دراسات لغوي ة: Text Cohesion Mechanisms: Al-Zarkashiy wa al-suyūṭiy as a Case Study Mekanisme Kohesi Teks: Al-Zarkashiy wa al-suyūṭiy sebagai Kajian Kes عمران رشيد ملخص البحث: حتاول هذه الدراسة استجالء حلقة الوصل بني علوم مركزية يف الثقافة اإلسالمية عرب علم املناسبة اليت هي من علوم القرآن الكرمي واللسانيات النصية عرب التماسك النصي بنوعيه: النحوي والداليل. واملقصود بالتماسك النحوي اآلليات اللغوية الشكلية اليت تربط بني أجزاء النص على املستوى السطحي وأما التماسك الداليل فهو اآلليات اليت تتجاوز املستوى السطحي إىل مستوى جمموعة املفاهيم الرابطة بني مكونات النص. ويعد التماسك النصي مقولة جوهرية يف مفاهيم اللسانيات النصية إذ حيتل موقعا مركزيا يف األحباث والدراسات اليت ت عىن بتحليل النصوص ألنه يرمي إىل توظيف اآلليات النحوية يف الربط بني أجزاء النص ومن ث فهم املعىن عرب رؤية متماسكة ال تقتصر يف حتليلها على اجلملة أو جمموعة اجلمل. وخلصت الدراسة إىل أن علوم القرآن بداية أصيلة ملا أصبح يعرف بلسانيات النص وذلك الشتماهلا على دراسة التماسك والتكرار واملناسبة وهي قضايا جوهرية يف مباحث اللسانيات النصية. الكلمات المفتاحية: التماسك النصي- الزركشي- السيوطي- التحليل- املقارنة. Abstract: The study aims to uncover the relation between the fundamental disciplines in the Islamic sciences through the knowledge of appropriate events which is among the disciplines of the Quranic studies and text linguistics, through textual cohesion with its two categories: syntactical and semantic. Syntactical cohesion أستاذ مساعد جامعة بشار اجلزائر.
جملة الدراسات اللغوية واألدبية is the formal language mechanisms which tie the text on its surface level, while semantic cohesion is the mechanisms which go beyond the surface level to that of a group of concepts that bind between the text constituents. Textual cohesion is a central concept in text linguistics which occupies central position in the researches and studies of text analysis. This is due to the fact that it aims at employing syntactical mechanisms in binding between the textual parts and subsequently tries to understand the meaning through a cohesive standpoint that is not limited only to sentence or strings of sentences. The study concludes that Quranic disciplines are among the original beginning of what is known as text linguistics since it comprises the study of cohesion, repetition ans occasion which are the central issues in text linguistics. Keywords: Text cohesion Al-Zarkashiy Al-Suyūṭiy Analysis Comparison. Abstrak: Kajian ini menyasarkan untuk melihat hubungan antara beberapa ilmu-ilmu asas Islam melalui disiplin ilmu berkenaan konteks serta peristiwa-peristiwa sesuai yang juga merupakan antara disiplin-disiplin pengkajian Quran dan juga teks linguistik yang melalui konsep kesinambungan teksnya yang berdasarkan kepada dua kategori-kategorinya: sintaks dan semantik. Kesinambungan tatabahasa ialah mekanisme-mekanisme bahasa yang berstruktur yang mengikat teks pada aras permukaannya, sementara kesinambungan semantik pula ialah mekanismemekanisme yang melampaui batas permukaan teks yang merupakan sekumpulan konsep-konsep yang menghubungkan antara elemen-elemen teks. Kesinambungan teks ialah satu konsep utama dalam teks linguistic yang merupakan tumpuan utama dalam penyelidikan dan kajian-kajian analisis teks. Ini adalah kerana ia mengambil kira mekanisme-mekanisme sintaksis yang mengikat antara bahagian-bahagian teks dan kemudiannya cuba untuk memahamkan satu bentuk makna daripada satu sudut pandangan bersepadu yang tidak terbatas kepada hanya maksud sesuatu ayat atau sejumlah ayat-ayat yang digabungkan. Kajian ini menyimpulkan bahawa ilmu-ilmu pengkajian Al-Quran adalah permulaan asal kepada apa yang dikenali sebagai teks linguistik kerana ia juga mengandungi kajian tentang kesinambungan, pengulangan dan lain-lain yang merupakan isu-isu utama dalam kajian dan sisiplin ilmu teks linguistik semasa. Kata kunci: Kesinambungan Teks- Al-Zarkashiy- Al-Suyūṭiy- Analisa- Perbandingan. العدد األول-السنة الثانية 14
مقدمة: حتاول هذه الدراسة استجالء حلقة الوصل بني علوم مركزية يف الثقافة اإلسالمية كعلوم القرآن الكرمي ومنها علم املناسبة واللسانيات النصية عرب التماسك النصي بنوعيه: النحوي والداليل واملقصود هنا بالتماسك النحوي اآلليات اللغوية الشكلية اليت تربط بني أجزاء النص على املستوى السطحي والتماسك الداليل اآلليات اليت تتجاوز املستوى السطحي إىل مستوى جمموعة املفاهيم الرابطة بني مكونات النص واليت تعجز األدوات النحوية الشكلية عن وصفها وحتليلها. وقد اخرتت التماسك النصي بوصفه مقولة جوهرية يف مفاهيم اللسانيات النصية فالتماسك حيتل موقعا مركزيا يف األحباث والدراسات اليت ت عىن بتحليل النصوص ألنه يرمي إىل غاية بعيدة وهي توظيف اآلليات النحوية يف الربط بني أجزاء النص ومن ث فهم املعىن عرب رؤية متماسكة ال تقتصر يف حتليلها على اجلملة أو جمموعة اجلمل وعلوم القرآن يف احلقيقة ت ع د بداية أصيلة ملا أصبح يعرف بلسانيات النص وذلك الشتماهلا على دراسة بعض القضايا النصية مثل: التماسك والتكرار واملناسبة قضايا جوهرية يف مباحث اللسانيات النصية. وتسعى هذه الدراسة إىل حماولة فهم آليات ووسائل التماسك وهي النصي كما جاءت يف علوم القرآن وال سيما يف علم املناسبة وكل ذلك يف سبيل فهم هذا الرتاث الضخم الذي مازال قادرا على العطاء والتجدد حبيث ميكن أن تتفوق بعض اآلليات والوسائل التماسكية