حادثة الا فك ودور المنافقين في تحريفها وا شاعتها (١) عبد السلام حمدان اللوح (٢) عبد الجواد محمد الا سطل المقدمة الحمد الله الحق المبين الذي أنزل كتابه هدى للعالمين وجعله ص ارطا مستقيما ونو ار مبينا والصلاة والسلام على البشير النذير الداعي إلى الص ارط المنير وعلى آله وأصحابه والتابعين إلى يوم الدين وبعد. فا ن الابتلاء في النفس والا هل والمال والولد هي سنة إلهية مع أنبياي ه وأولياي ه وا ن ال مرء ليبتلي على قدر إيمانه ولذا فا ن الا نبياء هم أش د الناس بلاء وهم القدوة لا تباعهم في الصبر والثبات ومعالجة الا زمة بحكمة وروية بعيدا عن الا خذ بالقيل والقال وتحريف المقال وا شاعة الا قوال إنها القيادة الحكيمة التي تنتظر تعاليم االله تعالى وتوجيهات رب العالمين في حسم الص ارع بين الحق والباطل وبين الحقيقة والافت ارء وبين الواقعية والبهتان. إن المنافقين والذين في قلوبهم مرض والمرجفين يتصيدون الفرص ويستغلون الا حداث فيؤولونها ويحرفونها ويشيعونها بهدف خلط المواقف وا حداث بلبلة وا رباك في الصف الداخلي وا شغال العامة والخاصة في أمور هامشية ثانوية لا تجلب إلا السقوط في الوحل والانح ارف عن الجادة وهذا الدور السلبي وما يتبعه من الروايات الواهية المكذوبة تمثل خط ار على الا سلام بصفة عامة وعلى الصف المؤمن بصفة خاصة. ومع ذلك فلله حكمة في وقوع حدث هنا أو هناك ليتنزل حكم االله تعالى في هذه القضية أو تلك فيكون العلاج القرآني لينتفع به المؤمنون في ك ل عصورهم ومع كل أجيالهم المتتالية إلى أن يرث االله الا رض ومن عليها. وانطلاقا من هدف الد ارسة وغايتها فقد جعلناها في مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة كما يلي: المبحث الا ول : تعريف الا فك وزمن الوقوع. وفيه مطلبان: المطلب الا ول : تعريف الا فك لغة واصطلاح ا. المطلب الثاني: زمن وقوع الحادثة. المبحث الثاني: دواعي الحادثة ودور المنافقين. وفيه مطلبان: المطلب الا ول: دواعي الحادثة. المطلب الثاني: دور المنافقين في تخريجها وا شاعتها المبحث الثالث: الرد القرآني والح ك م المستفادة. وفيه ثلاثة مطالب: ١ ) ( الا ستاذ الدكتور في التفسير وعلوم الق آرن بكلية أصول الدين بالجامعة الا سلامية غزة. (٢) الحاصل على درجة الماجستير في التفسير وعلوم الق آرن والمحاضر بالكلية الجامعية للعلوم التطبيقية.
المطلب الا ول: الرد القرآني في إثبات الب ارءة. المطلب الثاني: الحكم المستفادة من حادثة الا فك. المطلب الثالث: الا حكام والمواعظ المستنبطة من حادثة الا فك الخاتمة: وفيها أهم ما توصلت إليه الد ارسة من نتاي ج وتوصيات. المطلب الا ول : تعريف الا فك لغة واصطلاحا. المبحث الا ول تعريف الا فك وزمن الوقوع أولا : تعريف الا فك لغة الا فك: هو ان تسمع خب ار وتجعل لسانك طليقا به وهذا هو تعريف رب العالمين للا فك قال تعالى: (إ ذ ت ل ق و ن ه ب أ ل س ن ت ك م و ت ق ول ون ب أ ف و اھ ك م م ا ل ي س ل ك م ب ه ع ل م ( تتلقى أي: {النور: ١٥} باللسان وتقول بما لا تعلم وأن يا تيك الخبر دون يقين. وجاء في معجم مقاييس اللغة "(أفك) الهمزة والفاء والكاف أصل واحد يدل على قلب الشيء وصرفه عن جهته. يقال أفك الشيء. وأفك الرجل إذا كذب. والا فك الكذب. إذا صرفته عنه. قال االله تعالى: (قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلھتنا )[الا حقاف: تختلف مهابها. (٣) يقولون:"إذا كثرت المؤتفكات زكت الا رض". [٢٢ وأفكت الرجل عن الشيء. والمؤتفكات: الرياح التي وفي القاموس المحيط: أف ك كض ر ب وع ل م إف كا بالكسر والفتح والتحريك وأ ف وكا : ك ذ ب كا ف ك فهو أف اك وأفيك وأف وك و عنه ي ا ف ك ه أف كا وقال فخر الدين ال ارزي: (٤) : ص ر ف ه وق ل ب ه أو ق ل ب أر ي ه. الا فك أبلغ ما يكون من الكذب والافت ارء وقيل هو البهتان وهو الا مر الذي لا تشعر به حتى يفجا ك وأصله الا فك وهو القلب لا نه قول ما فوك عن وجهه وأجمع المسلمون (٥) على أن الم ارد ما أفك به على عاي شة. τ وقال المناوي: وقال أبو البقاء (٦) الا فك كل مصروف عن وجهه الذي يحق أن يكون عليه. (٧) :كل شيء في القرآن إفك فهو كذب. ثانيا : تعريف الا فك اصطلاحا : اجتهد الباحثان في وضع تعريف شرعي اصطلاحي لهذه اللفظة الق آرنية وذلك فيما يلي: هو الفرية التي افترها المنافقون بحق السيدة عاي شة الملقب با بي بكر الصديق ψ τ زوج النبي (٨) مع الصحابي الجليل صفوان بن المعطل τ.. وابنة صاحبه في الغار (٣) معجم مقاييس اللغة/ ابن فارس ١١٨/١. (٤) القاموس المحيط/الفيرو آزبادي ٢٨٤/٣ باب الكاف فصل الهمزة مادة (أفك). (٥) التفسير الكبير/ ال ارزي ٣٤٠. ٢٣/ وبمثله قال الزمخشري والبيضاوي. (٦) التوقيف على مهمات التعاريف/ المناوي ص ٨١. (٧) الكليات/ أبو البقاء ص ١٥٣.
المطلب الثاني: زمن وقوع الحادثة. حدثت هذه الحادثة في شهر شعبان من السنة الخامسة للهجرة عند (٩) عامة أهل المغازي وسنة ست على قول ابن إسحاق. وكانت عند الرجوع من غزوة بني المصطلق وسبب الغزوة أنه لما بلغ رسول االله أن الحارث بن أبي ض ارر - أرس وسيد بني المصطلق- سار في قومه وبعض من حالفه من العرب يريدون حرب رسول االله للخروج حينها بعث رسول االله وقد ابتاعوا خيلا وسلاحا وتهي ا وا بريدة بن الحصيب الا سلمي ليستطلع له خبر القوم فا تاهم حتى ورد عليهم ماءهم وقد تا لبوا وجمعوا الجموع ولقي الحارث بن أبي ض ارر وكلمه ورجع إلى رسول االله فا خبره خبرهم فندب رسول االله الناس فا سرعوا في الخروج وخرج معه سبعماي ة مقاتل وثلاثون فرسا وكان منهم جماعة من المنافقين واستعمل على المدينة زيد بن حارثة. وبلغ الحارث بن أبي ض ارر ومن معه مسير رسول االله إليه فخافوا خوفا شديدا وتفرق عنهم من كان معهم من العرب وانتهى رسول االله إلى المريسيع وهو مكان الماء فضرب عليه قبته ومعه عاي شة و أم سلمة وتهيا رسول االله وأصحابه لملاقاة القوم. والصحيح من روايات هذه الغزوة كما يذكر الا مام ابن القيم وأهل السير أنه لم يكن بينهم قتال وا نما أغاروا عليهم عند الماء وسبوا ذ ارريهم وأموالهم ويؤيد هذا ما ثبت في الصحيح "أن النبي أغار على بني المصطلق وهم غار ون- أي غافلون- وأنعامهم تسقى على الماء فقتل مقاتلتهم (١٠) وسبى ذ ارريهم وأصاب يومي ذ جويرية ". وكشفت هذه الغزوة حقد المنافقين على الفي ة المؤمنة فما إن علموا با ن المسلمين انتصروا في المريسيع حتى سعوا في إثارة العصبية بين المهاجرين والا نصار ثم سعوا إلى إيذاء رسول االله في نفسه وأهل بيته فشنوا حربا نفسية مريرة من خلال حادثة الا فك التي اختلقوها على أهل بيت الرسول. المطلب الا ول: دواعي الحادثة. المبحث الثاني دواعي الحادثة ودور المنافقين حادثة الا فك الذي رميت به أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق ما هو إلا حلقة من حلقات التا مر على الدعوة ومحاولة تشويه رموزها وذلك لعلم العدو أن هذا الدين يقوم على المثال والنموذج (٨) قال ابن الجوزي نقلا عن ابن قتيبة : سماه النبي صديقا فقال يكون بعدي اثنا عشر خليفة أبو بكر الصديق لا يلبث إلا قليلا وكان علي بن أبي طالب τ يحلف باالله أن االله أنزل اسم أبي بكر من السماء الصديق وقيل سمي الصديق يوم أخبر النبي بالا س ارء فكذبه قريش وصدقه أبو بكر τ. انظر: تلقيح فهوم أهل الا ثر في عيون التاريخ والسير/ ابن الجوزي ص ٧٤. (٩) انظر: كتاب السيرة النبوية/ ابن هشام ٣٢٥/٣. (١٠) رواه مسلم/ كتاب الجهاد والسير: باب جواز الا غ ارة على الكفار الذين بلغتهم دعوة الا سلام ٨٩٨/٢ رقم الحديث:. ٢٤٠٣
