سراج القلوب خواطر وذكريات من سيرة اإلمام الخميني}

النسخ

1

2 سراج القلوب خواطر وذكريات من سيرة اإلمام الخميني}

3 سرا ا و خواطر وذكريات من سرية الإمام اخلميني} ال````````ك````````ت````````اب: مركز املعارف للت أليف والتحقيق إاع``````````````````````````داد: دار املعارف الإ سالمية الثقافية إا ص دار: ت صميم وطباعة: الطبعة الأوىل م ISBN books@almaaref.org.lb

4 سراج القلوب خواطر وذكريات من سيرة اإلمام الخميني}

5

6 الفهرس المقد مة... 7 قب س من سيرة الإمام الخميني}... 9 الف صل الأول: مع النا س التوج ه ال شعبي وحب النا س العاطفة والراأفة اإظهار الحب...53 التوا ضع...63 سيادة القانون الف صل الثاني: الروح الرقيقة واللطيفة الأن س بالقراآن لطافة الروح العتناء بالمظهر الخارجي اجتناب المظاهر والتعارفات الإخال ص والتقوى الأخالق الح سنة والقيم الأخالقية الف صل الثالث: الأ سوة الح سنة النظم في الأمور

7 بولقلا جارس المطالعة وكثرة الم شاغل الفطنة والتعر ف على العدو الف صل الرابع: اأ سوة ال شجاعة وال صالبة ال شجاعة الهدوء وال سكينة هدوء الإمام وثباته الروحي ال صالبة والوقار عز ة النف س والإح سا س بالم س ؤوولية الإيمان والتوك ل

8 المقد مة الحم دهلل رب العالمي ن و صل ى اهلل عل ى س ي دنا محم د واآل ه الطاهرين وبعد.. يتن اول ه ذا الكت اب مقتطف ات م ن الخ ص ال الف ذ ة لأبع اد ال ش خ صية المتكاملة للإمام الخميني} التي ت برهن بحق على مدى سم وها وتعاليها وتلفت الأنظار اإلى وحدة وان س جام ش خ صية هذا الإن سان العظيم خا صة في مجال قيادة المجتمع الإ صلمي. وقد جاء الكتاب في أاربعة ف صول: يتناول الف صل الأول الذي حمل عنوان )مع النا س( موقع الجماهير ودور ال شعب في روؤية الإمام الخميني }. حيث ي لقي ال ضوء على الحب والعاطفة تجاه ال ش عب م ن الموقع الف ردي والتوا ضع والحتكام للقان ون في المواقف الجتماعية. وما ينبغي الإ ش ارة اإليه والذي يتجل ى في فكر الإمام الخميني بو ضوح هو اأن س ماحته يعتب ر الجماهير صاحبة الكلمة الف ص ل في الق ضايا الجتماعية خا ص ة تل ك التي تت صل بالن ضال والثورة واإقامة نظام الجمهورية الإ س لامية وم ن ث م الذود عن ه و صيانته. ومن ه ذا المنطلق كثيرا ما يوؤك د س ماحته على ضرورة تواجد الجماهير في ال ساحة وال ضطلع بم صوؤولي اتها الجتماعية. 7

9 بولقلا جارس وم ن ناحي ة ثاني ة وب للتف ات اإل ى اأن الإم ام الخمين ي يعتب ر الجماهير صاحب ة الث ورة والنظ ام الحقيقيي ن نرى س ماحته يو ص ي كبار الم س وؤولين م رارا وتك رارا بب ذل كل م ا في و س عهم لخدمة اأبناء ال ش عب معتب را )خدمة الحق تتجل ى في خدمة الخلق(. اأم ا الف ص ل الثان ي فقد ح اول اإلقاء ال ضوء عل ى اللطائ ف الروحية التي تتمت ع به ا ش خ صي ة الإمام حيث يت ضح م ن خلل الت أم ل فيها م دى اأهم يتها لحياة قائد اإلهي في المجتمع. اأم ا الف صل الثالث فقد كر س لتو ضيح ال سلوك والت صر فات التي واإن كانت تتجل ى ف ي الحي اة ال ش خ صية للأف راد اإل اأن انعكا س اتها الجتماعية مهم ة وموؤث رة للغاية. و أاخيرا يتناول الف صل الرابع الذي يحمل عنوان )اأ س وة ال صلبة( بيان الخ ص ال ال ش خ صية والفردية ل س ماحة الإمام. وبالت الي ف إن اجتماع كل هذه الخ صال وال صفات والقيم الأخلقية وال سلوكية في شخ صي ة الإمام الخميني ق د جعلت من س ماحته ف ي الحقيق ة نموذجا ف ذ ا للتخل ق بالأخ لاق الإلهية.. ولعل ه من المنا س ب حق ا أان ي طلق على اأخلقه و س لوكه ونهجه وتطلعاته ا س م ) سراج القلوب(. ول بد في الختام من توجيه ال شكر الجزيل إالى الجهة التي أانتجت هذا الكتاب بن س خته الفار سية وهي موؤ س س ة تنظيم ون شر اآثار الإمام الخميني} في تهران. والحمد هلل رب العالمين 8

10 قبس من سيرة اإلمام الخميني} مدخل من جملة المفاهيم المعتمدة في المناهج التربوية مفهوم القدوة والأ سوة التي بو سعها - ب سبب عينيتها وواقعها المح سو س - أان تترك اأكبر الأثر وتحق ق أاعظ م الفائ دة. وبطبيع ة الح ال اإن مثل هذه الأ س وة ت ضطلع بدورها س واء الإيجابي اأو ال سلبي بناء على نوعية الختيار واتجاهه وتوج هه. ولمزيد من ت سليط ال ضوء على هذا المو ضوع يرى الإمام الخميني { ض رورة التع ر ف عل ى الأنظم ة التربوي ة الديني ة ومنزل ة الإن س ان ف ي هذه الأنظم ة مو ضحا ب أن الإ س لام مع الأخذ بنظر العتبار الكرامة الإن س انية ي ؤومن: اأول : لي س بو سع اأي شخ ص أان يحتل موقع الأ سوة والقدوة واأن يكون نموذجا يحتذى به. اإذ اإن القر آان المجيد ي ش ير إالى أاعظم الخلق نبي الإ س لام الكريم P وكذلك إالى النبي اإبراهيم العظيم ب صفتهما )اأ سوة(. ثانيا : تتمي ز الروؤية الإ صلمية بنظرتها الإيجابية واهتمامها ب سمو الإن سان وتعالي ه. ويو ص ي الإ س لام بالت أ س ي ب )الأ س وة الح س نة( وي حذ ر من التوج ه المعار ض لها. ثالثا : م ن بي ن اأتباع هوؤلء العظ ام ثمة أا صفياء بو س ع حياته م ونهجهم 9

11 بولقلا جارس واأخلقه م و س يرتهم اأن ت ش ك ل نموذجا قيما ي حتذى به واأ س وة ح س نة للنا س كاف ة وك أن ه م يري دون اأن يقول وا للآخرين من خ لال أاقوالهم واأفعالهم: )كونوا مثلنا( و )عي شوا حياتكم مثلنا( و...الخ. ومم ا ل ش ك في ه اأن الإمام الخميني { ا س تطاع في ع صر س يطرت عليه الماد يات وخي م عليه النهم والج شع وغابت عنه المعنوي ات والقيم الإلهية ا س تطاع اأن ي ضع اأمام الإن س انية تج سيدا حقيقي ا للإ صلم المحم دي الأ صيل واأن ي ترجم الأ س وة الح س نة والنموذج العملي للقتداء لما تحل ى به س ماحته م ن خ ص ال وقي م اأخلقي ة ف ذ ة ولما ات س مت ب ه ش خ صي ته م ن روح تو اقة للمحا سن كل ها وفكر توحيدي أا صيل وبيان وا ضح و صريح مفعم بالمعنوي ات واأقوال واأفعال سمتها ال صدق والإخل ص. السيرة المباركة فيما يلي نظرة اإجمالية إالى س يرة الإمام الحافلة وا س تعرا ض سريع لأبرز الأحداث والوقائع التي تركت ت أثيرها على حياته. ف ي مطل ع القرن الع ش رين وفيما كان العال م الغربي يطوي ج اد ة التطو ر والرق ي م س رعا لم يجن ال ش عب الإيران ي من حكم الأ س رة القاجارية خلل ه ذه الفترة س وى الظلم وال ضياع. وا س تنادا لما يذك ره الموؤر خون واأ صحاب المذك رات كانت المجاعة والقحط والنهب وال س لب وال ضطرابات وانعدام الأمن وانعدام ال صحة وال صلمة وفقدان الم ستلزمات الأولية للحياة ال سمة الغالبة في حياة ال شعب الإيراني. كم ا اأن )الحرك ة الد س تورية( كانت قد ضل ت طريقه ا نتيجة لمخط طات عم لاء الإنجلي ز ف ي الب لاط القاج اري ود سائ س هم ف صل ع ن ال صراعات 10

12 قبس من سيرة اإلمام الخميني} الداخلي ة وخيان ة جم ع م ن المثق في ن المتغر بين. فعل ى الرغم م ن اأن علماء الدي ن كان وا في طليعة هذه الحركة اإبان انطلقته ا اإل اأن ه تم اإق ص وؤهم عن ال ساحة بمختلف أانواع الد سائ س والأحابيل وعاد ال ستبداد ليلقي بظلله من جديد على مناحي المجتمع. فكانت النزعة الع شائرية التي ات سمت بها الملكية القاجارية و ضعف رجالها وافتقارهم للموؤه لت والكفاءة كانت وراء التدهور القت صادي والتدن ي الجتماعي الذي ش هدته اإيران في هذه الفترة مم ا شج ع الخوانين والأ شرار للعبث بمقد رات النا س و أامن المجتمع ))). في ظل هذه الأو ضاع والأحوال ومع ش روق شم س اليوم الأول من ش هر مهر عام 1281 ه. ش الموافق الع شرين من جمادي الثاني 1320 للهجرة ] 1902 م[ وتزامنا مع ذكرى ولدة ال صد يقة الزهراء O ب ضعة الر سول الأكرم P ولد في مدينة خمين طفل قاد فيما بعد نه ضة إالهية ا س تطاعت اأن تعيد لل ش عب الإيراني عز ته وكرامته وتم ضي به قدما على خطى الإ صلم والتقد م والزدهار. اأطلق على هذا المولود الذي راأى النور في ال ساد س والع شرين من سبتمبر وحيث م ضى على ولدة ال سي د الم سيح 1902 عاما ا سم روح اهلل. ول شك اأن اأح دا ل م يكن يعلم اآنذاك ب أن هذا الطفل س ي صبح الإم ام الخميني المحي لدين اهلل والذي اأعاد الحياة للقيم الإلهية ال سامية في ع صر كانت قد م سخت هذه القيم. لم يكن قد م ضى على ولدة روح اهلل سوى اأربعة اأ شهر و 22 يوما حتى ا ست شهد والده الذي كان يومها الملذ والحامي للم ضطهدين والمظلومين ورمز مقارعة ظل م وا س تبداد الخوانين واأ صح اب النف وذ المحليين في خمين ا ست ش هد على ))) حميد اأن صاري حديث النطلق ص

