العدد 6056 السنة 0606 ص 5 062-491 ISSN 2477-992x / EISSN 2773-2762 جملة "نتائج الفكر" الصادرة عن معهد اآلداب واللغات املركز اجلامعي صاحلي أمحد النعامة النسق املعريف للخطاب النقدي عند عبد السالم املسدي The epistemology system of the critical discours of abd al-salam al-masadi الباحثة: زايين لبية "طالبة دكتوراه" Ziani lebia 1 املركز اجلامعي صاحلي أمحد النعامة )اجلزائر(.lebna.ziani@gmail.com يسعى إىل دراسة خصائص اخلطاب النقدي لدى عبد السالم املسدي من خالل الكشف عن بنيته ونسقه املعريف وقد جاءت املعاينة لبعض املظاهر مثل مفهوم األدب وطبيعة اخلطاب النقدي ابإلضافة إىل املنطلقات املنهجية لدى الناقد وعليه نتساءل ماملقصود ابلنقد عند املسدي وماهي ضوابطه كلمات مفتاحية: النسق. اخلطاب. النقد. عبد السالم املسدي. Abstract: The article seeks to study the characteristics of the critical discourse of Abd al-salam al- Masadi, by revealing its structure and epistemological system. The inspection has come to some aspects such as the concept of literature, the nature of critical discourse, in addition to the critic s methodological principles, and therefore we wonder what is meant by criticism at al-masdi? What are its controls? Keywords: system; discours; critic; Abd al-salam al- Masadi; keywords. املؤلف املرسل: زايين لبية 5 اإلمييل: lebna.ziani@mail.com مقدمة: الشك أن املتتبع حلركة النقد املغاريب املعاصر وما أفرزه توجه احلداثة سيجد خطااب نقداي خمتلفا يف مضامينه ووظائفه مثل خطاب مراتض ومحيد احلمداين وحممد مفتاح اهلادي الطرابلسي وغريهم من املهتمني ابلتأسيس خلطاب نقدي جديد يرمي إىل إثبات شرعيته ضمن خريطة النقد العاملي لكن املساعي هذه تبقى قابلة للنقد يف حد ذاهتا فمن حق املتلقي العريب 194
النسق املعريف للخطاب النقدي لدى عبد السالم املسدي واملغاريب أن مييط اللثام عن بعض املمارسات ويوضح نسقها املعريف ولذلك سنحاول تقدمي إضاءة منهجية وحتليلية لبنية اخلطاب النقدي لدى عبد السالم املسدي. ويرى املهتم ابلنقد أن كتاابت املسدي تنحو منحى نسقيا فهو يهتم ببنية اللغة الشعرية والتخييلية وينطلق من الوحدات الصغرى للنص ليصل إىل الوحدات الكربى كما أنه يستلهم من النحو والبالغة العربية ذخرية ال تقل أمهية عن مكتسباته املعرفية من الغرب كما يويل اهتماما ابلغا ابللغة ألن األدب يولد بواسطتها ويدرس األسلوب ألنه يتحدد اعتمادا على أثر الكالم وبكونه عدوال عن النمط التعبريي املتواضع عليه وهبذا تربز مقومات النقد لديه. يندرج التوجه النقدي للمسدي يف إطار فكر النسق املفتوح الذي يؤمن بسلطة النسق وقيمة السياق يف مساءلة النص األديب وحتليل بنياته النصية الكربى لكن هذا ال يعين ابلضرورة انفتاحا اتما على السياق بقدر ما يعين استثمارا لبعض املعطيات التارخيية حول شخصية األديب وحياته وتوجهه إذا ما تعلق األمر ابلتحليل النفسي لألدب كما فعل مع نص للشايب ومع املتنيب إذ طبيعة القراءة فرضت االحتكام إىل السياق أما ابقي أعمال الناقد فتقريبا تندرج ضمن التحليل اللساين لصاحل مفاهيم احملايثة ورصد العالقات بني األجزاء والبنيات الداخلية للنصوص والعناصر املتفاعلة فيما بينها من الصوت إىل الداللة معتمدا حموري التأليف األفقي والعمودي. أوال: مسوغات التأسيس النظري خلطاب نقدي لدى عبد السالم املسدي: حياول عبد السالم املسدي إنتاج خطاب نقدي مؤسس على التناسق واالنسجام الداخلي وقائم على تصورات ومفاهيم إجرائية خالية من التناقضات فيربز بذلك تفكريه البنيوي الذي يبىن على ثنائيات من قبيل )األسلوبية واألسلوب النقد واحلداثة األدب وخطاب