160 ال سابع للغة العربية نظرية توليد املفردات واملعاين حممد يحيى كعدان مقد مة ي شهد عاملنا املعا صر تطورا كبريا يف املعارف الب شرية فيما بات ي طلق عليه ع صر املعلومات ولي ست العلوم اللغوية مبن أى عن ذلك التطور فاللغة وعاء احل ضارة. يعتقد عامل الل سانيات ا أالمريكي ت شوم سكي اأن الطريقة الوحيدة ال ستيعاب تعل م اللغة هي افرتا ض اأن كل طفل مولود مزود باملعرفة مببادئ النحو العاملي وهذا ما ي سمح له بتعلم أاية لغة يحتك بها يف حميطه الل ساين. يقول جون ليونز يف كتابه "ت شوم سكي": "يقول ت شوم سكي يف اأحد من شوراته ا أالخرية: اإن املبادئ العامة التي تتحكم ب شكل القواعد النحوية يف لغة ك إالنكليزية أاو الرتكية أاو ال صينية هي إاىل حد كبري مبادئ م شرتكة بني جميع اللغات ا إالن سانية. ويعتقد اأي ضا اأن املبادئ التي تقف وراء بنية اللغة منتظمة ودقيقة اإىل درجة ميكن معها اعتبارها حمددة بيولوجيا. وبعبارة اأخرى ف إن هذه املبادئ ت شكل جزءا مما ندعوه الطبيعة االإن سانية التي تنتقل وراثيا من االآباء اإىل االأبناء". هناك راأي شائع هو اأن اللغة ما مت قوله فقط لكن املفهوم العلمي يعار ض هذا الراأي. الأن كل علم من العلوم يبداأ بر صد الظواهر يف جماله ثم يقوم بت صنيفها ويف مرحلة متقدمة يحاول و ضع نظرية تف سريية لهذه الظواهر تف س ر الواقع وذات قدرة تنبئية عن ظواهر امل ستقبل. العلم دوما ي ف س ر الواقع ويتنب أ بامل ستقبل. و إاال ملا متكن االإن سان من ت صميم االخرتاعات وبناء احل ضارة. تتطور النظريات العلمية باجتاه زيادة ساحة تف سري الواقع والتنبوؤ بامل ستقبل. فنظرية امليكانيك التقليدي مثال تف س ر حركة االأج سام ومنها حركة الكواكب وتتنب أ مبواقعها م ستقبال لكن عندما مت ر صد ظواهر جديدة للمادة تتحرك حركة سريعة جدا مل ت ستطع النظرية ال سابقة التنبوؤ بها جاءت النظرية الن سبية لتغطي هذا النق ص وهكذا دواليك يتطور العلم ونظرياته. جند باملقارنة اأنه مطلوب من أاية نظرية علمية للغة اأن تف س ر ما قد قيل وما سيقال اأي ضا. الأننا نتيجة التطور احل ضاري بحاجة دوما اإىل توليد كلمات جديدة ذات معان ت عبر عن املخرتعات واملعارف اجلديدة لالإن سان. منذ القدمي الحظ االإن سان اأن الكون يخ ضع لنوامي س تتفق ومنطقه وهذا لي س غريبا )بل الغرابة تكمن يف عدم االتفاق( الأن االإن سان اأحد عنا صر هذا الكون الف سيح والغني وهو بال شك العن صر ا أالهم واالأغلى حتى أان الديانات ال سماوية تفرت ض ت سخريه له. هذا االتفاق يف املنطق هو اأ سا س نظرية املعرفة ويعود اإليه متك ن االإن سان من تف سري وو صف ما حوله علميا وكذلك مقدرته على صوغ اأفكار منطقية يجد الحقا تطبيقات لها طبيعية أاو ا صطناعية كما احلال يف الفيزياء النظرية. ذلك ي سمح بالتفاعل مع البيئة عب مظاهر متعددة من عمل أاو فن اأو لغة... الخ. اإذ بالتدقيق جند اأن اللغة أا سلوب وو سيلة تعبري )اأو توا صل معرفة اأو نقل معلومات( بال صوت ال تختلف بامل ضمون عن و سائل التعبري االأخرى من حركة اأو ر سم )والكتابة من الر سم( اأو صناعة اأو فعل... الخ. فلغة التعبري لدى النحل مثال هي الرق ص ولدى االأ صم هي االإ شارة... اإن و سائل التعبري جميعا ت ستخدم اأجهزة فيزيولوجية لي ست خم ص صة فقط لها )مثلها يف ذلك مثل اللغة( حيث ي سعى كل خملوق للتعبري م ستخدما اإمكانياته املتاحة. وفقا لهذا التعميم والت صو ر ينتفي مبدئيا ارتباط م ضمون التعبري )ومنه اللغة( بجهاز م عبر )ناطق(. من باب حت صيل احلا صل اأن ينتفي ارتباط م ضمون الكتابة بو سائل توليدها.
