دراسات تربوية ونفسية )جملة كلية الرتبية ابلزقازيق( العدد )28( )اجلزء األول( يناير 8102 الواقع والتحديات د.غازي عنيزان الرشيدي كلية الرتبية- جامعة الكويت امللخص: إمياان أبمهية الدور احليوي الذي يؤديه التعليم يف تنمية الفرد واجملتمع حرص كثري من األنظمة التعليمية على تطوير جهازها التعليمي ورفع كفاءة مدارسها وفاعليتها. وتعددت مبادرات التغيري والتطوير الرتبوي... ومن املبادرات اجلديرة ابهتمام الباحثني تلك اليت قامت هبا دولة قطر حتت اسم: "" واليت أعلن فيها عن إنشاء املدارس املستقلة هناك. وارتكزت تلك املبادرة على مبادئ أربعة هي: االستقاللية واحملاسبية والتنوع واالختيار. وبناء على هذه املبادرة جرى حتويل املدارس احلكومية إىل مدارس مستقلة تتمتع بكثري من االستقاللية يف الصالحيات ودعمت بكثري من املوارد البشرية املادية والفنية واملالية وقد جرى حتويل املدارس احلكومية إىل مستقلة على مدى سبع سنوات. وتسعى هذه الدراسة إىل: التعرف على واقع هذه مبادرة فضال عن حتديد التحدايت اليت تعرتض مسريهتا. واعتمدت الدراسة على املنهج النوعي يف مجع املعلومات وحتليلها واستخدمت املقابلة شبه املفتوحة كأداة جلمع املعلومات وتنوعت املقابالت ما بني مقابالت فردية وأخرى مجاعية. وكشفت الدراسة عن الرتاجع الواضح عن مبادئ املبادرة وأن عملية إدارة هذا التغيري اجلذري يف نظام التعليم القطري تعاين من حتدايت عدة من أبرزها كان ضعف مستوى بعض القيادات املدرسية وضعف إدارة عملية التغيري. وأن فهم عملية التغيري حيتاج فرتة زمنية كافية وممارسة للربانمج -01-
د. غازي عنيزان الرشيدي املطبق حىت ميكن استيعاب أهدافه وغاايته وقد ال يتحقق هذا التجديد لكثري من املتعاملني معه حىت ولو بعد حني. فتغيري الثقافة حيتاج وقتا وصربا وكان من شأن السري حبذر يف تطبيق االستقاللية يف املدارس القطرية أن يعطي فرصة للمجتمع للتكيف مع هذا التغيري. الكلمات املفتاحية: مبادرة تطوير التعليم- دولة قطر The Initiative for Developing Education in the State of Qatar : The Status Quo and Challenges Abstract: Based on the vital role performed by education for developing the individual and society, many educational systems cared for developing their educational ones and enhancing the efficiency of schools. Hence a large number of initiatives emerged and one of them that caught the interest of researchers is that postulated by the State of Qatar under the title The Initiative for Developing Education in the State of Qatar in which the establishment of independent schools was announced. This initiative is based on four principles : independency, accountability, diversity and choice. Accordingly, governmental schools were changed into independent ones having more independency and supported by human resources, financial and technical support. The transformation of existing schools into independent ones occurred in the course of seven years. The current study seeks to investigate the essence of this initiative and determine the challenges facing it. The qualitative research method was used in collecting and analyzing data. The semi open interviews were employed both individually and collectively. The study revealed a clear retreat in the principles of the initiative and the management of this change suffers from several challenges particularly the weak standards of some school leaders and the weak management of change. Moreover, understanding the process of change needs sufficient -02-
دراسات تربوية ونفسية )جملة كلية الرتبية ابلزقازيق( العدد )28( )اجلزء األول( يناير 8102 time and a practice of the program to comprehend its aims and purposes. This innovation may not occur for many of those concerned because changing culture needs time. Moving cautiously while applying independency in Qatari schools can provide the State of Qatar a chance to adapt with this change. Keywords: Initiative for Developing Education - State of Qatar املقدمة: التعليم هو حجر الزاوية يف هنضة األمم والشعوب ورقيها وللتعليم اجليد دور كبري يف نقل عناصر ثقافة اجملتمع كالدين والعادات والتقاليد وغريها من جيل إىل آخر. و"التعليم اجليد يف املرحلة االبتدائية ال تكمن أمهيته فقط يف معرفة التالميذ املهارات األساسية ولكن هذا التعليم اجليد ميكن التالميذ من التعلم بشكل أسرع وأكثر فاعلية يف أثناء انتقاهلم من مرحلة تعليمية إىل املرحلة اليت تليها" (2008) McNally.Machine and والدراسات اليت تبني وتظهر فائدة وأمهية التعليم اجليد ابلنسبة للفرد واجملتمع كثرية ومتنوعة فهناك دراسات أظهرت دور التعليم يف اخنفاض مستوى العنف,(2001) Moretti Lochner&.Feinstein (2002) وهناك دراسات كشفت عن دور التعليم يف ارتفاع املستوى الصحي. وللتعليم دور واضح يف نشر التسامح يف اجملتمع وتقبل اآلخرين واحرتام الرأي اآلخر Keime كما أن من أهم األدوار اليت ميكن أن يؤديها التعليم اجليد هو تدريب الذهن والرتكيز يف العملية التعليمية على مهارات التفكري العليا. فاهلدف من الرتبية هو أهنا تدرب الفرد كيف يفكر ويصنع قراراه بنفسه فإذا استطاع أن يكون صاحب تفكري نقدي Critical thinker فهذا سيخوله احلصول على فهم أفضل للعامل من حوله وسيوفر له ارتباطا حقيقيا هبذا العامل (2009).Turner -01-
د. غازي عنيزان الرشيدي وإمياان أبمهية الدور احليوي الذي يؤديه التعليم يف تنمية الفرد واجملتمع حرص كثري من األنظمة التعليمية على تطوير جهازها التعليمي ورفع كفاءة مدارسها وفاعليتها. وتعددت مبادرات التغيري والتطوير الرتبوي حول العامل بتغري أهدافها والرؤى اليت تقوم عليها... ومن املبادرات اجلديرة ابهتمام الباحثني هي تلك اليت قامت هبا دولة قطر حتت اسم: "مبادرة تطوير التعليم يف دولة قطر" واليت أعلن فيها عن إنشاء املدارس املستقلة هناك. وارتكزت تلك املبادرة على مبادئ أربعة هي: االستقاللية واحملاسبية والتنوع واالختيار. وبناء على هذه املبادرة جرى حتويل املدارس احلكومية إىل مدارس مستقلة تتمتع بكثري من االستقاللية يف الصالحيات ودعمت بكثري من املوارد البشرية املادية والفنية واملالية وقد جرى حتويل املدارس احلكومية إىل مستقلة على مدى سبع سنوات وهذا ما يوضحه اجلدول التايل: جدول )1( عدد املدارس احلكومية اليت حتولت إىل مدارس مستقلة موزعة على األعوام الدراسة 4002/4002 إىل 4011/4010 العام الدراسي الفوج عدد املدارس احلكومية اليت حتولت إىل مستقلة 24 4002-4002 األول 42 4002-4002 الثاين 21 4002-4002 الثالث 22 4002-4002 الرابع 22 4002-4002 اخلامس -81-