والقدوة فا ذا أفلح في إسقاط هذا النموذج وتشويه تلك القدوة فقد تحق ق له ما أ ارد الحادثة قصة أليمة هزت المجتمع المدني ب ا سره شه ار كاملا ع رفت في السيرة النبوية بحادثة الا فك تتعلق با م المؤمنين عاي شة -رضي االله عنها- كانت بعد غزوة بني المصطلق ساقها االله -جل وعلا- لنا لكي يستفيد منها كل مسلم دروسا عظيمة ويعلم أن البلايا والمحن وأنواع الاختبا ارت نزلت با شرف وأطهر إنسان فلا عليه إن نزل به شيء من ذلك وا ن خير ما يواجه به هو الصبر والاحتساب لينال الا جر في الدنيا والا خرة. إن المصاي ب والفتن اختبا ارت تبين مدى ما يمتلك العبد من الا يمان وهي ضرورة للمؤمن تشحذ همته وتقوي إيمانه ولعل من حكمة الابتلاء أنه فرصة لم ارجعة حسابات مضت ووقفة أمام تطلعات لمستقبل آت فالابتلاء يزيد الرجال نضوجا وصلابة والدعاة الصادقين ثباتا وعمقا ولن يكون الابتلاء ش ار للمؤمنين أبدا فهو خير يسوقه االله لعباده ليعودوا وقد علتهم عزة الا يمان التي يمتلكونها وما هي إلا لحظات حتى نرى أنها ما ازلت على شموخها وقد سقط كل ما حولها وتحول إلى رماد. والنبي مر به عدد من الابتلاءات والمحن منذ بعثه االله جل وعلا بهذا الدين لكن أقسى محنة كانت هي حادثة الا فك. تلك الحادثة التي كشفت عن شناعة جرم المجرمين وبشاعته وهو يتناول بيت النبوة الطاهر الكريم ويتناول عرض رسول االله أكرم الخلق على االله وعرض الصد يق أبي بكر τ أكرم صحابته عليه وعرض رجل من الصحابة وهو صفوان بن المعطل τ ويشغل ذلك الحدث المسلمين بالمدينة شه ار من الزمان هذا الحادث الذى جلب الهموم والا لام لقلب رسول االله وقلب عاي شة -رضي االله عنها- وقلب أبي بكر الصديق وقلب صفوان شه ار كاملا. (١١) والحادثة كما يروها الا مام البخاري رحمه االله تعالى : قال حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس الزبير وسعيد بن المس يب وعلقمة بن وقاص وع بيد عاي شة - رضي االله عنها- زوج النبي حدثني طاي فة من حين قال لها أهل الا فك عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن االله بن عبد االله بن عتبة ابن مسعود عن حديث ما قالوا فب أرها االله مما قالوا وك ل الحديث وبعض حديثهم يصد ق بعضا وا ن كان بعضهم أوعى له من بعض الذي حدثني عروة عن عاي شة - رضي االله عنها- أن عاي شة رضي االله عنها- زوج النبي قالت: ) كان رسول االله إذا أ ارد أن يخرج أقرع بين أزواجه فا يتهن خرج سهمها خرج بها رسول االله عاي شة فا قرع بيننا في غزوة غ ازها فخرج سهمي فخرجت مع رسول االله معه قالت بعد ما نزل الحجاب فا نا أ ح مل في هودجي وأنزل فيه فسرنا حتى إذا فرغ رسول االله من غزوته تلك وقفل ودنونا من المدينة قافلين آذن أقبلت ليلة بالرحيل فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت شا ني إلى رحلي فا ذا ع قد لي من جزع ظفار قد انقطع فالتمست عقدي وحبسني ابتغاؤه وأقبل الرهط الذين كانوا ي رحلون لي فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت ركبت وهم يحسبون أني فيه ١٧٧٤ /٤ (١١) صحيح البخاري/كتاب التفسير: باب قوله ) لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات با نفسهم خي ار ) رقم الحديث ٤٤٧٣.
وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلهن اللحم إنما نا كل العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش فجي ت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب فا ممت منزلي الذي كنت به وظننت أنهم سيفقدونني فيرجعون إلي فبينا أنا جالسة في وارء الجيش منزلي غلبتني عيني فنمت وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من فا دلج فا صبح عند منزلي ف أرى سواد إنسان ناي م فا تاني فعرفني حين رآني وكان ي ارني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخ مرت وجهي بجلبابي واالله ما كلمني سمعت منه إلا استرجاعه حتى أناخ ارحلته فوطي على يديها فركبتها فانطلق أتينا الجيش بعد ما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة فهلك من هلك أبي بن سلول فقدمنا المدينة فاشتكيت حين قدمت أشعر بشيء من ذلك وهو يريبني في وجعي أرى منه حين الذي يريبني متبرزنا- أشتكي إنما يدخل علي رسول االله كلمة ولا يقود بي ال ارحلة حتى وكان الذي تولى الا فك عبد االله بن شه ار والناس ي فيضون في قول أصحاب الا فك لا أني لا أعرف من رسول االله - - فيسلم ثم يقول كيف تيكم ثم ولا أشعر حتى خرجت بعد ما نقهت فخرجت معي أم مسطح قبل المناصع وكنا لا نخرج إلا ليلا إلى ليل وذلك قبل أن نتخذ الكنف الا ول في التبرز قبل الغاي ط فكنا نتا ذى بالكنف ابنة أبي رهم بن عبد مناف وأمها بنت صخر بن عامر خالة أثاثة- فا قبلت أنا وأم مسطح مسطح فقلت لها: وما قال رسول االله اللطف الذي كنت ينصرف فذاك - وهو (١٢) قريبا من بيوتنا وأمرنا أمر العرب أن نتخذها في بيوتنا فانطلقت أنا وأم مسطح -وهي أبي بكر الصديق وابنها مسطح بن قبل بيتي قد فرغنا من شا ننا فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت: بي س ما قلت أتسبين رجلا شهد بد ار! قالت: فا خبرتني بقول أهل الا فك فازددت مرضا على مرضي تعني سلم ثم قال: استيقن الخبر من قبلهما قالت: يا الناس قالت: كيف تيكم فقلت أتا ذن لي أن آتي فا ذن لي رسول االله تعس أي هنتاه أو لم تسمعي ما قال قلت: فلما رجعت إلى بيتي ودخل عل ي أبوي قالت: فجي ت أبوي فقلت لا مي: وأنا حيني ذ أريد أن يا أمتاه ما يتحدث بنية ه وني عليك فواالله لقلما كانت ام أرة قط وضيي ة عند رجل يحبها ولها ض اري ر إلا كثرن عليها قالت : فقلت: سبحان االله ولقد تحدث الناس بهذا! قالت: فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت (١٣) لا يرقا لي دمع وأسامة بن زيد ولا أكتحل بنوم حتى أصبحت أبكي فدعا رسول االله رضي االله - بن زيد فا شار على رسول االله - عنهما حين استلبث يا رسول االله أهلك وما نعلم إلا خي ار وأما علي بن أبي طالب فقال: الوحي يستا مرهما في ف ارق أهله قالت: علي بن أبي طالب فا ما أسامة بالذي يعلم من ب ارءة أهله وبالذي يعلم لهم في نفسه من الود فقال : يا رسول االله لم يضيق االله عليك (١٢) المناصع: جمع منصع وهو الموضع الذي يتخلى فيه لقضاء الحاجة وهي هنا أماكن كانت معروفة من ناحية البقيع سميت بذلك لا ن الا نسان ينصع فيها أي يخلص من النصوع وهو الخلوص والناصع الخالص. فتح الباري/ابن حجر ١٩٥/١ (١٣) لا يرقا لي دمع: بالقاف بعدها همزة أي لا ينقطع. فتح الباري/ابن حجر ٤٦٧. ٨/
والنساء سواها كثير وا ن تسا ل الجارية تصدقك قالت: فدعا رسول االله أريت من شيء ي ريبك قالت بريرة: من أنها جارية حديثة السن لا يومي ذ من عبد االله بن أبي بن سلول قالت: من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل رجلا ما علمت عليه إلا يا رسول االله أنا أعذرك منه ففعلنا أمرك قالت: الحمية- سعد- فقال لسعد: فقال لسعد بن عبادة: الا وس والخزرج حتى هموا أن فقال: بريرة والذي بعثك بالحق إن أريت عليها أم ار أغمصه (١٥) تنام عن عجين أهلها فتا تي الداجن فقال رسول االله (١٤) فتا كله فقام رسول االله أي بريرة هل عليها أكثر وهو على المنبر: فاستعذر يا معشر المسلمين بيتي فوا االله ما علمت على أهلي إلا خي ار ولقد ذكروا خي ار وما كان يدخل على أهلي إلا معي فقام سعد بن معاذ الا نصاري فقال: إن كان من الا وس ضربت عنقه وا ن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا فقام سعد بن عبادة -وهو سيد الخزرج وكان قبل ذلك رجلا صالحا ولكن احتملته كذبت لعمر االله لا تقتله ولا تقدر على كذبت لعمر االله يقتتلوا ورسول االله حتى سكتوا وسكت قالت فمكثت يومي ذلك لا يرقا لي دمع ولا عندي وقد بكيت ليلتين ويوما لا أكتحل بنوم ولا يرقا فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي فبينا نحن على قالت: قتله فقام أسيد بن حضير- وهو ابن عم لنقتلنه فا نك منافق تجادل عن المنافقين فتثاور الحيان قاي م على المنبر فلم يزل رسول االله أكتحل بنوم قالت: يخفضهم فا صبح أبواي لي دمع يظنان أن البكاء فالق كبدي قالت: فاستا ذنت عل ي ام أرة من الا نصار فا ذنت لها فجلست تبكي معي ذلك دخل علينا رسول االله ثم جلس قالت: قبلها وقد لبث ش ه ار لا ي وحى إليه في شا ني قالت فتشهد رسول االله ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل حين جلس ثم قال: أما بعد يا عاي شة فا نه قد بلغني عنك كذا وكذا فا ن كنت بريي ة فسيبري ك االله وا ن كنت ألممت بذنب فاستغفري االله وتوبي إليه فا ن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى االله تاب االله عليه قالت : فلما قضى رسول االله مقالته قلص دمعي أدري ما أقول لرسول االله قالت: حتى ما أحس منه قطرة فقلت لا بي: قلت لا مي: أجيبي رسول االله فقلت وأنا جارية حديثة السن لا أق أر كثي ار من حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به ولي ن اعترفت لكم القرآن: أجب رسول االله قالت: واالله ما قال: فيما قال ما أدري ما أقول لرسول االله إني واالله لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث فلي ن قلت لكم إني بريي ة واالله يعلم أني بريي ة لا تصدقونني بذلك با مر واالله يعلم أني منه بريي ة لتصدقني واالله ما أجد لكم مثلا إلا قول أبي يوسف قال: فصبر جميل واالله المستعان على ما تصفون قالت: ثم تحولت فاضطجعت على ف ارشي قالت: وأنا حيني ذ أعلم أني بريي ة وأن االله مبري ي بب ارءتي ولكن واالله ما كنت أظن أن االله منزل في شا ني وحيا ي تلى ولشا ني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم االله ف ي با مر ي تلى ولكن كنت أرجو أن يرى رسول االله في النوم رؤيا يبري ني االله بها. قالت فوا االله ما ارم رسول االله ولا خرج أحد من أهل البيت حتى (١٤) أغ م ص ه عليها : أي أع ي بها به وأط ع ن به عليه. النهاية في غريب الحديث والا ثر/الجزري ٧٢٥/٣ (١٥) الد اجن: التي يعلفها الناس في منازلهم ولا يبعث بها إلى المرعى. غريب الحديث/ لابن قتيبة ٥٥٤/١.