النقد اللسانيات ولغة األدب التضافر األسلويب وإبداعية الشعر( لديه كما تبني مساره البحثي وتوجهه النسقي. يعتمد الناقد يف أتسيسه النظري ومقرتحه التنظريي على تقدمي مفاهيم إجرائية لدوال لغوية يتأسس عليها خطاب النقد قد تكون قريبة من مشروع عبد العزيز محودة اليت '' جعلها تتألف من نظرية لغوية ونظرية أدبية. وإذ وجد صعوبة الفصل بني ما هو لغوي صرف وما هو أديب أو نقدي صرف حينما يتحدث عن البالغة العربية اليت قامت منذ البداية على الطموح لضبط املعىن والداللة والتحديد الدقيق للعالقة بني اللفظ واملعىن'' 1 لكن االختالف بني التوجهني يكمن يف أن تفكري 195
زايين لبية املسدي لساين بنيوي يف جممله وال يطمح إىل بناء مشروع بقدر ما يسعى إىل ضبط آليات للنقد األديب تشخص مقومات الظاهرة األدبية وتوضح يف اآلن ذاته نواميس الظاهرة النقدية ومسلماهتا ابعتبارها نشاطا إنسانيا وجزء من منظومة ثقافية ومعرفية. 4.النسق األدي وططاب النقد: ينطلق املسدي يف حتديده املفهومي لألدب من تدقيق جماله الداليل الذي يتنزل فيه فهو يعين حسبه '' كل معرفة اتصلت بتحويل األداة اللغوية من جمرد وسيلة حتاور لقضاء املآرب عرب التخاطب اإلبالغي إىل أداة إبداع يكون فيها نسيج الكالم جتليا خاصا من جتليات الظاهرة اللغوية'' 2 أتيت هذه املعرفة بعد إدراك عميق للتحوالت اللغوية من مستواها التخاطيب إىل مستواها الفين يفضي إىل تعليل آليات التحول ألن عماد العملية ال يقوم على احلفظ وحده بقدر ما مير مبجموعة من العمليات الذهنية والعقلية. وتتمثل غاية الناقد يف رسم إطار أويل لنواة مشروع أتسيسي مداره توضيح العالقة بني علم األدب والنقد من أجل '' إعادة فهم آليات النقد األديب من خالل البحث يف منزلة املعرفة األدبية ضمن بنية اهلرم العلمي يف تراثنا العريب'' 3 وتعتمد هذه املعرفة على النظر يف التصنيف الداخلي للعلوم إلبراز عالقة األدب هبا ومنزلته داخل مقومات احلضارة لكن مرامي هذا املسعى تبقى بعيدة لتشعب مسالكها. يطرح انقدان تساؤالت منهجية تتجاوز دوائر التفكري التقليدي لرتسم منعطفا جديدا لألدب وخطاب النقد وتبدو هذه األسئلة وهذا االنفجار يف جمال النظرية النقدية قريبة مما قدمه تودوروف يف كتابه "مفهوم األدب" إذ تتقارب اهلموم وكذلك احملاوالت يف بناء وعي نقدي ابألدب وبطبيعته وبنيته من منظور بنيوي يؤمن ابللغة وابلنظام فمنطلق التساؤل لدى املسدي يتمثل يف '' ما موقعنا يف مساء األدب وهل لنا من مرفإ يف فضاء النقد مثكيف السبيل إىل حجز مقعد على مركبة اخلطاب اجلامع بني اإلهلام اإلبداعي يف األدب والرتكيب العقلي يف النقد'' 4 وهذا الطرح مشروع جديد لقراءة خمتلفة لألدب من منطلق لساين بنيوي ال يقصي اجلانب الوظيفي. إن مدار األدب لدى تودوروف يبىن على مقوم بنيوي ووظيفي ويقوم على إدراك خواصه وطبيعته يقول يف هذا الشأن '' سنسمي وظيفيا الفهم األول للكيان أي ذلك الفهم الذي مييزه 196
النسق املعريف للخطاب النقدي لدى عبد السالم املسدي كعنصر ضمن نظام أكثر اتساعا وذلك ألن هذه الوحدة "تفعل" فيه وسنسمي الفهم الثاين للكيان "بنية" حيث نريد أن نرى إذا كانت كل القضااي اليت تضطلع ابلوظيفة ذاهتا تشرتك ابخلصائص نفسها'' 5 يتجلى فهم تودوروف ملفهوم األدب ابعتباره نظاما ونسقا لكن سرعان ما ينتقد هذا التعريف ويعدله إىل التأكيد على اخلاصية البنيوية لألدب دون الوظيفية وهلذا يذكر حد التخييل قائال '' فإذا كان كل شيء يدخل يف عداد األدب هو ابلضرورة ختييلي فإن كل ختييل ال يعد ابلضرورة أداب'' 6 وقد انقش جون سريل القضية ذاهتا يف متييزه بني اخليال واألدب إذ جعل هذا األخري يقوم على األول بينما الثاين على النقيض من ذلك ويعزى حتديد أدبية نص ما إىل القارئ يف حني حيدد املؤلف وحده طبيعة عمله