؤلف مم ا يجعل منها ف ضاء متعدد االأبعاد ومنفلتا من اب ستمولوجيا التمثيل والت سجيل) 34 (. وهي فكرة جتد مرتكزها يف فل سفة»نيت شه«واإعالنه عن موت االإله«وهو ما ميكن اعتباره اإعالنا عن ت صدع جميع ال ضمانات الإمكانية تعقل العامل وملعقوليته وعن ت شظي جميع احلقائق وتداعي جميع الهويات مبا فيها بالطبع هوية ا إالن سان التي اأ ضحت جمرد تعدد وت شتت و اختالفات تختفي وراء وحدة وهمية«) 35 (. مم ا يعني فقدان احلقيقة لكل معنى حامل إالمكانية ت شييد وجودها.و قد تبنى هذا الت صور أاي ضا»مي شيل فوكو«)1926-1984( حني اأعلن عن موت االإن سان ولي س املق صود باملوت هنا املوت احلقيقي واإمنا هو موت»ا إالن سان كواقع وحقيقة لها قوام وخ صو صية متميزة كذات موؤ س سة للمعرفة واعية وفاعلة يف التاريخ مهيمنة وم س ؤوولة«) 36 (. لقد انطلق»فوكو«يف تو ضيح موقفه من فكرة اإن الإن سان حديث العهد) 37 ( ذلك باأنر ه كان غائبا يف فكر وثقافة الع رص الكال سيكي وتف سري هذا الغياب مرده اإىل اب ستمير ة الع رص القائمة على الربط بني التمثيل والوجود حيث تكون العني للروؤية وللروؤية فقط والأذن لل سماع فقط و ستكون مهمة اخلطاب اأن يقول ما هو قائم اإلر اأنر ه لن يكون شيئا اآخر سوى ما يقوله«) 38 (. ومل يهتم هذا اخلطاب بالت ساوؤل عن وجود الإن سان وهو الت ساوؤل الذي عبر دت الطريق اإليه ن ش أاة العلوم اجلديدة والفل سفة النقدية عند»كانط«ممر ا اأدر ى إاىل»ان سحاب املعرفة والتفكري 73 اإن»كر ستيفا«بطرحها ملفهوم الإنتاجية تنتقد الت صور الغربي للنر ص من جهة وتوؤ س س به من جهة ثانية ملفهومها اخلا ص للنر ص بو صفه عملية عب ل سانية
درا سات.. درا سات.. درا سات خارج ف ضاء التمثيل«) 39 (. وميالد الإن سان كذات عارفة وكمو ضوع للمعرفة و رسعان ما عرفت تلك املعارف الت صدع والتفكك يف عنا رصها ومتر ال ستغناء عن الإن سان يف املعرفة والتفكري وجتلى الهتمام الأكرب يف جمال اللغة والال شعور) 40 (. وال بد من االإ شارة اإىل اأن فكرة»موت املوؤلف«هي التي كانت-يف ر أاينا-وراء ا صطناع»كر ستيفاملفهوم النا سخ«ScripteurLe بدال من لفظة الكاتب ذلك باأن لفظة»النا سخ«ال ت شري اإىل شيء غري اللغة ذاتها مبعنى اأن ها ال ت شري اإىل وجود ذات تتحكم يف معنى الن ص ومتلك رسه. وهو ت صور نتلم سه اأي ضا عند«فلوبري«حني يقول:«على االأديب اأن ي شابه اهلل يف خلقه اأن يكون يف عمله خفيا وقادرا على اأن ن شعر به يف كل مكان دون أان نلمحه«) 41 (. ولذا عد ه»جون هالربين«اأو ل من اأعلن مبد أا»الكاتب املتخفي«) 42 (. وهو ت صور توا صل وجوده عند الكثري من املبدعني اأمثال ماالرمي وبول فالريي ونطايل ساروت وغريهم حيث»ال ينبغي ت صور ر الذات يف العبارة كما لو كانت متاثل من الناحية اجلوهرية اأو الوظيفية موؤلف ال صيغة فهي لي ست يف الواقع سببا اأو اأ صال اأو نقطة انطالق الظاهرة ظاهرة كتابة اجلملة«) 43 (. وهكذا تتجاوز»كر ستيفا«بهذا منطق الهوية واملماثلة وتتحرر من فكرة الثبات بقدر ما تنفتح على كثافة اللغة و شبكة التمدلل. ومن هنا فاإنر مفهوم»كر ستيفا«للنر ص هو نقد للت صور الكال سيكي الذي يرى يف النر ص جمرر د حماكاة وهو نقد للت صور البنوي القائم على املحايثة.الأمر ال ذي ي شكل يف الوقت ذاته متر سا مبنطق جديد وخمتلف يغدو النر ص يف اأفقه ممار سة دالة تت م فيها عملية الخرتاق على م ستوى العالمة والذات واملجتمع وبهذا املعنى ل يتحقق النر ص على سبيل املطابقة بني الذات والنر ص أاو بني النر ص وخارجه واإمنر ا يتعلق الأمر ب إانتاجية يغتني بها النر ص بقدر ما تتغري العالقة بني الداخل واخلارج وذلك عرب عمليات خمتلفة من المت صا ص والتحويل التي يقوم بها. يقوم ارتكاز»كر ستيفا«يف هذا الت صور على النحو التوليدي والتحويلي لدى»نعوم ت شو سكي«)1928(.)N.Chomky( وهو االجتاه الل ساين الذي اأ س س له يف كتابه الذي صدر عام 1957 بعنوان»البنى الرتكيبية«) Syntaxique )Structure ثم أاتبعه بكتاب اآخر بعنوان»مظاهر النظرية الرتكيبية«) Apect )de la Théorie Syntaxique عام 1965 حيث أاقام نظريته الل سانية بغية فهم احلدث اللغوي وتعليله وعدم االكتفاء بالو صف ال شكلي كما جتلى ذلك مع االجتاهات التجريبية.ينظر اإىل اللغة بو صفها معطيات متناهية ي ستخدمها املتكلم داخل املجموعة اللغوية الواحدة ب صور غري متناهية) 44 ( وهو الفعل التوليدي الذي عن طريقه يتم اإنتاج اللغة. ومن هنا رضورة فهم وتعليل العمليات الذهنية على م ستوى عقل ودماغ االإن سان من منطلق كون العقل م صدر املعرفة 45. يميز»ت شوم سكي«بين الكفاءة اللغوية واالأداء الكالمي ( Perfo rcompétence Linguitique / )mance متثل الكفاءة املعرفة الباطنية للغة التي ميتلكها االإن سان اأي الن سق القواعدي والذي يتحقق من خالله ال شكل ال صوتي للجملة وحمتواها الداليل وي شكل»االأداء«اال ستعمال الفعلي للغة. وملعرفة كيفية اإنتاج اخلطاب وفهمه ال بد من ا ستح ضار معرفة خارج ل سانية )Extralinguitique( )45( و ينق سم ن سق اللغة ح سب نظره اإىل ثالث مكونات) 47 (: املكون الرتكيبي-املكون الداليل- املكون الفونولوجي. ميثل املكون الرتكيبي ( mco )poant yntaxique العملية الفكرية يف إانتاج اجلملة من جهة ومن جهة اأخرى التحقق الفيزيائي للجملة وهو ما يطلق عليه»ت شوم سكي«البنية العميقة والبنية ال سطحية de( Structure Profonde / Structure )Surface حيث ت شكل البنية العميقة ال شكل املجرد للجملة والذي ميثل التف سري الداليل وت شكل البنية 74
درا سات.. درا سات.. درا سات ال سطحية اجلملة يف حتققها الفعلي وهو ما يمثل التف سري ال صوتي) 48 ( فالبنية العميقة هي التي تتحول إاىل بنية سطحية عن طريق القواعد التحويلية وهي القواعد التي تختلف من لغة اإىل أاخرى) 49 ( وي ساعد املكون الفونولوجي Phonologique( )Compoant على حتديد ال شكل ال صوتي للجملة املولدة يف املكون الرتكيبي على اأ سا س القواعد التحويلية اخلا صة بكل لغة.اأم ا املكو ن الداللي Sémantique( Compoant (.في ضفي تف سريا دالليا على البنية العميقة للجملة ومن هنا تربط اللغة بني املكو ن الفونولوجي واملكون الداليل عن طريق قواعد املكون الرتكيبي ذلك باأن طبيعة هذا املكو ن ت ساعد على فعل الربط من خالل احتوائه على مكون االأ سا س de( Compoant Compoant Tranformationn( واملكون التحويلي )Bae )nel يف الوقت ذاته. ووفق هذه الروؤية تكون البنية العامة لقواعد اللغة على ال شكل التايل:) 50 ( بنية عميقة متثيل داليل. بنية سطحية متثيل صوتي وهكذا يكون النحو التوليدي عبارة عن توليد كل اجلمل يف لغة معينة مم ا يعني اأن التحويل ي سمح باالنتقال من البنية العميقة املو لدة عن طريق مكو ن االأ سا س اإىل بنية سطحية تتلقى تاأويال صوتيا للو صول إاىل التحقق الفعلي للجملة اأي اأن البنية العميقة تخ ضع إاىل عدة حتويالت من حذف وزيادة وتقدمي وتاأخري حتى ت صل اإىل ال شكل ال صوتي الذي ت أاخذه البنية ال سطحية يف نهاية التحويل. هكذا ا ستطاع»ت شوم سكي«اأن يغري التفكري الل ساين و أان يجعل مقاربة اللغة مقاربة تركيبية ت صبح اللغة معها سريورة تركيبية. وهو املنظور الذي وجه»كر ستيفا«اإىل نقل مكت سبات النحو التوليدي والتحويلي اإىل مجال درا سة الن ص وخا صة الن ص ال رسدي كما جتل ى ذلك يف درا ستها لرواية»جيهان دو سانرتي«de( Jehan Antoine de la(»اأنطوان دوال سال«ل صاحبها )Saintré )51()Salle و ذلك يف درا ستها املو سومة ب«ن ص الرواية«ال صادرة عام 1970 و هو توجه ي سريه سعيها اإىل اإقامة م رشوع ل سيميائية موؤ س سة على منطق جديل وبالتايل اأ صبح»التحويل«منهجا لقراءة الن ص حيث تت م قراءة كل مقطع يف الن ص ال رسدي يف صلته بكلية الن ص وهذا يعني اأن»كر ستيفا«قامت بنقل املفهوم من جماله الل ساين ال ضي ق اأي جمال اجلملة اإىل جمال اأو سع وهو جمال الن ص االأمر الذي دفعها اإىل عدم االكتفاء باأطروحات«ت شوم سكي«واال ستعانة باأطروحات أا ستاذه زيليغ هاري س )1992-1909( Zelling( )S.Harri ذلك ب أان»هاري س«كان ياأخذ مفهوم التحويل من جهة العالقات التي تربط بني اجلمل ولي س من جهة كيفية بنائها. وعليه كانت العالقات بني اجلمل موؤ س سة عنده على التحويل من خالل جمموعة من العمليات املطبقة على اجلملة النواة مثل حتويل اجلمل املركبة اإىل جمل ب سيطة اأو حتويل اجلملة الفعلية اإىل جملة ا سمية.ويرتبط كل هذا عنده مبفهومه لوحدات اجلملة القائمة على املتواليات حيث يكون كلر»مورفيم«متوالية من«الفونيمات«وكل كلمة متوالية من املورفيمات وكل جملة متوالية من الكلمات وكل خطاب متوالية من اجلمل. وقد ساعدته هذه الروؤية على تو سيع الدرا سة الل سانية خارج حدود اجلملة وخارج جمال الل سانيات ( aextr )52()linguitique من خالل الربط بني اللغة والثقافة واملجتمع) 53 (. هكذا يتبني لنا اأنر املنظور الذي حكم أاطروحات الل سانيات التوليدية والتحويلية هو اعتبار اللغة ن سقا حركيا من العالقات ولذلك فاإنر قراءة»كر ستيفا«لأ صول هذه الل سانيات تك شف عن اإرادة لتاأ سي س ال شتغال النر صي على فعالية التحويل واإن كانت هذه الإرادة يف جانب منها ا ستمرارا لنزعة جتاوز أاطروحات»دو سو سري«و إاعادة النر ظر 75
درا سات.. درا سات.. درا سات يف مفهوم العالمة ذاته فاإنها تتمير ز بخ صو صيتها يف امل سارات التي فتحتها يف فهم التحويل. وقد ك شفت هذه اخل صو صية عن ا ستحالة متثل املمار سة الن صية كما هي يف واحديتها وانغالقها وفتح آافاق الدرا سة على تعددية هذه املمار سة واختالفها. وهي الروؤية التي جعلت»كر ستيفا«تزاوج بني الل سانيات ا أالمريكية والل سانيات الرو سية متمثلة يف أافكار الل ساين الرو سي» سوجمان«( msau.)54()jan عر ض» سوجمان«انتقاده لت شوم سكي من خالل إادخال مفهومني جديدين يف النحو التوليدي وهما : )النمط الظاهري- Génotype النمط التكويني éph )notype وذلك يف درا سته التي صدرت عام 1963 بعنوان: Le Modèle Génératif applicatif et le calcule de tran formation dan la langue Rue واأي ضا يف درا سة اأخرى صدرت له عام 1968 بعنوان: Fondement de la grammaire générale de la languerue حيث ميثل: Génotype ال شكل املجرد للرتكيب بعيدا عن الو سائل الل سانية امل ساعدة على حتققه يف حني ي شكل :Phénotype ال شكل اخلارجي الذي يتحقق به) 55 (. من منطلق يرى اأن العالقات الرتكيبية الداخلية امل ستقلة عن املبد أا اخلطي اخلارجي. وهي تفرقة ا ستعارها» سوجمان«من جمال البيولوجيا اإذ ميثل )Génotype( جمموعة العوامل الوراثية املكونة لل شخ ص وميثل )Phénotype( الطبع الوراثي.وهي اال ستعارة التي ستاأخذها عنه»كر ستيفا«لتوؤ س س بها ملفهومها للن ص. وال بد اأن ن شري اإىل اأن ه بف ضل تلك املزاوجة يتجاوز مفهوم»التحويل«عند»كر ستيفا«كونه اإجراء قائما يف اللغة لي شكل اخلربة الثاوية يف البنية مم ا يدفع اإىل التعامل مع الن ص بو صفه جهازا مركبا من العالقات املت شابكة. وبهذه الروؤية متار س»كر ستيفا«التحويل على مفهوم التحويل ذاته فهو عندها حد للن ص ولقراءته بقدر ما هو تاأ سي س للمفهوم اأي اأنها تتعامل مع مفهوم»التحويل«بفهم جديد تتغري معه العالقة باملفهوم ذاته عرب تغري مفهوم التحويل نف سه. توؤ س س»كر ستيفا«اإذن ملفهومها للن ص من خالل التفرقة التي تقيمها بني ما ت سميه»الن ص الت ام ( éph )56(»)Géno-Texte( املولد»الن ص وما ت سميه»)notexte حتت تاأثري«سوجمان«كما اأو ضحنا سالفا وهي تفرقة تتعر ض لها يف خمتلف ن صو صها. ميكننا تو ضيح ال سمات املحد دة لكل مفهوم من خالل ما مت عر ضه يف ن صو ص»كر ستيفا«يف اجلدول التايل: الن ص الت ام عمل منتج متثيل بنية سطح جرب اجتماعي رمزي الن ص املولد ن ص اإنتاج اإنتاجية بنينة حجم طبولوجيا بيولوجي سيميائي يتمثل الإبدال املعريف الذي تطرحه هذه التفرقة اأ سا سا يف اأنر النر ص لي س هو الظاهرة الل سانية اأي اأنر ه لي س هو الدللة املحددة املعطاة يف منت ل ساين و املتجلية يف بنية سطحية واإمنا هو توليد )Engendrement( تقوم الظاهرة الل سانية بت سجيله وبالتايل ل يطال»الن ص التر ام «حقيقة النر ص اإلر من حيث اإنه يحمل سريورة البنية ومن ثمة يكون الوقوف عند النر ص املولد وقوفا عند فعل التمدلل ولأجل ذلك تتحول درا سة النر ص إاىل درا سة فعل التمدلل ذاته»لأنه داخل اللغة يتحقق كل ا شتغال دال«) 57 (. 76
درا سات.. درا سات.. درا سات وهو ما تو ضحه»كر ستيفا«يف اخلطاطة التالية:) 58 ( الن ص املولد الن ص الت ام الرمزية ا إالديولوجيا الريا ضيات االأ ساطري املقوالت الل سانية ال صيغة النر ص املولد إاذن هو صيغة متدلل اللغة الطبيعية بو صفه تغيريا و إاعادة بناء يف ن سيج اللغة ويف القيم الإن سانية الكامنة يف اجلانب الإديولوجي والأ سطوري ممر ا يعني اأنر النر ص التر ام يكون عبارة عن صيغة حاملة لزدواجية التغيري عن طريق حتقق وجود الغياب وانفتاحه الدليل يف سريورة دللية ت شهد على حركية النر ص. ويتطلبالوقوفعلىالن صاملو لدعند»كر ستيفا«:»اإبراز نواقل الطاقة الغريزية«d énergie( Le Tranport )59()Pulionnelle وهي الطاقة التي ميكن الك شف عنها على م ستوى اجلانب املنطقي والرتكيبي يف الن ص والذي يتمثل يف طريقة احلكي ويف التخيل كما ميكن الك شف عنها يف م ستوى اجلانب الفينولوجي متمثال يف القافية وتكرار الفونيمات و االإيقاع والنرب دون اأن ت شكل الذات يف كل ذلك وحدة مميزة بعينها اأي اأن الذات تعمل من اأجل حتقيق تال شيها مم ا يحرر الن ص املولد من طابعه الل ساين على الر غم من اأن ه قائم على اللغة.وبهذا يكون اإدراك اجلهاز ال سيميائي للن ض ( ém idipoitif otique (مرتبطا du texte بالك شف على التغيريات التي تتمظهر يف الن ص الت ام مما يعني اأن حتليل الن ص يتطلب معرفة اأغوار الن ص املول د : الن ص الت ام الن ص املو لد وهو الت صور الذي دفع برولن بارت -ح سب ر أاينا- اإىل القول باأنر ال سيماناليز ا ستطاعت جتاوز ال سيميائية بف ضل مفهوم النر ص املور لد ذلك اأنر مناهج التحليل قبل ال سيماناليز كانت يف ر أايه تهتم بالنر ص التر ام من خالل درا سة امللفوظات على ح ساب عملية التلفظ يف حد ذاتها) 60 (. فالنر ص املولد هو ك شف لكل ما يخرتق الذات عند ا شتغالها على النر ص حيث ل يتحدر د فعل التوليد ببنية اجلملة القائمة على العالقة بني امل سند وامل سند اإليه واإمنا يرتبط بالدال يف خمتلف مراحل سريورة ا شتغاله فيمكن أان يتمثل يف كلمة أاو متوالية من الكلمات كما ميكنه اأن يتحقق يف جملة اأو فقرة كاملة) 61 (. ومفهوم الن ص املو لد هو الذي مكن»كر ستيفا«-يف راأينا- من االنفراد بتحديد الن ص على اأن ه«جهاز عرب ل ساين Tranlinguitique(.)62(»)Appareil اأي اأن طبيعته الل سانية ال متنع من ا شتغاله وانفالته من املقوالت الل سانية حيث تقوم عالقته باللغة على الهدم والبناء اأي على التحويل: ذلك اأن البادئة )Tran( التي ا صطنعتها»كر ستيفا«يف تعريفها للن ص هي ذات اأ صل التيني حتمل داللة العبور والنقل والتحويل) 63 ( يف الوقت ذاته مبعنى اأن النقل اأو العبور هنا ال يتم دون حدوث التغيري والتحويل وبهذا يكون«لهذا اجلهاز من القدرة والتحكم والدقة ما يجعله قادرا على تنظيم العالقة اللغوية الداخلية وجعل امللفوظات تتعاي ش وتت آاخى متبادلة البنى سواء منها ما سبق وما تزامن«) 64 (. ندرك مم ا سبق اأن»كر ستيفا«ت سعى من خالل مفهوم»الن ص املولد«اإىل الرتكيز على اخل صو صية الن صية وربطها بالالوعي. وهو املنظور الذي ي شارك فيه«ريكاردو«Ricardeau( )Jean»كر ستيفا«من خالل ما ي سميه ب:«الر صيد الالواعي للنغم«) 65 ( L actif( )Inconcient de cononance حيث ال يتطلب الوقوف عند االإنتاجية الن صية التحقيق ال سري الذاتي كما كان ال ساأن يف النقد النف سي. ومبنظور خمالف ملا قد مته»كر ستيفا«سعى 77
درا سات.. درا سات.. درا سات»اإدموندكرو س«) Cree )66()Edmond اإىل تقدمي ت صور خا ص للن ص الت ام والن ص املولد من منطق يعترب الن ص املولد ف ضاء افرتا ضيا تربمج فيه البنيات االأ صلية سريورة االإنتاجية ال سيميائية معتمدا يف ت صوره هذا على اجلغرافيا ا إالن سانية التي تقابل génotype( )Le ب أانواع متعددة من )Phénotype( مثل إان سان البحر ا أالبي ض املتو سط الذي يقابل االإن سان )االأندل سي الكتالين املغربي ا إاليطايل...( وعليه يكون عمل الكتابة هو تفكيك النهائي لهذا املرك ب حتت شكل الن صو ص التامة )Phénotexte( ال ساعية اإىل التحقق على كل م ستويات الن ص مبراعاة خ صو صية كل واحد منها) 67 (. مم ا يعني اأن للن ص املولد عند«اإدموندكرو س«هو حالة التلفظ اخلا صة بالن ص أاي اأن ه لي س بنية و إامنا هو مدعو أالن يتبنني يف خمتلف حتققات الن صو ص الت امة للن ص ذاته الذي ينفتح وفق ت صوره على م ستويات خمتلفة )ال رسدية ال شخ صيات سنن الرتميز..الخ(. ويتجلى لنا يف جمال الرتجمة بو ضوح كيف اأنه ميكن للنر ص املولد الواحد اأن ي سهم يف وجود عدة ن صو ص ت امة بعك س ما تذهب إاليه»كر ستيفا«. وذلك خا صة إاذا اأخذنا بعني العتبار الرتجمة التي تنطلق من اللغة الثانية بو صفها لغة امل صدر. وميكننا أان منثل لذلك باخلطاطة التالية : الن ص املولد 1 الن ص الت ام 1 الن ص الت ام 2 الن ص الت ام 3 تتاأ س س التفرقة بني«النر ص التر ام«و«النر ص املولد«عند»كر ستيفا«على تفرقة اأخرى تقيمها بني ما ت سميه»الرمزي«ymbolique( )Le و»ال سيميائي«émiotique(.)Le يرتبط ع رص الرمز عند»كر ستيفا«بالفكر ا أال سطوري حيث حتيل الرموز اإىل متعاليات غري قابلة للتمثيل ومن هنا من ساأ انعدام عالقة امل شابهة بني الرمز ومو ضوعه الذي يرمز اإليه. ويوؤدي هذا االنف صال اإىل انعدام قابلية االت صال بني ف ضاء الرمز وف ضاء املرموز )Symbolique-Symboliant( وبالتايل ف إان ا شتغال الرمز يتم وفق خطني خمتلفني وميكننا تو ضيح ذلك كاالآتي: ح رص املكونات املرموزة الرمز االنفالت من املفارقة ويعني هذا اأن وظيفة الرمز في بعده العمودي هي وظيفة ح صر retriction( )Une fonction de كما جتل ى ذلك يف املالحم واحلكايات ال شعبية واأنا شيد احلركة gete( )Le Chanon de اأم ا وظيفته في بعده االأفقي فتتمثل يف االنفالت من املفارقة paradoxe( )68()Une fonction d échappement au وبهذا يكون املنطق الذي يقوم عليه الرمز هو منطق م ضاد للمفارقة وهو املنطق الذي ساد الفكر االأوروبي اإىل غاية القرن الثالث ع رش حيث مت االنتقال إاىل العالمة ومنه يكون ع رص الرمز ح سب»كر ستيفا«سابقا على ع رص العالمة وهو الع رص الذي شهد الت شكيك يف الوحدة املتعالية التي يقوم عليها الرمز من خالل تركيز الن صو ص على املعنى ال سلبي مثل: املوت املعانات االأمل...الخ. وقد ترجم اإدخال هذه ال سلبية والغيرية إاىل الوحدة الدالة ظهور للعجائبي ولالأ شكال املهجنة. 78
درا سات.. درا سات.. درا سات اأم ا ع رص ال سيميائي فهو ع رص االنتقال من الرمز اإىل العالمة ذلك باأن العالمة ال حتيل اإىل احلقيقة الواحدة املفردة واإمن ا هي ت ستدعي جمموعة من العنا صر واالأفكار من خالل مبد أا التحو ل الذي تقيم عليه العالمة عالقات ال متناهية مع غريها من العالمات.هذا التحول وجدته»كر ستيفا«يف ن ص»اأنطوان دوال سال««جلون دي سانرتي«. ويتبني من كل هذا اأن ت صور»كر ستيفا«للرمزي وال سيميائي قائم على أاولوية الرمزي و أا سبقيته التاريخية وهي الر ؤوية التي تجلت يف كتابها» سيميوتيك«و«ن ص الرواية«غري اأن ها رسعان ما قد مت ت صورا خمالفا لهذه الروؤية يف دار ساتها الالحقة أاي تعترب ال سيميائي سابقا للرمزي بل و سابقا ملوقع الذات Sujet( )Poition du والداللة اأي ضا) 69 ( و سبب هذا التحور ل يعود اإىل ارتكازها يف فهم املمار سة الدالة على مكت سبات التحليل النف سي. وعليه ي صبح الرمزي هو ما ميثل: القانون القاعدة التقرير االجتماعي وال سيميائي هو: االإيحاء ا إاليقاع البيولوجي الغريزي. ولذلك جندها تعرفه باأنه متف صل غري تعبريي مبعنى اأن ه ال يتموقع فيما تظهره العالمة واإمنا يف العالمة العابرة لذاتها وللداللة التقريرية»فكل كلمة حتمل بخالف حمتوى امل ضمون الظاهر عواطف وغرائز تتمثل من خالل ال صوت والنربة وال صور البالغية أاو العنا رص ا أال سلوبية امل ستخدمة«) 70 (. ولي س يخفى اأن هذه التفرقة بني ال سيميائي والرمزي لدى«كر ستيفا«حتمل يف طياتها اآثار ما ا ستقر عند«جاك لكان«حول بناء الذات الذي يقوم يف ت صوره على ثالثة سجالت اأ سا سية: اخليايل- الرمزي- الواقعي.وال ينبغي اأن يغيب عن ا اأن»كر ستيفا«كانت تواظب على ح ضور»درو س«لكان) éminaire )Le وكان ذلك يحدث فيها ا ضطرابا وكاأنها يف ح ص ة حتلينف سية حقيقية) 71 ( كما كانت من بني الذين وقفوا إاىل جانبه عام 1969 عندما صدر قرار بتوقيف درو سه) 72 (. الرمزي ymbolique( :)Le يقدمه لكان يف صيغة اال سم املذكر وهو م ستقل عن الذات اأي اأن وجوده م رشوط بالتذاوت )inter-ubjective( على خالف«فرويد«الذي ح رص الرمز يف كتابه»تاأويل االأحالم«( interpr éle )tation de rêve يف الوظيفة املعجمية التي متاثل الرموز بدالالت قارة.وي شكل اخليايل )l imaginaire( املرحلة ال سابقة على املرحلة ا أالوديبية التي ال تعرف متييزا بني الذات واملو ضوع وهو اأ صل كل ا أالوهام )الكلية اإ سقاط نوع من الوحدة على الذات(. اأم ا الواقعي réel( )Le فاإن له عند»لكان«معنى خا صا يخرجه عن املعنى املعروف حيث ي شري اإىل جمال ما هو خارج»الرمزي«وال يعرف التفرقة بني الداخل واخلارج) 73 ( ومع ذلك يبقى»الرمزي«هو اأهم ا أالق سام الثالثة الأن ه هو الذي يوؤ س س الذات.ومن هنا ميكن القول اإن التفرقة بني ال سيميائي والرمزي عند»كر ستيفا«شبيهة بالتفرقة بني اخليايل والرمزي عند»لكان«اأو اإن شئنا متطابقة كما ذهب اإىل ذلك»رامان سلدن«) 74 (. وينبغي اأن ن سج ل هنا مالحظة» سلقرمان«فيما يخ ص التطابق الذي مل سه بني مفهوم»كر ستيفا«لل سيميائي والرمزي ومفهوم»مريلوبونتي«Ponty( )Merleau )1961-1908( للغة املح ضة على الرغم من اأنر»كر ستيفا«ل حتيل عليه يف ن صو صها. تتاأ س س روؤية التطابق على مفهوم»مريولوبونتي«للغة املح ضة حيث يرى»اأن هناك منطني فعالني يف اللغة النمط االأو ل منهما parlé( )Le langage»يرت سب«و»ينطق«حاملا يتاأ س س شيء اأ شبه بعالقة حمفزة سلفا بني»الدال و املدلول )...( وكما لو كان هذا النمط من اللغة حتويال وحتديدا يفر ضان على اللغة من طرف اللغة نف سها اأم ا النمط ا آالخر الذي هو اللغة الناطقة parlant( )Le langage فيكون نف سه يف ممار سته«) 75 ( مم ا يعني اأن اللغة املح ضة هي التي تت شك ل يف زمن امل ستقبل زمن ما هو غري مثبت ويبدو رضوريا 79
درا سات.. درا سات.. درا سات هنا اأن ن شري من جانبنا إاىل اأن هذا التمييز الذي اأقامته»كر ستيفا«بني ال سيميائي والرمزي قد سبق إاليه»غرميا س«يف كتابه»الدالليات البنوية«اإذ تبني له اأن الف ضاء الدال ignifiant( )Univer يت شكل من م ستويني: امل ستوى ال سيميولوجي ( S éle Niveau Le Niveau الرمزي) Symboln وامل ستوى )miologique )ique حيث يتم متف صل الداللة من خالهما) 76 ( يرتبط ال سيميولوجي مبفهوم )Claème( الكال سيم الذي ميثل ال سيمات ال سياقية التي تتحقق باخلطاب) Contextuel.)77()Le Sème يف حني ميز»بنفني ست«بني ال سيميائي والداللي émiotique( Le /( Le Sémantique لتو ضيح كيفية ا شتغال التمدلل فبني اأن»الداليل«هو املتعلق بامللفوظ واأن ال سيميائي يرتبط بعامل اخلطاب) 78 (. ومن متر يت ضح أان ت صور التمدلل بالن سبة لثالثتهم هو ت صور ثنائي يرى اأنر فعل التمدلل يتحقق من خالل م ستويني. وعلى الرغم من ذلك فاإنر» سيميولوجي«غرميا س ل عالقة له ب سيميائي»كر ستيفا«لأنر ف ضاء الدللة عند»غرميا س«هو ف ضاء حمايث ( i muniver )manent على العك س من روؤية»كر ستيفا«القائمة على فكرة التفاعل والتداخل كما ل ي شبه»دليل«بنفني ست «سيميائيكر ستيفا«لأن ال سيميائي عند»كر ستيفا«ي شتغل من خالل فعل مواجهة املعنى ومواجهة البنية. واكت شافه يتوقف على الآثار التي يرتكها النر ص املولد يف الن ص التر ام ولذلك»ت شتمل سريورة التمدلل على النر ص املولد كما النر ص التر ام ولن يكون مبقدورها غري ذلك«) 79 ( الأمر الذي دفع»كر ستيفا«اإىل ا صطناع مفهوم»المركب الدر ال«Signifiant( )80()Complexe وهو املفهوم الذي تتحور ل فيه اجلملة اإىل سيرورة يتج سد من خاللها املعنى دون اختزالها إاىل جمرد تراكم ملعنى الكلمات حيث يت شكل املركب الدر ال من م تغري ) Modifiant )Modifié من خالل التعامل اخلا ص مع الزمن وال صفة وال سم ممر ا يوؤ س س املمار سة النر صية ويحقق فعل التمدلل عن طريق توليد ل نهائي وترهني ظاهري. االإحاالت و الهوامûش 1. رينيه ويلك واأو ستني وارين نظرية االأدب ترجمة حميي الدين صبحي مراجعة ح سام اخلطيب بريوت امل ؤو س سة العربية للدرا سات ط 02 1981 ص 19.20 2. حممد غنيمي هالل االأدب املقارن بريوت دار العودة 1987 ص 45. 3. عرفت اللفظة يف تاريخ اللغة العربية م صريا م شابها حيث دلت يف بداية ا ستخدامها على معنى خلقي ومنه جاء تعبري اأدب احلديث واأدب الدر س ثم غلب ا ستعمالها مبعنى ال شعر والق ص ص واالأخبار مع بداية القرن االأو ل الهجري ثم اقت رص امل صطلح على فن االأدب مع منت صف القرن التا سع ع رش. 4. ينظر على سبيل املثال: Problème de la Structuration du texte, in, Théorie d enemble, Tel Quel, Pari, Seuil, 1968, P. 298. Et.Sémèiotiké P. 109 Maurice Blanchot, le livre à venir, Pari, Gallimard,.5.1959, P. 273 6. مي شيل فوكو جاك ديريدا موري س بالن شو حوارات ون صو ص ترجمة حممد ميالد سوريا دار احلوار ط 01 2000 ص 198. Dominique Rabat, le roman françai depui 1900,.7.que ai je, pari, 1998, P. 47 8. روالن بارت در س ال سيميولوجيا ترجمة عبد ال سالم بن عبد العايل الدار البي ضاء دار التوبقال ط 02 1986 ص 43. 9. روالن بارت الدرجة ال صفر للكتابة ترجمة حممد برادة املغرب ال رشكة املغربية للنا رشين املتحدين ص 37..Julia Kriteva, Polylogue, Pari, Seuil, 1977, P. 24.10 Eric Borda : L analye Littéraire, Notion et Repère,.11.Pari, Nathan, 2002, P. 09 Julia Kriteva, Problème de la tructuration du.12.texte. P. 300 13. هي فل سفة معيارية تنظر اإىل ا إالن سان كقيمة عليا ت صدر عنها جميع املحاوالت لفهم العامل واملجتمع الب رشي وا إالن سان ظهرت كلمة )Humanime( يف الثقافة الغربية الأول مرة يف القرن التا سع ع رش حيث ا ستعملها أاحد علماء الرتبية ا أالملان )F.j.Niethammer( للداللة على نظام تعليمي وتربوي جديد يقوم على االعتماد على الثقافة واالآداب القدمية التي من ساأنها تلقني املثل العليا ثم صارت تدل على التيار الفكري الذي يدعو اإىل االهتمام باالإن سان و بكل ما يثبت ذاته وفكره ومنها النزعة االإن سانية التي اأ صبحت تدل على كل فل سفة ترفع من قيمة االإن سان وتدافع عن حقوقه. Pierre Macherey, pour une théorie de la production.14.littéraire, Pari, Mapero, 1966, P. 23-85 15. عبد الرزاق الد واي موت ا إالن سان يف اخلطاب الفل سفي املعا رص دار الطليعة بريوت ط 01.1992 ص 27. 16. ينطبق هذا خا صة على الرواية وهي الفكرة التي جند تو ضيحها عند باختني من خالل طرحه لفكرة تعدد االأ صوات La(.)Polyphonie Pierre V. Zima ; Manuel de Sociocritique, Pari,.17.L harmattan, 2000, P. 42 43 Julia Kriteva, Problème de la tructuration du.18.texte, P. 300 80
درا سات.. درا سات.. درا سات عرودكي جورج اأبي صالح كمال ا سطفان ص 58. 40. مي شيل فوكو حدود التمثيل ترجمة سامل يفوت ضمن الكلمات واالأ شياء ص 208. 41. عبد الرزاق الد واي موت ا إالن سان يف اخلطاب الفل سفي املعا رص ص 167. 42. فيكتور برومبري غو ستاف فلوبري ترجمة غالية شملي املوؤ س سة العربية للدرا سات والن رش بريوت ط 01 1978 ص.06 43. جون هالربين نظرية الرواية مقاالت جديدة ترجمة حمي الدين صبحي دم شق من شورات وزارة الثقافة 1981 ص 20. 44. مي شال فوكو حفريات املعرفة ترجمة سامل يفوت الدار البي ضاء املركز الثقايف العربي ط 01 1986 ص 91. 45. يحفل الرتاث العربي بالكثري من املواقف التي تنبه فيها العلماء اإىل طبيعة اللغة التوليدية.وبالن سبة لت شوم سكي فاإن ا أالمر يتعلق عنده مبتكلم-م ستمع مثايل. 46. ال يخفي»ت شوم سكي«يف كتاباته تاأثره باملنحنى العقلي لدى»ديكارت«و«همبولدت«. Noam Chomky, la linguitique cartéienne uivi.47 de la nature formelle du langage, Trad. de N. Delanoe.et D. Sperber, Pari, Seuil,1969.P124.Ibid., P. 138.48.Noam Chomky, la linguitique cartéienne, P. 62.49.Ibid, P. 64.50.Ibid., P. 157.51.52 اأنطوان دوال سال Sale( )Antoine de la 1385( )1460 كاتب فرن سي من القرن 15 م كانت تربطه عالقات بالكثري من االأمراء واحلكام يف فرن سا من اأثاره:«la Salade» Jehan de.saintre 53. يعود لهاري س الف ضل يف شق الطريق لتحليل اخلطاب وذلك من خالل املقال الذي ن رشه مبجلة )Language( عام 1952 حتت عنوان : Analyi Dicour Marie Anne Paveau et George Elia Sarafati,Le.54 grand Théorie de la linguitique, de la gramn maire comparée à la pragmatique, Pari, Armand.Collin,2003,P. 152 153 55. عرفت ال ساحة الل سانية الرو سية هذا الباحث الأول مرة عام 1952 عند اإ صداره ملقال خ ص صه للحديث عن»اإ شكالية الفونيم«. Jean Duboi et autre, Dictionnaire de Linguin.56.tique, Pari, Laroue, 1973, P. 229-371 57. كرثت الرتجمات العربية لهذا امل صطلح واختلفت. ومن الرتجمات اجلديدة ما قدمه يو سف وغلي سي وهي الن ص املتكون حيث حتمل هذه ال صيغة يف نظره داللة احلدوث التدريجي يف مقابل الن ص الكائن الذي يدل على احلدث دفعة واحدة. ينظر : يو سف وغلي سي اإ شكالية امل صطلح يف اخلطاب النقدي العربي اجلديد خمطوط اأطروحة دكتوراه دولة جامعة وهران 2004-2005 ص 398. ويقرتح اأحمد يو سف ترجمة اأخرى وهي»الن ص اخلداج«بك رس اخلاء وهي الرتجمة التي تبناها»عبد امللك مرتا ض«يف كتابه«نظرية الن ص االأدبي«باعتماد صيغة ا سم الفاعل«الن ص اخلادج«ينظر الكتاب ص. 348 واخلداج يف اللغة هو النق صان يف ال شيء. جاء يف ل سان العرب خدجت الناقة : األقت 81 19. يطلق»باختني«م صطلح«التيمة«على املعنى الكامل الذي يحمله التلفظ. Mikhaïl Bakhtine, le marxime et la philoophie du.20 langage, traduit du rue et préente par Marina Yagueln.lo, Préface Jackbon, Pari, Minuit, 1977, P. 143 Julia Kriteva, Problème de la tructuration du.21.texte, P. 298.Ibid., P. 299.22 Encyclopédie Philoophique Univerelle, Le non.23 tion Philoophique Tome 2, Pari, PUF, 1990, pron.ceu, P. 2053 24. كان هذا املفهوم هو صلب االإ شكالية التي ت ضمنتها مداخلة»كر ستيفا«يف ملتقى»الل سانيات واالأدب«الذي انعقد يومي 16 و 17 اأفريل 1968 مبدينة»Cluny«وكان عنوان املداخلة:«Texte.»Problème de Structuration du ي صف كلود شوفاليه Chevalier( Jean (-كان Claude مم ن ح رضوا امللتقى «كر ستيفا«باأنها كانت جنمة امللتقى vedette( La ( ينظر: Jean Claude Chevalier, Henri Mehonic à Cluny et en Quelque autre lieux 1968-1970, in groupe de cherchn eur, la force du langage, Rythme, Dicour, Traduction, autour de l œuvre d Henri Mehonic, Sou la direction de Jean loui Chi et Gérard Deou, Pari, Edition.Champion, 2000, P.263 25. أاحمد يو سف القراءة الن سقية ومقوالتها النقدية وهران دار الغرب طبعة 2002-2001 اجلزء الثاين ص 37. Pierre Macherey, A quoi pene la littérature? Exern.26 cice de Philoophie Littéraire, Pari, PUF, 1e Edition,.1990, P.187 27. جوليا كر ستيفا علم الن ص ترجمة فريد الزاهي مراجعة عبد اجلليل ناظم دار توبقال الدار البي ضاء ط 01 1991 ص 65. Pierre Macherey, A quoi pene la littérature?.28.p.182 Julia Kriteva, Sémèiotiké, Recherche pour une én.29.manalye, Seuil, Pari, 1969. P.178.13.Ib?d., P.30.Ib?d., P. 180.31.Ibid., P. 120.32 33. ت شبه اللغة الفرن سية هنا اللغة العربية من حيث داللة فعل قراأ يف اأ صله اال شتقاقي على اجلمع. ينظر: ابن منظور ل سان العرب املجلد االأول بريوت دار صادر قراأ. 34. سنتعر ض لهذه الر ؤوية بتف صيل يف مباحث الف صل الثالث. Roland Barthe, la mort de l auteur in le bruien.35.ment de la langue, Pari, Seuil, 1981, P. 65-66 36. عبد الرزاق الد اوي موت االإن سان يف اخلطاب الفل سفي املعا رص بريوت دار الطليعة ط 01 1992 ص 35. 37. عبد الرزاق الد اوي موت االإن سان يف اخلطاب الفل سفي املعا رص ص 160. 38. مي شيل فوكو ا إالن سان وازدواجياته ترجمة جورج اأبي صالح وكمال ا سطفان ضمن الكلمات و االأ شياء ص 313. 39. مي شيل فوكو نرث العامل ترجمة بدر الدين عرودكي ضمن الكلمات واالأ شياء ترجمة مطاع صفدي سامل يفون بدر الدين
درا سات.. درا سات.. درا سات ويزربرج عر ض: جان بول جواري ترجمة كاميليا صبحي جملة اإبداع م رص العدد 12 دي سمرب 1998 ص 52. 72. من ا أالحداث املثرية يف حياة»الكان«اأن اجلمعية العاملية للتحليل النف سي اأ سقطت عنه الع ضوية ب سبب عدم احرتامه للقواعد املعمول بها يف عيادات التحليل النف سي مثل ق رص ح ص ة العالج ومعاجلة الزوج والزوجة يف الوقت ذاته..Julia Kriteva, Mémoire n 01, 1983, P. 53.73 Jean Pierre Cléro, le vocabulaire de Lacan, Pari.74.Ellipe, 2002, voir Imaginaire réel, ymbolique 75. رامان سلدن النظرية ا أالدبية املعا رصة ترجمة سعيد الغامني عمان دار الفار س بريوت املوؤ س سة العربية للدرا سات والن رش 1996 ط 01 ص 125. 76. ج. هيو سلقرمان ن صي ات بني الهرمنيوطيقا والتفكيكية ترجمة ح سن ناظم وعلى حاكم صالح بريوت- الدار البي ضاء املركز الثقايف العربي ط 01 2002 ص 260 261. aa. J. Greima, Sémantique Structurale, Pari, L.77.roue, 1966, P.55-61 na. J. Greima, Sémiotique, Dictionnaire Raio.78 né de la Théorie du Langage, Pari, Hachette, 1979,.Claème, P.37 éemile Benvenite, Problème de Linguitique G.79.nérale, II, TUNIS, CERES Edition, 1995, P. 60-61 J. Kriteva, La révolution du langage poétique,.80.p.84.j. Kriteva, Sémèiotiké, P. 259-260.81 ولدها قبل اأوانه لغري متام االأيام. Julia Kriteva, la révolution du langage poétique,.58.pari, Seuil. 1974, P. 84.Julia Kriteva, Sémèiotiké, P.226.59 Julia Kriteva, La révolution du langage poétique,.60.p.83 Roland Barthe, Théorie du texte, in, Encyclon.61 pédie Univerali, Volume 15-Smolette-Théoople,.Pari,1973,P.1015.Julia Kriteva, Séméiotiké, P. 221.62.Ibid, P. 52.63 Petit Robert, Dictionnaire Alphabétique et.64 analogique de la Langue Françaie, Robert, Pari,.1984, Tranquillité, P. 2001 65. عبد امللك مرتا ض الكتابة من موقع العدم م ساءالت حتول نظرية الكتابة سل سلة كتاب الريا ض م ؤو س سة اليمامة ال صحفية ص. 335. Jean Ricardeau, Nouveau Problème du roman,.66.pari, Seuil, 1978, P.77 67. باحث و روائي يعد من م ؤو س سي النظرية ال سو سيونقدية اإىل جانب كلود دي شي Duchot(.)Claude Edmond Cro, la ociocritique, Pari, l harmattan,.68.2003,p.55.julia Kriteva, Texte du Roman, P. 26-27.69 Julia Kriteva, la révolution du langage poétique,.70.pari Seuil, 1974, P. 35 71. أارنو سبري حوار جوليا كر ستيفا إاليزابيث رودين سكو ديفيد 82
درا سات.. درا سات.. درا سات الواقعية ال سحرية في القüصة اليمنية القüصرية عبد الكرمي الرازحي اأمنوذجا [ مùسعد أاحمد Uصالح مùسرور ماهية الواقعية الùسحرية: يف الن صف االأول من القرن الع رشين املن رصم وخا صة بعد احلرب العاملية الثانية اأطلق املفكر االأملاين»فرانزو«م صطلح الواقعية ال سحرية على منط من الفن الت شكيلي يتخطى التعبريية ويفرق الدكتور صالح ف ضل بني الواقعية ال سحرية والتعبريية الأن التعبريية اأولت اهتماما بالغا للعنا رص اخليالية املعرفة وللجوانب االجتماعية معا يف حني الواقعية ال سحرية تفادت عامل ما وراء الطبيعة وال تربر سلوك االإن سان بالتحليالت االجتماعية بل يتمثل هدفها االأ سا س يف التقاط االأ رسار التي تختفي حتت مظاهر الواقع واأكرث ما يتبدى ذلك يف الر سم فاإن الفنان التعبريي يطمح اإىل الهروب من الواقع اإىل عوامل غري واقعية اأما الفنان يف الواقعية ال سحرية فيواجه الواقع حماوال فك طال سمه واأ رساره وكذلك يف االأدب الق ص صي فاإن االأحداث املهمة يف الق ص ص التي تتكئ على الواقعية ال سحرية ال تخ ضع لل رشوح املنطقية اأو االجتماعية فالكاتب ال ينقل الواقع حرفيا وال يبعد عنه متاما اىل عوامل اأخرى غري متما سكة كما يف ال رسيالية ولكنه يلتقط ال رس املهم الكامن يف اأح شائه) 1 (. 83 [ باحث و أاكادميي من اليمن
درا سات.. درا سات.. درا سات و إاذا كانت التعبريية تتجلى يف لون من أالوان العبث الكافكاوي الذي يقوم منهجه على ا ستعمال املنطق لقلب املنطق فكل شيء يف الظاهر يبدو منطقيا غري أانه يخفي واقعا آاخر ت شيع فيه الفو ضى والغمو ض هذه الروؤية العدمية تت ضمن شكال من اأ شكال الفكاهة ال سوداء أاما الواقعية ال سحرية فاإنها تتجاوز هذا املفهوم لتوغل يف عمق الرتاث الأ سطوري«) 2 (.»وال صورة التعبريية تقوم على حالة خوف اأو قلق أاو اإحباط تنطلق منها ولكن دون اأن يكون سببها عرثة سيكولوجية متعلقة بنف سية البطل إان ال صورة التعبريية قد يبدو فيها البطل يف حالة خوف من خطر مبهم دون اأن يرجع هذا اخلوف اإىل سبب حقيقي موؤثر وهذه االأحا سي س والهواج س يكون مردها حالة احتجاج إازاء عدوانية خارجية والفارق بني ال صورة التعبريية وال صورة ال سرييالية فارق بني ما يثري االحتجاج وما يثري الغربة وقد ر أاى ع شاق ال سرييالية اأن امل أالوف يفقد قدرته اجلمالية واأن اجلمال ينبع من الربط بني اأ شياء متنافرة بعد تخلي صها من ا ستعماالتها النفعية يف ضي اإىل صور تت ضمن أاكرب قدر من الت ضاد يف مظهرها وتت سم ال صور ال رسيالية مب سحة شعرية عميقة وقد وجد ال رسياليون يف أاول االأمر نبعا سخيا لل صور يف الالمعقول والعقل الباطن بجنونه واأحالمه وهلو ساته وقد غا صت ال رسيالية إاىل الالوعي ذلك املخزون الذي توجد فيه االأ شياء يف اأكرث العالقات غرابة وفجائية«) 3 (. وي شري»دليل الناقد ا أالدبي«اإىل اأن م صطلح الواقعية ال سحرية يف الر سم ا ستعمل يف ذلك احلقل للداللة على نوع من الر سم القريب من ال رسيالية حيث تكون املو ضعات املر سومة واالأ شياء قريبة يف غرابتها من عوامل احللم وما يخرج عن امل أالوف من رموز واأ شكال فهذه الغرائبية جزء اأ سا سي من دالالت الواقعية ال سحرية كما شاعت يف االأدب خا صة يف الق صة غري اأنها تن ضاف هنا ب صورة اأ سا سية اإىل تفا صيل الواقع اإذ ير سم القا ص تفا صيله ر سما موغال يف الب ساطة واالألفة«) 4 (. أاما فيما يخت ص باالأ سطورة ف إانه ال ينبغي اأن نف صلها عن الواقع اإذ أانها كما يقول اأحد كبار النقاد»ا شرتاك دائم يف ميدانه وانفتاح على الوعي به فالعن رص االأ سطورى خروج من التاريخ وعودة إاىل الوقائع االأ سا سية بطريقة تهدف اإىل اكت شاف بنيتها العميقة الدائمة يف احلياة والكائنات«) 5 (. فالواقعية ال سحرية تتبدى يف الأعمال الأدبية التي تعرب عن ر ؤوية كونية سحرية للعامل روؤية ل تاريخية تنمحي فيها احلدود بني الأحياء واجلماد اأو بني الثقافة والطبيعة حيث تكت سب الأ شياء والظواهر خوا ص وقدرات مميزة وحيث ن شاهد جانبا من هذا الواقع ال سابق على مبادئ العقل واملنطق وقوانني ال سببية ويبدو أان تخ صي ص هذا اللون من األوان املعاجلة الفنية ب أامريكا الالتينية له ما يربره فاإن حياة ال شعوب البائ سة املكونة من هنود و سود ومولدين بتقاليدهم اخلا صة و سحرهم واأ ساطريهم يعي شون خارج التاريخ حتكمهم روح اأخرى ل تكاد متت ب صلة ملن يعاي شونهم يف احلدود اجلغرافية و إان عد سة الفنان تركز ال ضوء على تلك املرائي ال سحرية التي تعك س الأ شياء احلاملة واملناظر اخلارقة للعادة والأحداث اخليالية اأو املهنية يف ضمري اجلماعة ال سحيق. ومما يجدر ذكره هنا اأن الواقعية ال سحرية لها صلة قوية بثقافتنا وتراثنا خا صة اإذا عرفنا اأن معظم ممثلي هذا التيار حتدثوا عن شغفهم بحكايات»األف ليلة وليلة«وتاأثريها الكبري عليهم لدرجة»اأن الكاتب االأرجنتيني ال شهري خورخي لوي س بورخي س كان يحمل كتاب أالف ليلة وليلة معه ضمن ب ضعة كتب اأخرى- اأينما حل«) 6 (. اأما جابرييل جارثيا ماركيز فالت أاثريات الواقعة عليه جاءت من ثالثة م صادر أا سا سية كما يقول الناقد الدكتور حامد اأبو أاحمد. 1-»حواديت جدته التي مل ميل احلديث عنها ويف هذا يقول لنا اإن جدته كانت حتكي له اأكرث االأ شياء فظاعة دون اأن تت أاثر وكاأنها حتكي عن شيء راأته منذ قليل. وي ضيف: وقد اكت شفت أان هذه الطريقة يف احلكي اجلميل وهذا الرثاء يف ال صور هو الذي كان ي سهم اأكرث من اأي شيء آاخر يف منح حكاياتها م صداقية. وبا ستعمايل 84 الواقعية ال سحرية تتبدى يف الأعمال الأدبية التي تعب عن روؤية كونية سحرية للعامل روؤية ل تاريخية تنمحي فيها احلدود بني الأحياء واجلماد أاو بني الثقافة والطبيعة حيث تكت سب الأ شياء والظواهر خوا ص وقدرات مميزة
درا سات.. درا سات.. درا سات نف س هذه الطريقة امل أاخوذة عن جدتي كتبت رواية»مائة عام من العزلة«. 2- ق ص ص أالف ليلة وليلة التي قر أا خمتارات منها يف طفولته ثم فنت بها بعد ذلك واأعمال الروائي امل شهور فرانز كافكا وهو أاول من حفزه اإىل كتابة اأول ق صة يف حياته ويحكي هذه الواقعة صديقة بلينو ميندوثا فيقول إان اهتمام ماركيز بالق صة بداأ يف ليلة قراأ فيها رواية»امل سخ«لكافكا وعندما قرا اجلملة االأوىل يف الرواية التي تقول»عندما ا ستيقظ جريجوريو سام سا ذات صباح بعد حلم مزعج وجد نف سه وقد حتول يف رسيره اإىل ح رشة هائلة«اأغلق جابرييل الكتاب قائال لنف سه: يا للهول! هل ميكن أان يحدث هذا!! ويف اليوم التايل كتب اأول ق صة يف حياته. 3- املفهوم ال شعري للواقع: وهناك عبارة م شهورة جلارثيا ماركيز تقول:»اإن اأف ضل الق ص ص هو ما كان تعبريا شعريا عن الواقع«) 7 (. وهناك مكونات أاخرى يف ت شكيل العامل الق ص صي عند جارثيا ماركيز وقد عر ض لها كثري من النقاد بتو سع وكل ما أاردنا أان نقوله هو اأن الكاتب ماركيز هو من اأهم رواد الواقعية ال سحرية على م ستوى العامل ويتميز اإبداعه الق ص صي بالرثاء والتنوع اإن عامله شديد اخل صوبة وخياله خالق ا ستطاع من خالله إابداع اأعمال خالدة شدت انتباه القراء على م ستوى العامل. والواقعية ال سحرية: هي التوازن الدقيق واملح سوب بني عن رصين هما الواقعي والفانتازي اأو اخليايل الواقعي هو ما يجري من اأحداث على أار ض الواقع ولهذا قال جابرييل ماركيز»لي س يف أاعمايل سطر واحد ال يقوم على اأ سا س واقعي«) 8 ( اأما اجلانب الفانتازي فهو ا ستعمال عنا رص غري واقعية والبد اأن يتم املزج بني الواقعي والفانتازي من خالل تقنيات واأ ساليب حداثية متقدمة مثل حتويل العمل الق ص صي اإىل عمل شعري مبعنى»اأن يكون العمل على درجة من االتقان واكتمال عنا رص الفن وثورية الروؤية والتغلغل يف عمق الذات وال سيطرة على اللغة حيث ي شعر القارئ اأنه اأمام عمل ق ص صي فذ وم ؤوثر وفيه قدر كبري من االمتاع واإثارة الده شة وتفجري القدرات ا إالبداعية عند القارئ«) 9 (. ويرى ا ستيفان تودورف يف كتابه مدخل لالأدب ال سحري 1970 م»اأن الق صة ال سحرية ت صف عاملا شديد ال شبه بعامل الواقع اليومي الذي نعي ش فيه جميعا وفجاأة نرى م شهدا يتم فيه خرق قواعد املنطق وقوانني الطبيعة كيف ميكن تف سري ما حدث اإننا جند أانف سنا مرتددين بني حلني: االأول: إانه نوع من الهذيان اأو الروؤية غري ال صحيحة وبالتايل تظل قوانني الطبيعة سارية املفعول. الثاين: اأن هذا اخلرق غري املنطقي وغري الطبيعي حدث بالفعل ويف هذه احلالة علينا أان نقر اأن العامل فيه قوى غام ضة«) 10 (. إان ال سحري هو التذبذب الذي يعي شه اإن سان يعرف فقط قوانني الطبيعة وعندما يقع أامامه حادث غري طبيعي من الناحية الظاهرية ي صاب هذا الإن سان باحلرية ازاء هذا احلدث الغريب عليه وهذه احلرية هي امللمح الأ سا س يف الق صة ال سحرية التي حتتوي على اأحداث غريبة وعجيبة يقول زكريا القزويني:»العجب حرية تعر ض ل إالن سان لق صوره عن معرفة سبب ال شيء اأو معرفة كيفية تاأثريه فيه«) 11 ( ويف معنى الغريب يقول القزويني»الغريب كل أامر عجيب قليل الوقوع خمالف للعادات املعهودة وامل شاهدات امل أالوفة وذلك إاما من تاأثري نفو س قوية اأو تاأثري أامور فلكية اأو اإجرام عن رصية. كل ذلك بقدرة اهلل تعاىل«) 12 (. ومثلما اأ شار أاحد نقاد العامل الثالث يف معر ض حديثة عن مغزى ظهور الواقعية ال سحرية خطابا ما بعد كولونيالية»ف إان الواقعية ال سحرية بدجمها الواقع يف الفنتازيا اإمنا تقوم بتحدي قيود النوع و أاعراف الواقعية كما ا ستخدمها اخلطاب الغربي. واإذا كان هذا التطوير ا أال سلوبي احلا سم قد اقرتن يف بداياته بالرواية االأمريكية الالتينية فاإنه اليوم شديد ال شيوع يف الن صو ص ما بعد الكولونيالية ومييل اأكرث فاأكرث اإىل اإدراج ال سيا سي والتاريخي والت سجيلي يف صميم ا شتباك الواقع مع الفنتازيا حيث يقوم كتاب العامل الثالث الذين ا ستلموا من املركز االإمربيايل أاقانيم النظام واجلمال واملنطق واحل سا سية والواقع إاجماال وهي عملية قد متت بالق رس 85 كوابي س الرازحي تلك الق ص ص الق صرية ج اد وق ص ص جمموعة موت البقرة البي ضاء ب شكل عام هي ق ص ص مثقلة باحلزن والقهر واملطاردة والرعب وي ضم جميع اأحداثها خيط واحد وهو أان حياتنا احلا رضة غا شمة وعبثية ول سبيل أامامنا سوى ذلك العبث. فهي ق ص ص جميلة ورائعة وم شوقة ت رسد علينا ب شكل سحري فانتازي بع ض ما جرى لنا يف هذا العامل الغا شم املقلوب عامل ل منطق له ول اأمن فيه عامل الفقراء اخلايل من اأي قطرة فرح اإنه عاملنا احلا رض الذي نعي ش حتت سمائه.
درا سات.. درا سات.. درا سات والقهر وبطم س الثقافة الوطنية يقوم هوؤالء الكتاب االآن ب إاعادة رد الب ضاعة اليوم اإىل املركز عرب نفق املا ضي الوطني الذي بات اأقرب اإىل الفنتازيا منه اإىل واقع معقلن«) 13 (. ثم ان ح ضور الواقعية ال سحرية يف الق صة العربية هو ذو م ستويات ولي س متجان سا يرتبط باملتخيل العربي العام واملحلي كذلك»للتعبري عن ر ؤوية مغايرة تقدم حتوال يف العالئق مع الطبيعة وما فوق الطبيعة مع الذات اخلفية ومع ا آالخرين مع الواقع والالواقع ومثل هذا التحول على م ستوى بنيات املجتمع هو الذي يربر التحول مع متخيل» سائب«اإىل جن س تخييلي ي سنده وعي ولغة متميزة وتيمات ت ستك شف املجهول وتو سع من دائرة االأدب«) 14 (. اإن الواقعية ال سحرية ت سعى لتاأ سي س خطاب اأدبي وطني ال يكتفي باإعادة ما يقدمه خطاب االآخر و إانتاجه وتداوله ا ستهالكه واإمنا تهدف اإىل اإن شاء اإبداعات ق ص صيه واإبداعات شعرية نابعة من خ صو صية التجربة الوطنية والقومية تاريخيا وثقافيا وتتجلى هذه اخل صو صية يف جمال ال رسد العربي احلديث والق صة الق صرية حتديدا يف حماولة صياغة اإبداعات ق ص صية جديدة ال تقف عند حدود املنجز الفني لقالب الق صة الق صرية يف االآداب الغربية واالأوربية بل تتفتح على ما هو جوهري يف عقل االأمة و ضمريها وتاريخها وموروثها وفولكلورها وعلى ما تختزنه من قوى روحية عميقة ومن اعتماد على البداهة واحل س ال شعبي وعلى طرائق ال صوغ ال شفوي التي متتلك جذورا عميقة يف الوجدان ال شعبي واملوروث الوطني والقومي. وما تفعله الكتابات الق ص صية العربية اليوم ومنها الق صة الق صرية يف اليمن التي حت س بال ضغوط االقت صادية والثقافية وال صدام اليومي مع»ا آالخر«اإمنا هو م سعى جزئي يف هذا االجتاه يطمح اإىل تاأ سي س هوية ثقافية وفنية وروؤية م ضادة تعيد ت شكيل خطاب ق ص صي بديل ي ضع الواقعي إاىل جانب الغرائبي والتاريخي اإىل جانب املعا رص والغنائي اإىل جانب الوثائقي واحللمي وال صويف اإىل جانب املادي اإلخ. إان فح صا دقيقا للتجارب الق ص صية املتنوعة يف الق صة الق صرية يف االأدب العربي توؤكد خ صو صية هذا االجتاه وثرائه وعمقه وات ساعه اأفقيا وعموديا واإذا نظرنا اإىل الق صة الق صرية يف م رص جند من ميثل ذلك االجتاه هو يحيي الطاهر عبد اهلل والقا ص حممد م ستجاب والقا ص خريي عبد اجلواد وغريهم أاما يف سوريا فيمثله زكريا تامر ويف ال سعودية حممد علوان وعلي الدميني ويف اليمن عبد الكرمي الرازحي و صالح با عامر. ويرى الدكتور سمر روحي الفي صل أان الأ سلوب ال سحرئي الغرائبي»لي س منطا واحدا لدى اأتباعه من القا صني العرب بل هو أامناط عدة يتزيا كل منط بزي صاحبه ويحمل طابعه. فالتكثيف ال شديد والإيحاء العميق والرتفاع فوق الواقع وتوظيف الرتاث والتاريخ واحليوان واأ شياء الطبيعة اأبرز سماته«) 15 (. ويقول:»وهناك تعليالت كثرية ل سيادة هذا االأ سلوب الغرائبي ال سحري أابرزها الت ضاد بني رغبة القا ص يف نقد النظام ال سيا سي ورغبة النظام نف سه يف منع النقد من اأن يك شف حقيقته. وال حل منطقي للت ضاد بني هذين الطرفني الأن النظام م ستعد دائما إال سكات القا ص ومن مبادئ القا ص اأال ي سكت عن ف ضح الدمامة يف املجتمع ولكنه إان سان يخاف كما يخاف كل اإن سان فيتقد باأ سلوب غرائبي قابل لتاأويالت شتى واإيحاءات كثرية كل ت أاويل منها ينجيه من العقاب الأنه دال على ال شيء ونقي ضه فليم سك به الرقيب اإذا كان قادرا على فهم شيء واحد لي س غريه من ا أال سلوب الغرائبي«) 16 (. الواقعية الùسحرية يف قüصüص القاUص اليمني عبد الكرمي الرازحي)*( ومن الظواهر الفنية احلديثة يف الق صة اليمنية الق صرية ظهور مناذج لل رسد ال سحري الغرائبي الذي يتداخل مع املوروث اخلرايف واخليال ال شعبي بعامة على نحو ملحوظ. إانهما منطان من الق ص خمتلفان سواء يف اأ ساليب ال رسد أاو يف الدللت التي ي سري الق ص باجتاهها فال شعبي وا ضح النتماء اإىل اأر ضية امل أالوف واملتوقع حدوثه يف عامل احلياة ال شعبية 86 قدم لنا الرازحي يف هذه املجموعة ق ص صا ممتعة تفتح م سارات جديدة لفن الق صة الق صرية يف اليمن الذي تطور يف ال سنوات الأخرية ون ضج ب صورة تثري الإعجاب كما تثري النتباه
درا سات.. درا سات.. درا سات اليومية وواقعيته ل حتتاج اإىل تبيني والغرائبي قريب مما يعرف بالفانتازيا أاو الواقعية ال سحرية. ولي س معنى ذلك أان اجلمع بني الواقع وال سحر أاو الفانتازيا ينتج ب شكل ما اإىل واقعية سحرية الأن هناك رشوطا أاخرى كثرية البد اأن تتحقق كي ت ؤودي اإىل اإبداع ق ص صي حقيقي من ذلك التناول ال شعري للواقع وا ستعمال لغة تتواءم مع هذا الواقع ال سحري وتتناغم معه واملوهبة والوهج الفني واال ستيعاب االأمثل للرتاث ومعرفة ا ستعمال التقنيات اجلديدة يف فن الق ص وا ستيعاب االأعمال االإبداعية البارزة وان سجام الر ؤوية مبا يتفق مع جوهر الفن وغري ذلك من رشوط وظواهر ال تتحقق إاال عند كاتب متميز. والقا ص اليمني عبد الكرمي الرازحي من خالل جمموعته»موت البقرة البي ضاء«يعد كاتبا متميزا وواحدا من جيل املجددين يف الق صة اليمنية الق صرية الذين حاولوا اأن ي ضخوا يف هذا الفن دماء جديدة بعد حممد عبد الويل و أاحمد حمفوظ عمر إان الرازحي متيز بني اأقرانه باأنه حاول تخليق ا أال سطورة يف الق صة اليمنية الق صرية واأنه جنح يف ذلك بدرجة كبرية تفوق فيها على اأقرانه واإن ق ص صه موغلة يف ا ستك شاف الوعي»وكذلك الالوعي«اجلمعي اليمني والعربي واإن ق ص صه تزخر بالطقو س والغرائب الفانتازية وي ستلهم وي ستخدم االأمثال ال شعبية واحلكايات وا أاللغاز واملفارقات يف ن صه الق ص صي. يقول الناقد ال سعودي الدكتور معجب الزهراين:»لعبد الكرمي الرازحي جمموعة ق ص صية ا سمها»موت البقرة البي ضاء«حينما يقراأ االإن سان ن صا ق صريا جدا من هذه املجموعة ي شعر باأنه يعي ش يف عامل ف سيح عجيب وغريب وواقعي اأي ضا «) 17 (. وللرازحي طابعة اخلا ص والفريد املتمثل يف وعيه احلاد مبا يحدث يف الواقع من متغريات و أاحداث و إادراكه العميق لتلك البنى الرا سخة يف عالقة التابعني بامل سيطرين وهذا احل س ال ساخر حد العبث الوجودي بكل ما يحيط بنا وما يحدث بداخلنا وفيما بيننا وهذا الإملام ال شديد مبفردات الواقع واخليال ومبفردات العربية الف صحى والعامية وهذه القدرة على التعبري املجازي البديع وعلى تكوين ال صور اجلديدة والالفتة واملده شة هذا الإيغال ال شديد يف البنية الجتماعية وال سيكولوجية للمجتمع اليمني املعا رص ويف الوقت نف سه وهذه القدرة على المتداد بهذا الفهم لهذه البنية إاىل تلك اجلذور العميقة ال ضاربة يف القدم اخلا صة بهذه البنية واأي ضا اخلا صة بالتحولت الهام شية التي طراأت عليها واخلا صة ب أافراحها القليلة والعابرة واأحزانها الكثرية واملقيمة. ويرتبط التجريب يف اإبداعه الق ص صي مبحور اأ سا س يتمثل يف مراوحة مت صلة بني االإفادة من التقنيات واملنجزات املتحققة يف االأعمال االإبداعية الفردية وبني جماليات ا إالبداع اجلماعي املوروث حيث ميكن القول اإن ق ص ص الكاتب تتوزع بني هذين املنحيني واإن كان القطاع االأكرب من هذه الق ص ص يرتبط باملنحى الثاين منهما. اإن جتريب الكاتب يف هذا املنحى الثاين الذي يتمثل يف جماليات املوروث اجلماعي ويختلط هذا املوروث بالفانتازيا هو ما مينح ق ص صه التي سارت يف هذا االجتاه»قيمة«متميزة وي ضفي ا أالخري على دور هذا الكاتب يف الكتابة الق ص صية يف اليمن والوطن العربي سمات خا صة فيما يت صل بالبحث عن طابع خا ص حملي ال ينف صل بالطبع عن كونه اإن سانيا يعك س جتارب إان سانية يف الوقت نف سه حماولة الكاتب يف هذا االجتاه تعد امتدادا لتجارب ظهرت قبله على م ستوى الوطن العربي كما تعد ا ستكماال لتجارب ظهرت يف املرحلة التي كتب فيها القا ص ق ص صه اإال أان حماولته هذه التي حتققت يف معظم اإبداعه الق ص صي تقدم اإ ضافات وا ضحة للتجارب ال سابقة عليها واملعا رصة لها على ال سواء. لقد ج سدت جمموعة الرازحي الق ص صية»موت البقرة البي ضاء«قدرة كاتبها على امتالك أا سلوب خا ص يف فهم الواقع الذي يحيط به وخا صة واقع القرية اليمنية. وهكذا تطورت النظرة الواقعية وو صلت عنده اإىل اأق صى درجات احلرية يف طرح وجهة النظر اخلا صة به. بل واأ صبحت هناك إامكانية لنقل اخلرافات ال شعبية والفلكلورية التي ميتلئ بها واقع القرية اليمنية 87 ان الواقعية ال سحرية لها صلة قوية بثقافتنا وتراثنا خا صة اإذا عرفنا اأن معظم ممثلي هذا التيار حتدثوا عن شغفهم بحكايات «أالف ليلة وليلة«وتاأثريها الكبري عليهم لدرجة»اأن الكاتب الأرجنتيني ال شهري خورخي لوي س بورخي س كان يحمل كتاب األف ليلة وليلة معه ضمن ب ضعة كتب اأخرى- اأينما حل«
درا سات.. درا سات.. درا سات ال ضاربة جذورها يف االأعماق وحتويلها إاىل رموز فنية تعرب بعمق عن الر ؤوى ا إالبداعية اجلديدة. لقد عربت هذه املجموعة الق ص صية عن اإ شكالية االإن سان اليمني يف مرحلة مهمة من مراحل حياته يف الع رص احلديث وب أا سلوب حكاء ماهر يعرف كيف يجتذب قارئة من خالل ق ص ص جميلة مده شة مثرية عربت عن جممل التبدالت املجتمعية التي يعرفها الواقع اليوم وبخا صة يف املناخ القروي يف بالدنا. يقول الكاتب وا صفا قريته»اإنني اأعترب قريتي رس العامل و سقف الدنيا.. ولو رشقت أاو غربت بحثا عن قرية اأجمل واأكرث سحرا منها فلن اأجد. صحيح اأنها فقرية وجرداء لي س فيها ما يلفت االنتباه. لكنها مع ذلك جميلة ب شكل غام ض وخرايف. اإن بيوتها بعد املطر- تلمع كاأنها مدهونة بال سمن. واإن ن ساءها يتالأالأن كاأنهن خملوقات من الدهن ال من الطني. ويف احلقيقة فاأنا اإن سان قروي رغم كوين اأعي ش يف املدينة. وعالقتي بالقرية متاثل اإىل حد كبري عالقة الفالح ببقرته. اإن القرية هي بقرتي الغالية فتحتها اأجل س يف امل ساء الأر ضع حليب الطماأنينة واالأمان.. ومنها اأح صل على دهن املعرفة وزبدة احلكمة«) 18 (. لقد اأمتعنا واأده شنا الكاتب عندما حتدث عن قريته وا ستطاع اأن ي ستميلنا بقوة الأنه من خالل حديثه اجلميل ولغته الفنية خلق عنا رص من احلكي ال سل س الذي ي شبع حاجتنا ورغبتنا ال شغوفة التي متالأ نفو سنا هذه االأيام ملعرفة اأ شياء جديدة مثرية اأو االنغما س يف اأحداث غري م سبوقة أاو التمتع باأي ده شة قادرة على جتديد احلياة عالوة على روح ال سخرية واملرح الذي يتميز به اأ سلوبه. لقد متكن الكاتب يف جمموعته الق ص صية»موت البقرة البي ضاء«من اأن يفكك الواقعية اخلاملة ويخرتقها لي ضيف اإليها بعدا جديدا من خالل ا ستيالد الفانتازيا والرموز ذات اجلذور الفلكلورية واملجموعة الق ص صية ب شكل عام تتنا ص بالفعل مع احلكايات ال شعبية واخلرافية وروح «أالف ليلة وليلة«والكاتب يلجاأ اإىل الفانتازيا الأن احلياة كلها اليوم مليئة اأ صال بالفانتازيا على كافة امل ستويات اأخالقيا وح ضاريا وثقافيا واقت صاديا واجتماعيا. ومتثل جتربة عبد الكرمي الرازحي الق ص صية واحدة من التجارب الأدبية اليمنية التي جنحت يف خلق ق صة ق صرية تنتمي على وجه اخل صو ص اإىل ما يعرف بالواقعية ال سحرية يف الأدب وهي طريقة يف ال رسد ل تتخلى عن ت صوير الواقع وعده اأحد اخليوط املهمة يف ال رسد ولكن بطريق املزج بينه وبني ما يعرف بالفانتازيا بكافة أا شكالها املمكنة كاحللم والكابو س والهذيان واجلنون مما يجعل ثمة فرقا مهما بينهما وبني اأ ساليب ال رسد اخليالية اخلال صة. جمموعة القا ص اليمني»عبد الكرمي الرازحيموت البقرة البي ضاء«تثري ق ضايا فكرية وفنية متعددة.. ولعل احلكم واالنطباع العام الذي يخرج به القارئ بعد قراءة هذه املجموعة.. اأن هذه املجموعة تنت سب إاىل ما يطلق عليه الفن اجلميل أاو ال سهل املمتنع. وكما قلنا سابقا هذه املجموعة تنت سب إاىل الواقعية ال سحرية شكال وم ضمونا ولكي نعرف بدقة ونفهم مالمح هذه املدر سة الفنية ميكن اأن ن ستعر ض ب رسعة وكذلك بب ساطة مالمح هذه املدر سة من خالل ما كتبه الناقد حامد اأبو أاحمد وتتمثل هذه املالمح فيما يلي: 1- إان وجود الواقعي العجائبي هو االأ سا س يف ظهور أادب الواقعية ال سحرية. 2- الواقعية ال سحرية هي اأكرث من اأي شيء موقف اإزاء الواقع ومن ثم ميكن التعبري عنها يف اأ شكال شعبية اأو مثقفة ويف اأ ساليب م صوغة بدقة أاو عامية ويف اأبنية مقفلة اأو مفتوحة. 3- يف الواقعية ال سحرية يتواجه الكاتب مع الواقع ويحاول اأن ي سرب غوره واأن يكت شف ما هو رسي يف االأ شياء ويف احلياة ويف ا أالفعال ا إالن سانية. 4- يف الواقعية ال سحرية جند ا أالحداث الرئي سية لي س لها تف سري منطقي أاو سيكولوجي. 5- الواقعي ال سحري ال يحاول اأن ين سخ )كما يفعل الواقعيون أاو يجرح الواقع( كما يفعل ال سريياليون واإمنا يحاول اأن يقتن ص ال رس الذي ينب ض يف االأ شياء. 6- ويف ا أالعمال ذات التوجه الواقعي ال سحري جند 88 جمموعة القا ص اليمني»عبد الكرمي الرازحيموت البقرة البي ضاء«تثري ق ضايا فكرية وفنية متعددة. ان هذه املجموعة تنت سب اإىل ما يطلق عليه الفن اجلميل اأو ال سهل املمتنع. وتنت سب اإىل الواقعية ال سحرية شكال وم ضمونا
درا سات.. درا سات.. درا سات املوؤلف يف غري حاجة إاىل تربير ما هو رسي يف االأحداث. 7- والكاتب الواقعي ال سحري لكي يقن ص اأ رسار الواقع ي سمو باأحا سي سه نحو حالة ق صوى ت سمح له بالتنبوؤ بال صبغات غري امللحوظة للعامل اخلارجي هذا العامل متعدد االأ شكال الذي نعي ش فيه«) 19 (.»موت البقرة البي ضاء«هي هذا املزيج كله.. من احلب واحللم والذكريات اجلميلة هي اإيقاع احلياة الهارب هي الر ؤويا اجلديدة للحياة هي الت سجيل الفوري للحاالت النف سية التي كان م ستع صيا من قبل التعبري عنها هي اللون اجلديد للق صة»هي شعر الدنيا احلديث ملرونتها وات ساعها جلميع االأغرا ض مما يجعلها اأداة صاحلة للتعبري عن احلياة االإن سانية يف اأ شمل معانيها فالق صة اأبرع فنون االأدب التي اأوجدها االإن سان املبدع يف جميع الع صور«) 20 (. وق ص ص جمموعة»موت البقرة البي ضاء«تك شف لنا منذ البداية عن فهم عميق للبناء الق ص صي املحكم ووعي مبفردات اللغة الق ص صية ذات ا إاليحاء والداللة ويقدم لنا»عبد الكرمي الرازحي«من خاللها- مناذج اإن سانية يف حلظات التذكر والتمني والرجاء واالأ شواق واالأ سى واحلزن ويختلط فيها عامل االإن سان بعامل احليوان والفانتازيا. املجموعة الق ص صية ب شكل عام تقدم لنا حلنا واحدا بعدة تنويعات ف أابطال الق ص ص كلهم يعي شون حلظات ال شوق اإما يف املا ضي واإما يف احلا رض وامل ستقبل ولكن تلك االأ شواق ت صطدم باالأ سى واحلزن الذي ت شعر به ال شخ صية وتعي ش فيه. وهذه النقطة هي التي جعلت اللغة عند الكاتب قريبة اإىل حد كبري- من لغة ال شعر. مبعنى اأنها لغة شاعرية واأن ذات الكاتب اندجمت بالتجربة الق ص صية حيث إاننا ال ن ستطيع أان نف صل بينهما على االإطالق. و سوف يت ضح لنا اأكرث من خالل حتليل النماذج الق ص صية التي حتتويها املجموعة حيث نراه يف ق صته ا أالوىل»عام احلمار«يقدم من خالل الراوي ب ضمري املتكلم تلك القرية اليمنية التي رمبا تكون قريته هو يقدمها بكل ما حتمله من متناق ضات ومبا تختزنه من عادات وتقاليد واأ ساطري ذات صبغة خا صة وينجح الكاتب باللغة الق ص صية املوحية يف اأن يقدم لنا ذلك ا أال سى الذي ي شكل مالمح تلك القرية بنا سها بفقرهم وب ساطتهم ويف هذه الق صة يتداخل الواقع مع الكابو س ويتعامل الكاتب مع ما هو فانتازي على نحو ي شعرنا باأنه واقعي بل إانه ليتداخل مع الواقع ويتفرع منه كما لو كان مماثال بالفعل وهذا املنحى الق ص صي عرف به الكاتب ويتجلى يف هذه املجموعة الق ص صية على اأمت وجه. يقول الراوي»كان أاهايل قريتنا كلما شاهدوا»زهرة«قادمة.. يعرفون للتو أانهم يف يوم الثالثاء واأن الوقت هو ال ساعة التا سعة صباحا. اأما نحن ال صغار فقد كان جميء زهرة اإىل قريتنا كل يوم ثالثاء يعد بالن سبة لنا حدثا خارقا. ذلك الأن قريتنا كانت معزولة اإىل حد املوت.«) 21 ( والراوي ب ضمري املتكلم يف الق صة يحكي لنا عن ال شخ صية الق ص صية»زهرة«وما يذيع صيته يف القرية حولها وما تتلقفه الإ شاعات وما تنقله الأقاويل نحو وجود عالقة حمرمة بني زهرة وحمارها:»لقد كانت اأعظم إا شاعة اجتاحت قريتنا وكانت من القوة بحيث هزت أاركان القرية و أاحدثت ردود فعل عنيفة بل راح النا س كعادتهم يغذون هذه الإ شاعة بحليب خيالتهم املري ضة اإىل أان صارت بحجم يفوق حجمها احلقيقي ع رشات املرات. قال بع ضهم اإنه ر أاى احلمار ذات مرة يت شمم زهرة با شتهاء ويهم بركوبها. وقال آاخرون: اإنهم ر أاوا زهرة بني اأ شجار االأثل الكثيفة مت سك براأ س حمارها وتقبله بحنان مثري. واأ شاعت إاحدى قريبات املر أاة ال سليطة الل سان اأنها ر أات زهرة ذات يوم هي ترفع يديها بابتهال و سمعتها تقول: اللهم قو حماري واأطل عمره وال حترمني منه «) 22 (. الق صة ذات منحى فنتازي فاالأحداث ال تخ ضع ل سياق منطقي أاو عقلي أاو واقعي على الرغم من اأن االإطار العام حلركة ا أالحداث وال شخ صيات هو إاطار واقعي وح سي لذا تتخذ ا أالحداث الالحقة م سارا غرائبيا فنتازيا ال يخلو 89»موت البقرة البي ضاء«هي هذا املزيج كله.. من احلب واحللم والذكريات اجلميلة هي إايقاع احلياة الهارب هي الر ؤويا اجلديدة للحياة هي الت سجيل الفوري للحالت النف سية التي كان م ستع صيا من قبل التعبري عنها هي اللون اجلديد للق صة
درا سات.. درا سات.. درا سات من سخرية مبطنة. الإ شاعات والأقاويل التي نقلها إالينا الراوي حول عالقة زهرة بحمارها والتي اقتنع كل اأهايل القرية باأنها متينة وحمرمة بعد أان قذفتها امراأة سليطة الل سان كانت قد ت شاجرت معها ذات ثالثاء على دجاجة ا شرتتها منها لقد سمع الراوي تلك امل شاجرة ونقلها اإلينا اإىل اأن كربت الإ شاعة وتناقلها النا س و أافتى فيها فقهاء القرية فتاواهم الفانتازية»قال الفقيه وكان إاىل جانب كونه فقيها ينظر اإليه كخبري يف شوؤون العامل اخلفي. باأن حمار زهرة ما هو اإل زوجها اجلني يتنكر يف النهار ويظهر ب شكل حمار. و أان ما يحدث بني زهرة وحمارها أامر حالل لي س فيه ما يناق ض ال رشع واأ ضاف الفقيه باأن أاي اعتداء على زهرة اأو حمارها سيكون له عواقب سيئة. اإذ سيت سبب ذلك يف ن شوب حرب طاحنة بني قريتنا وقرية اجلن. وقال ب أان اجلن فيما لو ن شبت احلرب سيقذفون قريتنا باجلمر ويحرقون كل شيء. وذكرهم بحرب كانت قد ن شبت بني قريتنا واجلن يف الأزمان الغابرة ب سبب قتل إان سي من قريتنا بطريق اخلطاأ جنيا كان يظهر أامام بيته ب شكل»عردان«ون صح الفقيه اأهايل القرية ب أان يعودوا اإىل بيوتهم واأن ل ي صدقوا مرة أاخرى كالم الن سوان. وفيما كان القوم ممتقعي الوجوه على مالحمهم عالمات التعجب والنبهار «) 23 ( وميكن القول إان الغرائبي يف هذه الق صة باخرتاقه بنية احلدث الواقعي إامنا يفر ض لونا جديدا من القراءة و رضبا جديدا من القراء الذين يتحولون اإىل منتجني فعالني لداللة الن ص الق ص صي ذاته وم شاركني اإيجابيني وغري سلبيني للفعل الق ص صي واالإن ساين وهذا ما جنده ب شكل جلي يف هذه الق صة. يقول الراوي يف فقرة أاخرى من الق صة»كانت زهرة التي الذت بحائط ال صمت حلظة قذفتها املراأة ال سليطة الل سان بحجر الت شهري الذي ه شم زجاجة سمعتها.. قد غادرت القرية وهي ترتنح من االأمل. ويف العادة كانت زهرة حني تفرغ من بيع دجاجاتها وتقفل عائدة اإىل قريتها وراء اجلبال تطلق يف سماء قريتنا اأغنية خ رضاء تنم عما يف قلبها من فرح وحنني. أاما هذه املرة فقد غادرت وهي تبكي ب صمت وك أانها تودع كل شيء لقد بقينا نحن ال صغار نراقبها من على سطح املدر سة وهي تهبط املنحدر مع حمارها باجتاه الوادي. وانتابنا يف تلك اللحظة إاح سا س ب أان زهرة«مظلومة.. كادت قلوبنا تقفز من بني جوانحنا لتلحق بزهرة وحمارها. و أالول مرة يجتاحنا حزن شديد خملوط بخوف غام ض وتع صف بنا رغبة للبكاء«) 24 (. ويقول الراوي:»تناهى اإىل اأ سماعنا صوت نهيق حمار زهرة ونحن يف املدر سة فتقافزنا كاجلداء ال ستقبالها. كان شوقنا إاليها هذه املرة أاقوى واأ شد وكانت م شاعرنا نحوها وحمارها بعد حديث الفقيه وقد اتخذت شكال غام ضا ومعقدا. لكن زهرة التي كنا بحاجة إاليها اأكرث من أاي وقت م ضى مل تكن موجودة احلمار وحده هو الذي جاء. وفج أاة وفيما كان قر ص ال شم س امللتهب يتوارى خمتفيا وراء قمم اجلبال واملوؤذن يوؤذن ل صالة املغرب حدث هرج ومرج وراح النا س وقد اأ رصاأبت اأعناقهم يتدافعون هنا وهناك وي رصخون مذعورين. اهلل اأكرب احلمار طار اهلل اأكرب طار احلمار.. لقد كان يوما ال ين سى. وحتى االآن ما زال اأهاىل قريتنا يتذكرون حمار زهرة الذي طار واختفى بني الغيوم وما زالوا يوؤرخون لكل شيء بهذا العام الذي ي سمونه: عام احلمار«) 25 ( وهكذا يخرق القا ص الن سيج الواقعي للق صة بفعل فنتازي ي شكك بالوثوقية املرجعية للعامل الواقعي الذي اأ س س له ال رسد الق ص صي يف البداية وتعقب ذلك ب سل سلة من االأفعال الفنتازية الغربية التي انتهت عند ما طار حمار زهرة واختفى بني الغيوم. اأما ق صة»الكي س«ي سيطر أا سلوب ال رسد الذاتي على ن سيج هذه الق صة الثانية من ق ص ص املجموعة -قيد الدرا سة- ومنه ينطلق الراوي ب ضمري املتكلم»اأنا«يك شف فيها الراوي عن حالة رافقت عهد طفولته وهي حالة»التبول«يف فرا شه التي رافقته حتى بلوغه سن العا رشة ونالحظ أان الراوي يحاول اإقناعنا فنيا باأن ما يرويه أامر واقعي ولي س متخيال عرب رسده لالأحداث واملواقف ال شخ صية التي مر بها ساردا لنا اأحداثا م أالوفة وعابرة ويومية واقعية يف صميمها ولكنه 90
درا سات.. درا سات.. درا سات ميزجها باملتخيل والوهمي وي صعد بها اإىل م شارف الفانتازيا واملجاز واحللم واالأ سطورة. يقول الراوي ب ضمري»اأنا«املتكلم»بقيت داخل كي س نومي املبلول ومل تنفع حماوالت اأمي الإخراجي منه بقيت معت صما بكي س النوم وممتلئا باحلقد واخلوف من كل شيء خارج الكي س املبلول على ال سادة وا أالولياء الذين مل ي شفوين من عاهة التبول على ع ساكر ا إالمام الذين كلما ر أايتهم يف احللم وهم يقتحمون بيتنا كالذئاب وي سحبون اأبي من رجليه.. اأ صبح وقد ابتل كي سي من الرعب وانتابني اإح سا س باأن الكي س الذي راح يخفق ويهتز ويتحرك شيء اآخر ولي س جمرد كي س. اإنه ال شك كي س طائر وم شى الكي س خرج من شباك غرفة نومي ثم امت أال بالهواء وطار وحني و صل بي الكي س إاىل ارتفاع شاهق يف ال سماء اأح س ست به يطول ويعر ض ويت سع وكم كانت ده شتي حني اكت شفت و أانا على ارتفاع شاهق أانني ل ست الوحيد الذي ينام ويبول يف هذا الكي س.. فالقرية كلها تنام فيه وتبول. جميع سكان القرية ي شاركونني النوم والبول فيه وال شيء االأغرب من اخليال هو اأن الكبار وهم الذين يبللونه اأكرث مني اأنا ابن العا رشة ال يعرفون اأنهم يبولون فوق اأنف سهم كاملا شية. وحني اكت شفت هذه احلقيقة ازددت ثورة و سخطا واختلط هواء سخطي بهواء الكي س فانفجر من شدة ال ضغط. وعلى دوي انفجاره ا ستيقظت مذعورا من النوم الأ سمع اأمي تناديني هيا اخرج من الكي س. لقد خرج اأبوك من احلب س وعمك عاد من قفا البحر «) 26 (. تقول الدكتورة ثناء اأن س الوجود يف ا ستعرا ضها لهذه الق صة:»واحلل املت صور قد ياأتي باملثل من االنفجار فهو الو سيلة الوحيدة للخروج من رحم ال ضيق والبالدة من داخل»كي س النوم«املبتل مباء النوم واملعادل باملثل للواقع»القرية كلها تنام وتبول فيه«وا أالمر هنا اأي ضا ال يخلو من داللة. فالواقع اأ صبح اأ شبه بكي س للنوم وهو كي س كريه. أالن اجلميع بداخله يبولون فوق اأنف سهم كاملا شية وهم ال ي شعرون. وهذا الواقع يولد الغيظ والثورة يف النفو س وتختلط هذه الثورة بعذابات النف س الال شعورية القادمة من اأعمق اأعماق التجربة االإن سانية املريرة أايام االإمامة حني كانت الكرامة االإن سانية ت سحق وتوطاأ با أالقدام ومل يتحمل قادة اجلماعات واأهل الر أاي يف املجتمع م سئوليتهم جتاه احتواء هذا الواقع. فلم يعد سوى االنفجار خال صا من كل هذا. وعندما ينفجر الكي س يخرج ا أالب املظلوم من حب سه ويعود املهاجر الذي طال غيابه اإىل اأح ضان الوطن ا أالم مرة اأخرى. لقد حدث التعادل املطلوب الذي يعيد االأ شياء اإىل ن صابها املتوازن فال جمال للظلم أاو الهجرة بعد االآن وق صة الكي س هي جتربة ثرية بالرمز واالإيحاء واأبعد ما تكون عن النرثية الدعائية املبا رشة«) 27 (. ونظن اأن جلوء الكاتب اإىل ا ستعمال احللم يف ق صة»الكي س«جعله يلجاأ اإىل الأ سلوب الذي يعتمد على تداعي ال صور واملعاين واخليالت والذكريات وجنحت هذه الق صة اإىل ت صوير عوامل الذات الداخلية واخلارجية وربطت الأنا الفردية باجلماعية. يقول الدكتور عبد احلميد إابراهيم حول توظيف احللم يف االأدب املعا رص:»ا إالن سان املعا رص ال يقبل االأ شياء من خالل املنطق املاألوف وجنح اإىل اكت شاف الال شعور من خالل تعقد العالقات االقت صادية.. وكان الأبد اأن نرى و سائل جديدة غري م أالوفة على شكل الق صة وعلى لغتها وعلى اأ سلوبها فتكت شف ما ت ستطيع به اأن ت ستوعب التجربة من لغة ا أالحالم ومنطق الال شعور«) 28 (. ول شك أان اختيار إاطار احللم اأو الر ؤويا ل يعد غريبا عن تراثنا الديني خا صة يف املجال ال صويف وعن رص احللم ينجح يف إايهام القارئ بواقعية ما ي رسد. وي صبح الن ص بذلك مرتبطا باملمكن اأو املحتمل وعلى الرغم من وقائعه الغريبة و شخ صياته غري الواقعية وي سمح بدوره للمتخيل أان يعالج الق ضية املطروحة با ستق صاء ل حتده حدود. كما أانه وقاية للكاتب من الأجهزة الرقابية ال سلطوية. اأما فى ق صة»اأختى ال شجرة«يقرتن أا سلوب ال رسد الذاتي يف هذه الق صة باخليال الفني املبني على ال صور البالغية مع احل ضور الفني حللم اليقظة ويتداخل ن سيج 91 الغالب على منهج الرازحي يف الق ص الرغبة يف التاأ صيل والنطالق من اجلذور ف إان الر ؤوية التي بنيت عليها الق صة ل تقت رص على هذا املوقف فح سب بل اإنها تغو ص اإىل عمق الروح ال شعبية لرت صد حركة التحول الجتماعي واحل ضاري يف اليمن
درا سات.. درا سات.. درا سات ا أالحداث الواقعية بالفانتازي اأو الواقعية ال سحرية. يقول ال سارد ب ضمري االأنا املتكلم الأبنائه ال صغار وهو يحكي لهم عن اأخته ال شجرة:»اإن ال شجرة امراأة خ رضاء لي س لها اأرجل. واإن ا أالزهار اأوالدها وهي تبكي وتتاأمل اإن حدث الأحدهم مكروه.. لكننا ال ن سمع بكاءها إاال يف اخلريف اإذ اأنها تكتم اأحزانها اإىل اأن ي أاتي اخلريف حيث تنفجر باكية وتت ساقط جميع دموعها امل صفرة من االأمل واحلزن. اإن ال شجرة هي اأختي كما قلت لكم. و إاين اأحلم اأن ي أاتي اليوم الذي أارى فيه أاوالدي اخلم سة وقد كربوا و شبوا واأخواتي االأ شجار اخلم س وقد كربن واأثمرن...«.)29( ويف الفقرة الأخرية من الق صة يقول الراوي:»وذات مرة يف حلم ليلة من ليايل الربيع زرت أاختي ال شجرة لأطمئن عليها. فوجدتها م شتعلة بالزهور ممتلئة عروقها بدماء جديدة ساخنة. كان جر س جذعها يرن رنينا ساحرا. وكانت الع صافري التي عادت للتو من اأ صقاع غربتها توؤ س س فوق الأغ صان املزهرة بيوتها وقراها التي هدمتها حكومة الريح«) 30 (. ا ستخدم الكاتب عبد الكرمي الرازحي يف ق صته»اأختي ال شجرة«اأ ساليب وتقنيات احلكاية ال شفوية وا ستفاد منها فائدة كبرية يف بناء ق صته وت سل سل اأحداثها واعتمادها على عن رص الت شويق للقارئ اأو امل ستمع واحلكاية لي ست و سيلة من و سائل املتعة وق ضاء وقت طيب يف رحاب حركة ال رسد ومتوجاته كما يفهم بع ضهم بل اأن احلكاية موقف من العامل الذي ي شغل فيه االإن سان حيزا هاما تزداد اأهميته بوا سطة ال رسد احلكائي و سيلة للتعامل مع خمتلف ق ضاياه واللغة احلكائية اإذن- ا ستعمال فردي- مثل باقي االأ شكال االأدبية- داخل اأمناط ثابتة يف احلكي أاو اأ صبحت مت سمة بالثبات بعد اأن تر سبت يف ذاكرة اجلماعة واأ صبحت تقاليد اأ سا سية ال غنى عنها ف»ال شكل ا أالدبي ال يتحقق إاال من خالل جمموعة االأنظمة اللغوية. الأنه هو نف سه اأ صبح نظاما اجتماعيا ساأنه ساأن اللغة«) 31 (. لقد ا ستطاع الكاتب يف الق صة ال سابقة ويف ق ص ص أاخرى أان يحدث حلقة توا صل بني العنا رص الفنية للحكاية ال شعبية والعنا رص الفنية للق صة الق صرية املعا رصة املتاأثرة با آالداب الغربية وهدفه من ذلك اكت شاف شكل جديد ون سق تعبري جديد يرثي عامله الق ص صي. اأما ق صة»جليلة«فهى ت سلط ال ضوء على الفوارق االجتماعية وق سوة الفقر وتبني منوذجها على قاعدة ر صد املواقف واالأزمة االإن سانية التي متر بها ال شخ صية الق ص صية وحر ص الكاتب على الغو ص يف عمق املعاناة التي كان يتحملها النا س اإبان تلك الفرتة احلرجة من التاريخ اليمني يف عهد ال سلطة االإمامية املتخلفة وتتداخل العنا رص الواقعية مع ا أال سطورية والغرائبية يف الن سيج الق ص صي مما يعك س تعددية وثراء يف االأداء والروؤية والتداخل بني ا أال سطوري والواقعي وال شعبي والغرائبي سمة بارزة يف ق ص ص عبد الكرمي الرازحي. يقول الراوي ب ضمري االأنا وهو يتذكر حبيبته»جليلة«ابنة احلداد التي رف ضت اأمه تزويجه بها»دار حجر الذاكرة واأنا أارك ض نحوها فراأيتني وجليلة نلتقي صدفة والأول مرة عند النبع وقت الغروب كانت هي متالأ جرتها واأنا أا سقي حماري. وعلى ضوء فانو س ال شم س عند الغروب ر أايت جليلة وك أانها غزالة ت شتعل اأو اأنها امر أاة من اجلن. فتعوذت من ال شيطان وا ستدرت ا ستفهم من حماري الذي كان هو نف سه مذهوال بجمالها.)32(» ونالحظ يف هذه الق صة اأن عن رص احلوار الفني هو امل سيطر على الن سيج الق ص صي وقد ا ستطاع القا ص من خالل احلوارات التي يقيمها على األ سنة شخ صياته أان يعرب عنهم وعن م ستواهم الجتماعي والثقايف ومن ثم يتحول احلوار من و سيلة لغوية اإىل اأداة مهمة لفهم ال شخ صية الق ص صية. ونتاأمل احلوار التايل بني الطائر الأخ رض وبطل الق صة».. وهل اأمي را ضية كال اإنها زعالنة منك وغ ضبانة فهي ال تريد اأن تربط روحك بروح احلدادة. وما لها»جليلة«األي ست اإمراأة مثل بقية الن ساء! اأمك تف ضل أان تتزوج بواحدة من بنات النا س ولي س بابنة حداد. ومن قال اإن احلداد لي س باإن سان. اإنه أاكرث اإن سانية من 92
درا سات.. درا سات.. درا سات معظم النا س يف القرية. كما اأن»جليلة«امراأة اأجمل من كل ن ساء قريتنا. واإنني اأحبها. ولن أاتزوج بغريها مهما حدث«) 33 ( ورغم أان هذه الق صة واقعية إاال اننا جند يف بع ض فقراتها العن رص الفانتازي ظاهرا ب شكل وا ضح وهو اأداة فنية غري واقعية لت صوير واقع مرعب وغريب. يقول الراوي ب ضمري املتكلم يف فقرة فانتازية»ورحت بال وعي أادور حول هذه احلفرة اإىل أان وجدتني اأ سري يف نفق ي ضاء بديدان تخرج من جرح يف خا رصتي. كنت اأ سري بال اأرجل.. وكان راأ سي قد انطف أا وحتول اإىل كرة من الفحم املحروق. أاما فمي فقد انف صل عن وجهي واأخذ هيئة ع صفور من الدخان يالحق ديدان ال ضوء الطالعة من جرح خا رصتي امللتهب«) 34 (. ويف ق صة»موت البقرة البي ضاء«التي حتمل ا سم املجموعة الق ص صية نرى فيها الراوي ي رسد لنا م شاهد متقاطرة من عامل القرية اليمنية تت شكل من منظور وجداين ذاتي وهذه امل شاهد ت ضعنا وجها لوجه اأمام املجرى العري ض للحياة يف القرية وهو ال يقت رص على القاعدة االإن سانية فقط واإمنا يتناول معها عامل احليوان ويف هذه الق صة اأي ضا تتحول البقرة البي ضاء اإىل اأ سطورة حتكي تفا صيلها العمة»جودلة«جمنونة القرية امل ساملة تقول:»كانت نور البيت يا أاوالدي- و رساج القرية. طوال عمري. مل أار بقرة مثلها.. كانت سحابة من سحب ربي.. سحابة خري وبركة.. متطر يف ال صيف ويف ال شتاء وفوق كل البيوت كان لبنها قمرا و سمنها جنوما.. قبل موت البقرة البي ضاء الدنيا كانت جنة والنا س كانوا مالئكة. البقرة البي ضاء يا أاوالدي كانت شم س القرية. بعد موتها أاظلمت الدنيا واأهلكنا الربد ال تن سوها. حذار اأن تن سوا البقرة البي ضاء اإنها اأمكم الكبرية«) 35 (. يف هذه الق صة تربز خ صائ ص احلكي ال شفاهي وتاأتي هذه اخل صائ ص يف سياق ق ص صي حديث حيث نالحظ التحام هذا احلكي ال شفاهي مع عنا رص الق صة االأخرى يف وحدة ع ضوية متما سكة ت ستمر حتى نهاية الق صة و إاذا كان الغالب على منهج الرازحي يف الق ص الرغبة يف التاأ صيل واالنطالق من اجلذور فاإن الروؤية التي بنيت عليها الق صة ال تقت رص على هذا املوقف فح سب بل اإنها تغو ص إاىل عمق الروح ال شعبية لرت صد حركة التحول االجتماعي واحل ضاري اليمن. ويف مقطع اآخر من الق صة يقول الراوي»راأت العمة»جودلة«اأن احلياة يف قرية»النجد«ال ت سري ح سب م شيئة بقرتها. راأت كل شيء ي سري. باملقلوب فالنا س يقبلون اأقدام شيخ القرية ويتملقون تاجرها ويرجتفون خوفا من أاوالد احلكومة.. راأتهم يكذبون وينافقون ويتج س سون على بع ضهم بع ض.. شعرت بان كل شيء مل يعد نظيفا يلمع كما كان يف ع رص البقرة البي ضاء فقد دخلت مكائن عجيبة أاف سدت الهواء وبهائم من حديد تتغذى بالنار وال سليط و سخت بروثها وخملفاتها ا أالزقة والدروب و سماء القرية والليل والقمر والنجوم«) 36 ( يف الفقرة ال سابقة الحظنا رف ضا للواقع االجتماعي واحل ضاري الراهن فهو واقع اجتماعي متفاوت و ضاغط وينطوي على عالقات جائرة بني النا س ويغدو التطلع واحلنني اإىل العامل البدائي القدمي وا ستعادة فردو س غام ض ما واحتاد مع طبيعة اأولية وا سرتداد تناغم قدمي يف الوجود هو ما ين شده ويتطلع القا ص اإليه فهل يتحقق ذلك ويف ق ص ص هذه املجموعة تتجلى الأقا صي ص املعنونة ب»كوابي س الرازحي«لتدل على منوذج من الق صة الق صرية جدا هذا النوع من الق ص الذي يقت صد يف ا ستعمال الكلمات والأحداث. وحتت هذا العنوان الرئي س تربز جمموعة الكوابي س الواقعة حتت اأربعة عنوانات فرعية هي: الربميل املراأة الأفعى يوميات حتويل اإىل شجرة انتفاخ. ومنثل يف هذا ال صدد بق صتني اأولهما ق صة الربميل والثانية ق صة املراأة الأفعى. ففي ق صة»الربميل«يقول الراوي يف هذه الق صة»كان الوقت بعد منت صف الليل وكنت نائما أاحلم بامراأة تت سلق شجرة مثمرة حتت رستي فج أاة رن اجلر س فانك رست زجاجة احللم. رن للمرة الثانية.. فنه ضت مفزوعا من النوم وهرولت شبه عار باجتاه الباب. فتحت الباب واإذا بربميل قمامة ي صافحني ويقول يل مت سائال وبلطف: 93
درا سات.. درا سات.. درا سات معذرة هل هذا راأ سك وللتو ر أايت راأ سا يتدحرج يف قاع الربميل«) 37 (. ويف ق صة»املراأة ا أالفعى«يقول الراوي ب ضمري املتكلم»يف ال ساعة الواحدة ليال. و صلت البيت قادما من سفر فوجدت امراأة طويلة القامة شعرها اأ سود منفو ش واقفة عند الباب. قلت لها: صباح اخلري فلم ترد ساألتها ماذا تريد ومن تنتظر فلم جتب. فتحت الباب ودخلت فدخلت بعدي دخلت غرفة نومي فتبعتني خرجت من غرفة النوم متجها إاىل احلمام فلحقت بي. وحني خلعت مالب سي ا ستلقيت على ال رسير الأنام.. خلعت مالب سها وا ستلقت بجانبي. ويف ال صباح.. وقد غ سل النوم غبار التعب عن ج سدي ا ستيقظت ملتفا بجثة اأفعى مقطوعة الراأ س«) 38 (. الواقعية ال سحرية يف هاتني الق صتني قائمة على اأحداث غرائبية. فانتازية يريد الكاتب من خالل هذه االأحداث الواقعية والفانتازية التعبري عن حالة هي حالة الرعب يف ع رصنا احلا رض وقد ت شخ ص فالغرائبية هنا ك شكل جتريبي هي املوقف من الع رص الذي نعي ش فيه ولي ست اأبدا جمرد شكل ولعب فني. لقد تداخل الفانتازي بالواقعي يف هاتني الق صتني ومن خالل تداخلهما مت خلق ن ص ق ص صي ق صريا جدا حمر ض للوعي والتفكري وامل شاركة هو امتياز انفردت به ق صة»الربميل«وق صة»املراأة االأفعى«وكوابي س الرازحي هي كوابي س ع رصنا ب شكل عام. وجمموعة الكوابي س الواقعة حتت اأربعة عنوانات فرعية: هي عبارة عن ق ص ص ق صرية جدا وهذا النوع من الق صة الق صرية جدا مل يجئ عند الكثريين ل رضورة فنية بقدر ما جاء تلبية الحتياجات ال صحافة االأدبية التي ت شجع هذا اللون من الكتابة العتبارات ضيق امل ساحة. ولكن بعد فرتة من الزمن اأ صبح هذا النوع من الق ص شكال من اأ شكال الق ص له رواده منهم على سبيل املثال زكريا تامر يف سوريا يو سف ال شاروين وحممد م ستجاب وحممد املخزجني ويحيي الطاهر عبد اهلل يف م رص. يقول الناقد فرانك أاوكونور يف كتابة ال صوت املنفرد»الق صة الق صرية ت ستمد مادتها الرئي سة من احلياة ولذلك فاإنه ال يوجد لدى كاتب الق صة شيء ينظر إاليه على اأنه قالب جوهري الأن اإطاره الذي يرجع إاليه ال ميكن اأن يكون احلياة االإن سانية برمتها هو البد اأن يختار دائما الزاوية التي يتناولها منها. وكل اختيار يقوم به يحتوي على قالب جديد«) 39 (. وليو سف اإدري س عبارة يقول فيها»اإنني يف كل ق صة ق صرية اكتبها اأ شعر أانها إامنا هي حماولة جديدة لتعريف جديد للق صة الق صرية مل أاقله.. اإن كل ق صة ق صرية قر أاتها وهزتني متاما. كانت دائما حلظة تركيب كوين متعدد املكونات يوؤدي إاىل خلق مادة جديدة متاما عن كل املواد الع ضوية وغري الع ضوية مادة جديدة ا سمها احلياة«) 40 (. ويقول جنيب حمفوظ يف هذا ال صدد:»اإن ال شكل الذي تخرج به الق صة الق صرية يف الوقت احلا رض يخ ضع لقواعد الفن والتي تتميز يف املقام االأول باملرونة وهي تت سع دائما لكل جديد«) 41 (. إان اخلروج على القوالب التقليدية ل يعد خروجا مطلقا على جممل القواعد التي حتكم الكتابة الفنية وهذا املعنى ما أاكده جنيب حمفوظ. والق صة الق صرية جاءت لت ؤوكد تلك املرونة التي تتميز بها الكتابة الفنية ومل تاأت جمرد بدعة خالية من القواعد اإذا جاءت هكذا كانت جمرد كتابة جمانية ل تقدم شيئا له قيمة والق صة الق صرية جدا حماولة ممن كتبها لتكثيف جتربته وهي اأي ضا نوع من اطمئنان القا ص اإىل قدرته على جتريب لون آاخر مرتبط شكال بالتجريب القدمي الذي كان ميار سه وجلوء بع ضهم اإىل كتابتها ب سبب من سهولة طروحاته وعدم قدرته الذاتية على الدخول يف بناء وتفا صيل الق صة العتيادية الأطول. كوابي س الرازحي تلك الق ص ص الق صرية جدا وق ص ص جمموعة موت البقرة البي ضاء ب شكل عام هي ق ص ص مثقلة باحلزن والقهر واملطاردة والرعب وي ضم جميع اأحداثها خيط واحد وهو أان حياتنا احلا رضة غا شمة وعبثية وال سبيل اأمامنا سوى ذلك العبث. فهي ق ص ص جميلة ورائعة وم شوقة ت رسد علينا ب شكل سحري فانتازي بع ض ما جرى لنا يف هذا العامل الغا شم املقلوب عامل ال 94
