رئيس مجلس االدارة رئيس التحرير - WWW. almadasupplements.com 12 معلم اللغة السريانية الذي أصبح وزيرا رفائيل بطي 60 عاما على الرحيل
رفائيل بط ي وكتابه عن صحافة العراق وبق در م ا كان هذا الرج ل حري صا عل ى اال شادة باالدب اء واه ل الف ض ل فق د عا ش وم ات منكور الف ض ل جمح ود اليد حت ى من اولئ ك الذين مهد له م سبي ل ال شه رة بو أاهم الدرج ات الرفيعة يف ع امل ال صحاف ة واالدب فكان ن صيب ه ن صيب ابن الن دمي الذي عن ي باملوؤلف ي ن وامل صنف ي ن وعرف به م وباثاره م لكن ه عندم ا ت ويف )385( مل يج د م ن يعنى ب ه او يذكر جه وده و سابقته يف تدوين اثار العلماء واالدب اء والنحاة واللغوين والفقهاء واملحدثن واملف سرين وطبقاتهم وكتبهم واخبارهم. ولقد ا ستب ش رت خريا ب صدور ه ذا الكتاب الذي ميث ل احللق ة االوىل م ن سل سلة )مكتب ة رفائيل بط ي( التي عق د جنله الكرمي سام ي بطي العزم عل ى ا صدارها تباعا برا بوالده وخدمة لل صحافة واالدب وبينما كنت اهم بتقدمي التهنئة له وابارك سعي ه اذا بي افاج أا بنعيه فيا له م ن عر س صار اىل م أامت! فانظر اىل نكد ح ظ هذا الرجل و سوء طالع ه! فرحم الل ه رفائي ل بطي ورح م اجناله: بديع وكم ال و سامي الذين تخرمه م املوت تباعا وه م يف ميعة ال صب ا ور أاد ال شباب وقي ض له من ابنائ ه )واق صد الدكتور فائق بطي( يف ال صحافة واالدب من يتعهد اثاره القلمية بالدرا سة والن شر فه ي كن ز دف ي ن م ن كن وز االدب وخا ص ة تل ك الرتاجم الدقيق ة لرجال العراق احلديث من ادباء و شع راء و صحافي ي ن و سا سة وق ادة كما امل ان يكون لرفائي بطي ن صيب موفور بن رجال االدب والفكر الذين عقدت وزارة الثقافة واالعالم العزم عل ى احي اء ذكراهم ون ش ر اثارهم وم ا ذلك على همة رجالها بعزيز. يذكرنا هذا الكتاب بكتاب للموؤلف ضم حما ضراته الت ي القاها عل ى طلبة معه د الدرا س ات االدبية واللغوي ة والذي ت وىل ن شره املعه د يف القاهرة سن ة 1955 فمو ضوع ات الكتاب ي ن مت شابهة بل رمبا كان بع ضها مكررا يف الكتابن. ا ستهل املرح وم سامي بطي الكت اب بكلمة شرح فيه ا م ش روع سل سل ة )مكتب ة رفائي ل بطي( ثم تليه ا مقدم ة للدكت ور عن اد ا سماعي ل الكبي سي )من ا ساتذة كلية االداب اجلامعة امل ستن صرية( وبعدهم ا كلمة لنجل امل ؤول ف الدكتور فائق بطي واحلقيق ة ان هذه الكلم ة م ستلة من الف صل الذي يع د االس تاد املرح وم روفائيل بطي م ن ابرز رج ال الصحافة العراقي ة بل ه و من القل ة القليلة م ن رجالها الذي ن مهروا يف الصحافة صناعة وفكرا فقد نذر نفس ه ووقته يف خدمتها واالشادة برجال االدب والفكر يف العراق الحديث. فقد ترجم للنابهني منهم واخذ بيد الناش ئني والش داة يتعهدهم بعنايته ورعايته فيرتىض نتاجه م ويقوم اعوجاجهم ويتيح لهم ف رص النرش يف الصحف التي نرشها او تلك التي توىل االرشاف عليها وخاصة جريدة )البالد( وقد برز منهم الكثريون يف حقل الصحافة واالدب. عبد الحميد الرشودي كتب ه يف التعري ف بوالده يف كتاب ه : )اعالم يف صحافة العراق ص 85 101 بغداد 1971(. ولنا على كلمة الدكتور فائق بطي بع ض املالحظات نوردها خدمة للحقيقة ال من باب )الرتب ص املهلك( او الرت صد القتنا ص الهفوات والعرثات(: 1- ق ال يف ص 18 :»وبقى ي شتغ ل ب صورة غري ظاه رة يف ال صحافة حتى عام 1929 حيث و صل اىل من ص ب مدير الداخلية الع ام ثم ف صل ب سبب القائ ه خطابا وطنيا حما سي ا عن الزعيم امل صري الراح ل سعد زغلول يف حفل ة التاأبن االربعينية يف بغداد«. ومما يالحظ على هذا: أا- ان احلفلة الت أابينية املذكورة اقيمت سنة 1927 وه ي ال سن ة التي تويف فيه ا زعيم ح زب الوفد سعد زغلول ال سنة 1929. ب- ان وظيفة رفائيل بطي التي ف صل منها يومئذ كانت بعنوان )مالحظ ديوان الر سائل( يف وزارة الداخلية. ج- ان خطب ة رفائي ل بط ي ن ش رت يف جري دة )الزم ان( ل صاحبه ا ابراهي م صال ح شك ر يف عدده ا املرق م )21( ال ص ادر يف ت شري ن االول سنة 1927. د- لق د قام املرح وم خلف شوقي ام ي ن الداودي م ن صحافيي اجليل املا ض ي وادبائه يجمع تلك اخلط ب والق صائ د واملراث ي يف كت اب اختار له عنوان :»ذكرى سعد زغلول يف العراق«وقد طبع يف مطبعة دار ال سالم ببغداد سنة 1927. 2- وق ال الدكتور فائق يف ص 18:»حتى سماه الريح اين يف كتاب ه )ملوك الع رب( بابن خلكان العراق«. قل ت ان ام ي ن الريحاين ق د خلع ه ذا النعت على رفائيل بطي يف كلمة القاها يف حفلة ادباء العراق لتكرمي الريحاين والتي اقيمت ع صر يوم اجلمعة 27/ ايل ول 1922 يف اوتي ل عب د االح د ق ال الريح اين»وقد متثلت ابن خل كان حينما سمعت رفائيل بطي ي صف لنا االدباء بو صف فيه االيجاز واالفادة«. وقد ن شرت هذه الكلم ة يف كتاب: )امن الرحاين يف الع راق( ال ذي ق ام يجمعه رفائي ل بطي وقد طبع مبطبعة دار ال سالم بغداد 1923. ام ا يف كتاب ه )مل وك الع رب( ال ذي ن ش ره يف سن ة 1924 فقد و صف رفائيل بط ي بقوله:»هو ذا دائ رة مع ارف ادب اء الع راق واب ن خلكانهم صديقه م االك ب ر حامل لوائه م ونا ش ر اثارهم رفائي ل بط ي...«)راجع ملوك العرب 416/2(. 3- وق ال يف ص 15 :«وم ن تواقيع ه امل ستعارة خال د«قلت ان املع روف واملتواتر ه و ( أا. خالد( نع م! لقدوقفن ا عل ى مقال ة بعن وان )ادباوؤن ا وادابن ا( من ش ورة يف جري دة االم ل )العدد 47 ال ص ادر يف 25 ت شري ن الث اين 1923( بتوقي ع )خال د( اال ا الذي ن يع رف العالق ة احلميمة بن رفائي ل بط ي وبراهيم صال ح شك ر ي ستبعد ان تكون هذه املقالة له فقد جاء فيها قوله يف ابراهيم صالح شكر»اكويتب ال مييز املن صوب من املرفوع يت سام ى اىل م ساجلة الزهاوي ا صحايف طفيلي يحيا حيات ه االدبية متطفال عل ى ف ضالت جران وويل الدي ن يك ن والريحاين وانط وان اجلميل وعل ي نا صر الدي ن ي شهر فلم ه الك سري يف وجه الر صايف«. 4- وق ال يف ص 17 :»وان شاأ م ع صديق له جملة احلري ة«قل ت ان ذل ك ال صديق هو»عب د اجلليل رزق الل ه اويف( ال ذي اتفق على كت اب روفائيل بط ي )امن الريح اين يف الع راق( واين ال ارى مررا على غالف جملة احلرية!. 5- وجاء يف ص 20 قوله:»ويف اذار 1932 اعتقل ثاني ة ونفي مع فهمي املدر س اىل كوي سنجق ملدة ست ة ا شه ر على اث ر ن ش ر املقال اخلا ص حول احلكم القائم«. قل ت ان عب ارة الكاتب توهم بان كات ب املقال هو رفائي ل بطي واحلقيقة التي ال مراء فيها ان كاتبه ه و فهمي املدر س وم شوؤولية رفائيل بطي متاأتية من كونه املدير امل شوؤول جلريدة البالد. 6- وج اء يف ص 30 ان جري دة ال زوراء الت ي ان شاأه ا الوايل مدح ة با شا ص درت سنة 1896 وهذا من اوهام الطبع صوابه 1869. 7- كم ا جاء ص 31 ا سم كتاب )روح ة الزوراء( وهو م ن اوه ام الطب ع صوابه ومتام ه )دوحة الوزراء يف تاريخ وقائع بغداد الزوراء( وهو من ت أاليف ر سول ح اوي الكركوكلي وترجمة مو سى كاظم نور س طبع يف بريوت سنة 1963. 8- وجاء يف ص 34 قول احمد عزة الفاروقي يف تهنئة اخيه علي ر ضا: مرتجم زوراء املكارم والفخر اتاه ال شتاء ملن يدبر وال يدري ولعل صوابه: مرتجم زوراء املكارم والفخر اتاه الثنا ممن حيث يدري وال يدري وق د توىل عل ى ر ضا حتري ر الق س م العربي من جري دة الزوراء خلفا الخيه احم د عزة الفاروقي وهم ا ابنا حممد اخي ال شاعر عبد الباقي العمري ومل ا ع زل علي عن ب دال من ه احمد عب د احلميد ال ش اوي وقد ذك ر ال سيد حمم ود شكري االلو س ي يف امل سلك االذف ر ص 294 م ن حتقي ق الدكتور عب د الله اجلب وري:»ووقع بينهما مناف رة كلية وبغ ضاء م ع م ا كان علي ه الفاروقي م ن احل س د ال سيما الههل االدب حت ى ا ستوجب ان يهجوه احمد بك بقوله: يا علي الر ضا ول ست ر ضيا ال وال مرت ضى ول ست ر ضيا 9- وجاء يف ص 35 قول املوؤلف:»فقد كتب عامل عراق ي كبري ف صال ع ن صحافة بغ داد يف جملة لبناني ة سن ة 1911«قل ت: ام ا الع امل العراقي الكب ي ري فه و االب ان ستا س م اري الكرملي واما املجل ة اللبنانية فه ي جملة )امل س رة( ال صحابها )االب اء البول سي ون( حري ص ا لبنان وقد صدر عددها االول يف 1/ حزيران 1910. 10- وج اء يف ص 35 قول ه:»وتاري خ جريدة املو صل يف العهد العثماين غام ض«. قلت: اأ- جاء يف كت اب ال صحافة العربي ة للفيكو فليب ط رازي: انه ا )جري دة عربي ة( ص درت سن ة.1885 ب- وجاء يف ك ش اف اجلرائد واملجالت العراقية لزاه دة ابراهي م: انها توج د يف مكتبة م صطفى العمري ووريثه )جنله( موفق العمري. 11- وج اء يف ص 36 قول ه: وزعم زميل لنا خم ضرم يف حما ضره له...«. قل ت ان ه ذا الزمي ل املخ ض رم ال ذي عن اه هو رزوق عي س ى وهو من اوائل من ارخوا لل صحافة العراقي ة وقد ن ش ر حلقات م ن درا سته يف جملة احلرية ) سنة 1925(. 12- وجاء يف ص 37 قول ه:»وتوىل احد وجهاء الب ص رة جري دة )االوق ات الب صري ة( بطريق ة االلتزام. قل ت: وجدت يف كتاب ال صحافة العراقية لال ستاذ ال سيد عبد الرزاق احل سني ص 74:»ان ال سلطات املحتل ة يف الب ص رة اوع زت اىل ) سليم ان ب ك الزه ي ري( اح د سراة الب ص رة ان ين ش يء جريدة با سم ه له ذا الغر ض ف ص درت جري دة االوقات الب صرية Times( )Basra يف اول عام 1915 باربع صفحات«. 13- وج اء يف ص 62 :»وكان يح رر االوق ات الب صرية كاتب م صري هو اال ستاذ غطا عون«. قلت هو )عطا عوم( وقد صحب احلملة الريطانية عل ى العراق ابان احل رب العاملي ة االوىل مع من صحبها من املرتجم ي ن واملدنين امل صرين الذين اثر بع ضه م االقامة يف العراق وقد عن عطا عوم حم ررا ملجل ة الزنبقة الت ي ا صدرها عب د االحد حبو ش سنة 1922 كما انه حرر الق سم االنكليزي م ن جري دة )بريد الع راق( سن ة 1929 وغريها من صحف تل ك احلقبة وقد عاد بعد ذلك قافال اىل م صر. وكذل ك ورد ا سم عطا ع وم م صحفا على عون يف الف صل الذي كتبه»الدكتور خليل ابراهيم بعنوان )ال صحاف ة العراقية( املن ش ور يف كتاب ح ضارة العراق 214/13. 14- وذك ر يف ص 75 ان وفاة املرح وم اال ستاذ عبد اللطيف الفالحي كانت سنة 1927. قل ت: ان وف اة عبد اللطي ف الفالح ي كانت سنة 1928 ودف ن يف مقرة ال شيخ مع روف الكرخي وق د رثاه جميل صدقي الزه اوي بق صيدة حتمل تاري خ 26 ت شري ن االول 1928 وق د اخت ي ريت بع ض ابياتها وكتبت على شاهد قره منها: لهفي على اجل سر املو سد يف الرثى عبد اللطيف لهفي على ذاك الل سان الر طب والقلب الروؤوف ما شئت من صدق ومن حذق ومن راأي ح صيف ا ستاذ تاريخ ال شعو ب وجهد االدب الطريف )راجع ديون االو شال للزهاوي ص 16 (. 15- ذك ر يف ص 55 ا سم اء جماعة م ن الكتاب الذين ر شحوا للكتابة يف جريدة ) صدى اال سالم( وم ن بينهم ال سي د حممود الوادي قل ت هو والد ال س ادة جمي ل و شاك ر وحام د ال وادي االوالن م ن وزراء العه د امللكي واالخ ي ري صاحب مزارع الك روم ال شهرية بعنب ال وادي! وال سيد حممود ال وادي كان من حملة العل م وقد طبع ر سالة البي الثن اء االلو س ي عنوانه ا ) سف رة ال زاد ل سفرة اجلهاد( يف مطبعة دار ال سالم ببغداد سنة 1233 ه - 1914 م. 16- وج اء يف ص 99 قول ه:»ث م قب ض نوري ال سعيد على احلكم يف اذار 1929«. قلت كان تويل نوري ال سعيد رئا سة الوزارة اوىل م رة يف 23 اذار 1930 ث م توال ت رئا ساته حتى بلغ ت اربع ع ش رة رئا سة كانت االخ ي رية منها قد تاألف ت يف 3/ اذار 1958 وا ستقالت يف 14/ ايار.1958 17- وج اء يف ص 1010 قول ه»ولك ن جري دة النه ضة رغما ع ن مقارعتها صحيف ة صالح شكر يف ج دل حزب ي حيث كان ه ذا النائ ب اجلريء ا ستغواء سيا سي وثق ابراهيم ببع ض اقواله«. يبدو ان كلمة )النائب( م صحفة عن )الكاتب( وبها ي ستقي م املعن ى فابراهيم صالح شك ر مل ينتخب نائب ا يوم ا م ا وال صف ة الغالب ة علي ه )الكات ب اجلريء(. من اوراق الراحل عبد احلميد الر شودي 3 2