إنكان خياليا أم ال. 7 أفضى سؤال األدب ومفهومه ابملسدي إىل ربطه ابللغة ألهنا عماده فبها يكتب وتتحدد مضامينه وقضاايه ويبدو تعريف الناقد لألدب تعريفا لسانيا بنيواي ال خيرج عن ثنائية اللسان والكالم عما هو اجتماعي وفردي مبعىن بنيوي ووظيفي يشري إىل ذلك قائال '' إمنا الذي نعنيه عند قولنا إن األدب هو وليد اللغة وهو رهينتها هو أن نسبة األدب وكذلك انتماءه ال يتسنيان يف غالب األمر إال ابالعتماد على اللغة اليت يكتب هبا ذلك األدب وسواء أقلنا: أدب العرب وأدب اليوانن وأدب اإلفرنج وأدب األملان أم قلنا: األدب العريب واألدب اليوانين واألدب اإلفرجني واألدب األملاين فإننا نتجه يفكل ذلك حنو اللغة اليت خط هبا األدب الذي نتحدث عنه''. 8 وهذا التعريف حيمل خاصية األدب املدركة بواسطة اللغة وليس مبجرد الوسيلة األدائية فخاصية اللسان النظامي واالجتماعي تتعالق خباصية الكالم الفردي الذي يتنزل يف سياق القول وتقرير االنتماء. البد إذن من البحث عن عالقة األدب خبطاب النقد أو كيف ميكن التأسيس خلطاب نقدي لألدب وماهي القواعد واآلليات اليت يقوم عليها النقد وخيضع هلا النص األديب. حقيقة النقد اليوم تتجاوز العرف املتعارف عليه ذلك الذيكان يقوم على التمييز بني اجليد والرديء فقد أضحى النقد '' معرفة وهو معرفة من طبيعة خاصة إذا نظرت إليه من زاوية الفن قلت إنه علم الفن القويل وإذا نظرت إليه من زاوية اللغة قلت إنه علم القول الفين وال يغري ذلك شيئا من أنه علم لألدب ال ينازعه أحد يف أن يكون له من اللغة جهازه االصطالحي'' 9 فالنقد اسرتاتيجية 197
زايين لبية معرفية وعلمية وتقعيدية لفهم النصوص األدبية بواسطة اللغة وعن طريقها وهذا يتيح للدارس الناقد أن ينتج نصا موازاي للحقيقة والواقع. يكمن هدف النقد يف بناء حوار واع وصريح مع املادة األدبية ألجل بناء معرفة نقدية جديدة حتاكي النص األصلي ذلك أن '' النقد الذي هدفه استكشاف مادة األدب عن طريق مقاييس العقل وضوابط املنطق وأدوات اإلدراك بغية الوعي خببااي الظاهرة اجلمالية يتحول بطبيعة أمره إىل إبداع نص جديد تقتضي لغته لغة النص الذيكان موضوع النظر والتمحيص لدى الناقد فتتماهى اللغتان لغة النص املوضوع ولغة النص احملمول عن طريق حماكاة النص الناقد للنص املنقود'' 10 مبعىن أن النقد اليهتم بتفسري األدب أو شرح مضامينه وإمنا ينفذ إىل كشف طاقاته الداخلية ليبين نصا حياكي ذلك النص من حيث املعرفة. لقد أسهم التطور العلمي واملعريف الذي شهده الدرس اللساين يف بلورة مفاهيم جديدة للنقد األديب فبدأ النقد خيطو خطوات عميقة إىل العلمية يف حماولة لبناء نسق جديد للممارسة النقدية تتجاوز مساءلة املنتج وسلطته إىل سلطة النسق وبنية النص لرصد الثوابت اللغوية وحتوالهتا فقد '' حتولت مهوم النقد من نصوص املبدعني إىل البحث عن األدب يف حد ذاته ومل يعد ما يقوله األديب إال مطية يتوسل هبا الناقد ليمسك بتالبيب األدب يف ومسه ويف صياغته ويف مرماه'' 11 فاألدب إذن موضوع للنقد والنقد يشتغل حيال الظاهرة اإلبداعية من انحية والظاهرة اللغوية والتواصلية من انحية أخرى. إن قضية العالقة بني النسق األديب وخطاب النقد لدى املسدي أتخذ بعدا معرفيا عميقا يتجاوز وصف العملية إىل تشييد نظري هلا ومهه يف ذلك بناء آليات للنقد تسهم يف حتليل النص األديب انطالقا من بنيته اللغوية وظواهره األسلوبية ومظاهر الشعرية فيه فالناقد يتوسل إىل األدب مبنهجية وعدة معرفية مناسبة تصبو إىل حتليل وحدات النص وأجزائه دون أن حيتكم إىل سلطة املؤلف وما حييط ابلنص من مرجعية فيتم الرتكيز على الوظيفة التواصلية واجلمالية يف اآلن ذاته ألن األدب نسق لغوي ومعريف وتواصلي وليس جمرد تعبري عن العواطف الذاتية واجملتمعية إنه انتماء خاص مللكة اللغة ونسق اللسان وخاصية الفرد املتكلم والنقد على املسار ذاته يبين مفاهيمه وتطلعاته لبناء معرفة إنسانية تتعدى خريطة املكان. 198
