ا يار ١ ٢٠١٣ ا يار ٢٠١٣ العدد (٥٣) السسنة الهادية عششرة ملف العدد: تص در عن: بديل/المركز الفلسسطيني لمص ادر حقوق المواطنة واللاجي ين عضضو اسستششاري في
|
|
- دانة بنو العريج
- منذ 6 سنوات سابقة
- المشاهدات:
النسخ
1 ا يار ١ ٢٠١٣ ا يار ٢٠١٣ العدد (٥٣) السسنة الهادية عششرة ملف العدد: تص در عن: بديل/المركز الفلسسطيني لمص ادر حقوق المواطنة واللاجي ين عضضو اسستششاري في المجلس الاقتص ادي والاجتماعي/ الا مم المتهدة في مواجهة النكبة 65: ساهم في هذا العدد: طارق دعنا- الخليل عبد المجيد حمدان- رام الله سيف دعنا- الواليات المتحدة االمريكية أحمد أبو غوش- رام الله أحمد بالل- مصر أمير مخول- سجن جلبوع تيري رميبل- كندا تيسير محيسن- غزة جنان عبده- حيفا خالد الهبر- لبنان رجا ديب سوريا رفعت قسيس- بيت ساحور ريتشارد هوبر- المملكة المتحدة عيسى قراقع- بيت لحم سامي حواط- لبنان سحر فرنسيس- رام الله سيفان هلفي- فرنسا شريف كناعنة- عرابة/ البطوف عبد الفتاح القلقيلي- رام الله عمر برغوثي- رام الله فراس جابر- القدس نصار ابراهيم- بيت لحم نورما مصرية- بيت لحم هشام البستاني- األردن وسام رفيدي- رام الله
2 ٢ ا يار ٢٠١٣ االفتتاحية سامر الفلسطيني ينتصر اآلن... وأبعد * في مواجهة النكبة المستمرة بقلم: عيسى قراقع ماذا يمكن لنا أن نقول في الذكرى الخامسة والستين للنكبة المستمرة أما زال هناك ما يمكن قوله أو إضافته الم يحن الوقت لترجمة الكلمات الشعارات البرامج أو قل بعضها إلى فعل بمراجعة كلمات األعداد السابقة من جريدة»حق العودة«الخاصة بذكرى النكبة في كل عام يظهر أن مركز بديل تناول الكثير الكثير من المسائل ذات الصلة حتى يخي ل للقارئ أن خطاب النكبة المستمرة صار تكرار ممجوجا ال جديد فيه وربما ال جدوى منه. وبمراجعة محاور تلك األعداد وما تضمنته من مقاالت وتقارير ووقفات نقدية وإرشادية ونداءات وحتى خطابات حماسية يبدو أن األمر فاض عن حده! فهناك أعداد ركزت على مظاهر النكبة المستمرة والمتجددة على جانبي الخط األخضر كالتهجير والمصادرة واالستيالء على المصادر والتهجير المتجدد بسبب الجدار وهدم المنازل والمناطق المغلقة والعازلة وغيرها من محركات التهجير مما ال يزال يتسبب في تجديد النكبة الفلسطينية. وهناك إعداد ركزت على فقدان الحماية الدولية الواجبة لالجئين الفلسطينيين بموجب القانون الدولي. يظهر ذلك جليا حيث لجنة التوفيق الدولية حول فلسطين والتي تشكلت لتوفير الحماية الدولية بمفهومها الشامل ولتنفيذ القرار 194 لم تعد فاعلة منذ الخمسينيات بسبب انعدام اإلرادة السياسية للدول والمجتمع الدولي عامة. ويلمس ذلك الالجئون أنفسهم يوميا حيث ان خدمات االنروا في تراجع مستمر وجسيم بسبب اعتماد موازنتها على التبرعات الطوعية وبسبب تبني الدول المانحة سياسة التبرعات المشروطة والخلل الداخلي في االنروا وبسبب تراجع دور وفعل وأداء منظمة التحرير الفلسطينية أيضا. وهناك أعداد ركزت على عقم الفعل الرسمي سواء من قبل المجتمع الدولي ومؤسساته التي لم تعد تعرف غير رفع التقارير والتباكي على حال الالجئين او الرسمي الفلسطيني الذي لم يعد يتقن غير ترديد مصطلحات الشرعية الدولية واإلشارة إلى القرارات المعطلة في أروقة األمم المتحدة في نداءات استجداء ال يعوزها االبتذال والتذلل وكأن الحقوق الفلسطينية ما كانت بال قرارات الشرعية وبتسليم تام بانها لن تكون بدون تلك الشرعية المقيدة بمصالح الدول المتنفذة- االستعمارية. وهناك أعداد ركزت على التهجير المتجدد في دول اللجوء وتبني معظمها سياسة حرمان أو االنتقاص من حقوق الالجئين الفلسطينيين بحجج مثل مقاومة مشاريع التوطين دعم حقهم في العودة الحفاظ على هويتهم الفلسطينية أو بسبب سريان حاالت الطوارئ بدعوى إدامة العداء إلسرائيل. وما ان استبشر الفلسطينيون بما سمي بالربيع العربي باعتبار ان دول الربيع ستمنح اقله الالجئين الفلسطينيين حقوقهم اإلنسانية حتى اكتشفوا أن الربيع يستثنيهم وربما يستهدف قضيتهم برمتها. فليبيا بعد الربيع لم تعد تتسع للفلسطينيين. وتونس تحتجز من قدموا من ليبيا في مخيم الشوشة بانتظار موافقة دولة أخرى على استقبالهم لديها! واألردن يستقبلهم»كضيوف أعزاء«فيحتجز الفلسطينيين المهجرين من سوريا في مخيمات مراكز احتجاز كمخيم الزعتري على الحدود العتبارات أمنية وديموغرافية. ولبنان يغض الطرف عن دخولهم ليس نأيا بالنفس بل للتنصل من أي التزام تجاهم أوال وبانتظار فرصة اإلعالن عن عدم شرعية وجودهم على األراضي اللبنانية فيما بعد. ومصر تمنحهم خالفا لآلخرين تصاريح إقامة مؤقتة ال باعتبارهم الجئين يستحقون الحماية والمساعدة بل باعتبارهم مهاجرين قادمين من سوريا األمر الذي ال يشكل تنصال من االلتزام تجاهم وحسب بل ويعطل دور المفوضية العليا لشؤون الالجئين وكأن ربيع مصر يعلن أن تنصل السادات من سياسات المرحوم عبد الناصر تجاه الفلسطينيين ومن ثم تقييدات حقبة مبارك ال زالت مستمرة بل ومطلوبة! وهناك أعداد تناولت الفعل الشعبي ودور القوى والمؤسسات المدنية الوطنية والدولية في التأكيد على الحقوق وإبقاء قضية الالجئين حاضرة في كل المحافل ورفع مستوى الوعي والمعرفة بمعاناتهم. وركزت على أهمية الفعل الشعبي واإلبداعات النضالية فردية وجماعية في تطوير آليات ووسائل الدفع باتجاه ممارسة حق العودة فعليا. فكان شعار»«... ويبقى السؤال: م اذا يمكن لنا أن نقول في الذكرى الخامسة والستين للنكبة المستمرة أما زال هناك ما يمكن قوله أو إضافته الم يحن الوقت لترجمة الكلمات الشعارات البرامج أو قل بعضها إلى فعل بال مواربة نقول نعم! فهناك الكثير مما لم يقل بعد وما يلزم حتما وهناك أكثر بكثير مما يلزم فعله ولم يلتفت إليه بعد. والسبب ببساطة الن الفعل الفلسطيني الرسمي سواء لمنظمة التحرير الفلسطينية او السلطة أو ما صار يعرف بالقيادة الفلسطينية والن فعل القوى السياسية على تنوعها وعلى اختالف مشاربها وارتباطاتها وتحالفاتها والن الفعل األهلي المدني بما يشمل ذلك من مؤسسات أهلية حقوقية أو قاعدية أو حمالت شعبية ما زال قاصرا عن ان يشكل حاضنة للطاقات والفعل التحرري بالمعنى االستراتيجي. هذا العدد يحتوي على أكثر من عشرين مقاال تسلط الضوء بموضوعية وبنقدية بناءة على جوانب غياب أو تغييب اإلستراتيجية الفلسطينية الوطنية القادرة على استنهاض الطاقات وتوظيفها في فعل تحرر منظم يراكم االنجازات. المقاالت على تنوعها تؤكد أمرين: األول أن الفعل الفلسطيني الراهن ما زال اعجز عن مواجهة النكبة المستمرة الثاني أن لدى الشعب الفلسطيني من اإلمكانيات والطاقات ما يكفي لمقاومة النكبة المستمرة وانجاز مرحلة التحرر الوطني. هيئة تحرير حق العودة. بعد تسعة شهور وأكثر وتحديدا بتاريخ 2013/4/23 علق األسير الفلسطيني سامر العيساوي إضرابه المفتوح عن الطعام في ملحمة إنسانية متميزة وفريدة دخلت بامتياز التاريخ النضالي الفلسطيني وتاريخ اإلنسانية والكفاح من أجل العدالة والحرية. على مدار أشهر اإلضراب األصعب واألكثر توترا وقلقا في مسيرة اإلضرابات الجماعية أو الفردية المفتوحة عن الطعام تحول األسير سامر إلى رمز للضمير العالمي وقصة هندستها إرادته وصبره وإيمانه العميق بالحرية والكرامة. كان سامر يحمل تابوته هاربا من جنازته ويحمل حياته هاربا من أسطورته ليرشد العالم إلى مكانه والى صوته الخاص متدفقا حليبا ساخنا من ثدي أمه وصالة جماعية مدوية في باحات القدس بعد قليل. قال: الحرية أو الشهادة... ال أغنية لي في المنفى وقطاع غزة ليس بديال عن القدس وكل شيء صار بيدي قلب يدق بطيئا في هدوء تل أبيب وشعبي يحمل الكالم عني وفي كل مساء أرمم عظامي تارة غيمة وتارة كوكبا اركبه إلى أغنيتي. سامر الفلسطيني انتصر اآلن وأبعد.. سقطوا أمام إصراره أن يبقى حيا لم يمت كما اعتقد أطباؤهم وكما تمنى جهاز مخابراتهم... لم ينتحر أو يتعب دون أن يبلغ نهاية الوصول تعطلت أجهزتهم االلكترونية وحسابات الموت في غرف عملياتهم وظل قلبه ينبض ويهمس ويتجدد من غيبوبة إلى غيبوبة صاحيا إلى غده نجما خارجا عن مدار الجاذبية. سامر الفلسطيني انتصر اآلن وأبعد: انتصر على سياسة اإلبعاد القسري وانتصر على قوانينهم ومحاكمهم العسكرية التي أرادت أن تفرض عليه حكما ب 16 عاما بال تهمة سوى انه تجول في فضاء القدس قليال حتى اقترب من رام الله الجالسة على ضريح ياسر عرفات. سامر الفلسطيني انتصر اآلن وأبعد: حرك قضية األسرى بعظامه وجفاف جسمه وذوبانه في الكون اإلنساني حتى استفز الصامتين وأشعل في إسرائيل كل األسئلة األخالقية والقانونية واستدعى فيها جنون الضحية عندما كشف صدره وقال للقاضية في المحكمة: هكذا فعل بكم النازيون في زمن المحرقة. سامر الفلسطيني انتصر للمكان ماضيا وحاضرا ومستقبال بقي يصرخ داخل السياج رفض أن يصير المكان بعد حين مجرد حنين وذكريات ألن الذاكرة إرادة فعل على الواقع والواقع تكفيه جروح الغياب. كان وجهه المتعب يشير إلى مئات القرى التي أبادها هذا الجالد وصوته المقدسي يدل على اآليات في البلدة القديمة ينادي على الطيور في جبل الزيتون وهي تغني ضد إسكات التاريخ في الرواية. أضالعه الناشفات البارزات كشفت للقضاة في قاعة المحكمة أنهم لم يسرقوا جسده فقط بل سرقوا كارثته اإلنسانية في أيام عبورهم إلى فلسطين باسم الرب في ذلك الزمن القديم صارخا: لن اسمح لكم أن تستملكوا حالة الضحية وتمنحوا أنفسكم الشرعية لتقتلوني. في شهر نيسان قال لهم سامر العيساوي: انه ليس شهر الخالص القومي لكم كما تدعون بل شهر الخالص لنا بالحرية المنشودة ألني أراكم اآلن دولة مطاردة بجوعي دولة متعالية ومنعزلة ولم تعد جزءا من أسرة األمم دولة تتجه نحو االنتحار األخالقي والقيمي. سامر الفلسطيني انتصر اآلن وأبعد: عندما تحول البطل الفلسطيني الفرد إلى بطل عالمي يرى كل شخص انه شقيقه في اإلنسانية فانهالت االنتقادات على دولة إسرائيل وتفتحت العيون أكثر لترى ما يجري في أقبية السجون وتكتشف أن هناك دولة تسمى إسرائيل قد حولت سجونها إلى مقبرة لألسرى وبديال لحبل المشنقة. سامر الفلسطيني انتصر اآلن وأبعد: جوعه المتكبر اختصر الطريق إلى باب الحرية وجوعه أضاء في الوعي اإلنساني الشموع واألفكار لم يخب ظن احد سوى الجالدين الذين توقفت ساعاتهم وأعمالهم في تلك الليلة عندما قرأ على الناس نشيد االنتصار. قال في رسالته: ال للمثول أمام محكمة غير قانونية تجثم على أرضنا المحتلة ال أريد أن أزيد عدد الالجئين ولو بشخص واحد لهذا إما أن أكون في القدس أو في األبدية مرتاحا ألني خلقت حرا من جوعي وإرادتي. سامر الفلسطيني كان يعلم أنه يسير وراء قلبه لبلوغ الهدى وكان يعلم أنه ليس وحيدا في نشوته الصاعدة قال أنا القوي وموتي ال يتكرر والسماء نافذتي وسي د أمنيتي. سامر الفلسطيني انتصر اآلن وأبعد: أمهلهم حتى الساعة الثامنة مساء... قنبلة بشرية موقوتة في قلب إسرائيل الوقت ملكه وما عليهم سوى أن يأتوا إلى سريره بعد منتصف الليل يفكون قيده جميعهم جاءوا صاغرين: المخابرات والقضاة والحراس و األطباء يطلبون الرحمة من سامر كي ال يختنقوا أكثر يفتحون النافذة ليرى البحر يمشي إليه يعانقه ويعلوا كثيرا كثيرا أمام مالك يقبل يدي أمه الصابرة. * عيسى قراقع: وزير شؤون األسرى والمحررين عضو الهيئة العامة لمركز بديل وفا
3 ا يار ٣ ٢٠١٣ السير مع حنظلة بقلم: سيفان هلفي* كنت قد اكتشفت حنظلة قبل عشر سنوات من يوم كتابة هذه السطور المتواضعة وك ان ذلك عبر رس وم ات فتاه تقطن في قرية فلسطينية تقع في الجنوب الغربي لمدينة نابلس. ومما ال شك فيه أن هذا االكتشاف له عالقة وثيقة بالتأثير على عالقتي بسكان تلك القرية وخاصة عندما هجر سكانها بسبب عنف هجوم المستوطنين اإلسرائيليين عليهم. وقد ساعد تواجد البعثات الدولية بشكل دائم في القرية السكان بالعودة إلى قريتهم الحق ا. أما أنا فكنت في ذلك الوقت كفرنسي جزءا من هذه البعثات في إطار الحملة المدنية العالمية لحماية الشعب الفلسطيني. منذ تلك اللحظات لم أفكر في ذلك المكان المسمى فرنسا التي تعبر بكل جلف عن دول ة ومنظومة ق وة والتي حالها حال دول وأنظمة الهيمنة جميع ا تتبع باألساس منطق السيطرة الذي ترسمه ومنطق أولئك الذين يتحكمون بمفاتيح الهيمنة بدال من أن يكون ذلك المنطق من إنتاجنا نحن كشعوب. وهذا كان أحد المداخل األساسية لتجربتي الفلسطينية التي ال أريد لها أن تنتهي حتى الحرية لفلسطين شعب ا وأرض ا. أما عن توزيع وع رض وإب راز رسومات ناجي العلي والمشاركة فيما بعد في نشرها ألول مرة على المستوى الفرنسي وعبر عدسة كاميرتي فإني أتبادل وأناقش وأتعامل م ع المعنى ال ذي يمثله حنظلة بالنسبة للفلسطينيين والفلسطينيات في كافة أنحاء الوطن التاريخي الفلسطيني. أسير إذن مع حنظلة على طول العشر سنوات التي انقضت من زمننا ولكن ماذا يعني السير مع حنظلة ما يعني في طرح هذا التساؤل أن حنظلة ليس موضوع دراسي بالنسبة لي ولكنه شخص يثير تساؤالتي. وأقدم هنا ما بادر صديق فلسطيني به من تعبير حيث يقول: السير مع حنظلة مثل السير مع اآلخرين وعلى رأسهم غسان كنفاني فعندما نريد أن نتحدث عن ناجي العلي نحن نالمس فكرة وثورة وقبل ذلك ترجمة ما نعني بإنسان. عندما اكتشفت حنظلة كانت أولى ردود فعلي عدم فهم سبب عدم سماعي عنه أبد ا من قبل خاصة بين شبكات التضامن مع الشعب الفلسطيني التي كنت أتردد إليها وبينها. ومن هنا استنتجت أن هناك إشكال فكيف يمكننا دعم شعب في نضاله المستمر دون ري إحدى الجذور العميقة ألشجاره التي تموت وهي منتصبة وبمساعدة الوقت أعدت النظر بهذا االستنتاج وفكرت بأنه من الضروري أن يقوم كل منا باكتشاف هذا الجذر كما هو حقيقة وواقع وكذلك التشديد على إلحاح الحاجة بأن ندوس تلك األرض التي أبقته على قيد الحياة والمجازفة في تجفيفها ونحن نحاول أن نزرعها من جديد في أرض تبدلت معالم خصوبتها. فال يجوز من وجه نظر منحازة أن تبقى رسومات ناجي العلي سجينة األوراق الالمعة للكتب واأللبومات الفنية فهي ال تمثل أعماال فنية معدة للعرض ومن البؤس التعاطي معها انطالق ا من هذا المركز. ومن هنا يجب علينا نحن العاملين على نشر رسومات ناجي العلي خارج فلسطين في المملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا... الخ أن نتوخى أشد الحذر مع جمالية ما نتعامل معه. وعليه وجدت أن حرص نجل ناجي العلي صديقي خالد ناجي العلي في منتهى األهمية. فعندما التقيت به ألول مرة أوضح لي بأن ناجي لم يكن شخصا سياسي ا فقط وإنما رسام ا أيضا. لذلك ال يحق لنا سجن رسوماته في إطار األعمال الفنية ونحن نجتثه أيضا من جذوره عندما نجعله موضوع خطاب سياسي فقط. تكمن ميزته في لغة خاصة مصنوعة من ملح األرض وذات صدى صاخب. فكم من مرة نجح الخطاب السياسي في فلسطين وفي تاريخ الشعوب المضطهدة األخرى في إخفاء الممارسات على أرض الواقع عبر السياسة االستيطانية بشكل عام واإلسرائيلية باألخص فماذا نفعل إن لم تولد جذورنا في فلسطين لنتمكن من السير مع حنظلة يعتبر نشر هذا الرمز عبر حملة المقاطعة العالمية عمال مساعد ا وملتزم ا بما أنه يحث على مواجهة الحقائق كحقيقة اكتشاف حنظلة في فلسطين. إنه بالفعل تحد لنا نحن اآلخرين ذوات وذوي البشرة البيضاء المنتمين والمنتميات إلى الطبقة العالمية المهيمنة والمرتبطين والمرتبطات بفكرة المبادئ العالمية التي تخدم تعتيم الظروف المعيشية المختلفة في العالم والمقتلعون والمقتلعات من جذورنا بسبب النظام الرأسمالي/الليبرالي الذي ينتج حياة ظاهرية تعتمد على االستهالك. وفي هذا السياق يمكننا وبسهولة أن نقع في فخ االستيطان اإلسرائيلي الذي نسب لذاته الزعتر والصبار. إذ ال يمكننا في ظروف كهذه أي الهيمنة والرأسمالية أن ننسب لذاتنا الصبار لكي ال نقتلعه من جذوره الفلسطينية. حنظلة كالبوصلة ال يشير إال التجاه واحد. ولهذا يجب علينا أن نعرف من أين نريد االنطالق ومن أين نحن قادمون ومن نحن. حتى وان كنا اعجز من أن نستطيع تحقيق اس ت دارة حنظلة ب دون قصد نستطيع أن نأخذ على عاتقنا خوض طريق آخر وهو أن نجعل من حنظلة رؤية رومانسية حيث تتأرجح شمس ساطعة في غروبها مثل رأسه وشعرة. وبهذا يجدر بنا التذكير بأن رسومات ناجي العلي األساسية والتي نعرفها بعيدة عن تمثيل معظم تعابيره ف نحن ال نفهم رسوماته التي تحتوي على كتابة باللغة العربية. وهكذا فالمشوار طويل للتقرب من حنظلة. ت راودن ي كل ه ذه األفكار من ح واري مع األصدقاء والصديقات الفلسطينيين/ات خالل مسيرتي مع حنظلة. كم م رة سمعت في فلسطين أن ناجي العلي كان ينتمي للجبهه الشعبية لتحرير فلسطين! وفي هذا محاولة حصر لحنظلة في الخطاب السياسي وهنا يجب التأكيد على أن هذا الحصر يعود ألسباب تاريخية مرتبطة بمسيرة ناجي العلي مع حركة القوميين العرب ومن ثم لقائه مع غسان كنفاني. ولكن هذا التصوير يأسر حنظلة في موروث حزبي مع انه ال يمثل حزبا وإنما يمثل شعبا أي الشعب الفلسطيني بأكمله وأينما كان ألنه الجئ يقطن في الشتات ويناضل ألجل عودته حتى أيامنا هذه. كما أنني سمعت أيضا أن حنظلة شخصية تخص البالغين وأن جحا يخص األطفال والمفارقة أن حنظلة طفل بحد ذاته ويعتبر الرسم أداة يعبر بها األطفال عن ذواتهم. باإلضافة إلى ذلك تتخذ بعض رسومات ناجي العلي قصة نصر الدين حجة نظير جحا التركي بحذافيرها. وليس من الغريب أيضا مقارنة ناجي العلي بمحمود دروي ش مع أن عالقتهم توترت عندما خرجت منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان مع محمود درويش الذي أصبح عضوا بارزا فيها. إذ اعتبر ناجي العلي خروج فتح وم. ت. ف من بيروت تخل وخيانة للقضية. من فلسطين إلى العالم السير مع حنظلة يعني اختيار طريق ملتزمة ومع انتشار حنظلة خ ارج فلسطين تظهر تفرعات جديدة على الطريق حيث ولد حنظلة من رحم االضطهاد مثل مناضلي حركة الزاباسيتا للتحرير الوطني في المكسيك فإن جذوره تبقى مع ذلك فلسطينية. بينما بالنسبة للدول المتعاقدة مع نظام السيطرة يمكننا سماع صراخ غياب الجذور وشعور مهين بقدرة خلق جنة عدن جديدة. يميل اقتالع العالم من أصوله إلدخال فلسطين في النظام الرأسمالي والليبرالي واالستيطاني. ولكن يستحوذ على القوة االستيطانية اإلسرائيلية وعلى القوة االمبريالية االقتصادية للدول المسيطرة األخرى بعد هزيمة حنظلة )وتبدله بعد حرب 1973 واغتيال ناجي العلي( ألنهم يفقدون قوتهم أمام الجذور التي ال تتوقف عن االزدهار مع كل ربيع. فالوقت يمر واألماكن تطاف خالل السير مع حنظلة إذ لن يستأنف نموه حيث توقف. فعند السير مع حنظلة نحصد بذور أزهار الغد فهذه قصة بال نهاية حالها حال التزامنا مهما حاول أعداؤنا فحنظله عمره 44 سنة فني ا و 65 عام منذ فصله عن فلسطينه وقريته الشجرة بالرغم من ان عمر جسده الفعلي )10 سنوات(! خالد العلي يعرف محطات في تاريخ ناجي العلي: ولد ناجي العلي في قرية الشجرة الواقعة بين مدينتي الناصرة وطبريا في الجليل فلسطين عام وفي العام 1948 عام النكبة أجبرت عائلته على النزوح مثل معظم الشعب الفلسطيني حيث لجأوا الى لبنان واستقروا في مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان. بعد ذلك التحق بالقسم المهني في أحد المعاهد المهنية في مدينة طرابلس اللبنانية وتخرج منها عام 1953 ومن بعدها زاول مهنا متفرقة لكسب خبزه. في تلك المرحلة بدأ التعبير عن نفسه بالرسم على األرض وحيطان المخيم باإلضافة إلى ذلك كان يرتجل بعض العروض المسرحية ويقدمها مع زمالئه في أحد مقاهي عين الحلوة. كانت تلك العروض المسرحية ناقدة وساخرة وصريحة وتتناول األوض اع في المظاهرات التي كانت تقوم في المخيم أصبح ناجي وبعض زمالئه من حركة القوميين العرب وغيرهم يتعرضون باستمرار لالعتقال من قبل السلطات اللبنانية. وفي عام 1957 غادر إلى جدة في السعودية حيث عمل هي مجال الخراطة حتى عام وبعد عودته منها قرر التوقف عن مزاولة مهنه الخراطة والتوجه لعمل ما يمكنه أن يرضي نزعاته وإمكانياته الفنية. التحق باألكاديمية اللبنانية للرسم في عام 1960 لكنه لم يكمل دراسته بسبب المضايقات واالعتقاالت المتكررة من قبل السلطات اللبنانية. لكن هذه التجربة وان كانت قصيرة ساعدته على االلتحاق بالكلية الجعفرية في صور عام 1961 ليعمل مدرسا للفن لمدة سنتين. وفي ذلك العام بعد زيارته لمخيم عين الحلوة نشر الكاتب المرحوم غسان كنفاني أربع لوحات لناجي العلي في مجلة الحرية. وفي عام 1963 انتقل إلى الكويت حيث عمل في مجلة الطليعة المعارضة ومن بعدها في جريدة السياسة حيث ولد حنظلة عام من بعدها رجع إلى لبنان عام 1974 ليعمل في جريدة السفير منذ صدورها وشهد بذلك الحرب األهلية اللبنانية والغزو اإلسرائيلي عام فاز بالجائزة األولى لرسامي الكاريكاتور العرب عن لوحته باص التسوية عام 1979 وانتخب أمينا عاما لها. وكذلك فاز بالجائزة األولى مناصفة عام وفي العام 1983 رجع إلى الكويت حيث عمل في صحيفة القبس حتى العام 1985 حيث أبعد من بعدها. اختار الرحيل إلى لندن بعدما تبين انه من الصعب استقباله من قبل أي دولة عربية حيث عمل في صحيفة القبس الدولي. تم إطالق )النار( عليه عند توجهه إلى مكاتب الصحيفة وسط لندن في يوم 1987/7/22 توفي بعد خمسة أسابيع في يوم 1987/8/29 ودفن هناك. * سيفان هلفي: مخرج سينمائي فرنسي أنتج سلسلة من الحلقات الوثائقية المصغرة حول حنظلة وناجي العلي وأنتج مؤخرا فلم السير مع حنظلة /وثائقي طويل حول نظرة الفلسطينيين في داخل فلسطين لحنظلة. media-group
4 ٤ ا يار ٢٠١٣ األسرى السياسيون الفلسطينيون: ما بين القانون الدولي والواقع السياسي * بقلم: سحر فرنسيس nakbah.org إن الكيان االستعماري اإلسرائيلي ومنذ بداية احتالله لألرض الفلسطينية عام 1967 اعتمد سياسة التكييف القانوني لرعاية مصالحه السياسية واألمنية فقامت اسرائيل بسن األوامر العسكرية لفرض السيطرة على حياة السكان الفلسطينيين الواقعين تحت االحتالل دون أدنى التزام بقواعد القانون الدولي اإلنساني والتي كان من المفروض أن تشكل اإلطار القانوني األساسي الناظم لترتيب قواعد تعامل دولة االحتالل مع السكان الفلسطينيين وواقع حياتهم تحت االحتالل. وقد طالت هذه األوامر العسكرية الصادرة عن قوات االحتالل والتي تجاوز عددها 1680 أمرا عسكريا في الضفة الغربية وأكثر من 900 أمر عسكري في قطاع غزة كافة جوانب الحياة الفلسطينية المدنية والسياسية بشكل مخالف لما سمحت به قواعد القانون الدولي اإلنساني وأجازته لدولة االحتالل. أما مدينة القدس فأعلنت عن ضمها وإخضاعها للقانون المدني اإلسرائيلي منذ العام تعد قضية االعتقال واألسر من أكثر القضايا التي يمكنها أن تعكس سياسة االح ت الل ف ي توظيف القانون ألغ راض سياسية فبعد االحتالل عام 1967 رفضت اسرائيل تطبيق اتفاقيات جنيف األرب ع على األرض المحتلة بحجة أنها لم تقم باحتالل هذه األرض من دولة ذات سيادة وإنما باشرت بإصدار أوامر عسكرية ترتب إجراءات االعتقال والمحاكمة وتعريف المخالفات والجرائم وفقا لألوامر العسكرية وكان ذلك باألساس من خالل األمر العسكري األمر بشأن تعليمات األمن رقم 378 للعام واألوامر األخرى كأنظمة الدفاع حالة الطوارئ 1945 وغيرها العديد التي عرفت كافة األنشطة السياسية أعماال محظورة وأعلنت عن كافة الفصائل واألحزاب الفلسطينية كخارجة على القانون وك ان ه ذا بهدف منع أي مظهر ألي حياة سياسية طبيعية تستجيب للسياق ال ذي يعيشه السكان الفلسطينيون داخل األرض المحتلة. طبعا اعتقلت قوات االحتالل خالل العقود الماضية مئات اآلالف من السكان الفلسطينيين من كافة شرائح المجتمع واستخدمت سياسة االعتقاالت واسعة النطاق إلحكام السيطرة والتأثير وتفتيت هذا المجتمع. ولكن في هذه الورقة لن نتطرق ألعداد المعتقلين وما واجهوه م ن تعذيب وقتل وانتهاكات جسيمة لحقوقهم األساسية داخل مراكز التحقيق والمعسكرات والسجون ولن نتطرق أيضا للخروقات التي ارتكبتها المحاكم العسكرية من جانب الصالحية الموضوعية والجغرافية أو عدم تطبيقها لمعايير المحاكمات العادلة والتي تتعارض مع التزامات دول ة االحتالل ومسؤولياتها بموجب القانون الدولي اإلنساني ومعاهدات حقوق اإلنسان األخرى التي وقعت عليها والتي نعتقد انها كفيلة بإثبات أن المحاكم العسكرية التي مثل أمامها مئات اآلالف من المعتقلين الفلسطينيين هي محاكمات سياسية غير نزيهة ومخالفة لقواعد القانون الدولي. بيد اننا سنركز على استخدام سياسة االعتقاالت كوسيلة للتأثير في الحياة السياسية الفلسطينية وكذلك استغالل قضية األسرى كورقة ضغط سياسية وقضية عالقات عامة عبر سنوات طويلة من المفاوضات العبثية هدفت كسب الوقت وممارسة الضغط على الطرف الفلسطيني لتقديم التنازالت السياسية في قضية األسرى وقضايا أخرى. نعتقد أن مراجعة ما حصل في الماضي أمر في غاية األهمية لمعالجة ما يحصل من تطورات على صعيد قضية األس رى خاصة في اآلون ة األخيرة وتداعيات اإلض راب عن الطعام جماعي ا كان أم فرديا. فال بد من وضع إستراتيجية عمل تدمج بين الواقع القانوني واألفق السياسي للنجاح في الوصول إلى حل ع ادل ودائم لقضية األسرى السياسيين الفلسطينيين. فلألسف ما حصل في الماضي ال يتعدى كونه مفاوضات حول أعداد األسرى الذين سيتم إطالق سراحهم دون ترسيخ استراتيجية وطنية لمواجهة سياسات االحتالل فيما يتعلق بتجريم العمل السياسي الفلسطيني كافة من خالل محاكم عسكرية وأوامر عسكرية تعرف حتى المؤسسات اإلنسانية واألعمال الخيرية كدعم لإلرهاب. إنها حقيقة تاريخية ثابتة مفادها أن األس رى يلعبون دائما دورا مميزا ورياديا في أي عملية مفاوضات إلنهاء الصراع بين األط راف المتنازعة وال دراس ات المقارنة للتجربة األيرلندية والجنوب أفريقية تثبت أهمية ومركزية اإلف راج عن األس رى كمفتاح للوصول لسالم شامل وع ادل. فعلى سبيل المثال في جنوب أفريقيا وبعد اإلفراج عن نلسون مانديال في العام 1990 شكلت لجنة حكومية برلمانية وطنية لتعريف ما يعتبر»مخالفة سياسية«ولتقديم توصيات حول إطالق سراح األس رى. بالمقابل دول ة االحتالل اإلسرائيلي ما زالت ترفض االعتراف بالدوافع السياسية الفلسطينية وراء ما تسميه مخالفات»أمنية«وهي مصرة على توصيف من يناضلون من أجل مستقبل عادل وحر باإلرهابيين وأصحاب الخطورة األمنية. وبدال من تحديد صالحيات االعتقال بعد توقيع اتفاق أوسلو على سبيل المثال قامت بإجراء تعديالت على األوام ر العسكرية إلعطاء الصالحية للقائد العسكري باعتقال أي فلسطيني من مناطق A الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية إذا ما كان هناك شك أنه قام بارتكاب ما يهدد أمن دولة االحتالل أو أمن المنطقة. سوف ن ورد في هذه الورقة المقتضبة بعضا من النماذج التي تعكس سياسة تعديل األوامر العسكرية بل والقوانين المدنية اإلسرائيلية أحيانا لتساند المواقف واألغ راض السياسية والعسكرية لالحتالل وتأثيرها في الحياة السياسية الفلسطينية كذلك عمليات إط الق س راح األس رى والتبادل خاصة بعد اتفاق اوسلو وفي الوقت الراهن وما رافقها من شروط ومعايير تؤكد على إخفاق كافة األطراف الفلسطينية في ضمان حقوق األسرى الفلسطينيين وفقا للقانون الدولي اإلنساني عل هذا يكون درسا لنا في المستقبل للتعاطي مع قضية األس رى بما يتناسب وحقوقهم األساسية وحجم تضحياتهم. اعتقال أعضاء المجلس التشريعي: حاولت ق وات االحتالل التأثير على سير عملية االنتخابات التشريعية الفلسطينية الثانية ونتائجها المتوقعة خالل أشهر قبل إجراء االنتخابات إذ قامت باعتقال أكثر من 450 ناشط سياسي أو مرشح في أيلول من العام 2005 بعض منهم تم اإلفراج عنه في يوم إجراء االنتخابات. لتقوم الحقا باعتقال العشرات من أعضاء المجلس التشريعي خاصة ممن تم انتخابهم ضمن قائمة اإلص الح والتغيير ك رد فعل على أسر الجندي في قطاع غزة في حزيران بعض من البرلمانيين تم تحويله لالعتقال اإلداري مباشرة والبعض تم تقديم الئحة اتهام بحقه تضمنت غالبا مخالفتين أولها االنتماء لحركة حماس والثانية تقديم المساعدة لتنظيم معاد كون قوات االحتالل اعتبرت العمل البرلماني تحت إطار حركة االصالح والتغيير هو تقديم مساعدة لتنظيم محظور في شرعها أي لحركة حماس. لن نتطرق للتفاصيل القانونية في هذه القضية المهمة ولكن من الضروري التأكيد على بعض القرارات واإلج راءات التي اتخذت بعد اعتقال أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني لتثبت أن القرار باعتقالهم ومحاكمتهم كان قرارا سياسيا أصال وتم تعديل األوامر العسكرية لتطابق هذا القرار. يوم اعتقال أعضاء المجلس التشريعي لم تكن قائمة اإلصالح والتغيير معلنة كحزب أو حركة خارج إطار القانون وفقا لألوامر العسكرية ولهذا ادعت النيابة العسكرية أن كل عضو في هذه القائمة هو تلقائيا عضو في حركة حماس وهذا ما نفته المحكمة العسكرية في الدرجة األولى في قضية كل من النائب وائل الحسيني وباسم الزعارير. وجرى اإلعالن عن القائمة كتنظيم غير قانوني فقط في آذار من العام 2007 وقامت محكمة االستئناف العسكرية بنقض ق رار الدرجة األول ى وأدان ت أعضاء المجلس التشريعي باالنتماء لحركة حماس فقط استنادا لحقيقة انتخابهم ضمن إطار قائمة اإلصالح والتغيير. تجدر اإلشارة أنه في مرحلة التوقيف صدر القرار األول بإطالق س راح أعضاء التشريعي لعدم قناعة القاضي بمدى الخطورة النابعة من حقيقة كونهم أعضاء برلمان باسم حركة اإلص الح والتغيير بما يستوجب ض رورة احتجازهم حتى نهاية اإلج راءات القانونية. ولكن محكمة االستئناف العسكرية ألغت هذا القرار وأمرت باالستمرار في احتجاز أعضاء المجلس التشريعي حتى نهاية اإلجراءات القضائية بحقهم. العديد منهم تعرضوا لالعتقال اإلداري أكثر من مرة بعد إنهاء مدة عقوبتهم وبعضهم تعرض لإلبعاد عن مدينة القدس كل هذا على الرغم من موافقة دولة االحتالل في حينه على إجراء االنتخابات الفلسطينية في كافة األرض المحتلة بما فيها مدينة القدس حيث سمحت أيضا باستخدام فروع البريد اإلسرائيلي كمقرات إلجراء االنتخابات ومعرفتها المسبقة أن حركة حماس سوف تشارك في االنتخابات حتما. هناك العشرات بل المئات من القضايا القانونية وح االت االعتقال التي يمكن أن تدلل على سهولة تعديل األوامر العسكرية واإلجراءات لتتماشى ومصالح االح ت الل السياسية والعسكرية ال يتسع المجال هنا لذكر تفاصيل التعديالت التي جرت على األوامر العسكرية الخاصة باالعتقال اإلداري منها مثال في مرحلة االنتفاضة األول ى لتسهيل عملية المراجعة القضائية وإتاحة الفرصة العتقال آالف المعتقلين لفترات طويلة خالل وقت زمني محدود. وهذا ما حصل أيضا ف ي فترة إجتياح ال م دن الفلسطينية خالل االنتفاضة الثانية في شهر آذار من العام 2002 ما أتاح لقوات االحتالل اعتقال أكثر من 15,000 فلسطيني خالل شهر ونصف تقريبا. وغني عن التأكيد كيف استخدمت قوات االحتالل سياسة االع ت ق ال اإلداري الس ت ه داف ال ق ي ادات السياسية الفلسطينية والحركة الطالبية وغيرهم حتى في مرحلة اتفاق أوسلو خاصة بحق من عارضوا هذا االتفاق وتكفي اإلشارة أن عدد المعتقلين اإلداريين بلغ أكثر من 350 معتقل عام 1998 ومنهم من قضى أكثر من 5 سنوات رهن االعتقال اإلداري. يتبع
5 ا يار ٥ ٢٠١٣ اتفاقات السالم إطالق سراح األسرى والشروط السياسية: ليس سرا أن اتفاق أوسلو )1( لم يتطرق أب دا لقضية األسرى بشكل مباشر ولكن الحكومة اإلسرائيلية أعلنت في بيان صدر عنها أنها ستقوم بإطالق سراح أسرى وحددت يوم كتاريخ فاصل لمن سيشمله القرار وأعلنت أنها لن تشمل من عارضوا اتفاق أسلو واشترطت على السلطة الفلسطينية أن تمنح العفو للعمالء وغيرها من شروط. الحقا تداركت السلطة الفلسطينية هذا الموضوع وخاصة بعد االحتجاج المباشر من األسرى لعدم طرح قضيتهم في اتفاق إعالن المبادئ وتم إدراج قضية األسرى في كل من اتفاق غزة أريحا 1994 وأوسلو )2( أو إتفاق طابا اتفاق واي ريفر عام 1998 اتفاق شرم الشيخ 1999 ولكن لألسف في هذه االتفاقات حددت اسرائيل المعايير والشروط لعمليات إطالق السراح وفرضت التوقيع على التعهد لدعم عملية السالم وهناك البعض ممن وقع ولم يتم إط الق سراحه. وقامت بتقسيم األسرى لفئات مختلفة جغرافية وموضوعية أسرى القدس مواطني ال 48 كبار السن النساء المرضى األطفال ومن لهم عالقة بالقتل أو الجرح إلسرائيلي أو عربي ليصبح الحقا المصطلح الشائع من لطخت أيديهم بالدماء. وطبعا حددت شروط لكل فئة وفئة ولم تلتزم دولة االحتالل أحيانا بالعدد المتفق عليه لألسرى أو تم إلغاء اإلفراج تماما كما حدث للمرحلة الثالثة في اتفاق اوسلو 2. ارتفعت وتيرة االعتقاالت بشكل ملحوظ بعد فشل اجتماع كامب ديفيد واندالع االنتفاضة الثانية والحقا لم تشمل اتفاقية خارطة الطريق أي حديث عن األسرى وإنما قامت اسرائيل باإلعالن عن إطالق سراح 540 أسير وقامت فعليا بإطالق سراح 331 فقط من بينهم أسرى جنائيون. كذلك فإن مؤتمر أنابوليس لم يتطرق لقضية األسرى. خالل هذه السنوات جرت عدة عمليات إطالق سراح كانت تسميها دولة االحتالل مبادرات حسن نيه إال أنها جميعا كانت تشمل أسرى قد أنهوا تقريبا مدة حكمهم وأحيانا أسرى جنائيين واستثنت دائما أسرى مدينة القدس ومناطق ال 48 وعادة ما كان يتم اعتقال العشرات بل المئات خالل فترات قصيرة جدا من عمليات إطالق السراح وهذا ما أطلق عليه سياسة الباب الدوار! إن كافة هذه االتفاقات لم تستند لألسف الشتراطات القانون الدولي اإلنساني خاصة اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949 فالمادة 77 من االتفاقية تنص أن بانسحاب المحتل عليه أن يقوم بتسليم كافة من اعتقل وأدين من األشخاص المحميين لسلطات اإلقليم المحرر وطبعا دولة االحتالل لم تعترف بهذا الشرط ال في اتفاق أوسلو وال عندما انسحبت بشكل أحادي من قطاع غزة رغم ادعائها على األقل أن قطاع غزة أصبح محررا منذ العام 2005 ولكنها احتفظت بأكثر من 750 معتقل من القطاع داخل سجونها في حينه. صفقة التبادل 2011 واإلضرابات المستمرة عن الطعام: تاريخ الحركة األسيرة مليء بالنضاالت واإلضرابات عن الطعام منها من كان نصر ا وحقق االنجازات ومنها من فشل ولكن سنتطرق هنا فقط لما حصل في العامين المنصرمين. أعلن بعض من األس رى الفلسطينيين إضرابا مفتوحا عن الطعام يوم احتجاجا على سياسة العزل وحرمان معتقلي قطاع غزة من زيارات األهل ألكثر من 4 سنوات. ولكن توقف هذا اإلضراب بعد 17 يوما دون تحقيق أي مطلب بسبب اإلعالن عن صفقة التبادل. يجب التأكيد أن المفاوضات بشأن عقد هذه الصفقة استمرت ع دة س ن وات ومنذ ال ب دء أعلنت حركة حماس أنها ستغير من الشروط التي فرضتها دولة االحتالل في االفراجات السابقة تحديدا خالل فترة اتفاق اوسلو وخاصة في موضوع من شارك في عمليات عسكرية أسرى القدس وال 48. هذا الواقع يصبح مهما جدا حين ندرك أن دولة االحتالل كانت تجري المفاوضات وتماطل وتخطط كيف لها أن تلتف مستقبال على مثل هذه المعايير وهذا ما يعكسه إجراء تعديل جوهري على األمر العسكري ذات العالقة بإعادة اعتقال من تم إطالق سراحهم من خالل صفقة سياسية في مثل هذا الوقت تحديدا ويطرح السؤال لماذا لم يتم هذا التعديل مثال خالل أكثر من 18 عاما جرت بها العديد من عمليات إطالق السراح قامت قوات االحتالل بتضمين األمر العسكري 1651 والذي أصبح أمرا جامعا لمعظم إجراءات االعتقال وأصول المحاكمات المادة 186 والتي أقرت تشكيل لجنة عسكرية خاصة لها صالحية أن تقرر إعادة اعتقال أي شخص تم إطالق سراحه قبل إنهاء مدة حكمه استنادا لمعلومات سرية بها ما يشير أن هذا الشخص أخل بأحد شروط إطالق سراحه دون الحاجة إلثبات هذا األمر بموجب أصول البينات عادة في المحاكم العسكرية او المدنية ودون الحاجة إلثبات أن الشخص ارتكب أي مخالفة جديدة. ومن صالحية هذه اللجنة احتجاز الشخص حتى إصدار قرار بحقه دون إعطائه أي إمكانية للطعن في قرار االحتجاز ولها صالحية أن تقر إعادة الحكم السابق المتبقي بحق المعتقل قبل اإلف راج المبكر عنه وهذا ما واجهه ما يقارب 14 أسيرا ممن أعيد اعتقالهم بعد صفقة التبادل كابراهيم ابو حجلة ايمن شراونة وسامر العيساوي وغيرهم. لألسف لم تكن ه ذه هي الثغرة الوحيدة في هذه الصفقة أي عدم معرفة الطرف المفاوض بهذا التعديل على األمر العسكري لمحاولة ضمان حقوق األسرى بصورة أخرى ولكن أيضا حقيقة فرض الشروط القاسية المنافية أصال للقانون الدولي اإلنساني كاإلبعاد القسري وهذا ليس باألمر الجديد وكلنا يذكر اتفاق اإلبعاد لمحاصري كنيسة المهد خالل االنتفاضة الثانية. وهذا ما يثبت أن قوات االحتالل اإلسرائيلي تقوم وبشكل ممنهج دائما بخرق معايير القانون الدولي اإلنساني ألغراض سياسية بحته. قام األسير خضر عدنان بإعالن إضرابه عن الطعام مع نهاية العام 2011 احتجاجا على سياسة االعتقال اإلداري وتبعه العديد من األس رى اإلداري ي ن كهناء شلبي ثائر حالحلة بالل ذياب وغيرهم ليدخل األسرى الفلسطينيون إضرابا مفتوحا عن الطعام في 17 نيسان 2012 استمر حتى حققوا من خالله ضمان إخ راج معظم األسرى المعزولين لسنوات عديدة من أقسام العزل وعودة زيارات األهل لألسرى من قطاع غزة. والحقا استمر بعض من األسرى في إضرابات فردية كان أطولها إضراب األسير أيمن شراونة وسامر العيساوي. خالل هذه المرحلة حاولت قوات االحتالل فرض سياسة اإلبعاد لقطاع غزة أو إلى خارج األرض المحتلة بشكل منهجي وقاطع وهذا ما حصل في العديد من القضايا دون التطرق لكل قضية بمعزل عن األخريات وتداعياتها المختلفة نعتقد أن مبادرات األسرى الفردية للخوض في إضرابات مفتوحة عن الطعام تعرض حياتهم بشكل مباشر لخطر الموت ما هي إال انعكاس إلحباط جماعي داخل الحركة األسيرة من قدرة القيادة السياسية الفلسطينية على فرض حل شامل عادل ودائم لقضية األسرى يشمل كافة األسرى السياسيين الفلسطينيين دون قيود أو شروط مما دعا كال منهم التخاذ قرار فردي بإدارة معركته الخاصة لتحقيق حريته. خاتمة وتوصيات: تعكس قضية األس رى السياسيين الفلسطينيين واستغالل دول ة االح ت الل لهذه القضية خ الل عمليات المفاوضات وصفقات التبادل إشكالية التنازل عن القانون الدولي اإلنساني والقانون الدولي لحقوق اإلنسان كإطار شامل ألي مفاوضات سياسية. فتغييب هذا اإلط ار سمح لدولة االحتالل بترسيخ سياسة فرض األمر الواقع وارتكاب المخالفات الجسيمة على كافة األصعدة دون مساءلة أو محاسبة إن على مستوى االستيطان مصادرة األرض هدم المنازل التهجير الداخلي القسري السيطرة على الموارد الطبيعية وغيرها الكثير الكثير. أما اآلن ومع حصول فلسطين على صفة عضو مراقب في هيئة األمم المتحدة على منظمة التحرير الفلسطينية اعتماد إستراتيجية جديدة للمضي قدما في أي عملية سالم تكفل حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف. هذه اإلستراتيجية يجب أن تعتمد القانون الدولي اإلنساني والقانون الدولي لحقوق اإلنسان كإطار أساسي تنطلق منه أي مفاوضات واتفاقات لضمان عدم تكرار أخطاء الماضي والتنازل عن حقوق أساسية يكفلها القانون الدولي. وعليه توصي مؤسسة الضمير لرعاية األسير وحقوق اإلنسان منظمة التحرير الفلسطينية وكافة القوى السياسية الفلسطينية للعمل على: 1. اعتبار قضية اإلفراج عن األسرى السياسيين الفلسطينيين التزام قانوني غير قابل للمساومة السياسية من قبل سلطات االحتالل وفقا للقانون الدولي. 2. إطالق سراح كافة األسرى المعتقلين قبل عام 1994 بشكل فوري ومباشر. 3. إط ل الق س راح ك اف ة األس رى الفلسطينيين وال ع رب المعتقلين على خلفية مقاومتهم لالحتالل اإلسرائيلي وإلغاء كافة الشروط والقيود والمعايير التي فرضت سابقا عبر مختلف االتفاقات والتفاهمات. 4. وضع حد لكافة أشكال االعتقال مستقبال بحق الفلسطينيين في كافة األرض المحتلة ونقلهم قسرا لداخل دولة االحتالل خاصة استهداف األطفال والمدافعين عن حقوق اإلنسان. 5. التوقيع الفوري على اتفاقيات جنيف األربع وكافة المواثيق الدولية لحقوق اإلنسان ذات العالقة. الضمير تعتقد أن المجتمع ال دول ي يتحمل كامل المسؤولية عن تقاعسه وعدم ضمانه التزام دولة االحتالل بمسؤولياتها وفق القانون الدولي واالتفاقيات الدولية وخاصة الدول األطراف لمعاهدات جنيف األربع. ومن هنا على المؤسسات الحقوقية الفلسطينية العمل بكافة السبل إلل زام األط راف السامية الموقعة التفاقيات جنيف باحترام وتطبيق التزاماتها. * لإلطالع على الهوامش الرجاء تصفح الموقع اإللكتروني لمركز بديل: *سحر فرنسيس: محامية وناشطة حقوقية فلسطينية مديرة مؤسسة الضمير لرعاية األسير وحقوق اإلنسان لجنة الجئي خان يونس ومركز بديل يطلقان بدء فعاليات النكبة 65 غزة راف ت طومان - انطلقت مساء الثالثاء فعاليات إحياء ذك رى النكبة 65 ال ذي تنظمها اللجنة الشعبية لالجئين مخيم خ ان يونس والمركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة والالجئين ( بديل ) بحضور مجموعة من األصدقاء الفرنسيين الذين ج اءوا للتضامن مع الشعب الفلسطيني م ن مقاطعة أي ف ري فلسطين. بدأ انطالق الفعاليات بماراتون العودة الذي شارك فيه مئة متسابق من مختلف االعمار حيث حمل كل متسابق منهم اسم قرية او مدينة فلسطينية تم تهجير اهلها عام من جانبه قال السيد مازن ابو زيد رئيس اللجنة الشعبية لالجئين مخيم خان يونس : على ان لجنة الجئين خان يونس اعتادت في كل عام تنظيم عدة فعاليات هدفها التذكير بيوم النكبة و التاكيد على حقوق الالجئين الفلسطينيين. و اضاف ان قضية الالجئين تعتبر جوهر القضية الفلسطينية و يجمع عليها الكل الفلسطيني داعيا الجميع للمشاركة الفعالة الحياء هذا اليوم و التذكير به مضيفا ان اللجنة على اتم االستعداد الستقبال أي نشاط او برنامج من مؤسسات المجتمع المدني لتنفيذه في هذه الذكرى االليمة. وذكر منسق مركز بديل في قطاع غزة السيد نعيم مطر أن هذا العمل الرياضي ياتي للتاكيد على ان الكبار ال زالوا يورثون الصغار فال يمكن لنا في يوم من االيام ان ننسى او نتناسى قضية الالجئين الفسطينيين قائال : ان مركز بديل يهدف كل عام الى التذكير بيوم النكبة من خالل تنفيذ عدد من المشاريع و االنشطة على مستوى الوطن و الشتات. واكد على ضرورة أن يعود الالجئون الفلسطينيون إل ى أراضيهم التي ه ج روا منها ق س ر ا معيدا إلى الذاكرة المجازر التي ارتكبها االحتالل اإلسرائيلي بحق الفلسطينيين قبل أكثر من ستة عقود ومازالت مستمرة إل ى يومنا ه ذا مشير ا في الوقت ذات ه إل ى معاناة اآلالف من األسرى الفلسطينيين في سجون االحتالل. ومن جانبه أوضح الرفيق عدنان العصار امين سر اللجنة الشعبية لالجئين مخيم خان يونس انه تم تجهيز و ترتيب جميع فعاليات النكبة لهذا العام داعيا جميع مؤسسات المجتمع المدني وجموع الالجئين والمهتمين للمشاركة في هذه الفعاليات للتاكيد على حق العودة. وقال : ان فعاليات النكبة لهذا العام ستكون مميزة ومختلفة عن االعوام السابقة حيث سيتم زيارة اماكن تجمع الالجئين في محافظة خان يونس و تنفيذ مجموعة من النشاطات كل منطقة على حدة. وش دد العصار على ان جموع الالجئين الذين ال زالوا يعانون من ظنك الحياة متمسكون بحق العودة والتعويض حسب قرارات الشرعية الدولية مؤكدا على انه ال يمكن ان يكون هناك أي استقرار بالمنطقة الى بالعودة الى ديارنا التي هجرنا منها. كما وشكر جميع المؤسسات التي شاركت في انجاح بديل فعالية الماراتون الرياضي مثمنا جهودهم البناءة. وكان قد بدا الماراثون الساعة الخامسة مساء من نادي شباب خان يونس حيث جرى المتسابقو ن حوالى 5 كم 2 من خالل خط سير اتفقت عليه اللجنة المكلفة وقد تم توزيع الهدايا على عدد من الفائزين.
6 ٦ ا يار ٢٠١٣ يوم األرض النكبة المستمرة والمواطنة: صراعنا مع الصهيونية على فلسطين وليس على طابع إسرائيل * بقلم: أمير مخول إن جوهر صراع الفلسطينيين والشعوب العربية مع الصهيونية ومشروعها هو فلسطين وهو أبعد شأن ا من أن يكون على طابع إسرائيل. واألمران ليسا سي ان بأي حال. كماوليس مفروغ امنه الخطاب السياسي القائل بأن أحدهما يغذي اآلخر أو يؤدي إلى اآلخر أو أن المسارين يتوافقان بل إنهما كما أعتقد مختلفان جوهري ا. إن معركة صمود الفلسطينيين داخل الخط األخضر وبقائهم ف ي وطنهم بعد ال ع ام 1948 واستعمار فلسطين ونكبتها هي في المحصلة معركة على الوطن وعلى الحق الفلسطيني. وما حمى الحق وعز ز الوجود هو الكفاح الشعبي المتواصل وليس المواطنة اإلسرائيلية التي فرضت قسر ا. حين أعلنت جماهير الشعب في الداخل الفلسطيني بقياداتها الكفاحية المتمثلة ب اللجنة القطرية للدفاع عن األراضي العربية اإلضراب العام يوم 30 آذار 1976 كتصعيد نوعي هو األكبر بعد 1948 وذلك ضمن معركة التصدي لمشاريع التهجير ونهب األرض وتهويد ما تبقى وتحويله لملكية المستعم ر وألولئك الذين سوف يستقدمهم المستعم ر مستقبال من أنحاء العالم فقد واجهت اسرائيل قرار اإلضراب بقواتهاالعسكرية وليس حتى البوليسية وذلك ألنها كيان قمعي استعماري وألنها أدركت القدرات الكفاحية الهائلة لهذه الجماهير وأوهمت نفسها بأن جبروتها العسكري سيكسر إرادة هذه الجماهير! بنظرة تاريخية فقد شك ل يوم األرض معركة على الجوهر على الوطن فلسطين وعلى تحرير اإلنسان إلحقاق الحق وعلى الحق وليس على الحل. ألن أحد المعايير لتبني الشعب الضحية لقيم المستعمر وطغيانه هو أن تقوم الضحية بتقديم الحلول والصيغ إلى مائدة المستعمر كي يخفف من وطأة سياسته. إن الحق هو كما أسمه وال حل اإل بإحقاقه. فال يوجد نصف حق كما ال يوجد نصف غبن أو نصف قهر أو نصف استعمار! ولذلك كان من األهمية ضمن موقف وسلوك لجنة الدفاع عن األراضي بأنها لم تقدم الحلول للمستعمر بقيادة حكومة رابين-بيرس األولى بل طرحت الحق بالدفاع عن األرض وحمايتها من المصادرة وتمس كت بهذا الموقف. وعندها وجدت جماهير شعب بكاملها تتجن د وتحمي الحق وذلك رغم الثمن الباهظ المقدم ب أرواح الشهداء والجرحى والطرد من العمل والمالحقات. لقد شعرت الناس بكرامتها الوطنية واإلنسانية في أقوى تجلياتها وع ززت حضورها في وطنها. صحيح أن الجماهير الشعبية صانعة يوم األرض لم تقصد أن تحم ل على إضرابها أبعادا كبرى سوى المعركة لوقف مصادرة األراضي وحماية وجودها في وطنها. لكن وبما أن هدفها العيني وقع في صميم الحق الفلسطيني فقد تضاعف مع الوقت أثر فعل الجماهير سواء فلسطيني ا أم عربي ا أم عالمي ا دون شك تضاعف مقابل اسرائيل إذ كبح بشكل ملموس جماح سياسة نهب األرض والوطن واإلنسان والتي تضمنتها وثيقة كيننغ مسؤول لواء الشمال في حينه. إن قوة القهر ال تحترم إال قوة الشعب ألنها في لحظة ما تهاب ها وتبطل مفعول قوة القهر أمام اإلرادة الشعبية. صحيح أن إسرائيل قد أثبتت أنها ال تتور ع عن شيء... لكن األهم بالنسبة لنا هو أنها ال تستطيع كل شيء... أي باإلمكان ردعها وهذا يعود لقرار الشعب وكفاح الشعب الفلسطيني أوال وبناء عليه من الضرورة الكف فلسطينيا وعربيا على مستوى النخب الحاكمة السجود لقوة اسرائيل. وعلى صعيد السياسة المحلية ليس صحيح ا تهويل الناس ب قوة اليمين الفاشي أو الترانسفير. فإسرائيل غير قادرة على هذا حتى ولو ملكت آلة التهجير. والتهويل من خطر اليمين هو لالستهالك السياسي لكنه مطب خطير ألن الخطر األكبر والذي مورس ويمارس مصدره التيار المركزي الحاكم الذي يرسم السياسات ويطب قها على أرض الواقع. اسرائيل ال يمكن أن تكون غير ما هي من حيث الجوهر. ولو نظرنا إلى ستة عقود ونصف من نجاح مشروعها االستعماري فإن اسرائيل لم تصبح في يوم من األي ام أكثر عنصرية أو أكثر استعمارية وال أقل ال بعد 1948 وال بعد 1967 وال في العام وهناك حقيقة أن القوانين العنصرية التي يجري التهويل لها قد تم تطبيقها فعليا قبل تشريعها وحت ى حين تم في حاالت معينة منع تشريع قانون ما فقد تم تطبيقه أيضا كسياسة من خالل إجراء التفافي لذات الجوهر. أما بخصوص تلك الشخصيات من رموز العنصرية واإلرهاب اإلسرائيلي فهم جميعهم ودون أي استثناء ليسوا مصدر العنصرية والتصعيد بل هم األبناء الشرعيون إلسرائيل والصهيونية وممارسات الدولة أقسى وأكثر عنصرية من كل أقوالهم واستفزازاتهم. وحين نردعهم علينا أن نذكر أنهم اسرائيل وليسوا استثناء. إن الموروث الكفاحي ليوم األرض يؤكد قدرتنا كجماهير وكشعب على ردعهم وإسقاط مخططاتهم. إن شعب ا اكتوى ويكتوي بنار النكبة واالستعمار والعنصرية مطالب أن تبقى بوصلة كفاحه نحو الجوهر. نحن شعب تاريخه الحديث هو تاريخ كفاحه ضد االستعمار والصهيونية. نحن شعب ال نيأس من إحقاق الحق حتى حين يبدو بعيدا عن المنال وال حين يطغى منظور الهيمنة وتوازن القوى المضل ل وإال فلن نستعيد الحق يوم ا. وشعبنا قادر على استعادته بكفاحه التحرري وبمساندة الشعوب العربية وقوى الحرية في العالم. كما أن أي مسعى الختزال طريق الكفاح ومساراته أو التخلي عنه سيقودنا إلى المتاهات وليس إلى الحق. ال نبالغ إذا حددنا يوم األرض بأنه الحدث األكثر أثر ا لدى فلسطيني ال 48 وكفاحهم بعد النكبة. وهو يلتقي ببعده التاريخي مع أحداث كبرى سبقته أو تزامنت معه ومنهاانطالقة حركة التحرر الوطني الفلسطيني ومشروع التحرير وسطوع نجم الكفاح الفلسطيني والذي شكل كفاح ا عالميا من أجل فلسطين ومن أجل الحق والحرية في العالم ليستلهم من ثورات التحرر الوطني العربية وفي العالم. كما شك ل يوم األرض نقطة تحول كبرى على مستوى الناس والقيادات. وليس صحيحا القول أن القيادات قد خافت من قوة الجماهير فهذا الحديث لم يكن عفويا بل أن يوم األرض 1976 كان حدثا منظما على مستوى قطري وعلى مستوى محلي ومناطقي وعلى مستوى أصحاب أراض... الخ. بل أن مسار اتخاذ القرار باإلضراب رغم محاوالت السلطة وأعوانها بمنعه بكل الوسائل قد شكلت أساسا إلنجاح اإلض راب... الناس انطلقت والقيادات والمؤسسات القيادية انطلقت أيضا وقد جرى تحول كبير ونوعي في تبني فلسطينيي ال 48 بجموعهم قواعد لعبة خارج الهيمنة اإلسرائيلية بل في مواجهة هذه الهيمنة والتحرر من أسرها. وازداد التوت ر المنطقي بين قواعد لعبة قائمة على المواطنة كمحور وأخرى قائمة على أصحاب الوطن كمحور. المواطنة والتجزيء ي زداد وزن المواطنة اإلسرائيلية لفلسطينيي ال 48 حين تتعامل مع القضية الفلسطينية بمنظار تجزيئي كما ل و ك ان ت مجموعة قضايا منفردة الالجئين في المنفى وفلسطينيي ال 48 وفلسطينيي الضفة والقطاع. كما أن تجزيء الرؤية الفلسطينية هو إستراتيجية استعمارية للهيمنة ولتشتيت الشعب الفلسطيني وكفاحه واستنزاف قدراته على تفاصيل كثير منها غير جوهري ولصالح إلغاء الحق الفلسطيني األساس بالوطن وعلى الوطن. بيد أن ه ذا التجزيء وال ش د على التركيز على المواطنة يتغذى أيضا من النخب الفلسطينية المهيمنة على ال ق رار السياسي الفلسطيني كما ويتغذى من أنظمة العجز العربي التي ليس فقط أنها ال تحمي الشعب الفلسطيني وحقه بل تريد أن تحتمي بمواطنة فلسطينيي ال 48 من سطوة حكام اسرائيل وتتعامل مع هذا الجزء من الشعب الفلسطيني كما لو كان دوره التاريخي وكيال لهذه األنظمة للتطبيع مع اسرائيل. وهو ما ترفضه هذه الجماهير قطعي ا. وما حدث في انتخابات كنيست اسرائيل 2013 هو خير دليل على ذلك فقد قامت الجامعة العربية باإللحاح واالستغاثة بفلسطينيي ال 48 أن يشاركوا بجموعهم في االقتراع للكنيست اإلسرائيلي. ولم يحدث أن وج هت جامعة الدول العربية يوما نداء كهذا إلى أي شعب أو جمهور في العالم العربي وما حدث ال يمكن اعتباره غيرة على فلسطيني ال 48 بل هروب ا من تحمل الجامعة العربية بديل مسؤولياتها. فالنظام العربي الذي ال يحترم شعبه لن يحترم شعب فلسطين. إن هذه النخب وهذه األنظمة تريدنا أن نكون مواطنين إسرائيليين وليس شعب فلسطين كما كل فلسطيني آخر في الوطن والشتات. وفي هذا السياق وعشية االنتخابات اإلسرائيلية المذكورة وبالتزامن بالصدفة أو بغير الصدفة مع الجامعة العربية دعت الصحيفة العبرية وباللغة العربية ألول مرة فلسطينيي ال 48 بنداء أخرجوا وصوتوا وبلغة استعالئية ال تتحدث الصحيفة بمثلها مع أي قطاع من الجمهور اإلسرائيلي وقد فعلت الصحيفة ذلك حرص ا على الصهيونية وشرعية إسرائيل. إن يوم األرض قد انتصر. وما زرعه فلسطينيو ال 48 في هذا الحدث أصبح ثقافة مقاومة وملهم ا للكفاح في مواجهة ثقافة العجز الحاكمة في النظام العربي. وقد أحسنت منظمة التحرير الفلسطينية قرار ا في حينه عندما أعلنت أن يوم األرض هو يوم الشعب الفلسطيني. لم يكن يوم األرض بداية الطريق الكفاحي ال للشعب الفلسطيني وال للداخل الفلسطيني فالكفاح ضد المشروع الصهيوني لم يتوقف يوما منذ وضع أسس استعماره في فلسطين لكن يوم األرض بالتأكيد هو حدث مؤس س لمرحلة ما بعد يوم األرض ولجيل يوم األرض واألجيال القادمة. وال نذكره من باب الحنين والتغن ي بالبطوالت بل أن أجياال كاملة استلهمت منه في الوطن والشتات وفي العالم العربي والعالم. وبشكل خاص األجيال الصاعدة وهذا ضمانة للمستقبل بأن ثقافة الكفاح ومشروع الكفاح هو األقصر إلحقاق الحق. كما أن قيام لجنة المتابعة العليا في الداخل الفلسطيني بإحياء هذا اليوم سنويا وباالستلهام منه في معركة البقاء والصمود والدفاع عن األرض والبيت والوطن ليست أمر ا مفروغا منه بل هي نتاج قرار كفاحي وثقافة كفاحية متراكمة. والتفاف الناس الهائل حول يوم األرض هو دالل ة على قوة وتنظيم وصالبة هذا الجمهور وهذا الشعب وعلى القدرة العظيمة حين تحل إرادة الشعب أصحاب الوطن. وليس مبدئيا النقاش حول شكل إحياء فعاليات يوم األرض وإنما المبدئي هو مواصلة إحيائه في الثالثين من آذار وفي كل يوم والقناعة الذاتية بأن هذا الشعب ال يعرف المستحيل. * أمير مخول: أسير فلسطيني ومدير جمعية اتحاد الجمعيات األهلية إتجاه ورئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة متابعة شؤون فلسطيني 1948 العليا.
