84 املقدمة: الحمد هلل رب العالميف والصبلة والسبل عمى سيدنا محمد وعمى آلو وصحبو أجمعيف. وأما بعد: فإف تدبر آيات القرآف الكري والوقوؼ عند لطائفو مف أجؿ النع وأعظميا وقد أوجب اهلل تعالى عمينا إمعاف النظر في آيات القرآف وتدبر آياتو بقولو تعالى : }أ ف بل ي ت د ب ر وف ال ق ر آف أ ع م ى ق م وب أ ق ف ال ي ا{. وقد بذؿ عمماء التفسير الجيود الكبيرة لكشؼ معاني اآليات والوقوؼ عمى دقائقيا ولطائفيا وى يدركوف أف باب التفسير ال يغمؽ عمى مدى الدىور والعصور. وليس غريبا أف تتعدد آ ارء المفسريف في بياف معنى اآلية الواحدة نظ ار لما يعتمده المفسر مف ترجيحات تكونت لديو. ولما كاف عم الببلغة ػ وما اشتمؿ مف فنوف ػ مف أى العمو التي يعتمد عمييا المفسروف لموصوؿ إلى المعنى التفسيري األدؽ فمف الطبيعي أف يحمؿ مفسر معنى اآلية عمى فف ببلغي يترجح لديو دوف مفسر آخر. والمؼ والنشر واحد مف ىذه الفنوف الببلغية التي حمؿ عميو المفسروف الكثير مف معاني اآليات القرآنية أو تنازعوا في حمميا عميو فكاف لذلؾ أثر واضح عمى معنى اآلية الواحدة أو اآليات. فكاف مف الضروري أف أفرد أوال لمؼ والنشر مبحثا مستقبل أتناوؿ فيو التعريؼ بو عند الببلغييف وبياف حدوده وأقسامو وىو بمثابة المدخؿ لمد ارسة التفسيرية التي ىي أصؿ ىذا البحث وأساسو. ث تناولت اآليات التي حمؿ معناىا عمماء التفسير عمى المؼ والنشر أو تنازعوا في حمؿ معناىا عميو وابتدأت بذكر اآلية الكريمة ث أوضحت معناىا ض رج يؽ ذ ا ح: 46. 64
84 العا وبينت موطف المؼ والنشر فييا وبذلت جيدي في تحديد ال ارجح مف اآل ارء في بعض المواطف المتنازع فييا. جعمت ىذا البحث مشتمبل عمى مبحثيف: المبحث األوؿ : خصصتو لمتعريؼ بالمؼ والنشر عند الببلغييف وفيو مطمباف: المطمب األوؿ : بينت فيو المعنى المغوي واالصطبلحي لمؼ والنشر وم ارحؿ تسميتو وببلغتو. المطمب الثاني : بينت فيو أقسا المؼ والنشر معز از لكؿ قس بمثاؿ أو أكثر لغرض اإليضاح. المبحث الثاني : خصصتو لد ارسة اآليات القرآنية التي وج و المفسروف معناىا عمى المؼ والنشر وجعمتو عمى ثبلثة مطالب : المطمب األوؿ : اآليات التي ل يختمؼ المفسروف في توجيو معناىا عمى المؼ والنشر. المطمب الثاني: اآليات التي اختمؼ المفسروف في توجيو معناىا عمى المؼ والنشر. المطمب الثالث : اآليات التي يترجح عد توجيو معناىا عمى المؼ والنشر. وختمت ىذا البحث بخاتمة متضمنة ألى النتائج. وأسأؿ اهلل تبارؾ وتعالى أف يجعؿ ىذا العمؿ خالصا لوجيو الكري وأف ينفع بو والحمد هلل رب العالميف والصبلة والسبل عمى سيدنا محمد خات األنبياء والمرسميف. 64
05 املبحث األول : التعريف باللف والنشر عند البالغيني: مما ال يخفى عمى متخصص في عم الببلغة أف المؼ والنشر ىو مف مباحث عم البديع الذي ىو قس مف أقسا عمو الببلغة الثبلثة : )المعاني والبياف والبديع(. ومف الضروري أف أجعؿ ىذا المبحث عمى مطمبيف: المطمب األوؿ : معنى المؼ والنشر لغة واصطبلحا وم ارحؿ تسميتو عند الببلغييف: المؼ والنشر : مركب عطفي مكوف مف )المؼ( و)النشر(. المؼ : قاؿ ابف فارس : "البل والفاء أصؿ صحيح يدؿ عمى تمو ي شيء عمى شيء يقاؿ : لففت الشيء بالشيء لفا". النشر : مصدر نشرت الثوب أنشره نش ار ونش رتو وتنش ر الشيء : انبسط وىو خبلؼ الطي. وفي االصطبلح : عرفو الببلغيوف بتعريفات متقاربة في المفظ والمعنى فقد عرفو القزويني بقولو : "ىو ذكر متعدد عمى جية اإلجماؿ ث ذكر ما لكؿ واحد مف غير تعييف ثقة بأف السامع يرده إليو". وعرفو صاحب الط ارز بقولو : "ىو عبارة عف ذكر شيئيف عمى جية االجتماع مطمقيف عف التقييد ث يؤتى بما يميؽ بكؿ ) (" لوضوح الحاؿ يرد إلى كؿ واحد منيما ما يميؽ بو. واحد منيما اتكاال عمى أف السامع وعرفو الجرجاني بقولو : "ىو أف تمؼ شيئيف ث تأتي بتفسيرىما جممة ثقة بأف يما ص انهغح : أت انؽط أؼ ذ ت فارش ت زكر ا انرازي)خ 547 ( ػغ ؼ اش : إترا ى ش ص انذ دار انكرة انؼه ح ت ر خ ض ح 4554 و ؽ 4 : يادج )نفف(. ظر : ان خظض : أت انؽط ػه ت إض اػ م األ ذنط )خ 674 ( دار انكرة انؼه ح ت ر خ :.41/6 اإل ؼاغ ف ػه و انثالغح : ظالل انذ يؽ ذ ت ػثذ انرؼ ت ػ ر ان ؼر ف تانخط ة انمس )خ 954 ( ػغ ؼ اش : إترا ى ش ص انذ دار انكرة انؼه ح ت ر خ ض ح 4555 ؽ 1.484 : )6) انطراز ان رؼ ألضرار انثالغح ػه و ؼمائك اإلػعاز ؽ ى ت ؼ سج ت ػه انؼه ي ان ػثؾ : يؽ ذ ػثذ انطالو شا دار انكرة انؼه ح ت ر خ ض ح 1447 و ؽ 1 : 549. 75
السامع يرد إلى كؿ واحد منيا ما لو". 05 وعرفو صاحب معاىد التنصيص : "ىو ذكر متعدد عمى التفصيؿ أو اإلجماؿ ث ذكر ما لكؿ واحد مف آحاد المتعدد مف غير تعييف ثقة بأف السامع يرد ما لكؿ مف آحاد المتعدد إلى ما ىو لو". فقولو : "مف غير تعييف" قيد ي خرج )التقسي( إذ التقسي كما عرفو السبكي وغيره ىو : " ىو ذكر متعدد ث إضافة ما لكؿ إليو عمى التعييف" تسميتو: يتضح لكؿ مطمع عمى ما كتبو المتقدموف في عم الببلغة أني ل يطمقوا عمى ىذا النوع تسمية )المؼ والنشر( بؿ أطمقوا عميو تسميات مختمفة. وكاف المبرد مف األوائؿ الذيف التفتوا إلى ىذا النوع ولكنو ل يطمؽ عميو تسمية خاصة بؿ قاؿ : "والعرب تمؼ الخبريف المختمفيف ث ترمي بتفسيرىما جممة ثقة بأف السامع يرد إلى كؿ خبره. وقاؿ اهلل عز وجؿ: }و م ف ر ح م ت و ج ع ؿ ل ك الم ي ؿ ) ( و الن ي ار ل ت س ك ن وا ف يو و ل ت ب ت غ وا م ف ف ض م و {". وأطمؽ عميو ابف جني اس )المجمؿ الذي يفصمو العم بو( وقاؿ : "مف المجمؿ الذي يفصمو العم بو قوؿ اهلل تعالى: }و م ف ر ح م ت و ج ع ؿ ل ك الم ي ؿ و الن ي ار ل ت س ك ن وا ف يو و ل ت ب ت غ وا م ف ف ض م و { وانما تقديره واهلل أعم: ومف رحمتو جعؿ لك الميؿ لتسكنوا فيو والنيار لتبتغوا مف فضمو فترؾ التفصيؿ االبتغاء مف وقت السكوف. ومثمو قوؿ امرئ القيس: كأف قموب الطير رطبا ويابسا لدى و كرىا العناب والح شؼ البالي لعم المخاطبيف بوقت ) ( انرؼر فاخ : أت انؽط ػه ت يؽ ذ ت ػه انؽط انعرظا )خ 418 ( ػغ ؼ اش : يؽ ذ تاضم ػ انط د دار انكرة انؼه ح ت ر خ ض ح 4555 و ؽ 4 145. : يؼا ذ انر ظ ض ػهى ش ا ذ انرهخ ض: ػثذ انرؼ ى ت أؼ ذ انؼثاض ذؽم ك : يؽ ذ يؽ انذ ػثذ انؽ ذ ػانى انكرة ت ر خ ض ح 1469 و : 459/4. ػر ش األفراغ ف شرغ ذهخ ض ان فراغ : ت اء انذ انطثك )خ 995 ( ذؽم ك : د.ػثذ انؽ ذ ذا ي ان كرثح انؼظر ح ت ر خ ض ح 4555 و ؽ 1 474/4. : )6) انكايم ف انهغح األدب : أت انؼثاش يؽ ذ ت س ذ ان ثرد)خ 447 ( أػذ : ػه يؽ ذ ز ػ اد ؼ ذر انط ار يؤضطح انرضانح اشر ض ح 4558 و ؽ 1 155. : ) 7 ) د ا ايرئ انم ص : شرغ : ػثذ انرؼ ان ظطا ي دار ان ؼرفح ت ر خ ض ح 4556 و ؽ 4 : 165. 71
05 وانما تقديره: كأف قموب الطير رطبا: العناب ويابسا: الحشؼ إال أنو جمع بيف الرطب واليابس ألف المعنى مفيو وىذا في لو وجدتو". القرآف والشعر كثير إذا تفطنت وتعر ض لو ابف فارس وجعمو تحت باب سم اه )جمع شيئيف في االبتداء بيما وجمع خبرييما ث يرد إلى كؿ مبتدأ خبره(. و واستشيد أبو ىبلؿ العسكري بقولو تعالى : { و م ف ر ح م ت و ج ع ؿ ل ك ال مي ؿ الن يار ل ت س ك ن وا ف يو و ل ت ب ت غ وا م ف ف ض م و } عمى صحة التفسير وعم ؽ عمييا بقولو : " فجعؿ السكوف لميؿ وابتغاء الفضؿ لمنيار فيو في غاية الحسف ونياية التما". ) ( وتبعو ابف رشيؽ وجعمو تحت باب التفسير. وقد ذكره ابف سناف خبلؿ حديثو عف المناسبة بيف األلفاظ مف طريؽ الصيغة وسماه )حمؿ المفظ عمى المفظ في الترتيب( وقاؿ : " ومف التناسب : حمؿ المفظ عمى المفظ في الترتيب ليكوف ما يرجع إلى المقد مقدما والى المؤخر مؤخ ار " واستشيد لذلؾ بقوؿ الشريؼ الرضى : قمبي وطر في م ن ؾ : ى ذ ا ف ى ح م ى ) ( ق ي ظ و ى ذ ا ف ى ر ي اض ر ب ي ع )6) )7) ان ظف شرغ كراب انرظر ف : أت انفرػ ػص ا ت ظ )خ 544 ( ذؽم ك : يؽ ذ ػثذ انمادر أؼ ذ ػطا دار انكرة انؼه ح ت ر خ ض ح 1444 و ؽ 4 599. : انظاؼث : أت انؽط أؼ ذ ت فارش ت زكر ا)خ 547 ( ػثؾ ذؼه ك : أؼ ذ ؼط تطػ دار انكرة انؼه ح ت ر خ ض ح 4559 و ؽ 4 : 149. كراب انظ اػر : أت الل ػثذ هللا ت ض م انؼطكري)خ 547 ( ػثؾ ذؼه ك : د. يف ذ ل ؽح دار انكرة انؼه ح ت ر خ ض ح 4554 و ؽ 1 : 491. انؼ ذج ف يؽاض انشؼر آدات مذ : أت ػه انؽط ت رش ك انم ر ا )خ 678 ( ذؽم ك : يؽ ذ يؽ انذ ػثذ انؽ ذ دار انع م ت ر خ : 57/4. د ا انشر ف انرػ : ان طثؼح األدت ح ت ر خ ض ح 1559 : 648/1. 74
