Downloaded from: justpaste.it/mawaly_ بسم االله الرحمن الرحيم ق س م ال تص م يم والم ون ت اج ق س م ال رف ع وال نش ر يقدم.. هذا هو السبي..لمن يجهله!!
مقدمة بعد السبي الذي أوقعه جنود الله المجاهدين بأعدائه المعاندين من الملاحدة أليزيدية قامت الدنيا ولم تقعد تنديدا بما صنعوا وتسابق مشايخ السوء وكل من له لسان من التوافه إلى الشاشات يتبرؤون من هذا الفعل ومن فاعليه بل واجتهدوا في الكتابة والكلام مدللين ومعللين بتجريمه وتحريمه بل ربما وصل الأمر ببعضهم إلى أن ينفيه إطلاقا ويلغيه من القرآن والسنة كل هذا توددا
وتحببا إلى الأخدان من أهل الصليب الذين فضلوهم على أهل التوحيد وتحقيقا )لمصلحة( الدعوة إلى الإسلام زعموا! أما بحث الموضوع من الناحية الشرعية فله أهله الذين أنزلوا هذا الفقه المحفوظ على واقع الحروب الحالية وإن أولئك القوم المخاصمين برغم أن معظمهم ممن يحسب على أهل العلم والفقه لا يكادون يقرؤون الحرف في هذا الباب وما نحوه من الأبواب كضرب )الجزية( مثلا أما )الجهاد( فهم يفرون منه فرار حمر من قسورة! هؤلاء المشايخ وفيها نظر كلمة مشايخ إن ع ني بها التكريم أثرت عليهم الحياة العصرية التي تحكمها وتسی رها المفاهيم والأعراف الدولية )الطاغوتية( إلى درجة جعلتهم ينكرون مفاهيم في الشريعة الإلهية المنزلة بل ويتعبون أنفسهم في تأويلها حسب ما يرضي أهواء النفوس ونزغات القلوب مما جعلهم مثلا يدخلون مصطلح )حقوق الإنسان( )وحدة الأديان( )السلام بين الشعوب( )الديموقراطية(...ألخ من العناوين التي يخالفها حتى مشرعيها أنفسهم يدخلونها في الإسلام ويزعمون أن لها أصلا فيه فيقولون: الديموقراطية هي الشورى والسلام هو سماحة الإسلام وهكذا بتفسيرات فاسدة وتحريفات حاشدة حتى جعلوا الإسلام في أذهان الناس دينا تافها أسيرا لما سواه من الأديان والمسلم ساذجا مهانا بين البشر. قال تعالى: "وأنزلنا إليك الكتاب بالحق م صدقا لما بين يديه م ن الكتاب ومهيمنا عليه" وقال: "و ل ا ت ه ن وا و ل ا ت ح ز ن وا و أ نت م ال ا ع ل و ن إ ن ك نت م م و م ن ين " وفي شأن السبي فإن غاية ما يجب على المسلم تجاهه إذ أنه حكم شرعي ثابت بالكتاب والسنة فعله النبي عليه السلام وأصحابه وأتباعه من بعده أن يستسلم لأمر الله تعالى دون مجادلة وأن يجعل هواه وقناعاته تبعا لما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى: "و م ا ك ان ل م و م ن و ل ا م و م ن ة إ ذ ا ق ض ى الل ه و ر س ول ه أ م ر ا أ ن ی ك ون ل ه م ال خ ی ر ة م ن أ م ر ه م " بل إن المخاصمة في ذلك
قد تؤدي بالمسلم إلى الردة عن الإسلام وانتقاض التوحيد الذي هو أصلا ت مث ل الطاعة للإله الموح د والانتهاء عما نهى وإلا شارك إلهه آلهة أخرى )طواغيت( كالهوى مثلا والآدميين يمتثل حكم عقولهم وقوانينهم نابذا حكم شرع الله عز وجل ورادا إياه. ومما لا شك فيه أن إعادة هذه المفاهيم إلى أذهان عوام المسلمين باعتبار أننا استثنينا خاصتهم من العلماء لأنها من المفترض أن لا تغيب عن بالهم يمر بعقبات كثيرة ويحتاج إلى مزيد من الوقت كون الأمة كانت مغيبة لقرون عن دينها بل عن جهادها وتسی دها الأمم ولأن هذه الأحكام ش وهت فكريا إلى درجة كبيرة فالأعداء