األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية الصور اجملازية يف شعر "حممد بلقاسم مخار" Figurative Language in the Poetry of Mohammed Belkacem KHAMMAR مركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية-ورقلة الجزائر aalizerroukiabdelkader@yahoo.fr ملخص يعد المجاز من أحسن األساليب البالغية والجمالية التي تهدى إليها الطبيعة إليضاح المعنى إذ به يخرج المعنى مت صفا بصفة حسي ة تكاد تعرضه على عين السامع لهذا شغفت العرب باستعماله لميلها إلى االتساع في الكالم وإلى الداللة على كثرة معاني األلفاظ ولما فيه من الدقة في التعبير لذا آثر البحث أن يتناول هذا الفن وأن يضع يد القارئ على اللمسات المجازية الواردة في شعر محمد بلقاسم خمار والكشف عن مدى إفادته منها في رسم صو ره الشعرية. الكلمات الدالة : مجاز مرسل مجاز عقلي استعارة محمد بلقاسم خمار. Abstract Trope is one of the best aesthetic and rhetorical devices which helps make the meaning clearer and produces pictures in the minds of people reading or listening. This powerful tool helped the Arabs, who were loquacious, to adorn their speeches, and to be brief but comprehensive in expression. In this paper we will shed light on the use of tropes in the poetry of Belkacem Khemmar and how these figures of speech helped the poet create and produce his poetic imageries. Key words: Synecdoche, Metonymy, Metaphor, Mohamed Belkacem Khemmar. مقدمة تأتي الصورة اجملازية مقابل احلقيقية وهي كل قول حمو ل عن داللته احلقيقية لغاية بالغية وبهذا تلتقي الصورة اجملازية بالصورة البيانية بل إن نا نستطيع القول أن كلتا الصورتني وجهان لصورة واحدة هي الصورة البالغية )1( وفيها ال يتم العدول عن احلقيقة إال لداللة مقصودة ولذلك فهو أبلغ منها فضال عن ذلك فإن ه يكسب الكالم رونقا وطالوة ويعطيه رشاقة وحالوة )2( فالتعبري باحلقيقة يفيد العلم والتعبري بلوازم الشيء الذي هو اجملاز ال يفيد العلم بالتمام فيحصل د غ د غة ن ف سانية فكان اجملاز آك د وألطف )3(. 1 -مفهوم اجملاز أ- اجملاز يف التعريف اللغوي ولتوضيح مفهوم اجملاز حيسن بنا حتس س داللته االشتقاقية فهو يف اللغة من "ج زت املوضع أج وزه جوازا : سلكته وسرت فيه. وأج زت ه خل فته وقطعت ه. واالجتياز : السلوك. وجاوزت الشيء إىل غريه وجت اوزتته مبعنى أي ج زت ه. وجتاوز اهلل عنا وعنه أي عفا" )4(. 123 األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية. ب/قسم اآلداب واللغات. العدد - 21 جانفي. 2019 ص - 123 132
ب- اجملاز يف التعريف االصطالحي أما من ناحية االصطالح فيعر ف اجملاز بأن ه ما أريد به غري املعنى املوضوع له يف أصل اللغة وهو " كل كلمة أريد بها غري ما وقعت له يف وضع واضعها ملالحظة بني الثاني واألو ل فهي جماز" )5( أو هو" كل كلمة ج ز ت بها ما وقعت به يف و ض ع الواضع إىل ما مل توضع له من غري أن تستأنف فيها وضعا ملالحظة بني ما جت و ز بها إليه وبني أصلها الذي و ضعت له فيوضع واضعها فهي جماز" )6(. وهو" ما أريد به غري املعنى املوضوع له يف أصل اللغة وهو مأخوذ من جاز من هذا املوضع إىل هذا املوضع إذا ختطاه إليه" )7( واملقصود به أيضا مغادرة املفردة لداللتها املعجمية لصياغة داللة جديدة تسهم يف االت ساع والتوكيد واإلدهاش )8( لذلك استعمل للداللة على نقل األلفاظ من معنى آلخر. وظيفة اجملاز يف بنية النص الشعري يقد م الشاعر من خالل هذا األسلوب شحنة معرفية وفني ة ألن اللغة التواصلية املقي دة مبعجمها اليومي عاجزة عن فك إسارها املشدود إىل اخلطابية واملباشرة ومن هنا يلجأ إىل حماولة التدليس على اللغة وتهريب مفرداتها إىل خارج حدودها املعجمية فيعطيها اجملاز فاعلية حيث أن ه يف صورته العامة هو " اللعب باأللفاظ ومدلوالتها األصلية إىل مدلوالت أخرى فيكون يف هذه النقلة طفرة غري مألوفة تثري السامع أو القارئ وتأتي إليه باألمر الغريب غري املتوق ع أو تربط بني أشياء خمتلفة يف مظاهرها ويلعب اخليال باجملاز وضروبه وأنواعه املختلفة من لفظي أو لغوي أو تشبيه أو متثيل أو كناية أو ما إىل ذلك" )9( فالشعر خرق للنظام املألوف للغة وهذا اخلرق هو تصوير لالنفعال املتأج ج يف نفس الشاعر ومنح الكلمات قو ة تعبريية خال قة تشع مبعان جديدة مل تكن متث لها اللغة يف حال االستعمال اليومي. وعلى الصعيد ذاته يرى بعض الشعراء العامليني الذين حتد ثوا عن الشعر بدوا وكأن هم يتحد ثون عن الصورة وحدها إذ يرى كولردج -مثال - أن" الشعر من غري اجملاز يصبح كتلة جامدة ذلك ألن الصورة اجملازية هي جزء ضروري من الطاقة اليت متد الشعر باحلياة" )10(. وللمجاز "دور فاعل أيضا يف توظيف املعنى ملا هلذه التقنية اللغوية من إمكاني ة عالية على حتقيق هذه الغاية على الرغم من احتجاب املعنى يف اجملاز أكثر منه يف احلقيقة ويف اللغة الشعرية دور آخر يف توظيف اجملاز لدرجة يرى بعضهم فيها أن املعنى يظهر يف حال احتجابه وخيتفي يف حال ظهوره" )11( فوضوح املعنى بإسناده للحقيقة ال يكون له تأثري على املتلقي بيد أن تقديم املعنى بإسناده للمجاز يكون يف حقل داللي واسع وما يتذو قه املتلقي قد يغيب عن خيال املبدع األول. وما دام العمل الشعري املستحدث حييل على حبث داخل اللغة وجب أن ينب ه إىل أن اجملاز هو لب العمل الشعري وإن هدف مجيع األنواع البالغية هو التوص ل إىل اللغة اجملازية إىل االحنراف باللغة عن استعماهلا العادي ويف سبيل هذا البناء الشعري اجلديد جند أن الشاعر مينح اللغة أهمية بالغة ولكن ه يتحو ل بها إىل الرسم والتصوير ثم يتعم ق يف معانيها ليصل بها إىل الرمز واإلحياء فنكون أمام مستويات عالية من أمناط الصورة الشعرية ف "القصيدة املعاصرة ذات الرؤية الشعرية املتفر دة واليت صيغت يف إطار جديد تعد اللغة من أهم مكو نات هذا اإلطار فلغة الشعر املعاصر لغة تصويرية والشاعر املعاصر ي عيد إىل الكلمات قو ة معانيها التصويرية الفطري ة يف اللغة فالكلمات يف نشأتها األوىل كانت تدل على صور حسي ة ثم صارت جمر دة من احملس ات... فالشعر كما قال فولتري :)Voltaire( وضع صورة متأل قة مكان الفكرة الطبيعية يف النثر وميكن القول بأن اللغة يف الشعر املعاصر لغة إشارية إحيائية حتيل املعنى اجملر د إىل كائن مشاهد واللغة هلا نفاذها يف الفهم احلقيقي للشعر حتى لو كانت وحدة اللغة حرفا أو كلمة أو مجلة أو بيتا أو قصيدة فلكل وحدة لغوي ة دورها يف العمل الفين" )12(. خنلص إىل أن اجملاز ما استعمله العرب من ألفاظ وعبارات يف غري موضعها وهو خمصوص يف اصطالح البالغيني بانتقال اللفظ من جهة احلقيقة إىل غريها وهو ضروري يف النص الشعري ألنه يكسبه أدبيته وشعريته. 