05 فإنو لما قد )قمبى( وجب أف يقد وصفو بأنو )في حمى قيظ( فمو كاف قاؿ : طرفى وقمبى منؾ ل يحسف فى الترتيب أف يؤخر قولو : )فى رياض ربيع( والطرؼ مقد. ول أقؼ عمى نص ت ذكر فيو ىذه التسمية سبؽ ما ذكره الزمخشري في تفسيره إال أنو أطمؽ عميو تسمية )المؼ( فقط كما في قولو : )ىذا مف باب المؼ وترتيبو( وقولو : )وقد سمكت بيذه اآلية طريقة المؼ في تكرير التوبيخ باتخاذ الشركاء...( االصطبلح. حجة. ث تابعو الذيف مف بعده وسموه )المؼ والنشر( وشاع عميو ) ( وانفرد ابف حجة الحموي بتسميتو : )الطي والنشر( ولعؿ حسف الطباؽ لو والظاىر أف وجو تسمية ىذا النوع مف البديع بالمؼ والنشر يعود إلى أف المتعدد المذكور عمى وجو التفصيؿ أو اإلجماؿ قد انطوى فيو حكمو ألنو اشتمؿ عميو مف غير تصريح بو ولذا سمي لفا أو طي ا فمما صر ح بعد ذلؾ بالحك ) ( المطوى كاف كأنو نشر واب ارز لو ولذا سمي نش ار. ببلغة المؼ والنشر: تكمف ببلغة المؼ والنشر في أف ذكر المؼ مطويا في حكمو أو ما يتعمؽ بو يييئ النفوس ويعدىا لتمقي ما يذكر بعد مف النشر العائد إلى المؼ فإذا ما ذكر ضر انفظاؼح :ػثذ هللا ت يؽ ذ ت ضؼ ذ ت ض ا انخفاظ )خ 688 ( ػغ ؼ اش : إترا ى ش ص انذ كراب اشر ت ر خ ض ح 4515 و ؽ 1 : 149. ) 4 ) انكشاف ػ ؼمائك غ ايغ انر س م ػ األلا م ف ظ انرأ م : أت انماضى ظار هللا يؽ د ت ػ ر ت يؽ ذ انسيخشري)خ 754 ( ػثؾ ذظؽ ػ : يؽ ذ ػثذ انطالو شا دار انكرة انؼه ح ت ر خ ض ح 4558 و ؽ 6 : 674/5. ) 5 ) ان ظذر فط :.616/5 ) 6 ) خسا ح األدب غا ح األرب : أت تكر ػه ت ػثذ هللا ان ؼر ف تات ؼعح انؽ ي)خ 459 ( ذؽم ك : د. ك كة د اب دار طادر ت ر خ ض ح 4551 و ؽ 4 : 79/4. )7) ظر : ػهى انثذ غ دراضح ذار خ ح ف ح ألط ل انثالغح يطائم انثذ غ : د.تط ػثذ انفراغ ف د يؤضطح يؤضطح ان خرار انما رج ض ح 4556 و ؽ 4 197 : ػهى انثذ غ : د.ػثذ انؼس س ػر ك دار ا فاق انؼرت ح انما رج ض ح 4556 و ؽ 6.154 : 75
08 النشر بعدئذ وقع في النفوس موقعو وتمت الفائدة أحسف تما وتحقؽ الغرض أبمغ تحقيؽ ألف النشر جاء والنفوس إليو متطمعة ولو مرتقبة. املطلب الثاني : أقسام اللف والنشر: المؼ والنشر ػ كما يفي مف التعريفات ػ قسماف مشيو ارف وىذا ما اتفؽ عميو أكثر عمماء الببلغة ومف نقؿ عني مف السمؼ والخمؼ وىما: القس األوؿ : ذكر المتعدد عمى التفصيؿ وىو عمى ثبلثة أضرب : الضرب األوؿ : أف يكوف النشر عمى ترتيب المؼ بأف يكوف األوؿ مف المتعدد في المؼ األوؿ مف المتعدد في النشر والثاني لمثاني وىكذا. قاؿ السبكي : "ويسمى المؼ والنشر عمى السنف". وقاؿ الحموي : "وىذا ىو األكثر في المؼ والنشر واألشير" ومف شواىد ىذا الضرب بيف اثنيف قوؿ الشاعر: وك مف قارئ منيا وقاري أضر ا بالجفوف وبالجفاف. فقولو )بالجفوف( ارجع إلى )القارئ( لما يحصؿ مف الخشوع وليف القمب بق ارءتو وقولو )بالج فاف( ارجع إلى )القاري( مف القرى فمف يما أوال ث نشرىما بعد ذلؾ عمى ) ( الترتيب. ومنو قوؿ امرئ القيس: كأف قموب الطير رطبا ويابسا لدى وك ر ىا الع ن اب والح ش ؼ البالي أ ارد : كأف قموب الطير رطبا العن اب ويابسا الحشؼ. ومف شواىده بيف ثبلثة وثبلثة قولو : فعؿ المدا ولون يا ومذاق يا مف مقمتو ووجنتيو وريقو. ) ( ظر : ػهى انثذ غ : 199. ػر ش األفراغ : 468/4. خسا ح األدب: 74/4. انطراز :.544 ذمذو ذخر ع. )6) )7) 76
00 ومف شواىده بيف أربعة وأربعة قولو: ثغر وخد ونيد واصف ارر يد ومف شواىده بيف عشرة وعشرة قولو: كالطمع والورد والرماف والبم ح ش ع ر جبيف م حي ا م ع ط ؼ كف ؿ ص د غ ف وج نات ناظر ث غ ر ون قى آس أقاح شقيػػػؽ نرجس د ر ليؿ صباح ىبلؿ بانة قاؿ الحموي : "وأما أصحاب البديعيات فإني ما نظموا إال المفص ؿ المرت ب ألنو المقد عند عمماء البديع في ىذا الباب ول يأتوا بو إال في بيت واحد بحيث يكوف مثاال شاىدا عمى ىذا النوع وماشيا عمى سنف األبيات المفردة المشتممة عمى أنواع البديع وبيت صفي الديف غاية في ىذا الباب لما اشتمؿ عميو مف السيولة والرقة وعد الحشو وىو قولو : ف ي ي بي" و ج د ي ح ن ي ن ي أ ن ي ن ي ف ك ر ت ي و ل ي ي م ن ي إلي ي ع م ي ي وقاؿ الدكتور عبد العزيز عتيؽ : "وحسف ىذا النوع مف البديع يتمثؿ في أف يكوف المؼ والنشر في بيت واحد خاليا مف الحشو والتعقيد جامعا بيف سيولة المفظ والمعاني المخترعة لكف المبالغة واإلس ارؼ في كثرة المتعدد منو تخرج بو عف دائرة البديع وتجرده مف نعوت بدؿ اإلعجاب بو". الحسف وترده إلى نوع مف العبث يدعو إلى العجب منو الضرب الثاني : ىو ما يجيء عمى غير ترتيب المؼ فيكوف معكوس الترتيب فيسمى بالمؼ والنشر المعكوس كقوؿ ابف حي وس: كيؼ أسمو وأنت ح ق ؼ وغ ص ف وغ ازؿ لح ظا وقد أ ور د فا فالمحظ لمغ ازؿ والقد لمغصف والردؼ لمحقؼ. خسا ح األدب : 89/4. خسا ح األدب : 84/4 ظر أ ؼا : أ ار انرت غ ف أ اع انثذ غ : ػه طذر انذ ت يؼظ و ان ذ )خ 1145 ( ذؽم ك : شاكر ادي شكر يطثؼح ان ؼ ا ان عف ض ح 1484 و ؽ 1 585/1 : انث د ي انثط ؾ نى أظذ ف د ا طف انذ انؽه. ػهى انثذ غ : 198. 77
05 الضرب الثالث: أف يكوف ال عمى ترتيبو ال اط اردا وال عكسا فيسمى بالمؼ والنشر المشوش كقولو: ولحظ و ومحي اه وقامت و بدر الدجا وقضيب الباف وال ارح. والجدير بالذكر أف ىذا الضرب ػ المشوش ػ ل يذكره المتقدموف بؿ ىو مف تقسيمات المتأخريف واستشكؿ أىؿ المغة ىذه التسمية وعد وىا خطأ إذ اليوش وىو اختبلط الصواب أف يقاؿ فيو : الميو ش مف ىو شت و ألنو مف الشيء. القس الثاني : ما يكوف ذكر المتعدد فيو عمى اإلجماؿ وىو ال يقتضي ترتيبا أو عد ترتيب كقولو : لوال ثبلث ل أخؼ صرعتي أف أنصر التوحيد والعدؿ في وأف أناجػػي اهلل مسػػػػتمتعا وأف أتيو الدىر ك ب ػػػػ ار عمى لذاؾ ال أىػػػػػػػػػػوى فتاة وال ليست كمػػػػػا قاؿ فتى العبد كػػػػؿ مكػاف باذال جػ ػػػيدي بخموة أحمػػػػػػػى مف الش يد كؿ لئيػػػػػػ أصػػػػػغر الخ د خمػػػػػ ار وال ذا ميعة نيد ) ( وكقولو : يداؾ يدا صدؽ فكؼ مفيدة جاء المؼ المجمؿ في عبارة )يداؾ وكؼ إذا ض ف بالمػػػػػػػػػػاؿ ت ن ف ؽ يدا صدؽ( وجاء النشر المفص ؿ في عبارة )6) ؼاش ح انذض ل ػهى يخرظر ضؼذ انذ انرفرازا : يؽ ذ ت أؼ ذ ت ػرفح انذض ل )خ 1455 ( ذؽم ك: د. خه م إترا ى خه م دار انكرة انؼه ح ت ر خ ض ح 4554 و ؽ 1 164/6 : انثالغح ف ا أف ا ا : أ.د. فاػم ؼط ػثاش دار ان فائص ػ ا ض ح 4554 و ؽ 14 : 567. ) 4 ) ظر : شرغ ػم د انع ا ف ػهى ان ؼا انث ا : ظالل انذ انط ؽ )خ 411 ( دار انفكر انما رج ض ح 1454 و :.114 ) 5 ) ظر : درج انغ اص ف أ او انخ اص : انماضى ت ػه انؽر ري)خ 718 ( ذؽم ك: يؽ ذ أ انفؼم إترا ى ان كرثح انؼظر ح ت ر خ ض ح 4555 و ؽ 1 58 / ان ا ح ف غر ة انؽذ س األشر : أت انطؼاداخ ان ثارن ت يؽ ذ ات األش ر انعسري)خ 858 ( ذخر ط ذؼه ك : أت ػثذ انرؼ طالغ ت يؽ ذ ت ػ ؼح دار انكرة انؼه ح ت ر خ ض ح 4554 و ؽ 4 : 465/7. يؼا ذ انر ظ ض : 589/1. 78