درا سات.. درا سات.. درا سات منطق له وال اأمن فيه عامل الفقراء اخلايل من أاي قطرة فرح اإنه عاملنا احلا رض الذي نعي ش حتت سمائه. اإن ق ص ص»موت البقرة البي ضاء«للكاتب»الرازحي«ق ص ص توؤكد عمق التجربة عند كاتبها مبا حتمله الق ص ص من ر ؤوى فكرية واإن سانية وجمالية تتميز بها ق ص ص املجموعة اإذ تر صد اأ ساليب احلياة وطقو سها املختلفة تخاطب وجدان القارئ وتوؤجج توا صله مع املحكي واملتخيل يف لغة شاعرية لكاتب متمر س يعرف وميتلك مفردات الفن الق ص صي واأدواته و سحره اجلذاب ومي سك بتالبيب الفن اجلميل ليجعلنا اأمام روؤية ثقافية جمالية لها سماتها املتميزة واملتفردة اأي ضا لقد قدم لنا يف هذه املجموعة ق ص صا ممتعة تفتح م سارات جديدة لفن الق صة الق صرية يف اليمن الذي تطور يف ال سنوات ا أالخرية ون ضج ب صورة تثري ا إالعجاب كما تثري االنتباه. ويف الأخري نقول ب شكل عام ميكن عد الواقعية ال سحرية سمة مميزة يف الق صة العربية نالحظها يف اأعمال الطيب صالح وجمال الغيطاين وزكريا تامر وحممد م ستجاب إالخ ونالحظ ورودها يف ق ص ص هوؤلء وغريهم ب صيغ متفاوتة ومتعددة ولكن امللفت للنظر أان هذه الواقعية مل يتم ا ستثمارها ب شكل مو سع وكامل واأي ضا مل يتم تطويرها حتى ت صبح عالمة مميزة ل أالدب العربي وذلك نظرا لغياب كم ق ص صي يف هذا الجتاه بالإ ضافة اإىل غياب نقا ش نقدي ي ضع هذا ال سحري الغرائبي ضمن قائمة الأ سئلة املطروحة على الإبداع العربي. الهوامûش )1( انظر: صالح ف ضل منهج الواقعية يف االإبداع ا أالدبي ص 31 وما بعدها وراجع أاي ضا : د. ميجا الرويلي و سعد البازعي دليل الناقد ا أالدبي مطابع العبيكان الريا ض 1995 م ص 173 وما بعدها. )2( منهج الواقعية مرجع سابق ص 313 وما بعدها. )3( نعيم عطية م ؤوثرات أاوروبية يف الق صة امل رصية يف ال سبعينات جملة ف صول»جملة النقد ا أالدبي«القاهرة املجلد الثاين العدد الرابع 1982 م ص 209 وما بعدها. )4( دليل الناقد ا أالدبي مرجع سابق ص 174-173. )5( تزفيتان تودوروف: مدخل اإىل االأدب العجائبي. ترجمة ال صديق بو عالم دار رشقيات القاهرة 1994 ص 49. )6( انظر: د/ حامد اأبو اأحمد»الواقعية ال سحرية«ط أاوىل دار سندباد القاهرة 2002 ص 16. )7( املرجع ال سابق ص 45-44-43. )8( حوار مع جابرييل جار سيا ماركيز»رحلة رجوع اإىل املنبع«ترجمة ح سني عيد جملة الفي صل ال سعودية العدد 350 سبتمرب 2005 م ص 110. )9( حامد اأبو اأحمد»الواقعية ال سحرية«جملة الهالل اأغ سط س 2005 ص 148. )10( نقال عن كتاب»اإنري سكي اأندر سون اإمربت«الق صة الق صرية النظرية والتقنية ترجمة علي منويف مراجعة صالح ف ضل املجل س االأعلى للثقافة القاهرة ط 1 2000 ص 240. )11( زكريا القزويني: عجائب املخلوقات وغرائب املوجودات م رص ط 5 مكتبة احللبي و أاوالده 1980 م ص 10. )12( املرجع ال سابق ص 15. )13( صبحي حديدي»اخلطاب ما بعد الكولونيايل يف االأدب والنظرية النقديةجملة الكرمل«العدد 47 عام 1993 م ص 66. )14( حممد برادة مقدمة كتاب»مدخل اإىل االأدب العجائب«تزفيتان تودورف مرجع سابق ص 6. )15( سمر روحي الفي صل: ال سحرية والغرائبية صحيفة»االأ سبوع االأدبي«دم شق عدد 10 اأكتوبر 2005 م موقع ال صحيفة على االنرتنت ص 1. )16( املرجع ال سابق ص 1. )*( قا ص و شاعر ميني من مواليد 1952 م در س يف عدن حتى االعدادية ووا صل درا سته الثانوية واجلامعية يف صنعاء تخرج من ق سم الفل سفة واالجتماع عام 1979 م من دواوينه ال شعرية»طفل القواير«و»ن ساء وغبار«اأ صدر جمموعته الق ص صية عام 1991 م ا شتهر مبقاالته ال صحفية ال ساخرة يعمل االآن باحثا يف مركز البحوث والدرا سات اليمنية. )17( جملة قوافل كتاب دوري ي صدر عن النادي االأدبي بالريا ض ال سنة الثالثة العدد اخلام س عام 1995 ص 130. )18( حوار مع القا ص عبد الكرمي الرازحي اليمن اجلديد العدد 6 ال سنة ال ساد سة ع رشة يونيو 1987 م ال صفحة 120. )19( د/ حامد اأبو اأحمد»الواقعية ال سحرية«مرجع سابق ص 37-36. )20( جابر ع صفور جملة ف صول جملة النقد االأدبي جملد 11 عدد شتاء 4 1992 ص 11. )21( عبد الكرمي الرازحي جمموعة موت البقرة البي ضاء ط 1 دار الفارابي بريوت عام 1991 م ص 7. )22( نف س امل صدر ال سابق ص 10. )23( موت البقرة البي ضاء ص 12. )24( موت البقرة البي ضاء ص 13. )25( املجموعة الق ص صية»موت البقرة البي ضاء«ص 14. )26( املجموعة الق ص صية»موت البقرة البي ضاء«ص 21-20. )27( د/ ثناء أان س الوجود»قراءات نقدية يف الق صة املعا رصة«ص 161 -.162 )28( د/ عبد احلميد اإبراهيم مقاالت يف النقد االأدبي ج 2 دار حراء املنيا 1983 م ص 83. )29( موت البقرة البي ضاء ص 32. )30( نف س امل صدر ال سابق ص 25. )31( د/ نبيلة اإبراهيم سامل لغة الق ص يف الرتاث العربي جملة ف صول جملة النقد ا أالدبي املجلد 2 العدد الثاين عام 1982 م ص 17. )32( جمموعة»موت البقرة البي ضاء«ص 29. )33( نف س امل صدر ال سابق ص 28-27. )34( جمموعة»موت البقرة البي ضاء«ص 26. )35( جمموعة»موت البقرة البي ضاء«ص 42-41. )36( نف س امل صدر ال سابق ص 46-45. )37( جمموعة موت البقرة البي ضاء ص 56. )38( جمموعة موت البقرة البي ضاء ص 57-56. )39( فرانك اأوكونور ال صوت املنفرد- ترجمة د. حممود الربيعي- مرجع سابق ص 11. )40( يو سف اإدري س الق صة الق صرية اأكرث الفنون تعقيدا صحيفة االأهرام العدد ال صادر يف 19 أابريل 1982 م ص 11. )41( جنيب حمفوظ االإبداع الفني لي س له حدود صحيفة االأهرام عدد 10 مايو 1982 م ص 11. 95
سميح القا سم.. سميح القا سم.. سميح القا سم املحور اأ شدر من املاء حزنا تغربت يف ده شة املوت عن هذه الياب سة اأ شدر من املاء حزنا و أاعتى من الريح توقا اإىل حلظة ناع سة وحيدا. ومزدحما باملاليني خلف شبابيكها الدام سة ولدت ومهدك اأر ض الديانات مهد الديانات اأر ضك مهدك. حلدك. لكن ستمكث يف االأر ض.. تلفحك الريح طلعا علي شجر اهلل. روحك ي سكن طريا يهاجر صيفا لريجع قبل ال شتاء مبوتي.. جديدي وتعطيك قنبلة الغاز إايقاع رق صتك القادمة لتنه ض يف اللحظة احلا سمة اأ شد من املاء حزنا واأقوى من اخلامتة ) س.القا سم( 96
سميح القا سم.. سميح القا سم.. سميح القا سم سميح القا سم: كمثل الûشعر اأو اأجمل [ فاطمة الûشيدي من من ا ال يعرف سميح القا سم ال شاعر واالأر ض والق ضية من ممن يظنون أانف سهم يكتبون ال شعر أاو يكتبهم وممن يقروؤون ال شعر اأو يقر أاهم ال شاعر الذي كان نب ضه رصخة يف وجه املحتل ودمه نارا وحما سة وثورة ومتردا واأ شعارا وق صائد ال شاعر الذي ر بط بينه وبني اأر ضه وق ضيته حتى اأ صبح صوته الثوري واحلما سي مرادفا لها واأ صبح شعره مق صورا عليها وا سمها منحوتا يف ردهات ق صيدته الثائرة. 97 [ كاتبة و شاعرة من ع مان
سميح القا سم.. سميح القا سم.. سميح القا سم نعم كلنا يعرف» سميح القا سم«ال سم وال شهرة والق صيدة والثورة والوطن وكم منا حلم اأن يكون يف حظوته وح رضته وح ضوره ليعرف سميح القا سم الإن سان عني مل اأحلم يوما بذلك ولكن قدا سة ال شعر وجمالية ال صدفة اأو القدرية جتعل اأحيانا كل شيء ممكنا وحقيقيا وحادثا فقد كان اأن عرفت اأن سميح القا سم سيكون معنا) 2 ( وبيننا ونحن نحتفي بتاأ سي س مالمح الق صيدة العمانية القادمة والذاهبة نحو التجديد واملغايرة الق صيدة التي ل تروم ال شكل والنظم فقط الق صيدة احلقيقية التي ت ستطيع امل ضي كخنجر يف القلوب وال ضمائر التي ت ستل بعمق و شجن ول اإرادية مطلقة كلمة )اهلل!( اأو )نعم هذا هو ال شعر( الق صيدة التي تنبع من روح شاعر حقيقي عظيم وجميل ه ش ودافئ صادق ومتوا ضع وموؤمن باأن الكلمة روح والروح عطاء وجتدد وال شعر حالة اإن سانية راقية ولي ست رضبا من الهراء والتقليد والغرور والرنج سية كما هي لي س تقليدا اإنها املجازفة باجلديد وال سعي نحوه اإنها احلياكة املتاأنية على منوال الع شق والأمل والأر ض والإن سان واإل فلتن سحب نحو ال صمت ونحو م ساحات اأقل واأكرث توا ضعا وخيبة من كلمة شعر. نعم كان» سميح القا سم«بيننا ومعنا يف م سقط وحتت أامطار ال شعر الدافئة الأربعة اأيام متوالية وبال مظالت واقية من كل ذلك الفرح والع شق واجلنون واجلمال يف مكان واحد جتمع ال شعراء وع شاق ال شعر ومريدوه واأهله وذووه وبنوه واملتطفلون عليه يف بع ض االأحيان! كان ال شعر سعيدا كنت اأملح ذلك من قهقهاته الكثرية التي تنطلق بني الفينة وا أالخرى ومن بريق نواجذه غالبا ومن صدى ت صفيقه حني تعجبه ق صيدة ما اأو صورة شعرية جميلة وجديدة وباذخة الر ؤوى. نعم كنا وكان هو بيننا وما كنت اأ صدق اأن هذا العمالق سيكون بيننا حتى فاجاأين مبعنى الكبري وال شاعر معا إاذ بداأ منذ أاول حلظة يقول لنا اإن ال شعر هو ا إالن سان واإن شاعرا بال قيم وال اإن سانية وال نبل وال عظمة روح وج سارة خلق ورفعة كائن ال ي ستحق هذا املعنى العظيم واإن شاعرا بال مبادئ وال ق ضية وال روح نبيلة تبحث عن احلب واملحبة واجلمال وال سالم لي س جديرا بهذا املعنى نعم هكذا قد م لنا هذه الدرو س ال صغرية والعظيمة حني توا ضع اأمام زميله ال شاعر االأ صغر سنا وجتربة»ح سن املطرو شي«فقام اإليه حمييا وخالعا عليه كوفيته الفل سطينية ليجعله رشيكا يف ال شعرية والق ضية ثم توالت شعريته خارج الن ص حيث كان يجل س الأ صغر شعراء املهرجان عمرا يحدثهم وي شاركهم جتاربهم واأحالمهم و أافكارهم ودخان سجائرهم و صحبة ق صائدهم واأحاديثهم الطرية عن كل شيء. كانت اأم سية سميح القا سم يف الليلة االأوىل للمهرجان وكانت تعوي ضية مبعنى اأنها مل تكن يف وقتها املعلن عنه سابقا حتى اأن الكثري من ال شعراء يف البعيد من املكان حت رسوا على ضياع هذه الفر صة للمثول بني يدي شاعر بقامة القا سم ولي ست ال صديقة» شمي سة النعماين«التي اأر سلت يل»م سجا«مت أاملا وقد تهياأت كي ت سمعه مبا رشة إاال مثاال للغياب واأمنيات احل ضور ومع هذا التغيري ملوعد االأم سية وعدم االإعالن عنها فقد كانت القاعة الفندقية الكبرية ت ضج مبن فيها وتزدحم بالع شاق وال شعراء واملتذوقة من اجلمهور. اعتلى شاعر العروبة واالأ صالة واالأر ض والق ضية من صة ال شعر فكان العطر وال شجن وال ضوء ي س اقط من بني يديه ومن اأمامه وكان اجلمهور متحدا معه احتادا كليا جمهور خمتلف 98
سميح القا سم.. سميح القا سم.. سميح القا سم اجلن سيات واالأعمار واالأرواح ولكنه ا ستطاع اأن يجمعهم يف وطن واحد وجغرافية واحدة وتاريخ واحد وكانت م شاعر العروبة واالأر ض والق ضية متج س دة يف شخ ص واحد وق صيدة واحدة ل سبعة عقود من الزمن تاريخ شعري جميد ي سمى» سميح القا سم«. بداأ يتلو ق صائده ب صوته املتهدج املرتاخية أاحباله بفعل الزمن والعذاب يف سجون املحتل وبفعل عناق سيجارته التي ال يخون بداأ ي شدو عن الظلم والقهر واالحتالل وعن ال صمود والتحدي واالعتزاز كان يفي ض بال شجى وال شجن واحلنني واحللم وكانت ق صيدته عذبة و صادقة وقريبة كدمعة ال تغادر العني اإال للقلب وحزينة كزفرة روح تت سلل بدفء لالأرواح االأخرى وعذبة كطفولة مل تغادره وهو على م شارف ال سبعني وبني يدي ال شعر واجلمهور املتحد واملتوحد معه كان صوته يعلو يف ن شيد مت صل الن شيج فتزهر يف القلوب اأغنيات ال شجن يعلو حتى يتعب فيتناق ص حتى ي ضيع وكنا معه نذهب اإىل حيث يريد اأو اإىل حيث يريد ال شعر وكانت الدموع تقف على م سافة فرح من املحجر تعانق كل هذا ال شجن واجلمال والبهاء بعزة وخفر. وعلى مدى ثالثة اأيام بلياليها كان يغيب فيها من يغيب ويح رض من يح رض يتغري ال سمار واجلال س ويتغري ال شعراء واملريدون واملتطفلون اأي ضا كان سميح القا سم حا رضا و شاخما كجبل وهادئا كطفل و صامدا كمعجزة كان ي ستمع للق صائد التي لي س عليه اأن ي ستمع لها- بحنان الوالد وعظمة ال شاعر وقوة الق صيدة املت أا س سة وامل ؤو س سة الأجيال كرث. كان اأول من يح رض الفتتاح اجلل سات و آاخر من يذهب منها اجلل سات ال شعرية الف صيحة وال شعبية منها وقد كان ميكننا أان نتلم س له العذر يف الثانية الختالف اللهجة وبعدها عن جمال كتاباته الف صيحة والرزينة والر صينة لكنه اأبى اإال اأن يح رض وي صفق بحرارة لكل ق صيدة ي صعد شاعرها للمن صة ويقراأ ن صه اأيا كان م ستوى ذلك الن ص وفنياته وجمالياته ال شعرية. لقد كان بعظمة ا إالن سان وجمالية ال شاعر يقدم لنا درو سا يف االلتزام والتوا ضع والنبل وله اهلل يف ذلك! وحني قراأت ق صيدتي»زنبق املاء إاثم اليبا س«يف رثاء املاغوط اأوقفني ليقول»لقد غرت من املاغوط ميتا«فتاأثرت حتى خفت اأن اأبكي اأمامه واأنا اأدعو اهلل اأن يحفظه لل شعر وللعروبة. نعم هذا ال شاعر احلقيقي ال شاعر اجلاد بال هزل والعظيم بال غرور والواثق بال نرج سية اإنه الق صيدة االإن سان واالإن سان الق صيدة. وطن باأجنحة وق صيدة بقدمني جتل س ال شم س على كتفه كهدهد ينتظر الر سالة ويجل س ال شعر عند قدميه كنمر مرو ض ال يثور اإال اإليه مي شي حمفوفا بالق صائد وبهالة من سمو كملك قدمي ينفر احلب من حتت ثيابه كارتعا شة عا شق خانته املواعيد واأ سعفته ال صدف ويرتع ش صوته اإذ تغزله امل سافات بالروؤى وتغازله االأطالل باحلنني ملا ال يجيء! - 1 تنويعا على حممود دروي ش»كزهر اللوز اأو اأبعد«- 2 يف مهرجان ال شعر العماين ال سابع )م سقط( 18-21.2010 /12 / 99
سميح القا سم.. سميح القا سم.. سميح القا سم اأثناء احلوار مع هدى اجلهوري سميح القا سم: مري ض بالتفاوؤل.. قüصيدتي هي احلداثة العربية اخلروج من فلùسطني كان Sسي هيئ يل كتابة GأSسوGأ [ حوار: هدى اجلهوري مري ض بالتفاوؤل منحاز دائما لفكرة التورط الكامل يف جتارب احلياة املختلفة اأ س ست ق صيدته»اإىل غزاة ال يقراأون«ل شعر املقاومة صوت بكائه. يف طفولته الباكرة سبب قلقا وخوفا كبريين ملن حوله وظل هذا ال صوت يقول ال شعر اإىل يومنا هذا. طالت صداقته مع دروي ش الأكرث من خم سني عاما لذا تهر ب من سوؤالنا عن موت دروي ش واكتفى باأن يقول لنا:»لديه شقة جديدة يف عم ان«. جر ب املوت لت سع ساعات وقال: اإن االأ سنان ال توؤمل يف املوت. [ ع صمتي لي ست بيدي والق صيدة تعيدين لبيت طاعتها [ اأنا ودروي ش.. بريون و شيلي صداقة اأكرب من احلب 100 [ كاتبة واعالمية من ع مان
سميح القا سم.. سميح القا سم.. سميح القا سم سميح القا سم واحد من اأبرز شعراء فل سطني ولد يف مدينة الزرقاء االأردنية عام 1929 وتعل م يف مدار س الرامة والنا رصة. وعل م يف اإحدى املدار س ثم ان رصف بعدها اإىل ن شاطه ال سيا سي سجن القا سم اأكرث من مرة وو ضع رهن االإقامة اجلربية ب سبب اأ شعاره ومواقفه ال سيا سية بعدها تفر غ لعمله االأدبي. شاعر مكرث من الكتابة فما اأن بلغ الثالثني حتى كان قد ن رش ست جمموعات شعرية حازت شهرة وا سعة يف العامل العربي إاىل جانب ال شعر كتب عددا من الروايات: اإىل اجلحيم اأيها الليلك ال صورة االأخرية يف االألبوم ومن كتاباته النرثية كتاب عن املوقف والفن من فمك اأدينك ح رسة الزلزال وغريها وله عدد من البحوث والر سائل. من جمموعاته ال شعرية: مواكب ال شم س اأغاين الدروب دمي على كتفي دخان الرباكني سقوط االأقنعة املوت الكبري وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وغريها. ومن أاعماله امل رسحية: قرقا ش املغت صبة وم رسحي ات أاخرى. شاأبداأ من الرامة يف فل سطني حيث ولدت وتربيت وحيث ت رص على البقاء مع اأنك شاعر تتاح له خيارات اأكرث من ذلك - ولدت مبدينة الزرقاء باالأردن ولكن عائلتي من الرامة باجلليل اأنا من شبه جزيرة العرب والعرب هم اأبناء شبه اجلزيرة العربية. لكن هذا التداخل بني مولدي يف االأردن واأ صل اأ رستي من فل سطني واأقاربي يف سوريا ولبنان هو االأ سا س يف وعي قومي ال يقبل التجزئة االإقليمية والق طرية واملذهبية والدينية. الرامة بلدة جميلة جدا موقعها على سفح جبل وهو ثاين اأعلى جبال بالدنا حماطة بكروم شا سعة من الزيتون وغابات ال سنديان واخلروب والعبهر وتتمتع بجمال طبيعي ومن حقي اأن أاحب هذا البلد مع اأن نف سي يف أاعماقها صحراوية واأحب ال صحراء كثريا أاكرث مما اأحب الغابات يف تكويني النف سي ال سيكولوجي. لكن حني ظهر من يقول يل هذا لي س وطنك وهذه لي ست غابتك وهذه لي ست خروبتك وهذا لي س بيتك فما العمل واأنا من برج الثور املمتلئ بالعناد فليكن عنادا من برج الثور بالرغم من اأين اأ سميه عنادا إان سانيا واأرف ض من يجردين من بيتي و سنديانتي ومقربة اأجدادي ووردتي.. لي س من حق اأي قوة يف العامل اأن تفعل ذلك. لذلك قلت ال والئي غري قابل للتفاو ض. ال جدال لدي يف رضورة الت شبث بالوطن. صحيح ع ر ضت علي املنا صب العالية واملداخيل واملكا سب املالية وال شهرة واالأ ضواء من املحيط اإىل اخلليج ولكنني قلت ال.. ال خروج من هذا الوطن اإال اإن كنت جثة هامدة ال ت ستطيع اأي قوة إاخراج الوطن مني.. الوطن هنا مبعنى الرامة وفل سطني وع مان والعراق املغرب.. أانا لدي وطن واحد هو الوطن العربي ويف هذا الوطن توجد اأقطار ومناطق احرتم خ صو صيتها وال أاتنازل عن حقي الطبيعي يف االنتماء لها. األ ياأتي البقاء على ح ساب م شروع الكتابة - اأريد اإ صالح خطاأ شائع. ال شاعر يجد الوقت املنا سب للكتابة يف أاي مكان يف العامل. اأنا كتبت يف اأحد ال سجون لي س صحيحا اأن اخلروج من الوطن كان سيوفر يل كتابة اأف ضل رمبا كان سيهيئ يل كتابة اأ سو أا.. فقط اأ سواأ. الأين ا ستطعت من خالل الوطن ومن خالل ما اأتيح يل من فر ص لل سفر التجول يف العامل يف حني حرمت من دخول بع ض الدول العربية.. اعتقد اأن ما حققته ق صيدتي ب شهادة النقاد الكبار من مثل سلمى اخل رضاء اجليو سي وهي ناقدة وكاتبة مهمة قالت: إانها مل جتد ما بعد احلداثة اإال يف 101
سميح القا سم.. سميح القا سم.. سميح القا سم ق صائد سميح قا سم. اإذا ا ستطيع البقاء يف اأر ضي والت شبث بحقي وبتاريخي وكتابة ق صيدتي كما تاأتي. لذلك اأنت ترى أان من يكتب عن الوطن عن بعد هو كمن يقدم ورودا بال ستيكية - الق صيدة التي تكتب عن بعد ال ميكن أان حتمل حرارة ا أالر ض ورائحة الرتاب. اأنا مثال كتبت عن فيتنام ولكني اأعرف أاين مل اكتب عنها كما قد يكتب شاعر من فيتنام اأ صال. اأنا أارف ض االدعاء على ح ساب ق صيدتي. الكتابة من الوطن تعطي الكثري من ا أاللق والدفء للق صيدة تعطيها طزاجة ال تتحقق لل شاعر لو كان يعي ش يف فيال على نهر التاميز وكل صباح ينزل إاىل املقهى ليكتب عن وطنه! أانا مع التورط الكامل يف جتارب احلياة املختلفة.. ال اأتغزل بامراأة ر أايتها عن بعد كيلومرت واحد ال أافعل ذلك بل اأنا ال اأ صدق ذلك كما ال اأ صدق م شاعر تتولد عن الوطن عرب»الرميوت كونرتول«. ال اأ صدق فنا لي ست فيه نار احلياة بكل اأبعادها. تلك النار املقد سة التي هي اأ صل ال شعر والفن لذا اأنا لن أاتخلى عن ناري املقد سة. هل يغريك لقب شاعر املقاومة - نحن ال شعراء.. شعراء املقاومة مل نتمن أان حت تل بالدنا حتى ن صبح شعراء مقاومة. نحن فتحنا أاعيننا على واقع جديد غري م ر ض وغري مقبول فقاومنا هذا الو ضع. أانا اعتز بقول بع ض النقاد ب أان ق صيدتي هي التي أا س ست ل شعر املقاومة لكن يوجد من يقول:»مل يعد هنالك ما يربر شعر املقاومة«واحلقيقة ال ا ستطيع اإال أان اأنعتهم بالغباء فاالحتالل اأ صبح أاو سع يف بالد العرب وامل سلمني. كان مقت رصا على فل سطني وا آالن امتد وال يزال ميتد اإىل البالد العربية ميتد باأ شكال كثرية لي س بال رضورة اأن يكون ع سكريا بالطائرات والع سكر يكفي اأن مي لى علينا كيف ن در س القراآن حتى نكون حتت االحتالل يكفي اأن مي لى علينا اأن ندعو هذا ال شاعر اإىل بلدنا اأو ال ندعوه حتى نكون حتت االحتالل. سلطنة عمان دعتني واأقطار عربية ال جتروؤ على دعوتي. االحتالل ال يزال م ستمرا و رضورة املقاومة يجب اأن تبقى م ستمرة اأي ضا. اأنا اأقاوم بق صيدتي الأنه لي س لدي صورايخ أار ض اأر ض واأر ض جو أاو قذائف ذكية ولي س لدي بوارج بحرية. لدي سفينة اأعدها من اأقوى االأ ساطيل االآن ا سمها»زينة البحار«التي انطلقت من عمان وو صلت إاىل عدة دول من دول العامل. هذه ال سفن التي ت ستعيد تاريخ البحر العربي ت عيد يل كرامتي التاريخية هي يف راأيي اأقوى من اجليو ش الغربية كلها. الأنها جتعلني اأكرث مت سكا بهذا الرتاث وهذه الرمال خ صو صا كلما تذكرت ما فعله اأجدادي من فتوحات اإ سالمية راقية مناق ضة لغزو اال ستعمار. النا س اإىل اليوم تطالبك بقراءة ق صائد املقاومة اأال ي لغي ذلك ا شتغالك ال شعري ا آالخر - واهلل لدي األقاب مل تتوفر ل شاعر يف العامل كما توفرت يل احرتم من اأطلقها علي ولكنها ال تعنيني كثريا. نعم اجلمهور يحب ا ستعادة ساأقاوم منت صب القامة اأم شي اأحتدى ر سالة إاىل غزاة ال يقراأون ال تعدو الع رشة.. يحبون ا ستعادة ق صائد أاحبوها منذ خم سني عاما وهذا االأمر مي أالين اعتزازا واحرتاما لق صيدتي. فلقد اأن ساأت عالقة ا ستثنائية مع خمتلف الدول العربية لكن هذا اأي ضا ال مينعني من تقدمي ق صائد اأخرى والدليل هو ما حدث هنا يف م سقط حيث قدمت ق صائد من مثل مقاطع من رسبية سرية بني سميح وهو عمل جديد ومركب والبع ض قال يل: ليتك اخرتت ق صيدة اأقل تعقيدا سهلة وب سيطة وقراأت اأي ضا عمال اآخر»اأنا متاأ سف«عمل مركب بتقنيات اعتقد اأنها طازجة جدا واجلمهور ا ستقبلها بفرح وحب. لي س صحيحا اأن اجلمهور دائما ال يريد 102
سميح القا سم.. سميح القا سم.. سميح القا سم إاال الق صائد ال سهلة والب سيطة واحلما سية. اجلمهور يريد شعرا واجلمهور هو اأخطر ناقد يف العامل الأنه بفطرته يح س بالكالم اجلميل وال صادق واالأ صيل ويفرق بني املفتعل واحلقيقي حتى اجلمهور ا أالمي الذي ال يقر أا وال يكتب قد ي سمع شاعرين ويقرر بحد سه وبغريزته أاين ال صدق. لذا أانا احرتم هذا الناقد الكبري الذي ا سمه اجلمهور مع احرتامي الكبري للنقاد الكبار الذين أاغدقوا علي االألقاب واالألقاب ال تطلق عبثا وبالت أاكيد لها م سوغاتها. قراأت شيئا حدث اأيام احلرب العاملية الثانية وفاج أاين عندما كنت طفال صغريا وحاول النا س من حولك اإ سكاتك يف القطار واأنت تبكي هددوا بقتلك خوفا من روؤية الطائرات الأملانية التي كانت متر فوق القطار - هذه ق صة حقيقية سمعتها من والدي كما سمعها أاحد الكتاب ودونها يف كتاب بعد أان سمعها من امل صدر. هذه ق صة ذات دالالت فمن يريد إا سكات بكاء طفل هو كمن يريد اأن ي سكت صوت احلقيقة الطفل ال يبكي عادة اإال إاذا تاأمل أاو أاراد شيئا..اعتقد أان كل البكاء صادق حتى عند املمثل الكبري الذي يبكي على املن صة ال يبكي كما ورد يف الن ص وامل شهد و إامنا على اأ شياء داخل وعيه ومن حياته اخلا صة ي سقطها على امل شهد فيبكي لكن هنالك من يحاول دائما إا سكات ال صوت. احلكاية اأغ ضبتني كثريا..كثريا جدا أالنهم مل يحرتموا بكاء طفل و أارادوا إاخرا سي خوفهم كان مليئا باجلهل.. الطائرات اأمل تكن ت شاهد القطار أامل تكن ت سمع هديره أايعقل اأنها ستلتفت إاىل صوت بكائي وهي على ذلك االرتفاع..اإنه اخلوف الذي ي غيب العقل. رمبا لو قتلوين يف ذلك الوقت أالراحوين من عذابات احلياة لكن لي س من حق أاحد أان يعتدي على حرية ا إالن سان يف التعبري عن نف سه. يف البدايات كان الت شابه بينك وبني دروي ش قويا - يف دول كثرية من دول العامل التي كنا نزورها اأنا واأخي املرحوم حممود دروي ش كنا نقدم قراءة شعرية للطلبة العرب فنقراأ الق صائد معا ونكرر امل شهد ا أالورك سرتايل الذي نفعله دائما حيث نتحاور بالق صائد نختار اأوال ماذا ساأقراأ اأنا وماذا سيقر أا دروي ش ومن ثم ن شكل حوارية معينة من ق صائد خمتلفة. اأذكر يف اأم سية القاهرة كتب ناقد فني وهو سمري فريد اأن هذه االأم سية ال شعرية بيني وبني أاخي حممود دروي ش هي اأهم عمل سيمفوين سمعه يف حياته. اأحيانا كنا ن سهر يف مكان ما يف ظرف تاريخي معني ثم نذهب اإىل عملنا يف جريدة االحتاد اأو جملة اجلديد ونكت شف اأننا كتبنا عن املو ضوع نف سه. اإحدى دور الن رش يف االأردن ن رشت خمتارات من ق صائد يل و أاخرى ملحمود دروي ش واكت شفنا اأن بع ض ق صائد دروي ش و ضعت حتت ا سمي وق صائد اأخرى يل اأنا و ضعت با سم دروي ش. الت شابه يف التجربة كان قويا ولكن مبرور الوقت كل منا بداأ يهتم بخ صو صيته بالتاأكيد. بداأت الكتابة قبل دروي ش وديوانك الأول كان رشارة التعارف وال صداقة - يف عام صدرت 1958 جمموعتي ا أالوىل»مواكب ال شم س«وكنت قد تخرجت لتوي من الثانوية العامة وكتبت الق صائد وعمري بني الثالثة ع رشة والرابعة ع رشة لكن عمري كان ثماين ع رشة سنة عندما اأ صدرت الديوان. تلقيت ر سالة تن ص على التايل: نحن طالب من مدر سة ثانوية يني يني يف كفر يا سيف قراأنا جمموعتك ال شعرية واأعجبنا بك ونريد أان نزورك نتعرف عليك وكان بني املوقعني حممود دروي ش حممد علي طه سامل جربان وكلهم حتولوا م ستقبال اإىل شعراء وكتاب كبار فرددت عليهم بر سالة اأين اأرحب بهم فزاروين يف بيتي يف الرامة كنت اأكرب منهم بعامني لذا تخرجت 103 ق صيدة الأوروبي لي ست اأعلى من كتفي
سميح القا سم.. سميح القا سم.. سميح القا سم من الثانوية قبلهم. تعرفنا إاىل بع ضنا البع ض وق ضوا ذلك اليوم يف بيت اأ رستي وباتوا عندنا وبقينا طوال الليل نتحدث يف ال شعر وا أالدب وعلى سبيل املداعبة قلت ملحمود دروي ش»اأنت يا شاب لديك ح سا سية شيلي«قا صدا ال شاعر االإجنليزي شيلي فقال يل:»و أانت عندك عنفوان بريون«منذ ذلك احلني اأ صبحنا صديقني طيلة خم سني عاما الفائتة ولكن بع ض النا س يعتقدون أان صداقتنا كانت دائما كما يقول إاخواننا يف م رص ) سمن على ع سل( هذا غري طبيعي وخ صو صا بني شاعرين كنا نختلف على ق ضية سيا سية وعلى ق ضية فنية ونختلف على امراأة اأي ضا.. ما اخلط أا يف ذلك. لكن احلقيقة التي ج سدها حممود دروي ش يف ر سالته ا أالخرية يل عندما كتب: ) صداقتنا أاقوى من احلب(. اأنا أاريد طماأنة بع ض ا إالخوان الذين يبحثون عن ا إالثارة نعم كنا نختلف وهذا فقط هو الطبيعي ولكن أا رص على القول مل يكن إان سان اأقرب إاىل قلبي من حممود ومل يكن إان سان اأقرب إاىل قلب حممود مني هكذا ع شنا اخلم سني سنة يف صداقتنا االأقوى من احلب كما قال دروي ش و أانا اتفق معه يف هذا الطرح. و أاريد أان أاخرج الريح من اأ رشعة بع ض ا أالقالم التي تبحث عن ا إالثارة والقيل والقال بقويل: طبعا كنا نختلف ولكن مل نكن ن سمح الأي إان سان بالتدخل يف عالقتنا االإن سانية اال ستثنائية وهو كان واحدا من اأفراد اأ رستي عندما ت س أالني أامي عن صحتي كانت ت ساأل عن صحة حممود وعندما ت س أال اأمه عنه كانت ت س أال عني. ماذا عن صداقتكما وال شعر.. هل كانت تخدم ال صداقة ال شعر اأم كانت ت شعل نار املناف سة - اأنا مت أاكد وعلى ثقة ويقني باأن املناف سة والغرية اأمور مل تطرق ولو لثانية عالقتنا فهو يعرب يل عن مدى حبه لق صيدتي واأنا أاعرب عن مدى حبي لق صيدته. نحن كملنا بع ضنا البع ض بالتاأكيد نحن مل نكتب بنف س االأ سلوب واالأداء فلكل واحد منا شخ صيته وبالفعل الفرق بيننا كالفرق بني شيلي وبريون. بريون املغامر ال صاخب العنفواين و شيلي احلامل الوديع الرقيق. قد يتناق ض أاحدنا مع االآخر ولكنه يكمله ولو كانت طبيعتنا واحدة ملا كان هنالك اأي مربر ل صداقتنا. من غرائب االأمور اأننا على م ستوى ال شكل ال ي شبه اأحدنا االآخر على االإطالق يف تقاطيع الوجه لكن يف عدة مواقف يت صل بي دروي ش ليقول يل: اليوم حدث معي موقف طريف يف عم ان نزلت الأ شرتي شيئا من البقالة فقال يل فاإذا بالبائع يقول»وينك اأ ستاذ سميح من زمان ما شفناك«واأحيانا اأكون باملطار فتمر علي سيدة لتقول:»اأ ستاذ حممود كيفك!«. يف النهاية سلمنا لهذه امل ساألة فاإذا حتدث اأحدهم الأحدنا با سم االآخر يت رصف كاأنه هو. بعد كل هذه الع رشة وال سنوات اجلميلة كيف تقبلت موته ورحيله عن احلياة - ق ضية موت دروي ش ال تزال حت دث يل ا شكاال س ئلت اأي ضا يف رام اهلل هل زرت قرب حممود دروي ش فقلت لي س ملحمود دروي ش قرب يف رام اهلل لديه شقة جديدة وقد زرتها هكذا اأرد بب ساطة الأين بالفعل مل ا ستوعب بعد رحيله وقد كتبت عن ذلك يف كتابي»مكاملة شخ صية جدا«. قبل سفر دروي ش اإىل الواليات املتحدة االأمريكية ات صلت به وكان يف مطار عم ان ف ساألته عن العملية فقال: ال تقلق اخلطر بن سبة %3 فقط فقلت له: عندي اقرتاح ا ساأل الطبيب اإن كان يقبل اأن نتقا سم اأنا واأنت العملية منا صفة. فقال اإنها فكرة جميلة ولكن أاخ شى اأن اأكون اأنا واأنت يف ن سبة %3 الفا شلة دعني اأفعلها وحدي. ) صمت سميح القا سم طويال( ثم اأكمل اإجابته بالفرن سية»هذه هي احلياة هذا هو املوت«. لنبتعد عن حممود دروي ش قليال لنقرتب من 104 ميوت ال شاعر وق صيدته تلعب
سميح القا سم.. سميح القا سم.. سميح القا سم منطقة شعرك التي تظهر فيها املراأة منا ضلة و شهيدة واأ سرية.. هل ترى اأن الظروف التي ع شتها يف فل سطني خباأت وجه املراأة الآخر اأم ك شفت اأوجها متعددة لها - اأنا ال انظر اإىل املراأة باعتبارها مالكا وال اأنظر إاليها باعتبارها شيطانا املر أاة كائن م ساو يل يف احلقوق وامل شاعر ويف كل شيء خارج بيولوجيتنا االإلهية والرائع حقا هو اختالفنا البيولوجي وهو رس جمال الكون واحلياة وجمال االآخر يف اأعيننا. لكن الأنها عادية يف كينونتها االإن سانية فبالتايل موقعها عادي من ق صيدتي. املر أاة موجودة دائما يف ق صيدتي ولي س رسا أانني كنت مغامرا يف فرتة من فرتات حياتي حتديدا أايام جموح ال شباب وقد اأ صدرت جمموعة شعرية حملت عنوان «أاحبك كما ي شتهي املوت«. جمموعة كلها ق صائد حب وملزيد من التحدي اأ صدرت جمموعة كلها ق صائد غزل بالبناء الكال سيكي. حتدثت اأنك ضد ال سترياد ال شعري ال سطحي ال شكالين كيف ذلك - كان املو ضوع آانذاك عن م ساألة احلداثة يف ال شعر قلت لل شعراء إان ق صيدتي وق صائد زمالئي هي متثيل للحداثة العربية بكل معنى الكلمة. شكال وم ضمونا ولغة. ملاذا يتم الت سا ؤول اأين هي احلداثة. ظهرت نظريات كثرية يف لبنان تقول اإن شعر احلداثة هو ال شعر الذي ي شبه شعر فرن سا أاو اأمريكا أاو بريطانيا. قلت: ال باأ س يف اال ستحداث فهذا ا ستحداث ولي س حداثة واأنا اأفرق بني االأمرين اال ستحداث هو اأن ن أاخذ من الغرب كما يحدث عندما ن ستورد طائرة مثال ميكن أان ن ستورد ق صيدة اأي ضا ل ست ضد اال سترياد واال ستحداث الذي ي ؤو س س الحقا للحداثة وي شارك فيها. لكن إاذا ا ستوردت طائرة من نوع جامبو على سبيل املثال و سافرت فيها فهذه لي ست حداثة احلداثة هي أان اأ شارك يف صنعها حتى ولو باإ ضافة برغي اأو سلك كهربائي أاو عجلة. وهذا ينطبق على ال شعر متاما. قابلت عددا كبريا من شعراء اأوروبا من مثل اأراجون الذي قراأ بع ض ترجماتي وهو من طلب لقائي عندما كنت يف موؤمتر يف فرن سا وهو كان ضيفا اأي ضا فقال يل: اأنا اأفرح بك الأين اأ سمع يف صوتك صوتا عربيا بع ض زمالئك من ال شعراء العرب أا سمع يف صوتهم تكرارا ل صوتي يف وجهك اأرى العرب ويف وجوههم اأرى وجهي واأنا ال اأريد اأن أارى وجهي واأ سمع صوتي. كان اأراجون مغرما بالعرب لذا كتب جمنون اإل سا على غرار جمنون ليلى الأنه م سحور بالق صيدة العربية ومتفاجئ من حماولة العرب تقليده. كالم مماثل سمعته من ال شاعر رفائيل األربتي عندما زرت اإ سبانيا وقدموا يل جائزة غار ال شعر وقد زرت األربتي يف منزله فاأهداين اأحد كتبه ولوحة ر سمها بيده كان شاعرا عظيما وبداخله طفل. األربتي قال يل اأي ضا: أانا كان يل راأي يف اختيارك جلائزة غار ال شعر الأين قراأت ق صائدك باالإ سبانية واأحببتها كما مل أاحب ق صائد زمالئك الأن ق صائد زمالئك ت شبهني وتقلدين. يف اأثينا قدمت اأكرث من قراءة شعرية وكان ياني س ريت سو س شاعر اأثينا ياأتي ويجل س يف ال صف االأمامي. فاأقول له: اأنت مري ض اأنا اآتيك إاىل البيت فيقول يل اأنا اأطرب عندما أا سمعك تقراأ بالعربية واأ سمع يف الوقت نف سه الرتجمة. لي س لدي شعور بالنق ص اأمام االأوروبي فاأنا احرتمه واأقدر جهوده. لكني ال احرتم ال شاعر العربي عندما يكتب عن قناديل ال ضباب والقطط ال ضالة وعن امل رشدين يف ال شوارع عن صور ال يراها وال يعي شها. اأنا اأعرف شعر فرن سا واأملانيا وبريطانيا واأمريكا ورو سيا واليابان اأكرث مما يعرفه هوؤالء ال شعراء ولكن لي س لدي شعور بالنق ص.. اأحب ال شاعر الرو سي الكبري فيكتور يوت شينكو لكن ال اأقبل باأي شكل من االأ شكال اأن اأتعامل معه أاو مع غريه من 105 الثقافة هي خندق العرب الأخري
سميح القا سم.. سميح القا سم.. سميح القا سم ال شعراء الكبار على اعتبار أانهم أاعلى من م ستوى كتفي وكتفي هنا لي س مبعنى سميح القا سم واإمنا مبعنى الق صيدة العربية مع اأين أانحني الأي قامة شعرية تظهر. دعونا نغار من احلا سوب االأملاين ونح سد الطائرة الفرن سية ونتمنى القطار االأمريكي والياباين ملاذا نغار يف ال شعر اأي ضا ولدينا أاجمل اللغات.. لغة غنية و صاحلة لكل زمان ومكان. صاحلة لكل شيء إاذا تعاملنا معها باحرتام. ماذا عن جتربة اأدوني س واأن سي احلاج يف ا سترياد شكل ق صيدة النرث - أادوني س صديقي و أان سي احلاج اأي ضا صديقي أاقدر جتربة االثنني واجتهادهما ولكني ب رصاحة ال أاقر بهذا املذهب يف ال شعر. التثقيف الذاتي رضوري فمن الواجب اأن نعرف شعر العامل ولكن احلقيقة اأنا ال أاريد اأن اأ شبه تي اإ س اإليوت سان جون بري س. أاريد اأن اأ شبه نف سي واأن اأ شبه بالدي وان اأ شبه اأ شجاري. أاقدم حداثتي من اأ صالتي وال شاعر الذي ال يعرف اأدق التفا صيل ال سيكولوجية عند امرئ القي س وعند ال شنفرى وعروة بن الورد وعند املتنبي واأبي متام واملعري ال ميكن اأن يعرف احلداثة وال ميكنه االدعاء ب أانه حداثي إاذا مل يتقن ال شعر العربي من اجلاهلية إاىل يومنا هذا.. ق صيدتي هي احلداثة العربية. ولكن ال شكل البارز اليوم هو ق صيدة النرث - ال س ؤوال لي س موزونا أاو مقفى أاو غري ذلك.. ال س ؤوال هل هو شعر اأم ال شعر. لدى املاغوط و أان سي احلاج واأبو شقرا ق صائد نرث جميلة كما لدى اآخرين من مثل سيف الرحبي عبا س بي ضون. لي س لدي اعرتا ض على ال شكل.. اعرتا ضي على املبداأ. اأنا أاحب بريون وكان شاعري املف ضل قبل املتنبي وحتى عندما عرفت املتنبي أاحببت بريون أاكرث. لي س لدي تعقيد قومي ولكن لدي تع صب شعري لل شعر احلقيقي وال صادق واحلداثة احلديثة. كال سيكيتي ال ت شبه كال سيكية املتنبي اأو املعري بالرغم من اأين مل اأتخل عن الكال سيكية يف اأي وقت من ا أالوقات ولدي جمموعات كاملة بالعمود ال شعري. ق صيدتي لي ست ق صيدة املتنبي ولو كان البحر واحدا اإال اأن قامو سي يختلف عن قامو س املتنبي. حياتي تختلف عن حياته واإن كان هنالك ت شابه يف ال سيكلوجية لكن من يقراأين يقول هذه ق صيدة سميح القا سم ق صيدتي تختلف عن ق صيدة اجلواهري اأي ضا. على ذكر اجلواهري نعرف اأن صداقة طويلة كانت جتمعكما - هنالك تقارب بيني بني اجلواهري الأنه كان صديقي واأخي االأكرب وبيننا مداعبات شعرية معروفة و صداقة حميمية حني ي دعى للقراءة يف اأي مكان وي ساأل عن شاعر اآخر ي شاركه ذلك كان يدعوين اأنا يف اأوروبا وم رص ويف اأكرث من مكان. وقد يكون هناك أاثر ملحبتي لهذا العمالق ال شعري الكبري يف شعري. كنا نت شاك س دائما فيقول يل:»يا عدو اهلل.. اإذا تركت هذا الذي ي سمى بال شعر احلديث اأعلنك خليفة على اإمارة ال شعر«فاأرد عليه:»من قال اإنك اأمري ال شعراء اأ صال لتعينني خليفة«وهكذا ت ستمر مناكفاتنا وقد عار ضته يف بع ض الق صائد واعتز اأنه ي شهد يل يف اال شتغال الكال سيكي. واأنا بالفعل كنت عا شقا للجواهري ولل شعر الكال سيكي واأ شك يف اأن يكون هنالك شاعر حقيقي ال يتقن االإيقاعات ال شعرية العربية الهائلة يف االأوزان العرو ض اأ شك اأن يكون هنالك شاعر حقيقي ال يتقن قواعد اللغة العربية. فهذه االأدوات االأولية لل شعر مهمة جدا لل شاعر ولكني ساأ صفح عن االأوزان والعرو ض مقابل شعر جيد. اأت ساءل ملاذا ي سمي ال شعراء ق صيدة النرث بهذا اال سم ملاذا ال يطلقون عليها ق صيدة أاو شعرا فاأنا مثال ال اكتب على ق صائدي ق صائد كال سيكية اأو 106
سميح القا سم.. سميح القا سم.. سميح القا سم ق صائد تفعيلة فلماذا يكتب»ق صيدة نرث«! اأنت شاعر مغامر وجمدد فكيف كنت تخو ض غمار ق صيدة النرث بالرغم من اأنك عا شق كبري للكال سيكية - قد أاكون من أاوائل الذين كتبوا ق صيدة النرث منذ اخلم سينيات ولكن كان ميلي إاىل الكال سيك على اعتبار أانه العمود الفقري لل شعرية العربية وبدونه من ال صعب اأن نكت شف جماليات الق صيدة العربية. ولكني باملقابل ال أا رص على ال شباب اأن ميتنعوا عن كتابة ال شعر إاذا كانوا ال يعرفون تراثهم ال شعري بل على العك س أادعوهم للكتابة على أامل أان يخرجوا ب شعر جيد وجميل. وقد فرحت ببع ض ال شعراء يف مهرجان ال شعر العماين لتمكنهم من الكال سيك ب شكل جميل وعفوي. ا أالمر كما هو يف الفن الت شكيلي يجب اأوال اأن يعرف الفنان مزج ا أاللوان ومن ثم يعرف الر سم الواقعي لري سم الحقا التجريد والتكعيب وال رسيايل أالن الفن هو علم وله اأ سا سيات اأي ضا واالأمر ينطبق على كل شيء. كرث يقولون اأن الأوزان قيد الق صيدة - من يقول أان الوزن قيد فهذا غري صحيح اجلهل با أالوزان هو القيد. دائما االأوزان تو صلني إاىل اآفاق تده شني اأنا شخ صيا. اأنا اأحتدى أاي سقف يف العامل اأن ي ستطيع احتواء خم سة أابيات من ق صيدة امرئ القي س أاو من ال شنفرى أاو املتنبي هذا هو ادعاء العاجز الذي ي وجد م صوغات لنظرية غري حقيقية. اأتوقع اأي ضا أانهم غدا سيحتجون على قانون اجلاذبية! اللغة وا أالوزان هي قانون وهذا ال يعني اأبدا أاين اعرت ض على ال شعر احلر أاو الفن احلر ولكن هذا ال يربر عدم املعرفة. اأدوني س اأي ضا صديقك فهل حقا انتهى ك شاعر ومل يتبق منه اإل ما يثريه يف ال صحافة من زوابع - هذا كالم من العيب اأن يقال. قبل ع رشين سنة كانت ت صدر يف لندن جملة ا سمها الناقد ي صدرها ريا ض الري س ولظرف تاريخي كتبت ر سالة اإىل سميح القا سم حتتوى على شكوى..»اذهب عني سببت يل القرحة شوهت عالقاتي بالنا س ال أاريد أان اأراك..«ترباأت من سميح القا سم ن رشت املقال وكان موقعا با سمي واأثار وقتها ضجة. بعد شهرين اأو ثالثة ن رشت ق صيدة جديدة فات صل أاحد ال صحفيني قائال: هل لك اأن تف رس لنا بيانك ال صحفي ون رشك لق صيدة فقلت امل ساألة ال تريد تف سري. امل ساألة حملولة. الق صيدة اأعادتني لبيت طاعتها وع صمتي لي ست بيدي. ال يوجد شاعر ي ستقيل من ال شعر قد يغ ضب وميل ويتوقف قليال لكنه يعود اإليه. وكما يقال يف املثل ال شعبي»ميوت الزمار واأ صابعه تلعب«واأنا أاقول: ميوت ال شاعر وق صيدته تلعب. ال ينتهي ال شاعر حتى بعد موته تظل الق صيدة حا رضة ومثرية ومتحفزة كاأنه على قيد احلياة. لذا اأقول رمبا اأدوني س يف حالة ملل و إاحباط وال اأوؤمن اأنه انتهى. اأنا أاعلم اأين ال اأتقن العالقات العامة. الأن معظم ا إالعالميني حتولوا اإىل موظفي ت سويق فيطلب من ال صحفي ت سويق هذا ال شاعر هذه املغنية هذه الراق صة. الت سويق باالإ ضافة اإىل ال شللية والع صبية من اأو ساط نظنها اأرقى واأجمل. أاكرث من ثالثني سنة صداقة مع اجلواهري مل اأعرف اأنه شيعي اإال يف االآونة االأخرية اأي اأمة تعاين من هذه النظرة املتخلفة البدائية الهمجية عليها ال سالم. لكني اأقول الثقافة هي خندق العرب االأخري و إاذا انهار خندقنا الثقايف االأخري فعلينا ال سالم سن صبح من مثل اأمريكا الالتينية هذا فنزويلي وهذا مك سيك سي وهذا اأرجنتيني وكلهم من اأ صل واحد.. اأنا اأرف ض سايك س بيكو باملطلق اأرف ض 107 فرحت ب شعراء ع مان املتمكنني من الكال سيكية ب شكل عفوي
سميح القا سم.. سميح القا سم.. سميح القا سم الطبعات اجلديدة من ساي س بيكو اأي ضا. وماذا عن جيل ال شعر اجلديد من مثل مريد الربغوثي واأحمد دحبور - مريد الربغوثي و أاحمد دحبور حممد القي سي و أا سماء أاخرى كثرية من ال شعراء العرب قد يكونون جتربة جديدة وقد تكون أادواتهم خمتلفة بع ض ال شيء مريد شاعر مثقف ومهذب ولديه ابنه االآن شاعر موهوب ومت أالق. ولكن ال رهان يف ال شعر الأين اأ صبت ببع ض اخليبات فقد راهنت على بع ض ا أال سماء كانت جميلة وفريدة ولكنها انتهت. لذلك ال رهان يف ال شعر وا أالدب واملو سيقى. املراهنة قد ت صيب مرة وتخطئ مائة مرة لذا اأقول اإن الرهان على الوقت. ولكن لدينا أا سماء م رشقة يف كل الوطن العربي أارجو لها أان ت ستمر أالننا جيل يذهب ويغادر املن صة وال بد من جيل جديد يحمل ا إاليقاع وال صورة ويحمل الكلمة إاىل آافاق جديدة. صحيح أانا من برج الثور ومري ض بالتفا ؤول الثوري. واأقول دائما اإن الياأ س رفاهية باهظة التكاليف ال قبل يل بت سديد فاتورتها وال أاقدر على حتمل تبعات الياأ س واأن تياأ س يعني اأن تقر ب أانك على خط أا والنقي ض على صواب لذا أانا متفائل تفاوؤال ثوريا. ماذا ميكنك اأن تقول عن فكرة»ال شاعر النجم«التي بداأت الآن بالختفاء - ا ستعمال تعبري ال شاعر النجم فيه شيء من ال سخرية واال ستفزاز من البداية ا ستعمل التعبري كمناكفة لل شعراء ومن منطق فيه صغار. إاذا كان هنالك مهرجان شعري يدعى اإليه اجلواهري ونزار قباين وحممود دروي ش والبياتي و أاحمد حجازي هذه م ساألة مفهومة فمن الطبيعي أان حت رض هذه ا أال سماء لتجربتها ولتاريخها ولق صيدتها ول شغف اجلمهور بها ولي س حليازتهم لقب»جنم«. بع ض ال شعراء ال شبان وبت أاثري ال شلللية ال صحفية غاظهم هذا الو ضع فلماذا هذه االأ سماء دائما اأال يوجد يف فل سطني اإال سميح ودروي ش. كنا ن سمع هذا الكالم ونقراأه. هنالك األف شاعر يف فل سطني ولكن لي س خطيئة هذين ال شاعرين اإذا بلغت ق صيدتهم حالة اأحبها جمهور ال شعر. البع ض قالوا اإن هوؤالء ا شتهروا الأنهم كتبوا عن الق ضية الفل سطينية وهذا اأي ضا ادعاء باطل فاأين الذين كتبوا عن الق ضية ومل ي صلوا هل يريدونني أان اعتذر عن و صول ق صيدتي اإىل جمهورها. )عل ق ضاحكا( واهلل اإذا اأ رصوا على اال ستفزاز فاأنا جنم واحد ال يكفيني.. اأنا جنم النجوم. عر ضت عليك نوبل ولكن مقابل اأن تقبل جائزة اإ رسائيل - اأنا اأول شاعر عربي عر ضت علي نوبل مقابل احل صول على جائزة اإ رسائيل. فقلت لهم اأنا اأخذت اأعظم جائزة من شاب سوري يف بلودان بعد الغداء عندما قد م يل القهوة ف رشبتها فتناول ال شاب ال سوري الفنجان وك رسه على االأر ض. اإىل جانبي كان حمافظ ريف دم شق فقال يل:»يا بختك.. هذا ال شاب ك رس الفنجان بالتقليد ال شامي القدمي ليعني اأنه ال اأحد ي ستحق اأن ي رشب من فنجانك بعدك«. اق شعر بدين وقلت هذه اأكرب جائزة يتمناها شاعر. كان يكفي اأن اأقبل بجائزة اإ رسائيل الأح صل على جائزة نوبل ولكني رف ضت. عر ضت عليك للمرة الثانية ورف ضتها بينما إامييلي حبيبي قبل بها - اكتفي باأن اأقول اذكروا حما سن موتاكم. كان كاتبا مبدعا وملهما رحمة اهلل عليه. ولكن يظل ال سوؤال: ملاذا كل هذا االقتتال على نوبل التي اأ صبحت م سي سة ال تخدم االأدب ب شيء ماذا عن زيارتك للموت لعدة ساعات بعد حادث سيارة ودخولك يف غيبوبة 108
سميح القا سم.. سميح القا سم.. سميح القا سم - كان حادثا صعبا حتطمت قدمي اليمنى وكتفي الي رسى ودخلت غيبوبة يقول االأطباء لعدة ساعات. مت لت سع ساعات. كان احلادث بيني وبني شاب يف الثامنة ع رشة من عمره يقود سيارته م رسعا. بقيت سنتني متوا صلتني يف عالج. كنت يف عم ان عندما دعيت بعد سنتني من احلادث وقفت امراأة وقالت: قراأنا أانك كنت يف حالة موت ل ساعات فهل صحيح أان املوت نفق أا سود يدخل فيه ا إالن سان ويحيط به املالئكة قلت لها: ان سي املو ضوع املوت يبدو اأنه أاكرث اإراحة كانت اأ سناين توؤملني يومها ومل اأ شعر بذلك يف الغيبوبة وقد ارحتت لب ضع ساعات. طبعا دخل احلادث لبع ض الق صائد القليلة جدا ولكني ال أاحب ت ضخيم ا أالمور اإذ تعاملت معه ب شيء من العنفوان وال سخرية. كتبت الرواية ولكنك عرفت ك شاعر - كتبت ما ا سميه احلكاية االوتو بيو جرافية ن رشت حكايتني»ال صورة ا أالخرية يف االألبوم«وحكاية «إاىل اجلحيم أايها الليلك«وخالل اأ سابيع اأن رش الرواية اجلديدة»ملعقة سم صغرية ثالث مرات يوميا«. )يعلق سميح القا سم ضاحكا(: قبل ا أالكل أاو بعد ا أالكل هذا غري مهم ولكن املهم أانا ال ا سميها روايات كما ي سميها النقاد. ق صائدك تتناول اأ سماء أا شخا ص من مثل فيديريكو قا صدا لوركا و شعوب من مثل الكونغو اأرترييا و شعوبا اأخرى تدافع عن حقها يف احلياة - أاهم ما مييز ق صيدتي هو عفويتها االأ صوات والق ضايا موجودة بداخلي اأنا ال أارى فل سطني فقط من رشفة بيتي اأنا أارى فل سطني من الكونغو ومن املك سيك ومن اأقا صي العامل اأ ؤومن بوحدة العامل ووحدة الب رش ال ا ستطيع اأن اأنام مرتاحا إاذا كان اآخر خرب سمعته يف ن رشة ا أالخبار هو اأن هنالك اأطفاال ميوتون من اجلوع ال اأ شعر باالحرتام لذاتي. ال ا ستطيع اأن أاكون حرا وهنالك عبد واحد على وجه الكرة ا أالر ضية. اأنا عروبي واأممي. اأرى العروبة كمنظومة قيم مرتبطة بالتعددية الب رشية. يف زيارتك الثانية ل سلطنة عمان..كيف تراها - مبقارنة رسيعة بني ع مان يف زيارتي االأوىل قبل خم سة ع رش عاما كما أاتذكر االآن وبني ما شاهدته اليوم هنالك تطور جميل وكبري لكن مل ي خف التطور االنطباع االأول والقدمي عن عمان وعن م سقط. أالن عالقتي بهذه االأر ض لي ست عالقة سياحية اأو عالقة عابرة ومرهونة بالزمن احلا رض. اأنا اأقول انني عدت اإىل عمان الأن لدي اإح سا سا عميقا اأنني كنت يف هذه البالد منذ اآالف ال سنني واأنني اأعود اإليها من حني الآخر. اأ شعر اأين اأحد البحارة الق دامى العرب العمانيني القدامى الذين نقلوا اإىل اأقا صي اآ سيا و سواحل اأفريقيا احل ضارة العربية ونقلوا القر آان الكرمي واللغة العربية والب ضائع العربية وهكذا تداخلت العالقة التجارية بالعالقة ا إالن سانية والعالقة احل ضارية واالجتماعية اأي ضا. اأجدادي الذين انطلقوا من عمان مل ينطلقوا اإىل العامل االآخر بعقلية امل ستعمر ولي س كما فعل امل ستعمرون ا أالوروبيون الذين اأ س سوا للعن رصية عندما قالوا العن رص االأبي ض واالأ سمر واالأ صفر واالأحمر العك س متاما ما حدث الأنهم باحل ضارة العربية االإ سالمية سماحة واإن سانية )ولو شاء ربك جلعل النا س اأمة واحدة( اإذا هنالك م شيئة ربانية اأن تكون هنالك اأمم. نحن تعاملنا مع ال شعوب االأخرى بهدي االآية الكرمية القائمة على التعددية االإلهية )وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا اإن اأكرمكم عند اهلل اأتقاكم( ا شرتط التقوى ولي س ا أال سمر واالأبي ض واالأ صفر. بينما الغزو اال ستعماري لبالدنا ولدول العامل خلق العن رصية والعداوات واالغرتاب االإن ساين بني ال شعوب هذا حقنا وذاك باطلهم. 109 اجلهل بالأوزان قيد الق صيدة ولي س العك س
درا سات.. درا سات.. درا سات هواج س لطقو س ا أالحفاد Sسميح القاSسم 110 اأخريا ت ود ع ع رص اجلليد االأخري. نهاية كل ع صور اجلليد ويكتمل الربق نورا ونارا. وت قبل يف اآية الله م فلتة من قيود الربيد سنونو ة ري ش ها ذكرياتي. ومنقارها شهوتي للمناخ اجلديد مفاجاأة لف ضاء انتظار طويل. وتهليلة من مكان بعيد بعيد توؤول سنونو ة من رماد وورد. تدفر على موجة احللم جيال فجيال. وتدنو رويدا رويدا. مب رص ة بالربيع الوليد سنونو ة وت سم ى احلفيد ونحن على مو سم جي د للح صاد اتكلنا وما بني وعد ووعد خ ذ لنا وع دنا اأ م لنا غر س نا كثريا رجوناه خريا وفريا سعي نا ا شتغلنا حلمنا.. ع م لنا وما بني نور ونار ض ل لنا ض للنا ال سبيل اإىل حكمة ال سنبل ه ومل يجتهد حا صد عاقل يف اجلنون ليمنح حكمت ه منجل ه وال بد من مو سم جي د للح صاد وال بد من حمنة االأ سئل ه وع و دا على البدء.. ال بد من دورة الدم بني العباد وبني البالد لتك شف اأ رسار ها املع ضل ه وتفتح باب احلياة بكف اجلهاد ويجتاز اآخ ر ها اأو ل ه.. إاذا. هكذا. إاذا هكذا. ن طفة من تراب قدمي. و شيء من الدمع والورد مينح كاأ س الدماء مذاقا مثريا بزغرودة لل شهيد وزغرودة للوليد ويلتمر اأحفاد نا حولنا كل عيد وه م ي صخبون كثريا. وبنت مت ش ط شعر أاخيها ال صغري لي صبح اأجمل طفل على االأر ض. تبت سم االأ مر را ضية. ويغن ي غالم بدون ن شاز توا شيح اأندل س غائم ه نخب يء دمعتنا باالأ صابع. من سح س فر التجاعيد عن وجهنا املتكد ر يف فرحة واهم ه ويف غبطة ال ت الم. بكل وقار نوز ع بع ض الهدايا أالحفادنا. يفتحون الهدايا على ع ج ل. يرق صون ابتهاجا. وهذا يطري سعيدا. وذاك ي تمتم سخطا. ملاذا أالن الهدي ة ما أاعجبته. ووالده يتمي ز غيظا وي ضحك بالوعد. ال باأ س يا ابني. و سوف حتبر هديتك القادم ه واأحفاد نا يف اخلال صة أاجداد نا. كفر اأ م تهزر ال رسير. ويكرب جيل. ويعرب جيل. ويولد جيل جديد لنف س ال رسير. واأ م على الط شت متخ ر يف رغوة العمر من شط صابونة الزيت حتى خليج الرتا شق باملاء يف البانيو الفو ضوي. و شامپو الطفولة يعرب شيخا عجوزا من املاء للماء. قلت. واأحفاد نا يف اخلال صة اأجداد نا دون شك
درا سات.. درا سات.. درا سات وي ضحك طفل ويبكي وي ضحك شيخ ويبكي من دون شك سيولد اأحفاد نا طاهرين من احلرب وال سلم والذكريات. ت شدر الغريزة لث ات هم للحليب املعق م باحلب وال شهوة االأزلية. اأعناق هم ال تخاف الن صال وال تتحا شى ظالل امل شانق. أاحفاد نا يولدون كما نتمن ى. على صورة اهلل يف ح لمنا الب رشي املعب أا بالرعب. وفق ال صالة سيولد اأحفاد نا. نتمن ى ذكورا. و رس ا ويف خجل ال يبوح منار س واأد البنات. فقد اأد بت نا احل ضارة جيال على حزن جيل. ونكرب عاما على حزن عام. ن شيخ ومنر ض. أابناوؤنا ي عر ضون بدعوى امل شاغ ل والوقت. زوجات هم واقفات لهم بالنظام اجلديد. نوب خ أابناء نا ونكيل املديح لل طف البنات وحر ص البنات على الوالدين. ونحزن معتذرين عن اجلهل وال ضعف يف ما اقرتفنا من االإثم يوم و أادنا البنات وما كان فات ومن عا ش مات..... الأحفادنا بهجة االأهل يف حفل تخريجهم. ولهم ش يب اأجدادهم قدوة. عربة. ودليال ر شيدا اإىل الغد واالأم س. مثل جميع الب رش وتذكرة لطريق الق د ر وبع ض دعاء ال س ف ر.. واأحفاد نا ي سمعون الن صيحة من ا لكي يعملوا عك س ها.. كيف نن صح نحن سوانا باإن شائنا العبثي و سقط الكالم الطويل العري ض ونغدق ن صح ال سالمة فيهم.. وفينا جراح تفي ض ونن صحهم باحرتاف ال سمو.. و شاهق نا يف احل ضي ض إاذا. ي سمعون الن صيحة من ا ليبتكروا ضد ها.. يطلبون احلياة ال صحيحة. ال يعباأون بفن الكالم ال صحيح ويجتنبون خطايا البيان و سحر الل سان الف صيح وقد أاب رصوا كل شيء جميل صنعناه نحن.. وقد أاب رصوا كل شيء قبيح.. واأحفاد نا يلعبون بنا. ي صعدون على ظهرنا الكهل م نحنيا يف الف ضاء ال ضئيل. مكب ا على بع ض نار ال شتاء ونحن ندغدغ أاقدام هم ونق رص عاطفة الك ستناء لنطعم اأحفادنا االأ شقياء وهم يعبثون بوجه القناع ال ضنني و ش عر بلون الرماد وطعم الرماد ن سم يه نحن رماد ال سنني وترحل اأفكارنا عرب اأكتافهم للبعيد ونقلق. كيف ستوغل اأيام هم يف احتبا س احلرارة يوما فيوما. و سوف يذوب- كما يزعمون- اجلليد فكيف سيعرف اأحفاد نا كيف كان اجلليد وطعم الفواكه واخل رضوات يغادر طعم الفواكه واخل رضوات ويف عهد اأحفادنا هل يكون للون الفواكه لون الفواكه كيف يكون على عهد اأحفادنا الفلر والورد واليا سمني وكيف يكون البنف سج واملريمي ة والزيزفون وكيف نكون على عهد اأحفادنا.. هل نكون وهل ت رشق ال شم س يف الفجر يف عهد اأحفادنا اأم يعمر الظالم ويغ شى ال سكون 111
سميح القا سم.. سميح القا سم.. سميح القا سم... ت ضايق نا وطاأة احلر حتت الرتاب الثقيل فنخرج ذات م ساء من القرب. نن رص اأكفاننا يف الن سيم املواتي ونختار سحر جذوع ال شجر وجنل س م ستب رشين ب ضوء القمر ونبحث عن صوتنا يف تراب احلناجر. كيف ننادي باأ سماء أاحفادنا سننادي بحنجرة من تراب. وقد ي سمعون بقايا الرنني القدمي وقد يفرحون قليال. بدف رماد الوتر وقد ي سمعون وال ي سمعون. فرنجع من حيث جئنا ون رجع اأكفاننا للح ف ر ونحزن. متنا اأجل نحن متنا. ولكن األ سنا ب رش واأين ترى االآن اأحفاد نا اأين ما ظل من ا على االأر ض بني الق ضاء وبني القدر! وينكفيء احلزن طفال يتيما. وتخمد يف الي تم نار ال ض ج ر ويكرب اأحفاد نا دون شك ستمر ض بنت وت شفى. وي شفى صبي ومير ض. اأحفاد نا يذهبون كما ن شتهي ل صفوف املدار س. ثم ة كل ية يف الطريق وجامعة راقي ه وطفل خجول يحد ق يف رس اأعتابها ال سامي ه ويعجز عن فهم اأحالمها ا آالتي ه ب شيء غريب ت سم يه»م ستقبال «اأمر ه. واأبوه يداعب يف شغف شعره الفو ضوي اجلميل وي ب رص يف احللم»عر سا «وحفل غناء ورق ص. وي سمع زغرودة عالي ه ويكرب اأحفاد نا يف ال سالم ويف احلرب. ال قد ر اهلل. قد ي صبحون جنودا. وال قد ر اهلل قد ي قت لون وقد ي قتلون. وال قد ر اهلل قد ي سجنون لرف ض القتال. وقد يرجعون من االأ رس شيبا. وال قد ر اهلل. ال يرجعون اإىل منزل االأ رسة الباقي ه وقد ي صبحون اأطب اء اأو شعراء وقد ي قبلون على مهنة ما. وقد يرحلون اإىل دولة نائي ه طموحا لعي ش كرمي. وقد يعدلون اإىل فكرة ثاني ه سيختار اأحفاد نا. لو اأتيح لهم. اأي ح لم جميل يجد د ماء احلياة وي نع ش اأ شجارنا الذاوي ه أايختار اأحفاد نا ما نحبر ترى اأم يحب ون ما ال نحبر ونن سى ليذكر اأحفاد نا. اأم ترى يذكرون لنن سى. وين سون ما نحن نذك ر. اأم نحن نن سى وين سون يف غمرة الذكريات ودو امة الزمن القا سي ه سيحل م اأحفاد نا ذات يوم مب صباح ذاك الغالم. عالء العجائب من األف ليل ه وليل ه وكل يريد. ولو مرة. اأن يكون حمل ه وقد يتجو ل ما بني اأحفادنا ذات يوم غالم ي سم ى أاويل...ر توي ست وكيف سنعلم اإن كان فيهم حمم د در ه واإن ولدت بني اأحفادنا الرائعني رشارة ثوره سيحلم اأحفاد نا دون شك ونحن سن ضحك. ح لما. ونبكي ون ضحك م ستب رشين باأحفادنا القادمني سيحلم اأحفاد نا بامل شاريع. طول البالد وعر ض البالد ونحن ن صل ي لرب العباد لكي ينجحوا وكي يفرحوا بتج سيد كل االأماين واإن شاد كل االأغاين واإجناز كل املراد!... ساألت - ويل اأن اأكون دقيقا بقويل»ت ساء لت «- ذات م ساء على رشفة املنزل اجلبلي الوديع : 112
سميح القا سم.. سميح القا سم.. سميح القا سم اأي ب رص اأحفاد نا القادمون من الغيب اأفالم جيم س بوند واأفالم كاو بوي وهل يقر أاون اجلرائد كل نهار وهل يدمنون م شاهدة التليفزيون اأم اإن ح م ى العناكب يف ال شبكات العجيبة اآفاق إانرتنت ستمتدر جيال جليل وهل ي ستعري القليل الكثري صفات الكثري القليل وهل عند اأحفادنا ينتهي امل ستحيل اأنا ال اأريد جوابا خفيفا لهذا ال سوؤال الثقيل واأرف ض اأي اعتذار ق صري لتربير ر عبي الطويل الأين اأخاف واأقلق من اأجل اأحفادنا الغام ضني وال اأ سرتيح بغري اليقني وال شيء اإال اليقني اليقني اليقني!... كما تتمن ى اجلهات وما حتل م ا أالغنيات. كثري من احلب مرياث اأحفادنا. يا مليك ال سماء انت شله م من الغيب واحر س خ طاه م على الطرقات الغريبة نحو املنازل يف عيد أاعيادنا. يا مالك ال سماء اأ غثهم. وبد د ظالم الدروب اإىل باب أاوالدنا. يا صفاء الر ساالت طه ر قلوب الب رش جميع الب رش واأبع د عن الوافدين اخل ط ر و سد د خطانا. و سد د خطاه م. وجد د لنا من ضيائك. جد د الأوالدنا من ضيائك. جد د الأحفادنا من ضيائك ضوء ال سالم و ضوء الكالم و ضوء النظ ر كثري من احلب مرياث اأحفادنا. يا اإلهي فاأنعم علينا بنعماك فيهم وح سن امل سري وط هر امل صري أالنك كنت وما زلت ما اأنت. اأنت الغفور الكرمي القدير وما زلت ما كنت. ما زلت ما اأنت معنى الق ضاء و رس الق د ر ونحن امل سوخ اإذا ما تخل يت عنا. ونحن الظالل اإذا ما تخل يت عن ا. وبا سمك اأنت ن سم ى الب رش ونحن الب رش براء ة اأحفادنا نقطة ال ضعف فينا. نخاف عليهم من اخلوف والفقر واجلوع. نخ شى خفايا الزوايا ومنعطفات ال شوارع. نحن نخاف على ط هر اأحفادنا من دخان امل صانع. من مافيات ال رص اديب واالأقبي ه نخاف احتبا س احلرارة. نخ شى انقالب املناخ عليهم. وت قلق نا البيئة - املع صي ه وي قلق نا ما ت رصر ال سجون. وي قلق نا اأن تبيع املدار س جهرا و سائل اإي ضاحها يف مزاد على منرب اجلهل. نخ شى بيوتا بال تدفئ ه ونخ شى النفايات واالأوبئ ه وم ست شفيات بال اأدوي ه براء ة اأحفادنا نقطة ال ضعف فينا. ونخ شى عليهم ونخ شى علينا جنون احلياة ونخ شى انتحار املغن ي على االأغني ه براء ة اأحفادنا نقطة ال ضعف فينا... ونحن ريا ضت هم يف ال صباح ونحن مالعب هم يف امل ساء. وكي س مالكمة نحن طول النهار لقب ضتهم ما ت شاء. ويف لعبة الكاراتيه يغلبون ذويهم. وقف ازهم نحن نحن حذاء ريا ضتهم مثلما ي شتهون ونحن الك ر ه ونحن انت صارات هم بالروؤى امل ضم ر ه ونحن مرايا أالحفادنا ذات يوم ولدنا عراة. لعبنا عراة. واآن احرتف نا الف ساد لب سنا ثياب الف ضيلة ضد املناخ ومن شد ة احلر مننا على ال سطح. كانت قرانا منازل حلم ب سيط وتوق اإىل سهرة العائل ه 113
سميح القا سم.. سميح القا سم.. سميح القا سم وجرياننا يحملون اإلينا أاباريق قهوتهم يف ال صباح. وتدعو لهم جد تي بال سعادة والي رس. ي شكرهم والدي. وترد د والدتي ش كر ه م وه ي تدعو الأبنائهم والأحفادهم بعدهم باحلياة الطويلة والي من والعي شة الفا ضل ه وبالنعمة الطائل ه ويولد اأحفاد نا قبل اأن يولدوا يف صالة النبي على مولد القابل ه وننزل عن سطح منزلنا.. لتتابع رحلت ها القافل ه... سوؤال. سوال يكاد يكون وجيها : ترى هل حتبر الع صافري اأحفاد ها مثلنا. والوحو ش وهذي النباتات. تلك اجلراثيم. هل ح ب اأحفادنا قابل للقراء ة. هل يف الغريزة ح ب سوؤال يكاد يكون وجيها على كل حال سوؤال. سوؤال واأحفادنا يف احلياة ويف املوت بع ض الطبيعة بع ض ال صحارى وبع ض ال سهول وبع ض البحار وبع ض اجلبال واأحفاد نا نحن. شيئا ف شيئا و رصر البقاء ك رس الزوال سوؤال.. يظلر وجيها.. الأحفادنا اأن يحب وا الطبيعة والفن واملال والذكريات املتاحة من عهد اأجدادهم برعاية آابائهم. يذكرون مبا ت ستطيع انتقائي ة الوعي واحللم. ال يذكرون الذي ال يحب ون لكن هم يبدعون مبا ي شتهون حكايا ي سم ونها ذكريات ق بيل ال سبات وملء احلياة ومن عا ش مات ومن مات.. فات هنا عربة الدهر اأن ت ستعي ض الرواية عن ك نهها بالرواة واأن ت ستعري الغريزة بو صلة للجهات واأحفاد نا رائعون كاأحفاد ما اأبدع اهلل من كائنات! إاذا. هكذا. نحن نورث اأبناء نا ما لدينا. واأحفادنا يرثون الذي ظل من ا. وبع ض مالحمنا. يرثون الرثاء الر صني وزيتونتني و ساحة بيت. وموقف سيارة لل ضيوف الكرام ونافذتني وظال ظليال من الذكريات ومن صور العائل ه وقد يرثون هموم البالد وما ظل منها وراء اجلراد وقد يرثون عباء ة جد قدمي و أالوان بدلته احلائل ه وقد يرثون تقاطيع اأعمامهم. اأو تكون الأخوالهم يف تقاطيعهم صورة ماثل ه سنورث اأحفادنا ما يظلر لنا ولهم من شموع تذوب ليعرب ليل. وتوقظ يف الفجر اأحالم ذ ر ي ة عاقل ه سنورث اأحفادنا ما لدينا ونورث اأحفادنا ما لدينا ونبداأ من حيث كن ا وحيث انتهينا..... يباركها اهلل سن احلليب فما ق رص ت يف اإ ضاء ة باب ستدخله خرب شات الطفولة. سنر احلليب اأمت ت وظيفة تاريخها واكتفينا مبا اأجنزت ه. سنقذفها ا آالن لل شم س حمفوفة باالأماين وم صحوبة باالأغاين ونغمر اأحفادنا بال صالة لطول احلياة. و سنر احلليب تطري على ر سلها يف ف ضاء الزمان.. وثم ة اأ رضا س عقل ستولد ثم ة ناب ستنبت 114
سميح القا سم.. سميح القا سم.. سميح القا سم يوما فيوما وتكرب يف خطر اأو اأمان واأحفادنا يكربون وتكرب اأ سنانهم.. وال سنون على نب ضات الثواين و أاحفادنا يكربون..... ن عل م اأحفادنا اأن يحب وا. وكيف يعل م اأحفاد ه م اآخرون من النا س كيف يدور ال رصاع املقد ر بني املحبة والبغ ض كيف نعل م أاحفادنا سببا لل صمود على جبهة احلب نحن نعل م اأحفادنا أان يحب وا ونحن ن حبر. ون صبو و صعب هو احلبر يف غابة الليل والوح ش صعب وال باأ س نحن نعلم اأحفادنا اأن يحب وا وما ي ضمر الغيب.. غيب.. فكيف ن عل م اأحفادنا اأن يحبوا ونحن نحبر.. نحبر بدون اعتذار.. هل احلبر ذ ن ب!... لدى الرمل رصر الزجاج واأحفادنا رصر هم عندنا وتظلر اله شا شة رس ا ويبقى التما س ك رس ا وعند احلياة املفاتيح يف نفق من رموز واأ رسار اأحفادنا عندنا.. ما يجوز لدينا وما ال يجوز وتخ رس اأ رسار نا اأم تفوز لدى الرمل رصر الزجاج و رصر ال شباب يحاور اأ رسار شيخ عجوز ويف الداء بع ض العالج!... خطوط املالحة. كلر خطوط املالحة تبداأ من توقنا ل سعادة اأحفادنا وال سالم واإعجاب نا بالن سور متيمة خوف احل مام ويف صمتنا دعوة للكالم و أاحفادنا ي سمعون وال ي سمعون و ضج تنا دعوة لل سكون ون سهر نحن الأحفادنا احلاملني النيام ونقلق كيف يكون الذي سيكون واأين يكون الذي لن يكون ونظرتنا للوراء ت شاك س نظرتنا لالأمام واأحفادنا يحلمون وريح احلياة مت ش ط شعر املواليد ع شقا و شعر ال سنابل والنخل.. حاملة ورق الورد والزيزفون ونحن منيل على ورق اليان صيب ويف البال اأحفادنا املعوزون ونب رص اأوجههم يف ه الم الورق وت شعلنا شهوة الك سب من اأجلهم. يرثون غنيمتنا امل شتهاة وترحل عن ا غيوم القلق وحني يفاجئنا بائع اليان صيب باأن ا خ رسنا نحاول اأن نتهر ب من حزن أاحفادنا ونحاول حظا جديدا سعيدا يخب ئه نفق يف نفق وتهج س فينا بقايا الرمق : اأي سمع اأحفادنا صوت اأرواحنا يف براري احلياة الع سرية هل يب رصون على ق سمات اجلدود عيونا تنزر دموعا وهل يلم سون جباها ي سح عليها العرق وهل ي شعرون مبا نحن فيه من احلزن واخلوف طول ليايل االأرق نريد طم أانينة لالأحبة اأحفادنا القادمني ونطوي البالد ونطوي ال سنني ون شكر خالقنا من علق ون شكر من بارك املال زينة دنيا لزينتنا يف حياة البنني ون شكر اأحفادنا الواعدين..... 115
لقاءت ماريو بارجا س يو سا: روائي و صحفي و سيا سي بريويف/ اأ سباين ح صل على جائزة نوبل يف الأدب عام 2010. [ أرى أن الديكتاتور والديكتاتورية يجب النظر إليهما دون تربير [ اإذا جنحنا في دمج مظاهر احلياة املختلفة لواقعنا اأعتقد اننا نùستطيع التنبوؤ مبùستقبل اأف ضل 116
حوار.. حوار.. حوار جلنة جائزة نوبل: اإختيار يو سا ب سبب.. متيز أاعماله بتق صي هيكليات ال سلطة املتحك مة رSسمه خلريطة الùسلطة وUصوره احلادة حول Uصمود الفرد ومترده وفûشله ]] ترجمة : Gأحمد عثمان [ حوار: Sسعيد كمايل دهقان مثل كثري من كتاب اأمريكا الالتينية يتجه ماريو بارجا س يو سا من العام اىل اخلا ص )بينما حركة الآداب الأوروبية والآجنلو سك سونية تنطلق من اخلا ص اىل العام( واأي ضا انه م سي س للغاية. يف هذا ال صدد دو ن يو سا ا سمه يف تاريخ العامل ون صاأ يتحدى احلدود الأدبية واليديولوجية:»تتمثل فر صة الأدب يف الرتباط مب صائر العامل : تعد شكال رئي سيا من اأ شكال معار ضة ونقد الوجود«. 117 [ مرتجم من م رص. ]] كاتب من ايران.
حوار.. حوار.. حوار يف سن الرابعة وال سبعني أ صبح يو سا مانيتو الها من آلهة الهنود الآداب الأمريكية الالتينية جنبا اىل جنب مع عدوه القدمي الكولومبي جابرييل جار سيا ماركيز. وهما ماركيز/يو سا ميثالن املنحدر اجلنوبي للمناف سة باث/فوينت س يف املك سيك. على خالف كثري من كتاب قارته ابتعد يو سا عن»الواقعية ال سحرية«عالمة لنتاج الأمريكية اجلنوبية التي يراها الكثريون على أنها خا صيتها الوحيدة. متاأثرا بوليام فوكرن وجو ستاف فلوبري وفيكتور هوجو )حيث كتب عن كل منهم( ملاريو بارجا س يو سا ظاهريا وبدون أدنى شك كتابة تداول الأ صوات والرواة. ولذا ا ستطاع أن ي صور بجالء تغريات املجتمع العنف اجلن س... أو ال سلطة أو التدين الأخالقي التي متثل مو ضوعاته الكربى. بعد درا سات يف الأكادميية الع سكرية تابع درا سته يف مدريد حيث كتب بالتوازي عمله الأول : جمموعة ق ص صية»القادة«)1959(. ثم اجته لالقامة يف فرن سا و أ صدر روايته»املدينة والكالب«يف عام 1963 التي جعلت ا سمه معروفا وترجمت اىل ع رشين لغة تقريبا. عمل ك صحفي يف وكالة ال صحافة الفرن سية )AFP( وهيئة لذاعة والتلفزة الفرن سية. وفيها ان شغل بالكثري من الأعمال املهنية- التحريرية. ولذلك رسعان ما نفهم ملاذا يف»املدينة والكالب«كما يف كافة أعماله الالحقة امتلك هذا احل س العايل بالن شغال بال شارع جماري املياه لهتمام بال شباب امل ساءة معاملتهم واملحقرون دوما )كالكالب بال ضبط( وكيف عامل هذه لن شغالت يف سياق عام سيا سي. قبل أن ي صدر روايته الكبرية»حوار يف الكاتدرائية«)1973( التزم سيا سيا. يف البداية ان ضم اىل فرع الطلبة باحلزب ال شيوعي البريويف الذي هجره منتقدا»اخلط ال ستاليني املهيمن على الأدب والفن«. قاد ا رضاب الطلبة يف بيورا نا ضل يف صفوف احلزب ال شيوعي الفرن سي ساند فيدال كا سرتو ونظامه. غري أنه أ صيب بالحباط من الثورة الكوبية مليلها غري الدميقراطي. ثم كان التوجه )العنيف ان جاز التعبري( اىل اليمني عرب الي سار. متاأخرا أ س س حركة ميينية»ليربتاد«التي حتالفت مع»اجلبهة الدميوقراطية«واختارته للم شاركة يف لنتخابات الرئا سية يف عام 1990 ضد املر شح ال شعبي آلربتو فوجيموري. بعد اخفاقه جلاأ اىل ا سبانيا: أ صبح ع ضوا يف أكادمييتها امللكية وح صل على جن سيتها. منذ ذاك يحيا يو سا بني ليما باري س لندن و)بالأخ ص( مدريد. يكتب يف صحف اليمني ال صادرة يف أمريكا الالتينية وفلوريدا. يكتب الروايات. ي شارك يف الندوات واملحا رضات... ل يكف عن احلركة. )املرتجم( 118
حوار.. حوار.. حوار ]] ما هي ح سب وجهة نظرك الختالفات اجلوهرية بني جيل الكتاب الذي تنتمي اإليه اأمثال جابرييل جار سيا ماركيز وكارلو س فوينت س واجليل ال سابق اأمثال ميجيل اآجنل اآ ستوريا س خوان رولفو روميلو كاليجو س اآليخو كاربنرت - أعتقد أن لختالف الأ سا سي يتمثل يف كون جيلي يف أمريكا الالتينية منح أهمية كبرية لل شكل واملظهر التقني للرواية بينما يف املا ضي كان املو ضوع بالأخ ص املو ضوعات التاريخية ذا أهمية كبرية ولذا أهمل كتاب اجليل ال سابق املظاهر التقنية للكتابة ووجهات النظر والأفاق واللغة واىل غري ذلك. أعتقد أنها احلجة التي جعلت الأدب الأمريكي الالتيني ذا مظهر فولكلوري و صحفي. بالن سبة إىل كافة هوؤلء الكتاب كان للمظهر ال شكلي للن ص والقيم الأدبية حالة ثانوية بيد أن وجهة النظر تلك تغريت مع اجليل اجلديد واهتم الكتاب الأمريكيون الالتينيون بنوع عاملي لالأدب لأنهم أكرث وعيا باأهمية ال شكل والأ سلوب والتنظيم ال رسدي. أعتقد باأنه يف هذا ال ساأن يقبع لختالف الرئي سي بني جيلي واجليل ال سابق. ]] ومع ذلك منح كاتب مثل خوان رولفو اأهمية كبرية لل شكل. - أقول أن رولفو ا ستثناء إذ أنه بالرغم من أنه كتب عن العامل القروي عن النا س عن املدن الهندية ال صغرية كان على اطالع بالأدب املعا رص. قر أ وليام فوكرن الذي ت أاثر به كثريا مثل كثريين من أدباء أمريكا الالتينية وتبنى تقنيات كتابية حديثة يف ق ص صه وروايته. أعترب رولفو كاتبا حديثا. ]] تتميز من بني كتاب جيلك. اجتزت حدود بريو لكي تهتم باأمريكا الالتينية على عك س الكتاب الأمريكيني الالتينيني الآخرين الذين قبعوا داخل بلدانهم. - كتبت رواية تدور حوادثها يف الربازيل :»حرب نهاية العامل«و أخرى عن جمهورية الدومينكان:»حفل التي س«. يف الواقع أحداث رواياتي ل جترى يف بريو ولكن بالت أاكيد أعتقد أنني أحمل داخلي جتربة بريوفية يف كل ما أكتبه حتى يف الروايات التي جتري حبكتها يف بالد أخرى. ]] لهذا ال سبب ل تكتب فقط لبريو وامنا تعترب اأمريكا الالتينية وطنك - نعم مبعنى ما. يف حالت كثرية حدود أمريكا الالتينية حدود م صطنعة مل يكن من املقبول أن تقع. أعتقد أن امل شاكل التقاليد الأ ساطري اللغات والثقافات غري حمددة بوا سطة احلدود ال سيا سية والإدارية التي منتلكها يف أدبنا حتديدا. أقدر أنه من ال سطحية الكالم عن أمريكا الالتينية مب صطلح القومية. أمريكا الالتينية وحدة ثقافية هائلة وحدة حتيا حالة رصاع مع التق سيم ل صطناعي لدول هذه القارة. ]] يف رواياتك كانت ال شخ صيات متعلقة بال سيا سة حتى الب سطاء منها. يف الواقع اىل اأي مدى يهتم الب سطاء بال سيا سة ح سب وجهة نظرك وهل هم م سي سون حاليا مقارنة باملا ضي - بالطبع كما تعرف حينما تعي ش البالد امل شاكل لقت صادية ي صبح من ال صعب حتا شي ال سيا سة التي تدمج الثقافة طبيعيا وبالتايل الأدب. لدينا م شاكل سيا سية مل حتل بعد يف أمريكا الالتينية وكذا يوجد حكام ديكتاتوريون. لدينا تاريخ طويل مع الديكتاتورية و أر ض رحبة حكمها دكتاتوريون ع سكريون ي ساريون إىل حد قليل بينما الغالبية من اليمني الذين شوهوا وغريوا طبيعة احلياة يف القارة. وهذه الو ضعية ممثلة بعمق يف الأدب لأن الديكتاتورية ت ستخدم دوما الأدب مع احتمال الت ضحية بها كو سيلة 119 حينما تعي ش البالد امل شاكل االقت صادية ي صبح من ال صعب حتا شي ال سيا سة التي تدمج الثقافة واالأدب
حوار.. حوار.. حوار إبالغ وحتري ض. يف حالت قليلة ر سبت الروايات والق صائد يف اختبار الإبداع اجلمايل والفني لأن هدفهم كان الإبالغ ال سيا سي ولكن يف حالت أخرى جنحنا يف إبداع أدب ثري مرتبط بقيم مدنية. قارتنا مهد الكثري من الكتاب املعا رصين. ]] اإىل اأي مدى كان سانتياجو يف :»حمادثة يف الكاتدرائية«ي شبهك وكالكما يبلغ نف س العمر - أعترب نف سي ن شطا عن سانتياجو ) ضحك(. سانتياجو باملقارنة معي سلبي ومت شائم للغاية يقلق كثريا من امل شاكل التي ت سبب الف ساد يف بلده غري أنني ل أقا سمه الت شاوؤم وال سلبية ول ا ستقالته وميله للت ضحية. ضحى بنف سه لأنه ر أى أن كل رابح يف بلد فا سد م ستغل. ل أتقا سم معه هذا النوع من العقلية ولكن هذا منت رش جدا لي س يف بريو فقط وامنا يف أمريكا الالتينية وعلى وجه اخل صو ص بني املثقفني. بني املتخ ص صني هناك طبقة و سطى مت شائمة بعمق جتاه إمكانية حترك الأ شياء وتغيري الأو ضاع. ]] أافكر خا صة يف الطريقة التي تعارف سانتياجو فيها على ال شيوعية. رمبا ع شت جتربة مثيلة... - تعرف منذ خم سني عاما بدت ال شيوعية البديل الوحيد القابل للحياة يف أمريكا الالتينية. بحثنا عن إقامة جمتمعات عادلة من صفة ومزدهرة ثم تدريجيا اكت شفنا أن ال شيوعية مل تكن احلل و سببت م شاكل عدة. كانت شيوعية وقتذاك خمتلفة عن شيوعية اليوم حيث عرفنا اليوم التبعات. ]] تعك س رواية :»حمادثة يف الكاتدرائية«ال شك. سانتياجو ال شخ صية الرئي سية مرتدد يف اأفعالها وت شك يف اختيارها ال شيوعي. عن هذا ال شك واللتزام ال شيوعي يف البالد تكلمت عن جتربتك ال شبابية. - ا ستخدمت جتربتي يف إبداع شخ صية سانتياجو ولكن لي س مائة باملائة. ا ستدعيت ذكرياتي اجلامعية حتت حكم الديكتاتور الع سكري مانويل آرتورو أودريا وجتربتي ك صحفي شاب خالل هذه ال سنوات يف بريو ولكن حتت مظاهر عدة مل أ ستخدم ذاكرتي فقط وامنا أي ضا فنطازيتي وخيايل. هذا الكتاب رواية ولي س كتاب تاريخ حتى وان اعتقدت ب أانني كنت وفيا ملا كانت عليه احلياة يف بريو ويف بلدان أمريكية لتينية أخرى خالل هذه اخلم سينيات. ]]»حمادثة يف الكاتدرائية«ذات بنية اأ صيلة حواراتها الال مرتبة متنح هذه الرواية بنية متفردة. ملاذا اخرتت تقنية احلوارية ال رسدية يف هذه الرواية - رمبا لأنني أردت أن أولف و أركز احلدوتة إذ أن رواية تزمع و صف املجتمع خالل ثماين سنوات من حكم الديكتاتور من املمكن أن تبلغ ع رشين جملدا ) ضحك(. كانت هذه هي الو سيلة الوحيدة للرتكيز و إعطاء وحدة عميقة إىل نوع ال رسد امل شتت ا شتغلت بق سوة لكي أجد البنية التي تنا سب»حمادثة يف الكاتدرائية«. يف البداية فقدت سنتي الأوىل يف حترير الرواية كنت ضائعا كليا لأنني كتبت مقاطع بدون أن أعرف كيف أدجمها ببع ضها البع ض حتى يوم واتتني فكرة املحادثة كمركز جوهري للرواية. وبعد ذاك ا شتغلت عليها بطريقة أكرث متا سكا. ]] مع الأخذ يف العتبار البنية الأ صلية واملعقدة لرواية :»حمادثة يف الكاتدرائية«اإذا طلبنا منك اأن تكتب رواية هل تعتقد اأنك قادر على اإيجاد بنية مثيلة بقول اآخر هل اأنت قادر على اإعادة كتابة هذه الرواية - نعم ولكن لي س بهذه الطريقة. أعتقد أن هذا الكتاب ميثل حتديدا شكال لنمط الكتابة الأدبية 120
حوار.. حوار.. حوار خالل هذه ال سنوات شكل ينا سب الع رص حتت تاأثري روايات فولكرن دو س با سو س جوي س وغريهم... أف ضل الروايات احلديثة غري أنني ل أريد اليوم أن أكتب رواية ما. كتبت رواية حتت الديكتاتورية»حفل التي س«وبنيتها كانت خمتلفة ومن وجهة نظري أ شياء عديدة مرتبطة اليوم بعامل الرواية. ]] الديكتاتورية والديكتاتوريون حا رضون بقوة يف نتاجك بيد اأن صورة الديكتاتور على سبيل املثال يف رواية»حفل التي س«كانت ملتب سة نوعا ما. مبعنى اأن شخ صية تروخيلو مل تكن متطرفة اإىل اأق صى حد انه ي شبه اجلميع ويعمل أاحيانا ل صالح البالد. اأريد اأن اأطرح صوؤال يت ضمن مثال : يف بع ض البلدان بعد م ضي اأكرث من قرن ل ميكن لنا اأن نحكم على ن شاط الديكتاتور. لدى البع ض اآراء طيبة ويرون اإىل اأنه قدم الكثري لبالده بينما يرى اآخرون انه جمرم وخائن. ملاذا هذه الثنائية - أرى أنه من ال صعب لعتقاد باأن ديكتاتورا معينا يظل ديكتاتورا طوال الأربع والع رشين ساعة و سينقل طبيعته ال شيطانية إىل كل ما يقوم بعمله هناك دوما توازن لكن املظهر ال سلبي ي سبق ويبقى يف املح صلة اخلتامية الديكتاتور من املمكن أن يتفاعل ب صورة طيبة ولكن لي س هذا هو املهم. التوازن هو الذي يعتد به وهذا التوازن ماأ ساة تدمر املجتمع. وبالتايل لهذه احلجة أرى إىل أن الديكتاتور والديكتاتورية يجب النظر إليهما بدون تربير على الرغم مما قدماه ل صالح البالد. ]] قارن البع ض بني روايتك :»حرب نهاية العامل«ورواية»احلرب وال سالم«لتول ستوي من ناحية احلجم وعدد ال شخ صيات واحلكايات التي تتقاطع يف هاتني الروايتني. - انها مقارنة فنطازية. أنا فخور للغاية لأن»احلرب وال سالم«بالن سبة يل رواية ضخمة لن يكتب مثلها أبدا رواية تعجبني ب شدة وتول ستوي لدي أول روائي كبري. ]] قورنت الروايتان حلجمهما. كتابة نتاج بهذه ال ضخامة خماطرة كما يرى النقاد الذين ل يثمنون اأن نقراأ النتاجات ال ضخمة. اأمل ت شعر باخلوف عند كتابة هذه الرواية - ل أفكر أبدا بالقارئ حينما أكون متحم سا يف كتابة رواية. أريد أن أكتب هذه الرواية بالطريقة التي تنا سبني ووجدتها ملا كتبت هذه الرواية. ل أفكر يف ا ستقبال القارئ و أعتقد أن كافة الكتاب يتقا سمون هذه الر ؤوية معي. املهم لي س ما سوف يجرى ملا ينتهي الكتاب وامنا التجربة الفريدة للكتابة. أنت م أاخوذ مبا قمت به خالل عامني أو ثالثة أعوام وحتاول نقل هذه التجربة ببع ض الكلمات. وبعد ذاك ينجم رد الفعل الال منتظر دوما من القارئ. ]] هل متثل»حرب نهاية العامل«ال رصاع بني التقاليد واحلداثة - نعم اأعتقد باأنه و صف رائع لهذا الكتاب لديك احلق. ]] ال رصاع بني التقاليد واحلداثة ي شبع هذا الكتاب بدون أان يحمل حكما اأو اأن يطرح حال. هل هذا ال رصاع ي شغل دوما أامريكا الالتينية - نعم كثريا و أعتقد أن هذا ال رصاع يوجد لي س فقط يف الربازيل وامنا يف غالبية دول أمريكا الالتينية. هذا الدمج ال صعب للحداثة يف البيئة التقليدية حا رض لي س فقط يف الأدب وامنا يف الثقافة كلها. أنه موجود يف كل شيء. يف ال سيا سة والأعمال لجتماعية نحن مازلنا متجذرين يف التقاليد على وجه اخل صو ص يف دول كبريو أو املك سيك أو جواتيمال التي حتتوي على ما ض ثري. ويف نف س الوقت ل ميكن ن سيان أن هذه التقاليد ترثي ثقافتنا أ ساطرينا والأ شكال 121
حوار.. حوار.. حوار الفنية التي نعرب بها و إذا جنحنا يف دمج هذه املظاهر املختلفة لواقعنا أعتقد أننا ن ستطيع التنبوؤ مب ستقبل جميل لبالد هذه القارة. ]] تكتب املا ضي األي س لديك نية النحناء على مو ضوعات أاكرث معا رصة - أكتب دوما حول م سائل معا رصة ) ضحك(. أ ستعمل املا ضي واملا ضي و سيلة مثلى للكالم عن احلا رض. أنا رجل اليوم ولي س القرن التا سع ع رش ) ضحك(. أكتب عن احلا رض وعن ما م ضى. ر أيت تروخيلو ر أيت احلرب الأهلية يف الربازيل أرى إىل منظوري املعا رص وان تبدى أن املو ضوع ما ضويا. صدقني أحيا ع رصي. ]] خالل سنوات كنت منا رصا لفيدال كا سرتو مع جابرييل جار سيا ماركيز. ومع ق ضية بايا التي اأعلن ماركيز فيها تاأييده الدائم لكا سرتو انف صلت عن الكتاب الذين اأيدوا كا سرتو وال شيوعية. ما هو سبب انف صالك عن هذا التيار وعن صديقك القدمي ماركيز - تلك حكاية طويلة. كنت إىل جانب الثورة الكوبية. انتظرنا بفارغ ال صرب هذه الثورة كانت ثورة حرية ثورة التنوع ثورة التعددية. يف البداية تبدى فيدال كا سرتو من نوع هوؤلء القادة بيد أننا خدعنا فيه كنا سذجا يف احلقيقة أ صبح ديكتاتورا ب رسعة لأنه فهم أن الديكتاتورية هي الو سيلة الوحيدة للحفاظ على ال سلطة إىل ما ل نهاية. حينما فهمت ذلك انتقدته وهذا ميثل جتربة هامة يل لأنني تعلمت إعادة تقييم القيم الدميقراطية. فهمت ب صورة أف ضل أهمية احلرية وال رشعية والتعددية وكل الت صورات التي جتعل احلياة مقبولة ومنذ ذاك كنت جمابها كل شكل للديكتاتورية. كنت جمابها لبينو شيه بنف س الطريقة و ضد كافة الديكتاتوريني بدون ا ستثناء. ]] ما الذي دفعك و أانت كاتب اإىل الدخول اإىل عامل ال سيا سة وتقدمي نف سك كمر شح يف النتخابات الرئا سية - يف ذاك الوقت واجهت البريو ظروفا سيا سية معقدة للغاية. من ناحية كنا نعي ش حربا أهلية ومن ناحية أخرى كانت احلكومة الدميوقراطية ه شة. كانت لدينا م شاكل اقت صادية واجتماعية ثقيلة ت ضخم رسيع النمو وكان النظام الدميوقراطي على و شك لنهيار. يف هذا ال سياق قررت دخول عامل ال سيا سة وهذا ما وددت القيام به إل أنني مل أجنح. على أي حال هذه التجربة مثرية وعلمتني أ شياء كثرية. ]] اأذكر يف حوار لك مع صحيفة»اجلارديان«اأن هذا احلدث علمك اأن ال سيا سة تغري الب سطاء اىل م سوخ. األ تندم على دخولك اإىل ال سيا سة وبالأخ ص اأنك كنت مر شحا يف النتخابات - ل أندم لأنني كنت أعرف وقتها ما أريده. أيا كان الأمر انها جتربة لن أكررها لأنني فهمت خالل ال سنوات الأخرية أنني ل ست سيا سيا وامنا كاتب. فهمت أنني يجب أن أدخل إىل النقا شات املدنية كمثقف ولي س على م ستوى ألعاب ال سيا سيني الكبرية. غري أنني ل أندم على شيء. هي جتربة أخاذة جتربة تعليمية وبالن سبة لكاتب لي س هناك جتربة سيئة كل شيء بالن سبة له مفيد.. Revue de Teheran, Mai 2008 * 122
حوار.. حوار.. حوار آامنة الربيع: الثورة واحلب أاهم دوافع التغيري أاعيûش في الùسرد والدراما اأكرث من الواقع كاتبة ع مانية يف جمال امل رسح وباحثة يف النقد احلديث ت ع د حاليا أطروحة الدكتوراة يف جامعة حممد اخلام س باملغرب بعنوان:»الروؤية ال سيا سية يف امل رسح اخلليجي«. وقد صدر لها عدد من الكتب الأدبية وامل رسحية منها:»ما يوقظ القلب: يف ال رسد والنقد والثقافة دار العامل العربي دبي لبنان 2008 م-»البنية ال رسدية للق صة الق صرية يف سلطنة ع مان«) 1980 م- 2000 م( املوؤ س سة العربية للدرا سات والن رش بريوت 2005 م-»امل حب واملحبوب«مدونة ع شق»ديك اجلن«دار الفرقد سورية 2008 م وكذلك»الأعمال امل رسحي ة«املوؤ س سة العربية للدرا سات والن رش بريوت 2003 م و»احلبل«الر ؤويا للن رش ع مان 1997 م واأي ضا»الطعنة«الروؤيا للن رش ع مان 1996 م. 123
حوار.. حوار.. حوار منذ عقود مل ت ستعمل األ سنتنا اإال األفاظ االأمل البعيد هذا شكل من اأ شكال اللقاءات الإثنوغرافية املختلفة حيث اخللط املق صود للمخيلة والواقع والذكريات والتداعي احلر للكالم وبع ض التاأمالت والتحليالت... -:......................... [ لأبد أا بهذا املقطع ال رسدي وهو عبارة عن ر سالة ستبعثها اإحدى شخ صياتي امل رسحية اإىل شخ صية متخيلة ما قد يكون احلبيب اأو جمرد فكرة ت داهم ال شخ صيات يف الن ص اجلديد الذي اأ شتغل عليه يف فرتات ال سفر. تقول له ما يلي:»تبعت اإح سا سي القدمي من أاوله لآخره. اأنت ل تريد اأن نلتقي على وجه احلقيقة_كم اأكره هذه الكلمة_ وكم كان يغويني جماز التاأويل لأفهم رس ذلك الإح سا س. م ؤوخرا اأدركت: الفهم يعني اأن ل اأفهم. صاأحرتم رغبتك حتى النهاية و ص أاحر ص متاما يف قادم الأزمنة اأن ل اأ ستجيب لأي شكل من اأ شكال غوايتك «. -:......................... [ منذ م رسحية»امل ح ب واملحبوب مدو نة ع شق ديك اجلن«و أانا اأعي اأهمية تلك ال شخ صيات التي تبدل م صائرها لي س بفعل الزمن كما جرت العادة واإمن ا اأي ضا بفعل امل خيلة وتدفقات املجاز وال ستعارات والتاأويل. يف امل رسحيات التي قبل املدونة مل اأكن أانتبه لهذا التبد ل أاو التحول. كانت كتابة الن ص عندي ت سري ح سب خ طاطة معينة تخ ضع للمراجعة دون شك لكنها مت ضي اإىل اأفق ما ينتظرها. ما حدث يف امل حب واملحبوب اأمر اآخر بداأ مثال مع شخ صيات )ورد وجمد وحبيب( الإ شكالية. وهذا يف حد ذاته قل ب ولي س انقالبا على طرائق الكتابة القدمية. -:......................... [ ح سنا املقطع ال رسدي ال سابق الذي بد أات به اللقاء فيه شيء من ال سحر والعذاب والت أاوه. كما اأن به قدرا كبريا من ال سلطة وال سيا سة وافت ضا ضي لفعل امل خيلة. باخت صار شديد يتحدث الن ص عن الن ساء. به ن ساء كثريات يتقاطعن معنا يف حمطات كثرية يف حياتنا ومعي شتنا اليومية لكنهن ل ي شبهننا اأبدا. و صاأعمد اإىل تو ضيح اأن اأي ت شابه بني ن ساء الن ص والواقع وافرتا ضات امل خيلة هو ت شابه مق صود على نحو من الأنحاء. -:......................... [ جمموع الن ساء سيتحركن يف انحناءات عنوان»مثنى وثالث ورباع«نعم. اأنا يف املبتداأ اأحترك مع العنوان. ولي س دائما اأن يحبل هذا بقطف كل الثمار احللوة. اأذكر مثال اأن عنوان م رسحيتي»منتهى احلب منتهى الق سوة«قد جاء بعد كتابة الن ص اإذا بداأ يت شكل يف اأثناء الكتابة. ويف الأغلب اأنني أاختار عناوين ن صو صي بنف سي ل أاترك لأحد التدخل. ورمبا اأ ست شري ال صديقات القريبات جدا من القلب والروح لكنني على ما يبدو اأم ضي حيث شاءت يل امل خيلة. -:......................... [ يف هذا الن ص»مثنى وثالث ورباع«كما ذكرت ثمة شخ صيات ن سائية كثرية. ن ساء قادمات من واقع املجتمعات العربية واملخيلة وال رسد العربي القدمي. ن ساء اآتيات من امليثولوجيا ومن عد سة الكامريا والإعالم وال صور واملرايا امل حدبة امل ضخمة جل سد املراأة يف الدعاية والإعالن ويف الأجنا س الأدبية وحتديدا الرواية. وال شخ صيات اأي ضا هن ن ساء جميالت وفا سقات كما اأنهن حاملات وموؤثرات يف اإيقاع احلياة الذي ما عاد 124
حوار.. حوار.. حوار -:......................... [ ملاذا ا ضطررت العودة اإليه لأ سباب هامة اأولها ال سفر الذي ي تيح يل فر صة ال شتغال على الإبداع. من ناحية اأخرى نحن ن شهد اليوم مرحلة ت سمى بانعطافة جديدة يف م سرية املجتمعات العربية ويف تقديري باأن ما كان يوؤرخ يف العهد القدمي»قبل الطوفان وبعده«سنتذوقه اليوم ون شهد عليه. فلدينا اليوم بل ولدى جيل ال شباب ع رص ما قبل وما بعد النظام ال سيا سي امل عني للرئي س الفالين املخلوع اأو الهارب اأو املجنون اأو املتذاكي مثال. ومنذ عقود مل ت ستعمل األ سنتنا اإل األفاظ الأمل البعيد اأو الأمل املنتظر اأو الأحالم البعيدة والأمنيات الدفينة وكان الإن سان العربي ميوت شهيدا م رضجا بالدم ويف نف سه شيء من حتى ال سيبوية. اأو ميوت كمدا خمل فا تركة كبرية من الو صايا يف انتظار امل خل ص على هيئة ال سوبرمان اأو البوكيمون لدرجة اأن خمزون ذاكرتنا وقف تاريخيا وفنيا عند سكتة شهرزاد ال رسدية املاألوفة»و سكتت شهرزاد عن الكالم املباح«واإذا كان الروائي جنيب حمفوظ قد اتهم حارته بالن سيان لأنها كما يبدو اعتادت الن سيان من منطلق سيا سي رمزي خفي هو اأنها يجب اأن ت ن سى فاإن»زمن اخليول البي ضاء«للروائي اإبراهيم ن رصاهلل تبداأ مبقطع»معجزة كاملة جت سدت«! -:......................... [ ومنذ متى كان املثقف من شغال عن ال سيا سة! امل رسحيون يقولون بداأ امل رسح سيا سيا. واأتفق معهم. اأنا ل اأطالب املبدع اأو املثقف النتماء ال سيا سي يف حزب معني ول اأرى اأن ينافق املبدع جتاه ق ضايا الوطن واحلريات والعدل والكرامة الب رشية. يف البداية كنت اأظن اأن دافع احلب وحده هو ما يدفعني للكتابة الإبداعية. فاأنا ل اأكتب اإل باأمر احل ب. لكن اأحداث تون س وثورة 25 يناير يف 125 ينب ض باحلب وبال صداقات اأو حتى بالعالقات الب سيطة والعادية. صاأتخيل معك اأن اأنتيجونا ستلتقي باأور سول يف مائة عام من العزلة وهذه الأخرية ستجري حوار مع جدتي لأمي. وعليكم اأن ت صدقوا ذلك.. -:......................... [ الكاتب ابن بيئته. ومن ل يريد اأن يكتب عن واقعه الجتماعي فلن ميوت اأبدا على كل حال! يف ال سنوات الع رشين الأخرية مرت جمتمعاتنا العربية واخلليجية باأ شكال متباينة من التمزق والهتك وال شعور بال ضياع ب سبب وباء ف ساد ال سلطة وال سيا سة ومن الطبيعي اأن يتاأثر الكاتب بق ضايا يوؤمن بها ويدفع روحه لأجلها. من هنا جاءت فكرة ن ص»مثنى وثالث ورباع«اإحدى شخ صياته م سكونة ذكرياتها بل ذاكرتها كلها يف احل صار ويف تداعيات حرب اخلليج. فال ت ستيقظ اإل على م شاهد خوذ الع سكر والدبابات والر صا ص. هذا جزء صغري جدا من واقع الت رشذم والنحطاط الذي تعي شه ال شخ صية العربية منذ عقود طويلة. -:......................... [ اأجر ب يف هذا العمل كتابة كنت قد بداأتها يف امل رسحيتني ال سابقتني»املدونة وعابر اأقل«. ولكن ما مييز هذا الن ص اإىل جانب التنوع يف العوامل الداخلية لل شخ صيات هناك فنية معروفة بفنية وجهات النظر املتعددة وهو كما يقول النقاد اخرتاع روائي بحت لكنني ل اأ صدقهم يف ذلك! بالإ ضافة اإىل اأنني قد بداأت كتابة العمل يف اأعقاب غزو العراق وتوقفت مبتعدة عنه لأ سباب عديدة متداخلة يطول رشحها. والآن ا ضطررت العودة اإليه يف ظل سقوط النظام ال سيا سي يف م رص وحماولة العمل على اإنهائه.