دراسات تربوية ونفسية )جملة كلية الرتبية ابلزقازيق( العدد )28( )اجلزء األول( يناير 8102 42 4020-4002 السادس 22 4022-4020 السابع 222 اجملموع وترمي الدراسة احلالية إىل فحص وحتليل واقع "مبادرة كثري من اجلوانب املتعلقة هبذه املبادرة. تطوير التعليم يف دولة قطر" وتعرف الدراسات السابقة: إن جهود اإلصالح الرتبوي واملدرسي املتمثلة إبعطاء املدارس واستقاللية أكرب يف إدارة شئوهنا الفنية واإلدارية واملالية قد خضعت لكثري من اجلهد البحثي اهلادف إىل التعرف على جوانب هذه االستقاللية وكيفية تطبيقها ومدى أتثريها على النظام الرتبوي. Levacic (1995) دراسة هدفت هذه الدراسة إىل قياس أثر اإلدارة الذاتية للمدرسة واستقالليتها (SBM) يف إجياد قيم مشرتكة بني املعلمني ويف التعامل مع املصادر املادية غري التدريسية اليت تستخدم لدعم العملية التعليمية. وقد أجريت الدراسة يف 22 مدرسة يف اململكة املتحدة وأظهرت نتائجها أن استقاللية املدرسة مل تكن كافية لضمان وجود هذه القيم املشرتكة بني املعلمني وأظهرت نتائج الدراسة أن هذه االستقاللية كان هلا دور يف التحفيز للوصول إىل هذه القيم املشرتكة بني املعلمني وإىل إتباعهم طرق تدريس مشرتكة وإىل استعماهلم املصادر املتاحة بفاعلية أكرب. -80-
د. غازي عنيزان الرشيدي Bryk, et al (1998) دراسة أوضحت الدراسة أن هناك أربعة عناصر لإلصالح اخلارجي للبنية التحتية للتعليم وهي احلفاظ على الالمركزية وبناء قدرات ذاتية داخلية وإنشاء حماسبية خارجية صارمة وإجياد مدخل حتفيزي للتطوير واالبتكار. Briggs and Wahlstetter (2003) دراسة تناولت هذه الدراسة العناصر الرئيسة يف جناح إسرتاتيجية املدارس املستقلة مؤكدة أن االستقاللية كانت تعد منذ الستينيات اإلصالح األشهر على مستوى املنظومة التعليمية يف الوالايت املتحدة حيث استخدمت كمحرك لتطوير أداء املدارس فاستخدمت من قبل إدارات التعليم لزايدة حماسبية املدارس واستخدمت من قبل جمالس إدارات املدارس لزايدة حتصيل الطالب ومن قبل اإلدارات املركزية لزايدة فاعلية اإلداريني ومن قبل احتادات املعلمني إلعطاء املعلمني صالحيات أكرب ومن قبل أفراد اجملتمع لزايدة إشراك أولياء األمور. Gamage and Sooksomchitra دراسة) 4002 ( لقد سعت هذه الدراسة إىل تعرف رأى أعضاء جمالس إدارات املدارس يف ابنكوك واملناطق احمليطة هبا حول الالمركزية اليت طبقت هناك حيث وزعت استبانة على 2000 شخص من هؤالء فضال عن إجراء مقابالت مع 22 منهم. وأظهرت النتائج أتييدا واسعا بني مديري املدارس وأعضاء جمالسها لإلصالح الذي حدث ومع ذلك فقد كشفت الدراسة عن وجود حاجة متزايدة لتدريب هؤالء على منط اإلدارة والقيادة الرتبوية. -88-
دراسات تربوية ونفسية )جملة كلية الرتبية ابلزقازيق( العدد )28( )اجلزء األول( يناير 8102 Lam (2006) دراسة تناولت هذه الدراسة ردة الفعل احمللية جتاه استقاللية املدارس يف هونج كونج هبدف التعرف على وجهات نظر معلمي املرحلة الثانوية يف استقاللية املدرسة من حيث التغري يف دور املعلمني واألنشطة اليت يقيمها جملس أولياء األمور والتحدايت اليت تواجه مديري املدارس. واستخدمت الدراسة األسلوب النوعي يف مجع املعلومات حيث أجريت مقابلة مع ستة من املعلمني. وأظهرت النتائج أن هناك تغريا يف أدوار املعلمني عند تطبيق االستقاللية فصاروا أكثر مشاركة يف اختاذ ا لقرارات يف املدرسة كما زادت مسئولياهتم والعبء الدراسي عليهم فضال عن زايدة املراقبة واحملاسبة على أدائهم وأظهرت الدراسة أن أكرب التحدايت اليت تواجه مديري املدارس هي: زايدة احملاسبية وكيفية زايدة حتصيل الطالب الدراسي والتوزيع العادل للمصادر يف املدرسة. Vernez, et al (2012) دراسة تناولت الدراسة جتربة تطبيق استقاللية املدارس يف اندونيسيا هبدف التعرف على العوامل املرتبطة بنجاح هذا النوع من اإلصالح الرتبوي وقياس أثره يف التحصيل الدراسي بعد مرور مثاين سنوات من التطبيق واستخدمت طرقا نوعية وكمية يف مجع املعلومات. وتوصلت الدراسة إىل ما يلي: School- 2- استقاللية املدرسة كانت عامال حامسا للتطبيق ملفهوم اإلدارة الذاتية الناجح based management حيث إن معظم املديرين يعتقدون أهنم متتعوا ابالستقاللية يفكيفية تشغيل املدرسة وإدارهتا ويف القضااي املالية ويف الربامج والقرارات املتعلقة بطرق التدريس وإن قال كثري منهم: إهنم مل يستفيدوا من هذه االستقاللية كما أن املناطق التعليمية استمرت يف التأثري بقوة- يف سياسات املدرسة واألمور التشغيلية فيها. -82-
د. غازي عنيزان الرشيدي 4- فهم مدير املدرسة لالستقاللية كان أمرا مهما حيث أثبتت الدراسة أن املديؤين واملعلمني وأعضاء جمالس املدارس كان عندهم فهم يسري ملفهوم االستقاللية. 1- أكثر من نصف املديرين قالوا: إهنم إما مل يتقلوا تدريبات بشأن االستقاللية يف السنة املاضية أو أهنم وجدوا أن هذه التدريبات مل تكن كافية ومن مث مل يكونوا مهيئني يف النواحي املتعلقة ابملهارات القيادية. 2- أتثري أولياء األمور يف شئون املدرسة مل يكن كبريا والدعم املايل املقدم للمدرسة مل يكنكافيا. Bandur (2008) دراسة لقد كشفت هذه الدراسة أن سياسات وبرامج االستقاللية يف املدارس أوجدت بيئة تعليمية وتدريسية أفضل كما أظهرت احلاجة إىل وجود تنمية مهنية مستمرة وإىل بناء قدرات يف اإلدارة والقيادة املدرسية وأن زايدة الدعم املايل للمدارس كان أمرا مطلواب إلحداث حتسني أكرب يف كفاءة املدرسة يف أثناء تطبيق االستقاللية. Heyward, et al (2011) دراسة تناولت هذه الدراسة تقييم كفاءة االستقاللية يف مدارس إندونيسيا وأظهرت نتائجها أن االستقاللية كان هلا أتثري إجيايب يف تطوير اخلطط وإشراك أولياء األمور والشفافية كما كان هلا أتثري يف النظام ككل من خالل تبين هذا التدخل من قبل اآلخرين. Watson (2004) دراسة أوضحت هذه الدراسة أن أكثر من نصف أفراد العينة يرون أن االستقاللية كان هلا أتثري إجيايب يف حتسن البيئة التعليمية للطالب كما أاتحت للدعم املقدم للمدرسة أن يكون أكثر فاعلية وأعطت إمكانية أكرب للتنمية املهنية للمعلمني. -82-
دراسات تربوية ونفسية )جملة كلية الرتبية ابلزقازيق( العدد )28( )اجلزء األول( يناير 8102 كما رأى نصف املديرين أنه كان لالستقاللية أتثري جوهري أو متوسط يف حتسني املخرجات التعليمية واستقاللية املدارس كما رأى أفراد العينة أن استقاللية املدارسة حسنت بشكل متوسط- من صيانة املدارس واخلدمات داخل املدرسة. Ainley and McKenzie دراسة أوضحت هذه الدراسة أن الالمركزية يف املدارس يكون هلا أتثري أكرب إذا ما طبقت كجزء من حزمة من التغيريات حيث يكون للسلطة املركزية )وزارة الرتبية( املسئولية يف حتديد إطار املناهج ومراقبة األداء واجلودة. Au (2005) دراسة لقد انصب اهتمام هذه الدراسة حول ما إذا كان نظام االستقاللية يف "هونج كونج" انجحا منذ بداية تطبيقه عام كونج. 2222 حيث وزعت استبانه على عينة من 220 من املدارس الثانوية يف هونج وأظهرت النتائج أن العمل التعاوين بني املعلمني كان أحد نتائج االستقاللية كما أثبتت االستقاللية جناحها عند رؤساء األقسام يف تعزيز رؤيتهم وأدائهم مهامهم بكفاءة أكرب. أهداف الدراسة: تسعى هذه الدراسة إىل: التعرف على واقع. حتديد التحدايت اليت تعرتض مسرية املدارس املستقلة يف دولة قطر. -2-4 -82-