161 ال سابع للغة العربية يجب اأن ن فرر ق بني اللغة والكتابة التي هي و سيلة ت سجيل للغة تنجح قليال اأو كثريا. الكتابة مل تكن ت عبر عن كل اللغة خا صة يف مراحلها االأو لية حتى اأن بع ض اللغات بقيت غري مكتوبة. عرفت معظم شعوب العامل طرقا بدائية للكتابة ب شكل م ستقل لكن تطو ر هذه الطرق كان ن سبيا بينها. اأهم طرق الكتابة البدائية هي الكتابة الت صويرية بت صوير املح سو س كامال أاو جزئيا مثل ر سم الثور كامال اأو ر سم راأ سه فقط للداللة عليه اأما املعاين املجر دة فتم ت صويرها بر سم صور معبر ة عنها فعبر ت الهريوغليفية مثال عن ال شيخوخة برجل ي ستند اإىل عك از وعن اجلوع برجل ي ضع يده على فمه وهكذا... ت عتب الكتابة امل سمارية مرحلة متطورة بالن سبة للكتابة الت صويرية فهي حتلل ال صوت ا إالن ساين اإىل مقاطع وجتعل لكل مقطع رمزا بلغت يف اللغة البابلية واالآ شورية ثمانية اآالف رمز تقريبا يكفي عمليا من أالف اإىل األفني منها ليكون املرء كاتبا يف اأمور احلياة غري االخت صا صية اأما الطب والفلك والهند سة والريا ضيات وال سحر فلها م صطلحاتها ورموزها التي ال تر د كثريا يف احلياة العامة. تطو رت الكتابة عب الع صور باجتاه ازدياد الدقة يف متثيل اللغة املحكية وفيما بعد مت و ضع عالمات الرتقيم من ا ستفهام وتعجب وفوا صل... الخ لتدل على أا سلوب أاو طريقة نطق اللغة املحكية من قبل املتكلم. بالتايل اأ صبحت الكتابة اأكرث متثيال لهذه اللغة. يف الواقع كل تلك االأحرف ال صامتة وال صائتة مع عالمات الرتقيم )التي ت سجل اأ سلوب املتكلم يف احلديث( هي مبجموعها اأبجدية لكتابة اللغة. أاهمية البحث واأهدافه ن سعى ل صياغة نظرية ل سانية حديثة للغة اأكرث تطويعا و أاكرث قدرة تف سريية من النظرية التقليدية ال سائدة ومرتبطة باملفاهيم االأو لية للمنطق الب شري مما ي ثبت اأن اللغة فطرية يقوم االإن سان باكت شافها ولي س باخرتاعها. ي ستغرب البع ض التجريد الكبري لعملنا لكن لن ي ستقيم العمل دونه الأن التجريد هو الغاية فهو اللغة الأنه القانون أاو الفطرة. كما يف الريا ضيات حيث جند اأن معادلة ما هي قالب جمر د قابل للتعبري عن معامل لعدة حوادث فيزيائية سنجد اأن اللغة اأي ضا عبارة عن صيغ اأو قوالب جمر دة تقوم العنا صر الفيزيائية بعد ذلك ب إامالئها بالتايل ت شبه االأبجدية االأعداد متاما فاملعدود قد يكون جمادا اأو نباتا اأو... اإلخ. منه لن جند اأي فرق بني الريا ضيات واللغة شكال اأو م ضمونا. لنتاأم ل نظام العد الع شري مثال وهو كاأي جزء من الريا ضيات لغة جمرر دة ت عبر عن عالقة بني معدودات خمتلفة. ولنفرت ض اأننا مل نكت شف الرموز الع شرة لهذا النظام 0( )9 8 7 6 5 4 3 2 1 وال نظام الت شكيل العددي منها. عندها سن ضطر لو ضع رمز لكل عدد و سن ضع قامو سا لهذه ا أالعداد حتى ن ستطيع فهم رموزها حتما سيكون هذا القامو س ثقيال جدا بل النهائيا الأن ا أالعداد غري منتهية. هكذا نرى اأننا حمظوظون كثريا بنظامنا العددي! ا آالن لنفرت ض اأنه لدينا )كما هو يف الواقع( بطريقة م شابهة رموزا اأبجدية ونظاما لتعريف العنا صر بها. عندها سن ستغني عن القامو س اأو سيتم ح صره يف الكلمات اال صطالحية فقط )علما اأن هذه ا أالخرية ميكن اال ستغناء عنها با ستبدالها بكلمات نظامية(. و سي صبح التفاهم دقيقا دقة الرقم. دقة الرقم مكر ن االإن سان من االعتماد عليه يف بناء ا آالالت احلا سبة. ودقة اللغة باملقابل ست م كر ن ه من بناء االآالت الناطقة غري امل ستندة اإىل قوامي س اال سرتجاع الالنهائية. ينبغي اأن ن ق ر اأي ضا اأن هذه اللغة رغم دقتها لن تكون مبتناول اجلميع بدرجة واحدة )رغم اأنها تلبي مطلبهم جميعا. هذا ينطبق اأي ضا على اللغات ذات االأنحاء - جمع نحو - ال سائدة حاليا (. ينتج هذا عن اختالف اال ستعدادات الب شرية الذي نراه وا ضحا من التعامل الب شري املختلف مع االأعداد واأنظمتها. من أاهم ما نقابل من املفردات اللغوية هي االأ سماء. نالحظ اأن الت سمية عموما من املمكن اأن تكون اعتبارية فيمكننا اإطالق اأي رمز اأو املجل س الدويل للغة العربية