05 )فكؼ مفيدة وكؼ إذا ما ضف بالماؿ تنفؽ(. ويفي مف كبل السيوطي رحمو اهلل ػ : "قد يكوف اإلجماؿ في النشر ال في المؼ بأف يؤتى بمتعدد ث بمفظ يشتمؿ عمى متعدد يصمح ليما كقولو تعالى: }ح ت ى ي ت ب ي ف ل ك ال خ ي ط األ ب ي ض م ف ال خ ي ط األ س و د م ف ال ف ج ر } عمى قوؿ أبي عبيدة : أف الخيط األسود أريد بو الفجر الكاذب ال الميؿ" ػ أف ذكر المتعدد إجماال عمى قسميف األوؿ : أف يكوف فيو اإلجماؿ في المؼ والثاني : أف يكوف فيو اإلجماؿ في النشر. ومف بديع المؼ والنشر وغريبو أف يذكر متعدداف أو أكثر ث يذكر في نشر واحد ما يكوف لكؿ مف أف ارد كؿ المتعدديف كقولنا : )الصدؽ والكذب والتقوى والفجور والعفة والفسؽ بيا ي حب المرء وبيا ي مقت(. فالصدؽ والكذب لؼ أوؿ والتقوى والفجور لؼ ثاف والعفة والفسؽ لؼ ثالث وقولنا : )بيا ي حب المرء وبيا يمقت( نشر ذكر ما لكؿ مف المفائؼ ألف قولنا : )بيا ي حب المرء( نشر ارجع لمصدؽ مف المؼ األوؿ ولمتقوى مف المؼ الثاني ولمعفة مف المؼ الثالث وقولنا : )وبيا يمقت( نشر ارجع لمكذب في المؼ األوؿ ولمفجور في المؼ الثاني ولمفسؽ في المؼ الثالث وكقولنا : )الغنى والفقر والعم والجيؿ بيا تحيا الشعوب وبيا تموت( فجممة )بيا تحيا الشعوب( نشر ارجع لمغنى مف المؼ األوؿ ولمعم مف المؼ الثاني وجممة )وبيا تموت( نشر ارجع لمفقر في المؼ األوؿ ولمجيؿ في المؼ الثاني ) (. وأضاؼ السبكي قسما ثالثا لمؼ والنشر وحد ه بأف يقع فيو بعض النشر قبؿ تكميؿ المؼ واستشيد بقولو تعالى : و م ف آي ات و م ن ام ك ب الم ي ؿ و الن ي ار و اب ت غ اؤ ك )6) انثالغح انؼرت ح أضط ا ػه ي ا ف ا : ػثذ انرؼ ؼط ظث كح ان ذا دار انمهى ديشك ض ح 4559 و ؽ 4.654/4 : ض رج انثمرج ي ا ح : 149. اإلذما ف ػه و انمرآ : ظالل انذ انط ؽ )خ 411 ( دار انفكر ت ر خ ض ح 1494 و : 45/4. ظر : ػهى انثذ غ نؼثذ انؼس س ػر ك : 154 تؽ ز ي ع ح ف ػه و انثالغح انؼرت ح : ات ػثذ هللا أؼ ذ شؼ ة دار ات ؼسو ت ر خ ض ح 4554 و ؽ 1 : 594. 79
04 ل ق و ي س م ع وف ول يرتض توجيو الزمخشري لآلية م ف ف ض م و إ ف ف ي ذ ل ؾ آليات الكريمة بقولو : "ىذا مف باب المؼ وترتيبو : ومف آياتو منامك وابتغاؤك مف فضمو بالميؿ والنيار إال أنو فصؿ بيف القرينيف األو ليف بالقرينيف اآلخريف ألنيما زماناف والزماف الواقع فيو كشيء واحد مع إعانة المؼ عمى االتحاد ويجوز أف ي ارد منامك في الزمانيف وابتغاؤك فييما والظاىر ىو األوؿ لتكر ره في القرآف". فالسبكي رحمو اهلل تعالى يرى أف ىذا التوجيو لآلية يسبب إشكاال مف جية الصناعة وعميو يكوف )النيار( معموؿ )ابتغاؤك( وقد تقد عميو وىو مصدر وذلؾ ال يجوز ويمز عمى ىذا عطؼ عمى معمولي عامميف وأيف سيكوف موقع الواو في وابتغاؤك. ث قاؿ : "وىذا يعكر عمى حد المؼ والنشر فإنو يشعر أنو ال بد مف تقد المؼ بجممتو ث يأتي النشر بعده وىذا الموضع وقع فيو بعض النشر قبؿ تكميؿ المؼ" فعد ه قسما ثالثا يضاؼ لقسميو المشيوريف. ويرى القزويني أف في اآلية نكتة اقتضاىا ىذا العدوؿ عف سنف المؼ والنشر الظاىري وىي االىتما بشأف الظرؼ )بالميؿ والنيار( ولو جيء بو عمى المؼ ) ( الظاىري ألفاد أف )اآلية( : المنا واالبتغاء. ض رج انر و ا ح : 45. انكشاف: 674/5. ػر ش األفراغ : 475/4 ظر يغ انهث ة ػ كرة األػار ة : ظ ال انذ ات شاو األ ظاري)خ 981 ( ذؽم ك : د. ياز ان ثارن يؽ ذ ػه ؼ ذ هللا دار انفكر ديشك ض ح 1447 و ؽ 8.956/1 : ظر : ؼاش ح انمس ػهى انكشاف رضانح دكر را ف كه ح اإلياو األػظى : ػادل يؽ د يؽ ذ ض ح 4554 و :.519 )6) 74
04 املبحث الثاني : اآليات القرآنية التي وج ه املفسرون معناها على اللف والنشر: مف خبلؿ د ارستي ليذا الموضوع واطبلعي عمى ما كتبو المفسروف أو بعضي الذيف تعرضوا ليذا النوع البديعي تصريحا أو ضمنا أريت مف األنسب أف أجعؿ ىذا المبحث عمى مطمبيف : المطمب األوؿ : اآليات التي ل يختمؼ المفسروف في توجيو معناىا عمى المؼ والنشر: ذكرت في ىذا المطمب اآليات القرآنية التي وجو معناىا بعض المفسريف عمى المؼ والنشر واستقا معيا معنى اآلية ول يحصؿ فييا خبلؼ وجعمت ىذا المطمب عمى ثبلثة أنواع: النوع أوال: ما كاف عمى المؼ والنشر المرتب : فبعد أف عدد اهلل تعالى ن ع م و عمى بني إس ارئيؿ في سور كثيرة ومف بيف تمؾ السور سورة البقرة إذ جاء فييا قولو تعالى :. و ا ذ ق م ت ي ا م وس ى ل ف ن ص ب ر ع م ى ط ع ا و اح د ف اد ع ل ن ا ر ب ؾ ي خ ر ج ل ن ا م م ا ت نب ت األ ر ض م ف ب ق م ي ا و ق ث آئ ي ا و ف وم ي ا و ع د س ي ا و ب ص م ي ا ق اؿ أ ت س ت ب د ل وف ال ذ ي ى و أ د ن ى ا ب ال ذ ي ى و خ ي ر اى ب ط وا م ص ار ف إ ف ل ك م ا س أ ل ت و ض ر ب ت ع م ي ي الذ ل ة و ال م س ك ن ة و ب آ ؤ و ب غ ض ب م ف الم و ذ ل ؾ ب أ ن ي ك ان وا ي ك ف ر وف ب آي ات الم و و ي ق ت م وف الن ب ي يف ب غ ي ر ال ح ؽ ذ ل ؾ ب م ا ع ص وا و ك ان وا ي ع ت د وف فاآلية الكريمة تتحدث عف بني إس ارئيؿ وما رزقوه في مدة التيو مف المف والسموى وأني قالوا لموسى عميو السبل : ل ف ن ص ب ر ع م ى ط ع ا و اح د وانما عب روا عف الطما بأنو واحد مع أف المف والسموى طعاماف مختمفاف ألني أ اردوا بالواحد ما ال يتبدؿ ث قالوا لموسى : ف اد ع ل ن ا ر ب ؾ سمو وقؿ لو : ي خ ر ج ل ن ا يظير لنا ويوجد م م ا ت نب ت األ ر ض م ف ب ق م ي ا ىو ما أنبتتو األرض مف ) 1 ) ض رج انثمرج ا ح :.81 74
55 الخضر والم ارد بو أطايب البقوؿ كالنعناع والكرفس والك ارث ونحوىما مما يأكؿ الناس و ع د س ي ا و ب ص م ي ا يعنى الخيار و ق ث آئ ي ا و ف وم ي ا ىو الحنطة أو الثو قاؿ : أ ت س ت ب د ل وف ال ذ ي ى و أ د ن ى أقرب منزلة وأدوف مقدا ار ب ال ذ ي ى و خ ي ر ارفع وأجؿ اى ب ط وا م ص ار مف األمصار أي : انحدروا إليو مف التيو ف إ ف ل ك فييا م ا س أ ل ت أي : فإف الذي سألت يكوف في األمصار ال في التيو و ض ر ب ت ع م ي ي الذ ل ة و ال م س ك ن ة أي : اليواف والفقر يعنى جعمت الذلة محيطة بي مشتممة عميي إما عمى الحقيقة و إما لتصاغرى وتفاقرى خيفة أف ا ب غ ض ب م ف الم و أي : صاروا أحقاء تضاعؼ عميي الجزية عميي و ب آؤ و بغضبو ذ ل ؾ إشارة إلى ما تقد مف ضرب الذلة والمسكنة والخبلقة بالغضب ب أ ن ي ك ان وا ي ك ف ر وف ب آي ات الم و و ي ق ت م وف الن ب ي ي ف ب غ ي ر ال ح ؽ األنبياء عندى أي : يقتموني مبطميف ع ص وا و ك ان وا ي ع ت د وف بسبب ارتكابي أنواع المعاصي كؿ شيء مع كفرى بآيات اهلل وقتمي األنبياء. ال ح ؽ فقولو تعالى : أي : ذلؾ بسبب كفرى وقتمي ذ ل ؾ تك ارر لئلشارة فيو لؼ لمكفر والقتؿ وقولو : ب م ا واعتدائي حدود اهلل في ذ ل ؾ ب أ ن ي ك ان وا ي ك ف ر وف ب آي ات الم و و ي ق ت م وف الن ب ي يف ب غ ي ر يعود إلى ب م ا ع ص وا الكفر و و ك ان وا ي ع ت د وف يعود إلى القتؿ وىو لؼ ونشر مرتب. وبسط أبو حياف القوؿ مشي ار إلى ىذا المعنى بقولو : "ويظير أف قولو : ذ ل ؾ ب أ ن ي ك ان وا ي ك ف ر وف ب آي ات الم و و ي ق ت م وف تعميؿ لضرب الذلة والمسكنة والمباءة بالغضب وأف اإلشارة بقولو : ذ ل ؾ ب م ا ع ص وا إشارة إلى الكفر والقتؿ و ب م ا تعميؿ ليما فيعود العصياف إلى الكفر ويعود االعتداء إلى القتؿ فيكوف قد ذكر شيئيف وقابميما بشيئيف كما ذكر أوال شيئيف وىما : الضرب والمباءة ظر : يذارن انر س م ؼمائك انرأ م : أت انثركاخ ػثذ هللا ت أؼ ذ ت يؽ د ان طف )خ 951 ( دار انفكر :.71/1 85