حوار.. حوار.. حوار م رص وتداعيات الثورة يف ليبيا واجلزائر واليمن كلها قد قلبت املوازين وعلى اأ صعدة كثرية. هذا رمبا ي شري اإىل اأن الثورة واحلب من اأهم الدوافع اخلفية لإحداث التغيري يف قوالب احلياة ويف الكتابة ويف الثقافة وحتى يف اأ شكال التلقي. يعيه الكاتب امل رسحي اخلليجي ويروج له ويتاأطر فيه تاأطر اخلاذلني. -:......................... [ اأنا مع حماكاة الأعمال الأدبية العظيمة. فمن يريد اأن يقل د فليقل د من سبقوه يف الكتابة ال سيا سية الإبداعية ويف كل الأنواع الأدبية الأخرى. فلنقل د بيرت فاي س يف م رسحه التوثيقي اأو الت سجيلي ولنكتب مثله اإن شئنا ومن بعدها فلنرتكه ونرحل عنه غري اآبهني به ول مكرتثني و شيئا ف شيئا ستت ضح مالمح كتابة سيا سية م رسحية حمددة املالمح ووافرة املعطيات وزاخرة بالتحديات. لقد عرثت على ن صو ص خليجية يظن أا صحابها باأنهم يكتبون م رسحا سيا سيا لكنهم يف الواقع هم يكتبون كتابة تنفي سية فيها شيء من البتذال والر خ ص والركاكة يف املقابل توفر عندي بع ض الن صو ص اجليدة واجلميلة هي التي جعلتني اأفكك املفهوم التقليدي للم رسح ال سيا سي لأعيد اجرتاح مفهوم متجدد ولي س طارئا كما دعت إاليه الأدبيات واملعاجم. -:......................... [ نعم اأده شني تغري أافكاري وتطورها. وهذا قد ي شري اإ شارة خفية اإىل اأن املراأة يف اآمنة قد تغوي آامنة الكاتبة كثريا وتدفعها اإىل بع ض الختيارات ال صادمة. لقد بداأت بدرا سة الفل سفة. ا ستوقفتني نظريات املعرفة لدى سقراط واأر سطو ومن قبلهما بارمنيد س وفيثاغور س. شيئا ف شيئا تقدمت يف القراءة ول اأخفي اجنذابي لوجودية سارتر وعدمية نيت شة وعالمات سقوط الذات عند هيدغر وكريكيغارد. لقد وجدت ثمة عالقة من الأنانية وال سوداوية ما بني كيغارد وفرناندو بي سوا. كالهما كان م صاب بلعنة الوجود املح ض يف اللحظة الزمنية املتغرية. لقد 126 لقد عرثت على ن صو ص خليجية يظن اأ صحابها باأنهم يكتبون م رسحا سيا سيا لكنهم يف الواقع هم يكتبون كتابة تنفي سية -:......................... [ عالقة املثقف والأدباء بال سلطة عالقة قدمية تعود للقرن اخلام س قبل امليالد. هذا ما نعرفه مثال عن فال سفة اأثينا وكت اب ع رص النه ضة بداية القرن الثامن ع رش ويف ثقافتنا العربية والإ سالمية كما يرى الباحث م صطفى التواتي شكلت الدولة البويهية انعطافة هامة بوجود كبار الأدباء املت صلني بالبالط نذكر مثال اأبو حيان التوحيدي واملتنبي وغريهم كثري. ويف وقتنا احلايل يجب تف سري ظاهرة هوؤلء ضمن العديد من الظواهر الجتماعية املتباينة واملتغرية بالإ ضافة اإىل ا سرتاتيجية اخلطاب احلكومي الثابت. -:......................... [ رمبا يب رش هذا بالعودة اإىل كتابة ق صدية للن ص امل رسحي ال سيا سي. عموما اأنا ل اأقدر اأن اأجزم بهذا التحول يف الكتابة لكنني اأقدر اأن اأقول اإن الن ص امل رسحي ال سيا سي اجلبان ستتغري مفرداته وبيئته احلا ضنة لعنا رصه التي ستقود اإىل التغيري. منذ عقود طويلة كانت لفظة الثورة من اأكرب الكبائر اليوم يعود اللفظ باإ رشاقات جديدة. من واقع قراءتي للن ص امل رسحي اخلليجي ل يوجد عندنا م رسح سيا سي باملفهوم الذي اجرتحه اإرفني ب سكاتور اأو بروتولد بريخت اأو حتى اإىل عهد قريب بيرت فاي س! وهذا لي س خلال ول عيبا ول تهمة. صحيح ي سهم هذا بالبحث عن قدر من الأدجلة الفكرية للكاتب بعيدا عن املمار سة الفعلية لل سيا سة لكنه يف تقديري توا ضع وج نب
حوار.. حوار.. حوار ساقني هذا إاىل القراءة املتعمقة يف الزمن. فعلى صعيد آامنة املراأة تعر ضت لأ شكال من اخلذلن لكني على م ستوى الكتابة اأعرف جيدا اأن ثمرة الت سامح أاجمل كثريا من الق سوة وهذا ما اأ سعى لأن سجه يف كتابتي. -:......................... [ على م ستوى النقد م ضيت فيه على هدي ما ي ستجد ولكنني اإبداعيا اأنزعج منه. الكتابة الإبداعية هي هاج سي الأول ولي س النقد اأو نظرياته. كاأنني كنت م رشوعا ملو ضوعات لي س من بينها املو ضوع الذي كنت اأود اأن اأكونه وهو كاتبة درامية. -:......................... [ اأنا بطبيعتي اأعي ش يف ال رسد والدراما اأكرث من هذا الواقع. ل اأدري ما ال سبب. ول اأبحث له عن تف سري لأنه ي عجبني حتى اليوم. ويحدث اأن اأ شعر بالنقبا ض واخلوف من انق ضاء احلياة قبل اأن اأجد معنى حلياتي وقبل اأن اأفرغ من م شاريعي امل ؤوجلة. -:......................... [ نعم قلت اإنني اأنزعج من النقد. اأنزعج منه حني يقيد اإبداعي ونف سيات شخ صياتي واألفاظها. م رسحية»مدونة ع شق ديك اجلن«كتبتها يف املرة الأوىل باللهجة املحلية ثم عدلت عن ذلك ب سبب النقد. عدا ذلك فاأنا ممتنة كثريا لكل من األف كتابا نقديا قراأته واأ ضاف ملعرفتي م صطلحا واحدا. يف مرة من املرات حتدث رولن بارت عما سمي بنزعة معادة الثقافة وا صفا اإياها باأنها اخرتاع رومان سي. وكما نعلم كان الرومان سيون هم اأول من بداأ باإثارة ال شك حول الأ شياء الثقافية عرب ف صل العقل عن القلب ولولهم ملا عرفت النظرية مبداأ ال شك الذي منا وترعرع لدى ديكارت وهيجل اأقطاب الديالكتيك الفكري. يف النظرة اإىل املدار س النقدية امل رسحية اليوم هناك ف صل خفي ما بني امل رشق واملغرب يف قراءة النظرية امل رسحية القدمية واملعا رصة. كاأننا مقبلون يف ال سنوات القادمة ملواجهة نزعة معادة بع ض اأ شكال القوالب التجريبية التي قرئت تاريخيا خطاأ. من يظن مثال اأن امل رسح اليوناين مل يكن قد عرف التجريب ومن يظن اأن البيان امل رسحي الأول الذي اأطلقه اأبو خليل القباين مل يكن يحتمل فكرة التجريب النظرية النقدية املعا رصة ت ساعد يف الإتيان بقراءات متجددة وحيوية. -:......................... [ ككاتبة دائما اأتخوف من اإخراج م رسحياتي اإىل اخل شبة حمليا. يحدث هذا لأ سباب ثقافي ة وا ضحة تف صل بيني وبني من يهيئون اأنف سهم لإخراج ن صو صي وهذه النقطة الفا صلة ت شك ل م ساحة اأخذت تت سع كلما توغلت بعمق يف اإ شعال خم يلتي وكلما ذبل ذهن املخرج عن عدم تاأويل الن ص وقراءته قراءة عميقة لإخراجه. اأما ما يقال عن اأن ن صو صي غري مفهومة اأو أانها ت صطدم بذائقة املجتمع اأو خد ش لذاته الكال سيكية فهذا كالم مردود عليه ول صحة له. -:......................... [ قلت يف حما رضة األقيتها يف معر ض الكتاب يف م سقط قبل ثالث سنوات تقريبا اإن م شكلة م رسحنا العماين لي ست يف الن ص ولدينا كت اب يكتبون ن صو صا جميلة لكنها ضعيفة من حيث اخليال. نعم ن صو ص بع ضهم م شحونة بالعاطفة وباحلب وبالرق ص والتجريب ولكنها ضحلة مع اخليال. ذلك اخليال الذي حر ك اأنتيجونا ملواجهة الآلهة واملجتمع ذلك اخليال الذي جعل امللك لري ي صل اإىل حال من الط هر الداخلي ل صالة اخلا شعني. 127
حوار.. حوار.. حوار كم شخ صية لدينا يف م رسحنا احلديث كموؤمنة سعداهلل ونو س مثال وكم لدينا خم يلة كمخيلة اململوك جابر رسدنا العماين التقليدي تغمره املخيلة ولكن كيف يتجراأ املبدع على قيود الكتابة ويتحرر وينطلق. واخليال كما يعر فه اأين شتاين هو كل شيء. اإنه الروؤية امل سبقة ملا سوف جتذبه احلياة وتاأتي به. على املبدع اأن ل ي شبه تلك الع صافري التي راحت تبحث عن اأقفا ص وقيود لتقيد طريانها! -:......................... [ بالن سبة للجنة تطوير الدراما وامل رسح ل اأعرف عنها ما مي كنني اأن اأقوله ول اأعرف من هم اأع ضاوؤها. كل ما اأعرفه اأن هناك جلنة قد مت ت شكيلها لت ضع خطة عملها وا سرتاتيجيتها التي تراها منا سبة و سوف ت علن تو صياتها للنور يف الوقت الذي تراه منا سبا وكلنا منتظرون. -:......................... [ نعم لقد شاهدت العديد من العرو ض امل رسحية من خالل املهرجانات العربية واخلليجية ويف تقديري اأن كل جمتمع يف اخلليج يتمتع ب شفرة معينة يف تلقي امل رسح. خليجيا هناك كتاب جيدون وبع ضهم ما زال ينق صه الكثري وعلى م ستوى الإخراج ثمة جتارب رائعة واأنا شخ صيا ت عجبني اللغة الإخراجية التي ي ستعملها املخرج الإماراتي حمم د العامري. يف عمان كنت اأراهن على بع ض التجارب الإخراجية لدى سعيد البو سعيدي وعماد ال شنفري. اأما عربيا فالتجربة التون سية هي الأوفر ر شاقة واأناقة. -:......................... [ طقو سي يف الكتابة تغريت مع ال سنني والوقت. يف املا ضي كنت مثال اأحر ص على توفر شكل حمدد من الفاكهة واملاء. اليوم بت أاحر ص على توفر القهوة واملو سيقى من دون فاكهة. رمبا يتوفر الع صري. لكن اأهم ما يجب اأن اأوفره هو صفاء الذهن من الن شغالت ال صغرية. كثريا ما ن شغل أانف سنا مبواقف باهتة بال لون ول رائحة. وحر صت من عاداتي التقليدية اأن اأكتب اإبداعي على الورق. ل ست صديقة للتقنية باإطالق و أاف ضل ساعات الكتابة هي الليل واأجملها يف الهزيع الأخري. -:......................... [ حفزتني لدخول جمل س اإدارة اجلمعية العمانية للكت اب والأدباء اأمور عدة منها روح الع رص والتقنية. كلها عامليا تفر ض وجود هذه املوؤ س سة. وحينما دعا عدد من الأدباء واملثقفني اإىل الجتماع التاأ سي س الأول للجمعية مل اأتردد. وعندما بداأنا العمل كان اأمام جمل س الإدارة م شكالت وعراقيل يعرفها اجلميع كالقانون واللوائح الداخلية املنظمة للعمل التطوعي واملكان والدعم. وهي باملنا سبة م شكالت تعاين منها موؤ س سات املجتمع املدين يف اخلليج وبع ض امل صوؤولني ينظرون للجمعية كاأنها»غرفة خادمة منزل«عليها الطاعة واإل اأعادوها من حيث أاتت اأو واأدوها. -:......................... [ لقد اأحببت العمل املدين وتفتح ذهني على ا ستعمال األفاظ جديدة وم صطلحات متخ ص صة تدور يف فلك حمدد هو احلقوق الإن سانية واحرتام حرية التعبري. ل شك اأن هذا ال شتغال قد جاء على ح ساب اأ شياء اأخرى ولكني اأعتقد باأن جتربتي يف جمل س اإدارة اجلمعية قد اأ ضافت ملخزوين الثقايف ال شيء الكبري الذي اأجله واأقدره كما أانه اأ ضاف يل على ال صعيد ال شخ صي الثقة والعتداد بالنف س ومواجهة كل م صوؤول مبا يجب أان يكون 128 لقد وجدت ثمة عالقة من ا أالنانية وال سوداوية ما بني كيغارد وفرناندو بي سوا
حوار.. حوار.. حوار عليه املقال. نحن اأفراد ل تنق صنا ل الثقافة ول الحتكاك فال يجب اأن يتم التعامل معنا من منطلق الو صاية فروح الع رص قد تغريت. ومن ناحية اأخرى لقد حققت اجلمعية جناحا ملمو سا يف و سط جمتمعي ل يعرف املمار سة ال سيا سية يف اأبعادها املدنية وهذا اإ ضافة فاملجهود الذي ك لل بالنجاح وب شهادات املجتمع نفخر به ول يكفينا اأن ما قمنا به هو ن شاط توؤديه النقابات والحتادات بل علينا بذل املزيد لتكون اجلمعية احتادا واأن نعمل على اختبار قوة هذه الأفكار و صالبتها. ال شخ صي فاأنا لدي م شاريع اأكادميية واإبداعية هامة جدا يجب التفر غ الكامل لإجنازها. -:......................... [ اإنه مبداأ ت شاوؤم الفكر مع قوة الإرادة. نعم كان ملجل س اإدارتنا خطوات رائعة ومتقدمة. كان هدفنا التكري س والبناء ولكن من جاء بعدنا كان له وجهة نظر اأراها تلهث لتقوي ض البناء ال سابق. وهذا ي فقد اجلمعية م صداقيتها. فهل نحن موؤ س سة للعمل املدين اأم لعمل حكومي ويف تقديري اأن عدد الذين يريدون جلمعية الكت اب اأن ت غلق سيجدون الفر صة سانحة الآن فقد اأتهمنا يف املجل س ال سابق باأننا «أاطفال صغار ل نعرف الأدب«فكيف اليوم ببع ض اخلطوات غري املح سوبة ت رش ع النوافذ وجتهز الأقفال لواأدنا. على املثقف الذي اأق صده كفئة اجتماعية مهمتها الأ سا سية اإنتاج املنظومات الثقافية والأيديولوجية ح سب حتديد هذه الوظيفة يف الأدبيات واملو سوعات اأن يتحرر من خوفه وي سمع صوته فامل شكلة لي ست يف فاعلية العمل املدين احلر بل يف بع ض الأفراد الذين يبحثون عن الأخطاء ال صغرية واملزالق لياأدجلوا اخلطاب الر سمي وفق مفاهيم ما عادت تتما شى مع لغة الع رص. -:......................... [ هناك حكمة بات يعرفها اجلميع اأ ؤومن بها وهي زوادتي يف كل مكان اأذهب اإليه ملخ صها العمل يف صمت وترك احلديث ل صوت العمل. لكني صاأنهي احلوار اجلميل بهذه احلكمة اقتب سها من ال شاعر حممود دروي ش:»حني ي ساعد يف بنائك اآخر قد تنك رس اأو تفقد شيئا من برنامج عاداتك اليومية القدمية. تعلم لتتعود اإن ا ستطعت اأن تبني بيتك لوحدك كما تعودت أان تبكي ب أامل لوحدك«. 129 -:......................... [ على املثقف الع ضوي ح سب اأنطونيو غرام شي اأن يعمل من موقعه ويف اأي مكان كان لدعم احلراك املدين. لي س املثقف م ن كتب مقالة اأو األف كتابا. املثقف ميكن اأن يكون متفاعال من وظيفته البعيدة عن الإنتاج الثقايف فمثال نحن ل نطلب من امليكانيكي اأو ال صياد اأن يوؤلف كتابا ليكون ع ضوا باجلمعية لكني اأراه من موقعه ي ستطيع اأن ي شارك بتكوين ثقافة معينة وخمت صة يف جماله بحيث تت سع وتتقدم لت شكل جمموعة من الأفراد لديهم ن شاط مدين وهكذا فوعي هوؤلء القائم سوف يتحول شيئا ف شيئا لي صبح وعيا ممكنا قابال للتحقق اإما يف ناد اأو جمعية مثال وعند هذا تت ضافر كل اجلهود لتغيري القوانني املنظمة لعمل اجلمعيات. -:......................... [ صدقا ل ست متحم سة خلو ض جتربة الرت شح لنتخابات جمل س اإدارة اجلمعية ول ال شورى على الأقل يف الوقت الراهن. مع اأملي يف الدفع باجلمعية ودورها يف احلراك املدين لكن ما حدث موؤخرا يف اجلمعية اأ صابني بالإحباط. على امل ستوى
حوار.. حوار.. حوار مها ح سن : خرقت امل سميات.. عرب البتكار يف الكتابة الغرب يورطنا - أاحيانا - بالكتابة امللغومة [ حوار: ابراهيم احلجري تعترب الروائية ال سورية املقيمة حاليا يف فرن سا مها ح سن من الأ صوات الروائية التي انتحت بال رسد منعطفات جديدة وملتوية تراهن على امل سافات الطويلة من النب ش يف التاريخ املن سي للذات عرب حتريك طاقاتها الطبيعية والدفع بها اإىل الإف صاح بكل حرية ولو عرب املتخيل لذلك فكتاباتها حبلى باحلكاية والتجريب وطقو س الأ سطورة و أانني العمق الإن ساين... 130 [ قا ص و شاعر من املغرب.
حوار.. حوار.. حوار وهكذا اأمكننا القول من خالل تتبع اأعمالها الروائية الال منتهية: سرية الآخر لوحة الغالف تراتيل العدم حبل رسي... اأنها بدون مبالغة- قطب من اأقطاب صنع احل سا سية اجلديدة يف ال رسد الروائي تلك التي تقوم على املزاوجة بني احلفاظ على احلكاية كنواة صلبة للعمل الروائي والتجريب الفني الواعي باأ شكال الكتابة وحتولتها ال شيء الذي جعل ملحكيها الروائي طعما خا صا سواء على م ستوى ال صوغ أاو اللغة أاو التجربة اأو املتخيل اأو املحكي. تكتب عواملها امل سبوكة من الواقع واخليال واأناملها مو صولة بفكرها امل شغول باأ سئلة الإن سان القلقة. مت شي وتعي ش وتتحرك بني النا س بتلقائيتها املعهودة وم شاعرها الفيا ضة غارفة من اأمانيهم وحياتهم اليومية متونها وموادها املثرية دون اأن يعوا اأنها كتلة رسدية كلما غا صت يف القاع كانت روايتها تفي ض باملتعة التي ل تنفي الفائدة وبالو ضوح امل شوب بامللغز وباملتخيل املقرون بكل تفا صيل ال شهوة والأمل. عن كل هذه الأ سئلة كان مدار هذا احلوار مع مها: ]] كيف انبثق اختيارك للكتابة يف جن س ال رسد الطويل هل مار ست الكتابة يف أمناط أخرى أم أن موهبتك تفتقت منذ البدء يف عامل الرواية بداأت الكتابة دون علم مني بق صة الأجنا س. منذ ن صاأتي واأنا ضد الت صنيف. علمت لحقا اأن ما اأكتبه يندرج حتت م سمى الق صة الق صرية ولأنني اأفرق بني الأدب واحلكي منذ وقت مبكر فقد سئمت تلك الت سميات ووجدت ضالتي حني وقعت على م سمى الكتابة عرب النوعية الذي طرحه إادوار اخلراط. يف اأول عمل من شور يل يف كتاب بعد ن صو ص هنا وهناك يف ال صحف واملجالت ويف كتابي ال صغري الذي مل يتجاوز املائة وثمان وع رشين صفحة وهو الكتاب الأقرب إايل دوما حاولت خرق حالة امل سميات هذه عرب ابتكار»رمبا بدت فذلكة اآنذاك«كتابة خمتلفة اأ سميتها» سرية الآخر«هاجرة ال سرية الذاتية أاو الرواية اأو رواية ال رسد الذاتي. اأكرث ما يزعجني يف احلياة الأدبية واحلياة العامة حتى مو ضوع الت صنيفات واأظن اأن هذه من خ صائ ص العلم حيث يدر س الظواهر امل شرتكة اأما يف عامل الأفكار والفنون ف أانا اأرف ض الك سل الذهني واللجوء اإىل الت صنيفات التي ت ضع جمموعة اأفكار أاو حماولت اأو اأ شكال ذهنية داخل سلة واحدة نزوعا نحو دمج املختلف. يف النهاية ل يهمني ال شكل الذي يطلقه الآخر على كتابتي اإل اأنني يف هذه املرحلة الأكرث جدية يف كتابتي اأعترب نف سي الآن روائية فقط. ]] عرفت املر أة عموما برهافة امل شاعر لذلك فهي متيل إىل املو ضوعات الرومان سية الرقيقة التي تباعد نوعا ما العنف ضد الذات والعامل عك س ما ذهبت إليه أنت حيث العامل مقيت جاف وقا س... من أين لك بهذه العوامل هذا ال صوؤال اأي ضا يحيلنا اإىل مو ضوع الت صنيف ل ست اأبدا مع فكرة كتابة ذات خ صائ ص ما للرجل و أاخرى خمتلفة اخل صائ ص للمراأة. الكتابة فعل اإبداعي فردي ل ي شرتك كائنان يف طريقة أادائه. قد جتد كاتبا ما من قارة ما يتقارب مع طروحات اأو شكل تعبري لغوي مع كاتب اآخر اأو كاتبة من قارة أاخرى... لهذا فالكتابة عمل كوين ل عالقة له ل باجلغرافية ول بجن س الكاتب. اأما عن عواملي التي تذكرها يف صوؤالك فهي نتاج ثقافتي ال شخ صية وجتربتي احلياتية. أانا ولدت ون صاأت يف جمتمع ذكوري الرجال هم اأ صدقائي وهم اأي ضا م ثلي العليا سواء يف الكتابة اأو يف احلياة وكذلك هم قامعي اأو موا ضيع حترري من سلطاتهم اأنا أاعتقد باأنني حمظوظة يف العي ش يف بيئة شديدة التناق ض هذه البيئة مهدت يل اأر ضا خ صبة للتعلم والكت شاف رغم الأمل الذي 131 جتربة االأدب االيروتيكي يف الغرب ساهمت يف ك شف حقيقة االن سان
حوار.. حوار.. حوار ولالأ سف يعترب مقدمة ل بد منها نحو التعلم اإل اأن هذه التجارب القا سية اأن ضجت عواملي النفعالية واأفكاري. ]] متيزت روايتك باملتانة على م ستويي اخلطاب واللغة والدللة. هل أفدت من تراكم معرفتك بالتوجهات النقدية والأكادميية أم أن هذه العوامل الروائية كانت م رشوعا ألهمتك إياه التجربة احلياتية و إح سا سك املرهف جتاه ما يعج به العامل من قيم مزيفة التجربة احلياتية وحدها ل تكفي. واملوهبة وحدها ل تكفي. والثقافة والإطالع على املدار س النقدية و أادب الآخر اأي ضا ل يكفي. الكتابة و صفة سحرية ل اأزال شخ صيا اأعجز عن رشحها. هذا ل يعني باأنني موؤمنة باأنني ساحرة اأبدا على العك س إان هذا ال شعور الداخلي بالقلق واخلوف من الفراغ اأو عدم الإتيان بجديد هو املوؤمل واملحر ض اأي ضا على البتكار. اأكرث ما اأفادين يف حياتي الكتابية هو البتكار أاخاف من الت شابه واأكره التقليد. كتابتي يف النهاية هي نتاجي الفردي اأنا موؤمنة باأن اأي رواية ل ميكن اأن يكتبها اإل صاحبها. إان «امل سخ«مثال كانت موجودة يف العامل الفرتا ضي للغة والفكر جاء كافكا فاأجنزها اأو «الغثيان«التي دونها سارتر أاو «الالمنتمي«لكولن ول سون... رمبا تكون فكرة جمنونة قليال باأن كتبنا موجودة معنا ت خلق اإىل احلياة معنا اأو قبلنا اأو بعد ولدتنا ل قاعدة يف هذا. ولكن شخ ص واحد فقط م هياأ لكتابة رواية ما اأو ر سم لوحة ما.. هذا يندرج على بقية الفنون املهم األ نت شابه واأل نتنا سل اأنف سنا اأو بع ضنا الأخر. ]] عرف امل شهد الروائي العربي موؤخرا غزو نوع جديد من الكتابة تروج له كاتبات جريئات أقمن الدنيا و شغلن النا س. وهو الكتابة عن اجل سد الذي كان قد تناوله كتاب رجال فيما سبق لكن بطريقة خمتلفة. ترى ما الذي أ ضفته املر أة الكاتبة على هذا النوع من املو ضوعات ال ساخنة يف املحكي الروائي ل اأفهم هكذا اأ سئلة لأنها تدخل يف مو ضوع الكلي شيهات الذي ل اأنخرط فيه. ماذا يعني»كاتبات جريئات«هذه ت صنيفات ي شتغل عليها علم الجتماع هو علم كما اأجبت عن ال ص ؤوال الأول ولي س من هاج س الفن اأنا ككاتبة ما يهمني معرفته درجة الفنية والإبداع يف عمل ما اأما آاثاره الجتماعية فهذا ل يهمني. رمبا يزعج هذا املوقف املثقفني الع ضويني واأنا ب رصاحة اأعاين من هذه امل صاألة الثقافة الع ضوية. قد ترى بع ض الكاتبات وهذا من حقهن دون شك باأن الكتابة هي نوع من التحرر الجتماعي أاو ثورة على عامل القهر على املراأة اأنا ل ست كاتبة معزولة عن هم املجتمع ولكنني ل اأ سمح باأن توظف كتابتي من اأجل ق ضايا اجتماعية. ماذا يعني اأن تكتب امراأة عن اجل سد هذا ال صوؤال الكبري فقط يف العامل العربي هو»نكتة«يف الغرب. مع فهمي طبعا خل صو صية جمتمعاتنا كمجتمعات حمافظة ذات تابوهات دينية و سيا سية واجتماعية اإل اأنني اأف صل بني الفن والوظيفة الجتماعية اأو على الأقل فهذا هو موقفي حتى الآن ف أانا مثال ل اأ ستطيع قراءة عمل ملجرد اأنه يتهجم على املجتمع الذكوري اأقبل كل شيء ضمن ال رشط الفني اأما اأن يكون املو ضوع»الأك شن«هو املهم بعيدا عن ال سوية الفنية فال يهمني الكتاب مهما كانت اأهمية املو ضوع الذي يطرحه. ]] هل تعتقدين أن كتابة اجل سد رهان جديد لالرتقاء ب شكل الروائي وحتميله هما إن سانيا طاملا بات يحجبه ال سرت والعيب مل ل رشيطة الإتيان بجديد اإبداعي. رشيطة األ يكون هاج س اجل سد بت سطيح الهاج س هو 132 اأخاف من الت شابه واأكره التقليد. كتابتي يف النهاية هي نتاجي الفردي
حوار.. حوار.. حوار الأ سا س أاي باقرتانه مع الهاج س الفني. اأنا أارى يف هذا النوع من الكتابة بعد جتريدها من رشوطها الجتماعية عامال يف حترير الكاتب اأي ضا اأو الكاتبة. فالكتابة خلق حتتاج يف اأب سط قوانينها الداخلية اإىل احلرية فاإن كان»تابوه اجل سد«مانعا أامام الكاتب من التعبري عن داخله ف إان هكذا كتابة هي حترير له. خذ مثال جتربة الأدب الإيروتيكي يف الغرب اأعتقد اأنها ساهمت بك شف حقيقة الإن سان. اأنا اأوؤمن بحق الفنان املطلق يف الكتابة عن اأي مو ضوع ي شغله واجل سد ضمن هذه الرهانات رشيطة األ يقع الفن يف فخ ال ستعرا ض والإدعاء لإر ضاء الآخر وك سبه واأل يدخل يف ح سابات البي ست سيلر. أاحب يف هذا ال سياق التعر ض لتجربة الكاتب امل رصي اإبراهيم فرغلي يف ن ص غري منته بعد بعنوان»خارطة اجل سد«حيث الإيروتيكا املحم لة باملعرفة واكت شاف الذات مما ميكنني و صفة باإيروتيكية وجودية هذه كتابة راقية وحتتاج اإىل خربة ووعي وثقافة وموهبة... هكذا كتابة اأرح ب بها بالتاأكيد لأنها مقرتنة بالفن واملعرفة ولي ست جمانية للفت نظر الآخر والنخراط يف ضجيج إاعالمي سطحي. ]] كيف تقيمني و ضع الرواية العربية الآن يف ظل ال سياقات الثقافية املتداخلة خا صة ملا دخلت املر أة حلبة الكتابة اجل سدية من بابها الوا سع ما هي العالقة بني و ضع الرواية العربية والكتابة اجل سدية لدى املر أة هذا صوؤال ملغوم كاأنه يراد به باأن الكتابة اجل سدية لدى املر أاة هي فقط من اأثرى التجربة الروائية العربية. هذا ال صوؤال براأيي يحمل روؤية غربية لأدبنا. لالأ سف لأن نظرة الغرب لنا هي نظرة متعالية فهو ل يهتم و»يطنطن«اإل لكتابة مت صدية لتابوهات وهذا ما أاوقع الكثري من الكتاب والكاتبات بفخ «النظرة الغربية«. الغرب»ل اأعمم طبعا«يهتم بكاتبة سعودية مثال تتحدث عن ق ضايا تابوهية حمرم عليها احلديث يف ال سعودية ول يهتم بكاتب»لنقل م سيحي مثال«لديه جتربة اأدبية اإبداعية خال صة فهو ل يبحث لدينا»الغرب«عن سارتر اأو هريمان هي سه بل ياأخذ من عندنا ما يرى فيه اإجابات عن تخلف العامل العربي. مع اإمياين بوجود قدر كبري من التخلف واجلهل يف جمتمعاتنا ولكن اعرتا ضي هو حني يكتب أاحدنا لإر ضاء النظرة»البحثية«املتعالية لدى الغرب ل من اأجل شهوة الكتابة. الغرب يورطنا أاحيانا بالكتابة امللغومة حيث املهم هو التفجري ال سطحي ولي س ال شتغال اجلدي على املو ضوع. لقد شاعت اأعمال رديئة اأدبيا احتفى بها الغرب وترجمها لن ساء كتنب عمال واحدا ثم توقفن هذا اأ رض كثريا بال سرية الإبداعية العربية صار هاج س الكاتب اأو الكاتبة - وهذا من حقه- أان يكون م شهورا وم رتجما فقام البع ض بالتنازلت لتحقيق رغبته يف ال شهرة والرتجمة. ]] يف قمة احل صار كتبت املر أة اخلليجية روايات رائعات. هل رضوري من احل صار واملنع والرقابة كي نكتب أدبا جيدا الأدب نتاج جتربة فردية. ل يعني هذا الكالم باأننا نحرتم الرقابة واحل صار والقهر واملنع لإنتاج اأدب حقيقي حار صادق بل العك س على الأدب ذاته التحرر اإىل اأق صى طاقات التحرر ذاته من جميع القيود التي يفر ضها الآخر أاو الأنا اأو ما ي سمى بالرقيب الداخلي على الكتابة. انظر مثال أادب ال سجون أالي س ناجتا عن جتارب متميزة وفردية فهل هذا يعني باأن نكر س ال سجن حتى نح صل على جتربة مهمة وكتابة خمتلفة صاأعود جمددا للحديث عن الغرب. اإن امر أاة غربية ما من اأ صول اإ سالمية اأو امراأة عربية بغ ض النظر عن جن سيتها تكتب عن جتربتها عن احلجاب اأو اأي 133
حوار.. حوار.. حوار مو ضوع يتعلق بالتابو وياأتي كتابها دون اأي قيمة فنية ول ميكن ت صنيف صاحبته ككاتبة حتى فالكتاب يحظى بالنت شار والرتجمة»يف حال كتب بالعربية«هل ميكن اعتبار هكذا كتاب مهما من الناحية الفنية فقط لأنه خرج من دوائر املنع والرقابة ]] مل يعد النقد قادرا على متابعة ما ين رش من إجنازات روائية ول قادرا على توجيه وتقومي املنتوج الإبداعي. إلم يعود ذلك يف نظرك وهل اأخذت اأعمالك الروائية ن صيبها من الدر س والت رشيح وما م ساهمة النقد يف تنمية اختياراتك الفنية يف صوغ العامل الروائي الكاتب يف العامل العربي شخ ص اأحمق اأو حامل أاو مغامر من نوع ما. اإن نحن و ضعنا جانبا الأ سماء الالمعة يف الكتابة فاإن الكاتب يعي ش ازدواجية وجودية. هو كاتب حني يبدع ن صه وحيدا وهو كائن لديه متطلبات حياتية. ل النقد ين صف الكاتب ول املوؤ س سات الثقافية اخلا ضعة دوما ل رشوط سيا سية أاو مزاجية. النقد يف العامل العربي ل يتمتع بالنزاهة واملو ضوعية ول باملهنية. بل هو حالت ع شوائية تخ ضع للعالقات العامة. فيما يخ ص جتربتي مع النقد اأنا اأكتب ر سميا اأي منذ ن رش اأول كتاب يل منذ خم س ع رشة سنة. املقالت النقدية التي تناولت جتربتي بداأت بعد كتابي الثالث ال صادر منذ سنتني فقط اأي أام ضيت أاكرث من ثالث ع رشة سنة دون اأن يعرف اأحد بي سوى ككاتبة مقالت اأما جتربتي الروائية فلم ي سمع بها اأحد ومل يهتم بها اأحد حتى ممن يعرفونني عن قرب. لأن ثمة عقدة يف العامل العربي هي»التقدير«ل اأحتدث هكذا لأنني اأفرت ض اأنني كاتبة مهمة ويجب تقديري فاأنا ل اأزال»جمر بة«بل اأقول لأنه وما اأن ظهر ا سمي يف لئحة البوكر حتى بداأ احلراك يدور حول جتربتي وكاأن املثقف العربي يحتاج ضمنيا إاىل و صاية ما راأي اأول ليقول كلمته. حني كنا نح رض مهرجانات سينمائية وم رسحية ثم ياأتي دور اجلمهور للنقا ش كان اجلميع ينتظرون اأول راأي اإن مدح صبت الآراء التالية يف خانة املدح اأو العك س. املثقف العربي لي ست لديه ثقة بذائقته يحتاج تاأكيدا من الآخر اإنه تبعي واملع ضلة الأكرب اأن التبعية ذاتها قائمة اأو تابعة لأ شخا ص ل ي ستحقون اأن نثق بذائقتهم لأنها حمكومة بالعالقات واملزاجية. اأ ستثني من هوؤلء الذين اهتموا بتجربتي املثقفني اجلادين من املغرب العربي الذين اأحمل لهم ثقة خا صة وكذلك املبدعني القادرين على التحرر من راأي الآخر وجراأة كونهم»راأي أاول«اأو»اأول راأي«. ]] ي حتفى اليوم كثريا بالرواية والق صة على م ستوى اجلوائز واملنتديات والندوات واحلمالت الإعالمية على ح ساب ال شعر الذي ت سلطن لقرون من الزمن. هل ميكن القول باأننا يف زمن الرواية اأعتقد اأن هذه الت سميات هي من ابتكار النقاد ومن اخت صا صهم اأطلق جابر ع صفور ا صطالح زمن الرواية منذ سنوات ثم جاء منذ فرتة قريبة واأعاد النظر فيه. لي س ل إالبداع زمن ولكن رمبا التجربة ال رسدية اأكرث قربا من القارئ. ال شعر بو صفه جمازا وتكثيفا وجتريدا قد ل يغري اأي قارئ ولكن لل شعر قراءه اأي ضا ومهرجاناته وجوائزه واحتفاءاته اإل اأنه رمبا اأكرث»نخبوية«ب سبب حاجته اإىل فهم وخميلة وجهد من القارئ للتوا صل مع الن ص اأظن اأن الرواية اأكرث«شعبية«واأكرث فهما ول سيما حني ينظر البع ض وهذا خطاأ بر أايي اإىل الرواية على أانها»كتاب قبل النوم«اأي القراءة فقط للمتعة من هنا سادت سلطة الرواية»املوهومة«لأنها اأ سهل وهذا مفهوم سطحي وغري صحيح يكر سه كتاب غري موهوبني يحو لون الرواية اإىل»حكاية«خالية 134 التجارب القا سية ان ضجت عواملي االنفعالية واأفكاري
حوار.. حوار.. حوار من اجلهد واجلدية. ]] كيف جتدين الرواية امل رشقية مقارنة مع مثيالتها يف العامل العربي و أين تكمن مواطن القوة فيها بو صفك متتبعة ومبدعة ل اأ ستطيع التحدث عن مو ضوع لي ست لدي فيه الكثري من املعلومات ولكنني يف العموم اأعتقد أان الرواية امل رشقية حتتفي بالكثري من التفا صيل ال سيا سية التي تعاين منها املنطقة ال رشقية من العامل العربي. يف املغرب ثمة حريات اأكرث اأرجو األ اأكون خمطئة اإ ضافة اإىل الهم الفرانكفوين هذان الأمران خلقا للمغرب العربي خ صو صية ثقافية يف الرواية اأي ضا. يف بداياتي قراأت لبع ض املغاربة لر شيد بوجدرة مثال كنت اأ شعر وكاأنني اأقراأ ل شخ ص يعي ش يف عامل اآخر. وكنت ول اأزال طبعا اأحب كتابته. نحن امل شارقة اأكرث هم ا من املغاربة سيا سيا واجتماعيا رمبا من هنا تكمن الفوارق ولكنني ل اأرى ب أان الرواية امل رشقية أاقوى من املغربية. اأعود مل ص أالة الت صنيفات التي ل اأوؤمن بها اأنا ل اأرى اأن ثمة رواية م رشقية ورواية مغربية اعرتا ضي ذاته على أادب املراأة و أادب الرجل اأنا ل اأوؤمن اإل بالأدب ذاته اأما مو ضوع»املحا ص صة«اجلغرافية اأو اجلن سوية اأو الإثنية... فهذا من صاأن املنظرين وعلماء الجتماع والنقاد... ]] مع الفجوة الرقمية اختلط احلابل بالنابل وتهدمت سلطة املوؤلف الرمزية وانهارت أبراج الرقابة وفا ضت ال شا شة باملنتوج الأدبي غثه و سمينه. كيف تقيمني هذا الو ضع وما آفاق الو ضع الأدبي يف ما ي ست رشف من الزمن علينا اأن نتقب ل هذا هذه هي الدميقراطية احلقة. الكل ميار س دوره الزمن يف صل والقارئ اأي ضا يف صل اأنا م ؤومنة- كما ذكرت اأنت يف مقالك عن روايتي- باأهمية القارئ ال رشيك. القارئ ي ستطيع اأن ينحاز للن ص اجليد ومن املهم براأيي ا ستبعاد سلطة النقاد. انظر سارتر»اأعتذر عن اأمثلتي الغربية دوما لالأ سف لي ست لدينا جتربة عربية م شابهة«الذي رف ض جائزة نوبل ل لكونه ضد اجلائزة بل حتى ل يوؤثر هذا يف ذائقة القارئ. لهذا فاإن هذه التجارب حتى الرديئة منها ورغم فو ضويتها تكر س ل سلطة جديدة هي سلطة ال شارع املتذوق بدل من الناقد املتعجرف املزاجي وهنا اأكرر ما قلته يف حوار سابق باأن التغيري قادم ب سبب هذه الفو ضى بالذات. ولن يكون ثمة مكان اأو اأهمية لناقد مهيمن على ذائقة القارئ. ]] هل أحدثت الثورة الرقمية حتول على م ستوى الكتابة الروائية- يف نظرك- أم أن آثارها تظل حبي سة بع ض الرتو شات التي ل مت س اجلوهر والعمق ال رسديني لي س بعد يف الغرب نعم ثمة روايات ت أاثرت بالتجربة الرقمية اأما يف العامل العربي فال تزال هذه التجربة حديثة وال سبب براأيي يعود إاىل حجم امل شاكل الجتماعية وال سيا سية التي يعج بها املجتمع العربي اإىل حد تظهر فيه الكتابة الروائية املحاكية للتجربة الرقمية مبثابة»ترف«. لالأ سف الكاتب يف عاملنا يجد نف سه اأحيانا اأو غالبا منخرطا يف هموم مغايرة متاما متنازل عن اأحالمه الروائية. اأمام حالة ارتفاع ن سبة الأمية مثال ل ميكننا التحدث عن أاهمية الفن الت شكيلي اأو اأمام»جرائم ال رشف«ل ن ستطيع التحدث عن كتابة بعد احلداثة... اإن هذا النزياح بني ما نحياه واقعيا من ف ساد وجهل وجتهيل وقمع وما نحلم بكتابته بو صفنا كتابا ل ننتمي إاىل ت صنيف يجعلنا نتنازل عن الكثري من اأدواتنا ال رسدية ل صالح هم الآخر وهذه املع ضلة التي ذكرتها يف بداية احلوار عن اإ شكالية املثقف الع ضوي. 135
حوار.. حوار.. حوار ]] حتظى رواياتك بانت شار وا سع بني القراء العرب نظرا لعواملها التخييلية املتاهية التي تعك س هواج س الإن سان املعا رص وخماوفه وطموحاته ال شيء الذي أهلك للفوز بجائزة هيلمان/هامت التي تنظمها منظمة Human Right Watch الأمريكية يف عام 2005 م ور شحك بقوة للفوز برتب متقدمة يف جائزة البوكر. فكيف تقيمني و ضع اجلوائز العربية وما مدى م ساهمتها يف النهو ض مب ستوى الإبداع واملبدع اعتباريا وثقافيا ل اأعتقد باأن كتابتي حتظى بهذا النت شار دعني اأ شكرك على هذا الر أاي. اأما اجلوائز يا صديقي فاأنت تعرف كل ما قيل ويقال يوميا حول هذا. ل اأنكر باأنني كنت حمظوظة بورود روايتي يف الالئحة الطويلة واأنا ل أاحب»النق«والظهور مبظهر ال ضحية اأمتنى فقط اأن تكون الروايات املر شحة للجوائز اأي جائزة م ستحقة لهذا األ يكون ا سم الكاتب/ة اأو عالقاته اأو»هباته«هي ال سبب احلقيقي خلف الفوز. لالأ سف الثقافة العربية ل تعرف الكثري من النزاهة بحيث يقدم شخ ص على فعل ما دون انتظار ح صته من الفعل. لي ست لدينا الكثري من النماذج»الطوعية«التي تعمل فقط خلدمة الثقافة»اأعتذر عن كلمة خدمة«وال سبب لي س هذه النماذج فقط بل ال رشوط الجتماعية والقت صادية التي يحيا فيها اجلميع. من هنا اأرغب بتوجيه حتية احرتام لكل من كتب عن رواياتي اأو كتب يل دون اأن تربطه بي اأي عالقة من هنا اأي ضا اأ رص على اختالف املثقف املغربي ضمن حدود جتربتي معه وكذلك ال شخ صيات النزيهة النادرة التي تعطي دون انتظار الأخذ لأنها موؤمنة مبا تقدمه. اأ شكر كل من كتب عني وكل من كتب عني من خارج اأبناء املوؤ س سة والعقلية القائمة على»خذ وهات«من ح سن حظي رمبا اأو لأننا تربطنا ثقافة واحدة هي املجاهرة بالراأي دون دوافع شخ صية اأو مزاجيات. أاما عن م ساهمة اجلوائز يف النهو ض مب ستوى الإبداع واملبدع ووفق الظروف الراهنة فال أاعتقد بهذا لأنها ل حتظى بامل صداقية الكافية هذا ل يعني باأنني اأعمم ل شك باأن ثمة نزاهة ل نعدمها ولكنها نادرة وهذا مو ضوع طويل ويحتاج لأبحاث طويلة لتخلي ص الفكر والثقافة من امل صلحة. ]] هل تتابعني ما ين رش على م ستوى الأدب املغربي وكيف جت س د صورة الثقافة املغربية يف امل رشق العربي ب سبب تواجدي اجلغرايف البعيد فاإنني ل اأ ستطيع مواكبة كل ما ي ن رش قراءاتي بالعربية مقت رصة على الكتب التي ت صل باري س اأو تلك التي يخ ص ني بها الأ صدقاء الكتاب. لهذا فاإن جتربتي غري مكتملة لأبدي راأيي يف النتاج الثقايف. اأما صورة الثقافة املغربية يف امل رشق العربي ومن خالل جتربتي ال شخ صية فهي متر مبرحلتني مرحلة اجلهل بها يف بالد مق رص ة يف الإطالع على اأدب الآخر وهذه املرحلة التي ع شتها حني كنت يف سورية اأما يف فرن سا وهذا أامر متناق ض فقد اكت شفت الثقافة املغربية واأحببت الكتابة املغاربية فرن سا وقلت هذا يف إاحدى لقاءاتي مع الأ صدقاء املغاربة هي التي عرفتني على املغرب العربي قراءة وعوامل شفهية واأ صدقاء صورة املغربي لدي الآن رمبا صورة مبالغة قليال متعار ضة ب شكل حاد مع صورته البدئية يف راأ سي حيث كانوا»اأبناء ثقافة التخويف والتجهيل«يحذروننا من املغربي اإىل اأن اأ صبح اأي مثقف مغربي اليوم يحمل جواز عبور اإىل راأ سي دون اأي ح سابات اأو تردد... املثقف املغربي اليوم حالة موثوق يف جديتها ونزاهتها واإخال صها رمبا ب سبب تلك امل سافة الطويلة التي جعلت من املغربي جمهول لدينا اأو غريبا راح املغربي مبادرا للذهاب اإىل امل رشق 136 ثمة عقدة يف العامل العربي هي»التقدير«
حوار.. حوار.. حوار وتعريفه به. اأظن اليوم صارت هذه امل سافة شبه معدومة و صار اأحدنا يعرف الآخر. ]] اتخذت من ف ضاءات املغرب ج سدا ملحكي روايتك الأخرية»حبل رسي«. ملاذا اجته اختيارك نحوه وكيف وجدت عوامله اجلغرافية والطقو سية كما ذكرت يف جوابي ال سابق فرن سا هي التي قر بتني من املغرب. كانت لدي صديقة فرن سية مهوو سة برجل مغربي عر فته يف ال صويرة. كانت تتحدث عنه وكاأنه إاله هابط من سماوات باخو س تتحدث عنه ب شكل خرايف جعلني أاتوق لكت شاف هذا العامل. مل اأذهب إاىل املغرب واقعيا ولكنني تعرفت على رجال ون ساء من املغرب بهروين... اأعرف أان صورتي عن املغرب سحرية قليال وغري واقعية ولكن مل ل اإن كانت تغذ ي عواملي اجلمالية... كل مغربي تعرفت اإليه اأ ضاف يل اأمرا خمتلفا عن غريه املغرب ي ضج بتفا صيل ت سحرين كم رشقية ل يزال اأر ضا بكر حتتمل الكثري من الفانتازيا ولذة الكت شاف. ]] تكتبني مالحم روائية ضخمة حتتفي بعوامل م سحورة من الأ ساطري والأحداث املت شعبة واملثرية. وهذا يتطلب منك تركيزا عاليا واطالعا وا سعا على الرتاث الإن ساين ومعاي شة حقيقية للنا س واقرتاب يومي من همومهم و أ سئلتهم... فاأي طقو س تف ضلني للكتابة وكيف توفقني بني هذه الإجراءات واملهام كلها دفعة واحدة هذا اأ صعب صوؤال ي صادفني لي س من الناحية النظرية واإمنا من ناحية التكيف العملي وتطبيقه واقعيا. اأنت تعرف اأن الكاتب املتفرغ اأمر نادر يف ثقافتنا م تاح لكت اب كبار م شاهري... لهذا فاأن ي خل ص اأحدنا لكتابته التي ينهم بها من النهمام ويف الوقت ذاته يكون شخ صا واقعيا يلبي طلباته العادية اليومية لهي معادلة معقدة. أاحتدث غالبا عن تعدد الأنوات لهذا فاأنا اأحيا على م ستويني م ستوى اإبداعي ذاتي اأنغم س فيه وحدي اأنف صل فيه عن العامل واآخر واقعي حياتي اأكون فيه أانا اأقل من الأول اإل اأنه رضوري اأي ضا لأنه يرفد عاملي الذي اأحب اأي كتابتي... اأ شعر أاحيانا اأنني داخل صالة عر ض حتوي فيلمني يعر ضان معا أانتقل من فيلم لآخر وفق رضورة الت ضحية بامل شهد للذهاب اإىل م شهد اآخر هذه مهارة متعبة وموؤذية وم ضيعة اأي ضا لكثري من الطاقات وتفويت م شاهد.. اأما طقو سي الكتابية فهي لي ست معقدة كثريا اأو رمبا اأدعوها بال سهل املمتنع تقوم على تف صيل رئي سي هو العزلة. حني اأكتب اأن سى العامل وا ستغرق يف كتابتي التي متحوين أانا اأي ضا. الكتابة هي الركن الوحيد يف العامل الذي اأ سمح لها باإلغائي ل إال صغاء لها... حتى نكتب علينا اأن نتخل ص أاحيانا منا... اأن ن صغي اإىل العوامل التي ت سكننا... رمبا ي سمى البع ض هذا بالال شعور... اإن»ل شعور«الكاتب هو كتابة ت سكنه حتتاج إاىل حترير حوا سه من العامل اخلارجي ليتخفف من وط أاة الواقع و شخو صه واأحداثه لي سمح لها بال شعور بالطماأنينة والن سياب على الورق. اأنا اأكتب كثريا ب شكل خرايف... اأكتب شفهيا يف راأ سي... هذا م ضحك. كاأنني م سكونة بجنيات و شياطني ومالئكة و آالهة ومدن و أانهار واأطفال... يرثثرون يف راأ سي يت شاجرون يلعبون... حيوات كاملة متداخلة متناق ضة... تتحرك معي تن شط يف وحدتي حني اأم شي حني اآخذ املرتو حني اأ سمع املو سيقى حني أانام... نعم أانا اأكتب يف النوم اأي ضا وكثرية هي املرات التي اأ صحو من نوم عميق اأو سطحي لأدون عبارة اأو فكرة... طقو س طويلة ومعقدة حتتاج كتابا خا صا لو صف جماليتها و أاملها. 137
مùسرح املوناليزا ال سومرية 138
م سرح.. م سرح.. م سرح املوناليزا البابلية مùسرحية جتريبية من ممثلة واحدة [ حازم كمال الدين هذه واحدة من حكايات الغربي إاذ يرى ال رشق يوريدي س تعلن عن صدور كتابها يف مقربة متثيل: Twiggy Buyt مو سيقى: Emmanuelle Schotaert شخ صيات امل رسحية: )حي ة على امل رسح(: )مولتي ميديا(: - يوريدي س / الروح - صحفي/ جندي اأمريكي/ مدير املتحف - مذيعة/ صحفية/ حار س - نوال/ سلوى, ممثلة ومغنية تلعبان كل ا أالدوار. الف ضاء: مقربة الييج البلجيكية وهي مقربة ملن ال ماأوى له/ الزمان: 2010. افتتاح اأول نثار مقابالت تلفزيونية. مولتي ميديا حيث ال صورة ال تتطابق مع ال صوت. اأنفا س. مو سيقى. تعليقات تلفزيونية. يوريدي س كاتبة بلجيكية م شغولة بالتح ضريات مع النا رش ملوؤمتر صحفي كبري غر ضه تقدمي كتابها اجلديد. يوريدي س: رمبا يف حلظة متاأخرة لكن اجلي ش االأمريكي ا آالن متواجد يف املتحف الوطني العراقي ب شكل مبا رش ومكثف وم شدد. لالأ سف اختفى الل صو ص منذ عدة اأيام وبحوزتهم كنوز تعود الآالف ال سنني. جندي اأمريكي: كان وا ضحا للعيان اأن.. اأن ثم ة نوايا من جماعة ما من.. فقط الرتكاب.. فقط لت رشيع الفو ضى... بهدف اإثارة ال سخط.. تدمري االأر شيف تك سري... كرا سي ملجرد... بب ساطة فقط لغر ض النهب والتخريب. يوريدي س: لي س بحوزة العراق معامل آاثارية كربى ت شجع ال سياحة كمثل االهرام اأو املعابد أاو احلمامات الرتكية. ولكن هنا يف اأر ض الرافدين اأر ض سومر واآ شور بابل واأوروك البلد الذي غرق الفقر والكراهية وال شك ابتداأت ح ضارتنا الب رشية. أاول منط من الزراعة اأول املدن أاول كتابة اأول ال رشائع العجلة ال سفن ال رشاعية علم الفلك. املباين 139 [ م رسحي بلجيكي من اأ صل عراقي.
م سرح.. م سرح.. م سرح التاريخية الكربى لهذه احل ضارة ا ستحالت ترابا... يوريدي س مرا سلة التلفزيون البلجيكي من بغداد صحفية يف التلفزيون الهولندي املذيعة: كان هذا عن الكنوز الفنية يف بغداد. معنا يف اال ستوديو يوريدي س فريه مان س مرا سلة صحفية. وقد كانت هناك يف املتحف مع ال سيدة العراقية سلوى من صور عندما حدث كل شيء. ما هو شعورك عندما راأيت هذه ال صور ال صادمة عن املتحف يوريدي س: اأ صابتني صدمة!! مل اأ صدق ما راأت عيني لكن ي مع ذلك.. مع ذلك.. كنت اأقول باأن ال.. ال.. اأول فكرة جاءتني حينما راأيت اأن ممرات املتحف قد خلت من التماثيل و رسقت كل املحتويات. قلت لنف سي اأن الكنوز احلقيقية خمباأة بالطبع يف االأقبية احل صينة حتى على القنابل الأن القانون يفر ض احلفاظ على متاثيل مثل سيدة الوركاء يف ح صن ح صني. لهذا ال سبب مل اأ صدم.. املذيعة: نعم! نعم. يوريدي س: لقد اأ صابني الرعب احلقيقي يف اليوم التايل! عندما... عندما.. عرفت اأن الل صو ص اأفرغوا االأقبية ال رسية حيث تقبع الن سخ االأ صلية. ذهبت حلظتها مع ال سيدة نوال اأمني مديرة املتحف و سلوى من صور اإىل االأقبية حيث وجدنا ع صابة من احلوا سم نوال اأمني م ساعدة مدير املتحف تهاجم ع صابة من الل صو ص: اطلع. اطلع بر ه!! اللعنة على ذلك الذي جو عكم وجعل منكم عبيدا ول صو صا! نوال اأمني: ت ساألني عن شعوري!!!! اأ شعر وكاأنني فقدت اأهلي.. ملاذا ملاذا ليييي ش!! تبكي أاين سيدة الوركاء رسقوها ال عزه!!! تلطم. تتجه اإىل طابق آاخر. ترى ل صو صا لقد رسقوا سيدة الوركاء. لقد رسقوا حتى القاعدة.. نوال اأمني مع صحفي اأمريكي نوال اأمني:لقد رسقوا سيدة الوركاء. لقد رسقوا حتى القاعدة.. ال صحفي: رسقوا ماذا نوال اأمني: سيدة الوركاء. ال صحفي: سيدة ال.. ال.. ال.. هل بامكانك اأن تتهج ى اال سم لو سمحت نوال أامني: سيدة.. ال.. ور.. كاء ال صحفي: ال.. ور.. ور نوال أامني:واو.. راء. ال صحفي: عفوا نوال أامني:واو.. راء. ال صحفي: كاف.. األيف! نوال اأمني:كاف.. األيف! ال صحفي: كاف.. أاليف! ومن هو هذا اأو هذه ال.. ال.. الور.. ور.. ور نوال اأمني: إانها متثال اآلهة من ع رص سومر! هذه القطعة امل صنوعة من الرخام متث ل اأحد االإبداعات الفنية املبكرة للتعبري عن الوجه الب رشي ويعود تاريخها إاىل حوايل 3500 عام قبل امليالد. اإنها راأ س امر أاة بال ج سد. ال صحفي: وما هي أاهمية هذه التمثال هل ميكن لك أان تعيدي نوال اأمني: إان ا سم هذه ال سيدة املفقودة هو املوناليزا البابلي ة! ال صحفي: املوناليزا!! املوناليزا البا.. بابي.. يل.. هل ميكنك أان تعيدي يل اال سم 140
م سرح.. م سرح.. م سرح افتتاح ثان نعرف اأن يوريدي س فريه مان س تقد م كتابها املو سوم )عند مرقد ال سيدة( على ال صحافة يف إاحدى مقابر بروك سيل. املقربة خا صة بدفن املعدمني وخا ضعة لدائرة امل ساعدات االإجتماعية البلجيكية. يوريدي س ت ستخدم كل ما هو قائم يف املقربة لتحتفل بكتابها اأمام ال صحافة. بع ض القبور تتحول اإىل طاوالت اأو م صاطب للجلو س اأو للتواري عن االنظار... يوريدي س حتد ق باجلمهور وهو يتخذ لنف سه اأماكن مرجتلة يف املقربة. يوريدي س تتحدث طوال الوقت دون اأن تفارق شفتيها االبت سامة وعينيها احلا رضين. ف ضاء ي ستع صي على التعريف. ت صو ر اأن ك تخرج من بيتك فتواجهك صحراء ال متناهية. مل تعد هناك طرقات مبلطة باالإ سفلت وال اأعمدة كهرباء. ال بيوت ال حركة سري وال مارة. احلركة اأو الال حركة ال تقودك اإىل اخللف اأو اإىل االأمام اأو اإىل اجلوانب... بل اإىل عمق ال صحراء. ف ضاء ي ستع صي على التعريف. ت صو ر اأن ك جتد نف سك يف حالة ترح ل يف ال صحراء. أانت ال ترتح ل. ال صحراء هي التي متتد اإليك فتبدو اأنت مثل رساب يتدىل يف فالة. يف ف ضول صحراوي. يف غواية صحراوية. ال صحراء تبث فيك رغم القيظ ن سمات مرم لة مظل لة ومو ش اة برذاذ ماء عذب. كلما اأوغلت يف البيداء اأو باالأحرى كلما جتاوزتك البيداء تكت شف اأن لونها احلقيقي هو اللون الالزوردي. هنا وهناك ثمة ما ينمو يف ال صحراء. بقع رملية داكنة تتفتق عن شيء. رساب اآخر يتدىل اأم ماذا ومثلما يتجم ع الندى تتجم ع البقع وت أاخذ هيئات اآدمية. ثم جماميع ب رشية صغرية تغذ ال سري. يف ف ضاء ي ستع صي على التعريف يبدو وكاأن ثمة موعدا. اأنت تبد أا اخلطو. تتبع املجاميع التي تبدو لك وك أانها تختفي يف غيمة غامقة. غيمة اأم واحة ت س أال نف سك ثم تغذ ال سري نحو الغامق املفرت ض. درب رملي يبزغ. يت سع. و شيئا ف شيئا تنبثق من الرمال اأ شنات تبث رائحة بخور. ثم اأ شنات اأخرى اأكرب. ثم اأ شنات ت صبح بيارغ ملونة... لهيب م شاعل وروائح بخور. اإيقاعات دفوف عالية. ترت سم على الرمال اأزق ة أاخرى. يف راأ س كل زقاق صنم يقدم شايا أاو ماء ورد اأو شمعة عليك اأن ت شعلها وجتتازه إاىل ممر ضي ق. جدران املمرات لي ست من ا آالجر وال من االإ سمنت. جدران املمرات مبنية من عباءات غامقة. يف نهاية كل ممر تنفرج ف سحة من الف ضاء. يف مو ضع ما من الف سحة ثمة معمار ي شبه بيت الق صب. ديوان. بوابة صغرية. أانت تدخل الديوان. ثمة رضيح منرب اأعمدة ق صب اأر ض مفرو شة بال سجاجيد والو سائد. ال ضوء سوى متايل لهب ال شموع. القهوة حارة. يبدو دخول النا س املتقاطرين اأو املتقطرين وكاأنه ا ست سالم لواحة صمت م ؤوطرة بعبق بخور هندية. شخو ص احلكاية ي سكنون الديوان... كاأنهم متاثيل حي ة يف متحف! يوريدي س توؤدي طقو سا حتاول اأن حتاكي الطقو س االإ سالمية فتف شل اأحيانا واأحيانا تنجح. 141
م سرح.. م سرح.. م سرح يوريدي س إاىل جانب ال رضيح عارية: كائنة متيب سة تلت صق بعمود من الق صب. طينة اإن سانية تتكور على نف سها قرب املنرب. مومياء تعيد تكوين أابجديتها يف ثنايا ال سجاجيد. زهرة رمل تتفتت عند صدر ال رضيح. اإىل جانب يوريدي س عند الباب مو سيقية جتل س مثل و صيفة: تقدم القهوة املر ة وتعزف اآالت بدائية. املو سيقية تنادي قوى خفية. مو سيقى وغناء ي شتعالن كنار تذيب جليد التمثالة )يوريدي س( التي تتكب ل بالثلوج من جديد ما اأن تخبو النار. 1 صباح ال سبت. يوريدي س تتحدث ب شكل مفاجئ من اأين نبداأ خديجة ر شيدة وديعة صابرين اجلنابي زكية بنت الهدى نزيهة الدليمي ماجدة جرب عميدة عذبي حالوب. نعم! يعني!!! اأ سماء!! الئحة باأ سماء كت اب.. كاتبات اختفني ن سيناهن اختفني قتلن يف العراق. العراق. العرق الراكي الكاكي الكاري بغداد بابل اأوروك الفلوجة املو صل مدينة ال صدر االأعظمية النجف... متارين على االأ سماء نعم! يعني!!! اأ سماء!! متارين على االأ سماء... متارين.. اأحفظها عن ظهر قلب. اأنا ال اأحب اأن احفظ شيئا عن ظهر قلب.. قابليتي على احلفظ ضعيفة ول ساين ثقيل واأتكلم ب رسعة كبرية واأبلع احلروف اأثناء الكالم. لذلك اأمار س ذلك اجلمنا ستك ال صباحي منذ زمن: هكذا اتفقت مع نف سي اتفاقي جنتلمان!... على اأية حال!! اأنظر اأتاأمل كيف يلوك ل ساين ا أال سماء.. يتقاذفها يف فجوة الفم ويرميها من االأمام اإىل اخللف من اخللف إاىل االأمام من االأمام إاىل اخللف. خديجة اختفاء غام ض ر شيدة موت ب سبب الغرق وديعة موت ب سبب خط أا طبي صابرين اجلنابي اغت صاب عن طريق جنود أامريكان اأطوار بهجت قتلتها القاعدة يف اأر ض الرافدين زكية قتلت بال سم بنت الهدى قتلها صدام دينا حممد ح سن قتلها االأمريكان. لقاء عبد الرزاق قتلها ا أالمريكان. رائدة وزان قتلها االأمريكان. هند ا سماعيل قتلها اأمريكي. نزيهة الدليمي موت ب سبب صدام. سهام ح سني رسطان ب سبب صدام. ماجدة جرب قتلت يف ال سويد. عميده عذبي حالوب قتلها صدام. سبتمرب 2001. اجلو حار. رحيق الزيزفون البديع يهب على احلم ام. طاقتي على املرح تتفتح. صباح مبك ر االطفال غادروا البيت. اأخريا أاخريا ثمة وقت وراحة. وقت حر! طاقتي تعمل بدرجة ق صوى.. ساأبداأ االآن.. ساأكتب الن ص املوعود الذي اأ سميته: )اإبحثي عن العيب يف داخلك وال تلومي االآخرين( ا سمع خطوات ما تهبط ال سلم كالرعد.. البد أان تكون جارتي ال ساكنة فوق. اأقول لنف سي.. لقد ن سيت باب ال شقة مفتوحا. وقبل أان ت ستقر الفكرة يف ذهني تفتح جارتي باب ال شقة وتدخل كالعا صفة. تدور يف ال شقة وتلو ح بيدها عاليا. تواجهني بعلبة كرتونية صغرية حتملها!! أانا واقفة يف منت صف ال صالون. عارية. عيناي تزوغان بحثا عما ي سرتين... اال سم! تقول يل. ا أاليقونات.. اأين اختفت ت ساألني!! االآثار اخلطوط... ماذا تريد مني ت ساألني مرة اأخرى بحدة ت صيبني بالتوتر. 142
م سرح.. م سرح.. م سرح اأتعرفني ماذا تريد مني بالطبع ال اأعرف ماذا تريد منها وال من هي.. اأو ما هي!! اأهمل اأ سئلتها و أافكر فقط ب: كل سوين. سوتياين. اأين هم يجب اأن اأرتدي شيئا. اأتعتقدين اأنها انتقلت إاىل... ت رصخ. اأتعتقدين اأنني انتقلت اإىل جوار رب ي!! كف ها تكف ش شعر راأ سها. يطري رشودي ومت رس ي ال صباحي ب رسعة الربق!! يجب اأن اأرتدي شيئا. اللغة. اللغة.. ال شيء حتت سقف جمجمتي سوى اللغة! تئن الفتاة. كابو س لغوي اأين هو الكابو س ومت سك فكا ها بتالبيب بع ضهما وتغمغم شيئا من قبيل: ممم... أام... مي ه و.. اأتفهمني ما اأق صد واأنا أاقف هناك... اأنظر لها واأحاول اأن اأخفي انفعاالتي الأبدو يف هيئة طبيعية. يا الهي! ماذا اأفعل كل ما اأ ستطيع اأن اأقول لها هو: تف ضلي باجللو س. الفتاة جتل س. اأثناء اجللو س انتهز الفر صة لكي اأعبيء بنطلون جينز مكوي للتو مبوؤخرتي العارية! واأفكر: هذا هو م صري صباحي اجلميل. ت رشبني شيئا قهوة شاي اأ ساألها بغ ضب كتيم. 2 املدينة امل سو رة. مدينة م سو رة من كل جانب بجبال على روؤو سها الع سكر. سنوات 5 يف دم شق. الع ساكر ت سو ر املدينة. تقول. وحدات ع سكرية واقفة يف و ضعية اإنذار جيم على روؤو س اجلبال. بينما أانا يف اأ سفل تلك املدينة... لقد شح الذهول! شح الذهول!! ماذا تعنني نفذت ال صدفة! ونفذ كل شيء! ومل يتبق يل اإال اأن اأرقب أايام املدينة. املدينة كائن متغري. متجدد دائما. تتنا سل دوما وتنجب وتنجب ثم... ترببر مع نف سها وك أانها تبحث يف ثنايا الرطانة عن ذكريات. بعد صمت متوتر حتمل شيئا من ذاكرة بعيدة. ذات صباح شتائي. تقول. ذات صباح شتائي راأيت االأ شجار خ رضاء يانعة تلهو مع ا أالزهار. بالطبع يحدث ذلك الأين مل اأكن اأعاين يف ذلك ال صباح من ال صداع... ثم... ترطن مرة أاخرى... ذات م ساء صيفي راأيت اأعمدة ال ضوء تطري فت صبح ال شوارع مظلمة حالكة لوال كوؤو س حليب ال سباع ملا عادت ا أالعمدة اإىل ال شوارع.. تريدين اأن ت رشبي شيئا اأ ساألها. كان ربيعا وكانت ا أالزهار تتقافز. تغري أازياءها امللو نة أامام عيني. كانت االأ شجار اليانعة تتهادى... وكنت أارى الن سيم بني زهور ال سو سن واليا سمني... وفجاأة ر أايت ما يلي: زوبعة. باقات زهور تطري. اأ شجار مقتلعة عائمة. املوت يجزم ا أالفعال! روائح عفنة. نتانة كونية! اأ صنع لك شيئا من القهوة لدي اأي ضا ع صري فواكه اأو شوكو ميلك األح قليال ولكن ب أادب. نتانة كونية!! تعيد علي. 143
م سرح.. م سرح.. م سرح لقد راأيت تلك املجزرة بالطبع الأن خمور الليلة الفائتة ما تزال تتالطم يف معدتي خمور قلت خمور ماذا!! اأنت م سلمة كيف جتروئني الأن اخلمور ما تزال تتالطم يف معدتي والأن حريقا شب يف اأح شائي واآخر فلع قحف راأ سي. نار سحبتني ودفعتني ودك تني وزطتني ورف ستني واأمرتني: ملاذا ال تقولني شب يك لب يك! شب يك لب يك! عبدك بني يديك! ها نعم.. جارتي الكرمية اأرجوك.. اأنا اأي ضا ما اأزال يف ساعات ال صباح االأوىل. وقد بعثت االأطفال توا اإىل جد تهم لكي اأتفر غ ل.. ل... اهداأي يوريدي س.. قلت لنف سي.. اهداأي. هيا.. ا صنعي قهوة قوية للزائرة املفاجئة ولك. مو سيقى 3 الكابو س. مل اأكن تعرفت على جارتي العراقية ب شكل جيد. اأو باالأحرى مل تكن قد تعرفت بها. لهذا احرتت. كيف ساأبداأ احلديث هل تعي شني من فرتة طويلة يف بلجيكا اأقول لها واأقدم كوب قهوة سوداء قوية اإىل جانبها قر ص دافالكان. بر شفة واحدة تقذف القهوة بني ما تبق ى من اأ سنان م صفر ة يف فمها وتقول بلغة اإلهية: لقد ن سيت الكابو س! اأنا اأقول: من ال صعب تذك ر االأحالم. ال. لقد ن سيت الكابو س عمدا! ومل اأعد اأفكر بها. بعد كل تلك ال سنني من غ سيل ال صحون يف املطاعم وق ضاء الليايل يف الفنادق لبيع ج س... لقد ن سيت اأن اأمي تنتظر. كانت واقفة عند رضيح ال سيدة زينب تريد اأن تراين. بينما أانا ن سيت أان لدي اأ شواقا لها. اندفعت نحوها بعجلة. توقفت اأمامها. متتمت: ال. اإنها لي ست هي وا ستدرت إاىل ناحية اأخرى رغم الهاج س الذي أاراد أان ي ستوقفني قائال: اأنظري جيدا! اإنها أامك... اأكملت الطريق ورحت اأنظر حويل: رمبا جتل س هناك. كيف يل أان اأتعر ف على اأمي اأنا التي ن سيت بعد ثالث سنوات من املنفى حتى صورة العراق تفتح عينيها ال سوداوتني فجاأة وتنظر اإيل. فتنجذب عيناي إاليها. يف تلك اللحظة توقف العامل عن احلركة. كيف يل أان أاعرف اأنها اأمي وقد تركتني ذاكرتي وحيدة أاتفر س بوجهها يف مرقد ال سيدة زينب حتى اأ ضيع يف التفا صيل والتجاعيد فاأرى صورة جد تي مرة و صورة جارتي مرة و صورة زوجي مرة و صورة سجادة مرة و صورة ابني مرة حتى يهتز كل شيء وتهرب مني القدرة على التعر ف على مالحمها تكف ش شعرها مرة اأخرى. ال أادري. مل اأعد أادري. ذكريات مالحمها املتبقية يف ذاكرتي تدق م سامري نف سها على وجه اآخر المراأة ال تقف عند املرقد و إامنا جتل س بني ع رشات الن ساء يف ال صحن. ن ساء مربقعات بعباءات سوداء. تهرب ذكريات املالمح مرة اأخرى إاىل امراأة اأخرى مت سك بق ضبان شباك احل رضة بقوة ال تتنا سب مع حجمها. وعجوز تهز ال رضيح يف حالة جتل يف حالة ال اأمل ولكن بقوة وعزمية ا أالميان. ومرة اأخرى تهرب املالمح لت ستقر على وجه امراأة اأخرى ثم امراأة أاخرى وعلى اأخرى حتى تتلب س وجوه جميع الن ساء. 4 اأمي! أادق ق النظر فيها. 144
م سرح.. م سرح.. م سرح»بهدوء يا اأخت بروي ة. ف ضف ضي عن نف سك. رغم اأن الوقت ذهب بالن سبة يل. اأفكر مع نف سي. وفجاأة تقفز اإىل املمر وتغلق الباب. اأمتكن يف تلك اللحظة من الذهاب أاخريا اإىل غرفة النوم لكي اأ ضع شيئا حول ج سدي العاري. واإذ اأنا اأبحث يف كومة ال )تي شريت س( اأ سمع اأنينا. اأن شغل يف البحث. اأنني. اأنني ال يتوقف. اأ ستغرق يف البحث. كلمات تلو ن االأنني. اأنني وكلمات. اأتناول )تي شريت( لكن ي اأغري راأيي فاأرميه بعيدا. اأتناول قمي صا كيفما اتفق واأحترك ب شجاعة نحو املمر. اأفتح الباب واأ سحبها اإىل الداخل اإىل املطبخ. تظل واقفة يف املطبخ حيث و ضعتها بال حراك. ال تفهموين خطاأ. كانت واقفة هناك. عجوز مهد مة عمرها حوايل سنة. 35 مالمح وجهها م ستغلقة تائهة تبحث عن دموع. مي ه!! تقول. مي ه!!... اأمي اأريد صورتك. نظرت اإيل ونظرت. نظرت طويال ونظرت حتى بداأت اأع صابي تتوتر. 5 ال صورة هل اأ ستطيع اأن اأفعل لك شيئا يا اأخت اأاأ... اأ س أالها بطريقة خرقاء. يوريدي س.. تقد م نف سها يل. عفوا اأقول. يوريدي س. ا سمي يوريدي س. تقول. اأنا اأ ضحك. اأنا يوريدي س. ا سمي يوريدي س! اأقول لها. ال ترددي خلفي كالببغاء. تقول سلوى األي س ا سمك سلوى اأقول لها. كان مكتوبا على جر س شقتها: س. من صور... ت صمت املر أاة. اأ ساألها مرة اأخرى: األي س ا سمك سلوى ا سمي يوريدي س. تقول. ما هذا اللعب الطفويل. مثل هذه االلعاب األعبها مع اأطفايل. هل ب إامكاين أان أافعل لك شيئا يا.. يا.. يوريدي س اأردت منها صورة فقط!! بيد اأنها مل تكن حتمل صورة شخ صية لها...»خذي هوية االحوال املدنية. اقلعي ال صورة املل صوقة عليها و س أاخربهم يف العراق اأنها ضاعت«قالت يل. اأن يكون كل شيء قابل أالن يو ضع يف حمفظة يف صندوق حتى اأمي ذلك شيء عجيب. على كل حال.. كانت صورة.. هممم. ال اأكرث من صورة. اأما اأنا فقد بقيت أاردد عليها: صورة ح سنا صورة يف حمفظة. ما هي امل شكلة هل اأ ستطيع أان اقدم لك م ساعدة ما يا.. يوريدي س اأنظر اإىل الوقت فاأرى كيف يطري الزمن من بني اأناملي يف حني تبدو جارتي وك أانها الت صقت ب شكل اأبدي على الكر سي يف مطبخي يف بيتي. بل أاكرث راحت حتدق وتلت صق باحليطان ب صور العائلة املعلقة على احلائط. عائلتي. 6 الأخ اأ سامة. نظرت جارتي اإىل صورة مو ضوعة على مرمر املوقد: هل هذا اأخوك ساألتني. 145
م سرح.. م سرح.. م سرح اأخي االأ صغر جاء لزيارتي مع أامي يف املدينة امل سو رة. كنت م شدودة ملعرفة ما يحدث خارج املدينة كنت اأريد اأن اأعرف كل شيء حتى التفا صيل اململ ة. الأنني كنت معزولة عن كل شيء حتى عن ذاكرتي. هل تتذكر حت سني كيف كنا نهرب من البيت يف ظهرية اآب لكي األتقي بحبيبي كيف كنت ت ساعدين يف تلك الظهريات القا سية احلرارة وكيف كنت ت شجعني الأجل اأن اأختار بنف سي هل تتذكر حت سني اللقاءات ال رسية مع حبيبي يف ب ستان جدي»يجب اأن تكوين حر ة يف حتديد خياراتك«كنت تقول يل دوما»التخايف وال تخ ضعي لالعراف والتقاليد الأجل اأن يزوجوك اإىل ابن عمك. هل تتذكر حت سني كيف كنا ن ضحك يف ال رس كيف كنت تنظم لقاءات احلب بيننا ويف كل مرة كنت تد عي باأين ذاهبة اإىل ب ستان جدي لكي اأقطف الباذجنان واأنك ترافقني لكي ال يعاك سني أاحد. باذجنان باذجنان وقد صار ا سم حبيبي الباذجنانة اخلفية ال سحرية. هل تتذكر حت سني ويف تلك املرة كيف هددتني ذات باأن تف شي ال رس الأبي ون سيت اأن ك اإذا ما فعلت ف سيكلفك ذلك حياتك اأوال الأن اأبي سيعتربك قوادا على اأختك. هل تتذكر حت سني أاخي احلبيب التقدمي املتخلف عن بقية أافراد العائلة. كنت اأتاأخر اأحيانا يف القبل الأن حبيبي يتم س ك بي وال ي سمح يل بالذهاب واأنت تت شعوط والوقت مير حتى يحل الغروب فتبداأ بال صياح اأين الباذجنان وتتوتر نف سيا وتن شب معركة يف اليوم التايل مع خطيبي فتبلغه اأن ك لن جتلبني مرة اأخرى. و أانا كنت اأ شرتي لك التمر مع اللوز الذي حتب ه كثريا فتغري راأيك. وذات حلظة قاطعني اأخي قائال:»م ضت ساعة واأنت تناديني حت سني. أانا اأ سامة ول ست حت سني.» صار لج ساعة ت صيحيلي حت سني. اأنا اأ سامة مو حت سني. أانا اأ سامة أانا أا سامة. مفهوم أا سامة«هل تفهميني االآن حت سني قتلوه غ سال للعار. خديجة اختفاء غام ض ر شيدة موت ب سبب الغرق وديعة موت ب سبب خطاأ طبي صابرين اجلنابي اغت صاب عن طريق جنود اأمريكان أاطوار بهجت قتلتها القاعدة يف اأر ض الرافدين زكية خليفة قتلت بال سم بنت الهدى قتلها صدام دينا حممد ح سن قتلها ا أالمريكان. لقاء عبد الرزاق قتلها ا أالمريكان. رائدة وزان قتلها االأمريكان. هند ا سماعيل قتلها اأمريكي. نزيهة الدليمي موت ب سبب صدام. سهام ح سني رسطان ب سبب صدام. ماجدة جرب قتل يف ال سويد. عميده عذبي حالوب قتلها صدام. نظرت اإليها ورحت أادقق يف ق سمات وجهها بينما تنبثق يف راأ سي فكرة اأن هذه الفتاة التي جتل س اأمامي ست صبح املو ضوع الذي ساأكتبه. و سيكون هذا الكتاب هو اأف ضل الكتب. هذه احلقيقة املاثلة اأمامي ست صبح روايتي اخليالية بدال عن االن شغال ب: )اإبحثي عن العيب يف داخلك وال تلومي االآخرين( مو سيقى 7 ا سكري!! اأردت أان أاطرح عليها س ؤواال عن اأ سامة لكن ها سبقتني: ال صورة قالت. ن سيت ال صورة. بحثت عنها فلم اأعرث عليها. 146
م سرح.. م سرح.. م سرح ون سيت البحث عنها. وتذكرتها وبحثت عنها و. و.. وبدا صوتها مرتبكا. ال. ال.. بالعك س. مل اأبحث عنها. كانت تلك ليال طويلة وكنت اأعب الكحول الثقيل للتخل ص من ال صداع ال صباحي وبعد اأن كنت اأق سمت اأغلظ االأميان على التوقف عن تناول الكحول والهروب من خمالب صاحب الفندق الهروب من فرا شه الننت. التوقف عن مهنة الدعارة. يف زمن صدام ا صبح لنا م سموحا ان نفعل ما ن شاء.. ال. ال. خطاأ. الو صف لي س م ضبوطا... اأمنع بالكاد ف ضويل من تهدمي املوقف. خذي الوقت الكايف يا عزيزتي. ت رشبني شيئا خذي حريتك! اعتربي نف سك يف بيتك!! الت سل سل لي س صحيحا لقد ن سيت التفا صيل... كانت تلك ليايل صاخبة تنتهي ب صباحات تبداأ كالتايل. اأوال: اأنظر وجهي يف املراآة. وجه كحويل يت ضاعف ليتحول اإىل وجوه. وجوهي تتفق مع بع ض على شيء ما. مي ضي بع ض الوقت. ثانيا: يف وجوهي تتبعرث امياءات صغريات. ابت سامات تخفي ما ورائيات. فرتة من التوتر. سابعا: واحد من الوجوه يتظاهر باأنه... ثانيا: يفتعل وجه ما مظهر املن شغل. خام سا: يتظاهر باأنه م ستغرق يف القراءات يف بطون كتاب مرمي جانبا.. رابعا!! ي رصخ الوجه: اللعنة على الوعود!! اذهبي اإىل اجلحيم سلوى من صور ولتذهب الوعود اإىل اجلحيم. اللعنة. اأريد اأن اأ سكر. اأنا ال اأ ستطيع بدون كحول! اإتفقنا. ت صيح جارتي. ساأ سكر ساأ سكر! تقذف الكلمات بوجهي وكاأنني صاحب الفندق!! هل ت سكرين ساألتني وخرجت كالربق من الغرفة. مل اأكن اأعرف اأن فتاة مبظهر عربي تعي ش فوقي تتناول الكحول املمنوع ح سب العادات اال سالمية. وبلمح الب رص قفزت ال سل م اإىل االأعلى ووقفت املراأة امل سلمة أامامي جمددا. حليب سباع درجة أاوىل. اأهم م رشوب يف العراق! وو ضعت قنينتني فوق الطاولة... نظرت إاىل ذلك احلليب: ن سبة الكحول 46 ح سنا!! ساأ رشب معك يف منت صف النهار. فتحت الدرج الأ ضع اإىل جانب حليب ال سباع العراقي قدحني: يف احلقيقة انا مل اأحب امل رشوبات الثقيلة الكحول القوي. ولكن ما العمل مع هذه املراأة االكزوتيكية االأجنبية هذه املغامرة الق صة التي ساأكتبها. و رشبنا. و رشبنا. مالأت اأقداحها ومالأت اأقداحي. ومالأنا. وم أالنا. وم أالنا. وم أالنا. وم أالنا. ومالأنا. ومالأنا. ومالأنا. واأ سامة وحت سني ويوريدي س.. واأ سامة وحت سني ويوريدي س و سلوى واأ سامة يف العراق اأ سامة اآه اأ سامة وحت سني اأ سامة حت سني العراق العراق. العرق الراكي الكاكي الكاري بغداد اأوروك الفلوجة املو صل مدينة ال صدر ا أالعظمية النجف بابل... غناء ي شتعل يف املقربة. اأ ضواء م رسحية وفرقة جاز صاخبة تظهر. اأغنية با ذي ريفري أاو بابلون by the river of Babylon رق ص جنوين 8 ال شفا فية الال حمتملة. ال جتل سي هكذا. افعلي شيئا.. افعلي شيئا اآك شن ومين اآك شن أانت هنا يف الغرب اأتفهمني هذا إابحثي عن العيوب يف دواخلك وال تلومي 147
م سرح.. م سرح.. م سرح االآخرين. يجب اأن تتعريف على دواخلك النقد الذاتي التطوير الذاتي املعرفة االن سانية. اإبحثي عن العيوب يف دواخلك وال تلومي االآخرين واطرحي ال س ؤوال التايل: ماذا أاريد ماذا اأ ستطيع ماذا اأريد اأن اأكون ما هي دوافعي حددي لنف سك هدفا وابداأي بتحقيقه. يف النهاية يجب ان حتققي كل شيء بنف سك. الف شل اأو النكو ص او الر سوب ال يعني اأن ك غري قادرة على فعل ال شيء. ابحثي عن اخليارات. هنا هذا ممكن الو صول اإىل اخليارات يف الغرب. رق ص جنوين ومو سيقى جنونية العامل لي س مبنيا على خطاأ. اأنت على خطاأ. يجب عليك اأن ت سايري العامل. يجب اأن تندجمي. اإذا قاومت العامل تتعر ضني للنفي ولن جتدي عمال لن جتدي حبيبا. عليك اأن تتما شني مع القواعد وال رشوط واالعراف والتقاليد. التقاليد العريقة لي ست خاطئة. اأنت على خطاأ. القواعد احلياتية موجودة لكي ت ضمن لنا التقدم. واأنت عليك اأن تفككي نف سك وتعيدي تركيب نف سك. يجب اأن تتعاملي بن سبية مع االأ شياء. ابحثي عن القرابات مع االأ شياء وال تبقي على الهام ش.. اقتلي الهام شية وتقدمي حتت ال ضياء النا صعة. رق ص جنوين ومو سيقى جنونية ا شتغلي على نف سك واإبحثي عن العيوب يف دواخلك دون اأن تلومي االآخرين. ابحثي عن احللول عن طريق التريابي العقاقري التعب د املا ساج اآيكيدو االأبر ال صينية تاي شي زومبا يوغا اذهبي اإىل امل سبح اقرائي كتبا وحتى تناويل حبوبا م ضادة للكاآبة. ال يهم. املهم أان تبحثي عن العيوب يف دواخلك دون اأن تلومي االآخرين. رق ص جنوين ومو سيقى جنونية اآه. أانا ال ا ستطيع التوقف عن الكالم والهذر. بال بال بال. اأما سلوى فتقول: ساأغني. ال. ساأ رشب. اأنا ال سجينة يف املدينة امل سو رة ساأ سكر واأب صق على اأماين صاحب الفندق. ساأب صق على رئي س التحرير. ال اأريد غرفة جمانية انتهى زمن الدعارة. العراق. العراق. ت صيح جارتي ثم تغني. العراق!! تبكي. ال بل تعوي. تتوقف فج أاة وتعلق على سلوكها هاي شنو يابه شبيج لج!! شنو ها اخلرط... خرط.. مو ت ساألني ا ستدرار عواطف مو.. مقاطع من اأغنية تفتح ينبوع العيون. بينما صورة اأمي ال حتمل اأي ت أاثري يف ليايل ال سكر والعربدة والبكاء!! )يتبع البقية مبوقع املجلة على النرتنت( 148
م سرح.. م سرح.. م سرح أاوكال اإليوت زهر البطاطا ) )]] ترجمة: يحيى طالب علي [ اأوكال اإليوت ال شخ صيات: - ميغن: يف اأوائل الع رشينات - جا سرب: اأخو ميغن االأكرب اأواخر الع رشينات. امل شهد: الفناء الأمامي ملنزل ميغن ميغن تعدل و ضعية دميتي عر ض. ميغن تقوم باعادة ت صوير م شاهد من أالبوم صور عائلية وتقوم ب إادخال نف سها يف امل شاهد. كامريتها مثبة على حامل. بعد أاخذها لعدة صور يدخل جا سرب يلب س بدلة سوداء ر سمية. ميغن تقف م ستعدة مع دمى العر ض لت صوير م شهد. الكامريا م ؤوقتة للت صوير يوم ض الفال ش وتلتقط صورة ت ضم جا سرب ميغن: )تالحظ وجود جا سرب( انظر ما فعلت لقد اف سدت ال صورة جا سرب: اآ سف ميغن: لوالك لكانت ال صورة ممتازة. هذه اأمي واأبي يف شهر الع سل. انظر كم كانا سعيدين يبدو اأنها شعرت بالربد ف أاحاطها بذراعه. )تعيد تعديل و ضعية الدميتني بالنظر واملقارنة مع أالبوم ال صور( خذ التقط انت ال صورة التالية اثبت جيدا وا ضغط الزر حينما اأقول لك. )تقف مع الدمى( اوكي ا آالن. جا سرب: باهلل ما الذي تفعلينه ميغن: هال ص ورت بال اأ سئلة رجاء جا سرب: )ي صور( من اين اتيت بالدمى ميغن: رسقتهم من ا ستوديو ق سم الفنون يف الكلية حني تخرجت جا سرب: ستعزز هذه الفعلة من فر صة قبولك يف كلية الدرا سات العليا. ما هذا ميغن: تعال ساعدين يف ترتيب هذا امل شهد. جا سرب: )ي ساعدها على م ض ض( هل هذا جيد ميغن: اأعتقد من االأف ضل اأن يكون كذلك فاأنا على و شك االنتهاء. جا سرب: جميل. للمرة الثانية ما الذي 149 [ قا ص ومرتجم من الكويت.
م سرح.. م سرح.. م سرح تفعلينه ميغن: هل راأيت يوما صورة الأ شخا ص تعرفهم ومل تكن معهم يف ال صورة أالن ال صورة التقطت قبل والدتك لطاملا أاخافتني هذه الفكرة اأ شعر وك أاين غري موجودة. كاأين ميتة. جا سرب: ال اأعتقد أان الفكرة خطرت على بايل يوما ميغن: حتزنني هذه ال صور. كاأنها عوامل صغرية ي ستحيل اأن تكون جزءا منها مهما متنيت ذلك. لهذا اأنا اأ صلح هذا الو ضع. جا سرب: ت ضعني نف سك فيها ميغن: اأ سمعت ق صة القارب يقال أان رجال كان ي رسق منه كل يوم قطعة وي ستبدلها بقطعة ت شبه امل رسوقة القدمية ويبني بنف س الوقت من القطع امل رسوقة قاربا آاخر لنف سه. بعد مدة اكمل ال رسقة و صار القارب كله لديه ومل يعرف مالك القارب الفرق. هكذا هو املو ضوع اأيهما القارب احلقيقي ) صمت( أاذكر هذه الق صة من مادة الفل سفة. الظاهر أان الفال سفة ي شغلون انف سهم باأ سئلة مثل هذه اأنا رصاحة ا ضطررت أالخذ املادة الأنها مقررة علي. ساأحم ض الفلم واأمالأ أالبوما كامال بهذه ال صور جا سرب: ميغن... مل تفعلني هذا ميغن: اأتعلم أانهما ا ستلذا بكل يوم من حياتهما حتى قبل والدتنا أات ستوعب هذا كان لديهما بع ض العادات ال شاذة نوعا ما. اأمي كانت حتب و ضعيات معينة أاكرث من غريها متاما كما اأنت اأو اأنا. ورمبا كانت حتب أان تتكلم ببذاءة اأثناءها... تتخيل مدى رومان سية هذا جا سرب: ميغن هذا غري الئق اأبدا. ال اأريد أان اأتكلم عن عادات أامي.. وال حتى عن عاداتك اأنت يف الواقع. خا صة اليوم ميغن: )تكمل وك أان جا سرب مل يقل شيئا ( اأتذكر البطاطا املقطعة التي كان اأبي يخزنها يف ال رسداب كانت تنمو منها اأغ صان خ رضاء صغرية وطويلة ما ا سمها جا سرب: عيون ميغن: اآه صحيح عيون. ا سم غريب. وكنا نزرع تلك القطع متى ما كربت تلك العيون. وتنبت من هذه القطع ال صغرية نبتات بطاطا جديدة وكاأنها جنمة بحر غريبة ت نبت لها ج سدا جديدا من ذراع واحدة ) صمت( لكم اأحببت براعم البطاطا. ضحكت اأمي عندما اأخربتها اأن زهرتي املف ضلة هي زهرة البطاطا. ما راأيك باختك زهرتها املف ضلة هي البطاطا القذرة )ت ضحك فجاأة ضحكة ت شوبها الك آابة(. جا سرب: ميغن يجب اأن نرحل بعد قليل. وانظري لنف سك ل ست م ستعدة اإىل ا آالن. ميغن: )ب سخرية وغ ضب( انظر انت اإىل نف سك! انت م ستعد جدا بدلة احلداد هذه عالمة حبك وبرك بوالديك )مت سك ربطة عنقه( وهذه كرافته جديدة. بالطبع فمنا سبة مهمة جدا تتطلب كرافتة جديدة جدا. جا سرب: كفي عن ت رصفات االطفال واعقلي رجاء. ميغن: ال اأريد اأن اعقل اأريد اأن اأكون جمنونة يف هذا الوقت. جا سرب: ميغن )يحت ضنها( ال تقلقي كل شيء سيكون على مايرام. ميغن: ال لن يكون كذلك )تبتعد عنه( انتهى! امكانية اأن يكون اأي شيء على ما يرام تدمرت )تتابع عملها مع الدمى(. جا سرب: كفي عن هذا يا ميغن لن يفيدك ب شيء بل سي رض ب صحتك. ميغن: )حتاول عبثا تعديل و ضع الدمى بال جدوى( مل ال اأفقد عقلي العامل كله جمنون. كل هذا حدث فعال يا جا سرب. واأن اتعامل مع هذا املو ضوع بتح رض وعقالنية ورباطة جاأ ش لن يغري من هذا االأمر اللعني شيئا. جا سرب: كان حادثا لي س بيدي اأو بيدك اأن 150
م سرح.. م سرح.. م سرح ن صنع شيئا. ميغن: ت سميه حادثا سكران لعني يقود جرافة... حادث جا سرب: اخر سي! اأتظنني ا أالمر هني علي يا ميغن أانا فقدتهم كذلك وكون امل صيبة جعلت منك معتوهة ال يعني اأنها مل ت صبني. ) صمت(. لومك اأو رصاخك علي ا آالن ال يفيد أاحدا منا أاكرث مما تفيدنا لعبتك املنحرفة مع هذه الدمى القذرة ميغن: ) صمت( اأنا اآ سفة كنت فقط... جا سرب: ال بل اأنا اآ سف ميغن: ما منر فيه صعب جدا جا سرب: اأدري )ي أاخذ أالبوم ال صور يت صفحه( كانت أايامهم سعيدة. انظري لهذه ال صورة. اأبي بابت سامته العري ضه واأمي ت ضحك على احدى افعاله البلهاء. ميغن: انظر - اين هي - ها هي. انظر اأحب ال صور الفورية القدمية. وانظر اىل هذا الولد املجعد ال شعر ذي الغمازات! جا سرب: كانا صغريين يف هذه ال صورة. كلنا صغار يف هذه ال صورة. ميغن: لكم نحن عائلة عادية. اأتذكر اأنني كنت دائما اأفكر يف عاديتنا. كان يتهياأ يل ب أان كل عائالت اأ صدقائي تعاين من طالق اأو سك ري اأو ابن مدمن اأو شيء من هذا القبيل اإال نحن. باملقارنة كنا عائلة مثالية كاملة. جا سرب: كم أالبوما لديك ميغن: ستة اأو سبعة. جا سرب: أاود أان اأت صفحهم يوما ما معا - اأنا واأنت ميغن: سي سعدين ذلك كثريا. ) صمت( لدي فكرة فلنعد أاخذ هذه ال صورة. جا سرب: ميغن. ميغن: جارين ) صمت( اأرجوك )بعد تردد يقوم جا سرب مب شاركة ميغن يف اعادة ترتيب الدمى وامل شهد ويقوم بتوقيت الكامريا. يوم ض فال ش الكامريا. يقفان يف صمت. ي ضع جا سرب ذراعه على كتف ميغن بحنان( ميغن: جا سرب ) صمت( شكرا. جا سرب: اذهبي االآن وا ستعدي. )تخرج ميغن. يظل جا سرب يو ضب الكامريا وحامل الكامريا. يت أامل الدمى ثم يخرج. تبقى الدمى على امل رسح - اإظالم(. تعريف الكاتب ]] اأوكال اإليوت: كاتب اأمريكي, ع ضو منحة امتياز اإلينوي يف جامعة اإلينوى. حا صل على ماج ستري الفنون اجلميلة من جامعة اوهايو ستيت ا ستاذ م ساعد زائر يف جامعة اوهايو وي سلني للعام 2008-. 2009 ن رشت مقاالته النقدية اأ شعاره ق ص صه وترجماته يف عدة جمالت منها: Indiana Review, The Literary Review, Natural Bridge, New Letter, New York Quarterly, A Public Space ن رش له ديواين شعر: العجلة املتحولة واالأج ساد ال شفافة وق صائد اأخرى واأعد )مب شاركة الكاتب االمريكي كايل مينور( انتولوجيا بعنوان ت شيخوف االآخر والتي تقدم ق ص صا غري م شهورة للكاتب الرو سي. اأ س س جملة ميدي ا أالدبية وهو حاليا كبري حمرريها وهو كذلك حمرر ا ست شاري يف New American Pre مت انتاج هذه امل رسحية ثالث مرات: - عام 2006 على م رسح جامعة اوهايو ستيت - عام 2007 على م رسح كلية لويزيانا التقنية - عام 2007 يف نورث كارولينا - فرقة منتدى م رسحيو غرينزبو. 151
Sسينما 152
سينما.. سينما.. سينما ثيلما و لويز Sسيناريو كايل خوري 5 يونيو 1990 [ ترجمة مها لطفي»ثيلما ولويز«فيلم فاز بجائزة اأح سن سيناريو عام. 1992 أاهمية هذا ال سيناريو تكمن يف حتليله العميق لل شخ صيتني اللتني يدور حولهما الفيلم. فهما متجذرتان يف الواقع ولذلك فكل ما تقومان به رغم ب شاعته واقعي. اإنه يناق ش تعر ض الن ساء لأعمال عنف مما يدفع بهما لأعمال عنف م ضادة. ر سم ال شخ صيتني حي اإىل أابعد احلدود وتطور كلتيهما تبعا للأحداث كان مدرو سا ب شكل دقيق. لقد قالت كاتبة ال سيناريو كايل خوري»كنت اأعي ش مع هاتني ال شخ صيتني واأتركهما تقولن ما تريدان. لقد اأ صبحتا جزءا من حياتي«. 153 [ كاتبة ومرتجمة من لبنان.