162 ال سابع للغة العربية م صطلح )ا سم( نريد على عن صر ما هذا ما نفعله مثال عند ت سمية أاوالدنا أاو عند دخول كلمة من لغة اإىل لغة أاخرى اإذ ت صبح ا صطالحا يف اللغة اجلديدة. لكن األي ست لغة كامل مفرداتها اعتبارية اأو ا صطالحية هي لغة مره قة ت ضطر املرء حلفظ قامو س ثقيل جدا اإذا كانت غنية األي س من ا أالف ضل اأن يحمل اأو يدل الرمز اأو امل صطلح )اال سم( على تعريف امل سمى ا ستنادا لعدد غري كبري من املعرر فات كما يف نظام العد اأمل يكن عمل العرب عظيما عندما قللوا عدد الرموز املقطعية واكت شفوا االأبجدية األي س ا أالف ضل واالأجمل اأن جند نظرية لغوية تعطي معانيا تتفق يف بع ضها مع ما مت قوله وتعطي معنى جاهزا لالحتياجات امل ستقبلية يف بع ضها االآخر. مراحل العمل ومنهجيته الغاية الرئي سة الأية لغة ت أامني املقدرة على التفاهم بدقة وي س ر. وكلما ازدادت تلك املقدرة ف إاننا نقرتب من اللغة الكاملة. لذا نعتب يف نظام التفاهم الدقيق والي سري اأن الت سمية اأو اأن معاين الكلمات غري اعتبارية. هذا ما جنده يف اللغة العربية. اللغة ساأنها ساأن و سائل التعبري االأخرى اكت شاف فقط مثلها يف ذلك مثل الريا ضيات كلنا يعلم اأن الريا ضيات )لغة العلم( ت كت شف اكت شافا وال يتم اخرتاعها فهي فطرية مع منطق االإن سان. درا ستنا تعتمد املفاهيم االأو لية للمنطق كم سلر مات ت ستنتج منها النتائج التف سريية للنظرية الل سانية. البناء املنطقي وفقا لنظام امل سلر مات اأ سلوب فطري اكت شفه ا إالن سان قدميا وا ستخدمه بفاعلية لتف سري ما حوله والتفاعل مع بيئته. لي س اأدل على قدم اكت شاف هذا االأ سلوب مما ي سم ى باأعمال اإقليد س يف الهند سة امل ستوية. يتم التعبري بوجود ثالثة عنا صر: - منطلق التعبري )يف اللغة هو املتكلم ويف ال صناعة هو ال صانع ويف الفن هو الفنان(. - التعبري )يف اللغة هو الكالم.. والحقا الكتابة ويف ال صناعة هو ال سلعة ويف الفن هو العن صر االإبداعي(. - م ستقر التعبري )يف اللغة هو امل ستمع ويف ال صناعة هو امل ستهلك ويف الفن هو املتلقي(. اإن غياب اأحد العنا صر الثالثة ال سابقة يلغي التعبري حتما بالتايل يلغي التوا صل. ما سبق ي دعى ريا ضيا عنا صر ال صياغة وتتاألف من: منطلق ال صيغة ومن ال صيغة ومن م ستقر ال صيغة. هكذا جند اأنف سنا الأو ل مر ة بحاجة اإىل الريا ضيات لتف سري اللغة. فاللغة )كما هي الريا ضيات( موجودة يف الطبيعة ولو مل يوجد ا إالن سان حتى فهي موجودة نتيجة وجود الفعل لبع ض الطبيعة يف بع ضها )واالإن سان بع ض الطبيعة(. الطبيعة ت عبر )تتكلم(.. وتعابريها )لغتها( هي الفعل. واللغة االأكرث تطورا هي لغة القوم ا أالكرث اكت شافا لها. لنبداأ من املفاهيم املنطقية االأو لية املعروفة للجميع بالبداهة لعدم وجود عاقل ال يتعامل معها بالفطرة. املفاهيم الأو لية اأو ل هذه املفاهيم مفهوم " العن صر."Element وميثل اأي شيء ميكن حت س سه اأو ت صوره مهما كان والفكر واحلياة يفي ضان بالعنا صر فا إالن سان عن صر وزيد عن صر والكرة االأر ضية عن صر والذر ة عن صر واملنزل عن صر وا أالفكار وامل شاعر عنا صر اأي ضا مع أانها ن سبية. حيث اأن كل عن صر عبارة عن العنا صر التي يت شكل منها وي شكر ل بدوره مع عنا صر أاخرى عن صرا جديدا فاإن العنا صر تت شكل مع اأو من بع ضها بع ضا بوا سطة عملية وحيدة هي:
163 ال سابع للغة العربية الت شكيل اأو " العملية " Operation وهي املفهوم الثاين الذي سن طلق عليه مبد أا وحدة اخل ل ق. مبداأ وحدة اخل ل ق اأو الت شكيل بني عن صرين ي ع ر ف بعملية الرتابط املنطقية Conjunction أاو عملية ال ضرب املنطقية. نرمز لها بالرمز " 8 " ونقراأ: مرتبط مع اأو تت شكل مع والكثري يقراأ " و " والواو هنا رمز لعملية منطقية بحتة هي عملية ت شكيل لعن صر جديد من عن صرين. مثال : " الرجال 8 الن ساء " ي شكر لون اجلن س الب شري وال ميكن لهذا اجلن س اأن يت شكل من اأحدهما والبد من وجودهما معا كذلك " بنية االإلكرتونات 8 بنية النواة " ت شك الن بنية الذر ة وهكذا. العملية بني عدة عنا صر ت عطي دوما عن صرا جديدا مت شكال من هذه العنا صر لذا ن سميها يف كثري من االأحيان: قانون الت شكيل. اأم ا املفهوم الثالث فهو مفهوم " العالقة ". Relation الذي ن طلق عليه: مبداأ الهوير ة اأو مبداأ وحدة الوجود وهو يعني اأن وجود العن صر وحيد فالعن صر ال ميكن اأن يكون اإال ذاته اأي بالرمز:. a = a العالقة تقوم بتمييز العنا صر عن بع ضها البع ض واإعطائها هوير تها بعد اأن تقوم العملية بت شكيلها أاو خ ل قها. العالقة ال تعط عنا صر جديدة. مثال عالقة " اأكب من " تقوم برتتيب عن صرين بالن سبة لبع ضهما بالتايل متييزهما وال تعطي عن صرا جديدا. يف اأي من جماالت الفكر واحلياة نقابل عنا صر جديدة يتوجب علينا تعريفها لنتمكن من التفاعل معها. عندما ن عرر ف عن صرا ما يجب تعريفه بعنا صر م عرر فة أاو عنا صر أا سا سية معروفة للجميع بالفطرة. حني نقوم بتعريف موقع ما الإن سان ما لال ستدالل عليه ف إاننا دوما نبني تعريفنا على موقع معروف له ثم نتابع و صف الطريق باأو صاف اأ شياء أاو مواقع معروفة اأي ضا. نالحظ اأنه يتم التعر ف اإىل العن صر مبعرفة اأجزائه التي يت شكل منها ومعرفة عالقات هذه االأجزاء فيما بينها وكذلك معرفة عالقاته مع العنا صر االأخرى اأي متييزه بينها. فتعريف عن صر هو العملية اأو العمليات التي يت شكل منها )من أاجزائه( وهو اأي ضا عالقة أاو عالقات هذا العن صر مع العنا صر االأخرى )ومنها اأجزاوؤه(. اإن مفهومي " العملية و العالقة " هما تعميم ملفهومي " الكتلة و الطاقة " الفيزيائيني. فالكتلة هي ت شكيل للعن صر الفيزيائي من اأجزائه )املت شكر لة( والطاقة بني هذه ا أالجزاء أاو الطاقة بني هذا العن صر والعنا صر االأخرى متثل عالقات االأجزاء ببع ضها اأو عالقات العن صر مع العنا صر االأخرى. فالعن صر عبارة عن العنا صر والعمليات والعالقات التي تقوم بتعريفه. ن سمي ذلك " ال صيغة " Formula وهي الطريقة التي ي عبر فيها العن صر عن ذاته. ال صيغة ب أاكملها طبعا ي نظر اإليها على اأنها العن صر الذي ت عبر عنه. نوؤك د اأن ال صيغة والعن صر ا سمان مل سمى واحد. بدهي اأن كل عن صر يقبل الو صف بالوجود )احل ضور( اأم الغياب اللذ ين نرمز لهما بالرمزين: )1 0( على الرتتيب فيدل االأول على ح ضور العن صر ويدل الثاين على غيابه. ون سمي الرمزين: )1 0( بقيم التمييز. اإن ما سبق يقودنا اإىل مفهومي املكان والزمان. اإذ ن س لر م باأن العن صر يخ ضع ل صيغة املكان وتعني اأن العن صر يجب اأن يخ ضع )يو صف( إالحدى احلالتني: " احل ضور " اأم " الغياب ". )يجب االنتباه اإىل اأن غياب عن صر يف مكان ما يعني وجوده يف مكان اآخر. العن صر ال ينعدم وال يوجد من العدم(. ن سمي هذا املفهوم اأي ضا بقانون الثالث املرفوع اأو املرفو ض لعدم توفر احتمال ثالث حلالة العن صر أالنه يخ ضع اإم ا حلالة الوجود واإم ا حلالة الغياب وال ثالث غريهما. ن س لر م اأي ضا باأن العن صر يخ ضع ل صيغة الزمان وتعني اأن العن صر ال ميكن اأن يخ ضع )يو صف( حلالتي الوجود والغياب معا باآن واحد املجل س الدويل للغة العربية
