- - " " ض ص: : ط : : 1436 1435 2015 2014
ن المي لؾ الحمد و الشكر بنعمتؾ تت الصالحات فمؾ الحمد كمو و بيدؾ الخير كمو واليؾ يرجع األمر كمو. و بعد شكر اهلل أتقد بموفور الشكر و العرفاف الى األستاذة المشرفة "جوادي ىنية" ولموالديف فدا الصدر الرحب الذي ال يكؿ و ال يمؿ فمي مني جزيؿ الشكر و فائؽ التقدير و االحت ار. و لكؿ مف قد لي يد العوف مف قريب أو بعيد.
: تعد الرواية مف أكثر النصوص األدبية استحضا ار لألحداث التاريخية ولممظاىر اإلجتماعية ولألنساؽ الفكرية اإليديولوجية فيي تقد لمقارئ وفؽ رسالة فكرية أدبية تعتمد التشكيؿ السردي المبني عمى عناصر متباينة مف بناء لغوي وزمني ومكاني ىدفيا األوؿ ضماف مقروئيتيا وخمؽ متعة جمالية لمتمقييا كؿ ىذه االعتبا ارت وغيرىا جعمت النص الروائي يتميز عف باقي األجناس األخرى كونو يرتبط ارتباطا وثيقا بالحياة المجتمعية ىذا مايسمح لو بإمكانية تصوير الواقع الكائف والواقع الممكف ضمف السيرورة التاريخية لممجتمع.تعيد الرواية الج ازئرية استثمار أحداث التاريخ ووقائعو في إنتاجيا لمدالالت الروائية وتقد لقارئيا توظيفات شتى وتختار كيفيات وطرؽ مختمفة في التركيب بيف المادة التاريخية ومتطمبات العمؿ الفني. ومف ىنا وقع اختياري عمى ىذا الموضوع: الروائي والتاريخي في رواية "وادي األس ارر" لمحمد مرتاض باعتباره نصا يشكؿ المكوف التاريخي أحد أى عناصره البنائية. نحاوؿ مف خالؿ اإلشكالية المذكورة اإلجابة عف التساؤالت اآلتية: ما مفيو كؿ مف الرواية والتاريخ وما طبيعة العالقة بينيما كيؼ استثمرت الرواية أحداث الثورة المسمحة في إنتاج الداللة الروائية ولإلجابة عف ىذه التساؤالت جرى تقسي البحث إلى مدخؿ وفصميف تناوؿ المدخؿ: مفردات البحث ومصطمحاتو األساسية كالرواية والتاريخ وأشار إلى العالقة بينيما في حيف خصصت الفصؿ األوؿ والموسو بتجميات التاريخ في الرواية لد ارسة األحداث والزمف والمكاف أما الفصؿ الثاني والموسو بجماليات التاريخ في الرواية فقد تناوؿ لغة السرد ولغة التاريخ ث عالج عنصر المكاف التاريخي والمتخيؿ الروائي وأيضا عنصر شعرية الزمف التاريخي.
إلنجاز ىذا البحث اعتمدت عمى المنيج الوصفي كما استعنت بالمنيج السيميائي والتاريخي في كشؼ دالالت التاريخ في الرواية وتتبع مسار عالقة الرواية بالتاريخ. أما عف المصادر والم ارجع التي استعنت بيا في إنجاز ىذا البحث فكاف أىميا: الرواية والتاريخ لنضاؿ الشمالي الرواية والتاريخ لعبد السال أقمموف بنية الشكؿ الروائي لحسف بح اروي وكتاب الرواية وتأويؿ التاريخ لفيصؿ د ارج والرواية والتأويؿ لمصطفى الكيالني... أما عف الصعوبات التي اعترضت سبيمي وأنا أنجز ىذا العمؿ فكاف في مقدمتيا ضيؽ الوقت وندرة الد ارسات المتعمقة في مجاؿ الرواية والتاريخ. وفي األخير ال يسعني إال أف أتقد بالشكر الجزيؿ إلى األستاذة المشرفة عمى البحث جوادي ىنية عمى نصائحيا وتوجيياتيا.
: ف ف الرواية 1.مفيو 2.مفيو التاريخ 3.عالقة الرواية بالتاريخ 4.حضور التاريخ في الرواية
/1 ف : الرواية مف أى الفنوف التي كانت و ما ازلت ذات صيت ذائع و مكانة رفيعة لدى األدباء و النقاد العرب و الغرب لذا اىت بيا عدد كبير مف الباحثيف و تغمغموا أغوارىا بيدؼ الوصوؿ الى ماىيتيا. و مف بيف ىؤالء المنظر الروائي في ج شالذي يرى " أف الرواية ممحمة بورجوازية أو ممحمة عال بدوف آلية و ىي الشكؿ األدبي الرئيس لعال ل يعد فيو اإلنساف ال في وطنو و ال مغتربا كؿ االغت ارب فالرواية عنده تمثؿ القطيعة بيف الذات و الموضوع و بيف األنا و العال و تبرز ىذه القطيعة خاصة في الطابع اإلشكالي لمبطؿ." و يظير مف تعريفو أنو ربط الرواية بالممحمة فالممحمة ىي رواية طويمة أبطاليا آلية و أنصاؼ آلية عمى عكس الرواية التي تخمو مف أبطاؿ مف ىذا النوع فالممحمة وجدت في عصور مضت و انتيت و انتيت ىي األخرى بانتيائيا. أما بالنسبة لميخائيؿ باختيف فقد " ارتبطت الرواية لديو بانتشار الكال الحي و التفكير الالرسمي حيف كاف التصوير الواقعي لمحياة صفة األجناس الدنيا و عمينا 1990 حسف بح اروي بنية الشكؿ ص 07.06. الروائي )الفضاء الزمف الشخصية( المركز الثقافي العربي بيروت ط 1
نبحث أف بذلؾ عف أصؿ الرواية في الفمكمور أو اليزؿ الشعبي الذي أسس لعالقة جديدة مع المغة و ظير كسمؼ ليا." أي أف الرواية تحكي الواقع لذا سنجد أصميا بتتبع أدنى جنس أدبي. مف جية أخرى يرى قوت 9881-9779(JohannWolfgangGouthe (أف: "الرواية ممحمة تتيح لممؤلؼ أف يمتمس مف خالليا معالجة الكوف بطريقتو الخاصة و لكف يمكف إلقاء سؤاؿ يتجس في معرفة ما إذا كاف لو حقا طريقة ما و ما عدا ذلؾ مجرد فضوؿ". حسب أري قوت الرواية تعطي فرصة لمؤلفيا بأف يبدي أريو في الكوف بطريقة تخصو لوحده و مف ث فيي طريقة لمتعبير عف اآل ارء بطريقة مختمفة و بشكؿ متميز. ويذىب ميشاؿ زي ارفاM.Zéraffa :"أف الرواية في المستوى األوؿ عبارة عف جنس سردي نثري بينما يبدو ىذا السرد في المستوى الثاني حكاية خيالية". سميمةعذاوري الرواية و التاريخ )د ارسة في العالقات النصية( "رواية العالمة" البف سال حميش نموذجا إش ارؼ: واسيني األعرج مذكرة لنيؿ شيادة الج ازئر 2006.2005 ص 33. األدب في الماجستير العربي قس المغة و عبد الممؾ مرتاض في نظرية الرواية عال المعرفة الكويت )د.ط( 1998 ص 13. المرجع نفسو ص 15. العربي جامعة األدب
ينحوزي ارفا منحى آخر في تعريفو لمرواية إذ تعد عنده مجرد حكاية خيالية تحكى بطابع سردي نثري. أما الناقد الروائي السوري نبيؿ سميماف فإنو يرى أف الرواية جنس أدبي في مركز الحركة الدينامية لألجناساألدبية العربية تماشيا مع القوؿ السائد "الرواية ديواف العرب الجديد ذلؾ أف السيرورة األدبية تؤدي إلى سيادة الرواية و استقالليا عف باقي األجناس". ىذا ما جعؿ الرواية تمتاز بخاصية جعمتيا قادرة عمى استدعاء ك ىائؿ مف النصوص و الخطابات و المستويات المختمفة أال و ىي خاصية االنفتاح عمى كؿ األجناس األدبية و غير األدبية و في مقدمتيا التاريخ. تتميز الرواية إذا عف سائر األجناس األدبية في أنيا مزيج مف تقنيات أدبية يستخدميا الكاتب دوف قيد أو شرط أي أنو ال يوجد ما يقيده باالنتقاؿ مف وجية نظر إلى أخرى فالكاتب حر في إدخالو ما يريد مف عناصر متنوعة إلى روايتو و بالطريقة التي ي ارىا مناسبة. أي أف الروائي يكوف ح ار طميقا حيف كتابتو لمرواية لذا مصطفى المويقف تشكؿ المكونات الروائية دار الحوار الالذقية سوريا ط 2001 1 ص 80. نجوى منصوري الموروث السردي في الرواية الج ازئرية"روايات الطاىر وطار وواسيني األعرج أنموذجا" مقاربة تأويمية تحميمية باتنة 2012.2011 ص إش ارؼ:.76 الطيب بودربالة أطروحة لنيؿ شيادة الدكتو اره في األدب الحديث جامعة
تجد معظ األدباء يتوجيوف إلى ىذا الجنس األدبي لما يجدونو فيو مف حرية وانفتاح دوف قيود. ل تعد الرواية تعبي ار عما قالو التاريخ بمغة فنية لكنيا التقاط تفاصيؿ ثانوية ىامشية يتجاىميا التاريخ ىناؾ أحداث ربما لبساطتيا سقطت مف التاريخ و ل يعرىا اىتماما تمؾ األحداث احتضنتيا الرواية و انطمقت منيا إلتما ما بدأه التاريخ. فشكؿ الرواية يشبو شكؿ الشجرة فيكوف الجذع بمثابة العمود الفقري لمقصة التي تبمغ ذروتيا عند أعمى األغصاف الجانبية فيي الحبكات الثانوية و لكف الشكؿ يفقد تناسقو إذاأصبح أحدىما طويال أو كثيفا أمااألغصاف الصغيرة األو ارؽ و الثمار بمثابة التفصيالت التي تحتوي الضوء و الظؿ و الموف و الكثير مف الت اركيب و اإلحاالت. الرواية ال تستنطؽ الواقع بؿ الحياة و الحياة ليست ىي ما حدث الحياة ىي مجاؿ اإلمكانات اإلنسانية كؿ شيء يمكف أف يكونو اإلنساف كؿ شيء يستطيعو و الروائيوف يرسموف خريطة الحياة باكتشاؼ ىذه اإلمكانية أوتمؾ. اإلنسانية حميمة بولحية تجمى التاريخ في الرواية الج ازئرية"طيور في الظييرة و الب ازة" لمر ازؽ بقطاش أنموذجا مجمة المخبر أبحاث في المغة و األدب الج ازئري منشو ارت مخبر أبحاث في المغة و األدب الج ازئري جامعة بسكرة الج ازئر العدد 2013 09 ص 130. عبد الكري الجبوري اإلبداع في الكتابة و الرواية دار الطميعة الجديدة سوريا دمشؽ ط 1 2003 ص 141. عبد السال أقمموف الرواية و التاريخ دار الكتاب الجديد المتحدة ليبيا ط 1 2010 ص 234.