7 ا يار ٧ ٢٠١٣ هل نحن بحاجة إلى استراتيجيات جديدة أم إلى التأكيد عليها * بقلم: أحمد أبو غوش بديل لو تفحصنا التعريفات الكثيرة لإلستراتيجية ألمكن االستنتاج بأنها خطة شاملة للوصول إلى هدف بعيد المدى بينما التكتيك خطة قصيرة المدى أو سلوك علم الترتيبات. المهم هنا أنه ال يجوز أن يتعارض التكتيك أو يتناقض مع اإلستراتيجية أو أن يستبدل بها ألنه يجب أن يخدمها ويمكن من إنجازها. ففي المجال العسكري التكتيك يهدف إل ى تحقيق االنتصار في معركة بينما تعنى اإلستراتيجية بكيفية اإلنتصار في الحرب. واإلستراتيجية تهتم ب )ماذا( والتكتيك يهتم ب )كيف(. وبشكل عام ومعمم اإلستراتيجية تتصف ببعد المدى والثبات والشمولية والعمومية وهي سياسية أو عسكرية أو اجتماعية أو اقتصادية. واألهداف والبرامج والخطط والقرارات قد تكون إستراتيجية أو تكتيكية بينما تتناول السياسات واألساليب تعبئة الموارد وتأطيرها وتحقيق تقدم على طريق اإلستراتيجية. وهذا هو التكتيك المتغير والمتجدد. ع ل ى ض وء م ا س ب ق ي م ك ن ال ت أك ي د ع ل ى أن اإلستراتيجيات في الواقع الفلسطيني والعربي كان يجب أن تكون منذ عقود وال بد أن تظل اآلن وفي المستقبل البعيد نسبي ا هي نفسها. فالواقع العربي لم يتغير ألن السيطرة االستعمارية المباشرة باستثناء فلسطين- انتهت لتحل محلها الهيمنة اإلستعمارية وذلك لتحقيق هدف الدول االستعمارية اإلستراتيجي وه و نهب خيرات األم ة العربية. وفي مواجهة هذا الهدف ال بد أن يكون التحرر هو إستراتيجية قوى التحرر العربي بشتى توجهاتها وفلسفاتها وتياراتها وأطيافها السياسية. فإذا كان أسلوب السيطرة هو الغزو العسكري وأساليب الهيمنة أيديولوجية وثقافية واقتصادية وسياسية وقيمية وتكتيكاتها التجزيء و التخليف و التتبيع فال بد أن يكون التحرر من السيطرة بالمقاومة والتحرر من الهيمنة بالتنمية الوطنية والقومية وبفك االرتباط مع القوى االستعمارية وبالعمل على تحقيق االستقالل والوحدة والتقدم. وال بد أيضا من ترسيخ الثقافة الوطنية والقومية لتكون درعا في مواجهة التغريب الذي يساهم في خلق البنى التابعة. ما طرح سابق ا ليس مجرد رغبات ذاتية وال تحديد ذاتي منفصم عن الواقع. فاألساس في تحديد األهداف واإلستراتيجيات والبرامج والسياسات واألساليب في أي واقع هو دراسته موضوعيا وتلمس مصالح القوى التي من مصلحتها تغيير الواقع نحو األفضل وهذا ما تعنيه الثورة بجوهرها. إن تحليل الواقع موضوعيا أي بعيدا عن رغباتنا ومعرفة مساق التطور وفرصه يساهم في وضع إستراتيجيات صحيحة. وهنا يجب أن نشير إلى أن األف ق اإلستراتيجي ليس ملموسا واأله داف اإلستراتيجية قد تبدو بعيدة المنال. لذلك وجدت المراحل )التكتيك( حيث ال يمكن تجنيد وتأطير القوى االجتماعية إال انطالقا من مصالحها المباشرة والملموسة. والنخبة أي اإلطار الثوري المعني بالتغيير هو القادر على تحديد اإلستراتيجيات ونصب الساللم أي الخطوات المرحلية المتالحقة للوصول إلنجازها. لذلك أخطر خلل هو استبدال االستراتيجي بالتكتيكي. مما سبق يالحظ أن أطر الثورة تطرح تحسين واقع الجماهير ومحاربة الفساد وتنمية واقع المهمشين دون أن تنسى ربط القضايا المطلبية باإلستراتيجية االقتصادية ودون أن تنسى ربط االجتماعي واالقتصادي بالسياسي. قد تحدث متغيرات في الواقع وهي إما كمية أو نوعية وهذه المتغيرات تدفع األطر المناضلة من أجل تغيير واقعها إلى تغيير تكتيكها ال إستراتيجيتها. ومن جهة أخرى قد يتطلب الواقع عدم إبراز االستراتيجيات لكن إلغاءها في كل الحاالت خاطئ ومدمر. وإذا كان الصراع والتناقض يعني وج ود طرفين رئيسيين في كل مرحلة قوى الثورة والقوى المدافعة عن الواقع والمستفيدة منه واألعداء واألصدقاء فإنه ال بد أن يكون لكل طرف استراتيجياته وتكتيكاته. وإذا كنا نتحدث عن قوى الثورة فيتوجب التأكيد على أنها لن تضع إستراتيجيات وتكتيكات مالئمة للتغيير في واقعها دون أن تحلل هذا الواقع واستراتيجيات وتكتيكات األعداء بعلمية وموضوعية. إن ال س ؤال ال ذي يطرح نفسه هنا هل تغيرت إستراتيجيات أعداء الشعوب العربية وماذا عن أهدافها التكتيكية والجواب القاطع هو ال فاستراتيجيات األعداء ثابتة ونابعة من تكوينها ومصالحها التي لم تتغير أما تكتيكاتها فيمكن أن تتغير وتتطور. إن استعمار الشعوب أو الهيمنة عليها ليسا مجرد نزوة وال هما تعبير عن مصالح فئات محدودة في النظم االستعمارية بل كل الفئات المسيطرة. واالختالف بين فئات النظام االستعماري وقواه السياسية يتجسد في تكتيكاتها ال في استراتيجياتها. فالسيطرة والهيمنة واألخيرة إستراتيجية لمرحلة أرقى من التطور االجتماعي االقتصادي والسياسي للنظم االستعمارية وهي أصيلة في تكوينها وهي استعمار حديث وغير مباشر هما شرط أساسي لنمو القوى الرأسمالية وال ذي بدونه كانت ستزول. لقد أثبت تاريخ التطور الرأسمالي ودوله واستنادا إلى كل منظريه أن سقوط النظام الرأسمالي حتمي إال إذا حقق نموا متواصال. وك ان االستعمار المباشر )السيطرة( ونهب خيرات األمم والشعوب بشكل واض ح وسافر باستخدام القوة العسكرية أح د أهم أساليب تحقيق هذا النمو. ولم تبدأ النظم االستعمارية الرأسمالية بإتباع إستراتيجية الهيمنة إال بعد إنجاز تطور حقق نموا غير متكافئ في ظل تبادل حر بينها وبين بقية دول العالم. ومع ذلك ظلت إمكانية العودة إلى اإلستراتيجية القديمة )النهب المباشر( ممكنة حتى في أرقى حاالت تطور هذه األنظمة وذلك في حالة لم ت جد الهيمنة في تحقيق نفس األهداف )حالة العراق(. يدعي البعض أن دعم الدول الغنية للدول الفقيرة والمتخلفة والدعوة إلى تبني الديمقراطية يعبر عن تطور مختلف للدول االستعمارية. لكن الواقع يؤكد أن الدعوات إلى تنمية الدول واألمم والشعوب المتخلفة بالتركيز على قدرتها على تطوير بعض قدراتها االقتصادية يشترط تبلورها البنيوي التابع وخضوعها للهيمنة. كما أن الهدف األوض ح ل دع وات التنمية ومحاربة الفقر والدعوة إلى الشفافية وبناء النظام الصالح تخفي أهدافا مستترة فهذه الدعوات مع ما يرافقها من بناء أيديولوجية لنظم الحرية وخاصة الحرية التجارية تهدف إلى تحقيق مزيد من النهب بالتمكين من القدرة االستهالكية لتحقيق هدف إستراتيجي هو: استمرار النمو للدول الرأسمالية االستعمارية من خالل تحقيقها فائض تجاري عبر التبادل التجاري غير المتكافئ بينها وبين الدول الممحوطة. الدليل الواضح على صحة ما ذكرناه سابقا هو وجود خطوط حمراء لنمو الدول في عالم المحيط فارتقاء أية دولة تنمويا بحيث يشكل ارتقاؤها خطرا على المصالح االستعمارية يدفع الدول االستعمارية إلى شن حرب عسكرية ضدها. وتبني إستراتيجيات التنمية المستقلة وبناء القدرة الذاتية المحمية بالقوة يضع من يتبناها في صفوف محور الشر. بقي أن نذكر أن الحركة الصهيونية نشأة وتطور ا والحق ا إسرائيل التي أقيمت على األرض الفلسطينية ج اءت في سياق تطور مصالح ال دول االستعمارية واحتلت موقعا مهما في استراتيجياتها. لذلك نالحظ أن إسرائيل الدولة المدللة ترتكب كل الجرائم وال تحرك الدول الديمقراطية ساكن ا لمواجهتها فهي مرتكز أساسي في الدفاع عن مصالحه إلبقاء الوطن العربي مجزأ ومتخلفا وتابعا وعاجزا. وبناء على ما سبق يمكن القول أن تحرير فلسطين يجب أن يظل إستراتيجية ثابتة في نضال كل القوى العربية الثورية الساعية إلى التحرر العربي من السيطرة والهيمنة والتخلف والتبعية فإسرائيل عقبة كأداء أمام تطور وتقدم ووحدة األمة العربية. والديمقراطية نظام سياسي اجتماعي اقتصادي ض روري يمكن من تطور األف راد والقوى االجتماعية ولكنها إن لم تكن محمية بدرع الثقافة الوطنية والقومية ستكون أهم أداة في بلورة البنى التابعة لدول المركز. التنمية االقتصادية واالجتماعية والسياسية العامل األهم في بناء قدرة األفراد والشعوب واألمم ولكنها إن بنيت على أساس التبعية للمركز ستخلق حتما البنى التابعة التي تخلد التجزئة والتخلف والتبعية. التعليم والثقافة مهمان ألنهما من أهم أدوات بناء القدرة لإلفراد والمجتمعات والشعوب واألمم والدول لكنهما إن لم يبنيا على أساس حق األمم في تقرير مصيرها والديمقراطية بين الدول واألمم وعلى أساس وطني وقومي إنساني ستكون أيضا أدوات هدم ال بناء على المدى االستراتيجي. ما ذكر سابقا يصب في استراتيجيات التحرر والبناء التنموي المستقل وحق كل األمم والشعوب في الحياة على هذه األرض بحرية وديمقراطية وعدالة وإنسانية والتمتع بسيادتها واستقالليتها. إن أهم متغير في هذه المرحلة هو كسر الجماهير لحاجز الخوف والتمرد على الواقع السيئ الذي عاشته لعقود. هذا المتغير لم يلغ أي ا من االستراتيجيات السابقة للثورة بل أكدت أحداث االنتفاضات وتطورها في األقطار العربية على أهم استراتيجياتها وهي أن بناء األطر المنظمة أحزابا كانت أو جبهات أو حركات شرط مهم لنجاح الثورات وتحقيق أهدافها. فتأطير الجماهير شرط مهم الستمرار النضال وتحقيق أهدافه فالحركات الجماهيرية العفوية ال تحصد ث م ار تضحياتها ونضاالتها وهذا ما أثبتته مجددا الهبات الجماهيرية في تونس ومصر. والمتغير هنا يمكن مالحظته في الجانب التكتيكي خاصة الدعوي والتحريضي المهم في تثوير الجماهير حيث استخدام أدوات االتصال الحديثة مكن من تسريع الحشد وتوجيه النشاط الجماهيري. لكن ذلك لم يعوض عن أو يلغ دور البناء التنظيمي في الثورة. من يقوم بالثورة ولصالح من أمران أساسيان لتحديد بوصلتها وفرص نجاحها أو فشلها. ومسألة التغيير وثمنه غاية في األهمية أيضا. وكالهما ضمان خلق تراكمات في فعل وقدرة الجماهير كشرط من شروط النجاح واالنتصار. * أحمد أبو غوش: كاتب وباحث فلسطيني مهجر من اللطرون مقيم في رام الله.
8 ٨ ا يار ٢٠١٣ في الطريق إلى بلورة إستراتيجية وطنية فلسطينية: جدل اإلرادة والقدرة واللزوم! * بقلم: تيسير محيسن تلوح في أفق اإلقليم بوادر صفقة سياسية كبرى. تشير المعطيات األولية إلى أن إسرائيل ربما تكون غير راضية حتى اآلن عن البعد الفلسطيني فيها. الصفقة تشترط حضور الفلسطينيين وانخراطهم موحدين لكنها ال تعدهم بالكثير. ثمة من يرى إن اندراج الفلسطينيين ضمن التحالف اإلقليمي الجديد يأتي بوصفه مسار ا إجباري ا وهو بهذا المعنى أقل كثير ا من»إستراتيجية وطنية«طال انتظار بلورتها وتبنيها لكنه بالضرورة أكثر قليال من مجرد موقف سياسي عابر. سيترتب على ولوج الفلسطينيين هذا المسار تداعيات هائلة على قضيتهم ومشروعهم ومؤسساتهم الجامعة. بين االحتواء واالحتماء: استدارات مرتبكة! حسمت حركة»حماس«موقفها أخير ا حين عقدت اجتماع مكتبها السياسي في ال دوح ة إح دى عواصم التحالف لكنها لن تنجو من التداعيات على وحدتها وتماسكها ومصداقيتها بعد أن غادرت محور الممانعة. بالمقابل تراهن الحركة على أن انصياعها وتكيفها مع االتجاه العام في المنطقة سيمكنها أوال من البقاء ضمن المشهد السياسي وثاني ا إتاحة الفرصة لها للصراع على جبهة التمثيل الفلسطيني من موقع أفضل. بإعالنه عن ب دء م ش اورات تشكيل حكومة التوافق ال وط ن ي ي راه ن الرئيس محمود عباس على العودة للمفاوضات من موقع أفضل نسبي ا فمن ناحية لديه التفويض الكامل وم ن ناحية أخ رى لديه دع م دول التحالف وخصوص ا تركيا. والواقع إذا ما صح هذا الرأي تكون كل الدعوات إلى بلورة إستراتيجية وطنية موحدة تبدأ بالمصالحة وتعزيز الشراكة الوطنية وتنتهي بتوسيع جبهة الصدام مع االحتالل بالمقاومة الشعبية والبناء على قرار االعتراف بدولة فلسطين ذهبت أدراج الرياح. وهو ما يستدعي اإلجابة على سؤال: هل بمقدور الفلسطينيين أن يتبنوا إستراتيجية نابعة من تقديرهم ألوضاعهم وتعبير ا عن رؤيتهم ألنفسهم وما يرغبون فيه حق ا أم إن ذلك كله يقع في باب األمنيات أو المنازالت السياسية الفارغة االنضواء تحت لواء التحالف الجديد ليس إستراتيجية حقيقية والتوافق الظاهري بين الحركتين حول ذلك لم يأت تعبير ا عن رؤية وطنية مشتركة وإنما تعبير ا عن رهانات إما فئوية قاصرة وإما طوباوية حالمة فليس في جعبة التحالف سوى احتواء الورقة الفلسطينية وتوظيفها مقابل الفتات السياسي واالقتصادي على حد سواء. والالفت أن مسعى الذاهبين إلى التحالف يأتي في ظل»هراء«سياسي حول ض رورة تبني إستراتيجية وطنية واضحة. بينما يصور البعض دع وة الرئيس لبدء مشاورات تشكيل الحكومة بوصفه»أحد الخيارات البديلة«لفشل المفاوضات وصفعة في وجه اإلسرائيليين تعلن حماس إنها ستبذل جهد ا مع الفصائل الفلسطينية كافة لبلورة إستراتيجية وطنية تكون ناظم ا للعمل الفلسطيني خالل المرحلة المقبلة. ربما تقتضي الحكمة في ظل عواصف اإلقليم وتقلباته أن يتم االحتماء بمظلة التحالف الجديد ال اإلنضواء تحت ل وائ ه وأال تكون ه ذه الخطوة التكتيكية بديال عن إستراتيجية سياسية شاملة. إن تأجيل بلورة هذه االستراتيجية ال يعني الوقوف متفرجين أو منتظرين حتى تتضح صورة اإلقليم إذ يمكن االنشغال في غضون ذلك بإعادة ترتيب األوضاع المتردية وتمتين الجبهة الداخلية وقطع الطريق على م ح اوالت االس ت دراج إل ى فخ األزم ة المتفجرة. وفي كل األح وال يقتضي ذلك عدم تمكين إسرائيل من استكمال مخططاتها الجهنمية في مواصلة التبديد واإلجهاز باستغالل وضع اإلقليم أو بتغطية من بعض سلوكياتنا. إستراتيجية أم تفكير إستراتيجي في الواقع ثمة رأي يقول أن الظروف التي تستدعي تأجيل وضع إستراتيجية فلسطينية اليوم هي ظروف دائمة تقريب ا من حيث البيئة الداخلية غير المهيأة والبيئة الخارجية شديدة االضطراب. وفي مثل هذه األحوال يستعاض عن االستراتيجيات المحددة بما يسمى بالتفكير االستراتيجي أو بلغة البعض الال-إستراتيجية! ال يعزى ضعف البيئة الداخلية إلى االنقسام السياسي فحسب وإن م ا إل ى أس ب اب ترتبط بطبيعة المجتمع الفلسطيني مجهض الحداثة والخاضع لجدل التفكك بتأثير احتالل إحاللي واستيطاني حتى إن البعض يرى االنقسام السياسي ذاته أحد تجليات هذا الجدل. وعليه ليس غريب ا أن تستمر الدعوة إلى تبني إستراتيجية موحدة بينما يستمر السلوك السياسي القبلي/الفئوي في تباينه وتناقضه وارتجاله موسوم ا برد الفعل االنفعالي أو االرتباك العملي ودائم ا بضعف قدرته على إنجاز أهدافه والوصول إلى غاياته. إن التقارب على مستوى الخطاب والبرامج لم يقابله دائم ا ذات التقارب على مستوى الفعل والسلوك واألداء. والعكس صحيح أيض ا فالتماثل أحيان ا في السلوك ال يعني أنه يصدر أو يعبر عن رؤية سياسية موحدة. وهذا بالتأكيد يقلل من فرص نجاح صياغة إستراتيجيات مشتركة. يقول علم االستراتيجيات أنه في حال صعب وضع إستراتيجية بسبب من ضعف عناصر البيئة الداخلية أو اضطراب البيئة الخارجية أو كليهما مع ا فإن البديل يكون إما االستعاضة عن ذلك بالتفكير االستراتيجي وتدابير تكتيكية ذكية أو انبثاق قيادة جديدة برؤية مغايرة ينصاع لها المجموع وإما غرق السفينة أو فقدان القدرة على الوصول وتحقيق األهداف. أسئلة البداهة: لما كانت أسئلة اإلستراتيجية والتفكير االستراتيجي هي أسئلة البداهة ذاتها فإن البعض يتحرج من طرحها ناهيك عن محاولة اإلجابة عليها. فلسطيني ا إعادة طرح هذه األسئلة ومحاولة اإلجابة عليها وبناء اإلجماع حولها يشكل بداية الطريق للخروج من المأزق: السؤال األول: من نحن نحن الشعب الفلسطيني بقوة الواقع والتاريخ والفعل. إذن لماذا ينزاح مشروع الوطنية الفلسطينية باتجاهين متعاكسين انزياح»ف وق وطني«باالندماج في مشروع اإلس الم السياسي في المنطقة وإنزياح»تحت وطني«يكرس الخصوصيات المناطقية أو اهتراء الجامع بين المكونات المختلفة للشعب الفلسطيني. التحدي يكمن في وقف عملية التمزيق الذاتي التي نمارسها فنغ يب مفهوم»الجماعة السياسية«ونضعف عملية االندماج السياسي. وف ي ظل تحوالت اإلقليم ثمة ض رورة إلع ادة تعريف الفلسطينيين ألنفسهم بوصفهم جماعة قومية واحدة ورفض أي حل ألي مكون من مكونات هذا الشعب يضرب حقوق وتطلعات المكونات األخرى. وعدم السماح بتكريس اتجاه تغليب»المحليات والخصوصيات«على خطابهم وسلوكهم السياسي. السؤال الثاني: أين نقف اليوم كيف وصلنا إلى ذلك ثمة من يرى أن الفلسطينيين يقفون اليوم على أعتاب نكبة جديدة. وعلى ما ينطوي عليه هذا الرأي من مغاالة وقسوة إال إن ه ليس بعيد ا عن ال واق ع. فالشتات يعاد تشتيته في إقليم دخل أتون حرب الكل ضد الكل والضفة الغربية تهود بالكامل وقطاع غزة يزاح تدريجي ا باتجاه الجنوب ما دفع أحد قيادات االتجاه اإلسالمي في مصر حازم أبو صالح أن يقترح على القيادة المصرية اعتبار قطاع غزة محافظة مصرية! وإذا كنا لم نصل إلى هذا الوضع بمحض إرادتنا أو برغبتنا إال إننا بالتأكيد نتحمل بعض المسؤولية. لدينا أزمة قيادة لم تولد تعبير ا عن تطور شعبها ومجتمعها فكان من الطبيعي على سبيل المثال أن ي نظر لالنقسام بوصفه مصلحة وطنية باعتبار ان الفئة المجسدة لهذا النظرة تمثل المصلحة الوطنية وأن تفشل هذه القيادة بأطيافها في تأمين مقومات بناء اإلجماع وضمان قبول الفلسطينيين جميعهم باجتهاداتها وسياساتها إما لفقدان الكريزما أو ضعف الحجة أو قصر النظر. ولدينا أداء سياسي جبان أحيان ا وانفعالي أحيان ا أخرى. الجبن واالنفعال أسهما في موت السياسة. ومع»موت السياسة«من المنطقي ليس فقط أن نفشل في تحقيق األهداف بل أن نسهل على األعداء تحقيق أهدافهم. ومع موت السياسة أيض ا جرت عملية تحييد شاملة عن االشتباك الحقيقي ضد االحتالل وسياساته وممارساته. السؤال الثالث: ماذا نريد وماذا بمقدورنا أن نفعل ثمة إجماع اليوم على حقي العودة وتقرير المصير وعلى أن هدف النضال الوطني هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس. غير أننا ال زلنا نصدر في سلوكنا وفعلنا ليس انطالق ا من هذه الرؤية وإنما تحكم سلوكنا اعتبارات أخرى. نريد وفاق ا وطني ا في الطريق إلى الدولة وإحقاق الحقوق الوطنية المشروعة أي مواصلة مسيرة الكفاح على أس اس ميثاق وطني يحدد ضوابط العمل السياسي والعسكري والنشاط الجمعوي وشروطها واالتفاق على القواسم المشتركة تسهم في صياغته كل االتجاهات الفكرية والسياسية واالجتماعية. كما نريد بناء أسس ومقومات الدولة أي البناء واإلصالح المؤسساتي على طريق تحول السلطة إلى دولة بالمعنى السياسي والكياني انسجام ا مع قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة. فإذا ما أردنا ذلك حق ا نستطيع أن نحافظ على وجودنا فوق هذه األرض ونعزز صمودنا ونبني مقوماته كما نستطيع خوض مفاوضات جادة ومتوازنة وأن نعيد االعتبار للمقاومة بوصفها تعبير ا عن إرادة شعب يتطلع للحرية وينشد العدالة في إطار شرعة حقوق اإلنسان ومنظومة الشرعية الدولية. شروط تعجيل انبثاق اإلستراتيجية المنشودة: )1( نحتاج إلى نقد الذات ومراجعة التجربة السابقة والتحلل من أوزارها وأثقالها وقيودها كنقطة بداية لبناء هذه اإلستراتيجية وضمان اإلجماع حولها كعملية ارتقائية وبنائية من أسفل. ما يعني إفساح المجال أمام تنامي الذاتية السياسية الجديدة أب رز تعبيراتها حشود الالجئين على الحدود انتفاضة الضفة مهرجان االنطالقة في غزة التواصل الشبابي عبر الفضاء اإللكتروني. وكشرط أولي أيض ا يأتي إنجاز ملف المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية وخصوص ا على مستوى المنظمة لتعود عنوان ا موحد ا ووحيد ا لكل الفلسطينيين تعبر عن طموحاتهم جنوب لبنان ٢٠١٢ )المصدر: األيام( الوطنية وتقود كفاحهم المشروع نحو االستقالل والعودة وبناء الدولة. وتعيد تعريف الفلسطينيين ألنفسهم بوصفهم جماعة وطنية واحدة لها حقوق وتطلعات ال يتعارض بعضها مع بعض أي استعادة تحكمنا في سرد حكايتنا واستعادة روايتنا التاريخية كما يقول جميل هالل. )2( التخلي عن نبرة الخجل والحياد والمجاملة تجاه ما يحدث في اإلقليم. بمقدور منظمة التحرير الموحدة أن تتبنى نبرة جديدة مفادها أن الشعب الفلسطيني ليس طرف ا ضعيف ا في معادلة الصراع وال يمكن ألي كان توظيف قضيته لصالحه دون مراعاة المصالح العليا لهذا الشعب. يمكن للمنظمة أن تفتح حوارات إستراتيجية مع القوى العربية الجديدة وبناء توقعات مشتركة معها وفي نفس الوقت ت شعر األنظمة القديم منها والجديد أنها ال تستطيع أن تتخلى عن دورها ومسؤوليتها تجاه القضية الفلسطينية حتى مع االنشغاالت الداخلية. المهم أال يتحدث الفلسطينيون بلسانين وأن يحددوا بالضبط ما الذي يريدونه وما الذي لن يسمحوا به في كل األحوال. )3( مواصلة الضغط على إسرائيل من خالل المجتمع الدولي ومن خالل إعطاء اإلقليم فرصة البناء والنهوض وبناء تحالفات تعوض الفجوة في ميزان القوى مع إسرائيل. الحصافة تفترض تجنب العمل العنفي في ظل هذه الشروط بما يسهم في فضح االحتالل ويشجع المجتمع الدولي على القيام بمبادرات وبما ال يوفر الذرائع له للتخلص من وجودنا وال يورط اإلقليم في حروب يصعب تصور إمكانية تحقيق نصر قريب فيها. )4( توسيع دائرة االشتباك الشعبي والحقوقي في حروب مواقع تربك المخططات اإلسرائيلية وتعرض قادة االحتالل للمساءلة والمالحقة القانونية تحرم إسرائيل من قدرتها على إع ادة إنتاج إجماعها الوطني بإدعاء الخطر الوجودي الوهمي. وفي كل ذلك عدم التسبب في جروح نرجسية غير حاسمة تستفز طاقة العنف واإلره اب الكامنة في المجتمع اإلسرائيلي والسياسة اإلسرائيلية. )5( التعاطي مع تحريفات الخطاب الفلسطيني حسب جميل ه الل بجدية ال تصل حد االنقالب على الواقع بوهم تجاوزه. قد تكون إستراتيجية حل الدولتين غير قابلة للتطبيق لألسباب التي يعددها هالل وغيره ولكنها أسباب تصلح أيض ا الفتراض استحالة تبني إستراتيجية الدولة الواحدة. العالم يجمع على حل الدولتين ومن غير المتوقع أن يحدث اختراق كبير في هذا اإلجماع قريب ا إذ يحتاج األمر إلى تحوالت كبرى تغير من معادالت القوة يتبع
9 ا يار ٩ ٢٠١٣ في هذا العالم. كما إن رفض هذا الحل اليوم يعني رفض قيام دولة فلسطينية ألن الدولة الثانية إسرائيل قائمة فعال ومعترف بها. وأخير ا يجب أال نغفل حقيقة أن إسرائيل وممارساتها هي التي تستهدف تقويض هذا الحل. وبدال من اإلسراع في التكيف مع هذا الهدف وقبل أن يصبح حقيقة واقعة علينا إتباع سياسة فضحها والضغط عليها ومواصلة اإلص رار على مطلب الدولة المستقلة. إن أي أطروحات أخرى اليوم من شأنها أن تهدد االنجاز التراكمي والبطيء الذي حققه الفلسطينيون بنضاالتهم وتضحياتهم وقد يجدوا أنفسهم خارج اإلجماع العربي والدولي ما يوفر للجميع حجج ا إضافية للتخلي عنهم وعن مساندتهم. )6( الحاجة إلى قيادة موح دة وموح دة وتتمتع بالشرعية الكفاحية والديمقراطية. قيادة سياسية جديدة تملك القدرة والجرأة على استنفار القوة الذاتية الكامنة في الوطنية الفلسطينية ببعدها العربي واإلنساني. هذا إلى جانب بناء مؤسسة وطنية لتشكل المركز القيادي الفعلي الذي يتمتع بشرعية وصدقية من جانب مواقع الشعب الفلسطيني المختلفة حتى يكون لهذا الشعب مرجعيته السياسية في حال جرى حل السلطة أو هي انهارت تحت الضغط اإلسرائيلي واألميركي واإلهمال العربي الرسمي. وألن المؤسسات الفلسطينية التمثيلية غائبة حالي ا بعد أن تقادمت أو فقدت شرعيتها فال مناص من إعادة بناء م. ت. ف. بمشاركة كل القوى الفاعلة في الحقل الوطني وإيجاد التدابير الكفيلة بإشراك ممثلين عن كل مكونات الشعب الفلسطيني. السؤال األخير: ما الذي يتوجب علينا فعله يقول علم االستراتيجيات أنه ال يجوز التخطيط لفعل ال يقع في حيز تقاطع ثالث دوائر: الرغبة واإلرادة القدرة واالستطاعة اللزوم والواجب. أنت ال تستطيع أن تنجح في عمل شيء لمجرد الرغبة فيه وكذلك لن يكون النجاح من نصيب فعل يقوم على القدرة فحسب وهكذا. وإذا ما طبقنا هذا المنظور على المصالحة يمكن االستنتاج إنه لم ننجح فيها حتى تاريخه إما ألننا ال نريدها أو بعضنا ال يريدها وإما إننا ال نقدر على اتخاذ القرار بشأنها وإما إننا ال نعتبرها ضرورية أو ذات أولوية أو واجب وطني. ومع ذلك فما يجب أن نفعله هو هذا على وجه التحديد: أن نذهب إلى مصالحة تدشن بداية مسار جديد للنضال الوطني يفرض حضور»الرقم الفلسطيني«بالقوة في معادلة اإلقليم الجديدة وليس من موقع التوظيف واالستعمال. األولوية هنا ليست إنهاء االنقسام وتحقيق المصالحة بالمعنى اإلج رائ ي وإنما لتدشين مسار وطني جديد ينطلق من وح دة الشعب الفلسطيني ووح دة تمثيله والتمسك بحقوقه الوطنية طبق ا لقرارات الشرعية الدولية. من المشكوك فيه أن تشكل حماس وفتح وحدهما ودون إجراء مراجعة نقدية لمواقفهما رافعة وحامال لهذا المسار. األحرى أنه وفي ظل التحوالت الكبرى الواعدة في اإلقليم رغم الصعوبات والعراقيل البد من تطوير ذاتية سياسية فلسطينية جديدة تمنح أفق ا للتحرك الهادف إلى دفع المشروع الوطني التحرري والمجتمعي قدم ا بوالدة تخيلية سياسية تتجاوز ما سبقها من ديناميات التعبئة والحشد وتشتمل على تفعيل دور الشباب ومشاركتهم دفع اإلسالميين إلى تغليب اعتبارات السياسة على انحيازات األيديولوجيا واالنتماء الوطني على أي والءات أخرى المطالبة بتوسيع المشاركة السياسية والمساواة منح مضمون جديد لفكرة المواطن والمواطنة توسيع ساحة االشتباك مع االحتالل في الفضاءات المتاحة في عالم اليوم بكل الوسائل الممكنة. وفيما يتعلق بالمصالحة تعبر هذه الذاتية عن نفسها بالضغط الشعبي المتواصل وباالنخراط الفاعل في إقرار الخطوات والسياسات الالحقة. * تيسير محيسن: كاتب فلسطيني وعضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني. دون الميثاق وبرنامج المقاومة ما حاجتنا إلعادة بناء المنظمة بقلم: وسام رفيدي* كليشيه جديد أضيف للكليشيهات المعروفة في الخطاب اليومي الفلسطيني هو إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية فقد غدا الزمة تتردد في البيانات والتصريحات والبرامج المعلنة والمؤتمرات والتقارير الصحفية واألهم أنه يقدم كما لو كان الدواء الشافي لألزمة المركبة للنضال الوطني الفلسطيني أزمة االنقسام وأزم ة ع دم إنجاز المهام ال بل أزم ة وضع المشروع الوطني برمته في مهب الريح. أما ماذا يعنون بإعادة بناء منظمة التحرير فباألساس هو إجراء عملية انتخابية حقيقية للمجلس الوطني الفلسطيني وال أع رف متى يمكن ألي انتخابات أن تكون حقيقية أصال بضم ممثلي حماس والجهاد إليها وتفعيل مؤسساتها أي مدخل تقني أساسا. وعادة ما يتم إلحاق هذا الشرح بالتأكيد على ضرورة بنائها على قاعدة البرنامج الوطني أي برنامج تقرير المصير والعودة والدولة الفلسطينية المستقلة الكليشيه األساس لكل الكليشيهات الدارجة! أم ا أن منظمة التحرير فقدت االهتمام الشعبي بوجودها ودوره ا وبرنامجها على األقل داخل الوطن فتلك مسألة ال نعتقدها تحتاج لكثير من البراهين. فهنا في الداخل الفلسطيني سيد الموقف هو سلطة أوسلو ال المنظمة. وحتى في الخارج تراجع االلتفاف حولها بعد توقيع اتفاقية أوسلو بدليل الشروع بمبادرات لتشكيل هياكل تمثيلية مثل لجان حق العودة ولجان ومؤتمرات تمثيلية للجاليات وذلك ما كان ليتم لوال الشعور أن المنظمة الممثل الشرعي والوحيد المعترف به ما عاد أصال يقوم بدوره التمثيلي ولو بحده األدنى والمرتكز على: التمسك بالحقوق الوطنية التاريخية والنضال من أجلها. إن تأكيد تلك الهياكل على اعتبار المنظمة ممثال شرعيا ال يعني بالضرورة انتفاء ممكنات االستنتاج ما لتشكيلها من موقف من خط قيادة المنظمة وما آلت إليه. منهجية االستبدالية يصعب بتقديرنافهم ماآل إليه النضال الوطني دون فهم تلك المنهجية التي نعتقدها كانت األساس في خلق ميكانيزمات التغيير غير اإليجابي على أية حال ونعني منهجية االستبدالية: برامج وآليات وهياكل تستبدل برامج وهياكل وآليات. وما قد يبدو سياق ا موضوعي ا للنضال الوطني قاد بالضرورة رغما عن إرادتنا لهذه االستبدالية هو في الحقيقة نتاج قرار سياسي/ طبقي اتخذ شكل الحلف بين قيادة منظمة التحرير البيروقراطية والرأسمال الفلسطيني المقيم في الخارج. هذا الحلف جرى تدعيمه باندراج الهياكل التنظيمية الفصائلية بنسب متفاوتة ما بين فصيل وآخ ر في الداخل في التحالف الجدي لتحقيق الوظيفة األمنية األس اس لنشوء السلطة )او ما يحلو للبعض تسميته االلتزام باالشتراطات األمنية(: إنهاء المقاومة المسلحة والحفاظ على وتيرة مضبوطة أمني ا لإلحتجاج الفلسطيني بحيث ال يصل لمستوى المقاومة الفاعلة حتى لو كانت مجرد اشتباك شعبي عند الحواجز. ذلك كان السياق وتلك كانت التحالفات وهي بقرار فلسطيني ومدعوم من الرجعية العربية )ما اصطلح على تسميته بمحور االعتدال( وبقيادة مصر تحديد ا ومباركة الصهاينة واإلمبرياليين. وذلك السياق توج سلسلسة االستبداالت التي كان بعضها كما سنلحظ قد ش رع به من ذي قبل تهيئة للنتائج المرجوة: مصالحة االستعمار الصهيوني في فلسطين. االستبدال األول وقد ش رع به وبتوجه واع منذ العام 1974 عام طرح البرنامج المرحلي وبرنامج السلطة الوطنية كبديل فعلي ال كالمي لبرنامج تحرير فلسطين. ليس من نقاش من حيث المبدأ في منطقية وعملية مرحلة العملية النضالية ولكن اإلشكالية تكمن في قيام قيادة تلك العملية من قوى اليمين السياسي بتحويل المرحلية إلستراتيجية ومن ثم مرحلة المرحلية حتى بات فتح شارع هنا أو هناك أقصى انجازاته»النضالية«. كانت اإلشكالية هنا بالذات خاصة عندما تبرع اليسار بتقديم التخريجات النظرية للبرنامج الجديد ال بل تفاخر بواقعية برنامجه الذي صار برنامج الحركة الوطنية! لقد تسلسل الفكر السياسي من تحرير فلسطين م رور ا بسلطة وطنية ودول ة مستقلة حتى دولتين لشعبين بما يتضمنه من اع ت راف بشرعية الكيان الصهيوني وفي كل الحاالت كان برنامج/ شعار التحرير هو الضحية واأله م من ذلك أن الطرف الفلسطيني قام واستجابة للمطلب الصهيوني واالمبريالي بشطب الميثاق في»حفلة«تنازلية صاخبة اسمها اجتماع المجلس الوطني في العام إن شطب الميثاق كان يعني برنامجيا شطب فلسطين التاريخية إلحالل فلسطين جديدة أوسلوية إسمها الضفة والقطاع بما يعنيه ذلك من اعتراف بكيان الصهاينة وأيضا شطب الكفاح المسلح. إن شطب الميثاق شطب للرؤية الوطنية التاريخية للشعب الفلسطيني كشعب. االستبدال الثاني وق د أعلن عنه صراحة بإهالة التراب على برنامج المقاومة واستبداله ببرامج المفاوضات. كانت رسالة أبو عمار لرابين في العام 93 وكجزء مكمل التفاقيات أوسلو صريحة: إدانة أعمال العنف واإلرهاب! كانت بمثابة صفعة لتاريخ الكفاح المسلح الفلسطيني وإعالن ا بأن المفاوضات والصفقات التسووية هي الطريق. ومع أن الراحل أبو عمار ظل يلجأ للمقاومة المسلحة واهم ا بأنه يحسن أوراقه التفاوضية إال أن القيادة المتنفذة حاليا أعلنت تبرؤها من المقاومة المسلحة متعهدة صراحة بلجم إمكانية قيام انتفاضة ثالثة بدعوى رفض الفلتان األمني. ويخطئ من يعتقد أن االستبدالية طالت الكفاح المسلح فقط بل وكل أشكال المقاومة الشعبية بما فيها االشتباك الشعبي مع المحتلين على الحواجز. لقد تم رفع شعار المقاومة السلمية من قيادات عديدة ومعظم أوساط المنظمات غير الحكومية ولما قوبل على أقله باالستهزاء لجأت تلك األوساط للشعار المضلل: المقاومة الشعبية. لم يكن شعار المقاومة الشعبية كمفهوم ليضيف شيئ ا ج دي دا لتاريخ المقاومة الفلسطينية فظاهرة الكفاح المسلح بااللتفاف الشعبي الساحق حولها كانت مقاومة شعبية واالنتفاضة األول ى انتفاضة المسيرات والحجارة والمولوتوف وبعض الرصاص كانت مقاومة شعبية باختصار: إن كل مقاومة تحقق االلتفاف الشعبي في لحظة ما وتخدم النضال الوطني هي بالضرورة مقاومة شعبية ولكن كان المقصود من هذا الشعار في اللحظة المحددة للفعل السياسي لفريق أوسلو هو رفض المقاومة المسلحة والعنفية بكل أشكالها وأي حالة اشتباك فعلي مع قوات االحتالل بدعاوى كثيرة مثل عدم الجدوى وتقليل الخسائر أو تجنيب شعبنا ال وي الت او حفاظا على المصلحة الوطنية العليا أي رفض المقاومة كمقاومة! وعليه ص ار منذ زم ن لزاما علينا ان نتفحص بدقة الداعمين للمقاومة الشعبية بتصريحاتهم وأموالهم اذ علينا أن نتساءل: عن أي»مقاومة«يتحدثون وما الذي يريدونه من دعمهم بالضبط أما االستبدالية الثالثة فقد كانت نتاج طبيعي لكل مسار التشكيل الطبقي والسياسي الجديد الذي وقف خلف القرار السياسي في أوسلو والحق ا على رأس النظام السياسي الجديد. كانت المنظمة أصال قد تم تهميشها لصالح ما صار يعرف بالقياد الفلسطينية وهو اصطالح مطاط ال شرعية له قد يعني أفرادا بعينهم او تشكيال يجمع ما بين رجال السلطة والمنظمة أو ما بين األخيرة وفصيل معين او ربما فرد ما ال تدري من اين استمد تمثيله في الصف القيادي المتبدل بحسب القدرة على التنازل. لذلك ال غرابة أن ال كامل اللجنة المركزية لحركة فتح وال كامل اللجنة التنفيذية كانت على علم بطبخة أوسلو. أمام هذا الواقع ليس من الغريب أن يتم استبدال منظمة التحرير بجهاز الحكم اإلداري الذاتي المسمى الحقا بالسلطة الوطنية في تتويج تاريخي لواقع سياسي وطبقي جديد يميز الحقل السياسي الفلسطيني الناشئ. وال غرابة أيضا أن يضيع التمثيل خارجيا ما بين المنظمة والسلطة مع طغيان كفة األخيرة بالطبع وال غرابة ان يضعف الحزبي مقابل السلطة- المفترض أنها سلطة إدارية وحسب- عند تقدير موازين قوة القرار ونفوذه. دولة الضفة والقطاع بدال من فلسطين المفاوضات واالستسالم بدال من المقاومة وسلطة الحكم اإلداري الذاتي تحت االحتالل بدال من منظمة التحرير. بذاك يكون مشهد األزمة البنيوية للنضال الوطني الفلسطيني قد أكتمل وال مندوحة إن رغبنا بالخروج من هذا المأزق/ األزمة من معالجة تلك االستبداليات الثالث. أداة وطنية وبرنامج وطني للمقاومة عود على بدء! لكل ما سبق نعتقد أن كليشيه إعادة بناء منظمة التحرير وفق الصيغة اليومية للخطاب الفلسطيني الفصائلي أو الشبابي المبادر رغم صدق نوايا الثاني ال تعدو كونها صيغة تقنية تتلهى بموضوعة الديمقراطية واالنتخابات وكأنها الكفيلة بخروج النضال من مأزقه الحالي. ال يصعب أمام هذا االندالق الليبرالي باتجاه شعارات الديمقراطية واالنتخابات وصناديق االقتراع إال مالحظة اللغة الجديدة التي تطبع لغة الخطاب الفلسطيني بيمينه ويساره بديال لخطاب التحرر الوطني. فالخطاب الحالي بمجمله ال يقيم وزن ا مثال إلعادة االعتبار للميثاق وشعار تحرير فلسطين ومنظمة التحرير كحركة تحرر وطني تمثل التعبير لتنظيمي الكياني عن الهوية المجسدة بالميثاق بقدر ما يتلهى إرضاء للغرب اإلمبريالي واستجالبا لرضا الليبرالية الجديدة بالحديث عن االنتخابات والصناديق والديمقراطية فيما لم تكن تلك في يوم ما هي أزمة الشعب الفلسطيني في الجوهر. كانت الديموقراطية الفلسطينية تاريخي ا تتجسد أساسا في المشاركة الشعبية الواسعة في العمل المسلح واالنتفاضة الشعبية األولى ومع أنها في المحطتين لم تكن ديمقراطية الصناديق إال أنها وفرت بالنضال ال من ة من أحد بيئة ديموقراطية تعددية للعمل السياسي والنضال فرضها النضال ذات ه. فالديمقراطية أوال وأخيرا المشاركة الشعبية بغض النظر عن اآلليات التي تتجسد عبرها تلك المشاركة لجان شعبية قواعد فدائية ميادين تحرير مسيرات وتظاهرات ضخمة برلمان منتخب ولكن بالمطلق ليست الصيغة الليبرالية األخيرة هي األكثر ديموقراطية بل وليست صيغة ديموقراطية أصال من حيث الجوهر إذ أنها تستبدل المشاركة الشعبية بوكالء فرضهم توازن قوى طبقي وسياسي وفصائلي محدد. لذلك فإن شعار إعادة بناء منظمة التحرير إن لم يعن إعادة االعتبار للميثاق الوطني وبرنامج التحرير والمقاومة بكافة أشكالها وبناء المنظمة كجهاز تنظيمي لتحقيق تلك األه داف وحمل تلك المهام فلن يكون سوى إعادة إنتاج لألزمة وفي أسوأ األحوال سيلعب دور ا في امتصاص كل القوى في جهاز للتسوية السياسية بدال من تعبئتها في جهاز للمقاومة. * وسام رفيدي: كاتب فلسطيني وناقد أدبي أستاذ علم االجتماع في جامعتي بير زيت وبيت لحم.