اليت وردت يف علم املناسبة على ما قدمته أحدث النظريات اللسانية وبالذات اللسانيات النصية ومن ث فإن هذا الرتاث يستحق القراءة وإعادة القراءة لفهمه ووضعه يف إطاره الصحيح. تسعى هذه الدراسة إىل تقدمي رؤية التماسك النصي عند علماء القرآن الكرمي حبيث ميكن أن يكون التماسك النصي وجها من وجوه اإلعجاز القرآين فإن تزايد االهتمام باللسانيات النصية يف اآلونة األخرية يغري بتناول ما قدمه الرتاث العريب واإلسالمي يف هذا املضمار ذلك أن احلضور الفاعل والقوي للنظريات اللسانية الغربية يف حاضرنا يفرتض عدم جتاوزه أو القفز عليه بل يفرتض احلوار والتثاقف اهلادف حبيث ال يأخذ كل ما استجد من نظريات كحاطب واحلضارية العربية واإلسالمية. ليل وال يلغي اخلصوصية الثقافية وتعد اللسانيات النصية مسارا يف الدراسات اللغوية فرض نفسه بقوة يف اآلونة األخرية حبيث انتقل باللسانيات من حيز اجلملة إىل فضاء النص فقد تطورت اللسانيات النصية يف السبعينيات على يد VAN DIJK الذي يعد مؤسس علم النص والذي أصبح حقيقة راسخة على يد األمريكي بوجراند BEAUGRANDE يف الثمانينيات حيث مل تعد اجلملة كافية لكل مسائل الوصف اللغوي. وقد خصصت الدراسة لعلم املناسبة القرآنية وقد كان هذا احلقل القرآين حقال خصبا يف املمارسة النصية وقد اخرتت الزركشي ألنه خص ص حي زا واسعا للتماسك بني اآليات والسيوطي الذي قد م آليات نصية واسعة للتماسك النصي بني السور يف كتابيه تناسق الدرر ومعرتك األقران فقد رصد العلماء عالقات اآليات والسور املتجاورة عرب آليات نصية تتفوق على ما قدم يف اللسانيات النصية. يونيو- 2011 م 15
جملة الدراسات اللغوية واألدبية المناسبة لغة: يعرف ابن فارس املناسبة بقوله: )النون والسني والباء كلمة واحدة قياسها اتصال شيء بشيء منه النسب مسي التصاله ولالتصال به تقول: نسبت أنسب وهو نسيب فالن والنسيب الطريق املستقيم التصال بعضه من بعض(. 1 فاملناسبة يف اللغة تعين االتصال واملقاربة واملماثلة ومنه يقال إن فالن يناسب فالنا أي يقاربه ويشاكله والنسيب القريب املتصل اتصاال وقربا مبن يناسبه وهو كالوصف لثبات قرابته واتصاله. المناسبة اصطالحا: ويف اصطالح علماء القرآن املناسبة هي بيان )وجه االرتباط بني اجلملة واجلملة اليت يف اآلية الواحدة أو بني اآلية واآلية يف اآليات املتعددة أو بني السورة والسورة( تعرف منه علل ترتيب أجزاء القرآن( 2 3 وما قبلها وبني السورة وما بعدها وما قبلها. ويعرف البقاعي املناسبة بأهنا )علم فاملناسبة يف االصطالح البحث عن االرتباط بني اآلية وما بعدها ويبدو أن معىن املناسبة يف اللغة يتوافق مع ما اصطلح عليه العلماء يف تعريف علم املناسبة فكما يربط النسب بني املتناسبني فال بد من وجود ارتباط بني اآليات والسور سواء أظهر هذا الرابط أم خفي وال يشرتط أن يكون التقارب بني املتناسبني متاثال كامال فرمبا كان التقارب عن طريق التضاد أو تباعد يف املعىن املهم أن هناك صلة من نوع ما بني املتناسبني أو رابط ما بني اآليتني أو السورتني سواء توصل العلماء إىل ذلك الرابط أم مل يتوصلوا إليه فقد تظهر املناسبة أحيانا وختتفي أحيانا أخرى ومن هنا متيز العلماء يف فهم املناسبة القرآنية وإدراكها. إن علم املناسبة من أبرز علوم القرآن اليت يستعني هبا املفسر يف فهم القرآن الكرمي )ولعل الباحثني يف علوم القرآن قد ملسوا أخطر جوانب النص حني درسوا وجوه املناسبة بني اآليات وخصصوا هلا علما قائما برأسه هو علم املناسبة كأهنم بذلك كد وا يف حبث شروط التخلص من وصل وتنظري وتالزم وتقابل ومالئمة(. 4 ويعد البحث يف هذا العلم من طريق غري مباشر حبث يف أبرز وجوه اإلعجاز القرآين فالقرآن الكرمي على الرغم من نزوله منجما يف مدة تتجاوز العشرين سنة أو أكثر تبدو فيه مالمح التماسك على مدار آياته وسوره فعلم املناسبة من هذه اجلهة هو أكرب رد على شبهات املستشرقني ومزاعمهم بأن القرآن خيلو من وحدة متاسكية تربط آياته وسوره وقد ظهر الوعي بقيمة التناسب وأثره يف بالغة الكالم لدى 5 األدباء والبالغيني وعلماء اإلعجاز. لقي إمهاال من طرف العلماء وذلك لصعوبته ودقة وعلى الرغم من أمهية علم املناسبة وفوائده فقد مسالكه فقد ذكر ابن العريب بأن املناسبة: )علم عظيم مل يتعرض له إال عامل واحد عمل فيه سورة البقرة ث فتح اهلل لنا فيه فلما مل جند له محلة ورأينا اخللق بأوصاف البطلة ختمنا عليه وجعلناه بيننا وبني اهلل ورددناه إليه. ومن بني السابقني إىل اكتشاف املناسبة الشيخ أبو بكر النيسابوري وكان غزير العدد األول-السنة الثانية 16
العلم يف الشريعة واألدب وكان يقول على الكرسي إذا قرئ عليه ملا جعلت هذه اآلية جنب هذه وما احلكمة يف جعل هذه السورة إىل جنب هذه السورة وكان يزري على علماء بغداد لعدم علمهم 6 باملناسبة(. - - قل اعتناء املفسرين هبذا العلم لدقته وممن أكثر منه اإلمام فخر الدين الرازي ويقول الزركشي: )وقد 7 وقال يف تفسريه: أكثر لطائف القرآن مودعة يف الرتتيبات والروابط(. 8 أهمية المناسبة: - فهم التناسب جيعل الكالم آخذا بعضه بأعناق بعض ليصبح كالبناء احملكم املتالئم األجزاء وبه يعرف علل ترتيب أجزاء القرآن الكرمي. دفع إيهام االختالف عن اآليات الكرمية فقد يظن بعضهم أن اآليات نزلت يف أوقات متباعدة يف موضوعات متعددة فال رابط بينها بل إن هذا الرتابط بني اآليات والسور لون من ألوان البيان املعجز على الرغم من تباعد الزمان واختالف املوضوعات فالوحدة املوضوعية يف القرآن الكرمي حقيقة ثابتة يف كل سورة منه ويف ذلك رد على ما ادعته املوسوعة اإلسالمية االستشراقية اليت زعمت بأن الرتابط بني اآليات يف السورة الواحدة ضعيف قليل وبأن ذلك االرتباط ضعيف وغالبا ال يوجد صلة ظاهرة أو قوية فيما بينها. إبراز وجه من وجوه إعجاز القرآن الكرمي للوصول إىل احلقيقة املطلقة وهي أن القرآن الكرمي كالم اهلل امل نز ل وليس من تأليف البشر تصديقا لقوله تعاىل: 9. - املناسبة بني اآليات والسور داللة لغوية قوية يف التعرف على املراد من اآليات ورفع اللبس عن مقاصدها وم رج ح قوي من مرجحات بعض املعاين على بعض عند تزامحها سواء منها ما جاء يف آيات األحكام أم آيات القصص القرآين أم آيات الوعظ والتوجيه وغريها. أنواع المناسبات في القرآن: النوع األول- المناسبة في السورة الواحدة: املناسبة بني حروف كلمات اآلية. املناسبة بني كلمات اآلية. املناسبة بني اآليات املتجاورة. املناسبة بني افتتاحية السورة وخامتتها. املناسبة بني اسم السورة ومقصدها. النوع الثاني- المناسبة بين السور: يونيو- 2011 م 17