نخمص إلى أف الرواية عبارة عف حكاية)قصة( طويمة بأج ازءأو فصوؿ تستمد أحداثيا مف الحياة )الواقع( و تحكي عف أشخاص حقيقييف أو خيالييف و ليا أبطاؿ محددوف كما تستغرؽ فترة زمنية طويمة فقد واكبت الرواية كؿ التحوالت االجتماعية و السياسية والحضارية و الثقافية التي عرفيا العال و بخاصة األوربي و قد أسي عامؿ االحتكاؾ مع الغرب في نقؿ نظريات الرواية إلى الثقافة العربية و منيا إلى األدب العربي. و لما كانت الكتابة تصنع التاريخ و تتشكؿ بواسطتو أو مف خاللو تاريخيا الخاص و تتوسؿ في تمؾ الذاكرة الحكي الشفوي و التاريخ المكتوب... فكوف بذلؾ )التاريخ( مادة قصصية و تشكيمية و مف ث حري بنا أف نقؼ أيضا عند مفيو مصطمح التاريخ باعتباره مفردة ىامة في ىذا البحث. 1/ ف خ : ترسخت في أذىاننا منذ الصغر فكرة مفادىا أف التاريخ ىوعبارة عف زمف مضى وولى نسمع عنو في مناسبات خاصة في التمفاز أو مف خالؿ حكايات الجدات المشوقة وىذا الزمف الماضي وقعت فيو أحداث تستحؽ الذكر أو وقائع ترسخت في األذىاف لسبب ما...يرى بعض الد ارسيف أف التاريخ تدويف لسير الحضارة اإلنسانية ث ال ينبغي أف يرتبط بالفف أويتغياه و الواقع أف التاريخ ال يجيز لنفسو أف يجعؿ الفف مف أىدافو[ ]كاف مع الحكاية جنسا واحدا في رح األسطورة خمفت لو صيغا
فنية التزميا بعض المؤرخيف و نبو بعضي اآلخر لضرورة نفييا ليستقؿ التاريخ بعمميتو. التاريخ عم و نشاط إنساني دأب منذ القدي عمى توقيع حضوره و إب ارز أدواتو مف خالؿ اندساسو في الحياة المجتمعية و مواكبتو لمتحوالت اإلقتصادية و التغي ارت السياسية. يتجمى لنا مف خالؿ المفيوميف السابقيف أف التاريخ واقع إنساني مرتبط بالحياة و ليس بالضرورة أف يرتبط بالفف ألنو مستقؿ بعمميتو ؼ "التاريخ رواية وقعت و الرواية تاريخ قابؿ لموقوع". ذلؾ أف"التاريخ ىو الزماف و الزماف ليس منفصال عف )4( اإلنساف اإلنساف بمفرده تاريخ في جوىره لو بداية و نياية". أي أف التاريخ و بشكؿ مختصر زماف وىو في نظر عمر فروخ ذو فائدة و )5( عيزة:"التاريخ معم لمبشرية و ليس قصة لمتسمية في ليالي الشتاء". أمابم ازؾ )6( فيقوؿ:"أريد كتابة تاريخ التقاليد و العادات و غيرىا مما أىممو المؤرخوف". )4( عبد السال أقمموف الرواية و التاريخ ص 29. ينظر:مصطفى المويقف تشكؿ المكونات الروائية ص 80. حميمة بولحية تجمي التاريخ في الرواية الج ازئرية ص 130. إش ارؼ )5( مسيكة بمباشة حضور التاريخ في األميف محمد الرواية الج ازئرية "رواية كريماتوريومسوناتاألشباح القدس" بحري مذكرة لنيؿ شيادة الماستر في اآلداب و المغة العربية تخصص معاصر قس المغة و األدب العربي 2012 ص 09. عبد السال أقمموف الرواية و التاريخ ص 30. لألعرج أدب واسيني حديث و )6( إيماف بف عمر رؤية التاريخ في رواية "كتاب األمير مسالؾ أبواب الحديد" لواسيني األعرج ( د ارسة في تخيؿ المرجع( إش ارؼ: بف دحماف عبد الر ازؽ مذكرة لنيؿ شيادة الماستر في اآلداب و المغة العربية تخصص أدب حديث و معاصر جامعة بسكرة 2013 ص 09.
لمتاريخ خاصية تعميمية فيو يدوف سير الحضا ارت مف جوانب متعددة. "التاريخ معرفة و الرواية تحميؿ". و مف جية أخرى ليما عالقة بكاتب التاريخ و بحقيقة المادة التاريخية فنجد أف: "المؤرخ ال يستطيع أف يخرج عف رواية األحداث الفعمية مف تفاصيؿ الماضي أمااألديب فمو أف يروي كمما يمكف أو يحتمؿ أف يحدث و بذلؾ فمجالو أرحب في التعامؿ مع العموميات". و بوجو عا التاريخ يحكي أحداثا واقعية جرى وقوعيا في الماضي. مف جية أخرى يرى مصطفى الكيالني في كتابة الرواية و التأويؿ أف التاريخ ل يعرؼ "باستعارة اإلستعارة" شأف اإلستعارة المغوية يتسع مجاليا باإلستعارة السردية تستقي عالماتيا و رموزىا مف التاريخ المعمف أو الخفي بانتياج وى المطابقة أحيانا بيف الموصوؼ السردي الروائي و بيف الواقع التاريخي عمى أساس القوؿ بإثبات التماثؿ بيف المروي و "الحقيقة التاريخية" أو اعتماد اإليحاء. يمكف تعريؼ النص التاريخي عمى أنو نص وجو في لحظة زمنية معينة إلى زمانو و مكانو أي أنو جوادي ىنية التمثيؿ السردي لمتاريخ الوطني في روايات واسيني أبحاث في المغة و األدب الج ازئري جامعة بسكرة الج ازئر ع: 09 2013 ص األعرج مجمة المخبر منشو ارت مخبر.254 جوادي ىنية التمثيؿ السردي لمتاريخ الوطنيفي روايات واسيني األعرج ص 254. ينظر: مصطفى الكيالني الرواية و التأويؿ أزمنة لمنشر و التوزيع عماف األردف ط 1 2009 ص 14.
خطاب لو سياقو و محيطو الخاص الذي جعؿ منو خطابا تاريخيا نظ ار لمصيرورة الزمنية. أعطى الناقد بيار باربريس )BierreBerberis( لمتاريخ ثالثة معاف: التاريخ كواقع و مسار و صيرورة موضوعية ما يجري في المجتمع مف أحداث و تطو ارت و ص ارعات منفصمة عف الذات و النظرة الفردية. التاريخ كخطاب و نوع معرفي يأخذ التاريخ كموضوع عممي و بحثي و يعطيو وجود عبر إج ارءات خطابية و مفيومية. التاريخ كحكاية أو قصة أوأقاويؿ أو حكي أو سرد أدبي ما يقصو األدب ويصوره النص و تقيمو مادة تشكيؿ أدبي تممؾ بعدىا التاريخي. ىذا التعريؼ األخير جمع جميع مفاىي التاريخ و صور تجمياتو فيو واقع و خطاب و حكاية و بما أنو حكاية فمو طابع فني و ىذا ما يؤكد ارتباطو بالرواية. 8/ ال خ: مما ال شؾ فيو أف لمرواية ارتباط بالتاريخ فيي تعيد كتابة التاريخ عمى ضوء السرد الروائي أي التاريخ مف طبيعتو أف يستنطؽ الماضي أما الرواية فتسائؿ الحاضر وينتيياف معا إلى عبرة و حكاية كما ذىب إلى ذلؾ فيصؿ د ارج في كتابو )الرواية و سميمة عذ اروي الرواية و التاريخ ص 160. جوادي ىنية التمثيؿ السردي لمتاريخ الوطني في روايات واسيني األعرج ص 255.
1 تأويؿ التاريخ( و العالقة بينيما تستدعي عدة أسئمة أىميا: ما إذا كانت الرواية ىي نفسيا التاريخ لقد لجأت الرواية إلى التاريخ لتعطي لسردىا ووقائعيا الروائية مصداقية تاريخية و مع ذلؾ فيي بتناوليا ليذه األحداث تعيد النظر في كثير مف األحداث و المسممات التاريخية فتعيد صياغتيا و بذلؾ تشكؿ الرواية قطيعة فنية مع التاريخ و إف انطمقت منو فتغدو الرواية لصيقة بالذاكرة ما دامت الذاكرة حاضرة في النص كمنطمؽ مف حيث ىي خ ازنة لمادة الرواية المسرودة خ ازف أبدي ثابت يحتفظ بكؿ ما جمعناه مف (2) الذاكرة الشعبية في ذاكرة النص. كانت الرواية و ىي تستمي التاريخ واعية بالحدود الالمنتناىية لإلستثمار و عممت عمى االستفادة مما يتيحو ليا بناؤىا و تركيبيا في مجا ارة التاريخ دوف الخضوع لقانونو الجامد أو السقوط في مجرد تك ارر أحداثو و استنساخ وقائعو بؿ إف الفترة العصبية التي يعيشيا المجتمع العربي بعد أف أوقفتو إمكانية المقارنة عمى اليوة السحيقة التي تفصمو عف العال المتقد جعمت الرواية تنخرط في الي التاريخي في محاولة اكتشاؼ عناصر السمب الكثيرة تمؾ التي تحوؿ عمى الدوا دوف وقوؼ (3) العال العربي عمى رجميو. المويقف مصطفى تشكؿ المكونات الروائية ص 96. عبد السال أقمموف الرواية و التاريخ ص 116.115.