10 ١٠ ا يار ٢٠١٣ الربيع العربي : حضور فلسطين رافعة وغيابها كارثة! * بقلم نصار إبراهيم يرتبط مفهوم الربيع بكل ما هو جميل كما يرتبط بالتجدد والخير القادم ومواسم الحصاد المقبلة. وبذات المعنى يتم استخدام المفهوم عند الحديث عن ربيع الشعوب أي أن الشعب الذي يخطو نحو ربيعه السياسي واالجتماعي والثقافي واالقتصادي معناه أنه يغادر حالة الترهل واالنحطاط والتبعية والبؤس نحو التفاعل والنهوض والحرية على كل المستويات. والشعب الفلسطيني ال ذي يقاوم منذ عقود من أجل حريته واستقالله هو أول المنتظرين لربيع األمة والشعوب العربية التي يبدو وكأنها قد استقالت من التاريخ والجغرافية بحكم سياسات ومواقف ملوكها ورؤسائها وشيوخها وسالطينها أولئك الحكام الذين جعلوا من أمة بمستوى األمة العربية عريقة وعظيمة بشعوبها وتنوعها وإمكاناتها الهائلة بشريا وحضاريا وإقتصاديا أمة تتسكع في ذيل األحداث وتقف على هوامش األمم األخرى. الفلسطينيون كانوا وال زالوا يقاومون وينتظرون طير الوعد العربي عقود من المقاومات والشهداء والمعاناة لكنهم لم ييأسوا من أمتهم... ولهذا عندما بدأ الحراك في أكثر من بلد عربي ابتهج الفلسطينيون: أخيرا تحركت الشعوب العربية هدرت الميادين واشتعلت عواصم عربية غابت كثيرا عن ساحة الفعل وصياغة المصائر. فرحة الفلسطينيين تلك لم تكن صدفة أو عاطفية بل هي تعبير عن فرحة من ينتظر لحظة استعادة التوازن وع ودة الحاضنة األس اس لكي تعتدل المجابهة ضد المشروع الصهيوني وفق أنساقها الطبيعية. اآلن وبعد مرور أكثر من عامين على بداية ما يسمى الربيع العربي هل جاءت األحداث والحقائق لتبرر فرحة الفلسطينيين أم أنها كانت مخيبة آلمالهم وإذا كانت كذلك فما هي األسباب وما هو جذر الخلل في البداية إن مقاربة أو محاكمة الربيع العربي إنطالقا من فلسطين ال يعني النرجسية أو اإلنغالق الفلسطيني على ال ذات وإنما يعني في العمق إعادة وع ي طبيعة التحديات والتناقضات االجتماعية والسياسية واالقتصادية والثقافية التي تواجهها الشعوب العربية باعتبارها شرط ا للنهوض ومغادرة دوائ ر التخلف والفشل واإلح ب اط على المستويات المختلفة فالقضية الفلسطينية هي قضية العرب بامتياز والمشروع الصهيوني منذ اللحظة األولى هو مكون عضوي في المشروع االستعماري الذي تبلور قبيل الحرب العالمية األولى واتخذ مالمحه الواضحة في إطار الحاضنة االستعمارية آنذاك بريطانيا وفرنسا وهو ما وجد ترجماته عمليا في اتفاقيات سايكس - بيكو عام 1916 والحقا وعد بلفور ومن ثم اإلنتداب البريطاني على فلسطين وصوال إلى فرض المشروع بقوة السالح عام 1948 وإقامة دولة إسرائيل التي ال تزال تقوم بدورها ووظيفتها االستعمارية في قلب العالم العربي بدعم واحتضان الدول اإلمبريالية بقيادة الواليات المتحدة. إذن حالة االنحباس والتخلف التي تعيشها الدول العربية وإخفاقها على صعيد التنمية الشاملة والدائمة واستالبها وتبعيتها ل دوائ ر ال ق رار االستعمارية وتخلف أنظمتها السياسية وفقدان دولها القطرية لمعنى السيادة الوطنية بمكوناتها المختلفة وحالة االستالب الثقافي التي تعيشها أمام الهيمنة الثقافية االستعمارية مرورا بتدمير وتشويه مفهوم المواطنة والكرامة الوطنية بما في ذلك افتقاد المواطن العربي للحد األدنى من الحرية والحقوق المدنية وتحويل وظيفة الدولة من دولة وطنية إلى دولة األسر الحاكمة واستباحة ث روات األم ة العربية الطبيعية والبشرية واإلمعان في تمزيق وتشويه الوعي القومي عبر تدمير النسيج االجتماعي العربي وإغراقه في وحول الطائفية والمذهبية والتخلف الفكري كل ذلك يجعل من مجابهة المشروع الصهيوني شأنا عربيا بامتياز. بدون وعي هذه المهمة يستحيل الحديث عن نهوض أو ربيع عربي حقيقي ذل ك ألن أح د ركائز التغيير السياسي واالجتماعي الجذري يتمثل في مجابهة سياسات التبعية والتدخالت الخارجية التي تحاول السيطرة على عملية التحول وإبقائها تحت سقف وش روط الهيمنة االستعمارية بشروطها السياسية واالقتصادية والعسكرية والثقافية. إذن قضية الشعب الفلسطيني ه ي قضية عربية داخلية من ال درج ة األول ى وبالتالي ال يمكن عزلها موضوعيا عن التحديات المختلفة التي تواجهها الشعوب العربية في سياق محاوالتها للنهوض والتغيير الشامل. هذا الواقع يفرض مقاربة ما يجري في العالم العربي من منظور أبعاده المتنوعة من جانب وأيضا إنعكاساته وتشابكه مع القضية الفلسطينية من جانب آخر وعليه ف إن الحكم على م دى عمق وجدية وج دوى التغيير في المجتمعات العربية يرتبط بتفاعل وتكامل ثالثة محددات أساسية: األول: تأمين حقوق المواطنين األساسية في كل دولة من الدول العربية وهذا يشمل الحريات الفردية والجماعية والحريات السياسية وحرية التعبير واحترام التنوع وحرية المعتقد وفصل السلطات كما يشمل تكافؤ الفرص وتلبية الحقوق األساسية للمواطنين على صعد التعليم والعمل والصحة بما في ذلك حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين في مختلف المجاالت واحترام حقوق الطفل والبيئة أي بكلمة كل ما تنص عليه معاهدات واتفاقيات حقوق اإلنسان في كافة المجاالت وهنا تلتقي المجتمعات العربية مع غيرها من األمم والمجتمعات والشعوب من حيث ضرورة تأمين تلك الحقوق والنضال لتطويرها وفق طاقات وإمكانات المجتمع المحدد. غير أن تأمين هذه الحقوق والحاجات الضرورية يعني توفير ال ش روط ال الزم ة للنهضة السياسية واالقتصادية والثقافية في داخل المجتمع وهذا مشروط بتوفر الحرية السياسية واالجتماعية بهدف امتالك الحرية في تحديد أولويات المجتمع المعني في مختلف المجاالت بمعنى أن تأمين الحقوق االقتصادية يتطلب القدرة على تحديد إطار ومضمون العملية التنموية التي تستجيب لتطلعات المجتمع وأيضا القدرة على االستفادة القصوى من الثروات الطبيعية والبشرية الموجودة إذن نحن أمام عملية معقدة ومتداخلة ومن يعتقد أن تحقيق الحرية والديمقراطية وحقوق اإلنسان هو مجرد نقاش نظري ومجموعة إج راءات سطحية أو انتقائية إنما يؤسس لعملية مشوهة مما يفقد تلك العملية البنيوية أساسها وشروطها االجتماعية والمادية وبالتالي يفقدها مرجعيتها األصيلة أي الواقع االجتماعي بمكوناته المتنوعة. إدراك هذه النقطة تحديدا أمر في غاية األهمية ألن وعيها بصورة عميقة يقطع الطريق على محاوالت فرض الديمقراطية أو الحرية من الخارج كما يؤشر في كثير من الحاالت إلى السبب وراء إخفاق تصدير الديمقراطية والحرية عبر التدخالت الخارجية وإلى إخفاق عملية فرض نماذج تنموية على العالم الثالث عموما وفي الواقع العربي خصوصا تحت اشتراطات وضغوط البنك الدولي أو التبعية واالعتماد على التمويل الخارجي. إذن عملية الديمقراطية والحرية هما باألصل خيار وفعل اجتماعي سياسي داخلي بامتياز يشتق من ذات المجتمع ويستند إلى تاريخه وثقافته وإمكاناته المادية والبشرية وهي عملية تحتاج أيضا إلى التنظيم وصياغة برامج التغيير ومشاركة أوس ع القطاعات الشعبية لتحقيقها ولكن ما نالحظه في حالة ما يسمى بالربيع العربي هو شراسة وثقل التدخالت الخارجية في الحراك الشعبي بحيث أصبحت عملية التغيير وكأنها مجرد عملية بروباغاندا إعالمية وفرصة لفرض النموذج الغربي للديمقراطية بهدف حماية المصالح الجيوستراتيجية للدول والقوى الخارجية التي تتناقض مع جوهر ومكونات الديمقراطية والحرية وحقوق اإلنسان كما تراها الشعوب العربية لذاتها. هذا هو المحدد األول لمفهوم الحرية والديمقراطية وحقوق اإلنسان غير أن هذا الجانب في الواقع العربي القائم ال يمكن فصله أو تحقيقه بعيدا عن تأمين وتحقيق محدد آخر ال يقل أهمية والذي بدونه يستحيل تحقيق الجانب األول أو على أقل تقدير سيجري تشويهه. ال ث ان ي: تحقيق مبدأ استقالل وس ي ادة الدولة القومية أو الوطنية الدولة القادرة على حماية ذاتها وقرارها المستقل وحماية المصالح والثروات القومية واالستراتيجية العليا واستخدامها لصالح عموم شعبها بما في ذلك ضمان حقوق األجيال القادمة وحماية وحدة الشعب واألرض. الدور الواضح والمستقل للدولة القومية هو شرط ابتدائي لتأمين اإلطار الذي تجري في سياقاته عملية التغيير الديمقراطي فعملية التنمية الشاملة للمجتمع تحتاج لقوة الدولة ومركزيتها عند التخطيط وتحديد األولويات وتنظيم استخدام الموارد المادية والبشرية وضمان سيادة القانون بمعنى أن التغيير الديمقراطي وتلبية حقوق الناس والعدالة االجتماعية والسياسية واالقتصادية يستدعي ترسيخ مفهوم المواطنة وتعزيز المجتمع المدني الذي ينتظم على أساس معادلة الحقوق والواجبات وسيادة القانون في الدولة القومية. يشكل المبدأ المشار إليه عامل اختبار حاسم لجدية ومضامين عملية التغيير الديمقراطي في المجتمعات العربية فالهدف ليس الديمقراطية كعملية إجرائية وشكلية بل الديمقراطية التي تعيد صياغة العالقات في المجتمع بناء على خصوصية الواقع بما يضمن تلبية حقوق المواطنين من جانب ومنع توحش الدولة أو مصادرة دورها لصالح الحاكم أو النظام أو العائلة من جانب آخر من هنا يكتسب التركيز على مفهوم الدولة الوطنية المستقلة ذات السيادة قيمته ذلك أن الوعي العربي ال زال مثقال بكوارث الهيمنة واالستعمار وبالتالي فإن محورا أساسيا من حقوق ومطالب المواطن العربي يتجلى في بناء الدولة القومية والتصدي لسياسات التبعية والهيمنة والتدخالت الخارجية التي تؤكد التجربة التاريخية أنها شكلت أحد العوامل األساسية التي تقف وراء استمرار التخلف وإعادة إنتاجه كما تقف وراء نهب ثروات الشعوب العربية وتعطيل ديناميات التطور الديمقراطي فيها. هذه المسألة تحديدا هي التي شكلت نقطة افتراق الخصوصية السورية عن بقية تجارب ما يسمى دول الربيع العربي حيث ظهر الفارق الجوهري وبوضوح ما بين دور ومواقف وسياسات الدولة الوطنية السورية بديل والرئيس بشار األسد وأدوار وسياسات ال دول األخرى وحكامها )تونس مصر ليبيا واليمن( فتلك الدول وأنظمتها السياسية ورؤساؤها كانت مصنفة كدول تابعة للواليات المتحدة وبالتالي فهي فاقدة للشرعية الوطنية سواء على مستوى السياسة الداخلية أو على مستوى السياسة الخارجية أما في الحالة السورية فبقدر ما أن هناك حاجة للتغيير على مستوى السياسات الداخلية فإن غالبية الشعب السوري تناهض المساس بمكانة ودور ال دول ة الوطنية السورية واستقاللها وسيادتها. هذا الواقع أو التحدي هو الذي وضع ما يسمى الربيع العربي في سوريا أمام مأزق جدي وأسئلة مصيرية يتجه خط سير حسمها في النهاية رغم األثمان الباهظة التي دفعها الشعب السوري من دمائه ومنجزاته لصالح الخيار الحر واألصيل لغالبية شعب سوريا مقابل إنسداد األفق أمام مشاريع ومخططات إسقاط سورية عبر فرض الديمقراطية االستعمارية عليها وتحطيم دورها كدولة مركزية في العالم العربي وفي الشرق األوسط إن لم يكن على المستوى العالمي ذلك أن الكثير من المعادالت والعالقات والخيارات اإلقليمية والدولية قد تغيرت أو أنها في طور التغير منذ اآلن والسبب الرئيس في ذلك هو صمود الحلقة السورية الحديدي أمام محاوالت كسرها وإخضاعها لتلتحق ببقية حلقات الربيع العربي األخرى. الثالث: الموقف من االحتالل اإلسرائيلي والمشروع الصهيوني فالموقف من هذا االحتالل يشكل ثابتا في الوعي العربي الجمعي وعليه فإن جدية أي عملية تغيير في أي دولة عربية والموقف الشعبي منها مشروط بعمق الموقف والممارسة اللذان ستتخذهما القوى التي تقود عملية التغيير في تلك البلدان في مواجهة االحتالل اإلسرائيلي فقضية فلسطين ليست قضية عابرة في الوعي العربي بل هي قضية العرب القومية األولى وهي بمثابة المقدس الذي يعني تجاهله المساس بكرامة المواطن العربي في العمق وبالتالي فإن أي تردد أو غموض تجاه هذه القضية يعني الحكم فورا على عملية التغيير باعتبارها عملية قاصرة ومشوهة بحكم تخليها عن قضية فلسطين والشعب الفلسطيني التي تعتبر بالنسبة لكل مواطن عربي شأنا شخصيا مباشرا. أهمية توضيح الموقف تجاه هذا الموضوع المحوري ال تعود إلى األسباب المعنوية المتعلقة بالكرامة والحقوق القومية العربية فقط أو لمساندة الشعب الفلسطيني في نضاله من أج ل الحرية واالستقالل على أهمية تونس ٢٠١٣ يتبع
11 ا يار ١١ ٢٠١٣ ذلك بل ألن االحتالل اإلسرائيلي شكل على مدار عقود الصراع وال يزال قوة إعاقة في مواجهة أي عملية تغيير ديمقراطي وتقدمي في العالم العربي فالصراع المديد والمتواصل مع المشروع الصهيوني كان بمثابة الثقب األسود الذي يستنزف الثروات والموارد وتبديد فرص التطور ودفع المنطقة باستمرار نحو الحروب بما تحمله من كوارث إنسانية ومادية بهذا المعنى يمكن القول ان االحتالل اإلسرائيلي يتناقض مع مفهوم التنمية والحرية والديمقراطية وحقوق اإلنسان في العالم العربي بصورة حاسمة بل ويلعب دورا مباشرا في استمرار التخلف وتشجيع االنقسامات والتحالف بصورة معلنة أو مضمرة مع أكثر األنظمة العربية رجعية ودكتاتورية. لكل هذا يعتبر النضال ضد االحتالل اإلسرائيلي مكونا أصيال من مكونات النضال من أجل الديمقراطية والحرية وحقوق اإلنسان في العالم العربي عموما وفي فلسطين على وجه الخصوص. استنادا لما تقدم فإن حصر عملية التغيير في الجانب األول من هذا المفهوم فقط أي الديمقراطية بشكلها اإلنتخابي اإلحتفالي وتجاهل أو تهميش المحددين الثاني والثالث أي تحقيق السيادة القومية ومجابهة االحتالل اإلسرائيلي يعني بالضرورة السقوط في وهم الحرية والديمقراطية بحيث يبدو المجتمع وكأنه ديمقراطي ويحتفل بصناديق االقتراع بينما هو في الواقع دولة تابعة وال يملك من الحرية أو الديمقراطية شيئا. انطالقا من هذه المقاربة يمكن وضع اليد على جوهر مأزق أو إشكالية الديمقراطية والحرية وحقوق اإلنسان التي تعاني منها دول الربيع العربي حيث قاد هذا المأزق إلى حالة من الفوضى العارمة حالة من عدم الثقة والشك بالمستقبل ومن جدوى كل هذا الحراك مأزق فتح باب المجتمعات العربية على مصراعيه لمختلف أشكال وأنماط التدخالت الخارجية وهو ما أدى في النهاية إلى حمامات من الدم الثمين الذي ال يزال يسيل حتى اليوم. لهذا ألقت الواليات المتحدة ومعظم دول االتحاد األوروب ي وحلفائهما بكل ثقلهم السياسي واإلعالمي واالستخباراتي واالقتصادي والعسكري بهدف فرض نموذج الديمقراطية اإلستعماري الذي يكرس هيمنة تلك الدول وسيطرتها على الشعوب العربية وثرواتها. هنا يمكن القول أن ما انتهى إليه الحراك الشعبي في هذه ال دول )تونس مصر ليبيا اليمن البحرين( يشير إلى استمرار التناقض واستمرار المأزق حيث ال تزال بنى األنظمة السابقة هي السائدة في الواقع في حين أن الشعوب العربية لم تنتفض في تلك الدول من أجل مجرد االحتفال باالنتخابات إنها انتفضت من أجل حرية وديمقراطية حقيقيتين حيث العدالة واحترام حقوق اإلنسان وتأمين المتطلبات األساسية للمواطن العربي على مختلف الصعد: السياسية واالجتماعية واالقتصادية والثقافية وأيضا لكي تتحرر الدول العربية من التبعية والهيمنة اإلمبريالية وشروط البنك الدولي لتصبح فعال دوال حقيقية مستقلة ذات سيادة وطنية كاملة دوال ق ادرة على مجابهة التدخالت الخارجية وحماية الثروات القومية إلى جانب التصدي لسياسات إسرائيل العدوانية واحتاللها المتواصل للشعب الفلسطيني واألرض الفلسطينية. وبالتالي ما لم يتوفر التناغم بين هذه األبعاد سيستمر التناقض بالدفع نحو تجذير عملية التغيير في المجتمعات العربية حتى تستقيم المعادلة. إنطالقا من هذه الرؤية فإن تحديد موقع ومكانة القضية الفلسطينية في سياق ما يجري في العالم ال ع رب ي يستدعي تحديد مستويات المواجهة اإلستراتيجية الجارية في المنطقة والعالم والتي في ض وء نتائجها ستتخذ معادالت الواقع ومحدداتها شكلها في المستقبل القريب في هذا اإلط ار يمكن لحظ ثالثة مستويات استراتيجية متشابكة ومتداخلة للمجابهة الدائرة في المنطقة العربية في هذه المرحلة: المستوى األول: المجابهة بين قوى المقاومة والممانعة بكل أبعادها السياسية واالقتصادية والثقافية وكلية وجودها االجتماعي من جانب والمشروع الصهيوني بكل أبعاده وأهدافه من جانب آخر. هنا بالتحديد يبذل الحلف األمريكي اإلسرائيلي الرجعي العربي جهودا مركزة بهدف تبريد القضية الفلسطينية ومشاغلة القوى الفلسطينية بالوعود أحيانا وبالضغوط السياسية والمالية والحروب العدوانية في كثير من األحيان وذلك بانتظار نتائج المواجهة في سورية التي في حال أدت إلى إسقاط الدولة الوطنية السورية كما يحلم الحلف المعادي سيجري عندها التحرك لتصفية القضية الفلسطينية بضربة نهائية وفق الشروط اإلسرائيلية بكل ما يترتب على ذلك من تصفية للحقوق الوطنية الفلسطينية وف ي مقدمتها ح ق ال ع ودة لالجئين الفلسطينيين. وفي هذا السياق أيضا تأتي محاوالت جذب حركة حماس وإبعادها عن محور المقاومة التقليدي في المنطقة ودفعها لإلصطفاف مع المحور القطري التركي اإلخواني بكل ما يترتب على ذلك من تبدل في المواقف والمواقع تجاه أولويات القضية الفلسطينية والمجابهات الكبرى في المنطقة وفي اإلطار ذاته تأتي المصالحة التركية اإلسرائيلية برعاية أمريكية تحت عنوان توحيد الجهود لمواجهة استحقاقات الصراع الدائر في سورية وفق األجندة واألولويات األمريكية. نتائج الصراع على هذا المستوى ستقرر مستقبل وم ص ي ر القضية الفلسطينية ف إم ا أن يتقدم محور المقاومة والممانعة وبهذا تتخطى القضية الفلسطينية المأزق ال ذي ترتب على مشروع أوسلو باعتباره مشروع االنحطاط العربي وانكفاء المقاومة األمر الذي يعني استعادة المبادرة والحفاظ على الحقوق والثوابت الفلسطينية ودح ر المشروع الصهيوني بالمعنى االستراتيجي تمهيدا لهزيمته وإما أن ينكفئ محور المقاومة األم ر ال ذي يعني انتصار المشروع الصهيوني وشطب القضية والحقوق الفلسطينية. المستوى الثاني: المجابهة ببعدها العالمي بين المحور اإلستعماري األمريكي األوروب ي ال ذي يستهدف الهيمنة على المنطقة مدعوما بقوى الرجعية العربية وتركيا كرأس حربة تنفيذية يواجهه المحور الروسي الصيني المدعوم من القوى الدولية الصاعدة في العالم مثل إيران ودول بريكس ومعظم دول أمريكا الالتينية. تجري مجابهة هذا االستحقاق عبر محاوالت فرض إستراتيجية الحلف األمريكي اإلسرائيلي - الرجعي العربي واإلقليمي التي تقوم على أن األول وي ة في المنطقة هي مواجهة التهديد النووي اإليراني وفي هذا السياق يأتي تظهير الصراع الطائفي والمذهبي بتمظهره السني الشيعي ليتقدم على الصراع مع المشروع الصهيوني بكل ما يرافق ذلك من تشويه للتناقضات وبناء للتحالفات لمواجهة محور المقاومة والممانعة في المنطقة ومن يدعمه من قوى سياسية وثقافية وإجتماعية إقليميا وعالميا. والمؤشر الواضح على هذه المعادلة هو التقارب والتقاطع بين الواليات المتحدة وق وى اإلس الم السياسي التي وصلت إلى السلطة في كل من تونس ومصر وليبيا من خالل التأكيد على اإللتزام بمعاهدة كامب ديفيد ومواجهة أي تهديد قد يضر بالسالم مع دولة االحتالل إضافة إلى اإللتزام بمواصلة تزويد إسرائيل بالغاز المصري. هذا المستوى من المجابهة سيحدد معالم التوازنات الدولية الجديدة بمعنى توفر الفرصة الستعادة التوازن وكسر حلقة الهيمنة األمريكية واستعادة الدور الروسي- الصيني الوازن بكل ما يترتب على ذلك من إعادة صياغة للعالقات الدولية بما في ذل ك دور مؤسسات األمم المتحدة التي بدت عاجزة ومصادرة من قبل الواليات المتحدة وحلفائها في العقدين الماضيين أو أن الواليات المتحدة ستنجح من جديد في فرض الهيمنة السياسية واإلقتصادية على األنظمة الجديدة في دول»الربيع العربي«وكسر الحلقة السورية األم ر ال ذي سيعني إعادة ترتيب المنطقة وفق مصالحها واستراتيجياتها. المستوى الثالث: المجابهة على المستوى السياسي االجتماعي الثقافي بين مشروع القوى الدينية الرجعية والسلفية بمختلف تشابكاته وحوامله االجتماعية وال م ش روع ال ق وم ي ال ع روب ي التقدمي العلماني الديمقراطي بكل تشابكاته وحوامله االجتماعية. في هذا السياق يتجلى انكشاف سقف وطبيعة التغيير الذي مثلته تجربة اإلخوان المسلمين في مصر وتونس بصورة رئيسية: التقارب مع الحلف الرجعي القطري- السعودي التنسيق والتقارب مع الواليات المتحدة والدول الغربية اإللتزام بالمعاهدات مع إسرائيل وتمرير سياسة وثقافة التطبيع معها واألهم تحول األنظمة الصاعدة إلى قوة لجم للمقاومة الفلسطينية وتطمين إسرائيل التحالف مع حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا على حساب المصالح العربية المشاركة في الحرب اإلستعمارية واإلرهابية الكونية التي تستهدف إسقاط الدولة الوطنية السورية. أما على المستوى االقتصادي: فإن واقع تجربة اإلخوان يشير إلى استمرار ربط اإلقتصاد المصري بشروط البنك الدولي والخضوع لشروط الهبات القطرية. وعلى الصعيد اإلجتماعي اتجهت تجربة اإلخوان إلى تشديد قبضتهم وهيمنتهم على مفاصل الدولة والمجتمع في عملية تؤشر إلى حالة من اإلرت داد اإلجتماعي بما يمس أساسيات الحقوق المدنية واإلجتماعية والحريات الفردية والجماعية. نتائج المجابهة على هذا المستوى ستحدد مضمون عملية التغيير في المنطقة وفي المجتمعات العربية على أكثر من صعيد فإما أن تتجه عملية التغيير نحو حالة من التراجع مما يقود إلى قيام نظم رجعية جديدة تحكم باسم الدين أو قيام أنظمة تابعة وخاضعة إلرادة الدول اإلستعمارية األمر الذي سيضع حدا حاسما لعملية التغيير الديمقراطي بمضامينها وتجلياتها القومية التقدمية وبهذا يكون الحلف اإلستعماري الرجعي قد تمكن من احتواء حالة الحراك العربي وإعادة ترميم المشروع الديمقراطي اإلستعماري الغربي من جديد بعد أن بدأ يتفكك مع بداية التحول في تونس ومصر وإما أن يشكل نموذج التغيير والصمود الوطني في سوريا قوة دافعة جديدة مما يمهد إلطالق عملية تحول ديمقراطي إجتماعي سياسي أصيلة في المجتمعات العربية إلى جانب استعادة اإلمساك بزمام المبادرة في التغيير من قبل القوى السياسية واإلجتماعية القومية والتقدمية في مصر وتونس وغيرهما من الدول العربية بما يعنيه هذا الخيار من إتساع األفق لخروج األمة العربية من حالة التبعية والتمزق لكي تأخذ مكانتها الالئقة على المستوى العالمي. في إطار هذه التفاعالت والمواجهات الكبرى يقف الشعب الفلسطيني أم ام أسئلة حاسمة وأساسية لقد تأمل الفلسطينيون أن تشكل حالة الحراك في المجتمعات العربية فرصة إلع ادة االعتبار للقضية الفلسطينية على المستوى العربي بما يعنيه ذلك من إعادة بناء الحاضنة القومية التي افتقدها الشعب الفلسطيني طويال في السنوات الماضية ولهذا كان الشعب الفلسطيني في حالة نشوة سياسية ومعنوية وه و يتابع حالة النهوض العربي في مصر وتونس وغيرهما لكنه شيئا فشيئا بدأ يشعر بحالة من اإلحباط وهو يرى ح دود ومستوى عملية التغيير تسير نحو تكريس ما هو قائم عربيا وصوال إلى فقدان الثقة في ضوء ترنح تجربة اإلس الم السياسي وتموضعها في سياقات الحلف األمريكي. غير أن الرهان الفلسطيني القائم على انتظار ما ستأتي به رياح الحراك في العالم العربي ال يعفي القوى السياسية الفلسطينية من مهمة إعادة تقييم المرحلة السابقة والواقع الناشئ وقراءة التحوالت الجارية بهدف إعادة بناء اإلستراتيجية الوطنية واالنتقال بالقضية الفلسطينية ونضاالت الشعب الفلسطيني من موقع اإلنتظار السلبي أو حالة االنفعال إلى موقع المبادرة الفاعلة. التصدي لهذا التحدي أو اإلستحقاق الهام ليس ترفا وإنما إستجابة موضوعية لحالة الوعي والفعل المتصاعد الذي يعكس فاعلية الشارع الفلسطيني تجاه ما يجري في المحيط العربي حيث يالحظ وبوضوح تغير في مواقف الشارع الفلسطيني وخاصة تجاه ما يجري في سورية حيث انتقل من حالة اإلنتظار أو التعاطف مع بدايات الحراك الشعبي فيها نحو التعاطف مع مواقف الدولة الوطنية السورية في سياق مواجهتها للعصابات اإلره اب ي ة والحلف األمريكي الغربي اإلسرائيلي الخليجي الرجعي الذي يدعمها. حيث بات واضحا وبديهيا في وعي الشعب الفلسطيني الجمعي أن انتصار هذا الحلف سيعني االنقضاض على القضية الفلسطينية تمهيدا لتصفيتها. ف ي ض وء ه ذا ال واق ع ب ات ت ال ق وى السياسية الفلسطينية والقوى الفاعلة في المجتمع الفلسطيني في الوطن والشتات أمام استحقاقات حاسمة ال تفيد معها سياسة النأي بالنفس أو االستمرار في دائرة المواقف الضبابية أو التمترس في المساحات الرمادية فحالة اإلنحباس التي يعيشها الوضع الفلسطيني تعكس اإلخفاق اإلستراتيجي في إدارة الصراع مع المشروع الصهيوني وأهم دروس العقدين األخيرين تمثل في فشل استرتيجية الحل السياسي التي كانت تستند إلى الرهان على حسن نية الراعي األمريكي والحوار مع اإلحتالل دون اإلستناد إلى موازين قوى تبرر هذا الخيار. لقد كشفت تجربة أوسلو اإلخ ت الالت الكبرى في الممارسة السياسية الفلسطينية سياسيا وإجتماعيا وإقتصاديا ولهذا فإن المهمة المباشرة للقوى السياسية الفلسطينية بكافة مكوناتها وأطيافها تتمثل في إعادة بناء اإلستراتيجية الوطنية إنطالقا من استعادة التوازن بين مهام التحرر الوطني والبناء الديمقراطي وهذا يشمل إع ادة تموضع الحركة التحررية الفلسطينية في إطار محور المقاومة والممانعة العربي اإلقليمي الدولي بكل ما يترتب على ذلك من خيارات سياسية ونضالية. في سياق هذه العملية الحيوية تستعيد القضية الفلسطينية مكانتها في الوعي الجمعي العربي كمقدمة الستعادة مكانتها السياسية واإلجتماعية والثقافية عند القوى السياسية العربية الفاعلة في هذه المرحلة. وبهذا تتخطى القضية الفلسطينية مصيدة»تحرير«العرب من فلسطين التي تم تمريرها في مرحلة الهبوط واإلنحطاط العربي التي ساعدت عليها المقاربة الخاطئة لشعار»القرار الوطني الفلسطيني المستقل«ذل ك الشعار ال ذي ك ان الهدف الحقيقي من ورائ ه التأكيد على الهوية الوطنية الفلسطينية في مواجهة السياسات والمشاريع الصهيونية ولم يكن المقصود به بأي حال من األحوال عزل القضية الفلسطينية عن حاضنتها ومحيطها العربي. خالصة القول: إن أي حديث عن ربيع عربي ال تصل نتائجه إلى شعب فلسطين وال يزهر في فلسطين هو ربيع كاذب وال معنى له. * نصار ابراهيم: كاتب فلسطيني مدير مركز المعلومات البديلة ومنسق مبادرة الدفاع عن األراضي المحتلة في فلسطين والجوالن.OPGAI handala.org
12 12 أيار 2013 عناصر اإلستراتيجية الفلسطينية المطلوبة اليوم حقوق غير منقوصة قيادة عصرية وثورية مقاومة شعبية فعالة وحركة تضامن دولية مؤثرة بقلم : عمر البرغوثي * «ع ن دم ا ي ك ون ل دي أس ب وع واح د م ن أج ل حل مشكلة تبدو مستحيلة أقضي ستة أي ام ف ي تحديد (ألبرت أينشتاين) واضحا. المشكلة. ثم يصبح الحل ما فائدة الركض إن لم تكن على الطريق الصحيح (مثل شعبي ألماني) اإلدراك قوي والبصر ضعيف. في اإلستراتيجية من المهم أن نرى األشياء البعيدة كما لو كانت قريبة وأن نلقي نظرة أبعد على األشياء القريبة. مياموتو موساشي (محارب أسطوري ياباني ) إذا تبنينا تعريف اإلستراتيجية السياسية على أنها خطة العمل الضرورية للوصول إلى تحقيق الرؤية ضمن تحليل شمولي للسياق السياسي المشاكل والحلول القوى الحليفة وتلك المعادية التكتيكات الخطة الزمنية والموارد وإمكانات التغيير في السياق عربية لمواجهة المرحلة الحالية المتقدمة للمشروع االستعماري االستيطاني الصهيوني لفلسطين ودور 1 هذا المشروع في كبح إمكانيات تحقيق وحدة عربية ال بد أن تنطلق ال من تحليل األهداف والرؤية العربية خاصة الفلسطينية وحسب بل أيض ا من دراس ة اإلستراتيجية المتبعة من جهة إسرائيل وحلفائها ومدى النجاح الذي حققوه في خضم التغيير الجذري ال ذي ط رأ على م وازي ن القوى وخ ارط ة التحالفات السياسية خالل العقدين السابقين. ولكن قبل كل ش يء وك ون اإلستراتيجية أداة للوصول إلى الهدف ال بد من طرح أهداف النضال الوطني الفلسطيني ونقاش ما إذا كان هناك إجماع عليها أو ما يقاربه. لقد تغيرت هذه األه داف كما عبرت عنها القيادة السياسية المتنفذة لمنظمة التحرير الفلسطينية م. ت. ف تدريجي ا منذ انطالقة الثورة الفلسطينية المعاصرة على عدة مراحل. فمن تحرير كامل التراب الوطني إلى دولة ديمقراطية علمانية على كامل ال ت راب إل ى الحل «المرحلي» الذي يدعو إلى تأسيس سلطة فلسطينية على أي شبر يتحرر من أرض فلسطين إل ى إقامة الدولة الفلسطينية على حدود األراضي المحتلة عام 1967 والقدس الشرقية عاصمتها مع تأكيد حق العودة لالجئين إلى دولتين لشعبين مع تبادل أراض لضمان احتفاظ إسرائيل بكل «الكتل االستيطانية» ومعظم القدس الشرقية معها وأهم األراضي الزراعية وموارد المياه إلى التلميح بإمكانية التنازل عن حق العودة من خالل تبني صيغة «العودة إلى أي مكان في الوطن» كما كشفت األوراق السرية للـ»مفاوضات» مما يؤشر للعودة إلى الضفة وغزة فقط وصوال إلى إبداء البعض استعداد ا لالعتراف بإسرائيل كدولة يهودية أي لنسف المشروع الوطني الفلسطيني برمته. سيحاول هذا المقال المساهمة في التفكير النقدي لمالمح هذه االستراتيجية من خالل تركيز الضوء على بعض العناصر التي يجب أن تشكل األرضية المشتركة أله داف النضال الفلسطيني وتحليل بعض توجهات اإلستراتيجية اإلسرائيلية وبعض سبل التصدي لها. ال يدعي المقال طرح إستراتيجية بديلة متكاملة إذ أن األخيرة تتطلب جهودا جماعية نقدية جبارة ومثابرة. طاقم الموظفين والعاملين في جامعة متشيغن أمريكا.٢٠١٢ أهداف النضال الوطني الفلسطيني رغ م غ ي اب االت ف اق ب ي ن األح زاب السياسية الفلسطينية األساسية حول أهداف النضال الوطني الفلسطيني إال أن بعض الحقوق ربما ت عد القاسم المشترك األدن ى ف ي أوس اط الشعب الفلسطيني وأهمها : حق تقرير المصير حق ع ودة الالجئين إلى ديارهم التي شردوا منها خالل النكبة وبعدها والحق في التحرر الوطني من االحتالل العسكري عادة يشار لألراضي المحتلة عام 1967 في هذا السياق وكلها حقوق كفلها القانون الدولي. إن كان صحيح ا أن القانون الدولي قد صاغته الدول المهيمنة لتنظيم عالقاتها وإنه ال يضمن بحد ذاته احترام حقوقنا أو إرجاعها إال أنه بالتأكيد أفضل من قانون الغاب أخالقي ا وسياسي ا. فاألخير يعطي الدول األقوى حق التحكم في مصائرنا ونهب ثرواتنا بينما يعطي األول أرضية نظرية وأخالقية على األقل للدفاع عن حقوقنا إن استطعنا تملك عناصر القوة واإلرادة لتطبيقه وإلزام اآلخرين باحترامه. أما الجزء من شعبنا ال ذي تمكن من الصمود في أرضه خالل النكبة والذي يحمل الجنسية اإلسرائيلية فلسطينيو أراضي 48 وي عد اليوم ما نسبته %12 من مجموع الشعب الفلسطيني 2 فقد أسقطت حقوقه ودوره في تقرير المصير من برامج م. ت. ف وكل فصائل العمل الوطني واإلسالمي تقريب ا قبل حقبة أوسلو وخاللها وكأن الصف القيادي الفلسطيني بات مدجن ا لدرجة قبول سلخ فلسطينيي 48 عن نسيج الشعب الفلسطيني وترك حقوقهم بيد دولة إسرائيل وكأنها شأن داخلي لها. عدا عن اإلجحاف التاريخي والتنازل السياسي الذي ال يغتفر في هذا السلخ فإنه ينم عن قصر نظر كبير إذ أن عدم إدراك الدور النضالي الحالي وعدم تقدير اإلمكانيات النضالية الكامنة لشعبنا في أراضي 48 في معركة تقرير المصير وهزيمة المشروع الصهيوني يحرمان شعبنا من ذخر استراتيجي. إذن في الحد األدنى ال بد من اإلصرار على الحقوق الفردية والجماعية لشعبنا في أراضي 48 بما يتضمن الحق في التخلص من نظام األبارتهايد الصهيوني هناك أي في التخلص من البنى والقوانين والسياسات العنصرية التي يقوم عليها نظام االضطهاد والعنصرية اإلسرائيلي كما سبق لشعب جنوب أفريقيا أن تخلص من نظام األبارتهايد. وهذا أيض ا كفله القانون الدولي. المؤسسة لحركة كثيرون يصرون على األه داف التحرر الوطني الفلسطيني أي تحرير كامل التراب الوطني ويرون في تقسيم الحقوق حسب مواقع نضال شعبنا المجزأ والمشرذم يضعف نضالنا المشترك ويعد تنازال للمشروع الصهيوني. كما يذهب البعض إلى ادعاء أن كل التوجه القائم على الحقوق والقانون الدولي ال على التحرير الكامل من خالل شكل وحيد للكفاح هو إصالحي متهادن مع الصهيونية. ولكن ما المعنى العملي لـ»تحرير كامل التراب» اليوم في ظل إجماع القوى الوطنية واإلسالمية الفلسطينية والغالبية الساحقة من دول العالم تقريب ا على الرضوخ إلمالءات الغرب وإسرائيل والقبول بأقل من ربع الوطن الفلسطيني مع إهمال حقوق فلسطينيي 48 بالكامل واالستعداد للتعاطي مع حلول ظالمة لقضية الالجئين وهي جوهر القضية الفلسطينية وما هو دور كل الشعب عدا عن النخبة النضالية القادرة على ممارسة الكفاح المسلح في هذه المقاومة وهل تقوم هذه المواقف على دراسة الواقع وفهم استراتيجي لكيف ننتقل من هنا إلى هناك إلى حقوقنا غير المجتزأة فمن السهل أن يرفع أي منا شعار ا عالي ا ولكن األهم هو : كيف نحققه إن العدمية السياسية أي رف ع شعار غير قابل محفز على النضال الفعال على األرض للتحقيق وغير هي الوجه اآلخ ر لما يسمى بـ»الواقعية السياسية» المجردة من الرؤية والمبدئية فهما يصبان في نفس خانة تكريس حالة اليأس والتقليل من الدور النضالي bdscampaign. org للشعوب العربية ودور حركة التضامن الدولي كركيزة رئيسية للنضال بل والتخلي عن المقاومة الممكنة والمتطورة انتظار ا للف رج من السماء.. أو من واشنطن. إن أس اس أي استراتيجية هو خطة العمل التي تنبع من الطموح والحلم والرؤية وتدرس الواقع بعمق دون إسقاط التمنيات ودون التسليم به كقدر فتطرح آليات عمل للمقاومة بمفهومها األوس ع والتحالفات والتضامن الدولي لتغيير هذا الواقع وصوال إلى تحقيق الطموح والحقوق الوطنية. إن إسقاط األهداف األساسية لنضالنا الوطني تحت شعار الواقعية هو خيانة لنضالنا ولتضحيات شعبنا وأمتنا لعقود طويلة كما إن اإلصرار على رفع شعارات ال يستطيع من يرفعها مجرد تخيل كيفية وض ع خطة عمل لتحقيقها هو بيع لألوهام وإجهاض للمقاومة الواقعية والطموحة على األرض ولحركة التضامن الدولي وحركة المقاطعة في صميمها التي كانت من الركائز األربعة التي أدت إلى إنهاء نظام األبارتهايد في جنوب أفريقيا. وكوننا في وضع مقاومة لنظام االضطهاد اإلسرائيلي المركب فال بد من فحص التوجهات اإلستراتيجية لهذا النظام لتطوير استراتيجيتنا في مواجهته. االستراتيجية اإلسرائيلية ومالمح مواجهتها خالل عقدين منذ توقيع اتفاقية أوسلو بين قيادة م. ت. ف والحكومة اإلسرائيلية عملت إسرائيل بنجاح نسبي وأك ث ر م ن أي وق ت مضى على تحقيق عدة اختراقات إستراتيجية كادت تجهض الصراع العربي - الصهيوني أهمها : عزل القضية الفلسطينية عن عمقها العربي تحويل جزء من الطبقة السياسية الفلسطينية من مختلف الفصائل ومن المستقلين إلى شريك متواطئ - س واء أدرك ذلك أم لم يدركه - في إدارة يتبع
13 ا يار ١٣ ٢٠١٣ األزم ة والتغطية على استمرار مخطط االستعمار االستيطاني واإلحاللي الصهيوني للوطن الفلسطيني مقابل مصالح ضيقة سلخ فلسطينيي 48 عن بقية الشعب الفلسطيني والتهميش المتصاعد لفلسطينيي الشتات في األطر القيادية والتمثيلية للشعب وفي التمثيل الفلسطيني الرسمي في األم م المتحدة وحتى في التعريف المقبول و المعتدل للشعب الفلسطيني كسر طوق المقاطعة العربية ومن قبل دول عدم االنحياز وبدء مسيرة تطبيع العالقات اإلسرائيلية مع دول الجنوب دخوال من الباب الفلسطيني والعربي استغالل هيمنة القطب األوح د األمريكي لبسط نفوذ غير مسبوق على السياسة األوروبية ولتحويل األمم المتحدة وأجهزتها إلى شاهد زور في أحسن األحوال إضعاف كل أشكال التضامن الفعال مع حقوق الشعب الفلسطيني تحت شعار: ال تكونوا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم!. إن استراتيجيتنا إذن ال بد أن تعيد االعتبار لوحدة شعبنا كل شعبنا وضرورة تمثيله في األطر التي تدعي تمثيل الشعب وأن تؤكد على حقوقنا غير القابلة للتصرف وأن تعيد الل حمة مع عمقنا العربي وتفعيل دور الشعوب العربية في التصدي إلسرائيل ومخططاتها واحتالالتها وعدوانها المتكرر وأن تصعد المشاركة الشعبية الواسعة في المقاومة وتطوير حركة مقاطعة إسرائيل ومؤسساتها والشركات المتواطئة في جرائمها محليا وعربيا ودولي ا بما يكفل كسب غالبية الرأي العام العالمي وكسر التواطؤ الفلسطيني والعربي والدولي في انتهاكات إسرائيل لحقوق شعبنا. إن استمرار تقي د المسؤولين الفلسطينيين باتفاقية أوسلو وتوابعها بالذات التنسيق األمني واتفاقية باريس التي تكرس التبعية االقتصادية من طرف واحد رغم كل انتهاكات إسرائيل المتتالية والجسيمة واس ت م رار سياستهم المتناغمة م ع عقلية أوسلو و المفاوضات األزلية العقيمة والشراكة مع إسرائيل بدال من مواجهتها هي جوهر أزمتنا السياسية اليوم كشعب وأمة والتخلص منها هو مفتاح الحل. فالموقف الرسمي الفلسطيني وتماهيه مع اإلمالءات اإلسرائيلية-األمريكية-األوروبية هو الذي يتيح المجال واسع ا للنظام الرسمي العربي للتنازل عن حقوقنا ومد جسور التطبيع الدبلوماسي واالقتصادي والسياسي واألمني مع دولة االحتالل. وهو الذي يسمح لتراخي المواقف الرسمية األوروبية ويعزز تواطئها المشين في اإلستراتيجية اإلسرائيلية. وهو الذي يسمح بفتح دول الجنوب أمام اتفاقيات التجارة الحرة مع إسرائيل والتعاون الدولي معها في كافة المجاالت بالذات األمنية والعسكرية. وهو الذي يضعف حركة التضامن الدولية والتي غالب ا ما تصطدم ال بلوبي صهيوني منظم وفعال فقط بل ببعثات دبلوماسية فلسطينية متفرجة وكأنها الصليب األحمر أو حتى متواطئة في خفض سقف المطالب المرفوعة من قبل حركات التضامن. وف ي ظل غياب المحاسبة والمساءلة في األطر السياسية الفلسطينية وشلل العملية الديمقراطية والتمثيلية في م.ت.ف ال بديل عن إع ادة تشكيل م.ت.ف من األسفل إلى األعلى أي عبر إعادة بناء قاعدة شعبية في كافة القطاعات في الوطن والشتات مع ترسيخ تقاليد الديمقراطية والتعددية السياسية وآليات المحاسبة وعلى قاعدة حقوق شعبنا األساسية وأهمها حق العودة إلى الديار. بدون تشكيل قيادة فلسطينية عصرية تمثل كل الشعب وتجمع بين المبدئية والقدرات السياسية والدبلوماسية وتقود مقاومة االحتالل واألبارتهايد اإلسرائيلي ال يمكننا االنتقال من المقاومة السلبية إلى أخذ زمام المبادرة وبداية حصار المشروع الصهيوني بجوانبه المختلفة: االستيطان االستعماري التطهير العرقي األبارتهايد ومنع الالجئين من العودة. الربيع العربي وفلسطين مع كل ما يواجهها من ث ورات مضادة وخيانات وفوضى وضياع البوصلة أحيان ا فإن الثورات الشعبية في عدة دول عربية تبشر بالخير في سيرورة تحر ر الشعوب العربية من األنظمة الدكتاتورية ومن نظام التبعية ومن الظلم االجتماعي واالقتصادي وغياب التنمية ومن هيمنة القوى الظالمية التي تطمح في إعادة إنتاج االستبداد»العلماني«مع إضافة القمع االجتماعي والثقافي إليه. كما إنها بالضرورة تبشر بالخير في مسعى إعادة القضية الفلسطينية إلى سياقها العربي كأساس الستكمال التحرر في كل الدول العربية. فالشعوب العربية وهي متعددة القوميات واألديان والثقافات بغالبيتها الساحقة تقف بالسليقة مع حقوق الشعب الفلسطيني وت درك خطر إسرائيل كدولة استعمارية عدوانية عليها وعلى مستقبلها ولكن توظيف األنظمة القمعية لقضية فلسطين كغطاء لطغيانها مع انتشار اإلع الم األصفر الممول من السعودية واإلمارات العربية المتحدة وقطر وكلها تمثل المصالح األمريكية في المنطقة فاقم من شعور الكثيرين بأن تحررهم والعدالة االجتماعية في بلدانهم تتعارض مع دعم نضال الشعب الفلسطيني. ال بد هنا مع تغيير القيادة الفلسطينية لتصبح أكثر تمثيال ومبدئية وذكاء التوجه إلى الشعوب العربية وحركاتها الواسعة إلع ادة وصل نضالنا بنضاالتها فنحن ضد كل اضطهاد ونرى في الثورات الشعبية التي تجتاح منطقتنا العربية ال ربيع ا عربي ا بالمفهوم اإلثني أو القومي بل ربيع ا ضد كل ظلم وتمييز عنصري وقمع ومن أجل الحرية والكرامة والمساواة بين الجميع في هذه المنطقة دون تمييز حسب اللون أو الجنس أو العرق أو اإلثنية أو الدين. يجب أن يصاحب كل ارتفاع لمنسوب العدالة االجتماعية والحريات في الدول العربية تطور في دعم الشعوب العربية للمقاومة الفلسطينية ولعزل إسرائيل دولي ا. إن التحرك في هذين الخطين بشكل متزامن وعضوي هو الذي يضمن انعتاق الشعوب العربية من الطغيان والتبعية ويبعث األمل في تطور أمة عربية عصرية متقدمة تقوم على العدالة والحرية والديمقراطية بمفهومها األشمل. إعادة االعتبار لحقوق الشعب الفلسطيني بكل أجزائه: حركة مقاطعة إسرائيل وسحب االستثمارات منها وفرض العقوبات عليها كمثال لقد هيأ نداء مقاطعة إسرائيل وسحب االستثمارات منها وفرض العقوبات عليها )BDS( الصادر عن الغالبية الساحقة من المجتمع الفلسطيني في 2005 األرضية لتجاوز السياسة الفلسطينية الرسمية التي فشلت في حماية األرض الفلسطينية من النهب المستمر وفي حماية اإلنسان الفلسطيني في األراض ي المحتلة عام 67 من جرائم االحتالل والمستعمرين بل والتي اختزلت حقوق الشعب الفلسطيني في تحصيل بانتوستانات خاضعة للسيطرة اإلسرائيلية العامة في بعض األراضي المحتلة. إن جذور حركة المقاطعة ضاربة في عقود من الكفاح الشعبي الفلسطيني منذ بداية االستعمار االستيطاني لفلسطين م رور ا بثورة 1936 ونضال شعبنا في 48 ضد األسرلة وسرقة األرض واالنتفاضة األولى وغيرها. كما إنها تستحضر المبادئ العالمية للحرية والعدالة والمساواة في الحقوق التي رفعتها حركة مناهضة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا وحركة الحقوق المدنية في الواليات المتحدة وغيرهما الكثير. يحدد ن داء المقاطعة الحقوق األساسية الخاصة باألجزاء الرئيسية الثالثة المكونة للشعب األصالني في فلسطين. وعلى أساس القانون الدولي والمبادئ العالمية لحقوق اإلنسان يحث النداء على إتباع أشكال مختلفة من مقاطعة إسرائيل حتى تمتثل امتثاال كامال اللتزاماتها بموجب القانون الدولي عن طريق: إنهاء احتاللها واستعمارها لكل األراضي العربية ]المحتلة عام 1967[ وتفكيك الجدار االع ت راف بالحق األس اس ي ب ال م س اواة الكاملة لمواطنيها العرب الفلسطينيين احترام وحماية ودعم حقوق الالجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم واستعادة ممتلكاتهم كما هو منصوص عليه في قرار األمم المتحدة رقم 194. ي عب ر نداء المقاطعة والذي يحمل توقيع أكثر من 170 منظمة وحزب سياسي واتحاد نقابي وحركة جماهيرية فلسطينية في الوطن والشتات عن التطلعات الجماعية للشعب الفلسطيني من خالل التأكيد على أن تحقيق المطالب األساسية الثالثة التي يدعو لها النداء يشك ل الحد األدنى من متطلبات الشعب الفلسطيني ليتمكن من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير. يتجنب نداء المقاطعة تبني أي صيغة سياسية معينة وإنما ي ص ر على ضرورة أن يشتمل أي حل عادل وقانوني على الحقوق األساسية الثالثة غير القابلة لالختزال الواردة أعاله. وهذا النداء هو بمثابة منبر يوحد الفلسطينيين في كل مكان في مواجهة التفتيت المتسارع ويناشد أصحاب الضمائر الحية حول العالم لتحمل المسؤولية األخالقية في وقف تواطؤ دولهم ومؤسساتهم وشركاتهم في االضطهاد اإلسرائيلي المرك ب لشعبنا. وبهذا تجر حركة المقاطعة إسرائيل وجماعات الضغط التابعة لها ذات القدرات المالية واإلعالمية الهائلة إلى ساحة قتال إن صح التعبير ت حي د فيها قوة إسرائيل العسكرية والنووية وقدراتها المالية بالقوة األخالقية الذي يتسم به النضال الفلسطيني وبالتحالفات العريضة مما يسهم في تعزيز احتماالت االنتصار بشكل حقيقي. لقد قطعت ه ذه الحركة العالمية ذات القيادة الفلسطينية والمنبثقة استجابة للنداء الفلسطيني الداعي للمقاطعة أشواط ا كبيرة على مدى السنوات القليلة الماضية على صعيد الوصول إلى التيار العام ( main- )stream في المجتمع الغربي وليس فقط في مجتمعات الجنوب األكثر تأييد ا لحقوقنا بطبيعة الحال. ومن خالل خطابها القائم على حقوق شعبنا بأجزائه تفضح الحركة بشكل فعال ازدواجية المعايير والمعاملة االستثنائية التي ما فتئت الواليات المتحدة ومعظم الدول الغربية تتبعها بدرجات متفاوتة في تعاملها مع إسرائيل منذ إقامتها من خالل حملة الطرد والتشريد القسري التي فذت بطريقة منهجية ضد الغالبية خ ططت بعناية ون العظمى من الشعب الفلسطيني إبان النكبة في عام المرجعية الفلسطينية الجماعية والمسؤولية الدولية أوجد قيام اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل وسحب االستثمارات منها وفرض العقوبات عليها في عام 2008 مرجعية فلسطينية موحدة وقوة موج هة للحركة العالمية للمقاطعة وسحب االستثمارات وفرض العقوبات. وتضم اللجنة الوطنية للمقاطعة ائتالف ا واسع ا من األح زاب السياسية والنقابات والتحالفات والشبكات الفلسطينية القيادية التي تمثل الشرائح األساسية الثالث المكونة للشعب الفلسطيني وهي شريحة الالجئين الفلسطينيين وشريحة الفلسطينيين القاطنين في الضفة الغربية المحتلة )بما فيها القدس( وقطاع غزة وشريحة فلسطينيي أراضي وكما ه ي ال ح ال ف ي النضال ض د نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا فإن حركات التضامن الحقيقية تعترف وتسترشد بقيادة الم ضط هد 5 من أجل إنهاء االضطهاد فهو ليس بكائن خامد وإنما فاعل راشد يؤكد على تطلعاته وحقوقه واستراتيجيته في سبيل بلوغ تلك التطلعات والحقوق. ي ق وم ن داء ال م ق اط ع ة وس ح ب االس ت ث م ارات وفرض العقوبات على ما أنجزته مبادرات فلسطينية ودولية عديدة تدعو إلى مقاطعة إسرائيل و/أو سحب االستثمارات منها وال سيما تلك المبادرات المنبثقة بعد انعقاد مؤتمر األمم المتحدة لمناهضة العنصرية في ديربان بجنوب أفريقيا في عام وفي حين أن االت ساق األخالقي وااللتزام بحقوق اإلنسان العالمية هما األساسان الجوهريان للحركة العالمية الرامية لمقاطعة إسرائيل ف إن جهود المقاطعة تقوم من الناحية العملية على ثالثة مبادئ أساسية هي: مراعاة الحساسية للسياق وال ت درج واالستدامة. فالحركة تدرك بأن أصحاب الضمائر الحية من األكاديميين/ات والمفكرين/ات والناشطين/ات في مجال حقوق اإلنسان ومنظمات المجتمع المدني في أي بلد هم األعلم بكيفية تطبيق مبادرات المقاطعة وسحب االستثمارات وفرض العقوبات بصورة أكثر فعالية في ظل الظروف الخاصة بهم مع النظر بعين االعتبار إلى واقعهم السياسي والقيود المفروضة عليهم والقدرات التي يمتلكونها. يتحمل المجتمع المدني الغربي مسؤولية استثنائية من أجل محاسبة إسرائيل وفق ا للقانون الدولي نظر ا لمستوى التواطؤ منقطع النظير الذي تمارسه الحكومات الغربية في إدامة نظام القهر االستعماري والعنصري اإلس رائ ي ل ي م ن خ الل م ق دار ال دع م الدبلوماسي واالقتصادي واألكاديمي والثقافي والسياسي الهائل ال ذي تقدمه باسم المواطنين الغربيين وباستخدام األم وال المتأتية مما يدفعونه من ضرائب. فالتواطؤ الكبير يقتضي مسؤولية أخالقية كبيرة. وفي حين أن العديد من األنظمة العربية بما فيها شرائح في السلطة الفلسطينية تتواطأ أيض ا في تنفيذ األجندة اإلسرائيلية األمريكية في المنطقة فإن تأثيرها رغم أنها تفتح الباب للتواطؤ األكبر يقل أهمية إلى حد بعيد عن تأثير الدول الغربية في إدامة نظام القمع اإلسرائيلي 6 ذي األبعاد الثالثة. وإذا ما وضعنا التواطؤ والواجب األخالقي جانب ا فإن مسؤولية تقديم الدعم لحملة مقاطعة إسرائيل وسحب االستثمارات منها وفرض العقوبات عليها والترويج لهذه الحملة تنبع أيض ا من المصلحة المشتركة. ففي حين تمول الواليات المتحدة وغيرها من الدول الغربية حروب إسرائيل التي ال تنتهي ونظامها القائم على الفصل العنصري بمليارات ال دوالرات كل عام ال يزال ماليين األطفال في الغرب يقطنون مساكن غير الئقة ويتلقون رعاية صحية غير كافية أو معدومة وتعليم هزيل في ظل مؤسسة رسمية تحرمهم فعلي ا إذا ما كبروا من المشاركة الفاعلة في العملية السياسية الديمقراطية. إن التحول التقدمي في أولويات الواليات المتحدة واالت ح اد االوروب ي من توجيه ه ذه الموارد البشرية والمادية الوطنية الهائلة الموظفة حالي ا لخدمة الحروب والهيمنة اإلمبريالية على الساحة الدولية إلى االستثمار في الرعاية الصحية الشاملة ومشاريع السكن الكريم وإرساء نظام تعليمي يفضي إلى التطور والتعلم السياقي الناقد وخلق وظائف الئقة وعكس آثار الضرر المدمر الذي لحق بالبيئة ليس بحد ذاته أمر ا حسن ا بالنسبة لشعوب الغرب وحسب وإنما بالنسبة للعالم أيض ا للعراق وأفغانستان وباكستان وأمريكا الالتينية وإفريقيا وبالتأكيد لفلسطين. إن المقاطعة تشكل أحد أشكال النضال الفلسطيني والتضامن العالمي التي تتكامل لتخلق واقع ا جديد ا يميل فيه ميزان القوى لصالح حقوقنا. * لإلطالع على الهوامش الرجاء تصفح الموقع اإللكتروني لمركز بديل: * * عمر البرغوثي: محلل سياسي مستقل وعضو مؤسس في الحملة الفلسطينية للمقاطعة األكاديمية والثقافية إلسرائيل وحركة مقاطعة إسرائيل وسحب االستثمارات منها وفرض العقوبات عليها.)BDS( يعبر هذا المقال عن آرائه الخاصة ال عن آراء ومواقف حركة مقاطعة إسرائيل. وهو من دعاة إقامة دولة ديمقراطية علمانية موحدة على أرض فلسطين التاريخية. ن شرت آراؤه في: اآلداب السفير األخبار األهرام باإلضافة إلى CNN, BBC, New York Daily News
14 شعب وإرادة حق العودة ٢٠١٣ ا يار ١٤ الفلسطينية االقتصادية النخبة و»تأهيل«الكولونيالية العالقات * دعنا سيف بقلم: تخلف ح ال ة غ زة: ق ط اع «ب ع ن وان دراس ة ف ي دراسات قسم في الباحثة روي سارة تجادل اقتصادي«غزة قطاع»إقتصاد أن هارفرد جامعة في األوسط الشرق من معين لمستوى يمكن كيف حول ممتاز نموذج هو 1 إقتصادية.«تنمية أي بدون أو بقليل يتحقق أن اإلزدهار عادة يكون اإلستعمار أن بإختصار يعني اإلستنتاج هذا بالتأكيد الميم(. )بفتح ر المستعم الشعب من لفئة مربح هذه إلى انتهت التي الوحيدة أو األولى روي تكن لم مجرد من أبعد الذهاب بالتأكيد تتطلب التي النتيجة إدراك ومحاولة لتحليل اإلقتصادية للبيانات التوصيف الشعب يخوضه ال ذي الصراع سياق في ذلك معنى الكيان أن المحاولة ه ذه في سأجادل الفلسطيني. أمنية إقتصادية-سياسية- إستراتيجية اتبع الصهيوني النخبة وتأهيل الكولونيالية العالقات سيادة إلى أفضت اإلستعماري بالمشروع مصلحيا وربطها الفلسطينية للنخبة السياسية الخيارات يفسر ما وهو الصهيوني الفلسطينية. النخبة تأهيل والقطاع الضفة في الصهيونية االقتصادية السياسة لتطورين»قادت 2 فرسخ ليلى تشير كما بين اليوم نرى أن يمكن كما ضروريين كانا متناقضين«والتأسيس الفلسطينية االقتصادية النخبة لتأهيل المشروع ف ي النخبة وبين بينها بنيوية لشراكة الدخل تضاعف في تمثل األول التطور الصهيوني. الذي عامي بين المرحلة تلك في الفردي القاعدة تدمير هو والثاني في $1450 لحد وصل وربطها تركيبها إعادة عبر الوطنية المحلية االقتصادية واالعتماد التبعية موقع من الصهيوني باالقتصاد لليد بالنسبة الكيان في العمل باتجاه هجرها وبسبب فكلما ولهذا المال. لرأس بالنسبة الكيان مع أو العاملة )الوطني اإلقتصاد قدرة»كانت يرتفع الفردي الدخل كان قوة استيعاب على والقدرة اإلنتاج على الفلسطيني( مثال الوقت هذا في تتالشى«. التقني والتحديث العمل عامي بين المحلي الناتج من الزراعة حصة هبطت الصناعة تمثل لم حين في %13 إلى %34 من 1993 %8 من أكثر االقتصاد تطوير قاطرة عادة تعتبر التي أيضا. 3 إلسرائيل( و %32 األردن %25 ب )مقارنة فقط مؤقت تحسين إلى المتناقضان التطوران هذان قاد حالة أنتج وبالتالي الدنيا الشرائح بعض دخل لمستوى ارتفاع ألن الصهيوني المشروع مواجهة في الخمول من إلى وقاد أوال كولونيالي سياق في حدث الدخل مستوى ثانيا. الوطني المحلي االقتصاد وتدمير مسخ جهة من الفردي الدخل ارتفاع بين ما التناقض هذا للتبعية والتأسيس االقتصادية البنية ومسخ وتفكيك ثانية جهة من الصهيوني االقتصاد على واالعتماد للربح تهدف صهيونية اقتصادية سياسة يكن لم فقط. وأرق ام كبيانات معها التعاطي يمكن ال ولذلك احتالل من عام ا أربعين من أكثر بعد العكس على بل السياسة لهذه األهم النتيجة أن القول يمكن 1967 وربط االجتماعية الشرائح تشكيل إع ادة في كانت الصهيوني. بالمشروع بالقوة أحيانا مصلحيا بعضها المشروع على وخطورته التطور هذا أهمية فإن لهذا للحالة بنيوي تحليل في إال تظهر ال الفلسطيني الوطني أو الكولونيالية العالقات على التركيز عبر االقتصادية الصهيوني الكيان يمثلها التي االستعمارية الحالة فهم الثقافية االقتصادية السياسية العالقات من كجملة ازدهار يظهر قد مكتبي حسابي بعمل االكتفاء ال الخ.. ويتجاهل الفردي الدخل مستوى على مؤقت وانتعاش حيث الوجودية. الكولونيالية العالقات سيادة خطورة المصريون المسلمون واالخ وان الفياضيون يغرقنا استوردوا تقنية بحلول مبارك بعد ما مرحلة في كذلك ال دول ي االستعمار بنك أدب ي ات م ن مصطلحاتها التسمية عن النظر بصرف حكوميا الممولة والمنظمات ضد تحرري وطني مشروع قيادة بين الفارق فيزول الشديد االحترام حفظ مع المحاسب وعمل االستعمار يؤهله وحده المهني تدريبه أن يزعم ال محاسب لكل دولة. وقيادة وبناء التحرير عملية قيادة الكولونيالية العالقات ألن ممكنا كان التناقض هذا العمال من الكثير تمكن وكأنها بدت االحتالل أعقاب في المتدني الفلسطيني العمل سوق جر ه من الفلسطينيين األجور حيث اإلسرائيلي العمل سوق إلى واالنتقال األجر الضعف. بمقدار أكثر األجور كانت 1968 عام في إذ أعلى عامل أل ف الخمسين يقارب ما ك ان 1972 ع ام وف ي العمل قوة قوام هم عامل ألف 200 أصل من فلسطيني الصهيوني. العمل سوق دخلوا قد حينها الفلسطيني و %30 غزة في العاملة اليد من %40 يعادل ما كان الحقا تدمير كان 4 الصهيوني. العمل قددخلواسوق الضفة من تحدد بنية وتؤسس ممنهجة عملية ألنها تخلف وإنتاج وإخضاع الفلسطيني اإلقتصاد المستقبلي التطور مسار والمشروع االقتصاد لبناء الفلسطينية العاملة اليد ناتج بارتفاع قيس ما إذا القصير المدى في مربحا الصهيوني ما العمال تحويالت شكلت اذ والوطني الفردي الدخل وأكثر الضفة في العام المحلي الناتج من %30 يعادل غزة. في بكثير ذلك من ال ش رائ ح ب ع ض خ ض ع ت ال م رح ل ة ه ذه ف ي تشكيل إلع ادة مختلفة بدرجات وإن الفلسطينية على تحددت كولونيالية عالقات سياق في وتكوين تراكم آليات وارتبطت الجديدة مصالحها أساسها في االقتصادية. وبنيته الصهيوني بالمشروع ثرواتها الدنيا الطبقة من شريحة استطاعت أيض ا اآلخر الجانب ارتباطهاببنية دخلهاعبر معيشتهاومعدل مستوى رفع التخلف إنتاج كانت النتيجة الكولونيالي. االقتصاد يمكن لما منهجي وتدمير الفلسطيني االقتصادي مقاومة هدفها تحرر لحركة الحاضنة البنية يشكل أن مثلها التي االستعمارية والحالة الكولونيالية العالقات الصهيوني. الكيان ويمثلها مقاييس وكذلك الفت بشكل الدخل معدل ارتفع االقتصاد تدمير م ن أكبر ك ان الثمن لكن الحياة التبعية من عميقة حالة كانت النتيجة الفلسطيني. تجاري لنظام وقدأسست باالقتصادالصهيوني واالرتباط األولى بالدرجة الصهيوني االقتصاد يخدم وتبادلي في األخطر معه. والتطبيع بتشريعه الحقا أوسلو وقامت الخمول من حالة أنتجت الظروف هذه أن الحلقة هذه دايان موشيه مشروع أن اليوم فنعرف الرفاهية بفعل ويتوقعها. يقصدها كان السياسة لهذه أسس الذي وروي فرسخ تلخص كما المتناقضة النتائج فهذه إسرائيلية سياسية-اقتصادية إستراتيجية نتاج كانت التالية: العناصر من تشكلت وقد المنطقة في موشيه اقترحها التي المفتوح«الباب»سياسة أوال: بحرية للفلسطينيين سمحت التي 1968 في دايان البضائع بانتقال وسمحت»إسرائيل«داخل العمل الفلسطينية السوق أغرق ما وهو سيطرتها تحت مدعمة. إسرائيلية ببضائع كليا تابعا وجعله الفلسطيني االقتصاد تفكيك ثانيا: الخارجية األسواق عن عزله عبر اإلسرائيلي لالقتصاد مع فقط مسموحا االقتصادي التبادل ك ان فقد لبعض األردن مع محدود وبشكل الصهيوني الكيان الزراعية. الصادرات تحتية لبنية التأسيس أجل من األراضي مصادرة ثالثا: تصور ما فبحسب المنطقة. من واسعة مناطق لضم ما على السيطرة سيتم فإنه أل ون خطة واضعو يشمل بما والقطاع الضفة أراضي من %40-25 بين»للخط المحاذية اللطرون بالقدس المحيطة المناطق األردن. غور منطقة من %15-10 بين وما األخضر«والقطاع الضفة من وتحويلها المصادر على السيطرة رابعا: يمكن السياسة هذه على األمثلة ومن»إسرائيل«. إلى والضرائب. المياه األرض على السيطرة في رؤيتها تحول وكانت الجوفية المياه على تسيطر فإسرائيل الوقت نفس وفي ثلثها. من أقل للفلسطينيين أقل الفلسطيني الفردي االستهالك مقدار ك ان يخص فيما اإلسرائيليين. المستوطنين خمس من 16- دفع على مجبرين الفلسطينيون كان الضرائب االستعمارية للسلطات كضرائب دخلهم من %48 عام في دفعوها التي الضرائب وقدرت اإلسرائيلية هذا وغزة. للضفة المحلي الناتج من %8 بحوالي 1991 بدل اإلسرائيلية الخزينة الى مباشرة ذهب طبعا 5 والقطاع.«الضفة في استثماره النظام بوحدة تسميته يمكن ما واق ع برغم لكن منه هي واستفادت»إسرائيل«فرضته الذي الضريبي حد الى يشبه الذي التبعية طابع وبرغم أساسي بشكل دول إلقتصاديات الجنوب دول إقتصاديات تبعية بعيد وتشكلت تأسست الطابع بنيوية تبعية وهي الشمال مصالح يخدم بما الجنوب دول إقتصاديات بنية لها تبعا الى يؤد لم هذا أن إال 6 نفسها الدول مصالح ال الشمال الفصل من نوع على الحفاظ تم بل اإلقتصادين دمج الفلسطيني لإلقتصاد المستقل التطور يمنع بما بينهما 7 عليه. ومعتمدا اإلسرائيلي لإلقتصاد تابعا بقيه وي وهي ) ( أوسلو قبل ما مرحلة ميز ما أهم هو الفلسطينية االقتصادية النخبة لتأهيل قادت التي مرحلة 1967 حرب عشية الصهيوني االقتصاد دخول كبديل النيوليبرالية الصهيونية صعود وبداية جديدة منذ سادت التي العمالية الصهيونية أو لل«بنغوريونية«للحكومة النجاح قمة 1967 انتصار شكل فبينما البداية. مؤشر الوقت ذات في كانت العمالية الصهيونية اجتماعية-اقتصادية بقوى واستبدالها أفولها وبداية هذا العالمية. التحوالت بفعل صاعدة أخ رى )نخبة( المؤسسة نخبة ساد الذي الجدل في مالحظته يمكن مع المستقبلية العالقة طبيعة ح ول الصهيونية مع كانوا التقليديون حديثا. تلين ح الم والقطاع الضفة األصلي االستعماري الصهيوني النموذج في االستمرار أشكال عن تميز الذي النقي االستيطاني االستعمار أي األرض على بالسيطرة األخرى االستيطاني االستعمار من العرب وطرد األرض سرقة أوضح بمعنى والعمل موشيه رأسهم وعلى اآلخ رون جادل فيما 8 االقتصاد. واعتبارها الفلسطينية المناطق دمج بضرورة داي ان يدعم قد ال ذي األم ر العربية المقاطعة لكسر فرصة رؤية لكن حينها. والمأزوم المتحول الصهيوني االقتصاد الفلسطيني لالقتصاد كلي لدمج تسعى تكن لم دايان مستويات على ربطهما بقدر»إسرائيل«اقتصاد في والقطاع الضفة تصبح بحيث 9 متكافئة وغير مختلفة من الكثير إسرائيل وضعت اإلسرائيلية للبضائع سوقا %83 أن لدرجة الخارج من البضائع إستيراد أمام العوائق 1969 في صناعية كانت والقطاع للضفة صادراتها من من تحتاجه بما»إسرائيل«بتزويد وغزة الضفة تقوم فيما الماهرة. غير العاملة اليد إعادة هو المرحلة هذه في ربما نتج ما أهم لكن الفلسطينية المناطق في اإلجتماعية للطبقات تشكيل أعقاب في تسود بدأت التي الكولونيالية العالقات وفق والفالحين الالجئين من قطاع برتلة تمت ففيما واإلنتاج الفلسطيني الزراعي القطاع مسخ وبالتالي برتلة كذلك تمت والقطاع الضفة في عموما المستقل وصغار المهن وأصحاب الصغيرة البرجوازية من قطاع أعمال توفر لعدم عليهم القضاء أو والمتعلمين الحرفة على منهم العديد أجبر ما وتدريبهم لخبرتهم مناسبة يؤسس أن يمكن كان الذي الصناعي القطاع أما الهجرة. كمبرادوري وكيل ال ى تحول فلقد إستقاللية لحالة نشاطهم تضع بطريقة اإلسرائيلي المال رأس مع يتعاقد خدمته في يستخدمونها التي العاملة واليد اإلقتصادي العتبارها يدفع ما وهذا المحلي اإلقتصاد خدمة في ال باران بول يسميه كما التخلف إنتاج من كالسيكية حالة استطاع وفيما التخلف«. إلنتاج السياسي»اإلقتصاد في لوكيل تحول الذي المحلي الصناعي المال رأس من قسم حتى وأحيانا األرب اح تحقيق الصهيوني المال لرأس كانت النتيجة أن إال الشراكة من نوع على الحصول وفق وإندماجها إلستقاللها الوطنية البرجوازية فقدان هذه في داي ان به يحلم كان ما كولونيالية. عالقات العربي السوق نحو شرقا الحالة هذه نقل هو المرحلة 10 كله. باريس بروتوكول على مالحظة كما التحرير منظمة تعمل أن إذن المفروض كان الحالة ه ذه مع للقطع للتأسيس التسمية تفترض الفلسطيني واالقتصاد العمل وتحرير الكولونيالية كانت إذا التبعية وعالقات الكولونيالية العالقات من لكن مستقبلية. استقاللية حالة ألي للتأسيس تطمح )electronicintifada. org )المصدر:
15 ا يار ١٥ ٢٠١٣ الخيار السياسي كما يظهر في الممارسة السياسية واالقتصادية وتحديدا ف ي االتفاقيات المعقودة كاتفاقية أوسلو وبروتوكول باريس والتي من المفترض أيض ا أن تؤسس للمستقبل عكست عدة قضايا مهمة تقود فقط إلى تعميق حالة التبعية وسيادة العالقات الكولونيالية: أوال : ع دم تحديد أي ن وع م ن ال ح دود االقتصادية والجغرافية والسياسية واألمنية وهو ما يجعل مرحلة االتفاقية مجرد استمرار للمرحلة السابقة منذ 1967 بحيث ال تؤسس االتفاقية االقتصادية واالتفاقيات األخرى مثل إتفاق المعابر سيء السمعة القتصاد وطني كما يفترض في المراحل االنتقالية أن تفعل وال لقطع مع االقتصاد الصهيوني بل تعمل على تشريع كل ما حصل منذ 1967 وأغلب التحليالت لألزمات التي عاناها االقتصاد الفلسطيني منذ توقيع االتفاقية أضاءت بشكل كبير على سيطرة الطرف اإلسرائيلي على الحدود الجغرافية واالقتصادية الجمارك تجمعها»اسرائيل«وتحتجزها متى شاءت رغم أن الطرف الفلسطيني وافق على هذه الصيغة في اتفاقية باريس وما تالها. ثانيا: غياب سياسة مالية مستقلة وعملة وطنية مستقلة كما نص على ذلك بروتوكول باريس. هذا الترتيب جعل ويجعل م ن إمكانية القطع م ع العالقات الكولونيالية السائدة منذ بداية اإلحتالل والتي هي شرط وأساس أي توجه استقاللي غير قابل للتحقق. ثالثا: الالتكافؤ في القوة السياسية واالقتصادية والعسكرية يجعل من أي خالف على تفسير بنود اتفاقية بروتوكول باريس ال ذي تم دمجه الحق ا * من سامي حواط رسالة إلى أم المشرق: فلسطين كمرفق 4 في إتفاقية غزة- أريحا الموقعة في القاهرة في 4 أيار 1994 مثال خاضع للقوة اإلسرائيلية. كذلك فان مادة 7 في بروتوكول باريس تعطي الطرفين حق وقف تدفق اليد العاملة حسب الظرف لكن هذا البند يخدم»اسرائيل«أساسا نظر ا ألن المستوطنين ال يعملون في مناطق السلطة ولن يتأثروا من قراراتها وألن السلطة الفلسطينية لم تهدد حتى مرة واحدة بوقف تدفق العمالة الفلسطينية إلسرائيل بحجج واهية مثل أنها ال تستطيع توفير عمل لمن يبني المستوطنات. األهم أن هذه االتفاقية ورغم كونها مؤقتة في الصيغة إال أنها ستشكل أساس ونموذج التفاوض لالتفاقية النهائية في حالة حدوثها. رابعا: ال مفر من اعتبار االتفاقية نتاج لقرار سياسي وليس نتاج لتحليل خيارات اقتصادية. فاالتفاقية ال تتجاوز اثنين وعشرين صفحة وبالتالي تخلو من أي أساس للتعامل مع الظروف الطارئة التي عاشتها المنطقة على الدوام باستثناء المادة 2 التي تدعو لتشكيل لجنة مشتركة ولكن في ظل الالتكافؤ في القوة فإن كل ما هو مشترك هو إسرائيلي في النتيجة. االتفاقية سياسية ألن االتفاقيات الدولية المشابهة والتي يتم تنفيذها في ظ روف أكثر استقرارا تشمل مئات الصفحات التي تعالج الظروف الطارئة وهو ما ال يتوفر في بروتوكول باريس فمثال اتفاقية نافتا فيها أكثر من ألف صفحة لمعالجة 11 أمور الطوارئ. خامسا: تجاهل التحوالت التاريخية التي أنتجها السياق الكولونيالي وتأثيره على تشكيل الطبقات االجتماعية في المجتمع الفلسطيني التي تحول بعض شرائحها باألخص الشريحة العليا لقاعدة سياسية-اقتصادية لمشروع أوسلو. مما يعني أن مشروع أوسلو هو استمرار للمشروع الصهيوني ومرحلة من مراحل تطوره وال يمكن أن يؤسس لحالة قطع معه وتجاوزه كما تشيع الدعاية السياسية. هكذا يمكن فهم أحد جذور وفكرة العملية السياسية واقتصادها السياسي. لكن تأهيل االقتصاد الفلسطيني المحلي لهذه المرحلة وه ذا م ختلف عما حصل في الشتات وهو ما يحتاج تفصيل ال يتسع المجال له هنا كان قد بدأ بسياسة اقتصادية وأمنية تشكلت في أعقاب حرب 1967 وكانت مؤسسة على خيار استراتيجي صهيوني يهدف الى السيطرة على أكبر قدر من األرض والتخلص من أكبر عدد ممكن من السكان. بمعنى لم تكن السياسة االقتصادية اإلسرائيلية في أعقاب 1967 ذات أه داف اقتصادية بحتة بقدر ما كانت تهدف لتحقيق مشروع سياسي ال يختلف في جوهره وإن اختلف في بعض التفاصيل عن مشروع أوسلو إن لم يكن أسس له. المقصود طبعا هو خطة ألون 1968 )انظر خارطتي مشروعي ألون واوسلو(. خاتمة: في ضرورة القطع مع العالقات الكولونيالية في أعقاب توقيع اتفاقية اسلو في عام 1993 قامت مجموعة من ما يسمى»خبراء«صندوق النقد الدولي بإعداد دراسة عن االقتصاد الفلسطيني الستشراف آفاق تطوره المحتملة وهو ما يسمونه خطأ تنمية ويقيسونها بمعدالت النمو في السنوات الخمس الالحقة ) (. وشملت الدراسة توقع ستة سيناريوهات محتملة للسنوات الخمس القادمة ثالث سيناريوهات متفائلة من خالد الهبر * لفلسطين بعد شوق 65 عام وثالث أخرى متشائمة. بعد خمس سنوات من اتفاقية أوسلو )1998( وتأسيس السلطة الفلسطينية كان حال االقتصاد الفلسطيني حسب تقييم نفس مجموعة الخبراء أسوأ من أكثر السيناريوهات المتشائمة التي توقعها صندوق النقد الدولي )أنظر: باتريشا ألونسو- جامو, 2009:»الضفة الغربية وقطاع غ زة: التنمية 12 االقتصادية في الخمس سنوات األولى ألوسلو«(. ليست ه ذه النتيجة والنتائج الكارثية التي لخصتها سنويا سلسلة من تقارير البنك الدولي من عام 2001 وحتى عام 2011 إال نتيجة لبنية اقتصادية وحقائق أمر واقع أسست لهما إستراتيجية صهيونية ومكنت الكيان الصهيوني ليس فقط من الدوام بل وإعادة إنتاج نفسه كذلك. ومن أجل القطع مع المشروع الصهيوني والتأسيس لحالة استقاللية يتوجب إع ادة ترتيب االقتصاد المحلي بطريقة تأخذ بعين االعتبار قدرة الطبقات الشعبية على الصمود واالستمرار بالمقاومة من جهة وأيض ا منع أي قسم منها بسبب العوز أو الطمع من االنخراط من موقع التابع والم ع ت م د في االقتصاد الصهيوني كما حصل حتى اآلن. لكن العامل األكثر أهمية سياسيا واقتصاديا وثقافيا كما أثبتت تجربة منظمة التحرير وأزمتها هو التأسيس بنيويا اقتصاديا وسياسيا وثقافيا واجتماعيا وبيئيا لكبح جماح رأس المال»الوطني«الدافع من أجل التوسع والتراكم أساسا على حساب المشروع الوطني. * لإلطالع على الهوامش الرجاء تصفح الموقع اإللكتروني لمركز بديل: * د.س ي ف دعنا: أستاذ علم االجتماع وال دراس ات الدولية جامعة ويسكونسن- بارك سايد. أوال أشدد على تحياتي المتتابعة لكم ولفلسطين لكل شعب فلسطين إللكم أهدي سالمي وتحياتي ومن ال يعرفني أنا إسمي سامي حواط ممكن يلي ما بيعرفني يحاول يعرفني عبر مسيرتي الفنية والثقافية بشكل عام وفيما يتعلق بمسيرتي الفنية ال أستطيع القول إال انها مبنية على أسس النضال ألجل حقوق البشر بشكل عام وبشكل خاص جد ا فلسطين وانا ما بقول الحكي في سبيل البكي على فلسطين بعد 65 على نكبتنا بنكبتها 65 سنة من السهر والتعب والحلم والحب مفاد القول انا من ممكن تعرفوني عبر االشياء الي بفعلها المهم تتعرفواعلى شخصي عبر ماافعل وعلى كل انسان عبر مايفعل ألجل ما يؤمن ويحلم به. وبشكل خاص قلت هالحكي ألني بدي أحكي عن فلسطين األم األساس بالنسبة لي ولكل العرب وهي األم لحضارات المنطقة والمشرق. وبعد الشهادة ودفع ثمن شخصي وجماعي لكل التراكمات التي حصلت عبر التاريخ الحديث من الظلم بحقنا انا كل سنة بضوي شمعة ألن الحلم ال بد أن يتحقق والحلم لحقوق الناس والعودة للبلد األم واحالم الناس الزم تتحقق. ولحتى نحققها الزم نبعد عن كل ما هو مادي وكل المصالح ألجل فلسطين وحريتنا وكرامتنا الزمنا نضافة يد ولسان وفكر والحفاظ على التاريخ والجذور واحالم جدودنا بالحرية وأراضينا وتاريخنا. وباآلخر نحنا شعب في عندنا هوية ما بينفع نطلع منها ونصير بدون هوية النه بهديك اللحظة بنصير ما بنعرف وين رايحين. ومن هالمنطلق البسيط والصافي اعتبر نفسي ابن الطبيعة التي ال تتغير وهي األنجح واألجمل واألفضل ومصدر المحبة والطفولة الصادقة واتكاء عليه أقول انه امتدادنا وفضائنا الطبيعي هو فلسطين انا أتمنى لفلسطين حق السعادة والفرح رغم الظلم بمشرقنا العربي... طالما بنحبك يا فلسطين نحنا راجعينلك. * سامي حواط: فنان عربي لبناني يحترف الغناء والتمثيل المسرحي والتلحين الموسيقي. اشترك مع الفنان زياد الرحباني في مسرحيات: نزل السرور وبالنسبة لبكرا شو فلم امريكي طويل وشي فاشل. منذ منتصف الثمانينات أسس فرقته الموسيقية المستقلة فرقة المجموعة وأصدر عددا من األلبومات مثل: الرأي العام أنا الصحة و في شي ما شي. عرف طوال مسيرته الفنية بصداقته الحميمة مع الحركة الوطنية اللبنانية والثورة الفلسطينية. وهو ناشط في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين والعمال والفقراء والمهمشين في لبنان. يكرس أعماله لتحقيق واقع أفضل لحقوق اإلنسان في لبنان والعالم العربي. على را سي الربيع و كل ف صول ال سنة والنا س اللي راحت و ال شعب اللي بني وعلى را سي الثو ار اللي تعبوا ليل نهار ت حتيا العدالة و تيكمل امل شوار انا فخري العرب! و ربيعي للعرب! صوت احلري ة جايي على الع م ر انكتب و ما بتكمل الر سالة و حروف املظلومني ال ما نزرع شجرة ع ترابك فل سطني فل سطني الق ضي ة... فل سطني الهوي ة فل سطني اللحن احللو ل مطلع غني ة... ما تن سوا فل سطني! و ت تكمل الر سالة ر سالة العدالة ب رصخ بال صوت العايل: ما تن سوا فل سطني فل سطني الق ضي ة... فل سطني الهوي ة فل سطني اللحن احللو ل مطلع غني ة... ما تن سوا فل سطني! بوستر سعاد عبدالمجيد جائزة العودة ٢٠١٣ ) بديل(
16 ١٦ ا يار ٢٠١٣ الدولة الفلسطينية الواحدة * بقلم: عبد الفتاح القلقيلي )ابو نائل( رغم أن مصطلح مشروع الدولة الواحدة صار في الفترة األخيرة دارجا على شفاه المتحدثين وأقالم الكاتبين إال إنني ال استعمل مصطلح مشروع وإنما أميل العتماد مصطلح مشكلة الن المشروع هو خطة للتنفيذ ضمن زمن محدد. أما المشكلة فهي في اللغة األمر الصعب والملتبس. أما اصطالحا فالمشكلة هي القضية الفلسفية التي ال نتوصل فيها إلى حل يقيني نتناولها بالتأمل و تبقى تثير التساؤل المستمر. إن المشكلة الفلسفية سؤال لم يجد حال مقبوال لدى الجميع فهي سؤال حي ال يزال يوضع إنها إذن مفعمة بالحياة. يبدو أن ال دول ة الفلسطينية ال واح دة التي كانت أول تصور للحل عام 1939 عادت لتكون آخر تصور للحل عام قررت الحكومة البريطانية الدعوة لعقد مؤتمر يشارك فيه العرب الفلسطينيون واليهود الصهاينة وممثلون عن حكومات العراق والسعودية ومصر وشرقي األردن ل ت دارس حل للمسألة الفلسطينية. وقد انعقد المؤتمر في لندن في قصر سانت جيمس واستغرق انعقاده نحو أربعين يوم ا امتدت من السابع من شباط إلى السادس عشر من آذار في العام عينه. أال يشبه ذلك المؤتمر مؤتمر مدريد الذي انعقد عام 1991 ما هو مهم في هذا المعرض أنه وفي يوم 27 أيار من العام 1939 أصدرت الحكومة البريطانية كتابها األبيض الرابع وذلك رغم فشل المؤتمر. ويتلخص المبدأ األساسي الذي يحكم سياسة الكتاب في إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية تشمل كل فلسطين االنتدابية غربي نهر األردن ويتمثل في حكومتها جميع سكانها من عرب ويهود على قاعدة التمثيل النسبي وترتبط بمعاهدة مع دولة بريطانيا لمدة عشرة سنين. وفي ضوء أن الحكومة البريطانية كانت تستمد شرعية حكمها لفلسطين من عصبة األمم المتحدة فقد كان مقرر ا في وقت الحق أن يتم عرض الكتاب على العصبة للمصادقة عليه غير أنه قبل التاريخ المقرر الجتماع مجلس العصبة في 15 أيلول 1939 كانت الحرب العالمية الثانية قد اندلعت في 3 أيلول 1939 بدخول بريطانيا الحرب ضد ألمانيا. ولم يجتمع مجلس العصبة منذ ذلك الحين حيث ما لبثت العصبة أن انحلت لتقوم مكانها بعد انتهاء الحرب في عام 1945 هيئة األمم المتحدة. فما هي الدولة الفلسطينية الواحدة على الرغم من أن حل الدولتين يحظى بتأييد معظم الدول ولو نظريا بما فيها اسرائيل وأمريكا إال انه يتعثر لدرجة التعذر مما جعل بعض المثقفين الفلسطينيين واليساريين اإلسرائيليين يفكرون بالعودة إلى حل الدولة الواحدة. يدعو أنصار حل الدولة الواحدة إلى إنشاء دولة واحدة في فلسطين االنتداب ما بين النهر والبحر لتشمل ما هو متعارف عليه اليوم بمسميات كل من إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة بحيث ي سمح بعودة الالجئين الفلسطينيين الراغبين بالعودة ويكون للسكان العرب واليهود مواطنة وحقوق متساوية في الكيان الموحد ثنائي القومية. وبينما يتبنى البعض هذا التوجه ألسباب أيديولوجية فإن البعض اآلخ ر يرى فيه الحل الوحيد الممكن نظرا لألمر الواقع القائم على األرض. وهذا الحل قد يرضي الالجئين الفلسطينيين والمستعمرين المعتدلين إذا استعدت سلطة تلك الدولة بالتعويض وتسوية المشاكل المالية التي قد تنشأ عن تنازع الملكية. أما الرافضون لهذا التوجه فيعتبرونه خياليا غير قابل للتنفيذ إال إذا انهزمت اسرائيل او انهارت أو أعلنت إفالسها وتعهدت الدول العظمى وفي مقدمتها أمريكا بتبني هذا الحل وتمويله. الموقف والدعوة لحل الدولة الواحدة تاريخي ا ص اغ الحزب الشيوعي الفلسطيني في العام 1944 موقفه بالدعوة لقيام دولة فلسطينية على غرار المقترح المقدم في الكتاب األبيض عام 1939 ثم نادت عصبة التحرر الوطني التي ضمت الشيوعيين العرب في العام نفسه»بإنهاء االنتداب البريطاني وإقامة حكومة ديمقراطية فلسطينية مستقلة«. كما أن المنظمات الفلسطينية التي تبنت الكفاح المسلح بعد نكسة 1967 )وعلى رأسها حركة فتح( تبنت الدولة الفلسطينية الديموقراطية العلمانية ولكنها تختلف عن الدولة التي كانت مطروحة أيام االنتداب والتي أفترض لها أن تقوم بمساعدته آنذاك ولكن بعد انتهائه. أما هذه الدولة فكانت ستقام على أنقاض دولة اسرائيل بعد هزيمتها وفيها يتمتع كل»الفلسطينيين«من يهود ومسلمين ومسيحيين بالمساواة التامة بالحقوق والواجبات وكذلك النساء والرجال. بالرغم من أن مصطلحي: حل الدولة الواحدة و الدولة ثنائية القومية تستخدم أحيانا وكأنها مرادفات إال أنهما ال يعنيان بالضرورة ذات الشيء. فالدولة الواحدة ثنائية القومية هي نظام سياسي ي ح اف ظ ف ي ه ك ل م ن الفلسطينيين وال ي ه ود اإلسرائيليين على الشخصية السياسية كشعبين أو قوميتين. مؤيدو هذا الطرح يرونه ضروريا لحماية األقلية بغض النظر عن أي مجموعة ستكون هذه األقلية ولطمأنة كل األطراف أن المصلحة الجماعية لكل مجموعة ستكون محمية. اما الدولة الديمقراطية العلمانية فهي حل يقوم على إنشاء دولة واحدة ديمقراطية حيث لكل مواطن صوت. ويقول مؤيدو هذا الحل بأنه في الدولة ثنائية القومية ستتمترس الهويتان سياسيا بطريقة تعزز استمرار المزاحمة والتقسيم االجتماعي القائم. يالحظ أن البعض يرى في إضافة صفة العلمانية بعد الديمقراطية ال لزوم لها إال كاستفزاز للحركات الدينية اإلسالمية واليهودية على السواء ولكن آخرون يرون أن األمر يستلزم التوكيد الاعتبارات ترتبط بثقافة بناء دولة لكل مواطنيها على قدم المساواة وبدون تمييز. وبعد ح رب اكتوبر ع ام 1973 الح ت إمكانية تسوية بين اسرائيل والعرب عموما والفلسطينيين خصوصا فبدأت سيناريوهات الحلول المعقول منها و الفهلوي و البهلول : فكانت فهلوية المجلس الوطني الفلسطيني عام 1974 إقامة السلطة الوطنية الفلسطينية على أي جزء يتم تحريره أو انسحاب العدو عنه وكان الحكم الذاتي في الضفة الغربية وغزة تحت السيطرة اإلسرائيلية لمدة عشرة سنين كما أقت رح في اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل ع ام 1979 وك ان الحكم ال ذات ي بقيادة رواب ط القرى كقيادة فلسطينية بديلة لمنظمة التحرير الفلسطينية ع ام 1981 وه ي تشكيالت أنشأها االحتالل اإلسرائيلي عام 1978 في القرى الفلسطينية إلثارة الحزازات بين المدينة والقرية ولشق الصف الوطني. وق د ه دف ه ذا المشروع لزعزعة منظمة التحرير الفلسطينية في نفوس الفلسطينيين ولشطبها كممثل شرعي للفلسطينيين وإيجاد بديل يمكن إلسرائيل التفاهم معه وتنفيذ مخططاتها التصفوية للقضية الفلسطينية. وجاءت هذه الفكرة في أجواء مفاوضات كامب ديفد مع المصريين برعاية أمريكية خاصة انه كان من ضمن خطة كامب ديفد إنشاء نظام حكم ذات ي فلسطيني في األراض ي المحتلة تتواله شخصيات فلسطينية حيث أن الفكرة التي كانت بانتخابات البلدية عام 1976 ورغم انها كانت انتخابات في ظالل حراب االحتالل إال أنها لم تأت للمجالس البلدية بعمالء ومتعاونين مع سلطات االح ت الل ب ل ج اءت بشخصيات وطنية اضطرت اسرائيل النتهاج سلسلة من م ح اوالت االغتيال بحقهم ونجحت مع الطويل وفشلت مع الشكعة واضطرت إلبعاد عبد الجواد صالح وفهد القواسمي ومحمد ملحم. اما بهلولية معمر القذافي فكانت في كتابه األبيض والتي اسماها إسراطين بدمج اسرائيل وفلسطين في دولة واحدة ديمقراطية من أجل التعايش السلمي. وبعد تعثر مسيرة مؤتمر مدريد ف تحت طريق التفافية أدت الى اوسلو لتنتج مسرحية بعنوان غزة واريحا أوال باتجاه حكم ذاتي محدود يتطور إلى دولة فلسطينية مستقلة منزوعة السالح ال تهدد امن دول ة اسرائيل بأي شكل من األشكال وال على أي مستوى من المستويات. وك ان ت القيادة الفلسطينية ج ادة ومخلصة بااللتزام بشروط أوسلو رغم قساوتها وعزفت معزوفة حل الدولتين على كافة األدوات الموسيقية الغربية منها والشرقية: من البيانو الى الطبلة والناي وحتى الربابة. ولكن اسرائيل وبعد مقتل رابين وخاصة صعود نتنياهو المعارض أساسا ألوسلو لم تلتزم بأي شيء ايجابي بل فاقمت ممارساتها. أمام هذه اإلجراءات اإلسرائيلية من جدار عنصري وضم ونهب لألراضي وعزل للسكان وإقامة المعازل والكنتونات/ البانتوستانات على طريقة عنصريي جنوب افريقية في مرحلة األبارتهايد لم يبق أفق أم ام حل الدولتين كخيار لحل الصراع على أرض فلسطين االنتداب بل ان اإلجراءات اإلسرائيلية تؤكد ان النكبة كحدث تاريخي ما زال مستمرا. ولعل الخطير حاليا هو أن الجدار العنصري اليوم في احدى نتائجه وتمظهراته خلق حالة لجوء جديدة لكن هذا اللجوء ما زال مسكوتا عنه فنحن نتحدث اليوم عن فصل مجموعة ضخمة من البشر عن مصادر رزقهم أي األرض وبدأنا نتحدث عن مفاهيم كفالح بال فالحة ومواطن بال أرض وال أحد يدرك ما ستفرزه هذه النكبة الجديدة المستمرة من نتائج كارثية. ورغم ذلك حاول الفلسطينيون من خالل محاولة الحصول على وضع الدولة في األمم المتحدة انقاذ حل الدولتين غير أن هذا الهدف بات صعب المنال لدرجة أن األمين العام لألمم المتحدة بان كي مون شدد في شهر أيلول 2012 في خطابه أمام الجمعية العامة لالمم المتحدة على أن حل الدولتين هو الخيار الوحيد المستدام لكن الباب قد يغلق قريبا بديل وبشكل دائم. وتعليقا على قيام الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتقديم طلب للحصول على وضع دولة غير عضو في األمم المتحدة قالت العضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي لقد س مح إلسرائيل بتقويض حل الدولتين إلى درجة ان هذه المحاولة هي األخيرة للفلسطينيين لمحاولة إنقاذ فرص السالم وحل الدولتين. ومع تعثر عملية السالم هذه فان خيار الدولة الواحدة التي تضم فلسطينيين وإسرائيليين بدأ يحرز تقدما على أرض الواقع. كنت سفير فلسطين لدى اثيوبيا وكانت تربطني صداقة شخصية مع السفير االيطالي. وفي شهر تشرين أول عام 1983 صدر قرار بنقلي إلى ايطاليا فدعاني السفير االيطالي لحفلة عشاء وداعية. ابلغني السفير االيطالي يومها ان القنصل االيطالي في القدس أرسل تقريرا لوزارة الخارجية االيطالية يقول فيها أن االستيطان اإلسرائيلي جعل الضفة الغربية كقطعة الجبنة السويسرية التي يسمونها جبنة الفأر ألنها مخز قة لدرجة انه يتعذر إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة اسرائيل حتى لو كان صديق عرفات يوري افنيري هو رئيس وزراء اسرائيل أو لو كان الحزب الشيوعي اإلسرائيلي هو الحزب الحاكم. ورغم المنطق الساذج والمنطق العميق يقوالن أن اتفاقية اوسلو يجب ان تكون خطوة على طريق إزالة المستوطنات اإلسرائيلية ومن أولى ثمارها سيكون وقف النشاط االستيطاني بالكامل إال أن الواقع قال أن االستيطان اإلسرائيلي تضاعف عدة مرات منذ ذاك التاريخ وكأن اوسلو كانت حشوة دافعة لتسر ع االستيطان في الضفة الغربية عموما وحول القدس خصوصا. لذلك لم يبق أم ام الفلسطينيين إال سبيل من سبيلين: ال دول ة الديمقراطية على أنقاض دولة اسرائيل كبرنامج سياسي في إطار استعادة مسيرة الثورة الفلسطينية او الدولة الفلسطينية الواحدة والتي بدأبعض المثقفين الفلسطينيين واليساريين اإلسرائيليين يروجون لها كما أسلفنا أع اله على أساس يشبه إلى حد كبير الدولة الفلسطينية التي دعا لها الكتاب األبيض البريطاني الرابع أي العودة الى عام 1939 أو عام 1969 متجاوزين ما حصل بعد ذلك من حروب واتفاقات... * عبد الفتاح القلقيلي )أو نائل(: كاتب وباحث فلسطيني األمين العام للمجلس األعلى للتربية والثقافة والعلوم في م.ت.ف وعضو الهيئة العامة لمركز بديل.
17 ا يار ١٧ ٢٠١٣ بعيد ا عن الكليشهات والشعارات النمطية: مركز بديل يستعرض واقع حقوق الالجئين الفلسطينيين في المنتدى االجتماعي العالمي 2013 بحضور أكثر من مشارك و من منظمات المجتمع المدني في العالم يوصف المنتدى االجتماعي العالمي لدورة 2013 في تونس كأكبر دورات المنتدى منذ انطالقه في العام 2001 في بورتو اليغري. هذا باإلضافة للحضور الفاعل والمشاركة في مختلف الجلسات والفعاليات المنظمة على هامش انعقاد المنتدى االجتماعي العالمي نظم مركز بديل ورشة عمل لمدة ساعتين حول واقع الالجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة. وقد أوضح بديل عبر هذه الورشة طبيعة منهجه المتكامل في التعاطي مع حيثيات النكبة المستمرة وما نتج وينتج عنها من تهجير قسري للفلسطينيين وحالة العزل والتشظية المفروضة عليهم في مختلف أنحاء فلسطين والشتات. يتناول بديل النكبة كعملية مستمرة وموجهة ضد الفلسطينيين ولها تأثيرات عميقة متعددة عليهم. ويرتكز بديل في تحليله على عدم جواز حصر قضية الالجئين الفلسطينيين في إطار جغرافي او زمني واحد دون غيره وكذلك عدم قصر قضيتهم في مجموعة من الالجئين الفلسطينيين دون غيرها االمر الذي من شأنه ان تخدم السردية الصهيونية. في المقابل فان بديل يدعو العتماد تحليل أسس الصراع واألسباب الجوهرية التي خلقته وال زالت تحركه وتتسبب في إدامته وذلك لمعالجتها جذريا. وبدون هذا ال يمكن ايجاد التوصل إلى حل عادل للصراع مع الصهيونية في فلسطين. ولعل نتائج المسح الشامل لقضايا الشباب الفلسطيني الذي قدمه بديل مؤخرا حيث قدم هذا المسح إطاللة على واقع الشباب الفلسطيني في مناطق تواجد الشعب الفلسطيني السبع االساسية أي في كل من: الضفة الغربية وقطاع غزة وداخل الخط األخضر وشرق القدس باإلضافة لبلدان الطوق في كل من سوريا ولبنان واألردن خير دليل على ضرورة رفض مبدأ تجزئة قضية الالجئين جغرافيا او زمانيا. يذكر ان المنتدى االجتماعي العالمي لقاء سنوي لمنظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومة حول العالم يهدف لتركيز الجهود على تبادل الخبرات وبناء تجارب النضال المشترك في سبيل تحقيق حقوق اإلنسان وكرامته والحفاظ عليهما سعي ا لعالم أكثر ديمقراطية وعدل. ويأتي دوما في الفترة عينها التي يعقد فيها مؤتمر دافوس االقتصادي ليشكل بذلك المنتدى االجتماعي العالمي مثاال للتحركات الجماهيرية والمدنية في مواجهة سياسيات الليبرالية الجديدية والعولمة الضارية التي تمس بمصالح الشعوب وحقوقها. وفيما يتعلق بموقع مركز بديل فهو مشارك دائم ودوري في أنشطة المنتدى االجتماعي العالمي لما يراه من أهمية إلبراز واقع قضية الالجئين الفلسطينيين وضرورة تطبيق حقوقهم وتفعيل العمل المشترك مع المناضلين في سبيل العدالة والحرية حول العالم من خالل هذا المنبر. بديل مركز بديل وبالشراكة مع عدد من المؤسسات القاعدية وبالتعاون مع بلدية الخضر ينفذون يوم عمل تطوعي في أراضي قرية الخضر المهددة بالمصادرة تحت شعار لنتحد في مواجهة التهجير القسري للفلسطينيين نفذ بديل/المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة والالجئين وبالشراكة مع عدد من المؤسسات القاعدية وبالتعاون مع بلدية الخضر يوم عمل تطوعي في الذكرى السابعة والثالثين ليوم األرض. تخلل اليوم زراعة 150 شجرة زيتون في أراضي خربة عليا الواقعة في قرية الخضر والمهددة بالمصادرة من قبل سلطات االحتالل لصالح جدار الفصل العنصري والمقابلة للشارع االستيطاني رقم 60 جنوب بيت لحم. وقد شارك في تنفيذ النشاط أكثر من 100 متطوع من مخيمات الالجئين الفلسطينيين في محافظتي بيت لحم والخليل باإلضافة إلى عدد من المتطوعين األجانب المتضامنين مع عدالة القضية الفلسطينية وبمشاركة عدد من المزارعين وأصحاب األراضي في تلك المنطقة. وقد ساهم المتطوعون في زراعة 150 شجرة زيتون في اراضي تبلغ مساحتها اكثر من 15 دونما تعود ملكيتها للمزارع رياض عبد اللطيف من قرية الخضر. وقد جاء تنفيذ هذا النشاط للتأكيد على عمق عالقة الفلسطيني ب أرض ه واالهتمام بها وفالحتها تصدي ا لسياسة التهجير واالقتالع التي تنتهجها حكومة االحتالل وتحديد ا في المناطق المصنفة )ج( حسب اتفاقية اوسلو. هذا وعبر المشاركون في النشاط عن سعادتهم بمساندة أصحاب األراضي المهددة بالمصادرة وقالوا ان يوم األرض يعبر عن ارتباط الفلسطيني بأرضه وان االرض هي عنوان الصراع مع االحتالل ومستوطنيه وانه يجب االهتمام بها والحفاظ عليها بزراعتها والتواجد فيها ومساندة المزارعين والوقوف معهم في مواجهة سياسة االستيالء على األرض الفلسطينية بالمصادرة المستمرة والضم والعزل واإلغالق وغيرها من السياسات. وقد جاء هذا النشاط ضمن سلسلة من الفعاليات التطوعية المنظمة التي يقوم بتنفيذها مركز بديل في مختلف مناطق الضفة الغربية ضمن الحملة التي أطلقها مؤخر ا لرفع الوعي حول سياسة التهجير القسري المستمر الذي يتعرض له الفلسطينيون وسعيا إلحياء وتنشيط العمل الطوعي الوطني. هذا وقد نفذ هذا النشاط التطوعي بالتعاون مع بلدية الخضر وبالشراكة مع المؤسسات القاعدية التالية: بديل م ب ادرة ال دف اع المشترك/جمعية الشبان المسيحيين مركز المعلومات البديلة بيت ساحور مركز الجئ مخيم عايدة مركز الرواد مخيم عايدة مؤسسة شروق مخيم الدهيشة مركز ثقافة الطفل مخيم الفوار مركز العمل الشبابي للتنمية المجتمعية )ليلك(/مخيم الدهيشة مركز بديل وبالتعاون مع مركز السالم ومجموعة من المؤسسات القاعدية في منطقة بيت لحم ينظم فعالية فوتوغرافية سينمائية ارتباط ا بفعاليات أسبوع مقاومة الفصل العنصري اإلسرائيلي حول العالم بيت لحم 14 أذار 2013 في إطار فعاليات أسبوع مقاومة الفصل العنصري اإلسرائيلي قام بديل/ المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة والالجئين بتنظيم فعالية في قاعة وسينما مركز السالم/بيت لحم وهذا بالتعاون مع كل من مركز السالم مركز المعلومات البديلة/بيت ساحور مبادرة الدفاع عن األراضي المحتلة OPGAI مؤسسة شروق/مخيم الدهيشة مركز العمل الشبابي للتنمية المجتمعية )ليلك(/مخيم الدهيشة جمعية الرواد للثقافة والمسرح/مخيم عايدة مركز ثقافة الطفل/مخيم الفوار ومركز الجئ/مخيم عايدة. حيث اشتملت الفعالية على معرض للصور الفوتوغرافية التي تتطرق لمظاهر الفصل العنصري والممارسات االستعمارية العنصرية من قبل جيش االحتالل ضد سكان البلدة القديمة في الخليل. كما جاء الجناح اآلخر في المعرض ليقدم مجموعة من الصور الملتقطة عبر عبور عديد من الحواجز العسكرية االستعمارية في أنحاء الضفة الغربية المحتلة حيث كان المعرض األول من إنتاج لجنة حماية الخليل أما الثاني فقد كان بعدسة فريق التصوير الفرنسي المعروف باسم ماجدة وأندريا. وتال ذلك عرض للجزء الخامس من فلم سيرة الجئ لفريق اإلخراج المكون من أسيل منصور وبيرال عيسى وآدم شابيرو إذ يتناول الفلم عدة محاور تتعلق بمسيرة الالجئين الفلسطينيين منذ اإلقتالع حتى جدل الحديث عن العودة في ظروف الواقع الراهن اليوم. وقد حضر هذه الفعالية مجموعات من الشباب الناشط في مخيمات اللجوء في منطقة بيت لحم إلى جانب عدد من المتضامنين والمقيمين األجانب في فلسطين. وكان قد افتتح أعمال المعرض الفوتوغرافي قداسة المطران ثيوذيوس عطا الله حنا- رئيس أساقفة سبسطية للروم األرثوذكس- الذي أكد على ضرورة مقارعة إرادة االستعمار بإرادة اكثر صالبة وتمحور ا حول الحقوق الفلسطينية الغير قابلة للتصرف. بديل
18 ١٨ ا يار ٢٠١٣ بديل/ المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة والالجئين يتمتع بصفة استشارية لدى المجلس االقتصادي واالجتماعي في األمم المتحدة إعالن انطالق جائز الفلسطينيون داخل الخط األخضر للسنة السابعة على التوالي يعلن بديل/ المركز الفلسطيني لمصادر حقوق ال إنا هنا باقون نحرس ظل ا طريقة إرسا يتم إرسال المواد للمشاركة على بريد ألكتروني بديل/ المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة والالجئين. بيت ل شروط وتوضيحات عامة )تنطبق على كل مشارك/ة التقيد بكافة الشروط التفصيلية الخاصة بكل حقل من الحقول 2.2 المشاركة مفتوحة للفلسطينيين وغيرهم ولكافة األعمار ومن كافة أنحاء العالم. 3.3 يشترط في األعمال المشاركة أن تكون أصيلة مبتكرة لم يسبق نشرها بأي شكل من األشكال. 4.4 أية مشاركة تحمل مضامين أو رموزا عنصرية من أي نوع أو شكل سيتم استثناءها من المنافسة. 5.5 لكل مشارك/ة الحق بتقديم مشاركة واحدة فقط ال غير على انه يجوز له/ا أن يشارك في أكثر من حقل. 6.6 يتكفل بديل بطباعة ونشر وتوزيع وترويج المشاركات الفائزة في كتب خاصة أو ضمن إصدارات مركز بديل المختلفة بحسب شروط كل حقل. جائزة العودة ألفضل كاريكاتير لليوم العالمي لالجئ موضوع الكاريكاتير الفني: التحيز/اإلسناد الدولي إلسرائيل على حساب حقوق الشعب الفلسطيني وخصوصا حق الالجئين في العودة. الشروط الخاصة والمواصفات الفنية: يمكن استخدام الكومبيوتر وأية تقنيه أخرى لتنفيذ العمل المشارك يجب ان تتوافر في العمل المشارك المواصفات الفنية التالية: حجم A4 ألوان CMYK DPI 300 :Resolution 3. إرسال النسخة األصلية لضمان جودة النسخ والحفظ االلكتروني والتقييم الموضوعي. 4. تقبل الرسومات ملونة أو باألبيض واألسود. 5. يراعى في العمل عنصري جودة وقوة ووضوح الفكرة وجودة التنفيذ/التجسيد الفني. موعد وطريقة التقديم: ترسل المشاركاتعلى عنوان البريد االلكتروني أو تسلم باليد او ترسل بالبريد السريع إلى مركز بديل على العنوان التالي: ص.ب 728 بيت لحم الضفة الغربية-فلسطين. يرفق مع المشاركة ملف )وردWord ) يتضمن المعلومات التالية: سيرة ذاتية من خمسة أسطر على األكثر االسم أو الكنية العنوان رقم الهاتف- العنوان اإللكتروني. قيمة الجائزة: الجائزة األولى: 1000 دوالر الجائزة الثانية: 800 دوالر الجائزة الثالثة: 600 دوالر آخر موعد لتقديم المشاركات: الجمعة 31 ايار 2013 كما ويتكفل مركز بديل: بطباعة الكاريكاتير الفائز بالجائزة األولى ونشره بأكثر من 5000 نسخة توزع في كافة أنحاء فلسطين والمنافي في يوم الالجئ العالمي. إقامة معرض خاص باألعمال المختارة والتي تنطبق عليها الشروط باالستناد إلى توصية اللجنة خالل حفل االختتام وتوزيع الجوائز. بتكريم أصحاب أفضل عشرة مشاركات بحسب تقدير لجنة التحكيم وبمنحهم جوائز تقديرية خالل مهرجان الجائزة الذي يقام في تموز 2013.
19 ة العودة للعام 2013 الفلسطينيون داخل الخط األخضر ا يار ١٩ ٢٠١٣ بديل/ المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة والالجئين يتمتع بصفة استشارية لدى المجلس االقتصادي واالجتماعي في األمم المتحدة تحت شعار: التحرر للعام وضرورات السنوية فلسطين جائزة العودة ربيع مواطنة والالجئين عن إطالق لتين والزيتون جيال فجيال ل المشاركات awdaawar أو تسليمها او إرسالها بالبريد على عنوان مركز بديل: حم شارع الكركفة عمارة المجد )بجانب فندق بيت لحم( الطابق األول. الشروط التالية على كافة الحقول(: 7.7 يكرم مركز بديل ويسلم الجوائز النقدية والتقديرية للفائزين/ات في جميع الحقول خالل مهرجان الجائزة في تموز تصدر األحكام عن لجان تحكيم مهنية ومستقلة عن مركز بديل ويلتزم بديل بأحكامها وتوصياتها. 9.9 لمركز بديل الحق في استخدام وتحرير ونشر جميع المواد المشاركة وبالطريقة التي يراها مناسبة على ان ال ينتقص ذلك من حقوق المشارك/ة الفكرية واألدبية والفنية عدم استالم المشاركات في المواعيد المحددة في الشروط التفصيلية يؤدي إلى استثنائها حتى لو كانت قد أرسلت بالبريد قبل التاريخ المعلن. جائزة العودة للصورة الفوتوغرافية موضوع الصورة الفوتوغرافية: يتمحور موضوع الصورة الفوتوغرافية حول مظاهر النكبة المستمرة و/أو سبل/ أشكال مواجهتها و/أو واقع ومعاناة الالجئين الفلسطينيين. الشروط الخاصة والمواصفات الفنية: يجوز تقديم الصورة ملونة أو اسود وابيض. ان تكون الصورة على طبيعتها حيث ال تقبل الصورة المعالجة ضمن البرامج االلكترونية إال إذا أرفقت النسخة المعالجة بالصورة األصلية. ال تحتوي الصورة على نصوص مضافة بما في ذلك اسم المشارك/ة. ان تكون الصورة بدرجتي وضوح ودقة عاليتين وترسل بملف من نوع )jpg( وجودة dpi( 300(. ال يتحمل مركز بديل مسؤولية قانونية عن أي إخالل في حقوق ملكية الصورة المرشحة والفائزة. موعد وطريقة التقديم: ترسل النسخة االلكترونية للصورة على ملف خاص باإلضافة إلى ملف من نوع ) word (يحتوي على السيرة الذاتية للمشترك/ة وشرح مختصر عن الصورة يتضمن التعريف بالصورة )المكان الزمان الحدث/المناسبة الشخوص إذا لزم والمحتوى( بما ال يتجاوز 50 كلمة. على بريد الكتروني: awdaaward@badil.org قيمة الجائزة: الجائزة االولي: 900 دوالر الجائزة الثانية: 600 دوالر الجائزة الثالثة: 400 دوالر كما ويتكفل مركز بديل: ط ب اع ة ون ش ر ال ص ور ال ف ائ زة ضمن إص دارات بديل المختلفة. إق ام ة م ع رض خ اص باألعمال المختارة والتي تنطبق عليها ال ش روط ب االس ت ن اد إل ى توصية اللجنة خالل حفل االختتام وتوزيع الجوائز. بتكريم أصحاب أفضل ع ش رة م ش ارك ات بحسب ت ق دي ر ل ج ن ة التحكيم وبمنحهم جوائز تقديرية خالل مهرجان الجائزة الذي يقام في تموز آخر موعد لتقديم المشاركات: يوم الجمعة 31 ايار 2013 جائزة العودة لقصص األطفال الموضوع القصة: تعزيز مفهوم الهوية الوطنية لدى األطفال من خالل تناول الرموز الوطنية العامة مثل فلسطين األرض العلم الكوفية الزيتون الصبار وغيرها. شروط خاصة: الشروط والتوضيحات العامة جزء ال يتجزأ من الشروط الخاصة لكل حقل. أن تكون القصة مالئمة لألطفال )ما دون عشر سنوات فقط(. أن تكون المادة المقدمة مكتوبة بلغة عربية صحيحة. أن ال يزيد عدد كلمات القصة عن 200 كلمة. من الممكن للكاتب/ة أن يرفق القصة برسومات أو صور أو مالحظات متصلة بموضوع القصة سواء أكانت من إنتاجه أو من إنتاج شخص آخر شاركه العمل و/أو أجاز له استخدامها لهذا الغرض مع األخذ في االعتبار أن الرسومات المرفقة غير ملزمة الستخدامها عند نشر القصة. ستخضع القصص الفائزة للتحرير قبل النشر. موعد وطريقة التقديم: ترسل القصص المرشحة بملف الكتروني من نوع word فقط مرفقة بالسيرة الذاتية للمؤلف وعنوان االتصال به على البريد اإللكتروني: awdaaward@badil.org أو تسلم باليد أو ترسل بالبريد السريع على قرص مدمج )CD( إلى مركز بديل. آخر موعد لتقديم المشاركات: يوم الجمعة 31 ايار 2013 قيمة الجائزة: الجائزة االولى: 2000 دوالر الجائزة الثانية: 1000 دوالر الجائزة الثالثة: 700 دوالر كما ويتكفل مركز بديل: بطباعة ونشر القصص الثالث الفائزة ضمن إصدارات مركز بديل المختلفة. يمنح مركز بديل أصحاب النسخ الفائزة 100 نسخة من اإلصدار مجانا. يكرم بديل أصحاب أفضل عشر قصص بحسب توصيات لجنة التحكيم ويمنح أصحابها جوائز تقديرية خالل مهرجان التكريم الذي يقام في تموز 2013.
20 ٢٠ ا يار ٢٠١٣ إعالن نتائج مسابقة جائزة العودة السنوية حقل أفضل بوستر للنكبة أعلن بديل/ المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة والالجئين اليوم الخميس الموافق 2013/4/25 عن أسماء الفائزين/ات في حقل البوستر المركزي للنكبة من جائزة العودة السنوية للعام 2013 والذي يختص بفن البوستر وارتباطه بالنضال الفلسطيني في سبيل تحقيق العودة وتقرير المصير. وقد أنهت لجنة التحكيم المختصة تقييمها للمشاركات التي وصلت إلى حقل البوستر لهذا العام والتي بلغت 90 مشاركة وصلت من مختلف مناطق فلسطين التاريخية والشتات. وبعد نقاش معمق لمحتوى المشاركات وجوانبها الفنية وإجراء التقييمات وفق ا للمعايير المهنية المرعية والشروط التي وضعت من قبل لجنة التحكيم فقد رأت اللجنة المكونة من الفنان الفلسطيني يوسف كتلو والسيد محمد عليان من دائرة شؤون الالجئين في منظمة التحرير الفلسطينية وكل من باسم صبيح وعطا الله سالم من مركز بديل أن المشاركات لهذا العام تميزت عن السنوات السابقة في اإلبداع في تجسيد المحتوى النضالي في االعمال الفنية. كما وأشارت لجنة التحكيم الى ان نسبة كبيرة من المشاركات لهذا العام قد التزمت بالمعايير والمتطلبات المرعية لجائزة العودة السنوية. وقد رأت اللجنة أن معظم األعمال المشاركة يمكن توظيفها كأدوات فنية- نضالية لخدمة العمل الدعوي على كل المستويات: المحلية والدولية الشعبية والرسمية وذلك لما تحمله من قيمة جمالية ورمزية إنسانية وسياسية. بناء على ذلك فقد كانت النتائج على النحو التالي: الجائزة األولى وقيمتها 2000 دوالر لبوستر الفنان مصعب اب و سل المقيم في مخيم البريج قطاع غزة. الجائزة الثانية وقيمتها 1000 دوالر لبوستر الفنان محمد جعيدي من مدينة قلقيلية الضفة الغربية. الجائزة الثالثة وقيمتها 700 دوالر لبوستر الفنان شحدة درغام المقيم في قطاع غزة. أما الجوائز التقديرية المتبقية فقد منحت بالتساوي لكل من بوسترات الفنانين: ه دى شمس ال دي ن ال والي ات المتحدة األمريكية. عامر الشوملي بيت ساحور. امنة حبوب رام الله. عزت مكركر بيت جاال. عبد المهدي حنني نابلس. زياد حاج علي رام الله. رامي عباس اسبانيا. وقد أشار مركز بديل الى ان تكريم الفائزين/ات في حقل البوستر لهذا العام سيتم في الفعاليات التي سيقيمها المركز ضمن فعاليات مقاومة النكبة المستمرة حيث سيحدد التاريخ الحقا. وفي نفس اإلط ار فقد أش ار مركز بديل إلى استمرار استالم المشاركات في حقول الجائزة الثالث المتبقية وهي حقل قصة األطفال وحقل الكاريكاتير وحقل ال ص ورة الفوتوغرافية اذ سيكون الموعد النهائي الستالم المشاركات في هذه الحقول يوم الجمعة الموافق 31 أيار بوستر محمد جعيدي صاحب المرتبة الثانية جائزة العودة 2013 ) بديل(.
21 ا يار ٢١ ٢٠١٣ نحو تفكيك المحميات بقلم: فراس جابر* هل يمكن لنا أن نقيم جسر ا للعودة هل لهذا الجسر أن ي حول الحديث عن نكبة الشعب الفلسطيني من سرد مضني لأللم والذكرى إلى حافز للعودة هل له أن يمر فوق قرارات األمم المتحدة التي ما تزال بانتظار التطبيق بتحويلها إلى فعل مركزي جديدا فعل مركزي جديد يؤسس على إقامة بنى شعبية فلسطينية تتجاوز مسألة االحتفاظ والمناداة بحق العودة ونتقل به إلى ممارسة فعلية له بشتى الطرق والوسائل الشعبية. فعال ينبني جدي ا ويلتقط مسيرات الالجئين على حدود سوريا ولبنان وعبور بضعة أفراد بالفعل ووصولهم إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها بحيث تصبح صيرورة دائمة الداللة ومتعددة األشكال والوسائل. هذا الفعل الذي يؤسس لبنية مركزية قائمة على مقولة واحدة»ممارسة حق العودة«بحيث ت وظف في سبيلها كافة الطاقات الوطنية المهدورة لتصبح ذكرى النكبة ممارسة مضادة تناهض فعل»نفي«الفلسطيني إلى»حضور«منزرع في أرضه ووطنه وتعمل على تفكيك»المحميات«التي أسسها االستعمار الصهيوني وصوال إلى فضاء فلسطيني حر ومتحرر من القيود والحواجز والجدران واألسالك الشائكة. إن تركيز الممارسة السياسية الرسمية والحزبية في األراضي الفلسطيني قائم على أسس»محسوبة«بحيث ال تزعج القوى الدولية ارتكاز ا على جملة مصالح تأسست على مر عقود. أما نوع الممارسة الثانية التي أضحت في تراجع مستمر فتتمثل فيما يعرف ب مقاومة»محسوبة«بحيث تسهم في إضفاء مشروعية على مشروع سياسي كما أنها تميل إلى تكرار فكرة»المغالبة«وتتجاهل القدرة واإلمكانية لزراعة اإلنسان الفلسطيني على أرضه. األهم أن هذه البنى السياسية ال تعمل وفق ا لمقولة السيطرة وتحرير الحيز الفلسطيني ككينونة مادية وعالقات بجوهر إنساني وأنظمة الحكم من االحتالل بل يتم العمل على انتظار لحظة واحدة تمر عبر»السالم«من أجل اكتساب السيطرة على الضفة الغربية وقطاع غزة علم ا بأن االحتالل ال يتوقف عن ممارسة االقتالع واإلزاحة بحق الفلسطينيين. إذن كمحصلة لهذا التنويه العجول نحن نتحدث عن تجاوز بنى الفعل الفلسطيني القائمة والمحدودة إلى بنية شعبية مرنة يمكنها بالمران والممارسة أن تخلق فعال جديد ا قائم ا باألساس على تحقيق العودة من خالل وسائل وتنظيرات تتجاوز السائدة بحيث تحول زخم االرتباط الحنيني باألرض والمكان إلى عالقة تواصل معها. نعرف أن تخليق»الجديد«يصطدم بالقديم عادة ولكن هذا الجديد يرتبط بالقديم األصيل ألنه يستعيده ويعود به إلى لحظة زمنية أصلية ومتجددة بذات الوقت. معادلة القضية الفلسطينية وفي محاولة شديدة لتبسطيها تنطوي على األرض واإلنسان واألدوات المستخدمة اآلن تتجاهل األرض واإلنسان وتركز على البنى السياسية لذلك نجد أن حضور القضية الفلسطينية واالنتماء الوطني في تجليات الوعي العامة في تراجع مستمر ألن اإلنسان بطبعه يميل للحرية على حساب الخضوع والضبط لسلطة سياسية مهما كانت فما بالك بوجود بنية استعمارية تعمل على االقتالع من جهة وزرع ما هو غريب من جهة أخرى فيما نجد أن البنى الفلسطينية تعمل على اإلخضاع أكثر. يبقى أمامنا كإستراتيجية أن يتم توظيف كامل ألحد عنصري الصراع )اإلنسان( توظيف ا يمعن في تحقيق شرط اإلنسانية من خالل ممارسة الوجود والتحرر وكذلك توظيف ا يتيح ممارسة العودة كشرط إنساني فلسطيني أي أن تحقق العودة ألي فلسطيني من الشتات أو األراضي المحتلة من خالل ممارسة العودة إلى األرض أي أرض فلسطينية وبناء تفاعل معها من خالل البناء والعمل والزراعة عودة ال تلتزم بمناطق»التواجد«الفلسطيني المقيدة بل تنفتح نحو المناطق الفلسطينية غير المأهولة. يعيدنا غسان كنفاني وإلياس خوري وناجي العلي وغيرهم من خالل األدب المقاوم إلى أفراد مارسوا هذا الحق بالعودة عبر ممارسة المقاومة والنضال أو من أجل الرجوع للوطن. ففي عائد إلى حيفا»حين وصل سعيد إلى مشارف حيفا قادما إليها بسيارته عن طريق القدس أحس أن شيئا ما ربط لسانه فالتزم الصمت وشعر باألسى يتسلقه من الداخل. وللحظة واحدة راودته فكرة أن يرجع ودون أن ينظر إليها كان يعرف أنها آخذة بالبكاء الصامت وفجأة جاء صوت البحر تماما كما كان. كال لم تعد إليه الذاكرة شيئا فشيئا. بل انهالت في داخل رأسه كما يتساقط جدار من الحجارة ويتراكم بعضه فوق بعض. لقد جاءت األمور واألحداث فجأة وأخذت تتساقط فوق بعضها وتمأل جسده. وبقدر ما يشدنا وما يزال فاعال هذا األدب إال أنه لم يوظف سياسي ا ووطني ا بالمعنى الواسع ضمن الصراع بل بقي مادة تحريضية وفي الفترات األخيرة تميل البنى السياسية والفكرية الرسمية إلى تجاهل هذا النوع من التحريض الفكري الوطني وتعمل على إشهار الصور الفنية والذائقة الشعرية. العدو يميل خالل الصراع إلى توظيف منهجي وواعي لفكرة االقتالع والفصل فنجد أن بناء السور الفاصل أو الجدران حول الحدود هي محاولة لتحقيق هدفين والهدفان أهم من فكرة األمن وحدها أو حتى فكرة ألفصل أي فصل الفلسطيني عن اإلسرائيلي رغم صوابيتها إال أنها تسعى لتحقيق الهدف األول المعروف بالسيطرة على الحيز واألرض والحيز هنا يعني الداخلي المأسور والثاني هي احتجاز الفلسطيني العربي بالخارج ومنع دخوله إال ضمن شروط الضبط والتطويع التي تحددها قوة االحتالل أي أنها تأسر الفعل الممكن وتبقيه بالخارج/ الداخل تحت الحد األدنى الذي يجب أن يتوفر للبقاء على قيد الحياة. نحن نجد أنفسنا أمام لحظة مختلفة في تاريخ االستعمار تتشابه ربما في تاريخ استعمار أمريكا الشمالية من قبل أوروبا الكولونيالية فاالستعمار يميل لفصل نفسه داخل أماكن محصنة ومعزولة عن باقي الشعب المستعمر من أجل حماية نفسه إال أننا كفلسطينيين محصورين في أماكن محصنة تشبه السجون الكبيرة التي تتبع نفس التقنية في الضبط و التحكم باألسرى وتقسيمهم إلى مجموعات أصغر ليسهل التحكم فيهم وأي قراءة لتقسيم الضفة الغربية يوصلنا لنفس النتيجة. هذا ما حصل فعال في تاريخ استعمار أمريكا الشمالية التي جادلت في أن السكان األصليين ال يستخدمون األراض ي لغايات البناء واإلنتاج كما أن الرجل األبيض يستطيع التعامل بعقالنية مع هذه األرض جزء من هذه العقالنية إصدار القوانين التي تكرس تفوقه واالستعمار والحق ا ومع إبادة السكان األصليين جرى حصر الباقيين منهم في محميات وجرى التخلص من النفايات السامة بالقرب من هذه المحميات. وعليه يجري توليد رواية التفوق والشجاعة في اقتحام األرض البكر المجهولة وقتال البدائيين كما يجري اآلن من طرف المستوطنات مع فارق تطور تكنولوجيا التحكم والضبط للجموع البشرية أي السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من األرض مع تجميع السكان في أماكن نائية بعيدة عن المركز والسيطرة عليهم من خالل القوة والحراسة تلك التي نشاهدها على الحواجز العسكرية. يتضمن إذن نفي الفلسطيني عند الحديث عن نكبته ال لحظة زمنية فارقة بل ماكينة استعمارية تتعلم وتتطور يومي ا في ممارساتها من أجل إزاحة الفلسطيني إلى الهامش الذي أصبح متعدد ا مدن وقرى عربية بالداخل يجري حصارها وتهويدها و دمجها قطاع غزة يجري حصاره وإبعاده بالكامل عن التواصل الجغرافي تقطيع أوصال الضفة الغربية وتحويلها إلى محميات مكتظة بالسكان مخيمات الشتات الصغيرة التي ال تنفتح باإلمكانية لممارسة تواصل مع فلسطين هذا يعني أن التضاد مع هذه األيديولوجية يتم من الخارج التدفق الفلسطيني للعودة إلى الحيز المحيط المكان األصلي من خالل نشاط جماعي وعشوائي غير منتظم بحيث ال يصبح الضبط ممكن ا من خالل القوة العسكرية أو من خالل حصار التجمع نفسه. حينها يمكن التساؤل هل تصبح المخيمات فعال حيز ا يدل ويؤشر على العودة أو على النكبة! والفارق كبير. لماذا لم يتم انتشار الفلسطينيين وتحديد ا الالجئين في التالل والوديان الخالية من السكان لحمايتها بعد مرور فترة ولنتجاوز اإلجابة بضرورة تقديم الخدمات وتسهيلها أو استئجار أراضي محددة. ألن المقارنة ال تتم بين المخيم اآلن والقرية كصورة حنينية لالجئ الفلسطيني وإذا أردت الضغط أكثر على هذه الصورة الحنينية فلم تعد القرى والمدن التي ه جر منها الفلسطينيين كما كانت إال في مخيلة كبار السن وهذا يعني أن العودة بشقها العملي تتم إلى الحيز الفلسطيني المتاح وممارسة بناء مجتمع فلسطيني جديد بعالقات جديدة. ال أدع ي امتالك أجوبة ولكنها فسحة من الكلمات للتفكير في إمكانية تفكيك نموذج المحميات االستعماري وصوال إلى حيز فلسطيني حر يمارس عليه الفلسطينيون عودتهم بشتى الطرق. *فراس جابر: باحث مؤسس/ مرصد السياسات االقتصادية االجتماعية. له عدة دراسات تتعلق بشان االقتصاد التنموي واالجتماع العربي والفلسطيني القدس. مركز بديل يشارك في الدورة 22 لمجلس حقوق اإلنسان التابع لألمم المتحدة 28/03/2013 شارك مركز بديل بفعالية كبيرة في الدورة 22 لمجلس حقوق اإلنسان )UNHRC( التي تواصلت جلساتها من 25 شباط حتى 22 آذار فقد قدم بديل تقريرين مشتركين وثالثة بيانات مقروءة )تعرض مباشرة خالل الجلسات. باإلضافة إلى ذلك صادق مركز بديل على تقرير وبيان شفوي واحد قدمت من مؤسسات أخرى. وكان مركز بديل قد نظ م فعالية دعوية مساندة على هامش جلسة االستماع لبعثة تقصي الحقائق الدولية بشأن المستعمرات اإلسرائيلية في األرض الفلسطينية المحتلة في 18 آذار كما وشارك المركز في الفعالية المساندة التي نظمتها مؤسسة عدالة على هامش الجلسة الخاصة بانتهاكات حقوق األرض والسكن والتخطيط في إسرائيل واألرض الفلسطينية المحتلة في 4 آذار كما وشارك مركز بديل العمل مع العديد من المؤسسات وأعضاء الوفود الرسمية باإلضافة إلى أعضاء من المجتمع الدولي المدني من ذلك مشاركته في لقاء مع المفوض السامي لألمم المتحدة لحقوق اإلنسان نافي بيالي في 12 اذار وكانت اجتماعات مجلس األمم المتحدة لحقوق اإلنسان في دورته األخيرة بمثابة فرصة هامة لمركز بديل لتعزيز وترويج استراتيجيته الدعوية القانونية لعام 2013 الهادفة إلى دعم حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف مسلط ا الضوء على السياسات اإلسرائيلية التي تتسبب في التهجير القسري المستمر للفلسطينيين على جانبي الخط األخضر. التقارير: تقرير مشترك حول مناطق إطالق النار تقرير مشترك حول االنتهاكات اإلسرائيلية للقانون الدولي تجاه فلسطين والفلسطينيين تقرير مشترك حول تسهيل االنسحاب الثابت إلسرائيل من المحاسبة الدولية البيانات المقروءة 4 آذار نقاش مع المقرر الخاص المعني بالحق في السكن الالئق كعنصر من العناصر المكونة للحق في مستوى معيشي مالئم الفصل آذار نقاش مع لجنة التحقيق بشأن حالة حقوق اإلنسان الالجئون الفلسطينيون في الجمهورية العربية السورية الفصل آذار نقاش مع بعثة تقصي الحقائق الدولية المستقلة للتحقيق في اآلث ار المترتبة على المستعمرات اإلسرائيلية الفصل آذار 2013 جلسة حوار ونقاش حول البند 7 المتعلق بحالة حقوق اإلنسان في فلسطين واألراضي العربية المحتلة األخرى الفصل 29. البيانات/التقارير المشتركة: بيان مجلس منظمات حقوق اإلنسان الفلسطينية: يجب على مجلس األمم المتحدة لحقوق اإلنسان حماية الفلسطينيين من التهجير القسري على جانبي الخط األخضر. بيان مجلس منظمات حقوق اإلنسان الفلسطينية: قرار األمم المتحدة بشأن المستعمرات: فرصة أخرى ضائعة لتعزيز حقوق الشعب الفلسطيني الفعاليات المساندة المنعقدة على هامش أعمال المجلس الرسمية: االثنين 4 آذار: شارك مركز بديل في فعالية نظمتها مؤسسة عدالة حول انتهاك حقوق السكن األراض ي والتخطيط في إسرائيل واألرض الفلسطينية المحتلة. األثنين 18 آذار: نظم مركز بديل فعالية حول بعثة تقصي الحقائق الدولية بشأن المستعمرات اإلسرائيلية في األرض الفلسطينية المحتلة.