5 عام 1956 استأثر املوت بواحد من ابرز رواد الصحاف ة العراقية يف بالد الرافدين هو املرحوم«رفائيل بطي«وظهرت صفحة سنام الحياة التي كان يحررها الفقيد خالية من املواضيع خال صورة الفقيد الذي ولد يف املوصل العام 1901 وبيتني من الش عر لصديق الفقيد الشاعر مهدي مقلد يريث بها صديقه يقول فيها. سنام الحياة حرمت من قلم اذا ما جال كان الصارم املسلوال فأبك عليه بكاء ثاكلة اىل يوم يرد القرب رفائيال اكرم الشيخ مهدي مقلد رفائيل بطي من رواد الصحافة العراقية يف الع ام )1901( كانت املو صل على موعد مع والدة رفائي ل بط ي احد ا شه ر رواد ال صحافة يف الع راق وهو واحد من ب ضعة اعالم متيزوا يف ه ذا امل ضم ار احلدي ث بالن سب ة اىل ذل ك الع ص ر كان من بينهم كذلك رزوق غنام صاحب جري دة العراق«وج ي ريان مكلون«صاح ب جري دة االخبار«وتوفي ق ال سمعاين««جري دة الزمان«وح س ي ن الرح ال واجلواه ري الكبري واالب ان ستا س الكرملي واىل غريهم من اعالم ال صحافة. وتذك ر املجال س االدبي ة ان من اب رز روادها كان رفائي ل بط ي وخ صو ص ا ت ردده عل ى جمل س االب ان ستا س ماري الكرملي وامل شهور باأ سم«جمل س اجلمع ة«ان حب ه لل صحاف ة وكفاح ه امل ستمر من اج ل حتقيق هدفه املتمثل با ص دار صحيفة كل ذل ك كان عامال جديا دفعه ال ص دار صحيف ة الب ل الد الع ام 1929. والتي ا ستم رت عل ى ال صدور م دة سبع ة وع شرين عام ا كانت البالد فيها مدر س ة جديدة يف عامل ال صحاف ة مبدع ة وخالقة والب ل الد اول جريدة عراقي ة ادخل ت م ا يعرف«بالاليتوتي ب«يف طباعة ال صحف. ويف الع ام 1953 ا ست وزر وزي را للدعاي ة واالعالم وزخ رت حياته الثقافي ة بالكثري من اال ص دارات واملق االت والبح وث منه ا االدب الع ص ري يف الع راق 1923 وموؤلف ه ام ي ن الريح اين الع ام 1923 كذل ك مطبوع ه القيم ال صحافة يف العراق / القاهرة 1955. لق د خلف رفائي ل بطي بعد وفات ه خمطوطات ص ور فيه ا بع ض مراح ل حيات ه جمعه ا وحققه ا بع د وفاته ابن ه النبيل كبقي ة اجنال رفائيل«الدكت ور فائ ق بطي«وه و كذلك كاتب وموؤرخ وم ن اثاره املتعددة ال صحافة العراقية ميالدها تطورها ع ام 1961 صحافة العراق تاريخه ا وكفاح اجياله ا ع ام 1968 صحافة االحزاب.. لقد اجنز الد ستور فائق تراث والده من املخطوط على ش كل مذكرات سماها«ذاكرة عراقية«تق ع يف ت سعمائ ة صفح ة وتت ضم ن هذه املذكرات اآراء صريحة وجريئة يف احداث عا شه ا و شخو ص عا صره م عربي ا وعراقيا وثقافي ا و سيا سيا. كل ذل ك يف مذكرات رفائيل بطي.. تتكون ذاكرة رفائيل بطي من ستة ع شر ف ص ل ال. م ن ال ض روري ان نوجز ما ج اء بهذه الف ص ول ليل م الق ارىء العزي ز املام ا سريعا مبحتوى هذه املذكرات. يبد أا مذكرات ه باحلديث عن طفولته املعذبة وما عاناه يف شبابه من عوز وحاجة. تلك ه ي املو صل ايام املجاعة املعروفة يتحدث ع ن البدايات االوىل لعمله يف ال صحافة. فيقرر ان عمل ه يف جري دة الع راق ل صاحبه ا«رزوق غنام«ع ام 1920 كان ل ه اث ره الوا ض ح يف صق ل موهبت ه االدبي ة وال صحفي ة كذل ك من هن ا كان حلمه يف ا ص دار جري دة حتمل«ا سم البالد«وم ا رافق ذلك امل ش روع من م شكالت مع رجال ال سلطة ويف الع ام صدرت 1929 البالد ومن ض ي سوية م ع رفائيل بط ي منتقلن معه من معتقل اىل آاخر من كوي سنجق اىل العمارة وهك ذا هو ح ال املنا ضلن االح رار يف سبيل م ا يعتقدونه م ن آاراء ومب ادىء هدفها الوطن وال شع ب ويتط رق اىل بدايات تدخ ل الع سكر بال سيا سة مع انقالب«بكر صدقي«العام 1936. حي ث يتن اول الو ض ع ال سيا س ي وا سب اب االنق ل الب كذلك ي ؤورخ ملا يع رف بظهور«املربع الذهبي««كتلة ال ضب اط القومين«صالح الدين ال صباغ وجماعته«ويتن اول ا سرار قادة حركة ر شي د ع ايل الكيالين«كم ا يتن اول احلرك ة القومي ة العربي ة ممثل ة بنواديه ا وعلى وجه اخل صو ص «نادي املثنى«والدور الذي لعبه يف بث الوعي القومي. ويتح دث كذل ك يف ه ذه الذاك رة العراقية عن شخ صي ات سيا سي ة عا صره ا مث ل شخ صية امللك غ ازي وجمي ل املدفعي ون وري ال سعيد وعزيز علي البا شا امل صري وغريهم. وال ين سى يف معرتك االحداث هذه دوره كنائب للم سيحين يف املو ص ل والب صرة بن االعوام 1935 1953. وه و ير س م ص ورة قلمي ة مل شاهري عراقين وعرب عا صرهم وعرف بع ض ا سراره م كذل ك ي روي ان ضن ك العي ش الذي صادفه يف حياته دفعه اىل ان يبيع مكتبته سبع مرات لي سد بثمنها قوت عائلته. واخ ي ريا فان يف هذه املذكرات يطرح آاراء تت سم باجل راأة وال صراح ة وهي تن م با سلوبها عن ثقاف ة عالي ة وح س ادب ي رفي ع. ويف ذكرى اربع ي ن رفائي ل بط ي شكل ت وزارة املع ارف العراقي ة جلن ة الحي اء ذك رى ه ذا املب دع الع صامي تاألفت من كل من اال ساتذة: 1 معايل وزير املعارف خليل كنه 2 م صطفى جواد 3 م صطفى علي 4 ال شيخ مهدي مقلد 5 عبد الرزاق حمي الدين 6 ا سماعيل الغامن 7 يعقوب سركي س 8 م صطفى علي ج اء يف جري دة البالد الغراء الع دد 4631 يف 1956/4/23 حتت عنوان «طوبى ياقر«. يف ش دة امل ص اب االلي م واحل زن املم ض فا ض ت قريح ة ال شاع ر الكبري اال ست اذ مهدي مقل د املحامي به ذه االبي ات فان شدها على قر فقيد«البالد«املرح وم رفائي ل بط ي ح ي ن ل ف الرثى جثمانه يف حف رة عميقة وهذه االبيات ان هي اال دموع االخاء ولكن من در منثور. كنت يف دولة البيان العلي علما يف نبوغك االدبي كنت نايا وكم على الناي غنى غرد الطري يف انن شجي وانن الطري الهتوف شبيه بالتالحن يف زبور نبي يتالأالأ النبوغ مذ كنت طفال يافعا يف شبابك العبقري وجالل النهى يدل على املرء وان كان يف صباه الطري وتر سلت يف البيان فا ضحى لك يروى يف العامل العربي ثم مي ضي يف الق صيدة: واعتقال اثر اعتقال ونفي بعد نفي ومنزع قوي واخاء ما مال يوما عن العهد وال خان بال صديق الويف و سجايا تنم عن كرم اال صل وخلق مبارك ور ضي وابتعاد عن كل ضيم ومن ذا يرت ضيه غري البليد الغبي واالرتفاع عن كل حقد ولكن ياأخذ الثاأر يف يراع حمي ونعاه النعاة صبحا ففا ض الدمع من مقلة العراقي االبي فيك صناجة البيان فطوبى لك يا قر بالفتى االملعي رفائي ل ج سدك قد فن ى ال شك يف االم ر ولكن روح ك مل ت زل حي ا حتوم ف وق الع راق الذي احبب ت وكل عام حتتف ل يف ال صحافة العراق بعيده ا ان ت حتت ل ال ص دارة منها..وحتي ة النجب اء م ن اوالدك االم وات واالحي اء بديع وكمال وفائق الذين ساروا على دربك صعدا يف طريق الوطنية وحب العراق. انطباعات وذكريات عن رفائيل بطي زار زميلن ا يف التحري ر»حارث ط ه الراوي«نائب بغ داد اال ست اذ رفائيل بطي يف منزل ه وطرح عليه ثالثة ا سئلة عن فقيد الع راق واالمة العربية شاعر ال شعب الكبري املرحوم معروف الر صايف مبنا سبة ذكراه ال سابع ة امل صادفة يف 16 اذار اجلاري. وقد اج اب ب صراحة تامة فابدع واج اد وال غرابة يف ذل ك النه اليجار يف خرت ه عن ادبائن ا و شعرائنا املعا صري ن ف ضال عن انه كان صديقا حميما ل شاعر ال شعب. وم ن اجلدي ر بالذك ر ان اال ستاذ بط ي يعكف االآن عل ى تاألي ف كت اب ع ن حي اة الر ص ايف و شعره سيكون من غري شك مرجعا مهما لالدباء والنقاد. س 1 : ما هي مكان ة الر صايف بن شع راء العربية املعا صرين اجلواب: ان تعب ي ري املعا صرين تعبري وا سع شامل لي س م ن املي س ور جتدي ده وكانك تق ص د شعراء الع ص ر احلا ض ر ال ذي يبت داأ يف مطل ع الق رن الع شرين. لقد نبغ يف هذا الع صر جماعة من ال شعراء يف م صر وال ش ام واق صد بال شام سوري ا ولبنان وفل سطن كما كان ي سمى جمموعها قبل احلرب العاملية االوىل كما نبغ شعراء يف العراق. وبديه ي انن ا عندم ا نريد ان ن وازن ب ي ن شعراء الع ص ر نق ص د منه م اولئك الذي ن سلك وا سبيال جدي دا يف شعره م من حي ث الديباج ة واملعاين. ام ا ال شع راء وبتعبري ادق الناظم ون املقلدون فال يدخلون يف باحة هذه املوازنة.. وعن د التحدث ع ن فحول شعراء الع رب املجددين يف ال ش رق يجب ان ال يتناول نظرنا شعراء العرب يف املهاجر االمريكي ة. ولقد اجمع النا س من ادباء ومتاأدبن على ان اثنن من شعراء م صر املعا صرين ب زا االق ران هما: احم د شوقي وحاف ظ ابراهيم. واختل ف النق اد يف ايهم ا املجلي وم ع ان حافظا ضرب على اوت ار القلوب يف م صر وبالد العروبة منظم ا ق صي دا يتاأج ج بالوطني ة ف ان ) شوقي( ا ستوع ب يف ق صائ ده اوال معاين جدي دة مل يبلغ حافظ شاأوها. واحدث ثانيا يف ال شعر العربي هذه امل سرحي ات املنظومة الت ي مل يعرفه ا ادب ال ضاد قبله من حيث اح كام ال صنعة واالبداع يف التعبري عن خوالج النف س. مع ان هذه املحاولة قد سبقه اليها شاعران لبنانيان كب ي ريان هما خلي ل اليازج ي وعبد الل ه الب ستاين ولكنهم ا مل يبلغ ا يف االج ادة مبل غ شوق ي يف م سرحيات ه بحي ث س ار به ا الركب ان و صفق ت اجلماهري يف كل مكان شنف ان شادها االذان.. ومع ان ا سماعيل ص ب ري قد جود يف بع ض شعره على قلت ه لكنه مل يعد يف احللبة مع شوقي وحافظ وا ستطي ع ان اطمئ ن اىل راأي ي ب ان»الر ص ايف«يجيء بع د هذين ال شاعرين له ذا اعد الدكتور طه ح س ي ن م صيبا يف حكمه عندما ق ال:»بعد ان فارق حافظ احلياة لق د انتقلت امارة ال شعر اىل العراق وه و يق صد بال ري ب ان صوجل ان ال شعر العربي تلقفه معروف الر صايف بعد ان غيبت ل صفائح امري ال شعراء و شاعر النيل يف ار ض الكنانة. وق د اعرت ض بع ض االدب اء على ط ه ح شن يوم ار س ل هذا احلك م مت سائلن: كي ف اغ ضى عن علم يف ال شع ر املعا صر هو»خليل مط ران«فقال قولته امل شه ورة:»ق ص دت به ذا االنق ال ام ارة ال شع ر التقلي دي الن خلي ل ال صاح ب مذه ب جدي د يف شعرنا«. ومل تت ح لط ه م شاغل ة يف ال سيا س ة واالدب ال صحف ي ان يرهن عل ى مكانة مط ران بن رواد ال شع ر احلديث حتى قي ضت االيام للخليل الدكتور ا سماعيل ادهم فالف فيه كتابه التحليلي النادر املثال بعنوان»خليل مطران شاعر العربية االبداعي«. ام ا ب شارة اخلوري»االخطل ال صغ ي ري«وايليا ابو ما ض ي فهما من ط راز شعري آاخ ر وهما كوكبان نريان يف ادبنا احلديث. وطبيع ي ان هذه النظرة تق صر دون اجليل اجلديد من كبار شع راء العرب يف العراق وم صر و سوريا الكرى واملهاجر. س 2 : ه ل لك م ان ت وردوا بع ض ذكرياتك م ع ن الر صايف اجل واب: لقد عرف ت الر ص ايف ب شعره ث م قابلته الأول م رة سن ة 1920 كم ا و صف ت ه ذه املقابلة يف مق ال كتبت ه عل ى طل ب ل صحيف ة عراقي ة يف عدد خا ص ار صدته لذك راه. وكما ا ش ار صديقي االدي ب ال ضليع اال ستاذ م صطفى علي يف كتابه عن الر صايف. وامتدت معرفت ي بال شاعر النابغ طوال ال سن ي ن حتى واف ى حمامه. ويف فك ري عنه شيء كث ي ري كم ا ان حيات ه باطوارها ومعامله ا ت ستوقف املت أامل يف مراحل كثرية. واعني ان ي سعفني الزمن الأوؤدي الواجب ل ل الدب والتاريخ يف تدوين م شاهد واراء يف هذا ال صدد. ويح ض رين ال ساعة موقف وم شه د ل شاعر ال شعب واالدي ب احلر. اما املوقف فعندم ا ان شد الر صايف الميته يف احتفال ادب اء ال شعراء بامن الريحاين فكانت ق صيدته هذه معلقة ع صرية ضمت ما يجي ش يف صدر ا أالمة من اح سا س قوي بالكرامة العراقية وب اأمل كظيم من كابو س اال ستعم ار واثر ال سيا سة الغ ش وم يف النفو س. ويكف ي ان اذك ر ان جماعة م ن ال شب اب الوطن ي كانوا اع دوا ن سخ ا كثرية من ه ذه الق صيدة اخلالدة مكتوب ة )بالتابريايرت( ص اروا يوزعونه ا على شه ود احلفل ة ومعظمهم ق د خرجوا سكارى مفتونن مب ا عر شاعرهم عما تهج س به خواطرهم وتفي ض صدورهم و ستبقى ه ذه الق صي دة ماأث ورة للر صايف تغن ي عن جملد ضخ م يف و ص ف احلال ة النف سية لل شع ب يومئذ حارث طه الراوي ازاء ال سيا س ة املفرو ض ة عليه م. ويكفي ان تكون الق صيدة قد غطت على كل ما قيل يف تلك احلفلة مبا فيه ا رائعة الريحاين نف سه م ن شعره املن شور يف و صف احلري ة ور سالتها اىل ال شرق. ولكن معاين ه ذه الرائعة كانت اعلى من امل ستوى العام جلمهرة ال سامعن ف ضال عن انهم كانوا ي سمعون الريحاين يخاطبه م بلهجت ه اللبناني ة الناعم ة و سح ره اخلطاب ي بينم ا قلوبهم تئن م ن اآالم اجلراح بن عي ش هذا االديب املفكر الذي جابت ق صائده االفاق العربي ة وله ج رواته ا بنب وغ القريح ة العراقية املعا صرة وا ستنه ض الهمم وحرك النفو س الراكدة يف ليل اال ستبداد حت ى اذا ما كتب القدر وتعاونت ضحاي ا احلرية مع االو ض اع الدولية فولدت دولة العراق ث ارت فيه سيا سة احلك م وتقلبات املجتمع بحي ث بلغ بع ض ا أالمعات مبالغ من اجلاه والرثوة عا ش وا فيها منعمن وظ ل طريد الطغيان يف كوخ بوؤ سه يعي ش يف مغن ى متوهج من مغاين اخليال بفكره النري وف ؤواده ال صلد. س 3 : ما هي اح سن الو سائل لتخليد الر صايف اجل واب: ان الر ص ايف خال د يف تاري خ النه ض ة العراقية مبقامه يف عامل املفكرين االحرار االجرياء وب شعره وب آاثاره التي كتبها اما اذا اردنا ان نحيي ذك راه باقام ة اثر تذكاريه ل ه فعلين ا ان نعمل كما تعم ل ال شع وب احلي ة يف تخلي د نابغيه ا: مدفن عليه جالل الفكر الالم ع ومتثال ي شري للن شء اىل ال صراح ة والتح رر الفك ري وكتاب ي وؤرخ لهذه ال شخ صي ة الن ادرة ويدر سها درا س ة علمية دقيقة ب آاثاره ا وت أاثريه ا. وان تطب ع جمموع ة ا شعاره وم ؤولفاته االخرى طبعات علمية دقيقة واذاعتها بن القارئن بقدر امل ستطاع. وهذه الواجبات معلقة يف عنق العراقين مادام الر صايف نابغة فيهم. من روائع الر صايف: معرتك احلياة.. سل الفلك الدوار عن حركاته فهل هو فيها دائر باختياره وهل هو يف هذا الف ضاء م سافر له غاية مق صورة من سفاره وهبنا جهلنا بد أاه من تقادم فهل يدرك العقل انتهاء مداره متى ينجلي ليل ال شكوك عن النهى وترفع كف العلم مرخى ستاره اال ورى يف زند الزمان فنهتدي ب سقط ضئيل من سقيط شراره ارى الدهر ليال كله غري مب صر وان كان يف ر أاد ال ضحى من نهاره واهليه ساروا خابطن ظالمه وان ركبوا يف ال سري منت بخاره *** لعمرك ان الدهر يجري لغاية فان شئت ان حتيا سعيدا فجاره وها هو ذا يعدوا فيبتذر املدى وينهب اعمار الورى يف ابتداره لقد فاز من بارى جديدة جدة وخاب الذي يف جدة مل يباره ولي ست حياة النا س إاال جتددا مع الدهر يف ايبا سه واخ ضراره وما النا س إاال املاء يحييه جريه وبرديه مكت دائم يف قراره. لقاء اجرته جملة )الأ سبوع) ل صاحبها الراحل خال ص عزمي يف عددها )18( يف 16 اذار 1952 4