جملة الدراسات اللغوية واألدبية املناسبة بني افتتاح السورة وخامتة ما قبلها. املناسبة بني خامتة السورة وفاحتة السورة اليت بعدها. املناسبة املضمونية بني السورتني املتجاورتني. التقابل املعنوي بني السورتني املتجاورتني. التأليف في علم المناسبة: لقد نزل القرآن الكرمي منجما مفرقا على مدار أكثر من عشرين سنة على حسب األحداث والوقائع اليت كان يعاجلها ومن هنا فإن العلم بسبب النزول يعني على توجيه فهم النص القرآين وعلى الرغم من بقاء النص القرآين مفتوحا يف آياته وسوره فمع ذلك توجد فيه روابط متاسكية بني تلك اآليات والسور مبا يؤكد إعجاز النص القرآين وقد تنبه علماء القرآن إىل أمهية املناسبة )فقد ملسوا أخطر جوانب النص حني درسوا وجوه املناسبة بني اآليات وخصصوا هلا علما قائما برأسه هو علم املناسبة(. 10 ومع أمهية علم املناسبة فقد اهتم به قليل من العلماء يقول الرازي : )إين رأيت مجهور املفسرين معرضني عن هذه اللطائف غري منتبهني هلذه األسرار(. 11 أوال: التماسك النصي عند الزركشي: تشكل دراسة الزركشي للتماسك بني اآليات والسور فكرة تامة وواضحة املعامل واحلدود فهي رؤية حتكم نظرته للقرآن الكرمي استطاع فيها أن يتلمس وجها آخر لإلعجاز على طريق التماسك بني اآليات والسور. وقد خصص بابا مستقال يفكتابه "الربهان يف علوم القرآن" حتد ث فيه عن التماسك بني اآليات والسور واآلليات اليت حتكم ذلك التماسك كما نالحظ يف خمتلف األبواب األخرى إشارات إىل التماسك يف القرآن. وقبل أن نتناول العالقات اليت قدمها الزركشي واليت يرى أن التماسك يتحقق عربها ن ور د نصا يف فصل بعنوان "يف قدر املعجز من القرآن" هلذه الفكرة اليت اقتبسها من الباقالين وهو أن اإلعجاز يتحقق يف قدر أقصر سورة من القرآن كسورة الكوثر فإذا كانت اآلية بقدر سورة الكوثر فاإلعجاز متحقق فيها. 12 يؤشر هذا النص إىل حقيقتني أوهلما: اإلشارة إىل وحدة أكرب من اجلملة وثانيهما: يؤكد هذا النص ما ذهبنا إليه من ارتباط تنظري الباقالين بتطبيقات كل من الزركشي والسيوطي. يبني الزركشي يف بداية حبثه للتماسك بني اآليات أنه ال يعىن بدراسة اآليات اليت يظهر وجه التماسك بينها جليا لتعلق الكالم بعضه ببعض أو إمتام الكالم السابق على جهة التأكيد أو التفسري أو االعرتاض. 13 ولكن يعينه هو دراسة اآليات اليت ال يظهر فيها وجه التماسك مع أختها حيث تبدو أن كل آية مستقلة بنفسها. العدد األول-السنة الثانية 18
ويقسم الزركشي التماسك إىل متاسك بني السور وآخر بني اآليات اآليات يقسمه إىل متاسك بني آيات معطوفة العطف حيث تتجاور اآليات دون أي رابط. أ- -1 التماسك بين اآليات في السورة: التماسك بين اآليات المعطوفة: يقرر الزركشي أن فائدة العطف يوضح ذلك بقوله تعاىل: والتماسك بني ومتاسك بني آيات ال يوجد فيها حرف أن جيعل اآليتني املعطوفتني كالنظرين والشريكني 14. وقوله تعاىل: 15. فيلج وخيرج ويعرج وينزل ويقبض ويبسط كلها نظائر وبعد هذا االستهالل النحوي يستنبط الزركشي قانونا يطرد يف أغلب آيات القرآن ويشكل أساسا يف تعليل جتاور اآليات وهو باعثا على العمل مبا سبق أن ذكر األحكام يف القرآن يأيت بعد وعد ووعيد ث يذكر آيات التوحيد والتنزيه 16 لي عل م عظم اآلمر )ليكون ذلك والناهي وتأمل سورة البقرة والنساء واملائدة وغريها جتده كذلك(. وبعد هذا ينتقل الزركشي إىل املوضوع ليقدم مناذج من اآليات تشكل صورا عامة تطرد يف القرآن كله يتم على ضوئها إدراك وجه التماسك بني اآليات فهي آيات يلتحق هبا ما هو يف معناها. وجنمل عالقات التماسك بني اآليات عند الزركشي كاآليت: عالقة مقامية: من هذه اآليات قوله تعاىل: 17. إن السؤال الذي يتبادر إىل الذهن عند تالوة هذه اآلية هو: ما وجه متاسك السؤال عن األهل ة بإتيان البيوت من ظهورها إن املقام هنا هو الذي يفسر وجه التماسك يف اآليتني وذلك عند سؤاهلم عن األهلة ونقصاهنا كأن اهلل عز يقول هلم: إن كل ما أمرتكم به فيه حكمة ظاهرة ومصلحة للعباد فاتركوا السؤال عنه ما أنتم عليه من إتيان البيوت من ظهورها وليس ذلك يف الرب شيء. 18 وانظروا يونيو- 2011 م 19
جملة الدراسات اللغوية واألدبية عالقة استطرادية: يف احلديث: أن ناسا من األنصار كانوا إذا أحرموا ال يدخل أحدهم حائطا أو دارا أو فسطاطا من باب فإن كان من أهل املدر ن ق ب نقبا يف ظهر بيته منه يدخل ومنه خيرج أو يتخذ سلما يصعد به وإن كان من أهل الوبر خرج من خلف القباء فوجه التماسك إذا من جهة االستطراد يكون عندما ذكروا مواقيت احلج وكانت تلك احلج تصرفاهتم يف إذ استطرد سبحانه وتعاىل يف شيء. 19 عالقة تمثيل: وكأن قوله تعاىل: عليه فقيل هلم: من تعكيسهم يف سؤاهلم إىل تلك التصرفات وأهنا ليست من الرب 20 من قبيل التمثيل ملا هم وأن مثلهم كمثل من يرتك بابا ويدخل من ظهر البيت ليس الرب ما أنتم عليه من تعكيس األسئلة ولكن الرب من ات قى األمور من وجوهها اليت جيب أن تباشر عليها وال تعكسوا القلب أن مجيع ما أمر اهلل تعاىل به فيه حكمة ومن عالقة التمثيل قوله تعاىل: 21 وإن اختفت. أي باشروا واملراد النهائي أن يصمم 22. فما وجه متاسك حادث اإلسراء بآياتنا موسى الكتاب يرى الزركشي أن معىن اآلية يدرك بتقدير كالم لتقوم أخباره على معجزته برهانا )أطلعناه على الغيب عيانا أي سبحان 23 ذكرا وأخربك مبا جرى ملوسى وقومه يف الكرتني(. ويبدو أن الذي قاد الزركشي إىل مثل هذا التأويل معجزة وحادث اإلسراء معجزة انقطاع الوحي فرتة من الزمن وأ س ر ي عالقة ح س ن تخلص: قال تعاىل: وأنه ال دافع له من اهلل إال اهلل وأخربناه بوقائع من سلف بيانا الذي أطلعك على بعض آياته لتقصها أن إتيان موسى الكتاب كما أن حادثة اإلسراء فضل من اهلل تعاىل بعد 24 مبوسى حني خرج خائفا يرتقب. 25 ث ختلص إىل قوله تعاىل: فإنه سبحانه ذكر عذاب الكفار وصفته 26. 27. بوصف اهلل ب العدد األول-السنة الثانية 20