55 وقابميما بشيئيف وىما محاسف الكبل وجودة تركيبو". : الكفر والقتؿ فجاء ىذا لفا ونش ار في الموضعيف وذلؾ مف ونتأمؿ في سورة األنعا قولو تعالى : ق ؿ إ ن ي أ خ اؼ إ ف ع ص ي ت ر ب ي ع ذ اب ي و ع ظ ي م ف ي ص ر ؼ ع ن و ي و م ئ ذ ف ق د ز ال م ب ي ف و ا ف ي م س س ؾ الم و ب ض ر ف بل ك اش ؼ ل و إ ال ى و و ا ف ر ح م و و ذ ل ؾ ال ف و ي م س س ؾ ب خ ي ر ف ي و ع م ى ك ؿ ش ي ء ق د ير فاهلل تبارؾ وتعالى يخاطب رسولو صمى اهلل عميو وسم وأف ارد األمة ويرسخ في أعماقي أساس العقيدة الصحيحة بقولو تعالى : : ببمية كمرض وفقر ونحو ذلؾ و ا ف ي م س س ؾ الم و ب ض ر أي ف بل ك اش ؼ ل و ( أي : فبل قادر عمى كشفو عنؾ ى و سبحانو وحده و ا ف ي م س س ؾ ب خ ي ر مف صحة ونعمة ونحو ذلؾ إ ال ف ي و ع م ى ك ؿ ش ي ء ق د ير ومف جممتو ذلؾ فيقدر عميو فيمسؾ بو ويحفظو عميؾ مف غير أف يقدر عمى دفعو أو عمى رفعو أحد. فقولو تعالى : و ا ف ي م س س ؾ الم و ب ض ر يعود إلى قولو : إ ن ي أ خ اؼ إ ف ع ص ي ت ر ب ي وقولو : و ا ف ي م س س ؾ ب خ ي ر يعود إلى م ف ي ص ر ؼ ع ن و ي و م ئ ذ ف ق د ر ح م و وىو مف المؼ والنشر المرتب. وتردد الشياب الخفاجي في الجز بحمميا عمى المؼ والنشر وقاؿ : "وىو ) ( كالمؼ والنشر" وتابعو اآللوسي رحمو اهلل غير أنو جز بأنيا مف المؼ والنشر وقاؿ : "واآلية مف قبيؿ المؼ والنشر إ ن ي أ خ اؼ فإف مس الضر ناظر إلى قولو تعالى : الخ ومس الخير ناظر إلى قولو سبحانو : م ف ي ص ر ؼ ع ن و ) (. " )6) )7) انثؽر ان ؽ ؾ : يؽ ذ ت ضف انش ر تات ؼ ا األ ذنط )خ 967 ( ذؽم ك: ػادل أؼ ذ ػثذ ان ظ د ػه يؽ ذ يؼ ع دار انكرة انؼه ح ت ر خ ض ح 4559 و ؽ 4 655/1. : ض رج األ ؼاو ا ح : 17.19 18 ظر : إرشاد انؼمم انطه ى إنى يسا ا انمرآ انكر ى : أت انطؼ د يؽ ذ ت يؽ ذ انؼ ادي)خ 471 ( دار إؼ اء انرراز انؼرت ت ر خ : 118/5. ػ ا ح انماػ كفا ح انراػ ش اب انذ أؼ ذ ت يؽ ذ ت ػ ر انخفاظ )خ 1584 ( ػثؾ : ػثذ انرزاق ان ذي دار انكرة انؼه ح ت ر خ ض ح 1449 و ؽ 1 74/6. : ر غ ان ؼا ف ذفط ر انمرآ انؼظ ى انطثغ ان صا : أت انفؼم ش اب انذ انط ذ يؽ د ا ن ض )خ 1495 ( ػثؾ : ػه ػثذ انثاري ػط ح دار انكرة انؼه ح ت ر خ ض ح 4557 و ؽ 4.154/6 : 81
55 وسياؽ اآليتيف يمفت النظر إلى نكتة تنب و ليا اإلما ال ارزي وأوضحيا بقولو : "إنو تعالى ذكر إمساس الضر وامساس الخير إال أنو مي ز األوؿ عف الثاني بوجييف األوؿ : إنو تعالى قد ذكر إمساس الضر عمى ذكر إمساس الخير وذلؾ تنبيو عمى أف جميع المضار ال بد وأف يحصؿ عقيبيا الخير والسبلمة ى و وذكر في إمساس والثاني : أنو قاؿ في إمساس الضر: ف بل ك اش ؼ ل و إ ال ف ي و ع م ى ك ؿ ش ي ء ق د ي ر فذكر في الخير كونو قاد ار عمى جميع الخير : األشياء وذلؾ يدؿ عمى أف إ اردة اهلل تعالى إليصاؿ الخي ارت غالبة عمى إ اردتو إليصاؿ المضار". وفي سورة ىود ذكر اهلل صفات الذيف يصدوف عف سبيؿ اهلل وصفات المؤمنيف وبي ف حاؿ كؿ فريؽ وما يستحؽ مف ج ازء في اليو اآلخر بقولو تعالى : ي ص د وف ع ف س ب يؿ الم و و ي ب غ ون ي ا ع و جا و ى ب اآلخ ر ة ى ك اف ر وف ال ذ يف أ ول ػئ ؾ ل ي ل ي ك ون وا م ع ج ز يف ف ي األ ر ض و م ا ك اف ل ي م ف د وف الم و م ف أ و ل ي اء ي ض اع ؼ أ و ل ػئ ؾ ال ذ يف خ س ر وا ال ع ذ اب م ا ك ان وا ي س ت ط يع وف الس م ع و م ا ك ان وا ي ب ص ر وف أ نف س ي و ض ؿ ع ن ي م ا ك ان وا ي ف ت ر وف ال ج ر أ ن ي ف ي اآلخ ر ة ى األ خ س ر وف إ ف ال ذ يف آم ن وا و ع م م وا الص ال ح ات و أ خ ب ت وا إ ل ى ر ب ي أ و ل ػئ ؾ أ ص ح اب الج ن ة ى ف يي ا خ ال د وف م ث ؿ ال ف ر يق ي ف ك األ ع م ى و األ ص و ال ب ص ير و الس م يع ى ؿ ي س ت و ي اف م ث بل أ ف بل ت ذ ك ر و ف فبعد أف ذكر اهلل صفات الكافريف الذيف يصدوف عف سبيؿ اهلل ويبغونيا عوجا ويكفروف باآلخرة وى في غاية الضعؼ ليسوا بمعجزيف اهلل تعالى وما لي مف أولياء ينصروني ويدفعوف عني العذاب المعد لي عقبي بذكر حاؿ المؤمنيف الذيف عمموا الصالحات انرفط ر انكث ر : فخر انذ انرازي )خ 858 ( دار إؼ اء انرراز انؼرت ت ر خ ض ح 4551 و ؽ 6.647/6: ض رج د ا ح : 14 46. 84
55 واطمأنوا إليو سبحانو وانقطعوا إلى عبادتو بالخشوع والتواضع وأني أصحاب الجنة الخالدوف فييا ث ذكر اهلل تعالى مثؿ الكافريف والمؤمنيف بقولو : م ث ؿ ال ف ر يق ي ف أي : الكفار والمؤمنيف ك األ ع م ى و األ ص ىو مثؿ لمكافريف و ال ب ص ير و الس م ي ع ىو مثؿ لممؤمنيف ى ؿ ي س ت و ي اف أي : ىؿ يستوي الفريقاف مث بل حاال وصفة أ ف بل ت ذ ك ر وف أي : بضرب األمثاؿ وتدبرىا. فقولو تعالى : م ث ؿ ال ف ر يق ي ف والم ارد بيما : الكافروف والمؤمنوف وىو لؼ ث جاء النشر المرتب بقولو تعالى : الكافريف الذيف يصدوف عف سبيؿ اهلل وقولو : المؤمنيف الذيف أخبتوا إلى ربي. ك األ ع م ى و األ ص و ال ب ص ير و الس م يع وىو عائد إلى عائد إلى قاؿ ابف عاشور : "شبو حاؿ فريؽ الكفار في عد االنتفاع بالنظر في دالئؿ وحدانية اهلل الواضحة مف مخموقاتو بحاؿ األعمى وشبيوا في عد االنتفاع بأدلة القرآف بحاؿ مف ىو أص وشبو حاؿ فريؽ المؤمنيف في ضد ذلؾ بحاؿ مف كاف سمي البصر سمي السمع فيو في ىدى ويقيف مف مدركاتو وترتيب الحاليف المشبو بيما في الذكر عمى ترتيب ذكر الفريقيف فيما تقد ينبئ بالمر اد مف كؿ فريؽ عمى طريقة النشر المرتب". وفي سورة محمد جاء قولو تعالى : ف ك ي ؼ إ ذ ا ت و ف ت ي ال م بلئك ة ي ض ر ب وف و ج وى ي و أ د ب ار ى } ) ( أ س خ ط الم و و ك ر ى وا ر ض و ان و ف أ ح ب ط أ ع م ال ي ( ) ( ذ ل ؾ ب أ ن ي ات ب ع وا م ا والمعنى : ك ي ؼ أي يفعموف ويدفعوف ضرر الردة عميي إ ذ ا ت و ف ت ي ال م بلئك ة ي ض ر ب وف و ج وى ي أي : التي ولوىا عف اهلل إلى أعدائو و أ د ب ار ى أي التي ولوىا عف األعداء إلى اهلل ذ ل ؾ أي التوفي اليائؿ بأن ي ات ب عوا م ا أس خ ط ظر : يؽاض انرأ م : يؽ ذ ظ ال انذ انماض )خ 1416 و( ػثؾ : يؽ ذ تاضم ػ انط د دار انكرة انؼه ح ت ر خ ض ح 4555 و ؽ 4 48/8. : انرؽر ر انر ر : يؽ ذ انطا ر ات ػاش ر دار ضؽ ذ ص : 61/14. 85
58 اهلل أي : مف إطاعة أعدائو و ك ر ى وا ر ض و ان و أي : في معاداتي فأدى بي إلى الردة ف أ ح ب ط أ ع م ال ي أي : التي كانت تفيدى النجاة مف ذلؾ الضرب والفضائح الدنيوية. فضرب الوجو وضرب األدبار لؼ واتباع ما أسخط اهلل يقتضي اإلقباؿ وىو عائد إلى ضرب الوجو وك ارىة رضواف اهلل يقتضي اإلع ارض وىو عائد إلى ضرب األدبار وىذا مف بديع المؼ والنشر المرتب. قاؿ ال ارزي : "وفيو لطيفة وىي أف اهلل تعالى ذكر أمريف : ضرب الوجو وضرب األدبار وذكر بعدىما أمريف آخريف : إتباع ما أسخط اهلل وك ارىة رضوانو فكأنو تعالى قابؿ األمريف فقاؿ : يضربوف وجوىي حيث أقبموا عمى سخط اهلل فإف الم تسع لمشيء متوجو إليو ويضربوف أدبارى ألني تولوا عما فيو رضا اهلل فإف الكاره لمشيء يتولى عنو". وفي حاشية الشياب : "ولما كاف اتباع ما أسخط اهلل تعالى مقتضيا لمتوجو ناسب ضرب الوجو وك ارىة رضوانو سبحانو مقتضيا لؤلع ارض ناسب ضرب الدبر ففي الكبل مقابمة بما يشبو المؼ والنشر". وقاؿ تعالى في سورة األح ازب : م ف ال م ؤ م ن يف ر ج اؿ ص د ق وا م ا ع اى د وا الم و ع م ي و ف م ن ي م ف ق ض ى ن ح ب و و م ن ي م ف ي نت ظ ر و م ا ب د ل وا ت ب د يبل ل ي ج ز ي الم و الص اد ق يف ب ص د ق ي و ي ع ذ ب ال م ن اف ق يف إ ف ش اء ) ( أ و ي ت وب ع م ي ي إ ف الم و ك اف غ ف و ار ر ح يما فاهلل تعالى يبيف حاؿ المؤمنيف الذيف عاىدوا اهلل ووفوا بيذا العيد وأتموه وأكمموه فبذلوا ميجي في مرضاتو ونفوسي في طاعتو : م ف ال م ؤ م ن يف ر ج اؿ ص د ق وا م ا ع اى د وا الم و ع م ي و ف م ن ي م ف ق ض ى ن ح ب و أي : إ اردتو ومطموبو وما عميو مف الحؽ فقتؿ في سبيؿ اهلل أو مات مؤديا لحقو ل ينقصو شيئا و م ن ي م ف ظر : يؽاض انرأ م : 699/4. انرفط ر انكث ر : 79/15. ؼاش ح انش اب : 757/4 ر غ ان ؼا : 15.455/ ض رج األؼساب ا ح : 45.46 )6) 86