إذف الرواية ليست تاريخا ألف التاريخ جامد ذو أحداث متكررة أما الرواية فمتجددة بؿ أنيا تستنبط منو األحداث و تصوغيا بطرؽ مختمفة. تتحرؾ الرواية في منطقة وعي مدرؾ لطبيعة العالقة بيف الروائي و التاريخي عاممة عمى تمتيع التاريخ بم ازيا الكتابة الروائية و اإلسيا في تنشيطو إبداعيا و ىي تحرص عمى أف ال تصادر أي صوت كيفما كاف نوعو بؿ تييئ لو مقامات التمفظ و تسمح لو بإسماع رنينو وسط ىدير لغوي صاخب بأنواع الخطابات و عديد (1) المغات. كما يشير منير صاغة أيضا إلى دور األديب في استحضاره لممادة التاريخية يقوؿ: "عمى األديب (2) أف يستدرؾ قصور المؤرخ". أي األديب ينبغي عميو إكماؿ نقائص المؤرخ و إتما ما ليي عنو و سقط ليوصؿ الفكرة كاممة دوف نقصاف. المؤرخ يرى ما يريد غيره أف يرى و األديب ما ترجمو التاريخ في وقائع تذىب إلى العيف و العقؿ دوف خصا. يذىب الروائي إلى وثائؽ المؤرخ المتعددة و يخمقيا شخصيات متحاورة تنقض أحادية القوؿ التاريخي بأقواؿ متعددة م ارجعيا التأمؿ و اإلحتماؿ و عم التاريخ يحدث 2004 عبد السال أقمموف الرواية والتاريخ ص 227. )2 ( فيصؿ د ارج الرواية و تأويؿ التاريخ المركز الثقافي العربي الدار البيضاء المغرب ط 1 ص 261. )3) المرجع نفسو ص 262.
غالبا عمى طريقتو كما كاف و الرواية تحدث عما كاف و عما يجب أف يكوف محررة الماضي مف قيود ق ارءة وحيدة وعاطفة مبادئ األخالؽ عمى المعارؼ الواضحة و الغائمة. األديب ي ارعي أذواؽ اآلخريف واىتماماتي عكس المؤرخ الذي ىو مقيد بأحداث معينة ال ينحو عنيا. و مف ىذا كمو نصؿ إلى تعريؼ الرواية التاريخية التي تعدد معرفوىا فكؿ يعرفيا استنادا إلى أحكا ما و مف ىنا يمكف أف نورد التعريفات اآلتية: لوكاتشLokach :")...( إنيا رواية تثير الحاضر و يعيشيا المعاصروف بوصفيا تاريخي بالذات". بيكر Bakor يرى أف الرواية التاريخية ىي تمؾ الرواية التي تتناوؿ عادات بعض الناس مكتوبة بمغة حديثة. أمابيوكفBuchan فيقوؿ أف الرواية التاريخية ىي كؿ رواية تحاوؿ تركيب الحياة في فترة مف فت ارت التاريخ. ستوداردStoddard يذىبإلىأف الرواية التاريخية تمثؿ سجال لحياة األشخاصأو لعواطفي تحت بعض الظروؼ التاريخية. فيصؿ د ارج الرواية وتأويؿ التاريخ ص 267. المرجع نفسو ص 263.
مف جية أخرى يرى محمد نجيب أنيا عادة بناء خيالي لمماضي تتناوؿ أساسا حياة جمع مف الناس و عاداتي و تقاليدى. اتفؽ الباحثوف في الرواية التاريخية عمى أنيا تحكي عف فترة زمنية ماضية و لكف في وقتنا الحاضر. لقد تمت والدة القصة التاريخية في مطمع القرف 19 و ذلؾ بعد قميؿ مف سقوط نابميوف ظير ذلؾ بقصة )واترلوWaterllo ( لوالترسكوتscott.1814Walter لكي تكسب الرواية التاريخية ىذه التسمية استندت عمى شروط أىميا: أف تحكي عمى فترة مف التاريخ مؤرخة تكوف مادتيا. أف تستند عمييا في عمميا. الروائي يجب أف يصوغ ىذه المادة صياغة روائية فنية. أف يربط الروائي الفترة المؤرخة بالحاضر. الروائي يعيد كتابة المادة مف منطمؽ وجيات نظر تخصو. نخمص إلى أف الرواية التاريخية ىي خطاب أدبي يشتغؿ عمى خطاب تاريخي موثؽ انشغاليف: نواؼ أبو ساري الرواية التاريخية بياء الديف لمنشر و التوزيع قسنطينة )د.ط( 2003 ص 25. ينظر: نضاؿ الشمالي الرواية و التاريخ ا جدار لمكتاب العالمي عماف ط 1 2006 ص 117. ينظر: المرجع نفسو ص 117.
أوليما: ىو انشغاؿ أفقي وفيو يعاد كتابتو روائيا عمى أساس معطيات حاضرة ال تتناقض مع المعطيات األساسية لمخطاب التاريخي. أما ثانييا: فيو انشغاؿ عمودي و فيو يحاوؿ المؤلؼ إكماؿ المشيد التاريخي تفسي ار أو تعميال أو تصحيحا لغايات متعددة. و مما ال شؾ فيو أف المؤرخ و الروائي يمتقياف معا في إخضاع العال لموعي بتمعيف )مف المعنى( الوجود إذ ييت المؤرخ عادة بالشعوب و الثقافات و الذىنيات في حيف ينصرؼ اىتما الروائي إلىاألف ارد. عمى ىذا األساس يمكف التمييز بيف تاريخ عا ىو التاريخ شائع التسمية و تاريخ خاص و ىو "تاريخ الرواية" و "رواية التاريخ". ىذا يعني أف عممي كؿ مف الروائي و المؤرخ مكمالف لبعضيما فالمؤرخ أولى اىتمامو بالعا قبؿ الخاص و الروائي اىت بالخاص قبؿ العا و ىذا ما ينتج لنا رواية تاريخية متكاممة الجوانب. /4 خ : لقد كاف لمتاريخ حضور بارز في الرواية العربية و ىذا ارجع إلىأنيا كانت متأثرة في بدايتيا بالثو ارت و الحروب فم تخرج عف جدلية التاريخ و الواقع المعيشي فال تكاد مصطفى الكيالني الرواية و التأويؿ ص 17.
تجد روائيا عربيا ل يظير التاريخ في إحدى رواياتو سواء أكاف ذلؾ عف قصد أو بدوف قصد. إف الرواية العربية في طور نشأتيااألولى تعد وليدا شرعيا لمتاريخ إذ ل تكف لدييا مادة تستقي منيا أحداث سردىا إالىو. و قد ارتأيت أف آتي بيذه األمثمة مف الروايات التاريخية رغ أنو ال سبيؿ لحصرىا في عنصر واحد: الروائي عنواف الرواية السنة األصؿ 1912 جورجي زيداف فتاة القيرواف مصري أصميمبناني 1945 نجيب محفوظ القاىرة الجديدة مصر 1969 بشير خريؼ الدقمة في ع ارجينيا تونس 1970 بف ىدوقة ريح الجنوب الج ازئر 1974 الطاىر وطار الالز الج ازئر 1976 جماؿ الغيطاني وقائع حارة الزعف ارني مصر 1976 مر ازؽ بقطاش طيور في الظييرة الج ازئر حميمة بولحية تجمي التاريخ في الرواية الج ازئرية ص 130. سمر روحي الفيصؿ الرواية العربية و مصادرىا منشو ارت الييئة العامة السورية لمكتاب دمشؽ )د.ط( 2009 ص.249. 210.208.175.196
1981 الياس خوري أبواب المدينة لبناف 1993-1990 نبيؿ سميماف مدا ارت الشرؽ سورية 1991 إب ارىي الكوني المجوس ليبيا 1996 واسيني األعرج ذاكرة الماء الج ازئر 1998 أحال مستغانمي فوضى الحواس الج ازئر ) ( محمد مرتاض وادي األس ارر الج ازئر ) ( مف مواليد 1941/02/18 بمسيردة-تممساف- تحصؿ عمى دكتو اره دولة في األدب المغربي القدي سنة 1994 مف جامعة تممساف و بيا. أستاذا أصبح دار اليدى عيف مميمة الج ازئر )د.ط( 2013 ص 241. ينظر: محمد بف اسماعيمي أعال وأمجاد في آفاؽ الثقافة الج ازئرية
ف : خ 1.األحداث. 2.الزمف و المكاف. الشخصيات..3
:. األحداث ىي المحرؾ األساسي لمشخصيات و المفعؿ لمحبكة و الحؿ فبدوف أحداث تكوف الشخصيات جامدة دوف ح ارؾ فباألحداث تكوف الرواية أوال تكوف و بالنسبة لمرواية موضوع الد ارسة فإف ما يميز أحداثيا ىو سمة التوتر و االضط ارب و قد تجمى ذلؾ في كيفية استرجاع السارد لألحداث و تبميغيا و لسبر ذلؾ و ظفنا األحداث بمجرياتيا في الجدوؿ: : ترتيب الحدث الوقفة الصفحة الحدث 10 الحدث إنشاء خطي شاؿ و موريس مف طرؼ العدو األولى 01 18 الحدث التفكير في شؽ المغارة مف طرؼ عبد الغني و استشارة الرفقاء الثانية 02 21 الحدث االستئذاف مف رئيس الناحية في شؽ المغارة الثالثة 03 23 الحدث زيارة رئيس الناحية لمكتيبة و معاينة الفكرة و المكاف الثالثة
04 40 الحدث مفاتحة الجنود بالفكرة الخامسة 05 44 الحدث البداية في األشغاؿ ( حفر المغارة( السادسة 06 58 الحدث تقيي أوضاع التقد في العمؿ بعد نصؼ عا السابعة 07 59 الحدث إرىاؽ و إصابة معظ الجنود فى شؽ المغارة الثامنة 08 63 الحدث إسقاط الطائرة الحاممة لمقذائؼ التابعة لثكنة البياضة الثامنة 09 66 الحدث ق ارر إرساؿ تعزي ازت و عبد الغني رئيس الكتيبة عمى أرسإحدى التاسعة 10 البعوث 68 الحدث اخت ارؽ الميمود ( أحد الثوار( لألسالؾ الشائكة و الشؾ في أمره التاسعة 11 73 الحدث رواية الميمود لكيفية قضائو لسنواتو الثالث التي غاب فييا عف العاشرة 12 األنظار
80 الحدث وصوؿ ق ارر بتحرؾ عبد الغني و مف اختارى الحادية عشر 13 83 الحدث ليمة الرحيؿ يستشيد األخضر بمغ متفجر عند م ارفقتو لعبد الغني و الحادية أصحابو عشر 14 85 الحدث تعييف سميماف خميفة لعبد الغني الثانية عشر 15 89 الحدث غ اربة تصرفات سميماف و أمر اربح باالستغناء عف ح ارسة الحدود الثانية عشر 16 107 الحدث خيانة سميماف ألصحابو و اإلفصاح بسرى لمعدو ال اربعة عشر 17 108 الحدث ىد عساكر العدو لممغارة ال اربعة عشر 18 113 الحدث انتقا المجاىديف مف العدو بتفجرى باأللغا عند منطقة المغارة و ال اربعة عشر 19 طريؽ الدبابات 114 الحدث تنكيؿ العدو بسميماف لظني أنو يتالعب بي الخامس عشر 20
إف الحدث الروائي يعتبر العمود الفقري إف صح التعبير لمرواية و تجدر اإلشارة إلى أف:>> الحدث الروائي ليس كالحدث الواقعي الذي يجري حياتنا اليومية بالرغ مف أنو يستمد أفكاره مف الواقع<<. و أحداث الرواية تبدأ بالتوتر عند إنشاء الخطيف المكيربيف ث تنحو منحنى االضط ارب و اليدوء نوعا ما عند شؽ المغارة و أخ ار تنتيي بالثبات عند االنتقا مف العدو بعد أف وصمت أوج اضط اربيا عند اكتشاؼ العدو لممغارة بسبب الخيانة.. ن ن: ن ال: ميما حاولنا تجنب الزمف فإننا ال نستطيع ألننا ببساطة نعيش وسطو و ىو في الرواية الييكؿ الذي يقو عميو البناء الروائي إذ ال رواية مف غير زمف غير أنييتفرع إلى زمف خاص بالمغامرة و زمف خاص بالكتابة و زمف متعمؽ بالق ارءة.و مف جية أخرى يرى لوكاتش بأف الزمف ىو عممية انحطاط متواصمة و شاشة تقؼ بيف اإلنساف و المطمؽ و مثؿ جميع مكونات البنية الروائية لديو فإف الزمنية ىي أيضا ذات طبيعة دياليكتية فيي سمبية و ايجابية معا أما روالف بارت)...( آمنة يوسؼ تقنيات السرد في النظرية و التطبيؽ دار الحوار لمنشر ط 1 سوريا 1997 ص 27. ينظر: ميشاؿ بوتور بحوث في الرواية الجديدة ترجمة فريد انطونيوس منشو ارت عويدات بيروت باريس ط 2 1982 ص 101.