2- أنواع اجملاز وعالقاته يف شعر بلقاسم مخار أ-اجملاز املرسل اجملاز املرسل هو ما كانت العالقة بني ما استعمل فيه وما وضع له مالبسة غري التشبيه كاليد إذا استعملت يف النعم الكلي ة ألن من شأن النعمة أن تصدر عن اجلارحة ومنها تصل إىل املقصود بها )13( وتسمي ته باملرسل " نابعة من كونه غري مرتبط بقيود فاإلرسال يف اللغة: اإلطالق وأرسله أطلقه وملا كانت االستعارة مقي دة اد عاء أن املشبه به من جنس املشبه كان اجملاز املرسل مطلقا من هذا القيد" )14( وهو "مغري بالغي يقوم فيه اجلزء مقام الكل أو الكل مقام اجلزء ويقوم فيه اخلاص مقام العام أو العام مقام اخلاص" )15( وليس للمجاز املرسل عالقة بعينها وإمن ا له عالقات كثرية أوصلها السبكي إىل ما يقرب من أربعني عالقة. واملقصود بعالقة اجملاز املرسل " أن يكون هناك تالزم وترابط جيمع بني املعنيني ويصوغ استعمال أحدهما موضع اآلخر") 16 (منها تسمية الشيء باسم ما كان عليه أو ما يؤول إليه أو تسمية احلال باسم حمل ه أو تسمية الشيء باسم آلته وعالقات أخرى كثرية )17(. وقفنا على أعمال بلقاسم مخار* الشعرية فوجدنا كثري من عالقات اجملاز املرسل منها: عالقة اجلزئية وعالقة الكلية وعالقة احلالية... 124 األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية. ب/قسم اآلداب واللغات. العدد - 21 جانفي. 2019 ص - 123 132
الصور اجملازية يف شعر "حممد بلقاسم مخار" أ- 1 عالقة اجلزئية وهي تسمية الشيء باسم جزئه أي أن يذكر اجلزء ويراد الكل ويشرتط يف اجلزء الذي يراد به الكل أن يكون مما جرى الع رف على استعماله يف الكل كما يف قوله تعاىل: "و ار ك ع وا م ع الر اك ع ني " )18( أي صلوا مع املصلني وحنو قوله: "و حت ر ير ر ق ب ة م ؤ م ن ة " )19( حقيقته فتحرير عبد مؤمن. وقد وقفنا على شعر مخار فوجدنا أمثلة متنو عة هلذه العالقة منها قوله )20( : و ه ل يف أر ض ن ا شرب طليق ف ال للع ر ب قطر م س ت ق ل و ه ل يف الن يل ح ق يف القنال و ت رز خ يف ق ي ود االت ك ال فالشاعر يف قوله: )هل يف أرضنا شرب طليق( جماز إذ أطلق لفظ )شرب( وأراد به البالد كلها لذلك تكون العالقة عالقة جزئية )21(. ويف قوله أيضا ) 22 ( : ل ن ن س ت ك ني و ل ن ت ن ام ع ي ون ن ا ح ت ى ي غ اد ر أ ر ض ن ا الد خ ال ء أراد الشاعر من لفظ )العيون( الشعب اجلزائري حيث أراد منه ال يرضخ وال يلني وأن ال يستسلم أمام املستعمر الفرنسي فالشاعر ذكر العيون بدال من الشعب اجلزائري فالشاعر أطلق اجلزء وأراد الكل وبذلك تكون العالقة عالقة جزئية. وقال أيضا ) 23 ( : اليت ت ن ب ض ح ق دا وخ س ة ور ذ يلة آن أن خت م د الع ر وق أل ف رأس يطري من ش ف ة اخل ن ج ر لما مت س منا ج د يلة ذكر الشاعر )الرأس( وأراد اجلسد كل ه فاستعاض عن ذكر األجساد اليت تطري رؤوسها بذكر الرؤوس ألن الرأس جزء من اإلنسان فالعالقة تكون جزئية. أ- 2 عالقة الكلية وذلك فيما إذا ذكر الكل وأريد اجلزء حنو قوله تعاىل: " جي ع ل ون أ ص اب ع هم يف آذ ا ن هم م ن الص و اع ق " )24( أي أناملهم فأطلق األصابع املوضوعة لألعضاء املعلومة وأراد األنامل وجعل األصابع بتمامها يف اآلذان غري واقع فهذا التصوير من باب إطالق لفظ الكل على اجلزء فاجملاز مرسل عالقته الكلية ومن هذه العالقة يف شعر بلقاسم مخار قوله )25( : قد غزت أرضكم حضارة خب يا له من م خاد ع فت ان خلب الناس بالوعود وأغر ى زائغ الفكر شارد األذهان ففي قول الشاعر)خلب الناس( جماز حيث ذكر الكل)الناس( وأراد اجلزء " بعض الناس" ومن هنا يت ضح لنا أن الشاعر أطلق الكل وأراد به البعض فالعالقة إذا عالقة كلية. أ- 3 عالقة السببية وهي أن يكون املعنى املوضوع له اللفظ املذكور سبب ا يف املعنى املراد فيطلق الس بب على املسبب كما يف قوهلم: )رعينا الغيث( فالغيث: جماز مرسل عالقته السببية ألن املعنى احلقيقي للغيث سبب يف املعنى املراد الذي هو )النبات( ومنه تسمية القدرة )يدا ( يف قوله تعاىل: " ي د اهلل ف و ق أ ي د ي ه م" )26( أي قدرته فإن اليد سبب القدرة ومن أمثلة هذه العالقة يف شعر مخار قوله )27( : حنن م ذ ك نا مع اإلنسان ق لبا و ي دا و س يب ق ى ن ب ع هذا احلب م ن ا ع ر بي أشار الشاعر يف هذا البيت إىل أن ه مع أخيه اإلنسان قلبا ويدا أي حبا وعمال فمن شأن القلب احلب ومن شأن اليد القدرة واملساعدة. أ- 4 عالقة املسب ب ية وهي أن يذكر املسبب ويراد السبب بأن يكون املعنى األصلي للفظ املذكور مسبب ا عن املعنى املراد, فيطلق املسبب على السبب من ذلك قول اهلل تعاىل: "ه و ال ذ ي ي ر يك م آي ات ه و ي ن ز ل ل ك م م ن الس م اء ر ز ق ا" )28( فاجملاز يف كلمة )رزقا( فهي يف غري معناها األصلي ألن الذي ينزل من السماء املطر وليس الرزق فعرب عن الرزق باملطر ألن األو ل )الرزق( متسب ب عن الثاني )املطر( وإمنا تكمن بالغة اجملاز يف اآلية يف إبراز قو ة السببية بني املاء والرزق ويف ذلك إحياء وتنبيه للمؤمن إىل أن الرزق مصدره السماء فليطمئن وليمض على النهج املستقيم فالرزق قد قد ره اهلل وكفله للجميع لكونه منز ال من السماء وال حجر على فضل اهلل. ومن أمثلة العالقة املسب بية من شعر مخار قوله )29( : لبنان مل تعد معشوق ة القمر و س اح ال ل ل هو و الط ر ب.. ل بن ان ب ر ك ة م ن دم للموت للخ ر اب ل آلالم ففي قول الشاعر)بركة من دم( جماز مرسل إذ ذكر املسبب )الد م( وأراد سببه وهو االنفجارات والعمليات االنتحارية اليت تفضي إىل قتلى وجرحى فاألصل أن يذكر املسبب ويرتك ذكر السب فالصورة هنا جماز مرسل على عالقة املسب بية. ويقول أيضا ) 30 ( : ر م ض ان أ د ب ر ي ه ت ز و اه يا م ن ز وف الو ر يد الو ي ل ي ع ص ف والق ر ى غ ر قى يف س ي ل ص د يد و حم اك م الط غ ي ان ت ل ه ث هلف ة ه ل م ن مزيد يف ك ل آو ن ة د م و ب ك ل ن اح ي ة ش ه يد ففي قوله: " يف كل آونة دم " جماز مرسل إذ ذكر املسبب وأراد 125 األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية. ب/قسم اآلداب واللغات. العدد - 21 جانفي. 2019 ص - 123 132