22 شعب وإرادة حق العودة ٢٠١٣ ا يار ٢٢ أيديولوجي توافق االقتصادي: والسالم الثالث الطريق بين دعنا* طارق بقلم: الشارع في الجدل فياض سالم الفلسطيني الوزراء رئيس استقالة أثارت بعد ما مرحلة حول عديدة تساؤالت وطرحت بعد «يأتي»ماذا حول الفلسطيني نهاية تضع فياض استقالة أن اعتبار إلى المتفائلين بعض ذهب فيما فياض تدهور الى أدى اجتماعي اقتصادي سياسي نهج في تمثلت مريرة لحقبة التفاوضي السياسي المسار على سلبا وأثر والمعيشية المجتمعية األحوال اإلدارة إعالن أن إال الفلسطينية. السلطة في السياسية النخبة تتبناه الذي مليارات لضخ خطة في البدء عن كيري جون خارجيتها وزير بلسان األمريكية مشاريع من رزمة تنفيذ عبر الفلسطينية السلطة اقتصاد لتطوير ال دوالرات تأتي والتي الغربية الضفة في عمل فرص آالف وخلق التحتية البنية تستهدف»السالم ب المعروف الصهيوني اليمين بنهج األمريكية اإلدارة لقناعة كاستجابة رغم بأنه لتؤكد فياض بعد ما مرحلة مالمح عن الغموض أزالت قد االقتصادي«بدونه. أو معه مستمرا سيظل فياض اتبعه الذي النهج فان االستقالة عن 2007 سنة الوزراء رئيس منصب في تعيينه تم عندما فياض يخف لم التي القائمة حملته الذي االسم نفس وهو الثالثالطريق تبني نحو ميوله مقعدين. على وحصلت 2006 عام التشريعي المجلس انتخابات في هو ترأسها فهي الفلسطينية السياسة في مسبوق غير نهج إلى الثالثالطريق تعزى واالنتفاضات المسلح بالكفاح المتمثل األول الطريق أن فرضية على تعتمد إلى وصل قد بالمفاوضات المتمثلة الثاني الطريق وان فشل قد الجماهيرية وتحقيق حديثة مؤسسات ببناء يتمثل الجديد النهج فان وبالتالي مسدود طريق واقع أمر فرض أجل من الجديدة الليبرالية مبادئ على تعتمد اقتصادية تنمية تسمح بطريقة أنفسهم إدارة على قادرون الفلسطينيين أن مفاده العالم أمام الحكومية البرامج عنه عبرت ما وهذا دولي ا. بها معترف دولة على الحصول لهم المؤسسات بناء ثالثة: أبعاد على رك زت والتي 2008 العام منذ المتوالية بأنها الحكومية البرامج هذه في االنتباه يلفت ما األمن. االقتصادية»التنمية«من شكل أي وتستبعد الدولي البنك نمط على تمام ا المفرطة بالتقنية تتميز البرامج هذه حظيت وقد االسرائيلي. اإلحتالل مع السياسية المواجهة أشكال القرار صانعي ودوائر واإلعالمية األكاديمية األوساط في واسع بصدى الحكومية واألبحاث. التقارير في»الفياضية«مصطلح تداول المألوف من وأصبح الغرب في المشهد في الفياضية الظاهرة تقدمه ما جوهر إن الحال واق ع وف ي المصممة الجديدة الليبرالية سياسات من مستوردة رزمة هو الجديد الفلسطيني على بدورها تقتصر ال والتي المحافظة الرأسمالية المؤسسات أعرق أروقة في والخصخصة االقتصادي التحرير على تشدد كالسيكية اقتصادية سياسات طريق من الحمائية القوانين وإزالة التنمية عملية إدارة في الدولة دور وإلغاء التغلغل حد إلى يتجاوزها بل للقارات. العابر المال ورأس الضخمة الشركات من كامل مؤسساتي حقل خلق عبر وذلك االجتماعية البنى في العميق الثقافي التنموية والمشاريع الحكومية غير والمنظمات واألكاديمية اإلعالمية الهيئات السياسي التيار وأهداف تنسجم ورؤى وأفكارا قيما موجه بشكل تبث التي تمثل ال الجديدة الليبرالية بأن الباحثين من العديد يتفق المهيمن. االقتصادي فلسفي منبع ذات ايديولوجية هي ما بقدر فقط اقتصادية سياسات ذاتها بحد أشكال أحد يمثل المجتمعي الوعي اختراق تحقيق من تمكنها وأن وثقافي الثقافية. اإلمبريالية لنهج استمرارا الحالية الصهيوني اليمين حكومة تمثل أخرى ناحية من الضروري»من بقوله نتنياهو بنيامين عنها عبر والتي االقتصاديالسالم دور وتغليب االقتصادي الرفاه من بها ومتحكم محددة أجواء خلق على العمل هذا يأتي المنطقة«. في السالم مفتاح هو السياسة وليس اإلقتصاد إن األمن االقتصاد هيكلة إعادة لمتطلبات كاستجابة الصراع مسألة مع التعامل في النهج في اسرائيل بدأته الذي الحر السوق اقتصاد تبني على المستند اإلسرائيلي الجتذاب السياسي االستقرار من مناسبة أجواء خلق وتطلب الثمانينات أواسط أكبر وتحقيق اإلسرائيلية الشركات عمل سالسة وضمان األجنبية االستثمارات إلى اإلسرائيلي االقتصادي النمط تحول إن المال. رأس وتراكم الربح من قدر الصراع أسباب حل الى التطرق بدون استقرار من تطلبه وما الحر السوق نظام منظمة مع إتفاقية عن البحث إلى اسرائيل دفعت التي العوامل أهم أحد يعتبر باريس كبرتوكول اتفاقيات من تالها وما أوسلو بصيغة الفلسطينية التحرير 1967 لعام المحتلة المناطق تحويل إلى باألساس هدفت والتي االقتصادي األمر حقيقة وفي االحتالل. وشركات ألجهزة ضخم ربحي استثماري مشروع إلى اإلقتصادي االرتباط فك نحو تدريجية خطوات إلى االتفاقيات هذه تؤد لم لقد تماما العكس على بل المحتلة واألرض االستعمارية البنية بين والسياسي االستعمارية الهيمنة وأسلوب شكل في تحول نقطة اإلتفاقيات هذه مثلت شكلها من السيطرة إنتاج إعادة تم بحيث الفلسطينية والمقدرات المصادر على وعربيا فلسطينيا بها معترف وتوافقية ممأسسة تبعية إلى المباشر القسري هذه على الموقع الفلسطيني الحبر الوجود حيز إلى خروجها في ساهم ودوليا االتفاقيات. الالذعة الفلسطينية االنتقادات ورغم»ال س الم إس ت رات ي ج ي ة إل ى ال م وج ه ة بأن لالهتمام الالفت من أنه اال االقتصادي االقتصادي للسالم األساسية المكونات حيثيات مع النقاط من العديد في تتقاطع على يرتكزان فكالهما الثالث الطريق نهج يميل وكالهما الجديدة الليبرالية مبادئ على واألمن االقتصاد عنصري تغليب إلى السالم تحقيق أجل من السياسة حساب القاعدة نفس على يسد أيضا وكالهما االلتقاء نقاط ان واأليديولوجية. النظرية ما حيثيات مع كبير حد إلى تنسجم هذه والتي الماليةالليبرالية بنظرية يسمى األيديولوجية الركائز أحد ذاتها بحد تشكل الدولية المالية المؤسسات عليها قامت التي للعديد الخارجية السياسات توجه والتي التنمية ووك االت الغربية الحكومات من النظرية هذه تدعي الدوليين. والممولين بين االق ت ص ادي ال ت ع اون تكثيف ب أن مستوى في مطلقة زيادة إلى يؤدي دولتين المدمرة والخسائر الباهظة التكاليف تجنب إلى يؤدي قد وذلك االقتصادي الرفاه للكاتب الساذجة األطروحات في النظرية هذه أثرت ولقد السياسية. للمواجهة ثقافة ترويج على تستند نظرية قدم الذي فريدمان توماس األمريكي الصحفي الذهبيةالقنطرة والمسماة العالمي السالم لتحقيق األمريكية اإلستهالك بأن تدعي والتي ماكدونالدز السريعة االمريكية الوجبات سلسلة إلى نسبة يمكن ال ماكدونالز األمريكية السريعة الوجبات سلسلة تمتلكان دولتين»أي أشد من فريدمان يعتبر ذلك على عالوة البعض«. بعضهما ضد الحرب يشنا أن لتماثله نظرا المؤسسات وإدارة الحكم في الثالث الطريق لنموذج المتحمسين الفلسطيني- الصراع سياق في الماليةالليبرالية نظرية تطبيق بأن قناعاته مع السالم. خلق أجل من المطلوب االقتصادي الرفاه بتحقيق كفيل اإلسرائيلي الفلسطينية-اإلسرائيلية العالقات مسار فهم بمكان الضروري من أنه إذن وإستراتيجية الثالث الطريق نهج بين األيديولوجي التوافق إطار ضمن الحالي من األخيرة السنوات مدى على التفاعل هذا أنتجه وما اإلقتصادي السالم مستوى على وتحوالت الفلسطينية القضية على مباشرة وغير مباشرة انعكاسات السنوات خالل األرض على التفاعل هذا مالمح تجسدت فلقد والصراع. المجتمع المجتمعية الحقول من العديد في المشاريع من رزمة تنفيذ عبر الماضية واألمنية. واالقتصادية والمؤسساتية والثقافية والتنموية إغفالها في تتمثل والتطبيقات األفكار هذه مثل تشوبه الذي القصور إن الفلسطيني السياق تعقيدات مع وتتعامل أعمالها جدول من اإلستعمارية للبنية والحدود األرض على اإلحتالل سيطرة عن الناتج البنيوي الخلل عن بمعزل المعقد اإلقتصادي اإلزدهار مستوى فهم يمكن فمثال المحلية. اإلقتصادية والقاعدة اإلحصاءات لغة تخفي بحيث الوهم على ومبنية مبرمجة بعملية السياق هذا في بعدا االقتصادي النمو معدالت انخفاض أو ارتفاع قياس في الدارجة واألرقام حجم تعكس ال االقتصادي النمو معدالت قياس أن حيث كبير حد إلى مضلال أصحاب خدمة إلى الهادفة االقتصادية السياسات عن الناجم االجتماعي الضرر التأثيرات وحتى الفقيرة االجتماعية الفئات على والشركات األم وال رؤوس في بها المعمول اإلقتصادي النمو معدالت إن المتوسطة. الطبقة على السلبية تستبعد الفلسطينية الحكومة تتبناه التي النيوليبرالي االقتصادي النظام إطار بعين تأخذ وال العادل التوزيع وإعادة االجتماعية العدالة مؤشرات تام بشكل االقتصادي واألمن االجتماعي والرفاه المحلي اإلنتاج دور مثل مسائل االعتبار ككل. للمجتمع االجتماعي في العالية االقتصادي النمو معدالت أثبتت الفلسطينية الحالة ففي الساحقة لألغلبية المعيشة مستوى رفع في عقمها مدى السابقة السنوات عام في الفلسطينيون المسؤولون احتفل فعندما الفلسطينيين. السكان من بغير االقتصاديون المراقبون اعتبره والذي %7 ب يقدر مرتفع نمو بمعدل 2010 وليس األجنبية المساعدات على التام شبه الفلسطيني اإلعتماد رغم المسبوق وعزت النمو هذا مثل على اإلسرائيلية الحكومة أثنت وقد الذاتية. القدرة على خالل من وذلك الفلسطينية السلطة مع المتعاونةسياساتها دور إلى ذلك تقرير تحدى ذلك ومع التجارية. الحركة وتسهيل العسكرية الحواجز بعض إزالة الفلسطيني االقتصاد الزدهار المخادعة الصورة هذه األونروا وكالة عن صادر ٢٠١٢ الله رام االقتصادية باريس اتفاقية على محتجون )electronicintifada. org )المصدر: حيث والعالمية المحلية اإلعالم وسائل عبر مضلل بشكل ترويجها يتم والتي يتم التي العمل فرص من بكثير أسرع بوتيرة البطالة نسبة ارتفاع التقرير أكد باإلضافة الخاص. والقطاع المدني والمجتمع السلطة مشاريع قبل من توفيرها لمتوسط الشرائية القوة معدالت في حاد انخفاض إلى التقرير ينبه ذلك إلى واستمرار العمل عن العاطلين لطوابير المرتفعة األعداد مواجهة في وذلك األجور األساسية. االستهالكية السلع أسعار تضخم االجتماعي- للضبط كأداة االقتصاد من الشكل هذا يستخدم عام بشكل الى الفلسطيني المجتمع من واسعة شرائح بتحويل تقضي بحيث السياسي ممارسة على إغراءهم عبر والممارسة الثقافة مستوى على استهالكية مجموعات هنا ومن المستهدفة. للفئات الحقيقي الدخل بكثير يفوق قد معيشة مستوى على الحصول عملية وتسهيل أبوابها بفتح لها االيعاز تم التي البنوك دور يبرز والعاملين. الموظفين من واسع لقطاع األمد طويلة استهالكية لمشاريع قروض الفارهة السيارات من الهائل الكم من الغربية الضفة لمدن الزائر يندهش فقد اقتناء في المتسارعة والوتيرة االستهالكية والمقتنيات الفخمة والمطاعم الباهظة األسعار تستوقفه عندما الزائر دهشة تزداد وقد السكنية الشقق المثال سبيل فعلى البضائع. على المسبوقة غير للضرائب نظرا المقتنيات لهذه والدول بإسرائيل مقارنة جدا مرتفعة الغربية الضفة في السيارات أسعار تعتبر شهدت ذلك ورغم %75 إلى عليها المفروضة الجمارك وصول بسبب العربية في التسهيالت بسبب الحديثة بالسيارات اكتظاظا الماضية الخمسة السنوات طويلة. سنوات إلى تسديدها فترة يصل والتي القروض فرواتب وسياسية نفسية أبعادا طياتها في البنكية القروض مسألة تحمل األجانب المانحين على يعتمد ريعي اقتصادي لنظام نتاج هي الموظفين يرتبط بامتياز سياسية أداة هو المال هذا أن إثبات في يترددون ال والذين السلطة تماشي عدم حالة ففي السياسي. الفلسطينية السلطة بسلوك توفيرها األجندة مع متوافقة دائما تبدو الحال بطبيعة والتي الغربية الحكومات ورغبة اجتماعية تداعيات من تحمله بما عقابية كأداة التمويل وقف يتم اإلسرائيلية وقعوا الذين أولئك وخصوصا الموظفين أوضاع على خطيرة ونفسية واقتصادية شرائح تحييد في القروض سياسات ساهمت لقد البنكية. القروض شرك في بوتقة في وحجزتهم العامة السياسية الهموم عن الفلسطينيين من واسعة القيم اختراق على مؤشرا ذلك ويعتبر الشخصية. واالنشغاالت المادية الهموم الممكن فمن الفلسطيني االجتماعي للنسيج الفردانية واالجتماعية الثقافية باتجاه اإلجتماعية والعالقات والسلوكيات العقلية في عميقة تحوالت مالحظة وتضعضع االستهالكية والنزعات الفردية قيم فيها يتعزز حياة نمط ممارسة حساب على الشخصية المصالح تفضيل نحو والنزوع االجتماعي التضامن قيم العديد أن يبدو الواقع هذا خضم وفي العامة. والوطنية المجتمعية القضايا نمط مع والتفاعل الجديدة الليبرالية واقع مع فعال تكيفوا قد الفلسطينيين من في يتجسد الالسوي التعايش هذا مثل اعتيادي. بشكل االحتالل تحت الحياة نتنياهو لبنيامين االنتخابية للحملة الرئيسيين المدراء أحد ليفيرامي ثقافة المحالت لسلسلة بامتالكه والمعروف االقتصاديالسالم مشروع مروجي وأحد اكتسبت والتي بالمستوطنات والملحقة اسمه تحمل والتي الشهيرة التجارية سواء. حد على والمستوطنين الفلسطينيين الزبائن استقبالها بسبب شهرتها
23 ا يار ٢٣ ٢٠١٣ ففي مثل هذا المشهد الصادم تقف المرأة الفلسطينية بالقرب من مستوطن مغتصب لألرض أمام رفوف المواد االستهالكية حيث يبدون متساوين أمام ثقافة االستهالك لكن حينما يغادرون المحل يذهب كل منهم إلى موقف سيارات منفصل ال يختلف نظامه عن نظام الفصل العنصري المفروض على الفلسطينيين. أما على المستوى التنموي فثمة العديد من األمثلة لمشاريع ضخمة تتجسد فيها حميمية اللقاء بين رؤوس األموال الفلسطينية واإلسرائيلية واإلقليمية بال أي اكتراث لقضايا كانت حتى وقت قريب ذات حساسية عالية ومرفوضة بشكل مطلق من قبل الحركة الوطنية الفلسطينية كالتطبيع بكافة أشكاله. أحد أهم األمثلة التي يمكن طرحها في هذا السياق هو المدينة الفلسطينية الجديدة»روابي«والتي تستهدف إسكان الطبقات المتوسطة العليا والرأسمالية وهو أمر من شأنه زيادة حدة التقسيم الطبقي وتغييب العدالة االجتماعية في مجتمع يعاني من الفقر والبطالة ويعيش قطاع مركزي من سكانه في مخيمات الالجئين. لقد تم إسناد مهمة بناء هذه المدينة الحديثة لما يزيد عن عشرة شركات اعمار اسرائيلية ورغم ادعاء القائمين على المشروع بتحديد شروط مقاطعة اقتصاد المستوطنات من قبل هذه الشركات كشرط للتعاقد لكن تبقى هذه المشاركة اإلسرائيلية بحد ذاتها دعوة صارخة لمشاركة أجهزة االحتالل في»تنمية«المناطق المحتلة وهي بذلك تحلل أحد أخطر أشكال التطبيع الممؤسس وغير المسبوق في تاريخ فلسطين الحديث. واستمرارا لهذا النهج التنموي القائم على تراكم رأس المال تكشف بعض التحقيقات عن وجود استثمارات فلسطينية-إسرائيلية مشتركة تشمل أشكاال متفاوتة من»التعاون االقتصادي«بين رجال أعمال إسرائيليين وفلسطينيين تتراوح ما بين استثمارات فلسطينية داخل المناطق الصناعية التابعة للمستوطنات أو عبر مشاريع شراكة تتم ما بين رجال أعمال فلسطينيين وإسرائيليين داخل هذه المناطق الصناعية- الزراعية االستعمارية تتكثف هذه االستثمارات في مناطق مثل بركان وعطروت ومعاليه أدوميم والمستعمرات الزراعية-الصناعية في منطقة اريحا األغوار أو عبر عمليات سرية للغاية يتم من خاللها التالعب ببضائع المستوطنات المجهزة للتصدير للخارج وتحويلها إلى فلسطينية المنشأ بحيث يتم تصديرها على أساس أنها»صنعت في فلسطين«وذلك بهدف االلتفاف على حمالت المقاطعة العالمية للمنتج اإلسرائيلي. لقد بدأت تتوضح مالمح هذا المشروع وتأثيراته المجتمعية في أكثر الحقول المعرفية والثقافية حساسية وذلك بوتيرة متسارعة. فقد توصلت بعض الدراسات التي تناولت الواقع التعليمي في فلسطين إلى نتيجة أنه وضمن رؤية الحكومة الفلسطينية الحالية لتنمية قطاع التعليم العالي أبعاد ا أكثر خطورة تكمن في تحويل التعليم وبالتحديد التعليم العالي إلى سلعة للتداول وإفراغه من حساسيته للسياق الفلسطيني وخصوصيته بشكل خاص والخصوصية الجنوبية بشكل عام. وتركيز التعليم العالي اليوم وكما هو واضح في الخطة يرك ز على التكنولوجيا وبعض التخصصات التي تهدف إلى تشغيل الخريجين ولكن بدون ثقافة فهناك كفاء ة في التخصص ولكن بدون ثقافة اجتماعية سياسية. إن مثل هذا االنحراف في أهم الحقول الحيوية في إنتاج المعرفة والثقافة البد أن ينعكس على األجيال الفلسطينية الناشئة ويهدد مستقبل الهوية الوطنية الفلسطينية التي صقلت خالل عقود طويلة من النضال والتضحيات. ففي سياق تغيير المناهج التعليمية المدرسية توصلت بعض الدراسات إلى أن فلسطين غيبت في المنهاج المدرسي كما غيبت الهوية والوطنية لتحل محلها ثقافة جديدة تختزل فلسطين في الواقع المصنع أج زاء من الضفة وغ زة والفلسطيني في هذا المنهاج هو من يسكن فيها ويخضع للسلطة الوطنية الفلسطينية ما أدى إلى انتقال الذاكرة الجمعية من ذاكرة الوطن إلى الالذاكرة. أو إحالل ذاكرة جديدة منطلقة من قيم المركزانية األوروبية التسامح والمواطنة والعيش المشترك. عالوة على ذلك يتم التالعب بمفهوم المجتمع المدني وإخضاعه لخدمة رأس المال وبث قيم الليبرالية الجديدة كاستجابة لرؤية الطريق الثالث. يبرز ذلك في قيام بعض الرأسماليين الفلسطينيين وقيادات المنظمات غير الحكومية في العديد من المناسبات بترديد نفس المنطق القائل بتفوق التعاون االقتصادي على المواجهة السياسية في تحقيق السالم. ترى إحدى الشخصيات الالمعة في القطاع الخاص الفلسطيني والتي بنفس الوقت تترأس مجلس إدارة إحدى المنظمات غير الحكومية المدعومة من البنك الدولي والمؤمن بمبادئ الليبرالية الجديد وق وة الماركات العالمية في التغيير االجتماعي والسياسي بأن»أفضل محرك للسالم واالستقرار والنمو االقتصادي هو خلق بيئة صحية لألعمال االقتصادية«. تلعب المنظمات غير الحكومية الممولة من الغرب دورا محوريا في تعزيز المسار التنموي الحالي بحيث أن العديد منها وأكثرها ثقال وتأثيرا قد عدلت برامجها ومشاريعها لتنسجم مع برنامج حكومة سالم فياض. وهنا تتطرق الخطط اإلستراتيجية للعديد من هذه المنظمات إلى البرامج المتوالية لحكومة سالم فياض منذ عام 2008 والتي تحدد أولويات الحكومة بالنسبة إلى الموازنة والحكم واالقتصاد والخدمات االجتماعية والبنية التحتية. ترى هذه الخطة اإلستراتيجية بأن برامج الحكومة ستساعد المنظمات غير الحكومية بشكل فاعل على إعادة مراجعة برامجها وتعديل مسار المشاريع التنموية لهذه المنظمات للمساهمة في دعم واستكمال مجهودات الحكومة في تحقيق األولويات الوطنية. عالوة على ذلك تدعو الخطة اإلستراتيجية إلى فتح أبواب جديدة إلدخال واسع النطاق للمنظمات غير الحكومية للعمل على صياغة اإلطار العام للمشاركة في وضع أولويات التدخل في القطاعات المجتمعية المختلفة. إن مثل هذه الظواهر الناتجة عن التفاعل ما بين الطريق الثالث والسالم االقتصادي قد ساهمت في إظهار الصراع اإلسرائيلي- الفلسطيني بحلة جديدة ليس لها مثيل في نظريات إدارة الصراع. إن تحويل المناطق المحتلة في الضفة الغربية الى حقل صراعي تديره عقول الليبرالية الجديدة و مأسسة أنظمة التجزئة الجغرافية والعزل والفصل العنصري والتحكم باألرض والمصادر وفرض منظومة عالية من التقنيات العسكرية التكنولوجية قد ساهم في إضفاء سمات جديدة تتمثل في زي ادة القدرة اإلسرائيلية العالية في التحكم والسيطرة وضبط مسار ومجريات الصراع إلى أدنى درجات الكثافة بشكل يتناسب ومخططات إدارة االحتالل في تعميق سيطرتها على المناطق بدون عراقيل أو مقاومة. ورغم أن بعض توجهات السلطة غير المرغوب بها إسرائيليا مثل التوجه للحصول على عضوية دولة مراقب في األمم المتحدة قد أدى إلى تدهور األوضاع المعيشية في الضفة الغربية بسبب وقف التمويل األمريكي واحتجاز اسرائيل لمستحقات السلطة من أموال الجمارك إلى الحد الذي أوصل السلطة المتأزمة ماليا إلى حالة مأزق خطير أمام الجماهير الغاضبة في الشارع خشيت اسرائيل من خروج االحتجاجات عن السيطرة واندالع انتفاضة ثالثة وسارعت بتحويل الضرائب الجمركية إلى السلطة كمحاولة إلسكات الشارع الفلسطيني المتذمر. وبالفعل ساهمت هذه الخطوات رغم قصورها في إنقاذ السلطة من أزمتها البنيوية في تهدئة الشارع الفلسطيني مما أثبت للعديد من المراقبين بأن نجاعة مشروع السالم االقتصادي حسب مفهوم نتنياهو يعتمد على تقزيم القضايا السياسية الجوهرية والحقوق الفلسطينية التاريخية إلى مجرد مجموعة من المطالب األساسية المرتبطة بلقمة العيش وضمان استمرار عجلة االستهالك وبذلك تضمن المؤسسة االستعمارية الصهيونية ضبطها لمجريات األمور بشكل فعال. لعل أخذ مسألة التوافق األيديولوجي بين السالم االقتصادي والطريق الثالث كنقطة انطالق لتحليل التحوالت السياسية واالجتماعية والثقافية واالقتصادية الهائلة التي ألمت بالمجتمع الفلسطيني خالل السنوات األخيرة قد تساعدنا في فهم درجة اإلحباط والالمباالة والسلبية الشعبية في االستجابة لنداءات القضايا الوطنية الملحة كما في حالة إضراب األسرى في السجون. ففكرة تحول مركزية المقاومة إلى داخل السجون وفي مقابلها بضع عشرات من المتضامين المتواجدين في خيمات االعتصام لهو ذو مؤشرات جد خطيرة ومهينة للمنظومة المعرفية والعملية لمفهوم المقاومة التي بنتها عقود من النضاالت والتضحيات الشعبية في سبيل التحرر. ففي هذه المرحلة العصيبة من تاريخ القضية الفلسطينية التي يحكمها مزيج من التنازالت السياسية واإلقتتاالت الداخلية والعصبيات الفصائلية المفتقرة إلى أرضية وطنية حقيقية وفي ظل تراجع الوعي التحرري وضياع البوصلة الوطنية يبقى الشعب الفلسطيني مشتتا بال قيادة تمثل طموحاته وترجع حقوقه المسلوبة. إن المسار الحالي الذي ابتدأ منذ أوسلو انتهاء بنهج الطريق الثالث يحمل في طياته بذور انحدار كارثي على كافة الصعد السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية واألخالقية. ففي الوقت الذي انتهكت فيه األرض وسلبت واقتلع منها سكانها األصليون تجري محاوالت حثيثة مدروسة وممنهجة مصدرها من الخارج ومنفذها من الداخل الستهداف اإلنسان الفلسطيني وتجريده من آخر أسلحة يمتلكها: الوعي والهوية. لقد آن األوان لمراجعة شاملة للمسار الفلسطيني من أجل خلق تغيير جذري شامل في كافة المفاهيم واألنظمة وطرق التفكير السائدة هذا إن أردنا فعال أن ننقذ ما يمكن إنقاذه. *طارق دعنا: أستاذ العلوم السياسية والعالقات الدولية. عقبات أمام تفهم النضال الفلسطيني من منظار بريطاني بقام: ريتشارد هوبر* صراحة في الماضي لم أكن من داعمي القضية الفلسطينية. إال إنتضامني مع القضية الفلسطينية قد ولد حين تشاطرت العيش في شقة سكنية مع طالب سوري خالل فترة التعليم في جامعة ليستر في بريطانيا. بسبب عدم توفر النقود للسهر خارج البيت إعتدنا على البقاء في البيت مساء لمناقشة الوضع في الشرق األوسط عامة والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص. بداية رفضت وصف صديقي إلسرائيل كمحتل ومعتدي. فقد تساءلت كيف لدولة ي حتفى بها كقلعة الديمقراطية والتي تت سم بتعددية حزبية كبيرة أن ت تهم بالمسؤولية عن كارثة كالنكبة أال يتحم ل الفلسطينيون جزءامن المسؤولية تجاه مأساتهم أال تتحمل البلدان العربية المجاورة المسؤولية عن التهجير ال شك بأني كنت حينها شاب ا صغير ا ساذج ا مم ا أث ر سلبا على فهمي. لألسف هنالك نقص في بريطانيا فيما يتعلق بتفهم تاريخ ورواية فلسطين. وذلك غير مفاجئ فإن تاريخ فلسطين غائب عن المنهاج التعليمي الوطني في المدارس البريطانية. هنالك أيضا الكثير من الجهات التي تتزاحم في محاوالتها التأثير على الرأي العام. لعل الجهة األقوى واألكثر تأثيرا هي اللوبي الصهيوني والتي من دعاتها أغلبية أعضاء البرلمان من المحافظين الحزب الحاكم في بريطانيا الذين يشكلون جزءا مم ا ي سم ى بمجموعة أصدقاء إسرائيل. بعبارات تجارية اسرائيل تعنى بتسويق نفسها وكأنها بلد غرب-أوروبي. إن ذلك يتمثل عبر مشاركتها بنشاطات أوروبية صرفة: مثل بطوالت المنتخبات لكرة القدم أو مهرجان األغاني األوروبي يورو-فيزيون. هذا التسويق ي كافأ إيجابا ويحرر إسرائيل من منزلة الغريب. الداللة على ذلك هي الدعم الكبير التي تحظى به في أروقة صن اع القرار. مع أن إنكار النكبة في بريطانيا ليس شامال كما هو الحال في إسرائيل فإن المؤرخين ووسائل اإلعالم على حد سواء يصورون التهجير اإلكراهي للشعب الفلسطيني بعدم دقة بالغة وكأنها نتيجة للحرب وليس كتهجير قسري م خطط ومبرمج. شريكون في هذا الوصف محط ات إذاعة مم ن يتمتعن باحترام وسيط كبيرين كمحطة ال.BBC هذه المحط ات تقلل من شأن وحقيقة النكبة. عقبة أخرى تقف أمام تفهم الواقع الفلسطيني تكمن في الطريقة التي يتم من خاللها عرض التقارير في إطار اإلعالم المهيمن. فإن المقاومة الفلسطينية نادرا ما توصف في سياق استمرار االحتالل اإلسرائيلي. وذلك ناتج جزئي ا عن افتقار الصحافيين لإللمام المناسب بتاريخ فلسطين لكن ه نابع أيضا عن الرغبة لديهم بتبسيط األحداث للمشاهد. هؤالء الصحافيون نادرامايربطون أحداثاآنية بالنكبة بالرغم من أن التطهير العرقي مستمر حت ى يومنا هذا عبر التهجير الصامت وهدم البيوت ومصادرة األراضي وأكثر من ذلك. في حين أن وسائل اإلعالم في بريطانيا بأحسن األحوال متغي رة بما يتعلق بعرض المسائل الفلسطينية فهنالك وفرة زخمة من مقاالت ومدونات الكترونية مم ا يتيح لناشطين ملتزمين الحصول على معلومات أوفر. أنا شخصي ا مشترك مسج ل في عدة صفحات لألخبار على موقع الفيسبوك كما أقرأ أخبارا عن فلسطين في الغارديان وهآرتس وموقع الجزيرة ومواقع أخرى. ال شك بأن الحدود القومية كما عهدناها سابقا قد زالت من عالمنا الحديث الذي يتسم بالتشبيك السلس. مع ذلك فإنه من المؤسف أن هذه المعلومات الوافرة الكترونيا يقرأها عدد قليل فقط من الناشطين الملتزمين. على الرغم من ذلك فإن العالم االفتراضي يمنح الفرصة للعديد من األصوات بأن تسمع وهذا أمر إيجابي. إن التعاطف تجاه اليهود بسبب المحرقة الهولوكوست وأحداث الحرب العالمية الثانية يمكنه أن يشوه آراء الناس كلم ا تعلق األمر بالنضال الفلسطيني. فهم يتحفظون على تبن ي موقف ا معاديا لإلسرائيليين خوفا من أن يسهل ذلك على داعمي اسرائيل اتهامهم بمعاداة الس امية. أحيان ا يصعب الفرار من هذه التصنيفات وذلك يحف ز البعض على غض الطرف. إن هذاالتكتيك ينجح أحيانابإخراس حتى صحافيين من وسائل اإلعالم المهيمنة. إسكات الغريمين عبر اتهامات زائفة هو أمر مشروع من وجهة نظر صهيونية. طالما كان ذلك في خدمة قضيتهم. قد يسيطر على بعض الناس العاديين شعور باإلرهاق والسأم حين يتعلق األمر بالقضية الفلسطينية وإحساس بأن األمر ميؤوس منه. وعليه فجزء من برنامج العمل ألي ة حركة تضامن مع الشعب الفلسطيني يجب أن يكون نشر المعلومات وتعزيز المعنويات لدى اآلخرين. كما يتوج ب تحفيزهم على توظيف غضبهم عبر النشاط في إحدى المبادرات الفعالة مثل المبادرة العالمية للمقاطعة وسحب االستثمارات وفرض العقوبات على اسرائيل. إن ه أمر سار للغاية أن هنالك عددا ال بأس به من الشخصيات البريطانية الشهيرة والمعروفة مثل األديب إيان بانكس قد أعلنوا جهرا دعمهم لهذه المبادرة. ود لقد كنت ناشط ا في مدينة ليستر بحملة تستهدف صفقات ال G4S وهي شركة ت ز السجون اإلسرائيلية بمعدات رقابة وأمن. في أيامنا هذه قررت الشركة التراجع عن إتمام بعض العقود المثيرة للجدل. يحتاج الناشطون في مبادرة المقاطعة إلى استثمار الكثير من الطاقة والوقت لكن كما رأينا من خالل تجربة الضغط على جنوب أفريقيا فإنها حتم ا ستثمر. *ريتشارد هوبر: أستاذ تقنية المعلومات في جامعة كامبريدج عضو في حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني في بريطانيا.
24 ٢٤ ا يار ٢٠١٣ مقاومة الت طبيع: ورقة مفاهيمي ة * وثيقة ل مسار تحر ري بقلم: هشام البستاني** ي رد مصطلح»التطبيع«في ع دة مجاالت مختلفة تخدم سياقات متشابهة: ففي علم االجتماع يعني»التطبيع«العمليات االجتماعية التي تتحول فيها األفكار واألفعال والسلوكيات التي قد تكون غير مقبولة سابق ا أو مستهجنة إلى أمر»طبيعي«ومقبول وعادي وجزء من الحياة اليومية للناس ضمن منظومتهم القيمية/االجتماعية. أما في الدبلوماسية وعالم العالقات الدولية ف«التطبيع«يعني عودة العالقات السياسية واالقتصادية والتجارية والثقافية وغيرها بين دولتين كانتا قبل ذلك في حالة حرب أو عداء أو انقطاع للعالقات بينهما أو لم تتمتعا بأية عالقة كانت. وفي العربية تستعمل كلمة التطبيع أيض ا في سياق التعامل مع الخيل بمعنى: الترويض وتهيئة الحصان ليتقب ل راكبه ويطيعه. أول دخول لهذاالمصطلح في سياق العالقة مع»إسرائيل«في المنطقة العربية كان إثر توقيع معاهدة كامب ديفيد بين نظام أنور السادات في مصر وبين الكيان الصهيوني عام 1979 وبرعاية من الواليات المتحدة األمريكية التي و ق عت هذه المعاهدة تحت إشرافها الكامل والتي استمر النظام الحاكم في مصر بالحفاظ عليها وعلى ما ترت ب عليها من نتائج تحت رئاسة حسني مبارك وفي حقبة محمد مرسي واإلخوان المسلمين. كنتيجة مباشرة للمعاهدة تم»تطبيع«العالقات بين»البلدين«بالمعنى الدبلوماسي ومحاولة استئناف العالقات االقتصادية والسياسية والثقافية والتجارية والسياحية وغيرها مما أدى إلى ظهور مباشر لحركة»مناهضة التطبيع«كرد فعل في األوساط الشعبي ة والثقافي ة والحزبي ة الم عارضة والتي رفضت إقامة عالقات من أي نوع مع»إسرائيل«على أي مستوى وأدانت وجر مت معنوي ا أي اتصال أو تعاون ومن أي نوع كان مع»إسرائيل«كنظام أو مؤسسات سواء حكومية كانت أو»مدني ة«أو حتى على مستوى األفراد. مع فصل مصر من جامعة الدول العربية إثر توقيع اتفاقية كامب ديفيد ومقاطعتها نسبي ا على المستوى العربي ظلت مقاومة التطبيع ومفرداتها ومفاهيمها محصورة في القطر المصري ولم تتجاوزه بشكل مؤثر إلى غيره من األقطار العربية النحصار الممارسات التطبيعية داخل مصر في حينه ولكن مع انطالق أعمال مؤتمر مدريد للسالم )1991( الذي حضرته منظمة التحرير الفلسطينية وحكومات دول الطوق )سوريا لبنان األردن( والراعيين )أميركا واالتحاد السوفييتي( إلطالق عملية»السالم«مع»إسرائيل«التي كانت حاضرة أيض ا وتمهيد الطريق أمام توقيع معاهدة أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية )1993( ومن ثم معاهدة وادي عربة مع النظام األردني )1994( وخروج العالقات التي جمعت النظام الر سمي العربي بالمؤسسات الصهيونية من ضبابي ة السري ة إلى وضوح العلن وتحول»إسرائيل«على الصعيد الرسمي العربي إلى»شريك«أو»صديق«في أسوأ األح وال بما في ذلك افتتاح ممثليات دبلوماسية أو تجارية لها في كثير من العواصم العربية والمجاهرة بإقامة عالقات تجارية أو سياسية أو ثقافية أو غيرها في أخرى أو إلى دولة معترف بها على حدود األراض ي المحتلة قبل العام 1967 مع عدم التحر ك الستعادة األراضي المحتل ة األخرى ضمن هذا المنطق )الضفة الغربية غزة شبعا الجوالن وغيرها( والقبول ب والمحافظة على األمر الواقع في أحسنها مع كل هذا تحول التطبيع في تسعينيات القرن الماضي من المستوى الر سمي والمجال السياسي )الذي كان مطب ع ا في األساس قبل كل تلك االتفاقيات والمعاهدات( إلى قضية عم ت المنطقة العربي ة كاملة بكامل مستوياتها وصارت مفردات مقاومتها جزءا يومي ا من النضال الشعبي لكل شعوبها إذ صار تحدي التطبيع تحدي ا عام ا يطل برأسه في كل مكان: من القطاع السياحي ومن التجارة والمنتجات االستهالكية ومن مهرجانات األفالم واللقاءات الثقافية ومن الصحافة واإلعالم ومن المجال السياسي ذاته طبع ا. ورغم هذا التاريخ الطويل لحركة مقاومة التطبيع إال أن المادة النظري ة/ المفاهيمية المتعل قة بها والتي يمكن على أساسها بناء المواقف واألولويات واإلجابة على األسئلة نادرة. وبينما يرتكز عمل لجان مقاومة التطبيع على تعريفات مبتسرة وسطحية وتسووية الطابع مهتمة أكثر بنقاط التوافق بين مكوناتها السياسية واإليديولوجية يغيب الفهم العميق لماهية المشروع الصهيوني نفسه وبالتالي بناء تعريف مفاهيمي يرتقي بكلمة التطبيع من خانة الشتيمة إلى خانة المفهوم المعرفي ويعمل على االنتقال بمقاومة التطبيع من خانة رد الفعل االنفعالية والميكانيكية إلى خانة الفعل الذي يحتكم بشروطه ال بشروط خصمه ويقدر بناء على ذلك على التأسيس للمستقبل. هذا ما ستحاوله هذه الوثيقة. من رد الفعل إلى الفعل الممنهج في سياق تحول األنظمة الرسمي ة العربية من صيغة الءات قم ة الخرطوم الشكلي ة )1967( في التعاطي مع إسرائيل )ال صلح ال اعتراف ال تفاوض( إلى صيغة االنخراط المتسارع والفعلي في المشروع الصهيوني فإن الحال يستدعي تعميق تعريف التطبيع ومقاومته واالنتقال به من حالة رد الفعل المرتبط بمواجهة النتائج أي مواجهة العالقات الناتجة عن معاهدات السالم ومرحلة االعتراف الرسمي ب إسرائيل مثل العالقات السياسية واالقتصادية والتجارية والثقافية والرياضية وغيرها إلى مواجهة المسب ب ذاته وهو هنا المشروع االستعماري االستيطاني الصهيوني ودولته. ولنوقف اإلنزياح عن الجوهري باتجاه ما هو فرعي فإن الجوهري في تعريف التطبيع هو: االعتراف بشرعية الكيان االستعماري االستيطاني الصهيوني المسمى إسرائيل وشرعي ة مشروعه وشرعي ة االستعمار االستيطاني في فلسطين والتعاطي معها على أنها جميع ا أمر طبيعي أو مسألة تحت مها الواقعية السياسية أو أي مبر ر آخر. إسرائيل«لكونها التشكل المادي لالستعمار االستيطاني الصهيوني تمث ل ظلم ا ال يمكن القبول به لمجر د وجوده حالها في ذلك كحال الموقف من أي نوع من أن واع الظلم كالعبودي ة واالستغالل وغيرها فكيف وإن أضفنا إليها سلسلة طويلة من المذابح واالعتداءات وارتباطاتها مع القوى اإلمبريالية واالستعمار وتوس عي تها ومحاولتها الهيمنة على محيطها بل ولعبها دور ا مساند ا لألنظمة القمعية والديكتاتورية في العالم من جنوب إفريقيا إلى العديد من أنظمة دول أميركا الوسطى والجنوبي ة وغيرها هكذا نستطيع القول أن التطبيع يتمث ل مادي ا بمساحة كبيرة من المواقف السياسية والممارسات المختلفة التي تبدأ من االعتراف المباشر أو غير المباشر بشرعية المشروع االستعماري االستيطاني الصهيوني و/ أو القبول بقيام الدولة الصهيونية على أي مساحة مهما كانت من أراضي وتمتد المنطقة العربية المحتلة منذ االستعمار البريطاني/الفرنسي لتشمل أية عالقات مثل العالقات االقتصادية أو السياسية أو الثقافية أو الرياضية أو غيرها مع هذا الكيان أو مؤسساته أو أفراده أو الترويج له بأشكال مختلفة أو الدعوة إلى التعايش معه والقبول به كأمر واقع أو أية ممارسات أخرى تشرعن»إسرائيل«ومؤسساتها وتدخلها كمكون»طبيعي«ومقبول في نسيج المنطقة. وتكتسب األف ع ال المترت بة على نتائج معاهدات ال س الم أو مستحق اتها قيمة تطبيعية أكبر مثل أخذ تأشيرة دخول )فيزا( من السفارات اإلسرائيلية. فمثل هذه األفعال تعترف ب وتؤكد أيض ا بشكل مباشر وغير مباشر على شرعي ة إسرائيل وسيادتها على األراضي التي استعمرتها وبالتالي أحقي تها في إعطاء تأشيرات الدخول إلى هذه األراضي كعمل سيادي وفوق ذلك يمث ل أخذ التأشيرة اإلسرائيلية قبوال مباشر ا لمعاهدات السالم ونتائجها فلوال مثل هذه المعاهدات لم تكن السفارات والممثلي ات لتوجد في العواصم العربي ة ولم تكن سلطة أوسلو المنزوعة السيادة في الواقع والتي ال سلطة لها إال السلطة األمنية ضمن ما يسمى التنسيق األمني )اإلسرائيلي الفلسطيني( لتوجد في بعض مناطق الضفة الغربية ولم يكن مواطنو الدول العربي ة ليستطيعوا أخذ مثل هذه التأشيرات والتصاريح لدخول األراضي المحتلة عامي 1948 و 1967 من األساس باستثناء بعض الفلسطينيين ممن كانت لهم عائالت في األراضي المحتلة عام 1967 ممن كانوا يستطيعون استصدار»تصاريح احتالل«خاصة لهم للزيارة. هذا إضافة إلى القيمة الدعائية التي تكسبها»إسرائيل«عبر االدعاء بأنها دولة»ديمقراطية«و«منفتحة«تمد ذراعيها للجميع بينمايرفضهااآلخرون»المنغلقون«وفوق ذلك فإن هذه الممارسات تفتح الباب رويد ا رويد ا في الفهم الجمعي للناس وعلى مدار فترة تاريخية أطول لتحول»إسرائيل«من خالل زيارتها إلى أمر«طبيعي«ومقبول. بهذا المعنى تتساوى مقاومة التطبيع مع مقاومة الصهيونية والمشروع الصهيوني. كالهما مصطلح يفيد المعنى ذاته لكن مفهوم مقاومة التطبيع يشير أكثر إل ى التحوالت التي نشأت في فترة السالم والعالقات العلني ة لألنظمة العربي ة مع إسرائيل وانزياح هذه العالقات عن المستوى السياسي فقط أثناء العالقات السري ة إلى كافة المستويات األخرى ويؤكد على الطبيعة الشعبي ة واالختراقي ة األعمق للتطبيع وعملها على مستوى تزوير الوعي والذاكرة الجمعي ة والتاريخ باإلضافة إلى أن الطبيعية الكيان الصهيوني الناتجة عن التقسيم االستعماري للمنطقة العربية تحيلنا أيض ا إلى الطبيعية الكيانات الق طرية الناتجة عن نفس التقسيم والعالقة العضوية التي تجمع كل هذه الكيانات بعضهاببعض ككيانات وظيفي ة مفرغة من امكانيات التحر ر وتابعة للقوى اإلقليمية والدولية أي بنى الهيمنة وهو ما يؤكد بدوره على ضرورة ترابط العمل على هذه السياقات والعوامل الداخلية والخارجية بسبب تشابكها العضوي ويجعل من الضروري تقديم خطاب متكامل يقدم رؤي ة ال تتناقض مستوياتها المختلفة مع بعضها البعض وتوضح ترابط ب نية االستعمار الخارجي مع الهيمنة الداخلية وتقدم نقد ا شامال إلفرازات بنية الهيمنة هذه وأدواتها المتناقضة بكلي تها مع العدالة ومصالح المجموع االجتماعي. لذلك كله فإن مفهوم»التطبيع«ومقاومته أشمل وأعمق وأكثر ارتباط ا بواقعنا المعاصر ويحيلنا ال إلى الصهيونية بشكلها المنفصل المجر د بل إلى الصهيونية واالستعمار واالمبريالية مع ا وارتباطهم الوثيق وافرازاتهم الجغرافية والسياسية والهوي اتية والفكرية. ما هي»الصهيونية«تتلخ صأعمدةخطابالتأسيسوالتثبيتالمشرع نللحركةالصهيونية في ثالثة أمور جميعها مفبركة: األول العمل على تحويل الدين اليهودي والذي ينتمي األفراد المعتقدين به مثلهم مثل المعتقدين بأية أديان أخرى أو أولئك الذين ال يعتقدون بأي دين إلى مروحة واسعة من القومي ات واالثني ات والخلفي ات والمرجعي ات الفكري ة والسياسية والهوي اتي ة إلى قومي ة ذات أصل عرقي واحد وتاريخ مشترك...الخ. والثاني ادع اء التمثيل الحصري لليهود واليهودي ة رغ م وجود جماعات يهودية متدي نة وعلمانية ترفض الصهيونية وتتساوى بذلك الصهيونية مع األصوليات الدينية التي تدعي لنفسها تمثيلها وحدها للدين وصوابي ة تفسيرها الحصري للنص الديني وتنفي تنوع وتعدد القراءات والتأويالت والتفسيرات والمذاهب داخل بنية الدين الواحد وتجعل منه ظاهرة ما فوق تاريخية. أم ا ثالثها فيتركز باالستناد إل ى فهم محدد وحرفي للمقوالت األسطورية التوراتية التي ال أساس حقيقي لها في الواقع في سياق تبرير الحق التاريخي في االستعمار االستيطاني وإبادة السكان األصليين وهي بالمناسبة ذات المفاهيم التوراتية التي استعملها المستعمرون البيض األوائل في األمريكتين وتحويل الرواية التوراتية األسطوري ة إلى رواية تاريخية. ه ذه هي األعمدة المفبركة التي يسقط في فخ ها الكثير ممن ينشغلون بمقاومة الصهيونية والتطبيع بينما تقوم تصوراتهم الرد فعلي ة بتعزيز المشروع الذي يراد مواجهته. فالقول مثال أن الصهيونية تساوي اليهودية وأنهما وجهان لعملة واحدة يعز ز مقوالت الصهيونية الثالث جميعها: فيؤكد النظر إلى اليهودية كقومية ال كدين يتوز ع أفراده على كل القومي ات والخلفي ات الفكري ة ويؤكد تمثيل الصهيونية الحصري لليهود رغم خطأ ذلك ويعز ر الفهم المحدد والحرفي للمقوالت األسطورية التوراتية ويتبن ى تاريخي تها المزورة رغم وجودتيارات إصالحية وتفكيكية كبيرة داخل اليهودية والمسيحية ال تفهم النص الديني بحرفي ته هذا باإلضافة إلى النقد العلمي/العلماني الذي يأتي من خارج النص الديني ال من داخله. وفق ذلك سيؤدي الموقف العدائي من اليهود بصفتهم يهود ا إلى دفع المزيد منهم إلى أحضان الصهيونية بدال من العمل على العكس. الحركة الصهيونية حركة براغماتي ة وال مشكلة لديها في العمل على وترويج عناصر ليست أساسية فيها: فهي ال تجد مشكلة في توظيف القومي ة من جهة وتوظيف الدين والخرافات الديني ة من جهة اخرى رغم أنها قامت أصال على أكتاف غير المؤمنين والعلمانيين بن غوريون وموشيه دايان مثال وكان خيار تأسيس مشروعها في الجنوب الغربي لبالدالشام واحد ا من عدة بدائل جغرافية أخرى في مناطق أخرى من العالم
25 ٢٥ ٢٠١٣ ا يار شعب وإرادة حق العودة الذي للتزوير تمام ا واعين كانوا المؤسسين الصهيونية آباء أن يعني مما تمام ا تنكشف البراغماتية الطروحات هذه أن إال أطروحتهم عليه تقوم الشديد الصراع الداخلية:»اإلسرائيلي«المجتمع تناقضات فحص عند البيض/»اإلسرائيليين«بين السافر والتمييز نين والمتدي العلمانيين بين مستعمرين ووجود واألفارقة العرب من الملونين واليهود األوروبيين العامل أن فكرة يدحض هذا كل تحديد ا الروس من اليهود غير من الرابط أن على ويؤكد اليهودي الدين هو»اإلسرائيلي«للمجتمع د الموح واقع من الرأسمالية تفرزه ما مع األساس هو االستيطاني االستعماري أن حقيقة يلغي ال واقع وهو أنفسهم المستوطنين مجتمع داخل طبقي ته بكلي االستيطاني االستعمار مشروع من جزء هي الطبقات تلك جميع استيطاني استعمار حركة األس اس في هي الصهيونية الحركة وأن هو هذا وأن والرأسمالية واالمبريالية االستعمارية بالبنى عضوي ا مرتبطة أخالقيته حيث من وتفكيكه مشروعها مواجهة في أهمية األكثر العامل ثاني ا. وفعاليته أوال وشرعيته المزورة مقوالتها تحويل على حثيث بشكل الصهيونية تعمل لهذا للصهيونية الموضوعي األساس عن النظر وصرف»طبيعية«حقائق إلى مما واألسس والمفاهيم»الحقائق«من المزورة النسخة تطبيع خالل من مناوشة مستوى إلى األخيرة هذه تفكيك مستوى من االنتقال يضمن وهو األمرين بين الكبير النوعي الفارق مالحظة مع عليها بة المترت النتائج إلى النظر وتحويل للصهيونية التأسيسية القواعد استتباب إلى يؤدي ما فقط. مفرزاتها والرأسمالية واالمبريالية االستعمار االقتصادية: التطبيع منظومة العامل هو كان والفرنسي البريطاني االستعمار أن ننسى أال علينا في له متقدمة استعمارية كقاعدة ودعمها»إسرائيل«إنشاء في األساسي اقتصادها لصالح رة المستعم الدول موارد لنهب االستعمار سعي سياق أن وحيث االقتصاد. هذا وسلع لمنتجات جديدة أسواق ولفتح الرأسمالي بطرق يتعلق فيما كبيرة جيواستراتيجية أهمية تمتلك العربية المنطقة النفط من كبرى ات احتياطي وتمتلك ة والبحري ة البري العالمية التجارة قلب في»إسرائيل«أنشئت فقد المعاصر الرأسمالي االقتصاد عصب على للحفاظ متقدمة استعمارية قاعدة جهة من لتكون العربية المنطقة أجل من المباشر السياسي أو العسكري والتدخل االستعمارية المصالح ر تحر إعاقة عبر المنطقة ة تبعي إلدامة ضامن ا أخرى جهة من ولتشكل ذلك عضوي ا مرتبطة وظيفية دولة هي»إسرائيل«أن يؤكد ما وهو شعوبها لم ولهذا الرأسمالي سياقها في المهيمنة العالمية والقوى باالستعمار الحاضنة من و«إسرائيل«الصهيونية الحركة تتحول أن مستغرب ا يكن بعد المتحدة الواليات إلى األولى العالمية الحرب وبعد قبل البريطانية إمبريالية قوة كأكبر صعوداألخيرة مع هذابالترافق الثانية. العالمية الحرب والسياسي والمالي العسكري الدعم أن مستغرب ا وليس العالم في األوروبي واإلتحاد األميركية المتحدة الواليات به تضطلع ل«إسرائيل«إلى المستقبل في»إسرائيل«تحولت إن مستغرب ا يكون ولن خاص بشكل العالمي. القوى ميزان ر تغي حال في أخرى إمبريالية من عضوي جزء المستمرة األوروبي واالتحاد المتحدة الواليات محاوالت نالحظ أن علينا تعزيز خالل من الغرض لهذا المنطقة في اقتصادي ا»إسرائيل«لدمج الصناعية والمدن الحرة التجارة واتفاقيات البينية التجارة وتشجيع الكبرى التحتية البنية ومشاريع اإلسرائيلية الموانئ خالل من والتصدير إن وغيرها. الحديد وسكك والغاز الكهرباء وشبكات البحرين قناة مثل في والمحوري األكبر االقتصادي المحور إلى التحول»إسرائيل«محاولة األوسط الشرق المتحدة: الواليات ته سم ما بعدها وما العربية المنطقة للعمالة مخزن إلى وتحويله اقتصادي ا المحيط إخضاع خالل من األوسع مع QIZs المؤهلة الصناعية والمدن ة الحر التجارة اتفاقيات الرخيصة استهالكي ومنفذ المثال. سبيل على الفلسطينية والسلطة ومصر األردن مركزية هي األولى مسألتين: إلى مباشر بشكل يشير السلعي للتسويق ل إسرائيل بالنسبة الرأسمالية االستغاللية/الهيمنية المنظومة المستوى على المنظومة هذه من فاعل كجزء نفسها هي ووضعها تتعدى المباشر الحيوي لمحيطها إسرائيل رؤية أن الثانية العالمي المغرب من تمتد منطقة إلى الفرات إلى النيل من الميثولوجية حدودها بين الشرس التنافس ر يفس ما وهو شرق ا الوسطى آسيا إلى األطلسي على هذه في النفوذ مد في إيران تركيا إسرائيل الثالث اإلقليمية القوى المساحة. والتطبيع الصهيوني المشروع مواجهة بأن القول بناإلى هذايؤدي كل من يتجزأ ال جزء هي األولى أن حيث من أيض ا الرأسمالية مواجهة تعني الثانية. بنية األجنبي والتمويل التطبيع الشركاء جعل خالل من النزاعات يمنع اإلقليمي االقتصادي االندماج في ا حرفي يرد ما هذا البعض بعضهم على أكثر معتمدين التجاريين أيلول إفريقيا وشمال األوسط الشرق مع التنموي التعاون إستراتيجية )SIDA( السويدية الدولية التنمية لوكالة 2015 األول كانون 2010 على تركز التي اإلستراتيجية هذه السويدية الخارجية لوزارة التابعة طبع ا إسرائيل مع للحدود العابرة الكبرى اإلقليمية المياه مشاريع أساسية كمقدمة العربية المنطقة في اقتصادي ا إسرائيل دمج وعلى إسرائيل وتطبيع الصهيوني االستيطاني االستعمار قضية لتصفية كما النزاعات منع السويدية: التنمية وكالة بلغة العربية المنطقة في العالمية الرأسمالية بالسوق تمام ا المنطقة إللحاق كمقدمة و أعاله يرد االقليمي ]االقتصادي[ االندماج السويدية: التنمية وكالة )بكلمات العالمية (. السوق في االندماج باتجاه خطوة سيكون أولوياتها ضمن تضع )SDC( والتعاون للتنمية السويسرية الوكالة الوسائل ودعم مستدام سالم تحقيق األوس ط الشرق لمنطقة سيتم من فمع إسرائيل إلى واضحة واإلشارات النزاعات لحل ة السلمي يكن لم إن األوسط الشرق منطقة في النزاع وحل السالم تحقيق بإسرائيل متعل ق ا األمر أي قليل سياسي تأثير لهما دولتين من المثالين بهذين جئنا ذات الصغيرة الدول هذه مثل حتى أنه على للبرهنة وسويسرا السويد المنطقة في إسرائيل إدماج باتجاه قوتها بكامل تدفع القليل التأثير الحدود عبر والتواصل التعاون المشتركة المشاريع خالل من وتطبيعها كوحدة اإلقليم مع التعامل النزاعات حل مبادرات السالم مبادرات للدول التابعة التمويلية مات المنظ حال هذا كان فإذا متكاملة. واحدة التابعة الUSAID مثل الكبار الممولين مع إذا الحال فكيف الصغيرة مؤسسة مثل الكبرى ومؤسساتها األوروبي االتحاد أو األميريكية للخارجية التطبيعية أهدافها وضوح بكل تعلن التي ليند آنا الخارجية ل وزارات تتبع الثقافية والمعاهد التمويل وكاالت معظم Institute British Council CIDA SDC USAID SIDA( بالدها في لبلدانها الخارجية السياسة ذراع من جزء فهي وبالتالي وغيرها( Francis الظروف. كل وتحت المحافل كل وفي بالمطلق إسرائيل تدعم التي هاينرش إيبرت فريدريش ناومان )فدريدرش األلمانية المؤسسات أما الحر )الديمقراطي األلمانية األحزاب تتبع فهي لوكسمبورغ( روزا بول إسرائيل يدعم وجميعها اليسار( الخضر الديمقراطي االجتماعي أنتجتها. الذي الصهيوني وبالمشروع بها ويقبل ة والتوسعي االستيطاني االستعمار عن الجهات هذه من شيئ ا نسمع ال هو منها نسمعه ما كل والهيمنة والمذابح والتشريد والقتل والعدوانية و الدمج الجسور و مد و التعايش النزاعات و حل السالم عن الثقافية والمشاريع المشتركة التحتية البنى و مشاريع االقتصادي وتنفذ منهم األموال تأخذ التي والجهات الممولين هؤالء إن المشتركة. هم فكل تبعات دون هكذا األموال يوز عون ال معهم بالتعاون مشاريع بمنطقتنا ق يتعل فيما وواضحة مكتوبة ات الستراتيجي وفق ا يعملون إسرائيل ودمج المنطقة إنتاج بإعادة كبير بشكل يشاركون فهم وبالتالي والثقافية واالقتصادية االجتماعية الصعد وعلى البنيوي بالمعنى فيها تبعية إنتاج إلى ي ؤدي بما بالممولين مالي ا مرتبطة فئات وتشكيل لين الممو عن االنفكاك تستطيع ال المجتمعات داخل كبرى اقتصادية يعمل الوقت وبنفس األمر هذا على واضح كنموذج الغربية الضفة أي ألن المحلية للمشاريع مالية استقاللية انجاز محاوالت تدمير على التمويل التبعية. من المزيد إلى يؤدي ما وهو الخارج من موجود التمويل بأبعادها الكبيرة التطبيع بنية داخل جزئية هو إذن األجنبي التمويل إنها بل سابق ا شرحناها التي والجيوسياسية والسياسية االقتصادية تأبيد وبالتالي المباشرة المالية التبعية انتاج على تعتمد ألنها أثر ا أكبر تطبيع على وتعمل مستقل بشكل المشاريع إنجاز محاوالت ووأد الهيمنة تعمل ثقافية( اجتماعية )نفسية عميقة مسارات خالل من إسرائيل هو األجنبي التمويل مقاومة فإن وهكذا والخطاب. الوعي مستويات على التطبيع. مقاومة من يتجزأ ال جزء وداعميها»إسرائيل«ومقاطعة التطبيع مقاومة بين واحدة تكون قد آلية المقاطعة عمل. إستراتيجية ليست المقاطعة نأخذها اإلستراتيجية إستراتيجية. لتحقيق كثيرة أخرى آليات ضمن من اإلستراتيجية تكون أن ينبغي»إسرائيل«حالة وفي التطبيع مقاومة من االستعماري االستيطاني المشروع عن الناتج التاريخي الظلم إنهاء هي صعيد على أممي ا/دولي ا جهد ا يتطلب هذا تصفيته. أي الصهيوني»إسرائيل«مواجهة ألن واالمبريالية واالستعمار للظلم المناهضة القوى والمرتبطة لها المساندة الكبرى الدولية القوى مواجهة وبالضرورة تعني أساسي بشكل األوروبي واالتحاد المتحدة الواليات ونقصد عضوي ا بها الرأسمالية. تمثله الذي الهيمني االستغاللي االقتصادي النظام ومواجهة»عولمة ورائها. ن وم»إسرائيل«هزيمة الطابع محلية قوى تستطيع لن الضروري لكن ضرورة هي الصهيوني المشروع مواجهة في المقاومة«تصفية المقاومة: هذه تحقيقه تريد ال ذي الهدف تحديد هو أيض ا حل الدولتين )حل معه تسويات إلى الوصول ال الصهيوني المشروع العلمانية(. الديمقراطية الدولة حل القومية الثنائية الدولة إلى»إسرائيل«مواجهة تحول والدولية العربية المقاطعة حمالت أمر وهذا أخرى جهة من وعالمية جهة من ة ة/اجتماعي فردي مسؤولية األداة على العمل في انحصارها هي الكبيرة إشكاليتها لكن جد ا هام التي هي واحدة جذرية إستراتيجية تبني على العمل دون المقاطعة المقاطعة بين تعارض فال ولهذا ضعفها. نقطة وهذه أعاله إليها أشرنا ات واستراتيجي مفاهيم المقاطعة حمالت تبن ت إن التطبيع ومقاومة نشجعه. ما وهذا الورقة هذه في الموضحة التطبيع مقاومة تحرري«:»مسار وثائق إحدى هي الورقة *هذه ورامي س الري وثريا محسن ومجد الشولي أحمد يشكر أن الكاتب يود كما التطبيع مقاومة حول والورشة الندوة في المشاركين وأيض ا جبارة أبو لمساهماتهم 2013 آذار و 8 شباط 2 يومي تحرري مسار أقامها التي الورقة. هذه في المباشرة وغير المباشرة األردن. من وقاص كاتب البستاني: هشام ** )bdscampaign. org )المصدر: ٢٠١٢ األردن