د. غازي عنيزان الرشيدي أسئلة الدراسة: من أجل حتقيق هديف البحث حددت مخسة أسئلة ترمي هذه الدراسة إىل اإلجابة عنها وهي: ما نوع احملاسبية اليت ختضع هلا املدارس املستقلة يف دولة قطر كيف تعاملت املدارس املستقلة مع معايري املناهج اليت وضعها اجمللس األعلى للتعليم ما مدى قدرة املعلم يف املدارس املستقلة على التكيف مع تدريس العلوم والرايضيات ابللغة -2-4 -1 اإلجنليزية ما السبب وراء تراجع مبادرة دولة قطر لتطوير التعليم ما التحدايت اليت تواجه املدارس املستقلة يف دولة قطر -2-2 منهجية الدراسة: اعتمدت الدراسة على املنهج النوعي يف مجع املعلومات وحتليلها واست خدمت املقابلة شبه املفتوحة كأداة جلمع املعلومات وتنوعت املقابالت ما بني مقابالت فردية وأخرى مجاعية حيث أجريت مقابالت فردية و 2 أخرى مجاعية. واحتوت عينة الدراسة على 42 شخصا ما بني مدير 2 مدرسة وانئب أكادميي )املدير املساعد( ومنسقي مواد وإداريني فضال عن "د. عبد العزيز احلر" وهو فضال عن كونه صاحب ترخيص سابق إلحدى املدارس املستقلة- من املتخصني يف الشأن الرتبوي والتعليمي يف دولة قطر. وضمت العينة كذلك- األستاذ "عادل السيد" املدير السابق هليئة التقييم يف اجمللس األعلى للتعليم. واستغرقت املقابالت حوايل 22 ساعة من الوقت. واجلدول التايل يوضح أمساء املدارس اليت متت زايرهتا وأ جريت املقابالت فيها والفوج الذي تنتمي إليه كل مدرسة. -82-
دراسات تربوية ونفسية )جملة كلية الرتبية ابلزقازيق( العدد )28( )اجلزء األول( يناير 8102 جدول )4( أمساء املدارس اليت متت زايرهتا وأ جريت املقابالت فيها والفوج الذي تنتمي إليه كل مدرسة رقم التسلسل اسم املدرسة الفوج الريموك اإلعدادية للبنني اخلوارزمي االبتدائية للبنات الدحيل النموذجية للبنني خليفة الثانوية للبنني رفيدة بنتكعب اإلعدادية للبنات علي بن أيب طالب اإلعدادية طارق بن زايدة الثانوية للبنني أروى بنت عبد املطلب الثانوية بنات األول الثاين الثالث الرابع الرابع اخلامس السادس السابع 2 4 1 2 2 2 2 2 عرض النتائج: السؤال األول: ما نوع احملاسبية التي ختضع هلا املدارس املستقلة يف دولة قطر اعتمدت على أربعة مبادئ منها اثنان يعدان اجلناحني الرئيسني هلذه املبادرة ومها: االستقاللية واحملاسبية. -81-
د. غازي عنيزان الرشيدي فأعطي للمدرسة املستقلة يف بداية املبادرة كثري من الصالحيات ويف الوقت نفسه كانت تقيم عن طريق جمموعة من اإلجراءات منها: التعرف على مستوى الطالب من خالل نتائج التقييم الرتبوي السنوي الشامل ونتائج تقييم املدارس من خالل التقييم الدوريكل ثالث سنوات. وس ئل أفراد العينة عن رأيهم يف احملاسبية اليت تتعرض هلا املدارس املستقلة يف قطر من قبل اجمللس األعلى للتعليم. وأوضحت نتائج املقابالت ما يلي: 2- هناك جهتان يف اجمللس األعلى للتعليم تتوليان التعاون يف مسالة حماسبة املدارس ومها: هيئة التقييم وهيئة التعليم. ويتمثل دور هيئة التقييم يف مجع املعلومات عن املدرسة وإبرازها وإظهارها ووضعها أمام متخذ القرار وأمام األهايل. وي فرتض أن تنتقل آليات احملاسبة إىل هيئة التعليم وتبدأ مبتابعة وحماسبة املدارس وقال )السيد(: إنه كان هناك مقرتح يرمي إىل إعطاء املدرسة اليت حتقق إجنازا حوافز واستقاللية أكرب وأن تلك اليت تعاين ضعفا توضع عليها رقابة أكرب ووصاية. النتائج 4- اخلاصة بتقييم الطالب السنوي وتقييم املدارس الدوري كانت تنشر على املأل وتنشر على صفحات الصحف اليومية وعلى صفحة موقع اجمللس األعلى للتعليم يف اإلنرتنت وكانت الفكرة من وراء هذه الشفافية العالية من ضمن جمموعة من األسباب هي أهنا ستعمل على توعية األهايل وأولياء األمور بواقع املستوى التعليمي للمدارس ومن مث ستجعلهم يشكلون ضغطا على املدارس لتحسني أدائها. نتائج املقابالت أظهرتر أن هناك عدة مستوايت للرقابة على املدارس املستقلة من قبل عدة -1 مكاتب تتبع هيئة التعليم ابجمللس األعلى للتعليم. -82-
دراسات تربوية ونفسية )جملة كلية الرتبية ابلزقازيق( العدد )28( )اجلزء األول( يناير 8102 ففي اجلانب املايل هناك مدقق شهري مير على املدرسة ويف اجلانب اإلداري هناك مستشار يقابل املديرة ويتابعها فيما خيص شئون املوظفني ويف األنشطة املنهجية وغري املنهجية 1 200 وقال )العيدان(: إن هناك مستشارا لكل 42 مدرسة وأحياان يوجد لكل مدرسة مستشارين. وهناك أخصائي للمعايري يزور املدرسة كل فصل دراسي مرة واحدة للتأكد من أن املدرسة تسري يف خطتها الدراسية ابلتوافق مع معايري املناهج. وقال )احلر(: "يف بداية املبادرة كانت هناك حماسبة حقيقية فالتنمية املهنية حتاسب وامليزانية حتاسب وكثري من اجلهات كانت حتاسب". أبدى بعض أفراد العينة مالحظات حول أداء هذه اجلهات الرقابية. ورأت )اخلليفي( مديرة -2 مدرسة الدحيل- أن مكتب املعايري وهيئة التعليم مل يكوان على كفاءة وأن من ق وبلوا يف مدرسة أروى الثانوية اشتكوا من ضعف التنسيق بني هيئات اجمللس األعلى ومن غلبة املالحظات السلبية على اإلجيابية من قبل أخصائية املعايري" أان ال أمدح فيك ألن هذا من مهام عملك". 2- أظهرت نتائج املقابالت أن احملاسبية يف مبادرة تطوير التعليم يف قطر هي حماسبية الدعم Accountability support وحماسبية التدخل Accountability intervention فاملدارس املستقلة كلها مع بداية املبادرة كانت حتصل على دعم فين فكانت املدارس تزود بفرق أجنبية للدعم وكانكل فريق عبارة عن 2 خرباء مقيمني يف املدرسة ملدة 22 شهرا. واتفق املقابلون على أن املدارس اليت تظهر تدنيا يف أدائها كان يتم دعمها وبعد ذلك يتم التدخل. -81-
د. غازي عنيزان الرشيدي وقال )السيد( مدير هيئة التقييم سابقا : "كانت احملاسبية تصل إىل حد توجيه إنذار بسحب الرتخيص وطلب تربير النتائج الضعيفة والطلب إىل صاحب الرتخيص أن يرفع النتائج السنة القادمة بنسبة من %20-2. ويف السنة األوىل يطلب إىل صاحب الرتخيص أن يضع خطته لتحسني وتطوير الوضع مث يعطي دعما يف السنة الثانية وتدخل هيئة التقييم يف آليات رقابية وتتعاون بذلك- مع هيئة التعليم وإذا مل يظهر حتسن يف أداء املدرسة يوجه لصاحب الرتخيص إنذار ولفت نظر... ويف كل ت سحب تراخيص ما بني 1-4 مدارس". وأكدت )اخلليفي( الدعم الذي كانت تتلقاه املدارس حيث رأت أن فرق الدعم الذي كانت تزود به املدارس كان حيدث توازان وزودت املدارس خبربات كانت حتتاجها ورأت أن هذه الفرق غريت الفكر األعوج الذي كان سائدا ". أظهرت نتائج املقابالت أن شكل احملاسبية قد تغري بدءا من الفوج الثالث أو الرابع عندما است غين عن فرق الدعم األجنبية وتقلصت حماسبية الدعم كما رأى بعضهم ومت التوسع يف سحب الرتاخيص من مديري املدارس فتوسعت حماسبية التدخل كما رأى بعضهم األخر. ورأت )اخلليفي( أن: "احملاسبة مل تكن واضحة يف بداية املبادرة ومل يضطر متخذ القرار إىل التوسع يف استخدامها أما اآلن فوعيد وهتديد". ويف هذه النقطة قال )احلر(: "إذا مل يتجاوب صاحب الرتخيص كان يسحب الرتخيص... ال يزال سحب الرتاخيص موجودا وبوترية أكرب حاليا ألن نوعية أصحاب الرتاخيص تغريت... يقول يل أحد املسئولني عن اختيار أصحاب الرتاخيص "اآلن خنتار أفضل السيئني". -21-