يرى الزركشي أن حسن التخلص موجود يف القرآن الكرمي كما يف الشعر اجليد يقول: عالقة كما أن ( وهبذا يظهر لك اشتمال القرآن العظيم على النوع املسمى بالتخلص(. حسن التخلص صفة به يتفاوت الشعراء والبلغاء سهل املخارج متاسكية يقول اجلاحظ: موجودة يف كل كالم رفيع 28 شعرا أو نثرا )أجود الشعر ما رأيته متالحم األجزاء فتعلم بذلك أنه أفرغ إفراغا واحدا وس ب ك سبكا واحدا على اللسان كما جيري على الدهان(. ويدرج ابن رشيق 29 هذا القول يف باب النظم حسن التخلص مسة أصيلة من مسات الكالم اجليد. ومن حسن التخلص قوله تعاىل: فصل: "أجود الشعر" فهو جيري مما يدل على أن 30. إن اهلل تعاىل ملا أراد أن ينتقل من صفات وأحوال أصنامهم إىل صفاته سبحانه قال تعاىل: ف إن ه م ومن حسن التخلص أيضا قوله تعاىل: ويقف الزركشي مع هذه اآلية وقفة اإلعجازي العجيب من موضوع إىل آخر يقول: شرع يف بيان صفاته العليا. 32 31 33. ال خيفي فيها انبهاره هذا أمام )وهذا من بديع التخلص سبحانه خلص من وصف املخلصني وما أعد هلم إىل وصف الظاملني وما أعد هلم(. العالقة والزركشي قوله تعاىل: يقول: يف صدد شرح عالقة االنتقال فإنه 34 حسن التخلص يذكر قاعدة عامة تتحكم يف تلك )واعلم أنه حيث قصد التخلص فال بد من التوطئة له ومن بديعه 35 يشري إىل قصة يوسف فوط أ هبذه اجلملة إىل ذكر القصة يشري إليها هبذه النكتة من باب الوحي والرمز إىل ذكر مبتدأ خلق املسيح : 36 وكقوله سبحانه موطأ للتخلص 37. يونيو- 2011 م 21
جملة الدراسات اللغوية واألدبية عالقة سياقية: اهلل يف بعض اآليات يقوم السياق بإسناد قوي يف الوصول لداللة اآليات تعاىل: من ذلك قول 38 تطرح القراءة البسيطة لآليتني السؤال اآليت: ما وجه متاسك منع مساجد اهلل وختريبها بقوله تعاىل: اعتمد الزركشي هنا على السياق يف تفسري وجه االرتباط بني اآليتني هلل املشرق فقد كان ختريب بيت املقدس قد سبق واملغرب. أي فال جيرمنكم ذلك واستقبلوها فإن ومن اآليات كذلك اليت ي عت م د على السياق يف الوصول إىل داللتها قوله تعاىل: 40. يقول الزركشي يف تفسري تراتب هذه اآليات: )إنه مجع بينها على جمرى اإللف 39 والعادة بالنسبة إىل أهل الوبر غايتهم مصروفة إليها تقل ب وجوههم يف فإن كل انتفاعهم يف معايشهم من اإلبل وال حيصل إال أن ترعى وتشرب السماء شيء يف ذلك كاجلبال ث ال غىن هلم أرض إىل سواها الرتتيب املذكور(. ث ال بد هلم من مأوى يؤهبم وذلك بنزول املطر -لتعذر طول مكثهم يف منزل- فتكون وهو سبب وحصن يتحصنون به وال عن التنقل من فإذا نظر البدوي يف خياله وجد صورة هذه األشياء حاضرة فيه على 41 العطف:عالقة تقدير تشاكل نحوي: يتناول الزركشي هنا بعض اآليات املعطوفة واليت ال جيمعها رابط حنوي معلوم التشاكل كعطف اجلملة الفعلية على مجلة فعلية أخرى قال تعاىل: ومن شروط العطف كما هو 42. العدد األول-السنة الثانية 22
يتساءل الزركشي عن ويف سبيل أن القاعدة النحوية يف العطف يقول: )وإمنا كانت مبنزلتها وجه عطف.. اجلملة الفعلية على اجلار واجملرور يثبت الزركشي متاسكا بني اآليتني يلجأ إىل تقدير كالم حمذوف يستقيم مع فريى أن -هل رأيت-... ألن مبنزلة: هل رأيت الذي حاج إبراهيم يف مركبة من مهزة االستفهام وحرف النفي ولذلك جياب ببلى واالستفهام يعطي النفي إذ حقيقة امل س ت ف ه م عنه غري ثابتة عند املستفهم ومن ث جاء االستفهام مكان حرف النفي ونفي النفي إجياب فصار مبثابة )رأيت( غري أنه مقصود به االستفهام ومل ميكن أن يؤتى حبرفه لوجوده يف اللفظ ولذلك أعطى معىن: أين جاءت )إىل( ورأيت يتعدى بنفسه أجيب لتضمنه معىن )تنظر(. 43-2 التماسك بين اآليات غير المعطوفة: يتناول الزركشي أيضا بعض اآليات اليت ال يوجد فيها عطف التماسك بني اآليات اليت يوحي ظاهرها بعدم وجود أي ارتباط تفسريا يعلل جتاور تلك اآليات العالقات اآلتية: عالقة تنظير: يرى الزركشي أن إحلاق بالنظري. هل رأيت فإن قلت: م ن يبحث يف أسرار حماوال أن يقدم وميكن أن نستخلص قراءة الزركشي لتلك اآليات يف النظري بالنظري عالقة منطقية فمن دأب العقالء إحلاق النظري ويدرج الزركشي ضمن هذه العالقة التماسك املوجود يف قوله تعاىل: 44. إن اإلشكال الذي تطرحه اآليتان هو ما وجه التماسك بني وبني يعلل الزركشي التماسك يف اآليتني بعالقة التنظري صلى اهلل عليه وسلم عليه وسلم ذلك أن اهلل عز وجل أمر رسوله أن ميضي يف تقسيم الغنائم على كره من أصحابه كما مضى ألمره يف خروجه من بيته لطلب العدو وهم كارهون اختلفوا يف القتال يوم بدر يف األنفال وسلم فكره كثري من الصحابة املؤمنني حقا وأمرهتم بالطاعة والتقوى عليه وسلم عليه وسلم وجادلوا الرسول ذلك أن الصحابة صلى اهلل عليه وسلم عليه أمر تقسيم الغنائم فأنزل اهلل هذه اآليات يف أمر الغنائم وعدم االعرتاض على قسمة الرسول ث قال تعاىل: اليت وصفت صلى اهلل يونيو- 2011 م 23
جملة الدراسات اللغوية واألدبية أي أن كراهتهم لقسمة الغنائم ككراهتهم 45 للخروج حني د ع وا لطلب العدو. عالقة تقدير كالم محذوف: تقوم هذه العالقة بتفسري وجه التماسك بني آيتني أو أكثر ومن ث فتح الداللة املمكنة لآليات على أفق أوسع ومن اآليات اليت تدرك أكثر عرب هذه العالقة قوله تعاىل: 46. لعل تقدير كالم حمذوف هنا يفسر بوضوح اآليتني 47 أنزلت عقوبة أو عذابا مثلما أنزلنا على املقتسمني. كأنه قال: قل أنا النذير املبني عالقة سياقية: من اآليات اليت يقوم السياق بدور كبري يف تفسريها قوله تعاىل: 48 49 50. إن ظاهر اآليات يوحي بانفصاهلا فما وجه وجود وقد توسطت قوله تعاىل: وقوله تعاىل: بني كل تلك اآليات املتماسكة املوجود بني اآليات باعتماده سياق اآلية فمن املالحظ أن يقول: الزركشي يتوصل إىل التماسك )فهذا من باب قولك للرجل وأنت حتدثه حبديث فينتقل عنك ويقبل إىل شيء آخر: أقبل علي وامسع ما أقول وافهم ع يين الكالم األول قاطعا له وغنما يكون به مشوقا للكالم وكان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم عليه وسلم أميا ال يقرأ وال يكتب وكان إذا نزل عليه الوحي ومسع القرآن حر ك لسانه بذكر اهلل 51 لك وحنفظه عليك(. فقيل له: ت د ب ر ما يوحى إليك وال تتلقفه بلسانك فإمن ا جنمعه العدد األول-السنة الثانية 24