صوروا للبسطاء من المسلمين أن )أسر النساء والأطفال( مثلا وحشية وشهوانية وبدائية إلى غير ذلك ورسخوا في عقولهم تلك الصور السيئة من بعض العصور الإسلامية التي شاع فيها اللهو والغناء والأشعار الفاحشة والخمر واتخاذ الغانيات واحتفالات القصور الصاخبة كالذي حصل في بعض أيام الأندلس. والإعلام العربي الساقط يعرض لهم هذا في )مسلسلاته( وأفلامه كما في )حريم السلطان( وغيره مما ول د لدى بعضنا خجلا من دينه وتحرجا منه والعياذ بالله استنادا إلى هذا الفهم السقيم من الراقصات والراقصين لحكم شرعي جليل وحل فقهي حكيم لو بحثت في كل الدنيا لن تجد عند أعقل العقلاء حلا أفضل منه بل حتى يقاربه للمعضلة التي سنناقشها لاحقا بإذن الله. ولكننا نذك ر بأربع نقاط هامة: الأولى: أن واجب المسلم الموحد كما قلنا التسليم لأمر الله مهما كان مادام ثابتا مقطوعا به وأن رد ذلك أو الاستهزاء به يخرجه من ملة الإسلام. الثانية: أن تمام العبودية لله عز وجل أخذ الأمر من غير تقليب ولا تفتيش ولا نظر في موافقته للعقل أو الفكر بل الاستسلام للنقل مباشرة إلا أن يزيد ذلك التأمل والتدبر من إيمان المرء ويدفع عنه ش به شياطين الجن والإنس فإن الله تعالى فطر الناس على التوحيد وأمرهم به والفطرة السليمة من
المفترض أن تنقاد مباشرة للأمر الإلهي فوجود الخلق دليل على وجود الخالق سبحانه وتمامه وانسجامه دليل على وحدانيته جل جلاله ولكنه مع ذلك دعاهم للتفكر والتأمل في السماوات والأرض وفي أنفسهم فإن ذلك مما يزيد الإيمان ويؤنس النفس ولا شك أن للعقل مكانة معينة لا يرفع ولا يخفض عنها قال تعالى: " وقالوا لو كنا نسمع أو نعق ل ماكنا في أصحاب الس عير". والعقل الصحيح عادة لا يتعارض مع النقل الصحيح وتتفاوت العقول في مدى إدراكها للأمور واستنباط الحكمة والغاية منها ولكن يجب التسليم بأن عقول البشر ناقصة فهناك أمور قد لا تبلغها أفهامهم القاصرة كما في أمور )الغيبيات( مثلا وهنا ينبغي أن ت رجع العلة عند عدم الفهم إلى العقل نفسه لا إلى النصوص المقطوعة الثابتة. الثالثة: أن المبالغة في الاستناد إلى العقول في قبول الأحكام والأوامر أمر ممقوت شرعا بل وی دخل الإنسان إلى الفلسفات والخزعبلات التي قد تفضي به إلى الكفر والزندقة ومادون ذلك من المعاصي وبهذا ضلت بعض الفرق عن منهج أهل السنة والجماعة إذ اتكلت إلى عقلها الناقص فوكلها الله إليه. ولتتضح الصورة أكثر بعض المشتغلين بالدعوة إلى الإسلام هذه الأيام يحاول تحسين فكرة الجزية وهي الحسنة ولكن كما قال الشاعر: ما حيلتي فيمن يرى**أن القبيح هو الحسن للنصارى وللمسلمين فيقول أن الجزية إنما ف رضت عليهم كضريبة مثل الضرائب التي تسرقها الحكومات من جيوب المسلمين وأن فرضها عليهم دون المسلمين ذلك لأنه في حال هجوم عدو على دار الإسلام فإنهم لا ی طالبون بالقتال مع جيش المسلمين فهذه الجزية تعتبر حماية لهم وصيانة هكذا يلف بها ويلطفها بينما الله سبحانه تعالى يقول: "حتى يؤتوا الجزية عن يد وهم صاغرون" فأصل ضرب الجزية إنما هو استصغار لهم واحتقار وهذا لا ينفي طبعا المراحم الأخرى في عدم أخذها من المرأة والشيخ والصبي وأن تكون بالمستطاع دفعها من القادر منهم من غير تعجيز.