26 ٢٦ ا يار ٢٠١٣ واآلن صار لزاما علينا أن نتصرف كدولة بقلم: عبد المجيد حمدان* قبل بضع سنوات وأثناء إدارتي لحوار حول القضية الفلسطينية مع مجموعة من الشباب سألني أحدهم: كيف ترى ما سيكون عليه حالنا في العام 2012 فأجبت بتلقائية: مثل حالنا اليوم إن لم يكن أسوأ بعض الشيء. وأضفت: وفي العام 2020 إن بقينا نسير على هذا المنوال ربما سيكون حالنا أسوأ بكثير. ردوا محتجين ومستنكرين وبنفس واحد: أنت هكذا تحبطنا فلماذا كل هذا التشاؤم قلت: ال عالقة للتفاؤل أو للتشاؤم بقضايا السياسة. هي ال تقوم وال تبنى على حسابات العواطف. وهي تعمل خارج هذه الحسابات تماما. وأحد مشاكلنا أننا نتصرف ونعمل منذ بدء قضيتنا منذ أكثر من 130 عاما وفق حسابات العواطف هذه وفي كثير من األحيان وفقها فقط. وأضفت: في مراجعتنا اليوم لتاريخ القضية رأينا كيف أن شعبنا تصدى للعدوان على وطنه وحقوقه منذ اللحظة األولى وتواصل كفاحه على طول مسار قضيته. لم يتوان يوما ولم تفتر همته يوما ولم يبخل بالتضحيات التي قدمها سخية في هبة في انتفاضة في ثورة مرة بعد أخرى. ولقد دفع في كفاحه هذا ثمنا باهظا دما وماال واقتصادا وحرية ونفيا وتشتيتا والقائمة تطول. وفي مراجعتنا هذه طرحنا السؤال: وماذا كان حصاد هذه التضحيات المتواصلة والهائلة وأظننا اتفقنا أن الحصاد حافظ على مساره الثابت خسائر متواصلة في جانبنا ومكاسب متواصلة لعدونا. كان ذلك منذ البدايات وما زال مستمرا حتى اليوم. لماذا ألننا نتبع ذات النهج السياسي الذي كعامل هام من بين عوامل عدة تتضافر على قضيتنا تسبب في كل ما أصابنا من نكسات وويالت ونكبات. من يماري في هذا عليه أن ينظر حوله ويتوقف عند تمدد المستوطنات وكيف تلتهم المزيد من أرضنا يوما بعد يوم. وأخيرا توقفنا عند السؤال: ولكن لماذا وكيف يحدث هذا نحن شعب يواصل تقديم قوافل التضحيات ورغم كل ما أصابه ويصيبه لم ييأس لم يحبط يواصل النضال يواصل الكفاح ومع ذلك ما زالت خسائره تتالحق. ومرة أخرى كيف ولماذا يحدث لنا هذا نكبات متالحقة: قلت لهؤالء الشباب: في حوارنا هذا حاولنا اإلجابة على السؤال ووقفنا على عدة أسباب ومسببات. لكن دعونا نتذكر مرة أخرى ونحن على مشارف الذكرى الستين للنكبة الكبرى أنه سبقتها ومهدت لها سلسلة من النكبات الصغيرة إن صح وصف نكبة ما بالصغيرة. نكبات تمثلت في تشريد مزارعي أراضي التجار كبار المالك المقيمين في دمشق وبيروت وغيرهما والتي بيعت للحركة الصهيونية ومزارعي األراضي األميرية التي وهبتها حكومة االنتداب البريطاني للحركة الصهيونية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. ولنتذكر أنه تم اقتالع هؤالء المزارعين وتدمير قراهم وتعدادهم تجاوز عشرات األلوف بقوة سالح درك الخالفة العثمانية أوال ثم بسالح شرطة ودرك االنتداب البريطاني ثانيا. ومع أن وقع النكبات تلك كان شديد المرارة على شعبنا في حينها إال أن تهجيرهم داخل الوطن واستيعابهم في أسواق العمالة الرخيصة ربما ساعد في تخفيف حدة المرارة تلك واألهم أنه موه على ضعف قدرة قياداتنا السياسية في قراءة المستقبل بما يعنيه من ضعف رصد نذر النكبة الكبرى التي كانت تلوح في األفق والتي تحققت في العام 48. لقد تعددت العوامل التي تسببت في نكباتنا منذ البداية والمستمرة إلى يومنا هذا. بديهي أن المؤامرة الصهيونية بأبعادها الدولية واإلقليمية تقع على رأسها. وطوال الوقت كانت قوى أطراف هذه المؤامرة رسمية وشعبية متفوقة على قوانا الذاتية والحليفة بمراحل كبيرة. وكان واضحا لكل من يملك جانبا من سالح المعرفة ضعف فرص كسب حربنا على المؤامرة وتواضع احتماالت نجاحنا في تحقيق الشعارات التي رفعناها. لكن كان ممكنا لو توفر لنا العامل الذاتي منع وقوع مسلسل النكبات والكوارث التي جلت بنا أو تخفيض درجات حدتها في أسوأ التقديرات وفي المقدمة منها نكبة عام 48 الكبرى. في كل مراحل نضالنا أعدنا نكباتنا إلى هذا العامل الخارجي قوة حلف الصهيونية. وألن الصهيونية استندت إلى دعم قوي وثابت من قوى دولية عظمى بريطانيا العظمى في البداية وأمريكا منذ تصدرها الئحة القوى الكبرى فقد أرجعنا كل خيباتنا إلى هذا العامل وعلقنا كل قصوراتنا على مشاجبه. ودوما دفعنا ذلك إلى تجاهل فعل العامل الذاتي الخاص بنا شعبا وقيادات. ومن تجربتي أقول أن العامل الذاتي لم يكن بحال وبعيدا عن جلد لبنان ٢٠١٢ الذات أضعف فعال من العوامل األخرى في التسبب بوقوع نكباتنا. ومع ذلك ظل التحصن خلف ما وصف برفض جلد الذات الدرع اآلخر الذي أشهره السياسيون لتجنب المراجعة والنقد فالوقوف على األسباب والمسببات لما وقع على رأس شعبنا من نكبات. وقد يسأل سائل: ولكن كيف وقفة مراجعة: وأقول: هلت علينا بداية النكبات ونحن جزء من الخالفة العثمانية. ورغم ما يقال عن أن الخليفة/ السلطان عبد الحميد رفض المشروع الصهيوني باستعمار فلسطين إال أن الخالفة رحلت بعد أن تم دق سلسلة من خوازيق االستيطان في بالدنا. ومن بينها مدينتان كبيرتان هما ريشيون ليتسيون في العام 1882 وهي رابع أكبر مدينة في إسرائيل اآلن وتل أبيب في العام وألنه من غير الممكن أن تقوم جماعة قادمة من خارج المنطقة ببناء مدينة وتفعل ذلك بالسر عن الدولة وبدون موافقتها. وأكثر وألن ريشيون ليتسيون بنيت في موقع عيون قارة حيث تشكل مياه هذه العيون سبخات ومستنقعات فقد حصلت الحركة الصهيونية بتجفيفها على مادة دعائية هائلة لم تتوقف عن استخدامها حتى يومنا هذا. وحين رحلت الخالفة وقعنا في مصيدة اتفاق سايكس بيكو لتقسيم ميراثها وهو الهالل الخصيب عندنا. وبهذا التقسيم حرمنا من مساندة أخوتنا ولنقف كشعب صغير أعزل في مواجهة قوة عالمية عاتية. وحين صدر وعد بلفور بعد سنة ولحقه االحتالل فاالنتداب البريطاني الموكل بتنفيذ ذلك الوعد المؤامرة على وطننا وجدنا أنفسنا نرسف تحت عبء تركة الخالفة الثقيلة واألكبر كثيرا من كل ما سبق. وجدنا أنفسنا وقد ورثنا من الخالفة الجهل والفقر والمرض. كنا شعبا تتجاوز نسبة األمية فيه أل %. 95 وبدون أية قيادات ذات إمكانات أو قدرات سياسية. وبديهي أن القيادات التي نشأت كانت مثقلة بتراث الجهل ذاك. والمصيبة أن تراث الخالفة العثمانية وثقافتها السياسية الحقتنا وذلك بإضفاء القدسية على تلك القيادات الجاهلة وتحريم مساءلتها ونقد مراجعة أفعالها. واألدهى أن هذا التراث تحول إلى ثابت من ثوابت السياسة الفلسطينية سرى فعله حتى يومنا هذا. وهكذا ومنذ بداية القضية وحتى اليوم ورغم األخطاء والخطايا في كل مرحلة ظلت المراجعة وإعادة التقييم فاستخالص العبر والتصحيح من المحرمات. وظل تراكم األخطاء والخطايا هو الثابت. وهذا الحمل أو العبء ظل ينتقل إلى ويثقل كاهل كل قيادة سياسية جديدة تحاول السير إلى المستقبل. وبعد هذا نتعجب من إخفاقاتنا المتتالية بعد أن أصبح لنا سلطة. وماذا اآلن اآلن كلنا ننسى أو نتناسى ربما أن سلطتنا هي االبنة الشرعية التفاقية أوسلو. وبموجب هذه االتفاقية اإلعالن هي سلطة حكم ذاتي تدير شؤون السكان دون األرض محط نظر حكومات إسرائيل المتعاقبة وتقوم بدور البديل المقبول منا لإلدارة العسكرية االحتاللية. والسلطة بهذا الوضع ليست لها أية والية على األرض لمنطقتي ب وج والتي تشكل % 82 من أرض الضفة المحتلة. صحيح أن االتفاقية نصت على أن حل الحكم الذاتي هذا هو برسم االستقالل وأنه محدد بخمس سنوات لكن إسرائيل رأت فيه حال دائما. ومن يراجع تصريحات إسحق رابين رئيس وزراء إسرائيل الذي وقعنا معه االتفاق وتقاسمنا معه ومع بيرس جائزة نوبل للسالم ثم تصريحات إسحق شامير رئيس الوزراء التالي يتأكد أن إسرائيل ومن )المصدر: وفا( البداية ظلت ترى في حل الحكم الذاتي حال نهائيا لقضيتنا. وألن مناطق عديدة في العالم يقوم الحكم الذاتي فيها كحل للقضايا القومية وألننا في السنوات األولى بادرنا إلى إفهام العالم بأن قضيتنا حلت فقد قبل هذا العالم منطق إسرائيل برؤيتها للمفاوضات قضية في حد ذاتها. وهي أي المفاوضات معنية بالبحث عن حل للمشاكل الصغيرة والتي تنشأ في إطار الحل الدائم بالحكم الذاتي. وعلى مدار كل السنوات السابقة لم تتجاوز موضوعات المفاوضات على كثرة ما تعددت جلساتها تلك القضايا الصغيرة وفي مقدمتها إفراج عن مجموعة أسرى. ومع ذلك وبعد ذلك يخرج علينا من يتحدث عن عبثية المفاوضات وعن رفضها دون أن ينتبه وربما هو ينتبه إلى حقيقة أن السلطة سلمت منذ زمن بالصيغة التي ارتأتها إسرائيل للحل أي الحكم الذاتي في إطار الدولة الواحدة بديال لما يقال عن حل دولتين لشعبين بدليل مواءمة أحوالها معه واالكتفاء بمظهر السلطة بدءا باستبدال التسمية للوظائف بالوزارات واالستعاضة بأبهة المواكب عن الصالحيات الفعلية. والغريب أن يطالعنا اليوم من يقول أنه يأتي بجديد فيقول بالعودة لمطلب الحل على أساس الدولة الواحدة ثنائية القومية وهو الحل المطبق فعال من جانب إسرائيل ومنذ بدء العمل بتطبيع إعالن أوسلو بالحكم الذاتي لنا في إطار الدولة األم إسرائيل. كسر الدائرة: وألننا درنا سنوات طويلة في هذه الدائرة جلسات مفاوضات على قضايا صغيرة فقد سعدت شخصيا بقرار الرئاسة محاولة كسر هذه الدائرة. قررت الرئاسة التوجه لألمم المتحدة طالبة منها استبدال الحكم الذاتي بدولة مستقلة واالعتراف بهذه الدولة عضوا في الهيئة الدولية. وكان غير مفاجئ بل وبديهي أن توظف إسرائيل كل قدراتها لمنعنا من كسر الدائرة وإبقائنا في حظيرة الحكم الذاتي. وكان غير مفاجئ أيضا أن تنهض أمريكا لمساندة إسرائيل لمنعنا من تحقيق مطلبنا. وهكذا كان إحباط مسعانا في مجلس األمن ثم محاولة إحباطه في الجمعية العامة وحيث فزنا فيها بدعم من أصدقائنا الكثر في العالم بمقعد عضوية غير مشاركة. وكانت جهود الرئاسة ومجابهتها لمختلف أشكال الضغوط موضع تقدير وإعجاب منا ومن شعبنا. ولكن ب ي ن إضراب الموظفين الذي أعقب هذا اإلنجاز أن الرئاسة والحكومة وبرغم الجهود التي استحقت التحية عليها كانت قد وقعت في أخطاء والتي كان من السهل تجنبها. كان معروفا لديها ولدينا جميعا أن الضغوط ستشتد عقابا لنا على الخروج عن المقرر. وكان واضحا أن عقوبة وقف المساعدات المالية بعد انصياع األخوة العرب لألوامر األمريكية بسحب حزام األمان أو بالتكاسل عن قذف طوق النجاة أن هذه العقوبة ستكون األكثر تأثيرا علينا. بديهي أن تعجز الحكومة بعد وقف هذه المساعدات عن دفع رواتب الموظفين. وجاء رد نقابة الموظفين بإعالن اإلضراب بغض النظر عن النوايا وعن الحقوق أيضا فعال مساعدا صب في صالح موقعي هذه العقوبة وفعال مقيدا للرئاسة عن التفكير في خطوة نضالية الحقة. ولو أن الرئاسة والحكومة استعادت شيئا من مسيرتها النضالية ولو أنها رأت فيما حدث معركة تتطلب حشد الشعب وراءها ما كان لهذا الفعل القادم من داخل البيت والمساعد لموقعي العقوبة أن يحدث. كان على الرئاسة ومعها الحكومة بالطبع وقبل خطوة الذهاب لمجلس
27 ا يار ٢٧ ٢٠١٣ األمن أن تصارح المواطن بطبيعة العقوبات التي ستتعرض لها. كان عليها أن تساعده ألداء دوره بتحمل العبء الذي سيقع. وكان عليها أن تتفق مع القوى الوطنية على برنامج لمواجهة الضغوط والعقوبات المتوقعة. وقبل هذا كان عليها أن تلزم نفسها بجملة خطوات تقنع المواطن أنها تشاركه العبء وال تلقي هذا العبء عليه وحده. كان عليها البدء في سلسلة خطوات تظهر نتائجها بخفض لإلنفاق الحكومي وفي المقدمة منه تقليص متدرج ولكن متسارع يؤدي إلى وقف الصرف على مظاهر األبهة الحكومية مرورا بالعالوات والبدالت...الخ. كان بذلك سيقنع متقاعد مثلي ينتظر آخر الشهر لشراء أدوية ال غنى عنها بالحصول على نصف الراتب وتدبير نفسه به. ولكن ذلك لألسف لم يحدث. وما حدث بعد تراجع العقوبات أن الرئاسة والحكومة باتت تحسب ألف حساب قبل أن تقدم على خطوة تدفع نجاحنا في األمم المتحدة خطوة جديدة إلى أمام. تصرف دولة : وعليه فقد كانت الخطوة المطلوبة تتمثل في تحويل النجاح الرائع الذي تحقق في الجمعية العامة لألمم المتحدة من مكسب معنوي إلى مكسب متجسد على األرض. وبديهي أن تبدأ هذه الخطوة بتغيير جذري للعالقة مع االحتالل. أي بنقل عالقاتنا من عالقات حكم ذاتي تابع للدولة األم التي هي إسرائيل هنا بصالحياته المحدودة والتي تتطلب تشاورا واتفاقا على كيفية تطبيقها إلى عالقات دولة مع دولة. وهنا يبرز أمام المرء سؤال: وكيف يكون ذلك والجواب أن إداراتنا للحكم الذاتي التي نسميها بالوزارات هي ملزمة بنصوص اتفاق أوسلو على التشاور مع المرجعية المحددة لها في وزارة الدفاع اإلسرائيلية أو في غيرها من اإلدارات. وكانت الخطوة األولى التي فرضهاالوضع الجديد تبدأ بالتوقف عندذلك. ويليهامباشرة أن تصبح الرئاسة الفلسطينية والحكومة هي مرجعية نفسها تخطط وتضع برامج عملها بما يحقق مصلحة شعبها وإن ت عارض وهو سيتعارض مع رؤى وخطط الحكومة اإلسرائيلية. ومرة أخرى سيبرز السؤال: ولكن كيف وفي الجواب سأكتفي ببعض اإلشارات حتى ال يقال بأن هناك من يرى ويضع نفسه معلما مرشد ا ألحد. نحن اآلن على أبواب أزمة مياه خانقة تتجدد كل صيف. سبب األزمة معروف وهو أن إسرائيل تسرق مياهنا وتعطينا نسبة ال تتجاوز ال % 20 منها. علينا أن نبدأ المطالبة باسترجاع مياهنا كحل لما نواجهه. أو في الحد األدنى تغيير معادلة تقاسم المياه القائمة وبما يوفر حال ولو مؤقتا سنة سنتين لألزمة. وألن إسرائيل سترفض االستجابة لطلبنا فيتوجب علينا أن نعد العدة لطلب العون الدولي عبر الهيئات والمنظمات المعنية. وهذه العدة تشمل تنظيم واستفادة من خبرات وقدرات العاملين في ميدان المياه من منظمات أهلية وكوادر حكومية وغير حكومية. وضروري أن يكون معها طواقم قانونية قادرة على ومؤهلة لرفع القضية أمام المحافل الدولية المختلفة. ذلك يعني خوض معركة على قضية ظلت مؤجلة للمفاوضات النهائية التي لن تأتي حسب المخطط اإلسرائيلي. وألننا سنخوض معركة ستتكرر مواجهتنا للضغوط والعقوبات المتنوعة وفي المقدمة منها وقف المعونات المالية التي يجب أن ال تساندها إضرابات الموظفين. إذن وحتى ننقل نجاحنا من خانة المكسب المعنوي إلى خانة المكسب الحقيقي على األرض يلزمنا البدء فورا في وضع برنامج نضالي يشمل ويفعل كل جبهاتنا. ومثال آخر يتمثل في جبهة التربية والتعليم. إذ من غير المعقول أو المقبول أن يستمر رضوخنا لإلمالءات اإلسرائيلية في تعليم أبنائنا. كما أنه من غير المعقول أو المقبول أن نواصل وقفة المتفرجين على انحدار التعليم دون أن نفعل شيئا. نحن كلنا نعرف أن االحتالل ألغى أنشطة كثيرة في مدارسنا وأنه كرس نظام التلقين المسؤول األول واألساس عن حالة التجهيل واألمية التي تتفاقم سنة بعد سنة. ومن غير المعقول أو المقبول أن تواصل إدارة دولة تخوض مع شعبها معركة حياة أو موت السكوت على هذا الحال. فهي لو فعلت تحكم على شعبها حتى لو نال االستقالل بالهزيمة الدائمة في معركة التنافس القادمة ال محالة مع إسرائيل دون أن يذهب بي الشطط للقول بالخروج من التاريخ. إذن يتوجب على حكومة الدولة أن تبدأ وفورا بتنظيم عملية االنتقال من نظام التلقين القائم اآلن إلى النظام الحواري المخاطب للعقل والعامل على تنشيطه كي يكون المتخرجون من مدارسنا متعلمين حقا نعتمدهم حقا وفعال لبناء المستقبل ولكي يكونوا مؤهلين لخوض معركة التنافس القادمة مع إسرائيل ولكي نضمن لنا مكانا بين األمم أيضا. ومرة أخرى هذا لن يرضي إسرائيل وسيضعنا في مواجهة تضطرنا لالستعانة بالمنظمات والهيئات الدولية وحيث سيكون النجاح مؤكدا إن عبرنا معركتنا الداخلية مع الضغوط والعقوبات المتوقعة. وإذا قلنا أن ذات األمر ينطبق على العالقة مع األرض والزراعة ال بد أن نستذكر أنه من غير المعقول كما هو غير مقبول استمرار موقف الالمباالة القائم من األرض ومشاكل التسجيل والملكية كما من دعم المزارعين وتثبيتهم فيها وهي بؤرة الصراع مع االحتالل منذ أن نشأت القضية. فغير مقبول وغير معقول استمرار هذا الموقف الالمسؤول تجاه تصريف منتجات المزارعين وتواصل تكديسها عندهم سنة بعد أخرى بسبب التزام السلطة بقيود اتفاقية الحكم الذاتي. وألن أمر األرض والزراعة والبحث عن أسواق للتصريف واالنتقال لسياسة التعامل بالمثل يطول بحثه سأكتفي باإلشارة إلى مثال أخير وهو الموقف من البيئة. وأعيد وأكرر أنه بات من غير المعقول كما من غير المقبول استمرار هذا الموقف الالمبالي من التخريب الحاصل للبيئة والمتمثل في مواصلة قطع الشجر والقضاء على الحياة البرية. وألن ما ذكرت من أمثلة وما يمكن عمله فيها هو مما هو معروض مرئي ومعروف لكل مواطن فإن مراجعة الحكومة وانتقالها إلى فعل الدولة في دوائرها ووزاراتها األخرى هو أكبر أوسع وأشمل بكثير مما سبق ذكره. لكن وألن كل فعل منا سينقلنا إلى مواجهة مع االحتالل وألن كل مواجهة مرشحة لالنتقال إلى الساحات الدولية فتوقع للعقوبات والضغوط يأتي دور السؤال: هل تملك قياداتنا السياسية بمختلف مستوياتها اإلرادة السياسية الكفاحية لفعل ذلك وربما ما هو أكثر منه هل ما زال لديها نفس نضالي رؤية كفاحية قدرة وطاقة على خوض هكذا معركة واألهم: هل تملك من المؤهالت والكفاءات ما يؤهلها لتعبئة ودفع وقيادة شعبها لخوض وتحمل أعباء وتقديم تضحيات تتطلبها مثل هكذا معركة كفيلة بأن تخرجنا من مآزق ودوامات مفاوضات تحكمها قواعد العمل لحل الحكم الذاتي وهل سيأتي العام 2020 ونحن بحال أفضل من حالنا اليوم! *عبد المجيد حمدان )أبو وديده(: كاتب فلسطيني األمين العام السابق لحزب الشعب الفلسطيني. قراءة في كتاب: هوامش على دفتر الثورة هوامش على دفتر الثورة للكاتب أحمد بالل الصادر عن وزارة الثقافة - الهيئة العامة لقصور الثقافة/ القاهرة- مصر الكاتب شاب وناشط سياسي وعضو قيادي في حزب التجمع واإلتحاد االشتراكي المصري يقوم بتصوير واقع الثورة المصرية وتبلورها من خالل تفاصيلها الدقيقة التراكمية على مدى سنوات وينبه القارئ لعدة محاور علينا أن ندركها لنفهم كيف تبلورت الثورة وكيف انطلقت وأين. ي هدي بالل كتابه إلى كل الذين ناضلوا من أجل هذه الثورة ولم يدركوها... إلى كل من دفع ثمن هذه الثورة وفضل أن يكون جندي ا مجهوال في الميدان. ويحتل الشهداء في كتابه موقع ا خاص ا فهو ينهي كتابه بإهدائهم الثورة وبوعدهم على حفظ انجازاتها. ويتوزع الكتاب وهو من الحجم المتوسط على ستة عشر فصال إضافة للمقدمة ويبلغ عدد صفحاته 274 هي فصول الثورة منذ 25 نياير 2011 ولغاية العاشر من فبراير 2012 يوم تنحي الرئيس السابق حسني مبارك واستالم المجلس العسكري لزمام األمور في البالد. ال يترك الكاتب للقارىء أي مجال للحيادية الشعورية فهو يجعلك تعيش معه الحدث بأدق تفاصيله بوجعه وحزنه بفرحه وأمله بثورته وغضبه وعنفوانه. بل يجعلك شريك ا ج بالحدث وببنائه فتشعر أنك تسير في شوارع مصر وت ز مع الثوار وكان الكاتب واحد ا منهم في الزنازين. وتشعر بحنجرتك تتألم من شدة الهتاف فتفرح بفرحهم وتحزن بحزنهم ألنك تصير واحد ا منهم. وقبل أن ينتهي الكتاب تشعر أن خارطة مصر الجغرافية والسياسية واالجتماعية واالقتصادية تقف أمامك بوضوح وأن بامكانك األن أن ترسم خارطة جغرافية مصر ألنك تعرفها بكل أزقتها وحاراتها وميادينها. وتصير مصري ا حتى وان لم تملك حقوق المواطنة. كيف ال والروح الثورية تجتاحك وتستفزك لتأخذ دور ا في هذا الحدث التاريخي العظيم. الكتاب سردي حين ا وحواري في أحيان أخرى آني تارة تاريخي تارة أخ رى إال أنه تحليلي نقدي على امتداد خط عرضه. ينطلق الكاتب من ذاته كونه جزء من األحداث والمكان فيحدثنا عن تفاصيل األمور ويشركنا بمجرياتها وينقلنا معه من مكان آلخر ومن حدث آلخر ويعرفنا على األشخاص من حوله فنعيش معه الحدث. يتنقل الكاتب بسالسة وبأسلوب بارع ال يدع الملل يدخل قلبك رغم ما يحويه من تفاصيل بل على العكس يشدك أكثر. يتنقل ما بين الماضي والحاضر ويقوم بربط تاريخي منطقي بين الثورات واالنتفاضات المختلفة التي حدثت في مصر ويشاركنا بمعلومات تشرح لنا وتوضح هذه العالقة التاريخية والتي تؤكد مقولته أن ثورة 25 يناير لم تكن وليدة صدفة وإنما سبقتها ومهدت لها ثورات سابقة كثورة عمال المحلة عام 1980 وثورة عام 1977 التي أسماها السادات انتفاضة الحرامية. من خالل تصفح الكتاب تنتبه أن الكتاب ال ينفصل عن الكاتب الذي هو الثورة بذاتها هو وأبناء جيله ومن سبقوه من رعيل مهدللثورة بتجلياتهايوم 25 يناير. فأحمدبالل الكاتب الشاب الثوري المحالوي والذي يتنقل مابين المحلة والقاهرة بين ميدان الشون وميدان التحرير يعيش الحدث ويصفه ويأخذ دور ا فاعال في بلورته وبنائه مجند ا من حوله من الشباب متاثر ا بمن سبقه من قيادات الثورة من جيل السبعينيات. محب ا لهم ومتمثال فيهم يخلق أحمد ورفاقه حدث ثورة يناير.2011 من خالل التقدم في صفحات الكتاب نتعرف أكثر وأكثر على عوالم الكاتب بشخصه ومواقفه وأعماله ونعلم أكثر أنه إضافة لعمله السياسي يعمل كصحفي مختص بالشؤون اإلسرائيلية في صحيفة المصري اليوم. وتستشعر لدى الكاتب في ذات الوقت الروح الثورية والتحدي والفخر باالنتماء المصري والمسؤولية وروح الفكاهة ببساطتها وطيبتها. وباالشتراكية كأسلوب حياه وفكر. يشير الكاتب إلى أن العقد األخير على األخص كان عملي ا عقد الثورة حيث شهد تطور ا وتصعيد ا لحركة االحتجاج المصرية ويبين لنا أن الثورة لم تكن وليدة صدفة وأن ما إعداد: جنان عبده* حدث في 25 يناير 2011 كان انعكاس ا لذروة الحالة الثورية وثاني ا أن ما حدث ذلك اليوم ليس من فعل شباب الثورة دون غيرهم بل ويؤكد لنا أن الكتاب يتمرد على مفهوم ثورة الشباب مشير ا إلى أن الثورة كانت نتاج تراكم نشاط سياسي ثوري تاريخي قام به جنود بقوا مجهولين نوع ا ما بابتعادهم عن األضواء الهوليودية التي يلهث عادة خلفها الساسة المحنكين واختاروا أن يكونوا الجندي المجهول في ثورة العيش والحرية والعدالة االجتماعية التي انطلقت علنيتها في مصر في يناير من العام ذاته. هذه الثورة التي حلمت بوطن حر ديمقراطي. هدف هؤالء الجنود الثوريين لم يكن األضواء بل الوطن وحريته. يقول بالل بكلماته الثورة: ليست تاريخ ا منفصال عما قبلها الثورة ليست إال صفحة في كتاب التاريخ النضالي للشعب المصري وليست إال تتويج ا لعقود من النضال ضد القمع والديكتاتورية. ويتناول انتفاضة الطالب والتي تلتها انتفاضة شعبية وإقامة اللجنة الوطنية العليا للطالب حيث ش ارك الشاعر أمل دنقل فيها وكتب قصيدته الشهيرة الكعكة الحجرية والتي وصفت اعتصام 1972 وانتفاضة الخبز 1977 وحتى الثورة الشعبية عام 2011 والتي يسميها الكاتب الكعكة الحجرية الثانية وكلها أحداث وقعت في يناير. واألخيرة استمرت حتى فبراير. من خالل الكتاب نتعرف على كثير من مراحل الثورة التراكمية في مصر وعلى كثير من الشخصيات النضالية والكثير منها شخصيات معروفة محلي ا لكن لم تحظ بالشهرة أو باألضواء. حيث يشدد الكاتب على أن الثورة لم تكن فقط ميدان التحرير الذي كان رمز الثورة وقلبها النابض بل أن الثورة موجودة في كل مكان في مصر في الميادين المختلفة والشوارع الممتدة على كامل التراب المصري. ويؤكد على العالقة المباشرة بين ما حدث هناك في ميدان التحرير في 2011 وبين ما حدث في ميدان الشون بالمحلة عام 2008 وهي البلدة العمالية ذات التاريخ النضالي والتي كانت بالنسبة لمصر بمثابة بروفة الثورة في انتفاضة المحالوية ضد نظام مبارك التي استمرت على مدار يومي 6 و 7 أبريل. ينوه بالل أن كونه ابن المحلة نفسها يجعله متابع لتاريخها وحاضرها النضالي كما هو الحال مع العديد من المدن المصرية. وع ن نوعية شباب ال ث ورة يؤكد ب الل من خ الل نظرة نقدية هادفة إلى إحقاق الحق على مساهمته من خالل الكتاب ببيان الصورة الخاطئة النمطية عن شباب الثورة التي حصرتهم بشريحة الشباب المثقف الجامعي ويشير إلى: أن الثورة اجتذبت منذ أيامها األولى أعداد ا كبيرة من الشباب المهمشين وساكني المناطق العشوائية والفقيرة وأيضا أطفال الشوارع الذين كان لهم نصيب ا كبير ا في الشهادة والدفاع عن الميدان على الرغم من محاوالت البعض إنكار وجودهم من األساس. لقد أطلق بالل على كتابه اسم هوامش الثورة وأهتم أن يؤكد للقارئ من خالل أسلوب الحوار المباشر وعقد عقده مع القارئ أن الكتاب ال يشكل تأريخ ا ليوميات الثورة بقدر ما هو هوامش على دفترها إال أننا كقراء ندرك ومنذ األسطر األولى للكتاب أن الكتاب ما هو إال الثورة بحالها بأدق تفاصيلها وإرهاصاتها وتفاعالتها. يفعل بالل ذلك تواضع ا وإيمان ا منه أنه ينطلق من قاعدة مفادها أن أي تراكم كمي ينتج عنه تغيير كيفي وأنه ال يتخيل إطالق ا أن يستطيع شخص أن يحلل أو يقرأ أو يؤرخ ألي حدث دون أن يطبق هذه القاعدة عليه وإال فإنه لن يكون قادر ا على معرفة األسباب الحقيقية وراء هذا الحدث وقد ينسبها إلى أسباب أخرى قد تكون خاطئة في مجملها أو في بعضها. لكنه ال يعرف أنه يخط لنا تاريخ الثورة بأدق تفاصيلها وبأبعادها التاريخية والسياسية االجتماعية االقتصادية. *جنان عبده: باحثة مختصة في شؤون المرأة والشباب العربي وناشطة ضمن حركة التضامن المتصاعدة مع األسرى الفلسطينيين.
28 ٢٨ ا يار ٢٠١٣ الحري ة دون أي انتقاص: الرد على مزاعم الكاهن أندرو الف الهدامة بقلم: رفعت عودة قسيس* Maia Brown الكاهن أندرو الف هو قس عضو في الكنيسة الموحدة في كندا وه و من ب ادر لحملة تدعو األع ض اء األف راد لرفض دعوة من الهرمية الكنسية إلطالق حملة مقاطعة اقتصادية ضدإسرائيل في أعقاب نشر نداء وثيقة حق المنبثقة عن كايروس فلسطين. رفعت قسيس المنسق العام لكايروس فلسطين رد على بعض المواقف التي طرحها الكاهن الف خالل محاضرة ألقاها األخير في كندا أمام جمهور أعضاء من الكنيسة. في الرابع من شباط 2013 قدم أن درو الف قس في الكنيسة الموحدة كندا )UCC( مداخلة في كنيسة ريدو بارك في أوتاوا. الف انتقد خالل مداخلته نداءات لمقاطعة شركة سودا ستريم الكائنة مكاتبها الرئيسية بالقرب من مستعمرة معاليه أدوميم إحدى أكبر المستعمرات اإلسرائيلية في األرض الفلسطينية المحتلة عام مداخلته هذه تطورت رويدا رويدا إلى نقد شامل لموقف الكنيسة الموحدة كندا )UCC( من الصراع اإلسرائيلي- الفلسطيني أو بعبارة أخرى يمكن القول أن مداخلته كانت دفاعا عن االحتالل نفسه. هذه ليست المرة األولى التي ينبذبهاالكاهن الف علن ا أية محاوالت دولية للدفاع عن حقوق اإلنسان في فلسطين أو أية محاوالت لضمان احترام إسرائيل للقانون الدولي أو اجتهادات تنادي بالتوصل لسالم عادل في المنطقة. وعليه فإن موقفه من مقاطعة سودا ستريم وتحريفه للحقائق ليس مفاجئ ا. لكن تعليالته على سبيل المثال أن سودا ستريم هي قوة محركة للسالم وأنها تشكل دعم ا اقتصادي ا لعمالها الفلسطينيين ولالقتصاد الفلسطيني وأن االحتالل عامة وأن فكرة المستعمرات تفهم خطأ هو أسطورة ابتدعها ناشطون معادون إلسرائيل عبر حمالت مشو هة. إن هذه التعليالت تشكل إهانة لكل تصور عن مفهوم العدل ويتوجب الرد عليها. لقد بدأت مداخلة الكاهن الف بعرض فيلم إخباري تحت عنوان: بناء جسور وليس جدران 1 حيث يظهر به دانييل بيرنباوم المدير العام لسودا ستريم. خالل الفلم يعلل بيرنباوم بأن مقاطعة سودا ستريم تسبب ضرر ا كبيرا للفلسطينيين. ويستمر الفلم بعرض سودا ستريم كم ش غل مثالي لعمال فلسطينيين سعداء. بحسب الفلم فإن سوداستريم تعزز التنمية االقتصادية للفلسطينيين وحالهم البيئي وذلك بسبب تجنبها تعبئة المشروب الغازي بعلب معدنية أو عبوات بالستيكية. فان معمل سودا ستريم المتواجد في الضفة الغربية هو واحد من عشرين معمال في العالم يعملون بناء على هذا المبدأ. اذن كيف لنا أن نقاطع شركة كهذه فهي واحدة من أكبر مانحي العمل في فلسطين: انه من شبه المستحيل أن يتمكن العمال الفلسطينيون من تخطي الجدار العازل رجال األعمال الفلسطينيون يستثمرون في اسرائيل أكثر مما يستثمرون في الضفة الغربية والنمو االقتصادي قد تطور من %7 إلى %9 كل عام. هذه الرؤية للواقع سخرية بأحسن الحاالت وبأسوأهامشوهه للحقيقة بشكل إجرامي. ففي الواقع ال ي ذكر عبر الفلم وال على يد الكاهن الف حقيقة مهمة جدا وهي أن سودا ستريم قائمة داخل مستعمرة والمستعمرات غير قانونية سواء في حال كانت توفر أماكن عمل أم ال وسواء في حال كانت تقلص استهالك البالستيك أم ال فإن سودا ستريم مقامة على ة وعليه أرض محتل ة وتدر أرباحا من هذه األرض المحتل فإنها تشكل خرقا صارخا للقانون الدولي. أكثر من ذلك فإن التركيز على الربح االقتصادي لعمال سودا ستريم في ظل االحتالل ال يمكن وصفه سوى بالساخر والمهين. الفلسطينيون بحاجه إلى حرية وليس إلى تجميل القمع المركب. فليس هنالك فرق إن كان القفص من حديد أو من ذهب فانه في النهاية يبقى قفص ا. في الفقرات التالية سأ عري تعليالت الكاهن الف وأعرض التناقضات التي تجل ت في مداخلته. الكاهن الف يدعي خالل مداخلته وبصورة مراوغه أن الفلسطينيين يستطيعون عبور الجدار العازل بسهولة في طريقهم إلى العمل. لكنه يتجاهل عمد ا بأن اسرائيل من خالل بنائها مناطق صناعية بالقرب من المستعمرات وتشغيل سفريات خاصة للفلسطينيين تمنع العمال من تشكيل نقابات وتهددهم بأنهم قد يخسرون تصاريح العمل إن حاولوا القيام بأي تحرك مطلبي وهي تضع عقبات جم ة وبشكل مبرمج أمام المصالح التجارية الفلسطينية في الضفة الغربية. الصورة الوردي ة التي يعرضها الف بعيدة كل البعد عن الواقع وتشكل استهتارا بآالف الفلسطينيين المفصولين عن عائالتهم وأماكن عملهم ومستشفياتهم ومدارسهم وحريتهم بسبب الجدار العازل وهي محاولة للتستر على أكاذيب كثيرة. ي دعى في المداخلة أيض ا أن هذا المعمل في الضفة الغربية هو واحد من عشرين معمال آخر موزعة في العالم وأن ذلك ي ش كل سببا مقنعا لعدم مقاطعة سودا ستريم. لكن إذا أنتجت سودا ستريم منتوجاتها في مستعمرة مجرد وجودها ه يتوجب في األرض المحتل ة يشكل انتهاكا جسيما فإن مقاطعتها بدون أي عالقة لوجود منتوجات أخرى لها في أماكن أخرى. دعنا نتخيل أن شركة معينة في مكان ما في العالم تستغل أطفاال في العمل. في هذا السياق ومن وجهة نظر أخالقية هل يتوجب علينا أن نشتري من هذه الشركة فقط المنتوجات التي ال ت صنع على يد األطفال أم علينا أن نتبنى موقفا أخالقيا ومبدئيا ضد هذه الشركة حتى تتوقف عن استغاللهم الخيار األول مريح لكن الثاني ع ادل. اإلدع اء بأن رجال األعمال الفلسطينيين يستثمرون في اسرائيل أكثر مما يستثمرون في األرض المحتلة ال يعني حتما بأنهم ي ك نون الحب إلسرائيل وأنهم يعارضون المقاطعة. في الحقيقة ذل ك ي بين مدى التشوه الذي سببه االحتالل لمجتمعنا. هذا الت جلي لالعتماد النفسي واالقتصادي المنحرف موجود في كل مجتمع: مندوبيه هم من نسميهم أغنياء الحرب. اإلدعاء بأن االقتصاد الفلسطيني يشهد تحسنا مع إط راء على إسهام سودا ستريم في هذا النمو ي شوه على نحو فادح طريقة اسرائيل المدمرة بربط االقتصاد الفلسطيني كلي اباقتصادهاوعدم السماح بتطوير اقتصاد حر ومستقل. سودا ستريم ال تنقذ اإلقتصاد الفلسطيني على العكس تماما: هي تدعم الجهاز القمعي الذي يعمل على تكبيل االقتصاد الفلسطيني. البطالة اليوم شائعة جدا فهنالك أكثر من مئة ألف عائلة فلسطينية تعتمد في معيشتها على المساعدات اإلنسانية. ص ن اع المشروب الغازي لن ي ؤ م نوا لهذه العائالت مستقبال أفضل أو عيش ا كريم ا. في مداخلته هاجم الكاهن الف تقرير ا عن الموقف من الصراع اإلسرائيلي الفلسطيني كانت قد قدمته مجموعة عمل في الكنيسة الموحدة.)UCC( فقد هاجم الف وبشكل فظ المزاعم التي ابتدعت وفق ا لوجهة نظره في هذا التقرير. مرة أخرى تعليالته كانت فوقي ة وتتسم بالنفاق. الزعم األول هو أن إسرائيل م ذنبة. الكاهن الف يشتكي من أن التقرير ال يطالب الفلسطينيين بشيء وأنه يحدد معايير ا عالية إلسرائيل مقارنة بشعوب أخرى. كما يتذمر الف من أن التقرير ال يستنكر العمليات االستشهادية وال ي ثني على خروجنا أي االحتالل من غزة بالذات في الوقت الذي خالله كل ما يفعلونه هو إطالق الصواريخ علينا مجدد ا تعود ضمائر المتكلم على الصهاينة. هنا أيض ا يتجاهل الكاهن الف جملة حقائق في غاية األهمية: ذلك أن غزة ال زالت قابعة تحت االحتالل وذلك بموجب القانون الدولي. تفكيك المستعمرات في غزة ليس سبب ا لالحتفاء أو التهنئة: إن فعلنا ذلك فإن األمر سيكون مثل التصفيق لقاتل قد ج ر ح ك فقمت بتهنئته على أنه لم يفعل أسوأ من ذلك. مع ذلك علينا أال ننسى أو نتناسى بأن غزة هي أكبر سجن في العالم: لقد سمعت مصادفة زميلة تروي عن تجربتها الشخصية للقمع قائلة : ال أستطيع مصافحتك في الوقت الذي تدوس فيه على وجهي. الزعم الثاني بحسب الكاهن الف هو أن االحتالل والمستعمرات غير قانونية. الف ي حتج على أن تقرير مجموعة العمل ال يأخذ بعين االعتبار وعد بلفور ويصر على أن االحتالل قانوني ألن إلسرائيل حاجة ماسة لحدود آمنة. أكثر من ذلك فهو يدعي أن معاهدات جنيف غير قابلة للتطبيق. وفيما يختص بالتصدي لمثل هذه اإلدعاءات نقول إن وعد بلفور الصادر منذ العام 1917 ما هو اال قطعة من مراسلة خطي ة التي ت شهر ن ي ة المملكة المتحدة بناء بيت قومي لليهود في فلسطين. ونشدد على أنه ليس معاهدة سياسية على خالف اتفاقية جنيف وقد أرسل ألسباب سياسية على يددولة بريطانياغير المالكة لألرض )فلسطين(. وعليه ليس لهذا الوعد أية قيمة شرعية. ثاني ا مم ا لن يسعد الكاهن الف فإن ع ناده على شرعية االحتالل وعدم قابلية التنفيذ لمعاهدة جنيف يتجمد أمام العدد الهائل من المؤسسات الدولية التي أقرت أن اسرائيل ال تلتزم وتخرق التزاماتها القانونية كدولة احتالل. إذ يقصد بجزء من هذه االلتزامات معاهدة هاغ بند )4( 2 ضمن دستور األمم المتحدة معاهدة جنيف الرابعة قرار مجلس األمن رقم 252 القرار االستشاري لمحكمة العدل الدولية بما يتعلق بجدار االبرتهايد في األرض المحتلة... الخ. رجوع ا إلى الزعم الثاني: وصف المستوطنات على يد الكاهن الف فكرة غير مفهومة وإدع اؤه: لو قدم أي منهم صكوك تثبت ملكيته لألرض لما بنوا على هذه األرض. الكاهن الف يفشل في إدراك اإلشكالية بوجود المستعمرات فالمشكلة هي ليست شراء األرض وإنما أن اسرائيل ت ع دل حدودها كما تستطيب. لنتخيل مثال أن ألماني ا اشترى أرض ا في كندا وأن ألمانيا تدعي بالتالي أن قطعة األرض هذه تقع تحت السيادة األلمانية! هذا بالطبع ال يمت بصلة لمفاهيم السيادة وهي ال ت حقق بهذه الطريقة. الف تابع بقوله: يتوجب فك بعض المستوطنات لكنه فجأة مث ل بيديه بشكل رمزي حين
29 ا يار ٢٩ ٢٠١٣ أكمل ليس بوسعك أن تطلب من مستوطن أن يغادروا لكن الحقيقة أن هنالك أكثر من وقد إ دعى أن قرابة ال %85 من المستوطنين يعيشون بتالمس مع الخط األخضر وعليه فال يتوجب إحصاؤهم وهذا تعديل آخر مريح للحدود احتذاء بالممارسات اإلسرائيلية. أما الزعم الثالث فهو أن العدل للعرب يفوق أمن اسرائيل. الكاهن الف يستنكر فشل التقرير بذكر التهديد على أمن اسرائيل م دعم ا هذه الحقائق بالعمليات االستشهادية استعمال الفلسطينيين للعنف ونوايا إيران الذري ة. على هذا النحو الكاهن الف يتبنى نفس المنطق المستعمل على يد اسرائيل لشرعنة كل هدم بيت كل إخ الء كل اعتقال عشوائي كل سحب جنسية كل تسجيل لجمعية على القائمة السوداء كل إطالق نار على متظاهرين سلميين كل كارثة مع كل اعتقال لطفل فلسطيني كل قصف لمنطقة مأهولة في قطاع غزة كل إطالق نار على شاب فلسطيني يلتقط الحصى بمحاذاة الجدار العازل في قطاع غزة وذلك بسبب سياسات منع إدخ ال اإلسمنت لقطاع غزة منذ دمرت اسرائيل حارات كاملة قبل 4 أعوام وكل خرق لحقوق اإلنسان إن كان بوجه عائلة تصطف بطابور على إحدى الحواجز أو أمام األمم المتحدة: فالشرعية هي دائما األمن األمن األمن... إذن الرسالة هي أن ك طالما تصرخ بأعلى الصوت تهديد ألمن اسرائيل يمكنك أن تصنع ما تريد وليس بوسع أحد أن يتهمك بأنك مخطئ. الرسالة المطابقة هي: إذا تجرأت بالدفاع عن حقوق الفلسطينيين فإنك تشكل خطرا على أمن اسرائيل. من المذهل أن هذا المنطق ال زال ناجح ا برغم عواقبه المدمرة على الفلسطينيين وعلى اإلسرائيليين أنفسهم ولألخالق اإلنسانية عامة. بما أن الكاهن الف يطمح لتشويه واق ع االحتالل بشكل شامل ويتجاهل حقوق شعب كامل فال عجب أنه يتوجه أيض ا وبشكل خاص إلى جذوره: المسيحيين الفلسطينيين والدعم المسيحي العالمي لقضيتنا. حين هاجم شرعية وثيقة كايروس فلسطين فقد أدعى أن القيادة المسيحية الفلسطينية ال تقف وراء الوثيقة وأن إدعائنا المغاير قد أثبت عدم صحته. ال يسعني هنا إال أن أقول أن الكاهن الف هو صوت مشبوه به حين يتعلق األمر بالحديث عن الشرعية. كيف توصل إلى هذه النتائج لقد قلنا منذ البداية أن وثيقة القاهرة هي تعبير عن صوت الجماهير: على هذه الخلفية فإنه يتحدى عملي ا شرعية هذه الجماهير. لعل ه يتوجب عليه أن يقرأ عدد المؤسسات المسيحية التي وقعت على الوثيقة عدد القياديين المسيحيين الذين أشهروا دعمهم لها هذا أن مجموعة ه ؤالء القياديين تضم 13 بطريرك ا ورئيس ا لكنائس مختلفة. الكنيسة الموحدة ال تتحلى بالشجاعة الكاهن الف يقول ذل ك حين ي عب ر عن استيائه من اعتراف الكنيسة )UCC( بمبادرة القاهرة. جدير بالذكر أن اتهاماته وتعجرفه ذاتهما يكشفان مدى جهله بالقضية التي يتناولها في جدله. إن كان عبر إحصائه فضائل صودا ستريم أو عبر استنكاره لمساوئ المقاطعة أو عبر محوه المتعمد لتاريخ من عقود القمع الممنهج أو عبر إدعائه بمعرفة ما هو األفضل للشعب الفلسطيني عبر كل هذه الظواهر عند الكاهن الف نستطيع اإلشارة إلى أمر جلي: الكاهن الف يرى العالم من منظار كولونيالي من موقع المهيمن ال المهيمن عليه وهو حين يتعامل مع قضايانا وكأنه يفهمها أفضل بكثير من الضحية نفسها. وكما يعلق الصحفي بن وايت في موقع االنتفاضة اإللكترونية ) Intifada 2:)Electronic الفكرة وراء المقاطعة كما المقاطعة وسحب االستثمارات وفرض العقوبات هي العمل على إنهاء الحصانة بما يتعلق بالخروقات المجحفة والمبرمجة لحقوق اإلنسان والقانون الدولي )في سياق النضال الفلسطيني على طريق تحقيق تقرير المصير وإنهاء االستعمار(. بكلمات أخ رى فهي تستقي شرعيتها من الحقائق: االحتالل االستعمار وسرقة واستغالل الموارد الطبيعية. اإلدعاء بأن المقاطعة ت ض ر باألساس أولئك الذين يفترض أن تساعدهم يذكرنا بإدعاءات من دافعوا عن أبارتهايد جنوب افريقيا )او هؤالء الذين يحثون علي التفاعل مع الطرفين بدال من المقاطعة(. إن محاولة إضفاء الشرعية على سرقة أرضنا هضم حقوقناوتهميش تاريخنا... هي جانب واحدللمشكلة لكن األنكى هو سرقة رواية قمعنا في خدمة نوايا كولونيالية شخصية. لن نسمح أو نتيح للكاهن الف أن يتكلم باسم الشعب الفلسطيني. أود أن أختم بكلمات ديزموند توتو الداعم الحقيقي للسالم والعدل ومبادئ حقوق اإلنسان. يقول توتو متذكر ا فترة نشاطه في مبادرة سحب االستثمارات خالل فترة االبارتهايد في جنوب افريقيا: لألسف لقد حان الوقت لحمالت شبيهة إلنهاء االحتالل الطويل لألراضي الفلسطينية ولمناهضة رفض إسرائيل منح الحقوق الكاملة والمتساوية لسكانها الفلسطينيين الذين هم ضحية ألكثر من 35 قانون ع ن ص ري. ت وت و يضيف الح ق ا: إس رائ ي ل ال ت ضر الفلسطينيين فقط وإن ما تضر نفسها أيض ا. توتو يقتبس من رسالة الكاهن مارتين لوثر كينغ رسالة من سجن بيرمينغهايم ردا مثاليا على الفلم بناء جسور وليس ج دران ال ذي عرضه الكاهن الف. الكاهن كينج يكتب في الرسالة أنه كان: مخذوال بشكل عميق من الرجل االبيض المعتدل... المنحاز للنظام والهدوء بدال من االنحياز للعدل الذي يفضل سالم ا سلبي ا والذي يعني غياب التوتر بدال من سالم ايجابي وال ذي يعني فيما يعنيه تحقيق العدل. ويعود كينج ليقول: اوافقك الهدف ولكنني ال أوافقك تبني النشاط والعمل المباشرين... والذي وبشكل أب وي يؤمن أن له الحق بتحديد جدول األعمال لحرية اآلخرين.... الكاهن الف ال يملك الحق بتحديد ج دول األعمال لحريتنا. ما نريده هو الحرية. ولن نساوم على انتقاصها. * لإلطالع على الهوامش الرجاء تصفح الموقع اإللكتروني لمركز بديل: *رفعت عودة قسيس: المنسق العام لمبادرة كايروس فلسطين. ضمن أنشطة حملة مواجهة التهجير القسري المستمر: مركز بديل ينفد يوم عمل تطوعي وترفيهي في مدرسة التواني الثانوية المختلطة جنوب محافظة الخليل نفذ بديل/المركز الفلسطيني لمصادر ح ق وق ال م واط ن ة والالجئين يوم أمس االثنين الموافق 8 ن ي س ان 2013 ي وم ع م ل ت ط وع ي في قرية التواني جنوب م ح اف ظ ة ال خ ل ي ل تخلله حفال ترفيهي ا ألط ف ال ال م درس ة وط ل الء ج دران ه ا بديل وت رم ي م مداخلها وزراعة أشجار زيتون في أراضي القرية المهددة بالمصادرة من قبل سلطات االحتالل والمستوطنين/المستعمرين. وقد جاء هذا النشاط الذي نفذ بالتعاون مع أهالي القرية والتجمعات الفلسطينية المحيطة بها وجمعية الرواد للثقافة والمسرح وبمشاركة طالب المدرسة ضمن حملة مواجهة التهجير القسري المستمر التي ينفذها مركز بديل في الضفة الغربية وقطاع غزة وتحديد ا في المناطق المصنفة )ج( حسب اتفاقيات اوسلو والتي تهدف إلى رفع وعي السكان الفلسطينيين بحيثيات التهجير القسري الذي يتعرضون له من قبل سلطات االحتالل والمستعمرين. كما شارك في تنفيذ هذا النشاط عدد من متطوعي وطاقم مركز بديل إلى جانب شبان وشابات من قرية التواني والتجمعات البدوية المحيطة بها وبمرافقة طالبات وطالب مدرسة القرية اضافة لفريق من المتطوعين اإليطالين المقيمين في المنطقة لمساندة السكان في صمودهم وتوثيق اعتداءات جيش االحتالل والمستوطنين اليومية على حياتهم ومصادر رزقهم. وقد استهل النشاط بملخص يتناول مفهوم التهجير القسري وحيثياته والعناوين العامة لسبل مواجهته قدمه مركز بديل لطالب المدرسة ومجموعة من أهالي المنطقة. وتبع ذلك جملة من األنشطة التربوية والتثقيفية باستخدام األلعاب المنهجية قدمها فريق )باص األلعاب( التابع لجمعية الرواد للثقافة والمسرح في مخيم عايدة وفريق من االخصائيين في أنشطة التفاعل الموسيقي والدعم النفسي لألطفال. تبع ذلك توجه المشاركين بصحبة طلبة المدرسة الى المنطقة المحاذية لمستعمرة كرميل المقامة على أراضي التواني والسياج الذي يعزل جزءا من أراضي السكان هناك بحجة االستخدامات العسكرية للمنطقة حيث قاموا بزرع أشجار الزيتون بمحاذاة األرض المغلقة والتي تعود ملكيتها للفالحين في منطقة التواني. هذا وشدد نشطاء اللجنة الشعبية في التواني على مدى أهمية االستمرار بأنشطة تتصل باألرض مباشرة وتسعى لفرض حقيقة وجود الفلسطيني وممارسة حقه على أرض الواقع في مجابهة سياسة فرض الواقع االستعماري التي تنتهجها سلطات االحتالل. 1 يمكن مشاهدة الفيلم تحت الرابط: احياء لذكرى يوم األرض وضمن أنشطة حملة مواجهة التهجير القسري المستمر: مركز بديل ينفذ يوم عمل تطوعي ومهرجان تعليمي لألطفال في مدرسة بنات عورتا األساسية نفذ بديل/المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة والالجئين اليوم االثنين ال م واف ق 25 اذار 2013 وبالتعاون مع أهالي قرية عورتا قضاء نابلس ومدرسة البنات األساسية في القرية ي وم عمل تطوعي لتأهيل حديقة المدرسة وزراعتها باالشجار وترميم ال ج دران. ويأتي هذا النشاط التطوعي ضمن الحملة التوعوية ال ت ي اطلقها م رك ز ب دي ل ل رف ع الوعي ح ول التهجير القسري ال ذي يتعرض ل ه الفلسطينيين ف ي الضفة الغربية وق ط اع غ زة م ن قبل حكومة االح ت الل بديل والمستوطنين وتحديد ا في المناطق المصنفة )ج( حسب اتفاق اوسلو. وقد شارك في تنفيذ هذه الفعالية عدد من متطوعي مركز بديل ومتطوعين من قرية عورتا باالضافة الى عدد من المتطوعين الذين حضروا من جامعة بيرزيت جنب ا إلى جنب مع فعاليات قرية عورتا ومجلس اولياء امور الطلبة في مدرسة القرية ومديرية التربية والتعليم في جنوب نابلس. هذا وقد افتتح يوم العمل التطوعي بكلمة لمديرة مركز بديل نجوى درويش ركزت من خاللها على اهمية اقامة مثل هذه االنشطة في المناطق التي تتعرض لعمليات تهجير وطرد على يد سلطات االحتالل والمستوطنين وتحديد ا في مناطق االغوار. وقالت درويش ان اقامة هذا اليوم التطوعي على اراضي قرية عورتا له اهمية خاصة اذ ان القرية تتعرض بشكل شبه يومي لمصادرة األراضي وتوسيع المستوطنات اإلسرائيلية وان مركز بديل يولي اهتمام كبير من خالل حملة مقاومة التهجير القسري التي ينفذها في الضفة الغربية الى المناطق األكثر تضرر ا من سياسة التهجير المستمر. اما مدير التربية والتعليم في منطقة جنوب نابلس االستاذ محمد عواد فقد شكر من خالل كلمته مركز بديل على تنفيذه لهذا النشاط في مدرسة بنات عورتا وقال انه يقدر عالي ا الدور الذي تقوم به المؤسسات غير الحكومية من خالل شراكتها مع وزارة التربية والتعليم والتي تهدف الى توعية االطفال الفلسطينيين حول حقوقهم األساسية. اما ممثل اولياء امور الطلبة واهالي قرية عورتا السيد حسن عواد فقال من خالل كلمته ان هذه االنشطة التطوعية التي تنفذ تعيد ارتباط الفلسطيني باالرض وشكر مركز بديل على اهتمامه بقرية عورتا ومناطق االغوار. وقد تخلل الفعالية حفل تفاعلي تعليمي مع األطفال في القرية تم تقديمه من قبل فرقة عطاء المسرحية وجمعية عطاء الخيرية. حيث ركزت محاور العرض التعليمي على الحقوق األساسية المنتهكة للشعب الفلسطيني إلى جانب التعريف بقرارات الشرعية الدولية المختصة في هذا الجانب باإلضافة الى تاريخ يوم األرض وموقعه في الوعي والتاريخ الفلسطيني. كما وتخلل الفعالية تنظيف وطالء لجدران مدرسة بنات عورتا وزراعة الحديقة المدرسية بأكثر من 100 شجرة من مختلف االصناف وشارك في زراعة االشجار حشد من المتطوعين واهالي القرية ومعلمات المدرسة واالطفال. وقد عبر طاقم التدريس في المدرسة عن سعادتهم بهذا النشاط واكدوا ان هذا النشاط التطوعي ساهم في تجميل منظر الحديقة في المدرسة وجدرانها الداخلية.