عالقة تضاد: من اآليات اليت ي فه م وجه التماسك بينها هبذه العالقة أوائل سورة البقرة حديث عن القرآن الكرمي بالغيب املؤمنني وإقامة الصالة تعاىل: قال يقول الزركشي: والثبوت على األول كما قيل: عالقة استطرادية: وأنه هدى للمتقني وأن من صفات املؤمنني وإنفاق املال يف سبيل اهلل فلما فرغ عز 52. )فبينهما جامع ومهي وبضدها بالتضاد من هذا الوجه 53 تتبني األشياء(. من اآليات اليت ي در ك التماسك بينها بواسطة هذه العالقة قوله تعاىل: فيها اإلميان وجل من صفات وحكمته التشويق 54. لقد وردت هذه اآلية عقب كشف السوءات وخصف الورق اهلل ومنته على عباده فيما خلق من اللباس 55 السرت باب عظيم من أبواب التقوى. يقتبس الزركشي من "إعجاز القرآن" للباقالين التماسك يف قوله تعاىل: ول م ا يف الع ري من املهانة وذلك إظهارا لفضل وإشعارا بأن العالقة االستطرادية يف تفسري يونيو- 2011 م 25 56. إن بداية الكالم يف اآليتني عن أمر خاص وهو قدرة اهلل يف خلقه 57 احلديث إىل سجود الكون وما فيه هلل عز وجل. عالقة تنشيط للمتلقي: يكون يف بعض اآليات االنتقال من حديث إىل آخر من مقاصده التفاعل بني املتلقي والنص تعاىل: باسم بعده: 58. فلما أفرغ تعاىل من ذكر األنبياء قال: اإلشارة لينتقل إىل حديث آخر هذا الذي عندي واألمر إليك. وأيضا ملا فرغ تعاىل من ذكر اجلنة قال: يبدو- حيث يتجلى تنشيط املتلقي من أبرز هذه املقاصد كما يف قولنا: ث أجرى ومراعاة كقوله فربط تلك اإلخبارات أشري عليك بكذا ث تقول 60 59 منتقال تعاىل إىل آخر حديث كما انتقل يف األول.
جملة الدراسات اللغوية واألدبية ب-التماسك بين السور: يؤسس الزركشي دراسته للتماسك بني السور من اقتناعه ويؤكد على هذه الرؤية بني ترتيب "التالوة" عرب وترتيب فيما عرف ب "أسباب النزول" مالحظة التماسك الشديد بني السور فرتتيب التنزيل "التنزيل" أما ترتيب "التالوة" فهو أراده تعاىل هبذا الرتتيب املوجود يف املصاحف السماء الدنيا. وتتوخ ى النحوية 61 دراسة الزركشي للتماسك بني السور بيان الوحدة بأن ترتيب السور توقيفي مييز الزركشي حيث يربط اآليات بسياقها التارخيي أمشل إذ يتعلق بعلم اهلل الذي فهو ترتيب للقرآن كما أنزله تعاىل إىل الداللية أو لتؤكد ذلك البناء املتماسك للنص القرآين الذي يبدو كالكلمة الواحدة. التماسك بني السور منه ما هو ظاهر قريب يسهل تلمسه إىل متكن واقتدار والكتشافه الشكلية ومنه ما هو خفي حيتاج من هذه الناحية ميكن أن يتميز مفسر عن آخر )ومهمة املفسر حماولة اكتشاف هذه العالقات أو املناسبات الرابطة بني اآلية واآلية من جهة وبني السورة والسورة من جهة أخرى يعتمد على قدرة املفسر وعلى نفاذ بصريته يف اقتحام آفاق النص(. حمدد وبديهي أن اكتشاف هذه العالقات 62 إن النص القرآين فضاء مفتوح غري مغلق على قراءة جيل أو فرد بل إن النص القرآين نفسه يدعو املتلقني يقبل القراءة املرتبصة فهو ما يفتؤ اليت تريد تقويض قواعده الفكرية من الداخل فقد النص ليكشف من خالهلا عالقات خاصة أخرى فيكشف عن منط آخر من العالقات(. لقد استطاع الزركشي برباعة السور إىل الزركشي قطب يف ظالله. كبرية 63 64 لتدبره والتفكر والتأمل فيه بعينه أو مذهب لكنه ال بنفسه أن يفضح هذه القراءة الشاذة أو املرتبصة أو ونفاذ بصرية )يعتمد مفسر على بعض معطيات بينما يعتمد مفسر آخر على معطيات أن يرصد عالقات التماسك بني رصدا كشف عن إمكانات أسلوبية إعجازية يف النص القرآين املقدس وأشار التماسك املوضوعي بني السور الذي مل يربز بشكل واضح إال مع سيد إن حماولة الزركشي يف جانب منها تستحق أن توصف باملقاربة األسلوبية النصية ألهنا رؤية متماسكة يف نظرهتا للتماسك بني اآليات سورة لليت تليها. والسور حيث تفضي كل آية أو لقد ارتقى الزركشي بالتماسك حىت جعله وجها ي ط ل ب به معرفة اإلعجاز فكيف متاسك هذا البناء العظيم الذي نزل منجما على مدار ثالثة وعشرين سنة يقول: )وهو مبين التماسك- على أن ترتيب السور توقيفي وهذا الراجح كما سيأيت وإذا 65 اعتربت افتتاح كل سورة وجدته يف غاية املناسبة ملا ختم به السورة قبلها(. العدد األول-السنة الثانية 26
ويقول أيضا: صادر عن حيم(. )لرتتيب وضع السور يف املصحف أسباب ت طل ع على أنه توقيفي يونيو- 2011 م 27 66 وفعال قد أثبت الزركشي متاسكا شديدا بني السور اليت درسها إعجازية النص القرآين ببعض بعضها )وإذا ثبت هذا بالنسبة للسور بل عند التأمل يظهر أن القرآن كالكلمة الواحدة(. يدل على على حنو فما ظنك باآليات وتعلق 67 وبعد بيان دور التماسك وقيمته يف القرآن كما بينها الزركشي العالقات اليت يرى أهنا قادرة على تفسري تراتب السور. يقول تعاىل يف افتتاح سورة املؤمنون: خامتة السورة: 68 نرصد أهم ويقول تعاىل يف 69. إن التماسك بني فاحتة السورة واضح ال حيتاج إىل بيان املؤمنني واخلامتة(. واخلامتة بيان ملخالفة صفات املؤمنني 70 حىت قال الزخمشري: فالفاحتة حديث عن )فشتان بني الفاحتة ومن ذلك أيضا افتتاح سورة "القصص" بقصة موسى ونصرته وقوله تعاىل: 71 باملكاملة للكافرين وختمها بأمر النيب صلى اهلل عليه وسلم عليه وسلم وتسليته خبروجه من مكة والوعد بع و د ه إليها 72 وخروجه من وطنه وإسعافه بأن ال يكون ظهريا يف قوله تعاىل: 73. التماسك النصي عند السيوطي: خيصص السيوطي بابا مستقال من كتابه "اإلتقان يف علوم القرآن" للحديث عن اإلعجاز مستأنسا كعادته بآراء العلماء يف القضية وذلك على النحو الذي سنتناوله يف املبحث الذي بني أيدينا. إن حماولة السيوطي والزركشي متشاهبتان حيث ينقل السيوطي كثريا من آرائه من كتاب الربهان ولكن عند إمعان النظر نتوصل إىل أن احملاولتني متكاملتان ذلك أن ما مييز السيوطي يف جمال التماسك النصي هو إفراده كتابا خاصا برصد التناسب بني السور استقصى فيه أوجه التماسك بني سور القرآن كلها وهو كتاب "تناسق الدرر يف تناسب السور" أما الزركشي يف كتابه "الربهان يف علوم القرآن" فقد توسع يف رصد عالقات التماسك بني اآليات وأشار إشارات ذات قيمة كبرية يف التحليل النصي إىل التماسك بني السور يف القرآن الكرمي ولكن تلك اإلشارات بقيت ذات طابع عام.