7 اإن ثق ل امل وروث املهيمن يف الع راق كان مينع يف الغالب من روؤية حقيقة هذا اال ستعداد الدفن يف الثقاف ة العراقي ة لالندف اع نح و املجاهي ل واإطالق االأفكار اجلديدة )اأو ا ستعارتها بجراأة( م ن أاج ل تثبيتها يف بيئ ة تعاين م ن موروثات روحية و إارث اجتماعي شديد الوطاأة من ذ ع شرينات الق رن املا ضي حت ى خم سيناته ثم ة مفاج آات متوا صل ة يف ثقافة الع راق ال تدل عل ى إايغ ال يف الت أاخر املعريف ل دى النخبة: لقد ت رجم كتاب ج ان جاك رو سو )العقد االجتماعي( سن ة 1951 من طرف إابراهيم عبد الرحمن اخلال )مطبعة التفي ض االأهلية بغ داد( وترجم شاعر مث ل طاغور )جني الثم ار ترجمة اأكرم الوتري مطبعة دار املعرفة بغداد يف بداية اخلم سينات( قب ل اأن ي رتجم يف مكان آاخر م ن العامل العربي وت رجم جزء م ن ديوان بودلري امل شه ور ( أازهار يبدو أن قراءة متمعنة يف تاريخ العراقي األديب الحديث ستعيد غربلة بعض االعتبارات واألولويات والبداهات املتوارثة بشأن تطور الكتابة والتحول يف الحساسية الشعرية أول ه ذه البداهات أن )النهضة( العربية الفعلية مل تصل جد متأخرة إىل العراق كام يجري التلميح عادة مقارنة بوصل قطارها إىل مرص وبالد الش ام. من املثري للفضول رؤي ة أن التطورات الخارجي ة املوضوعية يف ذينيك البلدين وعىل رأس ها الحملة الفرنس ية يف مرص وتطور معارف املوارنة يف لبنان بدعم فرنيس متواصل مل تكن هذه املؤثرات الخارجية لتلتقي مبثيل لها يف العراق الذي مىض رغم ذلك قدما عرب أسامء معدودة لكن جذرية يف تطوير ثقافته وأدبه. رف ائ ي ل ب ط ي رائ دا لقصيدة النثر ال ش ر( حتت عن وان )من أازه ار ال شر( من طرف اإليا س داود اأ ص ل الن )مطبع ة الرابط ة بغ داد 1950( ولق د ج رى االنتب اه من ذ االأربعين ات اإىل ق ضاي ا سيا سية مثل النظام الفيدرايل مثلما يره ن كتاب الدكت ور بديع شري ف: )الفيدرال: بح ث يف نظ ام االحت اد ال سوي س ري بغ داد 1949( وق ضاي ا اجتماعي ة بالغة اخلطورة منذ الع شرين ات وه و ما يره ن عليه كت اب توفيق الفكيكي )احلجاب وال سف ور( املطبوع يف بغداد سنة 1927 وفيم ا يتعل ق )بال شع ر احل ر( فاإنن ا نعل م اأن مغام رات ال شع راء الرومان سي ي ن الوجودي ة وحرق ة جماعة أابولو وذهاب العديد من ال شعراء اللبناني ي ن إاىل مهاجر متنوع ة )نيويورك و سان باول و وغريهم ا( مل تك ن كله ا لتقوده م اإىل التفت ق عن فكرة جذرية: هج ران )وحدة البيت( والت شبث )بوح دة التفعيلة(. ولقد فعل ال شعراء يف العراق مما يبدو معه اأن وط أاة التخلف وثقل النزع ات املدر سي ة و شدة ال ضغ ط االجتماعي العائل ي والع شائ ري واالأخالقي كان ت تذهب ب ش كل ج ديل اإىل خل ق نقائ ض راديكالي ة للتخل ف غ ي ري متوقع ة وم ن دون الكث ي ري م ن املقدمات املنطقية والرتاكمات الواجبة شكليا من أاجل قيام حركات التجديد. هذه القفزات النوعية رمبا كانت ردة فعل عل ى التخلف العام يف البلد. لقد وقفت النخب على ال دوام بتعار ض جوهري م ع االإجم اع غ ي ري املرهن علي ة و ض د بداهات الثقافات املت أاخرة. وبالنتيج ة سيطل ع ال سي اب مبدع ا ومنظ را لوح دة البي ت ولل شع ر العربي احلدي ث. ولقد كان ي صط دم مينة وي سرة أاثناء حياته ال شهبية شاكر لعيبي بذل ك االجماع. ومما حقق شهرة وات ساعا لل شعر احلر يف الع امل العربي هو أان الفكرة املطروحة يومه ا كانت متتل ك منطق ا صارم ا اإ ضافة اإىل اأمري ن اآخرين: االأول ه و أان حدود املعرفة كانت اآخ ذة باالت س اع واالنت ش ار ع ب ر تزاي د اأع داد املتعلمن. والث اين هو انفتاح العق ول الن سبي الن سبي جدا على اإمكانيات التحديث بل الرغبة اجلاحم ة بالدخ ول اإىل اأبه اء الع امل احلديث. ه ذان ال شرط ان مل يكون وا ق د توف را يف سنة 1920 عندم ا كت ب رفائي ل بط ي أاوىل ق صائده النرثي ة كما س ن رى وهو اأم ر كان مينع ه كما من ع جمايلي ه اللبناني ي ن الذي ن رمب ا ا ستله م بع ض االأف كار منه م م ن اأن ي ص ي ريو حقيق ة ثقافي ة معروفة وثابتة. عل ى العك س من ذلك فقد دفع الظرف املو ضوع ي إاجنازاتهم وحماوالتهم اجلنينية اإىل جماهيل الن سيان املطلق نقول ذلك ونحن نعتقد اأن أاول جمموعة من ال شعر امل سم ى يومها )بال شعر املنثور( يف العراق إامنا هي جمموعة العراقي رفائيل بطي )الربيعيات( لق د طبع ت ه ذه املجموع ة سن ة 1925 وه ي ت شتمل على اأربع ع ش رة ق صيدة يف مائة صفحة م ن القطع ال صغ ي ري وق صائدها مذيل ة بتواريخ تع ود اإىل االأع وام 1925-1920. وكان ت املجموع ة م ن من ش ورات جملة )احلري ة( التي كان بطي نف سه يراأ س حتريرها. إان عنوانا ي شيع فك رة )احلري ة( يف ال ش ارع العراق ي سن وات الع شرينات ه و دليل اإ ضايف على فكرة التجديد التي كانت تعتمل يف راأ س الرجل لك ن األي س من املثري حقا اأن نرى اأن اأول )ق صيدة ن ث رث( مكتوب ة يف الع راق ترق ى ل سن ة 1920 وبالطب ع فاإنن ا هنا نتح دث عن ن ص سيو ص ف عل ى اأنه اأقرب إاىل اخلاطرة كم ا نقول اليوم مما ه و لفهمنا احلايل لل شع ر احلديث. لكن يجب اأن ال نن س البتة اأن هذه اخلاطرة نف سها ولي س شيئا سواه ا هو م ا كان ي ش ك ل جوهر وم ادة ال شعر امل وزون املقف ى يف زم ن رفائي ل بط ي. كان ت الفك رة املعترة من طين ة شعرية اخلاطرة هي الت ي تو ضع يوم ذاك يف قالب م وزون وت صري بالتايل ن صا شعريا تقليديا كان اله م اجل ذري لبط ي ه و الذه اب يف تل ك املجموع ة اإىل م ا كان يعت ب ره )ال شع ري( و)ال شعري ة( م ن دون اأن يتم س ك بالع دة الكال سيكي ة الوزن والقافية. هنا تقع كل ا إالثارة يف ه ذه املجموعة ويف جمي ع املجاميع املماثلة املمكنة املكتوبة يف لبنان خا صة يف تلك الفرتة كان بط ي مقتنعا متاما باأنه يكت ب ال شعر ولي س شيئ ا اآخ ر بحي ث اأن عناوي ن قطع ه ال تختلف ع ن ذاك النمط من العناوي ن ال سائدة يف ال شعر املوزون املعا صر له. كتب بطي يقول يف مذكراته:»من ت البارحة ب شيء من القل ق ال أاعلم امل صري وقد ا ستيقظت واأخرجت بع ض القطع ا أالدبية يل ل ضمه ا اإىل كتاب )الربيعي ات( الذي أاهم بطبعه وبعد يومن ن شرت يل جريدة )املفيد( البغدادية مقال )يقظة اجلمال( وهي ف صل من )الربيعيات( اإال اأنها شحنته با أالغالط املطبعية«رغم اأنه ي ستخدم املفردة )مقال( يف و صف قطعته )يقظ ة اجلمال( فاإن بط ي كان يتم سك بفكرة اأن ما يكتبه هو نوع من ال شعر ولي س ضربا اإبداعيا اآخ ر ب ل أان وعيه النق دي حول املو ض وع كان يذهب إاىل مدى عمي ق وهو يلقي ب شذرات نقدية ع ن )ق صي دة النرث( مما ميك ن اأن يك ون بع ض كالمنا املعا صر. كتب يقول سنة 1926» شاألن ي حليم دمو س ال شاعر الناثر يف بريوت اأن اأكت ب راأي ي يف ال شع ر الع ص ري يف ست ة اأ سط ر لين شرها بخطي م ع ر سمي يف جمموعته ال شعري ة )املثال ث واملثاين( فاأجبت ه مبا ياأتي: اأما ومدى العاطف ة واحل س واخليال ال يقف عند حد فالعجيب كل العجب من اإ صرار ناظمن على التم سك بالوزن والقافية )واعتقادي( اأن امل ستقبل لل شعر املنثور..«لق د كت ب رفائي ل بط ي ه ذا ال كالم يف أاوا سط الع شرين ات أاي بوقت اأبكر كث ي ريا من التطورات اجلذري ة يف بنية وروح ال شعر العربي احلديث. وه و كالم كان ي شد د على الفك رة االأ سا سية التي ينطل ق منه ا الت ص ور احل ايل لق صي دة النرث: ال ال وزن وال القافي ة لوحدهم ا ما مين ح الكالم شعريته. اأما اعتق اده اأن امل ستقبل لل شعر املنثور فه و نب وءة مبك رة مده ش ة ت ستح ق التاأم ل وت دل قبل كل اأم ر على ر سوخ قناعت ه باالأ شكال اجلدي دة املتوالدة م ن احلاج ات وال ضرورات الروحية واالإن سانية امل ستجدة على الدوام كان رفائي ل بط ي رج ل ال حاذق ا موؤمن ا بفك رة التط ور وب ضرورة هجران االأ ش كال التعبريية التي ا ستهلكت نف سها و سيقول ال شيء ذاته فيما بعد عن أا شكال املمار سة االجتماعية يف سجاالته املعروف ة يف احلي اة ال سيا سي ة والرملانية. اإن جراأت ه املبك رة كان ت مو ض ع اإعج اب وتقدي ر معا صري ه يف م صر ولبنان ولي س يف العراق مم ن كانوا ي شددون ب ش كل اأخ ص يف احلقيقة عل ى نزع ة )احلداث ة( يف كتاب ه )الربيعي ات(. فلق د كتب ت )اله ل الل( امل صرية يف نهاي ة ت شرين ا أالول/ اأكتوب ر تق ول:»رفائي ل بط ي من رجال االأدب الظاهري ن يف العراق )..( فهو على الدوام مهموم باالأدب احلدي ث يف ا أالقطار العربية وقد جم ع جملدا صغريا يحتوي على مائة صفحة من بع ض املق االت التي ن شرها يف صح ف العراق واأك ث رث ه ذه املقاالت خي ايل ولكنها كله ا تنب ض باالإح سا س والعاطف ة. فمنه ا احل ب املكت وم واحلياة اجلديدة و أاوراق اخلريف..«. علينا اأن ال نعري كبري ب ال لتو صيف املجلة خلطرات بطي النرثي ة )ما ي سميه هو بال شعر املنثور( ب صفتها )مقاالت( واأن ننتبه اإىل ت شديدها على )خياليتها( وح سا سيتها التي كانت مترق مروقا فا ضحا على حتديدات وم صطلحات حمرر )الهالل( اأما )املقتطف( امل صرية فقد كتبت عن )الربيعيات( مقال ة مث ي رية وثوري ة الأنه ا ت ستخ دم مف ردات اأخ رى اأق رب للم صطل ح ال شع ري مما ه ي إاىل م صطلح املقالة»ه ذا النوع من االإن شاء حديث يقوم مقام ال شعر وال ي قي د ب االأوزان والق وايف مثل ه في أاتي على لفظه قدر معناه«هذه ال شه ادة باه رة للتدليل على ري ادة رفائيل بط ي يف كتابة ق صي دة النرث يف الع راق اأقلها. عل ى اأن صحافة ذلك الوق ت مل تكن متتلك الوعي النقدي الالزم للتفري ق بن املعاين وبن معاين املع اين وروؤية مث ل ال تلك امل ساف ة الواقعة بن ال شع ر والن ث رث الت ي اأ سميناه ا الي وم )ق صيدة الن ث رث(. لكنه ا كان ت حتد س يف كتاب ات بط ي ممار س ة ال عالق ة له ا بالن ث رث ال سائ د بينما هي تقرتب من روح املمار س ة ال شعرية الرومان سية. مل تكن تلك الكتاب ات بقادرة على و صف القطيعة الت ي مار سته ا كتاب ة رفائي ل بط ي م ع الن ث رث امل أال وف ودخوله ا إاىل حق ل م ن ال شع ر غ ي ري املاألوف بالن سبة ل سنوات الع شرينات ست ستخدم جمل ة )امل ش رق( البريوتية يف العدد 1925-10 م صطل ح )ال شع ر الن ث رثي( كذلك يف تقدميها للمجموعة معلنة خماوفها من حتول هذا النمط من الكتابة اإىل ظاهرة ثقافية»ه ذه الربيعي ات زه رات اقتطفه ا صاحبها من جملت ه )احلرية( فجاءت طاقة م ن زهور منمقة تختل ف لون ا ورائح ة وقيم ة. بينه ا كثري مما يدع ى اليوم بال شع ر النرثي مم ا ي ستحبه ذوق بع ض امل صري ي ن وي راه غريه م شق شق ة ل سان دون كب ي ري جدوى. والله ي سرت البالد إان انت شرت ه ذه الطريقة الكتابية يف اأقطارنا. فيتلهى القراء بالق شرة ويهملون اللباب«)التوقيع ل. ش( اأم ا جملة )اخل در( ال صادرة يف عالي ه يف لبنان ل صاحبته ا ا آالن سة عفيفة فن دي صعب فقد كتبت بالن ب رة نف سه ا يف اجل زء الثال ث م ن املجل د ال ساب ع امل ؤورخ بكان ون االأول / دي سمر 1925 تقول»اأ سل وب )الربيعي ات( ه و ال شعر املنث ور الذي يكرث مع االأيام بحدود يف االأدب العربي. والروح ال سائ د في ه روح شب اب ح سا س مت أامل مفع م بالرجاء..«مل ي سل م رفائيل بطي م ن التهم ة اجلاهزة التي م ا زالت سائ دة حتى الي وم القائل ة أان احلداثة والتجدي د يرمي ان إاىل تفتيت القواع د امل أالوفة. يذك ر بط ي يف مذكرات ه ي وم 1926-6-27:»كتب ال شخ ص املدع و اأحمد حامد ال صراف )..( الطع ن يف وزع م اأين أاكرثت اللح ن يف خطبتي وهذه كذبة سخيفة. وما تبقى من أاكاذيب خمتلقة مث ل اإين اأق ص د باجلدي د ت رك القواع د وه ذا م ن ال سخف مب كان أالنني قل ت اأن هناك روابط شدي دة وعراقي ل يف القواع د حت ول دون رقي االأدب العربي«لقد كان بطي ي شدد على ضرورة ح ضور اجلانب اجلم ايل )م ا ي سمي ه بالف ن( يف الق صي دة قبل ح ض ور النظ م:»اإذا ق سنا اأدب الع راق ال جنده ميث ل االأدب ال صحيح اإال يف الن ادر )..