سببه. أ- 5 عالقة اعتبار ما يكون بأن يستعمل اللفظ الذي وضع للمستقبل يف احلال قال تعاىل: "إ ن ك م ي ت و إن ه م م ي ت ون " )31( فاجملاز يف كلمة )مي ت( فهي يف غري معناها األصلي ألن املخاطب بهذا هو النيب وقد خوطب بلفظ )ميت( وهو ال يزال حيا بالنظر إىل ما سيصري إليه أي باعتبار ما سيكون. أما مثاله من شعر بلقاسم مخار فيكمن قوله يف قصيدة )إىل أمي( )32( : يا أم يا رمز التقد م والع ال ي ا منبع األب ط ال و األ ح ر ار م اض يك ح اض ر ن ا و حن ن ف ر وع ه ه ل يف ف ر وع ك ي انع األ ث ار فقول الشاعر )يا منبع األبطال واألحرار( جماز مرسل ألن هؤالء األبطال واألحرار مل يلدن بعد فاحلقيقة أن األم تنجب أوالدا ومع مرور الزمن يصبح هؤالء األبناء أبطاال وأحرارا وعلى هذا األساس فاجملاز مرسل عالقته اعتبار ما سيكون. ويقول أيضا ) 33 ( : فنحن شعب إذا ح ل اجلفاف به ت راه ي نب ت أثمارا وأ فن ان ا ففي قول الشاعر )ينبت أمثارا ( جماز مرسل ألن الثمار تأتي مع مرور الوقت فالشعب يغرس األشجار لتمنحنا الثمار مع مرور الزمن وعلى هذا األساس فاجملاز مرسل عالقته اعتبار ما سيكون. أ- 6 عالقة احلالية يطلق لفظ احلال ويراد به احملل أي عندما نعرب باحلال ونريد األ ب ر ار ل ف ي ن ع يم " )34( فقد املكان نفسه مثل قوله تعاىل: " إ ن استعمل)نعيم( وهو دال على حاهلم وحناول أن نورد مثاال لعالقة احلالية من شعر بلقاسم مخار يقول الشاعر )35( : ح ي ات ي انتظار ط و يل املد ى ف ؤاد ح ز ين.. وفك ر شرود ب د أت انتظا ر ي و ق د ك ن ت ط ف ال أر ى الع جز يف همس اتي وف كري أحط م فيه.. ش باب ي س د ى ف ر اغ.. وليل ر ه يب الص د ى أ ر ى يف ذ ر اعي حن وال م خ ال ويغم رني األهل عطف ا وف ضال يكون اجملاز يف )ويغمرني األهل عطفا وفضال( فاملراد بالعطف على الراجح املعاملة احلسنة والطي بة اليت يتلق اها الشاعر وذكر الفضل وقصد ما يتفض ل به وكل ما يقد م له من طعام وأكل وشرب وما إىل غري ذلك. أ- 7 عالقة احمللية وهي أن يذكر اسم احملل ويراد احلال به أي عندما نعرب بلفظ احملل ونريد املوجود فيه كما يف قوله تعاىل: " و س ئ ل الق ر ي ة اليت أ ق ب ل ن ا ف يه ا" )36( فاملراد: أهل القرية ال يت ك ن ا ف يه ا و ال ع ري وأصحاب العري, فسم ى احلال باسم حمل ه ومن هذه العالقة يف شعر مخار قوله )37( : ب ال د ي.. و إ ن ج ار ت ع ل ي ع ز يز ة و ق و م ي..إ ن ض ن وا ع ل ي س أ غ ف ر ف)بالدي( جماز مرسل عالقته احمللية ألن ه ذكر البالد وأراد أهلها فالعالقة حملي ة. ويف العدول عن احلقيقة إىل اجملاز إشارة إىل حب الشاعر لبلده وعشقه ألرضها. ويف قوله أيضا ) 38 ( : أ خ ي أ ش ر ق الن ور يف ح ي ن ا و ن اد ت م ن ازل نا ج ع نا فاملراد أهل املنازل وساكنيها فسمى احلال باسم حمل ه جمازا. أ- 8 عالقة اجملاورة وهي أن يعرب عن الشيء باسم ما جياوره وذلك إذا كثر اقرتان االمسني وجماورتهما كثرة تسوغ استعمال أحدهما مكان اآلخر كما يف إطالق لفظ الراوية على املزادة -أي: قربة املاء- يف قولنا: )شربنا من الراوية( والراوية اسم للبعري الذي حيمل عليه املاء فلما كثرت جماورة املزادة لظهر الراوية أطلق على املزادة اسم الراوية جماز ا مرسال عالقته اجملاورة ومن أمثلة ذلك عند الشاعر بلقاسم مخار قوله يف قصيدة )ذكرى ماي( )39( : ع ب ثا أ ح او ل أن أ كون م كر ما ب الد م ع ش أ ن ت ذ ل ل الض ع ف اء فقول الشاعر "مكرما بالدمع" جماز مرسل ألن ه أراد هنا البكاء واحلزن على ما حدث يف ذلك اليوم املشئوم فاستعاض الشاعر بذكر الدمع جماراة للحزن والبكاء والتحسر على سبيل اجملاز وتكون عالقته اجملاورة. ب- اجملاز العقلي هو اجملاز الذي جيري يف اإلسناد وهو إسناد الفعل أو ما يف معناه إىل غري ما هو له ويسمى أيضا ب )اجملاز اإلسنادي(و ( اإلسناد اجملازي( و)اجملاز احلكمي( واجملاز العقلي كما عر فه السكاكي "هو الكالم املفاد به خالف ما عند املتكلم من احلكم فيه لضرب من التأويل إفادة للخالف ال بوساطة وضع كقولك أنبت الربيع القبل وشفى الطبيب املريض وكسا اخلليفة الكعبة وهزم األمري اجلند وبنى الوزير القصر" )40( ويعر فه صاحب )التعريفات( بقوله" اجملاز العقلي: ويسمى:جماز ا حكيم ا وجماز ا يف اإلثبات وإسناد ا جمازي ا وهو إسناد الفعل أو معناه إىل مالبس له غري ما هو له أي غري املالبس الذي ذلك الفعل أو معناه له يعين غري الفاعل فيما بين للفاعل وغري املفعول فيما بين للمفعول بتأول متعل ق بإسناده وحاصله أن تنصب قرينة صارفة لإلسناد عن أن يكون إىل ما هو له كقولنا: يف عيشة راضية فيما بين للفاعل وأسند إىل املفعول به" )41(. 126 األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية. ب/قسم اآلداب واللغات. العدد - 21 جانفي. 2019 ص - 123 132
يفر ق اخلطيب القزويين بني احلقيقة اليت هي إسناد الفعل أو معناه إىل مالبس له غري ما هو له بتأو ل يقول: " وللفعل مالبسات شتى: يالبس الفاعل واملفعول به واملصدر والزمان واملكان والسبب" )42( هذه هي أنواع اجملاز العقلي وهذا النوع ال خيرج اللفظ أو الكلم فيه عن استعماله احلقيقي وإمن ا يكون اجملاز يف اإلسناد واألحكام اليت جتري على األلفاظ فتخرج بذلك أحكام اجلملة املفاد بها عن مواضعها لضرب من التأو ل )43(. ومن عالقات اجملاز اليت وظ فها مخار يف شعره نذكر ما يلي: ب- 1 عالقة املكانية وفيها يسند الفعل أو ما يف معناه إىل مكان املسند ومن أمثلة ذلك ما ورد يف القرآن الكريم يف قوله تعاىل: "و ع د اهلل امل ؤ م نني وامل ؤ م ن ات ج ن ات جت ر ي م ن حت ت ه ا األ ن ه ار خ ال د ين ف يه ا" )44( فالفعل )جتري( أسند لغري فاعله احلقيقي وهو )األنهار( فاألنهار ال جتري ألن ها أمكنة جامدة والذي جيري حقيقة هو املاء. ومن أمثلته يف شعر مخار قوله )45( : غ اب ت الق ر ي ة