أنزل عليه فا خذه ما كان يا خذه من البرحاء حتى أنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق وهو في يوم شات من ثقل القول الذي ينزل عليه. قالت فلما س ري عن رسول االله س ري عنه وهو يضحك فكانت Υ أول كلمة تكلم بها: يا عاي شة أما االله فقد ب أرك فقالت أمي: ق ومي إليه قالت فقلت: واالله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا االله Υ وأنزل االله: [إ ن ال ذ ين ج اء وا ب اإل ف ك ع ص ب ة م ن ك م ال ت ح س ب وه...] {النور: ١١ } الا ية العشر الا يات كلها فلما أنزل االله هذا في ب ارءتي قال أبو بكر τ الصديق وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لق اربته منه وفقره: واالله لا أنفق على مسطح شيي ا أبدا بعد الذي قال لعاي شة ما قال فا نزل االله :( و ال ي أ ت ل أ و ل وا ال ف ض ل م نك م و ال سع ة أ ن ي ؤ ت وا أ و ل ي ال ق ر ب ى و ال م س اك ين و ال م ھ اج ر ين ف ي س ب يل الله و ل ي ع ف وا و ل ي ص ف ح وا أ ال ت ح ب ون أ ن ي غ ف ر الله ل ك م و الله غ ف ور رح ي م){ النور: ٢٢ } قال أبو بكر: بلى واالله إني أحب أن يغفر االله لي فر جع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه وقال واالله لا أنزعها منه أبدا قالت عاي شة: وكان رسول االله يسا ل زينب ابنة جحش عن أمري زينب: يا فقال: ماذا علمت أو أريت فقالت: يا رسول االله أحمي سمعي وبصري ما علمت إلا خي ار قالت: وهي التي كانت ت ساميني من أزواج رسول االله فعصمها االله بالورع وطفقت أختها "حمنة" تحارب لها فهلكت فيمن هلك من أصحاب الا فك. المطلب الثاني: دور المنافقين في تخريجها وا شاعتها. لما رمى أرس النفاق عبداالله بن أبي ابن سلول الصديقة الطاهرة عاي شة رضي االله عنها بما ب أرها االله منه غضب االله ج ل وعلا لانتهاك حرمة نبيه فنفى التهمة عن الصديقة وأنزل في تبري تها من فوق سبع سموات آيات ح و ت الوعيد الشديد في الدنيا والتوعد بالعذاب العظيم في الا خرة. العفيفة. وقد انتهى ذلك الا فك بجلد الخاي ضين فيه وتوبتهم واعتذارهم إلى نبيهم وزوجه الطاهرة وبعد ذلك بقرون أحدث المنافقون إفك ا آخر اتهموا به العفيفة الطاهرة في عرضها مرة أخرى ولم يحاسبهم أحد إلا االله فا نه مطلع عليهم وهو يدافع عن رسوله وحبيبه ويذب عن عرض خليله فقد زعم المنافقون أن قوله تعالى: (ض ر ب الله م ث ال ل ل ذ ين ك ف ر وا ا م ر أ ة ن وح و ا م ر أ ة ل وط ك ان ت ا ت ح ت ع ب د ي ن م ن ع ب اد ن ا ص ال ح ي ن ف خ ان ت اھ م ا ف ل م ي غ ن ي ا ع ن ھ م ا م ن الله ش ي ئا و ق يل اد خ ال الن ار م ع ال داخ ل ي ن) [التحريم: ١٠ ] مثل ضربه االله لعاي شة وحفصة رضي االله عنهما. على (عاي شة) وقد فسر بعضهم الخيانة بارتكاب الفاحشة -والعياذ باالله تعالى-. قال القمي في تفسير هذه الا ية: "واالله ما عنى بقوله: (فخانتاهما) (١٦) فيما أتت". إلا الفاحشة وليقيمن (١٧) ولا بد أن يقام هذا الحد عند رجعة الا ي مة حسب معتقد الشيعة الباطل في ذلك. الحد (١٦) تفسير القمي ٣٧٧/٢. (١٧) انظر: البرهان/ البح ارني ٣٥٨/٤-٣٧٥.
مبغضي علي" ولم يكتف هؤلاء بهذا بل نسبوا إليها أقوالا في غاية الخسة والبذاءة. ذكر رجب البرسي -وهو من علماي هم- "أن عاي شة جمعت أربعين دينار ا من خيانة وفر قتها على (١٨). وذكر أحمد بن علي الطبرسي أن عاي شة (١٩) نصطاد شاب ا من شباب قريش با ن يكون مشغوف ا بها". فقاتلهم االله كيف حفظوا النبي أرس المنافقين وأتباعه زمن رسول االله. في زوجته وأحب الناس إليه! "زينت يوم ا جارية كانت وقالت: لعلنا لقد رموها با شد مما رماها به لا يشك عاقل أن هذه الم ازعم من البهتان المبين والا فك المفترى فاالله سبحانه وتعالى لم يضرب ام أرة نوح وام أرة لوط مثلا لعاي شة وحفصة رضي االله عنهما بل هو مثل مضروب للذين كفروا مطلق ا كما قال االله تعالى في أرس الا ية: ) ض ر ب الله م ث ال ل ل ذ ين ك ف ر وا ا م ر أ ة ن وح و ا م ر أ ة ل و ط ( [التحريم: ١٠ ] والمنافقون لما كانوا يحقدون على عاي شة وحفصة رضي االله عنهما ويعتقدون كفرهما قصروا المثل المضروب عليهما وخصوه بهما. ولم يقل أحد من مفسري أهل السنة أن الخيانة من ام أرة نوح وام أرة لوط هي الوقوع في (٢٠) الفاحشة وا نما أولوها با نها الخيانة في الدين. وفي ذلك يقول حبر هذه الا مة عبد االله بن عباس رضي االله عنهما: "ما زنتا أما خيانة ام أرة نوح فكانت تخبر أنه مجنون وأما خيانة ام أرة لوط فكانت تدل قومها على أضيافه". وتبعه على ذلك (٢١) جميع المفسرين. لاشك أن قول االله تعالى: (إ ن ال ذ ين ي ؤ ذ ون الله و ر س ول ه ل ع ن ھ م الله ف ي ال دن ي ا و اآلخ ر ة و أ ع د ل ھ م ع ذ ابا م ھ ينا ) {األحزاب: ٥٧ } وقوله جل وعلا: (و ال ذ ين ي ؤ ذ ون ال م ؤ م ن ين و ال م ؤ م ن ات ب غ ي ر م ا اك ت س ب وا ف ق د اح ت م ل وا ب ھ ت انا و إ ث ما م ب ينا ) {األحزاب: ٥٨ } منطبق على من قذفها لا ن في قذفها من حيث كونها زوج رسول االله إيذاء الله ورسوله وقذفها من حيث كونها مؤمنة غافلة إيذاء لها ولمن اتهموه بها رضي االله عنهما وأرضاهما. وينبغي أن يعلم أن سب عاي شة رضي االله عنها بما بر أها االله منه يعتبر مروق ا من الدين - حسبما تقرر في القواعد الشرعية- وسابها كافر وعلى هذا إجماع علماء المسلمين مستدلين بقوله تعالى: (ي ع ظ ك م الله أ ن ت ع ود وا ل م ث ل ه أ ب دا إ ن ك نت م م ؤ م ن ين ( {النور: ١٧ } وبغيرها من آيات الكتاب الحكيم. ثم بعد ذلك أولوا حادثة الافك وقالوا أن االله لم يب أر السيدة عاي شة رضى االله عنها إنما المبري ة مارية القبطية وما رمتها به عاي شة من أنها حملت با ب ارهيم من جريج القبطى. فجعل القمي من الحديث عن الا فك اتهاما للسيدة عاي شة لا تبري ة لها ال ذ ين ج اؤ وا ب اإل ف ك ع ص ب ة منك م ) قال: فعند قوله! ) إ ن تعالى: فا ن العامة رووا أنها نزلت في عاي شة وما رميت به في غزوة (١٨) مشارق أنوار اليقين/ رجب البرسي ص: ٨٦. (١٩) الاحتجاج/ الطبرسي ص: ٨٢. (٢٠) انظر: جامع البيان/ الطبري ١٦٩/٢٨-١٧١ تفسير ابن كثير ٣٩٣/٤ فتح القدير/ الشوكاني ٢٥٥/٥-٢٥٦. (٢١) الم ارجع السابقة.