50 ي نت ظ ر تكميؿ ما عميو فيو شارع في قضاء ما عميو ووفاء نحبو ولم ا يكممو وىو في رجاء تكميمو ساع في ذلؾ و م ا ب د ل وا ت ب د يبل كما بدؿ غيرى بؿ ل ي ازلوا عمى العيد ال يمووف وال يتغيروف. قاؿ اآللوسي : "والظاىر أف البل في ل ي ج ز ي لمتعميؿ والكبل عند كثير تعميؿ لممنطوؽ مف نفي التبديؿ عف الذيف صدقوا ما عاىدوا اهلل عميو والمعرض بو مف إثبات التعريض لمف سواى مف المنافقيف فإف الكبل عمى ما سمعت في قوة و م ا ب د ل وا ت ب د يبل كما بدؿ المنافقوف فقولو : متعمؽ بالمنفي والمثبت عمى المؼ والنشر التقديري". وفي سورة اإلس ارء جاء قولو تعالى : ل ي ج ز ي و ي ع ذ ب }و ال ت ج ع ؿ ي د ؾ م غ م ول ة إ ل ى ع ن ق ؾ و ال ت ب س ط ي ا ك ؿ ال ب س ط ف ت ق ع د م م وما م ح س و ار في ىذه اآلية الكريمة تمثيبلف لمنع الشحيح واس ارؼ المبذر نيى اهلل سبحانو عنيما آم ار باالقتصاد بينيما الذي ىو الكر وبيف سبحانو لرسولو صمى اهلل عميو وسم أف تصير مموما عند اهلل وعند الناس باإلس ارؼ وسوء التدبير ومحسو ار ) ( نادما أو منقطعا بؾ ال شيء عندؾ". فقولو تعالى : م غ م ول ة إ ل ى ع ن ق ؾ و ال ت ب س ط ي ا ك ؿ ال ب س ط مم وما وقولو تعالى : ارجع إلى البخؿ المعبر عنو بػ م ح س و ار وىذا مف المؼ والنشر المرتب. و ال ت ج ع ؿ ي د ؾ ارجع إلى اإلس ارؼ المعبر عنو بػ قاؿ ابف كثير : "وىذا مف باب المؼ والنشر أي : فتقعد إف بخمت مموما يمومؾ الناس ويذمونؾ ويستغنوف عنؾ ومتى بسطت يدؾ فوؽ طاقتؾ ببل شيء ) ( تنفقو". )6) )7) ظر : ذ ط ر انكر ى انرؼ ف ذفط ر كالو ان ا : ػثذ انرؼ ت اطر انطؼذي ذؽم ك : ات ػص يؤضطح انرضانح ت ر خ ض ح 1641 4555 و : 881/1. ر غ ان ؼا : 11.195/ ض رج اإلضراء ا ح : 44. أ ار انر س م أضرار انرأ م : اطر انذ ػثذ هللا ت ػ ر انث ؼا ي)خ 841 ( يطث ع يغ ؼاش ح انش اب انخفاظ :67/8. ذفط ر انمرآ انؼظ ى : أت انفذاء إض اػ م ت كص ر انمرش انذيشم )خ 996 ( ػانى انكرة ت ر خ ض ح 1447 : 59/5 ظر اإلذما ف ػه و انمرآ : 45/4. 87
55 ونتأمؿ قولو تعالى في سورة النج : ذ ل ؾ م ب م غ ي م ف ال ع م إ ف ر ب ؾ ى و أ ع م ب م ف ض ؿ ع ف س ب يم و و ى و أ ع م ب م ف اى ت د ى ) ( و ل م و م ا ف ي الس م و ات و م ا ف ي األ ر ض ل ي ج ز ي ال ذ يف أ س اؤ وا ب م ا ع م م وا و ي ج ز ي ال ذ يف أ ح س ن وا ب ال ح س ن ى ) ( فاهلل تعالى يخبر رسولو صمى اهلل عميو وسم بحاؿ المعرضيف أي : أمر الدنيا بقولو : م ب م غ ي م ف ال ع م ض ؿ ع ف س ب يم و و ى و أ ع م ب م ف اى ت د ى ال يتجاوزه عممي ذ ل ؾ إ ف ر ب ؾ ى و أ ع م ب م ف تعميؿ لؤلمر باإلع ارض أي : إنما يعم اهلل مف يجيب ممف ال يجيب فبل تتعب نفسؾ في دعوتي إذ ما عميؾ إال الببلغ وقد بمغت و ل م و م ا ف ي الس م و ات و م ا ف ي األ ر ض خمقا وممكا ل ي ج ز ي ال ذ يف أ س اؤ وا ب م ا ع م م وا بعقاب ما عمموا مف السوء و ي ج ز ي ال ذ يف أ ح س ن وا ب ال ح س ن ى( بالمثوبة الحسنى وىي الجنة. فقولو تعالى : ر ب ؾ ى و أ ع م ب م ف ض ؿ ع ف س ب يم و ب ال ح س ن ى ل ي ج ز ي ال ذ يف أ س اؤ وا ب م ا ع م م وا ارجع إلى قولو : وقولو تعالى : ارجع إلى قولو : و ى و أ ع م ب م ف اى ت د ى لج ازء المسيئيف والمحسنيف عمى وفؽ الترتيب المجمؿ المتقد. } ونتأمؿ قولو تبارؾ وتعالى في سورة القصص : إ ف و ي ج ز ي ال ذ يف أ ح س ن وا وقد جاء الترتيب مفصبل و م ف ر ح م ت و ج ع ؿ ل ك الم ي ؿ و الن ي ار ل ت س ك ن وا ف يو و ل ت ب ت غ وا م ف ف ض م و و ل ع م ك ت ش ك ر و ف فالمؼ والنشر ظاىر الترتيب فمعنى قولو تعالى : و م ف ر ح م ت و ج ع ؿ ل ك الم ي ؿ و الن ي ار ل ت س ك ن وا ف يو أي : في الميؿ و ل ت ب ت غ وا م ف ف ض م و أي : في النيار بأنواع المكاسب ف و ل ع م ك ت ش ك ر و ) ( فتشكروه عمييا. ولكي تعرفوا نعمة اهلل في ذلؾ ظر : أ ار انر س م : 16/4. ظر : انرؽر ر انر ر : 145/49. ض رج انمظض ا ح : 95. ظر : أ ار انر س م : 514/9. )6) 88
55 ففي اآلية ذكر متعدد وىو الم ي ؿ و الن ي ار عمى جية التفصيؿ حيث عطؼ النيار عمى الميؿ بواو العطؼ ث ذكر بعد ىذا المؼ : ل ت س ك ن وا ف يو و ل ت ب ت غ وا م ف ف ض م و ف ض م و وىو نشر فإف ل ت س ك ن وا ف ي و الدخاف : يعود عمى النيار. يعود عمى الميؿ و و ل ت ب ت غ وا م ف وبيف اهلل تعالى عظمة القرآف وأنو أنزؿ في ليمة مباركة بقولو في سورة ) ( ي ف ر ؽ ك ؿ أ م ر ح ك ي ف يي ا أ نز ل ن اه ف ي ل ي م ة م ب ار ك ة إ ن ا ك ن ا م نذ ر يف إ ن ا ومعنى إ ن ا أ نز ل ن اه أي : القرآف ف ي ل ي م ة م ب ار ك ة قيؿ : ىي ليمة القدر في رمضاف أنزؿ اهلل القرآف فييا مف أ الكتاب إلى سماء الدنيا ث أنزلو عمى نبيو عميو السبل نجوما إ ن ا ك ن ا م نذ ر ي ف محذريف عبادنا العقوبة بإن ازؿ الكتاب ف يي ا ي ف ر ؽ يفصؿ ك ؿ أ م ر ح ك ي محك مف أر ازؽ العباد وآجالي وذلؾ أنو يدبر في تمؾ الميمة أمر السنة ا رل ففي قولو : إ ن ا أ نز ل ن اه ف ي ل ي م ة م ب ار ك ة. لؼ بيف معنييف أوليما : تعييف إن ازؿ القرآف وثانييما : اختصاص تنزيمو في ليمة مباركة ث عمؿ المعنى األوؿ بجممة إ ن ا ك ن ا م نذ ر يف وعمؿ المعنى الثاني بجممة ف يي ا ي ف ر ؽ ك ؿ أ م ر ح ك ي بأسموب المؼ والنشر المرتب. وفي صدر سورة ىود جاء قولو تعالى : ك ت اب أ ح ك م ت آي ات و ث ف ص م ت م ف ل د ف ح ك ي خ ب ير ) ( )6) جاء المؼ والنشر المرتب في غاية الدقة والحسف فمعنى اآلية : ىذا كتاب أ ح ك م ت آي ات و أي : أحكميا اهلل فميس فييا اختبلؼ وال تناقض أو ىي محكمة غير منسوخة أو باألمر والنيي والحبلؿ والح ار ث ف ص م ت أي ظر : فرػ انمذ ر انعايغ ت ف انر ا ح انذرا ح ي ػهى انرفط ر : يؽ ذ ت ػه ت يؽ ذ انش كا )خ 1475 ( دار األرلى ت ر خ : 147/6. ظر : ان ظ س ف ذفط ر انكراب انؼس س : أت انؽط ػه ت أؼ ذ ان اؼذي ذؽم ك: طف ا ػذ ا دا دي دار انمهى ت ر خ ض ح 1617 ؽ 1 : 441/4. ظر : انرؽر ر انر ر : 494/47. ض رج د ا ح : 1. 89
54 ث فصمت بالوعد والوعيد أو فسرت وبينت أو أنزليا اهلل شيئا فشيئا وقيؿ : أحكمت آياتو لممعتبريف ث فصمت أحكامو لممتقيف أي : مف عند حكي خبير. إلى م ف ل د ف ح ك ي خ ب ير فقولو تعالى : ح ك ي يعود إلى قولو : أ ح ك م ت و خ ب ير يعود ف ص م ت إذ المعنى : أحكميا حكي وفص ميا خبير عال بمواقع األمور. النوع الثاني: ما كاف عمى المؼ والنشر المعكوس: فحيف نمعف النظر في قولو تعمى : }م ا ي ق اؿ ل ؾ إ ال م ا ق د ق يؿ ل مر س ؿ م ف ق ب م ؾ إ ف ر ب ؾ ل ذ و م غ ف ر ة و ذ و ع ق اب أ ل ي نجد اإلما الزمخشري يوجو معناىا عمى المؼ والنشر المعكوس إذ قاؿ : " م ا ي ق اؿ ل ؾ أي : ما يقوؿ لؾ كفار قومؾ إال مثؿ ما قاؿ لمرسؿ كفار قومي مف الكممات المؤذية والمطاعف في الكتب المنزلة إ ف ر ب ؾ ل ذ و م غ ف ر ة ورحمة ألنبيائو ألعدائي. و ذ و ع ق اب ويجوز أف يكوف : ما يقوؿ لؾ اهلل إال مثؿ ما قاؿ لمرسؿ مف قبمؾ والمقوؿ : ىو قولو تعالى : إ ف ر ب ؾ ل ذ و م غ ف ر ة و ذ و ع ق اب أ ل ي ) ( طاعتو ويخافو أىؿ معصيتو والغرض : تخويؼ العصاة". فعمى تفسير الزمخشري األوؿ يكوف قولو تعالى : م ا ي ق اؿ ل ؾ قائبل ومقوال لو وىو المؼ وقولو تعالى : إ ف ر ب ؾ ل ذ و م غ ف ر ة المقوؿ لو وىو الرسوؿ صمى اهلل عميو وسم وقولو : يعود إلى القائميف عمى طريقة المؼ والنشر المعكوس. فمف حقو أف يرجوه أىؿ و ذ و ع ق اب أ ل ي وأما عمى التفسير الثاني فميس في اآلية موطف شاىد عمى المؼ والنشر. قد جمع نشر يعود إلى نشر )6) ظر : ذفط ر انمرآ :أت ان ظفر ي ظ ر ت يؽ ذ ت ػثذ انعثار انط ؼا ذؽم ك : اضر ت إترا ى غ ى ت ػثاش ت غ ى دار ان ؽ انر اع ض ح 1449 و ؽ 1 611/4. : ظر : فرػ انمذ ر : 695/4. ض رج فظهد ا ح : 65. انكشاف :.149/6 84