النسق املعريف للخطاب النقدي لدى عبد السالم املسدي اثنيا: النسق املعريف خلطاب نقدي حداثي: تقوم سيمياء التواصل النقدي على اسرتاتيجية داخلية وخارجية وعلى جمموعة من البنود املكونة مليثاق التواصل واليت من مسلماهتا أن يواكب الناقد حركة التحديث وحركة تطور جمتمعه وهبذا تكون اسرتاتيجية خطابنا النقدي '' جزء من التزامنا ابلواقع التارخيي الذي ننخرط فيه وجزء من ارتباطنا بطبيعة اجملتمع الذي عنه صدران وفيه حنيا...'' 12 تتصدر هذه الغاايت حيثيات التأسيس خلطاب نقدي لدى املسدي فهي غري منفصلة عن التجسيد النظري لضوابط وآليات تتالءم ومنطق احلداثة يف النقد بل وتصب يف جمرى حتديث اخلطاب النقدي وإجراءاته فلم يعد احلال على عهده القدمي ألن '' انفجار النظرية النقدية قد أتى إىل اجلوهر الذي حوله يتحدث النقاد فجعله جواهر وجاء إىل موضوع النقد فجعله مواضيع: من احلديث عن األدب إىل احلديث عن النص مث عن الكتابة فعن التلقي...'' 13 فمن تذوق النص وإبداء حكم معياري أويل إىل بناء نص يوازي النص اإلبداعي وهكذا دواليك. حيدث االنتقال من اللغة الوصفية)األدب( إىل اللغة الواصفة)النقد( عرب مسالك خطابية خمتلفة ذلك أننا يف '' النقد نتحدث ابللغة عن اللغة فنقيم خطااب انطالقا من النظر يف خصائص خطاب آخر'' 14 مبعىن أن العملية النقدية تسمو إىل منطق توليد املدلوالت من دال واحد أو عدة دوال فالنص عالمة والعالمات سريورة أتويلية '' فمناط النقد من أي األسالك مسكنه ليس إال كشفا حلجب املعىن من وراء حلل اللغة'' 15 واملعىن يف ذاته متجدد جتدد القراءات النقدية. يبني املسدي خطواته املنهجية حنو التأسيس خلطاب نقدي وممارسة نقدية ضمن إطار مزدوج ينتقل فيه بني ضوابط نسقية تنطلق من النص وتنتهي إليه وبني مؤشرات خارجية كالتاريخ وضوابط التدوين وحيثيات القيمة من أجل كشف شعرية الشايب يف ديوان أغاين احلياة ف '' التقابل املنهجي بني وجهة النقد الداخلي ووجهة النقد اخلارجي قد يدخل يف زاوية استثنائية تشع عليها أضواء مغايرة ألضواء العمل األديب املألوفة وذلك حينما يقوم لدينا خارج نص الشعر شاهد هو ليس كسائر شواهد التاريخ اليت حيتكم إليها النقد التوثيقي ولكنه هو اآلخر نص مث هو نص نقدي صاحبه هو صاحب النص الشعري الذي نتناوله ابلنقد''. 16 199
زايين لبية إن احلداثة يف األدب تعين ختلص األديب من املألوف وتتعلق ابلصياغة واملضمون وهذا '' مبجموعه حيدد اخلصائص األسلوبية اليت يسكب األديب يف قوالبها مادته اللغوية فينحت منها جهازا أدائيا يصدق عليه حكم احلداثة كلما أحسن فتق الرتاكيب وتوليد الدالالت مما يسمح بتفجري طاقة اللغة إبداعيا'' 17 للشكل الفين والبناء اللغوي دورا مهما يف خلق احلداثة لكن ال ميكننا دائما أن أنخذه معيارا أساسا نقيم عليه هذه القضية واألمر ذاته ابلنسبة إىل املضمون فليس كل جتديد أو خروج عن املألوف أو خرق للعادة وبناء للغرابة يسمى حداثة. إن الذي يعنينا أكثر الزوج الثاين للحداثة وهو ما يتعلق ابلنقد وضوابطه املعرفية ومسالك اإلدراك فيه من حيث الصياغة واملضمون أيضا فأما '' حداثة املضمون النقدي س ل ما ينطلق من استحداث مقوالت االستكشاف عند حتديد موضوع املباشرة النقدية يف النص األديب مث مير إىل استنباط قوالب الوصف وأجهزة التشخيص بغية رسم معامل اخلطاب األديب وبعد ذلك ينتهي السلم إىل ابتكار أدوات املراوحة بني التحليل والتأليف حىت يتسىن إجراؤمها على بنية النص بفك انتظامه الظاهري مث إعادة بنائه طبقا لعناصر اجلهاز النقدي املبتكر''. 