فالأحكام الشرعية والأوامر الإلهية لا يجوز أن يخفيها الإنسان ويستحي منها أو يحرج وأقل ما هنالك سوء الأدب مع الله تبارك وتعالى فكأنه يعيب حكمه وينكر حكمته ويريد أن )يعد ل( والعياذ بالله في الشريعة حتى تصح وفي هذا خطر عظيم عظيم قال تعالى: "ك ت اب أ نز ل إ ل ی ك ف ل ا ی ك ن ف ي ص د ر ك ح ر ج م ن ه...". الرابعة: تخص الرسالة فالقسم الأول منها تعرية لهؤلاء السفهاء الذين يرمون المجاهدين بأقذع الألفاظ لما امتثلوا الأمر الإلهي والسنة النبوية في أسر النساء والقسم الآخر منها هو تجلية لبعض الأمور في قضية السبي وعرض لبعض الحكم العظيمة في مشروعيته وفي الأول دفع لعادية المعاند وفضحه وفي الثاني كشف لشبهة طالب الحق من المحبين. ]1[ تعرية للمنافقين الكرام ولست أميل عن خير لشر **ولست أص د عن ن ص ح ولكن ناصحي يا ناس لص **أراه سارقا يمشي أمامي! إي والله لو كان هذا الخصم المتشدق بأقواله التي يعتبرها نصائح من أهل التقوى والطهارة لاستمعت إليه ولكن المصيبة أن لسان العفة هذه الأيام يتذوق الخمر في الحانات فمن يتحدث الآن عن الطهارة هم أنجس الخلق. أولا : الليبراليون من صحفيين وكت اب وإعلاميين وغيرهم من الفساق والملاحدة فمن العجائب في هذا الزمان وهذه السنوات الخداعات أن يعمل الإنسان سيئة ثم يعير بها بريئا غيره فالعميل من الحكام والملوك يتهم المجاهدين بالعمالة والإرهابي من الدول والتكتلات يتهم دولة الإسلام بالدموية والإرهاب والشهواني من التوافه يتهم الأطهار بهذا!
ولايخفى على الجميع حال أولاء المتهتكين أخلاقيا وفطريا وأسفارهم إلى الشرق والغرب ليقضوا حوائجهم في استتار أو في العلن وسعيهم الدؤوب إلى تخريب المجتمعات الإسلامية ونشر الرذيلة فيها بكل وسيلة بدءا من هذه المنابر الإعلامية التي يشغلونها. وقد ذكرني حالهم بإحدى مناظرات الشيخ أحمد ديدات رحمه الله حين استشاط القس المحاور غضبا وقال بوقاحة فيما معناه أن الإسلام دين يقدس الشهوة ويحتقر المرأة إذ يبيح التعدد فما كان من الشيخ إلا أن قال له باسما : "التعدد حل لمشاكلكم أنتم" ثم راح ينكد عليه يذكر نتائج الحضارة الغربية المتخلفة التي زعمت تحرير النساء ومشاكل الخليلات والأخلاء والأطفال المشردين في الشوارع انتهت المناظرة بانتصار الشيخ وارتجت الساحة الإعلامية بعد ذلك بفضائح هذا القس )الجنسية( كما يسمونها والذي أصر في مناظرته على تجريم الزواج بأكثر من واحدة وتحدث عن حبه الشديد لزوجته واستغرابه ممن يخون أو يتخذ زوجة مع زوجته!! ولو كان هؤلاء صادقون في دعواهم حرصهم على )الحرية( فلماذا نراهم يتحدثون عن سبي مستجد قليل بالنسبة إلى غيره ثم لا نراهم يتحدثون عن سبي غير شرعي ومستمر )تجارة الرقيق الأبيض والأسود( في أوروبا وغيرها! هذا إن لم يكن كبراؤهم أصلا قد ارتادوا هذه المتاجر يوما واشتروا سلعة بشرية منها! ثانيا : مشايخ الشهرة وعلماء السلاطين ومن في فلكهم من المقلدة والجهلة فهؤلاء علا نباحهم حتى جاوز أصوات الأوائل وتغلبوا عليهم في العويل واللطم لأنهم وجوه دينية في نظر البسطاء من الناس فإذا نظرت إلى حالهم وجدتهم لا يتمثلون مايدعون إليه ويبكون عليه فمنهم من أسرف على نفسه حتى اشتهر مزواجا بين معارفه ومنهم من تخصص في خطبة الكواعب الأبكار دون غيرهن يلتقطهن من بلاد المسلمين المنكوبة سفرا قاصدا لهذا بدل أن يجاهد بينما تجده يتحدث عن حكمة الإسلام