164 ال سابع للغة العربية بل ينبغي وجود التالحق فاحل ضور اأوال ثم الغياب اأم الغياب اأوال ثم احل ضور. يتجلى الت شكيل اأو مبد أا وحدة اخللق يف مفهوم املكان ويتجلى عن العالقة )الرتتيب( اأو مبد أا وحدة الوجود )الهوي ة( مفهوم الزمان. من الوا ضح اأنه لوال الت شكيل والرتتيب )العالقة( لن يكون هناك املكان والزمان. من اجلدير بالذكر اأنه فيزيائيا ووفقا للنظرية الن سبية العامة الأين شتاين لن يوجد املكان والزمان حال انعدام الكتلة )كتلة الكون(. لتكن لدينا صيغة العن صر F من املجموعة U ن ثر ل ح ضور أاو وجود العن صر F بر سم حدود هذا العن صر داخل املجموعة U كما يف ال شكل )1(. عندها سيكون غيابه مم ثال مبتممة F بالن سبة اإىل U وهي امل ساحة املظلر لة بني حدود العن صرين. )الأن امل ساحة املظلر لة املمثر لة للمتم مة ال يوجد فيها F بالتايل يكون غائبا فيها وال يكون موجودا اإال يف امل ساحة )املكان( املخ ص صة له(. عندما ننظر اإىل ساحة )مكان( F نتعرر ف شكله )اأي ت شكيله أاي العنا صر التي تقوم بت شكيله( لكن عندما ننظر اإىل ساحة )مكان( متم مة F )املظلر لة( فاإننا نتعرر ف شكل العنا صر املوجودة فيها وهي غري F لكن معرفتنا ب شكل عنا صر املتم مة يقودنا لتمييز أاي عن صر لي س من املتممة وبالتايل ن ستطيع متييز F. )يجب اأن نالحظ اأن متييز F ال يعني معرفتنا ب شكله الأن التمييز يعتمد على معرفتنا ب ساحة املتممة بينما معرفتنا ل شكله تقت ضي معرفتنا ب ساحته هو(. التمييز اأو التو صيف )ال صفة( لعن صر هو معرفة شكل املتممة له بذا ن ستطيع متييزه. معرفة شكل العن صر فقط دون معرفة شكل متممته ال ي ؤودي إاىل متييزه )معرفة صفته( فالتو صيف يحتاج دوما جلملة مقارنة تتمثر ل باملتم مة فمثال تنتفي صفة اجلمال اإذا مل يكن هناك القبح ولن ن ستطيع متييز العن صر اجلميل عندها بانتفاء وجود العن صر املتمم االآخر. نرى اأن معرفتنا باأي عن صر تندرج يف واحدة من االحتماالت التالية: معرفة ال شكل أام معرفة ال صفة )القدرة على التمييز( اأم معرفة ال شكل وال صفة معا اأم انعدام معرفة ال شكل وال صفة معا. أاي بلغة ريا ضية: معرفة F اأم معرفة متم مة F اأم معرفة F ومتم مته أام انعدام معرفة F ومتم مته. وال توجد حالة خام سة للتعريف بالعن صر. بالتايل فاإن مفهومي " العملية والعالقة " اللذان يعنيان " ال شكل وال صفة " يوؤديان اإىل اأن اأي عن صر يكون من وجهة نظر املعرفة به )بالن سبة ملراقب ما( يف احتمال من االحتماالت االأربعة التالية: - 1 شكل فقط. - 2 صفة فقط. - 3 شكل و صفة معا. 4 ال شكل وال صفة له معا. نرمز للعنا صر عموما باأحرف مثل: a b c... الخ. اإن العنا صر ح سب صيغة املكان البد اأن تاأخذ اإحدى احلالتني: الوجود أام الغياب. با ستخدام قيم التمييز نقول البد اأن تاأخذ اإحدى القيمتني) (. 0 1 االآن ليكن لدينا العن صر a نرمز للعن صر الذي ياأخذ قيم متييز مغايرة لقيم a بالرمز: a ونقر أا: نفي a حيث ن سمي الرمز ( )بالنفي. من الوا ضح اأن صيغة a عن صر جديد. ح سب صيغة املكان: اإذا كان العن صر a موجودا يف مكان ) ساحة( ما هذا يعني اأن العن صر a غائب يف ذلك املكان. )ويكون موجودا يف مكان ) ساحة( اآخر كما هو وا ضح من ال شكل- 1 (.
165 ال سابع للغة العربية ح سب صيغة الزمان فاإنه عندما تتغري قيم التمييز يكون: اإذا كان العن صر a غائبا يف مكان ) ساحة( ما هذا يعني اأن العن صر a موجود يف ذلك املكان. a a 1 0 1 0 ن ستطيع تلخي ص ما سبق بجدول ي ع ر ف بجدول التمييز أاو احلقيقة. هو اجلدول املرفق. كتبنا اجلدول على سطرين الأن كل سطر مي ثر ل حالة من حالتي الوجود أام الغياب ح سب صيغة املكان وال ن ستطيع دمج احلالتني يف سطر واحد الأنهما ال يجتمعان معا للعن صر الواحد ح سب صيغة الزمان. العن صر a اإما اأن ياأخذ قيمة التمييز )1( عندها سياأخذ العن صر a قيمة التمييز )0( وهذا ما ميثله ال سطر ا أالول من اجلدول. واإما اأن ياأخذ a قيمة التمييز )0( عندها سياأخذ a قيمة التمييز )1 ( وهذا ما ميثله ال سطر الثاين من اجلدول. ولي س هناك احتمال ثالث حلالة العن صر a. جند مما سبق أاننا نعتمد املفاهيم الأ سا سية التالية غري امل ع ر فة: - العن صر Element اأو ال صيغة. Formula - العملية Operation