18 بينما ختتص حداثة الصياغة ابخلصائص النوعية للغة اخلطاب النقدي وما يقرتن هبا من جتديد يف املفاهيم واملصطلحات. ميكن أن نلخص دعوة الناقد إىل حداثة نقدية فيما يعرف بتأسيس نقد معريف وليس نقدا لغواي أو فنيا فغاية اخلطاب النقدي رسم مالمح فكرية انطالقا من مبدإ التوالد الوظيفي واإلبداعي بني النص األديب ونظريه النقدي حبيث '' يتحدث النقد عن األدب وإذا هو يتحدث عنه يصوغ قوال هو من جنس األدب فيكون قد ولد من النص نصا فإذا به يفتح لنفسه مسلكا جديدا إذ ال اعرتاض عليه- بعد أن يشتق من النص األديب نصا نقداي- أن يتخذ نصه النقدي موضوعا لعملية نقدية جديدة تفحص مراتب التنضيد بني بنية الدوال وبنية املدلوالت''. 19 فالنقد هبذا التصور احلداثي يفجر مضامني النص األديب ويعيد صياغتها جبهاز مفهومي وفق احتماالت متيسرة دون أن تغيب داللة األدب فتتحول احلداثة إىل مظهر سليب. اثلثا: املنطلقات املنهجية خلطاب نقدي: 4.النقد اللساين والتضافر املنهجي: 200
النسق املعريف للخطاب النقدي لدى عبد السالم املسدي لقد مكن االطالع على اللسانيات بوصفها علما يعىن بدراسة اللغة دراسة موضوعية من التأسيس مليالد توجه جديد يف املعرفة اإلنسانية من حيث التنظري وإخصاب مقوماهتا فهي '' تعكف على دراسة اللسان فتتخذ اللغة مادة هلا وموضوعا. فكان طبيعيا أن تستحيل اللسانيات مولدا لشىت املعارف... وهكذا تسىن هلا أن تلتحق ابملعارف الكونية إذ مل تعد مقرتنة طإطار مكاين دون آخر وال مبجموعة لغوية دون أخرى وال حىت بلسان مادة دون آخر''. 20 ففي ظل هذا التطور استطاعت اللسانيات أن تشيد بناء نظراي حيتذى به من طرف العلوم اجملاورة وهذا ما ذكره كلود ليفي سرتاوس يف درسه االفتتاحي ويؤكد املسدي ذلك قائال '' لقد أسست اللسانيات مجلة من املقوالت النظرية والتطبيقية هي من العمق ومن الصفاء حبيث المست مرتبة القواعد املعرفية اجملردة وبذلك حتولت إىل فرضيات يف البحث ومسلمات يف االستدالل..''. 21 مما يربر طابعها التأليفي والرتكييب يف دراسة الظواهر وحتليلها للوحدات اجلزئية مث إعادة تركيبها. تقوم عالقة اللسانيات ابألدب على مبدأ احلوار واالستفادة وهو مبدأ قار للتعايش بينهما ويعززه قانون اللغة ابعتبارها الوسيط الدائم واملؤسس لعملية التواصل والتخاطب فيبدأ الوعي اللساين ابلنص األديب من حلظة تلقيهكعالمة وكدال طإلقاء األسئلة حول لغته من موقعني '' موقع يصرح به ويتمثل يف أنه لغوي يهتم بلغة األدب وموقع خيفيه ويتمثل يف أنه لغوي ولكنه متمكن من ذائقة األدب وقادر على ولوج املخازن الشعرية'' 22 وهو العامل ذاته الذي جيمعها ابلنقد األديب كنشاط وفاعلية إنسانية يقول أمحد يوسف أبن '' اللسانيات احلديثة أمدت هذه املقارابت النقدية جبهاز من املفاهيم دفعها إىل تغيري طرائق تعاملها مع النص األديب والنظر إىل بنياته اللغوية نظرة مغايرة ملا كان عليه اتريخ النقد يف السابق'' 23 مبعىن أن النقد األديب استقى مفاهيمه اإلجرائية من اللسانيات مثل التحليل احملايث والوصف ودراسة البنية السطحية والعميقة والدراسة اآلنية واحملور األفقي والعمودي مما يثري جهازه املصطلحي يف اآلن ذاته فلم يعد اليوم الناقد يتعامل مع الكلمات واجلمل وإمنا أصبح تعامله مع النصكعالمة وبنية. وعالقة النقد ابللسانيات عالقة براغماتية ونفعية ابلدرجة األوىل فالنقد يسعى إىل حتديث أسسه املعرفية ابالندماج هبا وفق '' مبدأ التوظيف فهو بذلك تضافر نفعي وهو ككل عالقة 201