في التعدد لحفظ الأرامل والأيتام إلى غير ذلك ويمثل بالنموذج النبوي الذي كانت نساؤه كلها من الثيبات عدا واحدة وكما في الأثر "في آخر الزمان علماء يزه دون الناس ولا يزهدون.." ألخ من صفات م ن هيئاتهم هيئات الرهبان وقلوبهم أنتن من الجيف. وهم أنفسهم من يثبط الشباب عن النفير ويهزؤون بتشوقهم إلى الشهادة وما يترتب عليها من النعيم كالحواري والجواري إلى غير ذلك. وهم أنفسهم الذين ی سل مون النساء الحرائر في كل مكان إلى السبي من الكفرة والمرتدين هم أهل الدياثة الذين لم تهزهم آلاف القصص في هتك الأعراض واغتصاب الحرمات حتى في أرضهم وبين ظهرانيهم لا والله ليست الشهامة والعفة والأخلاق لأمثالهم وحتى الرحمة قد ن زعت من قلوبهم فلا يسمح لهم أن يتلبسوا بها ونقول لهم ولأمثالهم: حرروا الحرائر أصلا من السجون ثم اسعوا إلى تحرير الإماء! ونقول لهم إذ يغلب على أكثرهم السحنة النجدية وماذا عن ما يملكه ابن سعود من العبيد والجواري في قصوره القذرة هو لا زال يملك الكثير منهم وهم يخدمون طغيانه حتى اللحظة فلماذا لا تهفو قلوبكم الرقيقة إلى إعتاقهم بل إن ابن سعود قد أفسدهم ورباهم على الفجور والخبائث فأين محاضراتكم الدعوية لهم وأين وعظكم أيها )المشايخ( وإن هؤلاء وأضرابهم يعلمون يقينا حال المجاهدين في هذا الزمان وأن الواحد منهم يعيش ويموت وهو لم يرتبط بامرأة واحدة! وحتى المتزوج منهم يغيب عن أهله الشهور وربما السنين فأنى لهم الاشتغال بهذا..في زمن إهانة الدين وتسلط الكافرين هنيئا لهم خرجوا يدافعون عن أعراض السنة فطعن السنة في أعراضهم! ]2[
ح ك م في السبي لاشك أن سبي نساء قوم محاربين لله ورسوله معاندين لشرعه ودينه فيه من الإذلال لهم وكسر شوكتهم ما فيه وسابقا كانت الشعوب أو القبائل تتقاتل مع بعضها من أجل أغراض الدنيا فتأخذ الأموال وتسبي النساء والأطفال وتقتل الرجال ولكن الإسلام هو الثقافة الوحيدة التي لا تحلل القتال وتوابعه أبدا إلا بإذن خالق هذه النفوس وخبيرها سبحانه فالمسلم لا يقاتل في سبيل مال أو وطن أو غير ذلك ولا يسبي أيضا في ذلك فقتل البشر حق لا يملكه إلا مالك البشر الله وحده وإذا عرفت هذا عرفت سمو هذه الثقافة بين الثقافات البشرية القديمة منها والحديثة والتي كانت ومازالت تتصارع على حظوظ الدنيا وتحكم قوانينها أهواء البشر المتقلبة فيأكل القوي فيها الضعيف والكبير الصغير. ولكن ماذا عن الجزء الضعيف في المجتمع هل يعتبر الأسر له في مثل هذه الحال ( حال الحرب( من القسوة أم من الرحمة في الحقيقة هو سؤال يشحذ العقول الراجحة لتفكر فيه. على العكس تماما مما يتبادر إلى بعض الأذهان هو في جانب الرحمة والرفق ليس في جانب الوحشية كما يزعمون! كيف ذلك إن المرأة في الثقافة الإسلامية كيان غير مستقل في قراراته والإسلام يعتبرها تبعا للرجل فطرة وإجبارا ليس اختيارا حتى على مستوى المجتمع فهي الجزء الذي لا يملك أمر نفسه أصلا حتى يملك أمر غيره وبالتالي فلا يؤاخذ بذنب الجزء الآخر على اعتبار أنها ليست صاحبة القرار. وعلى هذا فإن الشرع يبني حكمه في عدم قتل النساء والولدان مالم يقاتلن أو يقاتلوا في حال الغزو بل تراه من عدله وإحسانه لا يطالبها بالجزية إن هي رفضت الإسلام وأقامت على نصرانيتها أو يهوديتها في دار الإسلام ولم يكن
لها عائل ليس هذا فحسب بل تكفل بلقمتها من بيت مال المسلمين!!! )إذا كانت من قوم رضوا بالجزية عن القتال طبعا (. ولهذا فحتى نفهم المشروعية من أسرها يجب أن نفهم أن الأسر بالدرجة الأولى هو إحياؤها أصلا وإلا لحقت بقومها المحاربين المعاندين في القتل. بعد هذا المدخل يمكننا أن نتأمل في هذا الحكم لنعلم المغزى منه فلماذا مثلا لم يعطها الحرية إذ أعطاها الحياة وأعطاها بدل ذلك الاسترقاق )والحكم شامل للأطفال ومن في حكمهم من الرجال( عندما تغزو الجيوش الإسلامية بلاد المعاندين تعود بأعداد هائلة من السبايا والأطفال لتدخلهم إلى المجتمع المسلم والمعضلة العظمى أن جل هؤلاء من الضعفاء الذين لا يسترزقون بأنفسهم ويحتاجون إلى من يعيلهم ويقوم على شؤونهم كما أنهم يأتون بثقافتهم الدينية معهم وبتقاليد وأفكار أخرى شعبية قد يعارضها الإسلام فهم يحتاجون إلى التعليم وبلغة أخرى )التأهيل( وإعادة بنائهم من جديد على التوحيد وحتى من لم ی سل م منهم يناله حظ من التربية في مجال الأخلاق والثقافة ولهذا فنحتاج إلى دمجهم في المسلمين حتى يتجانسوا معهم ومع الوقت لا يصبح