فيرى أف أزمنة األفعاؿ في شكميا الوجودي و التجريبي ال تؤدي معنى الزمف المعبر عنو في النص و إنما غايتيا تكييؼ الواقع و تجميعو بواسطة الربط المنطقي. تدوروؼ مف جيتو يرى أف الزمف قضية ما تنفؾ تطرح فيي عبارة عف مقولة و مظير و خصيصة مميزة لألخبار التي مف شأنيا تنقمنا مف الخطاب لمتخييؿ. و حسب فيسنجر لمزمف أىمية كبيرة في العمؿ الروائي و يذىب إلى اعتباره :>> العنصر األساسي لوجود العال التخييمي نفسو و لذلؾ كانت لو األسبقية في األدب عمى الفضاء الروائي<<. كما أشار ىنري جيمس إلى صعوبة تناوؿ عنصر الزمف و أىميتو في البناء الروائي فيو يرى:>>أف الجانب الذي يستدعي أكبر قدر مف عناية الروائي-الجانب األكثر صعوبة- ىو كيفية تجسيد اإلحساس )4( بالديمومة و بالزواؿ و بت ارك الزمف<<. ينبغي في الرواية أف نميز بيف ثالثة أزمنة ىي: زمف الق ارءة و زمف الكتابة و زمف )5( القصة. فزمف الق ارءةىو الزمف الذي يستغرقو القارئ في ق ارءة الرواية أما زمف نضاؿ الشمالي الرواية والتاريخ ص 152.151. سعاد عوف شعرية السرد في قصص غادة السماف '' المجموعة القصصية القمر المربع أنموذجا'' د ارسة سيميوتأويمية إش ارؼ السعيد جاب اهلل شيادة دكتو اره العمو في األدب جامعة باتنة 2014/2013 ص.210 209 حسب بح اروي بنية الشكؿ الروائي) الفضاء الزمف الشخصية( ص 20. )4( سيز اقاس بناء الرواية الييئة المصرية لمكتاب القاىرة ط 1 1984 ص 26. )5( أ.أمندالو الزمف و الرواية م ارجعة: إحساف عباس دار صادر بيروت ط 1 1997 ص 77.
الكتابة في المدة المستغرقة في كتابة الرواية. أما زمف القصة أو الزمف القصصي و ىو ما يعنينا فيو زمف وقوع أحداث الرواية و تتابعيا أو تداخميا وفؽ الخط الزمني التخييمي لمرواية. و مف خالؿ تقنيات االسترجاع و االستباؽ و تسريع السرد و تعطيؿ السرد سنحاوؿ في الزمف في رواية وادي األس ارر: 1. االسترجاع: االسترجاع أو السرد االستذكاري في أبسط تعريؼ لو ىو : >>أف يترؾ ا الر يو مستوى القص األوؿ ليعود إلى بعض األحداث الماضية و يروييا في لحظة الحقة<<. و االسترجاع يقس إلى أقسا ثالثة: أ. ب. استرجاع خارجي: يعود إلى ما قبؿ الرواية أي قبؿ لحظة بداية األحداث. استرجاع داخمي: يعود إلى ماض الحؽ عمى بداية أحداث الرواية و قد تأخر تقديمو أو عرضو في السرد. عبد اهلل إب ارىي المتخيؿ السردي- مقاربات نقدية في التناص و الرؤى و الداللة- المركز الثقافي العربي بيروت ط 1 1990 ص 108. عبد الرحماف محمد محمود الجبوري بناء الرواية عند حسف مطمؾ-د ارسة داللية- الع ارؽ )د ط( 2012 ص 30. المرجع نفسو ص 31. المكتب الجامعي الحديث
ج. استرجاع مزجي: و ىو يجمع بيف النوعيف السابقيف. أوؿ مقطع استرجاعي في الوقفة األولى و ىذا االسترجاع ليقد لنا األحداث و يجعمنا نفي مف أيف بدأت فيو يرينا سبب إقامة خطي شارؿ و موريس) ىذه السخرية و ىذا االستيتار افرح المرتزقة و بعث فييا دما جديدا )...( جند لذلؾ أصحاب المحتشدات و المعتقالت مف المدنييف )...( أطناف مف االسمنت مألت الحفر سدت الفجوات و متنت األخشاب... مالييف األمتار مف األسالؾ الشائكة )...( غدت غوال مخيفا مرعبا ال يقوى عمى مجابيتو إال الموت يطمبو ارضيا...(. مف ودع الحياة مطمئنا وأقبؿ عمى أبناء الوطف ل يستسمموا بؿ استبسموا وتكاثفوا لمقضاء عميو و ل ييأسوا رغ ضعؼ العتاد ( ظموا يتقدموف بأعداد ىائمة و في نفوسي االستبداؿ و التحدي و التضحية النادرة و في كؿ مرة كانوا يخترقوف فييا ىذه الحواجز الرىيبة كاف العدو يبحث عف التضييؽ أكثر )...( و بدا فعال أف أنفسي يفكروف في ط ارئؽ أخرى(. اآلمر غدا عسي ار)...( ىذا ما جعؿ المجاىديف استرجع القائد عثماف كارثة جبؿ '' عصفور'' و حذر المجاىديف مف إعادتيا و نبو عميي أف االحتياط واجب ( أال تخشوف أف تكوف زرعت ألغاما و تالصقت محمد مرتاض وادي األس ارر)رواية( دار ىومة الج ازئر )د ط( 2013 ص 10. المصدر نفسو ص 11.
شع ارتيا)...( فال تكشؼ إال بعد حدوث الكارثة مثمما وقع في جبؿ عصفور منذ شير( )قمنا ليمة السادس مف أكتوبر بوضع لغ يزف قنطار في الطريؽ الذي يربط مركز المالحة بالم اركز األخرى... و في الساعة التاسعة صباحا شاىدنا المصفحة تتطاير قطعيا و تت ارمى أشالؤىا في الجو مثؿ ريش بغاث الطير أصابو نسر كاسر(. ىذا وصؼ اربح النفجار المغ الذي أتى عمى المصفحة أثا ارعجابفحفظو عف ظير قمب. عمي الصالح عند حديثو ذكره بالمعارؾ التي كاف فييا شجاعا مستبسال: ( و ىؿ تحسبني نسيت معركة '' فالوسف'' أو كميف '' مجيعة'' أو ىجو ''عجرود''...لقد شيد كؿ مف حضر ىذه المعارؾ أنؾ أسد ىصور...(. و مف جانب آخر األخوات المجاىدات تذكرف صورة استشياد المجاىد الشاب في حزف ( صورة المجاىد الشاب مصطفى ال تفارؽ مخيمتي... ليس ألنو استشيد فيذا شيء مشرؼ و )4( لكف الطريقة البشعة التي قتؿ بيا...(. محمد مرتاض وادي األس ارر ص 24. المصدر نفسو ص 25. المصدر نفسو ص 32. )4( المصدر نفسو ص 50.
)كاف ذلؾ منذ ثالث سنيف خمت (. ىذا في سياؽ حديث الميمود مع عبد الغني عندما كانا يتذك ارف قبؿ أف يختفي الميمود. القائد عثماف عندما طمأف و ىدأ نفوس المجاىديف بعد أف كشؼ سرى الكبير و ذكرى برسوؿ اهلل ( تذكرو أف بعض الصحابةارتد وفر إلى صفوؼ أعداء النبي محمد(. ىذه كميا استرجاعات خارجية أما الداخمية فيي اآلتية: تطوع محمد الكاتب بحمؿ جثة الشييد وىنا عبد الغني يسترجع الحدث ليخبر عثماف ( لقد تطوع مف تمقاء نفسو بعد رجوعنا أمس مف المعركة الشرسة التي استمرت أكثر مف أربع ساعات(. عبد الحكي يشيد بما صنعوه في العدو و يقر باألثر الذي تركوه)... كاف أكثر ما أصابي بالغصص تفجير ثكنة عجرود تيشي المصفحات تخريب عدة أمتار مف )4( األسالؾ(. محمد مرتاض وادي األس ارر ص 69. المصدر نفسو ص 109. المصدر نفسو ص 25 )4( المصدر نفسو ص 36.