زايين لبية انتفاعية حمكوم بقانون االستثمار ومرصود مبعيار االستعجال حبثا عن املردود األجنع واألسرع'' 24 فالغائية حتدد مسار التفاعل البيين بينهما ويبقى النص األديب األداة اليت تظهر عليها نتائج تلك التجربة ألن أول '' ما يلتجئ فيه اليوم انقد األدب إىل علم اللغة خيص ميدان اللسانيات النظرية اليت تسمى أيضا اللسانيات العامة وختتص ابلبحث عن مقومات الكالمكظاهرة بشرية مطلقة بغية حتسس النواميس املشرتكة الرابطة بني خمتلف أبنية اخلطاب ويف هذا اجملال حتاول النظرايت النقدية استلهام خصائص الظاهرة اللغوية يف موضوعها ومادهتا وحتوالهتا حسب مراتب الكالم'' 25 قطع النقد اللساين لألدب شوطا كبريا وهي حلظات معتربة يف اتريخ االقرتان بني اللسانيات والنقد تبدأ من '' مرحلة الدال وكانت املرحلة الثانية متقيدة بلحظة املدلول فإن األفق اجلديد الذي نسعى إىل أتسيسه يتقيد بلحظة الداللة: أي حلظة االنصهار الذهين اليت ميحي فيها حضور الدال بصفاته الفيزايئية وخيرج فيها املدلول من كينونته األنطولوجية ذات اإلحياء اهلالمي'' 26 فاللساين ال يبحث يف حقيقة النص األديب وليست غايته شرح عالماته والوقوف على خصائصه الشعرية واألدبية إنه يسعى إىل استكشاف الظواهر اللغوية والداللية ضمن بنود املدارس اللسانية وحتوالهتا. 0.النقد البنيوي سلطة النسق ووهم احملايثة: أتخذ البنيوية أبعادا خمتلفة لدى املسدي فهو يعاجلها يف كتابه "قضية البنيوية" من حيث بعدها التكويين واملعريف واملنهجي والنقدي والفلسفي والرتبوي كما يطرح عالقتها ابألدب والنقد مقدما جمموعة من االعرتاضات كنماذج تقعيدية لدراسات سابقة دون أن يصرح عن موقفه منها فنلفيه يف حمطات كثرية يقر هبا كممارسة إال أنه يغرق يف اجلانب التنظريي دون مالمسة الواقع التطبيقي ولعل الناقد يلح بصورة أو أبخرى على ضرورة فهم البنيوية كطرح معريف قبل استثماره كمنهج نقدي. فالنقد البنيوي حتليل األدب مبنهج عقلي ومبعايري موضوعية دون إغفال مادته اللغوية اليت تندرج يف إطار الفن ويوضح صالح فضل غاية البنيوية يف '' إبرازكيفية تركيبه واملعاين اليت تكتسبها عناصره عندما تتآلف على هذا النحو فالشكل األديب عند البنائية جتربة تبدأ ابلنص وتنتهي معه'' 27 فالنقد كما يصف فضل يركن إىل العمق بدل العرض ويتسم ابلشمولية ويقوم على القيم 202
النسق املعريف للخطاب النقدي لدى عبد السالم املسدي اخلالفية والتحليل احملايث ويؤكد أمحد يوسف هذه الفرضية يف حتديده له أبنه '' يتعامل مع النص على أنه موضوع أو أي شيء مكتف بذاته ال يهتم إال بنسقه الداخلي. هلذا وصف النص من وجهة نظر املنهج البنيوي أبنه تنظيم خالص من األشكال والعالمات'' 28 فالتحليل البنيوي ينفذ إىل النص األديب كأي منطوق كما حدده تودوروف بكونه مصنوعا من اجلمل اليت بدورها ختضع ملستوايت خمتلفة من الكالم فال قيمة ألي مقوم سياقي وال إلبداء الرأي كل الثوابت موضوعية لدراسة املتغريات. تتمثل وظيفة الناقد البنيوي يف املعاينة والوصف واإلدراك وهي مهمة منوطة مبعايري شكلية وموضوعية '' فاألدب هو نفسه موضوع علم األدب كما أن الشعر هو موضوع علم الفن الشعري وهكذا اهتموا ابألصوات واإليقاع وابلصورة الفنية واالستعارة والعروض يف عالقتها املتبادلة'' 29 فإدراك اخلصائص اللغوية دون اجلمالية ينبع من االهتمام ابألثر األديب ذاته دون النظر يف ظروفه اإلنتاجية وبذلك يتلخص هدف الناقد يف '' تقدمي معىن للعمل األديب من بني املعاين الالمتناهية اليت يقبلها النص وحيددها القراء بدراسة اللغة اليت اعتربها أساس كل عمل أديب أما املؤلف فال يتعدى دوره دور الناسخ الذي يستمد نصه من اللغة وينتهي ابنتهائه'' 30 ومرد ذلك القراءة النسقية. إن النظر يف خصائص النقد البنيوي يقود إىل متثل خطواته املنهجية واليت حددهاكلود ليفي سرتاوس يف الرتكيز على الوظائف الداخلية لألنساق الصغرى مث إدراك العالئق اليت تربطها ببعضها البعض بعد ذلك جيب تقسيم التعبري اللغوي إىل عناصر حمددة حىت حيد من التأويل الالهنائي لينتقل إىل العالقات االستبدالية والرتكيبية 31 فالتحليل البنيوي منهجي وعلمي يهتم ابلكشف عن '' العناصر اللغوية األوىل اليت تتكون منها القصيدة بدءا من احلروف وتقابل ما يسمى يف علم األصوات)ابلفونيمات( مث الوحدات الصرفية )املورفيمات( مث مناذج الرتاكيب األساسية على مستوى النحو وكل هذه العناصر تشكل اخليوط األوىل اليت يتم منها نسج القصيدة سدى وحلمة'' 32 فهذه اخلطوات املنهجية جتنح ابلنقد إىل املوضوعية وتؤسس منوذجا عامليا لدراسة األدب يفرتض الناقد البنيوي أنه موجود فيحاول حتديد البناء الكلي ملوضوع أدبية األدب. 203