هناك فارق بينهم وبين المسلمين وتتابع أجيالهم وقد انسجمت مع المجتمع المسلم تماما وی تجنب رفض الفريقين أحدهما للآخر. وفي حال لم ننزل التبعية على هؤلاء الأفراد فإن أمرهم لن يخرج عن حال واحدة وهي تركهم يدبرون أمور أنفسهم بمصطلح )الحرية( وهذا يعني ضياعهم في الطرقات وتشريدهم في الشوارع فست جنى المفاسد من هذا بالتأكيد وهو ظلم لهم ابتداء إذ لم يراعى ضعفهم واحتياجهم وسيكون مآلهم أن يجتمعوا في أحياء أو قرى خاصة بهم وأن تحمل صدورهم الحقد والحنق على المجتمع وهنا تبتدئ مشكلة جديدة. وحتى لو سعى الوالي إلى حشدهم في بيوت أو دور ليجري عليهم أرزاقهم فسيظلون في عزلتهم ولن تلبث خزانة بيت المال أن تنفد بعد مدة قليلة!!!
إن أساس الانسجام في أي مجتمع إنساني يقوم على رابطين اثنين: 1.رابط النسب والقرابة )الرحم(. 2.رابط التزاوج والمصاهرة. "وجعلناكم ش عوبا وقبائل لتعارفوا". وهذه الأعداد الهائلة من البشر الذين أتى بهم المسلمون إلى دار الإسلام لا يمكن أن ی دمجوا في المجتمع إلا بأحد هذين الطريقين وقد تعذرت الطريق الأولى لاستحالتها )ليسوا أقارب( فليس هناك سوى الطريق الثانية )التزاوج( حتى تبنى العلاقات بينهم وبين المسلمين. فإن قال قائل: لا بأس تزاوج ولكن ليس بالبيع والشراء بل كأحرار فتكون السبايا زوجات لهن كامل الحقوق كالحرة. نقول: ضع في بالك أنها أعداد هائلة )حقيقة( ی راد لها أن تمتزج في المجتمع المسلم بأسرع وقت لأن بقاءها في عزلتها لوقت طويل يدمرها ويدمر المجتمع بالحال التي أسلفنا ثم تأمل في أحكام النكاح للمرأة الحرة سيلزم من يريد الزواج مثلا أن يقدم المهر وكثيرون لا يقوون عليه كما سيلزمه حقوق كثيرة أخرى ومن المشاهد أن المعددين في الرجال قلة فكثير منهم يخاف ألا يعدل فيلتزم بالأمر الإلهي "فواحدة" هذا وإن هناك حدا شرعيا للعدد فلا يكون في ذمته إلا أربع ومن حكم التعدد المعروفة الفرق في العدد بين الرجال والنساء إذن تغلب النساء الرجال في الكثرة ويزداد ذلك في مواسم الحروب والملاحم إذن ماذا فستبقى الكثير الكثير من النساء السبايا بلا تزويج إذا عوملت كالحرة ونرجع لنفس المشكلة! فلا مناص من إلقاء بعض التكاليف عن الرجال تحقيقا لهذه المصلحة العظيمة بل وإشراك ذوات الأموال من الحرائر في رعاية هذه الجموع الوافدة على الدولة الإسلامية )تسمية عامة( فهي مسؤولية الجميع من القادرين حسنا يمكن
أن ی عبر عن )السبي( بالمرحلة الانتقالية تمهيدا لإدخال هذه الجموع الغريبة على المجتمع ودمجها فيه. والاسترقاق مع ذلك ليس حكما ماضيا هكذا بلا أي تنظيم ففيه من الأحكام ما يجهلها أغلب المعارضين من الحمقى اليوم حتى أن بعضهم يتحدث عن اختلاط الأنساب الذي سيحدث إذ تباع المرأة وتشترى! لم يعلم المسكين أن هناك عدة شرعية لابد أن تمر لتحقيق براءة الرحم وهلم جرا من الحماقات والجهالات والله المستعان. إن الإسلام هذا الدين العظيم قد حفظ حق حتى الحيوان فكيف بالإنسان الذي لا يقارن بغيرة من المخلوقات. وحقوق هذه الفئة كثيرة كثيرة..ولمن أرادها يرجع إليها في أبوابها من الفقه ولكننا نشير إشارات بسيطة لبعضها بل لأهمها حتى تتجلى الصورة. في الحقوق من أظهر حقوق العبيد وأهمها حق النفقة حيث ی لزم السيد بهم في مأكلهم ومشربهم وكسوتهم ومسكنهم تماما كأولاده! ومن حقوقهم مراعاة أحوالهم وعدم حرمانهم من حاجاتهم في النوم والراحة إلى غير ذلك. ومن حقوقهم حفظ كرامتهم وعدم إذلالاهم أو معاملتهم كالحيوان. أعتق ابن عمر رضي الله عنهما مملوكا له ثم أخذ من الأرض عودا أو شيئا فقال : ما لي فيه من الأجر ما يساوي هذا! سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( م ن ل ط م م م ل وك ه أ و ض ر ب ه ف ك ف ار ت ه أ ن ی ع ت ق ه ( رواه مسلم. مع أن الواحد منا قد يضرب أبناءه وهم أحب الناس إليه تأديبا لهم أو حتى في حال الغضب ولكن في حال الرقيق فقد رتب على ضربه العتق!!