بنى المصطلق من خ ازعة وأما الخاصة فا نهم رووا أنها نزلت في مارية القبطية وما رمتها به بعض النساء المنافقات. ثم ذكر رواية عن الا مام أبى جعفر أنه قال: " حزنا شديدا فقالت منافقة: بقتله فذهب علي υ ما الذي يحزنك عليه فما هو إلا ابن جريج! لما مات إب ارهيم بن رسول االله فبعث رسول االله اليه ومعه السيف وكان جريح القبطي في حاي ط وضرب علي υ فا قبل اليه جريح ليفتح له الباب فلما أرى عليا حزن عليه υ عرف في وجهه الغضب فا دبر ارجعا عليا وأمره باب البستان ولم يفتح الباب فوثب علي υ على الحاي ط ونزل إلى البستان واتبعه وولى جريح مدب ار فلما خشي أن يرهقه صعد في نخلة وصعد علي υ في أثره فلما دنا منه رمى بنفسه من فوق النخلة فبدت عورته فا ذا ليس له ما للرجال ولا ما للنساء فانصرف علي υ إلى النبي فقال يا رسول االله إذا بعثتني في الا مر أكون فيه كالمسمار المحمى في الوتر أم اثبت قال فقال لا بل اثبت فقال والذي بعثك بالحق ما له ما للرجال ولا ما للنساء فقال رسول االله (٢٢) الحمد الله الذي يصرف عنا السوء أهل البيت". وفى سورة الحج ارت ذكر قصة اتهام فلانة لمارية وأمر الرسول هذا كان سبب نزول قوله تعالى: ) (٢٣). {٦ عليا با ن يقتل جريجا وأن ي ا أ ي ھ ا ال ذ ين آم ن وا إ ن ج اءك م ف اس ق ب ن ب أ ف ت ب ي ن وا..){الحجرات: ومن التخبط أن هذه الحادثة كانت عنده سببا في نزول آيتين مختلفتين متباينتين. يقول: وقوله: (ي ا أ ي ھ ا ال ذ ين آم ن وا إ ن ج اء ك م ف اس ق ب ن ب أ ف ت ب ي ن وا أ ن ت ص يب وا ق و ما ب ج ھ ال ة ف ت ص ب ح وا ع ل ى م ا ف ع ل ت م ن اد م ين ( {الحجرات: ٦ } فا نها نزلت في مارية القبطية أم إب ارهيمυ وكان سبب ذلك أن عاي شة قالت لرسول االله إن (٢٤) إب ارهيم ليس هو منك وا نما هو من جريح القبطي... الخ ثم قال القمي: وفي رواية عبداالله (عبيد االله) بن موسى عن أحمد بن رشيد عن مروان بن مسلم عن عبداالله بن بكير قال قلت لا بي عبداالله : υ جعلت فداك كان رسول االله أمر بقتل القبطي وقد علم أنها قد كذبت عليه أو لم يعلم وا نما دفع االله عن القبطي القتل بتثبت علي υ فقال بلى قد كان واالله أعلم ولو كانت عزيمة من رسول االله القتل ما رجع علي υ حتى يقتله ولكن إنما فعل رسول االله لترجع عن ذنبها فما رجعت ولا اشتد عليها قتل رجل مسلم بكذبها. ولا أدري إذا كان الطوسي وهو شيخ الطاي فة يعتبر من العامة لا نه لم يورد عند تفسير هاتين الا يتين أي شيء يتعلق بمارية فا نه فسر حادثة الا فك على أنها إتهام المنافقين عاي شة بالفاحشة والعياذ باالله وأما الفاسق فقال با نه الوليد بن عقبة و كلا التفسيرين يوافق تفسير العامة ويخالف خاصة الشيطان و مما يستغرب منه أن القمي لم يتعرض في تفسيره إلى العصبة الذين جاؤا بالا فك ولا من (٢٢) تفسير القمي ٩٩ / ٢ بتصرف يسير. (٢٣) انظر : تفسير القمي ٣١٨ / ٢.٣١٩ (٢٤) انظر: بحار الا نوار/ المجلسي: ١٠٣/٦٧
هو الذي تولى كبره ولا من هم الذين تلقوه با لسنتهم و يقولون با فواههم ما ليس لهم به علم ولم يحدد من هم أولوا الفضل و السعة ولم يذكر شيي ا عن حد القذف الذي أقيم على عاي شة رضي االله عنها- بموجب القرآن الكريم ولو وقع الحد لعلم ذلك عند العامة والخاصة ولكنه لم يحصل لا لا ن عاي شة رضي االله عنها- فوق القانون بل لا ن الحادثة أي قذف عاي شة لمارية لم تحصل أصلا بل هي من افت ارءات الحاقدين اللذين يريدون أن يجعلوا من الا يات التي نزلت في تبري ة عاي شة رضي االله عنها- و هي نوع فضيلة لها إلى آيات ذم. فكيف تكون عاي شة التي مرت بهذه التجربة المريرة سنة خمس للهجرة وسمعت قوله تعالى: (ي ع ظ ك م الله أ ن ت ع ود وا ل م ث ل ه أ ب دا إ ن ك ن ت م م ؤ م ن ين ( (النور: ١٧ ) هي التي تقذف مارية سنة ثمانية للهجرة! فحادثة الا فك وقعت في شهر شعبان من السنة الخامسة للهجرة عندما جرت أحداث غزوة بني المصطلق (المريسيع). أما ماريا القبطية رضي االله عنها فهي من س ارري الرسول وأم ابنه إب ارهيم وقد أهداها له المقوقس ملك مصر سنة سبع من الهجرة وكان معها ما بور فقد كان يدخل على مارية وسيرين بلا إذن كما جرت به عادته بمصر فتكلم بعض الناس فيها بسبب ذلك ولم يشعروا أنه خصي حتى انكشف (٢٥) الحال قال ابن الا ثير: "مارية القبطية مولاة رسول االله وسريته وهي أم ولده إب ارهيم بن النبي أهداها له المقوقس صاحب الا سكندرية وأهدى معها أختها سيرين وخصيا يقال له ما بور وبغلة شهباء وحلة حرير" (٢٦). فكيف تنزل اية ب ارءة ماريا القبطية وب ارءتها ظهرت دون الحاجة لا ن تنزل فيها آيات. رضي االله وفي الا ية قال تعالى(إ ن ال ذ ين ج اؤ وا ب اإل ف ك ع ص ب ة منك م.. ( {النور: ١١ }. فقال عصبه بمعنى: مجموعة وهي من عشرة إلى أربعين وهؤلاء هم العصبة عنها كما يزعم ال ارفضة الذين نالوا من أمنا عاي شة رضي االله عنها. إن كان المنافقون يقولون إن آيات الا فك نزلت في ب ارءة ماريا رضي االله عنها فمعنى ذلك إن عاي شة رضي االله عنها لم تكن متهمة بشيء وقولهم ينسف التهمة من أصلها. وا ن قالوا إن لها حادثة وأتهمت بمثل ذلك فا ن الا يات نزلت في عاي شة وأثبته أهل السير الروايات والتاريخ كونها هي من ارفق النبي في غزوة بني المصطلق. المطلب الا ول: الرد القرآني في إثبات الب ارءة. المبحث الثالث الرد القرآني والحكم المستفادة (٢٥) انظر: البداية والنهاية/ ابن كثير ٣٠٣. ٥/ (٢٦) أسد الغابة/ ابن الا ثير ٢٦١/٦
غلظ جل جلاله عقوبة من رمى الصديقة عاي شة رضي االله عنها بالا فك فالا يات القوارع مشحونة بالوعيد الشديد والزجر العنيف واستفظاع ما أقدموا عليه من التلقي بالا لسنة والقول بالا فواه القذفة ملعونين في الدنيا والا خرة وأرجلهم ستشهد عليهم با فكهم وبهتانهم بسبب خوضهم في عرض نبيه واستعظام ما جاء به أرس النفاق ومن رددوا قوله من الا فك وتوعدهم بالعذاب الشديد في الا خرة وهذا ليس ظلما لهم وتكلمهم على زوجة رسوله يحسبونه هينا وهو عند االله عظيم فجعل وأخبر أن ألسنتهم وأيديهم بل هو ج ازؤهم الحق الذي هم أهله تنبيها لهم على علو منزلة رسول االله وقد انتهى ذاك الا فك بجلد الخاي ضين فيه وتوبتهم واعتذارهم إلى نبيهم وزوجه الطاهرة العفيفة. قال تعالى: (إ ن ال ذ ين ج اء وا ب اإل ف ك ع ص ب ة م ن ك م ال ت ح س ب وه ش ر ا ل ك م ب ل ھ و خ ي ر ل ك م ل ك ل ام ر ئ م ن ھ م م ا اك ت س ب م ن اإل ث م و ال ذ ي ت و ل ى ك ب ر ه م ن ھ م ل ه ع ذ اب ع ظ يم ل و ال إ ذ س م ع ت م وه ظ ن ال م ؤ م ن ون و ال م ؤ م ن ات ب أ ن ف س ھ م خ ي ر ا و ق ال وا ھ ذ ا إ ف ك م ب ين ل و ال ج اء وا ع ل ي ه ب أ ر ب ع ة ش ھ د اء ف إ ذ ل م ي أ ت وا ب ال شھ د ا ء ف أ ول ئ ك ع ن د الله ھ م ال ك اذ ب ون و ل و ال ف ض ل الله ع ل ي ك م و ر ح م ت ه ف ي ال دن ي ا و اآل خ ر ة ل م سك م ف ي م ا أ ف ض ت م ف يه ع ذ اب ع ظ يم إ ذ ت ل ق و ن ه ب أ ل س ن ت ك م و ت ق ول ون ب أ ف و اھ ك م م ا ل ي س ل ك م ب ه ع ل م و ت ح س ب ون ه ھ ي ن ا و ھ و ع ن د الله ع ظ يم و ل و ال إ ذ س م ع ت م وه ق ل ت م م ا ي ك ون ل ن ا أ ن ن ت ك ل م ب ھ ذ ا س ب ح ان ك ھ ذ ا ب ھ ت ان ع ظ ي م ي ع ظ ك م الله أ ن ت ع ود وا ل م ث ل ه أ ب د ا إ ن ك ن ت م م ؤ م ن ين و ي ب ي ن الله ل ك م اآل ي ات و الله ع ل يم ح ك يم إ ن ال ذ ين ي ح ب ون أ ن ت ش يع ال ف اح ش ة ف ي ال ذ ين آم ن وا ل ھ م ع ذ اب أ ل يم ف ي ال دن ي ا و اآل خ ر ة و الله ي ع ل م و أ ن ت م ال ت ع ل م و ن و ل و ال ف ض ل الله ع ل ي ك م و ر ح م ت ه و أ ن الله ر ء وف ر ح يم ي ا أ ي ھ ا ال ذ ين آم ن وا ال ت ت ب ع وا خ ط و ات ال شي ط ان و م ن ي ت ب ع خ ط و ات ال شي ط ان