دراسات تربوية ونفسية )جملة كلية الرتبية ابلزقازيق( العدد )28( )اجلزء األول( يناير 8102 وخيتلف )السيد( مع )احلر( يف مسالة التوسع يف حماسبية التدخل حيث رأى أنه صار من الصعب التخلص من املدير القطري ألنه يف السابق كان مرتبطا بعقد أما اآلن فهو على قوة املوارد البشرية أي أنه معني يف الوزارة. وتوافقه الرأي )السويدي( مديرة مدرسة رفيدة بنت كعب- حيث قالت: إن حماسبية التدخل مل حتدث معنا مع أن املدرسة حصلت على تقدير مقبول يف التقييم الدوري. 2- رأى بعضهم أن تغري الصالحيات املعطاة للمدارس البد من أن يؤثر يف طبيعة احملاسبية اليت تتعرض هلا. واعرتض )املسلماين( مدير مدرسة علي بن أيب طالب من الفوج اخلامس- على التوسع يف مبدأ احملاسبية قائال : "كيف حتاسبين هيئة التقييم عن أمور أان ال أمتتع ابستقاللية للتصرف هبا... سابقا عندما كانت هناك استقاللية عالية كان املدير )شاد حيله( أما اآلن فتحاسبين على ماذا بعد سحب الصالحيات" 2- أفراد العينة من الفوج السابع يروا أن احملاسبية القائمة حاليا هي )حماسبية دعم(. وأوضحت )الذوادي( مديرة مدرسة أروى الثانوية- ذلك بقوهلا: "احملاسبية على ماذا وصالحية صاحب الرتخيص تقلصت فاحملاسبية هي حماسبية دعم والفوج السابع هو األكثر استقرارا ". السؤال الثاني: كيف تعاملت املدارس املستقلة مع معايري املناهج التي وضعها اجمللس األعلى للتعليم قامت مبادرة تطوير التعليم يف قطر على أربعة مبادئ أساسية أول هذه املبادئ كان مبدأ االستقاللية حيث ركز هذا املبدأ على إعطاء املدرسة استقاللية كبرية يف إدارة شئوهنا الفنية واإلدارية واملالية. -20-
د. غازي عنيزان الرشيدي وفيما يتعلق ابالستقاللية الفنية وضعت هيئة التعليم يف اجمللس األعلى للتعليم يف قطر معايري خاصة للمناهج فوضعت معايري ملناهج العلوم والرايضيات واللغات وماديت: الرتبية اإلسالمية واالجتماعيات وأعطى اجملال للمدارس لكي تتعامل مع هذه املعايري وفقا ملبدأ االستقاللية. وأكدت النتائج التي توافرت من خالل حتليل املقابالت التي أجريت مع أفراد العينة ما يلي: 2- أن املدارس املستقلة يف األفواج األوىل كانت هلا حرية عالية يف الكيفية اليت تراها مناسبة للتعامل مع هذه املعايري وتكرر هذا الرأي مع أفراد العينة من خمتلف األفواج. وقال )العيدان( مدير مدرسة الريموك من الفوج األول- :"يف السنة األوىل كانت يل مطلق الصالحية فأعددت كتبا ومصادر طبعتها... واحتج اجمللس األعلى على ذلك وقالوا البد من أن يبحث الطالب صحيحا من وجهة نظري". بنفسه- عن املعلومة ال أن تؤلف كتااب وهذا األمر مل يكن وأكدت )الدوسري( مديرة مدرسة اخلوارزمي من الفوج الثاين- هي وانئبتها أنه يف بداية املبادرة كان التعامل مع معايري املناهج يف يد صاحب الرتخيص ويرجع إىل أن اجتهادات كل مدرسة فكان املعلمون للمواد الدراسية... مع منسقي موادهم- جيتمعون وحيضرون لوضع مصادر وأضافت )الدوسري( قائلة: "كانت مصادر مادة اللغة العربية يف املدرسة اليت كنت أعمل فيها عبارة عن أرواق عمل ومالزم وكنت مستاءة وأول إجراء اختذته عندما صرت صاحبة ترخيص هو أنين تواصلت مع جامعة قطر ومع املختصني يف اللغة العربية وأعددت مصادر وكتااب يف منهج اللغة ا لعربية واعت مد منهجنا لكي يدرس يف مدارس الدولة." -28-
دراسات تربوية ونفسية )جملة كلية الرتبية ابلزقازيق( العدد )28( )اجلزء األول( يناير 8102 ورأت )اخلليفي( مديرة مدرسة الدحيل من الفوج الثالث- أن فكرة املعايري كانت رائعة وأن دور النشر احمللية والدولية كانت أتيت إليها يف املدرسة وكانت ختتار ما يتوافق مع املعايري وإن مل جتد كانت تشرتي كتابني للمادة الواحدة فكانت هلا حرية التصرف يف هذا الشأن. لذا يتبني من النتائج أن هناك اتفاقا بني من أجريت مقابلتهم على أن االستقاللية يف التعامل مع معايري املناهج كانت عالية يف األفواج األوىل من املدارس املستقلة. اتفق أفراد العينة كذلك- على أن آلية التعامل مع معايري املناهج تغريت بعد ذلك بسبب -4 اإلجراءات اليت اختذها اجمللس األعلى للتعليم يف هذا الصدد وإن اختلفوا يف حتديد مىت بدأ هذا التغيري. فبعد أن كانت للمدارس املستقلة حرية كبرية يف التعامل مع معايري املناهج واليت على إثرها أعد كثري من املدارس يف األفواج األوىل مصادر ومذكرات للمواد الدراسية حماولة منها للتوافق مع املعايري وشراء بعض هذه املدارس كتب من دور النشر احمللية والدولية اليت يرون أهنا ميكن أن تدعم حتقيق املعايري تغري الوضع بعد ذلك فحددت هيئة التعليم يف اجمللس األعلى املصادر والكتب املعتمدة يف كل مادة دراسية. وأوضحت مديرة مدرسة رفيدة بنت كعب وانئبتها أن املدرسة كانت ختري بني ثالثة مصادر يف كل مادة وكان عليها االختيار من هذه املصادر فقط. وأكد )العيدان( من الفوج األول على ذلك بقوله: "أجربوا اجلميع على أخذ مصادر ىف الرايضيات والعلوم واالجنليزى... واجربت على شراء كتب من عدة مصادر خيتاروهنا 4000 حبيث إن منهج العلوم كانت له 1 كتب وكل كتاب كان يكلف رايل وعندي 200 طالب يف املدرسة فكنت أشرتي 4000 كتاب بتكلفة 2 ماليني رايل سنواي. -22-
د. غازي عنيزان الرشيدي واختلف أفراد العينة يف الفوج الذي جرى فيه التحول من االستقاللية الكاملة يف التعامل مع معايري املناهج إىل حتديد عدد حمدد من املصادر لكل مادة. فقال ثالثة من الفوج الرابع ح ددت املصادر الواجب االختيار منها ورأى ثالثة آخرون أن هذا التحديد أ جري يف الفوج السادس ورأت منسقة اللغة العربية يف مدرسة أروى الثانوية أن هذا التحديد أ جري يف الفوج السابع. 1- اتفق أفراد العينة على أن الوضع احلايل ال يتضمن االختيار بني مصادر ثالثة بل حدد مصدر واحد فقط- لكل منهج ولكل مادة حيث يتواصل مكتب معايري املناهج يف اجمللس األعلى مع دور النشر إلعداد منهج ومصدر لكل مادة. السؤال الثالث: ما مدى قدرة املعلم يف املدارس املستقلة على التكيف مع تدريس العلوم والرياضيات باللغة اإلجنليزية يف أثناء تطبيق مبادرة تطوير التعليم كان من ضمن اإلجراءات اليت أجراها اجمللس األعلى للتعليم هو أنه أقر تدريس ماديت: العلوم والرايضيات ابللغة اإلجنليزية وطلب إىل املدارس احلكومية اليت تتحول إىل مستقلة أن تطبق هذا اإلجراء. واستمر تدريس العلوم والرايضيات ابللغة اإلجنليزية يف املدارس املستقلة لعدة سنوات إىل أن مت الرتاجع عن هذا القرار منذ عامني وطلب إىل املدارس املستقلة أن تعود إىل تدريس هاتني املادتني ابللغة العربية على أن تدرس املصطلحات العلمية ابللغة اإلجنليزية من قبل معلم اللغة اإلجنليزية حيث زيدت حصتان أسبوعيا ملادة اللغة اإلجنليزية خمصصة لتدريس مصطلحات هاتني املادتني. وحول هذا السؤال جرى الرتكيز على رأي أفراد العينة يف قرار تدريس العلوم والرايضيات ابللغة اإلجنليزية من جهة وكيفية تعاملهم مع هذا القرار يف أثناء تطبيقه قبل أن يتم العدول عنه. -22-