30 ٣٠ ا يار ٢٠١٣ منح الالجئين حق التصويت قراءة مقارنة في انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني بقلم: تيري ريمبل* في بداية أيلول 1993 بضع أسابيع قبل التوقيع على وثيقة إعالن المبادئ- أوسلو لتحديد الهيكل السياسي الذي ب دوره سيحدد عبر مفاوضات الحل لمستقبل فلسطين االنتدابية أصدرت أكثر من 100 شخصية فلسطينية من مجاالت الحياة المختلفة إعالن ا عام ا يحذرون عبره من أن»قرارات تمس قضايا جوهرية وحساسة لمصير الشعب الفلسطيني لم تعد ت قر كالسابق من خالل المؤسسات الفلسطينية«. بالنسبة للكثيرين منهم فقد تحقق هذا التخوف عندما تقرر الحق ا عدم عرض إعالن المبادئ على المجلس الوطني الفلسطيني أو على منظمة التحرير الفلسطينية وهي أعلى هيئة بمايتعلق بالقرارات السياسية. أكثر من ذلك فإن نقل كوادر منظمة التحرير ومواردها من أجل بناء دولة فلسطينية مستقبلية في األرض المحتلة ونقل المسؤوليات السابقة لمنظمة التحرير إلى السلطة الفلسطينية القائمة حديثافي بعض مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة التي تفتقر للكثير من الصالحيات قد عززت التخوفات والشكوك حول مقدرة منظمة التحرير على تمثيل الحقوق المصالح والطموحات للشعب حد الفلسطيني قاطبة. الكثير من الناشطين األكاديميين وص ناع قرار على سواء بدأوا الحديث عن أزمة التمثيل السياسي بشكل خاص استناد ا على خلفية إقصاء الغالبية الكبرى من الالجئين الفلسطينيين من صناعة القرارات التي تحدد مصير مستقبلهم. يمكن قراءة إحدى التفسيرات المقنعة لهذه األزمة في التسجيالت الخطي ة واستنتاجات اللجنة البريطانية لبحث أوضاع الالجئين الفلسطينيين. هذه اللجنة ش كلت من مندوبين عن جميع األحزاب البريطانية وقد اوكل إليها جمع شهادات من الجئين فلسطينيين في المخيمات وأماكن تواجدهم األخرى في الشرق األوسط وذلك بعد انهيار المحادثات عام 2000 بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية. التقرير يصف قضية التمثيل السياسي كأكثر القضايا تعقيد ا في أوساط الالجئين ومع ذلك فإنها ال ت درس وال تبحث كفاية. اللجنة تردد رغبات الالجئين بمعالجة الفجوات في التمثيل السياسي على جميع األصعدة: السياسية الحقوقية الجماعية والفردية. إحدى المطالب األساسية ألولئك الذين يأملون بتحسين واقع األزمة وإعادة الوحدة للشعب الفلسطيني كانت النداء لتنظيم انتخابات مباشرة للمجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية. هنالك حملة قد أطلقت العام الماضي تهدف إلى تحقيق هذه الغاية. تحضير ا لهذه االنتخابات فقد بدأت الحملة بتسجيل غالبية الفلسطينيين المقيمين خ ارج ح دود فلسطين االنتدابية والذين قد يدلون بأصواتهم خالل هذه االنتخابات المنشودة. إن منح الالجئين الفلسطينيين الحق في المشاركة بانتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني إنما ي سلط الضوء على قضية طالما ه مشت ولم تعطى انتباه ا كافيا عند مناقشة قضية حقوق الالجئين وهي قضية حق الالجئين بالمشاركة بصياغة ورسم الشؤون العامة إن كان بشكل مباشر أو عبر مندوبين تم اختيارهم بشكل حر. مشاركة الالجئين في االنتخابات ضمن بند 5 في المعاهدة الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري والتي ساعدت بلفت االنتباه لهذا الموضوع إنم ا ت بين مدى تعاظم التفهم لهذه القضية وأن ها منذ تلك اللحظة قد باتت قضية حماية وقضية حقوق إنسان. تلك كانت الشرارة التي حث ت الكثير من المؤسسات األوروبية مثل منظمة األمن والتعاون قي أوروبا )OSCE( ومجلس أوروبا )CoE( إلقرار معايير جديدة بمايتعلق بإجراء انتخابات حيث أق رت أهمية مشاركة الالجئين. وحديث ا أق ر األمين العام لألمم المتحدة إطار عمل تمهيدي عن موضوع إنهاء التهجير عقب الصراع وال ذي يدعو إلى ب ذل جهد خاص إلقرار سياسات وتشريعات تسمح لألشخاص المهجرين بمزاولة حقوقهم بشكل كامل بما يشمل الحق بالمشاركة في رسم الشؤون العامة االنتخابات ومبادرات بناء السالم وضمان تأثير آرائهم على محادثات للسالم وعلى السياسات التي تمت لمصيرهم بأي ة صلة. وتحديد ا عن حق التصويت ي شدد إطار العمل على أهمية إثارة موضوع مشاركة الالجئين بأي نشاط سياسي بمايشمل المفاوضات حول مصيرهم األمر الذي يسبق عادة االنتخابات التي تعقد بعد إنهاء الصراع. المعاهدات التي تدافع عن قدسي ة المشاركة السياسية وتعتبرها حق ا أساسي ا من حقوق اإلنسان م لز مة بمعالجة الحاالت الخاصة لالجئين. تحديد ا ضمان حق المشاركة والتأثير في تصميم ورسم سياسات الشؤون العامة للمواطنين المقيمين خ ارج بلدهم األم بغض النظر عن تالشي فعالية مواطنتهم. منظمة الهجرة الدولية )IOM( والتي عملت جاهدة لتحديد التزامات ومعايير وممارسات مالئمة تطرقت لموضوع هذه الفجوة وأشارت إلى أن حق التصويت لالجئين بحسب القانون الدولي هو وليدمباشر للمبدأاألساسي أن والشامل المناهض للعنصرية. رغم ان اقتراح قانون أولي في أوروبا إلى التمييز بالمواطنة يجب أن ي قتصر على تحديدإذاماكان المواطن خارج بلده األم طوع ا أو قسر ا اال ان مقترح القانون لم يتطرق لخصوصية قضية الالجئين. ان التشريع الحديث والذي يعتمد على مبدأ الممارسة المثلى في األمور االنتخابية يدعم اإلدعاء أن إقصاء الالجئين من المشاركة في االنتخابات في بلدهم األم قد ت ش ك ل تقييدا عشوائيا االمر الذي يؤدي الى الحرمان من الحق في المشاركة السياسية. من هنا تنبع الحاجة الى خلق مساحة لتحسين القانون من خالل التوصيات لمناقشة ودراسة إمكانية تعزيز قداسة حق الالجئين بالمشاركة السياسية عن طريق خلق آليات م لزمة. التعليل الذي ي ذكر عامة لمنح الالجئين حق التصويت يتعدى كونه اعترافا واس ع الشعبية كأحد حقوق اإلنسان األساسية. توثيق وتسجيل الالجئين والنشاطات والحمالت التي ترافق عملية االنتخاب نفسها تشكل األدوات التي بوسعها إعادة وتجذير االتصال والتواصل بين الالجئين من جهة ومجتمعاتهم من جهة أخرى. دمج الالجئين في خضم عملية االنتخاب في بلدهم األم قد تسهم أيضا إلى المصالحة الوطنية وقد تضمن اندماجهم في سيرورة إعادة البناء والتطوير. ان منح الالجئين حق التصويت قد يصحح ويشكل رقيبا ضد التزييف الديمغرافي من خالل مشاركتهم بغض النظر عن تهجيرهم. إن شرعية أي ة عملية انتخابية تتعلق بإتاحة الفرصة أمام الالجئين للتصويت بالذات في حال كانوا يشكلون قطاعا كبيرا على المستوى الوطني والمستوى التشريعي. أخير ا في حاالت تسبق فيها االنتخابات إقرار معاهدة سالم فإن مشاركة الالجئين قد تضمن أن ممثليهم في المفاوضات يعب رون حق ا عن حقوقهم مصالحهم وطموحاتهم. لعل مشاركة الالجئين في االنتخابات التي جرت بعد نهاية الحرب في كل من كمبوديا وموزمبيق قد كانت السبب وراء تعديل سياسة المفوضية السامية لألمم المتحدة لشؤون لالجئين. مع كون منح حق التصويت مشروط بعودة الالجئين فإن االنتخابات التي عقدت في كل من البوسنة والهرسك وكوسوفو في النصف الثاني من العقد قد أنشأت معايير جديدة من خالل اعتماد هذه البلدان إج راءات خاصة إلتاحة فرصة التصويت أمام المقيمين خارج حدود البلد. معاهدات السالم في جميع هذه الحاالت قد شملت بنودا خاص ة وواضحة بخصوص منح حق التصويت لالجئين في عمليات االنتخابات ما بعد الحرب. في المعاهدات واالتفاقيات المختلفة يبدو أن مداولة حق المواطنة تخص باألساس حقوق اإلنسان وموعد العودة أكثر بكثير مما تخص حق التصويت لالجئين. في حاالت أخرى مثل كرواتيا فقد تم هناك تنظيم حق المواطنة عبر القوانين واإلج راءات الخاصة باالنتخابات الحكومية. لكن في أغلب الحاالت فإن إقرار حق المواطنة وحق التصويت يتم بعد عودة الالجئين وقبل عقد االنتخابات. حاالت مثل البوسنة والهرسك وكوسوفو وحديث ا أفغانستان والعراق أيض ا هي االستثناء وليس القاعدة. مع ذلك فإن الممارسة بعيدة كل البعد عن أن تكون مستدامة فهي تتغير وتتبدل بحسب المناطق ولم تصل الى مستوى المنهج الموحد. السبب وراء ذلك هو بال شك حقيقة غياب عملية تجذير هذه الحقوق االنتخابية لالجئين ضمن آليات م لزمة. الجهات المعتمدة مثل المفوضية السامية لألمم المتحدة لشؤون لالجئين والمنظمة الدولية للتهجير قد بدأوا حديث ا خالل العقد األخير بتغيير المعايير وتحسين الممارسات إلرشاد الجهات السياسية والجهات العاملة في مجال حقوق اإلنسان. إن مشاركة الالجئين في االنتخابات في بلدهم األم تجلب معها كمية ال بأس بها من التحديات واإلصالحات مثل تغيير وإسقاط التشريع العنصري وتشخيص وتوثيق وتسجيل الناخبين وتحديد بنود تحدد الجدول الزمني والمعلومات للناخب وتأمين الشروط اآلمنة والمناسبة لعودة الالجئين الطوعية حتى يتسنى لهم المشاركة في االنتخابات الصعوبات اإلضافية والتكاليف الناشئة عن عقد انتخابات خارج البلد األم كاالتعامل مع اعتراض أو تقييدات مفروضة من قبل ال دول المضيفة على الناخبين المقيمين خارج البلد األم. هنالك أيض ا الخطر الدائم الذي قد ينجم عن عملية انتخاب غير منظمة بشكل حسن. حالة كهذه قد تكون الزناد لبداية صراع جديد الذي من جهته قد يتسبب في تهجير أفواج جديدة. نستنتج أنه ومع كون االنتخابات عمادا مركزي ا في حاالت االنتقال من الحرب إلى السلم هنالك إدراك يتعاظم يوم ا بعد يوم ألهمية إيجاد آليات إضافية وداعمة لتمكين أكبر عدد ممكن من المعنيين من المشاركة في صنع السلم. منح الالجئين الفلسطينيين حق التصويت مقارنة بسيطة مع التجربة الفلسطينية ت برز أهمية النداءات الحديثة لعقد انتخابات للمجلس الوطني في منظمة التحرير الفلسطينية كخطوة أولى في مداولة األزمة سالفة الذكر بخصوص التمثيل السياسي والتي قد بدأت قبل أكثر من عقدين. على سبيل المثال فكرة عقد استفتاء شعبي مما قد يتيح للشعب الفلسطيني تقرير وتحديد مستقبله قد أجلت منذ بداية األزمة مرار ا عديدة مقابل آليات ال تمنح إال القليل من فرص المشاركة السياسية. لقد فشلت األحزاب السياسية مر ة تلو األخرى بالوصول الى إجماع بما يخص ضم ودمج الالجئين في عملية االنتخابات على الرغم من أن الالجئين ي شكلون أغلبية الشعب الفلسطيني. منح حق التصويت لالجئين الذين تعود جذورهم لفلسطين المحتل ة عام 1948 لم ي ناقش بت ا أما بالنسبة لالجئين الذين تعود جذورهم لفلسطين المحتل ة عام 1967 فقد تم إقصاؤهم وان كان ذلك»مؤقت ا«من المشاركة في االنتخابات التشريعية واالنتخابات الرئاسية. بداية أقر تأجيل األمر لصالح مبدأ الحصة النسبية كوتا وذلك بتعليل أن البلدان العربية المضيفة لم ت بد تعاون ا. تال ذلك التركيز على بناء الدولة والذي تزامن مع خالفات حول إصالحات كان من المفروض أن تتيح مشاركة المجموعات اإلسالمية. كل ذلك سوي ا قد أسهم في عدم عقد االنتخابات للمجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية. عقد االنتخابات المباشرة للمجلس الوطني الفلسطيني وبغض النظر عن التحديات القانونية السياسية اإلدارية واللوجستية تشكل أكثر اآلليات نجاعة لكونها مباشرة واقعية وشاملة وهي تتيح لالجئين الفلسطينيين أن يكونوا شركاء في صناعة قرارات قد تؤثر على حياتهم بما يشمل مستقبلهم. من بين المي زات العديدة لهذا األمر فإنها تشكل آلية لتعزيز التواصل وتقوية االتصال بين الالجئين وقياداتهم كما تدعم المصالحة الوطنية وتسهم في ضمان تمثيل حقوق ومصالح وطموحات الالجئين على يد ممثليهم المفاوضين. يبدو أن منح حق التصويت لالجئين خالل االنتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني قد يفتح أمامنا أبواب ا جديدة ومستويات لم نعهدها عند مقارنتها بحاالت مشابهة في أماكن أخرى. إن تنفيذها على الرغم من غياب دولة مستقلة أو معاهدة رسمية تنهي الصراع ووجود المجتمع المدني في مركز األحداث وصناعة القرار وكمية الجئين تشكل األغلبية الناخبة عقد مثل هذه االنتخابات ت لزمنا بإعادة التفكير بشكل جذري بكل تجارب الماضي بالتوجه والمقاربة لحل الصراع بما يشمل قضية الالجئين الفلسطينيين كما يتوجب إعادة النظر بكل التطبيقات لمنهجيات أستخدمت لحل الصراعات في أماكن أخرى. * لإلطالع على الهوامش الرجاء تصفح الموقع اإللكتروني لمركز بديل: *تيري ريمبل: باحث متخصص في قضايا اللجوء وخصوصا الالئجين الفلسطينيين مقيم في كندا وعضو شبكة الخبراء المساندين لمركز بديل. لقد شهدت العقود األخيرة تعاظم ا باالعتراف مبدئي ا وعمليا بحق الالجئين باالشتراك باالنتخابات في بلدهم األصلي. هذا ال يعني أن هذه القضية لم ت عرض أو تناقش في العقود التي سبقت ذلك. خالل فترة ما بين الحربين العالميتين س مح للمواطنين المقيمين خارج بلدهم األم االشتراك باالستفتاءات الشعبية مع أن ذلك كان مشروط ا بعودتهم الحق ا لبلدهم. الكثير من االتفاقيات المهمة إلنهاء االستعمار في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي بداية بالجزائر ضم ت بنود ا خاصة تخص قضية حق المشاركة باالنتخابات لالجئين في سياق النضاالت الوطنية للتحرر واالستقالل. بينما كانت المشاركة بحسب هذه االتفاقيات مشروطة بالعودة فإن استفتاءات حديثة على سبيل المثال إريتريا وتيمور الشرقية قد منحت حق التصويت للمقيمين خارج البلد األم دون شروط. هذاالحق بات متجذراقانوني اوعلى مستوى الممارسة بحق تقرير المصير. يمكننا أن نعزو انتشار اإلدراك واالعتراف بشرعية حق الالجئين بالمشاركة باالنتخابات في بلدهم األم للتعريف الحاسم والمحدد لهذا الحق بحسب القانون الدولي النتشار الديمقراطية الليبرالية ومركزيتهالبعثات بناء السالم المعاصرة تأثير العولمة على ممارسات المشاركة السياسية وتعريف التهجير القسري كقضية حقوق إنسان. مع ذلك يمكننا أن نعزو هذا التطور كما يوضح لنا المثال الفلسطيني إلى مطالب الالجئين ذاتهم بالمشاركة. صياغة حق المشاركة في االنتخابات لالجئين في الكتيب الذي أصدرته المفوضية السامية لألمم المتحدة لشؤون الالجئين عن إعادة الالجئين الطوعية لوطنهم وفي التوصيات العامة
31 ا يار ٣١ ٢٠١٣ الحراك الشبابي الفلسطيني في سوريا: ربيع أزهاره لم تتفتح بعد بقلم: رجا ديب* تعيش المجتمعات العربية حالة من الحراك الشعبي غير مسبوق في تاريخها المعاصر بعد أن حققت استقاللها الوطني بجالء القوات االستعمارية عن أراضيها بعد الحرب العالمية الثانية. هذا الحراك الشعبي الذي تفجر في تونس أواخر عام 2010 ما لبث حتى انتقل إلى العديد من البلدان العربية )مصر ليبيا اليمن سوريا( ومحتمل أن ينتقل إلى بلدان أخرى وبات ي عرف بالربيع العربي في مسعاه للتخلص من األنظمة العربية السائدة كونها أنظمة قائمة على االستبداد والفساد وم صادرة الحريات العامة لصالح أنظمة ديمقراطية تحفظ لمواطنيها كرامتهم وتحقق العدالة في بينهم وتفتح أبواب التطور. الربيع العربي هو ربيع الشباب العربي فهم محركه ووقوده ي لونوه بميولهم السياسية واأليديولوجية وانتماءاتهم التنظيمية والفكرية هو ما يجعله كأزهار الربيع متعددة األلوان واألشكال وهو ربيع ا ألنه كذلك. فأين الشباب الفلسطيني في سوريا من هذا الربيع سوف نستعرض فيما يلي بعض المحطات لهذا الحراك الشبابي في سوريا المرتبطة بشكل ما بالربيع العربي أو له دوره فيها. بدايات: مع اندالع االنتفاضة الثانية في أيلول/ 2000 شهد الشارع الفلسطيني في سوريا حراك ا واسع ا مؤيد ا وداعم ا لها فبادر الشباب لتشكيل لجان لتقديم المساعدة إلخوتهم في الضفة 1 فجمعوا التبرعات وتبرعوا بالدم..الخ وكانوا في مقدمة المظاهرات التي خرجت في مختلف المخيمات في سوريا وكذلك في دمشق واعتصموا في مبنى األمم المتحدة بدمشق وأضربوا عن الطعام. شارك الشباب بفاعليه في هذا الحراك من مختلف ميولهم السياسية وانتماءاتهم الفصائلية وهو األول من نوعه منذ خروج قيادة منظمة التحرير الفلسطينية من دمشق عام 1983 وظهر أثناءه الحراك الشبابي المستقل غير المنتمي للفصائل. وقد تميز أوال بالربط ما بين دعمه لإلنتفاضة ودفاعه عن حق العودة وثاني ا برفضه التفاق أوسلو وموقفه النقدي للنهج السياسي للقيادات الفلسطينية خاصة تلك التي أيدت اتفاق أوسلو. بتراجع االنتفاضة الثانية وفشلها في تحقيق أهدافها تراجع الحراك الشبابي الذي واكبها وكانت السبب المباشر له ومع انتهائها استمرت بعض تشكيالته المستقلة تحت عنوان الدفاع عن حق العودة وكلجان لهذه الغاية لكن لم يستطع معظمها االستمرار والمحافظة على دور فاعل لها على هذا الصعيد كما كان الحال في دعم االنتفاضة. مسيرة العودة: في األجواء التي خلقها الربيع العربي نشطت مجموعات شبابية فلسطينية من مختلف مناطق التواجد الفلسطيني للشروع بمسيرة باتجاه حدود فلسطين ال 48 مستخدمة وسائل التواصل االجتماعي فيما بينها ك أدوات تواصل وإعالن وقد انضم العديد من الشباب الفلسطيني في سوريا لهذا النشاط وكانت قد بدأت األزمة السورية آنذاك. نجح الشباب في بلورة حراك شبابي في الشارع الفلسطيني في سوريا 2 محوره هذا النشاط حيث تعددت آراؤهم حوله فبعضهم متحمس له وآخرون متحفظون عليه من منطلق أنه سيخدم النظام السوري في أزمته التي يعيشها مع التحركات الشعبية التي عمت مختلف المناطق السورية التي تطالب بالديمقراطية والحرية. واحتدم هذا النقاش حول هذا الموضوع بعد تصريح رامي مخلوف الذي ربط فيه ما بين أمن سوريا وإسرائيل حيث استنتج منه أن سماح النظام السوري بالمسيرة للحدود يأتي في هذا السياق. فانقسمت المجموعات الشبابية في سورية ما بين من استمر في التحضير واإلع داد للمسيرة إلى الحدود في ذكرى النكبة الثالثة والستون )2011/5/15( كجزء من تحرك شبابي فلسطيني عام وبين من انسحب من ذلك وعمل لوقفها كونها ستستخدم كورقة من النظام السوري في أزمته الداخلية. حقق من استمر في اإلعداد والتحضير للمسيرة نجاح ا في ذلك حيث توجه اآلالف من الفلسطينيين ومن مختلف مناطق تواجدهم في سوريا ومنذ صباح يوم 15 أيار إلى الحدود مقابل بلدة مجدل شمس في الجوالن وكانت المفاجأة عندما تمكن الشباب من اجتياز الحدود واالشتباك مع الجنود اإلسرائيليين والدخول إلى بلدة مجدل شمس واالستقبال الذي حظوا به من أهلها. هذا التطور في المسيرة غير المتوقع وغير المخطط له أعطى للشباب دعم ا معنوي ا ودفع ا كبيرين رغم سقوط ثالثة شهداء وعشرات الجرحى فالتشييع للشهداء الثالثة الذي جرى في مخيم اليرموك ال يمكن مقارنته بعظمة مراسم تشييع إال تشييع أبو جهاد )خليل الوزير(. جاءت مسيرة العودة الثانية التي عمل الشباب من أجلها بعد عشرين يوم ا عن األولى في 2011/6/5 في ذكرى النكسة كانت هذه األيام الفاصلة بينهما مليئة بنشاط شبابي غير مسبوق أقاموا الخيام وفتحوا المجالس لمناقشة نتائج مسيرة العودة األولى والنقاش حول الثانية. شكلت مسيرة العودة الثانية صدمة للشباب بنتائجها سقوط حوالي 30 شهيد ا ومئات الجرحى دون تحقيق أي انجاز ولد هذا غضب ا عندهم عبروا عنه في تشييع الشهداء الذي جرى يوم 2011/6/6 في المخيمات الفلسطينية. فحول الشباب التشييع إلى تظاهرة عبروا فيها عن سخطهم على النظام السوري والقيادات الفلسطينية على حد سواء وهذا ما حال دون مشاركة أي مسؤول سوري أو فلسطيني في التشييع على غرار المسيرة األولى. وعندما أصر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسؤولها في الخارج الدكتور ماهر الطاهر على االنضمام للتشييع عند دفن الشهداء في مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك طلب منه مجموعات من الشباب بالخروج لكنه رفض فضرب بالحجارة فاضطر للمغادرة. حادثة مبنى الخالصة/ مخيم اليرموك سادت حالة من الغضب عند المجموعات الشبابية التي تشكلت في إطار مسيرة العودة عبروا عنها بالهتافات والشعارات التي رفعوها في تشييع شهداء مسيرة العودة الثانية يوم 2011/6/6 في مخيم اليرموك تحديد ا حيث كانت هذه المجموعات الشبابية تهتف وترفع شعار»بدنا نحكي علمكشوف فصائل ما بدنا نشوف.. بدنا نحكي علمكشوف قيادات ما بدنا نشوف«. ومن ثم وبعد دفن الشهداء توجهوا إلى مبنى الخالصة التابع للجبهة الشعبية/ القيادة العامة وكان فيه معظم قياداتها بمن فيهم أحمد جبريل أمينها العام وكانوا قد حضروا إلى مخيم اليرموك للمشاركة في تشييع الشهداء وقام المتظاهرون بمحاصرة المبنى ومحاولة الدخول إليه فتصدى لهم الحراس وحاولوا تفريقهم/ لكن دون جدوى. استمر حصار المجموعات الشبابية لمبنى الخالصة من الساعة الخامسة بعد ظهر يوم 2011/6/6 إلى ساعات الفجر األولى من اليوم التالي وقدر عددها ما بين 700 و 800 شاب وفشلت جميع الجهود والمحاوالت التي بذلت من جهات وشخصيات فلسطينية مختلفة كي يفك الشباب حصارهم لمبنى الخالصة وتمكين المحاصرين من الخروج. كان مطلب الشباب خروج أحمد جبريل إليهم وعندما لم يستجب لطلبهم قاموا بإشعال النار في المبنى فتوتر الوضع كثير ا حيث باتت حياة الموجودين في المبنى مهددة ممادفع قيادة الجبهة الستدعاء ق وات من معسكراتها على عجل وقامت بفك الحصار عن المبنى وإخ راج المحاصرين وكان نتيجة ذلك سقوط عدد من الضحايا والجرحى من الجهتين. الشباب الفلسطيني ما بين اإلغاثة والمساعدة والتضامن والمشاركة: تفاعل الشارع الفلسطيني في سوريامع التحركات الشعبية السورية المطالبة بالحرية والديمقراطية بشكل تلقائي نتيجة حالة االندماج التي يعيشها الفلسطينيون في سوريا بالمجتمع السوري على مختلف األصعدة السياسية واالجتماعية واالقتصادية. وانعكس هذا التفاعل اإليجابي بنزوح آالف العائالت السورية إلى المخيمات الفلسطينية بعد تحول الصراع ما بين طرفي األزمة في سوريا إلى صراع مسلح فاستقبلوا من قبل أهالي المخيمات كأشقاء وإخوة أعزاء. بادر الشباب في هذه المخيمات بتشكيل هيئات إغاثة لتقديم العون والمساعدة لهم 3 ففتحوا المدارس وقاموا بتجهيزها لتكون سكن ا لهم ونشطوا لجمع التبرعات لتقديمها لهم للتخفيف من مأساتهم. فتطوع العشرات من الشبان ليكونوا في خدمة النازحين لمخيماتهم على مدار اليوم. لقد عكس الشباب الفلسطيني في عملهم الدؤوب لخدمة النازحين إلى مخيماتهم مدى التالحم والتآخي ما بين الشعبين السوري والفلسطيني بعيد ا عن أي حسابات سياسية. فمعظم ما يقدم للنازحين في المخيمات هو بجهد شبابي تطوعي. وقد تعرض هؤالء الشبان لالعتقال والمالحقة ولكل أنواع المضايقات في عملهم االغاثي وسقط منهم شهداء. لكن كل هذا لم يثنيهم عن مواصلة عملهم اإلنساني تجاه إخوتهم النازحين السوريين واالستمرار في بذل جهودهم لتقديم العون والمساعدة لهم. مقابل هذا النشاط الشبابي كان برز نشاط آخر شبابي مواز له منذ تفجر الحراك الشعبي في سوريا في آذار 2011 أصحاب هذا النشاط يرون أن حالة االندماج التي يعيشهاالفلسطينيون في سوريامع أشقاهم السوريين تجعلهم جزءا من الحراك الشعبي السوري ومعنيون به مثل أشقائهم السوريين فلم يعودوا ضيوف ا في سوريا وإنما جزء من المجتمع السوري والحياة السورية على جميع األصعدة. فأصحاب هذاالرأي التحقوابهذاالحراك وعملوامن خالله سواء كمجموعات فلسطينية 4 أو مع التجمعات السورية لهذا الحراك وال يزالون مستمرين في عملهم هذا. انفجار مخيم اليرموك 12 و 2012/7/13 : لمخيم اليرموك مكانة خاصة على صعيد قضيتنا الوطنية فعدا عن كونه أكبر مخيم في مناطق اللجوء الفلسطيني إذ يقيم فيه حوالي 155 ألف فلسطيني فهو بمنزلة عاصمتهم السياسية. ففيه يتركز وجود الفصائل وهو المركز ألي نشاط سياسي فلسطيني وفيه مقبرة الشهداء التي فيها رفاة أكثر القادة الذين استشهدوا ولهذه األسباب وغيرها له رمزيته السياسية والوطنية على الصعيد الفلسطيني. شهد مخيم اليرموك عدة تظاهرات شبابية متفرقة وصغيرة تأييد ا للحراك الشعبي السوري والجو العام في الشارع الفلسطيني في البداية كان إلى جانب هذا الحراك في مطالبه. جاءت مظاهرة التنديد بمقتل مجموعة من مجندي جيش التحرير الفلسطيني من أبناء مخيمي النيرب وحندرات في حلب في تموز 2012 والمظاهرة الكبيرة في اليوم التالي لتفتح الباب امام الصدام مع قوات االمن حيث سقط عدد من الجرحى والشهداء االمر الذي تاله حالة من التوتر والقلق خصوصا بعد دخول قوات األمن إلى شارع فلسطين لفرض الهدوء وإلنهاء التظاهر. نتيجة لذلك ظهر األمر وكأنه انخراط فلسطيني واسع في الحراك السوري وكصدام فلسطيني سوري. سيطرة المعارضة المسلحة على مخيم اليرموك وحصار النظام السوري له: في الشهر األخير من العام المنصرم دخلت تشكيالت مسلحة للمعارضة السورية مخيم اليرموك وسيطرت عليه بكامله بعد أن طردت قوات اللجان الشعبية التي شكلتها الجبهة الشعبية/ القيادة العامة لحماية المخيم. ونتيجة ذلك قام الطيران السوري بقصف المخيم إلى جانب قصفه بالمدفعية فنزحت غالبية سكانه ومن ثم فرض حصار عليه من قبل قوات النظام السوري لمنع دخول المؤن إليه بكل أنواعها وليتحكم بالدخول إليه والخروج منه. بالمقابل فقد قامت بعض التشكيالت العسكرية للمعارضة التي دخلت المخيم بأعمال السرقة والنهب للبيوت والمحالت التجارية في بعض حارات المخيم التي نزح سكانها. هذه األعمال لبعض التشكيالت المسلحة ولدت حالة من الرفض لوجودها وسيطرتها على المخيم والتحكم به واعتباره منطقة محررة من قبله. فتراجعت حالة التعاطف الشعبية ما بين الفلسطينيين مع المعارضة السورية وظهر الخوف عندهم على مصيرهم ومستقبلهم في سوريا. وأعاد النظر الكثير من الشباب الفلسطيني في موقفهم الداعم للحراك الشعبي السوري ووقوفهم لجانبه ولتشكيالته المسلحة وبعضهم يعيش حالة من الصراع الداخلي فهو يرفض ممارسات النظام تجاه المخيم بفرض حصار خانق عليه وبنفس الوقت يرفض ممارسات التشكيالت العسكرية الموجودة في المخيم. الخالصة: ما أتينا على ذكره هو محطات متفرقة لحراك شبابي فلسطيني في سوريا في أجواء الربيع العربي القراءة األولية له تظهر أنه يغلب عليه العفوية واآلنية أكثر من التأطير والتنظيم. كما أن لكل محطة تعبيراتها الشبابية الخاصة بها والمرتبطة بها تنتهي مع الحدث الذي ولدت عنه. كما يغلب عليه استقالليته على الصعيد السياسي ورفضه لنهج القيادة الفلسطينية بكل تالوينها وكذلك رفضه للحالة الفصائلية وي رجع إليها حالة التراجع والتدهور التي تعيشها قضيتنا الوطنية. وإذا كانت أداة الربيع العربي هم فئة الشباب فإن الشباب الفلسطيني في مختلف مناطق وجوده يسعى ليكون ذلك في ربيع فلسطيني ليعيد لقضيتنا الوطنية حضورها على الصعيد المحلي واإلقليمي والدولي وعلى أسس وأدوات نضالية جديدة مبنية على وح دة الشعب الفلسطيني وأه داف ه الوطنية. والمحطات التي أتينا على ذكرها تدلل على أن هناك تملمال في الوسط الشبابي للتعبير عن نفسه وأخذ دوره على صعيد قضية شعبه الوطنية. فهو يبادر في كل مناسبة ليكون له دوره المستقل والمميز فيها ويظهر استعداه للتضحية من أجلها. يبقى السؤال متى نشهد تفتح هذه األزهار سؤال مرتبطة اإلجابة عنه بتطور الوضع الفلسطيني وبأي اتجاه. * لإلطالع على الهوامش الرجاء تصفح الموقع اإللكتروني لمركز بديل: *رجا ديب: مجموعة عائدون/سوريا بديل
32 ٣٢ ا يار ٢٠١٣»أزمة سيناء«وأثرها على سيناريوهات تعديل اتفاقية السالم المصرية- اإلسرائيلية بقلم: أحمد بالل* لم تكن األوضاع األمنية في سيناء في أفضل حال في عهد نظام مبارك إال أن التواجد األمني المصري في سيناء كان قد اختفى تقريب ا بعد ثورة 25 يناير وحالة االنفالت األمني التي عرفتها مصر األمر الذي تحولت معه شبه الجزيرة إلى قاعدة انطالق للجماعات المسلحة سواء ضدالجيش اإلسرائيلي أو حتى الجيش والشرطة المصريين. وساهم في ما سبق تقييد معاهدة السالم المصرية- اإلسرائيلية لحق مصر في نشر قواتها في سيناء بشكل كبير وتقسيمها سيناء إلى 3 أجزاء طولية تقلص فيها تواجد القوات المسلحة المصرية في القسمين»أ«و»ب«بينماتحظره تمام ا في المنطقة»ج«الحدودية على طول الحدودمع إسرائيل وقطاع غزة وقصرت التواجد فيها على قوات شرطة مدنية غير قادرة على التعامل مع المنطقة الحدودية لطبيعتها الجغرافية وديمغرافيتها القبلية. تحول الوضع في سيناء إلى أزمة حقيقية واختلفت طريقة إدارة كل من مصر وإسرائيل لما يمكن أن نطلق عليه»أزمة سيناء«وهو ما من شأنه أن يؤثر ليس فقط على مستقبل معاهدة السالم وإنما أيضا على مستقبل سيناء نفسها. ورغم إعالن القوات المسلحة والرئيس مرسي بصفته قائدا أعلى لها بدء العملية»نسر«ل»تطهير سيناء«إال أن األمر يزداد سوء ا وهو ما تستغله إسرائيل ل»شيطنة سيناء«أمام الرأي العام العالمي ما ي مكنها بعد ذلك من التدخل العسكري فيها سواء بشكل مباشر أو غير مباشر وما يمكنها أيضا من الحصول على مكاسب في حال تعديل المعاهدة بذريعة حقها في الدفاع عن نفسها. مصر»الجماعة«والفرص الضائعة تحولت سيناء بعد الثورة إلى معقل للعديد من المنظمات والجماعات اإلرهابية والمسلحة والتي قامت بالعديد من الهجمات في ظل انسحاب كامل لألجهزة األمنية للدولة إن لم يكن للدولة بشكل عام كان من بينها»هجمات إيالت«في أغسطس 2011 التي قتل فيها 6 إسرائيليين وقتل 16 جندي ا مصري ا في رمضان الماضي باإلضافة إلى الهجوم على مديرية أمن شمال سيناء ونقاط مراقبة أمنية في 16 سبتمبر باستخدام أسلحة ثقيلة نوعية. أيضا اقتحام عناصر مسلحة لمقر قوات حفظ السالم في طريق الجورة في شمال سيناء في 14 سبتمبر احتجاج ا على»الفيلم المسيء للرسول«ما أسفر عن إصابة 3 جنود من كولومبيا وإحراق عدة مركبات واالستيالء على معدات وأسلحة من الموقع. إلى جانب تفجيرات خط الغاز الواصل إلسرائيل واألردن التي وصل عددها حوالي 15 تفجير ا منذ بداية الثورة المصرية حتى 22 يوليو الماضي وتكرار إطالق الصواريخ من سيناء على أهداف داخل الحدود اإلسرائيلية التي كان أبرزها في 17 يونيو و 4 إبريل سمحت إسرائيل بنشر كتيبتين أي نحو 800 جندي في منطقة شرم الشيخ بعد تدهور األوضاع في سيناء رغم منع اتفاقية السالم ذلك وعلى الرغم من أن الجيش اإلسرائيلي رفض في 6 فبراير 2011 طلب ا مصري ا ثاني ا بنشر المزيد من القوات إال أن إسرائيل وافقت في نهاية أغسطس 2011 على نشر 1500 جندي مصري في شمال وجنوب سيناء وفي رفح المصرية في إطار ما عرف باسم العملية»نسر«. وفي 12 إبريل 2012 ذكرت صحيفة»هاآرتس«أن عدد الفرق التي أدخلتها السلطات المصرية إلى شبه جزيرة سيناء وصل إلى سبع. 1 وعلى الرغم من سماح تل أبيب للقاهرة بإدخال قوات عسكرية إضافية لسيناء وللمنطقة»ج«على عكس ما تسمح به معاهدة السالم إال أن هذه القوات لم تتمكن حتى اآلن من وقف العمليات المسلحة في شبه الجزيرة أو منع وجود الجماعات اإلرهابية وهو ما أضاع على مصر فرصة طلب تعديل اتفاقية السالم بعد تنصيب أول رئيس مصري بعد الثورة وأضعف موقفها. وقد حالت االستحقاقات السياسية لبعض جماعات اإلسالم السياسي التي تعتنق الفكر الجهادي وأيدت الدكتور مرسي في االنتخابات الرئاسية بين الرئيس وهو نفسه القائد األعلى للقوات المسلحة وبين الحسم العسكري وألزمته بالجلوس على مائدة المفاوضات مع هذه الجماعات في سيناء باعتبار أن لها ظهير ا سياسي ا في الوادي مازال متحالف ا سياسي ا مع الرئيس مرسي وجماعة اإلخوان. إسرائيل و«شيطنة«سيناء على الجانب اآلخر من الحدود تناولت الصحف اإلسرائيلية عددا من التقارير حول نشر كتيبة»كراكال«ووحدة»ريمون«وكتيبة استطالع إضافية ووحدة المستعربين على الحدود مع مصر باإلضافة إلى اإلسراع في االنتهاء من السياج الحدودي الذي تقيمه إسرائيل على الحدود. كما نشرت وزارة الدفاع اإلسرائيلية الخطة»عوز«في 24 أغسطس 2011 والتي تتحسب الحتماالت مواجهة عسكرية مع مصر بتأهيل القوات على اعتبار مصر جبهة مواجهات عسكرية واالستعداد لنشر زوارق الصواريخ الجديدة»ساعر 5 «في البحر األحمر الستهداف قناة السويس وتطوير منظومات التسلح وزيادة اإلنفاق العسكري. 2 رفعت إسرائيل إنفاقها العسكري بعد الثورة المصرية أكثر من مرة حيث كانت الميزانية المقررة للدفاع في عام 2011 تبلغ 53.5 مليار شيكل إال أنها وصلت إلى 60.7 مليار في ميزانية 2012 بعد الزيادات المتتالية ثم تم إضافة مبلغ 1.67 مليار شيكل في 28 ديسمبر بعد أسبوع واحد. وفي يونيو 2012 طلب الجيش ووزارة الدفاع من نتنياهو زيادة الميزانية العسكرية بمبلغ 15 مليار شيكل أي ما يعادل ربع الميزانية. 3 واتخذت إسرائيل أيضا تدابير إضافية على حدودها مع مصر ففي 5 نوفمبر 2011 قررت تغيير مسار طائراتها الحربية قرب الحدود المصرية وفي 19 نوفمبر نشرت أجهزت استشعار عن بعد ترصد حتى 3 كيلومترات داخل سيناء. إلى جانب ذلك هدد القادة العسكريون اإلسرائيليون في تصريحاتهم بشكل واضح باستخدام القوة العسكرية ضد مصر إذا اقتضى األمر. في 15 فبراير 2011 أكد رئيس األركان السابق جابي أشكنازي على ضرورة»اإلبقاء على مصر كحليف«إال أنه أكد أن»إسرائيل لديها خطة طوارئ حال قيام القاهرة بإلغاء معاهدة السالم«. كما أعلن رئيس األركان الحالي بني جانتس في 21 يونيو 2012 أن جيشه بات مستعدا لتنفيذ عملية لوقف إطالق الصواريخ وينتظر اللحظة التي يقرر فيها انطالق العملية وقال:»نحن على أتم االستعداد للرد على أي اعتداء يهدد أمن إسرائيل سواء من قطاع غزة أو األراضي المصرية التي باتت تشكل خطر ا أمني ا كبير ا«. 4 لجأت إسرائيل أيضا إلى التهديد برد عسكري يتخذ شكل العمليات النوعية. فبعد إطالق صواريخ جراد على إيالت في 5 إبريل 2012 قالت»هاآرتس«إن»إسرائيل أرسلت تهديدا للقيادة المصرية أنها ستعمل بنفسها داخل سيناء إذا لم تقم السلطات المصرية بكبح جماح الجماعات المسلحة هناك«. وفي 15 إبريل 2012 كرر نتنياهو التهديد:»إننا نشاهد اآلن سيناء قد تحولت إلى قاعدة لإلرهاب ونحن نعالج ذلك ونقيم سياج ا أمني ا ولكنه ال يوقف الصواريخ وسنجد حال لذلك أيضا سنستهدف أولئك الذين يعتدون علينا ال يمكن منح حصانة لإلرهاب ويجب أن نكافحه«. 5 عمل إسرائيل داخل سيناء أمر تعدى التهديد إلى الفعل على األرض حيث أوصى التقدير االستراتيجي الصادر عن معهد أبحاث األمن القومي االسرائيلي بالتعامل بحذر مع األعمال التي تقوم بها إسرائيل في سيناء. وج اء في التقدير:»يجب أن تفهم إسرائيل أن كل عمل تقوم به في سيناء وقطاع غزة من شأنه أن يكون له تأثير كبير على العالقات مع مصر وأيضا عليها أن تدير سياسات حذرة جدا تجاه التحديات األمنية في كلتا الساحتين«. وأضاف التقدير:»كل أنشطة إسرائيل تجاه مصر يجب أن تتم بالتنسيق الوثيق والتعاون مع الواليات المتحدة من أجل أن تساعد في التأثير على النظام المصري«. 6»أزمة«سيناء واحتماالت تعديل االتفاقية تباينت الطريقة التي أدارت بها كل من مصر وإسرائيل»أزمة سيناء«. فلجأ النظام المصري بقيادة اإلخوان المسلمين إلى تغييب منطق الدولة في التعامل مع حالة االنفالت األمني في سيناء التي تحولت إلى وكر لجماعات إرهابية مسلحة وغلبت منطق»الجماعة«التي ترتبط ببعض من هذه الجماعات باستحقاقات سياسية وانتخابية وفضلت جماعة اإلخوان الحاكمة التعامل مع هذه الجماعات من خالل الجلسات العرفية عبر عدد من قيادات اإلسالم السياسي بدال من الحسم العسكري معها. استغلت إسرائيل حالة الضعف التي يعاني منها النظام الحالي في مصر في تعزيز قواتها في المنطقة الحدودية»د«الواقعة على الجانب اإلسرائيلي من الحدود وعلى الرغم من أن كل هذه التعزيزات التي تشير إلى استعداد إسرائيلي حقيقي للتدخل العسكري في سيناء في انتظار األمر فقط كما قال بني جانتس أو العمل داخل سيناء يمثل انتهاك ا للمعاهدة إال أن الحكومة المصرية لم تتحدث عن هذا االنتهاك رغم مطالبة إسرائيل لمصر بسحب قوات إضافية أدخلتها سيناء دون موافقة وزير الدفاع اإلسرائيلي ويرجع الصمت المصري الرسمي إلى عوامل الضعف التي انتابت النظام في القاهرة والتي حولتها إسرائيل إلى عوامل قوة في تعاملها معه. نجحت إسرائيل في»شيطنة سيناء«أمام العالم وأظهرتها أنها مصدر تهديد حقيقي على أمنها القومي بسبب فشل النظام المصري في إدارة هذه األزمة وهو ما سيجعل موقفها أقوى في حال تعديل اتفاقية السالم والتي ستتمسك بتضمينها موادا تعزز التعاون األمني مع مصر أكثر مما هو قائم. عندما وضع الساسة اإلسرائيليون شروط ا لالنسحاب من هضبة الجوالن كان من أهم هذه الشروط هو وضع أجهزة إنذار مبكر في الهضبة السورية المحتلة منذ عام وتسمح معاهدة السالم المصرية- اإلسرائيلية لتل أبيب بوضع أجهزة إنذار مبكر في المنطقة»د«وهي المنطقة الواقعة على الحدود مباشرة فيما ال تسمح للقاهرة بوضع أجهزة اإلنذار المبكر إال في المنطقة»أ«وهي المنطقة الواقعة على قناة السويس مباشرة يفصل بينها وبين إسرائيل منطقتي»ب«و»ج«. ووضع أجهزة إنذار مبكر إسرائيلية في عمق سيناء قد يكون من أهم المطالب التي ستسعى إسرائيل إلضافتهافي المعاهدة في مقابل السماح بزيادة عدد جنود القوات المسلحة في سيناء. أيضا العمليات اإلسرائيلية النوعية والتي تقوم بها قوات إسرائيلية في سيناء والتي يطالب الخبراء األمنيون اإلسرائيليون أجهزتهم األمنية بالحذر من رد الفعل المصري عليها قد تكون مطلب ا إسرائيلي ا للسماح بتعديل المعاهدة حيث يشمل التعديل اتفاق ا بأن يكون من حق إسرائيل مالحقة من يقومون بالهجمات ضدها حتى لو داخل سيناء وهو تعديل قد تدعمه الواليات المتحدة باعتباره جزءا مما يسمى ب»الحرب على اإلرهاب«التي تقودها في العالم. وأيضا اتفاقية دفاع مشترك إسرائيلية- مصرية ضد الجماعات»اإلرهابية«في سيناء. إن إدارة نظام اإلخوان المسلمين ل»أزمة سيناء«بعقلية الجماعة هو أمر ال يضعف فقط موقف مصر في قضية تعديل اتفاقية السالم المصرية- اإلسرائيلية وإنما أمر فيه خطورة على األمن القومي المصري حيث ال يتوقف األمر على تحول سيناء إلى بؤرة إرهابية كبيرة فقط وإنما يتعدى ذلك إلى ما سيترتب على هذا األمر من تداعيات ال تقتصر أيضا على إضعاف موقف مصر من تعديل اتفاقية السالم ولكن تصل إلى استمرار قيام إسرائيل بعملياتها االستخباراتية في سيناء أو قد تصل إلى تدخل عسكري إسرائيلي في سيناء قد يكون محدودا أو موسعا وهو أمر صرحت به القيادات العسكرية صراحة. على نظام اإلخ وان المسلمين أن يتعامل مع سيناء كقضية أمن قومي ال ورقة مساومة سياسية مع حلفاء سياسيين وأن يعتمد الحسم العسكري ضد الجماعات اإلرهابية ال أن يعتمد على جلسات عرفية والتزام باستحقاقات انتخابية لمصلحة الجماعة ال الوطن على نظام اإلخوان أن يتعامل مع األمر بمنطق الدولة ال منطق الجماعة. أيضا على هذا النظام أن يدرك أن تنمية سيناء ضرورة لألمن القومي المصري والتعامل مع سيناء والتفكير فيها يجب أن يتم بمنطق المواطنة ال بالمنطق األمني بمعنى أن هناك ضرورة لتواجد الدولة بكافة مؤسساتها التعليمية والصحية وغيرها في سيناء وخاصة في المنطقة»ج«وإعادة االعتبار للمصريين أبناء سيناء ودعمهم من أجل إقامة مشاريع تنموية تستوعبهم في شبه الجزيرة لكونهم حائط الدفاع األول عن الوطن وتستوعب أيضا أبناء الوادي الذين يجب أن يشاركوا جنب ا إلى جنب مع أشقائهم المصريين في سيناء في تعمير شبه الجزيرة واستغالل ثرواتها. * لإلطالع على الهوامش الرجاء تصفح الموقع اإللكتروني لمركز بديل: *أحمد بالل: عضو المكتب السياسى لحزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى مصر والمنسق العام إلتحاد الشباب االشتراكى فى مصر ]إئتالف شبابى يضم الشباب االشتراكى من التجمع ومن أحزاب أخرى ومستقلين[ صحفى بجريدة )المصرى اليوم( متخصص فى قضايا الصراع العربى اإلسرائيلى.