وكان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه إذا مشى بين عبيده لا يميزه أحد منهم لأنه لا يتقدمهم ولا يلبس إلا من لباسهم. ومر عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوما فرأى العبيد وقوفا لا يأكلون مع سادتهم فغضب وقال لمواليهم : ما لقوم يستأثرون على خدامهم ثم دعا الخدم فأكلوا معهم. ومن حقوقهم عدم تكليفهم ما لا يطيقون فلا ت كلف المرأة بعمل الرجل ولا ی كلف الصغير بعمل الكبير ولا تجمع عليه الأعمال وأن يراعى في سقمه أو حزنه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ه م إ خ و ان ك م ج ع ل ه م الل ه ت ح ت أ ی د يك م, ف م ن ج ع ل الل ه أ خ اه ت ح ت ی د ه, ف ل ی ط ع م ه م م ا ی ا ك ل, و ل ی ل ب س ه م م ا ی ل ب س, و ل ا ی ك ل ف ه م ن ال ع م ل م ا ی غ ل ب ه ف ا ن ك ل ف ه م ا ی غ ل ب ه ف ل ی ع ن ه ع ل ی ه ) رواه البخاري ودخل رجل على سلمان رضي الله عنه فوجده يعجن وكان أميرا - فقال له : يا أبا عبد الله ما هذا! فقال بعثنا الخادم في شغل فكرهنا أن نجمع عليه عملين! بل إن الإسلام اهتم حتى بألقابهم وكره أن ينادوا بالعبد والأمة "لا يقولن أحدكم عبدى وأمتى ولكن ليقل فتاي وفتاتي" وهذا الحديث وإن كان ذكره الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب في باب )لا يقول عبدي وأمتي( من كتاب التوحيد تأدبا مع الله وتأكيدا لتحقيق التوحيد حتى في مثل هذه الألفاظ إلا أنه يشمل التلطف في مخاطبتهم ومناداتهم بألقاب يحبونها "كفتاي" أو حتى "أخي" )هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم...(. ومن حقوقهم فرض الإعتاق لهم في عدة حالات كموت سيدهم فبموت السيد ينعتق كل عبيده وإمائه. وإذا أنجبت الأمة من سيدها أصبحت "أم ولد" لا يجوز بيعها وشرائها وفي هذا احترام لحقها كون الولد لا يستعبد والده وكذلك حتى لا يحصل تفريق بينها وبين فلذات كبدها.