دراسات تربوية ونفسية )جملة كلية الرتبية ابلزقازيق( العدد )28( )اجلزء األول( يناير 8102 وأظهرت نتائج املقابالت انقساما يف رأي أفراد العينة يف جدوى التدريس ابللغة اإلجنليزية تسعة من أفراد العينة رأوا أن هذا القرار مل يكن صحيحا ومل يكونوا موافقني على تدريس هاتني املادتني ابللغة اإلجنليزية وتوزع أفراد هذا الرأي على خمتلف األفواج فأحدهم كان من الفوج األول وآخرون كانوا من الفوج الرابع واثنني كاان من الفوجني: السادس والسابع. يف الوقت الذي أبدى ستة من أفراد العينة موافقتهم على قرار تدريس العلوم والرايضيات ابللغة اإلجنليزية وهؤالء أيضا و زعوا على خمتلف األفواج فأحدهم كان من الفوج األول وآخر من الفوج الثالث واثنان كاان من الفوج الرابع واثنان كاان من الفوج اخلامس. لذا يالحظ أن رأي أفراد العينة كان يتوزع على خمتلف األفواج سواء أكان موافقة أم اعرتاضا على هذا القرار. فلقد أكد الذين أبدوا موافقتهم على هذا القرار أن املعلمني كانوا قادرين على أداء مهمة التدريس ابللغة اإلجنليزية. )اخلليفي( وقالت مديرة مدرسة الدحيل- :"كنا يف تدريسنا العلوم والرايضيات ابللغة اإلجنليزية ن عد مدرسة ثنائية اللغة مث خرجوا علينا مبصطلح جديد لثنائية اللغة وهو تدريس هاتني املادتني ابللغة العربية وتدريس املصطلحات ابإلجنليزية وهذا أمر غري صحيح.". ووضع )املسلماين( مدير مدرسة علي بن أيب طالب- شرطا لقبول معلم العلوم والرايضيات يف مدرسته وهو أن يكون خرجيا يف جامعة تدرس هاتني املادتني ابللغة اإلجنليزية... حيث قال: "بدأ طالبنا يستوعبون الدراسة ابللغة اإلجنليزية وكنا من ضمن املدارس اليت كان طالهبا جييبون عن االختبار السنوي الشامل ابللغة اإلجنليزية بل أن طالبنا مل يكونوا يعرفون معىن السؤال ابلعربية ألن املصطلحات اليت كانوا أيخذوهناكانت ابإلجنليزية... واستفدان كثريا من فريق الدعم االسرتايل الذي جاء". ووافقته الرأي )السويدي( مديرة مدرسة رفيدة بنت كعب- حيث رأت أن هذا القرار كان يصلح مع فئة من الطالب وظهر فيه إجناز من املعلمات والطالبات وإن كانت ترى أن التحدي مل يكن يف وجاهة القرار بل يف كيفية تطبيقه. -22-
د. غازي عنيزان الرشيدي أما املعرتضون على هذا القرار فرأوا أن تطبيقه كان أمرا صعبا ألن املعلمني مل يكونون مهيئني والطالب مل تكن لغتهم األصلية هي اللغة اإلجنليزية كما أن مستواهم التحصيلي يف هاتني املادتني حتسن بعد التدريس ابللغة العربية. ورأت )منسقة مادة الفيزايء( يف مدرسة أروى الثانوية- أن األفواج األوىل من املدارس املستقلةكانت تدرس العلوم والرايضيات ابإلجنليزية ولكن ماكان يدرسكان جمرد قشور ألن الطالب لغته عربية فهو ال يفهم اإلجنليزية وعندما تشرح له ابإلجنليزية يصعب عليه هذا األمر ورأت أن السبب يف الرتاجع عن قرار تدريس العلوم والرايضيات ابإلجنليزية يرجع على أن املدرسني الذين يدرسون هاتني املادتني كانوا عراب. ويتفق )احلر( مع الرأي السابق بقوله: "قلنا هلم إن تدريس العلوم والرايضيات ابإلجنليزية أمر صعب ولكن كان هناك إصرار من اجمللس األعلى للتعليم على ذلك فأتوا مبعلمي العلوم والرايضيات وأعطوهم دورات ابللغة اإلجنليزية مدة 2 أشهر وصاروا أضحوكة عندما مت الرتاجع عن هذا القرار وتقرر التدريس ابلعربية واملصطلحات ابإلجنليزية أتوا مبعلمي اللغة اإلجنليزية وأعطوهم جرعات علوم ورايضيات ليدرسوا مصطلحات هاتني املادتني صارت كارثة". ورأت )السويدي( أن السبب يف تراجع اجمللس األعلى للتعليم عن التدريس ابللغة اإلجنليزية هو جماملته معلمات الفوج السابع الذي انضم للمدارس املستقلة ألنه حسب رأيها- مل تكن معلمات هاتني املادتني يف هذه املدارس على كفاءة ومل يكن مهيئات مثل املعلمات اللوايت انضممن للمدارس املستقلة يف البداية. -22-
دراسات تربوية ونفسية )جملة كلية الرتبية ابلزقازيق( العدد )28( )اجلزء األول( يناير 8102 السؤال الرابع: ما السبب وراء تراجع مبادرة دولة قطر لتطوير التعليم تشري نتائج املقابالت إىل أن أفراد العينة قد عرضوا جمموعة من األسباب أدت إىل تراجع مبادرة التطوير يف قطر عن مبادئها األربعة وهي: االستقاللية واحملاسبية واالختيار والتنوع وابلتحديد مت الرتكيز على عنصر االستقاللية. أهم سببني حازا على أعلى عدد من املوافقات كانا: سوء إدارة بعض أصحاب الرتاخيص ومديري املدارس املستقلة. الضعف يف إدارة عملية التغيري عند املسئولني عن ملف املبادرة. -2-4 وسنعرض هذان السببان فضال عن أسباب أخرى ذ كرت مل حتز على نفس الدرجة من املوافقات ولكن قد يكون من املفيد اإلشارة إليها. السبب األول: سوء إدارة بعض أصحاب الرتاخيص ومديري املدارس املستقلة. ألقى عشرة ممن ق وبلوا ابلالئمة على تراجع املبادرة عن مبادئها وابلتحديد: يف تقليص مساحة استقاللية املدارس إىل أخطاء ارتكبت من قبل من تولوا إدارة املدارس املستقلة يف بداية التطوير مما أفرز ردود أفعال جعلت اجمللس األعلى للتعليم بعد ذلك- يقلص من مساحة الصالحيات املمنوحة للمدارس. وضرب أفراد العينة ممن ق وبلوا أمثلة على سوء اإلدارة اليت يعامل هبا أصحاب الرتاخيص ومديري املدارس فقال أحدهم: "إن أصحاب الرتاخيص كانت كتاابهتم ورؤيتهم لتطوير مدارسهم جيدة ولكن الواقع امليداين كان شيئا خمتلفا فاخلطأ الذي حصل هو أن أصحاب الرتاخيص كان البد من أن يكونوا من أهل امليدان الرتبوي". وركز آخرون على أنه كان من املفرتض أن أيخذ صاحب الرتخيص نسبة من الفوائض ولكن بسبب حرص بعضهم على التوفري لدرجة أن أوراق العمل يف املدرسة كانت تتحمل تكلفتها املعلمات -21-
د. غازي عنيزان الرشيدي من جيوهبن وبسبب إساءة بعضهم التصرف يف الفوائض حيث استثمرها يف البورصة وخسر فيها فإحدى املديرات خسرت ما يقارب نصف مليون رايل كل ذلك دفع اجمللس األعلى للتعليم للرتاجع عن توزيع أرابح على أصحاب الرتاخيص وتقييد آليات الصرف املايل. وركز أفراد العينة على أن الصالحيات تغريت وتقلصت ألن املديرين مل يكونوا على كفاءة. وذكر )العيدان( أن بعض مديري الفوج الثاين واجه اعرتاضا كثريا فأحد األشخاص كان )مشرف صيانة مساجد متقاعد( حصل على ترخيص إلدارة مدرسة مستقلة وبعض أصحاب الرتاخيص وظف أهله وعائلته وأقرابئه. وأرجع ثالثة من أفراد العينة سبب ضعف إدارة من أداروا املدارس يف بداية املبادرة إىل عدم أتهيلهم بشكل كاف وكانوا يرون أن الكادر التعليمي كذلك مل يكن مهيئا للتعامل مع معايري املناهج وال لوضع منهج وال مصادر للتعليم كل ذلك كان سببا الصالحيات. من وجهة نظرهم- لسحب كثري من وركزت إحدى أفراد العينة )النائبة األكادميية( يف مدرسة أروى الثانوية على أن: "املبادرة والتجربة كانت قوية وبدايتها كانت صحيحة ولكن اخلطأ حدث بسبب عدم أتهيل اخلربات احمللية حيث است قدمت خربات كندية واسرتالية ولكنها مل تكن م تقب لة من قبل األهايل بسبب املعايري العالية اليت كانوا يضعوهنا". السبب الثاني: الضعف يف إدارة علمية التغيري عند املسئولني عن ملف املبادرة. رأى مثانية ممن قوبلوا أن املبادرة بدأت قوية ولكن أسلوب التعامل مع املتغريات اليت حدثت أثناء تطبيقهاكان له دور واضح يف تراجع هذه املبادرة حسب وجهة نظرهم. وضرب أحدهم مثاال على ذلك يف أن القائمني على هذه املبادرة مل حياولوا حل مشكلة القطاع النسائي الكبري من املعلمات القطرايت الاليت كن يرفضن الذهاب للمدارس املستقلة فلم جي رب ن على -22-