يف د ن ي ا األ ث ري يف س ك ون يف ظ ال م يف ض ب اب ك الع ذ اب فقوله )غابت القرية( جماز عقلي ألن القرية ال تغيب فهي مكان جامد غري متحر ك بل أهلها وسكانها هم من يغيبون واحلقيقة اليت سو غت هذا اإلسناد مكانية والقرينة اليت منعت من اعتبار هذا اإلسناد احلقيقي إدراكنا بالعقل أن الغابة ال تغيب وإمن ا الذي يغيب هم سكانها. ب- 2 عالقة الزمانية وفيها يسند الفعل أو ما يف معناه إىل مكان املسند إليه ومن أمثلة ذلك ما ورد يف القرآن الكريم "و الض ح ى و الل ي ل إ ذ ا س ج ى" )46( معنى سجى سكن ولكن الليل ال يسكن وإمن ا تسكن اخلليقة فيه. ومن أمثلته يف شعر مخار قوله )47( : س ك ن الل ي ل و م ا ن ام و ق ر و م ض ى ي رس ل يف ج وف الس ح ر فجملة )سكن الليل( جماز عقلي أسند فيه الشاعر الفعل سكن إىل الليل وهو إسناد للفعل إىل ما هو له ألن الليل ال يسكن وإمن ا تسكن حركات الناس فيه فأجرى الشاعر صفة السكون على الليل ملا كان الليل الزمن الذي يقع فيه السكون. ب - 3 عالقة املصدرية وفيها يسند الوصف إىل الفاعل أي يستعمل املفعول واملقصود هو اسم الفاعل كقوله تعاىل: " ف إ ذ ا ن ف خ يف الص ور ن ف خ ة الصور اجملازية يف شعر "حممد بلقاسم مخار" و ا ح د ة " )48( فقد أسند الفعل وهو النفخ إىل املصدر )نفخة( إسنادا جمازيا ومل يسنده إىل الفاعل احلقيقي وهو النافخ يف الصور ومن أمثلته أيضا قول أبي فراس احلمداني )49( : س ي ذ ك ر ن ي ق و م ي إ ذ ا ج د ج د ه م " و يف ال ل ي ل ة الظ ل م اء ي ف ت ق د ال ب د ر " ففي قول الشاعر )ج د ج د ه م ) أسند الفعل )ج د ) إىل مصدره جد هم )اجل د ( بينما الذين جيد ون حقيقة هم القوم ولذا فالفعل أسند إىل غري فاعله احلقيقي جمازا وعالقته مصدرية ومن أمثلته يف شعر مخار قوله يف قصيدة )اللغز( )50( : ث ورة ث ار ت ف ه ز ت أ ض ل ع ي ح ط م ت ن و أ ق ض ت م ض ج ع ي ففي قول الشاعر )ثورة ثارت( جماز عقلي ألن الفعل أسند لغري فاعله فالثورة ال تثور بينما الذين يثورون هم الشعب فالعالقة إذن مصدرية. 3- الفرق بني اجملاز املرسل واالستعارة 1- اجملاز املرسل ما كانت عالقته غري املشابهة حنو قوله تعاىل: " ف ر ج ع ن اك إ ىل أ م ك ك ي ت ق ر ع ي ن ه ا" )51( جماز مرسل عالقته اجلزئية واالستعارة ما كانت عالقته املشابهة حنو: رأيت زهرة حتملها أم ها أي: رأيت طفلة كالزهرة حتملها أم ها. 2- اجملاز املرسل مطلق ال يقي د بعالقة وإمن ا له عالقات كثرية كما رأينا أما االستعارة فهي مقي دة بعالقة واحدة وهي املشابهة. الصورة االستعارية لدراسة الصورة االستعارية يف شعر مخار البد من اإلحاطة بتعريفات بسيطة تبني لنا ماهية هذا األسلوب البالغي املهم الذي يعد معلما من معامل النص األدبي الشعري احلديث وركنا من أركان حتو ل الكالم من حي ز الن فع املباشر إىل حي ز املمارسة اإلبداعية املتمث لة بالصورة الفنية إذ إن الشاعر يسعى من خالهلا إىل بناء صوره الشعرية قوامها انهيار احلواجز القائمة بني احلواس عنده. جيمع النقاد القدامى واحملدثون على أن االستعارة أداة من أدواة تشكيل الصورة الشعرية وعلى أن ها نوع من أنواع التعبري الداللي الذي يقوم على املشابهة وهي نوع من التشبيه ألن " التشبيه كاألصل يف االستعارة وهي شبيهة بالفرع له أو صورة مقتضبة من صوره" )52( وهي" ليست تشبيها خمتصرا ولكن ها أبلغ منه" )53(. 4- الصورة االستعارية أ- االستعارة يف التعريف اللغوي مشتقة من كلمة استعار مبعنى "ط ل ب العار ي ة. واس ت عار ه الشيء واس ت عار ه م ن ه : ط ل ب م ن ه أ ن ي ع ري ه إ ي اه" )54( ويف معناها االصطالحي "استعمال اللفظ يف غري ما وضع له لعالقة 127 األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية. ب/قسم اآلداب واللغات. العدد - 21 جانفي. 2019 ص - 123 132
املشابهة بني املعنى املنقول عنه واملعنى املستعمل فيه مع قرينة مانعة املعنى األصلي" )55(. ب- االستعارة يف التعريف االصطالحي إذا أردنا أن حنصل على تعريف لالستعارة مستهدفني بآراء البالغيني القدامى يطالعنا اجلاحظ ) 255 ه( يف حماولته األوىل لتعريف االستعارة على أن ها " تسمية الشيء باسم غريه إذا قام مقامه" )56( فاجلاحظ نظر لالستعارة مبعناها العام والشامل مم ا أدى إىل حصول تداخل بني املفاهيم واختالطها. ويعر فها القاضي اجلرجاني ) 392 ه( يف حماولة للوصول إىل تعريف واف هلا بقوله:" االستعارة ما اكت ف ي فيها باالسم املستعار عن األصل ونقلت العبارة فجعلت يف مكان غريها" )57( حيث وضع شروطا لصحتها فقال: " إمن ا تصح االستعارة وحتسن على وجه من املناسبة وطرف من املشابهة واملقاربة" )58( أي تنقل العبارة وجتعل يف مكان غريها مع وجود مناسبة بني املستعار واملستعار منه على أساس تقريب الشبه بينهما. وهي عند السكاكي ) 626 ه( " أن تذكر أحد طريف التشبيه وتريد به الطرف اآلخر مد عيا دخول املشبه يف جنس املشبه به داال على ذلك بإثباتك للمشبه ما خيص املشبه به كما تقول يف احلمام أسد وأنت تريد به الشجاع مدعيا أنه من جنس األسود فتثبت للشجاع ما خيص املشبه به وهو اسم جنسه مع سد طريق التشبيه بإفراده يف الذكر أو كما تقول إن املنية أنشبت أظفارها وأنت تريد باملنية السبع بادعاء السبعية هلا وإنكار أن تكون شيئا غري سبع فتثبت هلا ما خيص املشبه به وهو األظفار" )59( وال شك يف أن السكاكي -هنا- يصف االستعارة املكنية من دون أن يذكر االستعارة التصرحيية اليت هي جماز عالقته التشبيه وفيه حيذف املشب ه ويقوم املشبه به مقامه وامنازت االستعارة بأن عالقتها املشابهة وال ميكن محلها على احلقيقة كما هو حال الكناية. وتستند االستعارة عند عبد القاهر اجلرجاني إىل التشبيه وتقع ضمن دائرة اجملاز الواسع يقول متحد ثا عن أهم يتها ومزاياها ملم حا إىل دورها يف جتسيم املعنوي وتشخيص اجملر د واملادي: "أن ها تربز البيان أبدا يف صورة مستجد ة تزيد قدره نبال وتوجب له بعد الفضل فضال وإن ك لتجد اللفظة الواحدة قد اكتسبت فيها فوائد...ومن خصائصها...أن ها تعطيك الكثري من املعاني باليسر من اللفظ...فإن ك لرتى بها اجلماد حي ا ناطقا واألعجم فصيحا واألجسام اخل ر س مبي نة واملعاني اخلفي ة بادية جلي ة...