سينما.. سينما.. سينما )تتمة العدد ال سابق( هال: هذا ما يقوله اجلميع. امل شكلة اأنه مل يكن هناك. اأي من الأزواج غائبا تلك الليلة... هل با ستطاعتك اإطلق النار على أايدي وجها لوجه على نقطة مرمى البندقية سارة )وهي تفكر( يف ساقه. هال: )ينه ض( علي اأن اأذهب اإىل ليتل روك. داخلي. مقهى. صباحا جتل س لويز لوحدها على مائدة طويلة ت أاتي ثيلما م رسعة. تبدو م ضطربة وعليها مظهر البله. ترى لويز فتنطلق نحو املقهى. حيويتها وحجمها اأكرب ممن حولها من رواد املقهى. فهنالك الآن زوج من الزبائن. تنزل ثيلما يف املقعد الطويل وجتل س مبا رشة يف مواجهة لويز. ثيلما: مرحبا. أاذهلها مظهر ثيلما. لويز: ما الذي جرى ل شعرك ثيلما: ل شيء. لقد فقد شكله. تقوم لويز بدرا سة تف صيلية لثيلما بينما تدخل يف مقعدها وهي بالكاد ت ستطيع اأن تتمالك نف سها. لويز: ما بالك ثيلما: ل شيء. ملاذا هل اأبدو خمتلفة لويز: نعم. ما دمت قد ذكرت ذلك الآن. عليك مظهر اجلنون. وكاأنك حتت ت أاثري املخدرات. ثيلما: ح سنا انا ل ست خمد رة. ولكنني قد اأكون جمنونة. لويز: )تهز راأ سها( ل اأظن انني أاريد سماع ما تريدين قوله يل. ثيلما على و شك ال رصاخ عندما تاأتي النادلة وت ضع فنجان قهوة على املائدة وت سكب فيه القهوة. مت سك ثيلما نف سها برهة من الزمن ثم تفقد زمام أامرها. ثيلما: يا إالهي يا لويز!!! ل اأ ستطيع اأن اأ صد ق الأمر! حقا ل اأ ستطيع اأن اأ صد ق الأمر! اأعني... هو!!! ت ضحك ثيلما ضحكة هي ستريية. تفهم لويز فجاأة. لويز: أاوه ثيلما. اأوه كل. ثيلما: اأخريا فهمت على ماذا هذه البلبلة هذه جمرد لعبة كرة اأخرى! لويز: ثيلما رجاء متالكي نف سك. اأنت تف ضحيننا. ثيلما: هل تعرفني يا لويز من املفرو ض انك اأعز صديقاتي. من املفرو ض أان تكوين سعيدة قليل من أاجلي. ميكنك على الأقل ان تتظاهري انك سعيدة قليل لأنني وملرة وحيدة يف حياتي حظيت بتجربة جن سية لي ست مقرفة ب شكل كامل. لويز: انا آا سفة انا سعيدة. انا سعيدة جدا من اأجلك انا سعيده أانك اأم ضيت وقتا حلوا. لقد اآن الأوان. أاين هو الآن ثيلما: ي ستحم. لويز: لقد تركت ذلك ال شاب لوحده يف الغرفة ينتاب لويز اإح سا س سيء. لقد وقفت وو ضعت املال على املائدة. لويز: أاين املال يا ثيلما لقد ن سيت ثيلما مو ضوع املال. ثيلما: اممم... انه على املائدة. اإنه باأمان. غادرتا سويا املطعم الآن. وبينما ت رضبان الباب ترك ضان كلتاهما. ثيلما: ل اأذكر. خارجي. كاراج املوتيل- نهارا جتتازا أار ض الكاراج من اخللف نحو الغرفة. الباب مفتوح ول أاحد يف الغرفة.. تدخل لويز وتبقى ثيلما خارج الباب. ثيلما: اللعنة! مل أاكن حمظوظة مرة يف حياتي! ول مرة واحدة! تخرج لويز عائدة. ل تنب س بكلمة. تبدو متجمدة حتارب الدموع. ثيلما: خراء. ذلك احلقري رسقني. اأنا ل اأ صدق ذلك. جتل س لويز على املمر اجلانبي أامام الغرفة. تاأتي ثيلما وجتل س بقربها. ل تتكلمان لفرتة من الزمن. ثيلما: لويز هل أانت بخري تهز لويز راأ سها بكل. ثيلما: لويز... ل باأ س يف ذلك لويز أانا آا سفة. اأنا اأعني ذلك. لقد ر أات لويز نهاية النفق ولي س هنالك اأي نور. لويز: املو ضوع لي س ل باأ س ثيلما. حتما انه لي س ل باأ س. ل شيء من هذا ل باأ س به. ماذا سنفعل لنح صل على املال مباذا سن شرتي الوقود بنظراتنا احللوة أاعني... اللعنة يا ثيلما! تبداأ لويز بالتل شي بهدوء. وهذا يجعل ثيلما تقفز متحركة 154
سينما.. سينما.. سينما ثيلما: تعايل. انه ضى! ل ت ضطربي ب سبب هذا املو ضوع. سوف اأتعهده انا. فقط ل ت ضطربي ب سببه. اح رضي حاجياتك. ما زالت لويز جتل س على املمر اجلانبي. ثيلما: تعايل! اللعنة اأح رضي حاجياتك ودعينا نخرج من هنا! تقف لويز ببطء على أاقدامها. ثيلما: حتركي! )خماطبة نف سها( يا الهي خذي وقتك اللعني. تخرج ثيلما اأ شياء من ال سيارة. خارجي. كاراج الفنق. صباحا. لقطة مقربة جدا للعجل اخللفي ل سيارة التي بريد اخل رضاء وهي تتحرك خارج أار ض الكاراج. ثيلما ولويز تبدوان اأق سى قليل مما شاهدناهما حتى الآن وهما تنطلقان بعيدا. خارجي. منزل ثيلما. نهارا. يقف هال رجل املخابرات املركزية ومعه جمموعة من رجال البولي س والتحري اأمام الباب. يفتح الباب الأمامي ويقف داريل وكاأنه قذيفة أاطلقها مدفع. خارجي. شارع. نهارا تقف لويز وثيلما أامام خمزن حاجيات. داخلي. منزل ثيلما. نهارا ي ضع البولي س م سج ل على الهواتف ويغطي الأماكن بالغبار للح صول على ب صمات...الخ بينما يجل س داريل بل حراك على كر سيه وعلى وجهه تعبري بليد. هال )خماطبا داريل( لقد و ضعنا م سج ل على هاتفك. حيث انها قد تت صل بك. ياأتي ماك س وين ض م اإليهم وهم ي سريون عرب املمر. ماك س: سوف نرتك واحدا هنا يف املنزل فيما اذا ات صلت بك. سوف يبقى واحد هنا حتى جندهم. هال: اهم ما يف الأمر ان ل تظهر أانك تعرف شيئا. نحاول أان نعرف مكانهما. والآن ل أاريد اأن اتدخل مبا هو شخ صي ولكن هل علقتك بزوجتك جيدة هل اأنت قريب منها داريل: نعم على ما اأظن. اأعني أانا قريب بالقدر الذي اأ ستطيعه من حالة جنون كهذه. ماك س: ح سنا اذا ما ات صلت فقط كن لطيفا وكاأنك سعيد ل سماعها. كما تعلم وك أانك فعل تفتقدها. الن ساء يحبنب مثل هذه الأمور التافهة. خارجي. خمزن حاجيات. نهارا ثيلما ولويز جتل سان يف ال سيارة. و ضعا كل ما ميلكان من مال معا. لويز: ثمانية وثمانون دولرا لن يفعل شيئا يا طفلتي ال صغرية. ثيلما )تخرج من ال سيارة( ل ت أابهي بذلك. هل تريدين شيئا لويز: كل. ت سري ثيلما نحو املخزن ب رسعة. ت ضع لويز رشيطا يف امل سجل وت ستمع إاىل مو سيقى عالية. تنظر إاىل نف سها يف املراآة التي تظهر اخللف تاأخذ أاحمر ال شفاه وهي على و شك اأن ت ضعه. ترى نف سها مبا رشة يف املراآة وبدل عن ذلك ترميه اإىل خارج النافذة. تغم ض عيناها وتطوي راأ سها اإىل اخللف على املقعد. إانها ت سبح يف عامل من اخلراء. ت أاتي ثيلما راك ضة خارج املخزن وتقفز إاىل داخل ال سيارة. ثيلما )مقطعة الأنفا س( انطلقي! تنظر لويز اإليها. ثيلما: انطلقي! انطلقي بعيدا! لويز )تتحرك بعيدا ( ماذا حدث تفتح ثيلما حمفظتها ويف و سطها شنطة مليئة بالأوراق النقدية. لويز: ماذا هل رسقت املخزن هل رسقت املخزن امللعون 155
سينما.. سينما.. سينما ت رصخ ثيلما متحم سة. جتمد لويز كلي ا. ثيلما: ح سنا! نحن بحاجة اإىل النقود! اإنها لي ست كاأنني قتلت اأحدا بحق اهلل. ترمقها لويز بنظرة قا سية. ت ضع ال سيارة يف و ضع النطلق وتخرج من الكاراج. ما زالت تنظر اإىل ثيلما وك أانها قد فقدت عقلها كلي ا. ثيلما: أانا اآ سفة. ح سنا نحن بحاجة اإىل النقود. والآن ح صلنا عليها. لويز: هذا خراء يا ثيلما!! خراء! خراء! خراء! ثيلما )ب شد ة( والآن جاءتك قب ضة يا لويز! وعليك اأن تقودينا اإىل مك سيكو اللعينة فهل تفعلني ذلك! لويز: ح سنا. خراء يا ثيلما! ماذا ستفعلني اأعني ماذا قلت ثيلما: ح سنا انا فقط... داخلي. حمطة وبولي س-غرفة التحقيق-نهارا هال وماك س وجمموعة اأخرى من رجال البولي س وداريل ي شاهدون التلفزيون الذي يعر ض ثيلما يف خمزن احلاجيات ت سحب م سد سا. وما تقوله بفمها: ثيلما ) صوت خارجي( ح سنا اأيها ال سيدات وال سادة لرنى من سيك سب اجلائزة لبقائه هادئا. لينبطح اجلميع على الأر ض واإذا مل يفقد أاحدكم صوابه فلن يفقد راأ سه... لقطة مقر بة جدا لوجه داريل وهو يغو ص تدريجيا يف حالة صدمة. لقطات مقر بة جدا لهال ماك س الخ.. اجلميع ينظرون برتكيز على ال شا شة. صورة فيديو لثيلما وهي ت أامر بج سارة اأمني ال صندوق باأن ميلأ حقيبتها بالنقود. وبينما هو ميلأ حقيبتها بالأوراق النقدية فهي ت أاخذ اللحم املقد د من مكان العر ض وت ضعه يف حقيبتها. اي ضا وهي توجه امل سد س نحو اأمني ال صندوق. ثيلما ) صوت خارجي( ) رشيط الفيديو يعيد البث( أانت يا سيدتي... اأنت تقوم بعمل م رش ف. فقط افرغ هذه النقود يف هذه ال شنطة و ستكون لديك ق صة مذهلة لتقولها ملن حولك من اأ صدقاء.. واإذا مل تفعل ذلك فت صاب بتمز ق يف اأ صبع قدمك. انت تقر ر. قطع اإىل: داخلي. سيارة.نهارا ثيلما ولويز داخل ال سيارة ي سوقان. لويز: ) شيء ل ي صدق( خراء. قطع اإىل: داخلي.ق سم البولي س غرفة التحقيق-نهارا لقطة مقر بة جدا : داريل: يا ي سوع. لقطة مقربة جدا : ماك س: يا رب. لقطة مقر بة جدا : هال: )مرهقا ( يا الهي. خارجي. لقطة من ال سيارة املتحركة.نهار لويز: خراء عايل امل ستوى. ثيلما: دعيني ارى اخلريطة. ترمي لويز اخلريطة عرب املقعد الأمامي نحو ثيلما وتفتحها. اإظلم تدريجي نحو ال سواد. اإظلم تدريجي داخلي. شقة جيمي.نهارا. يدخل جيمي باب العمارة. يحمل شنطة صغرية. يجل س رجلن عند ال سلم. يقفان عندما يدخل. انهما رجل بولي س بامللب س املدنية. يظهران له شاراتهم. يذهب معهما. خارجي. طريق-لقطة مقربة جدا - ج.د. من اخللف-نهارا يبدو اأكرث و ضوحا واملحفظة املح شوة يف جيبه اليمني اخللفي. ي سري ج.د. على الطريق ويتابع سريه بينما تتوقف سيارة بولي س تابع لولية اوكلهوما مبحاذاته. يبت سم ويرفع يده ملوحا لهم كاأ صدقاء بينما يقفان ببطء عنده. ن ستطيع أان نرى ال رشطي القريب منه يتكلم ثم نرى ج.د. يتوقف عن ال سري وي ضع شنطته جانبا. يبحث عن حمفظته. من الوا ضح أانهم يطلبون منه إاثبات هوية. خارجي.طريق ريفي.نهارا لويز ت سوق ال سيارة. يطريان ب رسعة وميران امام ولد يركب العجلة على ممر طويل بجانب الطريق. يتابعهما. غيمة كبرية من الغبار تزعق اأمامهما وهما يتجاوزنه. ي ستدير ويركب عجلته باجتاه املنزل. داخلي. سيارة. نهارا ثيلما: لويز من الف ضل اأن تبط ئي سريك. فلو اأم سك بنا البولي س ب سبب رسعتك ساأموت. تنظر لويز إاىل عداد ال رسعة فتجده و صل اإىل 80 مرت/ ال ساعة فرتفع رجلها عن دوا سة البنزين. تبدو لويز 156
سينما.. سينما.. سينما ع صبية قليل. لويز: لأول مرة يف حياتي متنيت اأن ل تكون هذه ال سيارة خ رضاء. ثيلما: هل اأنت متاأكدة من انه علينا ال سياقة هكذا يف و ضح النهار وكل شيء لويز: كل لي س علينا ذلك ولكنني أاريد و ضع م سافة بيننا وبني م شهد جرميتنا الأخرية! ثيلما: اوووووي ي ي! كان عليك اأن ت شاهدينني! وكاأنني كنت اأقوم بذلك العمل طوال أايام حياتي! ل ميكن اأن ي صدق ذلك اأحدا. لويز: تعتقدين أانك وجدت هاتفك ثيلما: رمبا. رمبا. نداء النطلق الوح شي! تنبح ثيلما كالكلب وت رشب زجاجة صغرية من الوايلد توركي. لويز: اأنت م ضطربة. ثيلما: نعم! اأعتقد اأنني كذلك! داخلي.ق سم بولي س-غرفة حتقيق-نهارا يقف جيمي يف غرفة صغرية مع هال وماك س ورجال رشطه آاخرون وقد بدا عليهم الذهول. جيمي: أاق سم باهلل انها رف ضت البوح يل باأي شيء! يا ي سوع! يجب اأن حتاولوا العثور على ذلك ال صبي الذي كان معهم. هال: اأخربنا عنه. جيمي: جمرد شاب صغري. حوايل الع رشين من العمر. شعره غامق. جيمي حقا م ضطرب وعليه فعل الن ضال من اأجل ال سيطرة على نف سه جيمي )حماول تذك ره( قالتا انهما التقطاه على الطريق. وانه تلميذ. ولكنه مل يبدو سو يا. ولكنه غادر عندما دخلتا اإىل الفندق. ماك س: هل انت واع باأنك تواجه تهمة اإ ضافية هل: هذا شيء خطري يا بني. ف إان رجل قد مات. جيمي: اأعرف! لو كنت اأعرف لأخربتك! اللعنة. اأعلم اأن شيئا ما قد حدث واإل ف إانها ما كانت لتغادر. اأحاول اأن اتذكر كل شيء! حاول أان جتد ذلك الولد اللعني. فلرمبا هو يعرف شيئا. خارجي. لقطة اأثناء ال سياقة نهارا ثيلما ولويز داخل ال سيارة. تخرج ثيلما زجاجات الوايلد توركي الفارغة من شنطة يدها وتلقي بها خارج النافذة. لويز: اإذا ما هي اخلطة يا ثيلما هل ستبقني يف حالة سكر ثيلما: أاحاول ذلك. لويز: ح رشة حقرية. يقرتبان وهما يزاأران من ن صف نقل حم ملة باأنابيب الغاز. نرى انعكا س عني ال سمكة يف العربة امل شع ة. رذاذ الوحل ال صور الظل ية امل شعة للن ساء العاريات التى ر أاتاها ثيلما ولويز من قبل. ال شاحنة ت سري ابطاأ منهما. لويز: شيء عظيم. هذا يحدث دائما عندما يكون الإن سان م ستعجل. تنظر اإىل اخلارج لتكت شف اإن كان ب إامكانها املرور ولكن هنالك سيارة قادمة. ال سيارة متر وال شاحنة تبطئ. سائق ال شاحنة ميد ذراعه من النافذة ويلوح لهما لتتجاوزانه. ثيلما: األي س هذا لطيفا سائقي ال شاحنات دائما لطاف. اح سن ال سائقني على الطريق. وما اأن ت سل مبحاذاة ال شاحنة يبت سم لهما ال سائق ويلو ح لهما بذراعه. تبت سمان وتلوحان له اأي ضا. ميد ل سانه لهم. ت رصخ لويز. ثيلما/لويز: مقرف! عدمي الإح سا س! يا الهي! اآه يا الهي! حت سم لويز الأمر وت رسع متجاوزة اإياه. ثيلما: يا للقرف! ملاذا عليهم أان يفعلوا ذلك لويز: يعتقدون انها تعجبنا. رمبا يعتقدون اأن هذا يثرينا. 157
سينما.. سينما.. سينما ترجتف لويز من القرف. داخلي-ق سم بولي س-غرفة التحقيق-نهارا ينظر جيمي اإىل صور امل شبوهني ال صغار يعر ضها البولي س. يعر ض هال على جيمي صورة م شبوه ل ج.د. هال: هل هذا هو ال شاب الذي راأيته معهم جيمي )ينظر عن قرب( اإنه هو. ماك س )ي صفق بيديه( اآه يا لليوم ال سعيد. جيمي: يبدو أانك متزح معي. هل رافقتا جمرما هال: سارق م سل ح. جيمي: شيء عظيم. ماك س )خماطبا هال( سوف يح رضونه إاىل هنا الآن. لقد األقي القب ض عليه هذا ال صباح ملخالفته العهد. وكذلك لوجود مبلغ من املال رسقه عندما كان هناك. ول سوف ينزل هنا للم سائلة. أانا سعيد جدا. جيمي )بعد اأن سمع الكلم( كم كان مبلغ املال الذي وجد معه. خارجي.حمطة البولي س.نهارا و صل. ج.د. ويداه مقيدتان اإىل مبنى بولي س الولية. خارجي.طريق غري معب ده نهارا تدخل سيارة تي بريد ار ضا تبدو وكاأنها صحراء. رفع سقف التي بريد. داخلي. سيارة.نهارا لويز: ثيلما. ثيلما: نعم. لويز: اأريدك اأن تهاتفي داريل. ثيلما: ملاذا لويز: لنعلم اإذا كان يعرف اأي شيء. واإذا ظننت أانه يعرف فعليك أان تقفلي اخلط لأن هذا يعني اأن البولي س قد أاخربه ورمبا يكون الهاتف مراقبا. ثيلما: يا للهول يا لويز يراقبوا الهاتف هل تعتقدين ذلك لويز: )م ضطربة( اوه ماذا تعتقدين. واحد مقتول و رسقة حتت قوة ال سلح يا ثيلما! ثيلما: قتل واحد! يا الهي يا لويز األ ن ستطيع القول ان ذلك كان دفاعا عن النف س لويز: ولكن ذلك مل يكن كذلك! لقد هربنا! كنا ن سري مبتعدين! ثيلما: اإنهم ل يعرفون ذلك! كنا اأنا واأنت هناك. اقول أانه حاول اغت صابي وكان عليك اأن تقتلينه! اأعني ان هذه هي احلقيقة تقريبا! لويز: لن ينفع ذلك. ثيلما: وملا ل! لويز: لي س هنالك اأي اإثبات مادي. ل ن ستطيع اإثبات فعلته. ورمبا ل ن ستطيع حتى اثبات انه مل سك حتى الآن. يتوقف الثنتان برهة من الزمن. ثيلما: يا إالهي. القانون خراء خمادع أالي س كذلك ثم: ثيلما: كيف تعرفني عن كل هذه الأمور على اأي حال ل جتيب لويز ال س ؤوال. لويز: بالإ ضافة إاىل ذلك ماذا نقول حول ال رسقة لي س لنا اأي عذر. لي س هنالك اأي شيء يدعي رسقة مربرة. ثيلما: ح سنا يا لويز! خارجي. طريق غري معب د لقطة هيليكوبرت الغ سق بينما تغرب ال شم س. تتجه سيارة التي بريد اإىل عمق ال صحراء. داخلي. ق سم البولي س. ليل يجل س داريل يف املمر. يقود رجال البولي س ج.د. نحو القاعة. يتبعهم هال ماك س ورجال بولي س آاخرون بثياب عادية. ينظر داريل نحو هال مت سائل. ل يتجاوب هال. وب رسعة تدخل احلا شية اإىل أاحد الغرف. يقف داريل ويقطع القاعة نحو الغرفة بينما يغلق الباب يف وجهه. داريل )ي رصخ عند الباب( هيي! هيي! ج.د. من هذا املجنون هال: هذا زوج ثيلما ديكن سون. ج.د. يا الهي. داخلي. ق سم البولي س-املمر- ليل يحاول داريل فتح مقب ض الباب ولكن الباب مغلقا. داخلي. ق سم البولي س-غرفة التحقيقات.ليل هال ماك س ج.د. ورجال رشطه اآخرون. شا شة عر ض من صوبه يف الغرفة وهم ي شاهدون رشيط 158
سينما.. سينما.. سينما ثيلما يف خمزن التموين. ج.د. ) سعيدا ( : ح سنا! قامت بالعمل على اأكمل وجه! أالي س كذلك هال: ح سنا يا بني اإنها تقوم مب شهد لعني اأف ضل منك الآن. ماك س: من اأين ح صلت على 6600 دولر نقدا ج.د. : صديق. هال: تكلمنا مع احد الرجال اليوم والذي قال انه اأر سل ما يقارب تلك الكميه ل صالح ال سيده لويز سويار. هل تعرفها اي ضا ج.د: امم نعم كانت ت سوق ال سيارة. هال: قال انه أاخذها اإىل اوتيل صغري يف مدينة اوكلهوما. وهو اي ضا يقول يف ذلك الوقت قابل رجل ما. وقد تعرف عليك عرب جمموعة من صور امل شبوهني. وقد اخربنا اأي ضا اأنك انت وال سيدة ديكن سون بدومتا»متل صقان«. هل هذا صحيح ج.د. ميكن اأن تقول ان عقلينا تلقيا نعم. ماك س: هل كنت تعلم اأن ال سيدة ديكن سون والآن سة سويار مطلوبتان لعلقتهما بجرمية قتل ج.د.: ماذا! هال: هل ا شارت اي منهما انها قد تكون هاربة من القانون ج.د. )متفاجئ لدى سماعه هذا( والآن مبا انك ذكرت ذلك ف أانهما كانتا متوثبتني قليل. هال: هل تعلم ماذا لقد بداأت تقلقني. ماك س: ح سنا. و أانا اأي ضا. يفكر هال قليل ثم ينظر نحو ماك س. هال: هل لديك مانع يف اأن اأكلمه دقيقة على انفراد. يوافق ماك س ويفتح الباب للآخرين كي يغادروا. ينظر ماك س وهال إاىل بع ضهما عينا بعني قبل اأن يغلق ماك س الباب. ج.د. ماذا ماذا فعلت يجل س هال على اجلهة الأخرى من املائدة وينظر اإىل ج.د. هال: يا بني لدي اإح سا س حول شيء ما و أاريد اأن أاعرف راأيك. هل تعتقد اأن ثيلما ديكن سون كانت لرتتكب فعل رسقة م سلحة لو مل ت أاخذ اأنت كل اأموالهم ل يقول ج.د. شيئا. يجل س الإثنان هناك لربهة من الزمن. هال: هل اأكلت القطة ل سانك يغري ج.د. موقعه على الكر سي. ج.د.: كيف تدري اأنني أانا الذي اأخذتها كيف تعرف أانهما هما اللتان اأعطياين إاياها هال: هنالك فتاتان يف اخلارج لديهما فر صة. كان لديهما فر صة...! و أانت اأ ضعتها عليهما. والآن هما واقعتان يف م شكلة خطرية. م شكلة خطرية جدا. اأعتربك أانا م سوؤول على الأقل عن جانب منها. و ساأعتربك م سوؤول شخ صيا عن أاي شيء يح صل لهما. ل اأ شعر ب أاي تعاطف معك. ولكنني قد أاكون ال شخ ص الوحيد يف العامل الذي سيدير ظهره ملا سيحدث لهما واأنت اإما اأن تخربين اأي شيء تعرفه حتى يكون لدي فر صة ضئيلة لأفعل شيئا جيدا يف حقهما. واإل ف س أانقلب عليك كما تفعل الذبابة على اخلراء طوال فرتة حياتك الطبيعية. و ستكون مهمتي يف احلياة اأن اأجعلك بائ سا. وهذا وعد صادق مني. ي سري هال بعيدا ويفتح الباب فيدخل ماك س والآخرون. هال: والآن اأول لقد انتهكت حرمة اإطلق رساحك امل رشوط ملدة يومني يف اخلارج.و أانت تعرف طبيعة القا ضي هايني. فهو يكره مثل هذه الأ شياء. جمرد اأن ي صله خرب هذا ف سوف يطري ال سماء اإىل اأعلى. وعندما يجد أانك كنت ممن ساعد على ارتكاب جرمية و رسقة م سلحة فاأعتقد اأننا سنعيد باأمان حجز م ؤوخرتك يف الزنزانة لل سنوات الثماين املتبقية من سجنك. األي س كذلك 159
سينما.. سينما.. سينما ماك س: اآه حتما. ج.د. )مقتنعا ( ح سنا. هل هنالك من ي ستطيع ت سجيل هذا الأمر داخلي. ق سم البولي س. ليل. يجل س داريل يف املمر. ي أاتي هال خارج الغرفة اأول. هال: ال سيد ديكن سون اإذا ا ستطعت اأن تبقى قليل ف أانا أاريد كلمة معك وبعد ذلك ناأخذك اإىل املنزل. يعود رجال البولي س ج.د. خارج غرفة التحقيق نحو القاعة. داريل يراقب ج.د. عن كثب. ج.د. يقابله بابت سامة متكلفة. ج.د. )بخبث خماطبا داريل( انا معجب بزوجتك. داريل )ي سري وراءه( ارجع هنا اأيها اخلراء احلقري! هال ورجل بولي س اآخر مينعان داريل من ملحقته. يبعد ج.د. عرب القاعة. خارجي.حمطة وقود.ليل يتقدم عامل يف حمطة الوقود نحو ثيلما ولويز وهما يخرجان من ال سيارة. لويز )خماطبة العامل( املأها كاملة. )خماطبة ثيلما( هنالك هاتف. ثيلما: لننتهي من هذا الأمر. ت سري ثيلما ولويز نحو الهاتف. لويز: أانا ل أامزح ثيلما اإذا اعتقدت أانه يعرف وحتى لو مل تكوين متاأكدة اقطعي الت صال. داخلي.منزل ثيلما-ليل التلفاز م شغول واملكان يف حالة يرثى لها. ينطلق داريل وهال وماك س وباقي رجال البولي س نحو العمل عندما ي سمعون جر س الهاتف وقد و ضعوا اأجهزة تن ص ت على اآذانهم واأداروا امل سجلت. يتناول داريل الهاتف. داريل: مرحبا. خارجي. هاتف عمومي. ليل ثيلما: داريل. هذه أانا. داخلي.منزل ثيلما-ليل هال ماك س. الخ جميعهم ي شريون اإ شارات وح شية. داريل )مب شاعر صداقة حقيقية( ثيلما! مرحبا! خارجي-هاتف عمومي تقفل ثيلما الهاتف. ثيلما )يف الواقع( إانه يعلم. داخلي-منزل ثيلما-ليل اجلميع يف حالة خيبة اأمل ق صوى وقد خلعوا أاجهزة التن ص ت. واقفلوا اأجهزة الت سجيل وينظرون نحو داريل وكاأنه اأبله. هال: خراء. مازال داريل مي سك الهاتف بيده. داريل: ماذا! كل الذي قلته مرحبا. خارجي.هاتف عمومي-ليل ثيلما ولويز ينظران اإىل بع ضهما البع ض نظرة لها مغزى. تخطو لويز نحو الهاتف. لويز: هل لديك نقود صغرية متد ثيلما يدها اإىل حقيبتها وتعطي لويز جمموعة ارباع. تخرج لويز من ال سيارة وتذهب نحو الهاتف العمومي. تتبعها لويز. ت ضع الدراهم يف الهاتف وتدير القر ص. يقرع اجلر س. لويز: داريل هذه لويز.هل البولي س هناك. داخلي. منزل ثيلما-ليل مرة ثانية ينطلق اجلميع نحو العمل. داريل مرتبكا من الهاتف. داريل: اآه كل! كل ملاذا سيكون اأي بولي س موجود هنا ا سمعي اأين أانتما على أاي حال ينظر داريل نحو هال وماك س نظرة وكاأنه يريد اأن يقول كل شيء حتت ال سيطرة. رجل ذكي. خارجي-هاتف- ليل لويز: دعيني أاتكلم مع من هو امل سوؤول هناك داخلي. منزل ثيلما-ليل داريل: عن ماذا تتكلمني يا لويز ياأتي هال وي أاخذ الهاتف بعيدا من داريل. ينظر هال إاىل ماك س الذي يهز راأ سه»خذه«. هال: مرحبا اآن سة سويار. اأنا هال سلوكومب رئي س املحققني يف جرائم القتل لبولي س ولية اركان س س. كيف حالك خارجي-هاتف-ليل لويز )ت ضحك لنف سها( كنت اأف ضل من الأن. هال) صوت خارجي( أانتما أايتها الفتاتان يف ماء ساخن. لويز: نعم سيدي. اعرف ذلك. داخلي.منزل ثيلما-ليل هال: انتما الثنتني ل باأ س بكما مل ت صب اأي منكما ب أاذى هل اأنتما تتعاملن بعناية مع ذلك 160
سينما.. سينما.. سينما امل سد س خارجي-هاتف-ليل لويز: نحن الثنتان بخري. هال ) صوت خارجي( جي د. هل تريدين اأن تخربيني مبا حدث لويز: حتما. رمبا اأثناء تناول القهوة يوما ما. سوف ادفع ثمنها. داخلي-منزل ثيلما-ليل هال: اأريدك أان تعريف أانكما انتما الثنتان غري متهمتني بالقتل بعد. اأنتما مطلوبتان فقط لل ستجواب. بالرغم من اأن ال سيدة ديكن سون مطلوبة الآن يف اأوكلهوما بتهمة رسقة م سلحة. خارجي-هاتف- ليل لويز: ل متزح اإ سمع علنيا أان نذهب. سوف اأت صل بكم لحقا وا ضح تنظر لويز اإىل ساعتها. هال ) صوت خارجي( اآن سه سويار ل اعتقد انكما ست ستطيعان الو صول اإىل املك سيك. يجب اأن نتكلم من ف ضلك. أاريد اأن ا ساعدكما. وعند سماع ذلك حترك لويز فمها بكملة خراء معرب ة عن كبتها. تقفل لويز ال سماعة. داخلي-منزل ثيلما ليل. اجلميع منهمك يف حماولة مراقبة ما اإذا كانت املكاملة قد سج لت. عاد داريل على متكاأه وهو يف حالة ذهول. خارجي-هاتف عمومي-ليل عادت لويز اإىل ال سيارة تتبعها ثيلما. شاحنة متحركة تتوقف وتدخل اإىل املوقف الكبري. لويز: هذا الولد ج.د. خراء حقري. ثيلما: ماذا. تقف لويز وكاأنها على و شك الدخول وتواجه ثيلما التي تقف عند اجلانب الآخر من ال سيارة. لويز: كيف عرفوا اأننا ذاهبتان إاىل املك سيك يا ثيلما كيف عرفوا هذا ثيلما: انا... انا... لويز: اأنت التي اخربت ذلك الل ص احلقري اأننا ذاهبتان! تفتح لويز باب ال سيارة وت صفق الباب وتدير املوتور. تقفز ثيلما اإىل الداخل ب رسعة. ثيلما : مل اأقل له سوى إاذا أاتيت إاىل املك سيك فحاول أان جتدنا. وطلبت منه اأن ل يخرب اأحدا. مل اأكن اعتقد اأنه سيخرب اأحدا. لويز: وملا ل ما الذي سيخ رسه ما عدا كل ما أادخرته من دراهم طوال حياتي. خراء! تعود لويز اإىل الطريق. ثيلما: أانا اآ سفة. أاعني أانا... توقف لويز العربة فج أاة. لويز: اللعنة يا ثيلما! دعيني ا رشح شيئا لك. الآن هنالك شيء فقط ل صاحلنا. الأول ل اأحد يعرف أاين نحن والثاين ل اأحد يعرف اإىل أاين نحن ذاهبتان. والآن واحد من الأ شياء التي كانت يف صفنا انتهى أامرها! تتوقف لويز عن ال رصاخ لربهة من الزمن حماولة ال سيطرة على النف س. ثيلما تبدو مثرية لل شفقة. لويز: فقط لو تتوقفي عن الكلم مع النا س يا ثيلما! توقفي عن النفتاح للآخرين! نحن هاربتان من وجه العدالة الآن. فعلنيا اأن نت رصف تبعا لذلك! ثيلما: انت على صواب. خارجي. طريق معزول- ليل ) ضوء طبيعي( تتحرك سيارة الثندر بريد على طريق تبدو ك شارع.66 ثيلما ) صوت خارجي( لويز اأين نحن لويز ) صوت خارجي( مبا رشة بعد مدينة»بواز«. ثيلما ) صوت خارجي( ايداهو 161
سينما.. سينما.. سينما لويز ) صوت خارجي( اوكلهوما يا ثيلما. نحن نقطع نحو مك سيكو اجلديدة. ثيلما ) صوت خارجي( لطاملا أاردت اأن أارى مك سيكو اجلديدة. خارجي.من منظور ثيلما خارج ال شب اك- بقعة س و د اء خارجي. طريق خلفي. ليل. ت سري ال سيارة على هذا الطريق. داخلي.منزل ثيلما. ليل ) ضوء طبيعي( كل شيء هادئ. التلفزيون ذو ال شا شة الكبرية م ضاء والغرفه مليئة بالدخان الكثيف. يجل س هال وماك س على مائدة يراجعان الأوراق. وباقي الأ شخا ص ذوي الثياب العادية واملرافقون يلعبون الورق. داريل يجل س كامل شلول على اأريكته يحد ق يف التلفزيون زائغ العينني. داخلي. شقة جيمي. ليل يجل س جيمي على مقعده الطويل وبيده اجليتار بينما يجل س اثنان من رجال البولي س بامللب س العادية يقراآن ال صحف ويحل ن الكلمات املتقاطعة. داخلي. سيارة ليل على صوت مو سيقى من ال رشيط. ت رشب ثيلما قليل من الوايلد توركي. ثيلما: والآن ماذا لويز: والآن ماذا ماذا ثيلما: ماذا نفعل لويز: اآه ل أادري يا ثيلما. اأعتقد علينا اأن ن سل م انف سنا ونق ضي حياتنا نبادل ال سجاير بدهان الرمو ش )م سكرا( حتى نظهر مبظهر لطيف عندما تزورنا عائلتنا يوم ال سبت. ورمبا ي صبح لنا اأولد نتيجة علقاتنا بحر س ال سجن. ثيلما: أانا ل اقرتح هذا! اأنا لن أاعود. مهما حدث. اإذا ل تعباأي ب أامري. ت رسع لويز. تعطي ثيلما لويز زجاجة صغرية من الوايلد توركي فت رشبها كلها. ولدى ثيلما واحدة اأي ضا. ثيلما: هل ب إامكاين اأن ا ساألك سوؤال غريبا لويز: نعم. ثيلما: من بني كل الأ شياء التي تخيفك يف العامل ما هو ال شيء الذي يخيفك اأكرث الأ شياء. لويز: هل تعنني الآن اأم من قبل ثيلما: من قبل. لويز: اأعتقد أانني طاملا فك رت ان ا سو أا ما ميكن اأن يحدث يل هو اأن اأنتهي عجوزة وحيدة يف شقة مقرفة ومعي واحد من تلك الكلب. ثيلما: اية كلب صغرية لويز: كما ترين تلك الكلب ال صغرية التي ترين النا س ت صحبها ثيلما: مثل ت شيهوا هوا لويز: تلك اي ضا ولكن هل تعرفني تلك الكلب ال صغرية الغزيرة ال شعر تلك الكلب ال صغرية امل سط حة الوجه ذات الأ سنان القبيحة ثيلما: اآه طبعا. تعنني بيك اآبو س. لويز: نعم. تلك. تلك كانت دائما م صدر ذعر إالهي يل. وماذا عنك ثيلما: ح سنا لأكون صادقة معك فاإن فكرة ال شيخوخة مع داريل بد أات تراودين. لويز: اأ ستطيع اأن أارى ذلك. ثيلما: أاعني أانظري كم هو خمتلف الآن عما كان يبدو أاثناء املرحلة الثانوية. ال شيخوخة بحد ذاتها شيء م ؤومل يل ولكن عندما تكون ب صحبة داريل سوف ت صبح اأ سو أا. )اهد أا من ذي قبل( اعني اأنه لن يكون لطيفا جدا عندئذ. لويز: ح سنا الآن قد ل ت ضطري إاىل ذلك. ثيلما: دائما تنظرين اإىل اجلانب امل رشق األي س كذلك خارجي. طريق صحراوي رسيع يف ضوء القمر- ليل ) ضوء طبيعي( انهما ت سريان عرب وادي مليء باملعامل الأثرية. ت رسع سيارة التي بريد عرب ال صحراء اجلميلة امل ضاءة. اإنها تقريبا توازي ضوء النهار. تقطيع على صور ظلي ة للنباتات ال صحراوية والتكوينات ال صخرية صور تظهر جمال ال صحراء... الخ. داخلي سيارة من منظور الزجاج الأمامي ليل ال سماء متلألئة و شا سعة والطريق متتد اإىل ما ل نهاية. ثيلما: هذا شيء رائع اجلمال. لويز: يا إالهي. حتما هو كذلك. 162
سينما.. سينما.. سينما ثيلما: لطاملا رغبت يف ال سفر ولكنني مل اأح صل على الفر صة. لويز: ها اأنت قد ح صلت عليها الآن. الثنتان تنتظران حلظة أاخرى رائعة. ويف نف س الوقت تتبادلن النظرات كل واحدة ت أاخذ الأخرى كلي ا يف نف س اللحظة. انهما تقولن كل شيء لبع ضهما البع ض يف هذه اللحظة ولكن تعبرياتهما ل تتغري ول تقولن كلمة واحده. تنطلق املو سيقى من الراديو. خارجي.طريق رسيع صحراوي-ليل سيارة ن صف نقل حمملة بالغاز تظهر على الطريق. تبدو وكاأنها لنف س ال شخ ص الذي راأتاه من قبل. عليها نف س لطخات الوحل... داخلي. سيارة. ليل لويز: انظري! انظري من هذا يا ثيلما. ساأكون ملعونة. ماذا يفعل يف هذا املكان. ثيلما: جتاهليه. تتجاوزه لويز وعندما تفعل ذلك ي صيح ب صوت ن شاز. تنظران نحوه واإذا به ي شري إاىل ح ضنه بوح شية. لويز: اآه يا الهي. انا اأكره هذا الرجل. ثيلما: كان علينا أان نتجاهله. خارجي- الطريق ال رسيع ال صحراوي- فجرا )على صوت املو سيقى( ال سيارة تطري على الطريق. داخلي. سيارة - طريق رسيع صحراوي فجرا ي سكتان برهة من الزمن ثم تبد أا ثيلما بال ضحك بهدوء لنف سها حتاول اأن تتوقف ولكنها ل ت ستطيع. لويز: ماذا ثيلما: )تهتز ضحكا ( ل شيء. انه لي س شيئا م ضحكا. لويز: ماذا ما الذي لي س م ضحكا يا ثيلما! حتاول ثيلما اأن تتما سك ولكنها ل ت ستطيع. ثيلما: ح سنا ولكن... )بالكاد ت ستطيع الكلم( ل اأ ستطيع اأن اأقول. ل ت ستطيع ثيلما احداث اأي صوت. انها يف حالة ضحك ع صبية. لويز: ماذا! ثيلما: )ت ستن شق هواء( هارلن. لويز: ماذا! ماذا عنه! ثيلما: جمرد النظرة على وجهه عندما أانت... )تتهاوى ثانية(... هذا لي س شيئا م ضحكا. لويز )م صدومة( والآن يا ثيلما هذا لي س... ما زالت ثيلما حتاول اإم ساك نف سها. ثيلما: ال صبي مل يكن يتوقع ذلك! لويز )معن فة( ثيلما! ثيلما )حتاول جت سيد هارلن( م ص ي احليلي... يندفع!! ت ضحك ثيلما بوح شية. لويز )بهدوء(: ثيلما. هذا لي س م ضحكا. جتاوزت ثيلما خط التما س بني ال ضحك والبكاء. ثيلما )حتاول التقاط أانفا سها(: اعرف ذلك! ت صمت الثنتان. ترجع ثيلما براأ سها إاىل الوراء تراقب لويز. تدر سها وك أانها مل ترها حقا من قبل. فجاأة يكت سي وجه ثيلما بنظرة اإدراك م صدوم.تهت ز بج سدها اإىل أاعلى فتذهل لويز. ثيلما )بحذر(: لقد حدث لك ذلك... الي س كذلك! تعلم لويز عن ماذا تتكلم. فت صبح مبا رشة متوترة. لويز: ل أاريد الكلم يف املو ضوع! ثيلما اأنا ل أامزح! ل حتاويل حتى... ثيلما:... يف تك سا س... أامل يكن كذلك هذا ما ح صل... اآه يا الهي. تبدو لويز وك أانها تبحث عن طريق للهرب. 163
سينما.. سينما.. سينما لويز )حتارب اجلنون( انا أاحذرك يا ثيلما. من الأف ضل اأن توقفي هذا املو ضوع الآن! ل اأريد الكلم فيه! ثيلما )بلطف( ح سنا يا لويز... هذا مقبول. عينا لويز متوح شتان ل تريان بينما تهد أا ثيلما هدوءا كامل. خارجي. طريق رسيع صحراوي- فجرا تزعق ال سيارة وهي تعرب الطريق. اإنهما ت سريان بني جمموعة من البنايات. خارجي. طريق رسيع صحراوي.. لقطة بعد سة طويلة فجرا ت رسع سيارة حماولة اللحاق بهم.. اأ ضواء زرقاء وحمراء توم ض. اإنها سيارة تابعة لبولي س ال سري املك سيكي. داخلي. سيارة نهارا ترى لويز الأ ضواء يف املراآة التي تعك س اخللفية. نرى مقيا س ال رسعة من منظور لويز فهو ي شري اإىل 100 كيلومرت/ال ساعة. ثيلما نائمة. لويز: خراء! ثيلما اإ ستيقظي! خراء! سوف نتوق ف تقفز ثيلما م ستيقظة. ثيلما: ماذا! ماذا! اآه خراء! اآه كل! انهما حتاولن اأن ل ترتعبان. انهما تبط ئان ولكنهما ما زالتا ت سريان ب رسعة 70 كيلومرت/ال ساعة. سيارة البولي س خلفهم مبا رشة. ثيلما: ماذا نفعل ماذا تريدين اأن تفعلي! لويز: ل أادري! خراء! دعينا نلعبها كما ن سمعها. قد ل يكون عارفا ب شيء. قد يحر ر يل خمالفة فح سب. ثيلما: اأرجوك يا الهي اأرجوك اأن ل يقب ض علينا. ارجوك ارجوك ارجوك.. توقف لويز ال سيارة بعيدا عن الطريق. سيارة ال رشطة تقف خلفهم متاما. الأ ضواء ت ش ع مبهرة خلل النوافذ. خارجي. جانب الطريق ال صحراوي ال رسيع نهارا رجل من دورية البولي س )يتكلم من داخل عربته( اوقفي حمر ك سيارتك. تفعل لويز ذلك ينزل رجل البولي س من سيارته ويقرتب من سيارتهما. يقف عند شباك ال سائق. الزجاج مرفوع اإىل اأعلى. من منظور رجل البولي س لويز تبت سم له. ي شري لها باأن تفتح زجاج شب اكها. تفعل ذلك. لويز: مرحبا ح رضة ال ضابط. هل هنالك من م شكلة رجل البولي س: دعيني أارى رخ صتك من ف ضلك تبحث لويز يف شنطتها عن حمفظتها تفتحها وتريه رخ صتها. رجل البولي س: اأخرجيها من حمفظتك من ف ضلك لويز: اآه طبعا. تفعل ذلك وتناوله إاياها. ثيلما: قلت لك أان تخففي رسعتك. يا للجحيم اأيها ال ضابط لقد قلت لها اأن تخفف رسعتها. لويز: كم كانت رسعتي تقريبا. رجل البولي س: حوايل املائة وع رشة. اأرجو اأن تخطي خارج ال سيارة. ي سريان نحو خلف ال سيارة. ي سجل رقم ت سجيل ال سيارة. رجل البولي س: هل هذه سيارتك لويز: نعم رجل البولي س: تعايل معي من ف ضلك ا ستديري وادخلي يف ال سيارة. لويز: يف اخللف رجل البولي س: الأمام. لويز: هل اأنا يف م شكلة رجل البولي س: بقدر اخت صا صي اأقول نعم يا سيدتي اأنت يف م شكلة. يدخل رجل البولي س ناحية ال سائق. يتناول لوح تعليق ويعل ق عليه رخ صة سياقة لويز. مي سك مبكرب ال صوت اليدوي للراديو وبينما هو يفعل ذلك يد حتمل م سد سا تظهر على شب اك سيارته. اإنها ثيلما وقد و ضعت امل سد س عند راأ سه. ثيلما: أايها ال ضابط انا آا سفة لهذا. هل ميكنك اأن تتخلى عن هذا ي سقطها فورا. ثيلما: اأنا حقا حقا اعتذر ولكن اأرجوك اأن ت ضع يديك على املقود. ا سمع لو اأنت سمعت ذلك الراديو ف سوف جتد اننا مطلوبتان يف وليتني ورمبا اعتربنا م سلحتني وخطرتني على الأقل اأنا وعندئذ سوف تتحكم خطتنا برمتها وتذهب اإىل اجلحيم. لويز لويز خذي م سد سه. متد لويز ذراعها وتاأخذ م سد سه. لويز )بلهجة اعتذارية( اأنا فعل اآ سفة ب سبب هذا 164
سينما.. سينما.. سينما املو ضوع. ثيلما: اأق سم اننا قبل البارحة مل تكن واحدة منا لت شد زنادا كهذا. ولكنك لو كنت قابلت زوجي ف سوف تعلم ملاذا با ستطاعتي اأن أافعل ذلك... هل تريد اأن تخطو خارج ال سيارة من ف ضلك )تفتح الباب له(. هل ترفع يديك اإىل راأ سك من ف ضلك لويز اطلقي النار على الراديو. لويز: ماذا ثيلما: اطلقي النار على الراديو. ت صيب لويز راديو ال سيارة يجفل رجل البولي س كلما سمع طلقة. ثيلما: راديو البولي س يا لويز! يا ي سوع! تطلق لويز طلقتني نحو راديو البولي س. فتنفجر كليا اإىل اجلحيم. ثيلما: هل لك اأن تخطو اإىل خلف ال سيارة. من ف ضلك. لويز هاتي مفاتيح ال سيارة. متد لويز يدها وتتناول املفاتيح. ت أاخذ رخ صتها من على اللوحة. تخرج وتقفز م ستديرة نحو خلف ال سيارة. ثيلما م صو به امل سد س نحو رجل البولي س. فجاأة تطلق ثيلما امل سد س فتحدث حفرتني يف غطاء ال صندوق. ثيلما )خماطبة لويز( افتحي ال صندوق. تفتح لويز ال صندوق. ثيلما )خماطبة رجل البولي س( اأرجوك اأن تخطو نحو ال صندوق رجل البولي س: سيدتي من ف ضلك... لدي اأولد... وزوجة.. ثيلما: هل فعل لديك ح سنا اأنت حمظوظ. سوف تكون لطيفا معهم. خا صة زوجتك. زوجي مل يكن لطيفا معي. وانظر اإيل كيف اأ صبحت. والآن تابع ادخل إاىل هناك. وبينما هو يت سلق نحو ال صندوق ت رشح ثيلما ما تريد اإىل لويز: ثيلما: فتحات هواء. دخل كلي ا اإىل ال صندوق واأقفلته لويز. داخلي. سيارة البولي س نهارا ثيلما )تخاطب ال صندوق( اآ سفة! لويز )من سيارتها( اآ سفة! تقفز ثيلما اإىل ال سيارة مع لويز ينظران إاىل بع ضهما البع ض. لويز: جاهزة ثيلما: اقلعي. تعود لويز نحو الطريق وتتجه بعيدا. داخلي. سيارة-نهارا ثيلما )تهز راأ سها( أاعرف ان هذا جنون يا لويز ولكن أانا اأ شعر فقط اأننى أاملك املوهبة ملثل هذا العمل القذر. لويز: اأ صد قك. خارجي. سيارة- لقطات متعدده اأثناء القيادة نهارا. انهما الآن يف ريف جميل فعل. ثيلما ) صوت خارجي( انطلقي ب رسعة. داخلي.مطبخ ثيلما- صباحا هال وماك س لوحدهما يف املطبخ. يدير هال جهاز القهوة. ماك س: املو ضوع لن يفيد بهذه الطريقة. علينا اأن نفعل شيئا. سيكون الأمر خمتلفا لو كان هوؤلء الفتيات جمرمات متمر سات ولكن يا إالهي يا هال هذا يجعل منظرنا ب شعا. ل أادري... رمبا هما ل تتحركان.. رمبا كان هذا احلقري يكذ ب. هال: لن ي ستفيد شيئا من الكذب. ل شيء بتاتا. لقد أاخذ ما متلكان من املال. ل أادري ما الذي نتعامل معه هنا. على أاي حال الليلة الفائتة ظهر املو ضوع 165
سينما.. سينما.. سينما جمددا يف الر سائل الربقية على طول البلد وعر ضها. دعنا ننتظره قليل. قالت انها سوف تعاود الإت صال. دعنا جنل س ملت صقني بجهاز الإت صال. ماك س: لي س لدينا خيارات متعد ده هل لدينا كذلك ل ميكنني التخمني اإذا ما كانتا فتاتني ذكيتني اأو أانهما فعل فعل حمظوظتني هال: هذا ل يهم. فالعقل سوف ياأخذك إاىل بعد ما و أاما احلظ فدائما ي صل إاىل نهاية. يدخل رجل بولي س اإىل املطبخ ويناول هال ملفا مكتوب عليه لويز اليزابيث سويار. يفتحه ويبداأ يت صفح التاريخ ال شخ صي. احد الأوراق حتتوي على ملف ق ضية من تك سا س تت ضمن مذكرة حول حادثة اغت صاب. خمتوم عليها الكلمات التالية»اأ سقطت التهامات«. داخلي. سيارة نهارا ثيلما: لويز... هل ما زلنا ذاهبتان اإىل املك سيك لويز: نعم. تتوقف ثيلما وهي تبحث عن املنطق يف الأمر. ثيلما: اإذا األ سنا ذاهبتني يف الجتاه اخلاطئ. لويز: ح سنا لكنني اأظن اأنك اإذا ما ا ستهدفت رجل بولي س من الولية واأطلقت النار على سيارته و أاخذت بندقيته. واأقفلت عليه باب ال صندوق فمن الأف ضل يف هذا احلال أان ت رسعي وتغادري تلك الولية اإذا ما ا ستطعت ذلك. ثيلما: اأنا ا ساألك فقط. ت صمتان لربهة من الزمن. ت رسع لويز قليل. تبحث ثيلما يف حقيبتها. تناول لويز قطعة من اللحم املجفف. لويز: ل اريد اأن أارى اأي قطعة من اللحم املجفف. اأعني لو ناولتني اأية قطعة ثانية ف س أارميها من ال شباك. انها تثري جنوين. ال سيارة برمتها لها تلك الرائحة. ثيلما: هذا شيء جيد. جميع الرو اد كانوا ي أاكلونها. لويز: ل يهمني اأن أاعرف ما كان ياأكله الرو اد امللعونون. ابعدي عني ذلك اخلراء و أانا اأعني ذلك. ت ضع ثيلما شنطتها جانبا. لويز: ول أاريد اأن اأ رشب وايلد توركي اأي ضا. لقد اأ شعل بقعة يف معدتي. ثيلما: ح سنا ح سنا.. لدي بع ض التكيل. هل تريدين بع ض التكيل لويز: هل لديك فعل ثيلما: نعم. هل تريدينه لويز: نعم تبداأ ثيلما يف البحث داخل شنطتها ثانية. ثيلما: إانه يف مكان ما يف الداخل. تفرك لويز وجهها. تبدو يف حال سيئة. يداها ترجتفان. لويز: خراء. بداأت أاتعب. ثيلما: هل أانت بخري ل تبدو لويز بحالة جيدة. لويز: اأعتقد اأنني ت رصفت بحماقة. اأعتقد اأنني و ضعتا نف سينا يف مكان قد نقتل به. ملاذا مل نذهب مبا رشة إاىل البولي س. ثيلما: أانت تعلمني ملاذا. وقد قلته. لويز: ماذا قلت اعيديه ثانية ثيلما: لن ي صدقنا أاحد. و سوف نقع يف م شاكل و سوف جند حياتنا خمر بة. و أانت تعلمني ماذا اأي ضا لويز: ماذا ثيلما: ذلك الرجل كان ي ؤوذيني. ولو مل تظهري يف الوقت املنا سب كان سيوؤذيني اأكرث. ولرمبا ل يحدث له شيء نتيجة لذلك. لأن اجلميع ر آاين واأنا أارق ص معه كل الليل. و سيقول اجلميع اأنني اأنا التي سعيت لذلك. وكانت حياتي عندئذ ستتعر ض لدمار أاكرب بكثري مما هي فيه الآن. على الأقل أانا الآن أامرح. واأنا ل ست اآ سفة ملوت إابن الكلب هذا. اأنا آا سفة فقط لأنك أانت التي قمت بذلك ولي س اأنا. ومبا انني مل اأفعل ذلك فعل ي اأن أانتهز هذه الفر صة لأ شكرك يا لويز. شكرا لك لإنقاذك أاياي. لويز: قلت كل هذا ثيلما: كل يا لويز قلت اجلزء الأول. واأنا قلت الباقي. لويز )متعبه( مهما كان. خارجي. ا سرتاحه طريق صباحا تقف لويز عند هاتف عمومي عندما يبد أا النور يبزغ من ال سماء. ثيلما يف احلمام القريب. أادارت لويز الهاتف الآيل وقد بد أا يف الرنني. داخلي. منزل ثيلما- صباحا صوت التلفزيون ي سمع يف ال صاحلة بينما يرن الهاتف هناك. 166
سينما.. سينما.. سينما يقفز اجلميع متوثبني للحركة مرة ثانية. يتناول ماك س الهاتف. ماك س: هالو. لويز ) صوت خارجي( دعني أاتكلم مع... سلوكومب. ماك س )خماطبا هال( تريد أان تتكلم معك. هال: مرحبا يا لويز. خارجي. هاتف عمومي صباحا لويز: هيي. هال ) صوت خارجي( كيف ت سري الأمور هناك. لويز: غريبة ال ساأن. اإنها كمثل كرة الثلج اأو شيء من هذا القبيل. هال ) صوت خارجي( ما زلت معنا مع ذلك. اأنت يف مكان ما على وجه الأر ض لويز: ح سنا نحن ل سنا يف منت صف اللمكان ولكننا ن ستطيع أان نرى ذلك من هنا. داخلي. منزل ثيلما صباحا يبت سم هال. هال: اأق سم. لويز أانا اأ شعر وكاأنني اأعرفك. لويز ) صوت خارجي( ح سنا ولكنك ل تعرفني. هال: اأنت تغو صني اأكرث يف الأعماق كل دقيقة تذهبني فيها. لويز ) صوت خارجي( هل ت صدقني اإن قلت لك اأن كل هذا املو ضوع هو حادثة هال: اأن اأ صدقك. هذا ما أاريد اأن يقتنع به اجلميع. امل شكله اأنه ل يبدو حادثا عر ضيا وانت ل ست هنا لتخربيني عنه... اأريدك أان ت ساعديني هنا. خارجي هاتف عمومي. صباحا ل جتيب لويز. هال ) صوت خارجي( هل هارلن بوكيت... بقرف واأ سنان مطبقة: لويز )مقاطعة( كل! هال ) صوت خارجي( هل تريدين املجيء إاىل هنا تفكر لويز حلظة. لويز: أانا ل اأعتقد ذلك. داخلي. منزل ثيلما نهارا هال: اذا أانا اآ سف. سن ضطر لتوجيه تهمة القتل اإليك. الآن هل تريدين اأن تخرجي من هذه املحنة حي ة ي شري رجل املراقبة اإىل هال ليتابع الكلم. يدخل داريل ويلحظ مبا رشة اأن هال يخاطب لويز. ينظر داريل باهتمام إاىل هال. خارجي. هاتف عمومي نهارا لويز: هل تعلمني أان هنالك كلمات وجمل تطفو عابرة عقلي اأ شياء مثل احلجز والتفتي ش الداخلي وال سجن املوؤبد واملوت على الكر سي الكهربائي مثل هذه الأ شياء. اإذا سنخرج اأحياء ل أادري دعينا نفكر يف هذا. هال ) صوت خارجي( لويز سوف افعل أاي شيء. أاعرف ما الذي يجعلك ترك ضني. أاعرف ما الذي حدث لك يف تك سا س. تت سع عينا لويز وهي ت سمع هذا. اأ صبع ميتد وي ضغط على زر الهاتف فيوقف املكاملة. زاوية ثيلما: ت ضع ا صبعها على الزرار. ثيلما: تعايل يا لويز.ل تكربي املو ضوع. دعينا نذهب. ت سري مبتعدة باجتاه ال سيارة. ما زالت لويز واقفة هناك مت سك بالهاتف. تقف ثيلما تنظر نحوها. ثيلما: تعايل. ل تتحرك لويز. 167
سينما.. سينما.. سينما داخلي. منزل ثيلما نهارا ي رضب هال سماعة الهاتف وقد اأ صابه الإحباط. ينظر نحو رجل املراقبة الذي يهز راأ سه قائل»لقد ح صلنا عليها«. تتجاوب الغرفة برمتها متحم سة. ينطلق جميع من يف الغرفة نحو العمل. ي أاخذ ماك س الهاتف مبا رشة وهال ينظر اإليه مدق قا يقول ملاك س ب شفاهه... «أاريد اأن اذهب«مركزا على املو ضوع. يهز ماك س راأ سه قليل بعيدا عن الهاتف. يجري هال متحم سا نحو ماك س. هال: ماك س: يجب اأن ت أاخذين اإىل هناك! أانا... أانا... أانا الوحيد الذي تكلمت معه. ل أاريد اأن يفقد أاحد ر أا سه. تعرف ماذا يحدث. سوف يزيد املو ضوع اإىل اأعلى وال شيء الثاين الذي تعرفه ان هاتني الفتاتني سيطلق عليهما النار. ماك س الذي ما زال يحمل الهاتف يفاجئه هذا النفجار. ماك س )بهدوء( ح سنا هال ح سنا. خارجي. هاتف عمومي- نهارا ما زالت لويز تقف هناك ثيلما: لويز لويز: نعم يا ثيلما ثيلما: لن ت ست سلمي باخلفية عني هل ستفعلني ذلك لويز: ماذا تعنني ثيلما: لن تقومني باأي اتفاق مع ذلك الرجل هل ستفعلني ذلك اأعني فقط اريد اأن اأعرف. لويز: كل يا ثيلما. ل أاريد اأن اأقوم باأي اتفاق. ثيلما: ا ستطيع اأن افهم اإن كنت تفكرين به. اأعني ب شكل ما فهنالك ما تريدين العودة من اأجله. اأعني جيمي وكل شيء. تتفاج أا لويز اذ ت سمع هذا من ثيلما. لويز: ثيلما هذا لي س خيارا. ثيلما: ولكنني ل أاعرف... شيء ما مر بداخلي ول اأ ستطيع العوده. اأعني لن اأ ستطيع احلياة... لويز: أاعرف. اعرف ما تعنني. ل أاريد اأن اأنتهي على عر ض جريالدو امل رسحي. ت صمتان لفرتة من الزمن. لويز: قال انهم يتهموننا بجرمية قتل. ثيلما )حترك وجها م ستغربة( يووو لويز: وعلينا اأن نقر ر ما إاذا كنا نريد أان نخرج من هذا اأحياء أام أاموات. ثيلما: يا الهي اأمل يقل شيئا ايجابيا اأبدا تدير لويز ال سيارة. ترجعان إاىل اخللف ثم تنطلقان اإىل الأمام تنخبان الأر ض نخبا. لقطة وا سعة لل سيارة وهما يطريان على الطريق. ثيلما: لويز هل تعتقدين اأن علينا تبديل ال سيارة وناأتي ب سيارة اأخرى لويز: حتما... هل تعرفني كيف ت شد ين سيارة ثيلما: كل. لويز: ح سنا اخربيني عندما تت صورين كيف ستفعلني ذلك. خارجي. مهبط طائرات. نهارا. تقف سيارة عند مهبط طائرات جماورة لطائرة صغرية. يخرج هال وماك س من ال سيارة وي صعدان اإىل الطائرة. خارجي صحراء نهارا مونتاج للقطات متنوعة اأثناء انطلق سيارة ثيلما ولويز عرب اجلمال الرائع ل صحراء اأريزونا. داخلي سيارة نهارا ثيلما: هل اأنت م ستيقظة لويز: با ستطاعتك ت سميتها كذلك فعيناي مفتوحتان. ثيلما: انا اأي ضا. ا شعر اأنني صاحية. لويز: ح سنا. ثيلما: م ستيقظة جدا. مل اأ شعر يف حياتي مبثل هذا التيقظ. كل شيء يبدو خمتلفا. تعرفني ما اأعني. اعرف اأنك تدركني ما أاعني. كل شيء يبدو جديدا. هل ت شعرين بذلك مثلما لو كان يل ما اأطمح اأن اأ صل اإليه ثيلما ولويز ت صمتان لفرتة من الزمن. لويز: سوف ن رشب املرغريتا بجانب البحر يف مما سيتا. ثيلما: ن ستطيع تبديل اأ سمائنا. لويز: ن ستطيع اأن نعي ش يف مزرعة. ثيلما: اأريد اأن اأح صل على وظيفة. اأريد اأن اعمل يف ناد )كلوب ميد(. لويز: نعم! نعم! والآن اأي نوع من التفاقات ميكن اأن 168
سينما.. سينما.. سينما ياأتي بها رجل البولي س هذا ليغلبنا ثيلما: علي اأن اأكون جيدة جدا. لويز: من املفرو ض اأن تكوين جي دة ب شكل معقول. ت ضحك الثنتان. ما زالت ال سيارة تطري على الطريق. ارتفعت ال شم س الآن اأكرث نحو منت صف ال سماء. و صلتا اإىل تقاطع يف منت صف املكان. تقف لويز وتنظر نحو اخلريطة. لويز: يجب اأن نتجه قليل اإىل الداخل. لي س هنالك طرق كثرية يف هذ الولية. أاريد اأن اأدخل اإىل املك سيك يف مكان لي س قريبا ملدينة نيومك سيكو. ثيلما: اأنت التي تقودين ال سيارة. تتجه لويز منعطفة نحو اليمني وت رسع الطريق. خارجي. طريق صحراوي. نهارا ت أاخذ ثيلما ولويز بالغناء م ستمرتين حتى ت سلن اإىل أاغاين KB املنطلقة. وتقومان بتحريك أايديهما وك أانهما قائدتا الغناء. وت سلن وهما تزاأران نحو سيارة النقل الن صفية. نف س ال سيارة التي ر أاتاها ثلث مرات قبل ذلك. ثيلما: )ت رصخ فوق املو سيقى( يا الهي! لويز! انظري! انظري! انظري اإن كان هو نف س ال شخ ص! لويز: إانه هو. يحمل لوحات ولية كالفورنيا. اإنه نف س ال شخ ص ثيلما: دعيه مير! خارجي. طريق صحراوي-نهارا تتحامل لويز على نف سها وتدعه مير. مرة ثانية وبينما ت سلن مبحاذاته ير سل لهما قبلت يف الهواء. اإنه ينظر اإليهما زشرا وهو ي ضحك. تتابع لويز وثيلما قيادة ال سيارة يف الطريق. توقف لويز ال سيارة إاىل جانب الطريق. وعندما تقرتب ال شاحنة منهما تبداآن بالتلويح له بالوقوف. ياأخذ جانب الطريق ويوقف ال شاحنة هناك. زاوية على لويز وثيلما يبت سمان له. يقهقه لنف سه. ينحني خارج ال شباك. ثيلما: مرحبا! سائق ال شاحنة: مرحبا اأنتما هناك! هل اأنتما بخري ثيلما: نحن بخري! كيف حالك سائق ال شاحنة : عظيييييييم! لويز: اتبعنا. تتجهان نحو طريق قذر وتقفان. داخلي. كابينة ال شاحنة-نهارا يدخل ال سائق إاىل الكابينة ويفتح دولبا داخلها مليء باحلاجيات. يلتقط بع ضها وي ضعه يف جيبه يوقف شاحنته ويخرج من ال شاحنة. خارجي.جانب الطريق.نهارا ي سري نحو ال سيارة. تخرج لويز وثيلما من ال سيارة. ثيلما: اإىل اأين أانت ذاهب سائق ال شاحنة: فريزنو. لويز: كنا نراك طوال الطريق. سائق ال شاحنة: نعم. اأنا كنت اأراكم اأي ضا. ثيلما: باعتقادنا أانك عدمي الأخلق. تهز لويز راأ سها. لويز: كنا نت ساءل متى ستكف عن الت رصف هكذا مع ن ساء حتى ل تعرفهن. هذا ما ل يجوز اأن ي ح ص ل سائق ال شاحنة: ماذا عن ماذا تتكلمني لويز: أانت تعرف جيدا عن ماذا اتكلم. ثيلما: اأعني حقا! وهذا املو ضوع الذي يتعلق بتحريك ل سانك ما هذا هذا شيء مقرف! لويز: و يا الهي ذلك ال شيء الآخر ان ت شري اإىل فخذيك ماذا يعني هذا بال ضبط هل هذا يعني توقفا أاريد اأن تريا كم اأنا ضخم ثخني وقذر او... ثيلما: هل يعني هذا م صو احليلي سائق ال شاحنة: أايتها الن ساء أاننت جمانني! لويز: هل فهمت ذلك جيدا. ثيلما: بر أاينا انك تدين لنا باعتذار. 169
سينما.. سينما.. سينما بداأ ي شعر ب شيء من القلق. سائق ال شاحنة: اأنا لن أاعتذر عن بع ض اخلراء! لويز: قل اأنك اآ سف. سائق ال شاحنة: اللعنة على ذلك. ت سحب لويز البندقية التي رسقتها من رجل بولي س رشطة الولية. لويز: قل انك اآ سف اأو سنجعلك اآ سفا ب شكل مريع. ينظر اإىل البندقية. سائق ال شاحنة: اأوه يا اإلهي! ثيلما: ومن املحتمل انك دعوتنا بحيوانات القند س على الراديو اخلا ص بك اأمل تفعل ذلك سائق ال شاحنة: نعم... من امل ؤوكد فعلت. ثيلما: اللعنة. أانا اأكره ذلك! أانا اأكره اأن ادعى بالقند س األ تكره انت ذلك لويز: هل ستعتذر ام ل سائق ال شاحنة: ملعونتان. تنظر لويز اإىل شاحنته بعيدا يف امل سافة. توجه البندقية نحوها تاأخذ ثانية لتح شوها ثم ت صيب اإطارين فتنزل اأر ضا. تغو ص ال شاحنة ببطء بعد اأن يخرج الهواء من الإطارين. سائق ال شاحنة: اأوه اللعنة! اأيتها العاهرة! تنظر لويز وثيلما لبع ضهما البع ض. وي ستديران نحو ال شاحنة ويطلقان النار على خزاناتها حتى تنفجر فتتحول اإىل كرة من النار. ي رصخ سائق ال شاحنة من داخل رئتيه. تدير لويز ال سيارة وتبداأ يف ال سري بدوران حول سائق ال شاحنة. ثيلما ولويز تبداآن بال رصاخ ب أاعلى ما يف قدرة راأيتهما. جتل س ثيلما على ظهر املقعد الأمامي و ساقيها على الزجاج الأمامي. سائق ال شاحنة: اأيتها العاهرة: اآههه ه ه ه ه سوف تدفعني ثمن ذلك!!! سوف اجعلك تدفعني ثمن ذلك. هل ت سمعينني! توقف لويز سيارتها متاما مبحاذاته. ثيلما: اقفل فمك. تنطلق لويز مرة ثانية وت سقط ثيلما نحو املقعد اخللفي. تنطلقان بال سيارة تاركني وراءهما غيمة ضخمة من الغبار. خارجي. صحراء.نهارا تقود لويز ال سيارة عرب ال صحراء راجعة اإىلالطريق مارة ببقايا ال شاحنة املحرتقة. وعندما ت صل اإىل الطريق تتوقف. تت سلق ثيلما نحو املقعد الأمامي. داخلي. سيارة-نهارا ثيلما: هيي أاين تعلمت اأن تطلقي النار هكذا لويز: تك سا س.. كنت على حق حول ما حدث يل هناك. تنطلقان بعيدا عن بقايا احلريق. داخلي. سيارة-نهارا بينما تتكلم ثيلماولويز ن سمع صوتيهما فوق امل شهد التايل: لويز ) صوت خارجي( تعلمني ما حدث الي س كذلك ثيلما ) صوت خارجي( ماذا لويز ) صوت خارجي( )مبت سمة( لقد اأ صابنا اجلنون. ثيلما ) صوت خارجي( نعم. خارجي. جانب نيومك سيكو من الطريق-نهارا تقف شاحنة قدمية منحنية من اخللف أامام دورية بولي س ولية نيومك سيكو. ي ستخدم رجل عجوز عتلة ليفتح ال شاحنة. يقفز رجل بولي س دورية ولية نيومك سيكو اإىل خارج ال شاحنة. خارجي.طريق صحراوي. لقطة بالهليوكبرت-نهارا ي سمع صوت ن رشة البولي س خارج امل شهد التايل: تطري طائرة هليوكبرت تابعة للبولي س فوق احلطام املحرتق ل شاحنة الوقود. يلوح سائق ال شاحنة بذراعيه بينما تنزل الطائرة تنفخ القاذورات فوقه. داخلي.منزل ثيلما-نهارا يجل س داريل وهو فاقد الوعي تقريبا يف كر سي كبري. عيناه يحملن نظرة بلهاء وهو يحملق يف اأحد احليطان ثم يف الآخر. داخلي. سيارة. نهارا لقطة مقربة جدا ل رشيط يو ضع يف امل سج ل. داخلي. طائرة FBI نهارا يجل س ماك س و إاىل جواره هال يف الطائرة. يحاول هال اأن يظهر نف سه كمن تعو د على مثل هذه الأمور. يحمل ماك س هاتفا حممول اإىل أاذنه. لقطة مقربة جدا ملاك س ونحن ن سمع عرب الهاتف: من امل شهد. صوت البولي س اخلارجي ي صبح جزءا 170
سينما.. سينما.. سينما بولي س ) صوت خارجي( )على الهاتف(... خاطفني... اطلقوا الر صا ص على ال سيارة... رسقوا سلح ال ضابط... ال شاحنة... ن سفت.. مرعوبا... وجه ماك س ي صبح م ضطربا واكرث جدية من اي وقت حتى الآن. ينظر اإىل هال وهو يقفل الهاتف. ماك س: انت حتى لن ت صد ق هذا. خارجي.طائرة ال FBI نهارا متيل الطائرة إاىل اجلانب ي سارا خارجي. طريق صحراوي نهارا لقطة وا سعه ل سيارة م رسعة عرب ال صحراء على طريق رسيع نحو الغرب. لقطة أاثناء سري ال سيارة.. وجه ثيلما معر ض لل شم س وعيناها مقفلتان. تقود لويز ال سيارة برتكيز وح شي. بالكاد ت شبهان املراأتني اللتني بد أاتا رحلة يف نهاية الأ سبوع نحو اجلبال قبل يومني. وبالرغم من اأن وجهيهما قد لفحته اأ شعة ال شم س بلونها الربونزي وحددت ملحمه بخطوطها وان شعرهما يتطاير بوح شية اإل اأن هنالك اإح سا سا بال سكينة ي سود. خارجي. مهبط الطائرة.نهارا جتل س ثيلما فج أاة. تتجاوزهما سيارة بولي س من ولية اريزونا متجهة نحو ال رشق. ثيلما: خراء لويز.. هل تعتقدي انه راآنا لويز: ل اأدري ولكن دعينا نرتك املكان. من منظور لويز مراآة النعكا س اإىل اخللف تقطع سيارة البولي س عرب الو سط لتبداأ ملحقة الفتيات الأ ضواء تربق وتتلألأ. داخلي. سيارة.نهارا لويز: هل و ضعت حزام الأمان ت ضع ثيلما حزام الأمان. تنطلق لويز بال سيارة تاركة م سافة بينهما وبني سيارة البولي س. تنظر ثيلما اإىل اخللف نحو سيارة البولي س. تبدو خائفة. ثيلما: اأعتقد اأنه كان علينا اأن ن ضع نوعا من اخلطة ملا علينا اأن نفعله اإذا ما األقي القب ض علينا. لويز: نعم هذا صحيح... لن يلقى القب ض علينا. داخلي. سيارة بولي س ولية اريزونا نهارا رجل البولي س يجل س أامام الراديو. رجل البولي س 1... نطلب م ساعدة. مللحقة سيارة خ رضاء تي بريد 1966 رخ صة سبعة واحد ت سعة وليم زيربا آادام... راديوا ) صوت خارجي(: روجر. ان صحك... )ينقطع اخلط(... م سلحون وخطرون جدا... خارجي. املركز الرئي سي لبولي س ولية اأريزونا- نهارا تنطلق سيارات بولي س الولية متدفقة بل توقف خارج موقف ال سيارات اخلا ص بها وا ضوا ؤوها تربق متلألئة بينما يرتاك ض رجال البولي س الآخرون نحو سياراتهم التي ما زالت تقف يف املوقف. داخلي. سيارة نهارا ثيلما: كم نبعد عن مك سيكو لويز: حوايل مائتني وخم سني ميل. ثيلما: كم تعتقدين ت أاخذ هذه امل سافة من الزمن لنقطعها خارجي. طريق صحراوي نهارا الآن هنالك سيارتا بولي س خلفهما حوايل ن صف ميل إاىل اخللف. انهما ت سريان ب رسعة كبرية. طائرة هليوكبرت تابعة للبولي س تلحق بهما وتاأمرهما بالتوق ف. تقف ثيلما وتبعدها. ثيلما: نحن ذاهبتان اإىل املك سيك! داخلي. سيارة نهارا ثيلما )تنظر إاىل اخللف( اوه أاوه. هنالك واحدة أاخرى. لويز وثيلما كلتاهما تنظران اإىل سيارتي البولي س التي تتبعهما. ت ستديران لرتيا مبا رشة سيارة ثالثة لبولي س ولية اريزونا وقد وقفت يف منت صف تقاطع 171
سينما.. سينما.. سينما للطريق الوحيد التى يقطعها منذ أاميال. ت رصخ الثنتان. ت ستدير لويز ب رسعة لتتفادى رضبها يف العر ض. تخرج خارج الطريق وعليها اأن تنا ضل لتعيد سيارتها اإىل الطريق تاركة خلفها غيمة ضخمة من الغبار. لويز: خراء. ثيلما: هل راأيت ذلك الرجل لقد كان مبا رشة يف منت صف الطريق! خارجي. طريق صحراوي نهارا تقرتب سيارتا البولي س الأوىل من نف س التقاطع. اأنهما ي سوقان ال سيارات جنبا إاىل جنب. ما زال هنالك غيمة ضخمة من الغبار تغطي الآن ال سيارة الثالثة يف منت صف التقاطع. داخلي. سيارة البولي س 1 من منظورها نهارا غيمه ضخمة من الغبار تهب عرب الطريق عندما ي صل اإىل التقاطع. تنق شع لتظهر ال سيارة الثالثة يف منت صف الطريق مبا رشة عندما ي صل هو و سيارة البولي س 2 اإىل التقاطع. زاوية على البولي س 1 وهو ي رصخ وينحرف نحو اليمني. داخلي- سيارة البولي س - 3 نهارا زاوية على رجل البولي س 3 وهو يرى سيارتي البولي س يتجهان مبا رشة نحوه ب رسعة 120 كيلومرت/ ال ساعة. ي رصخ ويرب ض يف املقعد. زاوية اخرى سيارة البولي س 1 تنحرف نحو اليمني. سيارة البولي س 2 تنحرف نحو الي سار والثنان بالكاد يخطئان سيارة البولي س 3 زاوية اأ خ ر ى بينما تنطلق سيارة البولي س 1 و سيارة البولي س 2 متجهتان نحو الطريق مبا رشة بجانب بع ضهما. داخلي. سيارة البولي س 3 نهارا يجل س البولي س 3 يف املقعد. ل ي صدق انه مل ميت. يحر ك سيارته وينطلق اإىل الطريق خلفهما. داخلي. سيارة نهارا لويز: تنظر اإىل املراآة اخللفية خراء! ثيلما: ماذا لويز: ماذا! ماذا تعتقدين! ثيلما: اأوه. خارجي. شبح بلدة صحراوية-نهارا تنطلق ثيلما ولويز بني بنايات ما زالت قائمة منذ أان كان القطار مير هناك. هنالك شارعان متوازيان على جانبي ال شارع الذي ت سريان عليه وبينما متران بالبنايات ت ستطيعان اأن تريا سيارة البولي س تزاأر على هذه ال شوارع املتوازية حماولة توجيههم بعيدا عند مرورها. لويز تهزمهم و سيارتها تزعق منطلقة. لويز: كان علينا اأن منلأ سيارتنا قبل أان نن سف ال شاحنة. ثيلما: ملاذا لويز: رمبا سيقب ضون عليناعندما نقف من اأجل الوقود! ثيلما: اأعرف أان هذا كله كان خطاأي اأعرف اأنه كذلك. لويز: هنالك شيء عليك اأن تدركينه الآن يا ثيلما ان هذا لي س خط أاك. ثيلما: لويز... مهما حدث فاأنا سعيدة لقدومي معك. لويز: أانت جمنونة. خارجي. طريق صحراوي-نهارا تنحرف لويز بعيدا عن الطريق وتبد أا يف ال سري عرب ال صحراء. تتوجه سيارات البولي س جميعها نحو ال صحراء مللحقتهما. انهما الآن ملحقتان بحوايل خم س ع رشة سيارة. داخلي. سيارة-نهارا ثيلما: أانت صديقة حقيقية. لويز: اأنت اأي ضا ياعزيزتي اأف ضلهن. ثيلما: أاعتقد انني جننت قليل هوه لويز: كل... أانت دائما كنت جمنونة هذه كانت فر صتك الأوىل للتعبري عن نف سك. ثيلما: اأعتقد أان كل شيء من الآن ف صاعدا سيكون خراء. لويز: غري حمتمل أاتخيل ذلك. ثيلما: اأعتقد أان كل ما سنخ رسه قد خ رسناه على اأي حال. تبت سمان. خارجي. ال صحراء-نهارا املظهر يبدو وك أان هنالك جي شا. لقد ان ضم املزيد من رجال البولي س. ومن كل الجتاهات تتجمع سيارات البولي س عرب ال صحراء بالرغم من أانه لي س اي منهم أامامهن ومن بعيد هنالك طائرة هليوكبرت تن ضم إاىل امللحقة. داخلي. سيارة. نهارا 172
سينما.. سينما.. سينما تنظر ثيلما اإىل أاعلى بعيدا. ثيلما: لويز! لويز: ماذا ثيلما: بحق جهنم ما هذا الذي فوق لويز: اأين ثيلما: فوق بعيدا أامامنا! تبذل لويز جهدا لرتى. مهما يكن فلويز تتدحرج نحوه وال سيارة ترتك الأر ض وهما تطريان يف ال صحراء. لويز: اأوه يا اإلهي! تبداأ لويز يف ال ضحك والبكاء يف نف س الوقت. ثيلما: ماذا بحق اجلحيم هذا! لويز: انه جراند كانيون امللعون! خارجي.ال صحراء. نهارا خلفهما حائط ضخم من الغبار خلفته سيارات البولي س التي تتبعهما.. و أامامهما تظهر اأكرب فاأكرب كل حلظة روعة ورهبة اجلراند كانيون. داخلي. سيارة نهارا ثيلما: األي س جميل!! لويز: اإنه هائل! الدموع تنهمر من عينا لويز فتتدف ق على وجهها وهي تدرك اأنه ل مفر أامامها. تتابع الندفاع باجتاهه دون اأن تبطئ. خارجي. صحراء نهارا جميع سيارات البولي س تتبعهما. بينها وبينهما حوايل ن صف ميل. ال سيارة تهتز وتطري عرب ال صحراء. اأخريا ت سلن على بعد ع رشين ياردة من احلافة فتوقف لويز الفرامل. تنتظر ثيلما ولويز باقي ال سيارات لتلحق بهما. ت صطف سيارات البولي س صفا واحدا حوايل مائة ياردة خلفهما. غبار ال سيارات يندفع فيخرتقهما. إانهما جتل سان ول تفعلن سوى النظر إاىل اجلراند كانيون. من الكانيون ترتفع طائرة ال FBI من أامام ال سيارة. داخلي- سيارة-نهارا ثيلما: يا الهي! انها تبدو كاجلي ش! لويز: كل هذا من اأجلنا تبد أا ثيلما يف ال ضحك. اهتمام لويز ين صب على كيف تتليف نبات ال صبار والعقبات الأخرى التي تقع أامامها. داخلي. طائرة ال FBI نهارا تهبط الطائرة اأر ضا خلف صف سيارات البولي س. من منظور هال يرى ثيلما ولويز متقابلتني وجها لوجه. شكلهما لطيف جدا. ل ميلك اإل أان يتابع النظر اإليهما. ي ستعري املنظار من ماك س. يرى ثيلما ولويز يف ال سيارة. بع ض هدايف البولي س يتدربون على بنادق ن صف اتوماتيكية. ينظر هال اإىل ماك س. هال: هاي! ل تدعهم يطلقوا النار على هاتني الفتاتني. هذا شيءكثري. لديهم بنادق موجهة اإليهما. ماك س: ال سيدات م سلحات يا هال هذا شيء عادي. ابقى هادئا يف مكانك. هوؤلء الأولد يعرفون ماذا يفعلون. يت سلق ماك س ليخرج من الطائرة يجل س هال حلظة ثم يقفز اإىل اخلارج ويتبع ماك س. البولي س )خماطبا وراء مكرب ال صوت( هنا دورية رشطة اأريزونا. اأنتما مقبو ض عليكما. 173
سينما.. سينما.. سينما انتما تعتربان م سلحتني وخطرتني. اي ف شل يف إاطاعة الأوامر يعترب فعل اإعتداء علينا. داخلي. سيارة-نهارا ثيلما: والآن ماذا لويز: لن ن ست سلم يا ثيلما. ثيلما: اإذا لن ن سمح باعتقالنا. لويز: عن ماذا تتكلمني ثيلما: )ت شري إاىل اجلراند كانيون( اذهبي لويز: اذهب تبت سم ثيلما لها. ثيلما: اذهبي اليدي مرتفعة يف الهواء خارجي. صحراء نهارا هال على و شك اخلروج من جلده. ل ي صدق أان هذا املو ضوع بداأ يخرج عن سيطرته يقفز أامام ماك س. هال: ماك س! دعني اأخاطبهما! ل اأ ستطيع اأن اأ صدق هذا! عليك اأن تفعل شيئا هنا! يدور ماك س حول هال ويتابع سريه. يقفز هال أامام ماك س مرة ثانية وي سد طريقه. هال: اآ سف لإزعاجك اعرف اأنك م شغول حقا الآن ولكن كم من املرات يا ماك س كم من املرات على هذه املراأة اأن تتحمل الإذلل ميكنك اأن ترفع ا صبعك فتخل ص عجيزتها ومع ذلك فاأنت ل تفعل ذلك. ماك س )مي سك هال(: اأم سك نف سك! انت بعيد جدا عن الف صل العادل يف هذه الق ضية والآن تف ض ل! إاهداأ! ل جتعلني أاندم على ا صطحابك إاىل هنا! يرتك ماك س صدر سرتة هال. هال )حتت اأنفا سه( خراء! ل اأ ستطيع اأن اأ صدق هذا! ي سري هال وعلى وجهه مظهر غري املقتنع. اإنه يهز راأ سه. تدريجي ا ي رسع قافزا ويبداأ يف الجتاه نحو اخلط الأمامي. ماك س )ي رصخ( هاي. هاي! يرك ض هال الآن ويبعد ال صف الأمامي من ال سيارات. هنالك فو ضى عارمة بني ال ضباط عند ال صف الأمامي. البع ض ي رصخ والبع ض الآخر يخف ض بنادقه لريى. ضابط أاريزونا 1: ماذا بحق اجلحيم! ضابط اأريزونا 2 )يخف ض بندقيته( ابن الكلب يقف يف طريقي! داخلي. سيارة نهارا ما زالتا تنظران اإىل بع ضهما البع ض نظرة قا سية. ثيلما: أانت صديقة طيبة. لويز: أانت اأي ضا يا حلوتي أاح سن واحدة. تبداأ مو سيقى ب ب كينج بعنوان»من الأف ضل ال تنظر اإىل اأ سفل«. بانها متفائلة و سعيدة جدا. لويز: هل أانت متاأكدة. تهز ثيلما راأ سها باملوافقة. ثيلما: ا رضبيها.. جتهز لويز ال سيارة للإنطلق وتطلقها. خارجي. صحراء نهارا تت سع عينا هال حلظة ملا يراه ثم يلب سه اإح سا س بالهدوء ونرى على فمه كلمة»ح سنا «. اغنية ب.ب كينج ) صوت خارجي( كنت أاجتول ر أايت بع ض الأ شياء نا س يتحركون أا رسع من رسعة ال صوت ا رسع من ر صا صة م رسعة. نا س يعي شون ك سوبرمان كل النهار وكل الليل. لن اأقول إان كان هذا خاطئا ولن أاقول انه صحيح. أانا نف سي رسيع جدا. ولكن لدي ن صيحة أاود اأن اأن رشها هنا متاما يف كلمات هذه الأغنية... خارجي. صحراء-نهارا يخف ض رجال ال رشطة اأ سلحتهم وقد غط ت وجوههم نظرات ال صدمة وعدم الت صديق. تهب غيمة من الغبار تخرتق الإطار بينما تبحر ال سيارة امل رسعة فوق حافة الهوية. اغنية ب.ب كينج ) صوت خارجي( من الأف ضل األ تنظر اإىل الأ سفل إاذا ما كنت تريد متابعة الطريان. ضع املطرقة اإىل اأ سفل واتركها منطلقتا باأق صى رسعة. من الأف ضل األ تنظر إاىل الوراء واإل ف ستجه ش بالبكاء. با ستطاعتك إابقاءها متحركة إاذا مل تنظر إاىل أا سفل. اإظلم تدريجي النهاية 174
سينما.. سينما.. سينما دور املونتاج في الùسينما ]] ترجمة عبد الهادي الراوي [ أاندري تاركوفùسكي ي صعب التفاق مع اخلطاأ ال شائع القائل ان املونتاج هو العن رص الرئي س املكون للفيلم وان الفيلم يت شكل على طاولة املونتاج. فكل الفنون تتطلب مونتاجا وجتميعا وتهيئة للأجزاء. لكننا ل نتكلم هنا عن ما يقرب ال سينما من الأنواع الأخرى للفنون بل عما يجعلها ل ت شبه تلك الفنون.اننا نريد اأن نفهم خ صو صية ال سينما. ففيم اإذن يكمن دور املونتاج املونتاج يقرن الكوادر امل شبعة بالزمن ل باملفاهيم كما يعلن غالبا موؤيدو ما ي سمى «ال سينما املونتاجية«. ان اللعب باملفاهيم لي س امتيازا خا صا بال سينما. لذا فان جوهر التعبري ال سينمائي ل يكمن يف مونتاج املفاهيم. ان لغة ال سينما يف خلوها من اللغة من املفاهيم من الرمز. وال سينما خمبوءة كلها يف داخل الكادر لدرجة اأن ت ستطيع بعد م شاهدة كادر واحد كما اأعنقد- ت ستطيع اأن تقول واثقا مدى موهبة الن سان الذي صوره. 175 [ مرتجم وخمرج سينمائي عراقي. ]] حما رضة )دور املونتاج يف ال سينما( للمخرج الرو سي الراحل.
سينما.. سينما.. سينما ان املونتاج يف ناية املطاف لي س سوى ن سخة مثالية لل صق اللقطات. لكن هذة الن سخة املثالية خمبوءة يف املادة ال سينمائية امل صورة على ال رشيط. ان مونتاج الفيلم بطريقة احرتافية صحيحة والعثور على الن سخة املثالية للمونتاج يعني عدم اعاقة توحيد امل شاهد املنعزلة ذلك اأن هذه امل شاهد قابلة م سبقا للمونتاج بحد ذاتها حيث يعي ش يف داخلها القانون الذي ينبغي االح سا س به واجراء الل صق وتق صري هذه اللقطة اأو تلك بناء عليه ان قانون تنا سب اللقطات وعالقاتها يكون أاحيانا غري سهل اأبدا )خا صة حني يكون امل شهد م صورا ب صورة غري دقيقة( وعندها ال يكون العمل على طاولة املونتاج جمرد ربط ميكانيكي الأجزاء بل سريورة موؤملة يف البحث عن مبد أا توحيد الكوادر يت ضح خاللها بالتدريج خطوة بعد اأخرى جوهر الوحدة املخبوء يف املادة امل صورة منذ فرتة الت صوير. جند هنا علقة ارجتاعية خا صة: البنية املخبوءة يف الكادر تعي نف سها يف املنتاج بف ضل خوا ص مميزة للمادة امل صورة مثبتة يف الكادر يف وقت الت صوير. املادة امل صورة تك شف يف املونتاج عن جوهرها الذي يرت شح يف طبيعة الل صقات ذاتها يف منطقها التلقائي احلال فيها. فيلم»املر آاة«قد م نتج بجهود جبارة وكان هناك اأكرث من ع رشين ن سخة من املونتاج للفيلم.اأنا ل اأق صد تغيري بع ض الل صقات بل تغيريات جذرية يف البنية يف تعاقب امل شاهد نف سه. وقد بدا لنا يف بع ض الأحيان اأن الفيلم ع صي على املونتاج متاما وهذا يعني اأن أاخطاء ل تغتفر قد حدثت أاثناء الت صوير. كان الفيلم يتداعى ول يريد أان يقف على قدميه. وكان يتبعرث على مراأى منا ومل يكن فيه اي كمال ول رابط داخلي ول التزام ول منطق داخلي.وفج أاة قي يوم رائع حني وجدنا امكانية املجازفة بتغيري أاخري انبثق الفيلم. املادة امل صورة انتع شت و صارت أاجزاء الفيلم تعمل وك أانها مربوطة بنظام دموي واحد فولد الفيلم اأمام أاعيننا أاثناء عر ض هذه الن سخة املونتاجية النهائية. مل أا ستطع اأن اأ صدق بعد فرتة طويلة أان املعجزة قد حدثت و أان الفيلم قد الت أام. لقد كان ذلك اختبارا جادا ل صحة ما عملناه أاثناء الت صوير. فقد كان وا ضحا اأن ربط الأجزاء يعتمد عى احلالة الباطنية للمادة امل صورة. كان وا ضحا اأن التحام الأجزاء يعتمد على حالة املادة الباطنية. واذا كانت هذه احلالة قد ظهرت يف املادة امل صورة منذ عملية الت صوير واذا كنا مل ننخدع باأن هذه احلالة قد انبثقت فيها فعل فان الفيلم ل ميكن اأن ل يلتئم لأن ذلك سيكون خمالفا للطبيعة. لكن لغر ض اأن يحدث ذلك كان ينبغي اأن تو صل اىل املغزى اىل مبداأ احلياة الباطنية للأجزاء امل صورة. وحني حدث ذلك بحمد اهلل حني وقف الفيلم على قدميه اأح س سنا كلنا وكاأن حمل ثقيل قد انزاح عن صدورنا. ان ما يحدث يف املونتاج هو أان الوقت ذاته اجلاري يف الكادر يلتحم. يتكون فيلم»امل ر آاة«مما يقارب مئاتي كادر. وهذا عدد قليل اذا اأخذنا باالعتبار اأن فيلما بالطول ذات يتكون يف العادة من خم سمئة كادر تقريبا. ان عدد الكوادر القليل يف فيلم»املر آاة«هو الذي حدد اأطوالها. اأما فيما يخ ص ل صقات الكوادر فهي التي تنظم بنية الفيلم لكنها ال ت صنع ايقاع الفيلم على ح سب الفكرة ال شائعة. فايقاع الفيلم ين س أا وفقا لطبع ذلك الزمن ال ذي يجري يف الكادر وال يتحدد ب أاطوال االأجزاء املمنتجة بل بدرجة توتر الزمن الذي يجري فيها.ان الل صقة املونتاجية ال ميكنها حتديد االيقاع فاملونتاج هنا ال يعدو أان يكون يف اأف ضل ا أالحوال أاكرث من عالمة اأ سلوبية. واأكرث من ذلك: فان الزمن ال يجري يف الفيلم بف ضل الل صقات بل على الرغم منها بالطبع اذا ا ستطاع املخرج أان يكت شف ب صورة صحيحة طبيعة جريان الزمن يف االأجزاء املنفردة. الوقت املدرج يف الكادر بالتحديد هو الذي ميلي مبداأ املونتاج هذا أاو ذاك. ولهذا ل ميكن منتجة كادرات مع بع ضها البع ض اذا كان قد ث بت فيها -مبدئيا- طبع خمتلف جلريان الزمن. وهكذا ل ميكن مثل مونتاج الزمن احلقيقي مع الزمن ال صطلحي مثلما هو احلال حني ي ستحيل ربط اأنابيب املاء ذات القطر املختلف. وميكن ت سمية ات ساق الزمن اجلاري يف الكادر توتره اأو بالعك س «ا سرتخاءه«ب ضغط الزمن يف الكادر. وتبعا 176
سينما.. سينما.. سينما لذلك فان املونتاج ي شكل و سيلة لربط االأج زاء مع اعتبار ال ضغط يف الزمن فيها. ان وحدة االح سا س بالن سبة لكوادر خمتلفة ميكن اأن تكون نتيجة لوحدة ال ضغط االحلاح درجة ال ضغط التي حتدد اأيقاع الفيلم. ترى كيف ن ستقبل الزمن يف الكادر ان هذا ال شعور اخلا ص ين ساأ هناك حيث يكمن االح سا س مبدلول خا ص خلف ما يجري- م ساو حل ضور احلقيقة يف الكادر. حني تدرك بو ضوح اأن ما تراه يف الكادر ال يقت رص على اخلط الب رصي بل يلم ح اىل شيء ما ينت رشخارج الكادر اىل ما ي سمح باخلروج من الكادر اىل احلياة. يعني اأن النهائية التعبري التي تكلمنا عنها آانفا تك شف عن نف سها هنا من جديد. ان الفيلم اأغنى مما يعطينا مبا رشة عن طريق التجربة )اذا كان الفيلم فيلما حقيقيا طبعا(. ونكت شف فيه من االأفكار اأكرث مما ضم نه املوؤلف ب صورة واعية. وكما اأن احلياة اجلارية مبا رشة املتغرية تعطي كل شخ ص امكانية تف سري كل حلطة من حلظاتها واالح سا س بها كذلك الفيلم احلقيقي الذي ث بت الزمن على رشيطه ب شكل صحيح ممتدا خارج حدود الكادر يعي ش يف الزمن كما يعي ش الزمن فيه. ان خ صو صية ال سينما كما اأرى- يبغي البحث عنها يف هذه ال سريورة الثنائية بالتحيد. ي صبح الفيلم حينئذ شيئا اأكرب من جمرد رشيط موجود ا سميا م صورا ومل صقا واأكرث من الق صة اأو املو ضوع الذي صنع على اأ سا سه.وي صبح الفيلم وكاأنه م ستقل عن ارادة موؤلفه اأي ي صبح م شابها حلياة ذاتها. اأمه ينف صل عن م ؤولفه ويبداأ باحلياة حياته اخلا صة متغريا يف ال شكل واملعنى عند ا صطدامه باملتفرج. اأنا أارف ض فهم ال سينما على اأنها فن املونتاج ل سبب اآخر هو اأن هذا الفهم ال يعطي للفيلم امكانية االمتداد خ ارج جم ال ال شا شة اأي ان حق املتفرج بو صل جتربته اخلا صة مع ما يراه على ال شا شة ال ي وؤح ذ بنظر االعتبار. ان ال سينما املونتاجية تقدم للمفرج أالغازا وحزورات وجتربه على حل شفرات الرموز واال ستمتاع باال ستعارات م ستنجدة بالتجربة العقلية للمتفرج. لكن كل لغز من هذه ا أاللغاز ميلك مع االأ سف حله اخلا ص امل صوغ بدقة. حني يقارن ازين شتني يف فيلمه»اأكتوبر«بني كريني سكي والطاوو س فان هذه الو سيلة ت صبح م ساوية لهدفها. فاملخرج ي سلب املتفرج امكانية ا ستعمال عالقته مبا يراه يف هذه ا أالحا سي س. وهذا يعني ان و سيلة ت صميم التعبري ت صبح هنا هي الهدف ذاته يف حني يبداأ امل ؤولف بهجوم عام على املفرج فار ضا عليه عالقته اخلا صة هو مبا يجري. معلوم ان مقارنة ال سينما بهذه الفنون الزمنية مثل الباليه أاو املو سيقى مثال ترى أان اخلا صية التي متيزها تكمن يف اأن الزمن املثبت على ال رشيط يخ صل على شكل حقيقي مرئي. ان الظاهرة املثبتة على ال رشيط ذات مرة ست ستقبل دائما وب شكل متعادل بكل م عطاها الثابت. القطعة املو سقية نف سها ميكن عزفها باأ شكال خمتلفة وميكن اأن تاأخذ اأوقاتا خمتلفة يف أاطوالها وبكلمات اأخرى ان الزمن يف املو سيقى له طبع فل سفي جمرد. اأما ال سينما فت ستطيع أان تثبت الزمن يف عالماته اخلارجية التي ميكن ا ستيعابها ح سيا. ولهذا ي صبح الزمن يف ال سينما هو اأ سا س االأ سا سات كما يكون هذا االأ سا س يف املو سيقى هو ال صوت ويف الر سم هو اللون ويف الدراما هو ال شخ صية. وهكذ فان االيقاع لي س تعاقبا موزونا لالأجزاء. انه يتكون من ال ضغط الزمني داخ ل الكوادر وااليقاع حتديدا كما أاعتقد هو العن رص الرئي س املكون لل شكل يف ال سينما ولي س املونتاج كما هو شائع. اأكرر: املونتاج موجود يف كل فن من الفنون كعالمة لالختيار الذي يقوم به املوؤلف اختيار وربط ال ميكن الأي فن من الفنون أان يوجد بدونه. اأما خ صو صية املونتاج فتكمن يف اأنه يربط الزمن املدرج يف االأجزاء امل صورة. املونتاج هو ل صق ا أالجزاء اجلزيئات التي حتمل يف داخلها زمنا مت شابه اأو خمتلف الكثافة. ويعطي ربط هذه ا أالجزاء اح سا سا جديدا بجريان هذا الزمن ذلك االح سا س احلا صل نتيجة ملرور الكوادر التي تقل صها الل صقات وتقتطع الزائد منها. لكن خ صو صيات الل صقات املونتاجية كما قلنا أاعاله م ضمنة يف االأجزاء املمنتجة ذاتها واملونتاج اليعطي سمة جديدة اأبدا 177
سينما.. سينما.. سينما بل ي ظهر فقط ما هو موجود فعال يف الكوادر املربوطة. ان املونتاج كما لو يكون قد اأ خذ باالعتبار م سبقا اأثناء الت صوير وكما لو اأنه كان مربجما يف طبيعة املادة امل صورة. ولهذا فان ما يخ ضع للمونتاج هو االأطوال الزمنية التي ثبتتها الكامريا كثافة وجودها ولي س رموزا نظرية وال حقائق ت شكيلية حم سو سة وال ان شاءات منظمة موزعة يف امل شهد بقليل أاو كثري من الرباعة.ولي س مبفهومني معينني ينبغي لربطهما اأن ينتج»معنى ثالث«مزعوم. اأي اأن ما يخ ضع للمونتاج كل تنويعات احلياة التي ت ستقبلها العد سة وت ض من يف الكادر.ان اأف ضل ما يثبت صحة راأيي هو جتربة ازن شتني نف سه. فحني جعل االيقاع متعلقا بطول اللقطة اأي بالل صقات ك شف افال س فر ضياته االبتدائية يف تلك احلاالت التي خانه فيها احلد س ومل ميالآ االأجزاء التي مينتجها بالتوتر الزمني املطلوب لل صقة املعينة. لناأخذ مثال م شهد املعركة قرب بحرية ت شود سكايا يف فيلمه»األيك سندر نيف سكي«. فقد حاول اي صال الدينامية الداخلية للقتال على ح ساب تعاقب املونتاجي للقطات الق صار والق صار جدا يف بع ض االأحيان من دون أان يفكر مبلئ الكوادر املختلفة بالزمن املتوتر. لكنه وعلى الرغم من تخاطف الكوادر الق صرية فان االح سا س برتاخي وبتكلف ما يجري على ال شا شة مل يغادر املتفرج. وهذا يحدث ب سبب غياب حقيقة الزمن يف بع ض الكوادر. هذه الكوادر ال ساكنة والفقرية ال دم. ولهذا طبيعي اأن يظهر تناق ض بني املحتوى الداخلي للكادر الذي مل ي ضم ن اأية سريورة زمنية فاأ صبح بذلك ا صطناعيا وال مباليا بالن سبة لهذه ال ك وادر وتقت رص عالقته بها على الل صقات امليكانيكية. ونتيجة لذلك ال ت صل اىل املتفرج تلك االأحا سي س التي ينتظرها املبدع الذي مل يجهد نف سه با شباع الكادر باالأحا سي س ال صادقة جلريان الزمن يف هذا امل شهد اأو ذاك من املعركة االأ سطورية. االيقاع يف ال سينما ينتقل خالل حياة ال شيء املرئية املثبة يف الكادر وكما نحدد طبيعة املجرى يف النهر وقوته من خالل رع شة صخرة صغرية فان حركة الزمن تنقلها لنا ال سريورة احلياتية ذاتها وطبيعة جريانها امل ستن سخة يف الكادر. املخرج ال سينمائي يك شف عن شخ صيته من خالل االح سا س بالزمن من خالل االيقاع قبل كل شيء. ويلون االيقاع العمل الفني بعالمات أا سلوبية حمددة. وهو ال ي بتكر أاو يبنى بو سائل عقلية. بل يجب اأن يظهر حيويا انطالقا مما مييز املخرج من االح سا س باحلياة بح سب كيفية حتقيقه للزمن. اأنا اأت صور اأن على الزمن اأن يجري يف الكادر با ستقاللية وك أانه يجري من تلقاء نف سه وعندها ست حل امل سائل بدون جلبة وفو ضى وم ساعدات ايقاعية. ان االح سا س بااليقاع يف الكادر بالن سبة يل... كيف أاعرب عن ذلك ي ساوي االح سا س بالكلمة ال صادقة يف االأدب. ان الكلمة غري الدقيقة يف ا أالدب وعدم دقة ا أاليقاع يف ال سينما تخربان صدق العمل. تظر هنا صعوبة طبيعية. اأود مثال أان يجري لزمن يف الكادر با ستقاللية لكي ال ي شعر املتفرج باأي خرق اأو ضغط على تلقيه ولكي»ي ست سلم لالأ رس«طوعيا ويبداأ باالح سا س مبادة الفلم وك أانها جتربته اخلا صة واعرتف بها و أادخلها يف نف سه ب صفة جتربة جديدة ا ضافية خا صة به. لكن يا للمفارقة! فان اح سا س املخرج بالزمن يت رصف ك ضغط على املتفرج. فاملتفرج ام ا اأن»ي سقط«يف ايقاعك وعندها يكون معك واما ان ال»ي سقط«وعندها ال يح صل االت صال. وم ن هنا يظهر عند املخرج»متفرجه«اخلا ص وهو ما يبدو يل طبيعيا وحمتوما. وهكذا فاأنا اأرى مهمتي يف خلق جمرى متفرد خا ص بي للزمن واي صال اح سا سي يف الكادر بحركته ومب ساره. و سيلة الربط املونتاج يقطع م ساره يقاطعه وي صنع خا صيته اجلديدة يف ا آالن ذاته. ت شويه الزمن: هو و سيلته للتعبري االيقاعي. والنحت على الزمن ه ذا ه و امل ون ت اج ه ذا ه و التعبري ال سينمائي. ولهذا فان ربط كوادر ذات توتر زمني خمتلف ال ينبغي اأن ي ستدعى اىل احلياة بتع سف املوؤلف بل بال رضورة الباطنية وينبغي أان يكون حيويا للمادة ككل.. واذا 178
سينما.. سينما.. سينما ا اختلت حيويةهذه االنتقاالت الأي سبب كان ف ستظهر وت صبح شاخ صة للعيان تلك التوكيدات املونتاجية العر ضية التي ما كان للمخرج اأن ي سمح بها.ان اأي تعويق أاو ت رسيع م صطنع مل ين ضج داخل الكادر وان عدم الدقة يف تغيري االأيقاع الزمني سينتج ل صقة مزيفة اعالنية. ان ربط قطع غري متكافئة باملعنى الزماين سيقود ال حمالة اىل ق صور ايقاعي. لكن هذا الق صور اذا كان معد ا من احلياة الباطنية للقطع املربوطة فيمكن اأن يكون رضوريا لغر ض فرز الر سم االيقاعي املطلوب. لنقارن بني خمتلف التوترات الزمنية جلدول وفي ضان ونهر و شالل. ان ربطها ميكن اأن يعطي ر سما ايقاعيا فريدا ي صبح ب صفته نبتة حيوية جديدة- شكال للتعبري عن اح سا س املوؤلف بالزمن. ومبا ان االح سا س بالزمن هو ادراك للحياة متاأ صل حيويا عند املخرج والوتر الزمني يف القطع املمنتجة هي التي متلي هذه الل صقة أاو تلك كما اأ سلفنا-فان املونتاج يك شف باأو ضح ما يكون يف اأ سلوب هذ املخرج اأو ذاك. فان عالقة املخرج بفكرته تتك شف عن طريق املونتاج الذي تاأخذ فيه اأيدولوجيا املحرج جت سيدها النهائي. اأعتقد ان املخرج الذي ي ستطيع منتجة اأفالمه ب سهولة وباأ شكال خمتلفة هو حمرج سطحي و ضحل. فاأنت ت ستطيع دائما تعر ف مونتاج بريغمان وبري سون وفيلليني ولن تخلط بني مونتاجهم ومونتاج شخ ص اآخر الأن مبداأ مونتاجهم ال يتغري. لي س للمخرج اأن ياأتي اىل ساحة الت صوير بحالة خمتلفة الأن امل شكلة االأ سا س هي املحافظة على املغزى واحلفاظ على وحدة االيقاع يف كل م شهد. إالحùساSس بااليقاع االيقاع من حيث املبداأ واحد. انه االيقاع الذي يولد عند توا صل املخرج مع احلياة مع ما ي صور ما يحاول بعثه اأمام عد سة كامريته. ان هذه احلالة مهمة للمخرج مثلما هي مهمة للمثل اذا اأراد اأن يكون صادقا يف الكادر. اذا ان املخرج يح رض اىل الت صوير خامال اليعرف ما عليه اأن يعمل وغري م ستعد للت صوير فلن ي صور شيئا يف هذه احلالة واذا صور فلن ميم نت ج ما ي صوره مع الفيلم أاو مع تلك االأجزاء التي صورها وهو يف حالة ابداعية. لكن مبا ان الفيلم هو عمل يومي فان أا سواأ ما يف هذه ال سريورة هي االنرتوبيا حال ت شتت الطاقة االبداعية وفقدان احلالة االأ صلية. املخرج يف نهاية االأمر حاله حال املو سيقي قائد الفرقة مثال ال ي ستطيع أان ال ي سمع الزيف ففي ذلك تكمن حرفته. وهذا هو شعور»ال سمع«وهو باأهمية ال شعور بااليقاع واالح سا س بايقاع احلياة التي جتري بجانب املخرج تلك احلياة التي يحاول تثبيتها على ال رشيط. هناك راأي شائع مفاده أان تنظيم ايقاع الفيلم يتطلب وجود م شهد رسيع يعقبه م شهد بطيئ و أان تتابع هذه امل شاهد يولد ذلك االح سا س بالوحدة االيقاعية التي ت سمى بال سينما املونتاجية. وهنا يتبني اأن ال شيء من هذا القبيل. وهذا ال عالقة له بال سينما على االطالق. هل سبق اأن شاهدمت فيلم روبرت بري سون»mouchette«)فيلم نخبوي من انتاج فرن سا سنة 1967. املرتجم(. اأنا مل اأر هناك م شهدا واحدا تعاقب مبثل هذه الطريقة. وكل كادر من كوادر الفيلم م صو ر برتابة من قبل شخ ص واح د. وميكن الظن اأن هذه الكوادر كلها قد ص ورت يف اآن واحد وكاأن ستمائة كامريا كانت من صوبة يف آان واحد ومثل ستمائة بديل و ص ور ستمائة بديل. وبقدر متاثل هذه الكوادر فهي معب أاة بايقاع واحد وب شعور واحد. وال وجود هناك للحظة واحدة من الزيف. وباملنا سبة فهذا هو املخرج الثاين يف عدد مرات االعادات. ف شابلن كان ي صور أاربعني اعادة وبري سون اأي ضا كان ي صور اأربعني اعادة اأي ضا. النه ال يقبل ب أاي ابتعاد عن الدقة مهما كان ضئيال يف نربة الكادر يف حركة الكامريا يف املكان الذي ينبغي للممثل أان ي صل اليه يف امليزانني اأما يف حالة اللقطة الكبرية فمن باب اأوىل. حيث يح سم امل س أالة ال سنتيمرت الواحد. وي ستمر يف اعادة الت صوير حتى ي صل اىل نوع من االن سجام احل سا س بني فكرته وجت سيدها. اأما عند شابلن فرنى هذا بطريقة اأخرى الأن احلديث هناك يجري حول احلركة اللدنة )platiity( وتثبيتها وامكانية أان تكون تعبريية باأق صى ما يكون. اليوم شاهدمت عمال ملخرج معاك س متاما هو فيلليني 179
سينما.. سينما.. سينما حيث كمية امل شاعر هائلة والبهجة وحب احلياة والطيبة واحلب واملرح. انه هكذا ان سان ع رص النه ضة ان سان فائق الطيبة. والحظوا انكم جت دون اأن كل امل شاهد اأي ضا وكل الكوادر م صورة بالطريقة ذاتها. اأنا واثق اأنها م صورة بالطريقة ذاتها وال ميكن اأن تكون غري م صورة بالطريقة ذاتها. ولو كان خمرجا متو سط احلال ل صورها ب شكل خمتلف. مع العلم اأين ال اأتكلم عن املونتاج فالكادر ميكن اأن يكون طول وقته ثانية وحدة اأو ثالث دقائق قامل ساألة لي ست يف طول الكادر. بل يف اأنه م صو ر يف ايقاع واحد يف حالة واحدة تلك احلالة التي توحي للمخرج بعالقته بالواقع. هذا هو نب ضه الذي يذوب يف ايقاع الفيلم. وهنا كاأن نب ضه وايقاع احلياة ونب ض املادة امل صورة متوحدة. ان هذا الثالثي هو الذي ينظم هوية ال سينما. لن ت صبحوا يوما فنانني اذا قط عتم لقطات البوناراما ومنتجتموها يف نهايات امل شهد املختلة. ولن متنتجوا الفيلم ب أاية درجة كانت اذا رصمت ت أاخذون كوادر من م شهد وتل صقونها باآخر مع ان هذا يحدث كثريا. ولن تتو صلوا اىل اأي شي اذا قطعتم اللقطة الكبرية اىل ثلثة اأجزاء وال رشيك اىل ثلثة أاجزاء ومنتجت هذه الأجزاء ال ستة يف م شهد حوار اذا مل يكن امل شهد خمططا له بهذه الطريقة م سبقا. منتجوا ذلك يف حالة واحدة هي اأن امل شهد كان م صورا بطريقة سيئة. وهذا سيكون ممنتجا بطريقة سيئة اأي ضا و سيبدو امل شهد سيئا. و سيكون له جمرد وهم متام أاما التمام احلقيقي ف سيبقى بعيدا عن امل شهد. اتذكرون يف فيلم»احلياة احللوة«حيث يوجد بع ض الأجزاء اأعني امل شهد الأخري على ال شاطئ حيث جتري العربدة. هناك م شهد حيث يخرجون اىل ال شارع حتت اأ شجار ال صنوبر ويتجهون اىل البحر ويتوقفون هنيهة. هناك لقطتان اأو ثلثة لقطات مونتاجية بدون اأية حركة م صورة من نقطة واحدة على ال ضد من امل شهد ال سابق حيث الكثري من احلركة يف الكادر نف سه والكوادر الأخرى امل صورة متحركة. وعلي اأن اأقول لكم اأن هذا ل يعني اأن يف هذه الكوادر أايقاع اآخر. ان هذا يعني اأن الن سان موجود يف حالة أاخرى وانه ينظر اىل الفعل ذاته يف املكان ذاته واأن شيئا ما عنده يت صدع وان قلبه تت سارع نب ضاته اأو بالعك س يتوقف قلبه. اأي يظهر لديه اح سا س بتبدل اليقاع ولي س تبدل احلالة. اأي ان الزمن ي رشع بالتغري. انه يبداأ بالن ضغاط وكلما كانت احلركة اأقل كان الزمن اأ شد ان ضغاطا. حركة ال شخ ص الراك ض مثل وبانوراما ال شخ ص الراك ض هي الكادر امل صور الأكرث بدائية. الكوادر الثابتة مع وجود شخ ص راك ض فيها هي شيء آاخر متاما اأما الكامريا الثابتة مع شخ ص واقف كان برك ض يف الكادر ال سابق فهي شيء ثالث. املو ضوع ي ستحق التفكري والتاأمل. تذكروا م شهد اخلروج من القلعة امل شهد ما قبل الأخري. كل لقطات املرور م صورة بكامريا متحركة/ وكلها على الطلق م صورة من على ال سكة. قد ي ساأل اأحدهم: ما الداعي لهذا الحلاق جزء واحد جزء ثان جزء ثالث كلها متحركة بايقاع واحد. اأي اأن هناك ستظهر رضورة لتنظيم الكادر بطريقة معينة. وفعل ينظم قبل كل شيء- بحركة الكامريا. يعني اأن هذا هو»لبا س«معني اأكرث خارجية لليقاع يف امل شهد: حركة الكامريا. لأن لها علقة مبا رشة بالزمن. اأنتم ت ستطيعون اجبار الزمن على التحرك ببطء أاو ب رسعة اعتمادا على كيفية حتريك الكامريا ن سبة اىل الفعل. لكنكم تذكرون فيلم»mouchette«وكيف كانت حركة الكامريا. انها تتحرك هناك ب شكل ل ي صدق. وب صورة عامة فكل شيء عند بري سون مبني على امليلليمرتات وال سنتيمرتات وامليلليغرامات. انه مثل ال صيديل. فهناك توجد موازين حتليلية حيث كل ذرة تو ضع يف امليزان لها اأهميتها. اأما عند الآخرين فهذا لي س له مثل هذه الأهمية وميكنهم العمل بخ شونه اأكرث. لكن هذا ل يجعلهم اأقل موهبة لكن علي اأن اأقول لكم اأن العبقرية واملوهبة مفهومان خمتلفان متاما وال شخ ص الذي ميكن اأن يكون موهوبا جدا ل ميكنه اأن يكون عبقريا اأما العبقري فيمكن اأن يكون موهوبا جدا. الق ضية هنا اأن بري سون ي ستعمل احلد الأدنى من الو سائل انه متق شف. ولغر ض اعادة ابداع الطبيعة ل يحتاج ال لقطع ورقة من شجرة واأخذ نقطة ماء من جدول والكتفاء بوجه املمثل وتعبري عينيه. ولو كان بامكانه ت صوير تعبري 180
سينما.. سينما.. سينما الوجه ملا احتاج للمثل ب صورة عامة. وهذا يهزين دائما. مع العلم أان الفيلم عند بري سون كلما كان اأكرث كمال كان ال شعور بتمل ص احلقيقة التي يك شفها لنا اأكرث اأيلما. لديه فيلم ا سمه»حماكمة جان دارك«. والفيلم كله مبني على ان جان تخرج من الباب والكامريا تتابعها بحركة بانارامية جتل س على كر سي مقابل املحقق الذي يحقق معها الذي يخرج يف الآن ذاته من باب اآخر ويجل س قبالتها وبعد ذلك لقطة كبرية جلان او لقطة كبرية للمحقق وهكذا حتى نهاية امل شهد. وبعد ذلك تتابع الكامريا بحركة باناراما جان اىل الباب وينتهي امل شهد. ان مثل هذه الب ساط لي ست بتلك الب ساطة التي تبدو فيها. انها ب ساطة عبقرية. ينبغي بالطبع معرفة قوانني احلرفة كما ينبغي معرفة قوانني املونتاج اأي ضا لكن االبداع يبداأ من حلظة ك رس وتعديل هذه القوانني. ولهذا فكون تول ستوي اأقل من بونني يف نقاء االأ سلوب واأن رواياته مل تكن تتميز بذلك البناء والكمال الذي مييز اأي ق صة من ق ص ص بونني ال يجعلنا نحكم باأن بونني اأف ضل من تول ستوي. ونحن ال نت سامح مع جمل تول ستوي الثقيلة فقط بل نبداأ بحبها ك سمة خا صة كمكون من مكونات شخ صيته. فحني تكون اأمامك شخ صية كبرية فانك ت ستقبلها مع»نقاط ضعفها«التي تتحول ف ورا اىل خوا ص جلماليتها. فلو ا ستقطعنا و صف دو ستويف سكي الأبطاله من سياق رواياته الأ صابتنا الده شة فهم دائما بارعو اجلمال شفاههم متوهجة ووجوههم شاحبة وما اىل ذلك. لكن ذلك كله ال يوؤثر علينا الأننا ال نتكلم هنا عن حمرتف اأو جهبذ بل عن فنان وفيل سوف. كان بونني يحرتم تول ستوي احرتاما ال حدود له لكنه كان يعتقد اأن»اأن ا كارينينا«مكتوبة ب شكل سيئ وحاول كتابتها من جديد.لكنه طبعا مل ينجح.الأن مثل هذه االأعمال ت شبه الكائنات احلية لها دورتها الدموية وال ميكن امل سا س بها من دون تعري ض حياتها خلطر املوت. ان اتباع قوانني املونتاج اأي ربط االأجزاء ال يعني كل اأف ضل االأفالم ممنتجة بهذه الطريقة. ال بل بالعك س. فهذه ا أالفالم ممنتجة على خالف املبادئ االأ سا سية القوانني االأ سا سية. فمثال فيلم غودار»على النف س االأخ ري«ال جتد فيه ل صقة تقليدية أاو ميكن القول كال سيكية واحدة. بل بالعك س الفيلم مربوط بدينامية. لكنه مربوط بدينامية شكليا. حركة املمثل يف اللقطات الق صرية ممنتجة يف ع رشات االأماكن اجلغرافية لكن كما لو كانت يف حركة واحدة. وهذا م ستحيل من وجهة نظر ربط االأجزاء الكال سيكية. احلديث يف البا ص مربوط بطريقة بحيث يتكلم املوجودون فيه ب شكل منطقي من غري قطع اأي جزء لكن اخللفية أاي ال شوارع التي يتحرك فيها تتقافز بقوة كبرية وك أان دقائق ساعات كاملة اأجزاء من الزمن قد اقتطعت. كل شيء يجري على ال ضد من قوانني املونتاج الكال سيكية. ان هذا يربهن بجالء اأن املونتاج هو خا صية للروؤية ال سينمائية واأحد تلويناتها. اأم ا بري سون فلن جت دوا عنده ل صقة واح دة ميكن مالحظتها. انه يحاول دائما أالن يدخل املمثل الكادر ويخرج منه فاملرور من م شهد اىل اآخر مهمة جدا بالن سبة له بذلك املعنى بحيث ال ي فق د بينهما اأي جزء من الزمن. وب صورة عامة نالحظ أان املخرجني اجلادين يل صقون الكوادر ب شكل يوحي ب أانهم ير سمون كال واحدا وال يرى نتيجة ملونتاجهم اأثر اخلياطة اأو االنتقالة. اأنا اأرى اأن املخرج يف املونتاج يعرب عن عالقته بال سينما.. ان املونتاج لغر ض»التعبري عن املغزى«هو ذوق متدين وهو سينما جتارية خال صة. 181
سينما.. سينما.. سينما اأظن اأن التذكري بوجود اأ ساليب للمونتاج وعدم وجود قوانني له اأمر له ما يربره. ماذا اأريد اأن اأقول بذلك اأن عليكم درا سة املونتاج باملعنى الكال سيكي لغر ض معرفة متى ميكن ل صق ال رشيط ومتى ال ميكن ل صقه. لكن املونتاج رضوري للمخرج بقدر ما يحتاج الر سام اىل معرفة التخطيط. فاأنتم ال ميكن اأن تنكروا اأن بيكا سو خمطط عبقري لكنه يف اأعماله الت شكيلية- يف بع ضها يف االأقل- يهمل التخطيط متاما. فيتكون لدينا اح سا س باأنه ال يح سن التخطيط. لكن الواقع غري ذلك. فمن اأجل اأن حت سن اأن ال حت سن الر سم كما يفعل بيكا سو ينبغي عليك اأن حت سن الر سم اأق صى االح سان. وهكذا تعالوا لنتوقف عند بع ض م شاكل املونتاج التطبيقية. كقاعدة ال اأحد يفهم بو ضوح كامل كيف يجب اأن ي صور بطريقة مونتاجية اأن ي صور بحيث ميتزج عنده كل شيء بحيث متتزج عنده الكوادر املختلفة يف م شهد واحد بحيث يكون هذا امل شهد جمزءا ب صورة واعية منذ البدء اىل اأجزاء. لغر ض احلفاظ على االمتزاج ووحدة املادة امل صوة عليكم اأن تعرفوا أاين تفقدون ذلك. وحني اأتكلم عن االمتزاج فاأنا اأق صد الو سيلة االأب سط لربط الكوادر اأي ال سال سة. فمثال م ساألة تقاطع النظرات. رمبا كان هذا اأ صعب م سائل املونتاج. فهنا لدينا دائما خطر»الفقدان«. أاو م ساألة حجم اللقطة فمنطق هذه احلجوم ي شكل م س أالة متعبة. اأندريه ميخالكوف مثال كتب: ان احلجم حتدده زاوية النظر اأي ملن تعود. اأنا اأعتقد اأن هذه لي س بتلك ا أالهمية ولي س هي من يحدد حجم اللقطة. ترى هل ت ستطيعون حتديد وجهة النظر يف اأفالم بري سون ال بالطبع. وقد حدثت حماوالت لت صوير كل شيء من نقطة واحدة مثل فيلم هيت شكوك»احلبل«أاو فيلم «اأن ا كوبا«. فاىل م اذا ق ادت هذه املحاوالت اىل ال شيء. الأنه ال يوجد شيء يف هذا. وب صورة عامة ففي هذه ال ساألة الكثري من الغمو ض. فلنقل: هل ميكن ت صوير مثل هذا احلجم مثل عني واح دة كال أالنه لن مي نتج. انه حجم غري حيوي. انه ت أاكيد رغبة يف ا ستثارة اهتمام خا ص اىل حالة ان سان. انها حماولة لتعبري أادبي ت سلل اىل ال سينما. انه رمز ا ستعارة. انها ا شارة لكي يفهم املتفرج و» سيفهم«لكن لن تتكون هنا صورة تعبريية عاطفية متفردة حية. ويف نهاية املطاف اذا صور الكادر فهذا يعني وجود وجهة نظر وم ستوى هذه النقطة. لكن كيف فلنقل ان نقطة النظر عند بري سون حمايدة العد سة اخلم سون أاي القريبة اىل احلد االأق صى من العني الب رشية. اأنا اأعتقد أان هذه أاكرث النقاط حيوية عند الت صوير واأكرث امل ستويات طبيعية. وب صورة عامة فان هذين املفهومني مرتبطان ارتباطا ال انف صال له ذلك أالن امل ستوى حتدده نقطة الت صوير. والنقطة ميكن أان تكون مو ضوعية اأو م شخ صنة لكن االأخرية نادرا ما تكون تلقائية. تذكروا مثال ق صة بونني»ناديجدا«. البطل هناك يق ضي وقتا طويال راكبا. ترى ما املانع من ت صويره هكذا زي ادة على اأن كل من يركب اخليل يعرف اأن شعور الفار س شعور خا ص قريب من ال شعور بالطريان. وهكذا فما املانع من تو صيل شعور وجهة نظر الكامريا امل شخ صنة اأنا على االأقل ما كنت الأ صور بهذه الطريقة فبم ساعدة مثل هذا امل ستوى»احل صاين«اأ شك يف امكانية الو صول اىل شيء ما ج دي باطني يف ما يخ ص البطل. امل ستوى )م ستوى نقطة الت صوير( كان على اأيام ال سينما ال صامتة اأهم الو سائل التعبريية يف االخراج. لكن هذا قد اأ صبح االآن عتيقا ب صورة كارثية. فهو طريقة يف املونتاج ظلت جمرد طريقة ب سبب تعمدها املك شوف. كانت يف ال سينما ال صامتة امكانية أان تقول ان هذه ال صفة سلبية وتلك ايجابية. وكان املخرج وامل صور يوؤ رشان للمتفرج كيف ينبغي له النظر اىل هذه ال شخ صية أاو اىل تلك. وقد ا ستمر احلفاظ على ذلك نتيجة لفهم خاطئ متاما لل سينما على أانها لغة تتكون من عالمات هريوغليفية ينبغي حل شفرتها. 182
سينما.. سينما.. سينما فرينر هريت سوغ تهامة اجلندي [ جتارب يغريها حراك الأفكار واإثارة الأSسئلة تغويه املو ضوعات الغريبة واجلماعات املهم شة وتاأ رسه مواقع الت صوير ال صعبة والنائية حيث تبحر عد سته يف اأعماق امل شهد مت سح الغبار وتزيح احلجب لتوقظ اجلمال الكامن يف الأمكنة والنفو س وتطلق يف الأفق حكايتها اخلا صة عنهم بهذا ع رف وا شتهر املخرج فرينر هريت سوغ الذي ي عترب واحدا من اأهم صناع ال سينما يف اأملانيا ملا يتمتع به من روؤى جتديدية وروح مغامرة وداأب اإنتاجي مذ بداأ م شواره الفني وهو يف الع رشين من عمره مع فيلمه الأول»هرقل«عام 1962 وحتى اآخر قائمة اأعماله التي تربو على ال ستني فيلما ما بني الروائي والت سجيلي والتي فاز ثلثها تقريبا بجوائز املهرجانات العاملية اإىل جانب جتاربه العديدة يف جمال التمثيل وكتابة ال سيناريو والإنتاج واإخراج الأوبرا. 183 [ كاتبة من سورية.
سينما.. سينما.. سينما من الùسرية الذاتية و لد هريت سوغ يف ميونخ عام 1942 لكنه ق ضى طفولته يف قرية بافارية نائية وفقرية بعد انتقال اأ رسته للعي ش فيها أاثناء احلرب العاملية الثانية وحتى عودته اإىل م سقط راأ سه يف احلادية ع رشة من عمره مل يكن قد شاهد أايا من و سائل الت صال املعروفة وقتها ح سب ما كتبه بنف سه على صفحات موقعه ال شخ صي. بعد عودته اإىل ميونخ تعر ف هريت سوغ على الفن ال سينمائي واأ ولع به وتابع حت صيله العلمي ونال الإجازة اجلامعية وتزوج ثلثة مرات ورزق بولدين وبنت. ومن قبل ذلك حني كان يف الرابعة ع رشة من عمره اطلع على كيفية صناعة الفيلم يف إاحدى املو سوعات ووجد أان املعلومات التي تعل مها قد زودته بكل ما يحتاج اإليه ليبداأ م شواره ك صانع اأفلم فقرر اأن ي صو ر فيلمه الأول ولهذا الغر ض قام ب رسقة كامريا 35 ملم من»مدر سة الفيلم«يف ميونخ دون أان يرى يف الأمر غ ضا ضة فالكامريا بالن سبة له مل تكن نوعا من الرتف بل كانت إاحدى الأ سا سيات ليبداأ امل شوار:»كنت أاعتقد بحقي الطبيعي يف امتلك الكامريا اأداة العمل«ح سب ما هو وارد على موقع الويكبيديا. و سوف تكون تلك احلادثة مفتتحا ل سل سلة طويلة من املغامرات اجلريئة التي سوف يخو ضها هذا املخرج من اأجل فنه فعلى سبيل املثال يف بداية ال ستينات عمل ليل يف م صنع ل صب احلديد كي ميو ل فيلمه الأول ويف عام 1977 حني سمع بربكان على و شك النفجار على جزيرة يف املحيط الهادي وقد اأ فرغت من جميع سكانها با ستثناء رجلني فقريين قررا البقاء حينها توجه هريت سوغ اإىل اجلزيرة بطاقمه واقرتب من الربكان و سحبه الكربيتية و صور فيلمه»ال سوفرير«م سل ما حياته خلطر املوت يف كل حلظة لول تدخل القدر وانح سار الثورة الربكانية ويف عام 2006 اأثناء حوار أاجراه معه مارك كريمود ل صالح تلفزيون ال«بي بي سي«قام شخ ص جمهول باإطلق عيار ناري على هرت سوغ لكنه تابع حديثه وكاأن شيئا مل يكن مظهرا جرحه أامام الكامريا ح سب ما جاء على موقع الويكبيدبا ولعل تلك الروح املغامرة اجل سورة هي واحدة من املفاتيح الأ سا سية التي اأوقدت شعلة التجديد يف جتربته الفنية. اخلüصوUصية الفنية تنبع خ صو صية هريت سوغ من مفرداته التعبريية املميزة ولغته ال سينمائية املتجد دة با ستمرار التي ا شتهر بها منذ بداياته يف ستينيات القرن الع رشين إان كان على م ستوى الفيلم الروائي اأم الت سجيلي فهو يختار املو ضوعات غري املاألوفة ويغريه ر صد ثقافة الأقليات وديانات احل ضارات القدمية واملعتقدات الغيبية وغالبا ما ت صو ر اأفلمه شخ صيات غريبة تتمتع بقوى غام ضة ومتلك اأحلما م ستحيلة اأو اأنا سا عز ل يجدون أانف سهم يف مواجهة مع الظروف املحيطة بهم. ويرى املخرج أان لكل مو ضوع لغته الب رصية اخلا صة به ويعتقد بعدم وجود حقائق مو ضوعية اإذ يقول:»كل من يدافع عن احلقيقة هو انتهازي وكل من يعتقد بوجودها هو كاذب«184 من فيلم»درو س الظلم«
سينما.. سينما.. سينما فاحلقيقة بالن سبة له مفهوم ذاتي يختلف من شخ ص لآخر ذلك اأنه ل يتقيد بحدود الواقع الذي قام بت صويره أاو املواد الأر شيفية التي اختارها بل يعيد بناء صوره عرب املونتاج انطلقا منظوره اخلا ص وروايته الذاتية حول احلدث وغالبا ما يفعل ذلك بفي ض من ال شعرية رغم ت رصيحاته العديدة باأنه يكره ال شعر ويقف ضد افتعال ال شعرية يف ال صورة ال سينمائية. أاما على امل ستوى الفكري ف إان املتتبع لنتاج هرت سوغ سوي يلحظ تلك النزعة الإن سانية العميقة القائمة على التعددية وحق الختلف ون رصة ال ضعيف فاأفلمه على وجه العموم تعطي الكلمة للفقراء واملهم شني وامل ضطهدين من عامة النا س ت ؤوازر الأقليات وتدين الطغاة والأنظمة ال شمولية تهجي احلروب وتبحث عن اجلماليات الكامنة يف خمتلف الثقافات وهي نزعة اأ صيلة تن ساب يف ثنايا الفيلم عرب مكوناته واأ سلوبه الفني دون اأدنى مبا رشة اأو شعاراتية. لهذه الأ سباب وغريها لقت اأفلم هرت سوغ ا ستح سانا وترحيبا يف املحافل الدولية وانتزعت العرتاف ب أاهميتها يف الأو ساط الفنية واأثارت جدل ووجهات نظر متباينة بني النقاد وفازت مبا يقارب الع رشين من جوائز املهرجانات العاملية بدءا من جائزة الدب الف ضية ملهرجان برلني عن فيلمه الروائي»اإ شارات احلياة«ثم جائزة اأف ضل خمرج عن»فيتزكارالدو«من مهرجان كان 1982 مرورا بجائزة اإميي عن فيلم»ديرت ال صغري يحتاج اأن يطري«وجائزة الفيلم الأوربي عن» صديقي املف ضل«و صول اإىل جائزة مهرجان فيني سيا عن» رصخة احلجر«. مناطق البحث والتجديد و إاذا كانت النزعة التجديدية هي إاحدى املميزات الأ سا سية يف جتربة هريت سوغ ال سينمائية فلعلها نزعة تبداأ من حلظة ولدة فكرة الفيلم ومن ثمة بلورة مو ضوعه حيث إان املو ضوع لديه جمال للبحث والتاأمل والتب رس واملعاجلة الفنية هي أاداة الكت شاف ففي سياق امل ضمون واملنت وزاوية املعاينة تتك شف بواعث الختلف والإحلاح على الغو ص يف اإطار البوؤر التفاعلية وطرح الأ سئلة اجلديدة ونظرة رسيعة على بع ض العناوين سوف ت شري إاىل ذلك دون لب س: ق سط ل باأ س به من اأفلم هرت سوغ اقتفى أاثر املعتقدات الروحية يف مناطق خمتلفة من العامل شكلت مبجموعها ف سيف ساء غنية الألوان وامل شارب عن العديد من املنظومات الدينية والثقافية املتوارثة عرب الأجيال ففيلمه»فاتا مورغانا رساب«)1970 74 د( يحكي ق صة اخللق واجلنة من وجهة نظر الهنود احلمر ب صور رسيالية مت التقاطها يف ال صحراء. و»رج ل اهلل الغا ضب اإميان وفلو س«)1980 44 د( يقد م نظرة نقدية عن العادات الدينية للطائفة امل سيحية لزنوج نيويورك. و»فودابي راعي ال شم س«)1989 49 دقيقة( وثائقي عن ثقافة اجلمال لدى قبيلة أافريقية بدائية. و»اأجرا س من الأعماق«)1993 61 د.( يتناول روحانيات ال شعب الرو سي مبا فيها العتقاد باخلرافات وال شامانية. و»عجلة الزمن«)2003 80 د.( وثائقي عن الرهبان البوذيني يف الهند والتبت. كذلك ر سمت عد سة هرت سوغ بورتريهات لعدد من فيلم»ديرت ال صغري يحتاج اأن يطري«185
سينما.. سينما.. سينما من ال شخ صيات التاريخية واملعا رصة على حد ال سواء ممن حملت أاقدارهم وجتاربهم العديد من عنا رص املفاجاأة والختلف بع ضهم كان من احلكام الطغاة كفيلمه»اأ صداء من اإمرباطورية كئيبة«)1990 87 د.( عن الديكتاتور بوكا سا الذي ن ص ب نف سه يف نهاية ال سبعينات قي رصا جلمهورية إافريقيا الو سطى وح كم عليه فيما بعد بال سجن مدى احلياة. وفيلمه»غيزوالدو«)1995 60 د.( الذي يتابع حياة غريبة الأطوار لويل عهد يف الع صور الو سطى. وبع ض البورتريهات لأنا س من عامة الب رش ففيلمه»اأر ض ال صمت والظلم«)1971 82 د.( ي صو ر حياة امراأة صماء بكماء كر ست نف سها خلدمة الآخرين. ويف «أارجوحة الأمل- جوليانه ت سقط يف الأدغال«)1999 66 د.( نرى هرت سوغ يعود مع جوليانه إاىل مكان حادث حتطم طائرة وقع قبل ع رشين عاما فوق غابات البريو وكانت جوليانه ذات ال سبعة ع رش عاما حينها هي الناجية الوحيدة من ذلك احلادث املريع. فيلم»ن شوة النحات شتايرن الكربى«)1973 44 د.( ي صف م شاعر لعب تزلج سوي رسي عندما حقق اأعلى الأرقام يف سجلته الريا ضية. و»غا رشبروم«)1984 45 د.( يرحل اإىل جبال الهيماليا ال ساحرة واخلطرية على درب مت سلق اجلبال الكبري راينولد مي سرن الذي فقد اأخاه يف حادث ح صل يف إاحدى جولت الت سلق. ولعل عد سة هريت سوغ مل تكن الوحيدة التي قاربت الكوارث الطبيعية واحلروب لكنها كانت واحدة من بني املقاربات الأكرث جراأة يف مواجهة اخلطر وت صوير بعده امللحمي ويف اإبراز القبح الكامن خلف النزعة يف اإخ ضاع الآخرين وتدمري حيواتهم من مثال اأفلمه:»الدفاع الذي ل مثيل له لقلع ال صليب الأملاين«)1966 15 د( و»ال سوفرير«)1977 30 د( و»درو س الظلم«)1992 52 د(. دروSس الظالم إاذا كانت اأفلم هرت سوغ قد اأكدت ب صمته اخلا صة قالبا وم ضموما واأثارت ده شة امل شاهد فرمبا يكون فيلمه»درو س الظلم«هو الأكرث فرادة واإثارة بالن سبة ملتلق عربي فهو ينطلق من اأحداث حرب اخلليج الأوىل ليبني اأ سطورته حول نهاية احلياة ودمار الكرة الأر ضية. من حيث املبداأ ي صعب ت صنيف»درو س الظلم«يف بوتقة الفيلم الروائي اأو الوثائقي ول حتى اخليال العلمي فهنا تختلط ال صورة الوثائقية باملتخيل ال رسدي الذي يحمله صوت هريت سوغ من خارج الكادر لتوليد ف ضاء اإ شاري مواز حافل بالروامز والدللت الفكرية املغايرة مل ضمون الوثيقة والرواية على حد ال سواء. من الناحية الوثائقية ي صو ر الفيلم الأحداث يف نهاية حرب اخلليج الأوىل حني اأ رضم اجلي ش العراقي النار يف حقول النفط وت سابقت ال رشكات الأمريكية لإطفائه حيث تلتقي عد سة املخرج ببع ض ال ضحايا وتدخل غرف التعذيب وتر صد الدمار وتتابع األ سنة اللهب املندلعة و سحب الدخان وبرك النفط التي غطت الأر ض وكاأنها 186 من فيلم»ال سوفرير«
سينما.. سينما.. سينما بحريات ماء للوهلة الأوىل. وكان من الطبيعي أان ينتج عن تعاقب هذه امل شاهد احلقيقية فيلما ت سجيليا يوثق الواقعة التاريخية غري أان هريت سوغ جتاهل مكان وزمن وقوع احلدث واأدخل اللقطة الوثائقية يف سياق روائي ملحمي مغاير متاما للدللة الواقعية بداأ منذ اللقطة البانورامية الأوىل ملدينة جميلة تتنف س وتعي ش ساعاتها الأخرية ما قبل حرب تدمريية سوف تبيدها -كما يقول ب صوته- لكنه ل يذكر شيئا عن ا سم املدينة ول عن اجلهات املتحاربة اأو اأ سباب النزاع ومنذ تلك اللحظة تدخل املدينة زمنها الأ سطوري وتنزاح دللتها تدريجيا باجتاه عاملنا ككل ومطلق احلرب. م شاهد رسيعة لق صف مل يدم طويل تتبعها لقطات بانورامية طويلة ماأخوذة من الأعلى بطائرة مروحية ت صو ر هول الدمار الناجم عن حرب الإبادة: حطام بل أاحياء حرائق وحمم من اللهب نفط يغلي وترتافق امل شاهد مبو سيقى كل سيكية تزيد من ح سها امللحمي وبعدها الرتاجيدي بينما ياأتي صوت املخرج بني احلني والآخر ليقراأ مقاطع من أا سفار الكتاب املقد س التي حتكي عن يوم القيامة. من ذلك املناخ اجلنائزي الذي ي شي ع كل اأثر للحياة على وجه الب سيطة تنبثق بارقة اأمل حني تنتقل الكامريا اإىل م شهد الناجني القلئل القادمني لإخماد النار مبعداتهم احلديثة وملب سهم الربتقالية امل ضادة للحريق بينما يتخلل حماولت الإطفاء وتنظيف الأر ض من النفط لقاءين مع أام وطفل فاقدي النطق من ال سكان املحليني يف صل بني اللقاءين دخول عد سة الت صوير اإىل غرفة مليئة باأدوات التعذيب مازالت آاثار الدماء الطرية ظاهرة عليها يف اإ شارة وا ضحة اإىل أان القمع ينتج ب رشا معو قني يف حني تدل هيئة رجال الإطفاء على أانهم من الغرباء مقارنة بهيئة الأبكمني. ال رصاع الطويل مع حمم اللهب و سحب الدخان كان م ضنيا و شبه م ستحيل ويف اللحظة التي يفقد فيها املتلقي اأي اأمل يف جناح املحاولة يتمكن الغرباء من اإخماد النار وتنظيف الأر ض واإ سلح اأنابيب النفط لكن املفارقة ال صادمة تكمن يف اخلامتة حني يعاود الغرباء اإ رضام النار يف النفط من جديد. على وقع حكايته املكتوبة بلغة شعرية عالية قام هريت سوغ بتقطيع الفيلم اإىل عدة ف صول م سبوقة بوقفات اإظلم وعناوين مفتاحية ورغم هول احلدث على م ستويي الوثيقة امل صو رة والتخييل ال رسدي فقد كانت اللقطات م شبعة بح سا سيات جمالية مذهلة ورغم مقولته الوا ضحة التي تدين احلرب بكل اأ سمائها واأبعادها وجتر م الأطماع ال ستعمارية يف كل مق صد ومنا سبة مل ت صدر عن املخرج أاية كلمة اأو عبارة حتري ضية اأو هجائية بهذا اخل صو ص بل ترك لعد سته حرية التجوال يف اأعماق امل شهد وا ستنطاق دللته وا ستحقاقاته الراهنة وتلك التي سوف يحملها امل ستقبل لي صوغ بذلك فنا ل ي سعى وراء الإثارة واملتع ال رسيعة بل تغريه مناطق التاأمل وحراك الأفكار والأ سئلة العميقة. من فيلم»غ ضب الآلهة«187
Tشعر سريخيو ماثيا س ل لأ ر ض ج ر وح ع م يقة. ز و اي ا اأ د م اه ا ال ق د. ال ب س ت ان ي ب ي د ي ه ال س ل م ي ت ي ن ي ز ر ع ب ذ ورا ح ي ث و د ع الإ ن س ان ح ر وبا. 188
سريخيو ماثيا س وعبدال سلم م صباح ب ستاني الريح للûشاعر Sسريخيو ماثياSس [ ترجمة وتقديم: عبدالùسالم مüصباح إ ضاءة سريخيو ماثيا س شاعر Sergio Macia شيلي من مواليد 1938 ب»غوربيا»Gorbia جنوب ال شيلي. كتب العديد من الأعمال الإبداعية املتميزة يف جمايل ال شعر والنرث)دواوين/ درا سات/ ق ص ص...( له ح ضور متميز وم سكون باخل صب يف كثري من املجلت الثقافية. ابتداء من سنة 1981 م سه سحر ال رشق برموزه ال ضارية والثقة وباإ رشاقاته ال صوفية...فكتب درا سات معمقة حول ال ضور العربي يف اأمريكا اللتينية كما ساهم يف التعريف بالأدب العربي فن رش درا سات ومقالت حول بع ض ال شعراء العرب: البياتي/ جربان / املعتمد / ابن قزمان... وحول ال شعر العراقي وفل سطني يف ال شعر العربي املعا رص م ساهما بذلك يف مد ج سور التوا صل وتقريب امل سافات بني الأدبني العربي والأمريكي اللتيني. 189 [ شاعر ومرتجم من املغرب.