دراسات تربوية ونفسية )جملة كلية الرتبية ابلزقازيق( العدد )28( )اجلزء األول( يناير 8102 العمل يف هذه املدارس بل ترك هلن اخليار يف أن ينتقلن إىل املدارس احلكومية األخرى حىت تضخمت أعدادهن يف هذه املدارس ووصلت إىل 100 معلمة. ورأى بعض أفراد العينة أن املسئولني عن املبادرة أجلوا حل هذه القضية حىت تضخم احلل وصار أكثر صعوبة فمن مل ترغب يف املدارس املستقلة كان يصرف هلا راتب 2 أشهر وهي يف املنزل حىت تبحث عن عمل آخر. وذكر أربعة من أفراد العينة أن املبادرة بدأت قوية لكنها مل تسوق كما جيب فكان البد من التسويق هلا بصورة جيدة ألن مبادئ املبادرة من وجهة نظرهم- كانت جديدة على الوسط الرتبوي الذي عاين املركزية لذا كانت مبادئ املبادرة حموطة ابلغموض ومل يكن هناك وضوح عند املدارس حول مفهوم االستقاللية لذا رجع النظام إىل املركزية وخصوصا فيما يتعلق بالئحة الضبط السلوكي. ويف هذا السياق قالت )اخلليفي(: "لقد أعجبتين مبادئ املبادرة كثريا ولكن هذه املبادئ تعرضت ملقاومة ومقاومة التغيري علم يدرس فلم حياول القائمون على املبادرة إقناع الناس هبا وال الدفاع عنها فبدال من تعديل الوضع وإصالحه رجعنا إىل املربع األول". وذكر أحدهم أن إحلاح وإصرار املعلمني على ضرورة توفري األمان الوظيفي هلم هو الذي جعل التعيني واإلعارة كلها تصري من صالحيات اجمللس األعلى للتعليم بعد أن كانت من صالحيات مدير املدرسة وصار للمعلم رقما وظيفيا ألول مرة. أسبااب أخرى: ذكر اثنان من املقابلني أن السبب يف تراجع املبادرة من وجهة نظرهم- هو استعارة نظام تعليمي يصلح ملعطيات غري ما هو موجود يف قطر فرأى )احلر( أن قطر ال حتتاج مدارسها استقاللية كبرية فعدد املدارس ال يزيد عن مدرسة والطالب يف حدود 20 ألف طالب فهو 400 يرى أن قطر حتتاج مركزية ذكية يف التعليم كسنغافورة. وأضاف )احلر( مؤكدا : "إن فكرة معايري املناهج ممتازة لكن حتتاج متطلبات فاملعايري اخلاصة ابملناهج وضعت يف دول كبرية املساحة كالوالايت املتحدة وبريطانيا وغريها وكانت دور النشر -21-
د. غازي عنيزان الرشيدي تتلقفها وتبدأ بتوفري املصادر وكانت املدارس تتفنن يف اختيار املصادر من هذه الدور أما يف قطر فأين هذه املصادر اليت ميكن أن تليب املعايري لذا بدأ املعلمون يف املدارس ابلتأليف وهم ليسوا على دراية بذلك... املدارس اليت جيمع فيها املعلمون املصادر يف الدول األخرى كانوا مهيئني ومدربني من قبل النظام التعليمي يف اجلامعة على عمل معايري وعمل مصادر للتعليم... أحدهم ضحك علينا يف قطر فيما خيص املعايري!! وتوافقه الرأي )النائبة األكادميية( يف مدرسة أروى حيث رأت أنه مل ت ب االستقاللية من الواقع احمللي. أما )السيد( مدير هيئة التقييم سابقا- فأكد أن رؤية املبادرة ال تزال موجودة وال يستطيع أن يقول إن املبادرة تراجعت بشكل رمسي لعدم وجود قرار سياسي حيسم املسألة وإن كان يرى أهنا تراجعت عمليا على أرض الواقع ويعزي سبب هذا الرتاجع إىل ضعف بعض املعلمني القطريني وضغط وسائل اإلعالم كالصحافة واإلذاعة. وقد أرجع اثنان من أفراد العينة سبب التخلي عن معايري املناهج والرجوع إىل االعتماد على مصدر واحد لكل مادة إىل شكوى األهايل وضغطهم لتحديد مصدر وكتاب حمددين ألبنائهم من وجهة ولتذمر بعضهم من أن إعداد مصادر للتعلم يستغرق من بناهتم املعلمات كثريا من الوقت. السؤال اخلامس: ما التحديات التي تواجه نظام املدارس املستقلة يف دولة قطر أظهرت نتائج حتليل املقابالت أن أفراد العينة قد حددوا جمموعة من التحدايت مثلت من وجهة نظرهم- عقبة يف طريق نظام املدارس املستقلة يف دولة قطر وستعرض هذه التحدايت مرتبة بناء على معدل تكرارات من قالوا هبا. التحدي األول: نوعية القيادات املدرسية وهيئة التدريس ومستواها ذكر مخسة عشر من أفراد العينة هذا التحدي كأحد أهم ما يواجه مبادرة تطوير التعليم يف قطر واملمثلة بشكل رئيس- يف مبدأ االستقاللية حيث طرحوا تساؤالت حول مدى كفاءة ونوعية -21-
دراسات تربوية ونفسية )جملة كلية الرتبية ابلزقازيق( العدد )28( )اجلزء األول( يناير 8102 بعض القيادات املدرسية اليت أدارت املدارس املستقلة فضال عن مستوى أداء بعض هيئة التدريس يف هذه املدارس فاملوارد البشرية من وجهة نظر من قوبلوا- شكلت حتداي ملبادرة التعليم. فلقد أكد )احلر( أن التحدي األكادميي هو أن ت قد م املدارس املستقلة املادة العلمية بناء على املعايري الدولية مضيفا : "ابين حاليا يف أفضل هذه املدارس ونسبته %21 وهي ال تقدم له شيء فابين ما ينزل كتبه من السيارة ويدرس فقط ليلة االمتحان... املدرسة تعطيهم األسئلة واالختبارات يتم إعادهتا لرفع مستوى الدرجات... كثري من أصحاب الرتاخيص غري مؤهلني هلذا النمط من املبادرة... وأتهيل املعلمني بفكر املبادرة هو أحد التحدايت". وتوافق )النائبة األكادميية( يف اثنوية أروى- )احلر( الرأي حيث فأكدت أن العاملني يف املدارس غري مؤهلني ألن املسألة يف نظرها- ليست جمرد دورات تدريبية أيخذوهنا فهي ترى ضغطا يف العمل ما بينهم كفريق إما على مستوى القسم أو بني األقسام وبني اإلدارة. كما أكدت أن قادة املدارس غري مؤهلني مع اعرتاض املديرة وإحدى املنسقات على ما قالته وهي ترى أن بعض املدارس أعادت االمتحان للطالبات لضعف مستوايهتن وإذا رسبت الطالبة فيعيدون هلا االختبار كما ت رفع درجات الطالب يف الفرتة الرابعة من السنة كما قالت. التحدي الثاني: أولياء األمور رأي اثنا عشر من أفراد العينة أن أحد العقبات اليت اعرتضت مبادرة تطوير التعليم متثلت يف ردة فعل األهايل جتاه املبادرة فقد رأى أحدهم أن عقبة أولياء األمور متثلت يف كثرة تدخلهم يف شئون املدرسة. لقد أكدت )الدوسري( مديرة مدرسة اخلوارزمي- أن أكرب حتد يواجهها هو أولياء األمور. ففي بداية املبادرة مل يكونوا يتدخلون هبذا الشكل الذي حيدث اآلن واجمللس األعلى للتعليم يدعم ويل األمر فيما يراه من شكوى على املدرسة كما قالت الدوسري- وإن كانت النائبة األكادميية يف مدرسة أخرى ترى أن تدخل ويل األمر مل يكن أمرا سيئا. -20-
د. غازي عنيزان الرشيدي بينما رأى آخرون أن مشكلة أولياء األمور هي يف المباالة بعضهم وعدم تفاعلهم. فلقد أكدت )املناعي( مدير مدرسة خليفة الثانوية- ذلك بقوهلا: "هناك ال مباالة من ويل األمر وعدم تفاعل مع أهنم متعلمون ومن طبقة وسطى ويريدون منا القيام بكل شيء من تعليم إىل تربية... علما أبن %20 من طالبنا هم من أهل قطر األصليني". ورأى آخرون أن بعض أولياء األمور غري مستوعبني فكرة املدارس املستقلة وبعضهم اآلخر غري متعاون لذا أخرج بعضهم أبناءه منها وأحلقهم مبدارس أجنبية. التحدي الثالث: الطالب اشتكى تسعة من أفراد العينة من الفوجني الرابع واخلامس- من أن الطالب ميثلون حتداي ملبادرة التعليم فاشتكى بعضهم من سلوك الطالب وتصرفاهتم وذكروا أن املدارس املستقلة مقيدة من انحية تطبيق الئحة السلوك على الطالب املشاغبني ورأوا املدارس احلكومية سابقا كانت أكثر قدرة على التحكم يف سلوكيات الطالب وتقوميها. كما اشتكى بعضهم من أنه ال يوجد طموح لدى الطالب للدراسة وال التعلم بسبب الطفرة املادية األمر الذي عرب عنه أحدهم قائال : "الطالب عنده فلوس وميكن يكون يف جيبه 200 ويقود سيارة فخمة وهو ال حيمل رخصة قيادة"!!. رايل التحدي الرابع: إدارة عملية التغيري لقد أوضح سبعة من أفراد العينة أن من التحدايت اليت تواجه مبادرة التطوير يف قطر هو الضعف يف إدارة عملية التغيري عند القائمني على هذه املبادرة وضربوا على ذلك جمموعة من األدلة اليت تثبت وجهة نظرهم وهي: 2- تدريس العلوم والرايضيات ابللغة اإلجنليزية. -28-