( اأن أادب الع راق اأدب النظم فقط لي س عندنا كتاب فنيون باملعن ى احل ق«. وانظر كذل ك بهذا ال ش أان نقده لرتجمة طانيو س عب ده للروايات التي»ال ينقلها نقال فنيا «وم ن أاج ل معرف ة اأ ص ول الن زوع التجدي دي لبطي علينا أان نتوقف اأمام شغفه املبكر بجران خلي ل ج ب ران كم ا بنق ده القا س ي لالإكلريو س الكن سي. هذان املف صالن يجليان حقيقة االأمر عن نزعت ه املتمردة )امل سم اة يومها روح ه الثائرة( والتجديدي ة. كت ب يقول:»كتبت قطع ة بعنوان )الزهرة الذابل ة( سن ة 1915 وقراأتها إالخواين يف با شطابي ة )املو صل( عل ى اأنها جلران خليل جران فجنوا بها ثم مل ا علموا أانها يل صاروا ينتقدونه ا«. وكان ت اأوىل حماوالت ه يف الكتابة االأدبي ة هو م ا ن شره يف جملة )الن ادي العلمي( يف املو ص ل يف 15 كانون االأول دي سمر 1919. عن د و صوله اإىل بغداد ب داأ ين شر يف جملة )دار ال س ل الم( وجمل ة )الل س ان( وجري دة )الع راق( و)النا شئة( ثم أانه اأن ش أا مع عبد اجلليل رزق الله جملة )احلرية( يف مت وز 1924. وكان قد اأ صدر قبل ذلك سن ة 1922 كتابه ) سحر ال شعر( ت ضمن نخب ة من اأدب اء الع صر م ن )الع رب وا إالفرجن( منهم الزهاوي والر صايف واملنفلوطي والرافعي. م ن الالفت أان جريدة )العا صمة البغدادية( كتبت يف تقري ض الكت اب عب ارة ت دل عل ى ولع بطي )بالن ث رثي( يف سي اق ال شع ر:»جمموع ة اأدب نفي سة عن ى جامعها بانتخ اب اأح سن ما قيل عن ال شعر نرثا ونظما «اأم ا نقده للفك ر االأكلريو سي امل سيح ي وغريه في ش كل بع دا جوهريا يف فهم عالقت ه باحلداثة:»وقد ق ضيت امل ساء يف صحبة توفيق ال سمعاين شاب م ن اأعمال املو ص ل. كان قد تهي اأ للتق س س ث م ا ستهوت ه حما س ن اجلن س اللطي ف فنف ر ع ن ا أالكلرييكي ة وظل متم س كا ببع ض التقاليد املوروث ة حتى فتح الل ه عليه اأن اطل ع على اآثار جماع ة من اأح رار الفكر فن شز ع ن دائرة التقليد وهو ا آالن يف نظر االأكلريو س ينحدر اإىل الهاوية ويف نظر االأحرار يعل و إاىل قمة العقل- 1925«. وكت ب:»هوؤالء الرهب ان مع اأنه م منعزلون عن الدني ا فه م أاحر ص من أاه ل الدنيا عل ى املال«. وكت ب ي وم 1925-9-11 ي رد عل ى الطاعن ي ن علي ه ب سب ب انتق اده للزه اوي وامللمحن اإىل ن صرانيت ه يق ول بن ب رة أاقرب لالإحل اد منها اإىل ش يء اآخ ر:»اأم ا ن صرانيت ي فال ذن ب يل بها. واحل ق اأق ول اأنن ي ال اأع ت رتف بن صرانيت ي اأو االإ سالم أاو اليهودية و أاجحد االأديان كلها. واأعتقد أان االإن س ان يجب اأن يعي ش طليقا منها كلها واأن يتخ ذ املبداأ االأخالقي العايل دين ا له«. ومثل ذلك يف تعليقه على مقال للدكتور ح شن هيكل ويف ظنن ا ف أان توق ف رفائي ل بطي ع ن امل ضي يف تطوي ر جتربت ه يف ال شعر املنث ور هذه جتد تريراته ا يف ان شغاله الكامل بالكتابة ال سيا سية والفكري ة والتاريخية من جهة ومن جهة اأخرى يف ع دم تقب ل الثقاف ة العراقي ة يف الع شرينات مث ل ه ذا النم ط يف الكتاب ة وهو ما ت دل عليه مالحظ ات وتقريظ ات ال صحاف ة اللبناني ة وامل صري ة )للربيعيات( مقارن ة بال صمت املريب ل صحاف ة الع راق ب ل نقده ا القا س ي ل ه. ويف احلقيقة فقد برهن ت الثقافة العراقية طيلة القرن الع شري ن على نزعة حمافظة ضارب ة ب أاطنابها نزعة ال عالقة لها باملزاعم اللفظية كما ال عالقة لها بالفعل اخل ل الق التجديدي للمبدع ي ن العراقين الذين ضربوا صفحا عنها ووجدوا ال سند والدعم يف اأماكن أاخرى من العامل العربي لن تك شف قراءة نقدية لربيعيات رفائيل بطي عن شاعر باهر بال ضرورة ولن ت ضعنا اأمام ما نبحث عنه اليوم يف ال شعر موزونا ومنثورا سوى اأن م ا يب دو مهما يف حماول ة بطي هو ه ذا الوعي املبكر واحلاد والنفاذ الذي كان ي سعى للمزج بن النوعن ال شع ري والنرثي من اجل ا ستخال ص ن ص جديد يقف على التخوم بن االثنن. وما هو مذه ل فيها كذل ك هو هذا الوعي املق ال من دون ذرة من املواربة باأن ما يخلق ال شعر لي س الوزن وال القافي ة. إان تفكريا نا صعا بهذه االجتاه نادرا م ا قيل يف تلك الفرتة. يخي ل للبع ض يف ثقافتنا املعا ص رة بعد اأكرث من ثمان ي ن سنة من نظرات بطي النادرة ب ش أان )ال شعر املنثور( اأنهم ياأتون بتفكري جديد عن مو ض وع )ق صيدة النرث(. وهم كبري يج ب أان يدفعن ا نحو املزيد م ن التوا ضع واالعتدال. 6
رفائي ل بط ي.. أول وزي ر دعاية وصحافة في الدولة العراقية 9 روفائي ل بطي - أديب وصحايف عراق ي- ولد -عام 1901 م له العديد من املؤلفات --منها- س حر الشعر واألدب العرصي يف العراق العريب وكتاب الصحافة يف العراق والدراس ات يف األدب الع ريب يف العراق خصوصا. ولد روفائيل لعائلة مسيحية أرثوذكسية عراقية عمل رئيس لتحرير جريدة العراق من عام 1921 حتى عام 1924 ثم أنشأ مجلة الحرية عام 1923 ويف ع ام 1929 أص در جريدة البالد اليومي ة وبقيت تصدر أكرث من ربع قرن. و قد أنتخب نائبا عىل البرصة س ت دورات ثم إنتخب عميدا للصحفي ني ورحل إىل مرص ع ام 1946 حتى عام 1948 ويف ع ام 1953 أصب ح وزيرا للدول ة مرتني وبعد ال وزارة فقد شعبيته ومل يستطع العودة للربملان رفائي ل بط ي )1901-1956( اأبو ال صحافة العراقية كما و صف ه جيله - وعميد ال صحافة -- يف وثائ ق النخ ب ال سيا سي ة عل ي عه د امللكي ة )1921 حت ي وفاته( وكان ت جريدته )الب ل الد( املدر س ة ال صحفي ة الكب ي رية الت ي تخرج ت فيها ثالثة أاجيال.. جيل أاتقن وطنية القل م وجي ل رفع شع ار--- املل ك املوؤ س س في صل االول: --- خذ وطالب---- اأما اجليل الثالث فقد علمه رفائيل:-اأن يفتح عينا ويغلق اخري -- در س رفائي ل يف مدار س ابتدائي ة كن سي ة الطابع وتخرج يف مدر سة ا آالباء الدومنيكان العالي ة سن ة 1914 وع ي ن بعده ا معلم ا يف مدر س ة )م ار توم ا( وهي مدر س ة تابعة لل سريان االرثوذك س وكان يف اوقات العطل املدر سي ة يدر س اللغ ة ال سريانية علي ق س س افا ض ل آاباء وكان من طم وح والده وعائلته ان يزج بروفائي ل يف الدرا سة الكن سية حتي ي صل ايل اعلي مراتبها - وعندم ا كان يف الثانوي ة الكن سي ة تزع م رفاقه وا ص در جريدة با س م )الرياعة( تكتب بالي د وتعل ق عل ي اجل دران وكان يومئ ذ يف ال ساد س ة ع شرة من عم ره.. وبعد سنتن جن ده يت سلق شهرة حملية يف مدينة املو صل العريقة اأدبا وتراثا وين شر يف صحفها مقاالت التنا سب عمره ويذيلها با سماء م ستعارة لكنها من ا سمائه الت ي يعرفها االآباء امل سيحيون او ا صحاب تلك ال صحف..! وت رك املو صل --ليج دد درا ست ه --يف دار املعلم ي ن االبتدائي ة ببغ داد وتخ رج فيه ا سن ة 1921 وع ي ن بعدها مدر س ا يف مدر سة الالت ي ن يدر س فيه ا االدب العرب ي.. ويف ه ذه االثناء تعرف عل ي االب ان ستا س ماري الكرمل ي بع د ن شره مقال ة يف جريدت ه )دار ال س ل الم( -يقول عنه الكرمل ي يف جملته )لغة علي عجيل منهل الع رب(: ---روفائي ل بط ي- كات ب ج ريء يقتح م الغمرات غري هي اب وال وجل - يف كل هذه االحوال همام مقدام التردعه نار واليردعه تيار.- وكان الكرمل ي يو صي ه بدرا س ة القان ون الن القان ون --يجن ب ال صحفي املزال ق وميهد له الطري ق لك شف احلقيق ة( فاأخذ به ذه الو صية --وانتمي ايل كلية احلقوق سنة 1924 وتخرج فيها سنة 1929 لكنه مل يحرتف املحاماة -: تع رف عل ي رواد اليقظة الفكري ة --الزهاوي -- وال شبيب ي - والر ص ايف --واحم د ع زت االعظم ي -- كم ا ج ذب اليه ا خ ي رية ا سم اء الكت اب ال شباب : ح سن غ صيب ة - وحممد عبد احل س ي ن-- وعطا ام ي ن--- و شك ري الف ضلي --- وه ذه اجلري دة وان حام ت حوله ا ال شبه ات )بكونه ا صدرت كبديل جلري دة العرب جريدة االحت ل الل( اال ان روفائي ل بذكائ ه الوطن ي ا ستطاع ان ي ستثمر بع ض صفحاتها لن شر نتاج الوطنين وق ضايا التحرر القومي..! ا صدر جملة )احلري ة( وراأ س حتريرها وكانت فاحت ة املج ل الت االدبي ة ال شهري ة يف الع راق والت ي ص در عدده ا االول يف اآب 1924 وكان ت ميدان ا ل ل الدب العراق ي -وان ه جع ل املجل ة تت سع لن شر اهم اال سماء االدبية العربية ومنه م:-- سالم ة مو س ي -وابراهي م عب د الق ادر امل ازين-- وعي س ي ا سكن در املعل وف --ور شيد سلي م اخلوري-- وغريه م وكذلك ظهر علي صفحاتها رواد العراق:-- حممد ر ضا ال شبيبي-- والزه اوي-- والر صايف --وعلي ال شرقي --وحممد حبيب العبيدي-- وغريهم وا ص درت املجلة كتبا وموؤلفات هي بع ض نتاج ن ش ر يف املجل ة وه ي بعد ذلك جمل ة االجتاه القومي الذي كان سائدا يف تلك االوقات- وو ض ع كل ثقل ه االدب ي والفك ري يف جريدة - الب ل الد - الت ي ا صدره ا يف سن ة 1929-- ولنهجها املعار ض مرة وامل شاك س ملدر سة نوري ال سعيد عطلت غري مرة من قبل مديرية ال شرطة وعندما تعطل اجلريدة ي صدر بديال لها فاأ صدر )التق دم( ثم ابدل ا سمه ا ايل )اجلهاد( وعطلت اجله اد فاأ ص در )ال شع ب( ث م عطل ت وا صدر بدي ل ال عنها ) ص وت الع راق( وتك رر تعطيلها فاأ صدر )االخبار( وبن تعطيل جريدة وجريدة ت صدر البالد وعندما يعود بها يعود اكرث جدال وعن ادا لنقد االنتداب الريط اين او نقد اركان املدر سة امللكية وا ستم رت علي ال صدور حتي وفات ه ثم ا ستمر به ا اوالده حت ي عام 1963 وهو عام الغاء ال صحف العراقية. و- البالد- ا ضح ت يف مقايي س زمانها مدر سة ال صحافة العراقية النها ابدعت يف منط الكتابة ال صحفي ة -- وم ن كتابه ا البارزي ن: فهمي املدر س -وابراهيم صالح شكر ويو سف رجيب --وم صطف ي علي --وحممد ر ض ا ال شبيبي- ومعروف الر صايف -. هل كان رائدا يف اجنازه ال صحفي: ويدلنا علي ذلك من خالل --ا سلوب ه اخلا ص به.. الذي هو مزيج الوحي ال صحف ي والوح ي االدب ي ق ال عن ه ام ي ن الريحاين يف كتابه )ملوك العرب( سنة 1929: ولروفائي ل ا سل وب يف االن شاء سه ل من سجم جل ي التكلف في ه وال اغراب ول ه يف معاجلة املوا ضي ع مزية م ستحبة ه ي انه يقف عند حد ب ي ن اال سه اب واالقت ض اب ف ل ال يطوله ا علي نف سه فيمل واليق صرها علي القاريء في ضل. - وهو يف طليعة من فتح ابواب جرائده للكتابة عن املراأة ومظلوميتها يف التاريخ العراقي. -- وه و أاول م ن-- اأ سه م بن ش ر تقاري ر-- موؤ س س احلزب ال شيوعي العراقي ---يو سف سلم ان يو سف - فه د - وكان ير سله ا اليه من النا صري ة -والب صرة وهي تتح دث عن ماآ سي العم ال والفالح ي ن وعم ال البواخ ر وكاب سي التمور. ق ال عن ه الرائد جعف ر اخلليل ي: اذا كان هناك من اختالف بن عاريف اال ستاذ بطي يف مذهبه ال سيا س ي فلي س هناك م ن اخت ل الف يف قيمة ه ذا الرج ل االدبية ومق دار ما اأ س دي للعراق م ن خدمات يعرفه ا له قراء العربي ة عن طريق ال صحاف ة.. فه و حار سه ا نح و ثالث ي ن عام ا )الهاتف 1950(. وق د ا صدر - برغم جهاده االكر يف ال صحافة- عددا من املوؤلفات االدبية منها: 1- سحر ال شعر طبع يف القاهرة 1922 وكتاب )االدب الع صري يف العراق العربي( وهو جزاآن طبع يف القاهرة 1923 وكت اب )ام ي ن الريح اين يف الع راق( 1923 وكت اب )الربيعي ات( وه و شعر منثور 1925 وكت اب )في ص ل بن احل س ي ن( وقد طبع غف ل ال من ا س م موؤلفه 1945 وكت اب )ال صحافة يف العراق( طب ع يف القاهرة 1955 وكانت له كت ب خطية مع دة للطبع ومل تطب ع وهي ثالث درا سات ع ن الكرملي والر ص ايف والزهاوي. وكان ت موؤلفات ه ت روج يف القاه رة ق راءة وتداوال يف االو ساط االدبية وال صحفية تقول جريدة االهرام يف مت وز 1923 )وكتابه االدب الع ص ري خري مراآة ل ل الدب العربي يف العراق( وكتب ت صح ف م صرية اخ ري يف تقوميه..! وزي ر ال صحافة: كان يطل ب الوظيفة لكي ي سد براتبه خ سائر جرائده ففي اوا سط الع شرينات عن يف الداخلية يف مديرية املطبوعات وو صل فيه ا ايل درج ة مع اون مدير ع ام الداخلية ثم مت رد عليه ا وا ستق ال 1929 ويف عام 1950 عن مديرا عاما يف وزارة اخلارجية ونقل منها ايل وظيف ة م ست شار صحف ي يف القاهرة حتي سنة 1952. وع ي ن وزير دولة )ل شوؤون الدعاية وال صحافة( يف وزارة فا ض ل اجلمايل االويل يف 17 ايلول 1953 وه ي الوزارة احلادي ة واخلم سون من تاري خ ال وزارة العراقي ة.. وك رر تعيين ه يف وزارة اجلم ايل الثاني ة بتاري خ 8/3/1954 والتي ا ستقالت يف 19/4/1954. هاج ر مكره ا ايل القاه رة 1946.. وهن اك ---كرمت ه االه رام ---وعينت ه رئي س ا لق سم ال شوؤون العربية ---ومثله ا فعلت جملة )دنيا اال سبوع(-: اليقا س به. وق د ذكر اال ستاذ خريي العمري يف مقال له عن رفائيل بطي )البالد اليوم 10 ني سان 1956( ان احمد ام ي ن الكاتب امل صري الكب ي ري وقد زاره برفق ة رفائي ل بط ي يف كانون الث اين 1952 قال:-- نح ن امل صرين مدين ون لرفائيل بطي يف التعرف اىل ادباء العراق وقد اطلق-- امن الريح اين علي ه لق ب-- دائ رة مع ارف ادباء العراق. 8