Tشعر.. Tشعر.. Tشعر يعي ش حمنة الغربة والنفي بكل اأبعادها الإن سانية والفكرية منذ سنة 1973 اأي بعد اغت صاب الدميقراطيةوالإطاحة بنظام سالفادور األيندي رئي س ال شيلي الأ سبق. يقيم حاليا مبدريد منذ ثلثة عقود تقريبا حيث كان يدير مركز سالفادور األيندي للدرا سات والأبحاث بو صفه مديرا للثقافة قبل اأن ينتقل للعمل يف ال سفارة ال شيلية مبدريد كم ساعد ثقايف زاراأقطاراعديدةمبايفذلكالبلدانالعربية)املغرب/ العراق...(. ح صل على جوائز كثرية : - جائزة اأنخيل كرو شاغو : سانطا مريا 1967 - اجلائزة الثانية يف عيد اآلهة الزهور غابريل مي سطرال 1968 -اجلائزة الأوىل يف عيد اإلهة الزهور غابريل مي سطرال 1971 - اجلائزة الأوىل لبابلو نريودا 1984 -اجلائزة الأوىل ملدينة تطوان 1986 - جائزة مقهى مارفيل لل شعر 1987 -اجلائزة اخلا صة يف «مهرجان الأفكار من اأجل ال سلم 1987 لل شاعر اأعمال عديدة توزعت على حقلي ال شعر والنرث ن رشت معظمها خارج ال شيلي با ستثناء ثلثة: - يف جمال ال شعر : يد الطاب ال شيلي 1969 / الدم يف الغابة ال شيلي 1974/ يف زمن الأ شياء اأملانيا 1977/ اأغنية منفى اأملانيا 1978/ نبحث عن الأمل هولندا 1979/ الطفل والأر ض املك سيك 1980/ ب ستاين الريح ا سبانيا 1980/ قربان الديكتاتور ا سبانيا 1983/ ذاكرة املنفى ا سبانيا 1985/ تطوان يف اأحلم اأنديزي ا سبانيا 1986/ كتاب الزمن ا سبانيا 1987/ يوميات اأمريكي لتيني حول بغداد واأمكنة اأخرى ساحرة العراق 1988/ ليل ل اأحد ا سبانيا 1988/ منطقة الأعاجيب الأخرية ا سبانيا 1993/ خمطوطة الأحلم ا سبانيا 1994/ سحر ابن زيدون ال شيلي 2001/ صفحات شاعر من اأراوكانيا ا سبانيا..2001 - يف جمال النرث : البيت كرمز شعري يف أاعمال بابلو نريودا ا سبانيا 1986/ اللم الأوروبي )رواية( ا سبانيا 1986/ الأدب املغربي باللغة الإ سبانية ا سبانيا 1996/ املغرب يف الأدب الأمريكي اللتيني املغرب 2000. اإن ح ضور املغرب والأندل س يف شعر ونرث سريخيو ماثيا س يتغلغل يف اأكرث من عمل فاإىل جانب ديوان»تطوان يف اأحلم اأنديزي«الذي نال عليه جائزة تطوان لل شعر 1986 هناك دواوين اأخرى:»كتاب الزمن«الذي نال عليه جائزة مقهى مارفيل لل شعر 1987 ثم ديوان»ليل ل أاحد«واأخريا كتاب»املغرب يف الأدب الأمريكي اللتيني«وديوان»خمطوطة الأحلم«)ق صة املعتمد وجاريته/زوجته الروميكية( وديوان» سحر ابن زيدون«)ق صة ابن زيدون وولدة(... 190
Tشعر.. Tشعر.. Tشعر 191 طائر من نور ي ف ت ح ال ب اب و ي ن س ل م ث ل الر يح ل ي م ز ق ص م ت ال ع ال م و ي ع ش ش ف ي و ر د ة ك م ا ل و ك ان ط ائ را م ن ن ور. راهب الب ساتني ك ان ت الر يح ت ل ع ب ف ي و ز ر ة اجل د ة ح ي ث ت س ل م ت ث م ار الأ ر ض. ه ي ج ع ل ت ن ي ر اه ب ال ب س ات ين ب س ت ان ي ال ص ور. أجواء متلملمة اأ ي ه ا الأ ص د ق اء س اأ ق ول ل ك م م ا اأ ح ب. ت ن ف س اأ ج و اء م تل م ل م ة. ن س ت ن ش ق ه ج م يعا ي ا س ي د ال غ اب ات و امل د ن و ال ف ر ح. بني مابوت شي س و أنهار ا ن رش م ت ط ف ول ت ي م ع الر يح ك ان ت ت د ور د و ر ات ح ل ز ون ي ة ب ي ن اأ ش ج ار ك ر ز اجل ن وب. ب ي ن»م اب وت ش ي س» و اأ ن ه ار ك ان ال ب س ت ان ي ون ي ع اجل ون ج ر وح الأ ز ه ار ب امل ط ر. مكان من الف ضاء اأ ي ه ا ال ب س ت ان ي ه ات و ر د ة. اأ ح رش ت ه ا س ي د ي ي ج ب اأ ن اأ ج ت ز ئ م ك انا م ن ال ف ض اء. ك م الث م ن لي س ل ش ف اف ي ت ه ح د ود. بيت من الع شب ح و ار ات م ع ب س ت ان ي ر وح ي. اإ ن ه ي ز ر ع اأ ف ك ارا و ن ب ات ات اأ ذن ال ف اأ ر م ن ذ الط ف ول ة. اأ ح ي انا اأ س اأ ل ه: اأ اأ ق ب ل ر ج ل ل ي ط اأ ب ي تا م ن ال ع ش ب الأرواح ت ص ل الأ ر و اح ف ي الز و ب ع ة الر ه ي بة. ت غ ن ي ع ب ر ك ه ف الز م ن. ت ع ز ف ع ل ى اإ يق اع ح ص ان ال ه و اء. ل ت رت ك ين ي ف ي ع ذ اب ات ي. ظلي ح ين اأ م ش ي ب بذ ل ة ف ي ال ش و ار ع ي ل ز م ظ ل ي ال ب س ت ان ب اأ ل ب س ت ي. ح ين اأ ع ود م ن اخل م ر ة اأ و ال ب ي ل وم ن ي ع ل ى اإ ه م ال ي الأ ر ض. أناه الأخرى ك ل ي و م ي ح د ث ن ي. ي ب ح ث ع ن الز ه ر ة و ال ك ل م ة. اأ ن اي اأ ك ث ر ش ب ابا
Tشعر.. Tشعر.. Tشعر ي ن د ف ع م ث ل الأ ن ه ار. ي ر ف ض ك ل ش ي ء لأ ن اه الأ خ ر ى الت ي ي ر س م ه ا الز م ن. الروح الإ ن س ان ذ ك ر ى ح ك اي ة ال ج ر. م ص د ر امل ط ر ف و ق ال ق ب ور. ر ج وع اإ ل ى الط ف ول ة. ل ي ع ر ف ك ث يرا ع ن ك ل ب ذ ر ة و ل ع ن ك ل ق م ر. ت ت اج الر وح اإ ل ى ت ل يق ث ل الط ي ور ال رب ي ة. الريح تن سج ت ن سج الر يح ت ال يق. ز ق ز ق ات ع ص اف ير ط ل يق ة. ي ت ط ل ع الإ ن س ان اإ ل ى ال س م اء. ي غ ر ق ف ي اأ م ل ه. الب ستاين ي سلك النور ال ب س ت ان ي ي س ل ك الن ور. ال س ح ب و ز ق ز ق ات ال ع ص اف ير. اإ ل ى ج ان ب ه ت ل س ط ف ل ة ل ت ع ر ف ل م ت ل ك اأ ج ن ح ة ال س م اء ق و ة ع ظ يم ة و ت ن ام ف ي ال رب اع م. رغبة أن تكون زهرة غ ر ن وق ب س يط م ث ل و ر د ة. ت ع ل م ال ب س ت ان ي اأ ن ي ك ل م ه ا م ث ل الن د ى. اأ ن ي ل م س ك ل ت و ي ج ب اأ ع م ق ح ن ان اأ ر ض ي. ب ي ن م ا ت ر اق ب ه ام ر اأ ة اآم ل ة اأ ن ت ك ون ز ه رة. نهر من نور ت ن ف ت ح الن اف ذ ة و ي ل ج ال ص ب ح م ث ل ن ه ر م ن ن ور ي ك ت س ح ه ال ع ب ير. ال ع ص اف ير ت ف ج ر اأ غ ان يه ا ف ي ص ه ار يج ال ض ي اء حديث مع الأر ض ي ب د و ال ش ع ب ف ر حا ب اأ غ ص ان ه امل ض ف ور ة ب ال ش م س. اإ ن ه ي س ت ل ق ي ف و ق ال ع ش ب ل ي ح د ث الأ ر ض. ت ار كا ف يه ا ب ذ ورا ك م ا ل و ك ان ت ق ب ل ت. ت ن ت ص ب ال و ر ود م ت اأ ل ق ة و ت ر ت ف ع ن ار اجل ذ ور و ال ق ل ب. الفالح م ث ل ف ل ح ب س يط ل ل و ج ود ز م ن ي م ك س و ب ع ص اف ير ت ن ق ر ال س ع اد ة و ال ه م وم. اأ و ر اق ت ت ك س ر ت ت ال لم س اخل ف يف خل ط و ات ه ا. ي ج ت اح ن ي ق ل ق: ت اأ ت ي ح ب يب ت ي اإ ل ى اأ ش ج ار الت ف اح. 192
Tشعر.. Tشعر.. Tشعر حب الربيع اأ ح ف ر ي ا س م ك و ا س م ي ف ي ل اء ال ش ج ر ال ب س يط. ت ص ل الر يح مب د اع ب ت ه ا و ف ي ظ ل ال ش ج ر ة ي ن م و ح ب الر ب يع. مثل اجلميع اأ س ت ي ق ظ ك ك ل ال ب س ت ان ي ين لأ ز ر ع ال ف ج ر و ال ه واء و امل ط ر وا لأ ص و ات. و اأ ت س اء ل : اأ ي ن ي وج د ط ر ف الت ف اح ة اأ ي ن ب د اي ة ق ط ر ة امل اء و ج ن وب ر وح ي الأر ض التي تطئني م ع اأ غ ن ي ة الن ه ار غ ر س ت الأ ر ض الت ي ت ط ئ ين. م ع ال ق م ر ت ر ف ر ف اأ ج ن ح ت ه ا ال ب ي ض اء و س ك ب ت ل ه م اء د م وع ك و م ن ي د ي ك امل ت ع ة. يف حلن الأوراق ت ن ف ذ ين م ث ل الن ور ف ي غ ي اه ب الر وح ت ص ل ين اإ ل ى د اخ ل ج ن ي ن ت ي ب ال ك اد ل ب س ة. م ع ل ن الأ و ر اق ي ن س اب ح ن ان ك. ت ر اف ق ين ن ي اإ ل ى ع م ق ال غ اب ة ل ت م ن ح ين ي ح ب ا. أغنيات الريح اأ ح ب اأ و ت ار ق و س ق ز ح ف ص اح ة ال ش م س م ث ل اإ ب ر يق ي ص ب ذ ه با ف و ق الأ ر ض اأ ر ج ل الأ ط ف ال ت ت ز ح ل ق ف و ق ع ش ب ال ب س ت ان ال س ل م ف ي اأ غ ن ي ات الر يح. إذا أحد أخذك اإ ذ ا اأ خ ذ ك اأ ح د م ن ر وح ي س ي ج ر ك اإ ل ى ب ح ر الر غ ب ات و س ي س د ال ب س ت ان ط ر يق ه ب خ ن اج ر ه ال ش م س ي ة ف ت ع ود ين اإ ل ى ك ي ن ون ت ي ل ت ت س ل ق ين م ث ل ل ب ل ب. كتابة فوق التويجات ي غ ر س اأ ز ه ارا ل ل ش ع ب و ل ر وح ه اأ ي ضا. ي ر اه الن ا س ي ح ط ف و ق الن و ي ر ات اإ ن ه ق اد ر ع ل ى اإ س ن اد الر يح ف و ق الت و ي ج ات. مهرجان حب ي ج ب حم ب ة الن ور ف و ق امل ائ د ة و اخل ب ز و ال ع ن ب و ال رش ير و رد ذ اك ال ص ف اء ي ر ف ر ف ف و ق ش ج ي ر ة ف ي م ه ر ج ان ح ب 193
Tشعر.. Tشعر.. Tشعر ح ي ث ن ح ل ت ت ط ر ب الأ ر ض. بينك وبني النور ب ي ن الب س ت ان و الأ ي د ي اأ ن ز ل ن ورا د ون ع م ق ب ي ن الن ور و الظ ل اأ ن ت ب ج م ال ك ال ب د و ي ب ي ن ال ف ك ر ة و الأ ر ض ي وج د ال ب ب ي ن ك ل م ا ي ح يط ب ن ا ن ت و ح د. أرامل احلرب اأ م ام الر ج ال اأ ح س ن الط ر ق ل ك ن ي س ل ك ون ط ر ق ات اأ خ ر ى ن ح و الت ع ا س ة. ب ي ن م ا ال ب س ت ان ي ي ن ع م ب ال ر ع ود. اأ ر ام ل ال ر ب ل ي ن م ن م ن ذ ر ف د م وع ه ن. مع أ صدقائه املختفني ي ن ام ال ب س ت ان ي ف و ق و س اد ات اأ ز ه ار ال ع س ل. اأ ت ع ب ه ق ط ف الأ ز ه ار ف ي ي و م الأ م و ات. ي ح ل م ب اأ ص د ق ائ ه امل خ ت ف ين. ي ر اه م ف ي اأ ط ف ال ي ح ي ون ه و ي ش ق ون ط ر ق ات. أديرة م صفرة م ن اخل ر يف اإ ل ى ال ش ت اء ت وج د خ ط و ات ب س ت ان ي ح ز ين. اأ و ر اق ل م ي ب ت ل ع ه ا الن س ي ان ت ف ر ش الأ ر ض. اأ د ي ر ة م ص ف ر ة ه ش م ت ه ا اأ ول ى الأ م ط ار. أوىل الأمطار ب س ت ان ي م ت و ا ض ع ي ص اد ف ال س ع اد ة ف ي اخل ر يف ب ي ن ج ذ ور ال ب. ع ر اي ا ي ن ت ظ ر ان ج د او ل ال س م اء و ي ن ام ان ف ي ف ر ا ش م ن اأ و ر اق. كائن غريب ي ف اج ئ ال ب س ت ان ب اأ و ر اق ه و ج ذ ور ه. ف ي ال ف ج ر ت ك ت س ح ه ال ع ص اف ير ب ز ق ز ق ات ه ا. م س اء ي س ح ر ه ك ائ ن غ ر يب ب ل ح ن ه. اأ ه ي الر يح. يف وادي الدموع الإ ن س ان م ث ل الر يح ي ش ق الط ر ق ات. اأ ح ي انا ي ح ج ب ه ا خ ب ب امل ط ر. ال ب س ت ان ي ح ز ين ل اأ ح د ي ب ح ث ال ي و م ع ن اآث ار ه. ي غ ر ق ون ف ي و اد ي الد م وع. شجرة احلياة ال ب س ت ان ي ي ن م و ف ي اخل ش ب. ي ت ش ك ل ع ل ى ص ور ة ش ج ر ة الت ف اح. ت ن حت ي د اه ش ج ر ة ال ي اة. ف ي ر يح امل س اء ت ر ح ل اأ ح ل م ه. دموع ت صعد ل ش ج ر ة ال ي اة اأ و ج ه ك ث ير ة و ج ه اجل د الأ ب و الأ م ال ب ن و ح ف يد امل ط ر 194
Tشعر.. Tشعر.. Tشعر 195 د م وع ت ت د ف ق م ن ج ذ ر الأ ر ض ل ت ص ير ر ب يع ال ش ع وب. كعا شق الأ ز ه ار ل لن ص ر ل ف ر ح ال ب ف و ق الأ ر ض ي غ ط يه ا ال ب س ت ان ي ب ق ب ل ت ب اأ و ر اق و ت و ي ج ات. ي ح ا رش ه ا ت ت ال ش ج ر ة ح ي ث ت ن ح ه ا ظ ل. ناي الربيع ك ل ش ي ء مي ض ي م ث ل ت ل يق اأ و ك اأ ش ج ار ت ع ود ل ت ب ع ث م ن الن س ي ان. ال ب س ت ان ي ك م ا ل و ف ه م ي ع ز ف ح ي ات ه ع ل ى ن اي الر ب يع ت اه اأ ر ب ع ط ر ق ات. حني ودع الإن سان احلروب ل لأ ر ض ج ر وح ع م يقة. ز و اي ا اأ د م اه ا ال ق د. ال ب س ت ان ي ب ي د ي ه ال س ل م ي ت ي ن ي ز ر ع ب ذ ورا ح ي ث و د ع الإ ن س ان ح ر وبا. مزاريب ال سماء ت س ق ط م ز ار ب ال س م اء ف و ق ال ب س ت ان ف ي ه س ه س ات ك ق ب ل ت ع ل ى ث غ ور الأ ز ه ار ل ك ن ف ي ب ي ت ال ب س ت ان ي ح ز ن يغ ر ق امل ن ظ ر ف ي ح ن ين امل ط ر. عزلة الب ستاين م ن ي ر اف ق و ح د ت ه م ع الر يح م ن ي ج د ال ظ ف ي ال لق اح م ن ي ت ت ب ع ط ر يق ه ل ي غ ر ق ف ي م ر ج ال س م اء ال سكان ال ضعاف ل ن ا ف ي ج ذ ور الط ب يع ة ع ز اء ن ح ن ال س ك ان ال ض ع اف ل ك و ك ب ت ت س اق ط اأ و ر اق ه. ح ب يب ت ي و اج ب ن ا ح ر ا س ة ال ب س ت ان م ن اأ ج ل ح ن ان ال ع ال م. ل ي ت ق ا س م اجل م يع الن ور ال ق ب ل ت و الظ ل ل و ال ع ب ير. ال شجرة تنظر ي ت ط ل ع ال ش ج ر اإ ل ى ن ص ف ن ور و ظ ل. اإ ن ه و ج ه الإ ن س ان ت ش ك ل ه الر يح. ر مب ا اأ ح ل م ن ا ه ن اك ي ح ر س ه ا ال ق م ر. جم ر وح ة ب ح ب ات ال ب ر د. ف ي س ل م م ن ح ن ا اإ ي اه ال ب س ت ان ي. الريح تنتحب ت ن ت ح ب الر يح ب ي ن الأ ش ج ار. ب اأ ي م ف ت اح د خ ل ت غ ر ف ت ي
Tشعر.. Tشعر.. Tشعر اأ ص د ف ة ت ت م ت م م ع ه ع ز ل ت ي اجل م يل ة م ث ل ع ا ش ق ة حتت ال سماء ك ل الأ ل م الإ ن س ان ي ت ت ال س م اء ي ز ح ف. ال ق د و ال ر ب وا ل غ ث ي ان ال ع م يق. ل ك ن الإ ن س ان ق و ي ي ت د ث ر ب ن ور و ح ب ف ي ب س ت ان ه ي ت اأ ل ق ت ق ه ر ه. ح ت ى ال ع ز ل ة الر ه يب ة ل بيتي ت ع ال ي ح ب يب ت ي اأ ر يد اأ ن اأ غ ط يك ب ف ر ا ش ات. ل ز م ي ب ي ت ي ل ت س ت ق ب ل ي ال ف ج ر م ع ق ب لت ي. ن ص ن ع ب ال ب س ل ة ح ي ث ن ل م ل م ال ش م س. ق يث ار ات اأ م ط ار ن ل ت ه م ع ن ب ال س ر و!ال ق ل ق. أزهار أمريكا م ن اأ ع م اق ال س ل س ل ة اجل ب ل ي ة ت ن ب ث ق اأ ز ه ار اأ م ر يك ا ح ام ل ة ن س غ»اأ ر و ك ار ي ة«) 1 ( ي ه ب الز ن ب ق د م ه اإ ل ى ع ا ش ق ب د و ي. قبل الوداع ح ب يب ت ي ف ل ن ز ر ع ال س ل م ب ق ب ل ت ن ا. اأ ح ب ك اأ ب ع د م ن ذ ه ب الأ ز ه ار و ال ب ك اء و ل ن ش ق ال ف ض اء ب اأ ج ر ا س د م وع م ل م وم ة. ل ن ج ع ل م ن الأ ر ض ج ن ي ن ه اأ ح ل م ق ب ل ال و د اع. وجهي م اذ ا ت د ين ف ي و ج ه ي اإ ن ه ا ع ي ون الأ ر ض و م ياه ال ي ن اب يع ق ب ل ت ع ص اف ير م ف اج ئ ة. م ا ت ب ح ث ين ع ن ه ف ي ض م و ج ود ف ي ج ذ ور الط ب يع ة. ك ل م ا اأ س ت ط يع اإ ه د اء ه اإ ل ى ش خ ص ك امل ط م وح ل ل س ع اد ة أوراق ال شم س ح ين اأ م وت ف ل ت ز ر ع ي د اك ش ج ي ر ات و ر د ق ر ب ف ض ائ ي ال ص غ ير ال ع م يق ه ك ذ ا اأ ر يد ق ب ر ي ب ح ز م ة اأ و ر اق ط اف ح ة ب ال ش م س. 1- جن س شجر للتزيني من ف صيلة ال صنوبريات. 196
Tشعر.. Tشعر.. Tشعر من أاعمال الفنان ح سني عبيد - ع مان ق صيدتان ل صباح يتكا سل يف النوم ما اأن ي ستبد بي التعب وت ستفحل مكيدة الوقت ويرتخي اليقني كحبل غ سيل تت شم س ضاربة يف قيظ شمايل له اب حتى تنه ضني يف كاأغ صان لبلب جمنون تظللني اليقني اجلاف وتدفعني به اإىل يقظته الأخرية املمتدة يف صحراء ح رشجتها ك رصخة طعني مهمل اآن صمت يرتاب بذويه ويتزيا بالأكفان. هنا حيث تت سع املتاهة للنقي ضني ويتواط أا النقي ض مع النقي ض وحيث الأباطيل ترتل بلغتها املتكاثرة كاملكروبات يف مواطن الع ط ن...! وحيث ي فعل ال ساطور شفرت ه املثلومة يف خليقة تائهة يف ال ضائقة و ضائعة يف [ شاعر واأكادميي من سورية. [ إابراهيم اجلرادي مباهج النوم ت س تدرج امل حنة اآنئذ»كتاب ال ضائقة «اإىل حيث ل يرد له صاحبه اأن يكون ول هو أاي ضا يريد اأن يكون: )1( فجر اأبكم يخت رص نف سه يف ظلم )2( أاولياء مم سو سون ضالعون يف فقه ال ستحواذ يرتلون منافعهم كاملظامل وي رسفون.. ي رسفون يف تلويث املاء )3( حمظيات يرو ضن الع فة ال شعري ة ويهدرن ثروات الع سل! 197
Tشعر.. Tشعر.. Tشعر )4( باطل ي ستفتي رشعا وخليقة تتم سك مبظاملها كحبل جناة! )5( جريرة تتمي باأفاكني اأتقياء ووطنيني اأوفياء )6( اأنقا ض اأنقا ض تملها اأنقا ض واأ شباه ي ستعذبون مال ي ستعذب ه الر امل سكون بريح واملح سو س ب شعر واأنثى )7( ترهات تندلق يف بلغتها كاأح شاء ضحايا العيد يف م سلخ / ع ماء ج ذ ل وخ يلء كاخلي ش... )8( عدالة ته ش عن وجهها ذباب الو ضاعة وخ سة الرتف )9( حنني مذعور يف القلب وطيور مذعورة ما اأن تهداأ حتى تتهي اأ ل ضطراب ثان ي ستعيد الياة رشطا خل سارات فادحة حيث اليقني يهز قرونه كالثور والياأ س وحد ه الياأ س يوزع هباته على اخلليقة الرخ وة م ستب سل با سل يف غي ه رش دا ص ل دا ل اأث ر لياأ س يف يديه اأو راأ س ه اأو أاذني ه )مفتون هذا الفاتن بذويه: ذاك الألق الآبق بالأ سلف(. )9( ق صيدة نرث خنثى وق صيدة وزن اأنثى والإيقاع بخيل مكتئب وملول بخ بخ )2( هنا.. حيث ال شعر يبحث لنف سه عن هواء اآخر بعيدا عمن ينه ض بالأموات وعمن ي سقط بالأحياء هنا.. حيث خليقة النعا س ت ستدعي ال شعر لكاآبة أاو ل سخط اأو لكليهما معا هنا حيث ترتفع حا شية املن شدين كاملنجنيقات وتتدىل معاين الوقت كاأثداء الكلبة الولود. )3( اآن اأن ي ستبد بي التعب وي ص ف دين الياأ س مبواثيقه املتفائلة! تنه ضني يف شجرة ل ب لب جمنون تظللينني بفيئك العذب وتدفعني عني بلء املحنة وت صدين قيظ الأ سى امل س تحكم 198
Tشعر.. Tشعر.. Tشعر تقومني يف القول هناءة القول وتختربين يف املودة عنا رص املودة تقفني على طرف الليل اأرجوانا يتعرث بنف سه ماء طاغيا يف العذوبة صارية أاجرا سا شعرا يتحا شى الغافلني ول ميتدح الأ سلب كل ذلك يقود الن ص الطليق اإىل صاحبه املوثوق ليهم س له ب شفتني م ضمومتني: ا ستعن بغزالة الوقت ا ستعن برنينها بومي ض أانوثتها بطعم ال صبح على اأطراف اأ صابعها ا ستعن بال شعر على شقاء الو صف فال شعر يحرر الأحياء من مالكهم والأموات من حرا سهم! وي ستعدي الغبار! ل تر س الغبار! ل تر س اخلراب! ول تكن ماأخوذا ل بال شكوى ول بالبلوى ول بتدابري ساأن املذ ل ة كن يدا اإن شئت كن غيما كن لغة وافتح لقوامي س الأرق الع ذب تفا سري الليل كن لليل دليل وكن دليل التائه كن ساقية لهواء يتعرث بغبار الطلع وينجب اأوقاتا لل شعر واأو صافا للنعمى... ولهذا املبتهج امل شغول مب صيدة املنزل والأولد وللحظة تت صاعد منها الأنفا س وميتد الليل ك سول تتداعى فيه اأ رساب جاحمة من رغبات التنكيل افتح للغيم طريقا افتح لمام الوقت النافذة الغربية افتح نافذة القلب افتحها لليل وللدوري الربدان ول صوت فريوز القادم من اأق صى الغيب افتحها للقمر النع سان... للمتطامن يف غفوته افتحها ل صباح يتكا سل يف النوم لهواء ينحدر من»قا سيون«وحيدا على اأول»برزة«فاتها ل شحاذ الأحلم للمغتبط الائر افتح للوردة رس ت ها افتح فخذيها واخترب الفذ الياأ سان افتح لل شعر سموات مغلقة 199
Tشعر.. Tشعر.. Tشعر واف صح عن وجد مكنون! و... ا... ح شكرا! شكرا لديقة النني تتكاثف على يديك اأغ صان مباهجها بالورق الع ذب امللتاع شكرا لليل ي شتعل بالكهرمان شكرا على وجودك يف الياة و شكرا أاي ضا للحياة!! املكان يهيئ لذويه الرحيل املاء حرب جاف والأر ض نحيب وعط ش فانه ضي يا كتابة يا اآخر القتلى يف سللة الأعداء! واآخر اليتامى يف سللة الأ سى! انه ضي يا حقول يا قرى يا دعاة الظن يا مقاي ضون يا مدججون بالياأ س يف معارك الأمل. انه ضوا...! يا مايكل اجنلو ويا ر سول حمزاتوف انه ضي يا اأنوثة املكان وهيئي القطاف للقطاف هيئي سنابل ال صبا ملناجل ال صبا ولتنه ضي يا وردة التاأنثن يف موا سم التكاثر و أانت يا ولد الوقت يا بن ذاك الليل يا ملعون يا بن من تكون حيث ل نكون.. و أانت يا اأ رس ة اللهفة يا ترياق هيئي الأ سلع لل رصير و أانت اأيها الظ يا كثري الرتدد يا فنا ص يا قلم التخطيط يف اأكف صبية الت شكيل يا كلم اأيها الرمل.. يا رمل امللمة يا صبي البحر ذاك الأبله املهتاج يا من ي رسب الأملح يف مياهنا كال ضغينة.. واأنت اأيتها ال صدفة ال صدفة التي تنمو يف أاح شائها ال رضورة كاجلنني اأيها الليل يا عل ة الوقت يا رعاف ال ضوء اأيها الفرات يا عط ش اجلزيرة اأيها الوقت يا تاعيد ال شيخوخة املبكرة على وجه املكان يا من يرتب املرياث يف اإرث اليتامى ويوزع الآباء على اأبنائهم الغياب. ام ض ام ض اإىل شهقة اأخرية.. ام ض اإىل البكاء.. اإىل ما يعزز الندم وي سرت الأ شياء بالف ضيحة ام ض وحيدا.. ام ض ول تنظر اإىل اخللف ل تنظر اإىل املكومني كالعياء وا سرت ما ترى وما راأيت وا سرت ما سرتى باأ شعة متناثرة كال شتيمة فالقلب يعوي كالريح واليدان خابيتان لفظ ماء امللمة 200
Tشعر.. Tشعر.. Tشعر واأنت اأيها ال شعر يا يتيم! اأكان عليك اأن ت صفع الغيب يف كف بل رجفة أان تعلن الع صيان كالطاعة! أان ترد الكلم من اأظلفه اأكان عليك اأن..! ام ض اإذن ام ض فاللغة امراأة خائنة وال شعر والنرث ماأواها واأنت يا معد حفلة الت ضليل التي ل تنتهي رتب مقامك فالوحل يلمع على كتفيك والعبري والعليق ينمو راحتيك وال سعال واأنت تبارك العفة مثلما يبارك اخلريف اأو صافه واأنت يا من يقيم يف امل سام آان اأن تهرب من اأج سامنا الأع ضاء آان اأن يهرب بال شيخ الذي يقيم يف اليقني يهرب التقي والورع وعابر ال سبيل واملهذار يف الوقت اإذ تئن يف مكانها صناجة الرغائب تقرع أابوابنا كالريح ال شمالية الهبوب اأما اأنا اأنا الذي ي رسف يف اليقني العاثر فقد تركت قلبي يتعرث باأعدائه تركته للوقت يف مظانه.. تركته للظل باردا وجافا لل ضوء يف ظلمة وقيظ وعدت من حيث اأتيت تقودين ضائقة يقودين صوت ورعد يقودين ن سي س غيظ حيث ل طريق ي أاخذين اإليه غري لوعة املجاز املجاز تلك القدرة التي ل يدركها النحويون ول ي ستب رص قدرتها شعراء امللح حيث ل باب يف ضي اإىل اجلواب غري املكان الذي يهيئ الرحيل ل ساكنيه فاخلطيئة يتوارثها الأتقياء ومل يبق لراث الأمل غري الأوراق الياب سة تتك رس تت اأقدامهم مثلما يتك رسون.. يا..! ماوؤك نائم األ توقظيه قلت لل شام اآن قيظها الأخري وقالت الريح ت ستدرج الكمة الباهظة: لو اأن للأمرية غري هذا القلب لو اأن للأمرية غري هذا البيت. لو اأن للتقومي ما نريد لو اأن للطاعة مفتاحا لو كان يل: رس ما كتبت و رس ما راأيت مل ضيت حيث ل مي ضون اأبعد مما اأرى واأقرب اأقرب مما تكونني! 201
من اأعمال : علي في صل - ع مان ق صائد [ أاحمد اSسكندر Sسليمان متاهة يف الظهرية ذاتها يف الظهرية اخلال صة حيث لظلل حني يتوهج املعنى ويدرك ال شاعر ب أانه املختار... تبداأ املتاهة يف صياغة ذاتها. الجر الذي كان خفيفا وينب ض يف صدر ال شاعر يتثاقل ويخمد كلما طال الديث عنه. الرجل الذي كان مي شي على املاء يبدو غارقا يف ثرثرة عن التعب املزمن الطفل الذي تل ق به ثواليثه يبدو حمبو سا يف مربع غام ض والعطر الذي كان ميجد ذاته يف الن سيم العابر [ شاعر وقا ص ونحات من سورية. يح صي النقود التي ح صل عليها يف نهاية اليوم وهو ينظر حوله خوفا من القوار ض ال شائعة وهو يتاأمل.. يعود ال شاعر اإىل عزلته املتعالية احلرب ال رس ي كما لو اأنها املرة الأوىل الوردة التي اأكملت ر سالتها واأيقظتك لتفنى ل توقظها دعها ترقد ب سلم كما لو اأنها املرة الأوىل على العتبات مل يتغري اأي شيء الأخ شاب هي الأخ شاب ذاتها 202
Tشعر.. Tشعر.. Tشعر 203 ممهورة بالدم اخلال ص الأ سماء هي الأ سماء الأبواب هي الأبواب واملعاين هي املعاين لكنها الظهرية العادلة حرب الزمن ال رس ي الظهرية التي تبد ل زوالها ول تبقي املكان مكانا ول تبقي الزمان هو الزمان مرياث اأعرف يا اأبي اأنك غادرت امل شهد حزينا.. مفجوعا لأن الوريث الذي اأعددته للأر ض مات بني يديك لأن الوريث الذي هياأته الظهرية الق صوى ودو نت علماته الأحبار ال رس ية كنت تعرف بوجوده ومل تلتق به اأبدا لأن من يجل س على كر سيك الآن ويحمل ع صا الأ سماء لي س البن الذي به فرحت لي س غري النطفة التي اأينعها دوار البحر ورياح ال سموم م صري لي ست ال سبل القدمية اأو الفرادي س املوعودة العهد القدمي اأو العهد اجلديد كلم اهلل اأو كلم الب رش بكل ب ساطة و سلبة اأحتمل من اأجل ما هو عادل نائيا يف الآن املهب الذي ل نهاية له تقت سمني الأنواء والأنوات أحمد جان عثمان لأنك سوري يا صديقي لك اأن تيا كما ترغب مليئا بالزمن وبكامل امل ساحة التي ترتل فيها الظهرية الق صوى لأنك فينيقي قبل اأن تولد يا صديقي لن تد غري البحار اأمامك لن ت شعر بغري الهواء الذي سوف ميلأ الأ رشعة بحثا عن سوريا املقد سة الوطن الذي ل ظل فيه الوطن الذي ل ي صل اإليه الرعاة وحيث املعنى امتداد على وجه املياه ت شكيالت حجرية الكلم يتبخر كما لو اأنني يف مياه غائبة حيث ال صمت والكتمان لغة متداولة والإ شارة عتبة اإىل الأزيل
Tشعر.. Tشعر.. Tشعر يف وقت زائل مع الأحجار النائمة يف رسير النهر اجلاف مع الأحجار امل صقولة بنقيق مليار ضفدع ماأخوذا... ن شوان واأنا أات صاعد من القاع ال سحيق للغرائز اليومية املزدهرة مع الأحجار وهي تت شكل بني يدي الآن يف املجال املرئي امل ضاء باأعني تت سع والذي تعوم اأقنعتي فيه كحباحب ليلي يلذ يل اأن أاثرثر مع روؤو س حجرية لفظها القاع واأيقظها الت شكيل يف الأبدية الهدر الرجل الكيم الذي أاورثني انك ساراته ا سمه النظيف والبيت القدمي الذي ل ميكن ترميمه اأو صاين وهو على فرا ش املوت اأن ل اأهدر الوقت واملال وال صحة وامل شاعر كي ل ي ضيع الهدف الذي ر سمه لياتي ولأنني مل اأر سم هدفا ومل اأ شق طريقا لهدف اقرتحه خيايل هدرت الوقت واملال وال صحة وامل شاعر وكنت فرحا ون شوان و سكران يف كل لظة ع شتها حماورا وعا شقا وراحل على طرق مفاجئة وب شكل خاطف كنت اأرغب اأن األتقي بالنهاية الأكيدة التي مل تاأت اأبدا الآن.. واأنا أانظر اإىل اأطفايل اأرغب اأن اأكرر ما قاله اأبي ذات يوم واأرغب اأن يعي شوا كما ع شت ثملني على موجة الن سيان العارمة سك ة حديد ال سي د سيبويه عندما كان الوطن كبريا ميتد من بحر الظلمات اإىل سور ال صني و سيف اخلليفة فوق كل الرقاب مد ال سي د سيبويه سكك اخلوف لتعرب عليها الأل سنة من اأطراف الدنيا اإىل بابل اجلديدة. عندما صار الوطن ذاكرة نبحث عنها يف خرائب املدن املطمورة و سيوف اخللفاء معل قة يف املتاحف اأو يف ق صور اجلرنالت ركب ال سي د سيبويه قطار ال صباح ليذهب اإىل العا صمة فوق سكة من الديد النكليزي. جنود وطل ب موظفون وت ار عم ال ومر ضى حمج بات و سافرات ملتحون وحليقون عرب واأكراد اآ شوريون واأرمن كانت العربات تت شد بهم وكان ال سي د سيبويه وحيدا مرفرفا فوق سنام اأفكاره يت ساءل باأي لغات يتبلبلون!.. يف العربة التي تمل الرقم ثلثني وبعد اأن اأح صى ال سي د سيبويه ركابها املائة 204
Tشعر.. Tشعر.. Tشعر قال يف نف سه:.. هذا يعني أاننا ثلثة اآلف ل سان فوق سك ة الديد ومل يجروؤ على اإيقاظ ال شاب املفتول الع سلت الذي كان ي شخر اإىل جواره بل اأي احرتام للقواعد والأ صول. - اأه و جندي.. ساأل ال سي د سيبويه نف سه - لكن له هيئة ال صيادين.. قال لنف سه - رمبا كان بح ارا اعتاد ال شخري يف املحيطات - رائحته كرائحة الغبار يف الأماكن املهجورة واأردف متهكما بحاله: - مل يعد ينق صني اإل اأن اأخرتع نحو ال شخري والغبار أاي ضا!.. قبل اأن يبت سم ال سي د سيبويه كعادته أامام مراآة ذاته كلما اأح س بالإجناز ارتفع صوت املكابح املفاجئ صاح اأحد الركاب: يا اهلل رصخ راكب اآخر: يا خودي ا ستجارت امراأة: يا ست ار وا ستفاقت اأخرى: ويل.. شنو ورمت صبية عابثة مثل هذه الق صيدة الثملة بنف سها على صدر ال شاعر الفو ضوي الذي يكتبها الآن عندما باغت رصير الديد على الديد ا سرتخاء امل سافرين وتوق ف القطار مبلبل األ سنتهم واأفكار ال سي د سيبويه مد ال شاب ابن جابال- القدمية راأ سه ال شاب املفتول الع سلت ال شاب الذي يجل س اإىل جوار ال سي د سيبويه مد راأ سه من النافذة. قبل اأن يعود ال شاب اإىل نومه وي سرت سل يف شخريه ساأله ال سي د سيبويه: ملاذا توقف القطار - فع سنو بقرو.. قال ال شاب برخاوة باردة - وهل كانت ت شي على سك ة الديد!.. ت ساءل ال سي د سيبويه بجد ية بلهاء. تاأم ل ال شاب املفتول الع سلت الرجل العجوز الذي اإىل جواره تاأمل ه برثاء مرير وا ستغراب حائر وقر ر اأن يجيبه باهتمام لأنه رجل عجوز فقال بربودة, حماول اأن يكون اأنيقا كمحد ثه: - ل يا- سفلي- لقنوها عالزووريب والوروت وفع سنوها? وعاد مطبقا عينيه بطماأنينة اإىل شخريه املتناغم مع صوت العجلت الديدية وال صافرة الاد ة التي ترتل من شفتيه بني لظة واأخرى اآهة غافلة عن ثلثة اآلف ل سان فوق سك ة من الديد النكليزي بني لندن وبغداد ملحظة: يلفظ سكان جابال القدمية الألف واوا وذلك كما كانت الال يف اللغة الآرامية. 205
Tشعر.. Tشعر.. Tشعر من أاعمال كفاح الرواحية - ع مان الطريقة املثلى لكتابة ال شعر [ جرجùس Tشكري -2-1 لها اأفواه واآذان بع ضها مغ شو ش اأو م ستعمل ورمبا انتهت سلحيت ه الكلمات ت سهر يف ال شوارع تر ض وتنام على الأر صفة البع ض يغت صبها وتدو سها الأحذية اأي ضا تكره الدولة وتب املو سيقى فل بد من تغ سيلها جيدا واإقامة ال صلوات بعد سوؤالها عن رغبتها الأخرية وقبل شنقها بني ال سطور. هذه كلمات تد ها عند البائع واملت سول على ل سان الكاهن وال سم سار وتلت صق بفمي اأي ضا. كلمات ل تلك سكينا اأو ع صا يعرفها امل ساكني بالروح ويل فيها اأ سطورة. 206 [ شاعر من م رص.
Tشعر.. Tشعر.. Tشعر. بعد اأن اأ لغيت الوظيفة -3 لنا اخلوف اأمرا ض ال شتاء وال صيف نزوات التاريخ. و سي دنا ي ضيف اإليها الفردو س فمن نحن لدينا بيوت و شوارع رشطة ورئي س واأظافر تنمو. لدينا ب رش وحيوانات مر ضى ول صو ص مر ضى وموتى يكتبون الو صايا لدينا ن ساء وحبال غ سيل وكلمات توت من ال ضحك فنحن ل ينق صنا شيء ل شيء ينق صنا فهل تبيع نا وطنا يا عم ولو م ستعمل. -4 جاءت الأخبار : القتلة علماء حمبة عاطلون عن العمل املجانني اأنبياء متقاعدون فذبح الأطباء مر ضاهم واأكدوا اأن الأمل بدعة ل تليق مبوؤمن. ومن ناحية اأخرى و ضع رجال الدين حجارة كبرية تر سها كلب رش سة اأمام دور العبادة وجل سوا ي سبحون ويدخنون شاكرين الرب على هذه الكمة. -5 اأحلم اأنني اأخبز دولة واأمنحها للم ساكني بعد اأن ت صبح كعكة كبرية يفوح منها البخور. كعكة يف حجم الدولة شهية وكبرية. وال شعب يرق ص بعد اأن اأكل الدولة حتى راأ س ها. 207
Tشعر.. Tشعر.. Tشعر من أاعمال خلفان اجلامودي - ع مان خطط القرا صنة ال ضائعة [ يحيى الناعبي 208 الكثيب الرملي يف ذلك الكثيب الرملي ت سدت الفتنة كان ال ضغط على حبيباته يوازي اكت شاف اأ رسار ما قبل ع صور الإن سان تلك ال ستدارة التي حام حولها ع صفور الن شوة يف صباح بهيج اأوىل م سودات الغرام. فوق ج رس الأحا سي س الأوىل باتاه جماز الرغبة اأفرغت قليل من كاأ س ال رشود [ شاعر من ع مان. على آانيتها كنت اأمهد لها وليمة متنوعة من فاكهة الب حتى ل توت جذوة ال سحر ول يذبل ع شب الأنوثة اأت س س اجل سد الفائ ض كالأعمى الذي مي شي يف الغابة أاتعرث يف حقل املفردات كمن يهذي يف ليل شتوي مل أاخرتع الكلمات لأثري انتباهها بل تركت أاوراقها تعبث يف ج سدي وت أاوهاتها تفق س يف ال رشايني
Tشعر.. Tشعر.. Tشعر املحرتقة من لهيب ال سعادة. رمبا اأفرطت قليل يف عباراتها عن الليلة ال سابقة واأغرقت ل سانها الف صيحة بانعطافات ممطرة خارج اأ سوار الغمو ض ونحن نودع اأجزاءنا. عزلة الذكريات يف عزلتي التي يتقا سمها ن سيم ال صباح واأمواج اأكرث حياء قبل اأن تك رس بج سارتها اأ شعة ال شم س تلك التي ت شبه ح شودا ع سكرية تغزوا املكان من جمهول يف الغابة اأرقد ممددا على ال شاطئ ميمما وجهي شطر ال سماء تتفرع شجرة خميلتي نحو اآماد بعيدة رسب من الذكريات الطفولية يحوم يف دائرة الزمن ويف لظة خاطفة تت شظى سحب الأيام اخلوايل واأنا اأتبع نع ش جدي كنت اأ سمع ال رصاخ والعويل من سعف النخيل وتردده اجلبال املحيطة كانت الركة منت شية بجلبة فو ضى حيث»القناديل«تخرج من بطن الظلمة بني ضوء وانطفاء وهي تتخلل جذوع النخيل كقرا صنة ضيعوا خمططهم يف ح رضة سيد العتمات اأ شباح يت سارعون نحو القبور كان يعجلون رحيله نحو الغياب تلكني اخلوف ليلتها حني الزن ينتظرين يف زاوية بعيدة لأجدد فيها الذكريات على ما بقي من اأ شباه ما ض تخللتها اأيامه واأ شواق تطري نحو الذاكرة البعيدة التي ع ش شت فيها اأرواحنا وهو يق سم بيننا خبز الياة اأفتح عيني بعد اإغما ضة طفت بها اأماكن بعيدة واأزمنة هجرها التاريخ لأرى صيادا يجوب بقاربه حقل املاء بحثا عن طعم الياة اأقرف ص جل ستي وانكم ش قليل إاىل نف سي لأت س س ماأدبة اليوم ماذا تقدم يل يف هذا العراء. 209
Tشعر.. Tشعر.. Tشعر من اأعمال مال اهلل البلو شي - ع مان كل شيء مطفاأ [ نبيلة الزبير كل شيء مطفاأ التلفزيون والا سوب وزوجها [ [ خرب زواجها باملطر يف ال رشفة يف نف س ال صفحة خرب اعتقالها بعد اأن تزوجت غريه يف نف س ال رشفة ك حل ي سح من وجه ال صفحة.. و صفة: جربي الكتابة مبا رشة بال سولوفان. [ [ أاحدهم يحلق وجهه مبرب أاة رمبا بطبا شري [ [ جمنون يف اجلهة الأخرى من الإنرتنت يتح س س صوته ليت أاكد اأنه اأ صبح كلبا بالفعل.. كلب تركوا اأ سفل صوته هام شا [ شاعرة من اليمن. يتقلب فيه رجل ميت.. يلزمك جار.. التقط لنف سك صورة واكتب عليها بخط وا ضح هذا جااااري [ [»وبعدو حنا ال سكران على حيطان الن سيان.«جارة وجدوا بكاءها مذبوحا اأ سفل اأغنية هربانة رشطي ترك املهنة واأ صبح يخرج يف الليل لتده سه الدورية.. لتده سه صفارتها م سكني الل ص اإذا ترك مهنته سي صبح رشطيا [ [ اأ صابع على الكيبورد!! طفلة منزوعة قمي صها ينكم ش ويتلملم 210
Tشعر.. Tشعر.. Tشعر لو وقف ستلب سه الوح شة.. [ [ يف اجلهة الأخرى سكران أاغلقت البارات على اآخر كوؤو سه سيعرف اجلميع اأنه سكران لأنه ل يطقطق اأ صابعه الليلة.. ويعرفون كذلك أانه سكران إاذا طقطق اأ صابعه.. [ [ جفنان ي سخران من إاناء الع سل.. من غطاء الإناء ما من ذباب باملرة [ [»فريوز«جال سة يف حنجرة املجنونة لكن الذي يدندن هو عبد الوهاب جمانني كثريون يدندنون يف حنجرة اجلارة [ [ مدينتان يعومان داخل بنطال يد سقطت على إاحدى ركبتني هبت الدورية كانت قد رشعت يف اإطلق النار لكن الفيلم تمد لوحده يف ال شا شة [ [ فتحت اجلارة شبابيكها.. يف عز الليل تفتح املجنونة ال شبابيك لت شم س رستها له ل له.. له لل.. هذه حرب ت رشين»غوار«يزلغط من أاذن اجلارة.. [ [ شخري شاخ ص و سهرااان و سادة.. رمبا واحدة من مراكب مكفوءة وتعوم.. إالقاء القب ض على»الزرقاوي«!! ي شبهون جارتي حني تلقي القب ض على»حنا ال سكران«وعورة رمبا كانت رسيرا ذات ليلة جريدة حكومية.. األقت بها جريدة معار ضة حكومية.. تلقي بها اأي ضا اأوراق بي ضاء م شخبطة.. قلم.. قلم زائد.. بنطلون عار! من التي ا ستطاعت اخلروج من هذين الأنبوبني..!! موبايل.. جورب.. اأين و سادتي.. قداحة.. روج.. م شط.. لو اأجد على الأقل ساندوي شا اأخر س به سهر اجلارة.. تذكرة سفر ممحوق.. صورة مي سك لها بروازها اجلريدة وي رص أان يبقى هكذا يطوقها واأن تبقى هكذا تقر أا طالعه.. [ [ حادثة مرور اأيقظت ال رشطة.. ان سكب ن عا س القارورة.. لي ست قارورة إانها جورب بخيوط فا سخة وعروووق م سكني ال رشطي املناوب.. سيق ضي ليلته يف الب س فتحت اجلارة رشيط الإعلنات ستبد أا عد أازواجها الذين رسبوا يف ال شم س.. [ [ نهدان خبزتهما ال شمعة يف الائط حلمة عائمة.. حلمة واقفة مثل ع سكري ال شطرجن تت الع سكري حجر تتدحرج كتفان يهزان ل مبالتهما فوق ظهر الائط جفنان ي سدلن ستارهما فيلم سيء 211
Tشعر.. Tشعر.. Tشعر من أاعمال عبدالرحمن الهنائي - ع مان الو صول.. إىل ع مان طالب املعمري 212 لو اأن لي س يل يد اأق صد يدان لنفجر صدوري اأ سلء وعرفتم اأنني ل ست مثلكم.. مثلكم»فكاأمنا الدنيا يدا متحرز وكاأنني فيها وديعة سارق» ) أبزون الع ماين( اإن يل قلب كائن ميلأه الهواء الر والدم. لو مل يكن يل يدان عن اليمني.. وعن ال شمال
Tشعر.. Tشعر.. Tشعر كيف يل اأن اأ صفق بهما اأن اأحطم»الأن تيكات«ال صور الكرا سي الطاولت واأن األوح بهما نحو ال سماوات وامل سافات واأر سم بهما علمات تقي ة و شيطانية يداي ول ساين تلك.. اأجنحتي اللتان اأحلق بهما دون اأن أاغادر اأر ضي اأداعب بهما الوقت الناع س البت سامات اخلجولة الفراغات اململة.. الطويلة صمت التفاعل النقي وامللوث كيميائي اللحظة املت شك لة نحو ال رشوق والولدة واأذوب كالدواء على جرح ع مان واأ صعد نحو سماك العايل. يداي.. ري شة اأر سم واأم سح ما اأريد من مينع يداي عني لأخلق الفرح بهما يف عيون امل ستقبل واأفقاأ أاخرى يداي معف رة بالرتاب.. تراب اأر ضي توافق الل سان كلماته ال سليطة تر سم التجديد الن رص الب تر سم م شنقة يعل ق العابر طيور اأحلمه هواج سه امل ض طربة اأفقه الوا سع وامل سدود. يداي بجانب راأ سي مرفوعة تقولن.. الإن سان اأنا كن.. اأكون الياة بيدي ل بيد اأحد.. 213
نüصوUص مالمح من ال سنغال 214
)[[ ( املر سوم قال عنه أاحدهم اأنه لو ق د ر لزمن التق سيم الإداري أان ي سود لأ صبح»مباي كابيدوما«) 1 ( جيله. ويف الواقع كتب»مباي غانا كابي«الكثري. و لد يف»تيا س«عام 1936 وتخر ج من دار املعل مني العليا يف»داكار«. كتب بحما س شديد ن صو صا من جميع الأمناط الأدبية ال سائدة. يف»اأبي ض الزجني«ويف»املر سوم«يبدو نتاجه الروائي هجاء للتقاليد واملوؤ س سات يف جمتمع يدمر ه هو س حب الظهور.»لوكمبا«حما سب حمل ف ينتظر تعيينه كمدير عام للمكتب الوطني للزيوت مبر سوم من ق بل رئي س اجلمهورية ويراهن على م ساندة»اإوميبي«وهو رئي س اللجنة القت صادية يف املجل س النيابي وابن عم رئي س اجلمهورية الذي ي صغي لن صائحه. ينفق الكثري على احلزب احلاكم ويهدي الكثري للنائب وي صبح ع ضوا منا ضال. بعد لقائه مع رئي س اجلمهورية ي صبح حماطا باملعجبني الو صوليني كاملوظف احلكومي املتباهي والتاجر اللبناين و صاحب املتجر املغربي... وياأتي أاقرباوؤه من الأرياف لل سكن لديه. بعد حبكة حاذقة تاأتي خيبة الأمل وتتبعها النوبة القلبية التي تودي بحياة»لوكمبا«وتن رش الياأ س بني املقر بني منه. رسد تتتاىل فيه النربة الطريفة والالذعة وتفوح منه رائحة ال سخرية واحلقيقة القا سية والعدائية يف كل صفحة تقريبا. [ مرتجمة من لبنان. ]] ف صل من رواية. الرواية بدت فيال»اإوميبي«رئي س اللجنة القت صادية يف املجل س النيابي بفخامتها على الكورني ش اجلنوبي حيث تهب رياح ال ص ابيات. ضغط»لوكمبا«على زر اجلر س ثم تراجع وتكت ف. دق جر س الكني سة الربوت ستانتية دق ة ال ساعة التا سعة. ضغط من جديد على زر اجلر س وانتظر. ما الذي كان يح صل يف دار رئي س اللجنة القت صادية كان»لوكمبا«يحلم مبوعد مع رئي س اجلمهورية فانتظر طويال يف مكانه. هل عليه الإ رصار كان يخ شى اأن يزعج»اإوميبي«الف ضيل مبا اأنه سي ضع م صريه بني يديه.»اإوميبي«اإبن عم املواطن الأعلى. ال ساعة العا رشة. ما العمل اأي رضب اجلر س بع صبية اأي رصخ» صباح اخلري«ب صوت عال هل يكح اأو يعط س بقو ة هل مي شي جار ا حذاءه على العتبة بداأ»لوكمبا«ير شح عرقا ويخجل من املار ة. اأعاد ترتيب عقدة»البابي ون«وقب عته وم سح حذاءه الإيطايل ال صنع مبحرمته املعط رة و ضغط على الزر بع صبية ثم تراجع وات كاأ على حائط القرميد الأحمر الذي يعلوه سياج ذو اأ شكال هند سية. كت ف ذراعيه. سمع هدير املوج الرتيب. كان هناك رجل يرتدي طقما لونه»بيج«ويعتمر قب عة»كا سكيت«وذو قف ازين اأبي ضني يقف يف و سط الباحة التي يغطي رقعة كبرية منها الع شب الأخ رض اجلميل. ن ص ب فيها اأربع ركائز و ض ع عليها اأقفا ص ترتق ص فيها ع صافري ذات ري ش جميل. 215 للكاتب الùسنغايل مباي غانا كابي [ ترجمة: رhؤى عبود
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص يف هذا احلي املخ ص ص لالأمراء اجلدد ميكنك اأن متت ع نظرك بطيور الك ركي املتو ج والب ل شون الأبي ض املتباهي املدج ن والنعام ال صغري ذي امل شية امللكية. كان اأحد الوزراء يرب ي ثعلبا صغريا بعناية بالغة لأنه مل يحظ بذئب صغري. كان قد طلبه من رئي س مكتبه الذي سافر اإىل اأوروبا بهذا الهدف. مل ي ستغرب اأحد الأمر مبا اأن رئي س الوزراء ميلك فيال صغريا يلب سه احلرير باألوان زاهية يف اأيام العيد مثل فيلة املهراجا وفيلة جزيرة» رسيلنكا«البعيدة. و كان وزير اخلارجية فخورا بزرافته ال صغرية واأر سلت له مديرية تربية املوا شي ممر ضا بيطريا خ ص ي صا لها. - ماذا تريد ساأل الرجل وهو يجل س ال«كا سكيت«. شعر»لوكمبا«بالإهانة: ملاذا كل مه هذا الرجل بهذه النربة) 2 ( وهو املحا سب امل حل ف املعروف اأهكذا يت رص ف حاجب ال سيد رئي س اللجنة القت صادية يف املجل س النيابي عر ف»لوكمبا«عن نف سه وقال : - لدي موعد مع ال سيد الرئي س»اإوميبي«! - ا سمك غري م درج على لئحة املواعيد. - ماذا - قلت اأن ا سمك غري م درج على الالئحة. - كيف ذلك رك ض الرجل اإىل مكتبه ال صغري وعاد حامال لوحة مرب عة ال شكل ث ب ت ت عليها مب سمار معدين لئحة مكتوبة بخط اليد حتمل اأ سماء الأ شخا ص الذين سيقابلهم معايل النائب. قراأها بجدي ة:»ديودوين كواكو«التاجر الكبري»باتا باتا كوامي«متعه د البناء والنقل الكبري»اإرن ست لوي ليتيمبي«الرئي س واملدير العام و»اآن روز كاريل ساكو«الرئي سة ال رشفية جلمعية الن ساء الثائرات إالخ... كان»لوكمبا«ي ستمع فاحتا فمه ا ستغرابا. - هذا كل شيء لليوم! اأعلن احلاجب بعد اأن وثب فوق ا سم»لوكمبا«. - أاق سم لك اأن معايل»اإوميبي«حد د يل موعدا! أاق سم لك! - قل»الرئي س«ولي س»معايل«! قال الرجل الذي كان شديد التم س ك مبن صب رئا سة رئي سه. - الرئي س»اإوميبي«حد د يل موعدا. اأق سم لك! قال املحا سب املحل ف م ستدركا. - اآ سف! ا سمك لي س على الالئحة! قال احلاجب بلوؤم ثم ا ستدار وبداأ يبتعد بخطى ع سكرية. - عفوا! قال»لوكمبا«الذي كان متم س كا مبقابلته مع رئي س اللجنة القت صادية يف املجل س النيابي الذي كان - كما ي قال يف ال رس- ميلك اأكرث من ع رش فيالت ح صل عليها كهبات اجتماعية من الدولة. - نعم! اأجاب احلاجب من دون اأن يلتفت. - ساعدين! فال بد اأنه ن سي... فهو الذي اأعطاين املوعد بنف سه! اأق سم لك! - وكيف علي اأن اأعرف ذلك مل يقل يل شيئا ل من ضمن الأوامر العامة ول من ضمن الأوامر اخلا صة. واأنا جمر د حاجب للرئي س»اإوميبي«ل اأجروؤ على خرق الربوتوكول الذي اأتقا ضى بف ضله اأجرا يف اآخر ال شهر! الربوتوكول هو الربوتوكول! ل اأحد يتالعب مب صريه املهني! لعب»لوكمبا«بطرف اأنفه وع ض على شفتيه وقر صها من شد ة القلق والياأ س. ل بد من مقابلة»اإوميبي«الفا ضل ابن عم رئي س الروؤ ساء: رئي س اجلمهورية صاحب ال ساأن الرفيع»كالوندا«. اأعطى احلاجب ورقتني نقديتني بقيمة األف فرنك اأفريقي. وقال:»هذا ثمن الكول«. ا ستدار الرجل بخطوة ريا ضية ونظر اإليه وابت سم وبرقت عيناه. ذهب احلاجب العادي ثم عاد. - اأحلي ت على رئي س اللجنة القت صادية يف املجل س! سيقابلك الربملاين املوق ر الذي ت ضاف اإىل صفاته احلميدة صفة ابن عم رئي س اجلمهورية! لي س من ال رضوري اأن تلم ح له عن خدمتي هذه! فاأنا هنا من اأجل هذا النوع من اخلدمات! شع ت عينا املحا سب املحل ف بال ضوء تنه د بقو ة و شكره طويال. 216
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص بعد ربع ساعة اأتى ال سيد احلاجب الكبري بلبا سه الأبي ض وقف ازه الأبي ض وقب عته الكا سكيت البي ضاء ذات احلا شية الذهبية وا صطحبه بخطى كبري اخلدم املتمر س. خلع»لوكمبا«حذاءه وتركه على عتبة باب ال صالون الكبري كما يفعل التالمذة عندما يدخلون اإىل خلوة معل مهم. - اأدخل! قال النائب الذي اقرتب ليالقيه وقب له بحرارة ك سيا سي حمن ك. ارتع ش»لوكمبا«سعادة فها هو بني الذراعني املتينني لبن عم رئي س اجلمهورية. يا له من امتياز! يا له من حدث عظيم! ر سم»لوكمبا«ابت سامة اأمل صغرية ثم ابت سامة عري ضة. ماذا سيفعل يف اليوم الذي ي سل م فيه على رئي س اجلمهورية. جل س»لوكمبا«بهدوء وبلباقة وبحر ص على كنبة من املخمل الأحمر املزي ن بباقات زهور ذهبية. اأعجبه ال سج اد الراقي الذي ع ل ق ك سج اد حائط وكانت ر سوماته ملفتة: مهرجان فر سان ملو ن بالقرب من واحة زرقاء و شجر نخيل رفيع وم شهد ح صاد يف اأفريقيا وفالحون يقفون ب صفوف من ستة رجال ينحنون وخلفهم ن ساء ي ضحكن ويحملن جر ات اأو يطرقن على طبول صغرية وبع ض املو سيقيني الذين ي ضيفون اإىل العمل جمال وروعة و سباق زوارق ي شارك فيه ثماين جذعيات) 3 ( وقد جل س املجذفون م صطف ني و صدورهم متينة وكاأنها ح ف ر ت بالفحم احلجري تبدو جماذيفهم متناغمة حتت التحليق املتقل ب للطيور البحرية. سال لعاب»لوكمبا«اأمام اأثاث يليق باأمراء اخلليج. و ض ع جهاز هاتف على طاولة صغرية يغط يها قما ش غني بالتطريز. يف كل ركن من اأركان ال صالون كان هناك م بخرة من اخلزف ال صيني يت صاعد منها القليل من الدخان املعط ر. فاجاأت»لوكمبا«مكتبة حجمها بعر ض ال صالون وكتبها جمل دة ب سخاء. يف ال صالون الثاين كانت ال سيدة ممددة على كنبة من املخمل الزهري اللون املزي ن بالزهور الزرقاء كانت ت ضع حتت ر أا سها و سادة اآتية من دار تنجيد كبرية يف»مراك ش«. على ال سج ادة اخل رضاء ذات الإطار الذهبي جل س عازف اآت من بلدة يف و سط البالد وكان يعزف لها مقاطع مو سيقية شهرية واأنا شيد فر سان وكان يرجتل لها املدائح ويوؤل ف لها ساللة عريقة. هذه البارونة التي كانت سابقا جديرة بالع شق بلونها الأ سود ال صايف مثل زجنيات ال سهول الربيئات. ولكنها فت حت لون ب رشتها مب ستح رضات صيدلية على الرغم من خطابات وزير الثقافة املتكررة حول الزنوجة. كانت شابة جميلة تدل ك لها رجليها واأخرى»ترو ح لها«بالرغم من وجود املكي ف: كان هذا دلل بارونة ح صلت على نبلها مبر سوم. كانت تعتلي عر شها وكاأنها من ال سيدات الراقيات زوجات املديرين القدامى للمعامل ال ستعمارية الكبرية. وت شبه الع شيقات ال سمراوات ملديري التعاونيات القدمية واللواتي كن ياأتني لتم ضية الف صل اجلميل يف منطقة»ريفيار دي سيد«. اأتت هاتان الفتاتان من و سط البالد كي تعل مهما وجتد لهما لحقا زوجني منا سبني. ل بد اأنهما ي شتاقان لقراهما حيث- على عك س احلال يف هذا احلي املخ ص ص لكبار القوم يغن ي ويرق ص اجلميع على وقع الطرق على الأواين امل صنوعة من الكرنيب وعلى الأحوا ض املقلوبة حتت ضوء القمر يف ال ساحة حيث يجل س النا س يف حلقة لي ستمعوا للق ص ص والأ ساطري. امليزة الوحيدة التي كانتا ي ستمتعان بها هي وجبة الأرز الكامل وال سمك الكبري وبقايا البطو الدجاج واخلبز املقرم ش التي كانتا يتناولنها على الع شاء مع ال سيد وال سيدة واأولدهما الثالثة. وكان هناك اأي ضا ماء الرب اد وبرامج التلفزيون الفلكلورية. ضغط»اإوميبي«على اأحد الأزرار. و بعد ب ضع دقائق أاتت خادمة اأنيقة بع صري الفاكهة يف كوؤو س تلمع كاللوؤلوؤ على صينية من ف ض ة. شكرها»لوكمبا«ومدح رئي س اللجنة القت صادية واأك د له اأن 217
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص كرم ال ضيافة والنفتاح واجلهوزية لال ستقبال التي يتمتع بها ل تخفى على اأحد يف العا صمة. ابت سم»اإوميبي«الف ضيل ابت سامة عري ضة وانتفخ وحد ث»لوكومبا«عن اأ سفاره بينما كان الأخري يود أان يقول له عن اأ سباب زيارته على عجل. فحمله النائب معه من ضفاف نهر ال» سني«اإىل قلب»اأوكرانية«ومن فندق»موتي«الكبري يف» سيول«اإىل بيوته اخل شبية يف» سيفني«ومن الأهرامات التي حتر س نهر النيل املقد س اإىل الأبقار املقد سة وال سلمية يف الهند. ضغط النائب من جديد على الزر. فاأتى رجل يف لبا س اخلدم الر سمي ومعه حلوى على شكل تنني على صينية مزخرفة على الطريقة اليابانية. ذهب ثم عاد ومعه قارورة من الكري ستال فيها م رشوب من ال رشق الأق صى. شعر»لوكمبا«بالتكرمي وح سد هذا املدر س الذي مل يعد ياأكل الطب شور. اأراد»لوكمبا«اأن يبوح برغبته للنائب ولكن الأخري ا ستعاد رسد»الأودي سيه«وكان حما سبنا املحل ف قد نفذ صربه ولكنه مل يجر ؤو على اإظهار الأمر. فاأخذه النائب من جزيرة»غراند اإيل«اإىل جزر ال»اأنتيي«حيث الفتيات جميالت كاجلن وحيث ترق ص الفاتنات ال»رومبا«و ال» سمبا«. ا ستمع لرئي س اللجنة القت صادية الذي كان ي صف له بكلمات ينتقيها روعة»فلورن سا«و سحر ال»بندقية«حيث قوارب اجلندول امللفتة وروائع»هل سنكي«التي و صف سحر شم سها يف منت صف الليل ب شغف. لقد زار هذه البالد والأماكن خالل اأ سفار رئي س اجلمهورية الر سمية وكان هذا الأخري - كما ي قال يف ال رس ي رضب اأرقاما قيا سية يف عدد ساعات الطريان. اغتنم»لوكمبا«فر صة صمت النائب واأطلعه على شهادته كخبري يف املحا سبة وعلى مر سوم قبوله كمحا سب حمل ف. و سل مه ر سالة تو صية من ق بل شخ صية دينية. - سيدي رئي س اللجنة القت صادية يف املجل س النيابي ونائب رئي س اللجنة الدائمة للحوار ما بني ال شمال واجلنوب اأنا مهتم ب... - قل يا سيدي. ل ت شعر باحلرج. - أانا... اأنا مهتم ب... - قل يا سيدي. مل ت شعر باحلرج - اأنا مهتم مبن صب الإدارة العامة للمكتب الوطني للزيوت الذي سي ن ساأ والذي حتد ث عنه طويال رئي س اجلمهورية»كالوندا«املع صوم عن اخلطاأ منذ ب ضعة اأيام يف موؤمتره ال صحفي الأخري. -»كالوندا«املع صوم عن اخلطاأ! اأنت حمق! ابن عم ي ل غبار عليه. والنائب»كاماندا«كان على حق عندما جعل جمل سنا املوق ر ي صو ت لقرتاح قانون ي سمح باإقامة متثال يف قلب العا صمة ملعايل»كالوندا«اأب الأمة واملواطن الأعظم. وبف ضله ط ب عت صورته على الأوراق النقدية وعلى الأقم شة امل صن عة. ابت سم»لوكمبا«: لقد دغدغ اأوتار النائب الأكرث ح سا سية. - اأنا مهتم مبن صب الإدارة العامة! قال من جديد وهو مكتوف الذراعني وحاين الراأ س. كان يقف كتلميذ أامام معل مه. - ل ت شعر باحلرج! اإجل س على راحتك! اأنت يف بيتك فاأنت من ال شعب الذي جعل مني الرجل الذي تراه اليوم. يجب على النائب األ يت رص ف كالأمري اأمام اأحد الناخبني. عليه اأن يكون خادمه املخل ص! - الإدارة العامة يا سيدي رئي س اللجنة القت صادية يف املجل س النيابي! الإدارة العامة... - اأفهمك. - شكرا يا سيدي الرئي س. - ولكن... ما هي رتبتك يف احلزب احلاكم - اأنا منا ضل يف القاعدة يا سيدي الرئي س. - فقط ارتع ش»لوكمبا«وطن ت اأذناه ع ض شفتيه وابتلعهما ثم حك جبينه وطقطق اأ صابعه. - منذ متى واأنت تنا ضل - منذ ثماين سنوات. - ثماين سنوات فقط اأين كنت من قبل ماذا كنت 218
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص تفعل بكى»لوكمبا«طن ت اأذناه من جديد وارجتف قلبه حتى كاد يتوقف. سمع هذه الأ سئلة املربكة واملحبطة عد ة مر ات. ع ض على شفتيه وفرك عينيه وابتلع ريقه. و كان النائب يحد ق به كما لو كان يريد امتحانه وتعذيبه كان ي ضع ساقا على الأخرى ويحمل يف يده الي رسى»غليونا«غطا ؤوه من ف ض ة. ثم جد ل حليته ال صغرية و شاربه الذي ي شبه شارب فار س. - ثماين سنوات! ثماين سنوات فقط! كر ر «إاوميبي«. - ثماين سنوات! كر ر»لوكمبا«الذي راح يبكي من جديد. - اأم اأنا فلدي ع رشون سنة من الن ضال. - اأنت ركيزة للحزب ولديك رتبة»بارون«فيه! قال»لوكمبا«الذي ابت سم مبرارة لأن حظوظه باتت ضئيلة جدا. - هذا صحيح! لقد ضحيت بكل شيء من اأجل احلزب! حتى اأنني تخليت عن زوجتي الأوىل الكامريونية التي كانت ترف ض العمل ال سيا سي. - كانت على خطاأ! - ال سيا سة ت سيل يف دمي ويف عظامي! وها اأنا اأنال ثوابي! قال»لوكمبا«بع ض اجلمل اللطيفة واملجاملة اأي ضا. - من صب امل سوؤولية الذي تبتغيه مهم جدا يا سيد»لوكمبا«. ولكن هذه اجلملة مل تطمئن املحا سب املحل ف. - سيا ستنا تفر ض علينا األ نثق بهكذا منا صب اإل بكبار امل سوؤولني يف احلزب. راح»لوكمبا«يت صبب عرقا. - اأنا م ستعد للت ضحية بنف سي من اأجل احلزب. - و ستكون على حق! فاحلزب يحفظ جميل اخلدمات املقد مة له. وبالأخ ص... اأن وقت اإعادة توزيع الأوراق يقرتب. هذه فر صة للعمل. - وكيف العمل - األ تعلم شعر»لوكمبا«بالقلق. اإعتقد اأنه مذنب ارتكب جنحة اأو جرمية إاهانة سيا سية. - اأحقا ل تعلم ترد د»لوكمبا«. - اأي سبيل تن صحني اأن اأ سلك - هناك سبل عد ة. - ما هو الطريق الأق رص والأ ضمن - عزيزي»لوكمبا«ل بد اأنك على قدر من الب ساطة... واأوؤكد لك اأنني ل اأ ستخدم هذه الكلمة مبعناها ال سيء! ان شئ جلنة م صغ رة اأو اجعل اأحدهم ين شئها من اأجلك! اأراد»لوكمبا«اأن ي شد ب شعره. اأي ا سرتاتيجيات عليه اأن ي ستخدم اأي تعويذة اأي م شعوذ شهري عليه اأن ي ست شري كي يثب بخطى عمالقة من رتبة منا ضل يف القاعدة اإىل من صب م سوؤول كبري كي ي ستطيع اأن يطمح ملن صب الإدارة العامة يف املكتب الوطني للزيوت الذي سوف يتم اإن شاوؤه قريبا كيف يقنع رئي س اللجنة القت صادية كيف ي ضعه يف جيبه ت ساءل»لوكومبا«الذي كان بحاجة للم ساندة وللرتفيع ال رسيع. - ضع اأكرب عدد ممكن من الأوراق. حنى»لوكمبا«راأ سه. 219
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص - كل ورقة توازي مئاتي فرنك فقط! قال النائب حمد دا وو ضع غليونه اخلايل من التبغ على غطاء من الري ش. ثم كرر:»ما تريده يحت م عليك اأن ت صبح اأول م سوؤول كبريا!«و اأ ضاف:»لهكذا من صب ير ش ح كل وزير وكل نائب وكل قا ض وكل صاحب ع م ة اأو عباءة اأحد املقر بني الذين يعي شون يف حمايته. هناك اأ صحاب ال شهادات العالية واملنا ضلون يف احلركة الوطنية ل شبيبة احلزب والذين يتولون مهمة تعميم اإيديولوجية احلزب وهم ينتظرون جميعا مرتقب ني من صب كهذا. كان»لوكمبا«قلقا. دق قلبه بقو ة. كان يود احل صول على وعد فوري من النائب. ولكن ما العمل للح صول على هذا الوعد فك ر بينما كان النائب يت سل ى ب إازعاج بع ض ع صافري الدوري يف قف ص و ض ع على مقربة منه. - ساأنا ضل يف جلنتك. ساأبقى وراءك وحتت اأمرك. - ح سنا. و ضع»لوكمبا«يده يف جيب سرتته واأخرج منه ع رش اأوراق نقدية كل منها بقيمة خم سة اآلف فرنك أاعطاها للربملاين وقال له:»هذا قد ي ساعدك لو ضع اأوراق جديدة. ساأ سري خلفك. لن اأفعل اإل ما تاأمرين به. - عظيم! سوف ترى اأن لل سيا سة سحرها اخلا ص! اأما بالن سبة لالإدارة العامة التي تطمح اإليها والتي ت ستحقها فعد اإيل... لنق ل... يوم الأحد املقبل عند ال ساعة نف سها. اأراد»لوكمبا«اأن يتمنى عليه األ ين سى و ضع ا سمه على لئحة املواعيد... اأبت سم»لوكمبا«لبن الربملاين ال صغري الذي كان يلعب بغزال من البال ستيك. لم س راأ سهو وعده بلعبة. كان يجهل اأن هذا الطفل ميلك الع رشات من الألعاب لأن التجار الذين يريدون احل صول على خدمات والده ير سلونها له مع سائقني بقب عات وقفازات بي ضاء. خلف الباب كان هناك رجل بلبا س سلطان بيده ع صا من خ شب الآبنو س. وكان معه صبي يحمل حقيبته التي حتتوي رمبا على جميع الوثائق وجميع اخلطابات حول تدهور التبادل القت صادي. ترك»لوكمبا«يف يد احلاجب العادي ورقة نقدية بقيمة األف فرنك ووعده اأن يعود ومعه اللعبة التي وعد بها ابن رئي س اللجنة القت صادية يف املجل س النيابي... حني دخل املحا سب املحل ف من باب بيته قب لته زوجته»ماري جان«وعانقته وبلهفتها ملعرفة ما ح صل شد ته نحو ال صالون حيث كان البخور ي شتعل يف وعاء من الفخ ار. كانت قد تعط رت وبدت بر اقة يف ثوبها الطويل. نزعت عنه سرتته وحذاءه وو ضعت له رجليه يف وعاء من املاء الفاتر وغ سلتهما بتاأن ثم ن ش فتهما مبن شفة ا شرتتها منذ وقت ق صري. رك ضت لتجلب له حذاء ناعما و ضعت فيه رجليه بخف ة... ح ضنته واأ شادت به وارجتلت مديحاو دغدغت رقبته. ابت سم»لوكمبا«. - قل يل... قل يل... ماذا عن موعدك - مته لي يا»ماري جان«. - ملاذا ماذا تريد اأو ماذا عليك اأو ما الذي جتروؤ على اإخفائه عني - لقد اجتمعت بال سيد»اإوميبي«الفا ضل. - هل ستح صل اإذا على من صب الإدارة العامة للمكتب الوطني للزيوت مل يجب»لوكمبا«. - متى سي صدر مر سوم تعيينك مر سوم الرئي س»كولوندا«اأتظن اأين ساأبوح لأحد بهذا األ تاأمتنني ابت سم»لوكمبا«. ابتعدت ال سيدة بع ض ال شيء. - ل تاأخذي موقفا يا»ماري جان«. علي اأن اأعود ملقابلة»اإوميبي«يوم الأحد املقبل. - ماذا هل جتر اأ على تاأجيل املوعد وهو الذي ي ستطيع اإقناع ابن عم ه رئي س اجلمهورية اأن يفعل له ما يريد ملاذا النتظار ل اأفهم! - اأين احلم ل الأبي ض - اأنه هنا! ماذا تريد اأن تفعل به - اأتعلمني يا عزيزتي... اأريد اأن اأهديه لالبن الأ صغر لرئي س اللجنة القت صادية. - وابننا الأ صغر سوف ي شعر بامللل! - ل تقويل ذلك! احل م ل طعم! - اأنا ل ست موافقة! ما يريده اأ صغر اأبناء الربملاين هو 220
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص ما يريده اأ صغر أابنائنا. - اأرجوك! اإفهميني! ساعديني كي اأ صل اإىل من صب امل سوؤولية هذا! علي اأن اأكون»اأحدا«! علينا اأن نطفو على ال سطح اأن نخرج اإىل الأبد من حال الأ شخا ص النكرة الذين ل ي صنعون من اأنف سهم رجال عظماء ول يجمعون ثروات طائلة. ابت سمت»ماري جان«. شعرت اأنها معنية واأنه بحاجة إاليها. غ سل»لوكمبا«احلمل بال صابون املعط ر ون ش فه مبن شفته ومل ع اأطراف قرنيه بال شمع. حمله وو ضعه بتاأن يف صندوق سيارته ال»بيجو 504 «التي ل تزال بحال ل ب أا س بها... بكل توا ضع اأهدى»لوكمبا«احلمل لالبن الأ صغر للربملاين بوجود احلاجب العادي الذي بدا مذهول. - هذا لطف منك! قالت زوجة الربملاين املمد دة على فر شة مط اطية حتت شجرة مثمرة مزهرة. كانت معتادة على هكذا هدايا كرمية مبنية على الطمع. كانت الفتاتان ل تزالن تدل كان رجليها والعازف ل يزال يعزف لها املالحم. - هذا قليل يا سيدتي ف سيدي ي ساوي اأكرث بكثري! اأجاب»لوكمبا«الذي انحنى بارتباك وابت سم ابت سامة عري ضة وعاد اإىل سيارته حيث كان ينتظره ابنه حزينا. ثغا احلمل حزنا... - هل فرح ال سيد النائب ساألت»ماري جان«. - مل أاره. - ماذا اأهديت حمل ابننا لبنه يف غيابه أاي هدف حتقق هكذا - زوجته سعيدة جدا! هذا ما يهم! فمن ينال اإعجاب زوجة رجل مهم ي ضمن ر ضاه! اأكر ر لك اأن زوجته سعيدة جدا! دخل ابنهما الأ صغر فجاأة وارمتى بني ذراعي اأم ه مطالبا بحمله ال صغري وهو يبكي بكاء غزيرا وطويال. - سوف حت صل على غريه! على اأجمل منه! سوف ترى يا صغريي! بدت الأيام طويلة طويلة جدا بالن سبة ل»لوكمبا«. ا ستيقظ فجر يوم الأحد الذي طال انتظاره. وبدت له ال ساعات التي تف صله عن لقائه الثاين مع النائب ل نهاية لها. قبل يومني وبعد اأن تو س ل لنائب الرئي س املتعايل لفرع البنك ا ستطاع احل صول على سلفة بقيمة ع رشين أالف فرنك. حل سن احلظ كانت م صاريفه اليومية موؤم نة طوال هذا ال شهر. عند ال ساعة التا سعة اإل ربع توجه اإىل قن الدجاج. وعاد ومعه طائر حب ش. - ما هذا ساألته»ماري جان«. - ساعديني يا عزيزتي! ف أانا حمتاج مل ساندتك املعنوية واملادية يف هذه اللحظات احلا سمة لتحديد م صرينا! علي اأن اأ صبح»اأحدا«! وعليك اأن ت صبحي»اأحدا«! اأكر ر لك الأ شخا ص النكرة ل ي صنعون من اأنف سهم رجال عظماء ول يجمعون ثروات طائلة. - ماذا ستفعل بطائر احلب ش هذا - ساأهديه لالبن الأ صغر للنائب الذي سي ساندين وي ساعدين على الرتفيع ال رسيع. ربط قدمي الطائر وو ضعه برفق على املقعد اخللفي لل سي ارة. انطلق بعد اأن ر سم بيده اإ شارة ال صليب... لقاه احلاجب بابت سامة عري ضة اأخذ منه املال و شكره. - طائر احلب ش هذا لالبن الأ صغر للنائب. - آاه! قال احلاجب. - هذا شيء رمزي! اإنه جمر د لعبة. ا ستقبل»اإوميبيلوكمبا«بعد ساعة وكان»اإوميبي«يومها يرتدي لبا سا تقليديا يجعله ي شبه رئي س ال»كامريون اأهيدجو«. يف اليوم ال سابق كان ال سيد وزير الدولة امل سوؤول عن ال سوؤون الثقافية قد أالقى خطابا مهما مبثابة برنامج عمل حول احلفاظ على الأ صالة. - مرحبا بك يا رفيق»لوكمبا«! صاح الربملاين. ارتاح قلب املحا سب املحل ف الذي ت شف ع اإليه جمد دا. - لقد فك رت مب شكلتك. من املمكن اأن تنال مرادك! ولكن املر سوم لن ي صدر بهذه ال سهولة. 221
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص تنه د»لوكمبا«بقو ة لأنه كان يعتقد اأنه سيجل س على العر ش العظيم لالإدارة العامة للمكتب الوطني للزيوت يف وقت قريب. - كيف أاحوال ال سيا سة ساأل»لوكمبا«. - يف القريب سوف ن ضع اأوراقنا اجلديدة! اأجاب الربملاين. - حقا - سوف اأ ضع ثمانية اآلف ورقة على الأقل. - ثمانية اآلف! كر ر»لوكمبا«متعج با. - وعلينا اأن نعطيها من دون مقابل للمنا ضلني ولنعرتف بالأمر سوف ي ضعون هذا املال يف ق در الطعام اأكرث مما سي ضعون اأوراقا يف صناديق القرتاع. يا عزيزي»لوكمبا«. شعر املحا سب املحل ف باملديح بف ضل عبارة»يا عزيزي«التي قالها مبلء فمه ابن عم رئي س الر ؤو ساء. مما اأتاح له اأن يطمح للرتفيع ال رسيع. تخي ل نف سه يف مكتب توجد فيه شمعدانات جميلة وجدران تلمع كاللوؤلوؤ يحيطه جهاز هاتف اأبي ض اللون واآخر اأ صفر. تخي ل وجود حاجب ويف يحل له م شاكله ال شخ صية بتكت م وخادم ل عيب فيه يجلب له قهوة ال ساعة العا رشة وع صري فاكهة عند احلادية ع رشة ول يتكل م معه اإل يف حال تاأه ب. وت صو ر نف سه يعقد م ؤومتره ال صحفي الأول يف يف قاعة كبرية منو رة يف فندق اأربعة جنوم وبح ضور صحفيني حمليني واأجانب. راأى نف سه يجيب برباعة على اأ سئلة املقابالت ويرتاأ س ب رصامة الجتماع الإداري الأول ويف يده جر س يفر ض به ال سكوت. اأعطى»اإوميبي«خم سة وع رشين األف فرنك و أاق سم له جمددا اأنه سوف يكون وفيا وعلى اأمت التاأه ب. - لدي مقابلة مع رئي س اجلمهورية بعد غد. وبعد املقابلة سوف اأتناول معه الغداء. فال سيا سة و صلة القرابة تربطاين به. - بعد غد قال»لوكمبا«بح سد. - بعد غد عند ال ساعة احلادية ع رشة وخم س واأربعني دقيقة! - واأنا متى ساأ صافح يده هذه اليد العظيمة اليد املنرية للرئي س»كالوندا«- سوف ياأتي هذا اليوم! الن ضال يتيح لنا حتقيق كل الآمال. - سوف تقابله بعد غد - بعد غد! حد ق به»لوكمبا«مبت سما. - سوف اأكل مه عنك! قال النائب. وقف»لوكمبا«فجاأة وتنه د بقو ة وا ضعا يديه على صدره وعيناه تلمعان. - سوف تكل مه عني - مل ل انني اأرى فيك ميزات املنا ضل الذي سوف ي صل اإىل اأعلى املراتب. - و سوف... - سوف اأقول له اأنك ت ستحق ت شجيعه. - شكرا! شكرا! قال»لوكمبا«الذي جل س مطمئنا. - سوف اأمل ح له بحذاقة اأن ي ضعك على راأ س املكتب الوطني للزيوت الذي يبني عليه اآمال كبرية. - األف شكر! قال»لوكمبا«متاأثرا. - يا عزيزي»لوكمبا«اإعلم اأن احلزب ل ين سى خادميه الأوفياء! وهذا ما ل يفهمه بع ض املفك رين الذين فور عودتهم من اأوروبا يطالبون باأعلى املراكز قبل اأن ينا ضلوا. لن نرتك ال سلطة تنزلق من بني اأيدينا وقد ح صلنا عليها بعد الكثري من املعارك واحلرمان والإهانات والإ رصار. جم انية ال سلطة فكرة طوباوي ة! الكفاءة ل تعني حق احل صول على امل سوؤوليات الكربى. فهذه امل سوؤوليات تتطل ب معارك عد ة واأنبلها الإخال ص لق ضية احلزب النبيلة. لن نتنازل اأبدا عن جزء من انت صارنا لأ شخا ص م شكوك باأمرهم! - اأنت على حق! -»لوكمبا«! هل اأنت على علم بالجتماع املناطقي املقبل - ل! - اإنه يوم ال سبت املقبل عند ال ساعة الرابعة بعد الظهر يف ساحة احلري ة... 222
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص شعر»لوكمبا«اأن زوجته مل تكن يوما على هذا القدر من اجلمال. ا ستقبلته بلباقة تليق ب شخ صية ست صبح مهمة. نزعت عنه سرتته وحذاءه وربطة عنقه وغ سلت رجليه وعط رت عنقه وانتقت الكلمات الرقيقة واللم سات الناعمة. - ماذا عن املقابلة ساألته وهي ت ضع ذراعيها املعط رتني واملزينتني بالف ضة حول عنقه وكان الأولد يلعبون مع اأولد اجلريان على الر صيف. - حا سمة! - غري معقول! ماذا قلت كر ر ما قلت! - حا سمة! - اإ رشح يل يا عزيزي اأين اأحرتق شوقا. - ال سيد رئي س اللجنة القت صادية سوف يقابل رئي س اجلمهورية بعد غد. - ماذا قالت»ماري جان«وهي ترتك على خد ه عالمة قبلة شغوفة ومعط رة. - سي ستقبله رئي س اجلمهورية بعد الغد. و سوف يكل مه عني. - عنك - عني! انهارت»ماري جان«على الكنبة وذراعاها موج هتان نحو ال سماء. ثم عانقت»لوكمبا«الذي كانت عيناه تلمعان فوق صدرها املنتفخ. - سوف يكل مه «إاوميبي«عني! - يا له من حظ جيد! - سوف يلم ح له اأن ي ضعني على راأ س املكتب الوطني للزيوت. - وهكذا سوف ت صبح املدير العام! من كان يتوق ع ذلك سوف ت صبح»اأحدا«! سوف ت صبح رجال مهما! رجال حم سودا ي شار اإليه بالإ صبع وت لقى عليه التحي ة بانحناءات جميلة! سوف تعطي الأوامر! و سوف يرك ض املوظف ون لتلبية طلباتك! سوف ت كافئ البع ض وتعاقب البع ض الآخر! - هذا صحيح! سوف يعلو ساأننا معا! - اأراك جليال ت ضع الأو سمة على صدور اخلدم الأوفياء وتلقي خطابات ماأثورة خالل حفالت افتتاح وا ستقبال. - سوف يعلو س أاننا معا! كر ر املحا سب املحل ف الذي وقف وم شى خطوة على طريقة مدير عام. يف أافريقيا هناك خطى خا صة ومتدر جة للموظ فني التنفيذيني واأخرى للت رشيعيني واأخرى للق ضاء الأعلى و أاخرى للروؤ ساء واملديرين العامني. - كيف جتدين هذه اخلطوة - ح س نها! اإرفع كتفيك! قالت»ماري جان«. حاول»لوكمبا«جمددا. - اإحن راأ سك نحو اليمنى بع ض ال شيء! و هكذا فعل. - هكذا! هذه خطوة تليق بك! ست صبح هذه خطوتك اخلا صة! - هناك اأمر اآخر يا»ماري جان«. - ما هو يا عزيزي»لوكمبا«- من الآن ف صاعدا ساأعمل يف جمال ال سيا سة. - وكيف ذلك - يوم الأحد املقبل سوف أالقي خطابا خالل الجتماع املناطقي!»اإوميبي«طلب مني ذلك. سيكون من بني احل ضور اأركان احلزب ورجال دين ونقابيون ذوو ساأن عال. - سوف تكون خطوة مهمة جدا. - خطوة عمالقة سوف ت سيل لعاب الكثريين. 223
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص - اأين اأخ شى ال سيا سة. فلها اأ ضواوؤها وظلماتها. وغالبا ما تكون الظلمات اأكرب. - ومل اخلوف احلزب واحد! والأعداء ل يجروؤون الظهور يف العلن! اجلي ش ل يريد ال سلطة. مم اخلوف لي س هناك اأي فو ضى! مركبنا ي سري نحو م ستقبل م رشق لأن الذين يقودونه رجال عظماء. ثم يا عزيزتي»ماري جان«من ل ينا ضل ل يح صل على شيء. فال سلطة لي ست عمياء. - اأرى اأنك م صاب! لقد نال منك»فايرو س«ال سيا سة والبكترييا ال سيا سية! حظا سعيدا والأهم هو اأن تتحل ى بروح املثابرة! - سوف تنا ضلني اأنت اأي ضا. - ماذا اأنا - أانت! ست ساندينني! اأين اأحتاج مل ساعدتك! - لك ما تريد يا عزيزي»لوكمبا«! كل كياين وكل ما اأملك لك! - شكرا! سوف اأترف ع و أا سيطر على احل شود! سوف يعلو جنمي وينريك! اأنا»لوكمبا اإرن ست«املدير العام امل ستقبلي للمكتب الوطني للزيوت سوف يعلو ساأين برفقتك! - سوف تنجح يا»لوكمبا«. - ومل ل أال ست حما سبا حمل فا األ ست اأحد املتخرجني الأوائل من املعهد الوطني لالإدارة العليا لدي ح س الأعمال القت صادية. - ل اأحد ي ستطيع اإنكار ذلك. دخل أاحدهم. اإنه»ليكونغو«بائع التذاكر و صديق»لوكمبا«منذ الطفولة. - لدي خرب سار! اإحزر يا»لوكمبا«! اأنها كذبة الأول من ني سان يا»ليكونغو«. - اأق سم لك ب صداقتنا! اإحزر! - حزرت: لقد تزوجت مر تني. على الرغم من الت شدد امل سيحي تزوجت من ال سكرترية ولديك منها ولدان. - ل! اأخطاأت! اإحزر جمددا! - ربحت تذكرة للحج اإىل روما - ل! - لن أاحزر. - لقد بعثوا لك املفعول الرجعي! ثالثمائة واإثنان واأربعون األف فرنك بالإ ضافة اإىل راتبك! وقف»لوكمبا«. -! ثالثمائة واإثنان واأربعون األف فرنك! سوف تن سى مو سم اجلفاف لبع ض الوقت! لقد اأحالوا املبلغ اإىل ح سابك امل رصيف! صديقنا»باتاباتا«هو الذي اأخربين عرب الهاتف. هو من توىل الأمر. قب ل»ليكونغولوكمبا«. ثم غادر على در اجته النارية. - ساأح صل اأخريا على مكتبة اأحالمي و سوف تبدل كنباتنا. - وماذا عن الت ضحية يف سبيل احلزب علي اأن اأنفق املال من اأجل ترفيعي ال رسيع كالربق! الجتماع املناطقي اآت! وهذا امتحاين الأول. علي! اأن اأبدو مقنعا! - اأهكذا تريد اأن تبتلع متاهات ال سيا سة كل املفعول الرجعي سوف ميت ص ون دمك ثم يرتكونك تقع وقعة مدو ية. تذكر ماذا حل ب«موليلي برنار«الذي كان تاجرا كبريا! لقد اأفل سته ال سيا سة! مل يعد لديه متجر يف العا صمة! ول فروع يف و سط البالد! اأخذ احلاجب»كومو«سيارتي الأجرة املتبقيتني لديه وعادت زوجتاه إاىل ديارهما! ها هو يبيع الكول يف ال سوق الكبري! فال سيا سة التي وعدته بقر ض كبري ا ستغلته ثم تخل ت عنه. - اأنك مت شائمة وعلى خطاأ! اأنا سوف اأجنح! ف س ماتي س مات رجل سي صعد أادراج النجاح. - فك ر جيدا يا»لوكمبا«! - ال سيا سة تفر ض علينا الت ضحية! علي اأن اأبهرهم فور دخويل الأول اإىل احللبة! ثم... سيتمك ن»اإوميبي«من لوي ذراع الرئي س»كالوندا«. سوف اأ ستعيد برئا سة املكتب الوطني للزيوت كل ما اأنفقته. فيما بيننا يا سيدتي سوف جنني اأكرث من مليون واحد خالل سنتني! ستملكني سيارة يابانية تقودينها بنف سك. - وماذا عن رخ صة القيادة - من املمكن رشاوؤها! اإنني اأعرف الو سيلة. 224
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص - ح سنا! - ستملكني ب ستانا يف الريف و ساأملك حديقة يف منطقة»تري-نوف«. - ياه! ليت هذا احللم يتحقق! - سوف نبني فيال كبرية ورائعة بف ضل قر ض من البنك الوطني لالإ سكان. و ستدعم الدولة القر ض باأكرث من ثالثمائة فرنك شهريا! - سيكون ذلك رائعا! - سنم ضي الإجازات ال سنوية يف اأوروبا! رمبا يف بلد»هومريو س«. - ل! - يف اإيطاليا أاو فرن سا اإذا. - ل! سنذهب اإىل بالد ال شم س امل رشقة اأو بالد ال صباح الهادئ التي شاهدنا صورها يف سينما«كاتاجكلو«. اأتى يوم ال سبت يف اآخر ال شهر. كانت العا صمة تنب ض باحلياة. منذ اأ سبوع صم م اخلي اطون بعناية تننانري ب»خ رص واط«للفتيات وكانت الأقم شة حتمل األوان احلزب و صورة الرئي س وزوجته وهي اأملانية من»فرانكفورت«. و صم موا رساويل وقم صانا وا سعة ذات اأكمام طويلة للمنا ضلني و رساويل»بوبو«وا سعة و رساويل عربية للع سكريني. كانت ت قرع الطبول يف كل حي ويف كل ساحة ويف كل مراكز جلان احلزب... و قبل النطالق نحو الطوفان كانت الن ساء يتبادلن الن صائح الأخرية ويفك رن يف اآخر ا سرتاتيجيات التاأل ق ويت ساعدن على تزيني اأنف سهن بدق ة. فكل جلنة كانت تود احل صول على الكاأ س الذي سيقد مه يف اليوم التايل ال سكرتري الدائم للحزب اأي رئي س اجلمهورية. اأح رضوا من داخل البالد الأح صنة التي ترق ص على وقع اآلة ال»تاما«وهي طبول صغرية لها غطاءان من اجللد وحت مل ما بني اخلا رصة والذراع وت قرع بوا سطة ق ضيب طرفه معكوف. كانت الأح صنة تثري العجاب بقو تها وتعاليها وكانت تنف ذ اأوامر الفر سان املتمر سني الذين يرتدون ثيابا تذك ر بالفر سان ال سود القدامى اأو بروؤ ساء الكانتونات القدامى حني كان ي ستدعيهم اإىل العا صمة حاكم امل ستعمرة. و اأح رضوا اجلمال. كان ميتطيها رجال يعتمرون ع مما تذك ر مب سافري ال صحراء الذين ل يتعبون زي نوا اأنف سهم بالتعويذات املتعد دة الأ شكال والألوان وكانوا يجيدون اإهداء اأعيان احلزب الواحد لوحة فن ية نادرة اجلمال. و اأتى اأي ضا املن شدون الذين يجيدون - بعد موا سم احل صاد اخلري وال صيد الوفري- نحت الكالم فيعطونه اأ شكال عجيبة واألوانا وروائع غريبة ويجعلون منه كالما موؤثرا ومثريا ككالم ال شعراء الذين كانوا ي ساندون الفر سان وال شجعان يف املعارك. كانوا سيتحد ون بع ضهم البع ض باملدائح ل ساعات عد ة ثم يعودون اإىل ديارهم بالتهليل حممولني على الأكتاف ظهرا لظهر. و سوف تهدي املن شدات املتمي زات اأبياتا خمتارة لكبار سيدات احلزب اأبياتا جميلة تذك ر بال شعر الذي كانت تغنيه املرافقات لإيقاظ الأمريات ال سود يف مملكة»كومبي«القدمية. يف اأفريقيا هناك حلظات و ساعات تقوى فيها الإثارة في سيل ال شعر من اأفواه مله مة و سخي ة مثلما ي سيل الن سغ من اجلرح الطيب ل شجر النخيل. اأفريقيا ق صيدة شا سعةو سحر اأخ اذ. - عليك أان تلقي خطابا اليوم! اإن رئي س اللجنة القت صادية طلب منك ذلك! قالت»ماري جان«اجلميلة ب رسوالها ال»بوبو«امل صنوع من قما ش ال»بازين«الأزرق الثمني وبحذائها الذهبي و سال سلها الطويلة املر ص عة بكرات ف ضية ومرجانية. - علي اأن األقي خطابا! خطابي الأول أامام احل شود يجب اأن يكون الأف ضل. - الكالم يف مثل هذه املنا سبة يحت م ا ستعمال فن خا ص. ل يتمت ع اجلميع بقدرات البالغة! و لكن احل شود ستفهم اأنك ت صقل سالحك الأول واأنك جتتاز اختبارك الأول يف حلبة ال سيا سة املرعبة. - اهلل وال سيد امل سيح سي سانداين. - اهلل وال سيد امل سيح! كر رت»ماري جان«. كان»لوكمبا«يرتدي ثيابا مثل ال»دجريما«اأي اأعيان ال»نيجر«. وينتعل حذاء اأ صفر مثل فر سان ال«هاو سا«225
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص يف»نيجرييا«ويحمل ع صا من خ شب الآبنو س املنحوت مثل بطاركة ال»باويل«يف»غران-ب سام«. هذا الزي الذي كان لئقا عليه كان لأحد اأ صدقائه الذي يعمل كممثل يف امل رسح الوطني. كانت تنتظره عند املدخل سيارة كبرية أاعاره إاياها تاجر ا سمه»قا سم«كان»لوكمبا«يهتم بح ساباته. كان ال سائق يرتدي لبا س القيادة العليا... سكتت معا جميع الآلت املو سيقية الغيتار التقليدي الذي ظهر يف القرن املا ضي يف عمق ال سنغال وال»كورا«وال»بالفون«اللذين اجتازا حدود»غينيا«و»مايل«والكمنجات التي يتكل م عربها شعر اجلياد والتي متالأ القلب وتتعب اأقدام الراق صات. و سكت اأي ضا ال شعراء الذين اأ شبعهم اأعيان احلزب املعجبون مبدائحهم. رفع اأحد منظ ري اللجنة املناطقية ذراعيه نحو ال سماء وا ستدار نحو كل صوب ف صاح احل ضور صيحات ابتهاج وهل لوا له. اإنه»كونان«ال سكرتري الإداري. تكل م بعد ة لغات وطنية ب شغف. ثم تكل م بالفرن سية. روى امل سرية ال سيا سية الرائعة التي سلكها الرئي س»كالوندا«وو صفه باأعظم بطل عرفته البالد. تناول اأمور الإيديولوجية الوطنية والثورة التي يقودها املواطن الأعلى واخلط ة التغيريية احلالية يف الزراعة. واأعلن اأن الأ سعار سرتتفع بالن سبة للمنتجني واأن الرئي س قد ينظر يف متديد مهلة ت سديد الديون التي اأخذها املزارعون. لقى هذا الكالم الكثري من صيحات البهجة والتهليل اجلماعي. تبعه منتخبون اآخرون اإىل املن ص ة وتكل موا بالوقار نف سه وال سخاء نف سه وكان هم هم مثل هم ه اأي نيل اإعجاب رئي س اجلمهورية. و اأخريا اأتى رئي س اجلل سة»اإوميبي«الفا ضل الذي اأعطى الكالم ل»لوكمبا«فارتع ش الأخري ور سم رمز ال صليب بيده. صب ت عليه جميع الأنظار. - ولكن... منذ متى يهتم بال سيا سة - يا له من ترفيع رسيع! - غري معقول! كيف و صل»لوكمبا«اإىل هنا - هذا ما ي سم ى»الدعم بالوا سطة«. - هذا ل ي عقل! اإنه ي صعد على أاج سادنا! - و سوف يب صق علينا ويحتقرنا حتى ياأتي وقت يدو س فيه علينا! كانت التعليقات كثرية واملفاجاأة كبرية. رفع»لوكمبا«ذراعيه نحو ال سماء لكن اأحدا مل ي صف ق. األقى التحي ة بلغته الأم ثم بالفرن سية. مل يهل ل له اأحد. فال سيا سييون ل يحبون الذين ينزلون ب»املنطاد«ول املقذوفني مبدفع. - صف قوا! اأمر رئي س اجلل سة. ف ساد ت صفيق مدو. شكرهم»لوكمبا«وارجتل خطابا.»رفاقي الأعزاء اأنتم من ت ساندون بكل قواكم وبكل قدراتكم احلزب الواحد الدميقراطي والثائر الذي يراأ سه بحنكة ل مثيل لها رئي سنا املحبوب»كالوندا«...«قاطعه الت صفيق والتهليل والرق ص لأنه لفظ ا سم رئي س اجلمهورية. فالت صفيق من تخ ص ص املنا ضلني يف القاعدة.»اأين اأحي يكم من موقعي كمنا ضل واثق وثابت. اأحي يكم اأنا الذي يقد ر اإجنازات احلزب العمالقة باإدارة قائدها املنو ر الذي ل نقا ش حول قدراته الرئي س»كالوندا«. موجة ت صفيق جديدة.»اأين اأقد ر اإجنازات كثرية قام بها رئي س اجلمهورية ل يفيدنا تعدادها هنا. يف فجر ا ستقاللنا صو مت بن سبة %96 97 للرئي س»كالوندا«الذي كان قد خرج للت و من سجون امل ستعمر ال سابق سجون قادته اإليها واأبقته فيها جراأته ال سيا سية وحب ه الذي ل يتزعزع لأفريقيا. وبعد خم س سنوات اأعطيتموه اأ صواتكم يف ال ستفتاء! جد دمت دائما ثقتكم به لأن اإجنازاته العمالقة واإن سانيته العميقة قو ت ثقتكم به. كم من جمهورية اأفريقية تتمن ى اأن يرتاأ سها! يف جميع املوؤمترات الأفريقية والدولية يثري اإعجاب 226
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص نظرائه بف ضل حكمته ومعرفته العميقة مل شاكل القار ة واحللول التي يقرتحها. ال سيد الرئي س»كالوندا«ركيزة أا سا سية لأفريقيا.«قاطعته موجة من الت صفيق والتهليل والقرع على الطبول.»رفاقي لقد كان الدرب طويال ولكنه كان نبيال. وبدل من اأن نهل ل علينا اأن نتماهى مع رئي س اجلمهورية واأن نذوب فيه. واأقول للمرتددين اأن ين ضم وا اإلينا فهناك مت سع من الأماكن للجميع. نحن العا صفة ل يخيفنا الن سيم!«تفاقم التهليل.»اأعلم أان بع ض الإيديولوجيات املغر ضة تود اقتحام حدودنا وخلع اأبوابنا وقتل اأ صالتنا. الرئي س»كالوندا«يطب ق النظام ال شرتاكي على الطريقة الأفريقية الأ صيلة. يرف ض اأن يقل د غريه اأن يقف وراء آاخرين وهو املنظ ر الالمع لالأ صالة. - الأ صالة! الأ صالة! صاح احل شد. - الأ صالة! الأ صالة! كر ر»لوكمبا«منت رصا.»يعر ضون علينا املدافع والقذائف بدل من القمح دب ابات حمراء وطائرات برادار بدل من املدار س وامل ست شفيات! يرف ض الرئي س»كالوندا«األعيب ال رشق والغرب! يرف ض اأن ي سكتونا واأن ي صنعوا من ا خد اما لهم ومتاري س ينطلقون منها ل ستعادة قار تنا التي يتمناها الكثريون. اإجنازه عمل رجل حكيم وعمل نبي. تهليل وقرع طبول وتهليل. «من ل يوؤمن بنظام الرئي س»كالوندا«- اأنا! صاح أاحدهم. اإنه»يوكا«ال سك ري الذي ل قائد اأعلى له سوى نبيذ النخيل. ف رضبوه ودا سوا عليه وخلعوا عنه مالب سه.»الن ضال يعني اجلراأة والت ضحية بالذات من اأجل الق ضية الكربى.«و ضع»لوكمبا«يده يف اجليب العميق ل رسواله ال»بوبو«الوا سع واأخرج منه رزمة اأوراق نقدية جديدة بقيمة األف فرنك و أاعطاها ل»اإوميبي«و أاعلن:»هذه مائة األف فرنك اأهبها للجنة املناطقية!«ساد قرع الطبول فوق اأ صوات التهليل والبتهاج. فاأعاد الكر ة.»هذه مائة األف فرنك اأهبها ل»اإوميبي«ل رشاء اأوراق على م ستوى جلنته! اإنه ي ستحق املزيد فهو له رتبة»بارون«ل غبار عليه يف احلزب وهو خادم اجلزب املخل ص. الن ضال كما قلت يعني الت ضحية والتاأه ب. يعني الإ رصار والإميان بق ضية فوق اجلميع! هذا هو الدر س الذي عل منا اإياه بال كلل رئي س الروؤ ساء املع صوم واملحبوب»كالوندا«ثم اأعاد الكر ة.»هذه مائة األف فرنك اأهبها لن ساء جلنتنا كي ينظ من حفلة للرق ص لأن الفلكلور اإ سمنت صلب ولأنه يبعث احلما س. اأنهن ي ستحقن أاكرث من ذلك لأنهن يتمت عن بثبات والتزامو ن ضال الرجال. ولذا فهن يتمنني اأن ي صبح لهن اأخوات يف املجل س! وهذا طموح حمق يتفه مه الرئي س»كالوندا«واأنا اأطلب منكم اأيها املنا ضلني واملنا ضالت اأن تتمنوا له مديد العمر«. - العمر املديد للرئي س»كالوندا«! صاح رئي س اجلل سة. - العمر املديد للرئي س»كالوندا«! صاح احل شد. نزل»لوكمبا«عن املن ص ة وتوج ه نحو جوقة الطبول بخطى جليلة ورمى على العازفني رزمة اأوراق نقدية بقيمة خم سمائة فرنك فراحوا يقرعون طبولهم بعنف. كانت»ماري جان«تبدو م رشقة ومتباهية ومبت سمة وكانت ترد على التهاين واإ شارات الأ صدقاء. كانت هذه اللحظة حلظتها حلظة انطالق ال شهرة. قال»اإوميبي«الكلمات الأخرية ورفع اجلل سة. وكان فخورا بدوره لأنه أاطلق اأحد الرجال ورفعه عاليا وجعل منه مو ضوعا للنقا ش عند امل ساء يف الباحات وحتت اأ شجار احلكمة الأفريقية. تبدد احل شد على وقع الطبول الأخرية ويف ترداد املدائح املج انية لل شعراء الذين صنع اأجدادهم سحر بالط الق صور القدمية وملح ال سهرات التي كان يرتاأ سها روؤ ساء الكانتونات وطعم وروعة الحتفالت الكبرية لدى النبالء والكرماء يف الع صور املا ضية. 227
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص عاد»لوكمبا«وزوجته اإىل داريهما معتقدين اأن اخلطاب الهزيل الذي األقاه املحا سب املحل ف إاجناز سيا سي. كانا سعيدين واأ صبح الأمل الكبري بني اأيديهما. - مل يعد هناك من حواجز تقف يف طريقك! ست صبح املدير العام للمكتب الوطني امل ستقبلي للزيوت! قالت»ماري جان«. - اأعتقد ذلك يا عزيزتي. وكيف كان خطابي املرجت ل - رائع! من ناحية ال شكل وامل ضمون والنربة. كم كنت تلقائيا! وكم كنت عميقا! لقد رش فتني و رش فت اأ صدقاءك واأهلك! خطوت خطوة عمالقة! كانت اإطاللتك على احللبة ال سيا سية اإطاللة مقنعة! - والذي فاجاأين ب شكل خا ص هو اندفاع احل شد اجلنوين الذي ح صلت عليه ب سهولة. لقد تبنوين! وهذا هو ما يهم! - احل شد! لقد سحرته! لقد اأ رسته ب شكل عجائبي. توق فت سي ارات عند املدخل ونزل منها رجال. اإنحنوا وقب لوا رجل ال سيا سة اجلديد وهن اأوا زوجته ال سعيدة واملنت رصة ثم غادروا. حل امل ساء على املدينة اأحد اأجمل م ساءات اأفريقيا الغربية. سكتت اأ صوات الطبول الأخرية وعاد العازفون اإىل الأرياف العط شة على منت عربات متمايلة وم رص رصة وكانت اجلياد واجلمال املزي نة باأ رشطتها امللو نة تدو س الرتبة احلمراء للطرقات امل شق قة. وعاد الراعي عازف الناي يت سل ق التل ة كي ي صل اإىل كوخه الأ سود من الدخان واإىل قطيعه يف و سط سهل وا سع. وابتهج ال سهل حتت الظالل بانتظار القمر الذي سريتفع قريبا من ال رشق حيث بالكاد تظهر التالل... كان»لوكمبا«ال سعيد م ستلقيا على ح صرية من»غينيا«منج دة بقما ش قطني من»مايل«هذا القما ش املق ص ب بالأقالم البي ضاء وال سوداء وهو املف ض ل لدى ال سيدات الأنيقات الالتي يجدن الت سك ع قرب شاطئ»فاليمي«خالل ال سهرات الدافئة. جل ست بقربه»ماري جان«ودغدغت صدره امل شعر. كان اأولدهما يلعبان يف منزل اجلريان. كان»لوكمبا«يبت سم ويهناأ بلم سات يد زوجته املعط رة. من شد ة سعادتها ارجتلت له ق صيدة:»اأنت نبيل يا»لوكمبا«! نبيل بالدم ونبيل باملقام يا عزيزي»لوكمبا«املنحدر من عائلة»لوكمبا«العظيمة. عندما تزوجت منك مل اأ ضع يدي يف كومة شوك! فوالدك كان خالل سباق القوارب يف املا ضي اأف ضل البح ارين! وخالل موا سم الزرع واحل صاد كان ينال اإعجاب جميع املزارعني واحل ص ادين وكانت تغني له الن ساء ذوات الأ صوات الذهبية. كان اأو سع من البحر! يا»لوكمبا«لن تاأكل من وعاء الكلب فاأنت الذي من اأول متايل بذراعيك ومن اأول ظهور لك سحرت احللبة واأذهلت الأبطال.«كانت»ماري جان«تنتمي لإثنية ال صيادين الذين ي ستطيعون بكلماتهم اإخراج التم ساح من النهر التم ساح ذو الظهر ال شائك كي ميطيه الأولد املط لعون على الأ رسار. كلماتهم شعر و سحر يف اآن واحد ت سحر وتثري اجل سد وتزيده جمال وتفر ض الهدوء على اآلهة املياه. ي قال اأن جد تها كانت حتد ث خراف البحر وتاأمر فر سان النهر. و تابعت»ماري-جان«:»قل يل يا اأمريي قل يل اأرجوك قل يل ماذا ستعطيني غدا عندما يهلل لك اجلمهور وعندما ست صبح لك كلمة القو ة وعندما سينحني أامامك اأبناء جيلك ومن هم اأكرب منك سن ا كالتالمذة! اأنا ل اأطلب سال سل ذهب طويلة ك سال سل ال سلطانة ول خوامت ف ضي ة ثقيلة من اأهل ال صحراء املتاأنقني! ول أاطلب بريق جنوم»لغو س«ول»لمبا«جميالت»غراند اإيل«امل صقولة من وهج ال شم س ومن ن سائم الريح املو سمية. اإين ل اأطلب اإل وفاء قلبك ودوام حبك يا ح رضة املدير العام امل ستقبلي!«ابت سم»لوكمبا«وو ضع يديه على كتفي زوجته. تناول الع شاء يف وقت متاأخر. - ما راأيك اأن نتنز ه اقرتحت»ماري-جان«. - هيا بنا! أاجاب»لوكمبا«. )يتبع البقية مبوقع املجلة على االنرتنت( 228
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص منظر من العا صمة التايالندية بانكوك شعوب املاء [ خليل النعيمي»يف البدء كانت املاء«... الكرة املائية من س م اها الكرة الأر ضية وهي كلها ماء»الياب سة«ل ت شكل اإل جزءا ضئيال من»الكوكب املائي«الذي صار ا سمه ل سبب ما الكرة الأر ضية. ل بد اأن الفكر الديني الدوغمائي هو الذي س م اها. هو الذي و س م ها بهذه ال صفة املجحفة بحق»املحيطات املائية العظمى«عندما»كانت الأر ض غ م را «. وهذه الت سمية اأي ا كان سببها ودواعيها خمال ف ة رصيحة لواقع هذا الكوكب اجلميل. عندما ندور حوله ونتعم ق فيه نكت شف اأننا ف صيلة الب رش اأقل سكانه ساأنا واأ س أالهم. فمعظم كائناته مائية اأو يف اأعماق البحار واملحيطات والأنهار. ومع ذلك ل نكف نحن الياب سني ( سكان الياب سة( عن التبجح والتنم رد فوق»اجلزيرة الأر ضية«ول نتو ر ع [ كاتب وجراح من سورية يقيم يف فرن سا. عن اإغراقها بنفاياتنا التي ستخنقنا ذات يوم. ت سافر باأ سئلتك وتعود بال جواب! لأن العامل غري معني بها اأما اآن لك اأن تدرك اأن عليك اأن تغري كل شيء: ال سوؤال واجلواب املحتمل عليه والنظرة اإىل الكون واإىل الكائنات واأ شياء أاخرى. ولكن كيف ميكن لك اأن تفعل هذا دون اأن تتج ش م عناء سفر طويل قبل اأن ت صل اإىل ما تريد. واأنت ل تريد شيئا. بلى! اأريد اأن اأ سافر. )»قالوا: متى متوت قال: عندما يهرتئ حذائي«.ن سيت ذلك( حمطة»بان كوك» يحل امل ساء هادئا على»بان كوك «. و أانا واقف فوق املاء اأمام اجل رس امللكي املعل ق يف الريح. ح م ارة ال شم س بنف سجية قاحلة وهي تغيب وراء الأفق املليء بالغمام. لكاأن الأر ض انتهت للتو من مواجهتها مع املحيطات العظمى التي ل تكف عن 229
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص حماولة ابتالعها وقد مالأ دخان رصاعهما الف ضاء. طيور سود تتالحق متالعبة بال سكون املريب فوق النهر. النهر العظيم الذي ي شبه كثريا نهر النيل اأو الفرات لكن ماءه حمراء. والغروب الآ سيوي العميق يزيدها ح م رة وا صف رارا. على ضفته ال شا سعة اأنتظر واقفا»تاك سي املاء«الذي سيعيدين اإىل حيث اأ سكن:» بونت سنرت سيلوم هوتيل«يف قلب املدينة املذهلة والتي ستذهلني اأكرث يوما بعد يوم. كم خل ف ت ورائي من املدن والأمكنة املثرية للمخيلة لكن هذه املدينة لها نكهة خا صة لأنها مليئة بالغرابة واملفاجاآت. اإنها»كل اآ سيا«وهي لي ست غريبة على»اأوروبا«مع اأنها يف اأمان منهما يف الظاهر على الأقل. خ صو صيتها تبدو يل اأكرب من حماولت ا ستيعابها. واأنا اأكتب هذا ت سقط ال شم س نهائي ا يف الغياب. ول يبقى لها اأث ر فوق املاء. ويف سقوطها املرعب ترتك النهر ل ساأنه وكاأنها مل تكن تربق فوق سطحه منذ ثوان. النهر العظيم الذي يغدو على الفور اأ صفر باهتا وبال ب ريق. وتختفي الطيور التي كانت تلعب فوقه منذ قليل. ول يبقى حويل سوى وجوه اأهل املدينة املبت سمة على الدوام وهي تلوذ بعيونها تفت ش عما ميكنها اأن تفهم اأو تخم ن ما اأكتب. ول جتد ملا ي شغل عيونها جوابا. ول تكف مع ذلك عن الإبت سام. وهذه احلال حال»عدم التفاهم ال سطحي«هي اأف ضل الأحوال التي ميكن اأن يواجهها الكائن يف س ف ره. لأن الإت صال املبت رس وامل سط ح مع الآخرين يبتذل غربة الروح عند امل سافر وي خ ف ف و ق ع املكان اجلديد يف نف سه. وهما)الإح سا س العميق بالغربة الوجودية وغ مو ض املكان الذي يوحي بتفر ده( رضوريان لإدراك»جاللة«الأمكنة التي نتج ش م عناء ال سفر من اأجل م شاهدتها. يف»بانكوك«اأ شم رائحة ال شواء اأينما رست. وتذوب نف سي ا شتهاء. ول اأقرب منه. لأن اهلل وحده يعرف ماذا ي شوون. اكتفي بالتطل ع امل سرتيب. واأبتعد حتى تطمئن لواعجي. اأنا يف مكان اآخر. هذا ما يدل ني عليه الدخان الالمتناهي املنطلق من ال شواء الذي ي ستوي فوق املاء. أاقف يف ال صدمة. أاقف فوق املاء الأحمر الثخني ماء النهر الكبري الذي مي شي اله و ي نى مثل امراأة مفرطة ال سمنة يف بوادي»اجلزيرة«التي غرقت يف الق ي ظ. لكن هذا النهر شديد الث خانة لأنه مل و ث حتى املوت. هنا ل شيء م ستغر با. العامل يبدو م ست سلما مل صريه املحتوم: الولدة احلياة املوت. وهل للكائن م صري آاخر يف الأمكنة الأخرى ل! لكن العتبارات الدينية والأخالقية هل التي ت ل و ث احلياة مبفاهيمها الالمتنا سقة. وت ضع العقبات التي ل ميكن تخ ط يها اأمام براءة الكائن حتى ي ستحيل يف النهاية إاىل وح ش. واأجدين اأت ساءل: هل اأظل واقفا فوق املاء هنا النا س كلها تت ج ذ ب وتفوح منها رائحة الغبطة والرغبة يف الإت صال. لكاأن صفحة احلياة انق ل ب ت هنا اإىل وجهها ال صحيح بعد اأن صار ت يف اأوروبا ويف ال رشق العربي معكو سة على الدوام: الع بو س وال صمت واأقل الكالم عند ال رضورة.اأوه! اللعنة! وما هي الأ رسار الكونية التي تخب ئها تلك الروؤو س الفارغة حتى الن ساء الأوروبيات ال صامدات عادة يف وجه الرجال يف الظاهر على الأقل رص ن يبت سمن برحابة وهن يتطلع ن مبكر يف وجوهنا وكاأنهن يقلن : تعال! ولكن م ن سيغامر باملجيء تلك هي امل شكلة. لقد اأرخ صن اأنف سهن عندما رص ن حماطات ببحر من الن ساء املذهالت. وتلك هي خ سارة احلياة التي ي سببها اجلهل بالعامل ل بالذات فح سب. اأما العربيات فال وجود لهن هنا اأ صال. هن مكتفيات ب أاردافهن الثقيلة وعيونهن الناع سة املوؤم لة ما مل يعد م أامول بعد الآن راب خات يف اإقامتهن الدائمة يف املكان. يا للهول! الالخوف من املاء ملاذا نخاف من املاء حتى أاننا سم ينا املحيط الأطل سي:»بحر الظلمات«األأننا انبثقنا من ال صحراء أام لأن»الأر ض الدينية«كانت يف اخلراب الأول غ م را أام لأ سباب أاخرى اأجهلها اأنا هنا هم 230