54 قاؿ ابف عاشور : " فقولو : فكاف اإليماء بوصؼ م ا ي ق اؿ ل ؾ يجمع ل ذ و م غ ف ر ة إلى المقوؿ لو ووصؼ قائبل ومقوال لو و ذ و ع ق اب أ ل ي إلى القائميف وىو جار عمى طريقة المؼ والنشر المعكوس وقرينة ترد كبل إلى مناسبو". وفي سورة اإلنساف ورد قولو تعالى : أ ت ى ع م ى اإل نس اف ح يف م ف الد ى ر ل ي ك ف ش ي ئا م ذ ك و ار ى ؿ اإل نس اف م ف ن ط ف ة أ م ش اج ن ب ت م يو ف ج ع م ن اه س م يعا ب ص ي ار ش اك ار و ا م ا ك ف و ار أ ع ت د ن ا ل م ك اف ر يف س بل س بل و أ غ بل ال و س ع ي ار إ ن ا األ ب ر ار ي ش ر ب وف م ف ك أ س ك اف م ز اج ي ا ك اف و ار ) ( وفيو لؼ ونشر معكوس فمعنى قولو تعالى : قد أتى عمى آد إ ن ا خ م ق ن ا إ ن ا ى د ي ن اه الس ب يؿ إ م ا ) ( ى ؿ أ ت ى ع م ى اإل نس اف إ ف ح يف م ف الد ى ر مدة مف الزمف ل ي ك ف ش ي ئا م ذ ك و ار ألنو كاف جسدا مصو ار مف طيف ال يذكر وال يعرؼ إ ن ا خ م ق ن ا اإل نس اف يعني ابف آد م ف ن ط ف ة أ م ش اج أي : أخبلط : ماء الرجؿ وماء الم أرة ن ب ت م يو ف ج ع م ن اه س م يعا ب ص ي ار أي : خمقناه كذلؾ لنختبره بالتكميؼ واألمر والنيي إ ن ا ى د ي ن اه الس ب يؿ بينا لو الطريؽ إ م ا ش اك ار و ا م ا ك ف و ار إف شكر أو كفر يعني أعذرنا إليو في بياف الطريؽ ببعث الرسوؿ آمف أو كفر إ ن ا أ ع ت د ن ا ل م ك اف ر يف س بل س بل أي : ىي أنا لمكافريف قيودا ت شد بيا أرجمي وأغبلال ت غؿ بيا أيديي وأعناقي ونا ار مستعرة يوقدوف بيا إ ف األ ب ر ار المطيعيف لربي ي ش ر ب وف م ف ك أ س إناء فيو ش ارب ك اف م ز اج ي ا ك اف و ار يمزج لي بالكافور. ففي قولو تعالى : : إ ن ا أ ع ت د ن ا ل م ك اف ر يف س بل س بل إ م ا ش اك ار و ا م ا ك ف و ار وىو يعود إلى األ ب ر ار ي ش ر ب وف م ف ك أ س ك اف م ز اج ي ا ك اف و ار عمى المؼ والنشر المعكوس. لؼ ث جاء النشر بقولو تعالى ار ك ف و وىو يعود إلى ث جاء قولو : ش اك ار إ ف فيو انرؽر ر انر ر : 511/46. ظر : ان ظ س ف ذفط ر انكراب انؼس س : 1179/4. 84
55 قاؿ ابف عجيبة : "وتقدي وعيد الكفرة مع تأخرى في الجمع عمى طريؽ المؼ والنشر المعكوس ليتخمص إلى الكبل عمى الفريؽ األوؿ بطريؽ اإلطناب". وتابعو ابف عاشور وبسط ىذا المعنى بقولو : " ك أ س ك اف م ز اج ي ا ك اف و ار إ ف األ ب ر ار ي ش ر ب وف م ف ع ي نا ي ش ر ب ب ي ا ع ب اد الم و ي ف ج ر ون ي ا ت ف ج ي ار ىذا استئناؼ بياني ناشئ عف االستئناؼ الذي قبمو مف قولو : إ ن ا أ ع ت د ن ا ل م ك اف ر يف س بل س بل فإف مف عرؼ ما عد لمكفور مف الج ازء يتطمع إلى معرفة ما أعد لمشاكر مف الثواب وأخ ر تفصيمو عف تفصيؿ ج ازء الكفور مع أف مذكور قبؿ ك ف و ار ش اك ار عمى طريقة المؼ والنشر المعكوس ليتسع المجاؿ إلطناب الكبل عمى صفة ج ازء الشاكريف وما فيو مف الخير والك ارمة تقريبا لمموصوؼ مف المشاىدة المحسوسة وتأكيد الخبر عف ج ازء الشاكريف لدفع إنكار المشركيف أف يكوف المؤمنيف خي ار مني في عال الخمود واإلفادة : االىتما بيذه البشارة بالنسبة إلى المؤمنيف". النوع الثالث : ما كاف عمى المؼ والنشر المجمؿ: فحيف نتأمؿ قولو تعالى في سورة البقرة : }و ق ال وا ل ف ي د خ ؿ ال ج ن ة إ ال م ف ك اف ى ودا أ و ن ص ار ى ت م ؾ أ م ان ي ي ق ؿ ى ات وا ب ر ى ان ك إ ف ك نت ص اد ق يف نجد القزويني يوجو معنى اآلية الكريمة عمى المؼ والنشر المجمؿ بقولو : "فإف الضمير في و ق ال وا ألىؿ الكتاب مف الييود والنصارى والمعنى : وقالت الييود لف يدخؿ الجنة إال مف كاف ىودا وقاؿ النصارى : لف يدخؿ الجنة إال مف كاف نصارى فمؼ بيف القوليف ثقة بأف السامع يرد إلى كؿ فريؽ قولو وأمنا مف ) ( اإللباس لما عم مف التعادي بيف الفريقيف وتضميؿ كؿ واحد منيما لصاحبو". )6) انثؽر ان ذ ذ ف ذفط ر انمرآ ان ع ذ : أت انؼثاش أؼ ذ ت يؽ ذ ت ان ذي ات ػع ثح انؽط )خ 1446 ( دار انكرة انؼه ح ت ر خ ض ح 4557 و ؽ 4 684/8. : انرؽر ر انر ر : 594/44. ض رج انثمرج ا ح : 111. اإل ؼاغ :.455 95
55 فالضمير في و ق ال وا لمييود والنصارى فذ كر الفريقاف عمى طريؽ اإلجماؿ دوف التفصيؿ ث ذ كر كؿ منيما فالمتعدد المذكور إجماال ىو الفريقاف. و ق ال وا قاؿ التفتا ازني : "ولؾ أف تجعمو قوؿ الفريقيف فإنو قد لؼ بيف القوليف في " أي : قالت الييود وقالت النصارى. وقاؿ تعالى : إ ن م ا ج ز اء ال ذ يف ي ح ار ب وف الم و و ر س ول و و ي س ع و. أ و ف ف ي األ ر ض ف س ادا أ ف ي ق ت م وا ا م ف األ ر ض ذ ل ؾ ل ي خ ز ي ف ي ي نف و ي ص م ب وا أ و ت ق ط ع أ ي د يي و أ ر ج م ي م ف خ بلؼ أ و الد ن ي ا و ل ي ف ي اآلخ ر ة ع ذ اب ع ظ ي فمعنى قولو تعالى : إ ن م ا ج ز اء ال ذ يف ي ح ار ب وف الم و و ر س ول و أى : أولياء اهلل و ي س ع و ف ف ي األ ر ض ف س ادا مفسديف أو لمفساد أ ف ي ق ت م وا أي : أف يقتموا أ و ي ص م ب وا مع القتؿ إف جمعوا بيف القتؿ وأخذ مف غير صمب إف أفردوا القتؿ أ و ت ق ط ع أ ي د يي و أ ر ج م ي ( إف أخذوا الماؿ م ف خ بلؼ أي : مختمفة الماؿ ا م ف األ ر ض بالحبس إذا ل يزيدوا عمى اإلخافة ذ ل ؾ أي : أ و ي نف و المذكور ل ي خ ز ي ف ي الد ن ي ا ذؿ وفضيحة و ل ي ف ي اآلخ ر ة ع ذ اب ع ظ ي فقد ذكر متعدد عمى جية اإلجماؿ في قولو : ي ح ار ب وف الم و و ر س ول و ث أ و ي ص م ب وا أي جاء النشر بقولو : أ ف ي ق ت م وا إذا كانت المحاربة قتاال فقط أ و ت ق ط ع أ ي د يي و أ ر ج م ي : مع التقتيؿ إذا جمعوا في المحاربة بيف القتؿ وأخذ الماؿ ا م ف األ ر ض إذا كانت أ و ي نف و م ف خ بلؼ إذا جمعوا بيف أخذ األمواؿ واإلخافة ) ( المحاربة إخافة فقط. وحيف نتأمؿ قولو تعالى : )6) ان ط ل شرغ ذهخ ض يفراغ انؼه و : ضؼذ انذ يطؼ د ت ػ ر انرفرازا )خ 944 ( ذؽم ك : د. ػثذ انؽ ذ ذا ي دار انكرة انؼه ح ت ر خ ض ح 4559 و ؽ 4 876. : ض رج ان ائذج ا ح : 55. ظر : يذارن انر س م : 444/1. ظر : ػهى انثذ غ : 199. 91
55 أ و }ح اف ظ وا ع م ى الص م و ات والص بل ة ال و س ط ى و ق وم وا ل م و ق ان ت يف }ف إف خ ف ت ف ر ج اال ر ك ب انا ف إ ذ ا أ م نت ف اذ ك ر وا الم و ك م ا ع م م ك م ا ل ت ك ون وا ت ع م م وف نجد فيو المؼ والنشر المجمؿ فمعنى قولو تعالى : ح اف ظ وا ع م ى الص م و ات أي : داوموا عمييا بمواقيتيا وأركانيا وش ارئطيا والص بل ة ال و س ط ى بيف الصموات أي : الفضمى مف قولي لؤلفضؿ : األوسط وانما أفردت وعطفت عمى )الصموات( النف اردىا بالفضؿ وىى صبلة العصر عند الجميور أو ىي غير معينة كميمة القدر ليحافظوا عمى الكؿ و ق وم وا ل م و في الصبلة ق ان ت يف أي : مطيعيف خاشعيف أو ذاكريف اهلل في قيامك ف إف خ ف ت أي : فإف كاف بك خوؼ مف عدو أو غيره ف ر ج اال أي : فصم وا ارجميف وىو جمع أ و ر ك ب انا وحدانا بإيماء ويسقط عنو التوجو إلى القبمة ف إ ذ ا أ م نت ارجؿ أي : ازؿ خوفك ف اذ ك ر وا الم و فصم وا صبلة األمف ك م ا ع م م ك أي : ذك ار مثؿ ما عممك م ا ل ت ك ون وا ت ع م م وف مف صبلة األمف. فقد جاء المؼ المجمؿ في قولو تعالى : ف إف خ ف ت خطاب لممؤمنيف حالة الحرب ث جاء النشر المفص ؿ في قولو : ف ر ج اال أ و ر ك ب انا أي : فالرجاؿ منك يصموف رجاال والركباف منك يصموف ركبانا عمى قدر استطاعة كؿ مني. وقاؿ اهلل تعالى مخاطبا خميمو إب ارىي عميو السبل : و أ ذ ف ف ي الن اس ب ال ح ج ي أ ت وؾ ر ج اال و ع م ى ك ؿ ض ام ر ي أ ت يف م ف ك ؿ أي : وناد في الناس داعيا لي لحج بيت اهلل العتيؽ ف ج ع م ي ؽ ) ( ي أ ت وؾ ر ج اال و ع م ى ك ؿ ض ام ر ي أ ت يف م ف ك ؿ ف ج ع م يؽ أي : يأتوؾ مشاة عمى أقدامي أو ركبانا عمى كؿ جمؿ ىزيؿ قد أتعبو وأنيكو ب عد المسافة ي أ ت يف م ف ك ؿ ف ج ع م ي ؽ أي : تأتي اإلبؿ الضامرة مف كؿ طريؽ بعيد. ض رج انثمرج ا ح : 454.454 ظر : يذارن انر س م : 144/1. ظر : انثالغح انؼرت ح : 659/4. ض رج انؽط ا ح : 49. )6) 94