زايين لبية قضية اقتحام النص األديب ومربرات حتليله جعلت املسدي يطرق ابب املسألة من وجهة نظر خمتلفة فهو يرى أبن '' املبدأ املنهجي املقرر يعتزم الولوج إىل بنية النص الداللية من خالل بنيته الرتكيبية ولكن هذا يصدق عند أول اتصال ابلنص أما الناقد فإنه يتقبل النص وهو قارئ له مث يتناوله وهو انقد وعندئذ كأمنا يصطنع عند املمارسة النقدية أنه غري مدرك للمضمون ليحاول تربير الوصول إليه من خالل النسيج اللغوي''. 33 املكاشفة النقدية تنطلق من حتليل اخلصائص الرتكيبية إىل حتديد الوحدات الكلية وهذه املكاشفة تضطلع صناعة منوذج نقدي انطالقا من النسيج اللغوي يف جتليه ويف مستواه السطحي والعميق قصد تدعيم فرضيات ستصبح الحقا مسلمات. طامتة: يف هناية البحث توصلنا إىل النتائج التالية: يعد النقد معرفة وهذه املعرفة ذات صلة ابلعلوم مجيعا وهو مبثابة البوصلة اليت تؤسس فضاء للتفاعل والتوجيه يتميز اخلطاب النقدي لدى عبد السالم املسدي مبجموعة من اخلصائص اليت جتعله خطااب منهجيا ومعرفيا يتعلق ابلنص يف ذاته عاجل الناقد جمموعة من القضااي اليت تتعلق بطبيعة النقد مثل األدب وعالقته ابلعلوم املعرفية وعالقة النقد ابحلداثة وأتيت هذه احملاولة لتحديد اإلطار املرجعي لنسق اخلطاب النقدي عنده تبني املعاينة املنهجية لبعض املنتخبات منكتب املسدي تضافرا بني العلوم واملناهج هنل املسدي من اللسانيات فجعلها قوام الدرس النقدي وآلته وقد استقى أدواته اإلجرائية منها فجمع بني النقد البنيوي واألسلويب وكسر حاجز مقولة النسق املغلق لصاحل النسق املفتوح على السياق التارخيي. إحاالت البحث: 1 محمد نبيل الصغير تشريح المرايا في نقد مشروع عبد العزيز حمودة منشورات االختالف الجزائر ط 1 5112-1341 ص 121 2 عبد السالم المسدي في آليات النقد األدبي دار الجنوب للنشر تونس دط 4991 ص 441 3 عبد السالم المسدي في آليات النقد األدبي ص 113 204 4 عبد السالم المسدي األدب وخطاب النقد دار الكتاب الجديدة المتحدة بيروت لبنان ط 1 5113 ص 11
النسق املعريف للخطاب النقدي لدى عبد السالم املسدي 205 5 6 تريزيقان تودوروف مفهوم األدب ترجمة منذر عياشي النادي الثقافي األدبي بجدة المملكة العربية السعودية دط 1991-1311 ص 41 تريزيقان تودوروف مفهوم األدب ص 35 7 Cf., John Searle, sens et expression, Etude de théorie des actes de langage traduction et préface par Joëlle Proust, édition 1992, Pars p102 8 9 عبد السالم المسدي األدب وخطاب النقد ص 54 ص 19 10 عبد السالم المسدي المصطلح النقدي مؤسسات عبد الكريم عبد هللا للنشر والتوزيع تونس دط دت عبد السالم المسدي المصطلح النقدي ص 19 11 عبد السالم المسدي في آليات النقد األدبي ص 111 12 13 14 15 16 عبد السالم المسدي األدب وخطاب النقد ص 31 عبد السالم المسدي األدب وخطاب النقد ص 11 عبد السالم المسدي المصطلح النقدي ص 19 عبد السالم المسدي في آليات النقد األدبي ص 11 عبد السالم المسدي أبو القاسم الشابي في ميزان النقد الحديث نشر وتوزيع مؤسسات عبد الكريم بن عبد هللا تونس دط ص 31 17 عبد السالم المسدي النقد والحداثة مع دليل ببليوغرافي دار الطليعة للطباعة والنشر بيروت لبنان ط 1 1914 ص 13-14 18 20 عبد السالم المسدي النقد والحداثة ص 11 19 عبد السالم المسدي النقد