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص يعي شون املاء وكاأنها الرتاب الناعم يف»اجلزيرة«. مي شون خائ ضني فيها مبتعة وياأكلون عليها وفوقها ينامون ويت مار سون. وعندما يغ ضب النهر ويفي ض عليهم ل ينح رسون واإمنا يع لون من مقامهم فوقها فيبدون معلقني باأعمدة اخل شب ال صلدة والألواح يف ف ضاء رطب ومغ سول. اأيكون ذلك هو ال سبب وراء مت و ج أاج سادهم وهم يتحركون بطزاجة وكاأنهم يف حفل كوين راق ص وهو اأي ضا وراء شعور الحتقار العميق للبدانة اجل سدية عندهم اأم هو ضيق املكان امل سوول عن كل هذه املزايا و«املكان ال ضيق يجعل اجل سد لي نا كالعجني«. م ن قال ذلك بوذا العمالق اأدع املاء ساكنة بها تخو ض الن سوة اجلميالت والرجال كذلك واأم شي.اأريد اأن اأت رش ب الأمكنة وكائناتها. ول بديل عن املالم سة احل سة مع الأ شياء اإذا ما اأردنا اأن نتعر ف عليها. الآن اأنا اأمام معبد»بوذا«ال شهري يف احلي ال صيني القدمي على ضفاف نهر» شاوؤو فرايا«الكبري الذي اختاره امللك «راما الأول«ليكون يف قلب بانكوك التي س و اها عا صمة للبالد عام 1782 بعد ما كانت العا صمة»تون بوري«. وقد كانت»بانكوك«قبل ذلك جمرد مدينة صغرية لل صيادين. معبد»وات فرا كاوو«حيث يتمدد»بوذا«العمالق ل مثيل له. وب شكل عفوي اأجدين اأ سل م عليه بتبجيل:»ع م صباحا سيدي»بوذا» اجلليل. عم صباحا «! لكن»بوذا»العظيم ل يرد. هو الآن من احلجر وكان ذات يوم مثلي من»الف خ ار«. ويقولون اإن حمبته للنا س هي التي جعلته يتج س د حجرا. واأنا ل زلت اأم شي كالغراب وحيدا وقابال للك رش. يا للخيبة! اأمام ج سد»بوذا«الذهبي الذي ميالأ م ساحة معبد كامل اأ درك اأن»ال صني«فتح ت»تايالند«ب«بوذا«. واأن الفكر الديني اأيا كان م صدره وفحواه ل بد له من جت سيد. وهو عندئذ سيفعل فعله املنهجي يف الأرواح والعقول تدريجيا اإىل اأن يق ضي على»مناوئيه«اأو ي ضم هم اإىل حظريته. وكما يعلمنا التاريخ عندما نب رش مبذهب ما ل بد لنا من اجرتاح معجزة اأو ابتكار»كائن مذهل«اأو «د و ر يف الكو س مو س«أاو حتى»كارثة«لكي ت سري الأمور على ما يرام. و»بوذا«هذا الذي ج سده مطلي بالذهب اخلال ص هو خري دليل على اأهمية»الع ظ م ة«يف الوجود. وهو الذي م ه د لدخول ال صني القارية اإىل هذه الأ صقاع. لكن»بوذا«على عك س»اأديان حو ض املتو سط التوحيدية«الثالث التي ن س أات كلها يف املنطقة العربية بني الفرات والدجلة والنيل ل يهتم ل بالعقاب ول بالثواب. وهو ل يعلم مما يفعله اأتباعه شيئا. ول يهمه اأن يعلم. ل جنة لديه. ولي س عنده جهنم. هو ل يعلم الغيب. ول عالقة له باملا ضي اأو امل ستقبل. ل و ع د عنده ول وعيد. واإمنا مثال ي ح ت ذى: «م ن اأراد أان يفعل مثلي فهو )لي س من اأتباعي( واإمنا هو مثلي. هو اأنا«. ومع أان ذلك قد يبدو «حت صيل حا صل«ح سب مذاهب النقد احلديث اإل اأن الفكر الإن ساين القدمي لكي ي صل اإىل هذه املرحلة العالية من النقاء الفكري والإعتقادي كان قد م ر باآلف الت صو رات واملفاهيم والعتقادات قبل اأن ي صل اإىل»مرحلة الكلمات» القادرة على اأن ت رشح الأفكار وجتعلها جاهزة للتقدي س. اأقدام»بوذا«اأكرب من باقي اأع ضاء ج سده الأخرى. معنى ذلك: اأنها ت ف ك ر. ولقد رصت موؤمنا بهذا. فلي س الق د م جمر د اآلة للم شي اإنها م صدر مهم من م صادر املعرفة الإن سانية. ولولها لظل الكائن ثاويا يف مكانه ل يحري سوؤال ول جوابا. الآخرون ي صو رون ر أا سه واأنا اأ صو ر ر ج ل ي ه. وبعد حلظات من التاأم ل أاكت شف أان»مو سوعة«كاملة مرقونة على اأخم ص قدم ي ه. وهذه هي صورتها. واأمتليء سعادة بهذا الكت شاف. لك أانني كنت حتت قد م ي ه وهو ي سري. ومهما يكن الأمر ل ميكن أابدا نقل الإح سا سات العميقة التي تعرتينا ونحن نتاأمله.»بوذا«لي س فكرة و إامنا هو جت سيد. جت سيد للخري ورمبا لل رش اأي ضا. اأوه! العظمة هي ما أاراه الآن. ولكن كيف ميكن يل نقل الإح سا س العاتي الذي مي أال نف سي يف ح رضتها وكيف ميكن لهذا الإبداع الإن ساين اخلارق اأن يوجد 231
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص ول يتي رش لكثري من الكائنات روؤيته اإنها خل سارة كارثية فعال. ولكن م ن امل سوؤول عنها اأمكنة»بوذا«ح م ر وخ رش وبرتقالية. ولها الألوان كلها عندما ت رشق عليها ال شم س. احلجر يتكل م معنا عندما نتاأم له. لكاأنه مادتنا الأوىل ونحن نعرف اأنها: الطني. هم ل يبنون أاهرامات ترقى اإىل ال سماء لتقر بنا منها بل هياكل صغرية قليلة العلو لكن روعتها ل حت د. مادتها لي ست اأحجارا كربى هائلة احلجم واإمنا زخارف لونية ماأخوذة من ب ساطة الطبيعة ل تكاد تراها منفردة لكنها حينما جتتمع تغدو حتفة معمارية بال مثيل. كنت اأعرف اأنني ساأنذهل عندما اأجيء. وهاأنذا اأتاأك د من معرفتي تلك. اأم شي مبرح. اأت د ل ل. لطف النا س هنا يجعلني اأغري مزاجي. مل اأكتب كثريا هذا اليوم. أافك ر مرعوبا واأنا اأمت ل ى ال شواهد الإن سانية حويل: «كيف ميكن حل ضارة الغرب التي اأ صبحت كونية ومنط حياته اأن ياأكال ح ضارات ال شعوب الأخرى ويخر با خ صو صيتها«!»اأن يجعال النا س من اأي عرق كانوا ويف اأية بقعة ي سكنون مت شابهني اإىل حد»عدم التعر ف«على الإختالفات الإن سانية بيننا وبينهم. لكاأن»احل ضارات الإن سانية«اأ صبحت ح ضارة واحدة ( حتى ل اأقول احت ضارا واحدا (. من هنا من هذه امل سافة القا صية من الطرف الآخر للكرة الأر ضية يبدو يل جلي ا اأن مقاومة هذا الإنهيار الكوين اأو مقاومة منط احلياة الغربي يف الوقت الراهن على الأقل تبدو م ستحيلة ( مع اأننا نعرف: اأن كل م ستحيل ممكن(. Tشاhؤو فرايا ريف ر النهر العمالق الذي يجتاز»بانكوك«:» شاوؤو فرايا ريفر«ماوؤه ذهبية من شدة التلو ث. وهو يجري هادئا و صموتا وكاأنه حزين مل صريه املخيف. على ضفتيه تقوم املعابد العظمى والق صور. وخ صو صا املعابد البوذية ذات الروعة الالمثيل لها. يعي شون مع املاء وكاأنها جزء من تكوينهم ( وهي كذلك فعال (. و صغريا كنت اأخاف الب ل ل واملاء حتى اأنني كنت اأرك ض نحو اأمي حمتميا بها منها:»مي ا بل ل ت ني امل ي «! واأبكي واأنا اأ شري اإىل بقعة الب ل ل وكاأنها الدم. لكن النا س يف بانكوك ل يعرفون ذلك الر هاب الالمنطقي والالمفهوم من»مادة املاء«. وهم اإ ضافة إاىل ذلك ي سريون فيها ليل-نهار وكاأنهم ي سريون فوق الرتاب. معابدهم تغط س فيها اأي ضا. ومتاثيل معبوذاتهم. هم متعددو الآلهة ونحن موح دون. لكن هذا ل يغري يف تعاملهم مع الآخرين شيئا. لهم أاخالقهم ولنا أاخالقنا. وبهذه املنا سبة أاكت شف )ولو متاأخرا ( أان للفكر الديني التوحيدي اأثرا كبريا يف»اإرادة ال سيطرة«والتو س ع وال ستعمار. وقد جتل ى ذلك وبعدائية صارخة يف فكر أاقوام»حو ض املتو سط«ويف فل سفتهم و سلوكهم ( رشقا اأول حيث ن ساأ هذا الفكر وانت رش. ومن بعد غربا (. وهو )الفكر الديني التوحيدي ) يناق ض التعددية. ول»يرتاح«اإل عندما يدخل النا س) كلهم اإن اأمكن( فيه. وهو ما جعل»الأقوام الأوىل«التي ا ستوطنها هذا الفكر ت ستوطن هي الأخرى بدورها الآخرين لتزرع فكرها»الأوحد«فيهم. يا ست ار! معبد»وايت اآرون«هذا ال صباح اأي ضا ساأ ستقل»تاك سي املاء«. ساأتفر ج على املدينة امل رشقة والهادئة برغم ضخامتها. اأنا بعيد عن ضجيجها لأن ماء النهر الثخينة حتميني. بعد معابد»بوذا«البارحة على ال ضفة ال رشقية للنهر اليوم ساأزور»وايت اآرون «. وهو حتفة من حتف التاريخ.»وايت آارون«يجب أان تراه لتدرك ما اأقول ( واإن مل يكن بال رضورة ما أاح س(. اإنه رصح ل مثيل له اأو على الأقل مل اأر بعد ما يقاربه يف الروعة. اإنه اإبداع اإن ساين يقارب الكمال )وحتى هذه يجب رفعها من اجلملة. اأق صد: يقارب(. ول أادري كيف مت اإن شاوؤه. فهو مبني من زخارف واأحجار لمعة شديدة ال ص ف ر ة وجدرانه جم دولة ب شكل يكاد اأن يكون اإلهي ا. ولكن كيف متك ن ت اأيدي الب رش من القيام بعمل»غري ب رشي «هذا ما يخطر لك قبل كل شيء عندما تراه. وهنا اأمام هذا ال رصح الالدنيوي تفهم ملاذا ي ق د س 232
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص الب رش اجلمال. واإذا أاردت اأن اأكون دقيقا واأنا اأكتب عنه ساأقول فقط:«ل مثيل له«. لأنه ل جدوى من ال سرت سال. ول خري يف و صف اأكرث اإطنابا. ومهما يكن الأمر فاإن الده شة اجلمالية التي نح س بها اإزاء هذا ال رصح ل معادل لها يف احلياة. اأنظ ر! يف اأعلى املدخل البهي اأجرا س صغرية معلقة حتر كها الريح كيفما ه ب ت. فترتقرق املو سيقى ال شجية بنعومة خ رضاء. لكاأنك يف صحرائك الأوىل حتيط بك من بعيد مو سيقى اأجرا س الر عاة الآيبني م ساء إاىل مراحاتهم وهم سعداء. ما اأحلى ال صوت! لأنه ي ستوجب ال صمت. ويجعل الكالم يرتاجع اإىل املرتبة الثانية. فال جدوى من الكالم. لكن العني تناف س الأ ذن على كل شيء. ولي س عبثا أانهما متجاورتان. مع اأن ال شاعر العربي القدمي س ب ق اإحداهما على الأخرى يف حكاية الهوى:»والأذن تع شق قبل العني اأحيانا «. لكن العني الرائية لها مدلولها وم ستواها. واأمام هذا»الربج بابل«التايالندي ل بد من ترك احلرية للعني لياأخذ النور الإلهي مداه.»برج بابل«يف بانكوك بلى! لكن اأهله مل يتاآمروا عليه ملجرد اأن طاغية كان ي سكن بالقرب منه ويتحك م مب صري البالد. للطغاة اأزمنة ويزولون حتما. لكن التاريخ ل زمن له. ول ثمن. وهو اأغلى من احلرية الكاذبة بكثري. اللعنة على املتاآمرين. لعنة تاريخية ل براء منها. ما يذهلني الآن هو اأننا ما زلنا موؤمنني باأننا م صدر احل ضارة. ولكن عن اأية ح ضارة نتكلم وهذه الروائع العظمى اأولي س لها تاريخ مثل»روائعنا«التي اأبدعناها وكيف ميكن ملن مل ير هذه اأن يدرك اأ صال معنى احل ضارة والتاريخ ساأحاول الآن اأن اأرقى الربج ال صاعد اإىل ال سماء عل ني األتقي بروح»حم ورابي«العظيم اأو بن ف ح ة من»ت صو ره ال شخ صي» للعامل الذي كان يرقد يف الأ سفل. وم ن ل ي ر ق عاليا ل ي ر ما حتت قدم ي ه. اأ صعد متطل عا عن كثب اإىل كل شيء واأنا اأ رصخ: ع ظ م ة يارجل! واأ صري اأرى املدينة كلها قابعة يف احل ضي ض مثل بركة سابحة يف النار ومل يعد ينبثق منها سوى دخان الرماد املتهال ك قبل اأن ينطفئ اإىل الأبد. اأي!»بانكوك«العابثة. هكذا كان الآلهة اأو الكائنات الق صوى يف صلون اأنف سهم عن الزاحفني فوق القاع وهم ينادونهم :»نحن هنا«! حمر ضينهم على التجاوز وال س م و. وهي نقطة ت شرتك فيها الإن سانية اأينما ذهبنا. تذك روا:»بابل«و»الإهرامات«و»الأومل ب«و»الأهرامات الأوىل«يف اأمريكا الالتينية وباخل صو ص يف املك سيك و» رصوح الهند«القدمية كما يف»بيناري س«و... اأتابع ال صعود مب شقة هائلة. يلزمك جهد كبري لكي تقرتب قليال من ال سماء. حتى أانني رصت اأت صو ر اأنني بعد هذا ال صعود املثري س أاهبط نحو نف سي التي امتالأت بالنور: نور املعرفة الأر ضية الذي ل مثيل له. واإىل اأن اأهبط علي اأن اأ صعد الن صف الباقي من»برج بابل«يف»بانكوك«نت سل ق الربج بحبال من حديد فال م ر س القدمي اللني ل يجدي هنا نفعا. نحن ذاهبون نحو ال سماء. وكلما ذهبنا اأبعد ضاقت الأر ض علينا. ونبداأ نت شب ث بال صور والأخيلة. والف ضاء من حولنا ساكن ومبهوت. ما ه م! علينا اأن نتابع ال صعود لرنى النهاية. وتبداأ اأنفا سي بالت سارع: اأنفا س الك ب ي ش ال صغري الذي يريد اأن ي صري ك ب شا كبريا حتى ولو ض ح ى به اأهله. لكن تلك الإرادة وحدها ل تكفي لأن العامل مملوء بالأعا صري. واأ صري اأن ه ت واأنا اأت صاع د مب شق ة تزداد خطوة بعد اأخرى. اأ ث ب ت قدمي جيدا قبل اأن أاخطو من جديد فوق سطح الكون حيث»بوذا«العظيم يبث اأنفا سه التي تنقلها الريح احلائمة حول الربج.»ت س ل ق «! اأقول لنف سي واأنا اأتهي اأ ملتابعة الرقي. واأنا اأكتب هذا أاكت شف اأن الثقافة العربية:»ثقافة ت ه ويلي ة«. لأننا ل نرى العامل اأو الكائن اأو ال شيء كما هو بل كما نحب أان نراه. وهو ما يعني اأننا ل نق د ر مزاياه الطبيعية التي يتمت ع بها ب شكل عفوي ول نعطيها ما ت ستحق من الأهمية )اأو من عدمها(. واإمنا ن ض في عليه طابعا آاخر»فوق حقيقي«اأو اأكرث )واإن كان ل ي رى ذلك اأو يح س به اإل من حقيقي نحن(. هكذا نروح نغمره بروعة متخي لة اأو زائدة عن 233
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص اللزوم لكنها شديدة الب ساطة وقريبة من الروح لدرجة اأننا ن صري نعتقد بها نحن الذين اأخرتعناها. واأجدين اأت ساءل:»اأي اأثر اأو تاأثري للفكر الديني التوحيدي الذي ي شكل التجريد اأوامل ح ض ركنا اأ سا سيا فيه اأي اأثر له يف مثل هذه الب نى والت صو رات والأماثيل«واأ عيد النظر يف»برج بانكوك«الرائع ول اأح س باأي تغري يف روؤيتي له ول اإليه حتى واأنا ا ستهدي مبا كتبت. واأكتفي مبا اأح س: لأن الروعة ل حتتاج اإىل برهان. ولكن اإىل م ن هو جدير بروؤيتها.»غورية بانكوك«اأنحدر اأخريا من قب ة الربج اإىل املدينة. اأدخل هذه املرة يف»الغورية«.»غورية«بانكوك التي ل مثيل لها. باملقارنة اإليها تبدو»غورية«القاهرة صحراء بال سكان حتى ولو اأ ضفت اإليها»بولق الدكرور«و»اأبو الع لى«. هنا ل ت ستطيع ل امل شي فقط واإمنا حتى التنف س. الب رش العابرون واملقيمون ي شكلون كتلة واحدة صلدة ل ميكن اخرتاقها حتى ب ش ق النف س. وهم مع ذلك ل طفاء ومرتعون بال صرب والتحم ل وبال سعادة املكبو سة. ل يلت صقون مبوؤخرات الن سوة العابرات كما يفعلون يف دم شق. ول ي ت كات فون اأو ي ت مار رون كتفا ل صق كت ف واإمنا ي ت ثالون كقطيع مدر ب على ال سري يف املنحدرات ال صعبة )يفهم هذا م ن كان منكم راعيا ذات يوم(. ي ساعدهم على هذا املرور ال س هويل ل يونة أاج سادهم وطراوتها و صغر حجومهم مقارنة مع»علوج»ال رشق العربي والغرب الأوربي على ال سواء. يف خ ضم هذا احل ش د املرهوب أاقف واأكتب واأم شي دون اأن»يدف شني«اأحد باأوراكه الهائلة. اأم شي! الأعرف اإىل اأين تاأخذين قدماي. يف مدخل»الغورية«والأف ضل»الغولي ة«تخاف. فتحجم عن امل سري. وتقف يف مكانك. تخاف من الولوج يف هذا اجل م ع الأ صم فترتدد. لكن الرغبة يف ولوجه لت قاو م. فتبداأ اخلطوة الأوىل بحذر. ومنذ اأن تخطوها ي ل ت م الي م مي الب رش اخل ض م حولك. فتذوب فيه. وت صري مت شي. مت شي اآمنا وكاأنك يف صحرائك القدمية. وتتمت ع بت ماو ج الب رش من حولك وكاأنهم اأمواج املتو سط الدافئة يف»احل م امات«. وتظل مت شي. مت شي الهو ي نى طيلة النهار. ل تعرف اإىل اأين ياأخذك امل سري. ول م ن ستقابل. ول من هم الذين ستمر بهم. واأية اأهمية لذلك طاملا اأن املجهول وحده هو املعلوم. لأنه وحده الذي يحمل اإمكانية التعر ف والكت شاف. ولكن م ن باإمكانه اأن يعرف شيئا يف هذا املحيط الالمتناهي من الب رش من شدة الزحام ت صري مت شي و ر با كال سل طعان. كال رسطان البحري عندما يالقي العقبات. عندما يخرتق الثقوب ال ضيقة كامل سامري. لكنك رسيعا تعود على اأعقابك منذ اأن تدرك أان اجتياز هذا اجلدار الب رشي يقع يف نطاق امل ستحيل. ومن جديد تعود اإليه م ص م ما. فت صري توار به م ن د ح سا بني الأج ساد الغ ض ة م ر ق قا بطنك ووركي ك عل ك تبلغ الغاية. لكن هذه احل ي ل كلها لن تفيد امل ستعج ل شيئا. فت صرب. وت تابع. وت رص على املتابعة. وعندما تدرك اأن اخرتاق هذه الكتلة الب رشية اإىل اآخرها لي س اإل حلما غري قابل للتحقيق ت ع ف ص فجاأة. وت صري خارجا. و إاىل النهر تعود. وحت س ب سعادة بالغة واأنت ت ت ن س م من جديد ريح النهر الباردة التي بداأت ت صل اأخريا إاليك. ا ستطبنا الأقامة يف املكان ف ح ل علينا ال سفر. رصنا نعرف اأن الإل ف ة هي اخلطوة الأوىل يف اله ج ر. وما ميي ز مكانا عن آاخر هو هذا الإح سا س الغريب باأنك رصت جز ءا منه. وعندئذ ل مفر لك من من الإبتعاد عنه قبل اأن يبتلعك كما يبتلع البحر اأ سماكه ال صغرية الهائبة. لكن النفور من مكان لي س بال رضورة سالحا ضده ول حماية منه اأو وقاية من الإنهيار على عتباته. اأحيانا يكون النفور من مكان اأ شد فت كا من الإلفة معه. هل فهمتم الآن ملاذا نع شق اأمكنة كثرية عندما نحب مكانا واحدا فقط مطاعم ميكروSسكوبية يحو لون ال شوارع وال ساحات والأزقة وحتى فوق النفايات اإىل مطاعم ميكرو سكوبية تعمل يف الهواء الطلق و»على احلارك«. وهو ما يجعل املا شي متخما على الدوام برائحة الطهي وال شواء والأ رشبة 234
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص واحل ساءات. ويعطيه شعورا بال شبع واأكاد اأقول بالقرف من الأكل. النا س هنا ل تقعد لكي تاأكل اإل نادرا. ي أاكلون وهم مي شون ويف احلافالت اأو املرتو ويف الطرقات ويف اأي مكان يجدون يف اإمكانية ليم ضغوا طعمتهم قبل اأن يتابعوا سريهم نحو ما ل اأدري اأين. زمن الطعام لي س زمنا اأ سا سيا هنا.اأو هذا ما يبدو من كرثة الآكلني املا شني. وعلى اأية حال ل يوجد الكثري من الأماكن التي ت سمح لأحد منهم باجللو س الطويل والرثثرة والتل ه ي اأثناء الأكل. ول اأدري اإن كانوا يفعلون ذلك يف بيوتهم. ويذك رين ذلك باأكل ال صحراء املتحر ك با ستمرار. فقد كنا ناأكل ونحن على ظهور الإبل واخليل واحلمري. وناأكل ونحن من شي ونعمل واأحيانا حتى ونحن نق ضي»حاجتنا الطبيعية«. املجتمع احل رضي ال ساكن امل ستقر وبخا صة يف شكله البورجوازي املتاأخر هو الذي س ن اجللو س الطويل حول طاولة مركزية معد ة لالأكل ل من اأجل الطعام فح سب ولكن لق ت ل الوقت الزائد يف حياة مل تعد مملوءة بالعمل واإمنا بامل ل ل. وفرتات الطعام )حتى ل نقول الأكل( يف هذا النمط من احلياة تكون اأحيانا طويلة ن سبيا وخانقة. واأت صو ر اأن الغزاة والتجار الأوائل العابرين للقارات وامل رش دين وناقلي الأخبار واملغامرين وخمرتقي املحيطات العمالقة هم اأي ضا مل يكن لديهم ما يكفي من الوقت للجلو س حول موائد الطعام ل من اأجل الأكل ول من اأجل الت ج ش وؤ يف وجوه بع ضهم. اأحد يف بنكوك اليوم اأحد.. و»بانكوك«خالية. اأ ستطيع اأن اأم شي فيها على هواي. اأعطيت ال شحاذ الأهتم الذي صادفته يف اأول ال شارع املليء بالروائح والغبار قطعة من النقود. فنظر إاليها واإيل ب ش ر وكاأنه يعاتبي:»هذه فقط«ضحكت له. ومل ي ضحك. فعدت اإليه وو ضعت يف ق صعته الفارغة ثالثا منها فابت سم يل وهو يحييني. فراغ املدينة خميف هذا النهار. بعد ساعات من امل شي الهاديء امل ستمر اأتعب من ال سري. ويف نهاية ال شارع الطويل عند بائعة ال شاي ال شابة أاجل س م ق ر ف صا فوق مقعد بال ستيكي حقري لكنه كان بالن سبة يل يف تلك الربهة ري ش نعام مغل فا باملخمل. آاه! ما اأجمل الراحة بعد التعب. اأطلب شايا أا سود فتجيئني مباء ساخن اأ صفر مت خ م باحلالوة والالط ع م. لكنني ل أا ستطيع اأن اأعرت ض ول أان اأ ستبدله ب آاخر لأن د ل وها ل يحوي غري هذا اخلليط اجلهنمي. فاأ رشبه على م ض ض متمتعا ب شاي اآخر كان ي سيل يف ر أا سي واأنا اأتاأم ل ج سدها اجلميل. اأجل س طويال حماطا بال ش و ائني املكتظني حولها. اأ شم اأدخنتهم العا صفة يف الريح. ومتتليء نف سي ا شتهاء ول اأجر ؤو على الأكل لأنني ل اأعرف ما ي شوون. واأح س أان املعرفة الأ سا سية يف احلياة هي معرفة ما ذا ن ضع يف بطوننا ويف روؤو سنا ولي ست هي تلك الأ ساطري املجردة التي يفعمون بها نفو سنا فنزداد غباء وحماقة كلما اأكرثنا منها. ال شواء عندهم فن وحرفة. وهم ميتعون ب ش ي كل شيء حتى اجلراد والنمل والدود والعقارب واخلناف س وال رصا صري. وهم فخورون بفن الأكل»البيولوجي«هذا. وكما اأت صور ف إان هذه»الأحياء الطبيعية «الرب ي ة خالية من الهرمونات الإ صطناعية التي ت ستعم ل يف تربية احليوانات ومن م ضادات احل رشات وغريها من املواد الكيماوية التي ت س م م كل شيء. ولكن م ن يدري لعل هم ي ر ب ونها يف حظائر خا صة وبطرائق خا صة بهم جنهل كل شيء فيها. واإل مل تراهم يتمت عون وهم ياأكلونها بكل هذه ال شهية صحونهم اأكيا س صغرية من البال ستيك. ويبدون س ع داء وهم يخلطون مبالعقهم البال ستيكية اأي ضا ك و م الأطعمة املمزوجة بال حدود. لكاأن ال صنف الواحد من الطعام ل نكهة له ول م ذاق. واأراهم ي لوخون ها كما نلوخ نحن ال سكر بال شاي مثال قبل اأن يت ج ر عوها ب شهية ل حدود لها. أاهو اجلوع اأم هو ال ستمتاع امل ؤوقت مبا سيكون جزء ا منا بعد قليل اأم هو اختالف الأذواق بني الب رش وكاأننا فعال من الرتاب الذي نعي ش فوقه خ لق نا ل يلوكون الطعام بنوع من ال س أام والقرف مثلنا قبل اأن مي ضغوه. هم مي ضغونه اأول ومن بعد 235
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص ي صريون ي ت م ط قون م ستعيدين طعمه )اإن كان له طعم( بعد اأن ه ب ط يف حلوقهم ب رسعة الربق. األهذا تبدو أاج سادهم وكاأنها منحوتة من ص ليل ولي س بينهم ب دين اأو ب دين ة. ول»يت مت ع«اأي منهم اأو منه ن بكر ش»عربي فاخر«ول»مبوؤخرة ق ن ب لية«تكاد اأن تنفجر يف وجهك قبل اأن مت س ها! اللعنة على ال صحون املالأى بال سموم. اليوم اأحد.. وحدي اأم شي يف ال شوارع ال ضيقة واخلالية تقريبا من الإن س. اآه! ل ك م تبدو الأمكنة موح شة عندما تخلو من ساكنيها. ويف هذه احلال ل ت ستحق اإل الإ سم العربي اجلميل:»الأطالل«! منها ن طل على املا ضي الذي كان سعيدا اأو تعي سا ل فرق )حتى التعا سة تتحو ل اإىل سعادة بعد قليل(. اأم لأنناع شنا اأجمل اأيامنا فيها ويف هذه احلال اأي معنى للزمن الآتي اإن كان مو سوما م سبقا بالياأ س اأم لأنها تعرف كيف تطل هي على بوؤ سنا الروحي ووحدتنا الإن سانية التي ل عزاء لها اأم... ومهما يكن الأمر يح رضين ال سوؤال: ملاذا سم وها»الأطالل«وكيف عرفوا اأن هذا الإ سم هو الإ سم الوحيد الالئق بها واأ سمعني اأقول يف ف ضاء»بانكوك«املخيف من شدة فراغة هذا النهار:م ن يع ش بقلبه مع ال شيء يع ر ف ا سمه. يف امل ساء الأخري يف»بانكوك«اأ سهر يف اإحدى مقاهي»املثليني«يف حي» سيلوم» ال شهري. وهو يقع يف قلب املدينة وبالقرب من حي» سالد ن غ«ال شبيه بحي»بيغال«يف»باري س«حيث علب الليل واملحالت املخت صة باجلن س واأدواته والباحثني عنه واملهتمني به والعار ضني اأنف سهم باأريحية جن سية فائقة. النور فيه اأزرق. وحتت ال ضوء البارد يبدو كل شيء اأبي ض. ال شارع كله لهم. واملقاهي تنت رش على ال ضفتني. ب رش خليط من كل اأنحاء الأر ض يتماررون بهدوء. يتجال سون. يتعانقون. وي رشبون البرية التايلندية ال شهرية» س ن غا«وهم يرثثرون براحة بال مثرية لالإنتباه. مثلهم اأطلب» سن غا«. واأجل س يف منت صف اجلمع بال حذر. اللطف املنت رش يف ف ضاء املقهى يجعل الكائن من اأي بقعة اأتى ي شعر بالطم أانينة وكاأنه بني اأ صدقاء ق دامى. امل ساء بد أا يبتعد. ولليل هنا طعم آاخر. طعم الأج ساد اجلميلة امللفوفة باأناقة باذخة. ح س ن»تايلندا«ل مثيل له. ويزيده اللطف روعة. واحل س اخلافت يجعل الرائي )ل ال سامع فح سب( يلحق املتكلم بكل حوا سه ليلتهم ما يقول. وهو على العك س من ال صوت العربي العايل والفارغ اأحيانا كثرية من املعنى وال شوق صوت مفعم باحل سية ويكاد يفتح لل سامع اأبواب اجل سد ليدخل منها. واأح س بالإن س مي أال قلبي واأنا اأمتتم: «اأخريا! مقهى جميل ونظيف«. واأ ضع ساقا فوق ساق واأنا اأمتل ى اخللق القادم من الآفاق. واأ شعر بالراحة ت ساق اإيل بع صا خفية لتبعد عني مظاهر ال سفر والإرهاق. الإن سانية امل سافرة تعرف جيدا اأن ال سفر لي س مغامرة فح سب و إامنا هو متعة وعذاب. وم ن يطلب الراحة ويخ شى التعب والإرهاق ما عليه اإل اأن يظل نائما يف مكانه. الùسفر إاىل»املثلث الذهبي» هذا ال صباح مع الإن سانية الراحلة اأرى غ ب ش النهار يف»بانكوك«. النا س الذين ي سافرون معي ن صف نيام. وجوههم ت ن بيء عن التعب واله م. اأنا م سافر. وهم اإىل اأين يذهبون وعلى الفور تقوم ال صعوبات يف وجهي. ل اأعرف لغة البالد. وبالكاد اأتقن بع ض الإنكليزية. إانكليزية امل ستعمرات القدمية وهي خليط لغوي هجني ي ستعمله ال سائحون من اأمثايل الذين مل يتعلموا لغة «أاوك سفورد«. فيها كثري من الهندية والباك ستانية وال صينية ومن لغات اأخرى كثرية وت ستعمل فيها الأيدي والوجوه والإ شارات ويف نهاية الأمر سي ضطر امل ستمع اأن يفهم على املتكلم بالرغم من أانه هو الآخر ل يتكلم اأية لغة. لكن امل شكلة اليوم ستكون اأعقد مما اأت صور. سائقو التاك سي ل يفهمون اأية لغة يف العامل غري التايالندية. و ساأ ضطر اإىل اللجوء اإىل رشطي ال سري الذي كان هو الآخر عاجزا عن اإدراك ما اأريد الو صول إاليه مع أانني أابحث عن املحطة الرئي سية للحافالت وهي الوحيدة يف اأطراف»بانكوك«. و سيتوجب علي اأن اأعود اإىل الفندق لكي يكتب يل موظف ال ستقبال 236
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص اإ سم املحطة باللغة املحلية اأقدمه ل سائق التاك سي. اأخريا و صلتها. منها ساأنطلق اإىل اأق صى ال شمال التايالندي حيث»املثلث الذهبي«امل شهور. وهو ي شكل احلدود امل شرتكة بني تايالند ولوو س وبريمانيا )اأو صار ا سمها الن(. يف هذا املثلث اخلطر تعرب قوافل جتار احل شي ش والأفيون واملخدرات واملهر بات ب شتى اأنواعها. وفيها اأقامت امللكة الأم:»متحف الأفيون«. حمطة الأوتوبي سات مدينة وحدها. شوارع وغابات ونواقل من ركن اإىل ركن. وهي حتتل م ساحة هائلة من الأر ض. فيها يقعد النا س وياأكلون وينتظرون وي سافرون واإليها يعودون من اأي بقعة كانت يف البالد. ولول رجل ال رشطة اللطيف لق ضيت اليوم كله بحثا عن الر صيف الذي علي اأن اأكون فيه للح صول على مكاين يف احلافلة التي تنطلق كل ع رشين دقيقة من الر صيف رقم 6 اإىل حيث اأريد الذهاب. و سيبدو الر صيف رقم ستة رغم حجمه الكبري ميكرو سكوبيا يف هذا الز ح م العمالق من الأمتعة واحل مول والآليات والنا س املتدافعني بلطف. ويف خ ضم هذه احلركة من الدخول واخلروج من ال صعود والهبوط من التوقف وامل سري سيبدو الكائن مهما كان شكله وحجمه جمرد»ح م ل«قابل للنق ل اإىل حيث ي شاء. عامل مرعب من الب رش وال شجر والأهواء. فالأركب الآن. ومنذ اأن اأجل س يف مقعدي اأتنف س الريح الباردة واأنا اأردد:»ما اأجمل الدنيا عندما نكون يف املو ضع الذي نحب اأن نكون فيه«. وعندما يتحرك البا ص املجه ز ب شكل دقيق اأ شعر بالطماأنينة وكاأنني يف بيتي. ملاذا لأنني منذ اأن اأواجه العامل املتحرك حويل اأعرف اأنني بداأت اأبتعد عن نقطة ال سكون التي كنت فيها. اأنا على الطريق اإذن. و»بانكوك«العمالقة تبداأ بالإختفاء التدريجي بعد اأن بداأ الغمام غمام التلو ث يبتلع اأطرافها متجه ا اإىل قلبها الذي لن يقاوم طويال. واأ صري اأ لحق املرائي التي متر على اجلانبني. اأ لحقها م سترتا وم سرتيبا. اأريد اأن امتزج مع امل شهد الذي ل يكف عن الذ و بان. اأريد اأن اأ ستعيد ما يغيب على الفور عن عيني وهو ما زال ماثال أامامي وكاأنه مل يكن قد و ج د اأبدا من قبل. م ن سرياه بعدي مبثل اللوعة التي اأراه بها الآن ولكي اأرى ب شكل اأف ضل اأبداأ الكتابة. رصت اأعرف اأنني عندما ل أاكتب»ال شيء«ل اأراه. الكتابة عندي اأح سن و سيلة اأملكها لكي أاحتفظ مبا أارى واأح س. ملاذا أاحرم نف سي منها ضواحي العوا صم الكونية احلديثة مثل باري س ولندن ودلهي وبانكوك وبيجني ( بكني سابقا ( و شنغهاي و... كلها تتكو ن من اأ شجار هزيلة وطرقات و سخة و أابنية من الأ سمنت وب رش تع ساء. وهذا»امل شهد املتجان س«إاىل حد بعيد ل يغري امل سافر بالتوقف عندها طويال وهو خطاأ اأكيد. ملاذا لأن الأو ضاع والكائنات ل حدود لختالفاتها وجوهرها العميق ل ي س ت وع ب بالنظر وحده حتى ولو كان م د ق قا وح صيفا. ما علينا إاذن اإل اأن نكتفي مبا ل يكفي واأن نتابع امل سري للبحث عن دقائق اأخرى قبل اأن تختفي هذه «التحف الكونية«من الوجود الذي نراه الآن. اأوه! على الطريق الذي ل يكف عن الختفاء املت سارع ونحن ن صعد نحو ال شمال التاي الندي ال شا سع اأمواه فج ة و أا ساطري. م ساحات ل نهائية من اخل رش ة والبوا سق. اأ شجار هائلة احل جوم حتيط بها املياه الراكدة وكاأنها ع ج ز ت عن اإغراقها فاكتفت باللطوء حتت جذوعها ال صامدة. وعلى اجلانبني متتد حقول الأرز الالنهائية الغرق. ل تل و ث هنا ول تكت الت.ل غمام ول ع صافري. و أاح س باحلنني الطفويل الغامر إاىل حلظات احلياة التي و ل ت حني كنا نن صب الفخاخ للزرازير ال سود وللع صافري املتبج حة ولل س م ان املخاتل يف»اجلزيرة«. نن صبها عند البيادر وفوق املزابل وحتت املطر الزمهرير. ول ن صيد اإل نادرا. ومع ذلك كنا س ع داء. نور ال شم س الذي ي غافل ال ضباب ليظهر وحده ي سطع يف هذه الأنحاء. الأرى نهرا ول بحرا. واأت ساءل من اأين ياأتون بالأمواه اإىل هذه الأ صقاع وكيف تكون «تايالند«خ رضاء من الألف اإىل الياء واأكاد اأن سى كل ما عرفته من قبل ور أايته حتى أانني رصت 237
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص اأخاطب نف سي مت سائال بق ر ف عندما التقيت بوجهي يف املراآة:»هذا هو اأنت««إاىل هنا تالحقني«لكاأنني سئمت من»الوح ش«الذي ي سكنني من جهامته و ضخامته وقد بدا م غاليا يف»كل شيء«بني هذه الكائنات املليئة بالنعومة واملرابيع. طريق ال شمال التايالندي منب سط وطويل. سهول خ رش متتد اإىل اآخر الب رص. لكاأن الطبيعة م ه دت القاع لقرون عديدة من اأجل اأن ن سري اليوم بال عقبات على الطريق. ولكن مل يبد الأفق البعيد قريبا ول ي ح د الروؤية سوى كتل الأ شجار على اجلانبني ال شم س ناعمة. والظالل معدومة. لكاأن ضوء ال شم س ي سقط عموديا على الأر ض. واأكاد اأن سى اأنني على خط ال ستواء تقريبا. ال سهول ال شا سعة غ م ر. من اأين جتيء املياه الراكدة التي تغمر هذا الكون وكيف يبدو سطح القاع اأب ر ق وكاأنه ط لي بالف ضة م ساحات ل نهائية مغمورة كلها باملاء. مباء راكد و س خني وكاأنه الأخ الأكرب لالأر ض.مزارع الرز الالحمدودة والأ شياء الأخرى الالطئة حتت الغ م ر والنا س واحليوانات ورمبا اأحياء كثرية غريها ل اأراها كل هذا اخلليط احلي مغمور ومتهي ء لالإنبثاق منذ اأن ت شيل الطبيعة ص ك الق ي د عنه. واأجدين اأت ساءل: مل ع شت يف ذلك ال ص ه د احلارق والق ي ظ م ن ع ل مني ن سيان املاء ومل اأعذ ب نف سي الآن باأ سئلة مريبة يف هذا النهار اجلميل بعد ساعات من امل سري وقبل املغيب بقليل تبدو اأخريا يف الأفق الق صي بع ض الأكمات اخل رضاء. وتاأخذ التالل العمالقة بالرب وز. و شيئا ف شيئا تتو ض ح معامل الطبيعة و سماتها فينك شف الغمام عن سال سل اجلبال ال شمالية الهابطة من ال سماء: من ف ضاء»لوو س«و»م يامن ار «)برمانيا سابقا ( و»كمبودجيا«. يتابع البا ص سريه املنتظم مبحاذاتها اأول ومن بعد ب شكل متعامد معها صاعدا بهدوء نحو ال شمال. اآه! ال شمال الأ سطوري اأو الذي تاأ س ط ر مع اأنه ل يحوي سوى الربد واحلديد. الآن تبداأ القمم ال صخرية للجبال العمالقة بالظهور اجللي. قمم تثري اخلوف الكامن يف القلب. كيف ان شق ت القاع عنها وم ن زلزل الأر ض لتنبثق منها هذه الت صاريف ال صخرية الرا سخة لكاأن ي د الطبيعة نح ت ت ها خالل الأزل اإىل أان س و ت ها س واطري من ص و ان. واأ صري أاهذي ساكتا : كربت والعامل صار صغريا! م ن سيحتويك بعد الآن Sسيخوتائي يف» سيخوتائي«املدينة الأمرباطورية والعا صمة الأوىل لتاي الن د ساألب س»دروعي النف سية«و أابداأ اجل و لن. لكي اأ صل الفندق الرب ي الذي حجزت فيه ا ستقل»بيك -اآب» مك شوفا من اخللف اأ ضع فيه حقيبتي ال صغرية واأجل س فوق مقعده اخل شبي الأغ رب. ويبد أا الإهتزاز منذ اأن يدع س ال سائق الأهتم على د و آا س ة الوقود. واأ صري اأمتايل ذات اليمني وذات ال شمال واأنا أامت س ك بقوة باأطراف الق ضبان املعدنية التي حتيط بهيكل ال سيارة. ويذكرين ذلك ب سيارات»اجلزيرة«اأيام احل صاد. عندما يتناثر فوق روؤو سنا الرتاب املنبثق من احتكاك عجالت البيك - اآب بالرتاب الناعم مثل احلرير واحل صى املطحون من كرثة املرور. وكنا سعداء لأن الريح تطري اأثواب البنات وتطلق العنان ل ضحكاتهن الغاوية وهن ي ل م ل م ن شعورهن ال سود املتطايرة فوق وجوههن. واأ صري اأغني ب صوت عال يف صندوق البيك - اآب احلقري وكاأين يف ليايل احل صاد يف اجلزيرة عائدا اإىل البيت عند امل ساء. و أاح س اللحن يف قلبي دون اأن اأ سمع ال صوت. ضجيج ال سيارة ل يدع جمال لال ستماع. و أاكتفي مبتعة القلب الذي اأخذ يته ج ى العامل أامامه وكاأنه قلب الطفل الذي تعل ق ذات يوم بجناح البيك- اآب القدمي دون اأن يتمكن من اجللو س من كرثة املتزاحمني.» سيخوتائي«تعني»الفجر«. فجر الأمرباطورية التايالندية الذي راأى النور هنا على هذه البقعة اخل رضاء من البالد. يف هذه الب ط حاء يرميني ال سائق اللطيف وهو يهز راأ سه امعانا يف الحرتام م شريا باأ صبعه الق صري إاىل خالء اأخ رض مليء بركام التاريخ قائال:»هذه هي املدينة التي تبحث عنها«. وعلى الفور ي ستدير ويختفي. اأوه! يا إالهي! ست سحرين خرائب» سيخوتائي«. اأطالل 238
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص عظمى من زمن آاخر. وهياكل مزخرفة ل حد جلمالها. توحي بالعظمة والحتدام. لكاأنك مل ت ر شيئا قبل اأن تراها. حياتك املا ضية كلها تبدو عبثا ما دمت مل متالأ عينيك بوقائع التاريخ الكوين الذي كنت جتهله»عن ظهر قلب«اإىل الآن. ما دمت مل تتمت ع مب شاهد اآثار الأمرباطورية التايالندية التي ازدهرت ذات يوم واأف ل ت. ومل يبق منها الآن سوى د لئل عظمتها القدمية.»بوذا«الأعظم يت صد ر املداخل واملخارج. يجل س هادئا على حجر الأبدية منتظرا اآخر الدهر ليقوم ومي شي بهدوء كعادته نحو اخللود. ولكن اإىل اأين تراه يريد اأن ي صل وقد م س ح الأر ض من قبل بقدميه اإىل»اأعماق نف سه«التي جاهد طويال ليخل صها من نفاياتها و أاخماجها ليجعلها صافية»كعني الديك«كما يقولون يف»اجلزيرة«وهل باإمكانه اأن يفعل ذلك اأن يقاربه اأو اأن ي صل اإليه اأغلق الكتاب واأترك لعيني حرية النظر اإىل هذه املجاهيل التاريخية العظمى التي حتكي طاقة الب رش على التخي ل والإجناز. وهو ما يجعلني اأدرك اأن الإن سانية ل حد ملخي لتها املبدعة. واأن الطغيان هو وحده الذي ي سم م العقل ويقتل املخي لة. ولكن متى يفهم العرب ذلك يف املدخل املهيب»بوذا«واقف ا ماد ا يده )على م ستوى هيكله تعبريا عن التوا ضع. فهو ل يرفعها مثل الزعماء العرب املتغطر سني( يده ذات الأ صابع الطويلة اجلميلة ي ح ي ي بها الأزل الذي مل ي ص ف ح سابه معه اإىل الآن. لكاأن التاريخ دميومة بال نهاية ( وهي ما اأثبت ت ه علوم الكوزمو س احلديثة( اأو شيء من هذا القبيل. فنحن ل نظل معجبني بنف س الأفكار لكن دميومتها الالمتناهية ت سحرنا حتى عندما نعتقد اأننا جتاوز ناها. لأن التعابري أاو الكلمات هي الأخرى مثل الأحجار املنحوتة اأو امل صقولة ت ستطيع اأن متار س سحرها الطاغي علينا حتى خارج الف ضاء التي اأ جن ز ت فيه اأو من اأجله قيل ت اأو ب سببه و ج د ت. ولكن مل ن اأكتب هذا»الأعمدة التدمرية العمالقة«ها هي ذي اأمامي تهيمن على ف ضاء» سيخوتاي«. اأعمدة ال صحراء العربية تقف يف الرطوبة والغمام الع شب من حولها ل الرمال الذهبية الآتية من جند. ل شم س حمرقة هنا ول س جون. ب رش حر وطليق متعدد الأهواء والأجنا س مي شي مذهول اأمام روعة التاريخ التايالندي. والتاريخ ل يخ ص صانعيه فح سب. وهو مع الزمن ي صري ملكا حتى مل ن مل ي ساهم فيه. لأن تراث الإن سانية واحد مهما تنو عت الأمكنة والعقول. وبالتحديد لأن الو ضع على هذه ال شاكلة. بني اأطالل» سيخوتاي» الهائلة الروعة اأقف حائرا مت سائال : اإىل اأين اأتوج ه الآن ول يكون اجلواب صعبا :»اإىل تاريخي«. اإىل تاريخي ال شخ صي الذي اأو صلني إاىل هذه الأ صقاع وح ر ضني على اأن اأبحث عم ا لن األقاه. اأعرف ذلك. و أانا سعيد مبعرفتي هذه. ومع ذلك علي اأن اأتابع البحث والتق ص ي والإختالط. وعلى الفور تبداأ قدماي ال سري بهدوء وك أانني فوق»ب ساط الريح«اأطري. واأ صري اأتنق ل بني روائع التاريخ مرددا وبي ج ذ وة من شدة الغبطة واجل مال: آاه! اأطالل» سيخوتاي«املده شة. يف» سيخوتائي«احلديثة اأقعد على احلجر لأكتب. امل ساء فيها مرعب من ك آابته وخ موله. مدينة العمال والفالحني املنت رشين يف ال س هوب الو سطى يف»تايالند«. واأفهم الآن رس ك رث ة البيك -اآبات الزرقاء واحلمراء امللو ثة بالعجاج والرتاب وامل ر ق ع ة بالتوتياء ال صدئة وهي جتوب شوارعها واأنحاءها. على مقاعدها املهرتئة يجل س سائقوها ذوو الأ سنان ال صفر امله ش مة والذين ل يكف ون عن الإبت سام حتى واأنت ترف ض خدمتهم. اأو ساخ مرتاكمة وح ثالت. زجاجات الكول املزيفة و رشاب الربتقال املائي ال شديد التحلية. اأغرا ض مطاطية من كل نوع و أادوات. خردة وحماريث متالأ عني الناظر أاينما سار فيها. تذك رين»باحل سكة«الغ رب اء قبل خم سني عاما. وهي مثلها مثل»مدينة اجلزيرة «القدمية تتو سط سهول زراعية ل حدود لها. ومثلها اأي ضا تعتقد ب سبب حمدودية روؤية أاهلها املزارعني الغاط سة ر ؤوو سهم يف القاع اأن العامل كله يدور حولها. من اأجلها و ج د. وب سببها ما زال قائما! وهذه هي يف الغالب»اأه وال«الفكر الزراعي 239
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص الكوين حتى ل نقول اأحواله. اآه!» سيخوتاي«املدينة التي اأن س أاها ذات يوم اإمرباطور عظيم. ثقة اجلهل لكي اأتقي رش البعو ض والذباب والقوار ض الأخرى ال شديدة الأذى املنت رشة يف هذه ال سهول املزروعة حبوبا واأرزا وقمحا والتي صارت م ستنقعات خرافية لكي اأحمي نف سي منها اأدهن جلدي وثيابي كل يوم مبداهني و سوائل طبية م ن ف رة ونابذة للذباب واأ صناف احل رشات الأخرى. واأ رشب اإ ضافة اإىل ذلك كل صباح جمموعة من احلبوب الطبية لإتقاء املالريا واحلمى ال صفراء والتهاب الكبد وما شابه من الأمرا ض واحل م ى. كل هذه الحتياطات الطبية من اأجل اأن اأجتو ل براحة بني هذه ال س هوب واأمتت ع بهذه املرائي الالمثيل لها على وجه الأر ض. فتايالند لي ست هي»بانكوك«و ضواحيها ول هي املدن الأخرى فقط اإنها هذه الطبيعة الرائعة اجل مال وهذه الآثار الإن سانية التي ل تعو ض. اليوم ساأترك» سيخوتائي«بعد اأن سحر ت ني بجمالها. ولكن ما هي هذه املدينة ال صغرية التي تتو سط كل هذه ال سهول ومل اعترب ت ها اليون سكو من تراث الإن سانية اخلالد ومتى وكيف ن ساأت بداأ تاريخها عندما طرد الأمري»التاهي«:»بان كالن «ال»خ م ري «الذين سي صبحون»ح م را «فيما بعد. عندما طرودوهم خارج البالد يف اأوائل القرن الثالث ع رش امليالدي. وبعد اأن حتررت منطقة ال سهول التايالندية اأ س س هذا الأمري الط موح مملكة عا صمتها» سيخوتائي«. و سيتعاقب على هذه اململكة ثمانية ملوك من بعد. ومن اأهم هم امللك»راما خام هن ج «اأو»راما القوي «. وهو اأول م ن ا ستعمل الأبجدية التايالندية احلالية. و» سيخوتائي«تعني»الفجر«اأو»ولدة ال سعادة«. وهي كلمة سن سكريتية م أاخوذة من البوذية. لي س صدفة إاذن اأننا جند يف» سيخوتائي«أاكرب متثال لبوذا. البا ص ي سري ب رسعة كبرية. واأنا اأنظر الغمام املتكاثف حويل كاجلبال. والعامل»الذي كان غريبا»مير أامام عيني بال ح ج ب. و أاجدين اأمتت م مب المة:»ثقتك احلمقاء باأنك تعرف كل شيء هي التي ص ري ت ك جاهال. و إاح سا سك البليد باأنك ترى كل شيء اأو أانك ترى ما تريد هو الذي اأعمى ب صريتك. أانظر! اأنت ل شيء يف هذا اخل ضم الكوين الذي ل يحد ه سوى الغمام. تب رش اإذن. وا ص غ إاىل كل شيء. وتعل م حتى من الدود. نعم! تعل م من الدود الذي يعرف كيف يحيا برغم ساآلة حجمه وعدائية الآخرين الالمتناهية جتاهه مع اأنه ل يفعل شيئا غري البحث عن اأ سباب احلياة على اأر ض كانت بالأ صل له«. وبعد اأن أا سحب ن ف سا عميقا اأ رصخ: «آاه! أايها الأحمق«! ويلتفت املحيطون بي اإيل. ول يفهمون مما اأقول شيئ ا. بلى! اأيها»الغبي «: لقد فهموا كل شيء. أان سيت ما قلت ه للت و ست رت ك» سوخوتائي«املتمركزة حول نهرها العزيز الذي ي شبه»اخلابور«إاىل حد بعيد. نهر»يوم» الغاط س يف القيعان. سترتكها باكرا هذا ال صباح واأنت تكاد اأن تبكي. لك أانك تركت قرب أامك فيها مع أانك مل ت ر ها اإل منذ يومني اأو اأقل قليال! ما اأبد ع الأمكنة وما اأق ساها عندما ت ستويل على قلوبنا. )*( مقاطع من ن ص طويل بهذا ال سم 240
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص من اأعمال فاطمة ال سيابية - ع مان الفرا شات طليقة [ عبد الرحمن جميد الربيعي مل يكن حديثها عن الفرا شات مفاجئا له كاأنه كان ينتظره منها فهو منذ اأن ر آاها قرنها بهذه الكائنات الناعمة التي تطري مثل غيمة األوان ل تبحث عن مواكب فحفيف اأجنحتها وحده ي شكل موكبا نادرا فكيف اإذا اأ ضافت اإىل حديث الفرا شات حديث زهرتها املف ضلة»الغاردينيا«وهو من طارد الفرا شات يف تلك احلديقة املنقر ضة مبدينته والتي كانت ت سم ى حديقة غازي طاردها ومل ي صطدها حيث كان يح س باأن حفيف اأجنحتها الكرنفالية كان ياأتي بالربيع ملدينته ال صيفية البعيدة. حديث الفرا شات املقرتن بزهور»الغاردينيا«اكت شف منه أانها امر أاة تبوح مبا حتب بو ضوح شدهه فاأراد أان ي سمع املزيد من حكاياها. هي اأمامه بتنورتها الوا سعة املزرك شة التي تنطلق من زنار يحيط خ رصها الدقيق كاأنها يف ذلك الو ضع فرا شة على فم زهرة ترت شف خمر الرحيق [ كاتب وروائي من العراق يقيم يف تون س. لتثمل ولتحلق بعد ذلك كاأن العامل كلها لها. كاد اأن يقول لها : قرنتك بالفرا شات منذ اأن راأيتك فرا شة تبحث عن زهرة»غاردينينا«خلت منها احلدائق. وكاد اأن يقول لها : مل اأرك اإل واأنت بتنورة وا سعة والريح دائما»جميلة الذوق«لأنها تطري تنورتك في صبح ملها شاغلك و أانت تتحركني بخطواتك الناعمة مت شني تت سلقني ال سالمل. وكاد اأن يقول لها: عندما تكون الرياح متمردة على الهدوء لزمي بيتك حتى ل تعاندك هذه الرياح فتغري على تنورتك وتنرثها مثل طبق اأزهار و رسب فرا شات وقافلة سنونو وحمائم. لكنه مل يقل شيئا. واكتفى بالإ صغاء لها فقط. كانت تتحدث عن تلك الفرا شة التي ل اأحد يدري كيف تركت حدائق الكلية وراءها. واقتحمت جو الف صل الدرا سي حيث كان الطلبة يف انتظار قدوم 241
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص اأ ستاذهم الوقور. وقد كانت تروي احلكاية بالتذاذ ول تكتفي بالكالم بل ت صحب ذلك بحركات من يديها فكاأنها بطلة م رسحية فريدة من طراز»البانتومامي«تلف يديها حول بع ضهما ثم تفرد واحدة ت شري بها اإىل اأعلى ثم تعود وتلم هما يف ح ضنها. قالت : كان علي اأن أانقذها. واحلل الوحيد اأن اأفتح لها النافذة التي كانت تدور ثم تعود لت صطدم بزجاجها. وتاأكد يل اأن اإحدى ال صدمات ستنهيها. لذا نه ضت ووقفت على املقعد وفتحت النافذة. ومل اأغلقها اإل بعد اأن حررت الفرا شة الأ سرية لتم ضي اإىل حدائقها ورفيقاتها. وروت له اأن الأ ستاذ كان قد ح رض و أاخذ مكانه بعد اأن و ضع»املا سك«الوقور على وجهه. ولكن ما فعلته ا ستوقفه اإذ مل يتوقعه منها اأو من طالب اآخر ما دام الدر س قد بداأ. أاما زمال ؤوها يف ال صف فقد خي م عليهم الهدوء وهم يراقبون ما تفعل كانت وجوههم كلها متجهة نحوها ثم اإىل الأ ستاذ الذي اأح س ب أان»ما سك«الوقار قد بداأ يرجتف على وجهه. نف ضت يديها وعادت إاىل مكانها وهي تزفر بارتياح اإذ اأن سعادة ناعمة غمرتها تلك اللحظة. ثم ا ستدارت الوجوه نحو الأ ستاذ الذي مل يكمل طقو سه املعتادة حيث أاربكتها ما فعلته زميلتهم. وحكت له كيف كانت حت س ب أان بع ض املدر سني تتبدل مالحمهم عندما يكونون أامام طلبتهم. و»املا سك«الذي حد ثتك عنه هو ما سك افرتا ضي من التجهم وال ستعالء واجلدي ة. و ساألها : - واأنت األ تفعلني هذا مع طلبتك رد ت على الفور : - اأبدا فوجهي ل يتقبل أاي»ما سك«وجهي رصيح هكذا أاريده واأظنه هكذا. وعل ق : - وجميل اأي ضا سكتت لتبتلع ريقها ك أانها تداري خجلها من غزله الوا ضح ثم تتابع وحركاتها الإميائية ت صاحب صوتها وحتدثت من جديد عن صوت الأ ستاذ املحتج : - أانت يف صف درا سي ول ست يف مكان آاخر - وماذا فعلت - اأوقفت الدر س واأ ضعت الوقت - خفت على الفرا شة امل سكينة اإذ اأن اإحدى اخلبطات ستنهي حياتها لذا فتحت لها النافذة وكل هذا مل ي أاخذ اإل ثوان فقط. كانت سعيدة مبا ترويه وبعد اأن صفنت قليال وك أانها تتذكر ما فاتها من هذه احلكاية التي مرت عليها سنوات قبل أان توا صل : - واأتذك ر اأي ضا اأن عيون الزمالء تراءت وكاأنها ت صفق يل إاعجابا مثنية على ما فعلته ولذا مل يهمني صوت الأ ستاذ املتذمر: - يا آان سة ماذا فعلت ثم اأ ضافت : لكنني وقتذاك وكاأنني ل ست يف ال صف وقد حلقت مع الفرا شة ان سللت من تلك الفتحة وم ضيت لأدور يف احلدائق بحثا عن زهرة غاردينيا ده شت ملر أاها ذات يوم واأ سكرين عطرها عندما قربت اأنفي منه. ووا صلت حديثها: - أادرت ب رصي نحو اأ شجار احلديقة اأمتال ها وكاأنني اأبحث عن تلك الفرا شة واأتابع ماآلها فلعل ع صفورا جائعا لحقها والتقطها لكنها م ضت بعيدا برفيفها الناعم ك أاغنية حب. وقد قر أا على وجهها ال صايف م سحة ارتياح وهي تلم تنورتها املنفر شة على املقعد الذي ت شغله. وكاأنها قد انتبهت آانذاك اإىل فنجان قهوتها فاأخذت ر شفة منه و أاعادته إاىل ال صحن. ويبدو أان الأ ستاذ كما روت قد كرب ا ستيا ؤوه مما فعلته بعد اأن واجهته بهدوئها. وك أانها مل تفعل شيئا ي ستحق ردة فعله هذه إاذ عادت واأكدت له: - مل اأوقف الدر س اإل لثوان فقط. كنت فيها ت ضع حقيبتك وتخرج أاوراقك. ثم ضحكت وهي تقول : 242
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص - كدت اأن اأكمل حديثي عن طقو سه واأ ضيف اإليها وت ضع»املا سك«. ولكنني قلت له بتاأكيد : - لقد أانقذت حياة واحدة من اأجمل عطايا اهلل ولو مل تكن هكذا ملا منح اأجنحتها هذا العر س من الألوان. وقد روت اأن جوابه لها كان : - يل حديث اآخر حول املو ضوع. لكنها مل تفهم ما اأراد من قوله هذا ورد دت : - هل كان يتوعدين ولكن مباذا - ل بد اأن ت رص فك ت سب ب يف اإرباك الطق س الوقور املمنهج - أانا معك رمبا. كانت مغمورة باحلبور ول تكف عن اإطالق واحدة من قهقهاتها الناعمة وك أانها تعلن بها أان سعادتها ل حدود لها فالنافذة انفتح زجاجها والفرا شة احلائرة احت ضنتها احلدائق. صفنت قليال وت ساءلت : - اأين تذهب الفرا شات هل لها اأع شا ش مثل الطيور اأم أانها تنام حمت ضنة وجوه الأزهار هذا ال سوؤال ل اأريد اأجابة عليه اأكتفي باأن اأردده اإذ أان لغزه رائع. ومن املوؤكد اأنه ل يعرف اجلواب. تذك ر هذا احلديث الذي دار بينهما حتى اأنه ابتكر صياغة حتية صباحية يخ ص ها بها وحدها : صباح الغار دينيا اأو صباح الفرا شات فهذه التحية ل ي شاركها فيها أاحد. ويوم ا ستوقفته لوحة كان يعر ضها أاحد باعة املقتنيات فان ذلك شك ل له مفاجاأة مل يتوقعها حيث كانت اللوحة ت ضم أاربع فرا شات حمنطة و ضعت برتتيب يف إاطار مزجج. فقرر اأن ي شرتيها على الفور. كما قرر اأي ضا اأن يقدمها هدية لها. ولكنه ت ساءل : كيف يكون هذا ومباذا ي سو غ تقدمي فرا شات حمنطة لها كيف وهي من أاوقفت الدر س اجلامعي من اأجل أان حترر تلك الفرا شة التي كادت غاراتها على زجاج النافذة اأن تنهيها لكن اللوحة يف حقيبته صارت بني يديه بعد اأن نقد البائع املبلغ الذي طلبه وان رصف. كان يحث اخلطى غري منتبه للمارة ويف ذهنه تختلط الأفكار متتم ب صوت داخلي حتركت له شفتاه : - ولكن ملاذا كان اأ صحابي ي صيدون الفرا شات يف تلك احلديقة البعيدة التي حتمل ا سم أاحد ملوك العراق غازي الأول والأخري اأي ضا وملاذا يقدمون الفرا شات الزاهية تلك عربون حب لفتيات وجالت مل تزر شفافههن العذراء قبلة م رسوقة«. كما ت ساءل يف رسه وهو يوا صل شق طريقه يف هذا النهار ال صيفي: - وملاذا ابتكر الغربيون شباكا خا صة ل صيد الفرا شات هل يفعلون هذا ا ستئثارا باجلمال الفريد الذي متثله ملاذا تطبق عليها الكتب والكراري س. واإذا ما عرثت زميلة على فرا شة يف الكتاب فاإن هذا مبثابة ر سالة غرام لها من صاحب الكتاب لكنه كان مقتنعا بحقيقة وا ضحة هي اأن اأجمل الفرا شات تلك الفرا شات الطليقة التي تغرد بحبور يف رفيفها الهام س الذي ل تفك اأ رساره اإل الأزهار. ومع هذا ف إان فرادة الفرا شات دون غريها من املخلوقات اأنها ل تفقد بهاءها حمنطة كانت اأم طليقة. ومل ا و صل بيته كان هاج سه الأول أان يعيد تاأمل فرا شاته الأربع ولكنه عندما فتح حقيبته لي ستخرج اللوحة اإذا بالفرا شات تنطلق منها دارت يف ف ضاء الغرفة برهة ثم توجهت نحو النافذة التي كان زجاجها مفتوحا آانذاك وخرجت منها باجتاه احلديقة. وعندما مد راأ سه من النافذة يتابع رحلة فرا شاته خي ل اإليه اأنه سمع صوتا هام سا ي شبه صوتها وهي حتث الفرا شات على التحليق بعيدا. كاأن صوتها الذي توه مه دليلهن نحو فردو س اأخ رض بعيد. 243
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص ساعات ال صبح الأوىل [ Uصباح زوين ثم انحرفتما أانتما عن حافة ال شم س كنتما كل يوم تنحرفان أاو كل يوم عن حافة املكان عندما كان ذلك ال صيف وكان ذلك وقت الأمل واأي ضا وقت الريبة واخلوف على وجنت يكما باديا كان كيف وافتتنتما ب أالوان الغ سق ويف قلب النار من ت ما كانت تلك ساعة الأ صيل وتلك عند احمرار ال سماء اأو حني ال سكون على أابواب البيوت وت سكن اأي ضا حوايف النوافذ اأي كل ما انحنت عيونكما على خيوط ال شم س الآفلة بني ثغرات اخل شب والزجاج كانت تنحني عميقة ومت قدة تلك الكلمة كل ما ات قدت اليد والكتف اأو كل ما الوجه ذلك املنطوي وذلك اأي ضا املنحني ويف عمق النور كم غرقت اأنت وكم هو يف العمق غرق لأنكما من كثافة الوقت اأردمتا أان متوتا ومن مكانكما الكثيف تناثرمتا يف أارجاء البيا ض أاي عندما كنتما كل فجر بن صاعة إا سميكما تنت شيان تلك هي أاوقات التماهي حني مع كل س احلائط متاهيتما ويف ثناياه بقيتما هذا كل ما تبق ى من الأيام اأو ل يبقى منها سوى لقطات صور وزوايا نور يبقى أاو اأجزاء حائط اأي ضا و سقف و شب اك تلك عني ترى وت كد س وتلك حلظات ت ستحيل نورا كثيفا أاو يف الذاكرة ا ستحالت اأ شكال وحركة واألوان كيف أابواب اخل شب التي كانت لك وكيف أازق النوافذ وعتبات البيوت ثم عندما عناقيد العنب والندى اأي ضا عندما الطيور والزرقاء املنحنية نحوك يف عمق ال سماء هذا حني ر أايتكما تنامان يف قلب ال شم س ويف قلبها ر أايتكما تتبد دان أانتما أاو لأنكما عندما عجزمتا عن ر سم شكل أامكنتكما الكثرية وعن القب ض على معناكما ل تزالن تعجزان. -- وتقوقعت يف عمق كف يه أاو منحنية كنت ويف اإنحنائك الكثري كنتما عندما بيا ض الوقت اأو نظرمتا اإىل زوايا الغرفة كلما الغروب يف إاطار النافذة املت قدة أاو حمراء هي النافذة من شم س منحنية على البيوت [ قا صة و شاعرة من لبنان. و شم س عل قت ها على زجاج ال شب اك أانتما الل ذان راأيتما ظاللكما تنعك س اإ شارات نور يف اأرجاء املكان ذلك ال ضوء الكثري وذلك الذهب الذي منكما عندما الغرفة اأو تلك غرفة كانت على حافة جبل اأي ضا يف عمق ال سماء كانت ثم حني يف أايديكما حفنة شم س كيف كل هذا الوهج وكل هذا الربيق كيف عندما ج سداكما امل ش عان جنبا إاىل جنب واليدان يف البيا ض نا صعتان هما اأي لأن الكف ني كانتا تنثنيان على فتنة الكالم ال ضئيل والكالم القليل يف الإفتتان من وجهك ومن وجهه كان افتتانك يف قلب الوقت عندما هو وراأ سك اإىل اأ سفل كنت يف اأمل املعنى ومل مل كل هذه الأحرف التي جمعت ها يف قعر يدك اأنت التي رشبت رذاذ ال صبح والتي اأنت من غب ش ال صبح تاأمل ت اأو كل ما غربت ال شم س عندما اأنت يف غروب احلرف ثم كيف اللغة التي يف فتات اأو كيف الكتابة وكيف أانت التي يف حماولة بلوغها ول تبلغينها اأو يف اأوج الكالم تغرقني تتبد دين لأنك الكلمة ولأنك من الكلمة متوتني كم من الريبة تاأمل ت ويف قلبها اأمل ك من كتابة ل تكتمل اأو اإذا اكتملت فلكي تتناثري صورا ممز قة يف زرقة النافذة أانت الزرقاء يف ذروة الكتابة والبيا ض اأنت كم بي ضاء يف ذروة املكان عندما املكان كلمة ي ستحيل. -- كل تلك ال شم س بقيت يف عمق يديك ومن العمق ي سطع نور ج سدك كل ما اأنت ممد دة و سط دائرته اأو هو وجهك يف بريقه يف ساعات ال صبح كل ما مللمت ظاللك من على كل س اجلدار ومن اأطراف ال شب اك اأنت التي جبين ك يف انعكا ساته والتي لكرثة القرتاب ذلك اجل سد الكثيف الذي من ج سده هو كان يقرتب ور أايتكما تتكث فان اأو من وقع اللغة تتبد دان كان الفجر يف الغرفة وج سدكما على عتبة الكالم كان لأنك اأنت دائما يف اأوج احلرف ومن الكتابة كدت اأن 244
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص متوتي اأي ضا عندما يف رغبة الق ضاء عليها كنت اإل اأن الكتابة اإليك تعود كيف ومل تتمك ني منها هي التي منك كل ال شم س غرفت ومنك كل النور واأحرف الذهب و صور املكان هي كلما اأجزاء منك بقيت على زوايا البيوت القدمية وعلى ا صفرار حج رها بقيت أاو كلما على أاطراف النوافذ الطويلة كيف الطويلتان عيناك وكيف جوارحك امل شع ة من الوهج ت شع أانت التي مبحاذاة النور م شيت والتي اأنت مبحاذاة الرجل تلك الأيدي يف الهواء أاو تتذك رينها كل ما الكلمة باأحرفها املميتة لأنها الأزلية تلك الأحرف ثم عندما م شيتما على حافة النهر وعند حافة الوقت بقيتما وتنظرين اليوم اإىل الزرقة اأو ترتاكم يف عينك حلظات الأمكنة العديدة إانها عني الكتابة وعني اللحظة الكثيفة اإنها حني ي ستحيل ج سدك صورة يف بريق الوقت اأو هو ما تبق ى من الوقت اأي ضا حني ت ستحيل طيور ال سماء خطوطا زرقاء على زجاج النافذة وكيف حني انحناوؤك ثم النحناء الطويل على كومة صور وكلمات. -- عندما لو حت بيدك وعندما ساعات ال صبح الأوىل اأو هو حني على ا ستعداد الكالم كنت اأنت إاىل باب طويل تقفني ثم واقفة ظللت ومل تتمك ني كيف التمك ن من معناه هوعندما وجه ه هو ي ستحيل كلمة وم ؤوملة الكلمة اأنت التي كم تاأمل ت من الأحرف يف ف ضاء صباحاتك ويف ف سحة املكان كم اأنت وامل سافة على ات ساع إانه اخلوف جمددا و إانها الريبة وكيف الكتابة ومل اأو كاأنك مل تكتبي شيئا بعد ثم كيف الفعل الكتابي والرجل ظالل بني العتبة وزجاج ال شب اك اأنت التي دائما وكثريا وكم حاولت التي اأنت ولطاملا راأيتك يف انطوائك من أامل احلرف وكم على كلمات انطويت وعلى أالفاظ ومفردات تلك مرايا انعكا ساتك يف زرقة الأوقات وكم من وهج ال صورة وانحنيت من فتنة ال شم س ومن أالوانها اأنت ثم حني يف انحنائك الطويل وكيف ع نق ك نحو اأ سفل أاو عندما كدت ا سم ه أان تلم سي اأن وحني بطرف أاناملك النا صعة البيا ض بالكاد وك أانك مل تلم سي اإنها فتنة ال شغف يف اإطار النافذة الزرقاء وال صغرية تلك النافذة هي أاو املطلة كانت على شمو س ساطعة وذهب واألوان صيف و صباحات أاي املطل ة اأي ضا على طيور مت أاللئة يف بقعة سماء تلك البقعة بني زوايا البيوت والتي ثم وكيف الطيور املنحنية أاو يف انحنائها كيف شغفك بال صورة وفيها تتكث ف اأ سماوؤك وفيها أاي ضا اأنت تنت شني كم تلك الوجوه الال صقة بالزجاج وكم إانحناء ج سدك على أاوقات ا ستحالت شكال ومكانا ت ستحيل. -- كنت كل ما نظرت اإىل يديك وكنت كل ما ال شم س يف و سع كف يك اأو حني اأ صابعك امل شع ة واملتالألئة تلك اأ صابع من ذهب و شف افة هي حني اأنت يف كثافتك بني زوايا الغرفة عندما الرجل هو الذي الكثيف يف دائرتك وكنتما اإىل النافذة البهي ة تقفان ثم اإذا يف عمق الزرقة كنتما معا تنحنيان على اأ سئلتك وعلى الريبة كم انحنيت اأنت لأن ك يف و سطه اأردت اأن تكوين وال شغوفة اأنت كم ال شغف فيك وكم الولع كيف كل ذلك النور الذي من صدرك والذي من جبينك اأي ضا كان أاو ل يزال ال ضوء الكثري يف فمك وكم انطوت عيناك على ظالل حائط ونافذة واأبواب حني على اأوقات وعلى مكان اجلرح كم انطوت ويف زوايا وجهك كم من بقايا حلظات ونثار كلمات راأيت هذا لأن الرجل كيف هو عندما حط يد ه على كتفك وكيف عندما أانت يف ن شوة ال صورة اإنه اجل سد الذي ي ستحيل اأ شكال والذي األفاظا دائما ي ستحيل هو ج سدك الذي من شكل املكان ي صوغ وقت ه اأو يف عمق اإنعكا سات وهج النهار ينحني هو الذي ل ي ستكني اإىل ركن ول اإىل معنى اأو الذي كل ما اقرتب الرجل منك واأنت كل ما ا شتد الوقت زرقة والنافذة ال صغرية اإ شتد ت اأو يتماهان فاجل سدان يف التماهي مع مرايا الذاكرة والكالم اأنت كم حاولت كم وعجزت عن قتل الكلمة وكيف ويف العجز وا صلت البحث عن الأحرف كل اأحرف الكتابة التي يف خطاأ الفعل ومن اخلطاأ راأيتك وحدك متوتني هو وحده اجل سد نحو الأزل ج سدك الذي من فعل الكتابة ت رب ئني اأنت التي يد ي الرجل راأيت اأي كانتا بهي تان ونحو ال سماء كانتا ت صعدان. 245
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص من اأعمال ابراهيم البو سعيدي - ع مان العطر ال رسي [ اأنيùسة عبود كانت متطر.. مل اأ ساأ اأن اأن صاع لأوامره بالعودة اإىل املنزل. البحر قريب وال شاطئ يحدق اإيل.. اجتاحتني رغبة بتحطيم هذه ال صخور البحرية كل ها.. بل كنت أاريد اأن اأمل ال شاطئ.. ل اأعرف مما اأعاين اأنفث غ ضبي يف هذا ال شاطئ ال صامت.. على الأقل لن ت شي الأمواج بي, ول هذا املطر الذي يردم حفر ال صخور.. هكذا توقعت هي متطر.. ماذا لو تكلم ال شاطئ يوما«هل سيتحدث عن جرائم التاريخ اأم عن جرائم الع شاق رصخت باأعلى صوتي )ال ساكت على احلق شيطان اأخر س( كيف سقطت فجاأة ل اأدري.. نه ضت ب صعوبة, خدو ش يف قدمي, شعري يتبلل وينكم ش واملطر سال سل ت شدين.. لن اأعود.. يعني لن اأعود, فلتمطر. املوج يعلو ويخبط على ال صخور الناتئة.. املوج ي شبه روحي.. واأنا اأ شبه فتاة خرجت من اأوغاريت [ قا صة و شاعرة من سورية. ومل تعد. بحث عنها بعل ثم اعرتاه الياأ س وال صمت فانزوى. ل اأحد يعرف لغتها تلك الفتاة اخلارجة من الزمن, ول هي تعرف لغة هذه املدينة املغمورة بالهموم, ل م شاعل ترق ص على الأفق ول حوريات يخرجن من البحر.. ملاذا كل هذا القحط هل مات بعل اإله اخل صب مل أاتعلم البكاء بعد.. البكاء ل يليق بالأوغاريتييات البكاء لأحفاد القنابل والق صور. املطر يزداد رشا سة.. واأنا أازداد غربة.. املطر يت سلل اإىل ج سدي على الرغم من اأن اأمي أالب ستني صوف خروف باأكمله. قالت اأمي : اإنه أاحد خراف امللكة قلت : كيف جتر أات على خراف امللكة قالت : إان دمي من دم امللكة لذلك اأجتراأ حتى على حرا س امللكة. ابت سمت.. ل فرق بني قطيع امللكة وحرا س امللكة.. اأنا أاتخيل هذه امللكة ول أاقدر وال شعب ل يحق له 246
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص تخيل ملوكهم.. هم اأكرب من التخيل.. فكيف يكون شكلها وهي ترتبع على اجلبل الأقرع جتمع اأ شالء ملكها قالت اأمي وهي تغيب عن زمنها قليال: لقد شاخت امللكة و شاخ حرا سها حزنت, ل اأ صدق كالم اأمي فامللوك ل ي شيخون ول يدب الوهن اإىل اأج سادهم ول اإىل قلوبهم واإل ملاذا يبنون كل هذه القالع ويجمعون حولهم احلرا س واجلنود واخلدم, األي س من اأجل اأمد طويل, طويل ل يذوب يف املطر ا شتد املطر, وعال عواء الريح, انغمرت املدينة, اأحترك من مكاين حتى ل اأذوب يف املطر.فجاأة انبثقوا.. فجاة أاحاطوا بي, وفجاأة رصخت : من اأنتم قالوا ب صوت واحد : نحن حرا س امللكة. حرا س امللكة فمن اأنت قلت اأنا من اململكة -اأية مملكة. _ مملكة اأوغاريت يا سيدي _م ستحيل.. سحنتك ل تد ل على سحنة اأهل اأوغاريت العظام, ال شجعان اقرتب كبريهم مني فت رس ب عطري اإليه, نفر وتراجع قليال وهو ي ساألني: _من اأين لك هذا العطر _ اإنه عطر م رصي يا سيدي, عطر حمله اإيل اآمون الإله. _كاذبة اأنت.. عطر امللوك ل يكون لك, إانه للخالدين املخل دين قلت ب صوت هادئ :اإذن هو العطر التي ا شرتته اأمي من بائع عطور قادم من صور. قال غا ضبا«وهم اأن ي رضبني : اإىل متى ستكذبني _بل اأنا صادقة.. ملاذا ت سكبون علي سياطكم اذهبوا اإىل هناك.. واأ رشت بيدي بعيدا«.. اذهبوا اإىل حيث ال سياط تركب ظهور الب رش واحلمري وال سفن وت سعى اإىل خمادعكم.. األ ترون غريي! _نراك لأنك ذات سحنة خمتلفة. هو الختالف الذي يزعزع اأركان اململكة.. فمن اأنت! _ أانا يا سيدي ابنة امراأة فرعونية جاءت مع و صيفات ملكة سيانو العظيمة.. كانت باخرتها حمملة بالقمح والغرانيت الوردي والعطور والعاج والذهب.. وكان اخت صا ص أامي تزيني امللكة.. قد تكون اأمي رسقت من عطر امللكة طمعا باأن ت صيبني شهوة امللك واأ صبح ملكة«متفردة«ولكني ها هنا من اأبد الدهر أاحاول الو صول إاىل اأوغاريت والركوع اأمام باب امللكة.. يقال يا سيدي أان الركوع أامام القادة يجلب احلظ ال سعيد. صمت كبري احلرا س لربهة ثم راح يبكي وهو ياأمرين بالقرتاب. غري أاين بقيت على خويف منه.. فاأنا اأخاف احلرا س أاكرث من سادتهم. املطر ينهمر.. احلرا س يتبعون خط املطر.. واملطر يتكوم عند باب امللكة ول يجروؤ على اقتحام الق رص.. املطر يخاف أان يبلل حرير امللكة لكنه يبلل ج سدي بكل وقاحة.. يخرتق عظامي. اأحتول إاىل غيمة عند ال سور.. رصخوا بي : ل تهطلي هنا.. ل تبللي طريق امللكة لأنها ستمر من هنا.. يرك ضون خلفي. اأرك ض. اأرك ض. اأ سمعهم ينادون» سارقة عطر امللكة«يراين ع شيق امللكة.. يبت سم.. فاأ شعر بال سعادة.. لقد صدقت أامي.. ضجيج احلراب ميالأ شوارع أاوغاريت» سارقة«. يرتدد ال صدى وراء البحار. املطر ينهمر.. اأناديهم : أاق سم ببعل أاين مل اأ رسق عطر امللكة وعندما تعرثت بتلك ال صخرة الواقفة هجم علي احلرا س و رصخوا : ابتعدي عن صخرة» سافو«األ تعرفني الأبجدية شعرت بال سعادة لأن احلرا س دافعوا عن صخرة سافو املحملة بالق صائد.. فتمنيت اأن اأكون شاعرة لكني تذكرت اأين غريبة فعال«ول اأنتمي اإىل زمن الأبجدية العظيم حيث أان الزمن الذي يطردونني إاليه هو زمن احلرية والدميقراطية وهو زمن ل يحتفي بالأبجديات ول ب سافو ول ببعل.. هو يحتفي فقط بالهراوات ثم الهراوات.»ملاذا تبت سمني «س أالني الرجل الذي كان يقراأ ق صيدة سافو.. فلم اأقدر اأن أارد من هول الده شة. منذ حلظة كان» شابا جميال والآن اأراه عجوزا«أابي ض شعره وغارت مالحمه.. قلت: خرج الرجل من زمني.. ابت سم ثم قال : سريي يا بنتي مع املوجة. لوحت له بيدي ورحت اأرك ض باجتاه موجة تقرتب 247
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص من ال شط ولكن ما اإن اقرتبت منها واأم سكت باأطرافها حتى انقطعت وتال شت فحزنت واأنا أارتع ش من الربد. فكرت بالنتظار لعل موجة تاأتي وتقلني اإىل زمن اآخر.. اإل أان املوج )ياأخذ نا س ونا س ل ياأخذهم( اإل باأمر امللكة.. انتظرت طويال.. مر املوج اأرتال ومل يجروؤ على الوقوف يل. بداأت ال شم س متيل وبداأت اخليوط الذهبية حتوك قبعات وعباءات لأهل اململكة واأنا اأرجتف من الربد.. سقطت ال شم س يف البحر.. و سقطت املدينة يف العتمة.. ارتفعت امل شاعل وبد أات جموع ب رشية تخرج من ال شاطئ وتتجه نحو الياب سة راغبة يف التجوال و رشب النبيذ يف مقاهي اململكة.. شعرت اأن الفرج يقرتب. واأين اأ ستطيع بعد قليل الن ضمام إاىل هذا الطابور ورمبا اأ ستطيع قيادة هذا الطابور من الب رش القادمني من اأزمنة خمتلفة ومدن خمتلفة.. ل اأدري ملاذا شعرت باخليبة مع اأن اأمي كانت ت شعل يل القنديل وكنت اأ صف هوؤلء الب رش وتلك الأزمنة على طاولتي واأبداأ احلديث معهم وترتيب اخلطط ملواجهة املطر اأو ملواجهة الطوابري املناوئة للملكة. الآن ساأطرح عليهم فكرة مواجهة احلرا س.. فهم اأخطر من امللكة لأنهم وحدهم الذين اتهموين ب رسقة عطر امللكة مع اأنها مل ت صدر بيانا بذلك ومل تر سل ورائي.. اقرتبت الأفواج.. كاأنها اأفواج ياأجوج وماأجوج لها سحنة قا سية قانطة. رحت اأقرتب منهم واأنا اأبت سم.. مددت يدي اإليهم فنظروا اإيل شذرا. ناديتهم ورحت اأتبعهم ثم اأخرجت زجاجة العطر وبداأت اأنرث منها على اجلميع.. إانها بداية البداية. قلت لهم : اتبعوين ساأ رشح لكم تفا صيل املدينة و ساآخذكم يف شوارعها الوا سعة. ساأقطف لكم الزهور و ساأدخلكم اإىل مكتبتها العظيمة حيث الألواح املكد سة بالأ سماء والزمان والعطور.. مل يعرت ضوا.. بداأت م شاعل الزيت ت ضيء اأكرث كلما ا شتد الظالم.. اأ رشت اإليهم أان يتبعوين اإىل ناحية القنديل الكبري.. وقلت: ا صطفوا حذرين _ ساألوين : ماذا يعني ذلك قلت هذا ال ضوء يجذب الأرواح ال رشيرة.. ل تخافوا.. بداأنا نقرتب وبداأ ال صمت ينهال على الروؤو س.. تابعو سريهم ورائي بتوج س.. ثم سبقوين. وعندما ابتعدوا عني راحوا يهرولون باجتاه ال ضوء وك أاين ل ست من دلهم على رس ال ضوء. شعرت بالتعب ال شديد. لقد اأنهكني املطر والرك ض واحلرا س مع ذلك بقيت وراءهم موؤمنة بهم وباأنهم سينت رصون يل ولزمني وملا زرعته يف نفو سهم من عطر و شعر و أانا شيد.. اأن شدت لهم اأغاين بعل.. واخرتعت تراتيل الإله»هدد«إاىل اأن حلقت بهم فاأ سبق حرا س امللكة ملواجهتهم وما اإن تهي أاوا لرفع احلراب حتى رفع الطابور مناديله احلمراء يف الهواء.. لكنهم راحوا ين شدون لقطيع امللكةاملوجود يف املرعى كي يحميه الإله من الذئاب.. مل ي صدقهم حرا س اململكة فما كان من الطابور سوى اجلثو على العتبة طالبني أان تخرج امللكة إاليهم لتباركهم وتعطرهم بعطرها املقد س.. وقفت منزوية خاوية ضائعة.. ترددت قليال ثم جثوت مع اجلميع ورحت اأنتظر قدوم امللكة و أانا جائعة ومبللة وغريبة. سقطت على الأر ض.. فراح احلرا س يفت شونني.. مل أاعرتف بل اأ رشت لهم اإىل مكان العطر.. ضحكوا طويال وهم يقب ضون على عطري.. ثم أامر كبريهم ب سجن هذا العطر يف الزنازين إاىل أابد الآبدين.. رحت أابكي.. يا مولتي.. هذا عطر ورثته عن اأم ي.. و أامي ورثته من زمن ل أاقدر الو صول اإليه اإل بهذا العطر.. ربتت امللكة على كتفي ثم أامرت املطر باأن ينهمر بغزارة فوق ر أا سي.. قالت: اغت سلي من عطرك. غزيرا كان املطر وقا سيا.. شعرت اأين اأذوب بينما يهم س يف اأذين ويقول: عودي إاىل زمنك يا بنتي هي ا واإل...! اأظن أانني عدت. لكني مل اأجد اأمي ومل اأجد سوى اأطالل مملكة و أاطالل امراأة تقف وحيدة على اأطالل زمان ل ست منه ولي س من ي. 248
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص من رواية فيال اآماليا [ ل باSسكال كينيارد ترجمة وتقدمي حممد املزديوي ا سم با سكال كينيارد لي س عاديا يف الأدب الفرن سي املعا رص ول يف الرواية الفرن سية فعالوة على فوزه بجائزة الغونكور قبل سنوات وهي اأعرق جائزة اأدبية فرن سية وجوائز أاخرى يكتب بال توقف ويف غري ما مو ضوع: الرواية وال شعر واملقالة ويف ن صو ص جتمع بينها جميعا. ويعترب من اأ صعب الكت اب ب سبب ا شتغاله العديد على ن صو صه وتقطريها وت شذيبها واختيار املفردة املالئمة. ولهذا ال سبب فهو من الفائزين على جائزة الغونكور الذي باع أاقل عدد من ن سخ الرواية الفائزة. ففي حني باعت مارغريت دورا س اأكرث من مليون ن سخة عن روايتها»الع شيق«)وقد اقتب س منها فيلم بنف س العنوان( )الفائزة بالغونكور( مل تتجاوز مبيعات كينيارد 300 أالف ن سخة. و إاذا كان جمهور القراء ل ي قبل كثريا على ن صو صه وموؤلفاته ب سبب صعوبتها فاإنه يعترب م دلال يف الأو ساط الثقافية والأكادميية وي شكل جديد ه على الدوام حدثا ي نت ظ ر ب شوق كبري. ولكن مع ذلك ل يجب اأن نن سى اأنه يكتب من حني لآخر ن صو صا جماهريية لعل من بينها رواية»فيال اآماليا«التي ترجمنا ملجلة نزوى الغر اء ف صلي ها الأخريين. وهي رواية اق ت ب س منها فيلم جماهريي حمل نف س العنوان وكانت البطولة فيه من اأداء املمثلة الفرن سية الكبرية اإيزابيل هوبري. كما اأن ع شاق ال سينما يعرفون الروائي الفرن سي با سكال كينيارد قبل ذلك فهو الذي كتب رواية»كل صباحات العامل «والتي اقتب س منها فيلم شهري بنف س العنوان من بطولة جريارد ديبارديو وابنه الراحل غيوم واملمثل الكبري جان بيري ماغييل )وهو يعترب حاليا من اآخر العمالقة بعد أان مات معظم رفاقه(. [ قا ص ومرتجم من املغرب يقيم يف فرن سا. الفüصل الùسابع كانت حتب الو صول إاىل املطارات يف وقت مبكر حتى ت ستطيع اأن تتحرك ت شرتي تقراأ تت أامل حتلم يف ماأمن من أاي خوف من الت أاخر. مل يكن ممكنا اأن تفو ت»ال سفر«. كانت حتب ال سفر. شيء ممتع اأن نكون متاأكدين من ال سفر. أاغلقت باب كوخ الغامبوندورف. كانت ال ساد سة صباحا. كانت ال سماء خالية من ال سحب. والنهار بالكاد بداأ يبزغ. بد أا ال ضباب ي صعد على املاء. لن حتدث ضجيجا. لن توقظ جورج كما طلب منها. ستت صل بتاك سي يف تييي ليو صلها اإىل حمطة القطار يف سان س. ست ستقل اأول قطار. كانت تف ضل الو صول إاىل املطارات باكرا. كانت تقر أا مقطوعة وهي جال سة على الكر سي الباردة يف قاعة النتظار بدل ت صفحها بطريقة شاردة وهي خا ضعة للخوف من عدم و صولها يف الوقت املنا سب. غادرت بيتها ال صغري املغطى باللبالب اجتازت حديقة الورد م شت يف طرف ال ساحة اخل رضاء الأقل تعر ضا للندى. ر أات عن بعد ضوء ال صالون امل ضاء. اأرغم نف سه على ال ستيقاظ باكرا حتى ل يفوته ذهابها اإىل نيويورك. ر أات وجهه عرب زجاج النافذة مائال نحو الكتاب الذي يقراأه م ضاء بنور امل صباح. اقرتبت. طرقت النافذة بلطف. بدا م ستغرقا يف قراءة كتابه 249
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص ومل يجب على اإ شارتها. دخلت وو ضعت حقيبتها يف الردهة. دفعت باب ال صالون. مل يرفع جورج راأ سه. اقرتبت منه لتقبله وهي ت سري على اأطراف اأ صابع رجليها حتى ل توقظه. لكن جموده كان غريبا. و ضعت يدها على جبينه. وجدته اأبرد من قطعة الثلج. سقط الكتاب من بني يديه. التقطته وجل ست بطريقة فجائية وا ضعة م ؤوخرتها على الأر ض وهي مت سك يدي صديقها الياب ستني. ظلت على هذه احلالة فرتة وراأ سها خاوية. [ [ [ رافقت يف ال شارع رج ل الدرك إاىل سيارة اخلدمة. عندما عادت كان باب املنزل املجاور مفتوحا على م رصاعيه. ر أات رجال نحيال شعره اأبي ض يرتدي رداء قطنيا م شغول بغرزات كبرية يحمل يف يده مكن سة غبار صغرية يقف هناك. تقد م على الطريق املعبد. هل كل شيء على ما يرام عندها اأجه شت بالبكاء واأخربته أان جورج روهلينجر قد مات. [ [ [ كان اأنفها ي سيل. ووجهها منتفخ. جل ست على كر سي اأبي ض يف مطبخ ال سيد دولور الرائع. تنبعث رائحة قهوة. وخلف رائحة القهوة رائحة التبغ الهولندي. وخلف رائحة التبغ مزيج من رائحة جافيل والأنتميت. كانا ينظران اإىل القهوة ت صعد يف الإناء الزجاجي. ر أات انعكا س صورتها يف كل مكان على واجهات الأملنيوم على مربعات اخلزف ال صيني الأبي ض على باب الفرن الزجاجي. ومل تر طيلة حياتها مطبخا مبثل هذه النظافة. هل اأنت زوجته اأجل. اأنت وحيدة مل تفهم سوؤاله. كرر الرجل العجوز: اأنت وحيدة ماذا تعني اأنت بدون أاطفال اأجل. اإذا اأنت وحيدة. صاحت فج أاة: تركت املنزل مفتوحا! انطلقت باأ رسع من الريح. مل ت ستقل الطائرة. مل ت سافر. ساعدها ال سيد دولور يف ما يخ ص الأوراق. مل تكن تت أامل لكنها كانت ضائعة. الفüصل الثامن [ [ [ جعلت ال شيخوخة والوحدة ج سمها يبدو عظميا اأكرث. اأ صبح ج سمها مت صلبا. اأ صبح شعرها اأبي ض متاما. غريت مرة اأخرى طريقتها يف اللب س جذريا. ب رضبة ع صا سحرية جاءت التنورات الكبرية. كان يجب التخل ص من رساويل اجلينز الباهت قم صان القطن الأبي ض الرجالية جاكيتات جورج اجللدية. الألب سة القدمية الفاخرة سرتات من احلرير قم صان شاحبة سرتات قطبية كبرية رمادية وناعمة حتتل الف ضاء. [ [ [ توجد متعة لي س يف حتمل الوحدة ولكن يف القدرة على ذلك..O Oh How I تغني كاترين فيليب ثم ت سكن. ثم يبتعد يف الأخري كل شيء وت سرتيح. ثم ي صمت كل شيء. رفعت اآن هيدن عينيها نحو النافذة. طلع النهار. كل شيء اأبي ض. مل اأعد اأرى اأر ضية غرفتي. مل اأعد اأرى الأر ض ول ال ضفة. يبطئ ال ضباب يف النح سار. كل شيء يبدو فارغا. فقط الأر ض ما زالت تطلق رائحتها عندما 250
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص من شي عليها عندما نحط أاقدامنا على الع شب ووحل ال ضفة الذي يته شم حتت الثلج. مرت ساعة الزوال بداأ ال ضباب يف النح سار وبد أات تظهر الأ سقف واأعمدة الكهرباء والقبب وروؤو س البط الربي ال صغرية. جتتاح ال شم س كل شيء دفعة واحدة. حت رض غداء متق شفا ( مفروم دواجن( وكاأ س نبيذ ( إابينوي(. ت صل اخلادمة وهي من جزيرة موري س. ترتب اآن املائدة. ت صدم ال صنبور املدور. ت سقط قالدتها. ينفتح امل شبك على حافة املغ سلة. ت سقط سن صغرية ترتفع بعد الرتطام دون اأن حتدث صوتا تنزلق يف ثقب املغ سلة تختفي. ساألت اخلادمة : ما هذا ال شيء كان سنا قالت اآه هني هام سة: ل ل. اأغلقت امليدالية الفارغة. فرت اإىل احلديقة. غ سلت الناقلة باأنبوب الري. [ [ [ اأ ضاءت ال شم س الأر ض اخل رضاء فجاأة. مل ست ال ضفة. برزت العظام خلف جلد الوجه. ي شبه وجهها وجه والدتها قليال. لكنه اأنحف من وجه والدتها يف نف س العمر. كانت جميلة ملن ل يعرفها لكن شيئا من ال رصامة والعنف ظهر على جبينها وفكها. يف اخللف كانت تقف امراأة م ستعدة للوثوب اأكرث نحافة أاكرث جفافا من والدتها وجداتها وجدات جداتها من ناحية أامها. عندما ت ضحك كانت ضحكتها لذيذة لكن ذلك كان نادرا: الأ سنان الكبرية ال ضخمة اجلميلة كانت ت ضيء كل شيء لكن ب ضوء بارد. املعاناة ال سباحة احلب املو سيقى اجلوع صنعت منها امر أاة حادة. كانت تخرج كثريا. كانت قد ا شرتت شقة صغرية قرب حمطة ليون. كان اجلميع يراها يف احلفالت املو سيقية يالحظها اجلميع تلب س دوما على الطريقة اليابانية مباركات يوجي ياماموتو واإي سي مياكو. كان الكل يحييها. وكانت تت أاهب لبيع تويي. حل ال صيف. م ساء. وقفت مائلة على ضفة اليون يف ظل الغومبندورف الذي ا صفر طال ؤوه وامتالأ بال شقوق. كانت ترمي فتات اخلبز للبط والإوز الذي ي صل م رسعا يف صمت إاىل سطح املاء الداكن. نبح كلب. فجاأة تذكرت ماجدلينا رادنيتزكي. كانت ستكون يف ال ساد سة ع رشة. ستظهر فجاأة ب شعرها املبلل وثوب النوم القطني ست صل جارية خلف ظهرها وهي ت صيح وتقول... فجاأة دوى جر س ناحية ال شمال. و صلت ناقلة مائية جاءت من زمن اآخر. هولنديون ي شقون قنوات البورغون. مروا وهم ي رصخون وي شريون باأيديهم إاىل اجلميع. جل ست ببطء على الدرج لروؤيتهم ميرون. ماء البورغون املليء بالوحل كان ي رضب الر صيف واحللقات. كانت جتل س يف ال شم س مثل جوليا يف املا ضي ساقاها متدليتان يف ماء البحر الأبي ض املتو سط الأزرق مرتا أا سفل من املطعم. هنا كان املاء اأقل جمال. ال صيف أاقل حرارة. مل تعد متلك ال شجاعة للنهو ض للم شي للجري لالنطالق للموت. هنا بد أات حت س باخلوف من ال شم س. هناك عندما كن معا عندما كن يع شن معا ثالثتهن مل يكن يخ شني ال شم س اأبدا م ستلقيات على كرا سيهن الطويلة ي رشبن جميعا املاء املثلج من القناين الزجاجية الكبرية التي يغطيها البخار على ال رشفة يف أاعلى الرابية يف اجلنة. 251
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص الطفل ال شقي [ نادية العبد الùسعدي خلته يقف خلفي ينتظر دوره اإىل احلمام يحمل من شفه على كتفه ويفرك عينيه التي ت ستميت على النوم. انتهيت من دوري وحملت من شفتي. ووجدته قد نام وهو ي سند راأ سه للحائط ول يزال وا ضعا املن شفة على كتفيه ينتظر دوره. رشخت يف وجهه فقفز مذعورا وهو يفرك عينيه وتثاءب ثم وىل هاربا إاىل احلمام...ل اأدري ملاذا ي ستبطئ هذا ال صغري يف كل شيء هل لأنه اأ صغر اخوته! اأم اأنه يختلف يف تكوينه عنهم انه يتعبني كثريا رغم ذلك اأ ستلطف سذاجته الطفولية يف كثري من الأحيان. قررت ا صطحابه معي يف الرحلة التي س أاذهبها مع الأ صحاب يف نهاية كل اأ سبوع. فرح كثريا وجهز حقيبة كبرية مليئة باملالب س والألعاب. أافرغت ما يف احلقيبة كلها يف غ ضب واأخربته اأننا سنم ضي يوما واحدا فقط ولي س اأ سبوعا.. انتظرين حتى غبت عن ناظريه واأعاد كل شيء اإىل مكانه يف احلقيبة واأغلقها واأبقى الأمر رسا. طلب اخوته مني ا صطحابهم معي لكني رف ضت رغم حاجتهم للرتفيه فقد وعدت اأن آاخذ وليد هذا ال شقي معي... طوال الرحلة كان هادئا ومل ي صدر اأي ضجة تذكر وعندما و صلنا هرع يجري عند البحر وغا صت قدماه على الرمل انطلق يعدو كجرو صغري متعط ش للعب واللهو أاخذ اأ صحابي ي ضحكون عليه وبداأوا يحبونه من أاول ما ر أاوه وميرحون معه كالأطفال ال صغار اأعجبتهم ثرثرته وق ضاء الوقت كله معه وتركوين اأنا وكاأين ل اأمت لهذا ال صبي ال صغري ب صله وكاأنهم اكت شفوه قبلي. يبدو أان مقالبه ومغامراته الكثرية قد حازت على اإعجابهم. فقد مر الوقت ب رسعة واأو شكت ال شم س على املغيب فقررنا الرحيل بعد وقت ممتع مع وليد. وعندما اأردنا املغادرة مل اأجده واأخذنا بالبحث عنه و رصخنا ب أاعلى اأ صواتنا لكن ل جدوى.. ملت نف سي كثريا لأنني اأح رضته اإىل هنا ساورين القلق.. اأين ميكن أان يذهب مل نغفل عنه كثريا ومل ننتبه له لن شغالنا بلعبة ال شطرن وقد ا ستغفلنا وذهب اإىل البحر وغرق هناك. نف ضت الفكرة من ر أا سي وبداأت اأناديه وقلبي ينفطر عليه.. ابت سامته ال ساذجة العفوية واأبوتي تدعوين إاىل البحث عنه من جديد. ل يوجد مكان سوى البحر واملخيم وظليل الأ شجار فكر اأ صحابي أان يكون قد اجته إاىل البحر. هرعت كاملجنون اإىل البحر واأخذت أاخو ض فيه واأنادي عله ي سمع صوتي ولكن دون جدوى. كدت اأن اأي أا س وبدت تخور قواي وبكيت كالأطفال. فجاأة تذكرت.. ال سيارة.. وهرعت اأ سابق الزمن نحوها واأمل اأخري يتقافز يف قلبي فتحتها ف إاذا هو نائم بداخلها رصخت واأنا اأحت ضنه يف سعادة و رصخ هو فزعا واخذ يبكي واأنا اأبكي واأ صحابي سعداء لأنه بخري وعلى قيد احلياة بقيت متم سكا به اأحت ضن ه بقوه وهو ينظر ايل با ستغراب ل يدري ماذا جرى. اأ ست سلم للنوم مرة اأخرى وك أان الليل حينها قد ن رش ظالله علينا. 252 [ كاتبة من ع مان
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص من اأعمال اأ سماء آال كليب - ع مان ملاذا زرعنا احلديقة..! [ همدان دماج إاىل عبدالكرمي الرازحي... قبل ظهرية ذلك اليوم غري البعيد كانت قدماي قد توقفتا فجاأة عن امل شي للحظات عندما ملحت ظ له مر سوما على املمر املبل ط للحديقة التي تتو سط بنايات لها وقع متاهات وبرودة كهوف مظلمة. واقفا كان عند أاحد اأركان املمر يرنو نحو أازهار اأينعت يف اأحوا ضها الرتابية لأول مرة منذ زمن بعيد. كان م ستغرقا يف التفكري دون شك اإذ اأنه مل ياأبه للتحية التي اأر سلتها له ب إامياءة من يدي. حينها مل اأتذكر من اأين جئت ول اإىل اأين كنت ذاهبا اأو حتى ملاذا توقفت فجاأة عن امل شي! نعم... مل أاتذكر اأي شيء... وكعجالت قطار صحا فجاأة من سبات عميق حتركت قدماي مرة أاخرى لكن باجتاهه هذه املرة... وقبل اأن تتوقف اآخر خطواتي املت سارعة بالقرب من ظل ارت سم على املمر نظر اإيل وابت سم... اأراد اأن يقول [ قا ص و شاعر من اليمن. شيئا ما لكنه مل يقل ثم ما لبث اأن غادرين مبتعدا دون سابق إانذار. [ [ [ - هانئة مبوتها كانت احلديقة... زهورها نائمة يف تراب الذكريات... ملاذا اأف سدوا عليها سكونها الذي اأن ست إاليه وزرعوا كل هذه الأزهار مل ي سمعه اأحد. [ [ [ كان إاطار نظارته قد تهالك لكن م شيته ظلت راق صة على عهدها دائما... قدماه تر سمان على املمر املبل ط خطوط ظل ل يراها اإل هو... من شغال بق صيدة جديدة ل يعرف من اأي كوة يف جدار احللم هبطت! بالأم س كتب سطورها الأوىل و أاهداها إاىل جمرم حرب يف الكونغو كان يوزع على العامل بطاقات تهنئة بالعام اجلديد!»عندما ا ستيقظت من نومي صدفة هذا ال صباح مل 253
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص اأجدها... بحثت عنها كثريا لكن دون جدوى«حد ث صديقا مل يكن بجواره...»ملاذا ت ضيع الق صائد قبل اأن يكتمل حزنها «تنهد... ثم وقف عند أاحد أاركان املمر ينظر ب إامعان وبده شة لأزهار اأينعت يف اأحوا ضها الرتابية لأول مرة منذ زمن بعيد... تدحرج سوؤال حائر من جبهته و سقط حتت قدميه:»هل يزرع الإن سان أازهاره خل سة كي يح صد موتها عط شا «. كان ما يزال م ستغرقا يف التفكري... شخ ص ما كان يومئ له من طرف احلديقة ثم ما لبث اأن اقرتب منه... نظر اإليه وابت سم... اأراد اأن يقول له شيئا لكنه مل يقل... قدماه دون سابق اإنذار سحبتاه نحو البعيد...! [ [ [ - كاأرواحنا هي هذه الأزهار... عط شى... فمن سي سقيها! مل ي سمعه أاحد... [ [ [ كانت زخات مطر ربيعي قد اأعلنت عن ح ضور مفاجئ... والكائنات التي عادة ما تهيم حوله غادرت املمر املبل ط راك ضة نحو بنايات لها وقع متاهات وبرودة كهوف مظلمة...»هل يوؤذيها املطر إاىل هذه الدرجة «فكر مليا يحاول اأن يجمع شتات صور لأ صدقاء مل يكونوا بجواره بينما كانت قدماه ت سريان ببطء وباإيقاع راق ص على املمر املبتل وزجاج نظارته التي تهالك إاطارها يعك س طيف أازهار ممددة على رسر حتت رض... ت ساءل بقلق وا ضح وهو ينظر عاليا : - ح ت ام حتام ينهمر املطر والغيوم»ت سح ما ت سح من دموعها الثقال«كان وحيدا يف احلديقة ولذلك مل ي سمعه اأحد. [ [ [ ها هو صباح خريفي اآخر ي ستيقظ فيه صدفة ومن على بعد أاكرث من ت سعني مليون ميل كانت ال شم س ما تزال تر سل اأ شعتها الدافئة عرب ن سيج الزمن الكوين ليموت بع ضها على تراب احلديقة البارد. كانت قدماه ل تزالن تر سمان على املمر املبل ط خطوطا ل يراها اإل هو. حلق عاليا ثم نظر ببهجة اإىل سطور ق صيدة ضائعة... كانت اأ شجار احلديقة هياكل شبحية لوجوه متعبة... والأزهار التي اأينعت يف غفلة من التنني صارت بقايا فتات متعفن ينت رش ب شكل هند سي غريب على أاحوا ضها الرتابية اجلافة... الكائنات التي عادة ما تهيم حوله سئمت نف سها و صارت دمامل يبتلع بع ضها بع ضا... نظر حوله مرة أاخرى...»يعود كل شيء اإىل اأ صله اإذن!«... ابت سم ساخرا ثم صاح باأعلى صوته: - اخلراب جلي واحللم تائه... وها هي احلديقة من جديد هانئة مبوتها! هذه املرة اأي ضا مل ي سمعه أاحد..! 254
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص اآباء واأبناء [ أاحمد الرحبي اإىل فرا س وعبد العزيز - ملاذا ل تذهب لل صالة على قرب جدي. - لأننا نعي ش يف جزء اآخر من البالد وقربه يبعد من هنا كثريا. - اأعتقد اأنه يجب علي اأن أاذهب لل صالة على قرب جدي. - سنذهب يوما ما. - اآمل األ نعي ش يف مكان ل اأ ستطيع اأن أاذهب فيه لل صالة على قربك عندما متوت. - علينا اأن نتخذ ترتيبات خا صة لهذا الأمر. - األ تعتقد انه ميكننا جميعا اأن ندفن يف مكان مالئم..األ ميكننا اأن ندفن جميعا يف مزرعة. - فكرة سديدة. - عندئذ ميكنني اأن اأتوقف لل صالة على قرب جدي واأنا يف طريقي اإىل املزرعة. - اأنت عملي جدا. - لأنني ل ست مرتاحا اإطالقا كوين مل اأزر قرب جدي. ( هذه الفقرة والعنوان ا ستعارة من ق صة للكاتب الأمريكي اإر سنت همنغواي ) [ [ [ لقد مات اأبي بعد فرتة معاناة مع املر ض لي ست بالق صرية وذلك بعد أان سقط فجاأة يف صباح اأحد الأيام وهو ي ستعد ملزاولة عمله املعتاد مري ضا على درجة شديدة من املر ض اأدى اإىل شل ج سمه كامال مات بعد اأن مكث طويال يف امل ست شفى يف قريته وهو املكان الذي ياأن س اإليه كثريا فبعد اأن سئم من طول مكوثه يف امل ست شفى بال فائدة األح علينا باأن نعيده اإىل بيته يف القرية. لقد مات اأبي بعد اأن سئم املر ض و ضعفه وهوانه بعد مدة كان فيها مري ض البيت اأو رجل البيت املري ض املحاط بال شفقة من كافة اأبنائه وبناته وكافة اأفراد العائلة والأقارب الذين كانوا يتقاطرون على [ قا ص من ع مان. بيتنا فيتحلقون حول اأبي امل سجى صامتني يف بالدة يعك سون على مالمح وجوههم شفقة موؤذية. ذات صباح مبكر رحل اأبي بعد اأن مل ضعف وهوان املر ض وال شفقة املوؤذية التي أاحيط بها من قبل عائلته واأهله واأقاربه اختار طريق ال سماء هربا من ذل املر ض وال شفقة البليدة التي انطبعت يف نظرات من يزورونه فكان قد اأ صبح يف عيونهم جمرد مو ضوع للموعظة البائ سة وهو بج سده ال ضعيف الهزيل املهزوم باملر ض. مل يعتد اأبي اأبدا حالة ال ضعف والهوان هذه يف حياته فطوال ال سنني التي عا شها يف الدنيا كان مبادرا دائما اإىل ركوب ال صعب حني ا ضطر اإىل ذلك من اأجل حت صيل قوته وقوت عياله ومل ي ست سلم يوما للظروف وق سوتها وحتى اأخريات حياته كان يعتمد يوما بيوم على نف سه يف ال سعي اإىل رزقه حيث اعتاد يوميا اخلروج منذ ساعات ال صباح الأوىل للجلو س يف متجره الب سيط والذي كان ي شكل له م صدر الرزق الوحيد مكنه من اإعالة عائلة كبرية نوعا ما كانت تتكون من ت سعة اأ شخا ص بالإ ضافة اإىل ال ضيوف الذين يرتددون بكرثة على البيت وهم اأكرثهم اأقارب ومعارف قادمون من القرية من اأجل بع ض املراجعات ال رضورية يف اجلهات احلكومية واملواعيد الطبية يف امل ست شفيات التي ت ضطر اأهل القرى لزيارة املدينة عادة. مل يكن لأبي حتى وفاته ملف طبي مقلق فلم يكن ي شكو من علة بعينها يف ج سمه سوى بع ض م ضايقات ع رس اله ضم والذي يكاد ي شكو منه اأفراد العائلة كافة واإميانا مبقولة تقليدية باأن لكل داء دواء فقد ذهب أابي لطلب العالج يف الهند إاىل جانب ذلك كان أابي يعاين شيئا من ضعف النظر يف عينيه والذي يبدو انه رضيبة أاو نتيجة طبيعية لكرب ال سن اأما يف عاداته الغذائية فكان ما بني العتدال والتق شف يف 255