ف إ ن ه ي أ م ر ب ال ف ح ش اء و ال م ن ك ر و ل و ال ف ض ل الله ع ل ي ك م و ر ح م ت ه م ا ز ك ى م ن كم م ن أ ح د أ ب د ا و ل ك ن الله ي ز كي م ن ي ش اء و الله س م يع ع ل يم و ال ي أ ت ل أ ول و ال ف ض ل م ن ك م و ال سع ة أ ن ي ؤ ت وا أ ول ي ال ق ر ب ى و ال م س اك ين و ال م ھ اج ر ين ف ي س ب يل الله و ل ي ع ف وا و ل ي ص ف ح وا أ ال ت ح ب ون أ ن ي غ ف ر الله ل ك م و الله غ ف ور ر ح ي م إ ن ال ذ ين ي ر م ون ال م ح ص ن ات ال غ اف ال ت ال م ؤ م ن ات ل ع ن وا ف ي ال دن ي ا و اآل خ ر ة و ل ھ م ع ذ اب ع ظ ي م ي و م ت ش ھ د ع ل ي ھ م أ ل س ن ت ھ م و أ ي د يھ م و أ ر ج ل ھ م ب م ا ك ان وا ي ع م ل ون ي و م ئ ذ ي و ف يھ م الله د ين ھ م ال ح ق و ي ع ل م ون أ ن الله ھ و ال ح ق ال م ب ين ال خ ب يث ات ل ل خ ب يث ين و ال خ ب يث ون ل ل خ ب يث ات و الط ي ب ات ل لط ي ب ين و الط ي ب ون ل لط ي ب ات أ ول ئ ك م ب رء ون م ما ي ق ول ون ل ھ م م غ ف ر ة و ر ز ق ك ر يم ) {النور: ١١-٢٦}. لاشك أن قول االله تعالى: (إ ن ال ذ ين ي ؤ ذ ون الله و ر س ول ه ل ع ن ھ م الله ف ي ال دن ي ا و اآلخ ر ة و أ ع د ل ھ م ع ذ ابا م ھ ينا ) {األحزاب: ٥٧ } وقوله جل وعلا: (و ال ذ ين ي ؤ ذ ون ال م ؤ م ن ين و ال م ؤ م ن ات ب غ ي ر م ا اك ت س ب وا ف ق د اح ت م ل وا ب ھ ت انا و إ ث ما م ب ينا ){األحزاب: ٥٨ } منطبق على م ن قذفها لا ن في قذفها من حيث كونها زوج رسول االله إيذاء الله ورسوله رضي االله عنهما وأرضاهما. وقذفها من حيث كونها مؤمنة غافلة إيذاء لها ولمن اتهموه بها وينبغي أن ي علم أن سب عاي شة رضي االله عنها بما بر أها االله منه يعتبر مروق ا من الدين حسبما تقرر في القواعد الشرعية- تعالى: الحكيم. (ي ع ظ ك م الله أ ن ت ع ود وا ل م ث ل ه أ ب دا إ ن ك نت م م ؤ م ن ين ( -. وسابها كافر وعلى هذا إجماع علماء المسلمين مستدلين بقوله {النور: ١٧ } وبغيرها من آيات الكتاب (٢٧) قال القاضي أبو يعلى: "من قذف عاي شة رضي االله عنها بما ب أرها االله منه كفر بلا خلاف" (٢٧) نقله عنه ابن تيمية/ الصارم المسلول ص: ٥٧١.
"وروي عن محمد بن زيد بن علي بن الحسين أخي الحسن بن زيد أنه لما قدم عليه رجل من الع ارق فذكر عاي شة بسوء فقام إليه بعمود فضرب به دماغه فقتله فقيل له: فقال: الا باء! هذا سمى جدي (يعني رسول االله ( (٢٩). هذا من شيعتنا ومن بني (٢٨) قرنان ومن سمى جدي قرنان استحق القتل" وروي عن أخيه الحسن بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب: "أنه كان بحضرته رجل فذكر عاي شة بذكر قبيح من الفاحشة فقال: من شيعتنا فقال: معاذ االله! يا غلام! هذا رجل طعن على النبي و ال خ ب يث ون ل ل خ ب يث ات و الط ي ب ات ل لط ي ب ين و الط ي ب ون ل لط ي ب ات ) فالنبيخبيث فهو كافر فاضربوا عنقه. الدين.." (٣١) اضرب عنقه فقال له العلويون: وقال االله تعالى: {النور: ٢٦ } هذا رجل (ال خ ب يث ات ل ل خ ب يث ين فا ن كانت عاي شة خبيثة.(٣٠) فضربوا عنقه وأنا حاضر-على حد قول ال اروي- وقال شيخ الا سلام ابن تيمية: "ومن رمى عاي شة رضي االله عنها بما ب أرها االله منه فقد مرق من وقال ابن حجر الهيتمي بعد ما ذكر حديث الا فك: "ع لم من حديث الا فك أن من نسب عاي شة إلى الزنا كان كافر ا وقد صرح بذلك أي متنا وغيرهم لا ن في ذلك تكذيب ا للنصوص القرآنية وم كذبها كافر با جماع المسلمين وبه يعلم القطع بكفر كثيرين من غلاة الروافض لا نهم ينسبونها إلى ذلك قاتلهم االله (٣٢) أنى يؤفكون". وقال الشيخ محمد بن سليمان التميمي حاكي ا عن عاي شة رضي االله عنها: "والحاصل أن قذفها (٣٣) كيفما كان يوجب تكذيب االله تعالى في إ خ ب اره عن تبري تها عما يقول القاذف فيها". (٣٤) ويقول في موضع آخر: "ومن كذ ب االله فقد كفر". ونقل قول بعض أهل البيت في ذلك: "وأما قذفها الا ن فهو كفر وارتداد ولا يكفي فيه الجلد لا نه تكذيب لسبع عشرة آية في كتاب االله كما مر فيقتل ردة... زوجة رسول رب العالمين (٣٥) ابن سلول أرس المنافقين...". ومن يقذف الطاهرة الطيبة أم المؤمنين ل عن في الدنيا والا خرة كما صح ذلك عنه فهو من ضر ب عبداالله بن أبي وأقوال علماء المسلمين كثيرة في هذا الباب وكلها متضافرة في كفر من رمى الصديقة بما ب أرها االله منه أو نسبها إلى الفاحشة -عياذ ا باالله- متبعين لكتاب ربهم الذي قرر أن الطيبين للطيبات (٢٨) الق ر نان : الذي لا غ ي ر ة له. العين/ الخليل بن أحمد الف ارهيدي ١٤٣/٥ (٢٩) ابن تيمية/الصارم المسلول ص: ٥٦٧-٥٦٦. (٣٠) المصدر السابق: ص: ٥٦٦. (٣١) المصدر السابق ص: ٥٦٨. (٣٢) الصواعق المحرقة/ ابن حجر الهيتمي ص: ١٠١. (٣٣) رسالة في الرد على ال ارفضة لمحمد التميمي ص: ٢٥-٢٤. (٣٤) المصدر السابق ١٧/١. (٣٥) المصدر السابق ١٧/١.
والخبيثين للخبيثات وسنة نبيهم عاي شة حب ا لم يساو بها فيه أحد ا من الناس وكان وبعد ذلك بقرون أحدث الشيعة إفكا التي دل ت دلالة قطعية على أن رسول االله (٣٦) لا يحب إلا طيب ا. يحب الصديقة الطيبة آخر اتهموا العفيفة الطاهرة في عرضها مرة أخرى يحاسبهم أحد إلا االله فا نه مطلع عليهم وهو يدافع عن رسوله وحبيبه ويذب عنها. المطلب الثاني: الح كم المستفادة من حادثة الا فك. ولم هذه الحادثة مع ما فيها من آلام شديدة تركت و ارءها العديد من الح كم الجليلة والفواي د الكثيرة التي ينبغي الاستفادة منها في واقعنا كا ف ارد ومجتمعات منها : أولا : درس في الثبات والصبر على البلاء الخلق محمد.. لقد أرينا كيف كان وقع هذه الحادثة الا ليمة على أشرف وعلى زوجت ه الطاهرة التي كاد قلبها أن ينفطر من الحزن والبكاء وعلى صاحب ه أبي بكر الصديق التقي السابق الوفي أحب الناس إلى النبي.. والحزن ما لم يعانيه من قبل فهذا أمر لم يتهم به في الجاهلية أيرمى به في الا سلام فقد عانى أبو بكر وزوجته من الا لم وكان الا لم يعتصر في قلب صفوان بن المعطل وهو ي رم ى بخيانة بيت النبوة وهتك عرض من يحبه حبا عظيما بعد االله عز وجل. ومع شدة البلاء إلا أنهم جميعا واجهوه بالصبر والثبات حتى أنزل االله تعالى الفرج من عنده. ثانيا : أكدت هذه المحنة على وجوب التثبت في نقل الا خبار والا حكام من الا قوال قبل نشرها والتا كد من صحتها حتى لا يقع الا نسان في الكذب والظلم والحذر من الخوض في أع ارض المسلمين بغير حجة أو برهان أو إشاعة مثل هذه الا خبار غير الموثوقة في المجتمع بل الواجب على المسلمين أن يظنوا با نفسهم وا خوانهم خي ار ولا يعتمدوا على سوء الظن وقالة السوء التي ينشرها المنافقون في المجتمع وأن يطهروا أسماعهم وأبصارهم وألسنتهم من هذا البهتان العظيم ثم إن كانت لديهم البينة على م ن أشاع ذلك فليطلبوا إقامة الحد الشرعي على م ن ينقل هذا البهتان من المنافقين أو المخدوعين من المسلمين. {النور: ١٦ }. ثالثا : قال تعالى: (و ل و ال إ ذ س م ع ت م وه ق ل ت م ما ي ك ون ل ن ا أ ن ن ت ك ل م ب ھ ذ ا س ب ح ان ك ھ ذ ا ب ھ ت ان ع ظ يم ) بيان خطر المنافقين على المجتمع المسلم كما وقع من أرس النفاق عبد االله بن أبي ابن سلول ومن و ارءه من المنافقين واليهود الذين كانوا يتا مرون على الا سلام والنبي فلما باءت كل محاولاتهم بالفشل لجا وا إلى هذا الا سلوب الخسيس با ن يشككوا في أطهر وأشرف بيت عرفته البشرية إلى يومنا هذا بل وا لى قيام الساعة. ولا ت ازل أذناب هؤلاء المجرمين إلى يومنا هذا إلى اليوم ونحن نسمع من يرمي أم المؤمنين عاي شة بالفاحشة من ال ارفضة وبالباطنية الذين يصرحون في كتبهم ودروسهم الا ن أن عاي شة ازنية (٣٦) انظر كتاب: أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الا صحاب/ الحسني.