في الواجبات يراعي الإسلام حال المملوك واختلافه عن الحر لهذا فقد خفف عليه كثيرا من الواجبات تجاه حتى مالكه الحقيقي الله عز وجل!! وهذا من عدل الله وحكمته إذ لم يساوي بين غير المتساويين. فنجده أسقط عنه صلاة الجمعة والجماعة وكثيرا من الفروض الأخرى. وحتى في العقوبات فقد فرق بين العبد والحر على اعتبار أن للعبد الدافع الأكبر للجريمة بحكم وضعه وفي حد الزنا مثلا يجلد العبد أو الأمة خمسين جلدة وهو نصف الجلد للحر والحرة. ومن اللطائف أن ننقل هذا النص للإمام الكاساني في بدائع الصنائع 7/97 فأما إذا عم النفير بأن هجم العدو على بلد فهو فرض عين ی فترض على كل واحد من آحاد المسلمين ممن هو قادر عليه لقوله سبحانه وتعالى: )ان ف ر وا خفافا وثقالا ( )التوبة: من الآية 41 ( قيل: نزلت في النفير وقوله سبحانه وتعالى: )ما كان لأهل المدينة ومن حولهم م ن ال ا ع ر اب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه( )التوبة: من الآية 90 ( ولأن الوجوب على الكل قبل عموم النفير ثابت لأن السقوط عن الباقين بقيام البعض به فإذا عم النفير لا يتحقق القيام به إلا بالكل فبقي فرضا على الكل عينا بمنزلة الصوم والصلاة فيخرج العبد بغير إذن مولاه والمرأة بغير إذن زوجها لأن منافع العبد والمرأة في حق العبادات المفروضة عينا مستثناه عن ملك المولى والزوج شرعا كما في الصوم والصلاة وكذا يباح للولد أن يخرج بغير إذن والديه لأن حق الوالدين لا يظهر في فروض الأعيان كالصوم والصلاة والله سبحانه وتعالى أعلم. حول الخدمة والخدم إن قانون الحياة في أي مجموعة بشرية يقوم على قائد وأتباع من أكبر وحدة اجتماعية "الدولة" بوجود ولي الأمر أو الحاكم إلى أصغر وحدة وهي
"الأسرة" بتسيد الأب وقيامه على عياله. فحق القائد أن يأمر وی طاع وحق المأمور أن يرعى أميره مصالحه ويقوم عليه. والقائد غالبا يكون مميزا بخصائص جسدية ونفسية تجعله قادرا على تحمل المسؤولية تجاه أتباعه "بسطة في العلم والجسم". ولهذا فإن علاقة السيد والخادم ليست من الغرابة أو الإذلال في شيء فهذا قانون كوني أزلي أتباع ومتبوعين. والخدمة التي هي مما تتضمنه الطاعة هي التسخير الذي جعله الله بحكمته بين البشر وهي عنوان التناغم الحاصل بينهم فلا يوجد إنسان لا يخدم فالخياط يخيط للخباز قميصه والخباز يخبز للخياط خبزه والرجل يعمل خارج البيت لتعمل المرأة داخله والعكس ولكن مراتب الخدمة تتفاوت بتفاوت القدرات والطاقات والله يرفع ويخفض ويقبض ويبسط. ولكن "التسخير" يكون بين الأفراد والأفراد أيا ما كانوا فهو يستند إلى القدرات والحاجات التي تتفاوت فرديا لا بين المجتمعات والمجتمعات فلا يكون بين الشعوب والشعوب وإلا تحول إلى "سخرية" )لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم( فالعلة هنا أن أولئك القوم الذين سخروا منهم ربما يكونون أفضل وأخير فهو لا يتعلق بالأجناس والأشكال واللغات والألوان والفرق الجوهري بين الاثنين أن التسخير يحصل برضى الإنسان وبمحض إرادته بينما السخرية تكون عكس ذلك. ولهذا عد الله سبحانه ما كان يفعله فرعون ببيني إسرائيل استعبادا رغم أنهم كانوا يعملون له في الزرع والحرث وغير ذلك واعتبر استخدامه لهم بهذه الطريقة الانتقائية من بين الشعوب التي كانت عنده تكبرا واستعلاء وأنعم عليهم بأن خل صهم من ظلمه وطغيانه. هذا التمهيد كان حتى نفهم أن مفهوم "الخدمة" هو مفهوم راقي وموجود وليس له علاقة بالإذلال أو الاستعباد. وقد خدم الصحابي أنس بن مالك
الرسول صلى الله عليه وسلم عشر سنين ومعاذ الله أن يكون رسولنا مهينا لأصحابه. وفي الحال التي نحن بصددها )السيد العبد( فإن مفهوم "الخدمة" يأخذ أبعادا أعمق ويقصد معاني أشرف فلتعذ ر العلاقة الاجتماعية بالرحم وغيره كما ذكرنا بينهما فإنه لا وجود لمشاعر الألفة أو الود اللازمة حتى يحل الانسجام كما بين الأب وابنه والزوج وزوجته والأخ وأخيه والصديق وصديقه...