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص طعامه كما مل يكن له طوال حياته عادات ضارة ميار سها اأو ي رسف يف ممار ستها تف ضي على مدى بعيد اإىل نتيجة صحية سيئة حمتومة كال رشب والتدخني. ولعل ال سبب الأ سا سي الذي اأدى باأبي اإىل حتفه يف نظري فهو ق سوته على نف سه واخل شونة يف حتميل النف س اأعباء فوق طاقتها وهو الأمر الذي اعتاده منذ ال صغر حينما ي رسد لنا اأبي اأنا واأخوتي يف بع ض الأحيان بع ضا من حالت البوؤ س وامل شقة واملعاناة التي واجهها وعانا منها يف طفولته ويف صباه وحتى يف صدر شبابه حيث اإن الظروف يف الزمن املا ضي لي ست من ال سهولة والي رس كما هي عليه الآن مثلما يحدثنا اأبي فقد كان يف ذلك الوقت جمرد حت صيل اللقمة اليومية يتطلب تعب وم شقة كبريين ت ستغرق نهارا بطوله يف ظل ظروف سيئة من ندرة العمل والفقر وق سوة لقمة العي ش يف املجتمع باأ رسه مما حدا بالكثريين ومن ضمنهم اأبي يف ذلك الوقت للهجرة خارج البالد واللجوء لطلب الرزق يف دول اجلوار اتقاء ل شدة الفاقة والعوز يف جمتمعهم الذي يعي ش حال موؤ سية من البوؤ س الجتماعي والقت صادي برغم اإن الهجرة مل تكن تبدو بديال ورديا مع م شاعر الغربة ال صعبة التي كانوا يعانون منها وهم بعيدون عن وطنهم و أاهلوهم ومع املهن ال صعبة واملزرية التي كانوا ي ضطرون لالنخراط يف ممار ستها بع ض الأحيان خارج البلد. لقد جعلت امل شقة من اأبي الذي تربى وترعرع عليها يف زمن عرف بق سوته و صعوبته حني مل يكن من بديل اآخر متوفر فيه سوى هذه امل شقة جعلت منه صديقا لها طوال عمره فلم ياأن س ومل يثق اإل بها يف حله وترحاله عك س ذلك مل ت شكل له الراحة اإغراء اأبدا ول دعة العي ش برغم اإنه يف الواقع مل يحقق اأب سط معايريهما حتى وهو يف اأخريات حياته هو الذي كان يبداأ يومه بالكدح وينتهي به فقد كان ملزما حياته ب شكل قا سي باخل شونة ال شديدة الأمر الذي جعل هذه اخل شونة يف عي ش احلياة هي النظام الذي ينتظم به البيت بكافة اأفراده فكان اأبي بالق سوة وال رصامة التي يحاول باأن يلزم كل من حوله مب شاركته فيها ين صب حاجزا من ال صعوبة عبوره اأو تخطيه بيننا وبينه فهو ل يتزحزح خطوة واحدة عن مفهوم ثابت للحياة يتم سك به ل يتغري مطلقا هو مفهوم املع سكر حيث الأوامر والنواهي ال صارمة وال ستنفار امل ستمر من أاهم ما مييز هذا املفهوم لديه وكان من عادات أابي حتت اإحلاح ال ستنفار الدائم أان يكلفنا مبهام وباأمور فوق طاقة سننا ال صغرية الب ضة يف ذلك الوقت لكن أامره منذ ساعة صدوره يكون نافذا ول سبيل ملخالفته اأو التمل ص من تنفيذه والقيام به خوفا من ردة فعله العنيفة والتي يختزل فيها اأحقيته امل رشوعة كاأب يف عقاب اأبنائه والذي ي أاتي قا سيا يف العادة هذا العقاب بدرجة كبرية من الق سوة على حماولة التمل ص اأو التق صري على الأمر ال صادر وكان يفر ض علينا مرافقته يف بع ض امل شاوير كالقيام ببع ض واجبات الزيارة ل أالهل والأقارب يف عدة أاماكن متباعدة يف اليوم ذاته برغم إانه من حيث املبداأ ل اعرتا ض على ذلك لكن تلك الطريقة للزيارة كانت ت شكل اإرهاقا من ال صعب حتمله فكان عادة ما يبد أا م شوارا يوميا يكون حمدد م سبقا من على عتبة ال صباح الباكر مبا رشة م ستنفرا كل من يف البيت وهو ما يعك س سيطرة صارمة من قبله بالن سبة ملواعيد النوم وال ستيقاظ املبكرين يف البيت فلم يكن يت ساهل اأبدا معنا نحن اأولده اإذا ما عدنا متاأخرين بع ض ال شيء ليال اأو بقينا نائمني اإىل وقت مت أاخر وعد ذلك الأمر ا ستهتارا يتوجب العقاب املبا رش العنيف عليه برغم إان ال سهر املعتدل يف الليل اأو الت أاخر املعتدل يف ال ستيقاظ من النوم ل يعتربان من الأمور التي ت ستوجب العقاب عليها حتى يف عرف اأ شد املربني و أاولياء الأمور رصامة. مات اأبي رحمة اهلل عليه وهو يحمل على كاهله تعب احلياة وم شقتها فلم ت سعفه هذه احلياة الظاملة بفرتة ا سرتاحة من تعبها ومكدتها حتى يف اأخريات حياته حيث ا ستغرقته باأعبائها منذ شبابه حتى م شيبه فلم يحظ بهدنة معها ومل ينل منها ما يكافئ بذله وتعبه فيها فخرج من احلياة وهي تدين له باعتذار ولكن هيهات لهذه احلياة الظلوم أان تعتذر لأحد. 256
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص من اأعمال مازن العربي - ع مان يف بالد النخيل رحلة اأندري جيد اإىل شمال افريقيا [ ترجمة: حممود عبد الغني اأحب ال صحراء حبا ل حد له. يف ال سنة الأوىل كنت اأهابها ب سبب ريحها ورملها ثم ويف غياب اأي هدف مل اأعد اأعرف التوقف فكنت اأتعب ب رسعة. كنت اأف ضل الطرق الظليلة حتت النخيل حدائق»الوردي«والقرى. غري اأنني يف العام املا ضي قمت بجولت كبرية. مل يعد يل هدف اآخر غري اجتناب روؤية الواحات. كنت اأم شي اأم شي اإىل اأن اأ شعر يف الأخري شعورا قويا بالوحدة يف ال سهل حينئذ اأبداأ يف النظر. كان للرمال ظل خمملي عند منحدر التالل يف هبوب كل ريح يوجد حفيف رائع ب سبب ال صمت الكبري ي سمع اأدق الأ صوات. اأحيانا كان ينطلق ن رس من التل الكبري. من يوم اإىل اآخر كان يبدو يل اأن هذا المتداد الرتيب يت ضمن تنوعا خادعا. [ شاعر ومرتجم من املغرب. كنت اأعرف رعاة القطيع الرحل. اأذهب للبحث عنهم اأبادلهم الأحاديث بع ضهم يعزف على الناي مبهارة.كنت أاحيانا اأجل س بالقرب منهم دون فعل اأي شيء. كنت اأحمل معي دائما كتابا مل اأكن اأفتحه اإطالقا ومل اأكن أاعود يف الغالب اإل يف الليل. لكن عثمان الذي حكيت له هذه اجلولت قال يل اإنها مل تكن حذرة واإن العرب اجلوالني يحر سون نواحي الواحات وينهبون الغرباء الذين يعرفون اأنهم لن يدافعوا عن أانف سهم. وكان من املمكن أان يهاجمونني. منذ ذلك اليوم وهو يريد مرافقتي. لكن مبا اأنه ل يحب امل شي اأ صبحت جولتي ق صرية اإىل اأن توقفت فيما بعد. يقراأ عثمان مثل»بوفار«ويكتب مثل»بيكو شي«كان يعلم نف سه بكل ما اأوتي من جهد وين سخ اأي 257
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص شيء.كان يف ضل» سعادة ماغولون«ل»هارولد«على»املحاولة العا شقة«. وكان يجد اأن»حماولتي«مل تكتب جيدا. اأنت ت ستعمل كثريا كلمة»ع شب«يقول يل«. اأعطيته»األف ليلة وليلة«. ذات م ساء حمل معه الكتاب اإىل»برج بوخلرا س«حيث كان يتمدد مع صديقه»با شاغا«من اأجل قراءته. ويف ال صباح مل ياأت اإل يف العا رشة وكان النوم يثقل جفنيه قراأ هو و صديقه حكاية عالء الدين اإىل حدود الثانية صباحا قال. ثم اأ ضاف: اآه! لقد اأم ضينا ليلة بي ضاء جميلة!». ليلة بي ضاء بالن سبة له هي عندما ي سهر. يف منتهى الواحة على اأطالل القلعة املهجورة التي مررنا قربها يف هذه الليلة املقمرة يتمدد جمموعة من العرب فوق الأر س ويتحدثون ب صوت خفي ض فيما اأحدهم يعزف بهم س على الناي.» سيق ضون ليلة بي ضاء يف رسد احلكايات«قال يل عثمان. ل يجروؤون يف ال صيف على التمدد هكذا فالعقارب والأفاعي ذوات القرون املختبئة طوال النهار يف الرمال تخرج وتتجول يف الليل. عندما ابتعدنا ترجلنا من ال سيارة. مل يعد هناك نخيل. يظهر الليل كما لو اأنه يزيد من حجم ال صحراء املليئة عن اآخرها باأنوار زرقاء. حتى»جيم س«لزم ال صمت. وفجاأة وبحما س ظاهر تخل ص عثمان من برن سه رفع غندورته وبداأ ي ستدير على نف سه حتت ضوء القمر. ل اأعرف اأين عرث عثمان على كتاب»حيوات امل شاهري«. وحاليا وبخ صو ص الإبل ي ست شهد ب»بوفون«وب»كوفيي«. كما اأنه ل يتحدث عن ال صداقة دون ذكر ا سم هرني الرابع و» سويل«. وعن ال شجاعة دون الإحالة اإىل»بايار«وعن»الدب الأكرب«دون ذكر غاليلي. كتب إاىل»دوغا س«وهو ير سل اإليه ق صبة صيد م صنوعة من سعف النخيل:»ما يعجبني فيك هو اأنك تكره اليهود واأنك تقراأ»الكلمة احلرة«واأنك ت ؤومن مثلي ب أان»بو سان«هو ر سام فرن سي كبري«. ي ستمتع»جيم س«وهو يقر أا على م سامعه هذه الأبيات التي يرجتلها وهو ينتظر ال سيارة التي ستقلنا اإىل»دروه«: إاىل صديقي عثمان صديقي العزيز عثمان اأ شجار اللوز اأ شجار التني والك شم شيات هي من اأجل أان جتل س يف فيئها عندما يكون ي شتد التعب. نبقى بال حركة ونغم ض عيوننا. نحن سعداء وك ساىل. يف اأ سفل احلديقة ن سمع املاء ال صايف الذي يغني مثل امراأة عربية. نحن سعداء بك سلنا وبكوننا نغم ض عيوننا كما لو اأننا ننام نحن فعال يا عثمان يف الك سل الكبري اإىل درجة اأننا نظن اأننا اأموات. عندما و صل»جيم س«يق ضي عثمان نهاره وليله يف نظم ال شعر أاحيانا يعرث على اأ شياء جميلة: حتت النخيل ل وجود حلفالت مو سيقية... واأي ضا:... الذي يعرف احلب ي رشب فعال املاء املر والزمن ل يهمه. لكنني أاحيانا كنت اأخ شى األ يعرث عليها بال صدفة. لكنه ل يبلغ من العمر اإل سبع ع رشة سنة. كان دائما يقراأ»األف ليلة وليلة«مبثابرة. كان يحفظ عن ظهر قلب حكاية عالء الدين وهو اليوم مي ضي ر سائله هكذا:»عثمان 258
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص اأو امل صباح ال سحري«. اأعطاين»جيم س«عكازه امل صنوع من اخل شب واحلديد جلبه من»اجلزر«. اإنه يثري الأطفال هنا لأنه ينتهي براأ س سلوقي. صقيل مثل احلجر الكرمي. ومع ذلك فهو خ شن اإىل درجة نظن اأنه صنع بوا سطة ال سكني. مل اأر يف حياتي اأغرب منه. نق شت على طول خ شبه اأبيات باأحرف بارزة منها هذه: «وردة يف فم سنجاب اعتقد احلمار اأنه جمنون«. وكان يبداأ ر سائله بهذين البيتني:»نحلة تنام يف خلنجات قلبي«. توغورت 7 اأبريل يتم اليوم تتويج حفار اآبار عربي. قبل اأن توجد رشكات احلفر والآبار الرتوازية كان من بني العرب من يحفر الآبار. اأحيانا ينبغي البحث عن املاء يف عمق ي صل اإىل 70 اأو حتى 80 مرتا حتت الأر ض. الرجال ينزلون اإىل هذا العمق لقد مت تدريبهم منذ ال صغر على هذا العمل ال شاق. غري اأن هناك كثريين لقوا حتفهم. يتطلب الأمر اخرتاق ثالث طبقات من الأر س وطبقتني من املاء الطبقة الأوىل راكدة والثانية مت صاعدة قبل الو سول اأخريا اإىل هذه الطبقة الأخرية املتدفقة.عندئذ ينبج س املاء. اأحيانا يبدو صافيا ب شكل رائع غزيرا لكنه يكاد دائما اأن يكون مليئا بال صوديوم واملغنيزيوم. اإن اجلهد الذي يبذله حفارو الآبار الغوا صون وهم يعملون حتت املاء جهد ل ميكن ت صوره. والذي يتم تتويجه اليوم هو الأكرث شجاعة يقولون. يتعلق الأمر بحفر اآبار ممرات و سط املاء بحيث ل ميكن للماء الولوج. وداخل هذه الآبار واملمرات يتم العمل واحلفر. يتم ذلك على مدى مرتني عرب الطبقتني ال سائلتني لإقامة قناة خا صة باملاء ال صايف دون اأن يتلوث ثم ينطلق عرب املاء الراكد. يف اليوم نف سه داخل واحدة من هذه الآبار املربعة واملكونة من جذوع النخيل راأينا رجال يهبط م شدودا اإىل حبل يف عمق 60 مرتا لإ صالح العطب. اإذن لقد مت تتويج حفار اآبار عربي ويف الليل اأ صيب باجلنون. طبقة املاء الراكدة يف توقورت تكاد تكون م ستوية. ل وجود للمياه اجلميلة التي جتري يف» شتمة«اأو للقنوات املتحركة يف ب سكرة. فهي عبارة عن خنادق آا سنة نتنة مليئة بالأع شاب الو سخة. ورغم ذلك فهناك اأي ضا نهر يعرب الواحة يتوزع بحكمة على اأ شجار النخيل. داخل الع شب تنزلق اأفاعي املاء. الواحة حماطة بالرمال. بالأم س هبت عا صفة فهزتها. بدا الأفق وكاأنه ين سحب نحونا كمل لو أانه غطاء ن سحبه علينا. ب صعوبة نرى وب صعوبة نتنف س. غري بعيد من املدينة توجد مقربة بئي سة اجتاحتها الرمال ببطء. ما زال ب إامكاننا تبني بع ض القبور. يف ال صحراء تطاردك فكرة املوت شيء رائع ولي س حمزنا. يف ب سكرة وراء القلعة القدمية يف قلب الواحة فتتت الأمطار املقربة العتيقة ومبا اأن املوتى مدفونون يف الأر ض فاإن العظام يف بع ض الأماكن كانت اأكرث وفرة من احلجارة. ا ستمرت عا صفة الرمال حتى الليل. عند مغيب ال شم س صعدنا إاىل املنارة بدت لنا اأ شجار النخيل شاحبة واملدينة تلهت حتت سماء بلون الرماد. هبت ريح قوية من ال رشق مثل ع صف اللعنة الإلهية التي اأنذر بها الأنبياء. ونحن يف غمرة هذا الدمار راأينا قافلة تبتعد. البنات يرق صن هنا اأح سن من»ب سكرة«.كما اأنهن اأكرث جمال. مل اأرهن يرق صن جيدا اإل هنا. لقد عدنا غري متعبني اإىل هذه الرق صة ال صعبة املتثاقلة. كل الأيادي تقريبا وكل املعا صم املحت شمة جدا اأو الطائ شة تكاد تكون متعبة بهذه املو سيقى املتتالية ال رسيعة املنفلتة امل سكرة والتي 259
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص تقود اإىل الن شوة التي ل ت صمت عندما نغادرها بل تالزمني اأي ضا طيلة ليال مثلما تالزمني ال صحراء. كنت اأريد ق ضاء تلك الليلة يف ال ساحة حيث تع سكر هذه القوافل. نريان العليق والأ شواك الغابوية تبقى م شتعلة طيلة الليل حولها بع ض العرب يتحدثون ب صوت خافت. اآخرون يغنون. غنوا طول الليل. روى يل عثمان ق صة زوجة»اأوريا»7. جاء يف الرتاث العربي اأنه بف ضل اقتفاء احلمامة الذهبية من قاعة اإىل قاعة يف ق رصه ا ستطاع دافيد الذي ي سميه هو داود الو صول اأخريا اإىل ال سطح الأعلى الذي منه اأمكن روؤية»بث شابع«. يروي عثمان:»...قال له اليهودي اأن مو سى كان على حق واأن اهلل قاد اإليه اليهود يف الأول ثم العرب بعد ذلك ورمبا حتى امل سيحيني. قال له امل سيحي اإن امل سيح كان على حق واأن اهلل سيلحق به امل سيحيني بل العرب واليهود اأي ضا. وقال له العربي اإن حممدا كان على حق واأن اهلل سيدخل العرب اإىل جنته لكنه سيغلق الباب يف وجه اليهود وامل سيحيني الذين مل يهتدوا. وعندما ا ستمع اإىل الثالثة اأ سلم ب رسعة«. للم سيحيني حق الأقدمية على الآخرين يقول العرب اأو على الأقل يروق لهم قول اإن امل سيحي اإذا نطق قبل اأن ميوت ب شهادة الإ سالم:»اأ شهد اأن ل اإله اإل اهلل واأن حممدا ر سول اهلل«يدخل اجلنة قبل العربي. 7- اأوريا احلثي.ق ضية اأوريا احلثي هي ق ضية كان اجلاين فيها داود النبي.فقد زنى مع بث شبع زوجة اأوريا احلثي. الروم يقولون اأي ضا اإنهم متفوقون علينا يف العديد من الأ شياء لكنهم دائما يخافون املوت«. توغورت 9 اأبريل عرب يخيمون يف ال ساحة. نار موقدة. دخان يكاد ل يرى يف الليل.كنا يف اأعلى املئذنة عندما صعد املوؤذن لين شد مناديا اإىل ال صالة. مغرب ال شم س كما لو اأنه اآخر غروب على ال سهل املمتد واملنهك. الرمال ال شاحبة منذ القدم اأ صبحت اأكرث حلكة من ال سماء. عانينا طوال النهار من ال شم س وطراوة امل ساء بدت لنا لذيذة. أاطفال يلعبون يف ال ساحة والكالب تنبح فوق سطوح املنازل. صوت املوؤذن ميالأ القبة ال صغرية التي تعلو ال صومعة التي فوقنا. يبدو ال صوت ك أانه غارق يف نوتة واحدة هي رنني ممو سق. ثم توقف فج أاة تاركا فراغا يف الف ضاء. نتيجة للجفاف الكبري ماتت املا شية عن اآخرها هذه ال سنة واللحم اأ صبح نادرا جدا اإىل درجة اأن النا س اكتفوا ب أاكل حلم اجلمال. عندما نغادر املدينة نرى حتت سقف صغري من سعف النخيل اجلاف واحدة من تلك احليوانات ال ضخمة وقد تف سخت. نرى حلمها البنف سجي يغطيه الذباب مبجرد اأن نكف عن طرده. الذباب يف هذه البلدان كثري مثل ساللة اإبراهيم. ي ضع بي ضه فوق اجلثت املتخلى عنها. جثت اخلرفان اأو اخليول أاو اجلمال املتعفنة حتت ال شم س. تتغذى الريقات بكل حرية ثم تتحول اإىل ح شد من الذباب يغزو املدن. النا س يبتلعونه يتنف سونه يهيجهم يتعبهم يحجب عنهم النور. اجلدران تهتز به ومعرو ضات اجلزارين والبقالني به تتفرقع. يف»توغورت«يحاول الباعة طرده إاىل جريانهم بوا سطة مكن سات صغرية من سعف النخيل. هي يف القريوان كثرية جدا ومن الأف ضل تركها. الباعة ل يطردونها اإل عندما يطلب زبون ر ؤوية الب ضاعة. عندما و صلنا كانت سيارتنا مغطاة ب سحابة منه. يف الفندق كانت ال صحون والكوؤو س حممية بغطاء معدين ل يتم اإزالته اأو رفعه اإل عند الأكل اأو ال رشب. مرير 11 اأبريل بحرية ماحلة مده شة حماطة بال رساب. من اأعلى ه ضبة رملية بعد المتداد ال صحراوي الهائل فكرنا:»عجبا! ها هو البحر!«بحر اأزرق شا سع بزوارق صغرية وجزر. بحر نتمنى أان يكون عميقا لينع ش روحنا! نقرتب ونلم س ال شاطئ. وهذا الأزرق 260
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص الذي اختفى فجاأة ومل يكن سوى انعكا س لل سماء فوق سطح مملح يحرق الأقدام يوؤمل الروؤية لكنه يلني حتت الأقدام. ه ش مثل ق رشة رقيقة لبحر من الوحل املتحرك تغرق فيه القوافل. ونحن على مائدة ع شاء ال ضباط هذا حدثني النقيب الذي اإىل جانبي عن اجلنوب عا ش زمنا طويال يف»ورغلة«. كان قد قدم من»الغلية«. تذكر سري اجلنود فوق الرمال. اأحيانا وهم على هذه الرمال املتحركة احلارقة واملهتزة بفعل ال شم س كانوا ي شعرون بدوار غريب يجعلهم ي شعرون بال نهاية بالأر ض وهي متيد حتت اأقدامهم احلافية. وحتى عندما يتوقفون ويبقون واقفني فاإن الرتنح ي ستمر فتبدو الأر ض كاأنها تهرب. واأحيانا ي صادفون وهم و سط الرمال امل ضنية قطعة صغرية من الكل س ل مثيل لها يف التكوم وال صالبة لكنها بالت ساع الذي ميكن كل جندي ب شكل دوري من و ضع رجليه ملدة ق صرية في ستعيد توازنه فوق تلك القطعة ال صلبة ال صغرية. تتم معاقبة جندي بجعله ي سري يف موؤخرة طابور كتيبة رفاقه. شيء متعب الذين يف الأمام ل يهتمون بالذين يف اخللف اإنهم يتفرقون اأحيانا... والذين يرتنحون وي سقطون يبتلعهم رمل ال صحراء. الذين يف املوؤخرة يرك ضون و سط الغبار اخلانق الذي حتدثه الكتيبة فوق هذه الأر س الرخوة التي اأ صبحت اأكرث رخاوة بعد اأن دا سها اآخرون. وعندما تزل القدم باأحد ما فتلك هي النهاية املحتمة. يبقى يحدق يف الآخرين وهم يبتعدون. الطيور التي حتلق فوق الكتيبة ال سائرة تتوقف تنتظر ثم تدنو. اأحيانا على هذا الرمل تلمع مثل امليكا قطع اجلب س التي هي عبارة عن بقايا»ر صا ص الرمي«. وجدنا على طريق»دروه«اأحجارا عندما تك رس يظهر جوفها ال شفاف ال شبه فارغ. على طريق»الواد«قطفنا بع ض هذه الزهور املعدنية الغريبة التي ت سمى»زهور ال صوف«. وهي شبيهة بالرمل املتخرث لأنها رمادية مثله. بùسكرة تثرينا اأ صوات الطبل الزجني. املو سيقى الزجنية! سمعتها اأكرث من مرة يف العام املا ضي! اأكرث من مرة ا ستيقظت لأتابعها! لي ست هناك نربات فقط الإيقاع. ل وجود لآلت نغمية ل شيء غري اآلت الدق. طبول طويلة والطمطم والأجرا س... الأجرا س حتدث بني اأيديهم صوت مطر غزير. ثالثتهم يعزفون قطعا إايقاعية حقيقية. اإيقاع فردي يتم ك رسه بنرب غريب يذهل ويثري كل نب ضات اللحم الب رشي. هوؤلء هم العازفون يف املنا سبات املاأمتية والحتفالية والدينية. ر أايتهم يف املقابر رفقة الباكيات املرتنحات. ويف م سجد بالقريوان يهيجون جنون»عي ساوة«الأ سطوري راأيتهم يهيجون الرق ص بالع صي والرق صات ال صوفية يف امل سجد ال صغري» سيدي مالك«ودائما كنت الفرن سي الوحيد الذي ي شاهدهم. ل اأعرف اإىل اأين يذهب ال سياح. اأظن اأن مر شدين سياحيني معتمدين يهيئون لهم اإفريقيا نفي سة حتى يريحوا العرب اأ صدقاء ال رس وال سكينة من اإزعاج اللحوحني. لأنني ل اأ صادف هناك اأبدا اأي سائح اأمام شيء ذا قيمة. وحتى من ح سن احلظ يف القرى القدمية والواحات التي اأزورها كل يوم واأعود دون اأن أازعجهم. رغم ذلك فالفنادق مليئة بامل سافرين لكنهم ي سقطون حتت رحمة ح شد كبري من املر شدين الدجالني ويوؤدون ثمنا باهظا يف احلفالت املزيفة التي تنظم لهم. يف العام املا ضي مل يح رض اأي فرن سي لهذا احلفل الليلي الرائع الذي ح رضته بال صدفة تقريبا بدعوة من صوت الطبل وزغاريد الن ساء. نظمت احلفلة يف القرية الزجنية. ح شد راق ص من الن ساء والعازفني ي صعد ال شارع الكبري متبوعا بحاملي امل شاعل ومبجموعة من الأطفال الذين ي ضحكون ويقودون تي سا اأ سود من قرنيه مغطى بال شموع والأقم شة. اأ سورة معلقة على قرنيه وخطام ضخم يف منخريه وقالئد يف عنقه. وكان يرتدي خرقة من احلرير قرمزية. يف احل شد الذي يتبعه تعرفت 261
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص على ال شيخ عا شور العظيم. ف رس يل اأن هذا التي س سيذبح يف الليل ليجلب احلظ ال سعيد للقرية. وقبل ذلك يجولون به يف ال شوارع لكي تلج اإىل داخله اأرواح البيوت ال رشيرة الواقفة على العتبات وتختفي. اأيتها املو سيقى الزجنية! كم مرة ظننت اأنني سمعتك بعيدا عن إافريقيا. وفجاأة يت شكل اجلنوب حولك من جديد. يف روما اأي ضا يف شارع»فيا غريغوريانا«حت رضين عندما تاأتي ال شاحنات الثقيلة يف ال صباح الباكر فتوقظني. على اإيقاع وثباتها اخلر ساء على بالط ال شوارع واأنا نائم اأ سيء الظن ثم اأحزن لوقت طويل. مو سيقى الزنوج سمعناها هذا ال صباح لكنها مل تعزف يف حفل عادي كانوا يعزفون يف الفناء الداخلي لبيت خا ص. بع ض الرجال اأمام العتبة اأرادوا صدنا لكن بع ض العرب عرفوين فاأمنوا لنا الدخول. فوجئت منذ البداية بالعدد الكبري من الن ساء اليهوديات املجتمعات هنا جميالت جدا ومرتديات األب سة فخمة. كان الفناء ممتلئا.ب صعوبة بقيت م ساحة خم ص صة للرق ص يف الو سط. نختنق بالغبار واحلرارة. شعاع كبري يلج من فتحة يف الأعلى يتدىل عربها عنقود من الأطفال كما لو اأنها رشفة. الدرج ال صاعد اإىل ال سطح كان اأي ضا مكتظا بالنا س املنتبهني مثلما سننتبه نحن بدور فيما بعد. يف قلب ال ساحة يوجد حو ض كبري من النحا س مملوء باملاء. نه ضت ثالث ن ساء ثالث عربيات جتردن من لبا سهن اخلارجي من اأجل الرق ص و رسحن شعرهن اأمام احلو ض ثم وهن مائالت مددنه فوق املاء. املو سيقى التي كانت مرتفعة ازدادت ارتفاعا. تركن شعرهن املبلل يقطر فوقهن ثم بداأن الرق ص. كان رق صا وح شيا جمنونا وهو بالن سبة للذي مل يره قط رق ص ل يخطر على بال. زجنية عجوز تقود الرق ص. كانت تقفز حول احلو ض وبع صا مت سكها يف يدها كانت ت رضب احلواف بني الفينة والأخرى. اأخربنا فيما بعد وهو ما بداأنا ن ستوعبه اأن كل الن ساء اللواتي يرق صن يف ذلك اليوم )اأحيانا يكون عددهن وافرا على مدى يومني( كن م سكونات باجلن اليهوديات منهن أاكرث من العربيات. كل واحدة منهن كانت تدفع نقودا ليكون لها دور يف الرق ص. الزجنية العجوز التي حتمل الع صا وهي ساحرة معروفة تعرف التعويذات. وفيما هي حترك املاء يف احلو ض كانت بذلك تدعو اجلن اإىل ال ستحمام الذي يخل ص املراأة نتيجة ذلك. التي اأخربتنا بكل ذلك كانت هي اليهودية اجلميلة»قومرة«التي مل تتحدث عن ذلك بطيبة خاطر ب سبب ما تبقى من إاميانها وخجلها من العرتاف بكونها هي الأخرى يف ال سنة املا ضية عندما أارهقت اله سترييا ج سدها أاخذت ح صتها كاملة»متمنية أان جتد شفاء من الآلم. لكن مر ضها ا شتد فيما بعد وعندما علم زوجها باأنها رق صت يف حفلة ال ساحرات اأبرحها رضبا ثالثة اأيام ق صد معاجلتها. ا شتد الرق ص. الن ساء املذعورات املهتاجات وهن يبحثن عن ل وعي اجل سد اأو يف اأح سن احلالت عن فقدان الإح سا س بلغن الأزمة حيث أاج سادهن يفلنت من كل سيطرة عقلية فتبداأ التعويذة يف العمل. وبعد هذا التعب املداهم يت صبنب عرقا ي صلن اإىل املوت يف الإرهاق الذي يلي الأزمة. وبذلك يح صلن على الراحة. الآن هن مقرف صات اأمام احلو س. اأيديهن قاب ضات على حوافه واأج سادهن متيل من اليمني اإىل الي سار ومن الأمام اإىل الوراء بن شاط مثل اأرجوحة جمنونة. شعرهن يخفق يف املاء ثم يلطخ الأكتاف. وعند كل رضبة على الكلي ي صدرن رصاخا قويا شبيها ب رصاخ احلطاب وهو يقطع الأ سجار. ثم فجاأة ي سقطن اإىل الوراء كما لو اأنهن اأ صنب بال رصع. الرغوة على ال شفاه والأيادي ملتوية. لقد غادرت ال شياطني اأج سادهن. تاأخذهن ال ساحرة متددهن جتفف أاج سادهن 262
ن صو ص.. ن صو ص.. ن صو ص تعركهن جتذبهن وكما نفعل مع م صاب باله سترييا مت سكهن من املعا صم ترفعهن جمددا اإىل الن صف وت ضغط برجلها اأو بركبتها اأ سفل البطن. لقد مرت يف ذلك اليوم كما قيل لنا اأكرث من ستني امراأة الأوليات ما زلن يتلوين بينما الأخريات هوين. اإحداهن صغرية وحدباء ترتدي غندورة بالأخ رض والأ صفر. كانت تقفز مثل جنية ل اأعرف يف اأي حكاية. شعرها الأ سود يغطيها كاملة.... اليهوديات اأي ضا رق صن. قفزن بفو ضى مثل خداريف جمنونة. مل يقفزن اإل مرة واحدة لي سقطن يف احلال وهن مهتاجات. اأخريات كن اأكرث مقاومة لكن جنونهن بلغنا. فهربنا مل ن ستطع ال صمود. بùسكرة - من اخرتع املو سيقى ساأل عثمان. اأجبته: املو سيقيون. مل يقتنع األح يف ال سوؤال اأجبته بحزم : اهلل. - ل قال يف احلال. اإنه ال شيطان. و ف رس يل اأن كل الآلت املو سيقية بالن سبة للعرب هي اآلت جهنمية با ستثناء الكمان ذي الوترين الذي مل اأ ستطع حفظ ا سمه وذي املقب ض الطويل الذي صنع صندوق نغماته من سلحفاة نافقة مفرغة اأح شا ؤوها. على هذه الآلة يعزف بوا سطة قو س صغري مغنو ال ساحات وال شعراء والأنبياء واحلكواتيون و أاحيانا بعذوبة يقول عثمان حتى اننا نتخيل اأن باب ال سماء قد انفتح. هوؤلء املغنون وال شعراء يثريون اهتمامي. ماذا ين شدون وحرا س املاعز وهم يتحاورون مع الناي و صادق مع ربابته»الغزلة«وعثمان هو الآخر وحيد اأو مع اأحمد كل واحد ميتطي جواده يف توغورت أا ستمع لكنني ل اأفهم كلمة واحدة. عثمان الذي س أالته اأجاب: ل اإنها لي ست جمال اإنها شعر بكل ب ساطة «! وبقوة ما اأحلحت متكنت يف هذه الأيام الأخرية من جعله ي سجل ويرتجم بع ض تلك الأغاين. تلك هي الأغاين التي ين شدها من شدو ال ساحات وهم جال سون على الأر ض أاو على عتبة مقهى وي ستمع إاليهم جمموعة من العرب يتحلقون حولهم وهم صامتون: اأو يغنون لأنف سهم يف وحدة ال سري الطويل. ل اأعرف اإن كانت تلك الأغاين تروق ملن ل يعرف البالد.اأكاد اأجتراأ واأقول ب أانني أاجدها رائعة جدا وباأنني اأومن بالتقليد ال شفوي لل شعر العربي القدمي واحلديث وهو أاهل باأن ي شغل الفولكلور. 263
متابعات من اأعمال زيانة ال شيبانية - ع مان 264
متابعات.. متابعات.. متابعات الرتجمة: عبد الùسالم بنعبد العايل [ ا ست ضافة الغريب يف خامتة كتابه»لن تتكلم لغتي«يعر ض عبد الفتاح كيليطو لرتجمة متى بن يون س ل»فن ال شعر«متوقفا عند اقدام متى على ترجمة»طراغوديا«باملديح و»قوموديا«بالهجاء ليت ساءل يف النهاية»عما اذا كانت ترجمة أاخرى متاحة له آانئذ «. نعلم اأن املرتجمني يف احلقبة ذاتها ويف جمال اآخر غري جمال الأدب وال شعر قد واجهوا الغرابة نف سها وال صعوبات ذاتها ال اأنهم ملا ا ست شعروا اأن لغتهم املتداولة مل تكن تفي باملطلوب ا ستحدثوا األفاظا ونحتوا مفهومات و أارغموا اللغة العربية على»ا ست ضافة الغريب«والذهاب نحو الآخر فتكلموا عن الكم والكيف والأي س واللي س واملائية واملاهية بل انهم يف البداية على الأقل ارت ضوا لكلمات»غريبة«أان تقتحم لغتهم فا ستعملوا اأ سطق س وقاطيغوريا س وهيوىل... هذا ما يوؤكده أابو ن رص الفارابي اذ يقول:«والفل سفة املوجودة اليوم عند العرب منقولة اإليهم من اليوناني ني. وقد حتر ى الذي نقلها يف ت سمية املعاين التي فيها اأن ي سلك الطرق التي ذكرناها. ونحن جند امل رسفني واملبالغني يف اأن تكون العبارة عنها كل ها بالعربي ة. وقد ي رشكون بينها. منها أان يجعلوا لهذين املعنيني ا سما بالعربي ة: فاإن الأ سطق س سم وه»العن رص«و سم وا الهيوىل»العن رص«اأي ضا - واأم ا الأ سطق س فال ي سم ى»املاد ة«و»هيوىل«- ورب ا ا ستعملوا»الهيوىل«ورب ا ا ستعملوا»العن رص«مكان»الهيوىل«. غري اأن التي تركوها على اأ سمائها اليوناني ة هي أا شياء قليلة. ت شري جملة اعرتا ضية يف هذا الن ص املقتب س عن كتاب احلروف اإىل طرق سلكها الناقلون يف ت سمية املعاين الفل سفية فما هي هذه الطرق التي انتقلت بها املفهومات إاىل اللغة العربية يجيبنا الفارابي على هذا ال شوؤال يف الكتاب نف سه:»وكذلك إان حدثت الفل سفة احتاج اأهلها [ مفكر من املغرب رضورة اإىل اأن ينطقوا عن معان مل تكن عندهم معلومة قبل ذلك فيفعلون فيها اأحد ذينك. فاإن كانت الفل سفة قد انتقلت اإليهم من اأم ة اأخرى فاإن على اأهلها اأن ينظروا اإىل الألفاظ التي كانت الأم ة الأوىل تعب بها عن معاين الفل سفة ويعرفون عن اأي معنى من املعاين امل شرتكة معرفتها عند الأم تني هي منقولة عند الأم ة الأوىل. فاإذا عرفوها اأخذوا من األفاظ اأم تهم الألفاظ التي كانوا يعب ون بها عن تلك املعاين العامي ة باأعيانها فيجعلوها اأ سماء تلك املعاين من معاين الفل سفة. فاإن و جدت فيها معان نقلت اإليها الأم ة الأوىل اأ سماء معاين عامي ة عندهم غري معلومة عند الأم ة الثانية ولي س لها عندهم لذلك اأ سماء وكانت تلك املعاين باأعيانها ت شبه معان اأخر عام ي ة معلومة عند الثانية ولها عندهم األفاظ فالأف ضل اأن يط رحوا اأ سماءها وينظروا اإىل اأقرب الأ شياء شبها بها من املعاين العام ي ة عندهم فياأخذوا األفاظها وي سم وا بها تلك املعاين الفل سفي ة.... فاإن كانت فيها معان ل توجد عند الأم ة الثانية معان عام ي ة ت شبهها اأ صال - على اأن هذا ل يكاد يوجد - فاإم ا اأن ت خرت ع لها أالفاظا من حروفهم واإم ا اأن ي رش ك بينها وبني معان اأخر - كيف ات فقت - يف العبارة واإم ا أان يعب بها باألفاظ الأم ة الأوىل بعد اأن ت غري تغيريا ي سهل به على الأم ة الثانية النطق بها.ويكون هذا املعنى غريبا جد ا عند الأم ة الثانية اإذ مل يكن عندهم ل هو ول شبهه«. ما يثري النتباه يف ن ص املعلم الثاين هو اعتبار ما يدعوه املعاين العامية املنهل الأ سا س والقا سم امل شرتك الأوحد الذي ميكن اأن ت ستقى منه الألفاظ. فال ذكر هنا ملا قد يكون من التقاء للثقافتني العربية واليونانية حلقول ثقافية اأخرى كحقل ما سمي يف ثقافتنا الكال سيكية»اأدبا«. 265
متابعات.. متابعات.. متابعات ست ضع الأقدار فيما بعد كتاب فن ال شعر يف يد فيل سوف ولكن لي س لرتجمته هذه املرة وامنا لتلخي صه والوقوف على حمتواه. يف الأدب والرتياب يتوقف عبد الفتاح كيليطو بعد بورخي ص عند ال صعوبات أاو احلرج الذي لقيه صاحب تلخي ص ما بعد الطبيعة يف التعامل مع كتاب اأر سطو يف فن ال شعر. وعلى رغم ذلك فبامكاننا أان نقول ان صاحب ف صل املقال كان حا سما يف موقفه النهائي مع م صنف املعلم الأول إاىل حد اأنه سمح لنف سه بالقول:»وكل ذلك الذي ذكر غري موجود مثاله عندنا اما لأن ذلك الذي ذكر غري م شرتك لالأكرث من الأمم واما أانه عر ض للعرب يف هذه الأ شياء أامر خارج عن الطبع وهو أابني فانه ما كان ليثبت يف كتابه هذا ماهو خا ص بهم بل ما هو م شرتك ل أالمم الطبيعية«. يتخل ص ابن ر شد اذن من ال صعوبات التي تواجهه باجلزم ب أان ما ي شذ عن الطبع هو ال شعر العربي. نت صور احلرج الذي يجد فيه الفيل سوف امل سلم نف سه وهو يجزم ب»اأن ما عر ض للعرب يف هذا ال سياق اأمر خارج عن الطبع«ويف الوقت ذاته ل ميلك الأدوات اللغوية لتقومي الرتجمة و إارجاع الأمور إاىل طبيعتها. لعل ذلك هو ما سيجعل كثريا من الباحثني ياأ سفون فيما بعد على هذا املوقف بل ان منهم من سيعتب هذه العرثة الر شدية رضبة كبى لالأدب العربي بل للثقافة العربية بجملها. هذا ما يعب عنه عبد الرحمن بدوي يف ت صديره للكتاب اذ يقول:»يخيل الينا أانه لو قدر لهذا الكتاب أان يفهم على حقيقته واأن ي ستثمر ما فيه من مو ضوعات و آاراء ومبادئ لإعانة الأدب العربي بادخال الفنون ال شعرية العليا فيه وهي املا ساة وامللهاة منذ عهد ازدهاره يف القرن الثالث الهجري ولتغري وجه الأدب العربي كله«. ما ي ؤوخذ على الفيل سوف امل سلم هنا لي س ق صورا يف ما ندعوه ترجمة أادبية اذ أانه لي س هو مرتجم الكتاب الذي كما نعرف هو متى بن يون س الذي مل ينقله عن اليونانية وامنا عن ال رسيانية ما ي ؤوخذ عليه هو عدم متكنه مما يدعوه ياكوب سون الرتجمة البني- سيميائية.interémiotique نعلم اأن الكتاب املعني بالأمر يدور حول امل رسح اأي بال ضبط حول فن مل تتمكن الثقافة العربية من اأن تعرفه قبل القرن التا سع ع رش. ت شاء ال صدف اأن تظهر صعوبة اي صال الفن امل رسحي نف سه صعوبة الرتجمة بني دللت ثقافية ولكن هذه املرة بني ثقافتني معا رصتني هما: الثقافة اليابانية والثقافة الأوروبية. قد نت ساءل :ملاذا بال ضبط هذه الحالة املتكررة اإىل امل رسح واأ سا سا كخ صو صية ثقافية تتعذر ترجمتها ربا جند جوابا عن هذا ال شوؤال يف هذا احلوار الذي يتخيله هايدغر بينه وبني ياباين حيث يقول الياباين:»ان ما يظهر على ال سطح يف العامل الياباين أاوروبي متاما اأو ان شئتم اأمريكي. اأما خلفية العامل الياباين اأو لنقل اإن ما يجعل العامل الياباين كذلك فبامكانكم أان تختبوه يف م رسح النو «. NO ثم يبني الياباين خ صو صيات هذا امل رسح ولعل أاهمها هو فراغ خ شبته ليخل ص اإىل القول:»ان الفراغ بالن سبة لنا نحن اليابانيني هو اأ سمى ا سم ميكن اأن يطلق على ما حتبون اأن تعنوه بلفظ الوجود«. لعلنا نتبني هنا كيف ميكن للم رسح بالذات اأن يعب عن خ صو صية ثقافية ما دام يبلور لي س فح سب مفهومات عن الزمان واملكان بل اأي ضا عن الوجود والالوجود. احلوار امل شار اليه عنونه هايدغر«حوار الكالم بني ياباين و سائل ي شاأل«. يتعلق الأمر بطرح ال صعوبات التي تواجه الياباين وهو ي سعى اإىل نقل م صطلح ياباين وهو الإيكي IKI اإىل اللغة الأملانية ق صد تقريب ال سائل من معناه. يبداأ الياباين باأن يعرتف ملحاوره بالقول :»منذ لقائتا مع الفكر الأوروبي ات ضح عجز لغتنا«. ثم يعر ض الو ضع املحرج الذي تعي شه الثقافة اليابانية التي جتد نف سها م ضطرة اإىل تبني مفهومات امليتافيزيقا الغربية واخلوف الذي ي صاحب هذه العملية التي ل منا ص منها. فكاأن الثقافة اليابانية جتد نف سها م ضطرة لأن تلجاأ للفكر الغربي ليزودها»باملفاهيم الكفيلة بفهم ما ي أاتيها من فن و شعر«.. ت ضعنا ترجمة املفهوم الإيكي الذي يعني»ال شعاع احل سي الذي ميك ن شيئا من الالحم سو س اأن يتجلى بف ضل فتنته التي ل تقاوم«ت ضعنا هاته الرتجمة يف مواجهة الإ شكالية التالية: ت صدر ثنائية حم سو س/ 266
متابعات.. متابعات.. متابعات لحم سو س عن ت صور خا ص بالإ ستيطيقا الغربية ول ت صيب فعال ق صد الكلمة اليابانية. والإ ستيطيقا الغربية تظل يف واقع الأمر م رشوطة بامليتافيزيقا التي أانتجتها امليتافيزيقا الغربية تلك امليتاقيزيقا التي تظل حمكومة ب أالفاظ تقابلية مثل: املعقول واملح سو س. ينمو احلوار بني ال سائل الأملاين والياباين فيقرتح هذا الأخري ترجمة»الإيكي«ب ما يفنت بلطف Qui vient charmer avec grâce اإل اأنهما رسعان ما يتبينان اأنها هي الإ ستيطيقا الغربية نف سها إاذ تدفع الذاكرة فورا اإىل ا ستح ضار ما كتبة شيلر وكانط عن»اللطف«يف عالقته باملو ضوع اجلمايل. هذا التخوف الذي يتمخ ض عن احلوار من أان متت ص الثقافة الغربية املعاين اليابانية هو ما يدفع هايدغر سواء يف هذا الن ص اأو يف ن صو ص اأخرى مثل»كالم اأنك سمندر وما الذي ندعوه تفكريا اإىل األ ينظر اإىل الرتجمة اإل باعتبارها سعيا نحو الآخر باملعنى اجلذري لكلمة سعي. ومن هنا ت أاكيده يف ن ص ماهي الفل سفة على سبيل املثال على اأولوية الإ صغاء للكلمات اليونانية ب آاذان يونانية والنتقال اإىل املوطن الأ صل وهو ما ت شري اليه العبارة التي يبزها يف ن ص كالم اأنك سمندر:»اأن نرتجم أانف سنا«اإزاء الكالم املرتجم Nou traduire وهي العبارة التي ينبغي أان نتلقاها هنا يف معناها الق ضائي: اأعني اأن منثل اأمام ذلك الكالم ونخ ضع ل ستنطاقه. وهكذا لن يتمكن القولن الأملاين والياباين أان يتوا صال ويت صال ويقيما على م سافة اأ سا س من القرب ال عب فح صهما قيا سا اإىل سياقات وتقاليد موغلة يف القدم واخراجهما عن سياقتهما املغلقة ودعوتهما للغريب واإىل الغريب. فعو ض جر الآخر نحو الذات واقامة نظرية يف الرتجمة ت سعى لأن تلغي الختالف الثقايف واللغوي وحتاول أان تنقل الن ص من لغة اإىل اأخرى من غري أان يبدو أانه انتقل بحيث ينطق الن ص املرتجم لغة املرتجم ويف صح عن ذاته وينتمي إاىل ثقافته عو ض هذه الرتجمة التي تروم قهر امل سافة بني املرتجم واملوؤلف واإلغاء الختالف بني اللغة الأ صلية واللغة املرتجمة عو ض هذه الرتجمة التي تنفي ذاتها كرتجمة وت سعى اأن تقدم ن صا»ك أانه مل يرتجم«ن صا ميحو فعل الرتجمة ن صا ل ن شتم فيه رائحة اللغة الأخرى رائحة»الأجنبي«رائحة الغرابة رائحة الغريية رائحة الآخر رائحة الختالف عو ض هذه الرتجمة تقوم ترجمة ترمي اإىل اأن تفتح الثقافة تفتح الن صو ص على اخلارج وبلغة هايدغر ترجمة تكون عملية»حتويل«. اإل اأننا ل ينبغي اأن نفهم التحويل هنا يف اجتاه واحد. إان الرتجمة ل حتول الن ص املرتج م فح سب فهي عندما حتوله حتول يف الوقت ذاته اللغة املرتج مة. على هذا النحو ينبغي للرتجمة اأن تكون ا ست شكالية ل تد عي قهر كل ال صعوبات وحمو كل امل سافات واإلغاء جميع الختالفات. اإذ ل مفر لها من اأن تعلن انهزامها أامام ما تتعذر ترجمته وما ي شهد على غرابة وبعد وم سافة وغريية وبالتايل على امتناع عن الر ضوخ والن صياع امتناع عن ال ضم والبتالع. معنى ذلك اأن عليها اأن تعرتف بالآخر كاآخر. يقول غوته يف هذا ال صدد:»ل ينبغي اأن نخو ض يف عراك مبا رش مع اللغة الأجنبية ينبغي اأن نتو صل اإىل ما ل يقبل فيها الرتجمة و أان نبدي شيئا من الحرتام إازاءه اإذ يف هذا تكمن قيمة كل لغة ويتجلى طابعها اخلا ص. حينما نتو صل اإىل ما تتعذر ترجمته اآنئذ واآنئذ فح سب يدرك وعينا الأمة الأجنبية واللغة الأجنبية«. معنى ذلك اأن الوقوف عند ما تتعذر ترجمته لي س جمرد مواجهة ل صعوبات لغوية تنم عن ضعف املرتجم وعدم متكنه. فلي س املرتجم هو من يقف عاجزا واإمنا هي اللغة ذاتها التي تقف اأمام الأخرى اإنها الثقافة ذاتها التي تقف اأمام الأخرى. على هذا النحو فلي س الأمر عجزا واإمنا هو اإدراك ل«آاخرية«الآخر. معنى ذلك اأن التقريب ما بني اللغات الذي تتوخاه الرتجمة هو يف الوقت ذاته اإبعاد واأن الرتجمة اإذ توح د بني اللغات تعمل بالفعل ذاته على خلق الختالف بينها واإذكاء حدته. فلي ست الرتجمة خلقا للقرابة فح سب واإمنا هي اأي ضا تكري س للغرابة. اإنها ا ست ضافة لكنها دوما»ا ست ضافة غريب«. 267
متابعات.. متابعات.. متابعات يحيى امقا سم يف روايته» ساق الغراب«.. وق سوة التحول املجتمعي فيüصل در اج [ يف هذه الرواية املتميزة ما ي فاجئ قارئ الرواية العربية مرتني: فهي العمل الأول لكاتبها النجيب الذي جمع بني املوهبة والجتهاد وهي تاأتي من بلد عربي حديث العهد بالكتابة الروائية. األقى ال سعودي يحيى امقا سم ضوءا ساطعا على الكتابة الروائية يف بلده مبهنا اأن الرواية مل تعد حكرا على بلد عربي دون اآخر واأ ضاف اإىل الرواية العربية عمال خمتلفا ل يلتقي القارئ بنظري له اإل صدفة. انطلق الكاتب من مكان يعرفه ورجع اإىل زمن م ضى وجمع حكاياته. يتمثل املكان بقرية»ع ص ري ة«النازلة يف»وادي احل سيني«جنوب غربي ال سعودية ويرتاءى الزمن يف ما ض قريب ي سبق القرن الع رشين اأو يتلوه بقادير حمدودة. و سواء كان الزمن وا ضحا اأو يعوزه شيء من الو ضوح فهو قائم يف زمن سبق ا ستقرار ال سلطة كما لو كان الروائي يف صل ف صال كامال بني زمنني: زمن اأول يدع الإن سان مع عفوية طليقة اإل ما تاأمر به سنن الطبيعة وزمن لحق ت ضبط فيه ال سلطة معي ش الب رش. ومع اأن دللت الزمان واملكان ت صدر عن متواليات حكائية تن سج خطابا روائيا عن الطبيعة وال سلطة وتبد ل اأقدار الب رش فهي صادرة اأول عن شغف الروائي بو ضوعه الذي جعل اأرواح الأجداد ماثلة يف اأحفادهم. ولعل هذا ال شغف الذي يحتفي بقيم راحلة هو الذي ي ضع يف الن ص احلكائي الذي ي ستولد حكاية من اأخرى ن صا اآخر ي ساوي بني احلكاية وجمالية رسدها موؤكدا اأن وفاء الأحياء لالأموات ياأتي من شكل الكتابة ل من مو ضوعها. ت ستهل الرواية بزمن ملحمي ي وائم مو ضوعه قبل اأن تفر ض حتولت الب رش زمنا تراجيديا يقود الإن سان اإىل م صري ل ي ستطيع التحرر منه. يرتجم الزمن الأول عالقة الإن سان بالطبيعة حني تكون اأما له ويكون امتدادا لها يتبادلن الألفة واحلماية بعيدا عن الع سف وعما يك رس عالقة متوازنة متوارثة ل ج و ر فيها ول مفاجاآت. ولهذا [ ناقد واأكادميي من فل سطني. يبدو الف ضاء امللحمي الذي ي عابث فيه»ابن الطبيعة«اأم ه ف ضاء مغلقا له سننه املتوالدة وله حكمته التي ت وا سي»ابن الطبيعة«وتعالج ق ضاياه. ت شك ل الطبيعة يف هذا الف ضاء مرجعا لالإن سان متعدد الوجوه يعل مه القت صاد والوفرة ويف صل بني الطماأنينة واملغامرة ويقيم له احلدود بني املقد س واملدن س. كما لو كان خارج الإن سان داخله اأو كان يف خارجه ما ياأخذ بداخله إاىل طريق ال صواب. وب سبب ذلك يقدر»الإن سان الطبيعي«امل سافة باإ شارات من الطبيعة متكئ على»عدد التالل«أاو تخوم»برك املياه«التي يعرفها واحدة واحدة. بل اأن ه ميي ز من احل رشات بني«ر سل اخلري والعطاء«و إا شارات ال رش والوعيد في ضع على الأوىل خيطا من ثيابه ويتطري من الثانية ويلتم س النجاة. تهم س له الطبيعة يف احلالني با سياأتي وتعطيه ب شارة اأو حتذ ره مما ينبغي احلذر منه كما لو كان بني الطرفني تواط ؤو دافئ أاو لغة م شرتكة قوامها الأمومة املباركة:»والقمر يحكي لهم عن أالوان الذرة عن ح صار املو سم أاو ما تعارفوا عليه باخلريف اإذ خرف الزرع م ستويا للح صاد«. جتاور حكاية القمر عن اخلريف واحل صاد حكايات الريح واملطر وغ ضب الطبيعة اإذ الأخري رغم عنفه وجه اآخر من النعمة لأن الطبيعة رصحت به قبل أان ياأتي. وكما يقدر الإن سان البيء امل سافة ب«عدد التالل«وامل ساحات املكانية ال ضي قة فهو يقدر الوقت بالمح الطبيعة وتبد لت الف صول اإذ النجوم بو صلة واجتاهات الريح ساعة غري مرئية. والوا ضح بني الطرفني أاي الإن سان والطبيعة هو التكافل والتكامل وتلك الأمومة القدمية التي متلي على الإن سان اأن يلوذ من الطبيعة بالطبيعة:»اأوقدوا نارا هائلة جريا على عادتهم كلما خ سف القمر اإميانا منهم باأن النار الكبرية ستقود القمر اإىل مداره ال صحيح فال يحرتق والن ساء و ضعن على مطاحن احلبوب ماء ليلمع القمر ويرى ج سده املحرتق فيختار طريقا اأف ضل 268
متابعات.. متابعات.. متابعات للخال ص «. يبدو القمر يف ت صور»ابن الطبيعة«اإن سانا اآخر يرى ويختار ويعرف دروب اخلال ص بقدر ما يبدو الإن سان قمرا اآخر يخ شى التيه واحلروق. تقنع عالقة التناظر بني الطرفني اأن الإن سان وجه من وجوه الطبيعة واأن يف وجوه الأخرية وجوها من الإن سان. قراأ الروائي مو ضوعه يف عالقاته املختلفة وو ضعه يف شكل فني مطابق ذلك اأن امللحمة زمن الر ضا املقت صد بالأ سئلة الذي يجيب عن املعلوم بعلوم اآخر ويرتك الطبيعة جتيب عن املجهول املحتمل. فال ي شاأل عن ال سعادة اإل من افتقدها ول ي سائل ال شقاء اإل من غادرته ال سعادة. واإن سان الطبيعة كما ت صفه» ساق الغراب«هو الذي اأدمن على املتاح ووح د بني املتوقع والالمتوقع يف اآن. ولن يكون معتقده الديني الذي ي حيل على عقيدة الإ سالم اإل صورة عن»متاح«ل يعرف التطر ف والتزي د يلبي حاجة اإن سانية متوارثة تنو س بني اخلوف واملوت ويلبي الإن سان تعاليمه بي رس كبري. تنبثق ت صو رات»ابن الطبيعة«من»اجلوهر الإن ساين«الذي ير ضي معتقدا ل يرهقه ول مي لي عليه ما مل يتعو د عليه. توح د اأولوية اجلوهر الإن ساين على املعطى الديني بني الأزمنة املختلفة فاحلا رض هو املا ضي وامل ستقبل امتداد لهما والقدر حاكم الأزمنة جميعا. وب سبب ذلك ل يتعامل ال رسد امللحمي مع اإن سان ي سيطر على م صريه بل مع اإن سان يقود»م صريه احلميم«اإىل حيث ي شاء. ل غرابة واحلال هذه اأن تبقى احلكايات يف الطور امللحمي حكاية واحدة واأن تكون احلكايات يف» ساق الغراب«رغم اختالف ظاهرها متناظرة يف انتظار ما يقو ض الزمن امللحمي وي ستدعي زمنا آاخر. ي حايث الطبيعة وهي امل ستوى الأول يف» ساق الغراب«م ستوى ثان عنوانه: القبيلة التي هي وحدة اإدارية اقت صادية قيمية تتعر ف با ض م شرتك حقيقي اأو متخي ل وبجملة من الأعراف املتوارثة التي حتدد امل سموح واملمنوع لكنها تتعر ف اأول بقبائل اأخرى ت غايرها اأ صول و أاعرافا اإذ ل قبيلة اإل بقبيلة اأخرى ت هادنها اأو تتقا سم معها العداء. واإذا كان خ صام الإن سان مع الطبيعية يعرث يف»خبة«الطرفني على ما ي لغيه فاإن ال صدام بني قبيلة واأخرى أاكرث خطرا لأن ه مي س اأمورا جوهرية مثل ال رشف والكرامة واأ سباب العي ش ومواد احلياة. زاوج الروائي بهارة مده شة بني»التق ص ي الأنرثوبولوجي«وال رسد احلكائي جاعال من احلكايات جملى للعادات القبلية ومدرجا القيم القبلية يف حكايات متوالية: طقو س الع شق وال شجاعة حيث العا شق ال شجاع فوق الأعراف وقوتها وحيث ل رشف القبيلة املهدور حكايات مغايرة ولتلك الأنثى الرائعة املهيمنة حكايات ت ساوق الكرم الطبيعي وعفويته كما لو كان يف «أاخالق الطبيعة«املت ساحمة ما ي لغي الفرق بني الذكر والأنثى ويحتفظ ب«جوهر الإن سان«ل غري. تتك ش ف مهارة الروائي التي تاأخذ شكل البداهة اأو تكاد يف احلوار اجلمايل املتبادل بني قيم القبيلة وحكاياتها الذي يزهد بال رسد الإخباري املبا رش وي شري الأخبار إاىل عالقات فني ة. يقول ابن القبيلة الذي ا ستثريت رجولته:»يقتلوين لكن ما يلم س واحد منهم رجولتي واأنا ابن ع صرية«. و«ابن ع صرية«عبارة جتمل كل اأجماد ع شائره يف»وادي احل سيني«وت ستنه ض روحا ل تر ضى بخذلن اأجدادها. يتك ش ف النت ساب اإىل الأجداد قيمة عليا جديرة باملوت يف سبيلها وحكاية كبى تتنا سل يف حكايات لحقة تذوب يف احلكاية الأوىل وت و س ع اآفاقها. اتكاأ الن سيج احلكائي على عالقة متناوبة ثنائية البعد ت ستمد مرجعها اخلارجي من أاحوال القبيلة وتعرث على مرجعها الداخلي يف حكاية متناظرة متوالدة ينقلها الزمن لحقا من و ضع إاىل اآخر. تف صح احلكاية باملعنى النظري عن الثبات م س ذلك عالقة الإن سان بالطبيعة اأو عالقته بالقبيلة. فالطبيعة هي الطبيعة ل»جدل«فيها ول سريورة با ستثناء زمن خارجي عنوانه الف صول الأربعة والقبيلة هي القبيلة ت ستاأنف اأطياف اأجدادها وتذيب حا رضها يف»جمدهم«القدمي. ذلك اأن معنى»الإن سان القبلي«ي صدر عن انت سابه اإىل اأجداده وعن دوره يف اإعادة اإنتاج قيمهم. لذا ي شك ل امل سا س بقيم القبيلة اإهانة لها وتهديدا لوجودها وتهديدا لزمنها»القدمي«الذي ل يحتفظ ب رشفه ومعناه اإل اإذا ا ستمر يف احلا رض واأخ ضعه لأعرافه. مع ذلك فاإن الثبات باملعنى الروائي ي عيد اإنتاج قيم القبيلة ول يكون ثباتا كامال ب سبب قوة الزمن التي تقود ال صبي إاىل شبابه والكهل إاىل شيخوخته وتفعل يف وحدة القبيلة وت ضامنها. يحتفظ الثبات يف العامل امللحمي بالقيم والت صورات والر ؤوى ويخ ضع الإن سان اإىل دورة الف صول قائال بالتبعم والنمو يف انتظار»زمن خارجي«ي أاتي برحيل غري متوقع. يتماهى ابن القبيلة بوعي بقبيلته وي ستمد من 269
متابعات.. متابعات.. متابعات انت سابه اإليها مبر وجوده وحتاكي القبيلة دون اأن تدري الطبيعة م شدودة اإىل الثبات وتوطيده كما لو اأن ها ل تكون قبيلة اإل اإذا اأعادت عالقاتها الداخلية اإنتاج التاريخ القبلي الذي اأف ضى إاليها. ومع اأن يف الف ضاء امللحمي الذي ي وحد بني الطبيعة والقبيلة اأو يكاد ما ي وحي بنظور روائي يحتفي بالثبات وزمنه فاإن الحتفاء يف رص على م ستوى القيم ل بقولت شكالنية عن التطور والثبات. ذلك اأن الباءة امللتحفة بالطبيعة» سرتحل«قريبا ويرحل معها املت سامح والعفوي والغنائي خملفة وراءها قواعد قاطعة ت عيد تخليق الب رش ب شكل جديد. وواقع الأمر اأن يحيى امقا سم ولي س بعيدا عن ال ستهالل الروائي ل«مدن امللح«لعبد الرحمن منيف ي رثي يف ما م ضى ن سقا اأخالقيا م ضى قوامه الدفء الإن ساين واللعب وت ضافر»اأبناء الطبيعة«. ي علن الروائي هذا الرثاء الذي ي خالطه احلنني عن اإخال ص الأحياء لالأموات الذي كانوا يعي شون يف»وادي احل سيني«ذات مرة وي ثني على الطبيعة املت ساحمة التي ل تف صل الإن سان عن دوافعه الطبيعية ويقف اإىل جانب املهزومني الذين خ رسوا زمنهم الغنائي ور ح لوا بالقوة اإىل زمن سلطوي مغاير. ف صل الروائي ف صال كامال بني زمنني متناق ضني ه زم اأحدهما اآخر متو سال احلكاية املتوالدة املتناظرة حينا واحلكايات املتك رص ة املتال شية حينا اآخر. فاإذا كان يف الزمن الغنائي ما ي ستولد من احلكاية حكاية اأخرى متتد فيها فاإن يف الزمن الرتاجيدي الذي تاله ما ي شري احلكايات املتك رص ة حكاية جديدة البنية والوظيفة يف اآن. فالزمن الأول الذي يدور حول وحدة الإن سان والطبيعة يحيل على اأفراد يتناجتون بال تغيري بينما ي حيل الزمن الآخر على حقبة تاريخية انتهت اأو على حياة جماعية قدمية ت سري اإىل اأفولها الأخري. ولهذا ي قراأ الزمن الأول يف مالمح الأفراد الذين يعي شون فيه بينما مي سح الزمن الثاين املالمح ويكتفي ب صائر الب رش. اإن ه النتقال من الزمن الع ضوي الذي ل تاريخ فيه اإىل زمن تاريخي معو ق ذلك اأن ال سلطة القادرة على الهدم والبناء تنتج التاريخ ول تنتجه لأن ها ت نفي الزمن املغلق الطبيعي بزمن سلطوي مغلق ينقل الأفراد من ثبات مرن مرح سعيد اإىل ثبات رمادي ل حياة فيه. وب سبب ذلك تتوالد املتواليات احلكائية مت شج رة يف الطور الغنائي وتقع يف الطور الالحق يف التماثل الفقري م رصحة باأن احلكاية الوحيدة هي: حكاية ال سلطة. بعد زمن النعمة الذي ي صالح بني الطبيعة والإن سان ياأتي زمن املاأ ساة الذي ي نفي الت صالح بعنف ل اقت صاد فيه. وبعد زمن اجلماعة الطبيعية ياأتي زمن»التجميع ال سلطوي«. اأ س س الروائي الزمن الأول على حكاية واحدة تت شج ر يف حكايات واأ س س الزمن الثاين على بنية حكائية حتت شد بعنا رص متعددة. أاعلن يف هذا الفرق امل صاغ فنيا عن القطع احلاد بني زمنني اأو عن رحيل الزمن الغنائي ووفود الزمن املاأ ساوي. عب الروائي عن عنف التحو ل با ستهالل متعدد الوظائف عنوانه:»فحولة اإىل حني«. ي رسد ال ستهالل يف م ستوى منه حكاية»فحولة يف طريق الأفول«تدفع ب صاحبها وهو يبرت جزءا من ج سده إاىل ق سوة دامية صارخة مذكرة بالرق ص الالهث الذي ي سبق املوت وي شري اإىل قدومه. يوط د ال ستهالل يف م ستوى اآخر دللة ما سي أاتي لأن الفعل القا سي الدامي ي ستعاد بعد أاكرث من سبعني صفحة كما لو كان مو ضوعا واإ شارة معا : مو ضوعا قوامه صبي شجاع يقوم با كان يقوم به اأ سالفه واإ شارة إاىل قوة قادمة جتعل ال صبي واأ سالفه جزءا من املا ضي. تعيد وحدة املو ضوع والإ شارة صوغ دللة ال ستهالل في صبح ا ستهالل واإنذارا معا اأو ا ستهالل منذرا ي وكل اإىل حكاية حمدودة الو شاية با ست رص ح به احلكايات الالحقة. تتحول حكاية ال ستهالل اإىل تعليق حزين على ماآل الف ضاء امللحمي كل ه. اتكاأ ال رسد على وحدة امل ستويني الطبيعي والقبلي اللذين توؤثثهما جماعة ع ضوية طليقة تعي ش الرتحال وبداهة القيم ونعمة احلرية قبل ت سلل م ستوى ثالث اأرق امل ستويني ال سابقني قبل اأن يهزمهما. عب هذا امل ستوى الذي صاغته الرواية بحركة متنامية قوامها الرتق ب العاجز عن انتقال اجلماعة من سلطة القبيلة اإىل سلطة الإمارة. أاملى الرتق ب فني ا تكاثر الإ شارات املنذرة اإذ لالأمري رائد ور سول ومقرئ واإذ يف ال شخو ص جميعا حكايات تلمح إاىل الأفول. انطوى امل ستوى الوافد على دللتني: انتقال اجلماعة الطبيعية من الالمقي د اإىل املقي د الذي ي ضيق م ساحة املكان ويكاثر احلكايات وانتقال قيمي ي ستبدل بالولء القبلي ولء جديدا ي ضع أاوامر الإمارة فوق»الع شرية واأجمادها«. اأزاح امل ستوى يف دللتيه احلكاية الأم بحكايات جديدة اإذ للطبيعة 270
متابعات.. متابعات.. متابعات ب رش وحكايات واإذ لل سلطة ب رش لهم هواج س ضي قة. ولعل صعوبة النتقال التي جتعل صبي»ابن ع صرية«يعي ش كهولة مبك رة هو الذي فر ض ح ضورا سلطويا متباطئا عنوانه:»قارئي القراآن«بلبا سهم النظيف وحركاتهم املح سوبة»ي راقبون ما يحيط بهم«ويرى فيهم اأهل القبيلة» صورا مزعجة«:»املقرئ ر سول خبيث لالإمارة خائن وكاذب با سم الرب«ورجال الد ين»ي شرتون ويبيعون يف الرب كاأن ه ملكهم وكلما عار ضت قاتلوك ببنادق الأمري يدعون اأن هم رحمة اأ خرى عقب النبي واأن غريهم ثلة من املارقني «. تاأملت الرواية اللقاء الفاجع بني الباءة الطبيعية واملقد س ال سلطوي متو سلة م صائر ال شخ صيات املرتقبة الهاربة العاجزة املتداعية كما لو كانت ال شخ صيات الروائية مرايا تعك س موت الزمن الع ضوي وولدة»التاريخ«الذي هو لي س تاريخا متاما. واإذا كان امللحمي قد تك ش ف يف م ستوى منه يف وحدة الإن سان والطبيعة فقد كان على هذا امللحمي أان يغلق صفحاته شيئا ف شيئا يف زمن عات شائك عنوانه: رصاع املقد س واملدن س الذي ميحو الكالم امللو ن املتعد د امللتب س بكالم اأ حادي اللون قوته من قوة املتحدث به. جاء رجل الد ين ال سلطوي بثالثة اأوامر دينية ال شكل سلطوية امل ضمون: اإن هاء»طقو س اخلتان القبلية«وال ستعا ضة عنها باإجراءات مغايرة ت رشف ال سلطة عليها وت عاقب املخالفني. ت صبح الرجولة باملعنى الإ شاري شاأنا من شوؤون ال سلطة ويعاقب يف الفرد املخالف التاريخ القبلي املوروث الذي ينتمي اإليه. ولهذا يطلق ال صبي»ابن ع صرية«يف ال ستهالل الروائي رصخته العالية ال شاكية الغا ضبة ذلك اأن ال سلطة تعبث بقيم اأجداده قبل اأن ت ستبيح»رجولته«. يتمحور الأمر الثاين حول و ضع املراأة التي تبدو حر ة م شوؤولة»متزع مة«يف الزمن الطبيعي وتتحو ل اإىل خملوق ناق ص ومبتور يف الزمن الالحق. ولعل هذا الفرق هو الذي اأطلق تلك الغنائية الوا سعة يف الف ضاء الروائي حيث للمراأة وجوه متعددة وحيث املراأة القوية ال سمحة الفطنة ت سو س شوؤون القبيلة ويرت ضي اجلميع با تقول قبل اأن ي سخر الدين اجلديد من قبيلة تن صاع اإىل م شيئة»حواء التي قادت يف اجلنة متردا على الرب«. ينهى الأمر الثالث عن اختالط الرجال والن ساء ويفر ض احلجاب الذي ل تكون املراأة م سلمة اإل به. تنطوي الأوامر الثالثة يف شكلها الديني الب سيط على نتائج اجتماعية حا سمة: اإلغاء حرية الختيار واعتبار ال سلوك الفردي شاأنا سلطويا والتاأ سي س الديني للرتاتب وتوطيده جزءا حم ايثا للطبيعة الإن سانية فلو مل تكن»املر أاة فتنة«ملا وجب حجابها ولو مل يكن ال ستعداد للرذيلة جاهزا يف النفو س ملا حر م اختالط اجلن سني. ل جمال يف الزمن ال سلطوي املنت رص للحركة احلرة والكالم الطليق فاملقرئ هناك ول جمال للع شق الذي يفرت ض ال شجاع القدمي الذي يغزو حبيبته يف عقر دارها وحتتفل القبيلة ب شجاعته وتهديه احلبيبة وما يف»رحمها«. تدخل احلكاية يف املجتمع ال سلطوي اإىل طور جديد: اإذا كانت احلكاية املت شج رة ت ستلزم عقال طليقا ين صاع اإىل الغريزة ال سليمة ول متتثل إاىل ث نائية امل سموح واملمنوع فاإن دخول امل سموح واملحر م يفقر احلكايات جميعا طاملا اأن املجهول ل رضورة له واأن ال سيد املقرئ ي ضبط حركة املعلوم واملجهول. ولهذا تنزاح رواية» ساق الغراب«يف منطقها الداخلي شيئا ف شيئا من تعددية احلكاية املفتوحة على احتمالت متنوعة اإىل حكاية تنكم ش اأو صالها سائرة اإىل اأ فول اأخري ل ميكن الهرب منه. بيد اأن الأمر الأعمق دللة والذي تعامل معه الروائي برهافة عالية يتمثل يف ال شكل احلكائي املرتبط بالزمن الغنائي»الذي ل تاريخ فيه«ويف ال شكل احلكائي الذي ي علن»ميالد التاريخ ال سلطوي«. تتحاور احلكايات يف الزمن الأول سائرة اإىل/ منطلقة من حكاية ع ضوية جامعة متجان سة الأطراف كل عن رص فيها يعرتف بغريه وي ستكمل به. على مبعدة عن ذلك يبرت الزمن ال سلطوي احلكايات فما يبداأ ل يكتمل وما ي ولد ل ينمو م ستمدا دللته من بنية حكائية تتداخل فيها شظايا حكائية ق رسية امليالد وق رسية النهاية. ي حيل الزمن ال سلطوي بهذا املعنى إاىل بنية حكائية مغلقة ت ستدعي: املاأ ساة التي ت ستدعي بدورها:»التاريخ«الذي هو حم صلة لتحولت حاد ة عميقة ا ستولدت من جمتمع اآفل جمتمعا جديدا. ومع اأن القراءة ال شكالنية متي ز يف الن ص الروائي الذي كتبه يحيى امقا سم بني التاريخ وما قبل التاريخ اإذ الأول هو ال سلطة واإذ الثاين ف ضاء له قيم واأعراف مغايرة فاإن الفل سفة الروائية التي اأنتجها الن ص تقلب 271
متابعات.. متابعات.. متابعات دللة املقولتني موؤكدة اأن التاريخ احلقيقي هو تاريخ اجلمال والت سامح والع شق وت ساوي الرجل واملراأة واأن»ما قبل التاريخ«هو الزمن املقي د الذي ميحو نقاء القلب بغمغمة املقرئ وميحو الطبيعة البيئة ال سمحة بتعاليم ت سخ ف الإن سان وحتتفي بالبالغة. وما قبل التاريخ ال سلطوي الذي ي عادل التاريخ احلقيقي اجلميل هو الذي يدفع»ال صبي املتمر د«اإىل ن رصة اأجداده وهو الذي يجعل من»املراأة القادرة«التي هي مراآة للذكورة والأنوثة معا عنوانا لزمن بهيج :»كانوا يعطون جزءا ي سريا من ح صادهم لالأم ثم حتتفظ الأم بباقي امليزانية ل سد حاجات ملحة قد ت صيب اأي فرد يف القبيلة بقيت الأم تدير شوؤون املحا صيل والرعي ب شكل عام«. تبدو الأم التي ت رشف على شوؤون القبيلة جمازا للمجتمع العفوي الذي يعي ش طبيعة مرنة قدمية متار س ال سواء والعتدال من دون بالغة معقدة. ولهذا تواجه الأم القادرة»املقرئ«وتنهره وت سخ ف اآراءه ذلك اأن الفرق بينهما هو الفرق بني الطبيعي وامل صطنع وبني املرن اللدن الدافئ واملتكل س البارد احل سوب وبني زمن النقاء والرحمة وزمن الإثم والعقاب. الأم القادرة هي الطبيعة يف ف صولها املتعددة و«املقرئ ال سلطوي«املتعن ت واحل سوب م ضاد للطبيعة ي ضيف اإليها ما ل حتتاجه حماول اإعادة تخليق الطبائع الب رشية من ص با ذاته با سم الد ين اإلها زائفا. اأين يتجل ى التاريخ يف رواية» ساق الغراب«وما موقع الزمن التاريخي من مقولة الزمن التي هي قوام العمل الروائي ومرجعه يتجل ى الزمن يف اغرتاب الإن سان الوجودي الذي تغزوه ال شيخوخة وينتقل من املتوق ع اإىل الال متوقع الذي يرمي به اإىل م صري غري منتظر. قراأ الروائي الغرتاب يف شخ صياته جميعا وترك القارئ يتاأمل ما ي شاء. اأم ا الزمن التاريخي فظهر عاري الو ضوح يف بعدين: النتقال من جمتمع الال دولة اإىل جمتمع الدولة الذي يرفع الغرتاب اإىل حدوده العليا حيث اإرادة الإن سان من اإرادة ال سلطة. يتك ش ف البعد الثاين يف صناعة ت صو ر جديد للعامل تقرتحه ال سلطة وتطبقه اأدواتها ويجتاح شيئا ف شيئا وعي ب رش كان لهم ذات مرة ت صو ر مغاير للعامل. تتحد د الدولة بهذا املعنى مرجعا للقوانني وال سنن و صانعا جديدا للوجود الإن ساين ت بارك ما تر ضى عنه وتقتلع ما ترغب عنه اقتالعا ل رحمة فيه. اأنتج يحيى امقا سم يف ن ص ه الروائي خطابا روائيا كثيفا ورهيفا ي ضيء عالقات الن ص الفنية ويدلل على فني ه العالية ذلك اأن دللة اخلطاب من تكامل العنا رص الفنية التي صاغته. تتالمح ثنائية املقد س/ املدن س يف رواية» ساق الغراب«اأكرث من مرة: تتجل ى يف املواجهة بني الأم الطبيعة و»املقرئ ال صناعي«اإذ الأوىل جملى للقمر واملطر واخل صوبة والتوالد واإذ يف الثاين تعقد الكلمات والروح العقيمة. وتتك ش ف يف احلوار امل ضمر وال رصيح بني الأحفاد املهزومني واأطياف الأجداد الذين احت ضنتهم الطبيعة وامتثلوا اإىل القوانني البيئة وت ستظهر صارخة يف الفرق بني»التدين الطبيعي«الذي يعبد الرب ويعرتف بالإن سان والتدي ن ال سلطوي الذي ي شري الرب والب رش إاىل رطانة ظاملة متدي نة. وهذه الثنائية التي تت ضمن الرثاء ومناجاة املطلق وا ستنها ض الأموات هي التي و ضعت يف الن ص لغة مركبة تعب عن احلرية وجمالية اخللق حت اكي ذاتها وتتطري من املحاكاة لأن الدفاع عن املفرد الطليق يقود اإىل طليق اآخر يف جمال اللغة. عمل الروائي وهو ي واجه زمن الإثم بزمن الباءة على توليد لغة حتاور الأزمنة وتقف فوقها كما لو كانت لغة ن ص قدمي ين رص اجلمال الإن ساين يف جميع الأزمنة. اجتهد الروائي ال سعودي يحيى امقا سم ب شكل يقرتب من الندرة يف توليد لغة تعادل مو ضوعه وروؤاه حمو ل اللغة املكتوبة اإىل منظور للعامل. ف إاذا كانت اللغة من فكر الذي يكتبها فقد اأراد الروائي امل شدود اإىل اجلميل يف وجوهه املختلفة لغة من»مو ضوعه«تودع اجلميل الذي م ضى وحتتفظ به جميال يف الذاكرة املكتوبة. انطوت الكتابة التي ت رثي مثال مهيبا اندثر على ال شعر والنرث وعلى ما هو قريب من الت صو ف. فر ض الت صو ر الرومان سي للعامل الذي ي خالط الرواية باأقدار خمتلفة نرثا ينزاح اإىل ال شعر يت سع لالأنا الكاتبة التي عي نت ذاتها امتدادا ملا كان فهي وجه لالأجداد وحنني اإىل الطبيعة وهي املت سائلة عن معنى اخلري وال رش والوجود جمع يحيى امقا سم اأ سئلته الوجودية والتاريخية واجلمالية واأذابها يف رواية عنوانها» ساق الغراب«منتهيا إاىل ن ص جميل يثري الف ضول ي سائل يف حقبة منق ضية معنى الوجود الإن ساين كل ه. * مقدمة خا صة لطبعة ساق الغراب يف دار اجلنوب تون س 2010 م. 272
متابعات.. متابعات.. متابعات لينة كريدية يف روايتها»خان زاده«وتفكيك الذاكرة جناة علي [ اأظنني مثل كثريين اأ صابتهم الده شة حينما قراأوا رواية»خان زاده«للنا رشة والروائية اللبنانية لينة كريدية, ال صادرة حديثا عن دار الآداب )بريوت(, لي س فقط للزخم الذي يحويه عامل الرواية, ولكن لكون الرواية هي الأوىل للكاتبة التي اأظهرت ن ضجا يف التعامل مع هذا الفن ال صعب, ولعل لينة كريدية اأدركت م سبقا اأن الكتابة مغامرة لي ست سهلة لذا ف ض لت ال شتغال على ن صها سنوات بدل من الن رش ال رسيع الذي ربا لن يحقق ل صاحبه النجاح. تروى اأحداث الرواية يف»خان زاده«من خالل وجهة نظر الراوية وروؤيتها للعامل وهو ما جعل منها رواية مونولوجية بامتياز, حيث تقوم الراوية وهي يف الوقت نف سه اإحدى شخ صيات الرواية الرئي سة, با ستح ضار املا ضي كله يف جل سة واحدة, ل سرتجاعه لأن امل ستح رض ل يكتفي بتذكر شيء اأو شخ ص من املا ضي ولكنه يحاول اإيهام نف سه واإيهامنا بطبيعة احلال- بثول ذلك ال شيء اأو الكائن بني يديه وبعا رصته, وكاأننا اأمام رشيط سينمائي طويل, ت ستعيد الراوية م شاهده واأحداثه يف اأماكن متعددة. وميكننا اأن نالحظ اأن التذكر- ولعله يحمل يف طياته رغبة يف الن سيان - يتم عن طريق التداعي.وتنبغي الإ شارة اإىل اأن منطق التداعي هو الذي يحكم الكثري من الأحداث يف الرواية فيحل ب صورة رئي سة حمل الرتتيب الزمني وال سببية على م ستوى الذاكرة التي تولد الن ص اإذ ينتقل الذهن من ذكرى اإىل ما بعدها بح سب ما متليه عالقات التداعي مثل عالقة التقابل واملنطق والتخيل, وهي عالقة معقدة ذات اجتاهات متعددة ومتغرية با ستمرار. والالفت لالنتباه اأن التذكر يتم يف حلظة حا سمة من حلظات الذات التي تلجاأ اإليه من اأجل التحرر من ثقل اللحظة الراهنة التي تت سم بالق سوة وبالتوتر. فالراوية امراأة يف اخلم سني من عمرها تعي ش وحيدة يف بيت [ شاعرة من م رص. ب سوق الغرب بعد أان غادرت مدينتها بريوت. تتعذب بخيبات اجل سد الذي شاخ يف غفلة منها, ل ي شاركها وحدتها تلك سوى كلبها الهرم وعلبة ال سجائر وزجاجات اخلمور, وذاكرة تبدو ثقيلة الوطء ل جناة منها- ت سكنها اأ شباح ل شخ صيات متعددة وما يوؤكد شبحية تلك ال شخ صيات هو اقرتان ح ضورها بالليل, حتاول الراوية أان تر سم لها صورا من الذاكرة من اأجل اإ سقاطها يف قب ضتها, اأو ربا لتتعرف مالحمها احلقيقية:»واأخريا اأعود اإىل املنزل حيث ينتظرين كلبي العجوز وزجاجة من النبيذ. اثنان يوؤن سان وحدتي التي اعتدتها مع مرور الأيام. الطقو س املتكررة يوميا لل سيناريو املعتاد. اأتكور يف مقعدي الذي ت أاقلم مع منحنياتي واأطمئن لوجود علبة الدخان والولعة واملنف ضة, و أاطمئن لوجود علبة الدخان يف املكان املخ ص ص للكروزات«.)خان زاده ص 5 (. تتذكر الراوية صديقتيها جيهان وروعة وهما شخ صيتان حتتالن بوجودهما م ساحة كبرية داخل ال رسد بالرواية, تتاأمل حال جيهان التي بداأت حياتها منا ضلة وثورية يف اجلامعة وانتهى بها املطاف بعد عالقة عاطفية طويلة دمرتها-مع زميلها باجلامعة سمري الذي تخلى عنها وتزوج باأخرى - اإىل التع صب واملذهبية يف كل شيء, فانغلقت على نف سها, و سجنت وعيها يف اأزمنة ما ضية ل تكف عن احلديث عنها, فاكتفت ب سماع اأغان قدمية ملحمد عبد املطلب واأم كلثوم وناظم الغزايل وبال سخرية من كل ما يدور حولها اأما صديقتها روعة, التي تنتمي لعائلة مت سلطة ل تهتم سوى باملظاهر, فقد اكتفت بالزواج من شخ ص بائ س اختاروه لها, وظلت تعي ش معه حياة تعي سة ل طعم لها ول رائحة. نحن هنا اأمام راوية تبحث عن اأ شباه لها فيمن حولها وتوؤرخ لنك ساراتهم ال شخ صية وم صائرهم املوؤملة. 273
متابعات.. متابعات.. متابعات ومن هذه ال شخ صيات اأي ضا شخ صية العم اأ سامة تراه الراوية شبيها لها من وجهة نظرها, ربا لأنه عا ش عمره كله, ضاربا عر ض احلائط بكل التقاليد والعادات, مغردا خارج ال رسب, تتاأمل حياته املتمردة وتراه اأيقونة احلرية والتمرد. غادر منزل العائلة يف بريوت ليعي ش حياته- كما اأرادها - متاما كما اختارت هي العي ش وحيدة يف سوق الغرب ومت سكت بحريتها الفردية وا ستقاللها- حيث ل طقو س دينية ول ارتباط بفكرة احلالل واحلرام. متنقال بني مغامراته اجلن سية املتعددة. اأما شخ صية»خان زاده«التي جعلتها عنوانا لروايتها فلعلها دفعت القارئ لأن يظن لوهلة اأنها الراوية اأو اإحدى ال شخ صيات الرئي سة التي تتمحور حولها الأحداث, فيما هي واحدة من شخ صيات ن سائية كثرية مهم شة حتكي عنها الرواية وتبدي تعاطفا جتاهها فهي عمة الراوية, ولعلها اأحد الوجوه املتعددة للراوية والتي ربا حتر ص على اإخفائه بعيدا اأو اإنكاره- اإذا جاز التعبري:»ومن قال اإن يل وجها واحدا! اأنا املتعددة الوجوه املتعددة الأقنعة مل يكن خلان زاده, حبيبتك وعمتك ومربيتك سوى وجه واحد«.)خان زاده, ص 60(. فخان زاده من وجهة نظرالراوية والتي تف شل يف الت صالح مع نف سها- هي القدي سة التي اأعطت للجميع كل شيء ومل تاأخذ شيئا اأبدا, وهي رمز لكل الن ساء الالئي وهنب حياتهن من اأجل اإ سعاد الآخرين ولربا اأرادت الكاتبة باختيارها لهذه ال شخ صية عنوانا للرواية اإعادة العتبار لها ولكل املهم شات من الن ساء الالئي ل تخفي الراوية تعاطفها معهن:»اأحملها يف قلبي ول اأ شبهها واأنا مثلها يف كل شيء, شاأرحل كما رحلت هي القدي سة و شاأطوي ق صتي كماليني الن ساء كل منهن تطوي ق صتها كلهن خان زاده رحلن دون اأثر يذكر«.)خان زاده ص 59 (. لكن األي ست الراوية واحدة من اأولئك الن ساء املعذبات, هي التي عا شت اإخفاقاتها العاطفية املتتالية مع الرجال الذين منحتهم احلب ودفعت سنوات من عمرها ثمنا للت ضحية من أاجل تلك امل شاعر.واكتوت بنار الأنانية الذكورية التي دمرت حياتها عب عالقتني متواليتني: الأويل كانت مع ن ضال, الرجل ذي العالقات الن سائية املتعددة, امل صاب بداء مالحقة القتيات صغريات ال سن, الذي احتملت نزقه- دون جدوى- لأكرث من سبع سنوات على أامل أان ي شفى من هذا الداء املزمن ولي س اأدل على حجم املعاناة الهائلة التي لقتها يف هذه العالقة من ت صوير الراوية لها باأنها ت شبه العي ش يف بريوت حياة تت سم بالرعب واخلوف, حياة مت ضي حتت القذائف واأزير الر صا ص والرتقب ملا ست أاتي به احلروب الأهلية. اأما العالقة الثانية للراوية, فكانت مع رامي, ال شاب ذي الطلعة الهوليودية الذي رغب يف ال سيطرة عليها مدفوعا ب شاعر الذكورة التي تتطاحن مع ع رصيته و رشقيته امل ستوطنة يف ل وعيه ويتزوج يف النهاية بامراأة اأخرى. نالحظ كذلك أان املكان الذي ت ستدعيه الراوية-هونف سه م سقط راأ سها-, وهو مدينة بريوت والتي دمرتها احلرب الأهلية»الطائفية«اللبنانية والجتياح الإ رسائيلي جندها تتاأمل حالها وكاأنها تتاأمل صورتها يف املراآة. تكتب عنها بع صب عار وبرغبة حممومة يف ف ضح كل امل سكوت عنه حني يتم احلديث عن تلك املدينة ذات الوجوه املتعددة, املثرية للت أامل والده شة معا. فت سخر الراوية مثال من الفكرة ال شائعة عن بريوت باأنها مدينة مفتوحة لأن أاهلها هم الأكرث انغالقا على اأنف سهم. وتدلل على ذلك بعادات كثري من البيارتة, الذين ل يحبون التزوج اإل من حميطهم, ول يرحبون بالوافدين اإليها:»اأهل هذه املدينة غري أاهل بقية املدن ل يرحبون بالقادمني اإليها, بل يعتبونهم عبئا عليها«. )خان زاده ص 11(. وميكنني أان أاقول- باطمئنان شديد - اإن فعل التذكر الذي تقوم به الذات الراوية على امتداد الرواية كلها لي س مبعثه احلنني اأبدا, اإذ اأنها ل تنظر اإىل املا ضي باعتباره فردو سا مفقودا بل هو يف احلقيقة كما اأت صور- م صدر كل اأمل تتعذب به. وهو ما يبر جلوء الراوية إاىل ما ميكن ت سميته ب«تفكيك الذاكرة«اأو ا ستعرا ضها - إان جاز التو صيف -ولعله اأحد رهانات العالج امل ستخدمة بالتحليل النف سي بغية اأن تنطلق القدرة على التذكر انطالقا جديدا. 274
متابعات.. متابعات.. متابعات التاريخانية علي الرواحي [ واأثر الفرا شة ملخüص : تتطرق هذه املقالة للتاريخانية كمنهجية يف روؤية امل سار امل ستقبلي الذي تقوم عليه احلركة التاريخية ذلك اأن هذه النزعة التاريخانية تقوم على»احلتمية التاريخية«التي ت شري الأحداث الب رشية وهي يف عمقها تت سم بب عد إامياين بالرغم من الطابع العلمي لها. كما تتطرق هذه املقالة اإىل اجلانب الآخر من الروؤية التاريخية التي جاءت من نظرية»اأثر الفرا شة«حيث تذهب هذه الأخرية اإىل ر ؤوية مغايرة للنزعة للم سار امل ستقبلي. التاريخانية واأثر الفراTشة يطرح فيل سوف العلم ال شهري )كارل بوبر 1902 م- ملحا رضته حول فل سفة افتتاحيا 1994 م( شوؤال التاريخ وهو : هل هناك خ طة للتاريخ واإذا كانت هناك خ طة فما هي ) 1 ( ذلك اأن النزعة التاريخانية هي تلك النظرية التي تقول»بوجود خ طة للتاريخ اأكانت اإميانية اأم إاحلادية«)بوبر م س سواء ص 160 ( تقدمية متطورة أام تراجعية نحو مركز تاريخي سابق. ل تعتب النزعة التاريخانية بهذا املعنى ر ؤوية جديدة للم سار التاريخي بل هي متجذرة يف عمق الأدبيات املختلفة : الدينية التاريخية والأدبية...الخ. غري ان هذه النزعة تت سم بطابعها المياين العميق ذلك ان هذه اخل طة»ل ميكن اإدراكها اإل ب صورة مبهمة لأنها ناجتة عن م شيئة الرب أاو الأرباب«)م س 159(. تتوافق هذه الروؤية ب شكل كبري مع»بنية الفكر الأوروبي بنية لهوتية يف اأ صولها«باأ رسه والتي هي اأ سا سا يف»منهج الوحدة )م س( وهو ما جنده وا ضحا وال ستمرارية»هذا املنهج الذي مت تطويره يف بداية [ باحث من ع مان. القرن الثامن ع رش على يد كل من فيكو ) 1668 م- 1744 م( وكوندور سيه ) 1743 م- 1794 م( فهو يقوم على فكرة م ؤوداها ان التاريخ»خا ضع لقوانني قارة ت سري به يف اإجتاه مر سوم نحو غاية حمققة«) 2 (. جتلت التاريخانية بهذا املعنى أاو املبد أا الغائي للتاريخ ب شكل خا ص لدى الفال سفة الأملان البارزين: كانط ( 1724 م- 1804 ( هيغل ) 1770 م- 1831 م( مارك س ) 1818 م 1883 م(. يرى كانط «أان حرية الإرادة التي ي شعر بها الإن سان لقوانني طبيعية عامة شاأنها يف إامنا تتحدد وفقا ذلك شاأن اأية ظاهرة أاخرى من الظواهر الطبيعية»)م س ص 47 ( وهو بهذا املعنى «ي لح على رضورة البحث عن الغاية الطبيعية املوجهة للتاريخ«)نف سه ص 48 (. فالتاريخ ح سب كانط ينبغي ان يتم اإخ ضاعه لقوانني كما اأخ ضع سلفه باملعنيني: الزمني واملعريف نيوتن ) 1642 م- 1727 م( العامل الطبيعي لقوانني ت ستطيع التنبوؤ بالأحداث الطبيعية امل ستقبلية. يف هذا ال سياق جند ان العلوم الإن سانية والإجتماعية حتاول اأن ت سلك م سلك العلوم الطبيعية: الفيزياء الكيمياء وغريها من حيث رضورة اإخ ضاع الفعاليات الب رشية ب شكل عام لقوانني ت شابه يف دقتها وميكانيكيتها تلك القوانني التي يخ ضع لها العامل الطبيعي.كان هذا املناخ الفيزيائي من نيوتن والفل سفي من كانط م شحونا بالعلموية التي ت رسبت اإىل الفال سفة الالحقني: هيجل ومارك س وغريهما الأمر الذي أادى بهيجل اإىل اأن ي ستمد»مفهومه للتاريخ من املماثلة الكاملة بني التاريخي واملنطقي«)م س 48( أاو بني الب رشي والعلمي وهو ما جعله يتجه اإىل منطق التاريخ اأكرث مما يتجه اإىل م ضمونه وبذلك اأخ ضع التاريخ اإىل 275
متابعات.. متابعات.. متابعات املنطق بدل ان يحرر املنطق. مل تكن هذه الأفكار التاريخانية اأي تلك التي تقول بوجود غائية للتاريخ منعزلة عن امل سار العلمي اآنذاك فلقد ظلت فل سفة العلم وك شوفاته امل ستمرة تعزز هذا الجتاه وتعم قه وربا اللحظة النيوتونية تعتب من اأهم اللحظات التاريخية التي جعلت اليقني الب رشي بامتالك ومعرفة كل شيء ممكنة وب شكل حمدد مع اإكتمال صياغته لقوانني احلركة الثالثة وهي: 1( قانون الق صور الذاتي: الذي يقول باأن كل ج سم أاو حركة يف خط م ستقيم ما يظل على حاله سكونا مل يجبه م ؤوثر خارجي على تغيري حالته. 2( معدل التغري يف العزم )كمية التحرك( يتنا سب مع القوة املوؤثرة يف اجل سم ويكون اجتاه العزم هو نف سه اإجتاه القوة املوؤثرة. 3( لكل فعل رد فعل م ساو له يف املقدار ومعاك س له يف الجتاه. بهذه القوانني الثالثة تبادر إاىل اجلميع يف تلك الفرتة وما بعدها وكاأن نيوتن قد و صل»بن سق العلم اإىل الذروة ذلك انه و ضع لأول مرة يف تاريخ الب رشية نظرية حتكم كل واأي حركة يف هذا الكون واأمكنه ان ي ضم املرحلتني ال سابقتني يف ن سق العلم اأي احلركتني ال سماوية والأر ضية وذلك بحكم عمومية الفيزياء و شموليتها الأمر الذي اأدى اإىل وجود ت صور يقول باأن الكون ش ك ل على هيئة اآلة ميكانيكية ضخمة مغلقة على ذاتها من مادة بوا سطة عللها الداخلية وطاقة و)قوى( ت سري تلقائيا لقوانينها اخلا صة يف م سار صارم ت ف ضي وتبعا كل مرحلة من مراحلها اإىل املرحلة التالية اأي يوؤذن حا رضها ب ستقبلها«) 3 ( كانت القوانني التي تو صل إاليها نيوتن وبتمهيد معريف سابق من الفيل سوف الجنليزي )فران سي س بيكون 1561 م- 1626 م( بثابة املو ضة العلمية التي سعى اإليها الع لماء بكل تخ ص صاتهم الفيزيائية احليوية الكيميائية والطبية وغريها وهي التفكري ب شكل يقيني وحتمي جتاه كل الفعاليات الب رشية فهذه الفعاليات تعمل ب شكل ميكانيكي رصف حتى امل سائل النف سية : كالوعي والإدراك...و غريها وهو ما أادى بالفيل سوف الجنليزي )اأوج ست كونت 1798 م- 1857 م( ال رشوع يف تاأ سي س الفيزياء الإجتماعية»التي تدر س املجتمع بنهج العلم احلديث فتقت رص على تف سري الظواهر بف ضل ما بينها من عالقات ثابتة متاثلها وتعاقبها«)م س 99( فهي»تدر س كما تدر س العلوم الظواهر الجتماعية متاما الأخرى الظواهر الفلكية أاو الفيزيائية اأو الكيميائية اأو البيولوجية. وقد ق سم الفيزياء الجتماعية إاىل ق سمني هما: الديناميكا الجتماعية التي تدر س املجتمعات يف حركتها وتقدمها وال ستاتيكا الجتماعية التي تدر س املجتمعات يف حالة ثباتها واإ ستقرارها خالل مرحلة معينة من تاريخها«)م اإىل ان الظواهر س ص 100 (. تو صل كونت لحقا من مقدرة املنطق الريا ضي الجتماعية أاكرث تعقيدا امليكانيكي على تف سري التحركات املجتمعية وهو ما جعله يرتاجع عن مفهوم»الفيزياء الجتماعية«على م صطلح علم الجتماع لياأتي لي ستقر لحقا من بعده أاميل دوركامي ) 1858 م - 1917 م( ليوؤكد اأن»علم الجتماع قائم بذاته ويدر س ظواهر ل ي شاركه فيها أاي علم اآخر وعليه ان يبحث عن علل ظواهره كما راح ي ؤوكد أان كل ظاهرة لها علة واحدة ولي س هناك غاية أاو هدف«( م س(. من املمكن يف هذا ال سياق املعريف احلديث عن التاأثر الكبري للعلوم الن سانية بالعلوم واملناهج يف علمي الجتماع والنف س بحيث الطبيعية متمثلة ان الول مياثل علم الفيزياء بالن سبة ملنهجية العلم وذلك باهتمامه»بالن سق الجتماعي حيث تتفاعل شتى العوامل ككل متكامل«يف حني اأن علم النف س يبحث يف اخل صو صيات واجلزئيات الفردية. من املباديء العلمية نحن هنا اأمام مبد أا هام جدا الأولية انه مبد أا احلتمية وهو يع تب من أاخطر الت صورات العلمية فهو يف م ستوى من م ستوياته يجعلنا أامام يقني عقائدي )دوجمائي( متطرف بوجود حتمية للمعرفة واحلياة وامل سار الب رشي فهي )احلتمية( تعني من الناحية الوجودية»ان نظام الكون مطرد ثابت شامل ل ي شذ عنه شيء 276
متابعات.. متابعات.. متابعات يف أاي زمان ول يف أاي مكان. فهو ذو عالقات علي ة رضورية ثابتة جتعل كل حدث من اأحداثه نتيجة ( ملا سبق ومقدمة رشطية )علة( رضورية )معلول ملا سيلحق»يف حني اأنها تعني من الناحية املعرفية»عمومية القوانني وثبوتها ويقينها فال ا ستثناء لها ول تخلف عنها ول اتفاق فيها اأو جواز اأو إامكان اأو عر ضية«)م س ص 106 (. مل ي ستمر مبداأ اليقني واحلتمية العلمي يف التبلور الذي ترافق معه وجود ت صورات والت ضخم طويال طوباوية م ستقبلية للتاريخ والعلم والفل سفة وغريها ف رسعان ما بد أات الأزمة تلوح يف اأفق الفيزياء التي تعتب بثابة العمود الفقري لن سق العلم احلديث واملعا رص وذلك من خالل الهزات التي اأحدثتها الكت شافات يف جمال الديناميكا احلرارية أاو النطرية احلركية للغازات...وغريها. يف حني ان منهجية التاأريخ بقيت بناأى عن هذه التغري ات العلمية وهو ما جعل املارك سية على سبيل املثال توا صل ت صلبها العقائدي القائل»بحتمية التقدم التاريخي«حيث ست صبح»ملكية و سائل النتاج عامة وتنحل التناق ضات وينتهي التاريخ لأن الع رص سيمتد اإىل الأبد وينعم فيه النا س كل ح سب طاقته ولكل ان سان ح سب حاجته«)4(. اأثر الفراTشة واملƒؤثرات الأثريية : يعتب قامو س علم الفو ضى اأو علم الالمتوقع ح سب الرتجمات العربيات املتنوعة يعتب هذا القامو س ما زال يف طور التكو ن والتبلور فهو قد بداأ يف الن شوء والتبلور يف العام 1960 م وما بعدها على يد الكثري من العلماء الأمريكيني أابرزهم عامل الفيزياء اإدوارد لورنز. حيث»تبتدئ نظرية الفو ضى )الكايو س( من احلدود التي يتوقف عندها العلم التقليدي ويعجز فمنذ رشع العلم يف حل أالغاز الكون عانى دوما من اجلهل ب شاأن ظاهرة ال ضطراب مثل تقلبات املناخ وحركة اأمواج البحر والتقلبات يف الأنواع احلية واأعدادها«) 5 (. فهي )نظرية الفو ضى(»جت سد عن العمليات املتحركة اكرث مما ت صلح و صفا علما للحالت الثابتة«)م س ص 18 ( وهو ما يعني ب أانها قد غريت زاوية الر ؤوية لدى الع لماء ولحقا لدى م ستهلكي نتاج العلم. مل يقت رص علم الفو ضى على اجلانب التجريدي فقط كما هو ش أان الكثري من موا ضيع الفيزياء التقليدية حيث كانت»الن سبية تتعامل مع املقيا س الكبري )الكون( فيما تفكر فيه الكوانتم )الكمومية( يف املقيا س ال صغر )الذرة ودواخلها( يف حني أان علم الفو ضى يتاأمل يف التجارب اليومية والعادية للب رش«)م س 19(. مناملمكنتلخي صنظريةالكايو سبنوع منالكثافة با سم «أاثر الفرا شة«املجازية التي ع رفت لحقا التي تقول: اإن رفة جناح فرا شة فوق بيجينغ )بكني( ت ستطيع أان تغري نظام العوا صف فوق نيويورك«وهو ما يت صل يف سياق فل سفة التاريخ هنا بعدم اإمكانية التنبوء بالنتيجة اذا وج دت ال سباب الكافية على م ستوى الطق س اأو بع ض الأحداث لذلك سواء الكثرية غري املح سو سة ب شكل كبري ومبا رش. خامتة : هكذا جند مما سبق اأن التاريخانية كر ؤوية إاميانية موجهة جتاه التاريخ وامل ستقبل اأي ضا قد ساندتها الكثري من الك شوفات العلمية وامل سارات العلمية يف فرتة زمنية معينة ثم ما لبثت هذه امل سارات بعد توغل التقدم العلمي وت شعبه اإال اأن تغري م سار التفكري والر ؤوية امليكانيكية للوجود لت ستبدلها بعدم القدرة على التنبوؤ بامل ستقبل بالرغم من وجود خيط ضمني رفيع يحرك هذه ا أالحداث. الهوامûش 1- كارل بوبر : اأ سطورة الطار ترجمة : اأ.د. مينى طريف اخلويل عامل املعرفة العدد 292 ص 159.1 2- د. عبداهلل ابراهيم : املركزية الغربية املوؤ س سة العربية للدرا سات والن رش ط 2 ص 44.2 2- مينى طريف اخلويل : فل سفة العلم يف القرن الع رشين عامل املعرفة العدد : 264 ص 84.3 4- عامل الفكر الفكر التاريخي د. احمد حممود بدر العدد 4 املجلد 29 ابريل 2001 م. 4 5- جامي س غليك نظرية الفو ضى تر : احمد مغربي دار ال ساقي 2008 ص 16. 277
متابعات.. متابعات.. متابعات تاريخية الفهم الب رشي وت ساوؤلت الواقع املتجدد علي اآل طالب [ باعتباره يقع يف املنطقة الباردة من التجاذب املعريف والفل سفي يكون امل سار النقدي للفهم الب رشي إازاء الن ص الديني اأمر ا يت سم بالي رس وال سهولة اأكرث منه اخلو ض فيما هو اأعلى منه رتبة كفكرة»تاريخية الن ص الديني«والتي ل يزال النقا ش حولها مفتوح ا وغري حم سوم اأ شوة بفا صل عديدة يظل التفكري معها يف لهاث مفتوح للبحث عن كنوز احلقيقة. الأمر الذي ي ستدعي التفريق ما بني )الن ص الديني( و)الفهم الب رشي له( لي س يف املعاجلات اأو الأمور الطارئة التي يفر ضها الواقع املتغري فح سب بل يف بدايات التاأ سي س للنقد املعريف باعتباره نقطة النطالق ماراثونية بني الإن سان والوجود. بعنى اأن اجلهد الب رشي على مر التاأريخ ل ميكن مناق شته بناأى أاو معزل عن الواقع اأو البيئة اأو حتى الظرف الذاتي والجتماعي لالإن سان نف سه. فالأحكام الفقهية مثال تتغري بتغري الظروف واملفاهيم هي عر ضة للتبدل والتطور ح سب حاجات الواقع ومتطلباته كذلك الفهم الب رشي الذي يتملك من القابلية للتجدد والتطور وهذا ما يتمظهر يف اختالف النظرة واحلكم بني املتقدمني واملتاأخرين من الفقهاء واملجتهدين ليعطي ال ضوء اإىل رشعة تت سق وطبيعة متغريات الزمان واملكان فالنت صار للواقع وما يختزنه من م ضمون موؤثر هو بحد ذاته جتل للكوامن الفكرية املتجددة ال صادرة عن دوافع حاجة الإن سان وتفاعله مع احلياة بكل تفا صيلها احليوية لأن اأي اإهدار للواقع اجلديد هو بال رضور [ كاتب واعالمي من ال سعودية. اإهدار لالإن سان واإبداعاته املتنوعة واملتعددة. ول غرو اإذا ما تغري الراأي يف مو ضوع معني اأو حمدد ح سب تغري الفهم الب رشي وجتدده والذي ل ميكن لنا و سمه باملو ضوعية دون ال ستفادة من اللحظة التاأريخية لي س من قبيل ما تختزنه يف جوهرها م ستوجبات اإن سانية وح سب بل لأن التفكري الب رشي على الرغم من قدراته الهائلة يبقى يف حالة اإرباك دائم أامام كثافة الأ سئلة املتولدة عن الواقع اجلديد بالتايل يتعذر عليه اد عاء منتهى احلقائق. وما فل سفة القناعة بالتناف س اخلال ق بني الب رش - اأفراد ا وجماعات اإل اأمنوذج ل يف رس ماهية العتبار الب رشي بقدر ما يو ضح طبيعة العالقة مع ذاته والآخر وكل الوجودات. الأمر الذي ي ستدعي منظومة فكرية متحررة ومتجددة تن سجم وحاجات الإن شان ومتطلباته بالدرجة الأوىل واإل.. الأفكار اأو الأيدلوجيات اأو الأحداث اأو الت صورات اأو النطباعات ل ميكن اأن تكون مراآة صادقة عن الواقع بدقة. ولي س من املبالغة القول: اإن الواقع املعا رص ي ستدعي صورة جديدة من التفكري املنفتح على الآخر يف تراثه وجتاربه ومنجزاته الفكرية. بحاجة اإىل اأ شبه ما يكون و صفه ب»عقل تداويل«ح سب علي حرب عقل يعقد ال صلة مع العديد من النقاط امل ضيئة يف تاريخ الب رشية.. مع فل سفة الغزايل وابن ر شد ونظرية النظم للجرجاين وتوا شلية هابرما ض وتفكيكية ديريدا وهرومنطيقية شاليرماخر... عقل وطريقة تفكري 278
متابعات.. متابعات.. متابعات ت سقط كافة الأفكار واملوؤدجلات الطوباوية وت ساهم يف تفكيك املقولت واملرويات ب صورة مزدوجة تتغري معها بنية الفكر واملعنى بتغري الواقع وفق ميزان التخلف والتقدم. وبكالم اآخر: اإن الإن سان املعا رص هو اأحوج ما يكون اإىل حلظة ح ضارية نا شئة عن انتاج منهجي متجدد يجعل الأزمة ومفاتيح احلل تاأخذ طابعا تداولي ا اأكرث منه انكفاء وانغالق ا. بعنى أان الواقع الراهن يفر ض معاجلات عامة ولي ست خا صة فلم يعد املر ض خا ص ا بالبيئات املوبوءة كما مل يعد الإرهاب يعرتف باحلدود اأو باجلغرافيا والتاأريخ أاو أان املتغريات املناخية متنح خ صو صية الأمان لبيئة عن أاخرى. فواقع النفتاح ينبغي أان يواجه بالنفتاح ولي س العك س!. ويف مثل هذا ال سياق جتدر الإ شارة اإىل م ؤوثرات التاأريخ ومدياتها يف اإ صدار املوقف الب رشي من حادثة ما اأو النطالق بالفهم من من صات اأيدلوجية اأو هويات دينية اأو مذهبية فمجرد القبول بثل هذه العوامل وعوامل اأخرى اأي ضا هو بال رضورة يعني تعذر الو صول اإىل ال صورة النقية من تلك ال سرية اأو احلادثة وهذا ل يعني»موت احلقيقة«اأو اإلغائها بقدر ما يعني غيابها يف التاأريخ. لذا ثمة مدعاة لنظرة جديدة لهذا التاأريخ انطالق ا من الواقع الإن ساين وحراكيته التفاعلية. واإل فالتباين بني الأفهام الب رشية مل يكن لغز ا حمري ا بل مل يكن يوم ا حمل نزاع وجدال غري أان ال شوؤال الذي يفر ض نف سه هنا: ملاذا ينزع البع ض اإىل ال ستئثار باحلقيقة واحتكارها!. حتى اأن التفا سري القدمية لبع ض آاي القر آان الكرمي والتي بالإمكان ت صنيفها ح سب م ضمونها العلمي قد ر سمت صورة مغايرة متام ا عم ا هي عليه يف التفا سري احلديثة واملعا رصة بل اإن الواقع احلديث بكل معطياته العلمية حتديد ا قد ك شف حجم اجلمود والتكل س للموقف التقليدي فقد شهد العقل املعا رص حالة اأ شبه ما بالإمكان و صفها بالتحرر وال ستقالل عن سلطة املفاهيم التاأريخية وقد ا ستطاع العلم احلديث اأن يحدد جن س اجلنني ف ضال عن التنب ؤو بهطول الأمطار وتغيريات املناخ... وك أاننا يف اأ شبه ما يكون بطوفان من التاأويلية الفل سفية اجلديدة ت ستوجب اإعادة النظر يف العديد من املواقف القدمية واحلديثة وهذا خالف ملا تظهره التفا سري القدمية مثل: مو ضوع ال شهب وال سماوات ال سبع اأو دح ض نظرية مركزية الأر ض اأو ثبات ال شم س من الأر ض!. ومن جهة اأخرى اأي ضا اإذا ما مت ا ستثناء بع ض الآيات القراآنية والتي حتمل م ضامني الأحكام من اأوامر ونواه كالإرث والبيع والإجارة.. اإلخ ف إانه ومن خالل ما سبق ميكننا تقدمي اأكرث من تف سري لن ص واحد وهذا يدلل على م رشوعية الختالف يف تقدير فهم الن ص وتف سريه بل ويدفع باجتاه القناعة بتعددية الفهم اإزاء موقف واحد فالتفا سري التقليدية منها واملعا رصة تو ضح بجالء مدى تعددية املعاين مع ثبات اللفظ. وبغ ض النظر عن الأ سباب املو ضوعية الكثرية جراء هذا التعدد اإل أاننا ل ن ستطيع اأن ننفي حالة الإثراء من جهة وربا التيه والغمو ض من جهة اأخرى. والتي ول شك األقت بظاللها ال سلبية على م ستوى الوعي املجتمعي ف ضال عن امل سار التاأريخي للب رشية ب أاكملها مع ذلك كله ل وجه للمقارنة ما بني التعددية املعرفية والأحادية إازاء احتكار احلقيقة وادعائها. لقد رف ض هرني برغ سون وغريه تلك الحتكارية واحلتمية كما رف ضها جان مولر باعتبارها جتيز سحق الآخر بكافة أا شكال العنف ولو بلغ الأمر للت صفية اجل سدية. النطالق من مبداأ اأن احلقيقة متعينة قد يكون مقبول من باب الطمئنان اخلا ص لكن من غري املقبول أان يتم اإ سقاط ذلك على املمار سة والعالقة مع الآخر خا صة اإذا 279