و الحداثة ص 59 عبد السالم المسدي التفكير اللساني في الحضارة العربية الدار العربية للكتاب طرابلس ليبيا ط 5 1911 ص 11-19 21 عبد السالم المسدي مباحث تأسيسية في اللسانيات دار الكتاب الجديد المتحدة بيروت لبنان ط 1 5111 ص 15 22 عبد السالم المسدي األدب وخطاب النقد ص 51 23 أحمد يوسف القراءة النسقية ووهم المحايثة منشورات االختالف الجزائر الدار العربية للعلوم ناشرون بيروت لبنان ط 1 1351 ه- 5111 م ص 19 24 25 عبد السالم المسدي األدب وخطاب النقد ص 11 عبد السالم المسدي النقد والحداثة ص 44 26 عبد السالم المسدي األدب وخطاب النقد ص 51 27 صالح فضل البنائية في النقد األدبي دار الشروق القاهرة ط 1 1319 ه- 1991 م ص 555
زايين لبية 28 30 31 أحمد يوسف القراءة النسقية ص 513 آمال بناصر أثر الدراسات البنيوية في النقد األدبي الحديث رسالة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه 29 تخصص لسانيات إشراف سيدي محمد غيثري قسم اللغة العربية وآدابها جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان الجزائر 5113-5114 ص 11 آمال بناصر أثر الدراسات البنيوية في النقد األدبي الحديث ص 11 ينظر عبد العزيز حمودة المرايا المحدبة من البنيوية إلى التفكيك سلسلة عالم المعرفة العدد 545 المجلس الوطني للثقافة واآلداب الكويت دط 1991 ص 111 32 سعد عبد العزيز مصلوح اللسانيات والنقد أوراق بينية عالم الكتب القاهرة ط 1 5111 ص 31 33 عبد السالم المسدي قضية البنيوية دراسة ونماذج دار أمية تونس ط 1 1991 ص قائمة املصادر واملراجع: املراجع العربية: 11 أمحد يوسف القراءة النسقية ووهم احملايثة منشورات االختالف اجلزائر الدار العربية للعلوم انشرون بريوت لبنان ط 1 1351 ه- 5111 م. تريزيقان تودوروف مفهوم األدب ترمجة منذر عياشي النادي الثقايف األديب جبدة اململكة العربية السعودية دط 1991-1311 سعد عبد العزيز مصلوح اللسانيات والنقد أوراق بينية عامل الكتب القاهرة ط 1 5111 صالح فضل البنائية يف النقد األديب دار الشروق القاهرة ط 1 1319 ه- 1991 م عبد السالم املسدي املصطلح النقدي مؤسسات عبد الكرمي عبد هللا للنشر والتوزيع تونس دط دت. عبد السالم املسدي أبو القاسم الشايب يف ميزان النقد احلديث نشر وتوزيع مؤسسات عبد الكرمي بن عبد هللا تونس دط دت. عبد السالم املسدي األدب وخطاب النقد دار الكتاب اجلديدة املتحدة بريوت لبنان ط 1 5113 عبد السالم املسدي التفكري اللساين يف احلضارة العربية الدار العربية للكتاب طرابلس ليبيا ط 5 1911 206
النسق املعريف للخطاب النقدي لدى عبد السالم املسدي عبد السالم املسدي النقد واحلداثة لبنان ط 1 1914 مع دليل ببليوغرايف دار الطليعة للطباعة والنشر بريوت عبد السالم املسدي يف آليات النقد األديب دار اجلنوب للنشر تونس دط 1993 عبد السالم املسدي قضية البنيوية دراسة ومناذج دار أمية تونس ط 1 1991 عبد السالم املسدي مباحث أتسيسية يف اللسانيات دار الكتاب اجلديد املتحدة بريوت لبنان ط 1 5111 عبد العزيز محودة املرااي احملدبة من البنيوية إىل التفكيك سلسلة عامل املعرفة العدد 545 اجمللس الوطين للثقافة واآلداب الكويت دط 1991 حممد نبيل الصغري تشريح املرااي يف نقد مشروع عبد العزيز محودة منشورات االختالف اجلزائر ط 1 5112-1341 األطاريح: آمال بناصر أثر الدراسات البنيوية يف النقد األديب احلديث رسالة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه ختصص لسانيات إشراف سيدي حممد غيثري قسم اللغة العربية وآداهبا جامعة أيب بكر بلقايد تلمسان اجلزائر 5113-5114 املراجع األجنبية: John Searle, sens et expression, Etude de théorie des actes de langage traduction et préface par Joëlle Proust, édition 1992, Pars 207