إن شئت أرتك املعاني اللطيفة اليت هي من خبايا العقل كأن ها وقد جس مت حتى رأتها العيون وإن شئت لط فت األوصاف اجلسمانية حتى تعود روحانية ال تناهلا إال الظنون" )60( واجلرجاني بهذا املوقف يعرب عن فعالية االستعارة يف الشعر سواء من حيث املعنى بوجيز اللفظ املوحي أو يف تشخيص املواد اجلامدة وإكسابها إنسانية اإلنسان وأفعاله أو يف جتسيد املعنى ونقله من نطاق املفاهيم إىل املادية احلسي ة. خنلص من التعريفات السابقة إىل أن االستعارة هي اللفظ املستعمل يف غري املعنى املوضوع له لعالقة املشابهة بني املعنى املنقول عنه واملعنى املستعمل فيه مع وجود قرينة مانعة من إرادة املعنى األصلي ونالحظ من خالل التعريفات السابقة أن الناقد العربي القديم مل حيتفل بنشاطها اجلمالي ومل يتعر ض لعالقاتها جبمالي ات الشعر أو املعنى ومل يعط اهتماما كبريا لفاعلية الرتكيب أو الس ياق أو أثره يف قبوهلا يقول تامر سلوم: " كان تصوير مجاليات اإلدراك االستعاري يف تراثنا النقدي ال خيلو من صعوبة والنظرة الغالبة أن الناقد العربي يرد االستعارات إىل مقابالتها من احلقائق وخيضع نشاطها التصويري للفهم املعجمي للكلمات ويت خذ على الدوام موقف )اإليضاح( التعليمي الذي يرب ر اجتاهه إىل األصل اللغوي واستعمال القياس الذي يلجأ إليه كثريا كيما يقتنع املتلقي باملدلول" )61( ويرى بعض البالغيني احملدثني أن هذه اآلراء املتضاربة يف فهم االستعارة ليست بذات نفع وال جدوى منها يف ميدان التذو ق الفين " وال نرى يف هذا النزاع ما يرب ره وليس وراءه كبري فائدة وماذا يؤث ر يف روعة االستعارة أو ينقص من مجاهلا. إن سحرها وأثرها يف النفوس لن يقل ولن يزول منها تنازع البالغيون فيها وسواء جعلوها من اجملاز العقلي أم من اجملاز اللغوي..." )62(. أما حديثنا عن االستعارة يف شعر بلقاسم مخار فإن نا نراه قد ضرب لنا بنصيب وافر من هذه الصور البيانية اليت جاءت يف شعره فوجد فيها أداة فنية تربز أغراض الفكرة املطلوبة وتكشف عن اجلانب الفين الذي يريد أن يتحد ث عنه ويوصله إىل السامع فكانت االستعارة وجها من وجوه استعماالته الشعرية ألنه رآها األقدر على تصوير أحاسيسه بشكل يكشف عن ماهيتها وجيعلها تفصل ما تنطوي عليه نفسه. لقد انتشرت االستعارة يف شعر مخار انتشارا يسمح لنا أن نعد ها مسة فنية تدخل يف إعداد املالمح التصويرية اليت ال تقل أهمية عن الشبيه فهي تشك ل ظاهرة واسعة يف شعره جتاوزت الصور التشبيهية وشاعرنا كغريه من الشعراء عو ل على التشكيل االستعاري للصور بغية جتاوز احلدود الداللية السطحية وصوال إىل حالة الغور الداللي. يقول يف )قصيدة حديث اإلسالم( )63( : ح ار ب تن األ وه ام يف م وقع الر وح و ر م ت ن األح ق اد م ن ز ع م ش ي ط ان وألقت ب الق لب ت ت الس ن ان ب ع ق م...ت ر يد ه ز ك ي ان ي ففي هذين البيتني أكثر من صورة جزئية استعارية. ففي قوله)حاربتين األوهام( استعارة مكنية شبه فيها األوهام جبيش أو عدو فحذف املشبه به وأبقى على شيء من لوازمه -كلمة )حاربتين(- ليجسد الصورة ويؤك د املعنى ومثل قوله: )ورمتين األحقاد(. وإذا ما رجعنا إىل مدى شيوع االستعارة يف شعر بلقاسم مخار فإن نا جندها أقل انتشارا إذا ما قورنت بالتشبيه. واالستعارة عنده 128 األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية. ب/قسم اآلداب واللغات. العدد - 21 جانفي. 2019 ص - 123 132
مقصورة يف الغالب األعم على معان عامة وعلى حقائق ثابتة يف ذهن الدارس املعاصر.يقول يف قصيدة )أنا..لست جمنونا.. ولكن( )64( : و ت زح ف حن و ي الع ي ون ت ه د د ن ي... ت اص ر ب يت.. فهو هنا جيعل هذه العيون مثل اجليش أو الكتيبة أو ما إىل ذلك. والتفاعل هنا حيدث بني شيئني خمتلفني )العيون( و )تزحف(. فالطرف الثاني )املشبه به( حمذوف ويوجد ما يدل عليه وهو الزحف والتهديد واحملاصرة. وهي أحداث فاعلة ترسم وحتد د الصورة أكثر وهنا تكمن أهم أهمي تها.وميكن أن نستدل على ذلك من خالل اخلطاطة التالية: تدل مسة الزاوية على تباعد الطرفني )تزحف-ترى(. ومعنى ذلك أن االنزياح متحق ق بدرجة عالية يف هذه االستعارة بعد أن تقل صت درجة املشابهة بني الدال واملدلول إىل حدود االنتفاء الشيء الذي يدفع املتلقي إىل بذل طاقة ذهنية كبرية قبل أن يصل إىل ما ميكن أن يتيح له اإلحياء )Connotation( املتول د عن الصورة. فاللغة يف الشعر لغة احنرافية أو انزياحية أي أن ها تنحرف يف الشعر عن معناها الشائع يف النثر ولعل هذا ما قصده جون كوهني بقوله:" طبيعة الفارق بني الشعر والنثر لغوي ة أي شكلية إن ه ال يكمن يف املادة الصوتية وال يف املادة األيديولوجية بل يكمن يف منط خاص من العالقات اليت يقيمها الشاعر بني الدال واملدلول من جهة وبني املدلوالت من جهة أخرى" )65(. يقول مخار يف قصيدة)دموع ومطر( )66( : ص مت ر ه يب ن ام يف الل يل م ع ي ثم است ف اق يف الص ب اح ي ر ين ف وق غ ر ف ت يه ز أ م ن ج د ار ه ا امل ش د وه يه ز أ م ن س ك ون ه م ن ح ري ت ي... من ك ل ش يء ح ل ت ه غ ر ف ت الصور اجملازية يف شعر "حممد بلقاسم مخار" ص م ت ر ه يب ح ام ح و ل م ق ل ت يصو ر لنا مخار يف هذه األسطر الشعرية الصمت على أن ه إنسان ينام معه يف الليل ويستفيق يف الصباح على سبيل االستعارة املكنية فمن خالل هذه الصورة أراد الشاعر أن يبني لنا حالة الفراغ اليت يعيشها يف غربته بعيد عن وطنه وأهله وأحبته. أما يف قصيدة )نداء اإلحتاد( فقد طغت االستعارة املكنية على أغلب أبيات القصيدة فال خيلو بيت إال وفيه هذا النوع من أنواع البيان حيث جند الشاعر ينادي ويناجي )الليل والبحر والصخر والوحش والطري...