13 بولقلا جارس اأيدي هوؤلء الظالمين لي م سي روح اهلل تحت كفالة ورعاية والدته ال سي دة هاجر وعم ته ال سي دة صاحبة خانم ومن ثم شقيقه الأكبر ال سي د مرت ضى ب سنديدة. بي د اأن ه ح رم من نعمة وجود الأم والعم ة معا في س ن الخام س ة ع ش رة.. وخلل ه ذه الفت رة ط وى ف ي خمي ن مراح ل تح صيلت ه العلمية ومن ث م توج ه في س ن ال س ابعة ع ش رة لللتح اق بالح وزة العلمي ة ف ي اأراك لينهل من علوم ال ش يخ عبد الكري م الحائ ري الي زدي اأحد كب ار علماء إايران آان ذاك. وبعد ثلث س نوات من انتق ال آاي ة اهلل ال ش يخ عب د الكريم الحائ ري اإلى حوزة قم العلمية ش د س ماحته الرحال اإلى المدينة للإقامة فيها وموا صلة درا سته الحوزوية وطي المدارج العلمية حت ى ب ات من خي رة اأ س اتذة الح وزة العلمي ة وعلمائها المبرزي ن. واإن م ن جملة الأ ساتذة الذين كان لهم دور بارز في إاثراء الجانب الفكري ل سماحة الإمام وتكامل شخ صيته المرحوم اآية اهلل ال شيخ شاه اآبادي ل سي ما في توج هاته العرفانية. ع رف روح اهلل في هذه الفترة بالحاج ال سي د روح اهلل.. ونظرا لما امتاز به س ماحته من روح ح س ا س ة باحثة دقيقة ومنتظمة ومثابرته و سعيه المتوا صل أا صب ح م ن الفطاح ل وم ن كب ار ال ش خ صيات ال ش هيرة ف ي تدري س العل وم المتداول ة ف ي الح وزة العلمية من قبيل الفق ه والأ صول والفل س فة والعرفان.. وف ض لا ع ن اهتمام الإمام بالتدري س وتربي ة تلمذة بارزين انكب س ماحته على ت صنيف موؤل فات قيمة ي عد كل واحد منها فريدا في بابه في ع صرنا هذا. عل ى صعي د آاخ ر اإن بناء الذ ات ومجاهدة النف س ال ذي اأوله منذ نعومة أاظف اره اهتماما بالغا و ش ك ل معينا دائما لتحر ك ه وتوج هاته كان قد صنع من ش خ صيته ش خ صية جامعة متكامل ة حت ى اأن )خ صاله الب ش رية قل ما تتوافر ل دى الأ ش خا ص العتياديي ن و إاذا م ا ش وهدت اإح دى ه ذه الخ ص ال ل دى شخ ص ما ع د هذا ال شخ ص اإن سانا عظيما فكيف والحال قد اجتمعت كل هذه 12

14 قبس من سيرة اإلمام الخميني} الخ ص ال الف ذ ة في رجل واحد.. اإذ كان الإمام الخميني اإن س انا عاقل للغاية عميق الفكر حكيما خبيرا بالنا س حليما متينا ذا روؤية م س تقبلية. واإن كل واحدة من هذه ال صفات كانت كافية لت ضع صاحبها في مرتبة سامية وتفر ض احترامه على الجميع( ))). بي د اأن ه ذه ال ش خ صية بما امتازت به من خ صال و س مات ف ذ ة لم تكن تتطل ع في كل اهتماماتها وتوج هاتها سوى اإلى ر ضا اهلل تعالى فح سب وتتوك ل عليه وت ح سن الظن به. ولعل هذا ما كان وراء سيرته الموف قة وتحقيق سماحته كل هذه النجاحات والفي ض بكل هذه البركات على جميع النا س. وف ض لا ع ن تح صي ل العلوم وك س ب المع ارف والتف و ق في ه ذا الميدان وكذل ك تهذيب النف س وبن اء ال ذ ات والتحل ي بالمحا س ن والخ ص ال الفردية القيم ة كان الإم ام يتمت ع - منذ مرحلة ال ش باب - بروحي ة مناه ضة للظلم وحر ص شديد على متابعة الق ضايا ال سيا سية والجتماعية والإحاطة بخفاياها وقد تنامى وتكامل لديه هذا الوعي بموازاة تكامله العلمي والروحي. توا ص ل ه ذا النهج ل دى الإمام ب ص ور مختلفة س واء في عه د ر ضا خان أاو ف ي عه د ابنه محمد ر ض ا إالى اأن برزت ق ضية اتح اد الأقاليم والمدن بعد رحيل المرحوم آاية اهلل العظمى ال س ي د البروجردي. وطرح تبعا لذلك مو ضوع ا س تفتاء ال ش اه والث ورة الم س م اة بالبي ض اء. وتوا صل ت الأح داث لت ف ضي اإلى انتفا ض ة الخام س ع ش ر من خ رداد حزي ران 1963 م حيث ا ضطل ع الحاج ال س ي د روح اهلل ب دور ب ارز ف ي قي ادة النه ض ة ال ش عبية والت ص د ي للنظ ام ال شاهن شاهي الم ستبد والظالم. ))) اآية اهلل ال سي د الخامنئي حديث الولية ج 1 ص

15 بولقلا جارس وبعد منت صف ليلة الخام س ع ش ر من خرداد عام 1342 ه. ش - 5 حزيران 1963 م - تم ت مهاجمة من زل الإمام الخميني في قم واعتقال سماحته ومن ثم احتج ازه لمد ة ع ش رة اأ ش هر في طهران حي ث ف ر ضت عليه الإقام ة الجبرية. اإل اأن عوامل عديدة ا ضطرت النظام الحاكم للإفراج عنه. ولأن ه ل ي س اوم الظالمين ولن يهداأ له بال حيال ال ستبداد الداخلي ول ير ضى بالهيمنة الأجنبية على ص ؤوون الم سلمين انتف ض سماحته مر ة اأخرى إازاء ق ضية منح الح صانة الق ضائية للرعايا الأميركيي ن ف ي إاي ران. وف ي ض وء ذل ك أالقى خطاب ا هاجم في ه ب ش د ة الوليات المتح دة واأياديه ا واأذنابه ا وربيبته ا اإ س رائيل اإ ضاف ة اإل ى اإ ص دار بيان ش ديد اللهجة ينتقد فيه سيا سات النظام الحاكم قاد في النهاية اإلى نفيه اإلى تركيا. وخلل فترة النفي التي اأم ضى عاما منها في تركيا وثلثة ع ش ر عاما في النجف الأ شرف بالعراق وف صل عن اهتمامه بالحلقات الدرا سية في النجف وا صل ال س ي د روح اهلل الن ضال ب أ س اليب مختلفة حتى بلغ ذروته وا ش تد لهيبه م ع حادثة ا ست ش هاد نجل ه العالم الفا ض ل المرحوم اآية اهلل ال س ي د م صطفى الخميني في الأول من اآبان عام 1356 ه. ش ] 1977/10/23 م[. وب س بب الح ص ار ال ذي ف ر ض على تح ر كات الإمام الخمين ي في النجف ا ضطر س ماحته إالى ترك العراق والهجرة اإلى فرن س ا وقيادة وتوجيه م س يرة الن ضال والثورة من هناك. ومع خروج ال شاه من اإيران في 26/10/1356 ه. ش ] 1978/01/16 م[ وت صاع د الن ض ال وبلوغه ال ذروة عاد الإم ام الخميني اإلى اأر ض الوطن في 12 بهم ن 1356 ] 1978/02/8 م[- بع د غياب دام 14 عاما - حيث كان في ا ستقباله ح شد جماهيري فريد لم ي شهد التاريخ له نظير. وبف ضل قيادته وتوجيهاته حق قت الثورة الإ س لامية ال شعبية انت صارها في 14

16 قبس من سيرة اإلمام الخميني} الثاني والع شرين من بهمن ه. ش ]11 شباط 1979 م[ - واأ س س س ماحته الجمهوري ة الإ س لامية الإيراني ة لتح ل مح ل النظام ال شاهن ش اهي البغي ض وبذل ك ا ضطل ع الإم ام الخمين ي ب أعظ م دور ف ي تحري ر الإن س ان واإر س اء دعائ م واح دة م ن اأكث ر الحكومات ش عبية تتخ ذ من تعالي م الدين الإ صلمي الحنيف نهجا لها. رب م ا يمك ن الق ول ب أن اأب رز تطل ع ات ه ذا الإن س ان ال صانع لنف س ه س واء انطلق ا م ن موقع ه كطالب للعل وم الدينية اأو ك أ س تاذ وعالم ب ارز ومرموق في الح وزة العلمي ة بمدينة قم اأو كقائد للثورة والنه ضة اأو من موقعه كمرجع ديني كبير وقائد للجمهورية الإ س لامية الإيرانية - النظام الإلهي- تتجل ى في تج سيد عبوديت ه هلل تعال ى ف ي كاف ة توج هاته ون ش اطاته وف ي مختلف المراح ل وجميع الأوقات. وبالت الي اأداء التكليف في ضوء هذه العبودية ساعيا اإلى اإنقاذ الإن سان وال سمو به في مدارج الكرامة والكمال. وفي هذا ال سياق يمكن النظر إالى تحر كات س ماحته ف ي مقارع ة الظل م والت ص د ي لهيمن ة الأجانب س واء على الم س توى الوطني وعلى صعيد العالم الإ س لامي والم س ت ضعفين في العالم والن ضال ضد ال شاه واأميركا واإ سرائيل ومنا صرة ال شعب الفل سطيني المظلوم وق ضايا عديدة من هذا القبيل كلها ت صب في هذا ال سياق وت أتي من هذا المنطلق. ومن الوا ضح تماما اأن هذا الإن سان الباني لنف سه وبوحي من اأتباعه تعاليم الإ س لام ال سامية في مختلف اأبعاد وجوده ا ستطاع أان ي سمو بنف سه في مدارج الكم ال وق د بلغ في تعل ق ه بجمال الحق منزل ة رفيعة اأه لت ه لأن يكون مظهرا لجمال المحبوب في مختلف الأبعاد الفردية والجتماعية. 15

