مقدمة الكتاب
]8[ ريادة األعمال
]9[ المقدمة مقدمة الكتاب سعت جامعة القاهرة بدأب وطموح وبجهود أبنائها المخلصين من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والعاملين خالل السنوات القليلة الماضية بناء على رؤيتها وأهدافها االست ارتيجية لكى تصبح إحدى جامعات "الجيل الثالث" بالمعنى الواسع للمفهوم الذى يجمع بين التعليم والبحث العلمى واستغالل المعرفة فضال عن دورها فى إنتاج قيمة مضافة لالقتصاد الوطنى وكذلك تنمية فكر ريادة األعمال وادارة المشروعات والب ارمج التدريبية التى تؤهل لسوق العمل والتدريب على المشروعات اإلنتاجية الصغيرة وغير ذلك من السمات المميزة لجامعات الجيل الثالث بطبيعة ثقافية مصرية. وكان تطوير العقل المصرى وتغيير طر ائق التفكير لدى طالب الجامعة وبناء شخصياتهم وتكاملها ليصبحوا قادرين على تحمل مسئولياتهم وتحقيق ذواتهم واالرتقاء بوطنهم أحد أهم األهداف االست ارتيجية للجامعة وقد سلكت الجامعة ط ارئق عديدة لتحقيق هذا الهدف االست ارتيجى ومنها أن يدرس جميع طالب الجامعة مقررين د ارسيين ضمن متطلبات الجامعة وهما التفكير النقدى وريادة األعمال.. وبالفعل أنهى الطالب د ارسة مقرر التفكير النقدى وامتحانه خالل الفصل الد ارسى الثانى من العام الجامعى 2019-2018 وكانت تجربة ناجحة بكل المقاييس فيما يتعلق بمضمون المقرر وط ارئق التدريس والتقييم. فقد تم االمتحان -ألول مرة- فى جامعة القاهرة بنظام الكتاب المفتوح وجاء االمتحان لكى يقيس مها ارت التفكير النقدى لدى الطالب من خالل حلهم لبعض المشكالت والحاالت العملية التى شملها االمتحان. وكان رضا الطالب عن المقرر تدريسا وتقييما مميز ا. واستكماال لهذه المنظومة الفكرية الواعية لجامعة القاهرة جاء دور مقرر "ريادة األعمال" ليدرسه كل طالب كليات الجامعة لما لد ارسة هذا المقرر من أهمية نظرية وعملية. حيث أثبتت نتائج الد ارسات واألبحاث أن األف ارد الذين يدرسون ويتعلمون مقرر "ريادة األعمال" تزيد فرصتهم فى إنشاء وبدء مشروعاتهم الريادية وتسهم في استم ارريتها بنجاح بمقدار من 3 4 أضعاف ما يحققه أق ارنهم الذين يبدأون مشروعاتهم بدون هذه الد ارسة كما يحققون أرباح ا تفوق نظ ارءهم الذين لم يدرسوا ويتعلموا هذا المقرر بنسب تت اروح من 20-30 )2010 al.,.(hisrich et والجامعة بهذه الخطوة-تضع أبناءها على الطريق الصحيح من البداية وتجنبهم مخاطر فشل مشروعاتهم وفقد أموالهم وتضمن نجاحهم بما يعود عليهم بالنفع وعلى اقتصاد الدولة باإليجاب. وسوف تعزز جامعة القاهرة هذه المبادرة بإنشاء مركز لريادة األعمال أسوة بتجربة الكثير من الجامعات العالمية الحتضان أفكار طالبها المتميزين واخ ارج مشروعاتهم إلى النور ضمن رؤيتها لجامعة الجيل الثالث.