دراسات تربوية ونفسية )جملة كلية الرتبية ابلزقازيق( العدد )28( )اجلزء األول( يناير 8102 4- تراجع بعض مبادئ املبادرة مثل: حرية املصادر واستقالليتها وحرية التصرف يف أنصبة املعلمني وغريها. وضع أنظمة من دون الرجوع ألهل امليدان. االستغناء عن فرق الدعم األجنبية حيث يرون أهنم استفادوا منها كثريا حيث ذكروا أنه كان -1-2 يتواجد يف املدرسة املستقلة أربعة مستشارين واحد: لإلدارة املدرسية وآخر: للمواد العلمية واثلث: للمواد األدبية والرابع: مستشار ملادة اللغة اإلجنليزية. 2- املركزية يف اختاذ بعض القرارات حيث رأى بعضهم أن تدريس العلوم والرايضيات ابللغة مثال- اإلجنليزية قد أتى بنتائج جيدة يف مدارسهم مث يطلب إليهم العودة للتدريس ابللغة العربية. لقد أكدت مديرة مدرسة "علي بن أيب طالب" على ذلك بقوهلا: "صار يل 2 سنوات وأان أبين وأؤسس... مث يطلب مين أن أهدم البنيان وأبدأ ببنائه من جديد!! لو سألوان لقلنا هلم وجهة نظران فيما خيص تدريس العلوم والرايضيات ابللغة اإلجنليزية." ضعف التنسيق بني مكاتب اجمللس األعلى للتعليم وهيئاته. غياب توحيد اللوائح والنظم واالمتحاانت فمواصفات االختبارات غري موحدة ووضع -2-2 االختبارات خيتلف من مدرسة إىل أخرى. مناقشة النتائج: السؤال األول: ما نوع احملاسبية التي ختضع هلا املدارس املستقلة يف دولة قطر يتضح من نتائج الدراسة أن مبدأ احملاسبية يف مبادرة قطر لتطوير التعليم ال تزال قائمة وإن حصل هلذا املبدأ جمموعة من التغريات يف أثناء سنوات تطبيق املبادرة فال تزال هيئة التقييم يف اجمللس للتعليم األعلى تؤدي دورها يف مراقبة املدارس املستقلة وهيئة التعليم ال تزال تشرف على األداء والتنفيذ. -22-
د. غازي عنيزان الرشيدي كما تراقب املدارس يف جوانب متعددة مالية وإدارية وفنية وإنكانت هناك مالحظات من بعض أفراد العينة على طبيعة هذه املراقبة. فضال عن أن احملاسبية يف مبادرة قطر لتطوير التعليم هي حماسبية دعم وتدخل وإن كان الدعم قد تقلص مع مرور الوقت وزادت حماسبية التدخل. وتظهر النتائج أنه من الفوج السابع بدأت حماسبية التدخل تقل إىل حد ما. السؤال الثاني: كيف تعاملت املدارس املستقلة مع معايري املناهج التي وضعها اجمللس األعلى للتعليم يف دولة قطر أعطيت املدارس املستقلة يف بداية مبادرة تطوير التعليم يف قطر مساحة كبرية من احلرية يف الطريقة اليت تراها هذه املدارس مناسبة لتحقيق هذه املعايري وأوضحت نتائج الدارسة أن هذه املبادرة خطت خطوات جريئة يف توسيع صالحية املدارس يف هذا اجلانب وخطت كثري من املدارس خطوات عملية للتوافق مع هذه املعايري. وأظهرت نتائج الدارسة أن الصالحية اليت أعطيت للمدارس يف هذا اجلانب مل تستمر طويال حيث ح د دت جمموعة من الكتب واملصادر يف كل مادة على املدرسة االختيار من إحداها إىل أن انتهى املطاف إبلزام املدارس مصدرا واحدا عليها أن ت در سه. السؤال الثالث: ما مدى قدرة املعلم يف املدارس املستقلة على التكيف مع تدريس العلوم والرياضيات باللغة االجنليزية. تسلط نتائج الدراسة الضوء على املصري الذي آل إليه قرار مهم ال يزال حمل نقاش وحديث يف األدبيات البحثية ويف األوساط الرتبوية. -22-
دراسات تربوية ونفسية )جملة كلية الرتبية ابلزقازيق( لقد حتول قرار تدريس املواد العلمية ابللغة اإلجنليزية العدد )28( )اجلزء األول( يناير 8102 إىل واقع عملي يف أثناء بداايت تطبيق مبادرة تطوير التعليم يف قطر والكيفية اليت حدث هبا التطبيق كان من املهم تعرفها لرصد النتائج املرتتبة على هذا القرار. فوضوح الرؤية يف القرار املتخذ يسهل من عملية تنفيذه وحيدد املسار الذي ميكن أن يسلكه يف أثناء التحدايت اليت تواجه تطبيقه. والذي يظهر من قرار تدريس العلوم والرايضيات ابللغة اإلجنليزية مث الرتاجع عنه أنه مل يكن مدروسا بشكل كاف فبغض النظر عن اجلدل القائم ح ول التدريس ابللغة اإلجنليزية من عدمه فالوضوح يف الرؤية هو العامل احلاسم يف السري يف هذا الطريق أو ذاك. الرتبوي. وأكدت نتائج الدراسة احلاجة إىل ضرورة وجود منهجيه علمية يف إدارة التغيري عند متخذ القرار إن الصعوبة تكمن يف أن التغيري الرتبوي ليس تغيريا مفردا حىت لو أخذانه على مستوى الفصل فعملية التغيري عملية متعددة األبعاد.Multi- dimensional ففي مرحلة التخطيط لعملية التغيري سنواجه كثريا من املتغريات أما يف مرحلة تنفيذ التغيري فكثري من الدراسات يشري إىل أن هذه املرحلة هي مرحلة نفسية حتتاج فرتة طويلة لكي يستوعب من ي طب ق عليه التغيري مغزاها ومرادها. )الرشيدي 4021(. ولعل من املفيد يف هذا السياق التذكري مبقولة (1991) Fullan اليت تقول: إن التغيري هو تعلم شيء جديد وفهمه وهذا ال حيدث يف ومضة وال حملة وال حىت الومضات. السؤاالن: الرابع واخلامس ست ناقش نتائج السؤالني: الرابع واخلامس املتعلقني أبسباب تراجع مبادرة قطر لتطوير التعليم والتحدايت اليت تواجه نظام املدارس املستقلة هناك. -22-
د. غازي عنيزان الرشيدي فقد أظهرت النتائج وجود تشابه بني األسباب اليت يرى أفراد العينة أهنا كانت وراء تراجع املبادرةككل والتحدايت اليت تواجه املدارس املستقلة على وجه اخلصوص. وركز جممل النتائج على ضعف مستوى بعض القيادات املدرسية اليت تولت إدارة املدارس املستقلة فضال عن املقاومة اليت واجهها التغيري من قبل أولياء األمور والطالب. هذه النتائج على قدر كبري من األمهية ألهنا تتوافق من نتائج كثري من الدراسات اليت ركزت على طبيعة التغيري الرتبوي أييت يف مقدمتها دراسة كل من Bryk, et al ;(1998) Bandur (2008) اليت تؤكد أن أحد عناصر اإلصالح اخلارجي للتعليم هو بناء قدرات ذاتية داخلية يف اإلدارة والقيادة املدرسية. فلقد ركزوا على أمهية بناء ثقافة مدرسية وجمتمعية تستوعب عملية التغيري وتساندها حيث أكدوا أن جناح استقاللية املدارس ال يعتمد على تغيري اهليكل Structural change على تغيري الثقافة.Cultural change بل يعتمد كما أكدت دراسة (2013) Recepoglu على أمهية كل من: ثقافة املدرسة والقيادة املدرسية وضرورة أخذمها يف عني االعتبار عند إجراء عملية التغيري والتطوير. وت ظهر نتائج الدراسة يف اجململ أن "مبادرة تطوير التعليم يف دولة قطر" قد احتوت على مبادئ أساسية الزمة ألي عملية تطوير جادة يف النظام التعليمي العام وهي ضرورة إعطاء املدارس استقاللية يف إدارة شئوهنا الفنية واإلدارية واملالية وهذا ما حتقق حيث صنفت استقاللية املدارس املستقلة يف قطر على أهنا استقال لية عالية جدا (2009) al - Barrerd Osorio et فقد متتعت املدارس بكثري من الدعم واملساندة يف بداية املبادرة كما أن هيئة التعليم والتقييم كانتا متارسان أنواعا خمتلفة من الرقابة على أداء املدارس يف جوانب خمتلفة كما أن مبدأ التنوع يف مبادرة قطر لتطوير التعليم قد رأى النور يف بداية التطبيق. والناظر إىل الرؤاي اليت كانت تضعها املدارس املستقلة يلحظ هذا التنوع يف األنظمة التعليمية املطبقة يف ذلك الوقت. Fullan and Watson,(2000) Hopkins et al.(1994) -22-