55 فقد جاء المؼ المجمؿ في قولو تعالى : عميو السبل وجاء النشر المفص ؿ في قولو : أي يأتؾ فريؽ مني مف الممبيف و أ ذ ف ف ي الن اس خطابا إلب ارىي ي أ ت وؾ ر ج اال و ع م ى ك ؿ ض ام ر رجاال مشاة عمى أقدامي ويأتؾ فريؽ آخر مف الممبيف عمى كؿ ضامر مف الدواب لطوؿ السير في السفر إلى البمد الح ار. وأخبر تعالى عف بعض األم المكذبة لمرسؿ وبيف سبحانو كيؼ أبادى وكيؼ تنوع عميي العذاب بقولو تبارؾ وتعالى : }ف ك بل أ خ ذ ن ا ب ذ نب و خ س ف ن ا ب و ف م ن ي م ف أ ر س م ن ا ع م ي و ح اص با و م ن ي م ف أ خ ذ ت و الص ي ح ة و م ن ي م ف األ ر ض و م ن ي م ف أ غ ر ق ن ا و م ا ك اف الم و ل ي ظ م م ي و ل ك ف ك ان وا أ نف س ي ي ظ م م وف فيؤالء المكذبوف ى : عاد قو ىود عميو السبل وثمود قو صالح عميو السبل وقاروف صاحب األمواؿ الجزيمة ومفاتيح الكنوز الثقيمة وفرعوف ممؾ مصر في زماف موسى ووزيره ىاماف الكاف ارف باهلل تعالى وبرسولو. فقولو تعالى : ف ك بل أ خ ذ ن ا ب ذ نب و أي : كانت عقوبتو بما يناسبو ف م ن ي م ف أ ر س م ن ا ع م ي و ح اص با وى عاد و م ن ي م ف أ خ ذ ت و الص ي ح ة وى ثمود و م ن ي م ف خ س ف ن ا ب و األ ر ض وىو قاروف و م ن ي م ف أ غ ر ق ن ا وىو فرعوف ووزيره ىاماف وجنودىما و م ا ك اف الم و ل ي ظ م م ي أي : فيما فعؿ بي و ل ك ف ك ان وا أ نف س ي ي ظ م م وف أيديي. أي إنما فعؿ ذلؾ بي ج ازء وفاقا بما كسبت فقولو تعالى : ف ك بل أ خ ذ ن ا ب ذ نب و لؼ مجمؿ ث جاء النشر بقولو : ف م ن ي م ف أ ر س م ن ا ع م ي و ح اص با و م ن ي م ف أ خ ذ ت و الص ي ح ة و م ن ي م ف خ س ف ن ا ب و األ ر ض و م ن ي م ف أ غ ر ق ن ا أي : مف ىؤالء المذكوريف. ظر : انثالغح انؼرت ح : 659/4 654. ض رج انؼ كث خ ا ح : 65. ظر : ذفط ر انمرآ انؼظ ى : 615/5. 95
58 املطلب الثاني: اآليات التي اختلف املفسرون يف توجيه معناها على اللف والنشر: وحيف نق أر قولو تعالى في سورة البقرة : ا م ف ق ب م ك م س ت ي ال ب أ س اء }أ ح س ب ت أ ف ت د خ م وا ال ج ن ة و ل م ا ي أ ت ك م ث ؿ ال ذ يف خ م و و الض ر اء و ز ل ز ل وا ح ت ى ي ق وؿ الر س وؿ و ال ذ يف آم ن وا م ع و م ت ى ن ص ر الم و أ ال إ ف ن ص ر الم و ق ر يب نجد أنيا نزلت في فق ارء المياجريف حيف اشتد الضر عميي ألني خرجوا ببل ماؿ فقاؿ اهلل ليؤالء المياجريف : أ ح س ب ت أ ف ت د خ م وا ال ج ن ة مف غير ببلء وال مكروه الذيف مضوا و ل م ا ي أ ت ك م ف ق ب م ك أي : ول يأتك م ث ؿ ال ذ يف ا خ م و أي : مثؿ محنة أي : ول يصبك مثؿ الذي أصابي فتصبروا كما صبروا م س ت ي ال ب أ س اء : الشدة و الض ر اء المرض والجوع و ز ل ز ل وا أي : حركوا بأنواع الببلء ح ت ى ي ق وؿ الر س وؿ و ال ذ يف آم ن وا م ع و م ت ى ن ص ر الم و أي : حيف استبط ؤوا النصر فقاؿ اهلل : ناصر أوليائي ال محالة. أ ال إ ف ن ص ر الم و ق ر يب أي : أنا قاؿ السيوطي : "وجعؿ منو ػ المؼ والنشر المعكوس ػ جماعة قولو تعالى : ح ت ى ي ق وؿ الر س وؿ و ال ذ يف آم ن وا م ع و م ت ى ن ص ر الم و أ ال إ ف ن ص ر الم و ق ر يب قالوا : م ت ى ن ص ر الم و قوؿ الذيف آمنوا أ ال إ ف ن ص ر الم و ق ر يب قوؿ الرسوؿ". وذىب اإلما ال ارزي إلى أف حمؿ اآلية عمى المؼ والنشر المعكوس ىو متكمؼ جدا وأف القائميف بذلؾ استشكموا أف يميؽ بالرسوؿ القاطع بصحة وعد اهلل ووعيده أف يقوؿ عمى سبيؿ االستبعاد : م ت ى ن ص ر الم و ض رج انثمرج ا ح : 116. ظر : ان ظ س ف ذفط ر انكراب انؼس س : 184/1. اإلذما ف ػه و انمرآ : 46/4. 96
50 أف يتأذى ي ق ول وف وأجاب ال ارزي عف ذلؾ وعد ه الجواب المعتمد بأف كونو رسوال ال يمنع مف مف كيد األعداء كما قاؿ تعالى : وقاؿ تعالى : و ل ق د ن ع م أ ن ؾ ي ض يؽ ص د ر ؾ ب م ا ب اخ ع ن ف س ؾ أ ف ال ي ك ون وا م ؤ م ن يف ل ع م ؾ ىذا فإذا ضاؽ قمبو وقمت حيمتو وكاف قد سمع مف اهلل تعالى أنو ما عيف لو الوقت في ذلؾ قاؿ عند ضيؽ قمبو : ن ص ر الم و م ت ى وعمى إال أنو ينصره حتى إنو إف عم قرب الوقت ازؿ ىمو وغمو وطاب قمبو والذي يدؿ عمى صحة ذلؾ أنو تعالى قاؿ في الجواب : دؿ عمى أف إ ف ن ص ر الم و ق ر يب أ ال فمما كاف الجواب بذكر القرب السؤاؿ كاف واقعا عف القرب ولو كاف السؤاؿ وقع عف أنو ىؿ يوجد النصر أو ال لما كاف ىذا الجواب مطابقا لذلؾ السؤاؿ. ي أ ت ي وفي سورة األنعا قولو تعالى : }ى ؿ ي نظ ر وف إ ال أ ف ت أ ت يي ال م آلئ ك ة أ و ر ب ؾ أ و ي أ ت ي ب ع ض آي ات ر ب ؾ ي و ي أ ت ي ب ع ض آي ات ر ب ؾ ال ي نف ع ن ف سا إ يم ان ي ا ل ت ك ف ) ( آم ن ت م ف ق ب ؿ أ و ك س ب ت ف ي إ يم ان ي ا خ ي ار ق ؿ انت ظ ر وا إ ن ا م نت ظ ر وف } والمعنى كما وجيو الزمخشري : "أف أش ارط الساعة إذا جاءت وىي آيات ممجئة مضطرة ذىب أواف التكميؼ عندىا فم ينفع اإليماف حينئذ نفسا غير مقد مة إيمانيا مف قبؿ ظيور اآليات أو مقد مة اإليماف غير كاسبة في إيمانيا ) ( خي ار " وقد اختار الزمخشري ىذا التوجيو وىو يريد االنتصار لمذىبو القائؿ بأف اإليماف المجرد عف العمؿ ال ينفع صاحبو ولذا ن اره يصرح بقولو فيما بعد : "فم يفرؽ كما ترى بيف النفس الكافرة إذا آمنت في غير وقت اإليماف وبيف النفس التي ) ( آمنت في وقتو ول تكسب خي ار ". ض رج انؽعر ا ح : 49. ض رج انشؼراء ي ا ح : 5. ظر : انرفط ر انكث ر : 545/4. ) 6 ) ض رج األ ؼاو ا ح :.174 ) 7 ) انكشاف :.94/4 ) 8 ) ان ظذر فط. 97
55 وذىب أىؿ السنة إلى أف اإليماف المجرد عف الكسب ينفع صاحبو فبل يخمد في النار كالكافر فحمؿ ابف المنير معنى اآلية عمى طريقة المؼ والنشر ردا عمى الزمخشري ووجو المعنى : ال ينفع نفسا إيمان يا وكسبيا وحذؼ ىذا المفظ )كسبيا( ألنو معمو مف السياؽ. والمعنى أف النفس التي ل تؤمف قبؿ ظيور اآليات ال ينفعيا اإليماف بعد ظيورىا وأف النفس التي آمنت ول تكسب في إيمانيا خي ار ال ينفعيا كسبيا بعد ظيور اآليات بؿ ينفعيا إيمانيا مف قبؿ. فػ)إيمانيا وكسبيا( لؼ وقولو تعالى : }ل ت ك ف آم ن ت م ف ق ب ؿ { نشر يعود }أ و ك س ب ت ف ي إ يم ان ي ا خ ي ار { يعود إلى )كسبيا( فيو لؼ إلى )إيمانيا( وقولو : ونشر عمى الترتيب. قاؿ ابف ىشا : "واآلية مف المؼ والنشر وبيذا التقدير تندفع شبية المعتزلة كالزمخشري وغيره إذ قالوا سوى اهلل تعالى بيف عد اإليماف وبيف اإليماف الذي ل يقترف يخفى". بالعمؿ الصالح في عد االنتفاع بو". ول يرتض اآللوسي رحمو اهلل تعالى ىذا التوجيو وقاؿ : "فيو ومنو قولو تعالى في سورة فاطر : خفاء ال أ ي ي ا الن اس إ ف و ع د الم و ح ؽ ف بل ت غ ر ن ك ال ح ي اة الد ن ي ا و ال ي غ ر ن ك ب الم و ال غ ر و ر ) ( ي ا إ ف الش ي ط اف ل ك ع د و ف ات خ ذ وه ع د و ا إ ن م ا ي د ع و ح ز ب و ل ي ك ون وا م ف أ ص ح ا ب الس ع ير ) ( ال ذ يف ك ف ر وا ل ي ع ذ اب ش د يد و ال ذ يف آم ن وا و ع م م وا الص ال ح ات ل ي م غ ف ر ة و أ ج ر ك ب ير ) ( أ ف م ف ز ي ف ل و س وء ع م م و ف ر آه ح س نا ف إ ف الم و ي ض ؿ م ف ي ش اء و ي ي د ي م ف ي ش اء ف بل ت ذ ى ب ن ف س ؾ ع م ي ي ح س ر ات إ ف الم و ع م ي ب م ا ي ص ن ع وف ) ( ) 1 ) ظر : اال رظاف ف يا ذؼ انكشاف ي االػرسال : اطر انذ أؼ ذ ت يؽ ذ ت ان ر اإلضك ذري ان انك )خ 845 ( يطث ع ت ايش انكشاف : 94/4. ) 4 ) يغ انهث ة :.445/4 ) 5 ) ر غ ان ؼا :.554/6 98