17

18 الفصل األول مع الناس

19

20 التوج ه الشعبي وحب الناس حياة بسيطة وشعبية كان ت حي اة الإمام الخميني ب س يطة و ش عبية للغاي ة.. على س بيل المثال كن ا نلح ق ب ه اأحيانا بع د النتهاء من الدر س لل ستف س ار وا س تي ضاح بع ض المو ضوع ات. وفي الطريق كن ا ن ش اهد س ماحته يدخل المح ال التجارية بكل ب س اطة ويقوم ب ش راء احتياجات المنزل بنف س ه.. اإن مثل هذه الب ساطة وعدم التكل ف التي اعت اد عليها الإمام في حياته ت ج س د المعنى الحقيقي للزهد.. فق د اعت اد عل ى ا س تهلك القليل والنتف اع به اإل ى اأق صى حد ممك ن.. وكان وج وده مدع اة خير وبركة بالن س بة للآخرين على الدوام.. اإن ب س اطة العي ش والزه د كانا ملزمين ل س ماحته حتى خلل فترة المرجعي ة. وكان بيت المال يحظى ب أهم ية خا ص ة لدى سماحته ))). ال بد من اطالع الناس على البرقية ف ي الما ضي كان علماء الدين يت خذون اأ ش د المواق ف و أاكثرها قو ة وحزما ض د الطغاة والم س تبد ين غير اأن النا س ل م يكونوا يط لع ون عليها في معظم ))) اآية اهلل اإمامي كا شاني مراآة الجمال ص

21 بولقلا جارس الأحي ان. حت ى اأن هم كان وا يت صو رون اأحيان ا ب أن العلقة ال س ائدة فيما بينهم على اأح س ن ما يرام.. بي د اأن الإمام ومنذ انطلقة النه ضة عام 1341 ه. ش م- ول دى لقائه جمعا من علم اء قم اقترح على الحا ضرين ضرورة طباع ة البرقيات والر س ائل التي يتم تبادلها بين علم اء الدين واأركان النظام ال شاهن ش اهي وو ضعه ا ف ي متن اول اأبن اء ال ش عب ك ي يت س ن ى لعام ة النا س الط لاع عل ى كاف ة التفا صيل والتعر ف على مواقف الطرفين.. ولم يم ض وقت طوي ل حت ى غي ر الإمام اأ س لوب تعامل العلم اء مع النظام تمام ا. فبدل من اأن ي خاط ب في برقياته ال ش اه والحكومة وكبار الم س وؤولين توج ه بالخطاب اإلى ال شعب واأقدم ر سميا على إا صدار البيانات ))). لم يحتفل بعد ذلك في الأيام الأولى من قدوم الإمام إالى النجف كان سماحته يحتفل في الأعياد الدينية من قبيل عيد الفطر وعيد الأ ضحى والمنت صف من شعبان والثالث ع شر م ن رج ب وولدة ال صد يق ة الزهراء حي ث كان ي قام احتفال بهيج في الق س م الخارجي من المن زل وي أتي ال سادة العلماء والطلبة لتقديم التهاني والتبريك. ولك ن ومن ذ أان عل م الإمام بحم لات العتقال والتعذي ب الت ي كان يتعر ض لها المجاهدون الم سلمون في سجون النظام ال شاهن شاهي لم يعد يح ضر سماحته هذه الحتف لت وامتنع عن اإقامتها تماما ولم يحتفل بعد ذلك ))). ))) سيد حميد روحاني مقتطفات من سيرة الإمام الخميني} ج 1 ص 119. ))) نقل عن: حجة الإ صلم قرهي. 20

22 سانلا بحو يبعشلا الناس كيف أذهب إلى الكوفة الطق س في النجف حار جد ا حتى اأن درجة الحرارة كانت ت صل أاحيانا اإلى خم س ين درج ة مئوية.. وفي اأح د الأيام ذهبت مع عدد م ن الإخوة اإلى الإمام وقلنا ل سماحته: اأي ها ال سي د! اإن الحر شديد واأنت رجل م سن واإن اأنا سا كثيرين يذهبون في الليالي إالى الكوفة حيث الطق س جميل فلتذهب اأنت اأي ضا. فقال:»كيف لي أان أاذهب اإلى الكوفة لأنعم بالجو الجميل بينما أاخوتي في اإيران يقبعون في ال سجون «))). وهل لدى جميع الطلبة )بر ادات( حتى تكون لدينا واحدة ينقل اأحد الذين عملوا في منزل الإمام منذ اإقامة هذا العظيم في النجف مو ضح ا : ل م يك ن لدينا )ب ر اد( في المن زل في حي ن كنت اأعل م بوجوده في معظ م المن ازل بالنج ف.. ونظرا لحاجتنا الما س ة إال ى )البر اد( قل ت يوما لل س ي د م صطف ى: اأي ه ا الحاج ا ش تري لنا ب ر ادا. فقال: س أفعل. ولكن عندما ا ست ش ار الإمام قال س ماحته: كل وهل لدى جميع الطلبة بر ادات حتى تكون لدين ا واح دة.. وبع د مد ة من الت رد د على من ازل الطلبة علمت ب أن الجميع لديهم بر اد. ف أخبرت الإمام بذلك عندها اأذ ن سماحته ب شراء بر اد صغير ))). لم أر مثلما كنت أتصو ر قبل التوج ه اإلى باري س كنت أات صو ر بوحي من النطباع الذي كنت أاحمله ))) نقل عن: اآية اهلل نا صري. ))) الدكتورة فاطمة طباطبائي مراآة الجمال ص

23 بولقلا جارس عن هذه المدينة ب أن منزل موؤث ثا قد تم إاعداده لقائد الثورة كي يت سن ى له في أاي ة لحظة اإر س ال نداء اإل ى مختلف اأنحاء العالم اأو ت س لم الأخبار اأو ل ب أو ل.. بي د اأن ه عندما دخلت باحة المن زل الذي كان ي قيم فيه الإمام واجهت ح ش دا م ن الحا ضري ن في الق س م الخارجي من المن زل.. كان هن اك عدد كبير من الأحذي ة. ولأن الج و كان ممطرا كانت الأحذية كل ه ا ملط خة بالوحل.. ولجت الب اب ف إذا بدهليز صغير علقت اأمامه س تارة من القما ش. ف أزحت ال س تارة وتوج ه ت نح و الجان ب الآخ ر. راأي ت غرف ة صغيرة و ضع فرا ش ف ي صدرها وق د جل س الإمام علي ه.. لم اأر اأي اأث ر للإمكانات المتوق عة وو س ائل الراحة.. باخت صار لم اأر ما كنت أات صو ره ))). كانت هذه أجمل لحظات حياتي بع د خطاب ه في مقب رة )جن ة الزه راء( اأعرب الإمام عن رغبته بال س ير و س ط الجموع المحت ش دة. وهناك صورة للإمام يبدو فيها حا س ر الراأ س ومن غير عباءته وك أن ه يلتقط اأنفا سه ب صعوبة. وقد اأو ضح سماحته فيما بعد قائل :»لقد سعرت باأن روحي تخرج من ج سدي«.. اأراد الإم ام أان يقول ب أن اأجمل لحظات حياتي هي تلك التي كاد أان ي ق ضى علي و س ط زحمة الجماهير. ومثل ه ذا ي صو ر لنا غاية الإخل ص والتوا ض ع اللذين كان يتحل ى بهما الإمام وي عب ر بذلك عن م شاعره تجاه الجماهير ))). ))) نقل عن: اآية اهلل نا صري. ))) حجة الإ صلم الإمام الجماراني مقتطفات من سيرة الإمام ج 1 ص

24 سانلا بحو يبعشلا الناس أود أن أ قبل جباهكم خ لال الفت رة الت ي كان الإم ام ي قي م في مدر س ة )عل وي( كان النا س ي أتون زراف ات زراف ات لر ؤويته.. الرجال ي أتون في ال صباح والن س اء ع صرا.. كان الزحام ب ش كل عجي ب وكان البع ض ي ص اب بالإغماء فيتم نقلهم ب س ي ارات الإ س عاف اإلى الم ست ش فى.. كن ت م ر ة عند الإمام ومن بين الجموع المحت ش دة وق ع نظر الإمام على صبي لم يتجاوز عمره الع ش ر س نوات كان يبكي ويتدافع كي ي صل اإلى الإمام. ف أ شار الإمام أان ي أتوا له بهذا ال صبي. فج وؤوا به وكان مبلل من شد ة العرق وكان يبكي من ش د ة ال ش وق والفرحة. وفيما كان الإمام يحاول اأن ي حيطه بحنانه قال له ال صبي: اأريد اأن اأ قب ل وجهك. ف أحنى الإمام راأ سه فقب ل ال صبي خد الإمام. ثم طلب اأن ي قب ل خد ه الآخر ف أذن له الإمام بذلك. واأخيرا قال: أاريد تقبيل جبينك. فانحنى الإمام بكل توا ضع حتى يتمك ن ال صبي من تقبيل جبين سماحته المبارك ))). والناس ماذا تفعل بع د انت ص ار الثورة كان ت الجماهير ت أتي م ن مختلف الفئات للق اء الإمام في قم. ونظرا ل شد ة الزحام كان من الممكن أان تنتظر الجموع ساعات طوال في الطق س الب ارد حت ى ي أت ي دورها. وفي بع ض الأحيان كان الإم ام ي صعد إالى ال س طح لي حي ي النا س المحت ش دة فيم ا كان ت الثلوج تت س اقط. فكن ا نح اول اأن ن م س ك المظل ة لمنع المطر عن سماحته فكان يقول م ستاء :»والنا س ماذا تفعل اأنا ل احتاج للمظل ة«))). ))) نقل عن: حجة الإ صلم مهدي كروبي. ))) نقل عن: حجة الإ صلم محمد علي أان صاري. 23