كاف المجاىدوف دقيقيف في أوقات الخروج و الدخوؿ ذىابا و إياباإلى المغارة لحفر جزء منيا فقد كاف يبدأ مف العاشرة إلى الثالثة) استغرؽ العمؿ بضع ساعات مف العاشرة ليال إلى الثالثة صباحا...(. ىذا ما أفادنا بيا ال اروي. و سرد لنا أيضا كيفية ح ارسة اربح و كيؼ أنو يتابع تحركات الطائرة بدقة حتى ضبط موعد ذىابيا و مجيئيا ( تصؿ كؿ يو التاسعة إال ربع صباحا و قد تتقد أوتتأخر عف ىذا التوقيت بدقيقتيف أو ثالث ليس أكثر...لمدة شير الحقيا م ارقبا موعدىا...(. كانت صاعقة تنزؿ عمى جنود كتيبة عبد الغني عندما وصؿ ق ارر نقمو إلىالقمعة الغربية) عبد الغني يترؾ الكتيبة بعد آنألفوه و استأنسوابأبوتو لي منذ أكثر منسنة(. عبد الغني كاف يحث الجنود عمى إكماؿ ما بدؤوه دائما يحفزى و يرفع معنوياتي ( بؿ إني )4( أحثك عمى متابعة العمؿ الذي ابتدأناه معا منذ بضة أشير(. الجنود أنفسي قسموا الميا بيني فكؿ منوط بعمؿ ما ( ى يكدوف الميؿ في حفر المغارة حتى الثانية أو الثالثة صباحا و فيي مف يقضي الميؿ منبطحا فوؽ برؾ مف محمد مرتاض وادي األس ارر ص 46. المصدر نفسو ص 62. المصدر نفسو ص 66. )4( المصدر نفسو ص 81.
الماء بجانب خطوط األسالؾ منتظر قذؼ الدبابات التي قد ال تأتيأبدا...و مني مف يمضي الميؿ بعيف ساىرة تحت أدي السماء... و مني...و مني...(. ىذا استرجاع سميماف ألدوار المجاىديف محدثا اربح و مقمال مف شاف ميامو رغ أف تقاريره التي كاف يرسميا لمناحية كؿ أسبوع كاف ليا األثر و ىذا ما جعؿ عثماف يفتقدىا حيف انقطعت عنو ( تقارير اربح كانت تسجؿ كؿ صغير و كبيرة ألفت القيادة العميا أف تعيش أحداث الجية بوساطتيا كؿ أسبوع (. االسترجاع ناؿ حصة األسد في الرواية فقد استحوذ عمى معظ وقفاتيا. 2. االستباؽ: االستباؽ أو السرد اإلستش ارفي ىو: كؿ حركة سردية تقو عمى رواية أحداثأو حدث الحؽ آو ذكره مقدما أو تقدي األحداث الالحقة أو المستقبمية قبؿ وقوعيا. إذا كاف االسترجاع أخذ مكانتو في الرواية فاف االستباؽ اقؿ حظا منو فقد ظير في مواضيع محددة سنحاوؿ طرحيا فيما يمي: أوؿ مقطع استباقي ظير في رسالة عبد الغني لعثماف يخبره عما عز القيا بو ( لقد عزمنا عمى شؽ مغارة يكوف مبتدؤىا وادي كيس و منتياىا مركز البياضة(. محمد مرتاض وادي األس ارر ص 89. المصدر نفسو ص 91. عبد الرحماف محمد محمود الجبوري بناء الرواية عند حسف مطمؾ ص 41.
القائد عرؼ المشروع لجنوده و طرح عميي كيفية العمؿ)...ىذا الق ارر الذي اتخذتو يقضي بتفرغ كتيبتك لمعمؿ الميمي الخفي عمى حيف إف الكتيبتيف األخرييف التابعتيف لمناحية األولى تظالف في العمؿ العسكري كما كانتا...(. تمقى اربح اعت ارضات مف ضباط الكتيبة ال ألني ال يحبوف أريو بؿ ألني يحبذوف العمؿ المسمح لكف اربح عرؼ كيؼ يطمئني و ييسر األمر في أنظارى )... و لكف العمؿ الذي نسعى إليو مؤقت ال موقوت... فإف ىي إال تسعة أشي أرو بعض عا و نعود إلى المعارؾ الحربية(. و لمنح العضوية لمعمؿ في ىذه المغارة البد مف شروط وضحيا عبد الغني )... االستعداد البدني و االستعداد النفسي... اإلقباؿ عمى العمؿ بالميؿ فقط...التييؤ لكؿ طارئ قد يحدث في أثناء الحفر...عد التفكير في مغادرة ىذه الكتيبة إلى كتيبة )4( أخرى قبؿ أف ينتيي المشروع...(. محمد مرتاض وادي األس ارر ص 31. المصدر نفسو ص 39. المصدر نفسو ص 41. )4( المصدر نفسو ص 43.
و لما جاء اليو الموعود جمعي قائدى و أعطاىمخطة العمؿ ( ابتداء مف اليو ستتناولوف عشاءك قبؿ دلوؾ الشمس...نؤدي صالة المغرب و العشاء جمعا ث ننطمؽ إلى ىذه الشرسة(. بعد أف كشؼ العدو سر المجاىديف و ىدموا تعب سنتيف أبيالمجاىدوف إالأنيأخذوابثأرى لذلؾ أمر احمد اربح بػ ( نصب لغميف عمى ظير المغارة حيث كانوا محتشديف بؿ محتفميف...عبد الرحماف انطمؽ خفية إلى طريؽ الشاحنات و المصفحات و انصب ليا لغميف أيضا...أماالبقية )...( فيساعدونك عمى حمميا و إيصاليا أما نحف فنقيك أي شر محتمؿ(. 3. تسريع السرد: و يقو تسريع السرد عمى تقنيتيف ىما: أ. التمخيص: و ىو تقدي فترة زمنية طويمة مف حياة الشخصيات و األحداث الماضية بصورة سريعة و مختصرة أي االستع ارض السريع لفترة مف الماضي و ىي تقنية زمنية تتسع فييا وحدة القصة عمى حساب زمف الكتابة أو المساحة النصية. محمد مرتاض وادي األس ارر ص 44. المصدر نفسو ص 111. عبد الرحماف محمد محمود الجبوري بناء الرواية عند حسف مطمؾ ص 44.
ب. الحذؼ: أو الثغرة الزمنية أواإلسقاط كما يصطمح عميو البعض و ىو تقنية زمنية تقضي بحذفأواسقاط فترة زمنية طويمة أو قصيرة مف زمف القصة و عد التطرؽ لما جرى فييا مف أحداث. يطؿ التمخيص في الرواية باستحياء بمقطع واحد) األيا تتوالى ولكف ال تتشابو فالثورة اتسعت رقعتيا و بدا واضحا أف القيادة العميا تفكر في ج ازئر المستقبؿ و ذلؾ بإيفادىا بعوثا عسكرية إلى الخارج ليكونوا أط ار غدا...و قد ارج في الوكاالت اإلعالميةأف العدو رضخ إلقامة جميورية و االعت ارؼ باستقالؿ الج ازئر و حريتيا(. فينا تمخيص أليا عديدة تضمنت أفكار كثيرة و ىذا لتسريع السرد و الوصوؿ إلى الحدث األكث أرىمية.أما الحذؼ فقد ناؿ نصيبا أوفر مف التمخيص و لو أنو محتش أيضا فنجد الحذؼ المعمف في المقطع اآلتي) بعد بضعة أيا مف الشروع في ىذه العممية أقبؿ عثماف لتفقد الكتيبة يرو اختبارىا..(. أما المقطع الثاني ( األيا تمر يأتي النبأ الذي كاف يتوقعو عبد الغني...(. أي حذؼ أليا الروتيف فييا نفسو لنصؿ إلى الخبر المي.ال اروي عاش مع الجنود المجاىديف حرقتي بانكشاؼ سرى و رغبتي في االنتقا و انتظارى المتعطش فأتى محمد مرتاض وادي األس ارر ص 65. المصدر نفسو ص 52. المصدر نفسو ص 80.
بيذا المقطع مف الحذؼ ( الساعات تمضي بسرعة و منتصؼ النيار يدنو ليؤكد مرور الزمف بصورة غريبة...(. 4. تعطيؿ السرد: تعطيؿ السرد ىي الحركة المضادة لتسريعالسرد وىي:إبطاألو تعطيؿ وتيرة السرد عبر التركيز عمى ابرز تقنيتيف تقوماف بذلؾ و ىما: تقنيتي المشيد و الوقفة الوصفية أما في الرواية فنجد الوقفة الوصفية و ىي تعميؽ مجرى القصة لحساب المساحة النصية. ىناؾ العديد مف الوقفات الوصفية ارتأيتأف اختار منيا مايمي: ( كاف القمر يرسؿ أشعتو الفضية عمى القصب فيتجاوب معو بمعاف أو ارقو و كاف النسي الرطب كمما داعبو و مسح عمى جبينو استجاب لو بخشخشة و حفيؼ )...( و كانت شالالت الوادي ال تتوقؼ عف الجرياف و ال تفتر عف التصريح بصوتيا اليادر و تتعانؽ و تتقاطع محدثة صخبا و ىدي ار(. ىنا وصؼ لمجو المحيط بالمجاىديف أثناء البدء بعممية حفر المغارة.و أيضا وقفة وصفية لحقيبة محمد).. ديوانو الخاص مضغوط في حقيبة جمدية كبيرة الحج تشتمؿ عمى ثالث جيوب كبيرة و اثنيف صغيريف و ليا حمالتاف جانبياف يضعيما عمى منكبيو )...( و بداخؿ محمد مرتاض وادي األس ارر ص 110. عبد الرحماف محمد محمود الجبوري بناء الرواية عند حسف مطمؾ ص 50.49. محمد مرتاض وادي األس ارر ص 46.45.
الحقيبة كاف يقبع سجؿ يض بيف دفتيو قائمة المجاىديف التابعيف لمكتيبة األولى...(. و تعطيال لمسرد و صؼ الروائي الشمعة و ىي تحترؽ في المخبأ ( الشمعة تعاني في التغمب عمى دمعاتيا و الفتيمة تصاب باختناؽ مف ج ارء تجرعيا كؿ ذلؾ الش ارب فتترنح يمنة و يسرة محاولة االنفالت مف االحتضار...(. ىذا الوصؼ يجعمؾ تحس بالسكينة و اليدوء. ث : ن البد ألحداث الرواية أف تقع في مكاف ما فال رواية دوف مكاف إذ '' يحتفي جنس الرواية بالمكاف أكثر مف احتفائو بالزماف خالفا لمشعر غير أف المكانية الروائية وجو لالشت ارؾ بيف افت ارض اإلحالة عمى المكاف الحسي و بيف االنزياح عف الظاىر الحسي إلى مجاؿ التخييؿ و داللة الرمز باعتبار المكاف الروائي مجموع ظواىر تتناظ بأشكاؿ و وظائؼ و صور ودالالت متغيرة تشبو عند تواصميا العالقات المكانية المعتادة''. و مف جية أخرى يأخذ المكاف داللتو التاريخية و السياسية مف محمد مرتاض وادي األس ارر ص 53. المصدر نفسو ص 72. مصطفى الكيالني الرواية و التأويؿ ص 51.