اأو ال شكل )الت شكيل(. مبداأ وحدة اخل ل ق أاو الت شكيل اأو الرتابط. - العالقة Relation اأو ال صفة. مبداأ وحدة الوجود اأو مبداأ الهوير ة. التي ينتج عنها صيغتا املكان )مبداأ الثالث املرفوع( والزمان )مبد أا عدم التناق ض(. تركيب ال صيغ لتكن ال صيغتان f1, f2 ن ستطيع تركيبهما للح صول على صيغة جديدة f: مثال: اإذا كانت: y x f1 )نقراأ من الي سار اإىل اليمني( هي x اأخ y )نقر أا من اليمني إاىل الي سار( وكانت z y f2 هي y اأم z فاإن : x خال z هي. x f z حيث: f2 f = f1 )نقر أا: f هي f1 تركيب أاو دائرة )f2 مثال: اإذا كان: x اأم y هي y y x f2 اأخ z هي z y f1 فاإن : x اأم z هي. x f z حيث: f1 f = f2 مالحظة: املثاالن اأعاله متعاك سا الرتكيب ففي االأول اأوجدنا f2 f1 بينما يف الثاين أاوجدنا f1 f2 منه نرى اأنه يف احلالة العامة:. f2 f1 f1 f2 االآن اإذا كانت لدينا ال صيغ الثنائية التالية: f3 f2 f1 ف إاننا ن ستطيع إايجاد صيغة رابعة جديدة هي تركيب لهذه ال صيغ الثالثة نرمز لها:. f3 )f2 f = (f1 ميكن اأن نبهن اأن عملية تركيب ال صيغ هي عملية قابلة للدمج )جتميعي ة( بالتايل ال تت أاثر النتائج اإذا كتبت دون اأقوا س اأي: = f3 )f2 f1( f3 f2 f1 = )f3 f2( f1 اإذا اأردنا تركيب صيغة مع نف سها فاإننا نكتب: fr =... = fn =... = f2 = f1 عندما:... f2 fn = fn f1... fr املجل س الدويل للغة العربية
166 ال سابع للغة العربية اإذا كان: x اأب y هي x f y فاإن : x جد z هي z x f2 مثال: اإذا كان: x ابنy هي x f y فاإن : x حفيد z هي z x f2 مثال: y q f3 هي p p x f1 اأخت q هي q q p f2 زوجة y هي اإذا كان: x زوج p مثال: f3 f2 f = f1. x f y حيث: هي فاإن : x عديل y مبا اأن تركيب ال صيغ يتم يف حال كون م ستقر ال صيغة االأوىل هو منطلق ال صيغة الثانية: نكتب ))x( f1( f2 للتعبري عن )x()f2 f1 ( الأننا نبحث يف البداية عن )x( f1 ثم عن )x(( )f1 f2. بينما نكتب ))x( f2( f1 للتعبري عن )x()f1 f2 ( الأننا نبحث يف البداية هنا عن )x( f2 ثم عن )x(( )f2 f1. f1 f1 f2 f2 ووا ضح يف احلالة العامة اأن : = f1 f1 f2 f2 = f2 f2 f1 f1 واأن ووا ضح اأي ضا عندما ال ن ستخدم االأقوا س اأن : البنية العامة لل صيغة اللغوية تن ساأ احلاجة اإىل اللغة عند وجود ثالثة عنا صر على االأقل هي: متكلم ومو ضوع يتم التحدث عنه وم ستمع اإن غياب اأحد هذه العنا صر ينفي وجود اللغة. ليكن لدينا املتكلم: عادل واملو ضوع: زيد ي ع لر م عمروا القراءة ليكن امل ستمع: علي. حتى يتم التفاهم بني املتكلم وامل ستمع عن املو ضوع يجب اأن يكون هناك تعريف ن سبي لهذا املو ضوع بينهما يتم هذا التعريف عندما ي ع بر املو ضوع عن نف سه ب صيغة بالن سبة لكل من املتكلم وامل ستمع. هذه ال صيغة قد تكون روؤية كل منهما لزيد ي علر م عمروا القراءة لدى اإ شارة عادل لعلي اإىل ذلك. أاو قيام عادل بفعل متثيل )عر ض( لذلك املو ضوع أامام علي كمثال اآخر. اأم ا يف حال النطق فاإن هذه ال صيغة هي قول عادل لعلي: زيد ي ع لر م عمروا القراءة. ومنه فالعبارة ال سابقة يجب اأن تكون تعريفا للمو ضوع بالن سبة للمتكلم وامل ستمع كما يف حال امل شاهدة التي تعني تعريفا ن سبيا بينهما باملو ضوع. احلاالت ال سابقة من اإ شارة أاو فعل أاو نطق هي اللغة. وهي صيغة تعريف باملو ضوع. تعريف: اللغة هي جمموعة من ال صيغ وال صيغة هي الطريقة التي ي ع ب فيها العن صر عن ذاته )تعريف العن صر(. قلنا اإن اللغة هي جمموعة من ال صيغ ومل نقل اإن اللغة هي جمموعة كل ال صيغ أالنه ميكن اثبات اأنه ال توجد جمموعة لكل املجموعات اأو ال صيغ ومهما كان عدد ال صيغ يف تلك املجموعة ف إاننا ن ستطيع دوما صياغة صيغ جديدة ال تنتمي اإىل تلك املجموعة. حيث اأن اللغة هي صيغ ت ع بر عن املو ضوع اأي تقوم بتعريفه أاو صياغته ف إانها ت أاخذ ال شكل العام لل صيغة: y=f x