25 بولقلا جارس أنت أيضا قف في الطابور كاآلخرين في الأي ام الأولى من انت صار الثورة كان الإمام في قم وكانت الح شود الكبيرة ت أت ي للق اء س ماحته كل ي وم تقريبا. فكانت المدين ة مكتظ ة بال زو ار.. الفنادق ممتلئ ة والمطاع م مزدحم ة وطوابير طويل ة اأمام اأف ران الخب ز.. باخت صار كانت مدينة قم تموج بالح ش ود الب ش رية.. وكان ثم ة ش يخ عجوز ضعيف البنية يخ دم ف ي من زل الإم ام كانوا ينادون ه بالأب.. في أاح د الأيام قال ل ه الإمام:»علمت باأن ك عندما تذهب ل شراء الخبز يقول الواقفون في الطابور باأن هذا الرجل خادم ال سي د ويحاولون اأن ي ضعوك في مقد مة الطابور وتاأخذ ما تريده من الخبز دون انتظار.. ل تفعل هذا. لي س من المنا سب اأن يذهب اأحد اأفراد هذا المنزل ل سراء سيء ما دون مراعاة دوره في الطابور.. اأنت اأي ضا قف في الطابور س أانك ساأن الآخرين.. حذار من اأن تكون لك الأف ضلية!«))). من الذي قال امنعوا الناس بع د انت صار الث ورة جاء الإمام مر ة إالى الم س جد الأعظم في قم لح ضور اأحد مجال س الفاتحة.. ونتيجة للزحام ف قد حذاء الإمام و سقطت العمامة من على راأ س ه وحاولنا ب ش ق الأنف س اإخراجه من و سط النا س المزدحمة.. وفي الي وم الت ال ي وحيث كان من المفتر ض اأن ي ش ارك س ماحته في مجل س ي قام في نف س المكان تم اإح ضار عدد من الحر س للتواجد في الم س جد ومراقبة مكان جلو س الإمام.. وبعد ح ضور س ماحته وا ش تداد الزحام تم اإغلق اأحد الأب واب.. وم ا أان انتهى الحتف ال وبدل من اأن يتوج ه لركوب ال س ي ارة توج ه ))) نقل عن: حجة الإ صلم ح سن ثقفي. 24

26 سانلا بحو يبعشلا الناس الإم ام إال ى و س ط الح ش د حيث اأحاط به النا س م ن كل ص وب.. بعدها وفي طريق عودته قال س ماحته إالى المرحوم اإ شراقي:»م ن الذي قال باأن تمنعوا النا س وتتركوهم خلف الأبواب اآمل اأن ل تتكر ر هذه الأعمال من الآن ف صاعدا «(((. أنا ال أريد مراف قا مسلحا ثم ة م ش كلة كبي رة حدث ت ف ي الأي ام الأول ى م ن وج ود الإم ام ف ي قم بخ صو ص توفير الحماية والأمن. اإذ اأن الإمام كان يرف ض أان يرافقه حار س م س ل ح كان يقول دائما :»اأنا ل اأ ريد مرافقا م سل حا«. وفي ذات الوقت الذي كان الإمام يذهب في الليالي اإلى منازل اأ صحاب ال س ماحة والف ضيلة واأ س ر ال ش هداء وكان ت ثم ة مخاط ر كبي رة ت ه د د حيات ه من ه ذه الناحي ة كان اأهالي مدينة قم بمجر د اأن يعلموا بوجود الإمام في ش ارع اأو زقاق ما كانوا يخرج ون م ن منازلهم ويحت ش دون حول ال س ي ارة الت ي كانت ت قل س ماحته. حت ى اأن هم كانوا يجل س ون فوق س قف ال س ي ارة فيحتار ال س ائق م اذا يفعل وفي الوقت نف س ه كان الإمام ي صر على القول:»ل يتبعني اأحد.. النا س هم الذين يحموني«))). نموذج من حب اإلمام الشديد للناس كان الإم ام ي س تقبل زو اره س واء م ن داخ ل اإي ران اأو خارجه ا في غرفة ))) نقل عن: حجة الإ صلم علي اأن صاري. ))) نقل عن: حجة الإ صلم علي اأن صاري. 25

27 بولقلا جارس صغي رة ومتوا ضع ة. وف ي بع ض الأحي ان كان الإم ام يخطب خم س مر ات في اليوم الواحد سواء للمحت شدين في باحة المن زل اأو إالى الذين قدموا للقائه. وعلى الرغم من اأن ذلك كان ي رهقه كثيرا ولكن ه ونظرا لحب ه ال ش ديد للنا س وع شقه لهم لم يقل ل اأبدا ))). اإلمام ذهب وسط الجماهير عندم ا كان ال ش هيد رجائي وزي را للتربية والتعليم توج ه في ش هريور ه. ش ] 1979/09/19 م[ للقاء الإمام في ق م م صطحبا معه المدراء العام ي ن ف ي الوزارة.. كان الجميع جال س ا ف ي الغرفة ال صغيرة التي ي س تقبل فيه ا الإم ام ضيوفه. وكانت الجماهير الثورية المحت ش دة في الأزق ة المحيطة بمنزل الإمام تهتف بال شعارات الحما سية.. فج أة قيل لنا جاء الإمام وما اأن لمحنا عباءة سماحته انتف ضنا واقفين. غير اأن الإمام لم يدخل الغرفة.. فج أة ارتفعت أا صوات الحا ضرين بالتكبير والتهليل وال صلة على محم د واآل محم د. س ألنا ما الذي حدث قالوا: الإمام ذهب و سط الجماهير ))). التعامل بمنتهى الحلم والبهجة أاثن اء لقائ ه النا س والإ صغ اء اإل ى همومه م واحتياجاته م وكذل ك الحر ص عل ى خدمته م ب كل اإخل ص ل م ي ش عر الإم ام بالتع ب مطلقا.. فف ي الكثي ر م ن الأوق ات ي ضيق ذرع ا حت ى الم س وؤولين في مكت ب الإمام ))) نقل عن: اآية اهلل تو س لي. ))) نقل عن: كيومرث صابري. 26

28 سانلا بحو يبعشلا الناس م ن إالح اح بع ض المراجعين واإ صراره م غير المب ر ر. غير اأن الإمام كان يتعام ل م ع الجماهي ر بمنته ى الحلم والبهج ة. فلم نر س ماحته قد غ ضب ف ي مث ل ه ذه المواق ف مطلق ا. حت ى اأن ه كان ي س تمع اإل ى هم وم النا س وتطل عاتهم ب كل رحابة صدر ))). جاء هؤالء إلى هنا بكل شوق اإب ان النت صار وخلل الفترة التي كان الإمام ي قيم في قم كانت الجماهير ت أت ي لروؤيت ه وتحيت ه ف ي كل ي وم تقريب ا وكان وا ي عب رون ع ن اأحا سي س هم وم شاعرهم اأثناء تواجدهم في الأزق ة التي ت ف ضي اإلى مقر اإقامة الإمام.. كانت ح شود مكتظ ة. وكان الإمام ي صعد اإلى ال سطح لتحي ة الجماهير وال صلم عليها. فكان البع ض يطلب من سماحته: )اأي ها ال سي د! ل ت صعد اإلى ال سطح اإن ه ل يخلو م ن خطورة( غي ر اأن الإمام كان يرف ض مثل ه ذا التحذير قائل :»كال.. لقد جاء هوؤلء اإلى هنا بكل شوق وحب «.. وعندما راأى البع ض اإ صرار الإمام قالوا له: )اأي ها ال سي د! متى ما اأردت ال صعود اإلى ال سطح ا سمح لنا بمراقبة الأو ضاع اأول (. حتى اأن ال سي د اإ شراقي حاول تكرار ذلك اأكثر من مر ة غير اأن سماحته لم يكن يعب أ بذلك. فما اأن كان يتنادى اإلى سمعه هتافات الجماهير المحت شدة داخل الأزق ة حتى كان ي صعد اإلى ال سطح.. كان سماحته حري صا على التعبير عن احترامه للنا س الذين ج وؤوا لتحي ته بكل شوق وحما س ))). ))) نقل عن: حجة الإ صلم محمد علي أان صاري. ))) نقل عن: ح سن ثقفي. 27

29 بولقلا جارس الجماهير لن تتزلزل مطلقا مر ت فترات شن فيها المغر ضون دعايات وا سعة في الداخل والخارج توؤك د مر ض الإم ام. ف كان ي قال للإم ام ل بد من أان يكون لك ظه ور عام من خلل لقاء أاو خطاب واإل ف إن مثل هذه الدعايات س وف تترك ت أثيرها على حما س ال شعب والمقاتلين في جبهات القتال. فكان الإمام يرد على ذلك بالقول:»وهل ي قاتل ال سعب من اأجلي حتى يتاأث ر بذلك اإن اأبناء ال سعب ينا ضلون من اأجل اهلل والإ سالم ولن يزلزلوا مطلقا «))). أنا أعرف الجماهير بنحو أفضل م ن بي ن كل الذي ن اأعرفه م ل اأج د ش خ صا كالإم ام يوؤمن بدور ال ش عب الإيراني. فقد قيل ل سماحته مرارا خلل مرحلة الن ضال: اأي ها ال سي د اإن ال شعب ل ي طي ق تحم ل متاع ب الن ضال وم ش اقه. غي ر اأن الإم ام كان ي جيبهم:»كال ال شعب لي س كما تقولون اإن ني اأعرف الجماهير اأف ضل منكم«))). الصحف ليست ملكا لنا ذهبت يوما للقاء الإمام برفقة مندوبي س ماحته في كل من موؤ س س ة كيهان وموؤ س س ة اطلعات ال ش هيد ش اه جراغي وال س ي د دعائي. وكان وزير الثقافة والإر شاد اآنذاك موجودا. فقال لنا الإمام مداعبا :»اأرجو اأن ل يقت صر اهتمام ال صحف على ن سر الأمور المرتبطة بي واأن ل تحر ص على و ضع صورة ))) نقل عن: حجة الإ صلم محمد علي أان صاري. ))) نقل عن: اآية اهلل ال شهيد مطهري. 28

30 سانلا بحو يبعشلا الناس لي في ال صفحة الأولى وعنوان رئي سي ي ن سب لي«. ثم قال:»ال صحف لي ست ملكا لنا. اإن ها ملك لل سعب المحروم. ملك للطبقات الو سطى.«. واأ ضاف:»اإذا ما عمل اأحد المزارعين عمال جيدا حاولوا اأن ت ضعوا صورته في ال صفحة الأولى بدل من صورتي«))). ألن ه غير متوافر للجميع لذا لن أذهب للملجأ ي شهد اهلل ب أن الإمام كان يدعو لأبناء ال شعب في صلة الليل وفي مناجاته وتهج ده. وكان ي طالب دائما بتوفير الرخاء لل شعب.. كان حري صا على اأن ينعم ال ش عب باله دوء وال س تقرار وكان ل يكف ع ن اأن يو صي الم س ؤوولين بذلك. خا ص ة الم ص ؤوولين الذين ت سل موا زمام الأمور في مطلع الثورة ولم يكونوا يعبوؤون كثيرا بهموم اأبناء ال ش عب.. كما كان حري صا على راحة ال ش عب وا س تقراره.. يعلم اهلل كيف أانه لم يكن يغادر غرفته خلل الفترة التي كانت تتعر ض طهران للق ص ف ال صاروخ ي والق صف الجو ي. ولم يكن يبتع د عن النافدة.. فكم األح على س ماحته ال س ادة الم صوؤولون وبع ض اأفراد اأ س رته ب أن ي أذن ب إعداد ملج أ له غير اأن ه كان يقول: «إاذا كان بو سع كاف ة اأبناء ال شعب الذهاب إالى المالجئ لكي ل يلحق بهم أاذى عندها س أاذهب اأنا للملج أا. ولكن اأعلم باأن اإمكانية ذلك غير متوافرة لجميع اأبناء ال سعب.. صحيح قد تم لحد الآن ت سييد عدد من المالجئ اإل اأن الغالبية من اأبناء ال سعب ل ت ستطيع ال ستفادة منها. لذا لن اأتحر ك من مكاني«.. قلت : س يدي! ق س ما باهلل اإن ال شعب نف سه س وف يفرح عندما تكون أانت في مكان آامن. لذا ن س ألك اأن تحمي نف س ك من ))) نقل عن: حجة الإ صلم م سيح مهاجري. 29