55 خاطب اهلل تعالى الناس مؤمني وكافرى بقولو : أي : وعده بالبعث والج ازء ح ؽ كائف ي ا أ ي ي ا الن اس إ ف و ع د الم و ف بل ت غ ر ن ك ال ح ي اة الد ن ي ا : فبل تخدعنك الدنيا وال يذىمنك التمتع بيا عف العمؿ لآلخرة ال غ ر ور العداوة ظاىر أي : الشيطاف فإنو يمنيك األماني الكاذبة ع د و ا ف ات خ ذ وه أي و ال ي غ ر ن ك ب الم و إ ف الش ي ط اف ل ك ع د و في عقائدك وأفعالك وال يوجدف منك إال ما يدؿ عمى معاداتو ث بي ف تعالى أف غرض الشيطاف مف دعوة شيعتو ىو أف يوردى مورد اليبلؾ فقاؿ : كمو عمى اإليماف وتركو فقاؿ : إ ن م ا ي د ع و ح ز ب و ل ي ك ون وا م ف أ ص ح اب الس ع ير ال ذ يف ك ف ر وا ل ي ع ذ اب ش د يد حيف دعاه فمو عذاب شديد ألنو صار مف حزبو أي : أتباعو فبنى األمر أي : فمف أجابو و ال ذ يف آم ن وا و ع م م وا الص ال ح ات ول يجيبوه ل ي م غ ف ر ة و أ ج ر ك ب ير لكبر جيادى ولما ذكر الفريقيف قاؿ لنبيو عميو السبل : أ ف م ف ز ي ف ل و س وء ع م م و ف ر آه ح س نا بتزييف الشيطاف كمف ل يزيف لو فكأف رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو و سم قاؿ : ال فقاؿ : ف إ ف الم و ي ض ؿ م ف ي ش اء و ي ي د ي م ف ي ش اء ف بل ت ذ ى ب ن ف س ؾ ع م ي ي ح س ر ا ت أي : فبل تيمؾ نفسؾ لمحس ارت كما تقوؿ : ىمؾ عميو حبا ومات عميو حزنا. عميو السبل قاؿ الزمخشري : "لم ا ذكر الفريقيف : الذيف كفروا والذيف آمنوا قاؿ لنبيو أ ف م ف ز ي ف ل و س وء ع م م و ف ر آه ح س نا لو ". بتزييف الشيطاف كمف ل يزيف وظاىر كبل الزمخشري رحمو اهلل أنو يقتضي المؼ والنشر فتزييف الشيطاف يعود إلى )الذيف كفوا( وعد التزييف يعود إلى )الذيف آمنوا(. وذىب العبلمة الطيبي إلى أف األحسف أف ي حمؿ معنى ىذه اآليات عمى )الجمع والتقسي والتفريؽ( ووج و ذلؾ بأف قولو تعالى : ي ا أ ي ي ا الن اس إ ف و ع د الم و جمع الفريقيف معا في حك نداء الناس وجمع ماليما مف الثواب والعقاب في حك الوعد وحذرىما معا عف الغرور بالدنيا والشيطاف وقولو تعالى : ال ذ يف ظر : يذارن انر س م : 556/4. ظر : انكشاف :.744/5 99
54 ك ف ر وا ل ي ع ذ اب ش د يد التقسي وقولو تعالى : التفاوت بيف الفريقيف. و ال ذ يف آم ن وا و ع م م وا الص ال ح ات ل ي م غ ف ر ة و أ ج ر ك ب ي ر أ ف م ف ز ي ف ل و س وء ع م م و والمتأمؿ في كبل الطيبي يقر لو بحسف وجاىتو. ىو التفريؽ ألنو فرؽ فيو وبيف املطلب الثالث : اآليات التي يرتجح عدم توجيه معناها على اللف والنشر: ففي سورة سبأ نق أر قولو تعالى : }ق ؿ م ف ي ر ز ق ك م ف الس م و ات و األ ر ض ق ؿ الم و و ا ن ا أ و م ب يف أ و ف ي ض بلؿ إ ي اك ل ع م ى ى د ى نجد أف الخطاب في ىذه اآلية الكريمة موجو لمنبي صمى اهلل عميو وسم أف يقوؿ لممشركيف : : م ف ي ر ز ق ك م ف الس م او ات و األ ر ض وىو أمر بتبكيتي وحممي عمى اإلق ارر بأف آليتي ال يممكوف مثقاؿ ذرة في السماوات واألرض وقولو ق ؿ الم و أي : الذي تعترفوف بأنو ىو الخالؽ أي : فحينئذ قامت الحجة عميي أ و إ ي اك أي : أحد الفريقيف مف الذيف يوحدوف ال ارزؽ مف السماوات مني. و ا ن ا واألرض بالعبادة ومف الذيف يشركوف بو الجماد الذي ال يوصؼ بالقدرة ل ع م ى أ و ف ي ض بلؿ م ب يف ى د ى لعمى أحد األمريف مف اليدى أو الضبلؿ. فبعد أف بيف ابف عاشور ما اشتممت عميو ىذه اآلية الكريمة مف لطائؼ قاؿ : "ومف لطائفو ىنا أف أشتمؿ عمى إيماء إلى ترجيح أحد الجانبيف في أحد االحتماليف بطريؽ مقابمة الجانبيف في ترتيب الحالتيف بالمؼ والنشر المرتب وىو أصؿ المؼ فإنو ذكر ضمير جانب المتكم وجماعتو وجانب المخاطبيف ث ذكر حاؿ اليدى ظر : ر غ ان ؼا : 196/1. ض رج ضثأ ا ح : 46. ظر : انطراض ان ر ف اإلػا ح ػهى يؼرفح تؼغ يؼا كالو رت ا انؽك ى انخث ر: يؽ ذ ت أؼ ذ انخط ة انشرت ان ظري)خ 499 ( ػثؾ : إترا ى ش ص انذ دار انكرة انؼه ح ت ر خ ض ح 4556 و ؽ 1 589/5 : يؽاض انرأ م :.167/4 94
54 وحاؿ الضبلؿ عمى ترتيب ذكر الجانبيف فأومأ إلى أف األوليف موجيوف إلى اليدى واآلخريف موجيوف إلى الضبلؿ المبيف ال سيما بعد قرينة االستفيا". وأورد اآللوسي قوؿ م ف حمؿ اآلية عمى المؼ والنشر وعد ه قوال بعيدا. والذي أ اره أف حمؿ اآلية عمى المؼ والنشر فيو تكمؼ وفيو فوات لمعنى بميغ ىدفت إليو اآلية الكريمة فيي تحدد األدب في الجداؿ وترس معال النقاش اليادئ المييأ لمقبوؿ فاآلية ترشد الرسوؿ صمى اهلل عميو وسم ػ وأف ارد األمة مف بعده ػ أف يقوؿ لخصومو المشركيف: إف أحدنا البد أف يكوف عمى اليدى واآلخر البد أف يكوف عمى الضبلؿ ث يبي تحديد الميتدي منيما والضاؿ وفي ذلؾ إثارة لمتدبر والتفكر وتييئة لئلقناع العميؽ. قاؿ صاحب الظبلؿ : "والجدؿ عمى ىذا النحو الميذب أقرب إلى لمس قموب المستكبريف المعانديف المتطاوليف بالجاه والمقا وأجدر أف يثير التدبر اليادئ واإلقناع العميؽ وىو نموذج مف أدب الجدؿ ينبغي تدبره مف الدعاة". وفي سورة الحاقة نتأمؿ قولو تعالى : ال ح اق ة م ا ال ح اق ة و م ا أ د ر اؾ م ا ال ح اق ة ك ذ ب ت ث م ود و ع ا د ب ال ق ار ع ة ) ( ف أ م ا ث م ود ف أ ى م ك وا ب الط اغ ي ة ) ( و أ م ا ع اد ف أ ى م ك وا ب ر يح ص ر ص ر ع ات ي ة ) ( يبيف اهلل تعالى عظمة ىوؿ يو القيامة بقولو : ألنيا حقت فبل كاذبة ليا ما ىو كذب بالقيامة فقاؿ : أ د ر اؾ م ا ال ح اق ة و م ا ال ح اق ة م ا ال ح اق ة أي :القيامة استفيا معناه : التعظي لشأنيا كقولؾ زيد أي شيء أعممؾ ما ذلؾ اليو! ث ذكر أمر مف ك ذ ب ت ث م ود و ع اد ب ال ق ار ع ة أي : بالقيامة التي تقرع القموب انرؽر ر انر ر : 144/44. ظر : ر غ ان ؼا : 515/11. ف ظالل انمرآ : ض ذ لطة دار انشر ق انما رج ض ح 4556 و ؽ 65 : 4457/7. 94
45 ف أ م ا ث م ود ف أ ى م ك وا ب الط اغ ي ة المقدار شديدة البرد و أ م ا ع اد ف أ ى م ك وا ب ر يح ص ر ص ر ع ات ي ة أي : الصيحة الطاغية وىي التي جاوزت شديدة العصؼ فم يقدروا عمى ردىا. قاؿ ابف عاشور : "وجيء في الخبر عف ىاتيف اآليتيف ألنيما اجتمعا في موجب العقوبة ث فصؿ ذكر عذابيما". أي: شديدة الصوت ليا صرصرة أو بطريقة المؼ والنشر وما ذكره العبلمة ابف عاشور ىنا ال ينطبؽ عميو تعريؼ المؼ والنشر ولعمو توسع في االصطبلح واال فاألدؽ أف تكوف ىذه اآلية عمى طريقة )التقسي( ال المؼ والنشر إذ الفرؽ بينيما أف كمييما ذكر متعدد أوال مفص ؿ أو مجمؿ واتباعو بمتعدد آخر يتعمؽ كؿ واحد مف أعداده بواحد مف المتعدد السابؽ فإف كاف فيو تعييف كؿ واحد مف المتعدد البلحؽ بصاحبو مف المتعدد السابؽ فيو التقسي واف ل يكف فيو تعييف وكاف االعتماد فيو عمى في المتمقي فيو المؼ ث م ود ف أ م ا ففي قولو تعالى : و و أ م ا ع اد ك ذ ب ت ث م ود و ع اد ب ال ق ار ع ة تصريح لمتعييف. ونق أر قولو تعالى في سورة آؿ عم ارف: والنشر. لؼ وفي قولو تعالى : }ي و ت ب ي ض و ج وه و ت س و د و ج وه ف أ م ا ال ذ يف اس و د ت و ج وى ي أ ك ف ر ت ب ع د إ يم ان ك ف ذ وق و ا ال ع ذ اب ب م ا ك ن ت ت ك ف ر وف } ) (}و أ م ا ال ذ يف اب ي ض ت و ج وى ي ف ف ي ر ح م ة الم و ى ف يي ا خ ال د وف {) ( فاآليتاف الكريمتاف تبيناف حاؿ المؤمنيف وحاؿ الكافريف يو القيامة ي و ت ب ي ض و ج وه أى : وجوه المؤمنيف و ت س و د و ج وه فمعنى قولو تعالى : أي : وجوه الكافريف ف أ م ا ال ذ يف اس و د ت و ج وى ي فيقاؿ لي : أ ك ف ر ت فحذؼ الفاء والقوؿ جميعا لمعم بو واليمزة لمتوبيخ والتعجيب مف حالي ب ع د ظر : ان ظ س ف ذفط ر انكراب انؼس س : 1148/4 إرشاد انؼمم انطه ى : 985/7. انرؽر ر انر ر : 118/44. 45