اأو )y=f(x حيث y. لتعطي العن صر ب صياغتها f تقوم ال صيغة اأو رائية من العنا صر هو عن صر x اإذا ع ور ض نا عن ال صيغة امل ر كر ب ة f ال صيغ االأ سا سية التي ترتكر ب منها ف إاننا نح صل على ال شكل العام: y = fn (... (f2 (f1 (x)))...) مبا اأن عملية تركيب ال صيغ هي عملية جتميعية )قابلة للدمج( ف إاننا ن ستطيع اأن نكتب الرتكيب ال سابق دون أاقوا س ويكون: )x( f1 y = fn... f2 تعريف: البنية العامة لل صيغة اللغوية تاأخذ ال شكل: f1 fn... f2 وهي عبارة عن تركيب من ال صيغ االأ سا سية حيث ن سمي هذه ال صيغ ا أال سا سية: باالأبجدية. )مثلها يف ذلك تركيب الرقم 3657
167 ال سابع للغة العربية مثال (. نظام الرموز والأبجدية ال صيغة التي ت ع بر عن العن صر كتعريف هي ن سبية للمتكلم وامل ستمع فقد يتعرر ف كل منهما أاو كالهما اإىل العن صر ك شكل فقط اأو ك صفة فقط اأو ك شكل و صفة معا اأو قد ال يتعر ف اأي منهما اإىل شكل العن صر و صفته. عندما نقوم بتعريف عن صر ما ن سعى اإىل ذكر العنا صر التي يت شكل منها واإىل ذكر اأو صافه التي هي عالقة عنا صره ببع ضها اأو عالقته بالعنا صر االأخرى. طبعا هذا التعريف سيكون ن سبيا اإذ هناك الكثري للحديث عن العن صر بالتف صيل )اأجزاوؤه واأجزاء اأجزائه واأجزاوؤها.. اإلخ مع عالقات ال ح صر لها فيما بينها(. لذا نكتفي بذكر احلد االأدنى من احلاالت التي ن شرتك فيها مع امل ستمع باملعرفة ليتم التوا صل بيننا وبينه. ممكن اأن تظهر صيغة التعريف بالعن صر يف اأربع حاالت بالن سبة لكل من املتكلم أاو امل ستمع اأو كليهما. هذا العمل يعر ض الأفكار ب سيطة ووا ضحة عن ر صد كافة احلاالت املمكنة لذهنية املتكلم وامل ستمع عن املو ضوع وهو العن صر الثاين املتحدر ث عنه ويقوم برتميز ذلك يف رموز هي اأبجدية ت ستخدم لتوليد املفردات واملعاين يف اللغة. اإذا رمزنا بالرموز a b c للعنا صر الثالثة: املتكلم املو ضوع امل ستمع. على الرتتيب. يتكو ن لدينا من احتماالت وجود وغياب العنا صر الثالثة: املتكلم واملو ضوع وامل ستمع ثمانية احتماالت اأ سا سية خمتلفة موزعة وفق اأ سطر اجلدول التايل: انطالقا من اأنه لدينا عنا صر اأ سا سية للمفهوم الت شاركي: العن صر االأول )املعطي( العن صر الثاين )املو ضوع( العن صر الثالث )االآخذ( ولدينا مفهومي شكل و صفة العن صر الثاين )املو ضوع( يف ذهنية كل من العن صرين ا أالول والثالث.. اإذا رمزنا مثال حل ضور اأحد العنا صر االأ سا سية ال سابقة بالرمز 1 ولغيابه بالرمز 0 ميكن التعبري عن كل حالة ت شاركية برمز خما سي ليكن مثال : 10110 حيث متثل مواقع خانات املثال اأحد العنا صر اخلم سة ال سابقة وهي من الي سار اإىل اليمني: 1 العن صر االأول احلا ضر 0 العن صر الثاين الغائب 1 العن صر الثالث احلا ضر اأم ا اخلانتني ا أالخريتني من اليمني فتمثل الي سرى 1 هنا ح ضور شكل م شرتك يف ذهنية االأول والثالث عن العن صر الثاين الغائب اأما اخلانة االأخرية )اأق صى اليمني( فتمثل 0 هنا غياب صفة م شرتكة يف ذهنية االأول والثالث عن العن صر الثاين الغائب. املجل س الدويل للغة العربية
168 ال سابع للغة العربية مبا اأن صيغة املو ضوع تظهر يف اأربع حاالت بالن سبة للمتكلم وامل ستمع اإم ا صيغة ت شكيل واإم ا صيغة تو صيف واإم ا االثنتان معا واإم ا غياب االثنتني معا. ف سينتج معنا لكل سطر من اجلدول ال سابق أاربع حاالت ويكون جمموع كافة احلاالت ال سابقة اثنني وثالثني سطرا مي ثر ل كل منها صيغة اأ سا سية. = 8 4.32 ميكن دمج احلاالت ال سابقة يف جدول واحد يلخ ص احتماالت الوجود والغياب للعنا صر اخلم سة التالية: املتكلم املو ضوع امل ستمع ال شكل )العملية( ال صفة )العالقة(. حيث نح صل على جدول مكو ن من = 25 32 سطرا. نرمز يف اجلدول للعنا صر الثالثة بالرموز: a b c لتدل على العنا صر: املتكلم املو ضوع امل ستمع على الرتتيب.