31 بولقلا جارس اأجل اأبناء ش عبك. ف أجاب:»اأجل تلك م س ؤوولية أاخرى. ولكن اأنا ل اأ ستطيع أان اذهب اإلى مكان اأت صو ر اأن ي اآمن فيه في الوقت الذي اأعلم باأن ذلك غير متي س ر لجميع أابناء ال شعب«))). إلى جوار الشعب في المخاطر في ع صر اأحد الأيام اأ صابت نحو سبعة اإلى ثمانية صواريخ المنطقة المحيطة بجم اران.. فتوج ه ت اإلى الإمام وقلت : كم س نفرح اإذا ما اأ صاب أاحد صواريخنا ق ص ر ص د ام. ولكن ماذا لو وقع أاحد ال صواريخ بالقرب من ا ونزل ال س قف علينا ولح ق ب ك س وءا. فقال الإمام:»ق سما باهلل! اإن ي ل اأرى فرقا بيني وبين ذلك الحار س المراب ض اأمام المنزل.. ق سما باهلل! اإن الأمر سي ان بالن سبة لي إاذا ما ق تلت اأنا اأو ق تل هو«. ف أجبت ه: نحن نعلم ب أن ك ت فك ر بهذه الطريقة ولكن الأمر يختلف بالن س بة لل ش عب.. فقال:»كال ل بد لل سعب اأن يعلم باأن ه اإذا ما حاولت اللجوء اإلى مكان اآمن لئال اأ قتل فيما ي قتل بالق سف الحار س المراب س اأمام المنزل فاإن ي لم أاعد اأ صلح لقيادة هذا ال سعب.. اإن ني اأ ستطيع اأن اأخدم ال سعب عندما تكون حياتي على قدم الم ساواة مع حياة ال سعب.. فاإذا ما تقر ر أان يتعر س اأبناء ال سعب اأو هوؤلء الحر س اأو الذين يتواجدون هنا لالأذى فالأكن اأنا اأحدهم كي ي درك ال سعب باأن نا معا واإلى جوار بع س«.. فقلت : اإلى مت ى تري د الجلو س هنا. فه ز كتفه المبارك وق ال:»اإلى الوقت الذي ت صيب شظايا ال صاروخ المكان«))). ))) نقل عن: فر شته اأعرابي. ))) نقل عن: حجة الإ صلم اأحمد الخميني. 30

32 سانلا بحو يبعشلا الناس متى ما توف رت المالجئ للجميع خلل فترة الق صف الجو ي و سقوط ال صواريخ على طهران قام الإخوة في الحر س بت شييد ملج أ صغير بالقرب من مقر اإقامة الإمام كي يلج أ اإليه واأفراد اأ س رته اإذا ما اأعلنت حالة الخطر ودق ت صافرة الإنذار.. غير اأن س ماحته لم يذه ب إال ى الملج أ اأبدا. وعندما كن ا ن س أله لماذا ل تذه ب إالى الملج أ حفاظا عل ى حيات ك من أاجل ال ش عب كان يقول:»وهل تتوف ر المالجئ لكاف ة اأبناء ال شعب حتى يكون لي ملجاأ متى ما اأ صبح لدى جميع اأبناء ال شعب مالجئ عندها يمكن أان اأحتمي بالملجاأ«. واأ ص ر س ماحته عل ى البق اء ف ي غرفت ه ال صغيرة (((. ال يحق لكم أن تمنعوا الناس كان الإم ام ي ح ذ ر اأع ضاء المكتب دائما قائ لا :»حذار اأن ت سيوؤوا معاملة النا س.. ل يحق لكم أان تمنعوا النا س«. وف ي أاحد الأيام خرج س ماحته من المن زل مبكرا على غير عادته. فراأى النا س يتزاحمون وراء ال سياج الحديدي بانتظار اأن يفتح الباب كي يت سن ى لهم الدخول. وقد ا شتد تدافعهم عندما راأوا الإمام لعل الباب ي فتح اأ س رع.. فنظر الإمام إالى من حوله ممتع ضا وطلب من ا ومن الحر س ب ضرورة اإزالة هذا ال سياج ))). ))) نقل عن: خادم الإمام}. ))) نقل عن: حجة الإ صلم محمد علي أان صاري. 31

33 بولقلا جارس تعال في أي وقت ت حب ف ي كل ي وم كان ت ت صل إالى مكت ب الإمام اأكثر من خم س مئة ر س الة. وقد اعتاد سماحته على قراءة كل الر سائل حتى الر سائل العتيادية قبل اأن يمنعه الأطباء من كثرة القراءة.. وثم ة ر سائل كثيرة اأجاب فيها الإمام بخط يده على ر سائل الأطفال والأحداث الذين كانوا يبعثون بر سائلهم المفعمة بم شاعرهم واأحا سي س هم الجي ا ش ة حي ال الإم ام.. اإن هذا الن وع من الر س ائل كثير جد ا. وف ي كثي ر من الأحيان كانوا يطلبون من س ماحته اأن يبعث له م صورته مزي نة بتوقيعه. فكان الإمام ي أمر بتهيئة ال صور واإر سالهم إاليهم ))). قولوا له أن يأتي ف ي ع ام 1361 كان لنا لقاء مع الإمام.. عندما و صلنا اإلى بو ابة المن زل تقد م نحوي شيخ عجوز كان يحمل في يده كي سا وقال بلكنة تركية: اأي ها ال سي د! اإذا التقيت الإمام قل له ب أن شيخا عجوزا من اأهالي ار سباران قد اأم ضى وقت طويل في الطريق حتى و صل إالى هنا واإن ه يريد اأن يت شر ف بلقائك. واأ ضاف: اأريد اأن أاهدي الإمام كي س اللوز هذا.. وقد وعدت ه ب أن اأبلغ ر سالته اإلى الإمام.. لم ا ح ان دوري للق اء الإم ام ج اء ال س ادة حج ج الإ س لام ال ش هيد محلتي و أان واري وموحدي كرماني مندوبو الإمام في حر س الثورة والجندرمة وقوات ال ش رطة للق اء الإم ام. فقال الإمام لل س ي د صانعي: اأنا متعب ول اأ س تطيع اأن اأ ستقبل ال سادة.. عندها قلت مع نف سي لما يكون الإمام غير م ستعد ل ستقبال مندوبيه فكيف س يوافق على ا س تقبال هذا ال شيخ العجوز. ولكن على اأي ة حال ))) نقل عن: حجة الإ صلم محمد علي أان صاري. 32

34 سانلا بحو يبعشلا الناس أاخبرت الإمام بحكاية ال ش يخ مو ضحا : ب أن ثم ة ش يخا عجوزا في الباب يتمن ى ر ؤويتكم. ف أمر الإمام على الفور:»قولوا له اأن ياأتي«. عندما دخل ال شيخ العجوز حي اه الإمام بحرارة وتفق د اأحواله و أاحنى ظهره كي يتمك ن من تقبيل يده ))). كانوا يتصر فون بمنتهى االحترام الم ش اعر الت ي كان يتمت ع بها الإم ام حيال اأبناء ال ش عب كانت على درجة كبيرة من الرقي. وعلى الرغم من كل الهموم التي كان يواجهها والم س ؤووليات الت ي يتحم ل اأعباءها كان ي أتي إالى س ماحته اأ ش خا ص يتحد ثون اإلي ه أاحيانا حت ى ع ن م ش كلتهم الأ س رية. وفي اأح د الأيام ج اء اإلى مكتب الإمام ش اب كان م ضربا عن الطعام حتى يت سن ى له لقاء الإمام. ومهما حاول الزملء ثنيه ع ن ذل ك والتعر ف على م ش كلته باءت محاولته م بالف ش ل. وكان ي صر على ضرورة لقاء الإمام بمعزل عن الآخرين. فتم اإبلغ الإمام بحكاية هذا ال شاب. فوافق سماحته على ا ستقباله رغم ما في الأمر من خطورة على حياته. اإذ كيف ينف رد ش اب بالإم ام دون اأية معرفة م س بقة.. على اأية حال دخل هذا ال ش اب عل ى الإمام وطرح على س ماحته مجموعة من الأ س ئلة الت ي ل معنى لها وكان مو ضوعها عاديا جد ا. ومع ذلك تعامل معه الإمام بمنتهى الحترام. ))) ))) نقل عن: مح سن رفيق دو ست. ))) نقل عن: حجة الإ صلم محمد علي أان صاري. 33

35

36 العاطفة والرأفة العجوز الجنائني اأتذك ر مر ة عندما كنت صغيرا جلب شيخ عجوز ترابا إالى حديقة المنزل. وف ي تلك ال س اعة كن ا جال س ين إالى المائ دة. فقال الإمام: اإن ه ذا العجوز لم يتغ د بع د.. كان ت كم ية الطع ام محدودة. ف أخذ س ماحته صحنا م ن المائدة و صب فيه عد ة ملعق من طعامه وقال لنا:»لي ضع كل واحد عد ة مالعق من طعامه في هذا ال صحن حت ى ي صبح بمقدار وجبة غداء لهذا الرجل.«.. وعل ى الرغ م من اأن طعامنا كان محدودا في ذلك الي وم اإل اأن نا قمنا ب إعداد وجب ة غ داء لذل ك العج وز وكنت ف ي عال م الطفولة قد س عدت كثي را بهذا العمل (((. من أي مدينة أنت بعد اإطلق سراح الإمام عام 1343 ه. ش ] 1964 م[ وعودته اإلى مدينة قم اأخذت ح ش ود المحب ي ن والمخل صين تتدف ق على مدينة قم ومن زل الإمام من مختلف اأنحاء البلد.. وفي أاحد الأي ام كن ا عند الإمام دخل على سماحته اأحد ))) نقل عن: فريدة م صطفوي. 35