حاشاها عن ذلك بل يقذفونها بالا لفاظ الشنيعة والا وصاف البشعة التي لا يمكن أن نذكرها في هذا المقام. وهؤلاء في الحقيقة لا حظ لهم من الا سلام فهم أول المكذبين بالقرآن الذي ب أر عاي شة من فوق سبع سموات وهم أول الطاعنين في عرض النبي. فا ظهرت الحادثة خطر المنافقين وج أرتهم حتى نالوا من عرض رسول االله ثم ما ينبغي على المؤمن فعله عند سماع الشاي عات من حفظ اللسان وعدم الخوض فيها يضاف إلى ذلك الصبر وعدم التعجل في الا مور عند الابتلاء أسوة بالنبي كما برز في هذه الغزوة خلق العفو والتسامح. ومما يشار إليه في أحداث هذه الغزوة نزول سورة المنافقون التي كشفت أخبار المنافقين وأشارت إلى بعض الحوادث والا قوال التي وقعت منهم وفضحت أكاذيبهم قال تعالى: (إ ذ ا ج اء ك ال م ن اف ق ون ق ال وا ن ش ھ د إ ن ك ل ر س ول الله و الله ي ع ل م إ ن ك ل ر س ول ه و الله ي ش ھ د إ ن ال م ن اف ق ين ل ك اذ ب و ن) {المنافقون: ١ }. اربعا : لطف االله تعالى بعباده ودفاع ه عن أولياي ه فقد ب أر االله سبحانه وتعالى الصديقة بنت الصديق من فوق سبع سماوات وأعلى ذكرها وأنزل في ب ارءتها وفضلها آيات تتلى إلى قيام الساعة رضي االله عنها ولعن من افترى عليها. خامسا : ضعف النفوس وحاجتها إلى التثبيت من االله تعالى عند الابتلاء. كان ممن خاض في الا فك (٣٧) مسطح بن أثاثة وهو من أهل بدر الذين قال االله لهم: "اعملوا ما شي تم فا ني قد غفرت لكم" وحسان بن ثابت شاعر النبي الذي كان يذب عن الا سلام ويدافع عن رسول االله بشعره وحمنة بنت جحش أخت أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي االله عنها. وفي المقابل ثب ت االله تعالى أ م المؤمنين زينب بنت جحش وعصمها من الوقوع في هذا الا فك مع وجود ا ل غ يرة والمنافسة بينها وبين عاي شة رضي االله عنهن جميعا. وا ذا كان بعض الصحابة قد زلت بهم القدم فخاضوا مع الخاي ضين في الا فك فا ن غير هم من باب أولى. فالحذر الحذر من الولوغ في أع ارض المسلمين والحذر الحذر من اللسان فا ن اللسان كالثعبان يهلك الا نسان متى ما أطلق له الع نان. سادسا : احذر لسانك أيها الا نسان *** لا يلدغنك إنه شيطان كم في المقابر من قتيل لسانه *** (٣٨) كانت تخاف لقاء ه الشجعان أن هذه الا مة لا ت ازل مستهدفة في رموزها ومقدساتها وكل ما يتعلق بدينها ولا ت ازل الحملات المغرضة تو جه سهام ها إلى الا سلام أو الق آرن أو جناب النبي أو الطعن في العلماء أو الدعاة أو المتمسكين بالدين بتلفيق التهم ضدهم ورميهم في أع ارضهم وفي أنفسهم ولكن االله يدافع عنهم ويرد (٣٧) رواه مسلم : كتاب فضاي ل الصحابة باب من فضاي ل أهل بدر ψ رقم ٢٤٩٤ (٣٨) المستطرف في كل فن مستظرف/: الا بشيهي. ١٨٦/١
كيد أعداي هم في نحورهم ويزيد أنبياءه وأولياءه الصالحين رفعة في الدنيا وثوابا في الا خرة (ب ل ن ق ذ ف ب ال ح ق ع ل ى ال ب اط ل ف ي د م غ ه ف إ ذ ا ھ و ز اھ ق و ل ك م ال و ي ل م ما ت ص ف ون ( {األنبياء: ١٨ }. أن النبي سابعا : لم يخرج بنبوته ورسالته وفضله وعلو منزلته عن كونه بش ار فلا ينبغي لمن آمن به أن يتصور أن النبوة قد تجاوزت به حدود البشرية فينسب إليه ما لا يجوز نسبته إلا الله وحده قال تعالى: ) ق ل إ ن م ا أ ن ا ب ش ر م ث ل ك م ي وح ى إ ل ي أ ن م ا إ ل ھ ك م إ ل ه و اح د ف م ن ك ان ي ر ج وا ل ق اء ر ب ه ف ل ي ع م ل ع م ال ص ال حا و ال ي ش ر ك ب ع ب اد ة ر ب ه أ ح دا ){الكھف: ١١٠ }. ثامنا : كما أظهرت هذه الحادثة أن الوحي ليس شعو ار نفسيا أو إلهاما كما أنه ليس شيي ا خاضعا لا اردته ورغبته مما يدعيه محترفو التشكيك في الا سلام والتلبيس على المسلمين من أعداء الا سلام و ارءهم إذ لو كان الا مر كذلك لكان من السهل عليه أن ينهي هذه المحنة سار م ن التي آذته وآذت زوجته والمسلمين من يوم وقوعها لكنه لم يفعل لا نه لا يملك ذلك. فماذا كان يمنعه لو أن أمر القرآن بيده أن ينطق بهذه الا يات من بداية هذا الا فك وهذه الا شاعة الكاذبة ليحمي بها عرضه ويقطع ألسنة الكاذبين ولكنه ما كان ليترك الكذب على الناس ويكذب على االله قال االله تعالى: ) و ل و ت ق ول ع ل ي ن ا ب ع ض األ ق او يل. أل خ ذ ن ا م ن ه ب ال ي م ين. ث م ل ق ط ع ن ا م ن ه ال و ت ين. ف م ا م ن ك م م ن أ ح د ع ن ه ح اج ز ين ){الحاقة ٤٧:٤٤ } وهكذا شاء االله أن تكون هذه المحنة دليلا كبي ار على بشرية الرسول ونبوته في وقت واحد. تاسعا : تشريع حد القذف وأهميته في المحافظة على أع ارض المسلمين فعندما وقعت حادثة الا فك أ ارد االله -عز وجل- أن يشرع بعض الا حكام التي تساهم في المحافظة على أع ارض المؤمنين. ومن المعلوم أن الا سلام حرم الزنا وأوجب العقوبة على فاعله وحرم أيضا كل الا سباب المؤدية إليه من تبرج وسفور واختلاط ونظرة ومنها إشاعة الفاحشة ومن ثم حرم الا سلام القذف وأوجب على م ن اتهم عفيف ا أو عفيفة بالزنا وهم منه ب ارء ح د القذف وهو الجلد ثمانين جلدة وعدم قبول شهادته إلا بعد توبته توبة صادقة نصوحا وفي ذلك صيانة وحفظ للمجتمع من أن تشيع فيه ألفاظ الفاحشة لا ن كثرة الحديث عن الفاحشة وتردادها في الا لسن ي هون أمرها لدى سامعيها ويجرئ ضعفاء النفوس على ارتكابها أو رمي الناس بها. للمجتمعات بعد ذلك. عاش ار : وفي ذلك تربية للمجتمع الا سلامي الا ول ليكون نموذجا ولقد ظهر في هذه الحادثة فضل عاي شة رضى االله عنها فقد ب أرها االله من الا فك بقرآن يتلى إلى يوم القيامة يتعبد المسلمون بتلاوته ) قال تعالى: إ ن ال ذ ين ج اء وا ب اإل ف ك ع ص ب ة من ك م){النور: ١١} فكم ارتفعت منزلتها رضى االله عنها بذلك وقد كانت تقول كما روى البخاري " : ما كنت أظن أن االله منزل في شا ني وحيا ي تلى" ومن ثم فمن اتهمها بعد ذلك بما ب أرها االله به فهو مكذب الله و م ن كذب االله فقد كفر. الحادي عشر: التوقف عند أمر االله -عز وجل- بالطاعة وا ن كانت مخالفة لرغبة الا نسان وهواه وعدم ترك النفقة على الا قارب والفق ارء وا ن أساءوا والحث على العفو والصفح عمن أساء إليك.