األفعاؿ خالؿ و تشابؾ العالقات فإنو يتخذ قيمتو الحقيقية مف خالؿ عالقتو بالشخصية عامة. أف أي لممكاف ارتباطاتو فيو ليس كمكاف جامد فحسب فيو مرتبط بالشخصيات و باألحداث والعالقة بيني و ىذا ما يجعمو عنصر فعاؿ في الرواية. و ىذا بداية ما ذىب إليو جاستوف باشالر بأف المكاف يحمؿ معنى االنتماء فإنو الموضع الذي ينسبو اإلنسانإلى نفسو و ينتسب إليو فالمكاف بجانب خصائصو الطبيعية و الجغ ارفية كالمسافة و التضاريس و المناخ نجد طابعو الرمزي المميز لو الذي يعمؿ عمى تنشيط التعبي ارت الرمزية عف الذات و عف ذكريات ىذه الذات و طموحاتيا و خياالتيا. و أيضا الرواية تزيد مف أىمية المكاف ؼ>> المكاف في العمؿ الفني شخصية متماسكة و مسافة مقاسة بالكممات و رواية ألمور غائرة في الذات االجتماعية و لذا ال يصبح غطاءا خارجيا أو شيئا ثانويا بؿ ىو الوعاء الذي تزداد قيمتو كمما كاف متداخال بالعمؿ الفني<<. محمد البارودي الرواية العربية و الحداثة ص 233. غادة اإلما جاستوف باشالر جماليات الصورة دار التنوير بيروت لبناف ط 1 2010 ص 291. ياسيف النصير الرواية و المكاف ( د ارسة المكاف الروائي( دار نينوي سورية دمشؽ )د ط( 2010 ص 70.
باإلضافة إلى المكاف أف يس األشخاص و األحداث الروائية في العمؽ. وقبؿ البدء في تحميؿ المكاف في الرواية نسير إلى أنياجاءت موزعة في قسميف رئيسييف: أ. األماكف المفتوحة ب. األماكف المغمقة و نظ ار لغمبة األماكف المفتوحة سننطمؽ منيا في د ارسة المكاف الروائي أ. األماكف المفتوحة: وىي األماكف التي ال تحدىا حدود..1 القرية : إذا كانت الرواية الغربية قد اىتمت بالفضاء المدني منذ بداية نشأتيا فاف الرواية العربية الحديثة صبت اىتماميا عمى القرية و جعمتيا مسرحا ألحداثيا في و بخاصة النصوص الروائية األولىؾ "زينب" لييكؿ و بالنسبة لمرواية موضوع الد ارسة اتخذ محمد مرتاض مف القرية مكانا لألحداث و حركة الشخصيات فجاء بمنطقة "بوحفاظ" في مسيردة وما جاورىا إذ أنو مف سكاف ىذه المنطقةلذا ىو يعم بخباياىا ( ك ىي مغمة أرضنا...حرقيا االستعمار)...( بددت معال الخرؽ لتطؿ بمقاح جديد محمؿ غالب ىمس المكاف في الرواية العربية ( عف كتاب الرواية العربية واقع و آفاؽ( دار بف رشد لمطباعة و النشر ط 1 بيروت ص 111. ينظر: عبد الرحماف محمد محمود الجبوري بناء الرواية عند حسف مطمؾ ص 65.
بفسائؿ ال تحصى )...( بعد اخض ارر نباتاتيا مف جديد متعانقة األغصاف كثيفة الورقات ناضجة الثم ارت...(. ذكر أماكف القرية الخاصة و اإليماف الخاص بيا مف قبؿ السكاف ( أل تخبرىا والدتيا يوما أف أضرحة القرية يسكنيا أولياء صالحوف وأني ينجدوف أىاليي...(. كما وصؼ نيار القرية الذي يضج بحركة الرعاة و الم ازرعيف ( البستاني يغرس و ال ارعي ييش عمى غنمو لموصوؿ بيا إلى المرعى و النساء حامالت ج اررىف لمسقي...(. ال اروي جاء عمى ذكر قرية ''مجيعة' وما طاليا مف خ ارب و ىي قريتو التي ترؾ فييا أىمو أخبره صديقو اآلتي مف ىناؾ بما جرى ليا )..التيدي الذي طاؿ المنازؿ و البيوتات و اإلح ارؽ الذي شمؿ البساتيف و الحقوؿ و حتى الشجي ارت)...( )4( إذاأخبرتؾ باف قرية '' مجيعة'' كانت مستيدفة أيضا(. و صؼ ليؿ الشتاء في الريؼ )... الحيوانات تتسارع متسابقة إلى اصطبالتيا و حظائرىا و الني ارف تؤجج في المواقد لوظيفة مزدوجة: التدفئة و طيي الطعا و محمد مرتاض وادي األس ارر ص 23. المصدر نفسو ص 48. المصدر نفسو ص 63. )4( المصدر ص 76.
إعداد الشاي و القيوة...(. لكف النصيب األوفر لموادي. مف ىنا ندرؾ أف لمقرية مكانة ال بأس بيا في الرواية 2. الوادي: ال يتأتى لنا مف االستغ ارب موضع عندما يأخذ مكاف مفتوح مثؿ الوادي اىتماما خاصا مف قبؿ ال اروي فالوادي ىي مرتع الصبا و الذكريات المنقوشة في الذاكرة ( أنت لست إال واديا تحمؿ اسمؾ كما تحمؿ مختمؼ األوديةأسماءىا... سموؾ) وادي كيس(...امتألت جنباتؾ و حواشيؾ و ضفافؾ بساتيف نضيرة و أشجا ار مثمرة مف الرماف و المشمش و الخوخ و التيف...(. النباتات و األشجار التي ذكرىا و ال موطف ليا إال الوادي و ىو يصؼ الوادي بتمعف )...محفوؼ بأشجار الدفمى ال ارئعة المنظر العبقة العطر الجميمة الشكؿ و محمية بأشجار العوسج و مزينة بحقوؿ مف القصب مت ارمية عمى األط ارؼ و الحواشي...(. )الوادي ال ي ازؿ خرير مياىو منسابا ىامسا في الربيع و الصيؼ و ميوال مزمج ار )4( يتحوؿ إلى سيوؿ جارفة و شالالت ىادرة في الخريؼ و الشتاء...(. محمد مرتاض وادي األس ارر ص 97. المصدر نفسو ص 08. المصدر نفسو ص 28. )4( المصدر نفسو ص 115.
الكاتب يحاوؿ أف يرينا أف لموادي قوة جبارة و ىدوءا صامتا فيو يحمؿ قوتيف متناقضتيف. 3. الجبؿ: بما أف ىناؾ وادي فالبد مف وجود جبؿ و جباؿ الف منبع الوادي مف الجبؿ كما أتى ال اروي عمى ذكر أسماء عدة: ( جبؿ '' عصفور''( ( جبؿ '' الناطور''( )جبؿ '' زندؿ''( )جباؿ بف سنوس و جباؿ الناطور و جباؿ امجاجو... جبؿ '' امزوج''(. و ىي أماكنأتى عمى ذكر نباتات نجدىا في الوادي ( نباتات ''ميرماف''( و )افميو(...أنيا نباتات معطرة تعبؽ الجو بأريجيا و تحث ىممنا كمما )4( لمسناىا...(. أبرز ىذه ىي األماكف المفتوحة المذكورة في الرواية إضافة إلى النياد و النجود و الربى... و ىي تندرج بدورىا تحت األماكف السابقة و قد عبرت عف رغبة السارد و باقي الشخصيات في التحرر و االنعتاؽ مف أجواء االستعمار الخانقة. ب. األماكف المغمقة:وىي األماكف المحددة بحدود. 1. المغارة: محمد مرتاض وادي األس ارر ص 24. المصدر نفسو ص 71. المصدر نفسو ص 82 83. )4( المصدر نفسو ص 24.
ىي رمز لمنضاؿ و الكفاح و رمز لمتضامف و السرية ( الق ارر المتخذ بكؿ بساطة يتجمى في قيا كتيبتيا بشؽ مغارة...(. كما قا السارد بوصؼ حاؿ مف يعمموف داخميا ( المغارة ىذه مخيفة...ر ائحة العرؽ و التعب تنبعث منيا..االختناؽ يكاد يصيب كؿ العامميف داخميا...ضيؽ التنفس يغزوى ىذا حاؿ مف ى في المغارة (. فالمغارة مكاف جوىري في الرواية يعبر عف الصمود و يعبر عمقيا عف األس ار أري عف ضرورة إحاطةاألعماؿ الثورية الخالدة بالسرية التامة. 2. الكوخ: الكوخ وعاء شعبي يحتوي ت اركيب اجتماعية ليا قيمة جمالية في الرواية و ىو دليؿ (3) عمى بساطة العيش و قد جاء ال اروي عمى ذكره مرتبطا بالمجاىدات الثالث ألنيف صاحبات المسكف)...تذكر كوخ األخوات الثالث...ألفى اربحة في انتظاره عمى )4( العتبة(. و الكوخ يعكس الطابع الريفي القروي الذي جرت فيو األحداث و يعبر عف النية االجتماعية لممجتمع الج ازئري في فترة الخمسينات. محمد مرتاض وادي األس ارر ص 40. المصدر نفسو ص 51 52. 3 ( (ياسيف النصير الرواية و المكاف ص 86. )4( محمد مرتاض وادي األس ارر ص 106.
3. المضجع: ىنا ذكر كؿ مضجع اربحة و المضجع يأويإليياإلنساف في آخر النيار أو في أوقات ال ارحة و ىو رمز لميدوء و السكينة لكف ىنا اربحة مضجعيا أصبح يؤرقيا و ل يعد مأوى لمسكينة )انتفضت مف مضجعيا ث ما لبثت أف عادت إليو(. 4. البئر: وظيفة البئر األساسية ىي الحصوؿ عمى الماء و لكف يمكف أف يحمؿ دالالت أخرى كما نجد ىنا البئر داؿ عمى ذكريات باإلضافةإلى وظيفتو األساسية فيمنا األخضر يتحرؽ شوقا لتقبيؿ كؿ جزء مف قريتو و جاء عمى ذكر البئر و مائيا )... ال سيما بئر '' ب رد يؿ '' المعروؼ عنيا غدؽ مذاقيا(. وقع عمى ىذه األماكف المغمقة دوف غيرىا اعتقادا منا بأىميتيا في بناء الحدث و الشخصية لكف حرى بنا أف نشير إلى وجود أماكنأخرى ( مغمقة ( غير مؤثرة في الرواية ال يتسع مجاؿ البحث لذكرىا. ج. :تكتسي د ارسة الشخصية في أي عمؿ روائي أىمية بالغة إذ ال يمكف تخيؿ أي عمؿ أدبي ال وجود لمشخصية فيو. محمد مرتاض وادي األس ارر ص 48. المصدر نفسو ص 83.