37 بولقلا جارس القروي ين وكان قد جاء من إاحدى مدن اإقليم خرا سان للقاء الإمام.. كان يع شق الإم ام وكان ي ذرف دموع ال ش وق بغزارة.. عندم ا تنب ه الإمام اإل ى حاله دعاه للجلو س إال ى جنب ه واأحاطه بعطفه وحنانه. ث م اأمر اأن ي أتوا له بقدح ال ش اي وراح ي س أله ع ن ظروف ه ويتفق د أاحواله مثلما يفع ل الأخ مع اأخي ه حيث اأخذ ي س أله ع ن مدينته وعمله واأ س رته حتى بداأ يهداأ وي س ترجع حالت ه العتيادية وكان ذلك موقفا موؤث را بالن سبة لنا جميعا ))). لم يقل )ال( قط كان الإم ام يتحل ى بروح لطيفة للغاية.. واإن الخ صال وال صفات الأخلقية الت ي كان يتحل ى بها قل ما كانت ت ش اهد لدى الآخري ن.. وكنت قد اعتدت على مرافق ة الإم ام على مدى س نوات عديدة بعد انتهاء الدر س اأثناء خروجه من م سجد ) سلما سي( وهو في طريقه إالى المن زل. وكنت اأنتهز هذه الفر صة لأن أاط رح بع ض ال ستف س ارات حول مو ضوع الدر س وكان س ماحته ي جيب عليها ب كل رحاب ة صدر. وطوال هذه الفترة ل م يحدث اأن انزعج من ذلك. وطبعا لم يقت ص ر ذل ك على ي وم اأو يومين واإن م ا كان في معظم الأي ام تقريبا حتى في تلك الفترة التي لم أاكن اأح ضر حلقات در س س ماحته. فلم يحدث اأن ت صر ف بنح و يوح ي با س تيائه اأو امتعا ضه من ال س ير خلفه واللحاق به وطرح اأ س ئلتي وا ستف ساراتي (((. ))) نقل عن: مهدي كروبي. ))) نقل عن: اآية اهلل يو سف صانعي. 36

38 ةفأرلاو ةفطاعلا كأن ه يتحد ث مع أصدقائه القدماء ف ي اإحدى الليالي جاء اإلى مرق د الإمام اأمير الموؤمنينQ جماعة من الطلب ة الجامعيين الم س لمين الذين يدر س ون ف ي أاوروبا للق اء الإمام.. وكان مظهر الجامعيين - وعلى حد تعبيرنا - غريبا على بيئتنا ومثيرا للت ص وؤل سواء من حيث المظهر الخارجي والقيافة اأو من ناحية طريقة الكلم والتعامل. غير اأن نا شهدنا كيف اأن الإمام تعامل معهم بنحو وك أن ه جال س مع أا صدقائه القدماء منهم كا بالحديث معه م. وبالمقابل كانوا م ش دودين اإلى الإم ام بحيث عندما نه ضوا من عند سماحته كانوا يختزنون عاما من الطاقة والإيمان والأمل ))). ال تضغطوا على الناس اأ ش يع ف ي وق ت م ا بالنج ف اأن جماع ة ج اءت م ن اإي ران -اأواخ ر ع ام 1346 ه. ش ] 1967 م[- لغتي ال الإم ام ب أم ر م ن ال ش اه.. ف كان واجبن ا ال ش رعي يق ض ي ب ضرورة المحافظ ة على حياة الإمام. وفي ض وء ذلك قر رنا أان ا و س بعة أاو ثماني ة من الإخ وة مرافقة الإمام عن د ذهابه اإل ى مرقد الإمام أامي ر الم ؤومني ن Q م س اء كل ي وم. ف ض لا عن مرافقت ه عن د توج هه اإلى حلق ة الدر س.. ف ي الليلة الأول ى وعندما انطلق الإمام ف ي طريقه اإلى مرقد أامير الم ؤومنين م ضينا في ال س ير خلفه. وما هي اإل خطوات حتى ش عر الإمام بوجودن ا فع اد وطل ب من ا الن ص راف إالى ش أننا. وبطبيعة الحال س ل منا في تل ك الليل ة لرغب ة الإم ام وعدن ا اأدراجن ا فيم ا وا صل س ماحته م س يره اإلى ال صح ن ال ش ريف. ولكن في اليوم الت الي بعثنا ر س الة اإل ى الإمام مفادها ب أن ))) نقل عن: اآية اهلل كريمي. 37

39 بولقلا جارس الواج ب ال ش رعي يحتم علين ا الحفاظ على حياته ش اء اأم اأب ى. ولأن نا نعتبره واجب ا س وف ن صر عليه ولن نتخل ى ع ن مرافقته.. ومما يذكر في هذا ال صدد اأن ضري ح الإم ام أامي ر الموؤمنين كان يزدح م بالزو ار وكان وا يتزاحمون على تقبيل يد الإمام. وكان س ماحته يتعر ض لبع ض الم ضايقات أاحيانا نتيجة هذه الزحم ة فكن ا نتدخ ل في الوق ت المنا س ب. اإل اأن تدخ لنا هذا كثي را ما كان يقت رن بتحذي رات الإم ام لنا قائ لا :»ل ت ضغطوا على النا س«وكان يدفعنا جانبا ليكون النا س اأحرارا ولئل يلحق بهم اأي أاذى ))). إذا ما كان ثمة خطر فلماذا ال يكون لي عندم ا كن ا في باري س كن ت أاتول ى فتح الر س ائل التي كان ت ت صل لدوافع أامني ة وم ن ث م اأحمله ا اإل ى الإم ام ليط ل ع عليه ا. وم ر ة كن ت ف ي المطب خ من ش غل بفت ح الر س ائل جاء الإمام وق ال: «أانا غير را س «. وحينها ت صو رت ب أن س ماحته قلق لئل أاطلع على فحوى الر س ائل فقلت : ق س ما بجد ك ر س ول اهلل ب أن ي ل ن اأح اول قراءتها واإن م ا اكتفي بفتحها لأغرا ض أامنية فقط لئل يحدث ما ل يحمد عقباه. فقال الإمام: )اأعلم ذلك وهذا( ما ق صده. ف إن كان ثم ة خطر فلماذا ل يكون لي. قلت : س ي دي الإمام. ال ش عب الإيراني بانتظارك. قال: )وهناك ثمانية أاطفال بانتظارك في إايران(. قلت : ل تقلق سماحتك لقد تدر ب ت عل ى ه ذا العم ل ول توجد مخاطر. ق ال:»ح سنا تعال وعل مني كيف تفتح الر سائل حتى اإذا ما كان ثم ة خطر سوف ينتفي«))). ))) نقل عن: حجة الإ صلم محت شمي بور. ))) دباغ مقتطفات من سيرة الإمام الخميني} ج 1 ص

40 ةفأرلاو ةفطاعلا جئت أل ساعدكم ف ي أاح د الأي ام وح س ب التف اق ازداد عدد ضي وف منزل الإم ام. وبعد تن اول الطع ام وجمع الأواني وال صح ون ر أايت الإمام يدخل المطب خ. ولأن ه لم يك ن وق ت الو ضوء س ألت : لم اذا الإمام ف ي المطب خ فقال س ماحته:»لأن ال صحون اليوم كثيرة جئت لأ ساعدكم«.. إالى هذا الحد كان سماحته ي راعي اأحوال وحقوق الآخرين. ))) جئت لتقديم المساعدة كانت ال سي دة دب اغ ت ضطلع بدور بارز في نوفل لو شاتو. اإذ كانت تهتم ب صوؤون المطبخ والطهي والتنظيف اإ ضافة إالى اأمور كثيرة اأخرى.. وفي كثير من الأحيان كن ا نذهب عندها نجل س ونتح د ث. وفي أاحد الأيام كانت صح تها لي س ت على ما يرام ومع ذلك كانت واقفة تغ س ل ال صحون. فذهبت لروؤيتها. ش عرت ب أن ها كانت م س تاءة ف س ألت ها: ما الذي ي ؤولمك قالت: فيما كنت اأغ س ل ال صحون ف إذا ب ي اأ فاجئ بالإم ام يدخل المطبخ وي خاطبني: اأي ته ا الأخت - كان الإمام ي ناديني بالأخت - جئت لتقديم الم س اعدة ا س محي لي اأن اأغ س ل ال صحون.. لق د ت أث رت ال س ي دة دب اغ لهذا الموقف كثيرا قائلة: الإم ام بهذه العظمة ورغم كل م شاغله وهمومه جاء إالى المطبخ ليقول لي - اأنا بالذ ات - هذا الكلم. ))) ))) دباغ مقتطفات من سيرة الإمام الخميني} ج 1 ص 11. ))) ال سي دة فاطمة طباطبائي مراآة الجمال. 39

41 بولقلا جارس كان ي ناديني باألخت في نوفل لو ش اتو كنت في خدمة الإمام اأربعة اأ ش هر و س تة ع ش ر يوما. وكان يطل ب من ي اأحيان ا اأن ات صل بالق س الفلن ي واأن اأبح ث معه ق ضايا الث ورة. اأو اأتناول هذا المو ضوع مع ال صحافي العل ني. وقد علمت من أاحد الأعز ة من الذين يترد دون على منزل الإمام ب أن س ماحته كان ي ناديني في غيابي بالأخت طاهرة بوحي من لطفه ومحب ته. واأنا اأعتبر ذلك فخرا ولطفا من اهلل تعالى به علي. ))) أيهم طعامك عندم ا كن ا ف ي باري س كانت اأ س رة الإم ام يوما مدع وة اإلى من زل اأحد الأ صدق اء ف أخبرن ا الإمام ب أن آاية اهلل مطه ري واآية اهلل صدوقي س يكونان ضيوف ه على الغ داء.. وعندما حان موعد الغداء س كبت الطع ام الذي اعتاد الإمام على تناوله كل يوم وهو مرقة اللحم في ثلثة صحون وقد متها للإمام. ولحظتها فك رت مع نف س ي ب أن اأذهب إالى المبنى الآخر واأتناول الخبز والجبنة والبن دورة وه و الطع ام المتوافر ف ي العادة هن اك.. عندما قد م ت الطعام س أل الإمام:»اأي هم طعامك «. ولأن ي ل اأ س تطيع اأن اأكذب قلت : )تناولوا اأنتم غداءكم و س أذهب اأنا اإلى البناية الثانية واأتناول شيئا (. فقال:»اذهبي وهات صحنا «.. جئت ب إناء آاخر وقام سماحته بتق سيم الطعام الموجود في ال صحون الثلثة اإلى اأربعة اأق سام و أاعطاني واحدا. ))) ))) دباغ مقتطفات من سيرة الإمام الخميني} ج 2 ص 201. ))) ال سي دة فاطمة طباطبائي مراآة الجمال ص