متابعات.. متابعات.. متابعات ما كان هذا الآخر يف موقع ل يكفل له ضمان الدفاع عنه نف سه وال صورة تبدو فاقعة يف م شهد العالقة بني احلاكم واملحكوم. اأو بني الفقيه واملكلف. ويف ال سياق نف سه ووفق ا لالعتبارات اخلا صة اإنه وملجرد اإيجاد وفرة من القناعة على اأن احلقيقة متعينة ومدركة فاإن ذلك يعني نهاية الإبداع بل ونهاية منظومة قيم العالقة بني بني الب رش. فالتعددية مع بع ض التيه اأف ضل بكثري من اآحادية التحكم وال سيطرة. والتعددية ثراء واإن اأدت بنا إاىل» رصاع التاأويالت«ح سب بول ريكور. من هذا املنطلق يكون كل تف سري اأو فهم اأو روؤية اأو نظرية اأو تعبري قد دخل يف اإطار رشعة الختالف والتعدد بني الب رش واأنه ما بالإمكان اأن تنف صل هذه الأفهام والتفا سري عن سياقها التاأريخي أاو الظرف اخلا ص للمف رس نف سه اأو صاحب املوقف حتى لو تعار ض أاو اختلف مع فهم اآخر وهذا ل يعني النت صار للحظة التاأريخية على ح ساب متطلبات الواقع وحاجاته فاأهمية هذا الأخري بالن سبة لالإن سان املعا رص اأكرث منها تلك النظرات التاأريخية املتعددة واملختلفة بعنى اآخر: اأن اإتيقيا التفكري هي ذاتها سواء كانت موغلة يف التاأريخ أاو هي ممعنة يف الواقع تظل هي العالمة الفارقة بني حلظة النتفاح العاقل على التاأريخ وبني حلظة النخراط يف الواقع ب أاداء واع وم شوؤول وهذا ما يتناغم مع بول ريكور يف فكرة» رصاع التاأويالت«القائمة على تالزم تاريخية املعارف رغم اختالف الأفهام وتوالد النظريات والأفكار وتعاظمهما. وبح صلة نهائية ويف معر ض البحث عن املعنى اخلفي منه الظاهر اإنه لي س من املبر النت صار مثال: لعقالنية ابن ر شد ضد الغزايل اأو العك س أاو املرور على»هرومنطيقا«شاليرخمر دون الوقوف عند»فينومينولوجيا«هو رسل!. اإذن الفهم الب رشي يتولد متاأثرا بعوامل عدة بيد اأن اأهم عامل هو تلك اللحظة التاأريخية بكل ظروفها التف صيلية م ستفيد ا هذا الفهم من املعارف القبلية والجتهادات املتعددة وم ستلهم ا من الواقع احلاجة احليوية لالإن سان والتي واإن مل ترق به نحو سقف احلقيقة فاإنه يكفيه البذل وال سعي للبحث عنها. وبغ ض النظر عن مقاربة الفهم الب رشي للحقيقة من عدمه فاإن جمرد الت سليم لفكرة تطور املعارف عب التاأريخ ل يعتب فقط ضمانة حقيقية ل ستمرار التنوع والتعدد اخلالق بقدر ما ي دخل هذه الأفهام وتعددها يف تعاقب تاريخي متوا صل لتتلقفها العقول املتنورة ولت سخر ما فيها للواقع ثم تطلقها مرة اأخرى للم ستقبل.. وب رصيح العبارة ومع العرتاف بتاريخية الفهم الب رشي يظل الواقع دائما حمور الأ سئلة واجلدل بالن سبة لالإن سان املعا رص ويف ذلك فليتناف س املتناف سون!. 280
متابعات.. متابعات.. متابعات حممد لطفي اليو سفي حممد الغزي [ يف مراآة النقد 281 صدرت حديثا عن دار م سكيلياين للن رش تون س 2010 درا شة للناقد حممد احلبيب الكحالوي بعنوان»اللغوي وامليتالغوي يف فتنة املتخيل ملحمد لطفي اليو سفي«وهذه الدرا سة تنتمي اإىل رضب خم صو ص من النقد هو»نقد النقد«وهذا امل صطلح ي شري اإىل»الفعل الذي ينعك س به النقد على نف سه اأو ي ستدير اإىل ح ضوره النوعي منق سما على ذاته النق سام الذي يجعل منه مو ضوعا للتاأمل وفاعال له على ال سواء«على حد عبارة جابر ع صفور.. ول تختلف قراءة الناقد وهو يحاور درا سة نقدية اأو ي سائلها اأو يتدبر ما جاء فيها من اأفكار واآراء عن بقية القراءات الأخرى فهي تقوم اأي ضا على ا ستنطاق الن ص وتوظيف اإمكاناته التاأويلية اأي تقوم على تاأ سي س ن ص جديد على هام ش الن ص الأو ل يكون نتاج العالقة التي تنعقد بني القارئ واملقروء بني الناقد والن ص... وقد تناول الناقد حممد احلبيب الكحالوي بالدر س كتاب»فتنة املتخي ل«ملحمد لطفي اليو سفي وهو الكتاب الذي ينتمي هو اأي ضا يف العديد من ف صوله اإىل نقد النقد لأنه مل يهتم ب ساءلة الن صو ص فح سب واإمنا اهتم اأي ضا با حف بن شاأة هذه الن صو ص من روايات الر واة واأخبار الإخبار ي ني. ون ص اليو سفي من الن صو ص التي تتكئ كثريا على املجاز توظ ف طاقاته التعبريية والإيحائية وهذا»املجاز«هو الذي حو ل عمل اليو سفي اإىل اإمكان تاأويلي مفتوح على اأكرث من قراءة على اأكرث من مقاربة. فاملجاز ي ستبعد منذ البدء املعنى املفرد [ شاعر واأكادميي من تون س. والد للة اجلاهزة والقراءة الأحادية ويفر ض على القارئ اأن ي سهم يف»خلق«املعنى وتاأ سي س الدللة اأي يفر ض عليه اأن ي سهم يف اإغناء الن ص واإخ صابه. ن ص اليو سفي اإذا اأخذنا بعبارات الكحالوي»يطرح مو ضوعا بقدر ما يطرح ذاتا«فهو مل ميتثل ل ضوابط العمل الأكادميي فح سب واإمن ا امتثل اأي ضا لإيقاع الذا ت فجاء مزيجا من»البحث اجلامعي«و»وال ستقراء الإبداعي«لهذا كان لبد للقارىء اأن ي صيخ يف ف ضاء هذا الن ص اإىل صوتني اثنني يتمازجان ويتداخالن ويت شابكان: صوت الأكادميي ال شارح واملنظ ر الر ا صد لدقائق املنجز الفني و صوت املبدع املمتلئ باللغة...لكن رب ا عال يف بع ض الف صول صوت املبدع على صوت الأكادميي فجاءت هذه الف صول»بحبكة الر واية وا ستعارة ال ش عر وتعمية الن صو ص ال ص وفية وان سياب لغة املالحم والر سالت«م سرتفدة من تلك الن صو ص جنوحها اإىل الغريب والعجيب واملده ش. هذا الإعالء من ش أان اللغوي هو الذي اأغرى الناقد الكحالوي بقراءة ن ص اليو سفي والتوغ ل يف عتمات رموزه را صدا لغة نقده م ستجليا ن سيج كتابته باحثا من خالل ظاهر اللفظ عم ا تكت م وت شرت وظل يف أاعماق الن ص ملف عا بال ص مت والظالم. لقد اأراد الكحالوي اأن ي ستنطق الن ص من خالل لغة الكتابة ل من خالل ايديولوجيا القراءة. فاللغة تقول اأكرث مما يقول كاتبها وتك شف من الأ رسار
متابعات.. متابعات.. متابعات 282 اأكرث مما يك شفه... ومعنى ذلك اأن اللغة تتكل م من وراء الذ ات املتكل مة تف صح عن نف سها من وراء الناطق بها فلي س الكالم كما اأو ضح»دريدا«جمر د تعبري صاف عن مقا صد صاحبه ول هو جمر د ا ستح ضار ملعنى بكر واإمن ا الكالم ينبني دوما على غياب واملعنى ي ستع صي على احل ضور ومن ثم فان القراءة ل تقول ما يريد الن ص قوله واإمنا تقول ما يرف ض الن ص قوله اأو يرجئه اأو ي ستبعده...القراءة اإف شاء تقول ما امتنعت اللغة عن قوله. ملاذا ي ستخدم اليو سفي«معجما«بعينه ل يكاد يحيد عنه وملاذا يت شب ث بنمط خم صو ص من الرت اكيب ترتد د يف كتابه ول تتجد د وما دللة أان يظل الن ص يدق اأجرا سا ثابتة ومتغري ة بانتظام حتى اأن نا ن ستبطئها اأحيانا اأو نتنباأ باأن ه لب د اأن تقرع عم ا قريب فال تتخل ف عن احل ضور هل شعري ة ن ص اليو سفي جمر د زخرف اأم اأن ها شعري ة حمم لة باملعنى تلك بع ض الأ سئلة التي حاول الكحالوي الإجابة عليها من خالل هذا العمل. قراأ الكحالوي اأو ل ماقراأ مقد مة كتاب»فتنة املتخيل«واأ شار اإل اأن ها كانت حم كومة بغر ض واحد يوج ه لغتها وجممل صورها وهو ا ستدراج القارئ عب ال ستلطاف وال سرت ضاء»ل ضمان ا سرت ساله يف التلق ي على اأمل اإبقائه يف الن ص وجتنيده ملاآرب الكتابة«. ففي القراءة يحق ق الن ص ح ضوره ومنها ي ستمد بقاءه. اأم ا الأ ساليب التي تو س ل بها الكحالوي لتحقيق هذا الغر ض غر ض ا ستدراج القارئ فهي كثرية متنو عة بع ضها لغوي وبع ضها غري لغوي. اأم ا الل غوي فريتبط ب صيغ خم صو صة ترد دت ترد دا لفتا يف هذه املقد مة ورب م ا يف الكتاب كل ه لعل اأهم ها صيغة النفي التي كما لحظ الكاتب»تق ر ع يف الفقرة الواحدة قرع ا ي صم الأذان«و صيغة النفي يف هذه املقد مة ورب م ا يف بقي ة ف صول الكتاب لي ست جمر د عملي ة لغوي ة حت رض يف القول مثلما يح رض الإثبات واإمن ا هي م سو غ من م سو غات الكتابة نف سها... فعمل اليو سفي يقوم على نفي القراءات ال س ائدة وال ستدراك عليها ثم اقرتاح قراءة جديدة تقو م القراءات ال س ابقة وتبد د أاوهامها. يف هذا ال سياق نفهم هيمنة ضمري املتكلم على كل ن صو ص اليو سفي يلقي بظالله على رموزها و صورها... فاليو سفي كما اأو ضح الكاتب ل يتقدم اإىل القارئ بو صفه ناقدا ي صغي إاىل نب ض الن ص فح سب واإمن ا يتقد م اإليه اأي ضا بو صفه»معل ما«ي ل ق ن ويوج ه ويقو م يف اآن واحد... كما تعم د الكاتب من أاجل حتقيق هذه الغاية تفعيل تقنيات اأخرى مثل ا ستخدام التعليل والبحث عن الأ سباب صعودا إاىل منابتها. كما تعم د ا ستخدام صيغ التهويل مثل عبارات )يف منتهى اخلطورة/ ت ستمد خطرها( ل شد انتباه القارئ وا ستنفار كل ملكاته يف ح رضة الن ص. اإن ا سرتاتيجية الكتابة عند اليو سفي تقوم على التاأثري والإقناع وربا تقوم على التاأثري اأكرث من الإقناع لهذا جنح ن ص ه اإىل الإعالء من شاأن»طرائق القول«اأكرث من الإعالء من ش أان»م ق ول القول«فبقدر ماكانت»مقروئية«الن ص شف افة شكال تعت مت م ضمونا اإذ رسعان ما يعلق املتقب ل يف رشاك اللغة قبل أان يهم بتفكيك رموز امل ضمون... يف مرحلة ثانية التفت الكحالوي إاىل منت الكتاب والتفت على وجه اخل صو ص إاىل ال صيغ ال رصفي ة التي ترد دت يف ف صوله فوجد اأن صيغ»املفاعلة«هي اأكرث ال صيغ انت شارا يف الكتاب. وهذه ال صيغ اإم ا أانها تفيد معنى امل شاركة اأو معنى املطاوعة ومل يكتف الكحالوي بر صد الظاهرة بل عمد اإىل و ضع جداول جمع فيها عددا كبريا من الأمثلة توؤكد تواتر هذه ال صيغة يف الكتاب وميكن للقارئ اأن يتبني من هذه اجلداول أان ح ضور هذه ال صيغة
متابعات.. متابعات.. متابعات 283 مل ياأت عر ضا بل يتنز ل سمة من سمات الكتابة عند اليو سفي... هذا الكاتب/ الناقد الذي اأجاد الإ صغاء اإىل اللغة وحت س س نب ضاتها وتفياأ ظاللها على حد عبارة الكحالوي. فاخليار اللغوي كان خيارا صفويا عمد اإىل تفعيل صيغ بعينها واأفعال بعينها واأدوات بعينها»مم ا جعل الكت ابة فعال يف اللغة اأكرث منه يف امل ضمون«. اللغة هنا لي ست مطي ة ملقا صد بقدر ما هي مطلوبة لذاتها. ومن ال صيغ الأخرى املتواترة يف كتاب اليو سفي صيغة اجلمع على خمتلف الأوزان با يف ذلك منتهى اجلموع وجمع اجلمع وجمع الكرثة وربا اأمعن اليو سفي يف اختيار منط خم صو ص من اجلموع مثل الذوؤبان عو ض الذئاب والر غائب عو ض الرغبات والظلمة عو ض الظاملني. فوظيفة اجلمع يف هذا الكتاب لي ست الإحالة على الكرثة والتعد د فح سب واإمن ا تكثيف طاقة الكلمات الد للية... ورب ا ا ستخدمها لإ شاعة نوع من الغمو ض ي سهم يف تفعيل اإمكانات الن ص الإيحائية وفتحه عل تعد د القراءات. يت ساءل الكحالوي وهو يقراأ قول اليو سفي»رحيل بطيء على درب الهبوط واملرارات«ما قيمة اأن ت ستحيل املرارة مرارات يف سياق اجلملة وملاذا العدول عن الإفراد ثم يعمد اإىل تاأويل تواتر هذه ال صيغة يف ن ص اليو سفي فيقول: يرد اجلمع ا ستدراج ا ملخيال املتقب ل للعمل وتكثيفا لظالل الد للة. ثم اإن ل صيغة»مرارات«ذاكرة حتيل على مثيالتها العاملة يف الن ص مثل : عذابات وانتهاكات وويالت واإكراهات وممنوعات وتوهمات ومكبوتات... اإن ها شبكة متعالقة اخليوط بالر غم من تباعد سياقاتها. لكن قد يفاجئنا ن ص اليو سفي بنمط من اجلمع يكاد ل يحيل على شيء بعينه فهو ميث ل يف نظر الناقد حلظات تعبريي ة جتنح فيها الكتابة اإىل النفتاح على اأفق من املعاين امللتب سة الغائمة.يعل ق الكحالوي على قول اليو سفي/ تفتحها على ممكناتها وحمتمالتها /تبا شريالأفول/هذا هو ال شعر وتلك ضفافه وحدوده/فيقول. ههنا الدوال بهت بريقها وانفتحت على متاهة املعنى.. الكتابة حتو لت اإىل ف ضاء غائم املالمح ل مينحه ال سياق هوي ة بعينها. فاملتعارف عليه اأن التبا شري على سبيل املثال ت ستخدم للدللة على تبا شري الفجر والبدايات البكر. ففيم ا ستخدمها اليو سفي للدللة على املوت والأفول وما الذي يب ر ا ستخدام املمكن واملحتمل يف صيغة اجلمع ثم باأي معنى ا ستخدم عبارة حدود ال شعر اإن التبا س اللغة يف هذاال سياق ل يف ضي اإىل تعد د املعاين واإمن ا يف ضي اإىل اإحالل الغمو ض يف غري موا ضعه. لكن الناقد مل يكتف بعر ض كل الأ ساليب اللغوية التي تو س ل بها اليو سفي ل ستدراج قارئة فح سب بل اأ شار اأي ضا اإىل الأ ساليب غري اللغوية املو صولة ب سائل نف سي ة واجتماعية أاخفى... ويلح الكحالوي يف هذا ال سياق على فكرة اليتم بو صفها الفكرة الرئي سة التي ت شد كل ف صول الكتاب شد تاآزر وان سجام... هذا اليتم املتاأتي من موت القدمي ( الأب( و أافول جنمه منذ عهد بعيد... مم ا جعل»الأبناء«ي رضبون يف التيه باحثني عن عزاء ل يكون... هذا اليتم هو الذي يف رص يف نظر اليو سفي م سار الثقافة العربية وارتباكها وتعرثها... وعبارة اليتم كما لحظ الكحالوي بو ابة م رشعة على الفجيعة ورثاء احلال... وهذا ما جعل كتاب اليو سفي مفتوحا على مناخات قيامي ة ما اإن ي شري اإليها الن ص حتى تتلب سه فيعلق يف متاهات اأ صقاعها... يقول الكحالوي معل قا على هذا املعجم الفجائعي الذي يهيمن على الن ص»ل أاعتقد اأن هناك ن صو صا نقدي ة انفتحت على مناخات والإبداعي عموما مثلما انفتح الروائي وامللحمي كتاب»فتنة املتخي ل«فاليو سفي قد ا ستطاع اأن يتجاوز جفاف امل صطلح النقدي و رصامة الكتابة
متابعات.. متابعات.. متابعات العاملية املتمثلة ل رشوط الكتابة الأكادميية ومتك ن بنباهة فائقة من توظيف طاقة اللغة التعبريية / التاأثريية ل ستنطاق الن صو ص وما حف بن شاأتها من اأحداث. فحني يقول اليو سفي:»ل معنى للرتق ب اإذن والنتظار باطل هو الآخر وباطلة هي احلياة اإذا كانت حم ض ترق ب لثوب مرتقب اأو عقاب قد ياأتي يف غد باطلة كل ها وقب ض الر يح«فحني يقول هذا فاإن ه ي ستنه ض قوى اللغة الإيحائية م ستعيدا ن صو صا ممعنة يف القدم )ن شيد الأن شاد( يرو ضها ليقول من خاللها جتربته مع اللغة مع الكتابة. ويف ف صل عنوانه»اللغة تهفو اإىل اأن تكون شعرا«يتناول الكحالوي بالد ر س وال ستقراء»اجلوانب الفنية«يف ن ص اليو سفي. ينطلق الباحث من حقيقة ا ستقاها من كتب اليو سفي ومفادها اأن لغة هذا الناقد ل تعمل خارج املنطق التعبريي اأبدا ول تفتاأ تنهل من معني الف صحى مت شحة بظالل تعبريية غالبا ما ي ستح رض فيها ال سطوري وامللحمي والديني. ولالأ ساليب ال شعرية )اأو التعبريية( جتل يات شت ى منها على وجه اخل صو ص اجلنوح اإىل التفخيم والت ضخيم مثل )ثم ة فجوة مدو خة/ ت شهد الدنيا قاطبة بتعاظمه/وتبداأ املواجهة عاتية عنيفة ل تهداأ ول تكل ) لكاأننا باليو سفي جترفه الكلمات فينقاد وراءها غري اآبه با تنطوي عليه الكلمات من مبالغة وتهويل»اإنه ال ستبداد اإذن... ا ستبداد اللغة بالذات املتكلمة«يقول الكحالوي م ضيفا»وا ستبداد الكتابة باملتلق ي تر سم له ما تتمثل ل ما ميثل يف الواقع«. ومن اخل صائ ص»ال شعري ة«يف ن ص اليو سفي شغفه بالتقدمي والتاأخري ي سم عددا هائال من اجلمل فيه: )طهارة هو املاء/ يف الفلوات والباري والفجاج يقيم/ ولذاتها انت رصت الكتابة/ اإىل حافة الدنيا و صل( هذه ال سمة الأ سلوبي ة هي من اأكرث ال س مات ترد دا يف اخلطاب ال شعري الذي هو يف اأ صل جوهره عدول عن بنية اجلملة النرثية وخروج على ما ا ستتب من صيغ ونظم. التفت الكحالوي بعد ذلك اإىل تواتر بع ض الأدوات يف»فتنة املتخيل«وتاأم ل وظائفها من هذه الأدوات : اإن / اإمن ا / لقد / سوف /... هذه الأدوات ل تنه ض يف راأي الكحالوي بوظيفة دللي ة بقدر ما تنه ض بوظيفة ميتالغوية»اإن ها عالمة ح ضور صائغ القول يف ما ي صوغ» ويقول»اأي اإن ها اإحدى الإ سرتاتيجية التي ت شري اإىل القارئ أاكرث من املقروء و إاىل املتقبل أاكرث من الن ص «. اإن قراءة الكحالوي»لفتنة املتخيل«ا ستهدفت اأمرين اثنني : الأمر الأول: ا ستق صاء أابعاد الن ص اللغوي ة وتفكيك ما اأ شكل من عنا رصها الأمر الثاين : يتمث ل يف تاأم ل «م ضمون «العمل ور صد أاهم اأ سئلته و»ما يطرحه من خارطة طريق لقراءة املنجز الأدبي القدمي«. وقد متكنت هذه القراءة من حفر طبقات ن ص اليو سفي والوقوف على عنا رصه اللغوية والفكرية الفاعلة. اإن هذه الدرا سة وان ات سمت بطابع ذاتي ل تخطئه العني فاإنها توؤكد أان الن ص النقدي احلديث لي س ن سقا مغلقا على ذاته واإمنا هو م ساحة مفتوحة ميكن الت سلل اإليها بطرائق شت ى لنقف على مكر اللغة وخديعتها... أاي لنقف على اإمكانات ت أاويلية عديدة واحتمالت قرائية شت ى. 284
متابعات.. متابعات.. متابعات اخليال اآمال موSسى [ اأو لعبة الفن اللذيذة 285 لقد اأوىل الأدب العربي قدميه وحديثه عناية خا صة مل شاألتي اخليال والفانتازيا يف عملية اخللق الفني و صياغة الن ص الأدبي وذلك ملا تتيحه عوامل الروح واخليال من م ساحات شا سعة للتعبري واآفاق رحبة من احلرية وبالتايل الإبداع واملزيد منه على نحو ل يعرف سقفا معينا ت صطدم به املوهبة والرغبة يف تق صي حقائق الذات والعامل واملوجودات. ولنا يف املدو نة الأدبية العربية مناذج عديدة ت ظهر ا ستدعاء عدة اآثار شهرية وذات قيمة م ضمونية وفنية للخيال وللفانتازيا كجناحني ا ستثنائيني حلق بهما الأديب العربي يف ف ضاءات عجائبية و سحرية واأ سطورية فكان اخليال حافزه لركوب املغايرة وحيلته لتمرير اأعمق الر سائل واأخطرها. فاخليال هو جواد الأديب العربي الذي ل مفر له من ركوبه للذهاب بعيدا حيث مدن الأعماق و سماوات املعاين والدللت املتمنعة. ومن هذه الآثار التي وفر فيها اخليال لأ صحابها متعة ال سفر ولذة ابتكار عوامل جديدة تبني فيها الذات الكاتبة وفق الهند سة التي ت شتهيها واملعمار الذي ترت ضيه نذكر على سبيل املثال رائعة «أالف ليلة وليلة«وكتاب»الإمتاع واملوؤان سة«لأبي حيان التوحيدي و»البخالء«للجاحظ وحتى»كليلة ودمنة«لبن املقفع رغم اأنه اأثر فار سي فاإنه قد أاثر يف الثقافة العربية. اإن كتاب «األف ليلة وليلة«ب شخ صياته الأدبية اخليالية كعالء الدين وعلي بابا وال سندباد [ شاعرة من تون س. البحري وغريها ميثل أاثرا مليئا بال سحر وبعوامل اخليال والفانتازيا الف سيحة ذلك اأن شهرزاد صاحبة الذكاء والباعة يف فن احلكاية قد ا ستنجدت باخليال لتمنع عنها م صري القتل ولرتوي ض شهريار الذي اآىل على نف سه اإفناء ساللة حواء ب سبب خيانة زوجته له. و أامام هذا امل صري املفجع واجهت شهرزاد اآخر جواري شهريار املوت بالفن. فكان خيالها طوق النجاة الذي تت شبث فيه كل ليلة حتى مطلع الفجر. ومن خالل حكايات تتغذى باخليال واأدواته حظيت الإن سانية بعمل أادبي ممتع تقاوم فيه املر أاة ال سلطة واملركبات النف سية وفو ضى العامل والظلم و سيادة الغرائز اإ ضافة اإىل اأنه عمل ي شكل وثيقة اأدبية دامغة توؤكد ال صورة الإيجابية للمراأة وقدرتها على ابتكار عوامل اأف ضل وحتويل وجهة الواقع املادي إاىل غري اأهدافه وذلك عن طريق احلكاية وفن الق ص والت شويق اإىل حد الجنذاب وال شد فكانت شهرزاد بخيالها تطيل عمرها وجتعله يف حالة موازاة مع ش ساعته وثرائه وبراعته جاعلة احلياة مكافاأة ت ضاهي كفاءة اخليال عندها ورحابته. واإذا كان اخليال اأملى على شهرزاد اأن تبعث الروح يف شخ صيات من و ضع ت شكيلها فاإن املقفع الذي عا ش يف القرن الثامن امليالدي قد مرر اأفكاره ور سائله على ل سان احليوان كقناع كان تقريبا اأول من ابتكره من اأجل حماربة الظلم يف حني اأن اجلاحظ طوع خياله للذهاب يف ال سخرية املوجهة أا شواطا بلغ فيها م ستويات متقدمة يف
متابعات.. متابعات.. متابعات 286 النقد والبالغة ومفككا لالأو ضاع التي عليها اأمته اجتماعيا و سيا سيا واأخالقيا وذلك عن طريق تفكيك املنظومة القيمية واأمناط ال سلوك لدى جمتمعه بال ستناد اإىل اخليال الف سيح الذي آامن له جت سيد املبالغة ك أاداة من اأدوات النقد الذكي والالذع. ومن خالل هذه الأمثلة نتبني اأهمية دور اخليال يف التعبري عن م ضامني خطرية وح سا سة ب شكل رمزي وغري مبا رش من جهة ويف شحن همة املخيلة لدى الأديب العربي لبتكار عوامل جذابة وجديدة وخمتلفة ويف صياغة العامل الذي يهفو اإليه والقيم التي يرنو اإليها من جهة أاخرى. ذلك أان اخليال مظهر من مظاهر قوة التجربة الإبداعية اأداة ذكية للقول وللنقد ولل سخرية دون حتمل تبعات هذه الأفعال التي عادة ما تت صدر لها الظروف ال سيا سية واملجتمعية باملر صاد في صبح ساعتها اخليال وقودا به تتحرك شجاعة الأديب وتتحقق جراأته الفنية.وبالتايل فاإن اخليال لي س طريقنا لتوفري بديل مواز للظروف ال سيا سية واملجتمعية الكابحة للتعبري والنقد وللتجديد بل هو عن رص لزم واأحد اأهم مكونات كيمياء الفن بو صفه فعال يف الواقع وحافزا لإعادة ترتيبه وتخلي صه من الفو ضى الذي تلحقه به قيم الغطر سة واجلور واملركبات النف سية و سلطة العادات والتقاليد ذات احلرا سة املجتمعية العتيدة وال صارمة اأي اأن اخليال اأبعد ما يكون عن حل به ن عو ض حمدودية التعبري وانعدام احلرية بقدر ما هو اأداة فنية واإبداعية اأ سا سية ومظهر من مظاهر الك شف عن قدرة املبدع على اخللق والبتكار والرتميز. وحال ال شعر مع اخليايل وال سحري ل يختلف عن حال ال رسد بل انه يتجاوزه من ناحية اأن ال شعر هو اأ سا سا رضب من رضوب التخييل وهو الذي ي حفز املتلقي على تروي ض خميلته وتنمية مهاراتها. ولنا يف تعاريف النقاد والبالغيني القدامى ما ي صب يف هذه اخلانة ويدعمها ويوؤ صلها بعنى التاأ صيل التاريخي لدور اخليال يف العملية الإبداعية فيقول اجلرجاين إان»اخليال قوة حتفظ ما يدركه احل س امل شرتك من صور املح سو سات بعد غيبوبة املادة بحيث ي شاهدها احل س امل شرتك كل ما التفت اإليها فهو خزانة للح س امل شرتك«وي ضيف اجلرحاين اأن التخيل جزء ل يتجزاأ من العمل الفني واأن ال شعر يقوم على املعاين التخيلية بل اإنه يذهب اإىل حد اإعالن اأن الكذب يف ال شعر يعني حرية التعبري املطلقة والت ساع والتخيل واخرتاع ال صور الفنية. ويوؤازره يف نف س امل سار ابن سينا الذي يعرف ال شعر ب أانه»كالم خميل«اإذ ي ستعمل ال شعر التخيل لتفكيك واإعادة بناء املوجودات والقيم والأفكار واأمناط ال سلوك واملنظومات الرمزية. ولعل هذا التاأكيد على املنزلة الكبى والأ سا سية التي يحظى بها اخليال يف العملية الإبداعية والتوليدية اجلمالية هو يف اأحد اأبعاده نتاج اأثر الفل سفة اليونانية يف الثقافات عامة با فيما الثقافة العربية إاذ اخليال كاأداة ملمار سة الإبداع قيمة متفق حولها. وبالن سبة إايل تقتات الق صيدة اإىل جانب التجربة احلياتية والنب ض احلي لتلك اللحظة اخلارقة املفجرة حلالة الكتابة من قدرتي على التخييل خ صو صا اأن الذات ال شاعرة يف ق صيدتي ترنو إاىل بناء عامل مغاير وتوؤ س س لقيم تفتقر اإليها اأو نتوق اإليها اأو نحن إاليها. وال صورة ال شعرية التي تعد مركز الإبداع الأول الذي يك شف عن قدرة ال شاعر يف اإنتاج صور م ستحدثة ومركبة ومده شة وقابلة للتاأويل اأكرث منه التف سري تتكئ يف ت شكلها على اخليال وامليثيولوجيا والأ سطورة والعجائبية واخلرافة والروحي. ودور اخليال يف الق صيدة هو صهر كل هذه العيون مع بع ضها البع ض وحتويلها اإىل نافورة متجان سة ميار س فيها ال شاعر لعبة
متابعات.. متابعات.. متابعات 287 اإعادة ترتيب العنا رص وحرية ا ستدعاء اأبطال اأ سطوريني والتلب س بهم واأي ضا جعل الهام شي يف عامل الواقع مركزيا يف عامل ال شعر باعتبار أان الق صيدة احلديثة توظف املخزون الثقايف الرمزي لإنتاج معان جديدة. من هذا املنطلق تهفو ق صيدتي إاىل جعل اللغة ف ضاء يقوم على ال ستعارة كما هو احلال يف هذا املقطع: ط فلة اجل ن ون اأنا ه و اي ت ي ا ب ت ك ار ق ن د يل ل ن ه ار ي ا ب ت ك ار و ه م ي ح د ق يف ع ني احل ق يق ة. ا ب ت ك ار م و ت ي ض ح ك ال شب ن ف س ج ي ط يل حياة اأ مي ع م ر اأ ب ي. اب تك ار ج س د ي ق ف فيه الز من ي ور ق فيه امل ك ان ش ج ر ة ز ي ت ون. واأي ضا ال ستناد اإىل لغة ت ستدعي بع ض الرموز والأ ساطري: ويف موقع آاخر يح رض النبي يو سف الذي اأ ويل شطر احل سن والقدرة املتفردة يف تف سري الأحالم ومعه زليخة رمز الع شق اجلارف: ر اأ ي ت الآن»ي و س ف» ه ن ا عل ى م و جة ال ش و ق مي ش ي و اث ق ا ومل ا ب ه اأم س ك ت ق ال :»الل ي ل ة يف ح ل م ي اأر اك» فعد ت اإىل يق ظ ت ي. ويف ق صيدة اأخرى ت سجل الكاهنة الببرية ح ضورها الثوري الراف ض: يا اأبتي كيف صد قت بيا ض قرن اجلامو س واأن عظم اجلمل اأ سود واأنه ربا ستنجب لك احلبيبة بعدي طفلة. كيف ا ستطعت اجللو س أالف عام عند راأ سي تتيمم بتاجه ترت ب حاجبي وحتر س ليال غا سقا غ ش ى شعري. ت سل م وجهي ف ضيحته واأقداحا تتمايل يف ليلها. تعل مني الكتابة بالغياب وال شري خطوة واحدة من قم ة جبل اإىل صدره. يا اأبتي دعنا يف غدائر الكاهنة نغت سل نحرتق وفاء ناأخذ القرار يف حالة سكر! ومرة اأ ستدعي هيلني التي صورتها اإلياذة هومريو س كاأجمل ن ساء اأر ض والتي فرت اإىل طروادة ب سبب وقوعها حتت سحر اآلهة اجلمال عند الإغريق فينو س حيث هامت حبا برجل غري زوجها. اإ ضافة اإىل ا ستدعاء اإله النار لدى الهندو س»اأجنبي«و»اأنكيدو«ال شخ صية ال شهرية يف امليثولوجيا ال سومرية وبطل ملحمة»جلجام ش«الباحثة عن اخللود واإك سري احلياة. هل نحن يا جدتي واحد أام كرث ومن لالآخر يحتاج اأكرث
متابعات.. متابعات.. متابعات امللتفون حوله أام الذي حوله ملتفون. من الأكرث ده شة الأنبياء أام ال شعراء من رت ب الكون أام من ن ص ب الأطفال خلفاء. يا جدتي حرريني من رشوري حرري ذاتا مباركة! يا اأيتها الر بة»فاكا«تكل مي خب يني عن آاخر حفل للت ضحية عن حرية بددتها ترنيمة اخللق اإن»اآجني«اأق سم بحرق الكوخ فماذا يا جدتي اأقول والأنبياء يف اخلارج ينتظرون! وميكن القول يف هذا ال صدد اإن اخليال هو الذي يجعل ال شاعر ي ستفيد من معارفه داخل الق صيدة ويعيد اإنتاج تلك املعارف ب شكل يجعلها جديدة ويبعث فيها احلياة واملعنى من جديد باإبداع وخارق ملا كانت عليه. فاخليال ي ساعد الكتابة ال شعرية على املحو يف اللحظة التي ي ؤومن لها البناء اإ ضافة اإىل ت شكيل كائنات تكون قناعنا يف التعبري كما حاولت ذلك يف ق صيدة»اأنثى اجلنون«اأو «أانثى املاء«وغريهما. إان اخليال كما اأحت س سه يف الق صيدة يزاوج بني خيايل ال شخ صي واخليال الذاتي واجلمعي امل شرتك وهو مطيتي لبلوغ هدفني اثنني: الأول ممار سة لعبة ال شعر با تعنيه من هند سة وابتكار ومتنع وترميز واإنتاج و إاعادة اإنتاج وترتيب الفو ضى وتوظيف املخزون اجلمايل لالإن سانية.والهدف الثاين يتيح يل م ساحة خ صبة للتعبري وملمار سة وظيفتي يف الن شقاق والهدم ل سيما واأن الذات ال شاعرة يف ق صيدتي ت سعى اإىل النتقام فنا وبناء من الواقع املبا رش خ صو صا الواقع الجتماعي وال سيا سي العربي الذي يقف باملر صاد ضد حق الفرد يف التغيري ويف الوجود الكامل احلقوق متح صنا يف ذلك بثقافة تعودت الإن صات اإىل صوت اجلماعة اأول وم صلحة اجلماعة اأول يف حني ياأتي الفرد يف مقام متاأخر ولعل التخيل من الأدوات التي مي كن التعويل عليها كي ي سرتد الفرد حظوظه يف الواقع املادي املح سو س باعتبار اأن التخييل فعل يف الق صيدة يت رسب اإىل اأر ض الواقع بفعل الرتاكم والقدرة على النفاذ اإىل خميلة املتلقي والتاأثري فيها. 288
متابعات.. متابعات.. متابعات اأبزون العماين... عبد الرزاق الربيعي [ ال شعر وجدل احلياة 289 اأ شياء كثرية جعلتني اأتوقف عند شخ صية ال شاعر»اأبو علي الكايف ابزون الع ماين«املتوفى سنة 430 ه لعل أابرزها هذه القدرة العالية على ال سبك ال شعري وهذا الإختزال فال جند يف شعره ثرثرة ول تزويقات ول ت صنعا اإنه ي ضع املعنى بني يديك مق رشا من كل ما يثقله يذكرنا ن سجه بجمل املت صوفة ال شعرية الق صرية وات سمت به ن صو صهم من سمات فنية كتكرار الألفاظ وتقابلها كما يف قوله : احلر أادنى ما يكون اذا ناأى والوغد اأن أاى ما يكون اذا دنا كما اإن م سحة الزهد كانت وا ضحة على شخ صه, ومل يكن يتباهى ب شعره وربا تعود قلة ماتركه من ن صو ص إاىل عدم تفرغه ل صناعة ال شعر بل كان من رصفا إاىل الأعمال الديوانية املوكلة اليه يقول حممد بن أاحمد املعروف باأبي احلاجب الذي جمع له العديد من الق صائد والأبيات وا صفا لقاءه به حني ق صد مقامه يف جبل من جبال ع مان»ملا اجتمعت معه مل اأمتكن من جمال سته اإل ملعا ول من مفاو ضته ل شتغاله بالأعمال ال سلطانية ال خل سا ثم إاين ا ستنبطته فوجدته غري معجب ب شعر نف سه على عادة اأبناء جن سه«وك أان هذا التوا ضع وعدم العتداد بالذات اللتني وجدهما اأبو احلاجب يف أابي علي الكايف صفة متجذرة يف ال شعراء الع مانيني»من اأبناء جن سه«منذ القرون الأوىل!! وله ديوان كان يف خزانة الكتب النظامية بني سابور كما يقول اإ سماعيل بن حمد ال ساملي الذي جمع له ديوانا ب 37 ق صيدة صدر عن مطبعة إابراء عام 2009 م حول عالقته ب شعر أابي علي الكايف يقول ال ساملي يف مقدمة الديوان قبل اأن ي صدر كتاب»املذكرة يف الأدب الع ماين«بفرتة تتجاوز ال سنوات كنت قد تعرفت على شعر أابي علي الكايف وقد توفرت لدي يف ذلك الوقت [ شاعر و صحفي من العراق يقيم يف ع مان خمتارات من اأ شعاره فاأ ضفتها يف كتاب املذكرة الذي صدر عام 1997 م ومنذ ذلك الوقت واأنا أاتلقف ما أاح صل عليه من شعره اآمال اأن اأ ستطيع اإ صدار ديوان شعر له وي ضيف ال ساملي»كم كنت سعيدا عندما اطلعت اأن له ديوان شعر خمطوطا يف القاهرة ولكن اإىل حد الآن مل اأطلع عليه«. وبذلك فقد جمع الن صو ص الواردة يف الكتاب من خالل كتب الرتاث وكذلك مو سوعة ال شعر العربي التي اأ صدرها املجمع الثقايف باأبوظبي مرجعا سبب الإ ستعجال بال صدار اإنه كان يرغب يف صدوره بنا سبة مرور األف عام هجرية على وفاته حيث ر أاى»من احل سن اأن يكون لالألفية بادرة جميلة«. وهي حقا كذلك ولكن لو ا ستكمل بحثه واطلع على ديوانه املخطوط لأثرى جهده بن صو ص اأخرى تتوازى مع مكانة هذا ال شاعر الذي احتل منزلة رفيعة بني شعراء ع رصه عن تلك املنزلة يقول اأبو احلاجب «كنت قبل و صويل لع مان اأ سمع باأ شعار الكايف اأبي علي ومتر بي الق صيدة بعد الق صيدة وكنت لفرط اإعجابي بها اأود لو ظفرت بن يرويها عن موؤلفها فتكون النف س حلفظها اأن شط والفكر على ضبطها اأحر ص ل سالمتها واذا ديباجة شعره مع بهائها ورونقها متنا سبة الألفاظ متنا رصة املعاين واذا هو يتجنب اإيراد ماميجه ال سجع وت أاباه النف س فلم اأزل اأنت سخ من حافظيها والتقط من من شديها إاىل اأن ح صل يل ما قيدتها ورويتها عنه«. ويقول اأبو احل سن الباخرزي»كنت اأ سمع له بالفقرة فالفقرة ف أافتقر اإىل اأخواتها ويلتهب حر صي على اإثباتها ثم ظفرت بديوان شعره يف خزانة الكتب النظامية بني سابور«. ولكن الذي شدين إاىل هذا ال شاعر اأكرث كونه عا ش يف العراق سنوات من عمره ثم عاد لع مان لي سكن اأحد جبال املنطقة الداخلية وظل ينتقل بينهما ح سب
متابعات.. متابعات.. متابعات 290 تقلبات الأحوال فهو القائل : واذا الأماين مل تنلها معرقا فاثن العنان و رس تنلها معمنا لذا عا ش»معرقا«و»معمنا«ومل يكن بالهني عليه ترك بلده ع مان ويقرن مفارقته لها بفارقته ال شباب وي رس احلال والهل والأ صدقاء فهو يقول: فارقت اأربعة لها يهوى املنية من يفارق رشخ ال شبيبة والغنى وع مان والإلف املوافق ولكن ما الذي دعاه للتغرب ومفارقة كل ذاك الأخبار املذكورة عنه قليلة ولكننا ن ستنبط اجلواب من شعره, فهو يقول: ما جر هذا اخلطب غري تغربي ومن التغرب ما اأذل واأهونا أازكى بقاع الأر ض وهي ف سيحة ما كان رسب العي ش فيها آامنا وتع رصه اللوعة وي صل به القنوط أاعلى مراتبه حني يقول: ت أابى قبويل كل اأر ض زرتها قدمي رجائي وافتقاري سائقي فك أامنا الدنيا يدا متحرز وك أانني فيها: وديعة سارق فما كان عليه بعد اأن ساءت حاله اإل التوجه اإىل العراق الذي كان يف القرن الرابع الهجري حا ضنة فكرية وثقافية: واإذا أاحبتني العراق فهني عندي اإذا ن زشت علي ع مان لكنه يعود اليها ليقول : ها اأن اأر ض ع مان أانف س بقعة وموؤيد ال سلطان اأكرم صاحب مازال اإما يف صدور جمال س يبني العال اأو قلوب مواكب واإىل أاياديه رصفت مطامعي وعلى معاليه وقفت مطالبي وتنوعت اأغرا ضه ال شعرية فكتب يف العديد منها وله شعر رقيق يف الغزل كقوله: ب أابي حبيب كلما عانقته شبيبتي بعناقه عادت ايل كالراح يجمع بني طيب ن سيمه وبهاء منظره وطيب مذاقه أاخالقه نزه القلوب وباحلري اأن ي ستعري الرو ض من أاخالقه أايقنت اأن ل عي ش غري لقائه اأبدا واأن لموت غري فراقه وزادت من جمال شعره رقة أالفاظه وان سيابية جمله ال شعرية وثراوؤها املو سيقي : أافدي الذي زارين والليل معتكر والأفق مما اكت سى من عرفه عطر فلم نزل نتجارى يف العتاب معا اأ شكو اليه جفاه وهو يعتذر حتى اإذا ما اعتنقنا وا ستتب لنا على اإرادتنا عي ش له خطر ناديت ياليل :دم ليال بال سحر فقال :ليلك هذا كله سحر اأما ديانته فتثري لغطا اأي ضا وقد تطرق اإىل هذا الباحث اإ سماعيل ال ساملي يف حما رضة له قدمها يف مقر اجلمعية الع مانية للكتاب والأدباء الذي عرفه قائال «هو اأبزون بن مهرذ املجو سي الع ماين املتوفى سنة 430 ه ولكن يف خمطوطة املختار من شعره ورد ا سمه كما يلي )الكايف اأبي علي اأقرون بن مهرذ الكراين اأول ثم الع ماين(.. واأكد اإن»جميع امل صادر تقول اإنه جمو سي مقيم بنزوى«وهذا اأثار جدل بني احل ضور فكما هو معروف اأن مدينة نزوى يف ذلك الوقت كانت مركزا دينيا فكيف ترك ع مان كلها واأقام يف هذه املدينة وهو بذلك اإما ال يكون جمو سيا واإما أانه مل يقم بنزوى. اأما عن ديانته املجو سية فهناك الكثري من امل صادر التاريخية توؤكد ذلك الباخرزي معرفا باأبي علي الكايف»هو اأبزون املجو سي من اأهل ع مان«هذا اجلدل حول حياته جاء ليعزز جدل الأ سئلة وال شفرات التي تبثها ن صو ص هذا ال شاعر الذي ي ستحق اأن يلتفت الباحثون إاىل نتاجه لقلة ماكتب عنه فبا ستثناء درا سة للدكتور حممد املحروقي ن رشت يف العدد التا سع من جملة نزوى عام 1997 م ل جند اهتماما ب شعره لذا يظل اجلهد الذي بذله الباحث اإ سماعيل بن حمد ال ساملي على العجالة الوا ضحة يف اإجناز كتابه ي ستحق التقدير.
متابعات.. متابعات.. متابعات كاظم احلجاج تعددية ب نى ال شتغال ال شعري Tشاكر جميد Sسيفو [ 291 يف»غزالة الüصبا«تن ضوي اأغلب ق صائد جمموعة»غزالة ال صبا«لل شاعر كاظم احلج اج حتت سقف التكثيف والإيجاز يف ب نى لغوية ضاغطة ت شي يف معظم سياقاتها البالغية بعنا رص ال سخرية واليهام واملفارقة وبالتايل خلق التوتر يف العبارة ال شعرية لنتاج املعنى ون ستطيع و صف مثل هذه الق صائد ب)ق صائد ال صورة اأو اللمحة ال شعرية او الوم ضة واأحيانا اليقونة( التي ت شع بعنا رصها الت شكيلية من الداخل لتاأ سي س م شهد ب رصي و صوري معا عب تتابع العالقات الداخلية يف بناءاتها اللغوية ال ستعارية والتي ت ستمد دللتها من الب ؤورة وتت شظى املعاين عب سل سلة من املقاربات ال شارية والعالماتية التي تتحرك يف خط واحد من التناظر والتوازي وير شح عن هذه الروؤيا ال شعرية وعي ال شاعر اجلديل احلاد بالأ شياء والكون والوجود وتتكر س لتاأ سي س خطاب شعري تتماثل فيه املرجعيات الذاكراتية ومتاهيات الزمان واملكان ومهيمنات الرمز ال شخ صي واجلمعي التاريخي املتاخم للروحي والغيبي يف بنية املوروث اجلمايل ال ستاطيقي وتتج سد انطولوجيا الذات عب فيو ضات هذه الب نى وانك شاف الالمرئي وات ساع الت شكيالت ال صورية والب رصية وت شاكلهما هكذا نرى أان اجلهد الفني الذي يول د ال شعري داخل ق صائد ال شاعر احلجاج بعية قوى التخييل عب تثوير م ستويني ل سانيني متقاربني ومتجاورين هما )الد ال واملدلول( واإن شاء ف سحة بينهما لرتحيل املعنى من املفرت ض الذهني واحل سي إاىل الواقعي الدليل خللق ح سا سية شديدة واإثارة القارئ و آارباكه ح سب قول ال شاعر كاظم احلج اج يف حوار أاجراه معه يحيى [ شاعر وكاتب من العراق. البطاط واملن شور يف جملة ال صدى )العدد التا سع والأربعون/ الحد 11-5 مار س 2000 م(. إان توفر عنا رص جمالية متاأنقة شديدة اللمعان يف ق صيدة احلجاج اأعطتها سمة الأثارة وال صدمة والإدها ش والإيهام يف آان واحد وتتج سد هذه العنا رص يف قول ال شاعر احلجاج يف احلوار )ال شعر ل يعمد اإىل ك رس اليهام بل هو الذي يخلق ايهامات دائمة لكنه يتيح للقارئ اأن يك رسها لو أاراد( وقد سعى ال شاعر من خالل هذه التقنية اإىل ضخ شعرية الق صيدة بحمولة املفردة وا شعاعاتها وطاقتها ال ستثنائية فهو يرى يف ق صيدته ا شبه ما يقرب من تاأ سي س اأو ار سال شفرة أاو برقية اأو خب ا سود ل كالخبار العادية )دفاعا عن اتهام البع ض لق صيدته على اأ سا س كونها -نكتة( انها م و ج ة سوداء داخل خب وتر شح شفرتها بوا سطة ت ضافر حركة الد ال واملدلول وانتقالتهما وم شاك ستهما ومفارقتهما وبعدهما عن اطارهما املالوف وال سائد: ]اأرف ض/ ي ستطيع حتى الكر سي/ اأن يرف ض بدينا -يجل س عليه-/ باأن../ يك رس نف سه![ )رف ض ص 15 ( ان طاقة اللغة بتحويلها من امللفوظ الذهني اإىل الدليل اأعطت للق صيدة شحنتها ال شعرية وقو ة دللتها الفكرية حمايثة احل س ي والواقعي باخليايل والفنتازي ]فرحي قليل يف املرايا ولأنني اأحببته ك رص ت مر آاتي/ ليكرث.. يف ال شظايا![ )اجزاء املر أاة ص 23(. ومن صيغ املفارقة التي يعتمد ال شاعر يف حتقيق شعرية تنفرد بها لغته هذه ال صورة ال شعرية اجلميلة التي تقوم يف بنية الت شبيه والو صف املمتلئ بحركة الكلمة الفعل وامللفوظة املنتقاة واجلاحمة يف الإيحاء: ]كان زغب خدي ها/ مثل ب خار/ يتطاير../ من ضوء م سلوق![ )ح سناء ص 6( اإن هم ا معرفيا وجماليا ي شغل بال ال شاعر من اأجل تو صيل املعاين التي يج سدها
متابعات.. متابعات.. متابعات 292 بهارة يف بنى ل سانية لي شي د من خال صات هذه املعاين تاأريخا شخ صيا تارة واخرى جمعي ا تدخل يف انتاج املعنى الذي متظهر عب مناخات متعددة وا شتغالت فنية داخل ب نى التخاطب وانعكا ساته على حياته وحياة الآخرين: ]حني وقفت يف طفولتي/ للمر ة الأوىل/ اأمام فتاة خ رضاء العينني/ كنت مرتبكا / واأكاد اأعتذر لها عن.. لوين الأخ رض/ فهكذا ظننت ها ترى الأ شياء![ )لون(. ان ذبذبات اللغة ال شعرية لل شاعر احلج اج تتجاذب داخل ب ؤورة الق صيدة ليتاأمل من خاللها اأناه اأمام روؤية الآخر املماثلة له من خالل معنى وجوده ووجوده هو من خالل وجود الآخر انه يوؤ س س مل شهده ال شعري بنية من اأ شجار املعنى واذا كانت انطلوجيا الأنا ال شعرية قد حتققت يف انتاج معنى الوجود فاإن املوج ه الرئي سي هو الأنا املعليا والذات ال شعرية التي ت سعى للقب ض على ال شياء والوجود بال شعر واإن هذا الوجود ممكن لأنه يتطابق مع ال شتغال الفكري لل شاعر يف حقيقته وكينونته فهو حقيقي وجن ساين معا : ]كان احل ب لدينا اأ رسع من هذه الأيام/ فببيتي الآن امر أاة/ سلمت عليها فتزوجنا!/ هل يكفي هذا الزواج / قل يل: هل كانت ح سناء / حني ابت سمت ومتدد شمع اخلدين/ صارت شفتاها يل قلبا / لو ضحكت لن ش ق اثنني![ ) ص 62(. وتتحقق روؤى ال شاعر عب فل سفته الفرتا ضية يف امناء الوجود ال شخ صي ومتاهيه مع الآخر يف منظومة من املحمولت التعريفية التي ينتقل بها ال شاعر من حالة اإىل اأخرى م شي دا صوره ال شعرية التي يفخخها بال سخرية واملفارقة والتعريف املتعذ ر على تعريفه ح سب قول بول فالريي )وي دخل املتعذر على التعريف يف التعريف..( اإن ا سلوب احلجاج يكاد يجمع بني ال س هل املمتنع يف متظهره اللغوي وبني الخباري البالغي الذهني حني ل يركن اإىل ذاكرته ب شكل تام ومن ضبط وال سلوب ح سب جان كوهني )كل ما لي س شائعا ول عاديا ول مطابقا للمعيار العام املاألوف اإنه انزياح بالن سبة إاىل معيارها.( اأي اأنه خطاأ خطاأ مق صود فال شاعر ل يحر ص على البقاء يف الب ؤورة ب شكل ساكن اإنه يثو ر ترا سالتها وتهومياتها وحمتوياتها خارج ب نى الت شي ؤو والتقليد والقولبة: )اإين رجل خا ض احلرب../ أاذك ر اأين- واأنا اأتقدم أاو اتراجع/ يف الر ض الخرى- قد د ست ورودا../ وقطعت لأجل التمويه غ صونا / ل اأدري كم كانت.. وراأيت النخل يق ص / ومل اأحتج ومل أاذرف دمعا...( ويكم ل ]اأدخلت احلرب لأجل ال.../ اأنا مل اأدخل.../ دخلت يف احلرب../ هل تفهم بنتي ما اأعني [ )من ق صيدته: لقاء اإذاعي مع العريف املتقاعد حط اب ص 61-59(. )مل اأذكر ا سمي للنا س!/ ل تذكره.../ فجهاز اإذاعتنا ح س ا س.. ص 66 ( وحتفل الكثري من ق صائد ال شاعر ب صيغ املقاربة اللغوية والندماج ب صيغ تعبريية لتف ضي اإىل م ستويات دللية متعددة تدفع بالق صيدة اإىل ف ضاء اأرحب واآليات ا شتغال شعري يف الثارة والتق ص ي وتثوير فاعليات جديدة جت نح بها الق صيدة لبتكار معان ا ضافية جديدة يف م شاهد ب رصية و صورية شعرية وفلكلورية تر شح عنها املرارة واحلزن وتعالقات الذاكرة ال شخ صية بالذاكرة اجلمعية. ]مثل خبز الأرياف/ خرجنا من تنانري امهاتنا/ ساخنني/ لأجل اأن نليق../.. بفم احلياة[ )جنوبيون ص 1(. ويجتهد ال شاعر يف اقامة عالقة تتماهى يف ح سي تها الأنا حني يعلن عن ما ي شبه مانفي ستو احلياة حياته هو اأمام م شهد شحوب البتقالة وقرب قطافها ليدل ل من خالل هذه العالقة اإنه كلما تقد م يف ال سن ي شحب وجهه ويكون اإىل زوال مثلما تقطف البتقالة وتكون اإىل املائدة ان قدرا كبريا من الأمل والأ سى يغل ف هذه ال صورة: [ إاين فتى كالبتقالة/ شاحب / والبتقالة ل تخاف/ لكن ما... يفر وجه البتقالة/ كل ما قرب القطاف![ ص 22 اإن عالقة جدلية بني اعالن ح ضور الآخر اأمام الأنا وغياب الأنا أاما غياب الآخر هي ت سويغ رشعي وت سو غ هذه الروؤيا كتابة الغياب واحل ضور يف م ستوييها احل س ي والروؤيوي لتحقيق أانزياح يف املعنى ان منظومة اللفاظ التي ي شتغل عليها ال شاعر لتاأ سي س م شهده ال شعري تظل يف عالقة ]جتاذب ح سب )ياكو ب سن( وذلك لتاأدية وظيفتها اجلمالية وهي الوظيفة اأو العملية التي تعمل على انتهاك متعمد ل س نن اللغة العادية[ وينهل ال شاعر من منهل ال صوفية يف بنية لغوية شديدة اليجاز والتكثيف ليجرتح هذه ال صورة ال شعرية التي ي ر س خ فيها ا شتغاله على القول ال شعري العميق واملوجز: ]اإين../ رجل../ يخجل../ من ي ] ) ص 51 (.
متابعات.. متابعات.. متابعات 293 قد تبدو العملية ال شعرية عند ال شاعر احلج اج لعبة ب نى ور ؤوى وهي فعال تتحقق يف قيادة اللغة اإىل منطقة املغامرة يف ت شكيالت من احلدو س واللغاز التي تنغلق بفعل الت شكيل الذهني لتنفتح يف نهاية الق صيدة م شكلة ال صدمة والثارة والدها ش والفزع اأحيانا : ص 8 ]اأجمل بيت فوق الأر ض/.. الت فاح/ لول../ اأن ال ساكن.. دود![ ص 1 ان ال شاعر ير س خ قدرا من الرباك اواللتبا س يف تثوير املعنى يف نوع من ال شتغال البالغي املتمظهر يف النظام العالئقي لالأ شياء وا شغال امل سافة املمتدة بني الدوافع والنتائج بالرتي ث يف تنقيطه املتواتر حيث ي ضع القاريء يف انقطاعات مت صلة ملالحقة املعاين من ب ؤورة املجهول اإىل فاعلية العالقة املتعي نة بني اللغة وال شعور وبني اليهام والف ضاء اإىل بيا ضات ممتلئة اإنني اأجده امام بيا ض ذلك الذي ي سمي ه ال شاعر الفرن سي )مالرميه( -ال صفحة البي ضاء- لي ؤودي يف معناه )اإىل اخللق من عدم( وجت سد الكثري من املظاهر التعبريية لق صائد ال شاعر ا ستبطان الذات يف عالقتها بالعامل والتي جعلت ف ضاءها ف ضاء العامل نف سه حيث ا شتغال الذات ال شاعرة على مهيمنات الروؤيا الزمانية واملكانية وطقو سهما يف حماور ن سيجية ت أاملية ترتبط ببع ضها يف عالقات وك شوفات وترا سالت الر ؤويا واخليال فف ضاء املكان يف ر ؤويا ال شاعر هو عمق الأر ض وال سماوي الكوين وال سطوري وامليثولوجي والتاريخي هو ]ثريا جمموعته[ وعنفوان ذاكرته اخل صبة وتعالقاتها اليومية يف ثنايا املكان وفل سفته وجماله وفقهه. ]ويح ذاكرتي!/ اأتذكر رائحة احلب/ أاول يوم كتبنا به/ ورائحة القلم اخل شبي/.. وكحول الطبابة:/ ك ن ا ن لق ح يف اأول العام/ ضد التدر ن )يحفظنا اهلل(/..مات صديقي به/ واأخي كاد../ ما زال كهال نحيال..! وكانت حملتنا يف امل ساء ت ضاء ب ضحك اأطفالها/ ويح ذاكرتي/ اأتذك ر عني )الغزالة(.. كانت ت عل ق ق م صان اإخوانها../ ح رستي من زمان: اأن اراها ت عل شق ف ستانها../ يف زمان ال شنا شيل كان الن ساء ي عل ق ن اأثوابه ن / بزاوية ل يراها الرجال![ ) ص 67 (. وي ستفيد ال شاعر كاظم احلج اج من خمتلف الطرازات الفنية والأدبية فمن احلكاية اإىل الق صة وال رسد املوجز واملكثف وا ستدعاء ال ضمري ال شخ صي فيها اإىل الراوي العليم بالوقائع والأحداث ون سيجها ومالب ساتها اإىل تقنيات امل رسح وال سينما ونظام الفال ش باك فيهما يظل ال شاعر ميزج بني كل هذه الفنون لتاأ سي س م شهد شعري غني يف تفا صيله ال صورية والب رصية واحل س ية وتقع الذات يف بوؤرة احلدث لتكون هي الفاعلة والرمز واملر آاة واخللق م سبغا كل هذه املقاربات املتوا شجة يف عالقاتها الن سانية والتاريخية ب ستويات عاطفية عب ا سئلة ل تعرث على اجاباتها اإل داخل الفعل ال شعري الذي تقوم على فاعليته الق صيدة: ]ولأين نحيل / مل اأكل ف الرب طينا ليخلقني! صاح بي: يا انا هو/ ففتحت عيوين... ولأين نحيل فاإين الأحن على الأر ض/ يا وطني!/ هل ت راين أادو س ت رابك كالآخرين /.. األ ست الأخف عليك / األ ست الأحن [ وي ضخ ال شاعر ق صيدته بنظومة لغوية ميثولوجية زاج ا يف مفا صلها بع ض الرموز التاريخية الأ سطورية القدمية لعطائها م شهدا جماليا متحركا بالرمز وال شارة والعاطفة والروؤيا وقوى التخييل ]ع شتار../ ل ت ست حم مثلما كانت بال../ فالطائرات -دومنا حياء-/ تبحث يف الأهوار عن اأ رسار[ إان املالحظ الدقيق ملعظم ق صائد ال شاعر يرى بقوة اإىل منظومة لغوية تر سل ا شارات عديدة عالية ال سخرية واملفارقة واليهام كما ظهرت يف املقطع ال شعري الآنف الذكر والق صيدة التالية: ]اإمر أاة حبلى يف اآخر ايام احلمل/ جتل س صاغرة تبت سم / يجل س قد ام املراأة رجل بثياب البيت/ يبدو رش سا ب شوارب قر صان/ وباأ حدى كفي ه ع صا/ تتهدد بطن احلامل/ والتعليق: )فليت أادب منذ الآن!([ ومن لغة الذاكرة اليومية والتفاتات ال شاعر اإىل بيئته وخ صو صياتها وموروثها اجلمعي وحكاياتها ال شعبية يوجز لنا ال شاعر هذه املروية يف صورة مكث فة رائعة: ]نفك رص ة احل زن بوجه ال رضيح/ نبكي../ يقول والدي:/ لن سرتيح/ فال رشق دمعتان: للح سني يا ب ني / وللم سيح![ ) ص 14(. وتنتظم ق صائد عديدة اأخرى حتت سقف الإثارة واملفارقة والإدها ش وتاأ صيل ب نى حياتية منها يف ن شدان احلرية وا ستعادة الزمان عب متغريات املكان والبحث عن ال صفاء واخللود ون شدان احلكمة املعم قة وتاأ صيلها و رصاع الأنا مع العامل واحلياة يف اجواء احلرب وملحقاتها وف ضاءاتها هكذا بدت لنا وراأيناها غزالة شعرية.
متابعات.. متابعات.. متابعات أا سامة العي سة يف»امل سكوبية«رواية الأمل والعذاب Sسما حùسن [ 294 عن من شورات مركز اأوغاريت الثقايف يف رام اهلل صدرت رواية)امل سكوبية(«ف صول من سرية العذاب«للكاتب وال صحفي الفل سطيني اأ سامة العي سة. ي صور الكاتب وال صحفي اأ سامة العي سة الواقع املزري الذي يعي شه املعتقلون الفل سطينيون يف اأقبية املعتقالت الإ رسائيلية وظروف العتقال والتحقيق التي يتعر ضون لها وقد اختار الكاتب ا سم اأحد املعتقالت الإ رسائيلية وهو معتقل امل سكوبية وقد اأطلق هذا ال سم على املعتقل حيث ا شتق ا سمه من )امل سكوب(وهو ال سم الذي يطلقه عامة النا س على الرو س ويعود تاريخ معتقل امل سكوبية إاىل العام 1857 م حيث بناه الرو س كمجمع للم صالح الرو سية وي ضم ن زل للحجاج الذين يجدون فيه كل شيء من امل ست شفى اإىل الكني سة وحتى املحكمة وال سجن وجميعها اأبنية فخمة ذات هند سة معمارية مميزة بنيت من احلجارة املحلية( ص 48 وعندما احتل البيطانيون فل سطني يف احلرب العاملية الأوىل وو شل اجلرنال البيطاين القد س يف 1917-12-9 اأعلن مد نفوذ الحتالل على فل سطني من قلعة باب اخلليل وجاء يف كلمته»الآن انتهت احلروب ال صليبية«ص 52 وكانت الثورة البل شفية قد قامت يف رو سيا يف ال سابع من نوفمب ذلك العام )وو ضع البيطانيون اأيديهم على الأمالك الرو سية يف فل سطني ومن بينها تلك الدرة امل سكوبية التي حتولت اإىل أاحد املراكز الأمنية لالحتالل اجلديد واأ ضحت سجنا ا ستقبل [ كاتبة من فل سطني. اأفواجا جديدة من املثقفني وال سيا سيني ورجال الدين امل سيحيني وعلماء الدين امل سلمني ورموز احلركة الوطنية«. وقد ا ستعر ض الكاتب يف الكتاب عدة نقاط ما زالت را سخة يف ذاكرته حيث تعر ض لالعتقال يف العام 1982 ومن هذه النقاط التي ا ستعر ضها: شهادات حية عن التعذيب الذي يتعر ض له املعتقلون وكذلك نقل شهادة حية عن تدمري حارة ال رشف و باب املغاربة وم سجد الباق يف القد س وكذلك نقل للقارئ صورة عن مرحلة تاريخية يف القد س هي حرب 1967 وما نتجت عنه احلرب وهناك ا ستعرا ض لالإرث التاريخي لباب العامود اأو باب دم شق واأورد روايات حول الت سمية و ضياع العامود الأ صلي وعن ال رصاع بني الفالحات ال صابرات و رشطة ما ي سمى بلدية القد س وم صادرة الب ضاعة منهن وحتدث عن فروق الزمن يف ال سجن وخارجه. ثم حتدث عن اأحداث اقتحام احلاقدين للم سجد الأق صى عام 1982 واإطالق النار و سقوط ال شهداء واإ صابة الع رشات ومل يغفل الكاتب جرمية اليهودي ال سرتايل غولدمان الذي أاطلق النار على امل صلني يف باحات امل سجد الأق صى يف ني سان )ابريل( 1982 مما اأدى اإىل ا ست شهاد ثالثة واإ شابة الع رصات بجراح واعتقال املئات الذين اقتيدوا اإىل معتقل امل سكوبية للتحقيق والعتقال اأي ضا. وتطرق الكاتب اإىل نف سية املعتقل و رصاعاته الداخلية يف خمتلف املراحل والتجارب التي
متابعات.. متابعات.. متابعات مير بها ك صاحب حق و صاحب ق ضية)ل يوجد خال ص لك من زنزانتك اإل اأن تكون نف سك صاحب ق ضية تريد اأن تنت رص على حمقق يجب أان تراه جمرد خادم يدافع عن ق ضية خا رسة(. وا ستعر ض الكاتب اأ ساليب التعذيب الوح شية التي ي ستخدمها الحتالل ومنها التعذيب اجل سدي والنف سي مثل ال رضب املبح على كافة اأع ضاء اجل سم با فيها الأع ضاء التنا سلية والتعليق من القدمني لأيام وهو ما يطلق عليه ا سم «ال شبح«وذلك يف قوله: ( يطول ال شبح وي صبح غري املمكن ممكنا فامل شبوح الذي مي سك نف سه عن التبول ياأخذ يف نهاية الأمر عند ا شتداد اآلم املثانة قرارا ل اإراديا باإراحتها ومثل كل الأمور تكون ال صعوبة يف البدايات( ص 69 وتقييد الأيدي وترك املعتقل يتبول يف ثيابه دون ال سماح له بق ضاء حاجاته الإن سانية وما ي صاحب ذلك من عذابات نف سية وترك املعتقل يف زنازين ضيقة ومعتمة ل يعرف ليله من نهاره واإ ضاءتها ب صابيح شفراء خافتة لتدمريه نف سيا ودمج املعتقلني اأمنيا مع املعتقلني اجلنائيني الإ رسائيليني وتعر ضهم لالعتداءات اجلن سية من ال شواذ اليهود. ومل ين س الكاتب اأن يو ضح اأن الحتالل ل يفرق بني الرجل واملراأة يف العتقال والقتل يف قوله: )اعرتف اإيتان بن مو شيه بن اإنيان باأن ه عندما كان يف ع صابة الإت سل شارك يف تنفيذ مذبحة دير يا سني )عام 1948( باإ صدار الأوامر لأفراد ع صابته بقتل املدني ني وعندما شاهد اأطفال اأ صيبوا قال لأفراد ع صابته: اق ضوا عليهم واإل فالويل لنا اإن كبوا ور و و ا ما شاهدوه(. وقد ا ستخدم الكاتب الأ سلوب الروائي حيث ا ستخدم فيه اأ سلوب ال سرتجاع flah back وبلغة اأدبية رغم اأن املو ضوع ل يحتمل البالغة لكن مرور الزمن ما بني العتقال والتدوين و صقل جتربة الكاتب بدخوله معرتك احلياة اأدبيا وثقافيا و سيا سيا واجتماعيا وحياتيا اأملت عليه اأن يبدع عمال روائيا رائعا رغم مرارة مذاق امل ضمون الذي تعر ض له هو شخ صيا. هذا وقد سبق العديد من الكتاب واملعتقلني شهادات حية عن املعتقل وال سجن ومنهم سبق الدكتور اأ شعد عبد الرحمن يف بداية سبعينيات القرن الع رشين )يوميات سجني( كما صدرت جمموعة ق ص ص ) ساعات ما قبل الفجر( لالأديب حممد خليل عليان يف بداية ثمانينات القرن املا ضي و)الزنزانة رقم..( جلبيل الرجوب وروايتا ) ستائر العتمة ومدفن الأحياء( وحكاية )العم عز الدين( لوليد الهوديل و)حتت ال سماء الثامنة(لنمر شعبان وحممود ال صفدي وكتاب)ر سائل مل ت صل بعد وجمموعة سجينة الق ص صية( للمرحوم عزت الغزاوي وكتاب )العتقال واملعتقلون بني ال صمود والعرتاف( للنائب ح سام خ رض ويف ال سنوات القليلة املا ضية صدر كتابان لرا سم عبيدات عن ذكرياته يف الأ رس. 295
متابعات.. متابعات.. متابعات الب عد االإن ساين يف االأدب ال شفاهي ال صداقة يف شعر»الدبرارات«اأمنوذجا حممد الûشحري [ 296 نعي ش زمن البحث عن الذات فيما منلك ويتملكنا فيما يحيط بنا وي شري نا أاو قل يف ثقافتنا التي ورثناها والتي سنورثها ملن ي أاتي بعدنا والذين سيورثونها كذلك للخلف هكذا تتوارث الأجيال والثقافات اإىل اأن يعلن الدهر ا ست سالمه للقدر. وبهذا املعنى ن سلط ال ضوء على الن ص املتوارث تراثنا الذي وجدنا اأنف سنا ندور فيه وعندما أاقول تراثنا أاعني بذلك الأنا الفردية والنحن اجلمعية والأنا هنا اأ ضعها أامام الآخر أاي كان موقعه ومكانته. يوحي لفظ الرتاث للبع ض على اأنه جمموعة من الأ شياء املادية يتطاير منها الغبار وتنبعث منها رائحة الهرم وي سودها الهرتاء وبالتايل تنزوي هذه ال صور يف ذاكرة قامتة ل تقيم أاي وزن للرتاث ول تفرق بني تراث مادي متمثل يف أاحجار واأدوات و أازياء.. أالخ وبني تراث غري مادي شفاهي أاعتمد على الذاكرة يف البقاء هذا الرتاث ال شفاهي ساهم يف تدوين التاريخ الأحاديث النبوية مثال فبعد وفاة الر سول ك تبت الأحاديث من أافواه الرواة وهكذا دخل الرتاث ال شفوي يف دائرة الهتمام ولي ست الأحاديث وحدها التي انتقلت من مرحلة ال شفاهية إاىل الكتابة بل سبقتها أاي ضا العديد من الآداب وال سري والبطولت يف الثقافة العربية إاذا هل يحق يل أان أاقول اأن جزءا من ثقافتنا العربية كان شفاهيا يف البدء ثم اأ صبح مكتوبا بعد ذلك أاقول نعم اإذا اأمعنا النظر يف املرحلة التي سبقت الإ سالم امل سماه»بالع رص اجلاهلي«مع حتفظي على ال سم لأنه بر أايي أان تلك الفرتة مل تكن كلها جاهلية بل فيها جوانب م رشقة ميكن أان تذكر ومل ينقطع هذا الرتاث ال شفوي عن التدوين يف الع رص الإ سالمي فعلي سبيل الذكر رحلة ابن بطوطة إاذ مل يكتب ابن بطوطة شيئا خالل رحلته و إامنا أامالها [ قا ص وكاتب من ع مان. باأمر من ال سلطان املغربي اأبي عنان على الكاتب وال شاعر حممد بن ج ز ي الذي فرغ من تدوينها يف سنة. 1356 بعد هذه الإطاللة اأود اأن اأحتدث عن مكونات الأدب ال شفاهي وال صداقة والدبرارات. الأدب الûشفوي: أاعني بالأدب ال شفوي كافة الآثار اللغوية التي تثري فينا بف ضل خ صائ ص صياغتها انفعالت عاطفية اأو اح سا سات جمالية والتي تعتمد على ال شفاه يف إاي صالها اإىل الآخرين واأق صد كل الأدب املنطوق باللغة ال شحرية وهي الدبرارات والنانا والأمثال واحلكم. ي صنف الأدب ال شفوي ضمن الرتاث غري املادي الذي ي ق صد به «املعتقدات والأ ساطري واأ شكال التعبري اللفظي واملعارف واملهارات التي تعتبها اجلماعة والأفراد جزءا من تراثها الثقايف وبذلك ي درج ضمن الرتاث الثقايف الذي ي ق صد به «جمموعة النماذج الثقافية التي يتلقاها ال شخ ص من اجلماعات املختلفة التي يعي ش معها«. الدبرارات: الدبرارات : هي ق صائد طويلة مكونة من ع رشات الأبيات املوزونة يطرح فيها ال شعراء اآراءهم وق ضاياهم ويحر ص ال شاعر على تاأثيث دبراراته بفردات جميلة ورائعة وتقال يف املدح والهجاء والرثاء والتحري ض اأحيانا وقد اأجاد العديد من ال شعراء يف هذا املجال نذكر منهم على سبيل املثال ل احل رص ال شاعر عامر سهيل العمري املعروف )بعامر شودر( وال شاعر حماد سعيد اإرعيب العمري وال شاعر حماد سامل ك شوب املعروف )بحاد الفهد(.
متابعات.. متابعات متابعات.. 297 الüصداقة : متدنا املعاجم اللغوية العربية بالعديد من التعريفات لل صداقة فقد جاء يف ل سان العرب لبن منظور ال صداقة من ال صديق وال صديق نقي ض الكذب وبهذا تكون ال صداقة هي الن صيحة والإخاء وال صديق هو امل صادق لك واجلمع صدقاء و صدقان واأ صدقاء واأ صادق وقد يقال للواحد واجلمع واملوؤنث كما ذكره ا سامة سعد اأبو رسيع يف كتابه ال صداقة من منظور علم النف س ال صادر ضمن سل سلة عامل املعرفة عدد 179 واملن شور يف فباير 1993 الكويت. وجاء يف كتاب «الفروق يف اللغة لأبي هالل الع سكري اإن ال صداقة تعني اتفاق ال ضمائر على املودة. وتوجد العديد من املوؤلفات العربية التي تك شف لنا عناية املفكرين العرب بال صداقة فقد خ ص ص ابن املقفع بابا بعنوان «يف معاملة ال صديق يف كتابه )الأدب الكبري( يركز فيه على اآداب التعامل مع الأ صدقاء ومن اأقواله «اأعلم اأن اإخوان ال صدق هم خري مكا سب الدنيا هم زينة يف الرخاء وعدة يف ال شدة ومعونة يف املعا رش واملعاد«. كما كتب ابن م سكويه يف كتابه»تهذيب الأخالق وتطهري الأعراق«اإن النا س ي سعون يف حياتهم لنيل واحدة اأو أاكرث من بني ثالث حاجات وهي اهلل واملنفعة والف ضيلة ويف هذا الكتاب يظهر تاأثر ابن م سكويه بر أاي اأر سطو يف ال صداقة يف كتابه )علم الأخالق( الذي مييز فيه صداقة الف ضيلة عن صداقة املنفعة و صداقة اللذة ويقول اأر سطو اإن أاف ضل صداقة هي صداقة الف ضيلة لأنها ل م صلحة من ورائها ول لذة جتري خلفها كما أان ال صداقة احلقة ل تتكون ب رسعة ابداأ واأنها ل تكتمل اإل على مدى الزمن ويقول اأر سطو اأي ضا «إان البعد بني ال صديقني ل يقطع ال صداقة ولكن يوقف مظهرها اإيقافا موؤقتا و أان ال صداقة احلقة تقت رص على شخ ص واحد لأن الروابط املتعددة ل تكون بالعمق املطلوب فمن ال صعب أان يحظى ال شخ ص بحب الكثريين ويرتبط معهم ب صداقة كاملة. الüصداقة يف ثقافتنا املحلية: ي عد الإن سان كائنا اجتماعيا بالطبع فهو ل يعي ش بعزل عن الآخرين ول ي ستطيع اأن يتعاي ش مع الوحدة فهو بحاجة دائمة اإىل الأ صدقاء لذا فاإن البحث عن ال صداقة لي س وليد اللحظة بل هو اهتمام منذ القدم نظرا للمكانة التي ت شغلها ال صداقة كقيمة اإن سانية جميلة يعتز بها الفرد وحتافظ عليها اجلماعة ويتقبلها املجتمع. لذلك مل يكن من امل ستغرب اأن يحتفي الرتاث الإن ساين بال صداقة ويدعو اإليها كونها ق ربى خارج نطاق الأ رسة والع شرية وهذا ما جنده يف تراثنا ال شفاهي اإذ جند يف شعر الدبرارات املنطوقة باللغة ال شحرية الكثري من ال شعراء الذين ميجدون ال صداقة ويطلبون انتقاء الأ صدقاء والوقوف معهم وقد ذكرنا بع ضا مما كتبه اأر سطو يف كتابه ( علم الأخالق( الذي شدد على اأهمية ال صداقة باأنها احدى احلاجات ال رضورية للحياة لأنه ل يقدر اأن يعي ش بال اأ صدقاء مهما توافرت له اخلبات فالأ صدقاء هم املالذ الذي نلجاأ اإليه وقت ال شدة وال ضيق وجند بني ما ذكره اأر سطو وبني ما نعي شه يف حمافظة ظفار بع ض التماهي ذلك لأن الفطرة الإن سانية واحدة اأينما وجد الإن سان ب رصف النظر عن مكانه وزمانه. لل صداقة يف ظفار مكانة متميزة بل و سامية تلك ال صداقة ت صل يف كثري من احلالت إاىل القرابة وي صبح ال صديق من ذوي القربى له ما عليهم وعليه ما عليهم بل يف بع ض الأحايني بلغت ال صداقة بني بع ض الأ صدقاء يف ظفار اإىل حد التوريث فال صداقة ل ترحل برحيل صاحبها بل تظل متوارثة كرباط مقد س واأود اأن أاطلق على هذا النوع من العالقة»بال صداقة املقد سة«ويطلق على ال صديق يف اللغة ال شحرية )الع شري( دليال على املكانة التي يوليها الأقدمون لل صديق فهو صاحب وع شري. لذلك مل يكن من امل ستغرب اأن جند ال صداقة حا رضة ح ضورا ظاهريا يف الكثري من موروثنا ال شعبي ففي الأمثال مثال جند : - اأتغ رب اأعا رصك اأد خللف ع ش: ترجمته ل تعرف صديقك حتى ت ستبدله. - اأع رش اإرحيم اإخري عر أاغا اإديفر: ترجمته ال صديق الفا ضل أاف ضل من ال شقيق ال سيء. - األبيكي تو عر س ودقي ب ل اإ ضحك تو عر خ صمي : ترجمته ما اأبكاين اإل صديقي وما اأ ضحكني اإل عدوي. - اأي شقوا ثرن عي شور :ترجمته ل يتباغ ض الأ صدقاء.
متابعات.. متابعات.. متابعات 298 - اإيري حكوم بجا ش األعد اأع رش اأديي :ترجمته من هرم وخرف مل ي عد صديق اأحد. هذا بع ض مما وجدناه يف موروثنا ال شعبي عن اأهمية الأ صدقاء وال صداقة. مل تلد ال صدفة هذه الأمثال واحلكم بل تو صلت اإليها قناعة القدماء أاي اأن صياغة هذه الأمثال قد صاغتها التجربة فالإن سان ل يحدد ح كمه جتاه الأ شياء اإل بعد يقني هذا اليقني يقال عنه ل حقا حكمة. ناأتي الآن إاىل بع ض املقتطفات من شعر الدبرارات وا ست شهد هنا ببع ض الأبيات من شعر لل شاعر املرحوم حماد سامل ك شوب املعروف )بحاد الفهد( وقد اخرتت أا شعار حماد الفهد كونها حمفوظة يف اأ رشطة سمعية )كا سيتات( ميكن سماعها وترجمتها بالإ ضافة إاىل غزارة الإنتاج ال شعري لدى حماد الفهد خا صة فيما يتعلق بذكر ال صداقة وال صديق. قبل ذكر الأبيات أاود اأن أاطرح راأيا يف ال صور اجلمالية ل شعر الدبرارات التي يج سد فيها ال شاعر ما يراه وما يحيط به لذلك جند املكان اجلغرايف حا رضا بكثافة يف الدبرارات فال شاعر مثال ي صف حركة ال سحب ونزول الأمطار وطلوع الع شب وعلو القمم اجلبلية ومن اأروع ال صور يف شعر الدبرارت و صف امتداد الظل وهو مامل جنده يف جماليات ال شعر العربي هذا إاذا ا ستثنينا ق صيدة حممود دروي ش )و صف الظل العايل( كما يف صل ال شاعر الزمن إاىل حلظات ومواقيت. ونفهم من ذلك اأن الإن سان يتمثل ما يحيط به ويدركه من خالل املعاي شة ويطرحه كاأدب اأو فن بعنى اآخر اأن ال شاعر هو ابن بيئته ير صد ما يدور فيها وي ستنطق مكوناتها من خالل خماطبتها يف الأ شعار اأو الر سوم فعلى سبيل املثال توجد يف كل النقو ش املحفورة اأو املر سومة على اجلدران يف كل اأنحاء العامل توثيق للحالة التي عا ش ذلك الإن سان فهو ير سم حيوانات اأراد صيدها اأو كان ميتلكها اأو يخط ر سومات لل شم س والنجوم. من هنا نفهم ح ضور البيئة يف الأدب ال شفاهي يف ظفار مثل شعر الدبرارات اأو النانا وغريها. الüصداقة يف الدبرارات: ي أاتي ذكر ال صديق يف الدبرارات )بالع رش( والع رش اأوالع شري تعني ال صاحب. وهنا يقول حماد الفهد يف دبرارته : تعبار ب سن اإرعبيب.. من عق اإذ طلع بعقر «إادور اإزيون رحيم.. دون اتقبلب.. كون دفر. ذبي ش العك تطيف شنج.. بع رش األغرب ع رش. بفرح اأتفطن س ل... اإذ ح رك دي ش ي شعذر. ترجمتها: رجع الزمان جميال.. لكن عواقبه وخيمه ففيه ل تزور اأهل.. و صديق ل يعرف اأ صدقائه والنخوة ل تتفطنها.. اإذا طلبت منه يعتذر. ويقول يف دبرارة اأخرى : ي رص اأع رش اإرحيم.. هري ح ك اأعيون ب شن ضف ب ش ا ص نخ اإك ساء..عق اأع ضي ض بين سف. ترجمتها: يقف ال صديق الفا ضل.. اإذا امتحنته ال سنون. فيه الهمة جتد.. يف ذاته والبدن. يقول الفهد يف دبرارة اأخرى:»عمد اأع رش اإرحيم.. دك اأتبتلى بذفذف كل حهل تك س ش ل ديديت.. بعق اركن ين ضف«ترجمتها: اأعتمد على ال صديق الفا ضل.. ول تبتلي بالبقية دائما جتده على ارتياح.. الهمة فيه والعزمية. ختاما اأقول اأن تراثنا ال شعبي مليء بال صور الإن سانية التي ل نلتفت اإليها اإل بعدما جندها لدى ثقافة الآخرين ونظن يف بادئ الأمر إان ثقافتنا شعبية ل تر ضي غرورنا الذاتي فنتبنى ثقافات اأخرى ل متثلنا ول ميكن اأن ن صل اإىل جوهرها اإذا اأن اجلوهر يعني الذات ن شعر فما قيمة الأ شياء اإن فقدت جوهرها وما معنى احلياة بال ذات. واأقول يف نهاية هذا املداخلة ما قاله الإمام ال شافعي: اإذا مل يكن صفو الوداد طبيعة فال خري يف ود يجيء تكلفا ول خري يف خل يخون خليله ويرميه من بعد املودة باجلفا سالم على الدنيا اإذا مل يكن بها صديق صدوق صادق الوعد م ن صفا.
متابعات.. متابعات.. متابعات املعارف التقليدية املوروثة وعالقتها بامللكية الفكرية [ يحيى بن عيùسى الريامي غالبا ما تنظر املجتمعات الأ صلية والتقليدية اإىل ا شكال التعبري عن ثقافتها التقليدية املوروثة/ الفولكلور على اأنها لتنف صل عن أانظمة املعارف التقليدية مثل)املعارف الطبية والبيئية واملعارف املتعلقة باملواد البيولوجية( بيد اأن اأ شكال التعبريالثقايف/الفولكلور التقليدي تناق ش يف سياق امللكية الفكرية بعزل عن املعارف التقليدية عادة ولي س الغر ض من ذلك الإيحاء باأنه ينبغي التمييز بينها على نحو م صطنع يف سياق املجتمعات و إامنا يج سد بب ساطة جتربة وا سعة النت شار التي اأثبتت اأن الأدوات القانونية املتباينة وجمموعة خمتلفة من امل سائل ال سيا سية تنجم عادة عن تطبيق حماية امللكية الفكرية للحفاظ على اأ شكال التعبري الثقايف التقليدي من جهة واملعارف التقليدية التقنية من جهة أاخرى. وعلى ذلك فاإن حماية امللكية الفكرية تكمل الأمناط التقليدية لأ شكال التعبري الثقايف و أانظمة املعارف التقليدية وهي ت رسي خارج نطاق املجتمع الأ صلي ولكنها ل ترمي إاىل احللول حمل عادات وممار سات املجتمع أاو تقليدها. وقد أاثبتت جتارب عديدة اأن حماية اأ شكال التعبري الثقايف التقليدي بوجب امللكية الفكرية تثري م سائل حمددة ب شاأن ال سيا سة الثقافية وتنطوي بخالف املعارف التقليدية التقنية على مبادىء أاكرث قربا من تلك التي تقوم عليها اأنظمة حق املوؤلف واحلقوق املجاورة. ولذلك فمن املحتمل أان تكون املبادىء العامة واحللول املحددة لإ شكال التعبري الثقايف التقليدي واملعارف التقليدية خمتلفة. ومن املهم اأن تكون اأ شكال حماية الفولكلور م ستهلة وحمددة بناء على مبادىء و سيا سات قانونية وثقافية مالئمة. [ كاتب وباحث من ع مان. مفهوم املعارف التقليدية هناك حاجة ملحة إاىل و ضع تعريف للمعارف التقليدية على اأن ما ميكن ا ستنتاجه الآن هو اأن املعارف التقليدية هي مفهوم متعدد الأوجه ي ضم عنا رص متعددة. وما مييز املعارف التقليدية اأنها ل تنتج ب صفة عامة آالية حمددة ولكن وفقا لتجاوب املبدعني أاكانوا جماعات اأو أافرادا ملحيطهم الثقايف وتفاعلهم معه. ولهذا ال سبب قد ل ت ستجيب اآليات امللكية الفكرية القائمة املهي أاة للعمل يف سياق التجارة ب شكل كامل للطبيعة الثقافية التي تتميز بها اأ سا سا املعارف التقليدية. و إاذ متثل املعارف التقليدية قيما ثقافية فهي غالبا ملك جماعي وهذا ناجت عن اأن ما يعتب يف بع ض الأحيان قطعة من الأدب )ق صيدة شعر مثال ( أاو اخرتاعا تقنيا منف صال )كالنتفاع بورد نباتي لعالج اجلروح( هو يف احلقيقة عن رص يندمج يف معتقدات ومعارف وا سعة معظمها معقد ومتما سك ل يتحكم فيه الأفراد الذين ي ستعملون أاجزاء منف صلة من املعارف ولكن ي سيطر عليه املجتمع املحلي أاو جمموعة ال سكان. وزيادة على ذلك تنتقل معظم املعارف التقليدية شفهيا من جيل اإىل آاخر ولذلك فهي تبقى غري موثقة ب شكل وا سع. واجلانب بالغ الأهمية يف املعارف التقليدية اأنها )تقليدية( بالنظر فقط اإىل اأن إابداعها والنتفاع بها هما جزء من التقاليد الثقافية للمجتمعات املحلية ومن هنا ف إان نعت املعارف باأنها تقليدية ليعني بال رضورة أانها قدمية فاملعارف ت بتكر كل يوم وتتطور ا ستجابة من الأفراد واملجتمعات املحلية التي يطرحها حميطهم الجتماعي. وعند النتفاع بها ت صبح املعارف التقليدية هي اأي ضا 299
متابعات.. متابعات.. متابعات معارف معا رصة وهذا اجلانب هو مبر اإ ضايف للحماية القانونية واملن شود هو لي س فقط و ضع نظام لتوثيق املعارف التقليدية التي مت اإبداعها يف املا ضي و صونها لأنها قد تكون على و شك الندثار ومن املهم اأي ضا التفكري يف نظام ي ساهم يف ن رش البتكارات القائمة على اأ سا س النتفاع املتوا صل بالتقاليد والنهو ض بها ولذلك فاإننا ل نتحدث فقط عن صون املعارف املوجودة الآن ولكننا نتحدث اأي ضا عن صون ما هو موجود كاأداة رضورية وقوية لتعزيز البتكار التقليدي املتوا صل والطاقة الإبداعية. املبادىء الرئيùسية املميزة للمعارف التقليدية املعارف التقليدية غري حمددة بجال معني فهي ت شمل كافة املجالت مثل املعارف املتعلقة بال صحة والطب التنوع الإيحائي البيئة الطعام والزراعة املعارف املت صلة بالفنون كالرق ص واملو سيقى... اأعمال الن سيج وفنون النحت وغريها الكثري مما تنتجه ال شعوب كذلك ف إان تلك املعارف اأي ضا تن شاأ نتيجة تفاعل عوامل متعددة مع بع ضها البع ض فتفاعل املعرفة العلمية مع التاريخ الإجتماعي مع الفن واملعتقدات الدينية كل هذا من شاأنه اأن يكو ن املعارف التقليدية والتي تتميز باأنها تن شاأ وتتطور بجهودات اجلماعة صاحبة هذه امللكية. من جانب اآخر املعارف التقليدية تنقل التاريخ واملعتقدات والقيم اجلمالية والأخالق اخلا صة ب شعب معني من جيل اإىل جيل فهي تعك س هوية وذاتية اجلماعة التي أابدعت هذه املعارف كذلك فاإنها ل تن شاأ وفقا لنظام حمدد واإمنا نتيجة تفاعل الإبداعات الفردية اأو اجلماعية مع البيئة الثقافية املحيطة بها وي صدق هذا املفهوم على املعارف سواء اأكانت تقليدية اأو حديثة. عالوة على ذلك املعارف التقليدية هي حفظ للقيم الثقافية واحل ضارية والتي تكون ب صفة عامة ملك للجماعة التي اأبدعتها واأنتجتها لذلك فاإن هذه املعارف ل ميكن ف صلها عن بع ضها البع ض فمثال ل ميكن ف صل ق صيدة شعرية عن باقي املعارف الثقافية للجماعة ول ميكن ف صل املعرفة الطبية لنبات معني ي ستخدم لعالج مر ض معني عن باقي النباتات والأع شاب التي ت ستخدمها اجلماعة للعالج من كافة الأمرا ض فالعنا رص املكونة للمعارف التقليدية متداخلة ول ميكن ف صلها عن بع ضها. عناUصر املعارف»التقليدية«املعارف التقليدية )بعناها ال ضيق( وهي إا شارة غري شاملة إاىل املعارف والعادات املت صلة بالنباتات واحليوانات والأدوية الطبيعية واأ ساليب العالج الطبي واملعارف الغذائية والتجميلية ومعارف العطور وغريها والتي حتتوي على قيمة فكرية ا ضافية وتدخل يف امللك العام. ويف تلك احلالة ينبغي البحث يف تطبيق حقوق امللكية التي تكون اإما جماعية واإما فردية بالإ ستناد اإىل احلق يف مكافاأة جر اء النتفاع بها. ولعله من غري ال سليم البحث عن أاي حق يف احلالت ال ستثنائية كما هو احلال يف امللكية الفكرية اأن مو ضوع احلماية ي سقط يف امللك العام ومن الأف ضل الرتكيزعلى نظام ي سمح ب ضمان املناف سة امل رشوعة أاو التوزيع العادل للمكا سب املح صلة من أاوجه النتفاع أاو الت سويق التي ميار سها الغري ونظام يتجه وجهة اأ صحاب املعارف ال رشعيني. البتكارات هي املعارف والعادات ذاتها الوارد و صفها اأعاله با ستثناء اأنها ل ت سقط يف امللك العام وينبغي أان حتظى تلك املعلومات على الأقل باملعاملة ذاتها املتاحة للمعلومات غري املك شوف عنها )كالأ رسار ال صناعية( املحمية بناء على اأحكام املناف سة غري امل رشوعة وينبغي اأن يقوم الإطالع على تلك الإبتكارات أاو املعارف التكنولوجية القي مة على اأ سا س املوافقة ب سابق علم واملفاو ضات التعاقدية اخلا صة )الرتخي ص(. وال شارات املميزة وهي ال شارات والرموز امل ستخدمة لتعريف القبائل والعائالت واملنتجات وما إاىل ذلك بال ضافة اإىل تلك امل ستخدمة يف الطقو س الدينية أاو الروحانية وما ينبغي ضمانه واملحافظة عليه يف هذا ال صدد هو احرتام املو ضوع وح صانته واحلقوق 300
متابعات.. متابعات.. متابعات ال ستئثارية للمجتمعات الأ صلية اأو املحلية يف طلب ت سجيلها كعالمات جتارية. ويف ذلك ال سياق ين ص م رشوع قرار جماعة البلدان النامية ب شاأن امللكية ال صناعية على اأن الت سجيل كعالمات جتارية لي س متاحا لل شارات وغريها مما يتاألف من اأ سماء املجتمعات الأ صلية الإفريقية والأمريكية اأواملحلية اأوالأ سماء أاوالكلمات اأو احلروف أاوالرموز اأوال شارات امل ستخدمة لتمييز منتجاتها أاو خدماتها اأو الطرق التي يعالج بها ذلك اأو التي متثل تعبريا عن ثقافتهم اأو عاداتهم اإل يف حال كان التطبيق قد اأودعه املجتمع ذاته اأو بوافقة رصيحة منه. وعلى اأية حال فاإن الفولكلور يتاألف من الإبداعات واأ شكال التعبري الثقايف املتوارثة جيال بعد جيل والتي ميكن أان ميلكها فرد واحد أاو جمتمعات كاملة وكمثال على ذلك الرق ص واحلكايات والتقاليد ال سماعية والأ ساطري واخلرافات والطقو س غري الدينية وامل صنفات احلرفية والر سوم وغريها وميكن اأي ضا ال ستناد إاىل التعريف الذي جاء به فريق اخلباء امل شرتك بني الوايبو واليون سكو واملعني بحماية الفولكلور عام 1985 ويرد يف ذلك التعريف ما يلي : الفولكلور )اأو الثقافة التقليدية وال شعبية باملعنى الوا سع( هو جملة اأعمال اإبداعية نابعة من جمتمع ثقايف وقائمة على التقاليد تعب عنه جماعة اأو اأفراد معرتف باأنهم ي صورون تطلعات املجتمع وذلك بو صفه تعبريا عن الذاتية الثقافية والإجتماعية لذلك املجتمع وتتناقل معايريه وقيمه شفهيا اأو عن طريق املحاكاة أاو بغري ذلك من الطرق. وت ضم اأ شكاله اللغة والأدب واملو سيقى والرق ص والألعاب والأ ساطري والطقو س والعادات واحلرف والعمارة وغري ذلك من الفنون«. وميكن حماية الفولكلور بوا سطة نظام مماثل لنظام حق املوؤلف وي أاخذ يف احل سبان اخل صو صيات الأ سا سية مثل امللكية واحلقوق املعنوية للتاأليف واحل صانة وانعدام اأي شكل مثبت وا ستبعاد الأمناط من احلماية وياأتي يف الوقت ذاته اأي ضا بجزاءات ضد الأعمال التع سفية والنتفاع غري ال سليم وال ستغالل غري امل رصح به. وميكن اأن تخ ضع تلك احلقوق لتقييدات زمنية يف بع ض احلالت دون اأن يكون ذلك لزما. ومعرفة من شاأ املنتجات احلرفية غالبا ما ت ستن سخ من الأمناط والت صاميم احلرفية للمجتمعات أاو القبائل اأو املجموعات العرقية ثم تن سب اليها ب صفتها منتجات اأ صلية وميكن تفادي املمار سات التي تثري اللب س لدى امل ستهلك بالدعوة اإىل النتفاع بالأنظمة املعمول بها حاليا حلماية البيانات اجلغرافية ول سيما ت سميات املن شاأ مع تكييفها ح سب الالزم أاو النتفاع بعالمات الرقابة عو ضا عن ذلك. وينبغي العمل اأي ضا من أاجل حتقيق اعرتاف متعدد الأطراف و رصيح باحلاجة إاىل مراقبة بيانات امل صدر الزائفة بناء على نظام مدريد ب شاأن قمع بيانات م صدر ال سلع الزائفة أاو امل ضللة. أاهمية املعارف التقليدية تفخر املجتمعات الأ صلية واملحلية عن حق باملعارف التقليدية على اأ سا س أانها جزء من هويتها الثقافية ومن الأهمية بكان املحافظة على أانظمة املعارف املختلفة التي تف ضي إاىل ازدهارها ل ضمان رفاهيتها وتنميتها امل ستدامة وحيويتها الفكرية والثقافية يف امل ستقبل ومتثل تلك املعارف بالن سبة للعديد من املجتمعات جزءا من نظرة عاملية شمولية وهي ل تنف صل عن طريقة معي شتها وقيمها الثقافية ومعتقداتها الروحية و أانظمتها القانونية العرفية. ومتثل املعارف التقليدية عن رصا عمليا قويا حيث انها غالبا ما تتطور جزئيا كرد فعل فكري ل رضورات احلياة. ويعني ذلك اأنها قد تعود بالنفع املبا رش وغري املبا رش على املجتمع ب صورة أاعم وثمة أامثلة عديدة على تكنولوجيات مهمة تن شاأ مبا رشة عن املعارف التقليدية غري أان البع ض ي سعى اإىل النتفاع بتلك املعارف وعلى الأخ ص لأغرا ض صناعية وجتارية. إان الدور املحتمل حلقوق امللكية الفكرية يف حماية املعارف التقليدية جمال جديد يتطلب ا ستطالعا 301
متابعات.. متابعات.. متابعات شامال وبالرغم من انعدام املعايري الدولية املحددة يف ميدان امللكية الفكرية حلماية تلك املعارف حتى الآن يتزايد عدد احلالت التي يلجا فيها الفراد واملنظمات اإىل اأنظمة الباءات والعالمات التجارية وحق املوؤلف القائمة بغية حماية معارفهم وثقافتهم وقد لقت تلك اجلهود جناحا متفاوتا ولكن درجات التقدير والحرتام املتزايدة التي حتظى بها املعارف التقليدية اأخذت تلفت نظر املجتمع الدويل إاىل تلك الق ضايا. وبحثا منها لنموذج يجعل نظام امللكية الفكرية مالئما للمعارف التقليدية بداأت املنظمة العاملية للملكية الفكرية»الوايبو«تنفيذ برامج واأن شطة بغية تقييم احتياجات اأ صحاب املعارف التقليدية والدول والع ضاء والت صدي لها وجتلى احد امل رشوعات املنفذة يف ال سنوات املا ضية يف تقييم شامل لحتياجات اأ صحاب املعارف التقليدية وتطلعاتهم. اإ ضافة اىل ذلك فقد ا ضطلعت شعبة الق ضايا العاملية يف»الوايبو«خالل ال سنتني 1998 و 1999 بتو سيع املهام لتق صي احلقائق بهدف جمع املعلومات املتعلقة باحتياجات ا صحاب املعارف والتقليدية وتطلعاتهم يف جمال امللكية الفكرية وعلمت»الوايبو«من خالل تلك املهمات اأن الفولكور واملعارف التقليدية م صادر غنية ومتنوعة لالإبداع والبتكار وك شفت مهمات تق صي بعثة احلقائق ب شاأن املعارف التقليدية التي اأوفدت من»الوايبو«إاىل 28 بلدا من أاجل حتديد الحتياجات والتطلعات املتعلقة بامللكية الفكرية لأ صحاب املعارف التقليدية اإىل اأن أانظمة املعارف التقليدية هي اإطار من املمكن ان يتوا صل فيه الإبداع والبتكار يف معظم جمالت التكنولوجيا التي ترتاوح بني الطب ال شعبي والزراعة التقليدية واملو سيقى والت صميم وفن الطباعة واخلط والفن الت شكيلي واأعتب اأ صحاب امل صالح الذين ا ست شارتهم بعثات تق صي احلقائق أان املعارف التقليدية من م صادر الرثوة القت صادية والثقافية وينطبق ذلك على البلدان املتقدمة والنامية التي زارتها البعثة. ون رشت»الوايبو«نتائج مهمات تق صي احلقائق كاملة يف شكل تقرير ليعلق عليه اجلمهور وميكن احل صول على التقرير املعنون )اإحتياجات ا صحاب املعارف التقليدية وتطلعاتهم يف جمال امللكية الفردية(: املنظمة العاملية للملكية الفكرية»الوايبو«التقرير املتعلق ببعثات تق صي احلقائق ب ش أان امللكية الفكرية واملعارف التقليدية )1998 و 1999 ( على موقع املنظمة الإلكرتوين وقامت بعثات تق صي احلقائق امل شار اليها بزيارتني ل سلطنة عمان يف الفرتة املذكور وهي واردة يف التقرير امل شار ايل كما ان العديد من الإتفاقيات العاملية تناولت مو ضوع احلماية إاىل جانب اإتفاقية»تريب س«. ولأهمية املعارف التقليدية توا صل الوايبو عملها بخ صو ص املعارف التقليدية وا شكال التعبري الفلوكلوري يف ال سنوات املا ضية من خالل جلنة املوروثات واملعارف التقليدية وجدير بالذكر ان سلطنة عمان من الدول املوؤ س سة لهذه اللجنة وهي ع ضو دائم بها كذلك فاإن للو سائل واملواد الإعالمية التي تنتهجها املنظمة حلماية املعارف التقليدية بناء على نظام امللكية الفكرية احلايل توفر معلومات عملية بخ صو ص احللول املمكن تطبيقها حلماية املعارف التقليدية بناء على نظام امللكية الفكرية وتتاح تلك املواد ب صورة رئي سية لأ صحاب املعارف التقليدية ومكاتب امللكية الفكرية الوطنية امل ش ؤوولة عن إادارة نظام امللكية الفكرية يف كل بلد وت ستند املنظمة إاىل تلك املواد يف اأن شطتها التدريبية املرتبطة باملعارف التقليدية با يف ذلك الندوات الوطنية ويتم اأي ضا ن رش تلك املواد على نطاق وا سع. وي ستعان بتلك املواد اي ضا يف دورات تخ ص صية يف التعليم عن بعد التي تقدمها املنظمة ب ش أان امللكية الفكرية املرتبطة باملعارف التقليدية وي ستفيد برنامج التعليم عن البعد التابع لأكادمية الوايبو ا ستفادة كاملة من تكنولوجيا املعلومات والإنرتنت ويتيح اأ ساليب جديدة للتدري س ومواد درا سية م صممة خ صي صا لذلك املو ضوع واأدوات تقييم وو سائل م صممة للتدري س وي ستهدف اأعدادا كبرية 302
متابعات.. متابعات.. متابعات من الطلبة وقد مت و ضع درا سة متهيدية مكونة من ستة اأجزاء عن امللكية الفكرية يف متناول اجلمهور على ال صعيد العاملي منذ اكتوبر سنة 1999 بالنكليزية والفرن سية وال سبانية ويجرى التدري س عن طريق موقع الأكادميية على النرتنت ويحتوي ذلك على مزيد من املعلومات وتتم الدورة الدرا سية للتعليم عن بعد ب شاأن امللكية الفكرية واملعارف التقليدية وهي متاحة الآن للراغبني. التحديات التي تواجه املعارف التقليدية تواجه جماعات املعارف التقليدية العديد من امل صاعب وتتجلى إاحدى امل شكالت العوي صة يف امتناع جيل ال شباب عن تعلم )الطرق والأ ساليب املوروثة القدمية( وي ؤودي رف ضهم للتقاليد وطغيان اأمناطالعي شالع رصيةيفالغالب إاىلتال شياملعارف واملمار سات التقليدية وتندثر العديد من املمار سات التقليدية ب سبب الختالط الثقايف اأو الت شتت ومن هنا تتجلى احلاجة الأولية اإىل توثيق املعارف التي ميلكها كبار ال سن واملجتمعات املحلية يف العامل و صون تلك املعارف وقد اأدى غياب ورثة راغبني يف تلك املعارف اإىل ظهور حالة ه شة يوؤدي فيها موت أاحد اأ صحاب املعارف التقليدية اإىل اإختفاء نظام كامل من املعارف والتقاليد. وتكمن صعوبة أاخرى يواجهها اأ صحاب املعارف التقليدية يف غياب الحرتام والتقدير ملثل تلك املعارف وغالبا ما يختفي الفهم احلقيقي لقيمة املعارف التقليدية وراء املنهج العلمي احلديث ذي الطابع النتقا صي فاإذا مل تو ضع املعلومة يف سياق علمي بطريقة علمية ينظر إاليها نظرة دونية فعندما ي صف مثال الطبيب ال شعبي خليطا من الأع شاب لعالج أاحد الأمرا ض فقد ل ي صف آاثار العالج يف اجل سد ب أانها تفاعالت جزيئية ب صطلحات الكيمياء البيولوجية احلديثة ولكنه ي ضع و صفته بناء على سل سلة من التجارب التي قام بها من سبقه من الأطباء ال شعبيني. وقد أابدى املجتمع احلديث اأحيانا حتامال على املعارف التقليدية بدعوى اأنها ل تتما شى مع طرق التعليم املقبولة وحتمل بع ض الإ شارات العامية إاىل املعارف التقليدية مدلولت سلبية مثل حتقري العالج التقليدي وو صفه ب أانه بدائي ونعت ممار سيه باأنهم م شعوذون. وبعد إاجراء حتقيق ب سيط يف امليدان تت ضح حيوية تلك املعارف وقيمتها احلقيقية والأمثلة املعا رصة عن ذلك العرتاف وا ضحة يف جمالت تتنوع ما بني املو سيقى والطب والبيولوجيا والإيكولوجيا فقد ا ستعمل منتجون مو سيقيون عينات من املو سيقى التقليدية يف بع ض الأغاين الناجحة وتبني اأن زراعة الأرا ضي بعد حرقها يف أامريكا اجلنوبية شكل من أا شكال الزراعة امل ستدامة ال صاحلة اإيكولوجيا. وتتجلى م شكلة اأخرى يواجهها اأ صحاب املعارف التقليدية يف الإ ستغالل التجاري ملعارفهم من قبل الغري مما يثري م ش أالة احلماية القانونية للمعارف التقليدية والق ضايا املرفوعة ب ش أان الت صاميم الفنية مثل «قطب جنم ال صباح«يف ا سرتاليا واملنتجات الطبيعية»مثل زيت شجرة الزنزخلت الأ شبه بالليلك الفار سي واملنت رش يف اأجزاء وا سعة من اآ سيا واأفريقيا و أامريكا الالتينية«كلها دليل على قيمة املعارف التقليدية يف القت صاد العاملي املعا رص. وقد توؤدي العديد من املعامالت التجارية بني املجتمعات املحلية التقليدية وال رشكات اخلا صة اإىل صفقات جتارية مواتية لطرف واحد فيثري ذلك م شكلة قانونيا لدى الطرفني وغياب جتربة العمل بالأنظمة يف العديد من احلالت ب شاأن النتفاع باملعارف التقليدية ي ؤودي لحمالة اإىل اإ ضعاف تلك ال شعوب ويت سبب غياب قواعد وا ضحة حلماية املعارف التقليدية إاىل ظهور أاخطار حتدق باأ صحاب امل صالح التجارية الذين يف ضلون عقد ال صفقات التجارية بناء على قواعد را سخة وموثوقة ونافذة. 303
جملة فüصلية ثقافية A Cultural Quarterly in Arabic Editor - in - Chief Saif Al Rahbi Email: aif@alrahbi. info P. O. Box: 855, Potal Code: 117. Al-Wadi Al-Kabir Sultanate of Oman. Tel : 24601608 Fax : 24694254 Directed By Khalaf Al Abri Email: khalf301@hotmail. com إشارات نتوجه اإىل الأ صدقاء الكتاب والأدباء والفنانني باأن موادهم يف حالة اإر سالها بالبيد اللكرتوين) Email ( يكون على العناوين: nizwa99@omantel. net. om nizwa99@nizwa. com - املواد املر سلة للمجلة ل تر سل اإىل اأية جهة اأخرى للن رش واإل سنوقف - اآ سفني - التعامل مع اأ صحابها- املواد املر سلة تكتب بخط وا ضح اأو تطبع باحلا سب الآيل. ويف ضل اإر سالها على قر ص مدمج اأو بالبيد اللكتروين - ترتيب املواد يف سياقها املقروء يف املجلة على هذا احلال اأو غريه خا ضع ل رضورات فنية واإخراجية- املواد التي ترد للمجلة ل ترد لأ صحابها سواء ن رشت اأو مل تن رش واأحيانا تخ ضع ملقيا س زمني طويل ن سبيا ب سبب ف صلية ال صدار. - املواد الطويلة نùسبيا Sسوف ينûرش جزء منها بالعدد وتنûرش كاملة باملوقع االلكرتوين. عنوان نزوى على شبكة النرتنت www. nizwa. com طبعت بطابع: موؤ س سة ع مان لل صحافة والن رش والعالن ص. ب: 974 م سقط الرمز البيدي سلطنة 112 عمان البدالة: 24604477 فاك س: 24699642 العالنات: العمانية لالعالن والعالقات العامة مبا رش: -24600482 24699467 ص. ب: 2202 روي الرمز البيدي سلطنة 112 ع مان Printer and Publiher: OMAN ESTABLISHMENT FOR PRESS, PUBLICATION AND ADVERTISING P. O. Box, 974. Potal Code: 113. Mucat. Sultanate of Oman Tel :24604477 Fax. : 24699643 Advertiing: Al-OMANEYA ADVERTISING & PUBLIC RELATIONS Tell : 24600483, 24699467 P. O. Box 3303. P. C. 112 Ruwi Sultanate of Oman العدد الùسادSس والùستون ابريل 2011 م - ربيع الثاين 1432 ه