مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" جامعة برج بوعريريج املجلد: 02 االقتراض البذخي في اللغة العربية وأثره في الخطاب التربوي Lavish Borrowing in the Arabic Language and its Effect on the Educational Discourse أ. المهدي حاجي المعهد العالي للدراسات التطبيقية في اإلنسانيات - جامعة قفصة )تونس( mahdi.hajji21@gmail.com تاريخ اإلرسال: 0808/80/40 تاريخ القبول: 0808/82/81 ملخص: نعرض يف هذه الورقة العلمية ظاهرة االقرتاض البذخي borrowing) (lavish اليت تعرف يف احلقل املعجمي field) (lexical باالقرتاض املعجمي borrowing) (Lexical الناتج عن الرتف والبذخ اللغوي والذي يزيد عن احلاجة والضرورة حماولني يف ذلك تتب ع األسباب اليت تقف وراء تناميها يف األوساط التعليمية والرتبوية دون أن نغفل يف ذلك عن رصد مظاهر البذخ فيها وحماولة تبني جتلياهتا الل غوية والرتكيبي ة وذكر تأثرياهتا املعجمية يف الل غة العربية ويف اخلطاب الرتبوي speech) (eductional وتبني تأثريات عوامل اإلعالم واهليمنة الثقافية والسياسي ة يف تنامي هكذا ظواهر معجمي ة يف اخلطاب الرتبوي وتطو رها معجميا ولغويا. الكلمات المفتاحي ة: االقرتاض املعجمي االقرتاض البذخي احلقل املعجمي اخلطاب الرتبوي. Abstract: The following paper tends to relate excessive lexical borrowing seen as Lavish and luxurious and being more than necessity.. We try to trace the causes behind its spreading pointing to its linguistic presence in educational discourse and lexis and list the impacts of information means, political and cultural hegemony in the manifestation of this lexical phenomenon and its linguistic development in educational discourse.. Keywords: Lavich borrowing, Lexical borrowing, Need borrowing, Lexical field, educational discourse
مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" جامعة برج بوعريريج املجلد: 02 مقد مة: نعرض يف هذه الورقة العلمي ة إىل ظاهرة االقرتاض البذخي Lavish( )borrowing اليت تعرف يف البحوث املعجمي ة باالقرتاض الناتج عن الرت ف والبذخ اللغوي والذي يزيد عن احلاجة والضرورة حماولني يف ذلك تتب ع أسباب تناميها يف اخلطاب الرتبوي دون أن نغفل يف ذلك عن رصد مظاهر البذخ فيها وتفه م جتل ياهتا الل غوية والرتكيبي ة وتعر ف تأثرياهتا الل غوي ة يف املتداول الل غوي الت عليمي وتبني تأثريات عوامل اإلعالم والس ياسة والث قافة وغريها يف تنامي هذه الظواهر املعجمي ة وتطو رها داخل الفضاء الرتبوي. فمعاجلة ظاهرة االقرتاض البذخي يف الل غة العربية وحبث تأثريها يف اخلطاب الرتبوي (educational speech) تفرض علينا لزاما الت ساهل عن مصادر هذا الصنف من االقرتاض ومظاهره اللغوية املختلفة وحتت م علينا البحث يف مستويات حضوره والسؤال عنه بتتب ع مظاهره اللغوية والرتكيبي ة والنظر يف مقابلها العريب وهو ما يفرض علينا أيضا الن ظر يف األسباب الكامنة وراء تنامي هذه الظاهرة املعجمية يف لغة ثرية كالل غة العربية ويدعونا إىل الت ساهل عن دواعي حضور مقرتضات غري ضرورية يف اخلطاب الرتبوي العريب الراهن وتناميها على حنو بات يثري فينا رغبة البحث يف تأثرياهتا الل غوية والرتبوية أساسا والت ساهل عن انعكاساهتا وأثرها يف الفرد املتعل م والفضاء املدرسي ليكون سؤالنا بذلك عن احللول الرتبوي ة والبدائل البيداغوجي ة والتعليمي ة اليت من املمكن أن حتول دون تفشي هذه الظاهرة يف اخلطاب الرتبوي العريب مستقبال. ولعل حماولة فهم ظاهرة االقرتاض البذخي والت طرق إىل مظاهرها يف اخلطاب الرتبوي ورصد أسباهبا وفهم تأثرياهتا هي الغاية اليت تشد نا يف هذه الورقة العلمي ة وتدعونا إىل اعتماد منهج املالحظة واالستقراء والتحليل واالستنتاج لنصل يف النهاية إىل تبني حلول وبدائل قد تفيدنا يف املستوى الرتبوي وحنن لزاما علينا أن نقرتض من لغات أخرى وندع لساننا العريب حيتك هبا لضرورات أملتها علينا روح العصر الراهن ودعتنا إىل األخذ هبا والس ري على خطاها.
مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" جامعة برج بوعريريج املجلد: 02 لذلك كان أن قد رنا حتليل ظاهرة االقرتاض البذخي يف حماور أساسية فقد رأينا أن نتناول يف احملور األو ل ظاهرة االقرتاض البذخي ونعرض إليها انطالقا من النظر يف ظاهرة االقرتاض املعجمي ككل مث نعاجل يف احملور الث اين من عملنا أسباب هذا الرت ف الل غوي يف الل غة العربية ونبحث يف مظاهره لنعرض إثر ذلك إىل تأثرياته يف املستوى الرتبوي ونطرح أثره يف الفرد املتعل م واجملتمع املنتمي إليه وخنتم حبثنا بعرض أسباب تنامي هذه الظاهرة يف اخلطاب الرتبوي دون أن نغفل أثناء ذلك عن تقدمي بدائل وحلول نقد ر كوهنا قد تكون مفيدة لنا يف الفضاء الرتبوي وتزيد لغتنا حتصينا وتقيها من الشوائب الل غوية وتثريها. وحنن نروم اخلوض يف مبحث االقرتاض البذخي وتأثرياته يف املستوى الرتبوي قد رنا أن نعتمد على مراجع معجمي ة ولساني ة فاخرتنا من املعاجم العربي ة ما خيدم مسعانا واعتمدنا منها معجم املعاين اجلامع مث استندنا إىل جمموعة من املقاالت والن دوات اليت اهتمت بظواهر االقرتاض فكان أن استندنا إىل مقال إبراهيم بن مراد الصادر عن جملة املعجمي ة سنة ألفني وواحد بعنوان "املقولة الد اللي ة يف املعجم" ومقال جودي مرداسي الصادر عن جملة الذ اكرة العدد اخلامس بعنوان"آليات توليد املصطلح"...إخل أم ا بالنسبة إىل املراجع األجنبي ة فقد وظ فنا إلجناز هذه الورقة العلمي ة جمموعة من املراجع على غرار كتاب مورو (Moreau) «sociolinguistique, concepts de base baccouche( l e (...إخل. prunts en arabe moderne( )Taib وكتاب الطيب البكوش لكن ما ميكن اإلشارة إليه يف سياق تقدمينا هلذه الورقة العلمي ة أن نا وحنن خنوض يف ظاهرة االقرتاض البذخي ونبحث يف أثرها يف الل غة العربية ويف املستوى الرتبوي قد واجهنا مجلة من الصعوبات البحثي ة لعل أبرزها ندرة امل ادة املقد مة يف شأن هذه الظاهرة املعجمية رغم كثرة الكتب واملقاالت اليت عرضت لظاهرة االقرتاض املعجمي lexical( )borrowing وقد مت قراءات من شأهنا أن تسهم يف مد املهتم بالش أن املعجمي مبجموعة من املواقف واآلراء اليت تت صل بأسباب االقرتاض الل غوي وتبحث يف مظاهره وتعرض إىل أنواعه وتدرس مستوياته الل غوي ة. 110
مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" جامعة برج بوعريريج املجلد: 02 لذلك سيكون اهتمامنا يف هذه الورقة العلمي ة بظاهرة االقرتاض البذخي لعل نا نسهم يف حتليلها وتفكيكها وتقدميها بشكل خيدم البحوث املعجمي ة ويثريها وحير ر خطاباتنا الرتبوية من هكذا شوائب لغوي ة. -4 في ظاهرة االقتراض المعجمي: نستقرئ املنجز الل غوي العريب فنلحظ توف ر اللغة العربية على آليات توليد معجمي ة خمتلفة حنو الرتمجة واالشتقاق والنحت واالقرتاض وغريه وهو ما قد يدفعنا إىل اإلطناب خالل البحث فيها وحيول دون خوضنا يف مسألة االقرتاض البذخي. لذلك اخرتنا أن نقصر اهتمامنا يف هذه الورقة العلمية يف ظاهرة االقرتاض البذخي دون أن نغفل ربطها بظاهرة االقرتاض الضروري أو اقرتاض احلاجة (Need borrowing) لضرورة منهجي ة تقتضي اخلوض يف ما هو غري ضروري انطالقا مم ا هو ضروري قد أملته )6( احلاجة الل غوية واقتضته الزامي ة سد خانة معجمي ة فارغة بعبارة فتحي مجيل وفرضته استجابة حلاجة اصطالحي ة وضرورة علمي ة ملح ة. هبذا املعىن أمكننا أن نقول إن اقرتاض احلاجة فيما اطلعنا عليه يعرب عن رغبة علماء املعجم يف مسايرة روح العصر ومواكبة املفاهيم واملصطلحات املستحدثة يف اجملاالت العلمي ة املختلفة وهو يف املعجم العريب وغريه من املعاجم قاعدة من قواعد التوليد يف املعجم وله )2( دور يف تطو ر الل غة واملعجم فاالقرتاض املعجمي عند املتكل م "من أيسر قواعد التوليد استعماال وخاص ة يف البيئات املتامخة الل غات حيل معضلة التواصل مع الواقع والتأثري فيه إم ا )3( اضطرارا وإم ا حبثا عن تعبريية ينشدها يف تقليد ناذج أخرى". وهذا يف اعتقادنا يفس ر كون االقرتاض عملي ة معجمي ة حتدث يف لغة من الل غات إم ا اضطرارا حلاجة عند مستعمل الل فظ املقرتض يف جمال من اجملاالت أو افتخارا وتقليدا لذلك رأينا أن االقرتاض يف الل غة قد تو زع إىل صنفني األو ل ضروري حلاجة ماس ة والثاين بذخي لرتف لغوي وحماكاة وتقليد. يقول احلبيب النصراوي: "هلذا يصن ف الد ارسون االقرتاض مبفهومه العام إىل صنفني: أحدمها إبالغي )dénnotatif( ويتعل ق بتسمي ة األشياء
مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" جامعة برج بوعريريج املجلد: 02-0 واملفاهيم اليت تظهر يف بلدان أجنبية وآخر إحيائي )connotatif( وهو غري ضروري يرجع )1( إىل رغبة املتكل م يف الت أقلم مع واقع اجملتمعات الر اقية ومفاهيمها املهيمنة حضاريا". وهو ما يعين يف تفسرينا أن ظاهرة االقرتاض البذخي غري ضرورية فالفرد يف تقديرنا لذلك مثلما يفرط يف أكله ولباسه قد يفرط يف كالمه ولغته ليفتخر ويعرب عن الر فاهي ة والرت ف والت طاول )5( وحيق ق ظاهرة االقرتاض البذخي أو املفرط والكثري. لذلك سنحاول خالل العنصر الالحق الذي رأينا تسمي ته بمظاهر االقرتاض البذخي أن نرصد مظاهر االقرتاض البذخي ونالحظ مظاهر االفتخار والرتف يف املفردات املقرتضة يف املستوى الرتبوي دون حاجة إليها. مظاهر االقتراض البذخي: نتتب ع ظاهرة االقرتاض البذخي فنلحظ دخوهلا مبفرداهتا وتراكيبها يف مجيع املستويات الرتبوية واإلعالمية والثقافي ة وغريها وهو ما جيعل من حماولة حصر مظاهرها املعجمية أمرا عسريا لذلك سنحاول وحنن نعرض إليها أن حنصر اهتمامنا يف رصد مفرداهتا وتراكيبها يف اخلطاب الرتبوي دون سواه حماولني يف ذلك أن نربز تأثري ظواهر هذا الرتف الل غوي يف خطاب املعل مني واملتعل مني داخل األطر الرتبوية العربي ة. /4-0 اقتراض المفردات والعبارات: لعل أو ل ما يشد نا خالل حبثنا يف أثر ظاهرة االقرتاض البذخي يف الل غة العربية يف اخلطاب الرتبوي هو زخم حضور املفردات املقرتضة من الل غات األجنبية على غرار الفرنسية واألنقليزية لذلك سنعمل يف هذا العنصر على رصد بعض هذه املقرتضات على وجه البذخ والرت ف ال غري حماولني يف ذلك عرض مقابلها الص حيح يف الل غة العربية وتبني تأثرياته الل غوية يف اخلطاب الرتبوي العريب لنحل ل يف عناصر الحقة تأثريات اقرتاضها يف املستوى الرت بوي. فاملفردات املقرتضة على سبيل البذخ ال احلاجة الحظنا من خالل استقرائنا للخطاب الرتبوي أهن ا تغزو الل غة العربية بشكل الفت إذ أن تتب عنا للمتدوال الل غوي الرتبوي يف مجيع مستوياته وبني كل أطرافه يربز لنا تواتر مثل هذه العبارات وحضورها املكث ف وهو ما يعين
مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" جامعة برج بوعريريج املجلد: 02 يف اعتقادنا أن الل غة العربية يف احمليط التعليمي للمتعل مني )تالمذة أو متعل مني( تعيش يف صراع مرير ودائم مع الل غات املقرضة )الفرنسية واألنقليزية أساسا( لغات الت عليم املفروضة وتعاين من تداخل بغيض ومتواصل مع هذه الل غات فقد الحظنا مثال أ ن العربية تتداخل )1( مع الفرنسية يف بلدان املغرب العريب مث األنقليزية وتتداخل يف املشرق مع األنقليزية مث الفرنسية فمثال وجدنا أن الل غة العربية يف تونس تتشابه مع الل غة العربية يف كافة األقطار العربية األخرى وذلك يف نوعية املقرتضات البذخي ة ويف األخذ من الفرنسية واألنقليزية. يقول حسن حنفي يف ذلك: "خترتق الل غات كل ها يف األطراف ويف املركز الل غات األوروبية خباص ة األنكليزية والفرنسية إم ا حديثا أو تعبريات أو مصطلحات يف لبنان وسورية واملغرب العريب تنتشر الفرانكفونية ويف العراق واألردن واخلليج واليمن والسودان ومصر تنتشر األنغلوفونية وعلى الرغم من وجود املقابل العريب إال أن التعبري أو املصطلح األجنيب أيسر )0( على الل سان وأقرب إىل الذ هن طبيعة واصطناعا جهال أو تكل فا...". وهو ما يفس ر يف تقديرنا هلذا الر أي هيمنة املقرتضات البذخي ة الواردة على العربية من الل غتني الفرنسية واألنقليزية لعوامل استعمارية وسياسية وغريها سنعمل على ذكرها يف عناصر الحقة. لذلك فإن مالحظتنا للخطاب الرتبوي تؤك د حضور مفردات علوم االت صال احلديثة ومصطلحاهتا وما يت صل هبا من نصوص وأسانيد يف خمتلف املراحل الرتبوي ة وهو ما يعين أن ه من املمكن أن نعثر على مفردات من قبيل "أنرتنيت" و"إمييل" و"كومبيوتر" ونرصد عبارات تت صل مبيدان التصوير وأدواته حنو: "كامريا" و"فوتوشوب" و"قالريي" وغريها ونعثر على مفردات تعود إىل العلوم اإلنسانية من قبيل "إبستمولوجيا" و"أنطولوجيا" و"أكسيولوجيا"...إخل وجند أن النصوص واألسانيد الرتبوي ة اليت تتداول يف املراحل الت عليمي ة املختلفة قد تضم نت هي أيضا مفردات من احلياة العامة حنو "كوافري" و"كويف شوب" و"سييت سنرت"...إخل وذلك برغم وجود املقابل العريب حنو مفردة "شبكة االتصال" أو "الشبكة العنكبوتية" لعبارة "األنرتنيت" ومفردة "احلاسب اآليل" لعبارة "الكمبيوتر" ومفردة )8( "اهلاتف" لعبارة "التلفون" وغريها.
مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" جامعة برج بوعريريج املجلد: 02 وهكذا تواترت املقرتضات البذخية وغزت اخلطاب الرتبوي بشكل أضحت فيه أصال وصار األصل فيه فرعا فمثال إذا نظرنا إىل عبارة "شكرا" وجدنا أن مفرديت "مارسي" و"ثانكيو" قد حل تا عوضا عنها وأضحتا بديال يوميا وآنيا هلا وكذلك األمر إن نظرنا إىل مفردات من قبيل "تالون" الذي نعين به يف العربية عبارة "الكرة الكبرية" ومفردة "بارون" وكلمة "فوت" وعبارات "بورصة" و"بوسطة" و"كبسولة" و"سالطة" وغريها. وهذا يف تقديرنا يفس ر دخول البديل األجنيب يف املتداول الرتبوي واقتحامه املعجم العريب وغزوه للمراحل التعليمي ة املختلفة بديال للمقابل العريب يف الل غة الرتبوية فصارت بذلك مثال املفردات الد الة على األلوان بديال للمصطلحات املعجمي ة العربية يف جماالت الفنون التشكيلي ة والرسم وأضحت املفردات التالية "مارون" )marron( و"روج" )rouge( )9( و"بيسطاش" )pistache( و"باج" ) peige (...إخل متداولة ومألوفة رغم وجود مسميات لأللوان يف العربية. ذلك أن ظاهرة االقرتاض البذخي وفق تقدير إيناس مزوغي تتواتر أيضا خبالف األلوان يف املقرتضات الد الة على احلالة واملظهر حنو: tranquille, costumé, trafiqué, )67( refusé parfumé, وهو ما يعين أن العبارات الفرنسية واألنقليزية تدخل يف مجل عربية فتخل هبا دون أن تثريها أو تسهم يف إثراء املعجم العريب. فاملزوغي قد الحظت شيوع املفردات املقرتضة بذخيا وغزوها كل اخلطابات املكتوبة والشفوية سواء فقد وجدنا أهن ا قد عمدت يف حبثها إىل حماولة حصر مفردات االقرتاض البذخي فألفتها منتشرة يف مجيع جماالت احلياة من معامالت إقتصادية واجتماعية يومية )66( وسياسية وإعالمية وتواصل تربوي تعليمي أو غريه وهو ما يعين يف تقديرنا ملا الحظناه من مفردات مقرتضة بذخيا يف الل غة العربية أن كل البلدان العربية تشرتك يف معظمها حنو مفردات :"إمييل" و"أنرتنيت" و"تالفون" و"واتساب"...إخل غري أن العربية التونسية تبقى متمي زة عنها وهلا ما يفردها من مقرتضات بذخية يقول الطيب البكوش:"جل املقرتضات )62( املدروسة مشرتكة بني البلدان العربية لكن الكثري منها خيص العربية التونسية".
مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" جامعة برج بوعريريج املجلد: 02 ذلك أن نا لو الحظنا املقرتضات البذخية املتداولة يف اجملال الرتبوي التونسي مثال لوجدنا عبارات من قبيل:"اكسيكلي" يف مقابل عبارة "رفت" و"بياي" رديفا ملفردة "بطاقة دخول" وعبارة "كويب" يف مقابل مفردة "نسخة" و"تابلو" عوضا عن مفردة "سبورة" و"ستيلو" بديال عن كلمة "قلم"...إخل تتواتر احلضور يف املتداول الرتبوي اليومي وحىت ضمن حصص الل غة العربية نفسها وهذا يف تقديرنا يعكس أثر االقرتاض البذخي من الل غات األجنبية يف املستوى الرتبوي وهو ما سنعرض إليه خالل عناصر الحقة من حبثنا. /0-0 اقتراض التراكيب والجمل: نستقرئ اخلطاب الرتبوي العريب )الشفوي والكتايب( فنلحظ تواتر تراكيب ومجل أجنبية ضمن لغته العربية بفعل آلية االقرتاض البذخي فقد وجدنا مثال أن تركيب "قيد اإلنشاء" يعرب عنه برتكيب "حتت اإلنشاء" اقتداء بالرتكيب األنقليزي under construction والرتكيب الفرنسي en construction الرتكيب العريب "يف الت حليل الن هائي" حماكاة للرتكيب الفرنسي واألنقليزي بينما الرتكيب "أثناء التحليل اخلتامي" يعرب عن en deniére analyse in the funal analysis فشلت" بالنظر إىل الرتكيب األنقليزي بالرتكيب "احملصلة النهائية حماكاة للرتكيب األنقليزي وتركيب "إذا فشلت" يعرب عنه برتكيب "يف حال in case it failed end result وعبارة "اخلامتة" يعرب عنها )63(...إخل. فهذه الرتاكيب يف تقديرنا استعماالت تركيبية خاطئة ال تراعي القواعد الن حوية يف الل غة العربية وتقحم من قبل متكل ميها دون تعريبها ويتم حتويرها صوتيا وإبدال حروفها الال تنية حبروف عربي ة لذلك جند تراكيب من قبيل: قتل الوقت tuer le temps/ passer le temps وتركيب احلب النظيف )61( الطاهر أو احلب الصايف. l a our propre الذي يقابله يف العربية تركيب احلب ومن الرتاكيب املقرتضة بذخيا ويتم استعماهلا بتحويل األصلي الال تيين إىل حروف عربي ة نذكر أيضا ما الحظناه من استعمال لرتاكيب أنقليزية حنو "كويف شوب" الذي يعىن به مفردة "مقهى" يف العربية وعبارة "بييب" اليت تقابل يف العربية "طفل رضيع" وتركيب
مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" جامعة برج بوعريريج املجلد: 02 "سوبر ماركت" الذي يقابل يف العربية تركيب "متجر كبري" وتركيب "ويب سايت" أو "واب سايت" الذي يقابل الرتكيب العريب "موقع إلكرتوين" ومفردة "ديسكو" اليت تقابل الرتكيب العريب "مكان جتمع الشباب للرقص ومساع املوسيقى" ومفردة "شامبوا" اليت تقابل )65( الرتكيب العريب "سائل صابوين لغسيل الشعر"...إخل وهو ما يعين حلول هذه الرتاكيب عوضا عن املقابل الرتكييب العريب الصحيح وتداوله يف اخلطاب الرتبوي. فما نالحظه يف شأن هذه الرتاكيب واجلمل املقرتضة بذخيا هوكوهنا ال ختضع عادة إىل الرتمجة أو التعريب أو اجملاز باعتبارها آليات توليد معجمي متعارف عليها يف املعجم )61( العريب ومتداولة بني علماء املعجم يف الل غة العربية وإ ن ا يقع حتويل حروفها الال تنية إىل حروف عربية يتم دجمها يف مجل وتراكيب عربية خمتلفة حنو: ن سأ ن راس ل نك عرب اإلمييل والرتكيب الصحيح ن سأر اس ل نك عرب الربيد اإللكرتوين و"ننل تنق ي يف الك ويف ش وب " والرتكيب الصحيح "ب ن نضائ ع م تننو ن ن عة يف امل ت ن جر ال نكب ري " وهو ما أث ر يف اعتقادنا يف الل غة املتداولة بني األطراف ن "ننل تنق ي يف امل ق ن هى" و"ب ن نضائ ع م تننو ن عة يف السوب نر ن مار نكت " والرتكيب العريب الصحيح هو الرتبوي ة وخصوصا املتعل مني منهم. غري أن نا الحظنا أن الل غة العربية يف تونس مثال مل تكتف باالقرتاض البذخي من الل غتني الفرنسية واألنقليزية حبسب ماذكرنا بل يقرتض متكل ميها بشكل يومي من لغات أخرى كاإليطالية مثال إذ أن ه من املمكن أن نعثر على تراكيب أو مفردات تعادل تراكيب عربية مقرتضة من اإليطالية حنو: "بانو" اليت تقابل الرتكيب العريب "مغطس احلمام" ومفردة "موضة" اليت تعين يف العربية "ما يستجد من طراز جديد يف املالبس واألحذية وغريها" وعبارة )60( "روبافيكا" اليت تعين يف العربية التونسية "األشياء القدمية" أو "املالبس املستعملة"...إخل. فالل غة العربية بتونس يف تقديرنا مل تكتف باألخذ البذخي من اللغات الفرنسية واألنقليزية بل أخذت يف ما الحظنا من لغات التني ة أخرى حنو اإليطالي ة واألملانية واإلسبانية ذلك أن املفرتضات يف تقدير إيناس املزوغي على اختالف نوعها تعكس حركة مرور الكلمات وتكشف عبورها من لغة إىل أخرى ومن حضارة إىل أخرى وتربز احتكاك )68( الل غات غري أن ما نلحظه يف سياق حتليلنا لظاهرة االقرتاض البذخي يف الل غة العربية
مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" جامعة برج بوعريريج املجلد: 02-1 ورصد أثرها يف املستوى الرتبوي أن هذه الظاهرة قد تنامى حضورها يف املتداول الل غوي وخباصة املتداول التعليمي ألسباب تت صل باإلعالم وتعود إىل اهليمنة الثقافية والسياسية وغريها وهو ما ول د تأثريات متعد دة يف املستوى الرتبوي ومتداوله الل غوي لذلك سنعمل على إثارة مظاهر تأثري هذه الظاهرة البذخية يف الل غة العربية واملستوى الرتبوي أساسا ونربز أسباهبا يف العناصر الالحقة من البحث. عوامل تنامي ظاهرة االقتراض البذخي في الل غة العربية: من املالحظ يف اعتقادنا أن ظاهرة االقرتاض البذخي من الظواهر املعجمي ة الطارئة على اخلطاب الرتبوي العريب لعوامل تعود إىل اإلعالم وتتعل ق باهليمنة الث قافية والس ياسي ة وأخرى تت صل بنفسي ة املتعل م وتعود إىل ظروفه االجتماعية لذلك سنعرض يف سياق هذا العنصر إىل هذه العوامل وحناول حتديدها وغايتنا يف ذلك أن نربز مدى إسهامها يف تنمية ظاهرة االقرتاض البذخي يف لغة اخلطاب الرتبوي العريب. /4-1 الخطاب اإلعالمي وأثره في تنمية ظاهرة االقتراض البذخي في الل غة العربية: يعد اخلطاب اإلعالمي يف اعتقادنا من الوسائل املسهمة يف تنمية ظاهرة االقرتاض البذخي يف الل غة العربية وتسر ب مفردات أجنبية يف اخلطاب الرتبوي العريب بشكل آين ويومي ودون خضوعها لقواعد االقرتاض الصوتية والصرفية والنحوية والداللية. ف"الل غة )69( اهلجينة هي القاعدة والل غة الفصحى هي االستثناء". ذلك أن نا قد الحظنا أن وسائل اإلعالم من تلفاز وراديو وفايسبوك وانرتنيت وجمالت وجرائد تسهم يف تسر ب املقرتضات البذخية وتفضي إىل تنامي لغة هجينة عوضا عن الل غة العربية الفصحى يف املستوى الرتبوي فيصري اخلطأ مألوفا ويصبح الص حيح مهجورا إذ تتول د مفردات وتعابري أجنبية إىل جانب مفردات الل غة األصلية وتعابريها ومن ذلك ما تعل ق باألفعال العباري ة وهي األفعال املقرتنة بأدوات تتبعها وتتعد ى بواستطها ولنا يف ذلك أن نذكر منها مظهرين األو ل يتمث ل يف تعدية الفعل بأداة واألصل فيه التعد ي بنفسه والثاين تعدية الفعل بأداة غري اليت يتعد ى هبا ومثال املظهر األو ل تعدية الفعل "أك ند" باألداة "على" )أك ند على اخلنرب( وأصله أن يتعد ى بنفسه )أك ند اخلرب( وهذا ناتج عن النسخ أو الرتمجة احلرفية من الفرنسية ( insister
مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" جامعة برج بوعريريج املجلد: 02 )sur ومثال املظهر الثاين تعدية الفعل "أث ر" باألداة "على" بدل تعديته باألداة "يف" واألصل )27( "أث ن ر فيه القول " ال "أث ر علنيه" وهذا ناتج عن نسخ الرتكيب الفرنسي sur( ")inffuer. لذلك فإن وسائل اإلعالم تسهم يف تقديرنا ملا يف عمليات النسخ احلريف من مظاهر جتاوز لقواعد الل غة العربي ة يف دمج املفردات والعبارات األجنبية يف اخلطاب الرتبوي وتفضي إىل تدين احلصيلة الل غوية وتؤد ي إىل تسر ب األخطاء الل غوية والرتكيبية يف اخلطاب الرتبوي ومتداوله ال لغوي فاإلعالم بوسائله املقروءة واملسموعة واملرئية سلطة كبرية يف كل مناحي )26( احلياة ويف مقد متها الل غة وهو ما يفضي يف تقديرنا إىل انتشار ظواهر البذخ املعجمي ويسهم يف ترد ي الل غة العربية يف املستوى الرتبوي سي ما وأن اخلطاب اإلعالمي يلتقي يف نظرنا مع عوامل أخرى كالعوامل النفسي ة واالجتماعية وغريها ويؤد ي إىل تفشي ظواهر االقرتاض البذخي يف الل غة العربية وهو ما سنسعى إىل حتليله يف العناصر الالحقة. /0-1 العوامل الن فسية واالجتماعية ودورها في االقتراض البذخي: نستقرئ املتداول الل غوي الذي حتدث فيه املقرتضات البذخي ة فنلحظ تأثري العوامل النفسي ة واالجتماعي ة يف املتكل مني الفاعلني ضمن املستوى الرتبوي ذلك أن "املتأم ل للواقع الل غوي العريب اليوم يلحظ عد ة تغيريات متالحقة أبرزها تفشي ظواهر لسانية يف البيئة العربية الواحدة ممثلة يف التداخل الل غوي واالزدواجية الل غوية والثنائية الل غوية والتعد د )22( الل غوي وغريها اليت أثرت بشكل مباشر على العربية" ولعل االقرتاض البذخي يف تقديرنا من بني الظواهر الل سانية الناجتة عن عوامل نفسي ة واجتماعي ة فارتباط لغة بأخرى على اختالف أشكاله يت صل يف تقدير مورو باحلالة النفسي ة واالجتماعي ة للمتكلم )23( أساسا. ذلك أن نا الحظنا أن املتعل م قد يبحث عن املكانة والتفر د والتمي ز واخلصوصية الذ اتي ة داخل الفضاء الرتبوي فيدخل مقرتضات بذخية يف خطابه التعل مي اليومي إذ املتعلمون املتحدثون بلغة ما قد يشعرون باحلاجة إىل االقرتاض ليس بسبب عدم امتالك لغتهم لكلمة للمفهوم أو املوضوع املعين يف الكالم ولكن العتقادهم أن الكلمة املساوية يف الل غة املنبع هي األفضل مكانة واألعظم شأنا تبين وهو ما يفس ر يف اعتقادنا الل غات احمللي ة يف
مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" جامعة برج بوعريريج املجلد: 02 املستعمرات الفرنسي ة بإفريقيا أعدادا ضخمة من املفردات والعبارات من الل غة الفرنسية )21( وذلك برغم وجود مصطلحات أصلي ة تعرب يف هذه الل غات عن معانيها ومن املمكن توظيفها يف خطاباهتا الرتبوية وتعويد متعل ميها على استعماهلا ونطقها وكتابتها. 1-1/ التبعي ة الثقافي ة والل غوي ة ودورها في تنامي االقتراض البذخي في الل غة العربي ة: بعد أن أشرنا يف العنصر الس ابق إىل دور العوامل الن فسية واالجتماعي ة يف تنامي ظاهرة االقرتاض البذخي يف الل غة العربية وأبرزنا أثرها يف املستوى الرتبوي وحد دنا إسهامها يف تدين احملصلة الل غوية وشيوع األخطاء الل غوية والرتكيبي ة يف نسيج الل غة العربية ونظامها نبحث خالل هذا العنصر يف أثر التبعي ة الثقافي ة والل غوي ة يف تنامي هذه الظاهرة حماولني يف ذلك إبراز تأثرياهتا الرتبوي ة سيما يف املستويات القيمي ة والثقافي ة احملق قة للهوي ة العربية. فما نالحظه أن الل غة تت صل بالث قافة واهلوي ة وتتأث ر بتأث ر ناطقيها بالظروف الثقافي ة والسياسي ة فتونس وغريها من البلدان العربي ة واإلفريقية قد خضعت كما هو معلوم إىل حقبة استعماري ة تول دت عنها تبعي ة لغوي ة وثقافية متظهرت أساسا يف إلزامي ة تدريس لغة املستعمر )الفرنسية/ األنقليزية( وضرورة استعماهلا يف جماالت الرتبية واإلدارة والطب وغريها ولقد ذكر حسن حنفي أن عامل تدريس الل غة األجنبية قد تكاتف مع عوامل الشعور بالنقص أمام األجنيب املستعمر فأسهم يف انتشار املفردات واملصطلحات األنقليزية والفرنسي ة يف الل غة العربية رغم وجود املقابل العريب. يقول: "يف لبنان وسورية واملغرب العريب تنتشر الفرانكفوني ة ويف العراق واألردن واخلليج واليمن والسودان ومصر تنتشر األنغلوفونية وعلى الرغم من وجود املقابل العريب إال أن التعبري أو املصطلح األجنيب أيسر على الل سان وأقرب إىل الذ هن طبيعة واصطناعا جهال أو تكل فا وتدفع عقدة الن قص أمام األجنيب إىل )25( هذه الظاهرة إلخفائها أو الستكماهلا". وهذا يف نظرنا يفس ر تكاتف العوامل النفسية مع ماهو ثقايف ولغوي إلعالء شأن الل غات األجنبية يف األوساط الرتبوي ة العربية وإثبات جدارهتا يف اخلطاب الرتبوي اليومي مقابل الل غة العربية األم ذلك أن نا قد الحظنا أن ظاهرة إقبال الن اشئة يف العصر احلاضر على تعل م الل غات األجنبية قد أضحت يف مجيع جماالت التعليم وفرضت يف جل اخلطابات
مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" جامعة برج بوعريريج املجلد: 02 )21( الرتبوية العربية وهو ما يعين أ ن الصراع املرير الذي تعيشه العربية مع هذه الل غات األجنبية قد ول د يف تقديرنا قصورا يف الكفاءة الل غوية لدى املتعل مني داخل الفضاء الرتبوي وأسهم يف ضعف اجلانب القيمي والث قايف وأفضى إىل اغرتاب الفرد املتعل م عن ثقافته ولغته يف حميطه الرتبوي ذلك أن النظر إىل الفرنسية مثال بكوهنا لغة النخبة واعتبار العربية مقابل )20( ذلك لغة العام ة اليت ال تصلح إال للش عر وال جتاري التقد م والت نمية قد أد ى يف اعتقادنا إىل ضعف لغتنا العربية برغم ثرائها املعجمي وأبعد املتعل مني عن اإلقبال على تعل مها مقارنة بتعل مهم لل غات األجنبية االستعماري ة. بناء على ذلك نعتقد كون ظاهرة االقرتاض البذخي تؤس س لت بعي ة لغوي ة ومعجمي ة للغات أجنبي ةكالفرنسية باعتبارها لغة استعمارية واألنقليزية لكوهنا لغة استعمارية مث لغة العصر وهو ما ول د ضغطا على الل غة العربية وبات يهد د كياهنا املعجمي ويبعدها عن صميم اهلوي ة العربي ة إذ مل تعد الل غة العربية يف نظرنا مع هذه االخرتاقات املعجمي ة اليت تشو ش بناها الل غوية والرتكيبية قادرة على جتسيم جمموع اخلصائص اليت متي ز اجلماعة العربية فلغة التعليم كما اخلطاب اإلعالمي والنفوذ االستعماري والعوملة صارت هتد د كيان العربية وقد تقصيها تدرجييا وهو ما جعل احممد جربون يعترب لغة الت عليم من التحد يات اليت تواجه )28( اهلوي ة العربية يف العصر الراهن إىل جانب العوملة ونفوذ النموذج الغريب وهذا يدعونا ضرورة إىل القول أن ه حلماية لغتنا العربية وصون هويتنا ال بد يف تقديرنا من ات باع سياسة تربوي ة تقي جماالتنا الرتبوية من مظاهر االقرتاض البذخي وحتمي تراكيب العربي ة ومجلها ومفرداهتا من العبارات الواردة يف حشوها دون فائدة وبال إفادة تذكر اتباعا للخطابات اإلعالمي ة غري املدروسة وافتخارا باملنهج الغريب ولغته ومبا أن الرتبية جمال شديد الص لة بالل غة فال بد من ترشيد سياساهتا التعليمي ة وتوجيه اخلطاب اإلعالمي إلنتاج لغة عربي ة سليمة واالبتعاد عن املقرتضات البذخي ة اليت ال تفيد متكل ميها بشيء دون استحضار املقابل املعجمي الصحيح. وهنا نعتقد كون مصطلح االقرتاض البذخي قد ال يفي بتوصيف ما نالحظه من انسالخ لغوي يف مستوياتنا التعليمي ة وخطاباتنا الرتبوي ة أو يف خطابنا اإلعالمي املتلفز أو املكتوب أو الفايسبوكي فقد بات خطابا هجينا ال يستجيب ومقتضيات ضرورة احلفاظ 110
مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" جامعة برج بوعريريج املجلد: 02 على الل غة باعتبارها احملد د األو ل لنجاحنا الرتبوي والتعليمي فال سالمة للغتنا العربية من هذا االنسالخ إال برتشيد اخلطاب اإلعالمي وتوجيهه خلدمة اخلطاب الرتبوي وضبط أسس براجمه وتوجهاته الل غوية حفاظا على سالمة معجمها من املفردات املعرب ة عن االنسالخ الثقايف واحلضاري. خاتمة: خضنا خالل هذه الورقة العلمي ة يف ظاهرة االقرتاض البذخي يف اللغة العربية وأبرزنا مظاهرها الل غوية والرتكيبية وأشرنا إىل ناذج من املفردات والرتاكيب اليت تعرب عن البذخ الل غوي فخلصنا إىل خطإ إدماجها يف اخلطاب الرتبوي ورصدنا تأثريها الس ليب يف املتعل مني فتبي نا تأثرياهتا الل غوية والثقافي ة والتعليمي ة مث طرحنا يف سياق ثان أهم العوامل املسهمة يف تنامي هذه الظاهرة املعجمي ة وبي نا مدى تأثريها يف الل غة العربية واهلوي ة وقد رنا يف ختام حبثنا يف أسباب هذه الظاهرة املعجمي ة ضرورة التن به إىل السياسة الرتبوي ة حلماية لغتنا وصون معجمها من ظواهر ال تعدو أن تكون سوى نشازا يف النظام املعجمي وال حتق ق املعىن والت عبري املرجو خالل العملي ة الرتبوي ة ذلك أن عملية االقرتاض البذخي يف تقديرنا ال متت للحاجة املعجمي ة بصلة وختتلف كما أشرنا سابقا خالل عناصر حبثنا عن ظاهرة االقرتاض الضروري الذي خيضع لقواعد حنوية وإمالئية وصوتية ويسهم يف حتويل املقرتضات الل غوي ة من أصلها الال تيين أو الفارسي إىل املعجم العريب لتفيد داللة وحتق ق قصدا. واالقرتاض البذخي هبذا املعىن عملي ة انسالخ لغوي تفيد هجر مستعملي العربية ملفردات لغتهم واستعماهلم ملفردات غربي ة غري معر بة من الفرنسي ة واألنقليزية واإليطالي ة وغريها وهو ما جيعل من خطاباهتم الرتبوي ة والتعليمي ة خطابات هجينة وتفتقر إىل قواعد سالمة الل غة وشروط احرتام املعىن املراد ويعكس يف اعتقادنا انسالخات لغوي ة معجمي ة تعرب عنها املقرتضات املستعملة يف اخلطاب الرتبوي على سبيل البذخ واالفتخار والتقليد ال احلاجة والضرورة.
مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" جامعة برج بوعريريج املجلد: 02 الهوامش واإلحاالت )6( - فتحي مجيل: يف مفهوم االقرتاض الداليل جملة املعجمية ع 61 60 دد جامعة منوبة تونس 2776 ص 275.)نسخة الكرتونية(. )2( - احلبيب النصراوي: التوليد باالقرتاض يف مصطلحات الصيدلة خالل القرن الثالث اهلجري )التاسع )3( - ن. م ميالدي( تطبيق على كتاب املنصوري يف الطب للر ازي جملة املعجمية ع 27 دد تونس 2771 ص 83. )نسخة الكرتونية( )1( - ن.م ص 83. )5( - معجم املعاين اجلامع https : //www. Almaany.comdict,ar ar )1( - أمحد حممد املعتوق: احلصيلة الل غوية: أمه يتها- 6991 ص 262. مصادرها- وسائل تنميتها عامل املعرفة أوت )0( - حسن حنفي: اهلوية واالغرتاب يف الوعي العريب املركز العريب للد راسات واألحباث: الل غة واهلوي ة يف الوطن العريب: إشكاليات تارخيية وثقافية وسياسية ط 6 2763 ص 691. )8( - ن.م ص 690. )1( - Ines mzouchi : intègration des emprunts lexicaux au français en arabe dialectal tunisien, halarchives- ouvertes.fr linguistique, université de cergy pontoise, français,2015,p284. (10) - ibd, p285-286 (11) - Ibid ; p196-p290. (12) - Taib baccouche : l e prunts en arabe oderne, baїte al- hikma- cartageinstitut bourguiba les langues vivantes, collection études et recherches, bulletin critique des annales, tunis,1994,p12. «les plupart des emprunts étudiés sont communs à tous les pays arabes, mais beaucoup sont spécifiques à l arabe tunisien». (13) - عبد الرمحان السليمان: عبارات وتراكيب دخيلة منتديات عتيدة لغة ولسانيات مراجع الل غوي. www.atida.org, 9-9-2006 - ن.م. )61( )65( - سكاي برس www.sky pres iq.net )61( - جودي مرداسي: آليات توليد املصطلح: االقرتاض الل غوي آلي ة جملة الذ اكرة العدد 5 جامعة باتنة}دت{ ص 285. www.sky pres iq.net )60( - سكاي برس
مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" جامعة برج بوعريريج املجلد: 02 )01( -Ines mzoughi : intégration des empurts lexicaux au français en arabe dialéctal tunisien, halarchives-ouvertes.fr, linguistique- université de cergy pontoise, français,2012,p14 «les emprunts supposent un ouve ent de passage des ots d une langue à une autre et d une civilisation à une autre par suite d un contact des langues» ندى عود العمار: وسائل اإلعالم ودورها يف احلفاظ على الل غة العربية: حبث املؤمتر الدويل الثالث )69( - للمجلس الدويل لل غة العربية: االستثمار يف الل غة العربية ومستقبلها الوطين والعريب والدويل 67-0 ماي 2761 كلية اإلعالم بغداد. )27( - نر مقنع: يف االقرتاض املعجمي منتديات جواهر ستار التعليمية 66-71- 2761. beber. ahlammada. Com T 55669 - Topic -كفاية اهلل حممد أشرف مهداين أعوان: تأثري الل غة األجنليزية على اللغة العربية اإلعالمية ص 365.www.abgadi.net)dpzwwiwm - نور الد ين درمي: أثر الت داخل الل غوي يف العملية التعليمية جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف )26( )22( اجلزائر }دت{ ص 660. (11) - Moreau ML: Sociolinguistique concepts de base, bruxelles, maragada, p94. «il faut distinguer entre la notion de contact de langues, correspond à un état individu, qui maîtrise selon «psyco-socio» linguistique plus d un code, et celle de blinguis e, qui correspond d advantage à un état collectif (la socioété)». )21( - حممد أدام جربيل: ظاهرة االقرتاض بني الل غات: األلفاظ العربية املقرتضة يف لغة الفور نوذجا املؤمتر الد ويل للغة العربية 2775 ص 63. )25( - حسن حنفي: اهلوية العربية واالغرتاب يف الوعي العريب املركز العريب للد راسات واألحباث: الل غة واهلوي ة يف الوطن العريب: الكرتونية(. إشكاليات تارخيية وثقافية وسياسية ط 6 2763 ص 691. )نسخة )21( - أمحد حممد معتوق: احلصيلة اللغوية: أمهي تها مصادرها وسائل تنميتها عامل املعرفة عدد 262 أوت 6991 ص 8 61. ص- )20( - مشاتة خري الد ين: إشكالية الل غة العربية يف اجلزائر بني خمل فات االستعمار وضغط العوملة املركز العريب للد راسات واألحباث ط 6 2763 ص 660. )28( - احممد جربون: الل غة واهلوي ة العربية يف الوطن العريب: إشكاليات تارخيي ة وثقافية وسياسية املركز العريب لألحباث والد راسات ط 6 2763 ص 56.