( لريفع عن بالده كل املآسي واألزمات اليت تتخب ط فيها حيث شب ه كل منها باإلنسان فحذف اإلنسان وأبقى على إحدى لوازمه أو أشار إليها وهي السمع وهي السمع. يقول )67( : ب ال د ي ل س ت أ در ي من أن اد ي أ ن اد ي الل يل والظ ل مات لك ن أ نادي الب حر واأل م واج غ ضبى أ ناد ي الص خر واأل ط و اد ح ت ى أ ن اد ي الو ح ش من ن ر ول ي ث ويقول يف قصيدة )حمال( )68( : ت ب س م ف صل اخل ر يف و أ ن ج ب ح ق ال ج يل الظ الل ل ري ف ع عن ك أرز اء الع و اد ي ن هارك مثل ها ج م الس و اد ت ص ار ع ه ا الع واص ف كاألع اد ي تردد ص ي ح ت ي يف ك ل و اد ي و ك ل مك ش ر األن ي اب ب اد ي وجند الشاعر يف هذه األسطر يصور لنا كيف أن اخلريف يبتسم وينجب وهما صفتان من صفات اإلنسان حيث شبه اخلريف باإلنسان فحذف املشبه به وهو اإلنسان ورمز إليه بأحد لوازمه وهو التبسم واإلجناب على سبيل االستعارة املكنية وهي صورة غاية يف اجلمال والروعة استطاع الشاعر من خالهلا أن جيعلنا نتصور ونتخيل كيف أن اخلريف يبتسم أو ينجب. وجند استعارة مكنية أيضا يف قصيدة )العجب( حيث يقول فيها )69( : م ن ح ن ا الب ر ي ة ر وح ا و ف كر ا و ه ب ن ا امل ش ا ع ر س ح ر الب ي ان فالشاعر صو ر وشب ه الروح والفكر بالشيء املادي الذي مينح صورة استعارية جس د فيها املعنوي بامللموس واملادي قصد إظهار فضائل العروبة على العاملني يف ظل الروح والفكر معا وجتس د هذه الصورة ما يسميه النقاد ب )تراسل احلواس( حيث جيعل املسموع ما من شأنه أن يت خذ للملموس والعكس كما أنه يستخدم الشيء املرئي الذي ال ميكن أن يكون ملموسا فيحو له لنا يف صورة حسي ة ميكن مشاهدتها وملسها. 129 األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية. ب/قسم اآلداب واللغات. العدد - 21 جانفي. 2019 ص - 123 132
ويف القصيدة نفسها يقول )70( : ف ال ن ت ع ز مي ت ه ا و ان ت ك س ن ا و ص ر ن ا م ن اجمل د يف ف ع ل ك ان يف هذه الصورة استعارة مكنية حيث شبه فيها الشاعر العزمية باحلديد و رمز أو كنى عنه بأحد لوازمه وهي الليونة فاحلديد هو الذي يلني عندما تفقد ذراته متاسكها فتتباعد مؤثرات خربت صالبته وهي صورة جتس م بالفعل حالة التدهور واالحنطاط واإلحباط الذي جاء على نفوس العرب فأصبحوا أمام األمم األخرى مطأطئي الرؤوس منتكسي اهلامات. وجند يف قصيدة )أوجاع احللم...القربان( يقول وهو يتحد ث فيها عن الوطن )71( : يا ب ل د ي ي ا و ط ن احلري ة... وامل ت ن اق ض... واألح ز ان!.. فحلم الشاعر الذي يريد حتقيقه هو الوطن يف قم ة اجملد هذا الوطن أعطي قربانا للغرب وإذا ما تطرقنا إىل بعض األمثلة عن االستعارة التصرحيية جنده يف قصيدة )أوجاع احللم القربان( يقول )72( : ق ال وا... ح س د وك ر ش ق وك ب ر مش ة ع ني... مل تر ح م... ح ت ى الص بي ان.. ف اك ت ظ ت ب األ ش ب اح م ال ع بهم... و ت ف ش ى ف يك الف ق ر.. الع هر... الغ در!.. مل ي ب ق لذكرك من أفعالك... إ ال الف عل الن اق ص... " كان"...! صر ح باملشبه به وهي العني احلاسدة اليت ال ترحم فكان احللم العربي انتكس من قو ة شر هذه العني احلاسدة اليت مل تعتق حتى الصبيان واألطفال فلم يتمتعوا باللعب الذي هو حق من حقوقهم فتدهورت األوضاع وازدادت سوءا فنسينا حلمنا وختل ينا عنه. يقول أدونيس" اللغة اجملازية درجات أرقاها االستعارة" )73( ويرد جون كوهني بقوله: "ليست االستعارة جمر د تغيري يف املعنى بل إن ها مسخ هذا املعنى إن الكلمة الشعرية هي يف نفس اآلن موت وانبعاث اللغة" )74( فاالستعارة ال تكتفي بالعمل على تغيري املعنى واحلد من مباشرته وإمن ا تتعد ى ذلك إىل تعميق االنفعال أو توجيه وجهة مغايرة عما هو منتظر.وهنا تكمن االستعارة الناجحة يف القول الشعري على حنو ما عرب عنه جان كوهني بقوله: " إن االستعارة الشعرية ليست جمر د تغيري يف املعنى إن ها تغري يف طبيعة أو منط املعنى املفهومي إىل املعنى االنفعالي وهلذا مل تكن كل استعارة كيفما كانت شعرية" )75( ويقول عبد الفتاح صاحل: " إن مجال االستعارة يف خفائها ودق تها ومدى ما تقد مه من خدمة ضمن السياق الذي ترد فيه ومقدار ما تبعثه يف النفس من لذة وقو ة ختيل وتصور" )76(. وعلى سبيل االستعارة التصرحيية يقول مخار يف قصيدة )اجلرمية( اليت نظمها مباشرة بعد اغتيال الزعيم النقابي التونسي)فرحات حشاد( )77( : "ف رح ات" م ن خ دم البال د ب ه د ه مي ض ي اع ت ب اطا غيلة مت حط م ا س ع ت الو ح وش الض ار ي ات ب غ د ر ه ا جل ر مي ة ك انت ح س اما ح امس ا فجملة )الوحوش الضاريات( يف البيت الثاني استعارة تصرحيية إذ شب ه الشاعر مدب ري االغتيال بالوحوش الضارية فذكر املشبه به صرحيا وحذف املشبه وأبقى على قرينة مانعة من ذكر املعنى األصلي وهي عبارة )بغدرها( و)جرمية(على سبيل االستعارة التصرحيية. خامتة بعد االنتهاء من هذه الدراسة وبتوفيق من اهلل ثم العمل الدؤوب توص ل البحث إىل مجلة من النتائج جنملها فيما يأتي: - استخدم الشاعر أمناطا من الصور اجملازية واليت توق فنا عندها بالدراسة والتحليل وإن كانت معظم هذه الصور البالغية تقوم يف الغالب على اجملاز بقسميه املرسل والعقلي واالستعارة ذلك ألن ه شاعر ينتمي إىل املدرسة الكالسيكية يف شعرنا العربي تلك املدرسة اليت يكثر أصحابها من استخدام هذا النوع من الصور باإلضافة إىل التشبيه والكناية- جريا وراء االقتداء بنماذج الشعر التقليدي الذي عرفه شعراء مدرسة اإلحياء يف بداية عصر النهضة احلديثة يف مصر على يد الشاعر حممود سامي البارودي ومن سلك مسلكه من الشعراء )78( ويرجع عبد اهلل الركييب النظرة التقليدية لألدب والشعر يف تلك الفرتة "إىل ارتباط الشعراء اجلزائريني باحلركة الدينية اإلصالحية يف اجلزائر وهي حركة سلفية مبعنى الكلمة يف الدين أو يف األدب يف السياسة أو يف األخالق وقد تركت طابعها وبصماتها على األدباء والشعراء. كذلك فإن ثقافة هؤالء يف معظمها ثقافة تقليدية تستوحي صورها من األدب العربي القديم" )79(. هذه باختصار أهم األسباب اليت وج هت القصيدة لدى الشاعر بلقاسم مخار يف حنوها وحماكاتها للقصيدة التقليدية ال من حيث الشكل والبناء فقط بل من خالل الصور الشعرية اليت مل تت سع للتجديد من حيث الداللة واإلحياء. - أفاد اجملاز املرسل يف شعر بلقاسم مخار يف تأدية املعنى املقصود بإجياز مع املهارة يف ختري العالقة بني املعنى األصلي واملعنى اجملازي حبيث يكون اجملاز مصو را للمعنى املقصود خري تصوير كما يف إطالق اليد على القدرة وإذا دق قنا النظر رأينا 130 األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية. ب/قسم اآلداب واللغات. العدد - 21 جانفي. 2019 ص - 123 132