42 ةفأرلاو ةفطاعلا لم أستطع النوم ليلة أمس جاء مر ة عد ة من الإيرانيين اإلى فرن سا لزيارة الإمام. وكانت ف سحة صغيرة خل ف غرف ة الإم ام كنت اأن ام فيها. وف ي تلك الليل ة ونظرا ل ضي ق المكان تركت مكاني لأحد ال ضيوف وذهبت ونمت في المطبخ. وقد علم الإمام بذلك فق ال ل ي في الي وم الت الي:»لم ا علمت باأن ك اخترت النوم في المطبخ وكان من الممكن اأن تت ضر ر من البرد لذا لم اأ ستطع النوم طوال الليل«. ))) أسوة الرأفة كان ت الأمط ار والثل وج تت س اقط ف ي باري س وعندم ا كان الإم ام يذهب لإقام ة ال ص لاة ويعود كان حذاوؤه يت س خ بالوحل. فكن ت اأحر ص على تنظيفه في كل مر ة. فلم ا تنب ه الإمام إالى ذلك كان يحتر س لئل يت سخ حذا ؤوه كثيرا كي ل ي سب ب لي المتاعب ولو بمقدار ب سيط. ))) هدايا ليلة عيد الميالد في باريس وج ه الإم ام ليل ة عيد الميلد نداء إالى الم س يحيين في العال م بث ته معظم وك لت الأنب اء. وف ض لا ع ن ه ذا الن داء اأمرنا س ماحته بتوزي ع الهدايا التي جلبها الإخوة من إايران وكانت في الغالب اأنواعا من الحلوى والمك س رات على اأهال ي نوفل لو ش اتو. وو ضعنا م ع كل هدية زهرة. واأثناء توزيع الهدايا ش عرنا ب أن الأمر اأثار ا س تغراب وتعج ب الأهالي اإذ كان مو ضع ت س وؤل بالن س بة لهم ))) دباغ مقتطفات من سيرة الإمام الخميني} ص 202. ))) ال سي دة فاطمة طباطبائي مراآة الجمال ص

43 بولقلا جارس اأن ي بادلهم قائد إايراني م سلم كل هذه الم شاعر في ليلة ميلد ال سي د الم سيح ويك ن له م الحب والحترام. ومن بين هوؤلء كان ت هناك امراأة اأخذت عيناها تفي ض بالدموع اإعجابا بالإمام وهي تت سل م هدي ته.. لقد ترك سلوك الإمام هذا ت أثي ره في نفو س الأهال ي اإلى درجة طالب وا بتحديد موعد لهم للق اء الإمام. فواف ق الإم ام على ا س تقبالهم ف ورا. وكان عددهم ما بين ع ش رة إالى خم س ة ع شر شخ صا وقد ج ؤووا وهم يحملون باقات الزهور.. فتفق د الإمام أاحوالهم و س ألهم اإن كان لديهم طلبا خا صا. فقالوا: كل لي س ت لدينا حاجة لقد جئنا لروؤية سماحتك عن كثب وما هذه الزهور اإل هدية محب ة.. فارت سمت ابت سامة على شفتي الإمام وراح يت سل م باقات الزهور من أايديهم واحدة واحدة وي ضعها اإلى جواره. ثم ود عوا الإمام ببهجة و سرور. ))) حذار أن يتأذ ى الجيران نظرا لوجود الأعداد الغفيرة والحركة الدوؤوبة المتوا صلة كان الإمام يو صي دائم ا لئ لا ت ص در حرك ة اأو ت صر ف ي وؤذي الجي ران الذي ن كان جميعهم من الم سيحيين.. في الحقيقة كان الإمام يحر ص كثيرا على راحة جيرانه وهدوئهم ويبذل كل ما في و س عه لئل يت أذ ى اأو ينزعج اأهالي المحل ة ل ش د ة الزحام وكثرة الترد د على منزل سماحته. واإن اأخلق الإمام هذه وحر صه على راحة جيرانه كانت وراء حزن وت أث ر اأهالي نوفل لو ش اتو عندما قر ر الإمام العودة إالى اإيران. واإن بع ض هوؤلء قام ب إهداء الإمام حفنة من التراب الفرن سي. ))) ))) ال سي دة فاطمة طباطبائي مراآة الجمال ص 127. ))) نقل عن: حجة الإ صلم محت شمي بور. 42

44 ةفأرلاو ةفطاعلا اعتذروا من الجيران بع د أان ت أك دت مغادرة الإمام باري س والع ودة إالى اإيران اأمرني س ماحته بالتوج ه إالى المنازل المجاورة لمقر اإقامته والعتذار من اأ صحابها نيابة عنه لم ا كان ي س ب به الزح ام من س لب لهدوئهم وراحتهم طوال فت رة اإقامة الإمام في هذه القرية.. وبالفعل توج هت اأنا وال س ي د اإ ش راقي و ش خ ص اأو ش خ صان آاخ ران إال ى لق اء جمي ع الجي ران ف ي تل ك القري ة واإبلغه م ر س الة الإمام واعتذاره منهم. ))) ال تفعلوا شيئا تعجزون عن تبريره للشعب كن ا مر ة ن ناق ش ق ضايا ال سيا س ة الخارجية وقد احتاج الأمر اإلى قدر من التحر ك الدبلوما س ي ال سر ي. فتم ت ا ست شارة الإمام في ذلك فقال سماحته:»ل تفعلوا سيئا تعجزون عن تبريره لل سعب«.. فكان ذل ك بمثابة مبداأ عام ف ي ال سيا س ة الخارجي ة وعلى صعيد الداخ ل. وفي الوقت نف س ه لفت الأنظار إالى ال س يرة ال سيا س ية للإمام التي لم تعرف التناق ض في المواقف س واء في الما ضي والحا ضر وعلى صعيد القرارات العلنية وال سر ية. ))) اعذروني كان الإم ام متوا ضع ا حتى في تعامله مع تلمذت ه والذين كانوا في مراحل أاولي ة م ن الناحية العلمية والجتماعية.. ومم ا يذكر في هذا ال صدد اأن ي كنت ))) نقل عن: حجة الإ صلم ال سي د اأحمد الخميني. ))) نقل عن: ميرح سين مو سوي. 43

45 بولقلا جارس في اآذربيحان قبل حوالي ثماني سنوات. وكان الوقت صيفا. فبعث الإمام طالبا ح ض وري لبحث مو ضوع ه ام يتعل ق ب آذربيجان وقب ل اأن يطرح علي المو ضوع قال لي: «أارجو أان تعذرني لما ت سب بته لك من عناء عندما طلبت ح ضورك«.. اإن كلم سماحته هذا اأث ر في بدرجة دفعتني للبكاء. ))) هذا الطفل أكثر قربا في محضر الله كان ت علق ة الإم ام بالأ ش خا ص عل ى ق در قربهم م ن اهلل.. على س بيل المثال كان س ماحته ي حب الأطفال كثيرا. وعندما كان ي قب ل حفيده علي كان يق ول:»اإن هذا الطفل حديث العهد وملكوتي. وهو اأقرب إالى المبداأ.. اإن ه اأطهر من الآخرين«. وكان حب ه للأطف ال نابعا من اأن هم أاكث ر قربا من اهلل. ول م يك ن الإمام يتكل ف في التعبير عن م ش اعره.. اإن حب ه وكرهه كان ب صورة تلقائية ومن اأجل اهلل. ))) ال شأن لكم بالطفل ذهبت يوما مع ولدي حامد الذي كان له من العمر اأربع س نوات إالى عند الإم ام. كان الإم ام جال س ا في غرفته والى جواره كي س كبي ر ممتلئ بالأوراق والر س ائل.. كان الإمام ي خرج منه الر سائل ويقراأها واحدة واحدة وكان ي ضع الر سائل التي ت ستوجب الرد تحت )البط انية( التي يجل س عليها كي يعود اإليها فيما بعد وي ضع البقية جانبا.. ))) نقل عن: اآية اهلل بني فا ضل. ))) نقل عن: ال سي دة فاطمة طباطبائي. 44

46 45 ةفأرلاو ةفطاعلا سل منا على سماحته وجل سنا. ف أخذ الإمام يتحد ث مع حامد وي داعبه. وما هي اإل لحظ ات حت ى بداأ حامد يلعب مع الإمام. غير اأن ي حاولت اأن اأ س ت أذن بالخروج آاخ ذا حامد مع ي كي ل ي زاحم اأوقات الإمام. فقال الإمام: )ل ش أن لك بالطفل ف إن كان لديك عمل فتف ض ل اذهب.(. فخرجت لإنجاز بع ض الأعمال. وبعد ن صف ساعة قلت مع نف سي: ربما ت سب ب الطفل في اإيذاء الإمام فعدت لآخذه. فراأيته قد و ضع راأ س ه في ح ض ن الإمام ورجله على الحائط ويطال ب الإمام بو ضع الأوراق ب ص ورة مرت ب ة وك ذا وكذا. وكان الإمام ي ضحك من كلم ه. فطلبت من حامد اأن ي أتي لنذهب اإل اأن ه رف ض.. فا س ت أذنت الإمام ب أخذه مو ضحا ب أن ه يزاحم اأوقات سماحتكم. فقال:»كال الطفل لي س مزاحما اذهب اأنت«. ))) يتعاطف مع معارضه ذهبت يوما بمعي ة ال شهيد حج ة الإ صلم والم سلمين سليمي الذي كان يعمل في مكتب الإمام اإلى اإحدى جبهات القتال جنوبي البلد لتفق د جند الإ س لام وتقوي ة روحي اتهم. وفي الطريق دار بينن ا حديث عن خ صو صي ات الإمام. وقد نقل لي: قبل اأي ام كنت اأتحد ث مع الإمام عن وقاحة ال شيخ علي طهراني وجراأته ف ي الإ س اءة خ لال اأحاديثه التي تبث ه ا اإذاعة بغ داد. اإذ اأن هذا الخبيث كان يتج ر اأ في الإ س اءة اإلى الإمام ب ش كل غريب.. وما اأن اأنهي ت كلمي حتى قال س ماحته:»من الم صادفة كنت قد تذك رته قبل أايام ودعوت له«.. كان الإمام يتعاطف إالى هذا الحد مع معار ضيه و أاعدائه ويدعو لهم بالهداية. ))) ))) نقل عن: علي ثقفي. ))) نقل عن: غلم علي رجائي.