169 ال سابع للغة العربية نرى اأن احتماالت ر صد كافة احلاالت املمكنة لذهنية املتكلم وامل ستمع عن املو ضوع يقت ضي وجود = 25 32 من الرموز اخلما سية تبداأ ب 11111 وتنتهي ب 00000. ميكن ت صنيفها كما يلي: فالرمز 11111 ا سمه االألف وهو من االإلفة يعني اأن عنا صر ال صياغة الثالثة حا ضرة وهناك ت شاركية عن شكل و صفة العن صر الثاين احلا ضر يف ذهنية كل من العن صرين االأول )املتكلم( والثالث )امل ستمع( أاي اأن املتكلم وامل ستمع مت آالفان متاما مع املو ضوع. بينما الرمز 00000 يدل على ال سكون حيث ال وجود الأي شيء. بالتايل الرموز التي ت شكل 32 رمزا حمددا وخا صا هي ال صيغ ا أال سا سية للتعريف وتتطابق مع االأبجدية العربية التي متث ل كافة احتماالت صياغة العن صر بالن سبة للمتكلم وامل ستمع. ن ستخدم تلك الرموز الإن شاء نظام للم سم يات واللغة ب شكل عام. حيث ي ع رر ف كل رمز صيغة أا سا سية واحدة أاو حرف أابجدي واحد. ال سطر االأخري من اجلدول يرمز إاىل احلركات يف اللغة العربية: ال ضم ة الفتحة الك سرة ال سكون على الرتتيب. ن سمي اجلدول ال سابق بجدول احلقيقة االأبجدي. كل حرف من االأحرف العربية يحمل معنى حمددا وثابتا ال يتغري )يتجلى يف داللة لفظه( يرمز اإىل وجود اأم غياب عنا صر ال صياغة اللغوية بالتايل يدل على احلالة الن سبية ملعرفة املتكلم وامل ستمع بالعن صر. ميثر ل كل رمز من اجلدول احتماال من احتماالت ح ضور أاو غياب العنا صر اخلم سة يف حلظة زمنية معير نة. وكل احتمال هو تعريف الأحد االأحرف االأبجدية العربية. نلفت النظر اإىل اأن اللغة ال تهتم باحلالة الذهنية للمتكلم فقط بل تهتم على نحو متوازن باحلالة الذهنية للمتكلم وللم ستمع معا هذا يبدو وا ضحا من تعريف االأحرف االأبجدية. املجل س الدويل للغة العربية
170 ال سابع للغة العربية نالحظ اأن الت سل سل االأبجدي يف اجلدول يتفق والت سل سل أابجد هوز... الخ وهو الت سل سل الثابت يف املكت شفات االأثرية لالأبجدية. جدول االأبجدية اأعاله يو ضح اأن االأبجدية العربية هي اأبجدية معان يتم فيها بناء الكلمات لتعطي معانيها ب شكل م ق نن )يخ ضع لقانون( ولي ست اأبجدية مبان )اأي اأ صوات ال معنى لها غري إاطالق بناء لفظي معني على معنى ما(. فاالأبجدية العربية ترمز اإىل كافة احتماالت ودرجات ا ستيعاب املتكلم وامل ستمع للمو ضوع بالتايل تغطي نظرية التعريف واملعرفة. جند اأن حركة الفتح عبارة عن ت شكيل ) شكل عملية( والك سر عبارة عن تو صيف ) صفة عالقة( وال ضم عبارة عن ت شكيل وتو صيف معا وال سكون يعني غياب الت شكيل والتو صيف معا. اإن مفهوم احلركات يدل على خ ضوع العن صر ل صيغتي املكان والزمان با ستقالل عن العنا صر الثالثة. فتدل احلركات يف املكان على ح ضور اأم غياب ال شكل وال صفة. وتدل يف الزمان على التالحق: الفتح يدل على الزمن املا ضي أالنه شكل وعملية جت سيد قد ح صلت بينما الك سر يدل على الزمن امل ستقبل أالنه حتديد ومتييز فقط )عالقة تو صيف( مل يحدث جت سيد له أاو مل تتم معاينته ك شكل بعد. اأم ا ال ضم فيدل على الزمن احلا ضر الأنه ت شكيل وتو صيف معا أاي هو زمن ما ض وم ستقبل معا )مي ث الن احلا ضر(. اأخريا يعني ال سكون اال ستقالل عن الزمن حيث غياب العملية والعالقة )الت شكيل والتو صيف( معا. منه فاحلركات تتوزع على العنا صر الثالثة كما يلي: العن صر االأول: حركة الفتح العن صر الثاين: حركة ال ضم العن صر الثالث: حركة الك سر أاما ال سكون فيمث ل العن صر امل ستقل خارج التعبري اأو ال صياغة. ونكون اأمام صيغة املنطلق فيها حركة الفتح )الزمن املا ضي العن صر ا أالول ال شكل( وامل ستقر فيها حركة الك سر )الزمن امل ستقبل العن صر الثالث ال صفة( وال صيغة هي حركة ال ضم )الزمن احلا ضر العن صر الثاين ال شكل وال صفة(. الزمن احلا ضر هو ال صيغة بني املا ضي وهو منطلق ال صيغة وبني امل ستقبل وهو م ستقر ال صيغة. أاو اأن الت شكيل والتو صيف هو ال صيغة بني الت شكيل وهو منطلق ال صيغة وبني التو صيف وهو م ستقر ال صيغة. حيث اأن احلركات تدل على خ ضوع العنا صر وثن وي اتها للمكان والزمان فاإن اأية صيغة لعن صر البد اأن ت صوغها هذه ال صيغ بالتايل البد من و ضع احلركات بالرتافق مع اأية صيغة مهما كانت. هكذا دواليك ت ع بر احلروف االأبجدية اأو ال صيغ االأ سا سية عن مراحل وحاالت معرفة كل من املتكلم وامل ستمع للمو ضوع. يتم تركيب هذه ال صيغ )االأحرف( مع بع ضها بع ضا للح صول على ال صيغ املعق دة غري املحدودة العدد من عدد حمدود من الرموز اأو ال صيغ االأو لي ة التي عددها صيغة 32 هي االأحرف االأبجدية العربية. مت اختبار املفاهيم ال سابقة للحروف العربية يف مئات الكلمات العربية الداللية املكونة من حرف واحد واثنني وثالثة واأربعة وخم سة. مت احل صول على نتائج ايجابية. اأعطى التحليل املنطقي والريا ضي للحروف املعنى الدقيق لهذه الكلمات. نتوقع نتائج م ستقبلية وا سعة لهذا العمل. املراجع - املقاالت التي متت كتابتها يف املوقع املخ ص ص للباحث ضمن كت اب صحيفة صاحبة اجلاللة اللغة العربية. على الرابط http://www.arabiclanguageic.org/view_author.php?id=5730 - كتاب " علم اللغة الريا ضي نظرية توليد املفردات واملعاين و صرفها " الكاتب: حممد يحيى كعدان النا شر: م ؤو س سة الر سالة بريوت لبنان 2008-