أن أغلب ضروب اجملاز املرسل ال ختلو من مبالغات بديعية ذات أثر يف جعل باب االتساع رائعا خالبا فإن إلطالق الكل على اجلزء مبالغة ومثله إطالق اجلزء وإرادة الكل وعلى كل فإن للقرينة الدور البارز يف استخراج عالقات اجملاز املرسل. - أما اجملاز العقلي فقد كان نصيبه يف شعر مخار شاهدا يشري مجيعه إىل أن ه يستمد مقو ماته األساسية من اجلملة ويعتمد على ركنيني أساسيني هما: القرينة الدالة على أن يف اجلملة جمازا والعالقة اليت تسوغ ذلك اجملاز يف العقل والذوق وهو ضرب من التوس ع يف اللغة وفن من فنون اإلجياز واملبالغة يف القول يؤد ي املعنى بطرق خمتلفة. - إن النماذج اليت اخرتناها من شعر مخار يف التصوير االستعاري متث ل مظهرا من مظاهر التعبري عن أفكاره وترمجة خلياله أتى بها للتنفيس عما خيتلج يف صدره فجاءت صوره االستعارية حاملة إلحياءات ومرآة عاكسة ألفكاره ومشاعره. اهلوامش 1- ينظر: وحيد صبحي كب اب ه الص ور ة الف ن ي ة يف ش عر الط ائ ي ني بني االنفعال واحلس -دراسة منشورات احت اد الكتاب العرب دمشق 1999 )دط( ص 26. 2- ينظر: حيي بن محزة العلوي الطراز املتضمن ألسرار البالغة ج 1 مطبعة املقتطف دار الكتب اخلديوية 1914 )دط( ص 75. 3- السيوطي عبد الرمحان بن أبي بكر املزهر يف علوم وأنواعها ج 1 حتقيق: فؤاد علي منصور دار الكتب العلمية بريوت 1998 ط 1 ص 286. 4- اجلوهري الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية ج 3 حتقيق: أمحد عبد الغفور عطار دار العلم للماليني بريوت 1987 ط 4 ص 870. 5- عبد القاهر اجلرجاني أسرار البالغة يف علم البيان حتقيق عبد احلميد هنداوي دار الكتب العلمية 2001 بريوت لبنان ط 1 ص 351. 6- املصدر نفسه ص 351. 7- ابن األثري املثل السائر يف أدب الكاتب والشاعر ج 1 حتقيق: أمحد احلويف وبدوي طبانة دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع الفجالة القاهرة ص 74. 8- ينظر: عبد اإلله الصائغ الصورة الفنية معيارا نقديا دار القايدي بريوت 1980 ص.360 9- حممد زغلول سالم النقد العربي احلديث املكتبة االجنلو- مصرية مصر 1964 ط 1 ص 66. 10- إليزابيث درو الشعر كيف نفهمه ونتذو قه ترمجة: حممد إبراهيم الشوتي 1961 )دط( ص 59. 11- شامل عبيد درع اجلميلي الصورة الشعرية عند أبي شامة الدمشقي ) 665 ه( جملة جامعة كركوك للدراسات اإلنسانية اجمللد: 9 العدد: 2 العراق سنة 2014 ص 82. 12- الكتاني حممد الصراع بني القديم واجلديد ج 2 دار الثقافة الدار البيضاء 1982 ط 1 ص 996. 13- ينظر: اخلطيب القزويين اإليضاح يف علوم البالغة حتقيق: عبد املنعم خفاجي دار اجليل بريوت ط 3 ص 130. 14- حممد حسني صغري أصول البيان العربي الشؤون الثقافية العامة )دط( )دت( العراق ص 50. 15- إبراهيم فتحي معجم املصطلحات األدبية املؤسسة العربية للناشرين املتحدين )دط( 1996 تونس ص 311. 16- بسيوني عبد الفتاح علم البيان مطبعة السعادة )دط( 1987 مصر ص 144. 17- ينظر: اخلطيب القزويين اإليضاح يف علوم البالغة ص 210-205. * هو شاعر جزائري ابن مدينة الزيبان ولد ببسكرة )اجلزائر( سنة 1931 تلقى تعليمه احلر بها ثم تابعه بقسنطينة )مبعهد عبد احلميد ابن باديس( فنال الصور اجملازية يف شعر "حممد بلقاسم مخار" اإلعدادية أما املرحلة الثانوية فقد أمت ها يف مدينة حلب )سوريا( بدار املعلمني االبتدائية بعدها انتسب إىل جامعة دمشق وخترج منها حامال اإلجازة من كلي ة اآلداب قسم الفلسفة وعلم النفس عمل يف الصحافة مسؤوال مبكتب جبهة التحرير الوطين بدمشق كما عمل الشاعر يف حقل التعليم بسوريا ألربع سنوات ثم يف مؤس سة الوحدة للصحافة بدمشق حمر را مد ة سنتني ثم مستشارا بوزارة الشباب اجلزائرية وبعدها يف وزارة اإلعالم والثقافة اجلزائرية مديرا ومسؤوال عن جملة ألوان ومستشارا ثقافيا وعضوا جبمعية الشعر باجلزائر. 18- سورة البقرة اآلية: 43. 19- سورة النساء اآلية 92. 20- حممد بلقاسم مخار األعمال الشعرية والنثرية )شعر( ج 1 مؤسسة بوزياني للنشر والتوزيع اجلزائر 2009 )دط( ص 107. 21- ربيع بن خملوف التعبري اجملازي يف ديوان إرهاصات سرابية ألبي القاسم مخار دراسة بالغية أسلوبية مذكرة ماجستري جامعة باتنة اجلزائر -2010 2012 ص.121 22- حممد بلقاسم مخار األعمال الشعرية والنثرية )شعر( ج 1 ص 481. 23- املصدر نفسه ص 220. 24- سورة البقرة اآلية: 19. 25- حممد بلقاسم مخار األعمال الشعرية والنثرية )شعر( ج 1 ص 137-138. 26- سورة الفتح اآلية: 48. 27- حممد بلقاسم مخار األعمال الشعرية والنثرية )شعر( ج 2 ص 161. 28- سورة غافر اآلية: 13. 29- حممد بلقاسم مخار األعمال الشعرية والنثرية )شعر( ج 1 ص 43. -30 املصدر نفسه ص 211-210. 31- سورة الزمر اآلية: 30. 32- حممد بلقاسم مخار األعمال الشعرية والنثرية )شعر( ج 1 144. 33- املصدر نفسه ص 711. 34- سورةاالنفطار اآلية: 13. 35- حممد بلقاسم مخار األعمال الشعرية والنثرية )شعر( ج 1 ص -75 76. 36- سورة يوسف اآلية: 82. 37- حممد بلقاسم مخار األعمال الشعرية والنثرية )شعر( ج 2 ص 355. 38- املصدر نفسه ج 1 ص 353. 39- املصدر نفسه ص 88. 40- السكاكي مفتاح العلوم ص 393. 41- الشريف اجلرجاني علي بن حممد كتاب التعريفات حتقيق: مجاعة من العلماء دار الكتب العلمية بريوت لبنان 1983 ط 1 ص 204-203. 42- اخلطيب القزويين اإليضاح يف علوم البالغة ص 86. 43- ينظر:عبد القاهر اجلرجاني دالئل اإلعجاز يف علم املعاني حتقيق: حممود حممد شاكر مطبعة املدني جبدة ط 3 1992 ص 294 وينظر: أسرار البالغة ص 385. 44- سورة التوبة اآلية: 72. 45- حممد بلقاسم مخار األعمال الشعرية والنثرية )شعر( ج 1 ص 51. 46- سورة الضحى اآلية 2-1. 47- حممد بلقاسم مخار األعمال الشعرية والنثرية )شعر( ج 1 ص 51. 48- سورة احلاقة اآلية: 13. 49- أبو فراس احلمداني الديوان شرح خليل الد و يهي دار الكتاب العربي ط 2 بريوت لبنان 1994 ص 165. 50- حممد بلقاسم مخار األعمال الشعرية والنثرية )شعر( ج 1 ص 55. 51- سورة طه اآلية: 40. 52- عبد القاهر اجلرجاني أسرار البالغة ص 30. 53- حسني علي العميدي بالغة األسلوب مؤسسة الكتاب العربي للطباعة 131 األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية. ب/قسم اآلداب واللغات. العدد - 21 جانفي. 2019 ص - 123 132