فػػػػ'' الشخصية ىي القطب الذي يتمحور حولو الخطاب السردي و ىي عموده الفقري الذي ترتكز عميو''. فالروائي عندما يي بكتابة رواية أوؿ ما يخطر عمى بالو الشخصيات ألف الشخصية >> ركيزة الروائي األساسية في الكشؼ عف القوى التي تحرؾ الواقع مف حولنا ديناميكية الحياة و تفاعالتيا فالشخصية مف المقومات الرئيسية لمرواية و بدوف الشخصية ال وجود لمرواية<<. و نجد أف كؿ الدارسيف اعترفوا بأىمية الشخصية في العمؿ الروائي إذأف جورج لوكاتش ينظر لمشخصية عمى أنو >> ال غنى لكؿ عمؿ أدبي كبير عرضو عف أشخاصو في تضافر شامؿ لعالقات بعضي مع بعض و مع وجودى االجتماعي<<. جميمة قيسموف الشخصية في القصة مجمة العمو االنسانية جامعة منتوري قسنطينة ع 13 جواف 2013 ص 195. عامر غ اريبية الشخصية الروائية و وظيفتيا انواعيا و سماتيا االردف )د.ط( 2005 ص 04. جودي حماش بناء الشخصية في حكاية عبد و الجماج و الجبؿ لمصطفى فاسي) مقاربات في السرديات( منشو ارت األو ارس الج ازئر 2007 )د ط( ص 56.
و يذىب الناقد إليوت )T.ilyot( إلى أف: >> الشخصية ىي التنظي الديناميكي في داخؿ الفرد لتمؾ التكوينات أواألجيزة النفسية الحسية التي تحدد طريقتو لتتكيؼ مع البيئة<<. في حيف يرى فالدمير بروب propp) (Vladimir أف الشخصية عب ار مستقال بذاتو و ىذا ما أثاره في كتابو ( مرفولوجية الخ ارفة( الذي درس فيو الخ ارفة الشعبية وتحدث عف وظيفة الشخصية '' بأنيا قيمة ثابتة''. أما توماتشفكي فقد استغنى عف الشخصية خاصة ما يتعمؽ بالبطؿ و قمة فعاليتو في المتف الحكائي الذي يمثؿ مجموعة الحوافز فالبطؿ عنده يقتصر دوره في الربط بيف ىذه الحوافز. و مف جية أخرى يعد فيميب ىاموف hamon) (Philippe مف أى المنظريف السيميائيف الذيف أولوا اىتماما خاصا بيذا المكوف الروائي فكانت مقاربتو خالصة لجميع البحوث البنيوية و السيميائية التي تطرقت إلى ىذا العنصر بالدرس و التحميؿ و لما وفرتو مف وسائؿ إج ارئية و خطوات منيجية دقيقة. ينظر: حسف األشم الشخصية الروائية عند خميفة حسف مصطفى مجمس الثقافة العم القاىرة )د ط( 2006 ص.40 39 38 ينظر: فالديمير بروب مرفولوجية الخ ارفة تر: اب ارىي الخطيب الشركة المغاربية لمناشريف المتحديف الدار البيضاء ط 1 1996 ص 34. ينظر: العممي مسعودي الفضاء المتخيؿ و التاريخ في رواية كتاب األمير مسالؾ أبواب الحديد لواسيني األعرج )د ارسة بنيوية( إش ارؼ: دجمولي العيد مذكرة ماجستير في األدب الج ازئري المعاصر جامعة ورقمة 2010 ص 165.
و الشخصية في نظره ليست مقولة أدبية و ال معطى جماليا مؤسس سمفا حددىا وفؽ منطمقات لسانية بحتة إذ يعتبرىا عالمة تتقاطع في أمور كثيرة مع العالمات المسانية كونيا داال و مدلوال و مف ث ينطبؽ عمييا ما ينطبؽ عمى ىذه األخيرة و سعى إلىإب ارز وظيفتيا و طريقة بنائيا و رصد العالقات تعمؿ عمى تجمية مدلوليا. و إذا ما عدنا إلى مدونة البحث فإننا نجد شخصياتيا تتنوع عمى محوريف اثنيف محور الشخصيات الرئيسية أو المحورية و محور الشخصيات الثانوية و ىو ما سنحاوؿ مقاربتو في العنصر الموالي. : ىي التي تقو بدور أساسي وبارز في.1 السرد وسير األحداث و دفعيا إلىاألما. و يرى بعض الباحثيف أف تحديد الشخصية المحورية يعتمد عؿ أساسيف: األوؿ: كمي يعتمد عمى كثافة ظيور الشخصية في السرد و األحداث. و الثاني:نوعي يعتمد عمى أىمية الدور الذي تقو بو الشخصية في بناء الحدث و تطوره. ينظر: بشير عبد العالي تحميؿ الخطاب السردي و الشعري منشز ارت مخبر عادات و أشكاؿ التعبير الشعبي بالج ازئر دار الغرب لمنشر و التوزيع )د ط( ص 53 54. عبد الرحماف محمد محمود الجبوري بناء الرواية عند حسف مطمؾ ص 91.
.الشخصيات الرئيسية األساسية: و تتمثؿ في شخصيتيف أساسيتيف ىما: شخصية عبد الغني رئيس الكتيبة األولى لمناحية األولى وىو عصب الرواية و محركيا و ىو رمز لمكفاح و المثابرة و الروح الطيبة و ىو مف منطقة ( مف مسيردة) كأنؾ ال تعم يا أخي اني مف منطقة "بوحفاظ" و إني ) ( بوحفاظ(. أعرؼ كؿ نواحي مسيردة و لكف عممي بيذه الجية أكثر و أعمؽ(. عبد الغني ىو نفسو محمد مرتاض الكاتب ألنيما مف نفس المنطقة و يتحدث بمسانو ىو رئيس ىادئ و معطاء متواضع حيث تظير فيو عالمات النيؿ عند اتخاذ الق ار ارت فالييدا لو باؿ حتى يعرؼ ما أري ضباطو و أتباعو و ىذا يظير عندما قر ار شؽ المغارة فم يتخذ ق ار ار حاسما بؿ شاورى في األمر ( ابتس عبد الغني في ىدوء و أشا ارلى الضباط اآلخريف لإلفصاح بما عندى(. مشاركة جنوده لمعمؿ رغ مكانتو و ت أرسو عميي ( تقد عبد الغني و األخضر و ثبتا معولييا في أسفؿ الضفة الشرقية لموادي و ىما منتشياف ث صار الجنود يتوافدوف )4( عمييما تباعا لمواصمة العمؿ(. ) ( حسف بح اروي بنية الشكؿ الروائي ص 132. ناحية مف نواحي مسيردة محاذية لمحدود المغربية الج ازئرية و ىي منطقة غنية بمزروعاتيا و حقوليا الخصبة و كانت منذ سنيف مموال كبي ار لممناطؽ المجاورة ليا بقمحيا الميف الصافي. محمد مرتاض وادي األس ارر ص 23. المصدر نفسو ص 41. )4( المصدر نفسو ص 45.
لو مكانة كبيرة في نفوس جنوده فعند ق ارر إرساؿ التعزي ازت و مف ضمنيا عبد الغني ل يستسيغوه )...ذاع الخبر نزؿ عمى الجند كالصاعقة...عبد الغني يترؾ الكتيبة بعد أف الفوه و استأنسو بأبوتو لي أكثر مف سنة (. ىو رمز لمصبر و التضحية و التجمد ( عبد الغني كاف و ماي ازؿ يعاني مف آثار ج ارح في قدمو ناتج عف شظية مدفع مف عيار 145 لكنو أبىأف يتطير بالت ارب أو الحجر...(. أما الشخصية الثانية فيي اربح حارس الحدود و الخبير بكؿ أس ارر المنطقة و العمي بالبيئة الجغ ارفية مف )عجرود( إلى )عصفور( و ىو كما وصفو الكاتب)رجؿ مفتوؿ العضالت طويؿ القامة عزير الشاربيف عريض المنكبيف(. محافظ عمى عممو باستبساؿ ويدؿ عمى ذلؾ اعت ارؼ الميمود ( كاف ىذا الجاف- يقصد اربح- )4( في انتظاري ليمسؾ بي عنوة و يشد وثاقي بحبؿ متيف(. و ىذا عندما اخترؽ األسالؾ الشائكة فا ار إلى بستاف الوادي فأمسكو اربح. محمد مرتاض وادي األس ارر ص 66. المصدر نفسو ص 31. المصدر نفسو ص 38. )4( المصدر نفسو ص 75.
حافظ لكتاب اهلل ( القرآف الكري(: ( ل يؾ في حاجة إلىأف يض إلى ىذه الصحؼ المصحؼ الشريؼ باعتبار أنو كاف يحممو في صدره فيو نفسو مصحؼ لكنو متنقؿ(. اربح معروؼ بروحو المرحة و تعابيره الموزونة الدقيقة قاؿ في رده عمى رئيسو ( عمر الشاقي باؽ لقد عافني الحما و نبذني المنوف و كرىتني األلغا و لكف ىؿ مف حقي أف أسألكما عف ىذه الوقفة التأممية(. ىذا جزء مف م ازحو.تقاريره ليس بعدىا زيادة ( تقاريره تتس بالحدية و الجدية و الغ اربة أحيانا(. مواظب عمى عممو ال تفوتو فائتة )ظؿ اربح ي ارقب الطائرة االستكشافية و يضبط ساعتو اليدوية عمى ظيورىا في الجو بيذه الجية: تصؿ كؿ يو التاسعة إال ربع صباحا و قد تتقد أو تتأخر عف ىذا التوقيت بدقيقتيف أو ثالث ليس أكثر...لمدة )4( شير الحقيا م ارقبا موعدىا...(. و عمى الرغ مف أىمية الشخصيات المذكورة إالأنيا تبقى في أمس الحاجة إلى شخصيات أخرى تدعميا تتمثؿ في الشخصيات المساعدة الرئيسية. محمد مرتاض وادي األس ارر ص 53. المصدر نفسو ص 27. المصدر نفسو ص 24. )4( المصدر نفسو ص 62.