ظهر ذلك في موقف أبي بكر الذي كان ينفق على مسطح بن أثاثة لق اربته منه وفقره فلما أنزل االله ب ارءة عاي شة رضى االله عنها قال أبو بكر رضى االله عنه: " واالله لا أنفق على مسطح شيي ا أبدا بعد الذي قال في عاي شة رضى االله عنها فا نزل االله تعالى: (و ال ي أ ت ل أ ول و ال ف ض ل م ن ك م و ال سع ة أ ن ي ؤ ت وا أ ول ي ال ق ر ب ى و ال م س اك ين و ال م ھ اج ر ين ف ي س ب يل الله و ل ي ع ف وا و ل ي ص ف ح وا أ ال ت ح ب ون أ ن ي غ ف ر الله ل ك م و الله غ ف ور ر ح يم ( {النور: ٢٢ } فقال أبو بكر : "بلى واالله إني لا حب أن يغفر االله لي" فا رجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفقها عليه. الثاني عشر: كانت حادثة الا فك حلقة من سلسلة حلقات الا يذاء والمحن التي لقيها رسول االله وكان من فضل االله ورحمته أن كشف زيفها وبطلانها وأبقى دروسها وفواي دها لتكون عبرة وعظة للا مة إلى أن يرث االله الا رض وم ن عليها.. وكل ذلك من الخير الذي كشفه االله في ثنايا هذا الحادث مع ما فيه من ابتلاء وآلام كما قال االله تعالى: ) ال ت ح س ب وه ش ر ا ل ك م ب ل ھ و خ ي ر ل ك م...) {النور: ١١}. المطلب الثالث: الا حكام والمواعظ المستنبطة من حادثة الا فك. لقد ظهر لنا من خلال حادثة الا فك مجموعة من الا حكام والمواعظ واللطاي ف التي يمكن إجمالها فيما يلي: أولا : إن من التعليمات التي وجهها االله -تبارك وتعالى- إلى المسلمين أن لا يقبلوا من كل أحد قوله بدون روية إذا كان يرمي غيره بما لا يرونه فيه ولا ي شيعوه في المجتمع بل من واجبهم إذا وجدوا أن قد فشت في المجتمع مثل هذه الافت ارءات والاتهامات الكاذبة أن يعملوا على كبتها ويحولوا دون شيوعها ويجتنبوا تناقلها بينهم وا ن الذين يلفقون الا خبار الفاحشة ويذيعونها أو يحاولون أن تشيع الفاحشة في المجتمع المسلم ويحاولون إلصاق التهم بالمؤمنين والمؤمنات ويرمونهم بما ليس فيهم إنهم لا يستحقون الحماية والتشجيع بل يستحقون العقاب وا قامة الحد على كل فرد منهم حتى يرتدع ويطه ر لسانه وسمعه وب صره عن قالة السوء وقذف الغافلين من المؤمنين والمؤمنات وليرتدع غيره من المخدوعين بهذه المقالات السيي ة إن كان مؤمنا ويكون ذلك تطهي ار له وا ن كان منافقا كذلك يقام عليه الحد من أجل أن ي خرس لسانه ولي لا تسو ل له نفسه إشاعة الفاحشة واتهام الا برياء مرة أخرى وليعلم أن هذا عقابه في الدنيا ما دام على هذه الحال وله في الا خرة عذاب عظيم. ثانيا : أما المؤمنون فيجب أن يظنوا با نفسهم خي ار ولا يعتمدوا على سوء الظن وقالة السوء التي تنتشر في المجتمع بسبب منافق أو منافقة إذا هم سمعوا عن ذلك يجب عليهم أن يطهروا أسماعهم وأبصارهم وألسنتهم من هذا البهتان على المؤمنين والمؤمنات وا ن كانت التهمة تلحق با حد منهم فليصبروا وليحتسبوا ج ازء صبرهم عند االله ثم إن كانت لديهم البي نة على م ن أشاع ذلك فليطلبوا إقامة الحد الشرعي على ظهور أولي ك المنافقين أو المخدوعين من المسلمين. ثالثا : إن االله Ι حين أنزل ب ارءة أم المؤمنين عاي شة -رضي االله عنها- قال في أول آية من الا يات العشر من سورة النور وهي نور من أولها إلى آخرها ت جلي لنا حقاي ق كثيرة قال:(إ ن ال ذ ين ج اؤ وا ب اإل ف ك ع ص ب ة منك م ) {النور: ١١ } يعني أنه لم يكن فردا ولم يكونوا أف اردا إنما كانوا جماعة ذات هدف معين يتزعمهم أرس المنافقين عبد االله بن أب ي بن سلول ومن و اري ه عصبة من اليهود الذين غاظهم أن بعث
االله نبيه وهم يتا مرون على الا سلام علانية فلما باءت كل محاولاتهم بالفشل لجؤوا إلى هذا الا سلوب الخسيس وا لى هذا الجرم والشناعة أن يشككوا في أطهر بيت وأشرفه منذ أن خلق االله آدم وا لى يومنا هذا بل وا لى قيام الساعة. ما الذي يفيدنا هذا يفيدنا أن العصبة التي شككت في بيت رسول االله موجودة اليوم كما وجدت في ذلك الزمان فها نحن اليوم نسمع من يرمي أم المؤمنين عاي شة بالفحش من قبل كثير ممن أعمى االله سبحانه وتعالى بصاي رهم عن نور الحق وكانوا مثلهم في الجرم وكانوا مثلهم في البشاعة والذي يرمي أم المؤمنين عاي شة بالفحش لا حظ له من الا سلام فهو أول مكذ ب بالق آرن حيث بر أ االله عاي شة من فوق سبع سموات اربعا : إن هذا الحدث قد خاض فيه بعض من الصحابة من أجلاء الصحابة كمسطح بن أثاثة الذي شهد بد ار وحسان بن ثابت شاعر النبي وحمنة بنت جحش أخت أم المؤمنين زينب بنت جحش - رضي االله عنها-. فما الذي يدل عليه هذا الا مر إنه يدل على أن النفوس ضعيفة وأن الابتلاء هو الذي يمحص النفوس ونحن أيضا مبتلون بهذا إذا كان أصحاب رسول االله الذين تربوا على يديه خاضوا مع الخاي ضين وهلكوا مع الهالكين في حديث الا فك فا ن كثي ار من المسلمين اليوم يجلسون المجالس ويتحدثون في أع ارض الناس الا برياء ويقذفون المحصنات المؤمنات البريي ات بالتهم التي لا خطام لها ولا فطام وا ذا بهم بعد ذلك يشككون في النوايا ويقولون: فلان كذا وفلان قال كذا ونوى كذا دخلوا في نوايا الا برياء والدعاة والعلماء فالحذر الحذر من اللسان فا نه يورد الا نسان الموارد والمهالك. خامسا : إن هذا الحدث يبين لنا أن حملة الدين مستهدفون فكم ق أرنا وكم سمعنا وكم أرينا وما زلنا نق أر ونسمع ونرى دعاة صادقين وعلماء أجلاء اتهموهم أعداء الا سلام من اليهود والنصارى وأذنابهم في أع ارضهم حتى إنهم أوذوا بين قومهم فمنهم م ن أقيم عليه الحد ومنهم من نبذهم الناس ولكن إ اردة االله سبحانه وتعالى قاضية أن يمحص االله الذين آمنوا ويمحق الكافرين فما تدور عجلة الزمان إلا ويبرئ االله -سبحانه وتعالى- ساحة الا برياء من أولياي ه ويا خذ الذين تولوا كبر الا ثم والجريمة البشعة أخذ عزيز مقتدر. (إ ن الله ي د اف ع ع ن ال ذ ين ءام ن وا إ ن الله ال ي ح ب ك ل خ وان ك ف ور) {الحج: ٣٨ }. سادسا : الشاي عات من أخطر الحروب المعنوية والا وبي ة النفسية بل من أشد الا سلحة تدمي ار وأعظمها وقعا وتا ثي ار وليس من المبالغة في شيء إذا ع دت ظاهرة اجتماعية عالمية لها خطورتها البالغة على المجتمعات البشرية فكم أقلقت الا شاعة من أبرياء وكم حطمت من عظماء وكم هدمت من وشاي ج وكم تسببت في ج اري م وكم فككت من علاقات وصداقات وكم هزمت من جيوش وكم أخرت في سير أقوام. والمستقرئ للتاريخ الا نساني يجد أن الشاي عات و جدت حيث و جد الا نسان بل إنها عاشت وتكاثرت في أحضان كل الحضا ارت ومنذ فجر التاريخ والشاي عة تمث ل مصدر قلق في البناء الاجتماعي والانتماء الحضاري لكل الشعوب والبيي ات. ولما جاء الا سلام اتخذ الموقف الحازم من الشاي عات وأصحابها لما لنشرها وبثها بين أف ارد المجتمع من آثار سلبية على تماسك المجتمع المسلم وتلاحم أبناي ه وسلامة ل ح مته والحفاظ على بيضته.
ولا شك في أن الا شاعة لعبت دو ار كبي ار في حادثة الا فك ولهذا فالشريعة الا سلامية حددت وساي ل لمواجهة خطر الشاي عات وا ن من أولى الخطوات في مواجهة حرب الشاي عات تربية النفوس على الخوف من االله والتثبت في الا مور. فالمسلم لا ينبغي أن يكون أذنا لكل ناعق بل عليه التحقق والتبي ن وطلب الب ارهين الواقعية والا دل ة الموضوعية والشواهد العملية وبذلك ي سد الطريق أمام الا دعياء الذين يعملون خلف الستور ويلوكون با لسنتهم كل قول وزور ضد كل مصلح ومحتسب وغيور. ونستطيع أن نحدد طريقة التعامل مع الشاي عات في أربعة نقاط مستنبطة من قصة الا فك التي رسمت منهجا للا مة في طريقة تعاملها مع أية شاي عة إلى قيام الساعة وذلك فيما يلي: الا ولى: أن يقدم المسلم حسن الظن با خيه المسلم قال االله تعالى: و ال م ؤ م ن ات ب أ نف س ھ م خ ي ر ا) الثانية: {النور: ١٢ }. أن يطلب المسلم الدليل البرهاني على أية إشاعة يسمعها كما قال تعالى: ب أ ر ب ع ة ش ھ د اء) } النور: ١٣}. (ل و ال إ ذ س م ع ت م وه ظ ن ال م ؤ م ن ون (ل و ال ج اؤ وا ع ل ي ه الثالثة: أن لا يتحدث بما سمعه ولا ينشره فا ن المسلمين لو لم يتكلموا با ية إشاعة لماتت في مهدها قال االله تعالى: (و ل و ال إ ذ س م ع ت م وه ق ل ت م ما ي ك ون ل ن ا أ ن ن ت ك ل م ب ھ ذ ا) {النور: ١٦ }. ال اربعة: أن يرد الا مر إلى أولى الا مر ولا يشيعه بين الناس أبدا وهذه قاعدة عامة في كل الا خبار المهمة والتي لها أثرها الواقعي قال االله تعالى: (و إ ذ ا ج اءھ م أ م ر من األ م ن أ و ال خ و ف أ ذ اع وا ب ه و ل و ر دوه إ ل ى ال رس ول و إ ل ى أ و ل ي األ م ر م ن ھ م ل ع ل م ه ال ذ ين ي س ت نب ط ون ه م ن ھ م و ل و ال ف ض ل الله ع ل ي ك م و ر ح م ت ه ال ت ب ع ت م ال شي ط ان إ ال ق ل يال ) } النساء: ٨٣ }. فا ذا حوصرت الشاي عات بهذه الا مور الا ربعة فا نه يمكن أن تنتهي آثارها السيي ة المترتبة عليها با ذن االله. Υ الحمد الله الذي أتم علي نا الخاتمة نعمه ووالى عل ينا مننه وأعاننا فا كملنا هذا البحث بهذه الصورة التي نرجو أن ننال بها رضاه وأن يكون البحث نافعا محققا للغرض منه و الصلاة والسلام على أطيب خلق االله تعالى فكان طيبا كما أزواجه طيبات و الجنة لا يمكث فيها غير الطي ب والخبث مكانه جهن م والعياذ باالله. وقد خرجت الد ارسة بعدة نتاي ج أهمها: أولا : ظهر لنا المعنى اللغوي للا فك وكذا المعنى الا صلاحي الشرعي لحادثة الا فك. ثانيا : عرفنا زمن وقوع الحادثة وذلك في شهر شعبان من السنة الخامسة للهجرة وقد وقع ذلك عند الرجوع من غزوة بني المصطلق. ثالثا : عرفنا أن الحادثة كانت من تلفيق المنافقين حيث ظنوا السوء با م المؤمنين الطاهرة لما تا خرت عن الجيش حيث احتبسها ضياع عقدها بعد قضاء حاجتها وكان قد حمل هودجها دون علمهم بعدم وجودها فيه.