دراسات تربوية ونفسية )جملة كلية الرتبية ابلزقازيق( العدد )28( )اجلزء األول( يناير 8102 إال أن الرتاجع الواضح عن مبادئ هذه املبادرة وما ترشح من معلومات مستقاه من هذه الدراسة يشري إىل أن عملية إدارة هذا التغيري اجلذري يف نظام التعليم القطري كانت تعاين حتدايت األمر الذي ي ذكران مبا نبه إليه Fullan (1991) والتهيئة للتغيري املزمع ومن مث التجريب وبعدها التعميم وانتهاء التقومي. أبن هناك أربع مراحل للتغيري الرتبوي تبدأ ابإلعداد واملالحظ على الفرتة اليت حولت فيها مجيع املدارس احلكومية يف قطر إىل مدارس مستقلة أهنا مل متر مبرحلة التجريب حيث حولت مجيع املدارس إىل مستقلة مبدة مل تتجاوز سبع سنوات. فمرحلة التغيري يف مبادرة قطر مل تضع يف حساهبا من وجهة نظر الباحث- أن هذا التطوير حيتاج فرتة من التجريب لكي ينضج بل إن متخذ القرار كان يدفع ابجتاه تعميم منوذج املدارس املستقلة وهذا ما أثر يف عملية بناء القدرات الذاتية يف املدارس اليت ميكن أن تستوعب هذا التغيري وتتكيف معه. ففي بداايت املبادرة كانت اجلهود واضحة حملاولة بناء هذه القدرات والفرق األجنبية اليت استعان هبا اجمللس األعلى للتعليمكانت أحد األمثلة على مثل هذه اجلهود. إال أن زايدة عدد املدارس املستقلة سنواي قد يكون أثر يف نوعية هذه القدرات القادرة على إدارة هذا التغيري والتعامل معه. إن فهم عملية التغيري حيتاج فرتة زمنية كافية وممارسة للربانمج املطبق حىت ميكن استيعاب أهدافه وغاايته وقد ال يتحقق هذا التجديد لكثري من املتعاملني معه حىت ولو بعد حني. إن تعلم شيء جديد وفهمه ال حيدث يف ومضة وال حمله وال حىت يف عدد من الومضات كما ي ذكران Fullan - لذلك يعزي فشل كثري من مشروعات التطوير إىل أهنا مل تقدر الظروف اليت ميكن أن ت طور من خالهلا القدرات احمللية (1991) Senge لذا أبرزت النتائج أن من أهم التحدايت وأسباب تراجع مبادرة قطر كان ضعف مستوى بعض القيادات املدرسية وضعف إدارة عملية التغيري. إن وضع املدارس املستقلة يف موضع التجريب يف عدد حمدود من املدارس احلكومية كان من شأنه من وجهة نظر الباحث- أن يعطي متخذ القرار فرصة كافية لكي يرى كيف يسري التطوير يف -21-
د. غازي عنيزان الرشيدي هذه املدارس ولكي يتدارك السلبيات ويعزز من اإلجيابيات. ولو حدثت مرحلة التجريب ألعطت متخذ القرار الرتبوي يف اجمللس األعلى للتعليم جمموعة من اخليارات ميكن أن خيتار من بينها إما يف تعديل بعض جزئيات مشروع التطوير أو اإلضافة إليه أو التفكري يف طريق آخر لتنفيذه. فكان ميكن على سبيل املثال- أن يتواجد نظامان يف املدارس القطرية أحدمها نظام املدارس املستقلة مببادئه األربع: االستقاللية واحملاسبية والتنوع واالختيار والنظام اآلخر هو: املدارس احلكومية على وضعها القائم الذي يعتمد على نوع أكرب من املركزية يف اختاذ القرار. إن من شأن هذا الرأي أن يعاجل كثري من التحدايت اليت واجهت عملية التغيري فعدد حمدود من املدارس املستقلة ينضم سنواي إىل مشروع التطوير كان من شأنه إعطاء فرصة أكرب لبناء قدرات ذاتية داخلية يف املدارس من جهة وإشعال املنافسة بينها وبني املدارس احلكومية من جهة أخرى كما أن من شأن هذا الرأي أن يعطي فرصة ووقت أكرب لتغيري ثقافة اجملتمع وأولياء األمور والطالب عندما يرون منوذجا مطبقا يف البيئة القطرية وميكن له أن يؤيت مثارا إجيابية. فتغيري الثقافة حيتاج وقتا وصربا وكان من شأن السري حبذر يف تطبيق االستقاللية يف املدارس القطرية أن يعطي فرصة للمجتمع للتكيف مع هذا التغيري. إن إبقاء املدارس احلكومية جنبا إىل جنب- مع املدارس املستقلة كان من شأنه من وجهة نظر الباحث- أن يقلل وخيفف من مقاومة التغيري من بعض أفراد اجملتمع فمن كان لديه اعرتاض على املدارس املستقلة كان يسعه أن يذهب أببنائه إىل املدارس احلكومية أما التنفيذ السريع ملبادرة قطر مل يعط اآلخرين فرصة يف االختيار فاملدارس القطرية كانت تتحول إىل مستقلة بوترية متسارعة ووىل األمر مل تكن عنده فرصة لنقل ابنه إىل مدرسة حكومية يف نفس املنطقة نظرا لتعميم هذا النظام. ولعل ما أكده االدق هلو (1998) Hanson توصيفا واألبلغ تعبريا لنختتم به نتائج هذه الدراسة حيث يقول: إن الالمركزية ال ميكن أن توجد عن طريق مترير قانون بل جيب أن ت بين عن -22-
دراسات تربوية ونفسية )جملة كلية الرتبية ابلزقازيق( العدد )28( )اجلزء األول( يناير 8102 طريق جمموعة من التحدايت منها: تغيري سلوكيات واجتاهات متجذرة وتطوير مهارات جديدة وإقناع وتشجيع الناس أن يتحملوا خماطر التغيري وتشجيع ومكافأة املبادرات احمللية. وبناء على ذلك فإن Hanson ال يستغرب عدم وجود أدلة ربطت استقاللية املدارس مباشرة- بتطوير جودة التعليم يف الدول النامية. املراجع الرشيدي غازي )4021(. مدارس املستقبل يف دولة الكويت: نظرة على الفكر وحتليل -2 للمدارس يف الكويت. مكتبة الفالح. 2- Ainley,J. and McKenzie, P. (2000). School Governance: Research on Educational and Management Issues". International Education Journal: 1,3, 139-151. 3- Au, L.(2005). " Is School-Based Management (SBM) Successful in Hong Kong Secondary Schools?" Change: Transformations in Education. 8.2. 4- Bandur, A. (2008). A Study of the Implementation of School Based Management in Flores Primary School in Indonesia. PhD dissertation, The university of Newcastle, Australia. 5- Barrera - osorio,f., Fasih, T and patrinos, H. (2009) Decentralized Decision - making in school : the theory and Evidence on school - based management. 6- Briggs, K. and Wohlstetter, P. (2003)." Key Elements of a Successful School-Based Management Strategy." School Effectiveness and School Improvement. 14,3, 3 51-372. 7- Bryk,T., Thum, Y., Easton, I.,and Iuppescu, s. (1998). Charting Chicago School Reform. Boulder, Co: Westvieurprers. 8- Fullan,M (1991). The New Meaning of Educational Change. London. Cassel. -21-
Powered by TCPDF (www.tcpdf.org) د. غازي عنيزان الرشيدي 9- Fullan, M. and Waston, N. (2000). " School Based Management: reconceptualizing to improve learning outcomes." School effectiveness and school improvement. 11, 453-473 10- Gamage, D. and Sooksomchitra, P. (2004). "Decentralization and School-Based Management in Thailand". International Review of Education. 50. 289-305. 11- Hanson, E.(1998). " Strategies, of Educational Decentralization: key Questions and Core Issues". Journal of Educational Administration. Vol 36 N2. pl 11-128. 12- Heyward, M., Cannon, R. and Sarjono. (2011). ; "Implementing School - Based Management In Indonesia". WWW.rti.org. 13- Hopkins,D., Ainscow, M. and west, M. (1994),, Improvement in an Era of Change. London: Cassell. 14- Lam, y. (2006) " Local Responses to School Based Management in Hong Kong ". Educational 32,2, 171-185. 15- Levacic, R. (1995). Local Management of Schools: Analysis and Practice. Buckingham, Uk: Open University Press. 16- Recepoglu, E. (2013). " The reasons of failure in organizational change proeers and the role of school leaders within the context of school culture". The International Journal of Social Sciences. 9,1, p 15-23. 17- Senge, P. (1999). The Dance of Change. New York : Doubleday. 18- Vernez, G., Karam, R., and marsha (2012). Implementation of School - Based Management in Indonesia. Rand corporation. 19- Watson, H. (2004)." Report on Evaluation of School Based Management". ACT department of Education and Training. -21-