ب. الشخصيات الرئيسية المساعدة: نجد شخصيتيف في الرواية أما الشخصية األولى فيي شخصية عثماف رئيس الناحية األولى ( بعد اطالع رئيس المنطقة عمى فحوى الخطاب فكر مميا و التز الصمت مدة ث ر أى أف الجواب الخطي ال يغني و أنو مف األفضألف يتوجو بنفسو إلى عبد الغني كي يطمع عمى تفاصيؿ أكثر و يتدارس األمر معو مف مختمؼ جوانبو المحتممة...(. فيو شخصية تتس بالتواضع و التفكير في اآلخريف ( ال عميؾ يا عمي صالح...إني شخصيا الفت أنأشارؾ الجنود طعامي و أصيب لقمتي في وسطي و ال آخذ شيئا أوأتناولو قبمي و ال أتنافس معي في السبؽ إال في المعارؾ(. و ىي شخصية محافظة عمى أداء الصموات رغ الظروؼ ( في ىذه الظروؼ الجوية استيقظ القائداف مبكريف كدأبيما)...( و أديا صالة الصبح جمعا(. و ىو تنشيط دؤوب في عممو دائ الم ارقبة) بعد بضعة ايا مف الشروع في ىذه )4( العممية أقبؿ عثماف لتفقد الكتيبة يرو اختبارىا(. يكف الجميع ليذه الشخصية كؿ الحب و االحت ار ( توقفت الضربات السحرية التي كانت تتوالى في جمالية فاتنة و محمد مرتاض وادي األس ارر ص 22. المصدر نفسو ص 32. المصدر نفسو ص 31. )4( المصدر نفسو ص 52.
أخرست األلسنة التي كانت تشجع و تتأثر و عثماف يمج المخبأ...و لى كؿ مف كاف بداخمو و جيو نحوه محيا إياه بالتحية العسكرية المألوفة تأثر ليذه الطاعة و ليذا االنسجا فسارع إلى رد التحية بأحسف منيا ث ىش و بش في وجوىي (. أما الشخصية الثانية فيي شخصية محمد كاتب الكتيبة) إنو شاب مف فوالذ...حتى رئيس األركاف العامةأثنى عمى إنشائو و شده أسموبو الذي بالرغ مف طابعو الواقعي فإنو ل يخؿ مف سالسة مثمما قاؿ و إف كنت ال افقو شيئا مما يرمى إليو...بيد أني أخشى أف يضمو إلى ىيئة التحرير التابعة لو فنفقد شابا مجدا و متمرسا في كتابة مثؿ ىذه التقارير(. يركز السارد في تقديمو ليذه الشخصية عمى سمات الرقة و التضحية )لقد تطوع مف تمقاء نفسو بعد رجوعنا أمس مف المعركة الشرسة )...( أبىإال يقو بنقؿ جثة الشييد )سعيد( )...( سير بنفسو عمى موا ارتو الت ارب و ق ارءة سورة )يس( عمى روحو الطاىرة و بقائو مدة إ ازء ضريحو يناجيو(. التواضع و عد الترفع لكونو مثقفا دارسا فقد تطوع لح ارسة المركز و ىذا ما ل يستسغو القائد ( يجب أف يعفى مف الح ارسة فو ار و بصورة نيائية و ليترؾ لعممو الديواني...إف ثورتنا بحاجة إلى )4( أمثالو مف المثقفيف(. محمد مرتاض وادي األس ارر ص 54. المصدر نفسو ص 26. المصدر نفسو 26. )4( المصدر نفسو ص 25.
تطوع ىذه الشخصية الفذة لتعمي المجاىديف ( عممت انو يدرس المجاىديف التاريخ و التربية اإلسالمية و يؤمي في الصموات المكتوبة(. و يحاوؿ أف يمقني مبادئ اإلسال السمحة و يزودى بالقي النبيمة و مف سمات ىذه الشخصية أيضا الطيبة و كتماف األس ارر فم يجد األخضر أحد يأتمنو عمى سره وسوى محمد )...و ل يكشؼ عنيا إال لكاتب الكتيبة محمد الذي كاف يمغي في نفسو طيبة و يرى في صدره بئر إلخفاءأس ارره(. ث : و ىي الشخصيات التي تكوف أدوارىا أقؿ أىمية و كثافة.2 مف الشخصيات المحورية. ىناؾ ست شخصيات ثانوية أوليماألخضر و ىو أحد ضباط الكتيبة يعاني مف فر اؽ زوجو و طفميو ( ارح التفكير باألخضر بعيدا وذاكرتو تتسمر عمى زوجو الغضة الشباب التي ودعيا )...( و ىو يعدىا باألوبة القريبة و الظفر العاجؿ... ادكر معيا نجميو الحبيبيف)...( كاف يدخؿ يده في جيبو ليخرج منو الصورة...ك ضبط و )4 ( ىو يحدؽ إلييا فيسارع إلىإخفائيا مجددا(. و تمتاز ىذه الشخصية بالقوة و محمد مرتاض وادي األس ارر ص 26. المصدر نفسو ص 37. عبد الرحماف محمد محمود الجبوري بناء الرواية ص 108. )4( محمد مرتاض وادي األس ارر ص 37.
الصالبة )ظؿ األخضر ىو ومجموعة صغيرة معو مواظبيف عمى عممي ال يثنيي صقيع و ال يعيقي صيب(. توفي األخضر بمغ ليمة كاف ينقب الطريؽ لعبد الغني و رفقائو ليرحموا و قد ترؾ ف ارغا رىيبا و ارءه )كاف القدر في انتظاره...ل بشعر إخوانيإال و سنا لغ يضئ المكاف قبؿ أف يحدث دويا رىيبا تناثرت وسط لييبو أشالء ىذا الرجؿ المبتس أبدا رغ اإلحف و المحف...كانت ليمة تعيسة ال تنسى...(. ثانيي عمر أحد ضباط الكتيبة ىو بيف الضباط الذيف يستشيرى القائد في أمور الكتيبة )نادي األخضر و عمر احمد ليستشيرى في األمر بؿ ليستشيرى بآ ارئي في كيفية الظفر بمبتغاه و ما عز عميو(. ومف صفات ىذه الشخصية االت ازف و التوسط في ال أري فقد أجاب بإجابة ال معارضة و ال مؤيدة عندما سألو القائد عف أريو )... أريي ىو أري األخضر و لكف األمر الذي عزمت عمى تنفيذه ىو أيضا موصؿ إلى )4( سبيؿ نجاح الثورة...ث إف الجياد أنماط بال ريب(. محمد مرتاض وادي األس ارر ص 60. المصدر نفسو ص 83. المصدر نفسو ص 16. )4( المصدر نفسو ص 41.
أما أحمد و ىوأيضا أحد ضباط الكتيبة تأثر بفقداف صديقو األخضر فقد )...بعد أف أكبر مؤازر لو ومواس و ىو األخض أرو شؾ الشؤ أف يصيبو في شؽ ىذه المغارة. رمز لممرحو الفكاىة ( كاف عمي و احمد يرقصاف عمى ىذه األنغا رقصة ''لعالوي'' الشييرة في الناحية الغربية(. و ىناؾ أيضا شخصية العباس و ىو رمز السرعة و األمانة ألنو يوصؿ الرسائؿ بيف الكتيبة و الناحية التابعة ليا )سم محمد الرسالة إلىالعباس الذي دأب عمى تأدية ىذه الخدمة بصورة سريعة...ربط سيوؿ حذائو بصالبة و متانة ث ارح يشؽ وعور الجباؿ و يتزحمؽ مع منحد ارت الشعاب و األودية(. وأيضا شخصية سميماف خميفة عبد الغني الشخصية السمبية منذ قدومو و ىو يتكبر عمى الجنود و يتظاىر بمعرفة كؿ شيء ( سميماف مف النوع الذي يدخؿ انفو في كؿ شيء وىو مف الصنؼ الذي يحاوؿ التظاىر دائما بمظير المتبصر الواعي بالفتيؿ )4( و القطمير..(. محمد مرتاض وادي األس ارر ص. 99. المصدر نفسو ص 52. المصدر نفسو ص 22. )4( المصدر نفسو ص 87.
ميمتو التفرقة بيف المجاىديف ( ارح يحك قبضتو الحديدية يتوعد ىذا و ييدد ذاؾ...يتدخؿ في التفاىات التي ال تخصو محاوال أف يفرؽ بيف المرء و أخيو و كاد ينجح في رسالتو(. أنو رمز شفيؼ لمخيانة خاف أبناء وطنو حيف فضح سرى لمعدو. سادسي صالح الذي صار طاىي القيوة بعد أنأصيب في أحد المعارؾ )كاف صالح قد أجج التنور مف نحو ساعتيف ووضع فوقو قد ار ممئي بالماء و تركو يسخف في تصاعد بخاره و إيذانا بوضع البف فيو...(. و ىذه الشخصية بما ىو فيو و يأمؿ في العودة إلى المعارؾ ( أمنيتيأنأشارؾ في المعركة بؿ في المعارؾ مف جديد أودأنأذوب ىذا الجميد الذي يكتنؼ جسمي... أريدأف أعبؽ خيشمي بروائح البارود(. و قد أصيب في معارؾ عدة و لو عدة أعطاب في جسمو لكنو غير ارض بيا و رغما عنيا يريد مواصمة الكفاح بالسالح )أما الصحة فمف اكتسبيا ألني كما ترى نحيؼ قصير منذ أف ولدت و أما الجرح فقد الفتو إني واياه صنواف أف ابتعدت أنا عنو سارع ىو بالدنو مني...رصاصة في ال أرس يقاؿ إنيا لف تخرج أبداأو ستخرج محمد مرتاض وادي األس ارر ص 89. المصدر نفسو ص 31. المصدر نفسو ص 33.
بعد عشريف سنة...السبابة فقدتيا في أحد اليجومات و استعضتيا بالوسطى لإلجياز عمى األعداء...(. الشخصيات الثانوية المساعدة: و ىي اقؿ أىمية و حضور مف الشخصيات األخرى. لدينا في الرواية تسع شخصيات و ىي: عبد الحكي:جندي مف الكتيبة كاف يحب الحؽ و ال يسكت عف أريو حتى لقائد الكتيبة )كاف مف الصنؼ الذي ال يقوى عمى الصمت إ ازء الحؽ لذا رفع سبابتو فأذف لو بالحديث فقاؿ: انأأرىأف كؿ ما قمنا بو مف عمميات كاف لو األثر عمى نفوس أعدائنا بصورة أوبأخرى(. األخوات المجاىدات: اربحة الصافية فاتحة اشتركف في محنة واحد و ىي غياب أزواجيف عنيف لخدمة الوطف فأبيف ىف إالأف يخدمف الثورة في المجاىديف ( غسيؿ الثياب... التزويد بالطعا...إيصاؿ البريد إلى مسافات )4( بعيدة...معالجة المرضى بمختمؼ النباتات الطبية...سقي الماء...(. المغنوي و عبد السال: جندياف في كتيبة عبد الغني يتسماف بالبسالة و الشجاعة في الكفاح ففي أحد الخرجات ( المغنوي يغمؼ نفسو بنباتات...و محمد مرتاض وادي األس ارر ص 33. عبد الرحماف محمد محمود الجبوري بناء الرواية عند حسف مطمؾ ص 111. محمد مرتاض وادي األس ارر ص 36. )4( المصدر نفسو ص 42.