جملة الدراسات اللغوية واألدبية وجتدر اإلشارة يف البداية إىل أن السمة األساسية يف مؤلفات السيوطي هي إىل حد وقوع احلافر على احلافر على مؤلفات من سبقه أنتجه السيوطي يتناوهلا. وحماورة ولكن ما ينبغي النقل وهو انتقاد يدمغ كل ما فأغلب آرائه إمنا هي مجع آلراء من سبقه من العلماء يف كل مسألة أن ننبه إليه أن شخصية السيوطي تبدو واضحة ثابتة تثبت ما تراه سليما وترفض ما تراه غري ذلك مناقشة )وتتبني شخصية السيوطي ودوره يف حتليالته البالغية للنصوص األدبية ومقابلتها بنظائرها من حتليالت البالغيني السابقني عليه أو املعاصرين له لتبني شخصيته وال نطلب من السيوطي أكثر مما ينبغي ملوسوعي حفظ لنا الرتاث البالغي 74 راصدا آخر ما تواضع عليه البالغيون(. القرآين أيب وكان يف انتقائه املادة البالغية وترتيبها يبدأ السيوطي حديثه عن اإلعجاز بذكر طائفة من العلماء الذين اخلطايب مثل بكر الباقالين. القرآن" حيث قال: والرماين فقد أشاد به كثريا والزملكاين 75 )ومل يصف مثله قط(. ومن ذلك يتبني أثر الباقالين يف السيوطي الواسع على "إعجاز القرآن" من الباقالين. التماسك بين السور عند السيوطي: واإلمام الزركشي حبثوا وابن سراقة اإلعجاز والقاضي وردد عبارة ابن العريب يف وصف كتاب "إعجاز ويتبني ذلك -أيضا- يف االعتماد حيث يبدو باب اإلعجاز يف "اإلتقان" سلسلة اقتباسات يناقش السيوطي التماسك بني السور يف باب مستقل من كتابه "اإلتقان يف علوم القرآن" مساه "مراصد املطالع يف تناسب املقاطع واملطالب" وقد قاده تأمله يف التماسك الشديد بني ا لسور واآليات إىل استشعار أمر خارج عن حدود الطاقة البشرية ويتجلى ذلك يف كثري من عبارات االنبهار اليت طبعت هذا الباب الشديد الذي يسم النص القرآين الذي نزل على مدة متطاولة املختلفني ليس إال مؤشرا على منزل هذا النص. يقول: إن املصحف أسباب ت ط ل ع على أنه توقيفي صادر عن حكيم فالتماسك ونزل يف الزمان واملكان لرتتيب وضع السور يف وهكذا يغدو التماسك وجها جديدا يف إعجاز القرآن ومسة أساسية من مسات النص القرآين ذلك النص الذي متيز بتماسك شديد بني آياته وسوره تلك اآليات والسور اليت نزلت على مدار نيف وعشرين سنة. ونستطيع أن جنمل عالقات التماسك بني السور يف العالقات اآلتية: العدد األول-السنة الثانية 28
عالقة تماسك بين فواتح السور وخواتمها: من ذلك افتتاح سورة "ص" بالذكر وختمها به يف قوله تعاىل: 76 ومن ذلك بدء "نون" سورة بقوله تعاىل: 77 وختمها بقوله تعاىل: 78. عالقة تماسك بين فاتحة السورة وخاتمة التي قبلها: كالتماسك املوجود بني افتتاح سورة فاطر وختام سورة سبأ وافتتاح سورة احلديد وختام سورة الواقعة وافتتاح سورة البقرة وختام الفاحتة وافتتاح املائدة وختام سورة النساء. التآخي والتالزم: يرى السيوطي يف مناسبة سورة "األنعام" آلخر "املائدة" أهنا )افتتحت باحلمد وتلك 79 ختمت بفصل القضاء ومها متالزمان كما قال: 80. وتتالزم سوريت "الربوج" و"الطارق" وهلذا السبب قرنتا وقدمت األوىل لطوهلا وذكرا بعد اإلنشقاق 81 للمؤخاة يف اإلفتتاح بذكر السماء ولذا ورد يف احلديث مرادا هبا السور األربع كما قيل املسبحات. المشابهة في المطلع: يربر السيوطي التماسك الشديد بني سوريت "الطور" و"الذاريات" يقول: )فإن يف 82 مطلع كل منهما صفة حال املتقني( 83 المشابهة في المقطع: 84. ففي مطلع كل منهما: ومن صور التما سك باملشاهبة يف املقطع أيضا سورتا "الذاريات" و"الطور" ففي مقطع 85 كل منهما وصف حال الكفار: 87 86. يونيو- 2011 م 29
جملة الدراسات اللغوية واألدبية عالقة تماسك نحوي: كالتماسك املوجود بني سورة وسورة "قريش" "الفيل" ويرى السيوطي أن سورة "قريش" شديدة االتصال مبا قبلها لتعلق اجلار واجملرور يف أوهلا بالفعل يف آخر تلك وهلذا 88 كانتا يف مصحف أ يب سورة واحدة. عالقة تقابل: كالتقابل الذي يربط بني سورة السورتني كما يلي: مقابلة البخل الوارد يف املاعون )الكوثر( وسورة )املاعون( وتتجلى املقابلة بني 89 90. الكثري مقابلة ترك الصالة والتهاون فيها 91 باألمر بالصالة ف ص يل. مقابلة الرياء الذي هو العمل للناس ورضاهم.. بالكوثر أي اخلري 92 امل ف ص يل ل ريب ك األمر بإخالص العبادة والعمل هلل وحده مقابلة منع املاعون ومي ن ع و ن اع و ن بالتصدق بلحوم األضاحي ويشري إليه قوله تعاىل: و احن ر. وقد أشار السيوطي إىل أنه يف سورة "الصف" ذكر حال موسى له ناعيا عليهم ذلك ويف سورة )اجلمعة( حال الرسولصلى اهلل 93 أمته ليظهر فضل ما بني األمتني ولذا مل يعرض فيه لذكر اليهود. بيان العلة: مع قومهم وأذاهم وفضل وسلم عليه يرى السيوطي أن سورة )التكاثر( )واقعة موقع العلة خلامتة ما قبلها كأنه ملا قال هناك: 95 94 قيل: مل ذلك فقال: ألنكم فاشتغلتم بدنياكم ومألمت موازينكم باحلطام فخفت موازينكم باآلثام وهلذا عقبها بسورة العصر املشتملة على أن اإلنسان يف خ سر بيان خلسارة جتارة الدنيا وربح جتارة اآلخرة وهلذا عقبها بسورة اهلمزة املتو ع د فيها 96 م ن مجع ماال وعد ده حيسب أن ماله أخلده. فانظر إىل تالحم هذه السور األربع وحسن اتساقها(. عالقة تماسك بحسب الحروف: كالتماسك املوجود يف سور احلواميم. العدد األول-السنة الثانية 30