رفائيل بطي وكتابه "االدب العصري".. صفحات مطوية رفعة عبد الرزاق محمد 11 تعود صلة رفائيل بطي باالدب الحديث اىل الفرتة االوىل من تكوينه الثقايف وعندما كان معلام يف احدى مدارس املوصل اذ وجد مكتبة مدير املدرسة حافلة بآثار النهضة االدبية الحديثة فاطلع عىل ما ميكنه االطالع عليه واغرتف من مؤلفات امني الريحاين وويل الدين يكن وجربان خليل جربان وغريهم اليشء الكثري حتى بدا واضحا تاثره باعالم االدب العريب الحديث ونزعاتهم التجديدية وما ان دخل معرتك الحياة االدبية يف العراق حتى وجد ان اليقظة االدبية الحديثة يف العراق ال تقل عام يجري خارج العراق وان اعالم االدب فيها جديرون بالتنويه والبحث فعقد العزم عىل جمع آثارهم والتعريف بهم اسوة مبا ظهر يف مرص والشام من آثار كفلت بيان املشهد االديب والتعريف باعالمه. بطي.. التكوين الثقايف وكان رفائي ل بط ي اول م ن تنب ه لليقظ ة االدبي ة يف الع راق يف مطل ع القرن الع شرين ووجه لها عنايت ه الفائقة فاخذ يتابع احوال اعالمه ا وتق صي اخبارهم وكان تاأليف ه"االدب الع صري يف العراق العربي"مظه را من هذا التنبه والعناية فق ال يف مقدمته: هذا كتاب جديد اردت بت أاليفه ابراز صورة جم سمة لالدب الع صري يف العراق وتبي ان الطريقة التي يتبعها شعراوؤن ا وكتابنا يف نظمهم ونرثهم فما احوجنا اليوم اىل در س ادبائنا ونقد ا ساليبهم.. حينذاك يت ضح الغر ض الذي ق صدت اليه يف كتابي هذا ) ص 1 ( وميك ن القول ان هذا الكتاب الرائد كان ا سا سا مل شروع كبري عكف رفائي ل بط ي على جم ع مادت ه ل سنوات طويل ة حتى ان ه ذكر يف ترجمت ه للزهاوي ) ص 17 ( انه اودع تفا صي ل احلديث عن ال شاعر يف كت اب آاخ ر سماه"فيل سوف بغداد يف الق رن الع شرين"واذا كان بع ض الباحثن قد اكد فقدان ه ذا الكتاب فان جريدة )العراق( التي كان بط ي حمررها االول ق د ن شرت بع ضه يف ني س ان 1923 ورغم تعاقب ال سنن فان كت اب"االدب الع صري"بقي مرجعا للباحثن عن اع ل الم االدب العراقي ولق ي من احلفاوة والرتحي ب والنقد ال شيء الكث ي ري وق د اعتنى بطي كما يب دو- برتاجم االع ل الم اىل النهاية وق د كتب الع شرات من الرتاجم لرج ال العراق امل شهورين يف شتى مظاهر احلياة وال نخفي س را ان اال ستاذ سري ب صري اعتمد كثريا على هذه املقاالت يف كتبه القيمة عن اعالم العراق احلديث. راأي احمد امني وق د ذكر اال ستاذ خريي العم ري يف مقال له عن رفائيل بطي )البالد اليوم 10 ني سان 1956( ان احمد امن الكاتب امل صري الكبري وقد زاره برفقة رفائيل بطي يف كانون الثاين 1952 قال: نحن امل صرين مدين ون لرفائيل بطي يف التعرف اىل ادب اء العراق وقد اطلق امن الريح اين علي ه لق ب: دائرة مع ارف ادب اء العراق واب ن خلكانهم )ملوك العرب ح 2 ص 437 ( اآثار خمطوطة واذا كان ق سم كبري من كتاب"االدب الع صري"قد بقي خمطوطا يحن اىل م ن يزيل عن ه احليف والن سيان فان لبط ي آاثارا اخرى مل تزل خمطوطة هي: 1- الزه اوي فيل س وف بغ داد يف الق رن الع شري ن وكان ت دار املع ارف مب صر ق د قررت طبع ه ومل تفع ل 2 -الر ص ايف 3 -اعمدة الع راق ال سبع ة ع ن رج ال ال سيا س ة املوؤ س شن للدول ة العراقية -4 شخو ص عراقية ع شرات ال شخ صيات ممن ترجم لها يف جريدته وغريه ا 5 -انقالب بكر صدقي 6 -مقدم ات 1936 الكتب التي كتبها وق د اح سن اال ست اذ فائق بطي بن ش ر مذكرات وال ده رفائيل بطي ونف ض عنها العقوق. االدب الع صري طب ع كت اب"االدب الع صري يف الع راق االدبي"لرفائي ل بطي يف املطبع ة ال سلفي ة مب ص ر ل صاحبه ا ال شي خ حمب الدي ن اخلطيب سن ة 1923 وت وىل ن ش ره وتوزيع ه نعم ان االعظم ي صاح ب املكتب ة العربية ببغداد وثمنه ربيتان ون صف وثالث ربيات للمجلد )اال ستقالل 12 اآب 1923(. ويف مقدم ة الكت اب او ضح بطي انه اراد به ذا الكتاب ابراز صورة جم سم ة لالدب الع ص ري يف الع راق وتبيان الطريق ة التي يتبعها شعراوؤن ا وكتابن ا يف نظمهم ونرثهم ويذكر ان ه مل يت سن له در س ادبائن ا كلهم در سا مدقق ا لذا ا سهب يف تعري ف بع ضهم واوجز يف ذك ر االخري ن وكان ب وده ان يفتتح الكتاب بنب ذة يف االدب قدميا وحديث ا لكن ه راأى اخ ي ريا ترك ذل ك اىل كتاب اآخ ر يف نقده االدب العراقي وقد ذكر يف مكان اآخر ان ذلك الكتاب يف اربعة اجزاء. ومل ي ص در من كتاب االدب الع صري س وى اجلزاأين االول والثاين م ن ق س م املنظ وم وال شع راء الذي ن تناوله م هم: جمي ل صدقي الزه اوي مع روف الر صايف عب د املح سن الكاظم ي حممد ر ضا ال شبيب ي حممد حبيب العبيدي خ ي ريي الهنداوي كاظم الدجيلي عل ي ال شرقي حمم د الها شمي عبد احل س ي ن االزري حممد مهدي الب ص ي ري حممد ح سن ابو املحا س ن حممد ال سماوي حممد ح شن كا ش ف الغطاء حممد باق ر ال شبيبي عبد العزي ز اجلواهري. وقد كت ب ترجمة الثالثة االخريين من هذا اجلزء باجلزء الثالث من ق سم املنظوم ومل يطبع هذا اجلزء اىل يومنا هذا وي ضم ال شعراء: احمد الفخ ري ر ضا الهندي عطا الله اخلطيب حممد مهدي اجلواهري ابراهي م مني ب الباجه ج ي شك ري الف ضلي قا س م ال شعار منري القا ضي عبد الرحمن البناء جواد ال شبيبي. ام ا الق سم املنثور الذي مل يطبع من ه شيئا فقد ذكر يف مقدمة ق سم املنظ وم ان الق سم الث اين اخلا ص باملنثور من جزءي ن )وا ستدرك فيم ا بع د انه م ن ثالثة اج زاء( وي ض م: حممد شك ري االلو سي حمم د حبيب العبي دي ر ض ا ال شبيب ي جميل صدق ي الزهاوي حممد ح شن كا شف الغطاء االب ان ستا س الكرملي يو سف غنيمة ابراهي م حلمي العمر ح سن غ صيبة باق ر ال شبيبي علي ال شرقي عطا امن عبد العزيز اجلواه ري هبة الدين ال شهر ستاين شكري الف ضل ي ابراهي م صالح شكر رزوق عي س ى الدكتور حنا خياط سلم ان ال شيخ داود سليمان في ض ي منري القا ضي علي اجلميل.. الخ املنثور املخطوط وق د بقي هذا الق سم خمطوطا مب سوداته لدى ا سرة امل ؤولف الراحل وذل ك الين راأي ت الف صل اخلا ص بابراهيم حلم ي العمر ال صحفي والكات ب الرائ د وهو يف مرحلة )امل سودة( وق د ا ستعرته من ا سرة املوؤل ف الكرمي ة ام ا الكتاب امل ع د للن ش ر فقد ذكر الدكت ور جليل العطي ة )جمل ة املكتبة ع 76 ل سن ة 1971( ان الدكت ور داود سلوم سم ع من رفائيل بط ي سنة 1953 بح ضور الدكت ور نا صر احلاين وال سي دة ساف رة جميل حافظ ان ه ار سل خمطوط ة الق سم املنثور م ن كتاب االدب الع صري اىل القاهرة لن شره و ضاع هناك وي ضيف العطية انه عرث لدى اال ستاذ فائق بطي )جنل املرحوم رفائيل بطي( على م س ودات اجلزء الثاين من ق سم املنث ور وي ضم اال سماء ف ضال عن التي ذكرناها: سليمان ال صائغ والق س حنا رحماين. صدى الكتاب وم ا ان بد أا نعمان االعظمي صاحب املكتبة العربية ببغداد توزيع الكت اب يف العراق حتى بداأت حرك ة ادبية مثرية مع ظهور الكتاب ال ذي جم ع ن صو صا جيدة لكب ار ادباء العراق مم ن كانت متفرقة يف بط ون ال صحف واملج ل الت وقد عر ضها مع بح ث حيوي دقيق ل كل شاعر با سلوب سهل من سجم بعيد قدر االمكان- عن اال ساليب االن شائي ة واخلطابي ة الت ي تتج اوز احلقائق وتناقل ت ال صحف املهم ة ببغداد خر و صوله بكث ي ري من االهتم ام والتنويه وراحت تل ك ال صحف ت سهب يف تقري ض الكتاب ومدح موؤلفه وما ا سداه من خدمة كب ي رية لتوثيق احلركة االدبية يف الع راق وتبدو اهمية ذلك اذا م ا علمنا ان املكتبة العراقية مل تعرف اأي كتاب عن اعالم احلركة الفكري ة و سريهم ليج يء كت اب االدب الع صري لي سد ه ذا الفراغ الكب ي ري وال ريب ان صدور مثل هذا الكتاب اخلطري كان مدعاة لدفع احلركة االدبية اىل االمام وقد عرفت تلك احلركة ن شاطا وا ضحا يف الع شريني ات من القرن املن صرم وق د اثار الكتاب معركة ادبية على ال صفحات الثقافية من ال صحافة العراقية. ابراهيم حلمي وكان ابراهي م حلمي العمر اول من كت ب يف نقد الكتاب اذ ن شرت جريدة )الع راق( يف اآب 1923 سل سلة مقاالت ه التي بداأها بالثناء عل ى املوؤل ف وكتاب ه واهمي ة ص دوره وح س ن تبويب ه ث م اخذ بت سجي ل املاآخذ علي ه فانتقد اوال الرتاجم املطول ة لبع ض ال شعراء وق د ذكر العمر انها كتبت م ن قبل ا صحابها ولي س م ن قبل امل ؤولف ث م صب نقده على ترجمة الزهاوي وقال انه ا تدعو للملل لت ضمنها امورا غري مهمة وال تخدم االديب نف سه ومن قوله: فف ي هذه الرتاجم كث ي ري من الدعاوى الفارغ ة لبع ضهم ينكرها على مدعيه ا جمهور ابناء ه ذه االمة والتطوي ل واال سهاب يف الرتاجم مم ا يبع ث عل ى ال ضج ر واملل ل يف النفو س وبخا ص ة اذا كانت م ضامينه ا خمالف ة للحقيق ة والواق ع خذ مث ل ال ما ج اء يف ترجمة اال ستاذ الزهاوي كقوله: ان ه قابل نخبة من اكابر العلماء وا ساطن االدب يف م ص ر كالدكتور صروف منر و شميل وجرجي زيدان فهل ان مقابل ة ه ؤوالء االفا ضل مما ي ستحق ان ي دون تاريخها يف كتاب خال د وهم يقابلون كل يوم عددا كب ي ريا ال من طبقة الزهاوي العالية فح سب ب ل من الطبقات االخرى كذل ك وال ادري اأي ف ضل للزهاوي واي ة فائدة للق راء من القول ان عند الفيل س وف العراقي كلبا ا سود دعاه )ولك( وهو مبقام قطة الدكتور شميل البي ضاء". وعندم ا دافع رفائيل بطي ع ن الزهاوي يف كتاب ه انرى ابراهيم حلم ي العمر بقوله ان هذا الدف اع ميكن ان يكون مقبوال لو انه جاء يف مقال ة صحفي ة ال يف كت اب يفرت ض في ه املنهج العلم ي واخذ العم ر على بطي ع دم مراع اة االف ضلية يف ترتي ب ال شعراء وعدم االخ ذ بتق سيم ال شعراء على طبقات ف شاعري ة الر صايف كما يرى العمر- اف ضل من شاعرية الزهاوي واذا كان هناك منازع للر صايف فيج ب ان يك ون ال شبيبي وق د رد رفائيل بطي على م ا كتبه العمر يف اجلري دة نف سها )ايلول 1923( بانه اعتمد على ال شعراء انف سهم يف كتاب ة تراجمهم النهم اكرث احاطة بذل ك وان الكثري منهم من سي وهدف ه االول ه و التعريف به م. اما ذكره االم ور الدقيقة من حياة ال شعراء فذلك ل صلة حياة املرء الداخلية وعقليته. حممد الها شمي وم ن الذين وجه وا سهام النق د اىل كتاب االدب الع ص ري االديب حمم د الها شمي صاح ب جملة"اليقن"البغدادية وق د ايد ما ذهب الي ه ابراهي م حلمي العم ر اال انه خالفه يف الهج وم على الزهاوي واال سته زاء ب ه كما اعرت ض عل ى ت سمية الكتاب وق ال ان الروعة الت ي كان ت يف الكتاب لي س ت اال من ح سن طبع ه ونفا سة ورقه )!( ون ش رت جملة"امل صباح"البغدادي ة ل صاحبها سلم ان شينه ثماين مق االت لتوفي ق ال سمع اين يف نقد الكت اب صب فيه ا غ ضبه على املوؤل ف وهاجم الكتاب ب شدة وو صفه بان ه ا ساء اىل احلياة االدبية ا س اءة شدي دة وانكر على موؤلف ه الكثري من ارائ ه ومنها االعجاب بالزه اوي وعندم ا مت ادى ال سمع اين بنق ده غ ي ري املو ضوع ي ا ضط رت املجلة اىل ان تن شر بيانا بايقاف ن شر احللقات الباقية الن الكاتب مل يكتف بنقد حمتويات الكتاب. ر سائل بني بطي والكرملي ولق د عرثنا يف الر سائل املتبادلة ب ي ن االب ان ستا س ماري الكرملي )ت 1947 ( ورفائيل بطي ما يفيدنا يف هذا املو ضوع فائدة وطرافة ور سال ة بط ي اىل الكرملي مل تن شر سابقا ام ا ر سالة االب الكرملي فق د ن شرتها جملة"لغة العرب"يف سنته ا الرابعة ) سنة 1926( وقد كتب الكرملي يف و صف الكتاب: ع ص ري الو ض ع والتن سي ق والتبوي ب عل ى الطراز ال ذي ي ضعه الفرجن ة يف عهدنا هذا وبعملك هذا خلدت ا سم ك وا سماء ال شعراء نواب غ الع راق علما اين ال اخفي عليك س را وهو: انك صرحت يف ص در عنوان كتابك بان سفرك هو كتاب تاريخي ادبي انتقادي اما كون ه ادبي ا فمما ال انا ضلت فيه واما كون ه تاريخيا انتقاديا فما اطالبك به ا شد املطالبة فاين التاريخ من كل ترجمة وقد جعلتها نغمة طنب ور واحدة تعلي بها كع ب الرجل وال حتدثنا ع ن تاريخ ايامه ال شعرية من علو و سفل وحطة ورفعة من ذكر حقائق ونظم شقائق م ن جمع اراء غث ة يف جنب مذاهب سديدة م ن اخالق فيه ر صينة وطب اع فيه ممقوتة فكاأين بك فعلت فع ل امل صور الذي نقح صورة الرج ل تنقيحا مل يبق للناظر اليه ا اثرا من امل صور وحتى جاء على غري ما هو من ظواهر خلقه. فله ذا قلما ينتفع بو صفك من يريد ان يقف على دخيلة ال شاعر فكانك فعل ت ذلك خوفا م ن انتقا ض النا س عليك ف اذا صح هذا الظن فكان يجب ان يراعى احلق يف و ضع االلفاظ يف غرة الكتاب. هذا من جهة التاريخ واما من الوجه االنتقادي فاين مل أار يف كتابك ادق اث ر لهذا االمر اجللل فاأذا كان االنتق اد هو جمرد املدح من غري اظه ار م ا يف املنتقد م ن روائع املحا س ن ودقائق املع اين وخمتار املب اين وما بعك س ذلك ف ل ال يحق للقائل ان يدعي ان يف كتابه نقدا الله م اال ان يجع ل التاريخ ونقد االدب والعلم اح راق البخور امام ا صنام الهوى واالغرا ض والغايات فذلك امر ال اتعر ض لذكره.. وم ن طرائف نقدات الكرملي يف ه ذه الر سالة التي نقلنا ق سما منها قوله عن ما جاء يف الكتاب عن الزهاوي: ثم انتخب نائبا عن املنتفق فذهب اىل اال ستانة واقفل املجل س بعد ا شهر فقال: هذا امر م ضحك ال يلي ق ب ان يقال ع ن الزه اوي وان كان ه و كاتب العب ارة وكان االجدر به ان يقول: فذهب اىل اال ستانة واتفق انه اقفل املجل س بعد ا شهر حت ى ال يبقى يف فكر القارئ ان الزهاوي كان طائر شوؤم لذلك املجل س فاقفل بعد نزوله اال ستانة. ويف الي وم الت ايل )7 اآب 1923( بع ث رفائي ل بط ي ر سال ة اىل الكرملي نن شرها هنا للمرة االوىل الهميتها التاريخية واالدبية: ح ض رة اال ست اذ العالم ة واللغ وي املدق ق االب ان ستا س م اري الكرملي املحرتم سيدي املف ضال بعد التحي ة واالجالل تناول ت كتابكم الكرمي ال ساع ة و شكرت لكم عنايتك م ولطفكم وقد سررت ج دا بنقداتكم وا ستف دت منها فائدة جزيل ة لكني راأيت ان ابن حل ضرتك م بع ض النقاط التي وردت يف الكتاب واعدكم ان يبقى خا صا كما طلبتم. 