والنشر والتوزيع ط 1 1431 ه ص 77. 54- ابن منظور لسان العرب اجمللد 4 دار صادر ط 3 بريوت 1414 ه )دط( ص 618. 55- أمحد اهلامشي جواهر البالغة يف املعاني والبيان والبديع يف املعاني والبيان والبديع املكتبة العصرية بريوت 2008 )دط( ص 258. 56- اجلاحظ أبو عثمان بن عمر بن حبر البيان والتبيني ج 1 دار ومكتبة اهلالل بريوت لبنان 1423 ه )دط( ص 142. 57- اجلرجاني علي بن عبد العزيز الوساطة بني املتنيب وخصومه حتقيق: حممد أبو الفضل إبراهيم وحممد علي البجاوي مطبعة عيسى البابي احلليب وشركاه )دت( )دط( ص 41. 58- املصدر نفسه ص 429. 59- السكاكي مفتاح العلوم ضبطه وكتب هوامشه وعلق عليه: نعيم زرزور دار الكتب العلمية بريوت لبنان 1987 ط 2 ص 369. 60- املصدر نفسه ص 40-39. 61- تامر سلوم نظرية اللغة واجلمال يف النقد العربي دار احلوار 1983 ط 1 ص 274. 62- عبد اجلبار داود البصري اجلديد يف موضوع الصورة األدبية جملة األقالم العدد رقم 12 العراق 1 ديسمرب 1966 ص 172-171. 63- حممد بلقاسم مخار األعمال الشعرية والنثرية )شعر( ج 1 ص 130. 64- املصدر نفسه ج 2 ص 703. 65- كوهني بنية اللغة الشعرية ترمجة: حممد الولي وحممد العمري دار توبقال ط 1 الدار البيضاء 1986 ص 191. 66- حممد بلقاسم مخار األعمال الشعرية والنثرية )شعر( ج 1 ص 255. 67- املصدر نفسه ص 416-415. 68- املصدر نفسه ص 293-292. 69- حممد بلقاسم مخار األعمال الشعرية والنثرية )شعر( ج 2 ص 272. 70- املصدر نفسه ص 272. 71- املصدر نفسه ص 277. 72 -حممد بلقاسم مخار األعمال الشعرية والنثرية )شعر( ج 1 ص 282-281. 73- أدونيس الشعرية العربية دار اآلداب ط 2 1989 بريوت ص 47. 74- كوهني بنية اللغة الشعرية ص 214. 75- املرجع نفسه ص 205. 76- عبد الفتاح صاحل نافع الصورة الشعرية يف شعر بشار بن برد دار الفكر للنشر والتوزيع 1983 )دط( األردن ص 61. 77- حممد بلقاسم مخار األعمال الشعرية والنثرية )شعر( ج 1 ص 47. 78- ينظر: علي حوم اإلبداع الشعري يف أسيوط مناذج ودراسات نقدية فرع ثقافة أسيوط مصر 2000 )دط( ص 33. 79- عبد اهلل الركييب قضايا عربية يف الشعر اجلزائري املعاصر معهد البحوث والدراسات العربية 1970 )دط( ص 147. - القرآن الكريم برواية حفص املصادر واملراجع 1- إبراهيم فتحي معجم املصطلحات األدبية املؤسسة العربية للناشرين املتحدين )دط( 1996 تونس. 2- أمحد اهلامشي جواهر البالغة يف املعاني والبيان والبديع يف املعاني والبيان والبديع املكتبة العصرية بريوت. 3- أدونيس الشعرية العربية دار اآلداب ط 2 1989 بريوت. 4- ابن األثري املثل السائر يف أدب الكاتب والشاعر ج 1 حتقيق: أمحد احلويف وبدوي طبانة دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع الفجالة القاهرة. 5- إليزابيث درو الشعر كيف نفهمه ونتذو قه ترمجة: حممد إبراهيم الشوتي 1961 )دط(. 6- بسيوني عبد الفتاح علم البيان مطبعة السعادة )دط( 1987 مصر. 7- تامر سلوم نظرية اللغة واجلمال يف النقد العربي دار احلوار 1983 ط 1. 8- اجلاحظ أبو عثمان بن عمر بن حبر البيان والتبيني ج 1 دار ومكتبة اهلالل بريوت لبنان 1423 ه )دط(. 9- اجلرجاني علي بن عبد العزيز الوساطة بني املتنيب وخصومه حتقيق: حممد أبو الفضل إبراهيم وحممد علي البجاوي مطبعة عيسى البابي احلليب وشركاه )دت( )دط(. 10- اجلوهري الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية ج 3 حتقيق: أمحد عبد الغفور عطار دار العلم للماليني بريوت 1987 ط 4. 11- حسني علي العميدي بالغة األسلوب مؤسسة الكتاب العربي للطباعة والنشر والتوزيع ط 1 1431 ه. 12- اخلطيب القزويين اإليضاح يف علوم البالغة حتقيق: عبد املنعم خفاجي دار اجليل بريوت ط 3. 13- ربيع بن خملوف التعبري اجملازي يف ديوان إرهاصات سرابية ألبي القاسم مخار دراسة بالغية أسلوبية مذكرة ماجستري جامعة باتنة اجلزائر 2012-2010. 14- السكاكي مفتاح العلوم ضبطه وكتب هوامشه وعلق عليه: نعيم زرزور دار الكتب العلمية بريوت لبنان 1987 ط 2. 15- السيوطي عبد الرمحان بن أبي بكر املزهر يف علوم وأنواعها ج 1 حتقيق: فؤاد علي منصور دار الكتب العلمية بريوت 1998 ط 1. 16- شامل عبيد درع اجلميلي الصورة الشعرية عند أبي شامة الدمشقي ) 665 ه( جملة جامعة كركوك للدراسات اإلنسانية اجمللد: 9 العدد: 2 العراق سنة 2014. 17- الشريف اجلرجاني علي بن حممد كتاب التعريفات حتقيق: مجاعة من العلماء دار الكتب العلمية بريوت لبنان. 18- عبد اإلله الصائغ الصورة الفنية معيارا نقديا دار القايدي بريوت 1980. 19- عبد اجلبار داود البصري اجلديد يف موضوع الصورة األدبية جملة األقالم العدد رقم 12 العراق 1 ديسمرب 1966. 20- عبد القاهر اجلرجاني: - أسرار البالغة يف علم البيان حتقيق عبد احلميد هنداوي دار الكتب العلمية 2001 بريوت لبنان ط 1. - دالئل اإلعجاز يف علم املعاني حتقيق: حممود حممد شاكر مطبعة املدني جبدة ط 3. 21- عبد اهلل الركييب قضايا عربية يف الشعر اجلزائري املعاصر معهد البحوث والدراسات العربية 1970 )دط(. 22- علي حوم اإلبداع الشعري يف أسيوط مناذج ودراسات نقدية فرع ثقافة أسيوط مصر 2000 )دط(. 23- أبو فراس احلمداني الديوان شرح خليل الد و يهي دار الكتاب العربي ط 2 بريوت لبنان. 24- الكتاني حممد الصراع بني القديم واجلديد ج 2 دار الثقافة الدار البيضاء 1982 ط 1. 25- كوهني بنية اللغة الشعرية ترمجة: حممد الولي وحممد العمري دار توبقال ط 1 الدار البيضاء 1986. 26- حممد بلقاسم مخار األعمال الشعرية والنثرية )شعر( ج 1 /ج 2 مؤسسة بوزياني للنشر والتوزيع اجلزائر 2009 )دط(. 27- حممد حسني صغري أصول البيان العربي الشؤون الثقافية العامة )دط( )دت( العراق. 28- حممد زغلول سالم النقد العربي احلديث املكتبة االجنلو- مصرية مصر 1964 ط 1. 29- ابن منظور لسان العرب دار صادر ط 3 بريوت 1414 ه )دط(. 30- وحيد صبحي كب اب ه الص ور ة الف ن ي ة يف ش عر الط ائ ي ني بني االنفعال واحلس -دراسة منشورات احتاد الكتاب العرب دمشق 1999 )دط(. 31- حيي بن محزة العلوي الطراز املتضمن ألسرار البالغة ج 1 مطبعة املقتطف دار الكتب اخلديوية 1914 )دط(. 132 األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية. ب/قسم اآلداب واللغات. العدد - 21 جانفي. 2019 ص - 123 132