عالقة تماسك إيقاعي: كالتوازن يف اللفظ يف آخر املسد وسورة اإلخالص ومن هذه العالقة أيضا أن كل سورة بدأت حبرف منها فإن أكثر كلماهتا وحروفها مماثل له ف ح ق لكل سورة منها أن ال يناسبها غري الوارد فيها فلو وضع )ق( موضع )ن( لعدم التناسب الواجب مراعاته يف كالم اهلل تعاىل. وسورة )ق( بدأت به ملا تكرر فيها من الكلمات بلفظ )القاف( من ذكر القرآن واخللق وتكرير القول ومراجعته مرارا والقرب من ابن آدم وتلقي امللكني وقول العتيد الرقيب والسائق يف جهنم والتقدم بالوعد وذكر املتقني والقلب والتنقيب يف 97 البالد وتشقق األرض وحقوق الوعيد وغري ذلك. عطف: عالقة 98 كالتشابه بني سورة الضحى وسورة الشرح يقول السيوطي: )هي شديدة االتصال بسورة الضحى لتناسبهما يف اجلمل وهلذا ذهب بعض السلف إىل أهنما سورة واحدة بال بسملة بينهما قال اإلمام: والذي دعاهم إىل ذلك هو أن قوله: 99 كالعطف على: 100.) التتميم والتكميل: يرى السيوطي أن سورة )سأل( والنار. هي كالتتمة لسورة )احلاقة( يف بقية وصف القيامة 101 التحقيق: يرى السيوطي أن خامتة سورة "إلنسان" يف قوله تعاىل: 102 لواقع فكان ذلك حتقيقا ملا وعد به هناك املؤمنني وأعد للظاملني. التعليل: ورد يف سورة التغابن قوله تعاىل: افتتح سورة )املرسالت( بالقسم على أن ما يوعدون 103 104 وكانت عداوة األزواج تفضي إىل الطالق وعداوة األوالد قد تفضي إىل القسوة وترك اإلنفاق عليهم عقب ذلك بسورة فيها ذكر أحكام الطالق واإلنفاق على األوالد واملطلقات بسببهم. 105 يونيو- 2011 م 31
جملة الدراسات اللغوية واألدبية اإلجابة عن سؤال: ويتجلى ذلك يف العالقة التماسكية بني سوريت )البينة( و)الزلزلة( يقول السيوطي: )ملا ذكر يف آخر )مل يكن( أن جزاء الكافرين جهنم وجزاء املؤمنني جنات فكأنه قيل: مىت يكون ذلك فقيل: 106 أي حني تكون زلزلة األرض إىل آخره هكذا ظهر يل ث راجعت تفسري اإلمام الرازي ورأيته ذكر حنوه محدت اهلل كثريا(. 107 التناسب في االفتتاح: يقول السيوطي عن التناسب بني سوريت )القمر( و)املمتحنة( أنه: )ال خيفى ما يف توايل هاتني السورتني من حسن التناسق يف التسمية ملا بني النجم والقمر من 108 املالبسة ونظريه توايل الشمس والليل والضحى وقبلها سورة الفجر(. عالقة تماسك صوتي داللي: فقد اشتملت سورة عليه وسلم وسلم "ص" على خصومات متعددة فأوهلا خصومة النيب مع الكفار وقوهلم: صلى اهلل عليه 109 ث آدم ث اختصام اخلصمني عند داود ث ختاصم أهل النار ث اختصام املأل األعلى ختاصم إبليس يف شأن نبيه وإغوائهم. وسورة األعراف زيد فيها على )أمل( حرف )الصاد( ملا فيها من القصص قصة 110 فمن بعده األنبياء وملا فيها من ذكر: يف سورة الرعد حرف )الراء( والربق وغريمها. عالقة إجمال/ تفصيل: ألجل قوله تعاىل: وتنقسم هذه العالقة إىل األقسام اآلتية: تفصيل إلجمال آخر السورة: 111 ر ف ع ال س م و ات وزيد وألجل ذكر الرعد ويتجلى ذلك يف العالقة بني سوريت املؤمنون واحلج يقول السيوطي: )وجه اتصاهلا بسورة احلج: أنه ملا ختمها بقوله: فعلها فقد أفلح فقال: 112 وكان ذلك جممال فص له يف فاحتة هذه السورة فذكر خصال اخلري اليت من العدد األول-السنة الثانية 32
113.) تفصيل إلجمال آيات داخل السورة: فقد قال تعاىل يف سورة اجملادلة: 114 وهو تفصيل لقوله تعاىل: 115. ويبدو أن يف هذا الرصد لتماسك هذه اآليات يتجاوز املستوى النحوي على مستوى اآلية وجمموعة اآليات إىل رصد التماسك بني آيات متباعدة املواقع. تفصيل لما أجمل في سورة سابقة: هذه العالقة تعد السور القرآنية حىت )إمجال إننا تفصيل( أو يف نلمسها العالقات من املفتاحية يف تفسري التماسك بني العالقة املهيمنة على كل العالقات يف كتاب السيوطي الذي خصت لرصد العالقات بني السور مصنفا خاصا بذلك يف السيوطي هذه العالقة أن يثبت إثباتا دقيقا مقولة: وقد استطاع إن القرآن الكرمي كالكلمة الواحدة إذ اآلية والسورة املفصلة تفسر وتبني وتؤكد اآلية أو السورة اجململة قبلها من أول كلمة يف القرآن حىت آخر كلمة فيه. الخاتمة: يبدو يف األخري أن علم املناسبة علم جليل القدر عظيم الفائدة ذلك أنه يقوم على ربط سور القرآن الكرمي وآياته فهو من هذه الناحية يعرب تعبريا دقيقا عن اإلعجاز فعلى الرغم من بقاء النص القرآين نصا مفتوحا تتنزل آياته وسوره تنزيال منجما جيد املتأمل يف القرآن الكرمي متاسكا يثري اإلعجاب والدهشة وقد قد م العلماء يف املناسبة آليات وأدوات استطاعت أن تربهن على الوحدة النصية للقرآن الكرمي حىت إن الزركشي ي ع د املناسبة هي الوجه الرابع من وجوه إعجاز القرآن وي ع د الزركشي من أبرز من و ظ ف قواعد علم أصول الفقه يف دراسات علوم القرآن والتفسري ومن هنا املشرتكة بني علوم القرآن وأصول الفقه. جند كثري ا من املباحث يونيو- 2011 م 33