47 بولقلا جارس هل سمعت صوت الجرس فترة طويلة واأنا اأنام مع الإمام في غرفة واحدة خا ص ة عندما كانت ت سافر والدتي.. كان الإمام يرف ض ذلك وكان يقول اإن نومك ح س ا س جد ا ي حرجني. حتى اأن ي ر أايته يوما يلف ال س اعة التي كان ي س تخدمها كمنب ه لإيقاظه بقطعة قما ش لإخف ات ص وت الجر س. وكان ي ضعه ا في م كان بعيد حت ى اإذا ما رن جر سها ل أافيق من نومي. وفي اإحدى المر ات كنت يقظة اإل اأن ي حاولت التظاهر بالن وم لأن س ماحته نه ض ل صلة الليل. وفي صباح الي وم الت الي اأراد الإمام أان يع رف إان كنت أافقت على صوت جر س ال س اعة فقال لي:»هل اأفقت على صوت جر س ال ساعة «. ولأن ي ل أاريد قول الحقيقة وفي الوقت نف سه ل أاكذب قلت : وهل كانت هناك ساعة في الغرفة حتى أافيق..الإمام اأي ضا تنب ه اإلى اأن ي اأح اول التحاي ل عليه فق ال: «أاجب على سوؤالي هل ا ستيقظت ب سبب رنين ال ساعة «. فا ضطررت لأن اأجيب بنعم. قلت : من المحتمل اأن ي كنت يقظا لأن ص وت ال س اعة كان خافتا جد ا. وق ال الإمام:»بعد الآن يجب اأن ل تنام معي في الغرفة لأن ي اأبقي قلقا لئال تفيق من نومك«. قلت : اأتق صد اأن اأكون معك - بعدما أا صيب الإمام بمر ض القلب وا ستقر في طهران- لأكون بجوارك اإذا ما تدهورت صح تك. فقال:»كال اذهب وقل لبنتك تاأتي عندي«. وما هي اإل اأيام مع دودة حت ى قال: ليلى اأي ضا لم تعد ضرورة لأن تنام معي. لأن ها ت زيل الغطاء عنها ف أ ضطر للنهو ض وتغطيتها كل ساعة«. ))) ))) نقل عن: زهرا م صطفوي. 46

48 ةفأرلاو ةفطاعلا كثيرا ما أتطلع إلى األطفال كان الإم ام ر ؤووف ا وعاطفي ا للغاي ة. خا ص ة اإزاء الأطف ال اإذ كان ي حب ه م كثي را.. كان س ماحته يت ص ر ف م ع الطف ل كالأطف ال حت ى اإن ه كان يق ول:»عندما اأكون في الح سينية كثيرا ما اأ معن النظر اإلى الأطفال«. و أاحيانا عندم ا كان ي رى الأطفال يت أل مون ل ش د ة الزحام وحرارة الطق س كان يقول:»اإن ني اأتاأل م كثيرا لهوؤلء الأطفال الذين ياأتون بهم اإلى الح سينية في مثل هذه الظروف.. لأن هم يتاأذ ون ويمر ضون«.. حتى اإن س ماحته كان ي حب اأبناء ال شهداء إان لم يكن أاكثر من اأبنائه فلي س اأقل منهم. ))) ممازحة اإلمام ألبناء الشهداء ف ي أاح د الأي ام كنت في جم اران وكان الإمام قد جاء حديث ا للإقامة في جم اران.. كان ذل ك ف ي الأي ام الأولى من الح رب المفرو ض ة.. كان من بين الح شود التي جاءت لروؤية الإمام امراأة شاب ة فقدت زوجها في الحرب وكانت برفقتها صبية بعمر الزهور.. كانت الطفلة م ضطربة ول تكف عن البكاء.. كان الت راب ي غط ي راأ س ها ووجه ا والدموع تموج على وجنتيه ا.. كانت الأم حزينة تتمن ى ل و تتمك ن هذه الطفلة التي فقدت اأبيها من الو صول اإلى الإمام لعل ها ته داأ قليل. كانت المر أاة تقول: ل س ت حزينة ل ست ش هاد زوج ي لأن ي اأنا الذي قمت بت شجيعه على الذهاب إالى الجبهة. غير اأن هذه ال صبية توؤلمني واأت صو ر اأن ال س بيل الوحيد لهدوئها هو احت ضان الإمام لها. وقد قر ر ش قيقي أان ي أخذ بيده ا وي أت ي بن ا لروؤي ة الإم ام.. كان الإمام يتم ش ى ف ي باحة المن زل. وكن ا ))) نقل عن: نعيمه اأ شراقي. 47

49 بولقلا جارس نت صو ر ب أن الإمام اإذا ما ر أاى الطفلة س وف يم س ح بيده على راأ س ها ونعود بها إال ى اأم ه ا. ولكن عندما راآها مكث قليل ثم جل س جنب الحو ض واأخذ الطفلة واحت ضنه ا وم س ح بي ده الحنونة على راأ س ها وم س ح دموعها واأخ ذ يفعل ذلك حتى هد أات. ثم طلب من ا اأن ن أخذها لأم ها. ))) تعال نتحد ث معا ج اء أاح د الأق ارب يوم ا إالى المن زل. ولأن ه كان غا ضب ا لق ضي ة ما كان يتح د ث ب ص وت مرتفع وي عب ر عن وجهة نظره.. وعلى الرغم من اأن الإمام كان ي م ض ي وقتئ ذ فترة نقاهة بعد ش فائه م ن المر ض قال له ب كل هدوء ولطف:»لماذا أانت غا ضب.. تعال لنتحد ث معا وفي النهاية نتفاهم ونت فق«. ))) وهذه ألمك! عندم ا كن ت اأتول ى م س وؤولية قي ادة اللج ان الثوري ة كان ثمة لق اء لكبار الم صوؤولين مع الإمام في ح سينية جماران بمنا سبة عيد الغدير. وبعد اأن اأنهى الإم ام خطاب ه عاد وجل س على الكر س ي في ال ش رفة المقابلة لغرفت ه واأخذ الم س وؤولون يتوج هون لل س لام على سماحته.. كان اإلى جنب الإمام اإناء صغيرا وق د و ضع ت فيه م س كوكات )القد س( من فئ ة الريال.. كان الإم ام يرد على مهنئيه بوجهه النوراني المفعم بالحيوية وي أخذ بيده عد ة م سكوكات وي سل مها لمن جاء لتهنئته من الم صوؤولين بمثابة )عيدية(. وكنت اأنا أاحد الذين ح صلوا عل ى ه ذه العيدية.. غير اأن ي ل م اأرتوي من ر ؤوية الإمام فعدت ثانية للوقوف في ))) نقل عن: علي ثقفي. ))) نقل عن: زهرا م صطفوي. 48

50 ةفأرلاو ةفطاعلا الطاب ور ولم ا جاء دوري قب لت يد الإمام واأخذت الم س كوكات المتبر كة.. وفي المر ة الثالثة تنب ه الإمام حيث كنت اآخر شخ ص فابت سم.. قلت : سيدي! هذه الم ر ة اأ ري د الم س كوكات لأم ي - التي كان ت مري ضة وق د اأردت الح صول على الم س كوكات بني ة التبر ك وال شفاء -.. عندها أاخذ الإمام والبت سامة الجذ ابة تعلو شفتيه عددا من الم سكوكات مم ا تبق ى داخل الإناء وو ضعها في يدي وقال مازحا : وهذه لأم ك. ))) لهؤالء حق كبير في رقابنا قل ت م ر ة للإم ام اإن الكثي ر من هذه الأ س ر التي ل م ت غ ادر اأماكنها رغم الق صف تع ش ق الثورة وتحر ص على دعمها والدفاع عنها وما فتئت تقول اإن نا على ا ستعداد للمقاومة وال صمود حتى آاخر نف س. ولكن اأنت اأي ضا لديك واجب وتتحم ل م س ؤوولي ات ج س يمة. فق ال الإمام:»اإن هم صادقون فيما يقولون. اإن لهوؤلء حق ا كبيرا في رقابنا«واأخذت دموعه تت ساقط وراح يبكي. ))) ترقرقت الدموع في عينه نقل اأحد ال س ادة مم ن توج هوا اإلى مدينة م س جد س ليمان بعد قيام صد ام بق صفها بال صواريخ نقل للإمام بعد عودته عن ل سان اإمام الجمعة في المدينة قول ه: اإث ر هذا الق صف ا ست ش هد البع ض واأ صي ب اآخرون. واأثن اء عملي ات رفع الأنقا ض وبعد ساعات طويلة من البحث عن القتلى والجرحى اأ خرج طفل كان ))) نقل عن: حجة الإ صلم أاحمد سالك كا شاني. ))) نقل عن: اآية اهلل مهدوي كني. 49

51 بولقلا جارس ق د بق ي على قيد الحياة ب صورة غي ر طبيعية طوال كل هذه الفترة. وما اإن فتح عيني ه الم صاب ة والملط خة بالتراب وراأى الح ش د الكبير من الم س عفين اأخذ يهتف بدون مقد مة وب صوت م سموع وقبل اأن ينطق ب أي كلم: حربا حربا حتى الن صر.. إالهي احفظ لنا الخميني حتى ثورة المهدي.. كان الإمام ي صغي بدق ة وعيناه مت سم رتان اإلى المتحد ث. ولما نطق المتحد ث بهذه العبارة تغي رت معالم وج ه الإم ام الملكوتي. وعلى الرغم م ن اأن صلبة الإمام كانت ال س مة الغالبة على تقاطيع وجهه وت خفي ت أث ره الباطني غير اأن الدموع ترقرت في عينيه. ))) اضطرب حال اإلمام فجأة أاخبرتني إاحدى ال سي دات في تبريز: كان ولدي قد اأ سر على يدي العراقيين وقد علمت موؤخ را ب أن ه ا ست شهد في الأ سر. وجئت لأقول لك ب أن ت بل غ الإمام اأن ل يح زن لأبنائن ا لأن م ا نحر ص علي ه هو س لامة الإمام.. عندم ا قلت هذا ال كلم للإم ام ف إذا ب ي اأرى ح ال الإم ام ا ضط رب فج أة وترقرق ت عيناه بالدموع وكان منظره يوؤلم كثيرا. ))) كانت االبتسامة ال تغيب عن شفتيه كان الإمام رزينا للغاية ومتى ما كن ا نلتقي به كانت البت س امة ل تغيب عن شفتيه. ))) ))) نقل عن: حجة الإ صلم رحيميان. ))) نقل عن: الإمام الخامنئي. ))) نقل عن: خادم. 50