و أ ريادة األعمال ]10[ وثمة مجموعة من التساؤالت المنطقية التى قد تتبادر إلى ذهن الطالب الذى يدرس مقرر ريادة األعمالEntrepreneurship منها: ما المقصود بريادة األعمال وما أهميتها ل ارئد األعمال وما سبب االهتمام المت ازيد بها فى الدول المتقدمة والنامية على حد سواء وما دو رها فى اقتصاد الدولة حيث يعكس طرح هذه األسئلة واإلجابة عنها االهتمام المحلى والعالمى بموضوع ريادة األعمال من الجميع: سواء كانوا رواد أعمال أو جامعات أو هيئات مؤسسات رسمية حكومية أو غير حكومية. فإذا اخترت أن تكون ارئد أعمال فالبد أن تعرف أن السر يكمن فى كلمة ريادة األعمال والتى تعنى تقديم منتج أو خدمة أو فكرة إبداعية ارئدة ومتميزة لم يسبقك أحد إليها أى البد أن تكون فكرتك متميزة ومختلفة عن اآلخرين أي فكرة إبداعية أصيلة. فالقاعدة كما يقول أحد رواد األعمال البارزين "ال تبحث عن عمالء لمنتجاتك بل ابحث عن منتجات لعمالئك" حتى تستطيع أن تنفذ إلى السوق وتقف في مصاف رواد األعمال الكبار بل تنافسهم. فرواد األعمال نجحوا باألفكار ال باألموال.فهناك كثيرون من رجال األعمال بدأوا صغا ار مثلك وب أرسمال بسيط جدا لكنهم كانوا متميزين عن غيرهم ويمتلكون صفات وقد ارت ارئد األعمال المبدع ولذلك حققوا ثروات ونجاحات جعلت دولهم تنظر إليهم على أنهم أبطال وليسوا مجرد رواد أعمال. وسوف يتم فى صدر كل فصل من فصول الكتاب عرض قصة لمشروع ريادى بدأ بفكرة ارئدة وابداعية )سواء لرجل أو ام أره أو حتى طفل!( ثم تحول إلى شركة عظمى مع توضيح كيف وصل صاحبه بهذا المشروع إلى القمة وذلك تحت عنوان" تجارب من الحياة". والهدف من عرض سير هؤالء المبدعين فى هذا الكتاب هو التعلم منها واالقتداء بهم وسوف نتعلم جميعا من سير هؤالء قيمة العقل النقدى والتفكير اإلبداعى واالبتكار والدأب والصبر والمثابرة ومواصلة االتجاه إلنجاح أى عمل ريادى يمكن القيام به. ويرى كثير من الممارسين والخب ارء أن بدء مشروع ريادى يعد أمر ا سهال لكن الحفاظ على بقائه واستم ارره بنجاح هو األصعب واألكثر تحديا ل ارئد األعمال. ولتحقيق ذلك يدخل الكتاب بالدارس إلى عالم ريادة األعمال فى الفصل األول من خالل عرض المفاهيم األساسية لريادة األعمال ثم اإلجابة عن سؤال رئيس وهو : هل أصلح ألن أكون ارئد أعمال وذلك فى الفصل الثانى مع عرض عوامل نجاح أو فشل المشروع الريادى للتمسك بعوامل النجاح وتفادى مسببات الفشل بالطبع. أما الفصل الثالث فيدور حول أنواع األعمال الريادية وأساليب وبدائل إنشائها واالستفادة منها كأفكار إبداعية.
]11[ المقدمة وي عنى الفصل ال اربع بأولى الخطوات العملية لتحويل الفكرة إلى مشروع وذلك من خالل توليد األفكار الريادية ود ارسة جدواها أما الفصل الخامس فيركز على إعداد الخطة االست ارتيجية / خطة األعمال للمشروع الريادى ثم يلى ذلك تأسيس وتجهيز المشروع الريادى للتشغيل وذلك فى الفصل السادس. ويتناول الفصل السابع متطلبات التحول من المشروع الصغير إلى مشروع كبير.حيث تساعد اإلدارة االحت ارفية فى إنجاح هذا المشروع بالتخطيط العلمى وتنظيم أنشطته وقيادة أف ارده والرقابة عليهم وكيفية تسويق منتجاته وتدبير احتياجاته المالية ويختتم الكتاب بملحق يشمل الجهات الداعمة للمشروعات الريادية في مصر منذ ظهورها كفكرة وحتى خروجها إلى السوق كمشروع ناجح إضافة إلى ملحق ثان للمواقع اإللكترونية للجهات المساعدة للمشروعات الصغيرة وملحق ثالث للمصطلحات والمفاهيم األساسية لمقرر ريادة األعمال. ونأمل -بإذن هللا- أن يحقق هذا المقرر الهدف المرجو الذى تم إعداده من أجله وهو غرس فكر ريادة األعمال في نفوس أبنائنا الطالب بوصفه توجها عصريا يعود بالنفع والفائدة على الجميع من أصحاب المشاريع الريادية بل الوطن بأسره. كما يظل مشروع هذا الكتاب مكمال لدوائر اإلبداع والتفوق والقدرة على االبتكار التي حققها مشروع التفكير النقدى ليكون من حق طالب جامعة القاهرة أن يدركوا تميزهم من خالل انتمائهم ألعرق الجامعات المصرية وهى تهيئ لهم فرص التفاعل مع طبيعة المرحلة وايقاع الفترة ورؤى المستقبل.