إلخ وإذا حصل التواصل على هذا النحو بأن يتحبب الخادم لسيده بالخدمة ويتقرب المخدوم لخادمة بالرحمة فإن حمائم الود لابد أن تزور الاثنين فنكون نجحنا في إنشاء علاقة جديدة تريح كلا منهما وربما تؤدي إلى غيرها كذلك من العلاقات كالصداقة أو الزواج أو غيره. وبمثال واقعي فإننا نلحظ كثيرا من الخدم والخادمات )الأحرار( في البيوت ونلحظ الألفة التي تكون بينهم وبين مخدوميهم حتى أن بعض السادة والخدم لا يرغبون بفراق بعضهم وربما بكت المرأة لفراق خادمتها بانتهاء عقد الخدمة وتعل ق الأطفال بخادمهم. والمجتمع الإسلامي ليس مجتمعا متعاليا لا يريد خدمة نفسه والثقافة الإسلامية تحث على أن يخدم المرء نفسه ما استطاع إلى ذلك سبيلا وقد كان قدوة هذه الأمة عليه الصلاة والسلام يخصف نعله ويخيط ثوبه وهو الذي أوصى ابنته الزهراء رضي الله عنها وزوجها بالذكر المعروف لما طلبا خادما لهما لتخفيف العمل. والخدمة التي هي من "العمل" وهو حاجة فطرية في كل إنسان سوي ولكي نبني أي إنسان لابد أن نقدم له أمورا ثلاثة لا يغني أحدها عن الآخر لقمة العيش والحياة الاجتماعية والعمل وباختلال هذا الثالوث يكون عندنا إنسان مضطرب نفسيا أو غير سليم جسديا ففي هذه الحاجات الثلاث الجسد والروح. وهذه الأعداد من السبي المراد تأهيلها وبناؤها قد وفرنا لها اللقمة والاجتماع كما قلنا وهذه الحاجة الثالثة "العمل" أو الخدمة مفيدة جدا في تطويرهم
وتثقيفهم بحسب مناسبة الخدمة لكل فرد منهم. وكان الرجال قديما يعملون في الزرع أو الرعي وكانت النساء تعمل في البيوت في الغسيل والطبخ وغير ذلك ولا بأس من تجديد المهن تبعا لتجدد العصر خصوصا إذا رافق ذلك فطنة في هذا "الخادم" أو مهارة وحنكة وقد نبغ في بعض علوم الشرع قديما وحديثا من العلماء من كان من الموالي بل قد علا من القادة من كان منهم كسيف الدين "قطز" المعروف وغيره. هذا هو المجتمع الإسلامي الراقي الذي لا يمكن أن تجد مثيلا له أو مقاربا في سائر المجتمعات والحضارات الإنسانية. في العتق من المسل م به أن نفوس البشر جميعا تشتاق إلى أن تتنسم عبير الحرية فقد ف طرت على هذا بعكس الحيوان الذي خ لق مذللا للإنسان فلم يفطر عليها والحرية المقصودة هنا هي الحرية من القيد أو الاسترقاق وإنما الحرية بمعناها التام لا وجود لها لأن الجميع عباد لله كما قال ربعي بن عامر رضي الله عنه في حواره لرستم كبير الفرس: "لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد". ذكرنا أن "السبي" هو المرحلة الانتقالية لدمج هذه الأفواج بالمجتمع وبالترتيب فإن "العتق" هو المرحلة النهائية والغاية التي يسعى إليها. ومما قال بعضهم أنك لن تجد نصوصا في الكتاب أو السنة تأمر بالاسترقاق أو تحث عليه وفي المقابل تجد كثيرا من النصوص في كليهما تحث على الإعتاق وتؤكد عليه لوجه الله ورغبة في الأجر أو في طلب التكفير والمغفرة كما في كفارات الظهار والقتل الخطأ والأيمان وغيرها وفرض نصيب في الزكاة لتحرير الرقاب, وغير ذلك.
بل إن من أذكار الصباح والمساء ما يعدل قوله عددا من المرات عتق الرقبة وهذا وإن كان تعظيما لذلك الذكر من جهة فهو بالضرورة تعظيما لهذا العمل الإعتاق من جهة ثانية إضافة إلى الترغيب في الإعتاق بشكل متكرر ومتجدد قال تعالى في سورة البلد: "فلا اقتحم الع ق بة وما أدراك ما الع ق بة فك رق ب ة..". خاتمة هذا هو المجتمع الإسلامي العظيم في تكوينه وتنظيمه وتطوره ولا توجد أي مجتمعات شرقية كانت أو غربية بلغت عشر معشار حضارته يقول جوستاف لوبون في "حضارة العرب" )ص 460-459 ( : "الذي أراه صادقا هو أن الرق عند المسلمين خير منه عند غيرهم وأن حال الأرقاء في الشرق أفضل من حال الخدم في أوروبا وأن الأرقاء في الشرق يكونون جزءا من الأسرة... وأن الموالي الذين يرغبون في التحرر ينالونه بإبداء رغبتهم.. ومع هذا لا يلجؤون إلى استعمال هذا الحق" اه. هذا ما فتحه الله علينا من المقال والحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. ملاحظة/ كتب الله أجر من ترجم هذه الرسالة إلى اللغة الكردية. فيديو تعامل بعض المجاهدين مع الأسرى من نساء وأطفال تنبيه/ الفيديو يحتوي على صور نساء غير متحجبات.
مشروع الإقليم المناقض لملة إبراهيم )رسالة سابقة إلى الكرد وغيرهم( http://justpaste.it/goym ادعوا لإخوانكم المجاهدين
لا تنسونا من صالح دعائكم