اربعا : وقفنا على حقيقة الحادثة وكيف بدأ وانتهى كما ذكرته رواية الا مام البخاري في صحيحه وهي رواية مقطوع بصحتها. خامسا : ظ ا هرة النفاق كانت وما ازلت تتصيد الفرص بين الحين والا خر خاصة فيما يتعلق بعرض رسولنا وما تفعله ال ارفضة من مصنفات تشوه الحقاي ق ومن أشهرها تفسير القمي لدليل على خبايا نفوسهم اتجاه بيت النبوة وخليفته أبي بكر وعمر رضي االله عنهما. سادسا : تولى االله Ι الذود والدفاع والتبري ة لعرض عاي شة رضي االله عنها حيث أنزل قرءانا يتلى إلى يوم القيامة ليقطع بذلك ألسنة المنافقين والمندسين والمرجفين وهذا فخر لعاي شة رضي االله عنها أن ينزل فيها ق آرن يبرؤها. سابعا : اقتضت حكمة االله أن يقع الحدث وأن يبتلى بيت النبوة بهده الا شاعة والدعاية المغرضة وذلك لنقف على حكم جليله ومهمة في مسيرة الدعوة الا سلامية حيث تم استنباط ثلاثة عشرة حكمة من خلال هذا البحث لتكون منارة تنير لنا الدرب وتبدد لنا الظلمة. ثامنا : تم الوقوف على بعض الا حكام المواعظ المهمة التي ترتبت على حادثة الا فك مما يبين لنا ما للا نسان وما عليه من حقوق وواجبات وبالتالي يعرف حده وقدره فليزمه ويعرف منازل الناس فينزلهم منازلهم فيرضي بذلك ربه أولا ثم يرضي نفسه والناس بالحق والخير والتقوى. أسا ل االله Ι أن يثبت قلوبنا على الا يمان والتقوى وأن يعصم ألسنتنا من الا فك والافت ارء والكذب والقذف وأن يعصمنا من الزلل والمعاصي ما ظهر منها وما بطن فاللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الا خرة حسنة وقنا عذاب النار".
( ١ )الم ارجع القرآن الكريم. الا حتجاج: أبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي. أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الا صحاب : أبو محمد الحسيني. بحار الا نوار الجامعة لددر أخبار الا ي مة الا طهار: محمد باقر المجلسي: الناشر دار إحياء الت ارث العربي بيروت- لبنان ١٩٨٣ م. البداية والنهاية: إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي أبو الفداء الناشر: مكتبة المعارف_ بيروت. البرهان في تفسير القرآن هاشم الحسيني للبح ارني. تفسير القرآن العظيم: أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي تحقيق : سامي بن محمد سلامة الناشر : دار طيبة للنشر والتوزيع الطبعة الثانية ١٤٢٠ ه - ١٩٩٩ م. تفسير القمى: أبى الحسن على بن اب ارهيم القمى صححه وعلق عليه وقدم له السيد طيب الموسوي الج ازي ري. التفسير الكبير المسمى (مفاتيح الغيب): محمد بن عمر بن الحسين (الفخر ال ارزي) الناشر: دار الكتب العلمية- بيروت الطبعة الا ولى ١٤٢١ ه- ٢٠٠٠ م. تلقيح فهوم أهل الا ثر في عيون التاريخ والسير: جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي الناشر :شركة دار الا رقم بن أبي الا رقم- بيروت ١٩٩٧ م. التوقيف على مهمات التعاريف: محمد عبد الرؤوف المناوي تحقيق: د. محمد رضوان الداية الناشر: دار الفكر المعاصر دار الفكر- بيروت دمشق الطبعة الا ولى ١٤١٠ ه. جامع البيان عن تا ويل القرآن: أبو جعفر محمد بن جرير الطبري الناشر: دار الفكر- بيروت ١٤٠٥ ه. رسالة في الرد على ال ارفضة شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب الطبعة الاولى ١٤٢٢ م. السيرة النبوية: لابن هشام أبي محمد عبدالملك بن هشام أبي محمد عبدالملك بن هشام ابن أيوب الحميري المعافري البصري تحقيق طه عبد الرءوف سعد الناشر : دار الجيل- بيروت ١٤١١ م. الصارم المسلول على شاتم الرسول: : شيخ الا سلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الح ارني الدمشقي تحقيق وتعليق: عصام فارس الحرستاني الطبعة: الا ولى ١٤١٤ ه- ١٩٩٤ م. صحيح مسلم: مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي الناشر: دار إحياء الت ارث العربي بيروت. الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة: أحمد بن ابن حجر الهيتمي الناشر مكتبة الحقيقة استنبول ١٤٢٤ ه / ٢٠٠٣ م. فتح الباري شرح صحيح البخاري: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي وآخرون الناشر: دار الريان- القاهرة الطبعة الا ولى ١٤٠٧ ه- ١٩٨٦ م. فتح القدير الجامع بين فني الرواية والد ارية من علم التفسير: محمد بن علي الشوكاني دار الفكر- بيروت. القاموس المحيط. محمد بن يعقوب الفيرو ازبادي تحقيق: مكتب الت ارث بمؤسسة الرسالة الناشر: مؤسسة الرسالة- بيروت. الطبعة الا ولى ١٤٠٦ ه. (٢) (٣) (٤) (٥) (٦) (٧) (٨) (٩) (١٠) (١١) (١٢) (١٣) (١٤) (١٥) (١٦) (١٧) (١٨) (١٩) (٢٠) (٢١)
الكليات معجم في المصطلحات والفروق اللغوية: أبو البقاء أيوب بن موسى الحسيني الكوفي تحقيق: عدنان درويش محمد المصري الناشر: مؤسسة الرسالة بيروت الطبعة الثانية ١٤١٩ ه - ١٩٩٨ م. مجمع البيان في تفسير القرآن: الفضل بن الحسين بن الفضل الطبرسي الناشر: دار الفكر- بيروت ١٤١٤ ه- ١٩٩٤ م. المستطرف في كل فن مستظرف: شهاب الدين محمد بن أحمد أبي الفتح الا بشيهي تحقيق: د.مفيد محمد قميحة الناشر: دار الكتب العلمية بيروت الطبعة الثانية ١٩٨٦ م. مشارق أنوار اليقين في أس ارر أمير المؤمنين رجب بن محمد حافظ البرسي. (٢٢) (٢٣) (٢٤) (٢٥)
توصيات المؤتمر إنه وبالرغم من كثرة مصنفات علماء المسلمين التي جمعت الا حاديث الموضوعة وشديدة الضعف والمصنفات التي بينت الرواة الكذابين والوضاعين وما قام به علماء المسلمين الا واي ل من تمييز الصحيح من الضعيف من الموضوع وتبعهم المعاصرون في جهودهم المباركة إلا أننا لا زلنا نرى ونسمع في الدروس والخطب وعبر وساي ل الا علام المختلفة ون ق أر في المواقع والمنتديات على شبكة الانترنت وفي الكتب المدرسية والرساي ل العلمية والبحوث المحك مة إي ارد الروايات والقصص المنسوبة إلى رسول االله لذا فا ننا نوصي في مؤتمرنا هذا بالا تي: زور ا وبهتانا. أولا : يؤكد المؤتمر على أهمية تضافر الجهود من أجل حماية السنة النبوية با ب ارز عظيم مكانتها والك ش ف عن عبا ارت وكلمات ت ن س ب إلى رسول االله صلى االله عليه وسلم زور ا وب ه تان ا أي أنها مكذ وب ة أو ما يعرف عند علماء الحديث هي أحاديث موضوعة أو منكرة أو متروكة أو ضعيفة جد ا. ويرويها الناس ويتداولونها بينهم على أن ها أحاديث ثابت ة. على والتا كيد عدم جواز رواي ت ه ا والتحذير من ذلك بل وتحريمه إلا مع بيان ضعفه ا وعدم ص حت ها. وكذا التع رف على ق صص وحكايات امتلا ت بها الكتب يظ نها بعض ال ناس أ نها حد ث ت مع رسول االله أو مع صحابته أو التابعين وا نما هي قصص واهية لا تثبت.ي ضاف إلى ذل ك التنبيه على أخطاء شاي عة وتص رفات يفعلها الناس يظ نها بعض ه م أ نها من ال دين وهي في حقيقة الا مر م خ ال ف ة لل شرع الح ني ف. ثاني ا: ضرورة تدريس مساق تخريج الحديث ود ارسة الا سانيد لجميع طلبة الد ارسات العليا والكليات والمعاهد الشرعية وكذا الكليات الا نسانية وكل من يدرس علوم ا لها علاقة بالسن ة النبوية. تفعيل ثالث ا: دور مركز القرآن الكريم بالجامعة وأن يقوم بدوره ليكون مركز ا إسلامي ا اري د ا وذلك بعقد دو ارت متواصلة ومحاض ارت وندوات في تعليم فن تخريج الحديث النبوي ومنهج العلماء في الحكم على الحديث وا ب ارز المرجعيات العلمية في الحديث وبيان مكانتهم واستخدام الحاسوب في خدمة السنة النبوية وعقد المسابقات في حفظ الا حاديث الصحيحة. اربع ا: تخصيص ب ارمج في فضاي ية الكتاب وا ذاعة القرآن التعليمية بالجامعة للتحذير من تناقل الا حاديث الضعيفة والموضوعة وبيان خطورة هذا التصرف على ناقلها في الا خرة من