جملة الدراسات اللغوية واألدبية لقد خصصت نظرية املناسبة القرآنية حيزا واسعا من مساحتها لدراسة التماسك الداليل وذلك عرب تقدمي آليات نصية قادرة على إبراز التماسك يف النص القرآين ويعد كتاب "تناسق الدرر" للسيوطي تطبيقا واسعا لنظرية املناسبة القرآنية. الهوامش: 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ابن فارس أبو احلسن أمحد بن فارس ابن زكريا القطان مناع مباحث في علوم القرآن ط 22 )مؤسسة الرسالة د.ت( ص 97. معجم مقاييس اللغة )بريوت: دار اجليل د.ت( ج 2 ص 424-423. البقاعي إبراهيم بن عمر بن حسن بن الرباط بن علي بن أيب بكر نظم الدرر في تناسب اآليات والسور )القاهرة: دار الكتاب اإلسالمي د. ت( ج 1 ص 6. مراد وليد. النص القرآني من الجملة إلى العالم )أمريكا: املعهد العاملي للفكر اإلسالمي 2003 م( ص 63. انظر: أبو زيد أمحد. التناسب البياني في القرآن دراسة في النظم المعنوي والصوتي )الدار البيضاء: مطبعة النجاح اجلديدة د. ت( ص 13. السيوطي عبد الرمحن بن أيب بكر اإلتقان في علوم القرآن ط 1 خرج أحاديثه: أمحد بن أمحد )مكتبة الصفا 2006 م( ج 3 ص 213. الزركشي بدر الدين حممد بن عبد اهلل 1988 م( ج 1 ص 36. البرهان في علوم القرآن حتقيق: حممد أبو الفضل إبراهيم )بريوت: دار اجليل اخلطيب عبد اهلل ومسلم مصطفى "املناسبات وأثرها يف تفسري القرآن" مجلة جامعة الشارقة للعلوم الشرعية واإلنسانية اجمللد )2( العدد )2( يونيو 2005 م ص 6. سورة النساء: 82 منري وليد النص القرآني من الجملة إلى العالم ط 2 )أمريكا: املعهد العاملي للفكر اإلسالمي 2003 م( ص 63. السيوطي عبد الرمحن بن أيب بكر معترك األقران )بريوت: دار الكتب العلمية د.ت( ج 1 ص 56. انظر: السابق نفسه ج 1 ص 108. انظر: السابق نفسه ج 1 ص 40. سورة سبأ اآلية 2. سورة البقرة اآلية 245. السابق نفسه ج 1 ص 40. سورة البقرة اآلية 189. انظر: السابق نفسه ج 1 ص 40. انظر: السابق نفسه ج 1 ص 41. سورة البقرة اآلية 189. انظر: السابق نفسه ج 1 ص 42. سورةاإلسراء اآلية 1. السابق نفسه ج 1 ص 43. انظر: السابق نفسه ج 1 ص 43. سورة املعارج اآلية 1. سورة املعارج اآلية 4. سورة املعارج اآلية 3. املرجع نفسه ج 1 ص 43. العدد األول-السنة الثانية 34
29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ابن رشيق أبو علي احلسن العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده ط 5 )بريوت: دار اجليل د.ت( ج 1 ص 257. سورة الشعراء اآلية 72-82. سورة الشعراء اآلية 77. انظر: الزركشي البرهان في علوم القرآن ج 1 ص 44. سورة الصافات اآلية 62. انظر: السابق نفسه ج 1 ص 44. سورة يوسف اآلية 3. انظر: السابق نفسه ج 1 ص 45. سورة آل عمران اآلية 33. سورة البقرة اآلية 114-115. انظر: السابق نفسه ج 1 ص 45. سورة الغاشية اآلية 17-20. السابق نفسه ج 1 ص 45. سورة البقرة اآلية 259-258. انظر: السابق نفسه ج 1 ص 46. سورة األنفال اآلية 5-4. ا انظر: لسابق نفسه ج 1 ص 47. سورة احلجر اآلية 96-89. انظر: السابق نفسه ج 1 ص 47. سورة القيامة اآلية 17-16. سورة القيامة اآلية 15-14. 50 سورة القيامة اآلية 21-20. 51 52 53 54 55 56 57 58 السابق نفسه ج 1 ص 48. سورة القيامة اآلية.7-6 السابق نفسه ج 1 ص 49. سورة األعراف اآلية 26. انظر: السابق نفسه ج 1 ص 49. سورة النحل اآلية 49-48. انظر: السابق نفسه ج 1 ص 50. سورة ص اآلية 49. 59 سورة ص اآلية 56-55. 60 61 62 63 64 65 66 انظر: السابق نفسه ج 1 ص 55 أبو زيد نصر حامد مفهوم النص دراسة في علوم القرآن ط 1 )الدار البيضاء: املركز الثقايف العريب 1998 م( ص 159 السابق نفسه ص 160 السابق نفسه ص 161 انظر: السابق نفسه ص 163 الزركشي البرهان في علوم القرآن ج 1 ص 38 السابق نفسه ج 1 ص 39 يونيو- 2011 م 35
جملة الدراسات اللغوية واألدبية 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 السابق نفسه ج 1 ص 186 سورة املؤمنون اآلية 1. سورة املؤمنون اآلية 117. السابق نفسه ج 1 ص 185 سورة القصص اآلية 17. انظر السابق نفسه ج 1 ص 38 سورة القصص اآلية 85. اجلويين مصطفى الصاوي البالغة العربية تأصيل وتجديد )اإلسكندرية: منشأة املعارف 1997 م( ص 79. السيوطي اإلتقان في علوم القرآن ص 116. سورة ص اآلية 88-87. سورة القلم اآلية 2. سورة القلم اآلية 51. انظر: السيوطي عبد الرمحن بن أيب بكر تناسق الدرر في تناسب السور ط 1 حتقيق عبد القادر عطا )بريوت: العلمية 1986 م( ص 83. دار الكتب 80 81 82 83 سورة الزمر اآلية 75. انظر: السابق نفسه ص 135. السابق نفسه ص 119. سورة الذاريات اآلية 15. 84 سورة الطور اآلية 17. 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 السابق نفسه ص 119. سورة الذاريات اآلية 60. سورة الطور اآلية 42. انظر: املرجع نفسه ص 144. سورة املاعون اآلية 6. سورة الكوثر اآلية 1. سورة املاعون اآلية 4-5. سورة املاعون اآلية 6. انظر: السيوطي تناسق الدرر في تناسب السور ص 142 سورة القارعة اآلية 9. سورة التكاثر اآلية 1. السابق نفسه ص 143. السيوطي اإلتقان في علوم القرآن ص 113. السيوطي تناسق الدرر ص 138. سورة الشرح اآلية 1. سورة الضحى اآلية 6. انظر: السابق نفسه ص 128. سورة اإلنسان اآلية 31. انظر: السابق نفسه ص 131. العدد األول-السنة الثانية 36
104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 سورة التغابن اآلية 14. انظر: السابق نفسه ص 126 سورة الزلزلة اآلية 1. السيوطي تناسق الدرر ص 142. السابق نفسه ص 120. سورة ص اآلية 5. السابق نفسه ص 122. سورة األعراف اآلية 2. سورة احلج اآلية 77. سورة املؤمنون اآلية 6-1. سورة اجملادلة اآلية 7. سورة احلديد اآلية 4. يونيو- 2011 م 37