1- كان ت النية جعل الكت اب تاريخيا انتقاديا ح سبم ا يتطلب الفن لكن ي راأيت ذل ك م ستحيال يف الوقت احلا ض ر وال سيما يف العراق النحط اط العلم و ضع ف النفو س لذلك تروين اعت ذرت عن البحث التاريخ ي يف تاري خ االدب والنق د ووع دت بو ضع ذل ك يف كتاب خا ص ه و جزء من ه ذا الكتاب )كم ا جت دون يف املالحظات التي تل ي )كلم ة( يف الكتاب( وا ص رح لكم بان هذا الكت اب آالة للو صول اىل غر ض شريف جدا ارمي اليه وهو ن ش ره على هذه ال صورة ثم يب دي النقاد اعرتا ضاتهم ويجمعون عل ى اعطاء املو ضوع حقه من النقد فانزل اىل امليدان يف جزء النقد غري هياب وال وجل ويكون يف النفو س عندئذ ا ستع داد لتلقي النقد. حيندئذ يكم ل عنوان الكتاب ويحدث التطور الذي نن شده يف االدب العراقي. 2- ان اال س راع يف اخراجه ح سب رغب ة ملتزم طبعه جعله حم شوا باالغالط ثم ال اخفي عليكم ان ابتعادي عن جمل س سيدي اال ستاذ قد خ سرين يف هذا الباب خ سارة كرى. 3 -نع م املالحظ ة ب ش اأن العناوي ن ملقاطي ع ال كالم يف الرتاج م و شاأ شري على الطابع يف م صر ان ي ضع عناوين يف ق سم املنثور. 4 -ال شكر الوافر يقدمه اليكم جناين على تكرمكم بقبوله والنظر فيه وامل ي ان ال اح رم اال ستفادة من ف ضلكم وان ش ط املزار وتف ضلوا بقبول فائق احرتامي سيدي اال ستاذ املخل ص واخريا فان كتاب رفائيل بطي املو سوم"االدب الع صري يف العراق العربي"بق سمي ه الكامل ي ن جدي ر بالتذك ي ري وح ري بن ش ره واهل للتحقي ق وم ا ذلك عل ى الغي ارى يف مقدمتهم اال ست اذ فائق بطي بكبري. 10
روفائيل بطي.. معل م اللغ ة الس ريانية الذي الش عر المنثور بين العراق ي رفائيل بط ي والتونس ي زي ن العابدي ن أصبح وزيرا السنوسي س ام ر ال ي اس سعيد منصف الوهايبي 13 ت س تعد احدى اجلهات الثقافية التي تعن ى بتق ص ي ا إالب داع ال سري اين ل دى ابن اء ش عبنا لتك رمي قام ة اأخ رى من قامات االإب داع التميز إاال وه و ال ص حفي والوزي ر روفائي ل بط ي ال ذي يع د يف طليع ة رواد ال ص حافة العراقية م ن خالل اإطالق ا س مه على حلقة درا سية تدور حول دور ال س ريان يف الثقاف ة العراقي ة وبطبيعة احلال الميكن اإغفال ا س مه الذي ترك ب ص مة يف ميدان ال س لطة الرابعة يف العراق.. أاعادتني الذاكرة اىل م ا كتبت ه عن روفائي ل بطي يف جريدة احلدباء املو صلية التي كانت ت ص در قب ل س نوات وبالتحديد يف عدده ا املرق م 1301 وال ص ادر يوم 1 ت ش رين االول 2002 حي ث كن ت اأد أاب على متابع ة التميز الذي حققه ابناء ش عبنا يف زواية حملت عنوان )مبدعون من املو ص ل( وقد اأ ص دى الدكتور اإبراهي م العالف موؤخرا يف مدونت ه اىل تل ك املقالة الت ي كتبتها يف اجلري دة حت ت ه ذا العن وان وخ ص صتها حول متابعة سرية حياة القام ة العراقي ة البا س قة )روفائيل بطي( والتي ا ستقيت معلوماتها من كت اب اأم دين ب ه يف حين ه املطران صليبا ش معون وحمل عنوان )ابي روفائي ل بط ي( وال ذي أاع ده ابنه )فائق(.. اأع ود لتل ك املقالة وا س تقي ش يئا من س ي رية بط ي التي افرد لها ق س ما خا صا املطران صليبا يف سياق كتابه )تاريخ أابر ش ية املو صل ال سريانية( حيث يق ول عن روفائي ل بطي بانه م ن موالي د املو ص ل ع ام 1901 و أانه ى درا س ته يف مدر س ة ا آالب اء الدومنيكان س نة 1914 وعن معلما للغة ال س ريانية يف مدر سة مار توما و ش غف باملطالعة وم ال نحو االأدب والنقد والفل سفة واخذ يدبج املقاالت وين ش رها يف جريدت ي) املو ص ل( و)الن ادي العلم ي( با س م م س تعار مثل )حمب ال سالم( او )فتى العراق( وبعد توايل االأعوام ات سعت جماالت كتابات ه واخذ ين ش ر مقاالته يف اأهم ال ص حف الت ي كان ت ت ص در يف ف ت رتة ع ش رينيات الق رن املن ص رم حتى اأ ص بح رئي س ا لتحري ر جريدة )الع راق( الت ي كان ص احبها رزوق غن ام وامتدت فرتة رئا س ته لتحرير اجلري دة املذك ورة 9 س نوات كم ا ان شاأ مع زميل له جملة)احلرية( التي عني ت بالنه ضة الفكري ة يف الوطن العرب ي كما ا صدر م ع زميله جران ملكون جريدة )البالد( يف عام 1929 وا ستم رت اجلري دة يف ال ص دور 27 عام ا و ا شته رت يف تل ك الفرتة حيث تناول بط ي من خالل اجلريدة شوؤونا خمتلفة يف ال سيا سة واالدب واملراأة وال شباب ولكن تطرقه للكثري م ن املوا ضي ع ال ساخن ة ال سيما يف ال سيا س ة عر ض اجلري دة لالإغالق مرات عديدة وك صحايف ترك ب صمته عل ى امل شه د ال صحف ي العراقي فقد انتخب نقيبا لل صحفين العراقين يف ال سن وات االأخرية م ن عمره وا سهم اىل ذلك مبحا ض رات قيمة قدمها يف جمال التاري خ واالدب يف موؤمترات وحمافل عنيت بهذا اجلانب.. وباالإ ضاف ة ل سريت ه ا أالدبي ة وال صحفي ة ف ان بط ي ت درج يف الوظائ ف ا إالداري ة حت ى و صل اىل درج ة مدي ر ع ام الداخلي ة وحينها كان بط ي يوا صل درا سته اجلامعية الت ي أانهاه ا بح صول ه عل ى شهادة كلي ة احلقوق يف ع ام 1929 بعد ان كان ق د ن ال شه ادة دار املعلمن كما خا ض غمار ال سيا سة ودخل املجل س النياب ي لع دة دورات كم ا اأ سن دت ل ه وزارة خمت ص ة ب ش وؤون الدعاية وال صحاف ة وكان ذل ك ع ام 1953 قب ل ان يفارق احلياة بع د هذا العام بثالث ة اأع وام وبالتحدي د يف 10 ني سان 1956. وقد ا صدر بطي خ ل الل حياته العديد م ن امل ؤولف ات منه ا كت اب بجزئ ي ن عنون ه ب )االأدب الع ص ري يف الع راق العربي( و)تق ومي العراق( و)الربيعي ات( وه ي جمموع ة قطع نرثي ة باأ سل وب شع ري و) سح ر ال شع ر( و)اأم ي ن الريح اين يف الع راق( حيث صدر الكت اب يف عام 1923 وكتاب ع ن )الزهاوي ال شاعر والفيل س وف العراقي(باالإ ضافة اىل كتاب عن )ال شاع ر الر صايف( واأخر عن )العالمة ان ستا س الكرملي(حيث كان روفائي ل بطي من املرتددين على املجل س اخلا ص ب االأب الكرملي كما ا صدر كت اب بعن وان )ال صحافة يف العراق(ع ام 1955 وحتتفظ الذاكرة ال صحفية ع ن روفائيل بطي بالكثري م ن الذكري ات اإذ ت ش ي ري اىل انه كان يلت زم بكتاب ة ا سم ه رفائي ل به ذا ال شكل ولي س باإ ضافة واو بعد حرف ال راء االأويل ويري د م ن س واه ان يكتبه اأي ضا. وقد كان يغتاظ إاذا ظهر ا سمه بزيادة ال واو ويعت ب ر ذل ك م ن االأخط اء ال شائكة الفاح شة.وكما كان املرحوم يعت ب ر كتاب ة ا س م رفائيل«بال واو الزائدة خطاأ فقد كانت جموع و صيغ لغوية غ ي ري قليلة يعترها خطاأ ان مل تكتب على الوجه ال صحيح الذي يراه هو وق د شارك ه اآخ رون اأي ضا يف ذلك الوجه.ومن ذلك كلمة«املدير«فهو يجمعه«املديرون«ولي س املدراء و«ال كاتب«ويجمعه«الكاتبون«ولي س«ال كتاب«بل انه كثريا م ا يف ضل اجلمع املذك ر ال س امل عل ى جم ع التك سري حتى بالن سبة للجموع ال صحيحة!.. كم ا اهت م ال صحف ي روفائي ل بطي باأل وان خمتلفة من ال صحافة وا سهم مبواكب ة احلديث منه ا اإذ افرد بابا خا ص ا يف جريدت ه )الب ل الد( حت ت عنوان«سينم ا احلياة«يكت ب في ه بتوقيع«راء«. وكان الباب يت ضمن ثالث مقطوعات بطريقة كال سيكية روتينية ال تتغري اأواله ا سيا سية وثانيته ا اقت صادية وثالثته ا اأدبي ة. كان يف االأوىل. يتح دث عن نباأ اأو راأي سيا سي ويف الثانية ع ن خ ب ر اأو ر أاي اقت صادي ويف الثالث ة ع ن لقط ة اأو نق د اأو وجه ة نظ ر اأدبية ويذك ر جمايلوه ع ن ان روفائيل بطي كانت له طريقة غريبة يف اال ستغناء عن املحرر الذي ال يرغ ب يف ا ستمراره عل ى العمل فعندم ا يعت زم اال ستغناء عن ه يبداأ بتقريبه منه وتقدميه الن صائح التي تفي ده يف حيات ه ال صحفي ة وحن ت زف حلظ ة اال ستغناء يدع وه اإىل مكتب ه ويطل ب اإليه«ال ش اي«ان كان الوقت شتاء«والب ارد«ان كان الوقت صيف ا ثم يحدثه ع ن ال صحافة وهي مهن ة البح ث ع ن املتاع ب ويتوجه اإليه مب ا ير سم خط وط وا ضحة يف قاب ل اأيام ه ث م يحدثه ع ن جريدته وو ضعه ا املايل وان ل ه ان يعمل يف اأي صحيف ة ت ب رز مواهب ه ثم يبلغ االأ ست اذ حم رره النباأ اخلط ي ري نباأ اال ستغن اء عنه.فح ي ن كان املرح وم ي ستدعي اح د املحرري ن اإىل غرفته ويرف ق اال ستدع اء بالن داء عل ى «ال ش اي«اأو«الب ارد«ل ه كان بقي ة املحررين يعرفون ان املحرر املذكور سي ت رتك مكت ب صاح ب اجلري دة ليودعهم!.. وكان لروفائي ل بطي منهج مميز يف اإدارة عمل ه اإذ كان يرك ن اإىل مكتب ه فيكت ب عل ى شريح ة ورق اأو اأك ث رث النق اط التي توؤل ف منهاجه اليومي وي ضي ف عليه ا يف صبيح ة نف س اليوم م ا يخطر ببال ه اأو ما يريد ان ينج زه م ن اإعم ال. يف غ ضون ذلك يت ص ل م ن داره ب اإدارة اجلري دة لك ي ي ستو ض ح ويطل ع وب ي ن ال ساع ة العا ش رة اأو احلادية ع شرة يب داأ دوامه يف مكتب ه ثم ي شرع يف كتابة بع ض ما ح صل عليه من اإخبار حملية مم ا ي سم ى باأخب ار الدرجة االأوىل..عن )55( عاما رحل روفائيل بط ي ال ذي بداأ م ش واره م ع اللغة ال سرياني ة مدر س ا له ا يف مدر س ة م ار توم ا لل سري ان االأرثوذك س واأنه ى ذلك امل ش وار احلياتي وزيرا بع د ان كان ت مقاالت ه الت ي كان يدبجها يف عه د جريدته البالد تقيل حكومة وت ستبدله ا باأخرى يف فرتة م ن ف ت رتات الع راق ال ساخن ة عل ى ال دوام..واإذ رحل بطي قبل ما ينيف عل ى خم س ون عام ا وما يزي د فان االأمل يبق ى حا ضرا ب ضرورة تكرمي مثل هذه القامة العراقية وخ صو صا يف مدينت ه )املو ص ل( الت ي انطلق منها نح و حتقيق الكثري من عالمات التميز التي سجلها التاريخ له.. احلق مل يكن يف ني تي لوال ال صدفة اأن اأقارن بن هذي ن العل من م ن رو اد االإ ص ل الح والتجديد يف البالد العربي ة: العراق ي رفائيل بط ي والتون سي زي ن العابدين ال سنو سي فقد ع ث رثت واأنا اأرت ب بع ض كتب ي على ع دد قدمي م ن جمل ة»العامل االأدب ي«)1930( الت ي كان ي صدرها ال سنو سي وكنت اأ ش رت اإليه يف مقال ساب ق وحذوه كتاب صغري حل امت ال صكر كان اأه دان ي ه منذ سنوات:»رفائي ل بط ي وريادة النق د ال شعري يف العراق مقد مة وخمتارات «. ووج دت اأن هذي ن الكاتب ي ن ال شتيت ن اللذي ن فر ق ت بينهما اجلغرافي ا وال اأح د منهما تعر ف إاىل االآخ ر اأو ق راأ ل ه على ما نرج ح ي شرتكان يف النظ ر اإىل جن س اأو من ط م ن ال شع ر ه و»ال شع ر املنث ور«اأو«الن ث رث ال شع ري«ال ذي مل ينقطع اجل دل وال سجال ب شاأنه عندن ا فيما هو يف ا آالداب ا أالوروبي ة من»املن سي ات«أاو من ثقافة الق رن التا سع ع شر. عل ى اأن اأكرث ه ذا ال سجال عندن ا لغو ال يعتد به أاو لغ ط وجلبة وت صويت ال يفهم. ولع ل ا أالمر كذلك فما بن الل غة والل غط منطقة ملتب سة ميكن اأن يق ت رتب منها ال ش اعر أاو الناق د مثلم ا ميكن اأن يبتعد. وق د يدفع بها إاىل منتهاه ا فيقع يف نوع م ن الل غط تكاد الل غة فيه تنف ي ذاتها يف فع ل خلقها وتغ دو الكتابة فعل تبدي د اأكرث منها فع ل تثبيت. بي د اأن هذا النمط من الكتاب ة ال شعري ة لي س بالن ه ر الذي ال ميكن اأن ي قط ع مر تن فقد قطعه العراقي رفائيل بطي والتون س ي زي ن العابدين ال سنو س ي وخل صا اإىل م ا خل ص ا اإليه م ن ا ستنتاج ات فيها مقدار كب ي ري م ن ال ص واب لعل ه اأجل ى واأو ض ح عند ال سنو سي. واأب داأ بالعراق ي فق د كان اأ سب ق اإىل طرح هذه الق ضي ة يف جريدة»احلر ي ة«العراقي ة التي كان يراأ س حتريره ا )الع دد 1925( 7/1/ ضم ن باب»خواطر املح ر ر«فيما ي شري ال سنو سي يف حا شي ة مقاله»ال شعر املنثور«املن شور يف جمل ته»العامل االأدب ي«الع دد 6 / اأغ سط س/ آاب 1930 اإىل اأن ه ذا الن ص ن ش ر يف جري دة»النه ض ة«التون سي ة عام 1928 التي كان ين شر يف صفحتها االأ سبوعي ة واأن ه أاعاد فيه النظر وحو ره ونق حه م ن جدي د. والالف ت حق ا اأن مق ال ال سنو س ي من شور حت ت عنوان عام شبي ه بعنوان صاحبه العراقي هو«خواطر يف ا أالدب«. ولعل يف هذا ما قد ينم عن اأن ال سنو سي كان مط لعا على املجال ت والدوري ات العراقي ة التي كان ت تن شر يف الثلث االأو ل م ن الق رن املا ض ي أاو عل ى بع ضها. ومل يكن ه ذا باالأمر امل ستغرب م ن صحايف مثله هو اأي ض ا ناقد وكاتب )جر ب ال شعر والق ص ة( اإال اأن يك ون ا أالمر من باب ت وارد اخلواطر. وقد كانت طائفة من التون سي ن وبالدهم»حممي ة فرن سي ة«وقته ا تتلق ف كم ا تدل على ذلك س ي رية ال شابي و صديق ه احللي وي مثال ج ل م ا كان ي ن شر من كتب وترجمات وجمال ت يف شرق البالد العربي ة وت شارك يف ال سجال االأدبي الدائر فيها. عق ب رفائيل بط ي يف خاطرته»ال شع ر املر سل«عل ى دع وة جمي ل الزه اوي إاىل التح ر ر م ن القافي ة واالكتفاء بالوزن ويق ول اإن»ما يدعو إاليه هو ال شع ر املنثور بعين ه.«وي ضيف:»واإذا أاطل ق ال شع ر العربي م ن القافي ة فاأح ر به اأن يطلق م ن الوزن كذلك ليك ون اإر ساله صحيحا في صب ح حينئ ذ ال شع ر املنث ور الذي ه و شعر مبعاني ه و أالفاظ ه ولكن ه لي س منظوم ا.«ولكن بطي على منا صرته لل شعر املنثور وقد جر به هو اأي ضا ال يجحد قيمة ال شعر املنظوم بل هو عنده ركن مهم ال غنى عنه يف عامل العرب االأدبي. والقافي ة مبفهومه ا اخلليل ي اإمن ا حتيل اإىل شعري ة ال ش ف وي أاو على الق صي دة االأقدم التي ن ش أات داخ ل أامناط حاف زة للت ذك ر أاملت على ال ش اع ر أان يق ول شع را ميكن حفظ ه وتذك ره حت ى ليمكن الق ول اإن ها ت صطنع ذاك رة للذاكرة نف سه ا أاي ذاك رة ال ص وت الذي ي كاد ال ي شرد من سم ع املتقب ل حت ى يطرق أاذن ه ثانية وهكذا دواليك. وهي م ع ذلك اأمارة على الكيفي ة التي ت صنع بها الق صي دة ويج و د البي ت وعن صر م ن عنا صر ماهي ة ال ش ع ر ومن اإن شائي ة اخلطاب باعتبارها صورة اإيقاعي ة أاو خمي لة سماعي ة. والبحث فيها اإمن ا ي ستقيم من منظ ور الت نا سب االإيقاعي الذي تتوقف عليه يف نظري ة ال ش عر عند العرب صناعة الق صي دة. وه ي صناع ة»موقوفة عل ى معرفة جه ات الت نا سب يف تاأليف بع ض امل سموعات اإىل بع ض وو ضع بع ضها تالية لبع ض اأو موازية لها يف الر تبة «بعبارة ح ازم القرطاجن ي. وثم ة يف ال شع ر العربي القدمي حم اوالت للتحر ر من القافي ة س اق بع ضه ا أاب و احل س ن العرو ضي يف كتاب ه»العرو ض«)حق ق ه ال شاع ر التون س ي الراح ل ون سبه خط اأ اإىل ال س ي ريايف ثم تدارك االأمر يف طبعة الحقة( مب ا يجعل الق صيدة اأ شبه بالق صي دة امل دو رة عن د املعا صري ن م ن اأمثال ح س ب ال شيخ جعفر وحمم د بن ي س ولكن ها كانت م ن»اللعب«العرو ضي غري اجل اد اإذ سرعان ما عف ى عليها الزمن وطواها الن سيان. اأم ا التون سي زين العابدي ن ال سنو سي فيناق ش بلغة املفاهيم امل صطلح»ال شعر املنثور«ويقرتح ب دال منه»الن ث رث ال شعري«الأن ه يف تقديره»نرث يف ماد ته ت ستند روحه اإىل ال شعر«ولكن ه يتقب ل امل صطلح ال سائد ويكتب:»ما حيلتي وقد سبقني بع ض امل شارقة اإىل ت سميته كذل ك يف لغتنا فلم اأر مندوحة من ات باع ه وقلت لنغ ض عن املتبادر واملع اين االأ صلي ة له ذا الرتكي ب ولنق ل م ع م ن يق ول: ال م شاح ة يف اال صط ل الح.«ويتنب ه بحكم ثقافت ه الفرن سي ة إاىل جانب ثقافته العربي ة املتين ة إاىل ما يعاني ه امل صطلح املنق ول حرفي ا ع ن الفرن سي ة Poème en prose م ن قلق العبارة ومن» صدم ة شديدة بن جزئي الت سمية يف ه ذا الرتكيب ويف االأ صل الفرن سي ما يف الرتجم ة )العربي ة( من تناف ر وا ضطراب أا شار اإلي ه ناقدوهم و أاخذ حي زه من اجلدل«. ثم يعر ف هذا النمط فالفرن سي ون اإمن ا يق صدون به» ضربا م ن الرت س ل البلي غ ال سامي ال ذي يرتفع بلفظه املخت ار و سبك ه ا أالني ق ع ن م ست وى البالغة النرثي ة وي ش ارك ال شع ر يف خيال ه وحذلقت ه )التظر ف يف الكالم والتكي س( الرائعة الرقراقة و إان كان ال يتقي د ب وزن وال يت سل س ل عن نظام خم صو ص«. وال يف وت ال سنو سي أان يناق ش بع ض امل شارقة الذي ن كانوا ميزج ون مزجا غريبا ب ي ن»ال شعر املنث ور«وال سجع العرب ي و«االأبيات احلر ة«وهي كما ينب ه غري الن ث رث ال شعري»اإذ اأن ها متتاز عنه باالتزان واإن ا شرتط فيها عدم التقي د بوزن بعين ه«. ويتمث ل لذل ك بكت اب اأم ي ن الريحاين»الريحاني ات«فقد جم ع يف ق سم ال شعر املنثور»اأربع ة اأ ض رب م ن البالغ ة: ال شع ر وال شع ر املنث ور واالأبي ات احلر ة وال سج ع «و ساق شواهد خل ص منها اإىل اأن الت سمية شعر منثور»ا صط ل الح خا ص بالريح اين»ي سم ي به ا ما ميزجه من ضروب البالغة بقدميها وحديثها واإن أاوهمن ا هو اأن الفرن سي ي ن م شاركون له يف ذل ك فو ض ع لن ا لفظة )الف ي ري لي ب ر اأي االأبيات احل ر ة( بحروفها الالتيني ة وما هذه من االأبيات احل ر ة يف ش يء«. ويختت م ال سنو س ي مقال ه مبقطع من ق صي دة منثورة ملي زيادة»دمعة على الغر ي د ال صامت«. ويعق ب:«فهذا نرث حق ا ولكن ه نرث شعري بروحه و أانفا سه وبرتاكيبه واألفاظه. شع ر م ن النم ط االأعلى يوؤي ده من جان ب الله اإله ام و إايحاء. فيه مو سيقي ة الق صائد واإن خال م ن قافية النظم وفيه رن ي ن ال شعر واإن براأ من املوازين«. ونع ود اإىل رفائي ل بط ي فق د كان واعي ا كم ا يالحظ صديقنا حامت ال صكر بالفرق الدقيق بن النظ م وال شعر وهو ال يعتر النرث ق سيم ال شعر من حي ث شكله اخلارجي بل م ن حيث املعاين واالألف اظ. وقد متث ل هو أاي ض ا بالريحاين وعد طريقت ه من طريقة ا أالمريك ي والت ويتمان»يف اإط ل الق ال شعر من قيود ال وزن والقافية فابتدع طريقة ال شعر املنثور يف العربي ة. وتبعه كثريون ال سي م ا أادباء العرب يف املهجر«. عل ى اأن اإ ش ارة بط ي اإىل بع ض كتاب ات نقوال في ا ض تعوزه ا الدق ة يق ول:»وق ام يف ه ذه االأي ام نق وال في ا ض من اأدب اء سوري ا املقيمن يف م ص ر بحركة فكري ة حديث ة فاأوجد اأ سلوبا جدي دا لل شع ر العربي الطل ق من قي ود القافية والوزن كذلك مع االحتفاظ بالرن ة املو سيقي ة يف اخت ل الط االأوزان ببع ضها بع ضا«. واالأمثلة التي ساقه ا تبن كم ا يقول حامت ال صك ر اأن االأمر ال يعدو تالعب ا بنظام التقفية ووح دة البيت مم ا كان له اأثر يف تفعيالت البحر. علما باأن م صطلح»تفعيل ة«م ستح دث وال اأث ر ل ه يف مدو ن ة العرو ض عن د القدماء. لك ن قل ما تنب ه بع ضنا م ن قدام ى ومعا صري ن اإىل اأن»التفعيل ة«هي وزن لغ وي اأو ص ريف قبل اأن تك ون عرو ضي ة. وباإمكان اأي من ا اأن ي ستخرج من وزن اأي تفعيلة ع شرات االألفاظ والكلمات مبا ي سوق اإىل القول اإن العربي ة لغة شاعرة من نف سها. ولكن اجلدلي ة الن اظم ة لثقافتن ا ق د ال تك ون اأكرث م ن جدلي ة الز وج القائم يف زوجه امل ضاد له. عن جريدة العرب 12
رفائيل بطي وحرية الصحافة انتظار عباس المالكي ملحق أسبوعي يصدر عن مؤسسة المدى لإلعالم والثقافة والفنون رئيس مجلس اإلدارة رئيس التحرير رئيس التحرير التنفيذي اأن ال صحافة هي الو سيلة التي ترتجم عن رغبات اجلمهور والوا سطة لتبادل االآراء بن اأفراد اأ أالمة وطبقاته ا وبن الهيئ ات احلاكم ة واجلماعات املحكومة هذه حقيقة ي ؤوكدهاكل فرد مثقف مدركا اأهميته ا. أام ا بالن سب ة لبط ي بو صفه ف ردا من اأف راده العاملن يف خدمتها. ي رى ( إانها عنوان اأالم ة ال ذي يعك س رق ي اأالأم ة ونهو ضها( ومن هن ا يطالب بحريتها موؤكدا ب اأن ال صحافة بدون حري ة مت سائال )كيف ي راد من املعر ع ن الراأي العام"ال صحفي"ونزعاته الكامنة اأن يكون مقيدا غ ي ري طليق فهو اإذن ال ي ؤودي مهمة هذا التعبري عن وجهها ال صحيح((. ويوؤك د اأن حري ة ال صحافة ت شمل حري ة الراأي لك ن ب ش رط اأن يكون اإب داء الراأي عل ى وجه ال ي ضر باجلموع. ومب ا اأن لل صحاف ة وحريته ا بع ض احلق وق والواجب ات التي تن ص عليه ا قوانن ال صحف واملطبوع ات يف كل بل د ف إان بط ي يجد مفهوما اآخر لل صحافة يف العراق إاذ يقول )... اأن للحرية ال صحفي ة يف بالدن ا مفه وم خا ص ال يعتقد ان هن اك دولة حديثة م ن ال دول الدميقراطية تفهم ه ذه احلري ة على الوجه ال ذي يفهم ه القائمون عندن ا... اأن حري ة ال صحاف ة يف بالدن ا ش يء اآخ ر يختلف عن ه يف اأي قطر آاخ ر... وبالرغم م ن اأن الع راق ب ل الد د ستوري ة يف نظ م حكمها ونزعته ا ال سيا سي ة ف اإن ح ق العراقي ي ن م ن هذه"احلري ات"* ضئي ل ن سبيا س واء اأكان يف حاالت ال سلم اأم احلرب كما طالب بطي بفتح ال سبل الكفيلة أامام ال صحف لرتقى ويت سع انت شاره ا مبينا اأن اوىل العوامل التي ترهق ا صحاب ال صحف وحتول دون تو سع انت شارها هي اجور الري د. قائال:... لكي ترقى ال صحف ويت س ع انت شارها يف قطرن ا يجب اأن تفت ح امامها ال سبل الكفيلة ف ل ال يرهق ا صحابها بالنفق ات الباهظ ة وم ن الو سائل الت ي ت سهل عل ى ال صح ف عمله ا اأج ور الري د ف إان هذه االأج ور كلم ا زادت حال ت دون تو س ع انت ش ار ال صح ف... وقد ابتلي ت صحف العراق ببالء اج ور نقلها فبينم ا تباع اجلري دة باآنة واحدة يتقا ض ى الري د ن ص ف ثمنه ا اأج رة نقلها اىل اق رب حم ل اأم ا إاذا حمل ت اىل اخل ارج فالعدد يكلف ثالثة أارباع ثمنه... نحن نعلم اأن لل صحف مراعاة خا صة من الريد لت سهيل مهمتها وتعزيز انت شاره ا فاأملن ا ب سع ادة مدير ال ب رق والريد العام أان ينظر يف هذه احلالة فيخف ض من اجور نقلها وبذلك يوؤدي لل صحافة اأكر خدمة ٤ تنتظر من مثله(. كم ا انتق د بط ي احلكوم ة ع ن جتاهله ا مكانة ال صحاف ة مطالبا إاياها معا ضدته ا برفع الر سم الكمركي عن ورقها وتقليل اجورنقلها قائال: )م ع ه ذه ال صع اب الت ي تالقيه ا ال صحافة يف الع راق ال جت د م ن احلكوم ة اأي ت شجي ع اأو حماية وفيما يتعلق بال ش وؤون املادية اي ضا مع اأن ال صحاف ة م ن العوام ل الثقافي ة الت ي يجب اأن تع ضده ا احلكوم ة وتعززه ا وت صل بها اىل م كان رفيع املناط نطلب من احلكومة اأن تن صف ال صحاف ة وترف ع ع ن ورقه ا الر س م الكمركي اآم ان ود اأن تلتف ت اىل اأج ور الري د الباه ض ة وتخف ضها اإذ لي س هناك بريد يف العامل يتقا ضى من ال صحف اأج ور كاالجورالتي يتقا ضاها بريد العراق ( يرج ع بط ي تاخر ال صحاف ة يف الع راق وعدم تطوره ا اىل الو ض ع االجتماعي للب ل الد ومدى سيط رة بع ض االوهام عل ى عقلية االف راد هذا م ن جه ة واىل ا صح اب النفو س الواهن ة من ال صحفي ي ن م ن جه ة ثاني ة فه و يق ول: )... فالعراقيون املن ورون يفهمون ال صحفي فهما قل نظ ي ريه يف بل د من ب ل الد الله. فال صحف ي عندهم شخ ص اتخذ م ن ال صحافة و سيلة للتعي ش وهو م ستع د اأن يركب يف حت صيل ه اخلر كل مركب. وق د يكون ال راي العام مع ذورا بع ض العذر يف ه ذا املنظ ور اإذ قد ابتلي ت ال صحاف ة العراقية باأ شخا ص ينطبق عليهم هذا الو صف(. كما ي رى اأن تل ك الع ادات واالوه ام والنفو س الواهنة هي اكر العقبات ال صحافة التي تعرت ض ال صحفي يف طريقه اىل اال صالح االجتماعي بل انها اأكرث م ن العراقيل الت ي تعرت ضه يف سبيله ال سيا سي.ثم يلقي امل ش ؤوولية اأالأكرعلى احلكومة يف ه ذا الباب موؤكدا )انها اهمل ت ال صحافة ومل تنظ ر اليه ا كقوة رابع ة من قوى الدول ة واأنها جتي ز بالهن الي سري ا ص دار ال صحف ال سيا سية وحتتف ظ بحي اة بع ضه ا وت سك ت ع ن سل وك البع ض االآخر مم ا ادى إاىل و صول اجلرائد اىل هذه املرحلة من الهزال ( كان بط ي يج د اأن نكب ة ال صحاف ة يف الع راق مادي ة ومعنوي ة تتج س د املعنوي ة بالقوان ي ن ال صارم ة التي اليرى لها مثي ل ال يف قوانن االمم االخرى اإم ا املادي ة فتنط وي عل ى )التاأمين ات الباه ضة املطلوبة ممن ي صدر جريدة سيا سية. ( وع ن التعطي ل االداري وم ساوئ ه اأك د بط ي قائ ل ال )اأن التعطي ل االداري غ ل ق وي يعظ عنق ال صحافة ويحرمه ا التنف س ال صحيح يف الهواء الطل ق واحلري ة لل صحاف ة ال سيا سي ة كالهواء النق ي والعرة باجلرائد التي ت صدر يف العراق ف اإن هذه اجلرائ د يالزمها التق ص ي ري يف واجبها ا ضطرارا عل ى الدوام ت شعر ب اإن عليها أان تقوم ب أاكرث من هذا مما يوحيه ال ضمري احلي وتفر ضه الوطنية اخلال صة ولكن التعطيل اأالإداري )يحول بينها وبن امانيها( فهو يرى اأن التعطي ل االداري مينع ال صحف من اأن تتخذ موقفا معار ضا على طول اخلط لتك شف االعم ال املغاي رة للم صلح ة العامة الت ي ياأتيها القاب ضون على زمام اأ أالمور موؤاآدا"اأن ال صحفي برحم ة االق دار فمت ى ش اءت احلكوم ة عطلت اجلريدة )ملدة معينة أاو غري معينة تعطيال موؤقتا أاو موؤبدا( وم ع ه ذه اأالأو ض اع والقي ود املفرو ض ة عل ى ال صحاف ة جن د اأن بط ي اأتخ ذ م ن ال صحاف ة و سيل ة لتاأيي د احل ق ومقاوم ة كل م ا في ه غنب للب ل الد حتى اإن ه مل ينث ن عندما كان ت تتعر ض جريدته"البالد"للتعطي ل مدركا واجبه املهني يف ال صحاف ة. فهو يق ول ))... مل يثن هذا التعطيل من عزمن ا يف خدمة البالد والدفاع عن م صاحلها احلقة والذب عن حريتها فاإننا ن شتغل بال صحافة كمهنة وجن ري على مزاولة هذه املهنة على خطة وا ضح ة املع امل بين ة ال سبي ل يف تاأيي د احلق ومقاوم ة كل مافيه من غنب للب ل الد وهدر مل صالح اأبنائه ا واأن معار ضتها النزيهة ه ي مبداأ مقد س نعتنقه ولن نحيد عنه مهما كلفنا اأالأمر(. ثم يذهب اىل تعريف احلرية مبعناها العام راف ضا اأن تك ون حري ة ال صحافة حت ت رحمة احلكومة واإدارته ا. قائ ل ال )اأن التعريف الب سي ط للحرية اإنها مل ك كل واحد واليحدها اإال نط اق القانون ف اإذا كانت م شيئ ة احلكومة واحلكومة واالدارة قامتا مقام الق ضاء فعفا عن هذه احلرية(. ويوؤك د بط ي اأن ه ذا ال سل وك إازاء ال صحاف ة وحريته ا غري مق صور على طبق ة من ال سيا سين اأو فئ ة معينة اأو عهد وزارة من الوزارات بل اأن اجلميع مت ساوون عندما يكونوا يف د ست احلكم مقدم ا ال شواهد ع ن ذلك بقول ه: )... حتى رجال حزب االخ اء الوطني وهم معروف ون بدعايتهم الوا سع ة للفكرة الوطنية عندم ا كانوا يف د ست احلك م سن ة ١٩٣٩ مل يكتف وا بتعطي ل جري دة اأح د زمالئهم ال سابق ي ن يف الهي اأة العليا للحزب وممار س ة احلك م ب ل ص ادروا ح روف الع دد ال ذي عطلوه ووجدوا في ه ما يخال ف سيا ستهم فقرروا ا س كات هذا ال ص وت يف معار ضتهم. اأما بالن سبة لقوانن املطبوع ات فقد عرج بطي على تلك القوانن مب ا فيها قانون ١٩٣٦ بعد اأن وجد فيه قيودا تثقل كاه ل ال صحافة كما -املطبوعات للف ت رتة ١٩٣٣ انتقد ال وزارة الكيالنية( التي مل تلت زم بخطته ا يف تعديل قان ون املطبوعات بعد عودتها اىل احلكم جمددا. اإذ يقول: اأن قان ون املطبوع ات قد عدل يف خ ل الل االعوام ) ١٩٣٣ ١٩٣٦ ( اربع مرات )).. ويف كل مرة يزيد امل شرعون قيودا جدي دة تثقل به صاحبة اجلاللة ال صحاف ة اله م اإال التعديل الذي سنت ه الوزارة الكيالني ة ع ام ١٩٣٣ فقد اريد ب ه اإف ساح املجال لل صح ف لتعي ش يف جو حر بع ض ال شيء لكن رجال تلك ال وزارة ذوي الفك رة الواحدة عندما ت سلم وا مقالي د احلك م يف ال وزارة احلا ض رة ووجدوا بن ايديهم قانونهم للمطبوعات قد عدلته ال وزارة ال سابق ة تعديال ق صدت ب ه تقييد حرية ال صحافة مل يهتموا بتعديله مت سكا بخطتهم سنة ١٩٣٣ ب ل ر أايناهم فوق ذلك يلج اأون اإىل احلكم االداري فيعطلون ال صحف بقرار جمل س الوزراء يف ظ روف ع صيب ة وال يرتاجع ون عنها عندما تنق شع تلك الظروف... كم ا انتقد ا سلوب احلكوم ة العراقية املوؤقتة عن إابقائه ا قان ون املطبوع ات العثماين ال ذي شدد قي وده على ال صحاف ة والقوان ي ن العراقية التي تلته فيما بعد مب ا فيها قانون املطبوعات العراقي رقم) ٨٢ ( ل سنة ١٩٣١ بعد اأن وجد فيه ت شديد على ال صحافة وفر ض قيودا حادة قائال:.. اخ ذت حكومة العراق تنف ذ قانون املطبوعات العثماين املعدل على ال صحافة العراقية ويف هذا القان ون ت شدي د لي س بالقليل. وم ع ذلك فلم يرق للحكوم ة أان تبق ى خا ضع ة لقان ون املطبوعات العراق ي رق م )٨٢( ل سن ة ١٩٣١ وق د ش ددت احلكوم ة يف قانونه ا اجلدي د عل ى ال صحاف ة وفر ضت قيودا حادة مل تكن يف القانون العثماين ب ش ان ال ش روط املفرو ض توافره ا يف املدي ر امل س وؤول للجري دة اأو املجل ة واأثبت ت م سال ة التعطيل االداري لل صح ف بن الوزير اأو جمل س الوزراء للمدد الطويلة اأوالأجل غري م سمى(. والتف ت بط ي اي ض ا اىل مديري ة املطبوع ات ملا له ا من صل ة وثيق ة م ع ال صحافة مبين ا نطاق العجز فيه ا كما انتقد نطاق عمله ا ال ضيق على اأنه ا ال تق وم اإال بالتاف ه من اأالأعم ال نظري كتابة البيان ات املر سلة اليه ا من ال وزارات وتوزيعها عل ى ال صحف وجتهيز ال صحف املحلية بالتقارير الر سمي ة من اأالألوية ذاك را: اأن اأالأمور ال سيا سية وتنوي ر الكت اب مبا يج ري ومراقب ة احلركات الفكري ة واالدبية واالجتماعي ة وخدمة احلكومة وال شعب بوق ت واحد على ي د ال صحافة والن شر ه ي ام ور ال تعرفه ا مديري ة الطبوع ات...( ثم طال ب احلكوم ة أان تعن ى مبديري ة املطبوع ات عنايته ا بدائرة مهمة حيوية فيها وتو سع عملها فت ضي ف اليها عم ل الدعاية لتك ون مديرية عامة وا سعة للدعاية واملطبوعات(. وعندم ا ق ررت احلكومة إالغ اء املديري ة واإدماج عم ل مديرها مع اعمال مدير الداخلية رف ض بطي ذل ك العمل وع ده فك رة خاطئة كم ا اأقرتح على احلكوم ة جمددا اأن تقوم بتو سيع عملها بدال من اإلغائها واأن متنحها ال سلطة للقيام ب أاعمال اآان من املفرت ض اأن تقوم بها من قبل. بقوله: : نح ن نخطىء الفكرة باإلغاء مديرية املطبوعات. و سيكون ملدير اأالإدارة من اأ أالعمال واملهام ما ينوء بحملها فال يجب اإنها ضه بهذه املهمة اي ضا وعلى نقي ض يح سن اأن تو سع الدائرة با أالعمال املنتظرة بها ش رط أان تخ ول ب سلط ة وتتمت ع بحقوقها واإذا ا ستثقل ت وزارة الداخلي ة نفقاتها فما اهون بتحميلها على جمل س الوزراء وربط املديرية به بل من االن صاف اأن تتحمل نفقات هذه الدائرة بعد تو سيعها الوزارات الثالث:الداخلية واخلارجية واملع ارف فهل يلق ي هذا النداء اآذن ا صاغية من يخ صهم اأالأمر وتعنيهم م صلحة البالد احلقيقية. وي رى بط ي اأن م صيب ة ال صحاف ة بالع ادات والتقالي د لي س ت اأق ل م ن م صيبته ا بالقوان ي ن ال صارم ة م صورا لن ا حالة ال صحف ي اإزاء ذلك قائ ل ال: فياويل ال صحفي ال ذي ينحرف قيد شعرة عم ا درج علي ه قومه. ولو كان ذل ك املدروج عليه خط اأ حم ض ا وطرقة ملتوي ة و س وء االدارة اأو الق ض اء اليتخ ذان من العق ل امل ستن ي ري اأو الفكر احل ر مثال أاعل ى يف تقدي ر االعمال الت ي ياأتيها ال صحف ي يف اأالإ ص ل الح اأمنا معيارهم ا ومثلهما اأالأعلى شعور الدهماء واجلمهور العامي. ويج د أان حال ة املجتمع العراق ي ببع ض ظواهر التخل ف الفكري فيه جتعل ال صحف ي مقيدا لي س من ناحية ال سلط ة احلكومية وحدها بل ب شعور املجتمع وعاداته اي ضا.موؤك دا اأن هذه احلالة من الكبت جعل ت البالد العراقية تفق د اأداة فاعلة من اأالأدوات املنتجة يف املجتمع وان اإنعدام ال صحف اأو ندرتها اأبقت البالد يف تخلف عن بع ض اأالأقطار العربية. ومن هنا يدعو اىل اجلو احلر الذي يرز مكنون الفك ر لينتج حما صيل ذهني ة يتاألف منها املجد العقلي لالأمة فيقوم للحياة اأالأدبية والفكرية مظاهر شاخمة تزين املجتمع وتبعث فيه احليوية والن شاط في سرينحو املثل العليا. عن ر سالة )رفائيل بطي صحفيا( املقدمة اىل كلية العالم يف جامعة بغداد علي حسين االخراج الفني: خالد خضير طبعت بمطابع مؤسسة لإلعالم والثقافة والفنون WWW. almadasupplements.com 15 14
ذكريات عن الحياة الصحفية للمرحوم روفائيل بطي س ل ي م ال ب ص ون * رفائيل بال«واو«.. والجمع المذكر السالم أفضل من التكسير! * حين تغنى رفائيل بطي بعفيفة اسكندر ونشر صورتها. * الطريقة الغريبة التي كان يتبعها لالستغناء عن المحررين. رفائيل ال صحفي كان املرح وم االأ ستاذ رفائي ل بطي علما بارزا من اإع ل الم ال صحافة واالأدب يف الع راق العزيز وقد امت دت به ال شه رة يف هذين امليدان ي ن املتالزمن اإىل اإرج اء بعي دة م ن الوط ن العرب ي الكبري. وجمي ل يف عي د ال صحاف ة العراقي ة ان اأتط رق اإىل جوان ب عدي دة م ن الذكري ات الطريف ة عن هذا ال صحفي وا أالدي ب البارز فحياته ال صحفية واالأدبية وال سيا سية معروف ة لكثريين واأ صبح مال ه وم ا عليه فيه ا يف ذم ة التاري خ على ان جوانب م ن حياته و شوؤون ه اخلا صة يف ميدانه ال صحفي قد ال يعرفه اإال القلة من املحيطن به. رفائيل ولي س روفائيل! كان املرح وم رفائيل بطي يكتب ا سم ه»رفائيل «ولي س»روفائي ل«بزيادة «واو«ويريد من سواه ان يكتب ه اأي ض ا.وق د كان يغت اظ اإذا ظهر ا سمه بزيادة»الواو«ويعتر ذلك م ن ا أالخطاء ال شائكة الفاح شة. وكم ا كان املرح وم يعت ب ر كتاب ة ا س م رفائيل «بال واو الزائ دة خط اأ فقد كان ت جم وع و صيغ لغوي ة غري قليل ة يعترها خط اأ ان مل تكتب على الوج ه ال صحي ح ال ذي ي راه ه و وق د شاركه اآخ رون اأي ض ا يف ذل ك الوج ه.وم ن ذل ك كلمة»املدي ر«فه و يجمعه»املدي رون «ولي س املدراء و«الكاتب«ويجمع ه»الكاتب ون «ولي س»الكتاب«بل انه كث ي ريا ما يف ضل اجلمع املذك ر ال سامل على جمع التك سري حتى بالن سبة للجموع ال صحيحة. سينما احلياة!.. يف ال سن وات االأخ ي رية م ن حياته اف رد املرحوم»رفائي ل بط ي«باب ا خا صا يف جريدت ه»البالد «حت ت عن وان «سينما احلياة«يكت ب فيه بتوقيع»راء«. وكان الب اب يت ضم ن ث ل الث مقطوع ات بطريق ة كال سيكي ة روتيني ة ال تتغ ي ري اأواله ا سيا سية وثانيته ا اقت صادية وثالثتها اأدبية. كان يف االأوىل. يتح دث عن نباأ اأو راأي سيا سي ويف الثانية ع ن خر اأو راأي اقت ص ادي ويف الثالثة ع ن لقط ة اأو نق د اأو وجه ة نظ ر اأدبي ة وكان املرحوم يف نقد انه وخاز نغاز ملاز ال ي شتم شتما مك شوفا واإمنا يوخز وخزا عميقا. اإعجاب بعفيفة ا سكندر!! كان االأ ست اذ رفائي ل بط ي حا ض را يف اح دى الليايل حفلة اح د الذوات امل شوؤولن وال سيا شن التقليدين. وكان بن ح ضور احلفلة وغنت فيها الفنان ة املعروف ة عفيف ة ا سكندر..وق د اأعجب االأ ستاذ اأميا اإعجاب مبجل سها وحديثها كما اأعجب باأغانيها.. وبجمالها اأي ضا. وقد ح ضر اإىل مكتب اجلري دة يف ال صب اح التايل وحدثن ي باأمر هذه احلفل ة و إاعجابه بعفيف ة ا سكندر وطل ب اإيل ان اح ص ل له على صورة له ا لن شرها يف اجلريدة. وق د ات صلت بالزمي ل وال صديق الك رمي االأ ستاذ ص ادق االأزدي صاح ب جمل ة»قرن دل «آان ذاك وطلب ت اإليه ان ي زودين ب صورة عفيف ة باعتبار ان ال صدي ق ص ادق كان له اأر شيف م ن الكالئ ش لل ص ور ال سيا سي ة وا أالدبي ة والفني ة اأف ضل من أاي ة صحيفة يف ذلك الوق ت وفعال زودين االأزدي بثالث ص ور من احدث صور عفيف ة مل تن شر من قب ل.وقد اخت ار االأ ستاذ رفائي ل اأحداها و صنفا له ا لكلي شهة وظه رت يف اليوم الث اين مطبوعة يف ب اب» سينم ا احلياة«م ع تعلي ق لطيف كتبه االأ ست اذ بنف سه تغنى فيه بالفنانة معجبا وم شيدا به ا. وهذه هي امل رة االأوىل واالأخرية التي ن شر فيها املرح وم رفائيل بطي ص ورة لفنانة عراقية اأثن اء ا شتغايل معه. واملق ص ود بالفن هنا شقى الغناء والرق ص فقط!.. طريقة لال ستغناء!.. كان للمرح وم رفائي ل بط ي طريق ة غريب ة يف اال ستغناء عن املحرر الذي ال يرغب يف ا ستمراره عل ى العم ل فعندما يعت زم اال ستغن اء عنه يبداأ بتقريب ه من ه واأزجال ه الن صائ ح ل ه يف حيات ه ال صحفي ة وحن تزف حلظ ة اال ستغناء يدعوه إاىل مكتب ه ويطل ب إالي ه»ال ش اي«ان كان الوقت شتاء»والبارد«ان كان الوقت صيفا ثم يحدثه عن ال صحافة وه ي مهنة البحث عن املتاعب ويتوجه إالي ه مبا ير س م خط وط وا ضحة يف قاب ل اأيامه ث م يحدث ه ع ن جريدت ه وو ضعها امل ايل وان له ان يعم ل يف اأي صحيف ة ترز مواهب ه ثم يبلغ االأ ست اذ حمرره النباأ اخلطري نباأ اال ستغناء عنه!..فحن كان املرحوم ي ستدعي احد املحررين اإىل غرفته ويرف ق اال ستدع اء بالنداء عل ى»ال شاي«اأو»الب ارد«ل ه كان بقي ة املحرري ن يعرف ون ان املح رر املذكور سي ت رتك مكتب صاح ب اجلريدة ليودعه م!..عل ى ان م ن ال ض رورة مب كان ان اذك ر ان املرح وم رفائيل بط ي م ا كان ي ستغني ع ن املح رر اأو املخ ب ر ال ذي ي ستفي د من ه بهذه ال سهول ة واإمنا يكون ا ستغن اءه عن القا صر اأو ال ذي تنتفي احلاج ة إاليه أاو ي أات ي عمال يراه هو مررا لال ستغن اء عنه!.. عل ى ان املرحوم كثريا ما احتفظ مبحررين وخمرين ظلوا يعملون معه سنن طويلة مل تفرق بينهم اأ سباب العمل واإمنا حوادث ا أاليام!. *منه اج يومي كان للمرح وم منهاج يومي ي سري علي ه وينف ذ م واده. فح ي ن يع ود إاىل داره ليال ويرك ن اإىل مكتب ه أاو يجن ح إاىل الراح ة يكتب عل ى شريح ة ورق اأو اأك ث رث النق اط الت ي توؤلف منهاج ه اليوم ي وي ضي ف عليه ا يف صبيح ة نف س اليوم ما يخطر بباله أاو م ا يريد ان ينجزه م ن اإعم ال. فيذك ر انه سي زور الوزي ر الفالين ث م يق ص د إاىل املكتب ة الفالنية ث م يجتمع بفالن ويت صل تلفوني ا بعالن ثم يكتب املقال اأو»اللقطة «الفالني ة اأو يالحق اخل ب ر اأو االإ شاعة الفالنية يف غ ضون ذلك يت ص ل من داره باإدارة اجلريدة لكي ي ستو ضح ويطلع وبن ال ساعة العا شرة اأو احلادي ة ع ش رة يبد أا دوامه يف مكتب ه ثم ي شرع يف كتاب ة بع ض ما ح صل عليه م ن إاخبار حملية مم ا ي سمى باأخبار الدرجة ا أالوىل وبع ض ما يعن ل ه م ن اأراء واأفكار اأم ا املقال ة اأو االآراء اإذا كان لدي ه ما يريد ان يكتبه منها فكثريا ما يكون وقت الكتابة لها دوامه يف امل ساء!.. املنهاج الذي ينفذه!!. عل ى ان املنه ج اليوم ي الوحيد ال ذي مل ينفذه ه و املنهاج الذي ظل يف جيب ه حن شعر صباح 10 ني س ان 1956 ب ضيق واأمل وكان ال ي شكو من ش يء يف الليل الفائت ثم ات صلت ال سيدة عقيلته الت ي انتقل ت إاىل ج وار ربها قبل ب ضع ة اأ شهر باجلري دة تبلغ م ن فيه ا ب أانها غ ي ري مرتاحة اإىل حالة االأ ستاذ وم ا ان كانت ال ساعة العا شرة حتى صع د «اأبو بدي ع«إاىل الطابق الثاين وارتاح اإىل فرا ش ه ثم كانت راحة أابدية هرع بعدها النا س اإىل الدار لي شاركوا يف ت شييعه. رحمه الله ن شرت يف ملحق جريدة «كل شيء«بغداد )التاريخ غري موجود(