33 ا يار ٣٣ ٢٠١٣ ما قيمة الوطن بال إنسان يحمله في ذاكرته وقلبه بقلم: نورما مصرية حكاية لم تتوقف. ثمة حكاية مرحة يتناقلها أبناء الشعب الفلسطيني في كافة أماكن شتاتهم! فماذا تقول الحكاية إنه لو جمعت المساحات التي يروي فيها األجداد والجدات عن الفردوس المفقود بما يشمل من بيوت وبيارات وأراض التي كانت لعائالتهم في فلسطين لبلغت مساحة الوطن العربي كله! بنية هذه الحكاية الداخلية تعكس أمرين من ضمن حركة الواقع والتاريخ: األمر األول: استمرارية الثقافة العفوية لدى الالجئين الفلسطينيين وحتى الجيل الرابع اليوم رغم مضي 65 عام ا على رحلة اللجوء والتشرد والنفي. األمر الثاني: تعميق الشعور باالستمرارية الزمانية قبل النكبة وبعدها عبر استحضار التاريخ المشترك والتضامن الجمعي لالجئين تحديد ا في المخيمات األمر الذي تبلورت معه الذاكرة الجماعية التي عملت على إدامة سردية الهوية المتخيلة لالجئين طيلة رحلة النفي. فالوطن في مخيال المنفى أداة توحيد وحشد في غمرة صراع الوجود حتى يبقى طالما ليس بإمكان الالجئون قلب معادلة القهر والرضوخ التي يواجهون أينما وجدوا! وباختصار فإن حياة الالجئين الفلسطينيين هي نسخة لزمان ومكان آخرين: واقع له سطوة الذاكرة والحلم والحنين وواقع آخر خاضع لسطوة الراهن بما هي هموم معاشة بدء ا من لقمة العيش وص وال الستحقاق المقاومة وتوازنات الجغرافيا السياسية وفق ا لما يقوله نصار إبراهيم. وفي السيرورة التاريخية لالجئ الفلسطيني نجد أن ذاك رة التحدي تسكنه أو ما أسماه ادوارد سعيد منطق األضداد بوصفها ذاكرة تنطلق من المكان المؤقت واآلني القاسي مخيم/موقع اللجوء لتسافر عبر الحلم إلى المكان األم واألول. فالحنين المستمر إلى الزمان والمكان األوليين يأتي عبر التداخل واالختالط وعبر النبش في التاريخ وفي الذاكرة بين مكانيين وبين زمانيين فإدامة الهوية المتخيلة لالجئين وبمعنى آخر تقديس ما كان أصبح المصدر لخلق ذهنية عامة ووعي الذات والعالقة مع اآلخر. وتسير آلية خلق الهوية المتخيلة لالجئين وفق المنحى التالي: 1.1 يعرف الناس في المخيم أنفسهم استناد ا إلى القرية المنشأ في فلسطين 2.2 أداة تكوين ال ذاك رة الجمعية الشعبية تكمن في األحاديث والقصص الشفاهية عن القرية. 3.3 تصبح الهوية المتخيلة غير منفصمة عبر صورة القرية المنشأ بل أن صورة فلسطين تنطلق أساس ا من صورة المكان الذي ينتمي إليه هذا الفرد أو ذاك. وحسب سيادة المفهوم فانه إذا بقيت الجماعة فإن الثقافة تظل مستمرة رغم حواجز العوامل الجغرافية فالرؤى واحدة واللغة مشتركة وذات عالقة بتحقيق الحقوق الوطنية والسياسية وعلى رأسها حقهم الشرعي بالعودة. النكبة مستمرة... النكبة ليست تاريخ ا فقط بل هي حاضر مستمر في الوعي الفلسطيني الفردي والجمعي ما دام حق العودة ما زال مطلب ا مرفوع ا لم يتحقق بعد وما دام الوجود اإلنساني الفلسطيني على أرض فلسطين مهددا بل الوجود الفلسطيني كهوية على تلك األرض ليؤكد يوم ا بعد يوم عمق المعركة التي نخوضها شعب ا وأرضا! إن قوى النفي والحنين لدى الالجئين عبر أربعة أجيال كانت وما زالت النبراس الذي يضيء الطريق لالجئين الستمرار نضالهم والتزامهم المزدوج بشأن تحقيق مطالبهم وحقوقهم السياسية في العودة وتقرير المصير للشعب الفلسطيني بأكمله الجئين وغير الجئين ومن هنا تتجلى الهوية الحقيقية لالجئين الذين أثبتوا من خالل فعاليتهم أنهم القوى القائدة لكل نضال وحيث وضعوا األس اس من خالل الثقافة التي استحدثوها في المخيمات لتغيير ج ذري من حق العودة إلى تطوير صياغة قومية فلسطينية حقه ومن حقوق جماعة تعيش التشتت بكل معانيه إلى حركة وطنية ذات إصرار على اإلرادة الجماعية الواسعة لشعب بأكمله ومعها تم بلورة هوية الالجئ الحقيقية حيث بات الشعور بالشخصية المستقلة من أهم مكونات العمل السياسي الفلسطيني ضمن تصورات إستراتيجية ومرحلية تمثلت أوال برفض مبدأ التوطين الذي لم يتغير منذ عام 1948 وحتى اليوم وثاني ا تصدر تجمعات الالجئين الدور الفاعل خاصة الشباب واألطفال العمل النضالي الفلسطيني بالداخل والخارج في مواجهة التهديد الدائم لوجودهم واستهداف إنهاء قضيتهم بأي شكل من األشكال. ومعها طو ر الالجئون في المخيمات إحساسا أو حس ا بالالدوامية أو المؤقتية التي أصبحت فيما بعد مؤشر ا لنشأة الوعي الفلسطيني وتطوره. وفي هذا السياق نستطيع القول أن نبوءة مجلة الثأر في عددها بتاريخ 28 تشرين الثاني 1955 وهي المجلة الفلسطينية األولى التي صدر أول أعدادها بعد النكبة في عام 1952 قد صدقت والتي كتبت تقول: النازحون العرب تحت خيامهم البالية في مخيمات الشقاء يستطيعون إن أرادوا أن يصبحوا قوة فعالة في تقرير مصيرهم ومصير الوطن الذي سلبه اليهود... إن حوالي مليون نازح عربي عندما يقودهم شباب مخلص قادر يستطيعون أن يصبحوا قوة تفرض إرادتها وتساهم في رسم مستقبل شعبنا. توريث الحكاية والحق... إن التأثير الذي مارسته وما زالت تمارسه العائلة الفلسطينية كنظام يعتبر جزء ا رئيسي ا في التنشئة السياسية لألجيال المتعاقبة من الالجئين من خالل توريث الحكاية والحق. إن العائلة الفلسطينية كجزء من الثقافة الشرق أوسطية التي أثبتت استحالة شرخها أو كسرها كانت الوسيلة والدافع اللذين من خاللهما استطاع الفلسطينيون التجاوب مع ظروف نفيهم وأزمتهم وبالتالي االرتقاء بغرض بقائهم. فمن خالل هذا المجتمع العائلي المتماسك استطاع الفلسطينيون كما قال ادوارد سعيد البقاء أمام عملية تدمير تاريخنا بأخطائه المأساوية وبمحنته وبممارسات وسياسات إسرائيل المدمرة. فالعائلة الفلسطينية أتاحت المجال للحفاظ على وحماية الهوية الوطنية الفلسطينية/الحس الوطني الفلسطيني. لقد أصبح التعليم أو التشريك السياسي مسؤولية العائلة والتي تعتبر من أهم مؤسسات التنشئة السياسية. لقد وصف عاموس ألون دهشة الجنود اإلسرائيليين عند اكتشافهم قوة الروابط االجتماعية القائمة بين الالجئين بعد دخولهم لعدد من مخيمات الالجئين في الضفة الغربية في حزيران 1967 فكتب يقول: فعند دخول أحد الجنود الشباب مخيم ا لالجئين اكتشف أن الساكنين ما زالوا ينظمون أنفسهم في مساكنهم كحمائل صغيرة أو كجيران حسب المدينة أو القرية أو حتى الشارع الذي عاشوا به قبل تشتيتهم في عام 1948 مثل بئر السبع الفالوجة المجدل.... محاوالت تطبيع حق العودة وال غرابة أن نجد االحتالل اإلسرائيلي منذ األيام األولى ما بعد حزيران 1967 يعمل جاهد ا على تطبيع حق العودة بين الالجئين الفلسطينيين خاصة في مخيمات قطاع غزة. فقد أراني بعض الالجئين في مخيم الشاطئ في قطاع غزة هوياتهم اإلسرائيلية مشيرين إلى أن بلدتهم األصلية لم يرد ذكرها تحت مكان الوالدة في الهوية اإلسرائيلية على الرغم من أن هذه المعلومة أعطيت لهم حين قاموا باإلحصاء السكاني عام 1967 وبدال من ذلك وضعت كلمة غير مسجل. كما حدثني مبحوثون آخرون كيف قامت السلطات اإلسرائيلية بتغيير أسماء المخاتير فبدال من أن يحمل المختار اسم بلدته األصلية أصبح يحمل الحرف الهجائي لوحدات المخيم ),B Block,A C..( حيث كانت هذه الوحدات قبل عام 1967 تحمل اسم القرية أو المدينة األصلية في فلسطين حسب تجمع السكان في كل وحدة. وال يسعنا المجال هنا للتطرق إلى التدمير الذي ألحقه االحتالل اإلسرائيلي بالمخيمات الكبيرة في قطاع غزة في بداية السبعينيات وإعادة إسكانهم في مشاريع توطين أقامها االحتالل في القطاع بغية تشتيت الالجئين ناحية وضرب مقاومتهم من الناحية األخرى فحسب إحصاء وكالة الغوث )االونروا( فقد تم هدم غرفة تأثرت من جرائها عائلة ما مجموعه شخص ا. ماذا بانتظار الالجئين الفلسطينيين مما تقدم وحين نقرأ وقائع النهج الواحد والثابت في السياسية اإلسرائيلية تجاه قضية الالجئين الفلسطينيين وعودتهم منذ عام 1948 وحتى اليوم يتجدد السؤال هنا والذي ما يزال في ضمير المستقبل حول مصير الالجئين في الداخل والخارج. خاصة في ظل النوايا التوسعية للجانب اإلسرائيلي بعد أن ثبت أن إسرائيل تضلل العالم حول مفاوضات السالم وتختلق الذرائع لتبرير تجميدها فما الذي ينتظر قضية الالجئين الفلسطينيين وينقلنا هذا إلى س ؤال محوري م اذا سيكون عليه موقف الالجئين الفلسطينيين من الطروحات األخيرة خاصة االستراتيجيات التي تحاك في الخفاء لمحاوالت إسقاط قرار )11( 194 من على قرارات األمم المتحدة وإعالن يهودية الدولة وأخير ا موضوع تبادل األراض ي والذي من شأنها جميع ا تقويض الحق الشرعي لالجئين بالعودة والحقوق األخرى ذات العالقة بهذا الحق يضاف إلى ذلك ما أتخذ من قرار سياسي في ديوان رئيس الحكومة ووزارة الخارجية في إسرائيل في أيلول الماضي والذي يقضي بأن يتم شمل قضية الالجئين اليهود من الدول العربية كواحدة من قضايا الحل الدائم في المفاوضات مع الفلسطينيين منذ اآلن حسب ما أوردت صحيفة هآرتس بتاريخ 23 أيلول علينا أن ندرك أن ال وجه للمقارنة بين قضية الالجئين الفلسطينيين وهجرة اليهود العرب إلسرائيل بما تحمل كال التجربتين من طرفي نقيض للتمثيل الكولينيالي لمشروع اإلمبريالية في فلسطين والمنطقة. األمن اإلسرائيلي أوال! فالمشروع الصهيوني اإلسرائيلي استهدف فلسطين كقاعدة ارتكاز لمشروعه في مواجهة األمة العربية بحيث ال يسيطر على فلسطين فقط بل على األمة جميعها ويبقيها متخلفة وضعيفة ومتفككة أرضا لنهبها. وهي تهدف من ذلك كما الحظ الكاتب اللبناني محمد السماك إلى تحقيق أمرين أساسيين: األول: تحويل العالم العربي إلى سوق استهالكية لالقتصاد اإلسرائيلي بهدف بناء ما أسماه شمعون بيرس ب الشرق األوسط الجديد زاعما بأن هذا المشروع سيؤدي إلى رفع مستوى معيشة الشعوب العربية ومن ثم القضاء على ما يسميه إرهاب األصولية اإلسالمية. إن بيرس في هذا الطرح لم يقدم صيغة لالندماج االقتصادي العادل في المنطقة وإنما صيغة واضحة جد ا محدد فيها طرفاها األعلى واألسفل دون توافر أية عالقات متكافئة مع دول المنطقة. الثاني: محاولة ضرب الشعوب العربية بأنظمتها مستندة إلى إستراتيجية األمن اإلسرائيلي التي ال تقوم على التفوق العسكري وحتى النووي على الدول العربية مجتمعة وحسب ولكنها تقوم على األمن العربي أيض ا أي على تمزيق المجتمعات العربية إلى مجموعات طائفية ومذهبية وإثنية متقاتلة على النحو الذي يجري في شمال العراق وجنوبه واآلن في سوريا وفي البحرين وغيرها من الدول العربية. وفي هذا الطرح كما يقول ناصيف حتي فانه يجري القفز فوق الهوية الجامعة للنظام العربي للتعامل مع دول وليس ذلك بالصعب طالما أن أهل البيت هم من اسقطوا سياج الهوية. عسكرة الحياة والوعي للشعب اإلسرائيلي! هنا على أرض فلسطين فان الماضي والحاضر والمستقبل قد جرى غزوهما وتوفيقهما فعبر الخصخصة اإللهية لشرعية االستيالء على األرض وطرد سكانها توظف سلطة المعرفة وليس قوة السالح فقط لتشكيل وجدان ووعي الشعب اليهودي /اإلسرائيلي إلضفاء الشرعية على سرقة وطن بكامله وإزالة الشرعية عن الفلسطينيين عبر عسكرة الحياة والعقل فيتم تغييب طرد الفلسطينيين في الوعي األسطوري الصهيوني. األمر الذي ال يتوافق مع محصلة المعرفة في النهاية أال وهي إكساب وتوجيه المواطنين في هذا الكيان نحو معرفة الصحيح وعمل الصحيح دون أي تضليل إلدراكهم الشعبي وتزييف لوعيهم أو حتى الوعيهم. والالفت أن هذا التزييف لم ينتهي لليوم رغم ما كشفه المؤرخون الجدد من اإلسرائيليين أمثال إيالن بابيه أفي شليم وغيرهم من زيف الرواية الصهيونية/اإلسرائيلية حول طرد الفلسطينيين وما تعرضوا له من تطهير عرقي في عام 1948 وما بعده. فكتب يرون لندن في صحيفة يديعوت احرونوت )2011/5/18( في مقالة بعنوان: مهندسو الذاكرة.. أكاذيبنا وأكاذيبهم! حول تعبئة الزيف هذا وحول تنشئة اليهودي/ اإلسرائيلي على ثقافة التناسي والصمت المتعمد كتب في مقالته قائال : يتبع
34 ٣٤ ا يار ٢٠١٣ نحن نفرض وعينا على ذاكرتنا هذه حقيقة من يعترف بها ال يحب أن يضعها قيد االختبار... فاألكاذيب تسمم الدم ونحن نحب أن ي كذب علينا. هذه حقيقة عليلة. هذه الثقافة حصيلة سوداء ال تقل فداحتها عن جريمة االستيالء على أرض فلسطين ببحرها وسماءها. من هنا يمكننا أن ندرك لماذا ترفض إسرائيل حكومة وشعب ا االعتراف بمسؤوليتهم األخالقية عن تشريد عرب فلسطين من ديارهم والذين هم الجئون أحياء في المنافي والمخيمات لليوم. وشواهد العجز األخالقي منذ النكبة ولليوم أكثر من أن تحصى وبحيث استحقت إسرائيل أن تكون الدولة األكثر إدانة في قرارات األمم المتحدة بواقع 500 مرة وأكثر وللسخرية أنها أي اسرائيل الدولة التي حصلت على أكبر عدد من حق النقض )الفيتو( من قبل مجلس األمن بما يفوق المائة مرة. دعاوى هروب إنكار... ومثل ت وما زالت تمثل الدعاوي الصهيونية/اإلسرائيلية منذ عام 1948 وما قبله مرتكز سياستها العنصرية ضد اآلخر. فعلى سبيل المثال ال الحصر فقد شملت إدعاءاتها: 1( الحق التاريخي والديني في فلسطين 2( دعوى األرض الفارغة 3( دعوى تمدين فلسطين 4( دعوى احتكار صفة الضحية 5( دعوى أنها الديمقراطية الوحيدة في قلب الشرق األوسط 6( ادعاءها أنها جزيرة صغيرة في وسط عربي وفلسطيني معاد وهذا اإلدعاء األخير يتناقض مع واقع إسرائيل كترسانة عسكرية متقدمة تمتلك القوة النووية من ناحية كما يتناقض مع صورة الضحية التي تتبناها لنفسها وخاصة في ظل خوضها لثمانية حروب! فتبنى إسرائيل لهذه الدعاوي ما هو إال أسهل الحلول للهروب من تناقضات اإلنكار ونفي اآلخر ليشترك اليسار واليمين والوسط في حلم واحد بأن يختفي الفلسطيني ويتشاورون: هل نقوم بترحيله مباشرة أم بطريقة غير مباشرة أم نرحله بصمت أم نستخدم الترحيل الهادئ بدال من الترحيل الصامت! وفي تفسير لمحمود درويش حول ديمقراطية وحداثة إسرائيل يقول: إنه جسد حداثة مشوه يغير إسمه ومالمحه في كل لحظة. فحداثة إسرائيل تتراوح ما بين سؤال ما بعد الحداثة في مجتمع ما قبل الحداثة باستثناء حداثة المؤسسة األمنية. في مرحلة ما قبل النكبة وما بعدها نحن دائم ا الفريق الثاني للحركة الصهيونية وإسرائيل ومؤيديها. الجانب اآلخر للجانب اآلخر. وفرادة إقامة الكيان الصهيوني إنه صنع صنع ا وغرس في أرض فلسطين بمنطق حق القوة والذي تمثله إسرائيل في سلوك تجاوز كل الحدود ووصل إلى حد ممارسة غطرسة القوة تجاه اآلخر! هذا هو المسار التاريخي المعكوس لقيام إسرائيل فهو مجتمع مسبق الصنع حيث المؤسسة العسكرية األمنية سبقت تواجد المجتمع اإلسرائيلي خالف ا لما يعلمنا إياه التاريخ بأن األرض والبشر هما البداية في نشأة المجتمع فالمؤسسات فالدولة. إن الواقع والخطاب واللغة المزدوجة التي تعيشها إسرائيل حكومة وشعب ا جعلها في غفلة عن نظرية الكيد المردود ألفعالها ضد اآلخر كما تقول حنه ارندت الذي من شأنه أن ينتهي بإلحاق الضرر بها ككيان! وتفيد التجارب التاريخية بأن أية إستراتيجية قائمة على فرضية معاكسة تمام ا ستؤدي في اإلحتمال األغلب إلى إعطاء نتائج أخرى. فمحاوالت إسرائيل ألن تتعامل مع قضية الالجئين الفلسطينيين عن طريق الحل االقتصادي ال السياسي واشتراطها التطبيع أساس ا ومدخال إلى التسوية سيقود حتم ا إلى الفشل كونه قفز عن الحقوق السياسية للفلسطينيين بشكل عام. تجربة جمعية بامتياز أمام هذه التحديات اإلسرائيلية القديمة الجديدة نقول ونؤكد إننا قد انتصرنا على مشروع إخراجنا من التاريخ ومن األرض. وإن عمل المحتل على تهويد األسماء ومعالم المكان التاريخية واألثرية والحضارية والبيئية لكي تعطي صورة لشعبهاوللعالم بأنهامن حولت الصحراء ]فلسطين[ إلى جنة فال مكان لالجئين الفلسطينيين الذين طردوا منها فقراهم هدمت ومدنهم ت. تغي رت فالديمغرافيا والجغرافيا التي كانت ول فهل استطاع المحتل اإلسرائيلي اقتالع الذاكرة الجماعية للشعب الفلسطيني اإلجابة حتم ا ال.. إن الذاكرة بطبعها عدو للقهر وما من قوة بقادرة على قهر الذاكرة أو دحر الوجدان فالتجربة الفلسطينية امتلكت خصائص تجربة جمعية بامتياز... فالفلسطيني جاء من هذا المكان وليس إليه يقف فيه وليس عليه إنه إنسانها الحقيقي القادر على أن يكون واحد في جماعة وجماعة في واحد وحارس ا لعالقة ال تنفصم بين هويته وهوية األرض. يقلق ماضينا المحتل اإلسرائيلي الذي يفضل آال يواجه الحقيقة الساطعة! لهذا أقلقهم ادوارد سعيد حيث شن هجوم منتظم على المحتل بالكتابة عن الماضي الذي يرفض مواجهة ذاكرة جماعية تأبى النسيان... وف ي السياق نفسه ف إن وج ود مخيمات الالجئين هنا على األرض الفلسطينية وفي الشتات هو بمثابة كابوس يحاصر اإلسرائيلي في نهاره وليله فهم المفسدون للحلم الصهيوني. وأصبح نجاح حلمهم مقرون ا بالحاق المزيد من االنتهاكات ضد الفلسطيني على األرض الفلسطينية بداخل الخط األخضر وفي الضفة الغربية وقطاع غزة على حد سواء من مختلف الجوانب. هل هناك سوء تقدير إسرائيلي لقد وقع المشروع الصهيوني في الخطأ في عدم التقدير السليم للمقاومة الشعبية لالجئين وغير الالجئين من الفلسطينيين. ليقول لآلخر: إننا نحن أبناء هذا المكان منذ األزل وستبقى هنا ومن المستحيل أن ال نكون هنا في أي لحظة قادمة. لم يرض اإلسرائيلي بشروط اللعبة لسانا بلسان ال طائرة ضد طائر كما يقول درويش وأيض ا ال دبابة ضد حجر ورصاصة ضد مقالع... إن المأزق الذي يواجهه اإلسرائيلي ليس أقل فداحة من النكبة التي حلت بنا. فهي أبعد من أن تكون جنة عدن حسب اليوتوبيا التي وضعها هرتسل لهذا الكيان. هذا أن تفسخ المجتمع اإلسرائيلي من الداخل وتعمق مظاهر التقاطب والتباين فيه إضافة للضريبة الكبيرة التي يدفعها االحتالل أخالقي ا من جراء سياساته االحتاللية ضد المجموع الفلسطيني فكر ا وعمال. لتؤكد ما قاله يوسي سريد: اعتقدنا بأننا احتلينا المناطق. واكتشفنا فيما بعد أن المناطق هي التي احتلتنا وليس بالعكس. في رفقة األمل القسري! ولعلنا ما نحتاج له في الذكرى ال 65 للنكبة أكثر من معرفة أن لنا حق ا في الغد تمرد ا على الحاضر ودفاع ا عن شرعية وجودنا في الماضي بحسب درويش مرة أخرى. فالفلسطيني منذ نكبته يسير إلى هدف واضح أال وهو تحرير وطنه وتحرير نفسه. لقد شهدت ال 65 سنة الماضية مالحم شعبية من الصمود والمقاومة وتعبئة الطاقات إلنهاء النكبة لكي نوفر ألجيالنا القادمة حق الحياة بحرية وكرامة. إن تسونامي التضامن الدولي وحركات المقاومة السلمية على مدار سنوات خلت تضامنا مع الشعب الفلسطيني قد كشفت عن الوجه الحقيقي إلسرائيل لتشكك الرأي العام الدولي حول مصداقية الدعاوى واألكاذيب واألساطير الصهيونية/ اإلسرائيلية السابق ذكرها. وجواب لماذا ينقض علينا هنا معلنا: إن الفلسطيني أتعب األمل بإصراره على أن ينتقل من موضوع ي شفق عليه إلى ذات ت حسد بانتظار حريته القادمة غدا ال محالة النحيازه لألمل والحب والحياة حتى يكون ما يريد أن يكون وليس ما يريد غيرنا أن نكون. إن التاريخ ال يتكرر لكنه يقدم دروس ا إن كل طموحنا في الغد أن ينتهي واقعنا غير الطبيعي الذي نعيش على مدار 65 أيار و 46 حزيران. نرى أرضا تقل وسكانها يكثرون. ونراهم يقلعون ونحن نزرع هم يهدمون ونحن نبني هم يستهدفون تجهيل الفلسطينيين ومعه وجودنا ونحن نتعلم ونصر على البقاء. ما زلنا صامدين نرفض أن نقبل التساوي بين الجالد والضحية! في 26 أيار من كل عام يعبر كافة األستراليون في يوم األسف عن أسفهم وندمهم على سوء المعاملة التاريخية السيئة التي تعرض لها السكان األصليين للبالد األبورجنيز وقاد يوم األسف إلى قيام الحكومة االسترالية بإزالة ما تبقى من المواد الدستورية التي تحتوي على تميز عنصري. والتعبير عن الندم وتقديم االعتذار إلى الجيل المسروق. وبهذا كما قال رئيس الوزراء كيفين رود ان االعتذار سوف يزيل وصمة عار كبيرة من روح األمة. لقد حان الوقت ان تدرك إسرائيل هذا الدرس... وذلك ألن التاريخ يتحرك وأن ما يحدث اآلن ليس هو الصحيح وليس هو النهائي. *نورما مصرية: باحثة وأستاذة مشاركة في علم االجتماع السياسي- جامعة بيت لحم. بالنسبة للفلسطينيين الذين ولدوا بعد سنة 1948 فالكثير منهم يعتقدون أن ما يسمى بالنكبة كان حدث ا واحد ا ممي زا وكان له أول وآخر وانتهى مع انتهاء سنة أما بالنسبة لي فالنكبة كانت موجودة عندما وعيت على العالم وما زلت حتى هذا اليوم أشعر بوجود جو النكبة يغلف حياتي وحياة الفلسطينيين أينما كانوا. أقدم فيما يلي بعض الذكريات من المراحل األولى من هذه النكبة المستمرة. ولدت في قرية فلسطينية في الجليل عام 1935 وقريبا سأبلغ الثامنة والسبعين من العمر. وهذا يعني بالنسبة لي أنني كنت وما زلت أعاني فكريا وعاطفيا وربما جسديا مما فعله وال يزال يفعله الصهاينة ضد شعبي على امتداد ثمانية وسبعين عام ا. وما بين ميالدي وحاضري كلما تقدم بي العمر وأصبحت أشد وعيا وأحد إدراكا للظلم الممارس على شعبي بال انقطاع كلما زاد األلم في ذهني وفي روحي. ومع مرور الوقت أصبح ت مشاعر االستياء تسيطر على نظرتي لآلخر وللحياة بشكل عام. و اآلخر الذي هومحط استيائي يتضمن الصهيونية واالنتداب البريطاني أوال والثقافة والعقلية األوروبية االستعمارية ثانيا والهيمنة األمريكية االستعمارية الجديدة ثالثا وأخيرا ولكن بدرجة ال تقل عن سابقيها. وقولي هذاال يعني بأي شكل من األشكال أنني أعتقد أن شعبي هو سرب من المالئكة أو أنه أفضل من باقي شعوب العالم. ولكنه شعبي... ولطالما علمتني ثقافتي أن ت. يدك منك ولو شل ثمانية وسبعون عام ا وأنا أشاهد شعبي يتعرض لعملية بطيئة ومتدرجة ومستمرة من اإلبادة والتطهير العرقي ولكن في األعوام األخيرة أخذت هذه العملية في التحول إلى حرب إبادة جماعية. عبر كل هذه األعوام الثمانية والسبعين كنت أقوم بدور المراقب لألحداث وليس بدور المشارك فيها. وبحكم ظروف حياتي وطبيعة تدريبي المهني ونشاطي األكاديمي تعودت على أن أقف جانبا وأتخذ لنفسي موقف المتفرج الذي يسجل الوقائع بدال من أن أشارك في اللعبة السياسية أو العسكرية التي كانت تدور من حولي والتي أدت إلى تدمير شعبي في النهاية. ففي الوقت الذي انتهت فيه االنتفاضة األولى أي ثورة ال 1936 كنت في الخامسة من عمري. وما زلت حتى اآلن أستحضر في مخيلتي صور ا غير واضحة المعالم لممارسات التدمير واإلذالل التي كان يقوم بها الجنود البريطانيون ذوو الشعر األشقر والعيون الزرقاء ضد قريتنا وأهلها. وأستطيع أن أرى في مخيلتي صورة عمي وكان مختار القرية في حينه يتوسل إلى الجنود أال يدمروا المونة التي كانت موجودة في بيوت أهل القرية وأال يخلطوا موارد الغذاء الشحيحة المتمثلة في زيت الزيتون والقمح والعدس والفول ببعضها. وما زلت قادرا كذلك على أن أستحضر صور شباب القرية وهم يحاولون جاهدين أن يكسبوا رضا الجنود البريطانيين من خالل الظهور بمظهر الودعاء والمسالمين فيربطون خيول هؤالء الجنود ويطعمونها أمام مضافة عمي ثم بعد قليل يجلبون لهم مناسف مليئة باألرز واللحم واللبن تلك األطعمة التي كنا نحن محرومين منها. وإذا كانت مالمح العجز تبدو واضحة على عمي المختار فبإمكانكم أن تتخيلوا كيف كنا نشعر نحن األطفال. استمر اضطهاد جنود االنتداب البريطاني للناس وإذاللهم وتحطيم معنوياتهم حتى عام 1948 وفي هذه األثناء تمت تصفية معظم قيادات الشعب الفلسطيني من قبل سلطات االنتداب البريطاني. لقد ج اء البريطانيون لنقل الحضارة إلينا وإعدادنا لالستقالل ولكن حين غادرونا بعد ثالثين عاما لم نكن قد وصلنا إلى درجة من التحضر بحيث نقوم بتسليم أراضينا وبيوتنا وممتلكاتنا بصمت وسالم للموجة الجديدة من الغزاة األوروبيين أي اليهود الصهيونيين األوروبيين. هكذا بدأنا نحن الفلسطينيين مسيرتنا كإرهابيين. لقد بدأ االستعمار الصهيوني في فلسطين في منتصف القرن التاسع عشر تقريبا. إال أن الهجمة الصهيونية الكبرى أتت في النصف الثاني من عام 1947 وكنت حينها في الثانية عشرة من العمر فكنت شاهدا حيا على اغتصاب فلسطين. وكان ذلك االغتصاب اغتصاب ا جماعي ا ارتكبته الحركة الصهيونية تدعمهم و تصفق لهم أوروبا المسيحية... نفس أوروبا المسيحية التي ذبحت اليهود وأرسلت من تبقى منهم إلى الشرق األوسط ألنهم لم يكونوا أوروبيين أنقياء بل ساميين. ومن سخرية األقدار أنه عندما جاء هؤالء اليهود أنفسهم إلى الشرق األوسط استعادوا هويتهم األوروبية وقرروا أن يعيشوا في الشرق األوسط كأوروبيين وعادت أوروبا تصر على أنهم أوروبيون وتستخدمهم ك رأس حربة لالستعمار األوروب ي الجديد في بالد المسلمين العرب بالد الحليب والعسل والبترول وفي كل آسيا وأفريقيا. لقد أضحت إسرائيل دولة مرتزقة في خدمة الغرب. على أية حال لقد كنت في الثانية عشرة من العمر حينما تم
35 أيار ذكريات نكبة مستمرة بقلم : د. شريف كناعنة * (المصدر )palestineremembered. com : تكثيف وتصعيد الهجمات اإلرهابية للقوات الصهيونية على القرى والمدن الفلسطينية عام 1947 وسرعان ما تحولت هذه الهجمات إلى حملة كاملة لتهجير الفلسطينيين من وطنهم. كنت طفال في الثانية عشرة في ذلك الحين وما زلت أذكر كم كنت خائفا عندما رأيت عشرات اآلالف من الرجال والنساء واألطفال والكالب والحمير والخيول واألبقار وفي بعض األحيان عددا من الفراخ الصاخبة مربوطة من أرجلها ومحمولة على رأس امرأة أو على ظهر إحدى البهائم... كل هذا الحشد من البشر والحيوانات يهرول عبر قريتنا في حالة من الهلع والفوضى واالرتباك. وكم كان مروع ا أن أرى رجاال ونساء بالغين وأصحاء يبكون كاألطفال ويتوسلون من أجل قطعة خبز أو جرعة ماء. كان هؤالء أهل القرى المحيطة بالناصرة وطبريا في طريق نزوحهم شماال نحو الحدود اللبنانية. وأذكر على وجه الخصوص أهل قرية صفورية ألن لهجتهم كانت تختلف عن لهجة أهل قريتي خاصة المتقدمات في السن من النساء اللواتي كن يلفظن حرف الكاف كالهمزة. لقد كان ذلك المشهد يبث في نفسي أشد الرعب ألنه كان يبدو لي في تلك اللحظة كمشهد يوم الحشر الذي كان يصفه لنا معلم الدين بكل دقة وتفصيل. بعد ذلك بأشهر قليلة جاء دور قريتنا والقرى المجاورة. ولم تكن هناك أية مقاومة في هذه القرى فجيش اإلنقاذ كان قد انسحب في اليوم السابق وأصبح السكان على يقين تام بان كل شيء قد ضاع وانتهى وبأنه ال جدوى من المقاومة. هنا أتذكر تفاصيل المشهد بوضوح : جاء الجنود اإلسرائيليون إلى القرية عند بزوغ الفجر من منطقة الجبال الواقعة جنوبي القرية وكانوا يطلقون النار من أسلحتهم األوتوماتيكية. وما أن سمع أفراد عائلتي والعائالت المجاورة صوت الرصاص حتى استولت عليهم حالة من الذعر واالرتباك وذلك ألن عددا من نساء الحي ومن بينهن أختي الكبرى كن قد خرجن قبل الفجر إلى الهضاب الواقعة شرقي القرية لجمع الحطب ولم يعدن بعد. ولكن ولحسن الحظ عادت أختي واألخريات إلى البيت سالمات بعد برهة وجيزة. دخل الجنود القرية وجمعوا كل الرجال القادرين في مركز البلد وأحاطوا بهم من كل الجهات وأخذوا يطلقون النار في الهواء بشكل متقطع. ووقف النساء واألطفال على مداخل البيوت في محاولة منهم الستيعاب ما يجري. وكلما أطلق الجنود الرصاص في الهواء انفجرت حشود النساء واألطفال بصراخ مذعور فقد كانوا يظنون أن الجنود يقومون بإعدام الرجال. وجلس كبار السن من الرجال على األرض كل أمام بيته يتابعون ما يجري بصمت ورباطة جأش ويطلبون بين الفينة واألخرى من النساء أن يتوقفن عن الصراخ مطمئنين إياهن بأن األمور ستكون على ما يرام. وكان والدي أحد هؤالء الرجال. لم يكن والدي في الواقع طاعنا في السن فلعله كان في أوائل الخمسينيات من عمره في ذلك الوقت ولكنه كان قد اعتاد على أن يبدو بسلوكه وتصرفاته وكأنه رجل أكبر سنا مما هو في الواقع لكي يحظى بأكبر قدر من احترام الناس له. ثم حدث أمر في أثناء هذا المشهد أعتقد أنه أقسى وأصعب تجربة مررت بها في حياتي : كان أحد الضباط اإلسرائيليين يجوب أحياء القرية طالبا من كل عائلة أن تسلمه قطعة سالح واحدة على األقل. وكان هذا الضابط معروفا لي ولوالدي وألهل القرية وكانوا يدعونه الشويلي. فقبل اندالع القتال كان الخواجة شويلي هذا يأتي إلى القرية ليشتري الماشية من أهل البلد وقد تناول العديد من الوجبات في مضافة عمي المختار. ولذلك توقع والدي أن يكون لدى هذا الخواجة حد أدنى من الشعور باالمتنان وأن يبدي بعض االحترام لقاء األيام الخوالي. إال أن الضابط تقدم نحو والدي شاهرا مسدسه وهو يصرخ ويتوعد ويهدد بإطالق النار طالبا من والدي أن يسلمه مسدسا. بقي والدي جالسا محاوال اإلبقاء على رباطة جأشه وكرامته فتقدم منه الخواجة غزال وصفعه على طرف رأسه صفعة أوقعت حطته وعقاله. ثم فقد الخواجة غزال األمل وانتقل إلى البيت التالي. إنني في الواقع اشك في مقدرة العديدين على استيعاب ما تعنيه تلك الحادثة بالنسبة لي! أنا اآلن في السابعة والسبعين وعلى الرغم من ذلك فإنني ما زلت حتى اآلن أبكي وتنهمر دموعي كلما تذكرت تلك الحادثة. جاءت حافالت كبيرة إلى القرية الحقا في ذلك اليوم وتم تحميل الرجال في الحافالت ونقلهم إلى مكان مجهول. وبدت القرية كأنها تصرخ وتنوح لساعتين أو أكثر ثم خيم عليها الحزن والسكون. وتبين لنا فيما بعد أن الرجال لم يؤخذوا لإلعدام كما حصل في قرى أخرى بل نقلوا إلى معسكرات السخرة حيث تم احتجازهم لفترات تراوحت بين عام وثالثة أعوام. وبقيت عائلتي كبقية أهل القرية فيما أصبح يعرف بإسرائيل. وأصبحنا نعرف بعرب إسرائيل أو عرب الـ. 48 وبقي منا في البالد حوالي 150 ألفا فقط من بين ما يزيد على المليون فلسطيني الذين كانوا يقطنون البالد حتى عام 1948 أما الباقون فقد أرغموا على النزوح إلى الدول العربية المجاورة أو حشروا فيما بات يعرف بالضفة الغربية وقطاع غزة على الطرف اآلخر من الخط األخضر. و ضع الذين بقوا في البالد تحت الحكم العسكري وأخضعوا للعزل ومحاوالت اإلذالل والترويض مثلما حدث لسكان الضفة الغربية وقطاع غزة فيما بعد ولكن بشكل أشد ضراوة وقسوة. ولما أصبحوا شبه مذللين ومروضين تم استخدامهم للعمل في بناء بيوت اليهود اإلسرائيليين وزراع ة محاصيلهم. وكانت الغالبية العظمى من الحجارة التي كانت تستعمل لبناء منازل اليهود تـنتزع من البيوت المدمرة في القرى والمدن الفلسطينية المجاورة التي تم إخالؤها قبل بضعة أع وام أما الحقول التي كان هؤالء العمال العرب يفلحونها لمالكيها الجدد من اليهود اإلسرائيليين فكانت ملكا للفلسطينيين العرب الذين طردوا من أراضيهم قبل ذلك بأعوام قليلة. وفي الكثير من الحاالت كان العمال الذين يقومون بهدم بيوت القرى العربية المدمرة ونقل حجارتها إلى مشاريع اإلعمار اليهودية الجديدة يعرفون شخصيا أصحاب تلك البيوت ولربما شاءت الصدف في بعض الحاالت أن يكون أصحاب هذه البيوت من بين أصدقائهم أو أقربائهم. كذلك كان الحال بالنسبة للحقول التي كان العمال العرب يفلحونها للمستوطنات اليهودية الجديدة. وكان العمل في فرعي البناء والزراعة هو العمل الوحيد المتوفر للعرب الذين بقوا في الدولة الجديدة والذين كانوا في غالبيتهم من القرويين. ولم تكن ظروف هؤالء العمال بأفضل من ظروف عمل أولئك الرجال الذين تم نقلهم إلى معسكرات السخرة عشية قيام الدولة باستثناء فارق وحيد وهو أن معسكرات نوم هؤالء العمال كانت بيوتهم وقراهم هم أنفسهم. فالعمال من كال النوعين كانوا يتعرضون لالزدراء والتحقير والقمع واإلذالل وكانوا بنوعيهم سكانا أصليين أرغموا على العمل كعبيد لدى أسياد كانوا هم أنفسهم قد تحرروا للتو من العبودية ألسيادهم األوروبيين. عاش من بقوا في الوطن من الفلسطينيين في ظروف مرعبة ولكن بما أنهم كانوا يشكلون أقلية ضئيلة تعيش وسط جو مشحون بالعداء والعنصرية وبما أنهم كانوا معزولين كليا عن العالم الخارجي فإنه لم يتمكن أحد قط من اكتشاف ما قد مروا به من معاناة. ك ان حوالي الثلث من العرب الذين بقوا في إسرائيل الجئين داخليين أو - حسب العبارة المستوحاة من سجالت القانون اإلسرائيلي حاضرين - غائبين. هؤالء هم قرويون كانوا قد نزحوا عن قراهم ووصلوا إلى إحدى القرى المجاورة التي ال تبعد سوى بضعة كيلومترات عن قريتهم األصلية أو أنهم اختبأوا في الحقول والجبال القريبة لكي يتجنبوا ما كان ينزله الجيش اإلسرائيلي من ويالت بأهل القرى التي كان يحتلها. ولحقتهم الحرب وأمسكت بهم فظلوا حيثما كانوا وتحولوا إلى مواطنين إسرائيليين فيما بعد. وبعد النزوح بفترة قصيرة حاول البعض من هؤالء المهجرين العودة إلى بيوتهم في قراهم األصلية أو أن يعودوا لزراعة بعض المحاصيل في أراضيهم فأطلق اإلسرائيليون عليهم تعريف المتسللين فكان هذا التعريف بحد ذاته كافيا لتسويغ قتلهم بمجرد اكتشاف وجودهم. وفي النهاية استسلم هؤالء المهجرون واستقروا خارج قراهم األصلية ولم يحاولوا حتى المطالبة بإعادة توطينهم في قراهم بل إنهم كانوا يتحاشون التعريف عن أنفسهم ألال ينكشف أمرهم ويتم طردهم من الدولة. بعد فترة قصيرة التحقت بالمدرسة الثانوية البلدية في الناصرة ثم تخرجت منها وعملت كمدرس في مدرسة ابتدائية في قرية بدوية. وكان جهاز التعليم في المدارس العربية آنذاك يدار رسميا من قبل وزارة المعارف إال أنه في الواقع العملي كان وال يزال إلى حد بعيد يدار من قبل جهاز المخابرات اإلسرائيلي الشين بيت. وكان معظم المدراء والعديد من المعلمين في المدارس االبتدائية العربية يعملون كمخبرين لجهاز المخابرات لقاء حصولهم على وظائفهم دون أن تكون لديهم المؤهالت المطلوبة. وقد شاعت في الوسط العربي آنذاك طرفة حول ذلك الوضع في جهاز التعليم مفادها أن طالبي وظيفة التدريس في المدارس العربية كانوا يبصمون على الطلب ألنهم لم يكونوا قادرين على كتابة أسمائهم. جـبر على االحتفال بعيد استقالل إسرائيل وكنا ن وكمدرسين كنا ن جبر نجبر طالبنا على االحتفال بتلك المناسبة أما من لم يظهر حماسا على أن كافيا في الرقص والغناء من بين المدرسين فكان يفقد وظيفته بعد وقت قصير. وعلى الرغم من مرور أكثر من خمسين عاما فما زلت أذكر األبيات األولى من إحدى األناشيد التي كان المدرسون والطالب العرب يرددونها في تلك المناسبة حيث يقول البيت األول : بعيد استقالل بالدي قلبي فرحان *** غني يا طير الشادي وقول األلحان. كان العمل في جهاز التعليم العربي مجحفا إلى درجة لم أستطع معها االستمرار في وظيفتي وقتا طويال وفي نهاية األمر تركت الوظيفة سنة 1961 وغادرت البالد إلى الواليات المتحدة وعدت إلى جامعة بيرزيت سنة 1975 ألتابع النكبة من الضفة الغربية. *د. شريف كناعنة : أستاذ علم اإلنسان متقاعد / جامعة بير زيت ورئيس مركز دراسات التراث والمجتمع والفلسطيني في جمعية إنعاش األسرة.
36 ٣٦ ا يار ٢٠١٣ 65 `ام ا ع والنكبة الفلسطينية مستمرة والتهجير القسري متجدد ما يقارب من 70 من الفلسطينيين البالغ عددهم اليوم في جميع أنحاء العالم 11.4 مليون نسمة هم الجئون أو مهجرون داخليا حيث أكثر من نصفهم يعيشون كالجئين في الشتات )المنفى(. وبتواصل النكبة الفلسطينية التي تدخل عامها ال 65 والتي كانت األساس في التهجير ال زالت األرقام الخاصة بالتهجير وال ن زوح الفلسطيني ترتفع م ن سنة ألخرى تبع ا الستمرار النكبة والتهجير المتجددين. ففي العام الماضي على سبيل المثال استهدفت آلة االحتالل واالستعمار واألبرتهايد اإلسرائيلي وجود السكان الفلسطينيين األصليين على جانبي الخط األخضر وخاصة في القدس المنطقة المصنفة ج من الضفة الغربية المنطقة العازلة في قطاع غزة وفي النقب. وفي 6 أيار 2013 وافقت الحكومة اإلسرائيلية على خطة برافر/ Plan Prawer التي ستؤدي في حال تنفيذها إلى تهجير فلسطيني قسر ا من النقب. وفي اليوم نفسه أصدرت إسرائيل أوامر بهدم 11 منزال في قرية دير نظام في محافظة رام الله والتي إذا ما نف ذت ستتسبب بتشريد 40 فلسطيني ا. وبغض النظر عن هذه األعداد سواء كثرت أم قلت فإن تشريد الفلسطينيين وتهجيرهم ال يزال مستمرا وذل ك في مشهد يتكرر وكأنه فصل من فصول النكبة المتواصلة والتي جراؤها تتزايد أعداد الالجئين الفلسطينيين والمهجرين داخليا كل عام. تستهدف سياسات التهجير القسري المستمر: الفلسطينيين المقيمين على جانبي الخط األخضر في األرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 وأراضي 1948 غرب خط الهدنة لعام 1949 وأولئك الذين يعيشون قسر ا ف ي المنافي. وم ع ذل ك يستمر نضال الشعب الفلسطيني وص م وده على أرض ه ف ي مواجهة االنتهاكات المنهجية المستمرة لحقوقه اإلنسانية وحقوقه السياسة- الوطنية وخاصة ممارسة حقه في العودة إلى دياره األصلية. في العام 1948 أصدرت الجمعية العامة لألمم المتحدة القرار 194. وقد جاء هذا القرار بهدف توفير إطار وآلية خاصة لحماية الالجئين الفلسطينيين حيث أوكل للجنة التوفيق الدولية حول فلسطين مهمة تنفيذ ع ودة الالجئين الفلسطينيين إل ى ديارهم التي شردوا منها واستعادة ممتلكاتهم وتعويضهم عن الضرر المادي والمعنوي الذي لحق بهم. وفي عام 1967 أصدر مجلس األمن الدولي القرار رقم 237 مطالب ا إسرائيل السماح بعودة النازحين والمهجرين بسبب االحتالل العسكري اإلسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجوالن السورية المحتلة وشبه جزيرة سيناء. وحتى اليوم فشل المجتمع الدولي في تنفيذ أي من القرارين المذكورين: 194 أو 237. ضمن سياق هذا الفشل تتصاعد األزمة والصراع في سوريا األمر الذي يتسبب في تعريض الالجئين الفلسطينيين هناك إلى أخطار التهجير والتشريد المتجدد د باإلضافة إلى الخطر المحدق بحياتهم أو على األقل كل ما يؤثر سلب ا على أوضاعهم المعيشية التي تمتعوا بها سابقا. وحالي ا تتجلى آثار هذا الواقع على الالجئين الفلسطينيين في سوريا على األشكال التالية: الحاجة للمساعدة في س وري ة: يعتبر اليوم من إجمالي الجئ فلسطيني في سوريا في حاجة ماسة إلى المساعدة. وعالوة على ذلك فإن الالجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من العراق ويقيمون اآلن في سوريا ول م تحدد بعد طبيعه إقامتهم القانونية هناك يفتقرون إلى الحد األدنى من مستويات الحماية التي يستحقونها االحتجاز والتمييز على الحدود األردنية: يضيف احتجاز الالجئين الفلسطينيين الفارين من سوريا إل ى األردن على ال ح دود ومنعهم م ن ال دخ ول إل ى معاناتهم المستمرة معاناة جديدة حيث يواجهون خطر الترحيل بشكل دائم. وقد صرح وزير الداخلية األردني صراحة بأن األردن لن يتعامل مع الفلسطينيين الذين يأتون من سوريا كالجئين ]هم[ سوف يعاملون فقط كضيوف ال ت م ي ي ز واإله م ال ف ي ل ب ن ان: إن دخ ول الفلسطينيين إلى لبنان هو دخول غير منظم وغي مقنن حيث يجري استيعابهم في مخيمات الالجئين المكتظة أص ال. وغني عن القول هنا أن السلطات اللبنانية تميز وتفر ق ما بين الالجئين من أصل فلسطيني وغيرهم من الالجئين من أصول أخرى رغم تماثل معاناتهم وأسباب نزوحهم وحاجاتهم اإلنسانية وبالتالي تتفاقم معاناة الالجئين الفلسطينيين هناك أكثر فأكثر الحرمان من الحقوق في مصر: حيث يتم حرمان الالجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا من حق اإلقامة و/تصاريح اإلقامة في مصر األمر الذي ترتب عليه حرمانهم من حقوقهم كالجئين بسبب البيروقراطية التي إما ال تعترف بهم أو تفتقر إلى المرونة الالزمة للقيام بذلك. إن الميزة األك ث ر وض وح ا لمجتمع الالجئين الفلسطينيين هو عدم وجود الحماية الكافية لهم وذلك على العكس مما كان مقررا لهم من حقوق. ول ه ذا وف ي ذك رى م رور 65 عام ا على النكبة الفلسطينية المستمرة فإننا نطالب المجتمع الدولي ومنظمة التحرير الفلسطينية بما يلي: ضمان توفير الحماية الفعالة والفعلية لالجئين الفلسطينيين والمهجرين داخلي ا وأولئك المعرضين لخطر التهجير القسري وذل ك من خ الل تفعيل مسؤوليات كل من لجنة التوفيق حول فلسطين )UNCCP( األونروا )UNRWA( ولجنة األمم المتحدة الخاصة بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف ومفوضية األمم المتحدة العليا لشؤون الالجئين )UNHCR( وتنفيذ الحل العادل والدائم لقضيتهم وفق ا لقرار الجمعية العامة رقم 194 وقرار مجلس األمن الدولي رقم 237 ال ق ي ام ب م ب ادرات وح م الت منظمة بهدف إخضاع إسرائيل للمحاسبة وفق ا للقانون الدولي بما في ذلك الدعوات إلجراء التحقيقات الجنائية والمالحقة القضائية وإنصاف الضحايا من الالجئين والمهجرين الفلسطينيين وتبني منهجية الحل المؤسس على الحقوق تحسين وتطوير آليات التعامل مع الواقع القائم في األرض الفلسطينية المحتلة وفي داخل الخط األخضر وداخل مجتمعات الالجئين الفلسطينيين في الشتات وذلك من خالل عدم االقتصار على برامج المساعدات الطارئة وقصيرة األجل بل العمل على توسيعها وتطويرها على أساس سد الثغرات في إج راءات وشروط الحماية على المديين المتوسط والطويل واعتبار ذلك شرطا أساسيا من شأنه منع التهجير القسري والممنهج تقديم المساعدة والعون إل ى كل مجتمعات الالجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في المنفى القسري وعلى وج ه الخصوص الالجئين الذين يهجرون حالي ا من سوريا. مطالبة ال دول وال ج ام ع ة ال ع رب ي ة وال ق وى السياسية الفلسطينية والمنظمات االجتماعية والحقوقية واإلنسانية والمدنية اتخاذ خطوات عملية لحماية الحقوق اإلنسانية لالجئين والمهجرين الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم وبما يمكنهم من تطوير آليات ال ع ودة إل ى ديارهم األصلية التي هجروا منها. المؤسسات والهيئات والقوى الموقعة: لالطالع على أسماء المؤسسات الموقعة الرجاء تصفح الموقع اإللكتروني لمركز بديل: (حق العودة) دورية تص در كل ششهرين عن بديل/المركز الفلسسطيني لمص ادر حقوق المواطنة واللاجي ين الرقم الدولي المعياري :(ISSN) تحرير نضضال العزة باسسم ص بيه نضضال الزغير تص ميم الايام مونتاج عطااالله سسالم احمد محيسسن (بيت لهم) رنين جريس (حيفا) الهيي ة الاسستششارية عيسسى قراقع (بيت لهم) هششام نفاع (حيفا) رانيا ماضضي (جنيڤ) المقالات المنششورة با سسماء ا ص هابها تعبر عن وجهة نظرهم/ن. بيت لهم فلسسطين صص. ب. ٧٢٨ تلفاكس : ٠٢-٢٧٤٧٣٤٦ هاتف ٠٢-٢٧٧٧٠٨٦ بريد الكتروني: haqelawda@badil.org ص فهة الانترنت: بديل مؤسسة فلسطينية متخصصة في مجال الدفاع عن حقوق المهجرين والالجئين الفلسطينيين وحقوق اإلنسان عموما وتدعو إلى الحل العادل المؤسس على الحقوق وفي مقدمتها حق الالجئين في العودة إلى ديارهم األصلية وجبر كافة أضرارهم.
1
1 الشبكة السورية لحقوق اإلنسان )SNHR( هي منظمة حقوقية غير حكومية وذات غايات غير ربحية تأس ست في حزيران/ يونيو 2011 نتيجة لالزدياد الممنهج في انتهاكات حقوق اإلنسان في سوريا ذلك بهدف المساهمة في حفظ حقوق
المزيد من المعلوماتمنحهما جائزة "الوسام الذهبي لإلنجاز": - Monitoring Media إتحاد المصارف العربية يكر م عدنان وعادل القص ار في القمة المصرفية العربية الدولية في باريس Ta
منحهما جائزة "الوسام الذهبي لإلنجاز": - Monitoring Media إتحاد المصارف العربية يكر م عدنان وعادل القص ار في القمة المصرفية العربية الدولية في باريس Table of Content الوسام الذهبي لعدنان وعادل القص ار في
المزيد من المعلوماتMorgan & Banks Presentation V
المحرم 1433/ ديسمبر 2011 1 1 د. صنهات العتييب االستاذ بجامعة الملك سعود د. مسري الشيخ مستشار تطوير المصرفية اإلسالمية 2 علي اإلجابة الندوة تحاول التساؤالت التالية: املصرفية أين اإلسالوية يف البنوك التقميدية
المزيد من المعلوماتالرقابة الداخلية والرقابة الخارجية
الرقابة الداخلية - التدقيق الداخلي الرقابة الخارجية القاضي أفرام الخوري الرقابة الداخلية - التدقيق الداخلي والرقابة الخارجية الفقرة االولى : المقاييس العامة ألي نظام رقابي 1 هدف الرقابة : الرقابة على الوسيلة
المزيد من المعلوماتصندوق استثمارات اجلامعة ومواردها الذاتية ( استثمارات اجلامعة الذاتية ) مركز مركز استثمارات الطاقة املتجددة االستثمارات مركز اإلمام للمالية واملصرفية ا
صندوق استثمارات اجلامعة ومواردها الذاتية ( استثمارات اجلامعة الذاتية ) استثمارات الطاقة املتجددة االستثمارات اإلمام للمالية واملصرفية العقارية استثمارات تقنية املعرفة التنمية الصحية الوسائط املتعددة مركز
المزيد من المعلوماتMicrosoft PowerPoint - Session 7 - LIBYA - MOH.pptx
دولة ليبيا وزارة الصحة مركز المعلومات والتوثيق 1 إعداد : محمد إبراھيم صالح مدير مركز المعلومات والتوثيق 2 المحتويات. المؤسسات المسئولة في مجال االحوال المدنية واإلحصاءات الحيوية. االطار القانوني لتسجيل.
المزيد من المعلوماتالمواصفات الاوربية لإدارة الابتكار كخارطة طريق لتعزيز الابتكار في الدول العربية
المواصفات االوربية إلدارة االبتكار كخارطة طريق لتعزيز االبتكار في الدول العربية د. عوض سالم الحربي Workshop on Fostering Innovation in the Public Sectors of Arab Countries Cairo, Egypt, 30-31 October 2017
المزيد من المعلوماتالمرأة "عدوة نفسها"... الكوتا النسائية "في ذمة هللا" روزيت 22 شباط :45 المصدر: "النهار"الق انون والكوتا يا سادة.) االنترن
المرأة "عدوة نفسها"... الكوتا النسائية "في ذمة هللا" روزيت فاضل@ rosettefadel @ 22 شباط 2018 20:45 المصدر: "النهار"الق انون والكوتا يا سادة.) االنترن خسرنا الجولة ال المعركة: احترام الكوتا النسائية غاب
المزيد من المعلوماتالشريحة 1
القيادة 1 القيادة -الم ادة - تعر فات الم ادة -الفرق ب ن الم ادة واإلدارة - عناصر الم ادة اإلدار ة - نظر ات الم ادة اإلدار ة 2 القيادة تنطوي الم ادة على عاللة تبادل ة ب ن من بدأ بالفعل وب ن من نجزه وهذه
المزيد من المعلوماتنموذج السيرة الذاتية
بسم اهلل الرحمن الرحيم البيانات الشخصية االسم تاريخ ومكان الميالد الكلية القسم عمان العلوم التربوية المكتبات و المعلومات المؤهالت الد ارسية الدرجة العلمية التخصص الجهة المانحة لها 2012 دكتو اره علم المعلومات
المزيد من المعلوماتمشروع قانون المحكمة الدستورية التقرير العليا الرابع والسبعون مشروع قانون مقدم من الحكومة تقرير لجنة الفصل التشريعى األول دور
https://www.ilovepdf.com مشروع قانون المحكمة الدستورية التقرير العليا الرابع والسبعون مشروع قانون مقدم من الحكومة تقرير لجنة الفصل التشريعى األول دور االنعقاد العادى الرابع الشئون الدستورية والتشريعية
المزيد من المعلوماتالسيرة الذاتية للدكتور محمد شلال العاني
السيرة الذاتية لألستاذ الدكتور أولا : معلومات شخصية: محمد شاللحبيب 1 - السم الرباعي واللقب: محمد شالل حبيب يوسف 2 - اللقب العلمي: أستاذ 3 - التحصيل العلمي: دكتو اره في القانون الجنائي 5 - عنوان السكن الحالي:
المزيد من المعلومات6 الجمهورية الج ازي رية الديمق ارطية الشعبية مديرية التربية لولاية الطارف و ازرة التربية الوطنية امتحان البكالوريا التجريبي في مادتي التاريخ والجغ ارف
6 الجمهورية الج ازي رية الديمق ارطية الشعبية مديرية التربية لولاية الطارف و ازرة التربية الوطنية امتحان البكالوريا التجريبي في مادتي التاريخ والجغ ارفيا ) دورة ماي ( 2017 المدة : 03 ساعات ونصف الشعبة :تسيير
المزيد من المعلومات) NSB-AppStudio برمجة تطبيقات األجهزة الذكية باستخدام برنامج ( ) برمجة تطبيقات األجهزة الذكية باستخدام برنامج ( NSB-AppStudio الدرس األول ) 1 ( الدرس
) NSB-AppStudio ) 1 ( أهداف الدرس : بعد انتهاء هذا الدرس ستكون الطالبة قادرة على أن : )1 توضح مميزات برنامج ( NSB-AppStudio ) 2( تعدد لغات البرمجة المستخدمة في برنامج ( NSB-AppStudio ) 3( تذكر خطوات كتابة
المزيد من المعلوماتالجلسة الأولى: الابتكار والملكية الفكرية
الجلسة الثانية :الملكية الفكرية واالبتكار في المجتمعات األكاديمية الملكية الفكرية والمؤسسات األكاديمية دور الملكية الفكرية الجامعية إدارة الملكية الفكرية الجامعية وسياساتها ما الهدف األساسي الذي خلقت من
المزيد من المعلوماتCME/40/5(b) Madrid, April 2015 Original: English لجنة منظمة السياحة العالمية للشرق األوسط اإلجتماع األربعون دبي اإلما ارت العربية المتحدة 5 أيار/مايو
Madrid, April 2015 Original: English لجنة منظمة السياحة العالمية للشرق األوسط اإلجتماع األربعون دبي اإلما ارت العربية المتحدة 5 أيار/مايو 1025 البند 5 )ب( من جدول األعمال المؤقت 5. تنفيذ برنامج العمل العام
المزيد من المعلوماتالخطة الاستراتيجية ( 2015 – 2020 )
/ كلية العلوم الاجتماعية ) 2018 2017 الخطة ( االست ارتيجية مركز التطوير األكاديمي وضبط الجودة 2 صفحة االسم أ. د. يونس الشديفات د. سطام الشقور د. عمر السقرات د. هايل البري د. رضوان المجالي د. مسلم الرواحنة
المزيد من المعلوماتلقانون العام للمساواة في المعاملة - 10 أسئلة وأجوبة
القانون العام للمساواة في المعاملة Allgemeines Gleichbehandlungsgesetz (AGG) 10 أسئلة وأجوبة Arabisch 1 ما أهداف قانون AGG يستهدف قانون AGG منع أي شكل من أشكال التمييز بسبب: األصل العرقي العمر الجنس الهوية
المزيد من المعلوماتمؤتمر: " التأجير التمويلي األول " طريق جديد لالستثمار لدعم وتنمية المشروعات القومية والشركات الصغيرة والمتوسطة تحت رعاية : و ازرة االستثمار و ازرة اال
مؤتمر: " التأجير التمويلي األول " طريق جديد لالستثمار لدعم وتنمية المشروعات القومية والشركات الصغيرة والمتوسطة تحت رعاية : و ازرة االستثمار و ازرة االتصاالت وتكنولوجيا المعلومات الهيئة العامة للرقابة المالية
المزيد من المعلوماتدبلوم متوسط برمجة تطبيقات الهواتف الذكية
دبلوم متوسط برمجة تطبيقات الهواتف الذكية الهواتف الذكية عدد مرات تنزيل التطبيقات توقع ارتفاع عدد مرات تنزيل التطبيقات 178B 2017 258B 2020 66% 54% عدد مستخدمي 3,8B االجهزة الذكية 4/2018 استخدام التطبيقات
المزيد من المعلوماتمنح مقد مة من مبادرة ألبرت أينشتاين األكاديمية األلمانية لالجئين إلى النازحين السوريين في لبنان يعرف باسم "دافي (DAFI) العام األكاديمي الجامعي 4102/41
منح مقد مة من مبادرة ألبرت أينشتاين األكاديمية األلمانية لالجئين إلى النازحين السوريين في لبنان يعرف باسم "دافي (DAFI) العام األكاديمي الجامعي طلب مساعدة تعليمية مالحظة: إن الموعد النهائي لتقديم الطلبات
المزيد من المعلوماتدائرة التسجيل والقبول فتح باب تقديم طلبات االلتحاق للفصل األول 2018/2017 " درجة البكالوريوس" من العام الدراسي جامعة بيرزيت تعلن 2018/2017 يعادلها ابتد
دائرة التسجيل والقبول فتح باب تقديم طلبات االلتحاق للفصل األول 2018/2017 " درجة البكالوريوس" من العام الدراسي جامعة بيرزيت تعلن 2018/2017 يعادلها ابتداء من عن فتح باب تقديم طلبات االلتحاق بإمكان الطلبة
المزيد من المعلوماتالتقريرالسنوي لمالكي الوحدات البيت 52 الفترة من يناير 2017 إلى ديسمبر 2017 تقارير الصندوق متاحة عند الطلب وبدون مقابل
التقريرالسنوي لمالكي الوحدات البيت 52 الفترة من يناير إلى ديسمبر تقارير الصندوق متاحة عند الطلب وبدون مقابل أ( معلومات صندوق االستثمار: 1. إسم صندوق اإلستثمار صندوق البيت 52 2. أهداف وسياسات االستثمار
المزيد من المعلوماتالرسالة األسبوعية/ الصف السادس 2018 / 9 - األحد 16 أولياء األمور الكرام : إليكم الرسالة األسبوعية وما سيتم إنجازه هذا األسبوع: األسبوع الماضي : تم اال
الرسالة األسبوعية/ الصف السادس 2018 / 9 - األحد 16 أولياء األمور الكرام : إليكم الرسالة األسبوعية وما سيتم إنجازه هذا األسبوع: األسبوع الماضي : تم االنتهاء من مراجعة أهم المهارات النحوية وسيتم إرسال األوراق
المزيد من المعلومات1
1 2 كلمة املدير العام للتعليم بمحافظة جدة 3 كلمة مدير إدارة املراجعة الداخلية بتعليم جدة... 4 مقدمه 5 فريق إعداد الدليل اإلجراي بإدارة املراجعة الداخلية 6 مسرد الدليل اإلجراي 7 العملية الهدف مجال التطبيق
المزيد من المعلوماتدليل المستخدم لبوابة اتحاد المالك التفاعلية
دليل المستخدم لبوابة اتحاد المالك التفاعلية الشاشة الرئيسية 3 إنشاء مستخدم جديد 4 أوال: التسجيل كفرد 5 - نوع الهوية «سعودي» : 5 - نوع الهوية «مقيم :» 6 - نوع الهوية «خليجي» : 7 : التسجيل كمنشأة : 9 ثانيا
المزيد من المعلومات)) أستطيع أن أفعلها(( المادة : لغة عربية الصف و الشعبة: السابع االسم : عنوان الدرس: ورقة مراجعة )) العمل الفردي (( األهداف: أن يجيب الطالب على جميع اأ
)) أستطيع أن أفعلها(( المادة : لغة عربية الصف و الشعبة: السابع االسم : عنوان الدرس: ورقة مراجعة )) العمل الفردي (( األهداف: أن يجيب الطالب على جميع األسئلة بعد قراءتك * لنص الشعري بعنوان )أعطني الناي(
المزيد من المعلوماتبسم الله الرحمن الرحيم
بسم اهلل الرحمن الرحيم السيرة الذاتية اوال البيانات الشخصية االسم بدر رفعت سلمان دويكات 1691 تاريخ الميالد مكان الوالدة الحالة االجتماعية متزوج ولي أربعة أوالد الجنسية فلسطيني الوظيفة الحالية أستاذ مساعد
المزيد من المعلوماتREPUBLIQUE ALGERIENNE DEMOCRATIQUE ET POPULAIRE وزارة التعليم العالي والبحث العلمي Ministère de l enseignement supérieur et de la recherche scientifiq
ماستر. 1 لسان ات تطب ق ة ق: 16 النظر ات اللسان ة إنجلز ة 2018-06-19 ش خ إدر س المنهج و المنهج ة فن ات البحث و الكتابة فارس حس ن الطرش التحل ل التول دي خالدي هشام المبادئ المنهج ة للتحل ل اللسان الهادي
المزيد من المعلوماتهللا مسب*** مداخلة السيد النائب مالل محمد فيما يتعلق بمناقشة الميزانيات الفرعية للقطاعات الحكومية التي تدخل ضمن اختصاصات لجنة البنيات األساسية والطاقة
هللا مسب*** مداخلة السيد النائب مالل محمد فيما يتعلق بمناقشة الميزانيات الفرعية للقطاعات الحكومية التي تدخل ضمن اختصاصات لجنة البنيات األساسية والطاقة والمعادن والماء والبيئة ***. ا لسيد الرئيس السادة
المزيد من المعلوماتMicrosoft Word - ?????? ??? ? ??? ??????? ?? ?????? ??????? ??????? ????????
ملخص اجتماع الجمعية العامة الغير العادية المواد المعدلة من النظام الاساسى للشركة المادة (21) قبل التعديل: يتولي إدارة الشركة مجلس إدارة مو لف من ثلاثة أعضاء علي الا قل و أحد عشر عضوا علي الا كثر تعينهم
المزيد من المعلوماتتأثير اتفاقيتي الشراكة عبر المحيط الهادئ والشراكة في التجارة والاستثمار عبر الأطلسي على الدول العربية
التحديات والفرص التفاقيات التجارة العمالقة على االقتصاديات العربية: اتفاقيتي الشراكة عبر المحيط الهادئ والشراكة في التجارة واالستثمار عبر األطلسي اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ) TPP ) اتفاقية الشراكة
المزيد من المعلوماتPowerPoint Presentation
عرض لنظام المعماري الاستراتيجي لمتابعة الأداء وتنفيذ الاستراتيجيات 1999 مقدمة تاسست عام في مصر شركة مساهمة خاصة من عام 2002 المقر الرئيسي بالقاهرة 35 موظف شركاء استراتيجيين في الشرق الأوسط خبرات دولية
المزيد من المعلوماتالــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ 2017 )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﻣﺎﺭﺱ 2018 الـرقم الــــق
الــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﻣﺎﺭﺱ 2018 الـرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنشاءات 1 مفصال حسب : مجموعات المواد والخدمات
المزيد من المعلوماتالتعريفة المتميزة لمشروعات الطاقة المتجددة في مصر
تعريفة التغذية للطاقة المتجددة في مصر أكتوبر 4102 أعد الجهاز هذه الوثيقة لتجيب عن أهم االسئلة التي تخص منظمومة الطاقة المتجددة بشكل عام و على االخص تعريفة التغذية ما هو الوضع الراهن فيما يخص قطاع الطاقة
المزيد من المعلوماتالــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ 2017 )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 2017 الـرقم الـــ
الــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ 2017 )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 2017 الـرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنشاءات 1 مفصال حسب : مجموعات المواد
المزيد من المعلوماتعناوين حلقة بحث
عناوين ا بحاث مقترحة دكتور ياسر الشرفا قسم ا دارة الا عمال والعلوم المالية والمصرفية 1 -ا ثار استقلالية سلطة النقد على فعالية السياسة النقدية الفلسطينية 2 -الا صلاحات المصرفية على مكافحة تبييض الا موال
المزيد من المعلوماتMicrosoft Word - Kollo_ ARA.docx
مخيم (Kalvudden) الداخلي الصيفي لعام ٢٠١٦ ما هو مخيم (Kalvudden) الصيفي الداخلي (Kalvudden) الصيفي الداخلي السباحة وقضاء الوقت مع ا صدقاء ولعب آرة القدم والخروج في نزهات وصيد يمكنك لدينا في مخيم ا سماك
المزيد من المعلوماتمـــــن: نضال طعمة
طمب تجديد ترخيص نشاطات وأعمال االو ارق المالية ) PCMA طمب رقم : ( االسم الكامل لمشركة:... االسم المختصر ( الرمز (:... عنوان الشركة الكامل: المدينة :... الشارع:... رقم الياتف:... البريد االلكتروني:... رقم
المزيد من المعلوماتاستنادا الى احكام البند )ثالثا ( من المادة )08( من الدستور واحكام البند )2( من المادة )4( من امر سلطة االئتالؾ المؤقته )المنحلة( رقم )65( لسنة 2884 )ق
استنادا الى احكام البند )ثالثا ( من المادة )08( من الدستور واحكام البند )2( من المادة )4( من امر سلطة االئتالؾ المؤقته )المنحلة( رقم )65( لسنة 2884 )قانون البنك المركزي ) والبند ثان ا من المادة )9( من
المزيد من المعلوماتبسم الله الرحمن الرحيم
االسم: المعلومات التعريفية طارق مفلح جمعة أبو حجي ر الجنسية: فلسطيني تاريخ الميالد: 9/7/1978 الحالة االجتماعية: متزوج العنوان: فلسطين غزة رقم الهاتف : 2565936-08 0097 هللامسب السيرة الذاتية( C.V ) رقم
المزيد من المعلومات. رصد حضور المرأة في وسائل اإلعالم المحلية 2017
. رصد حضور المرأة في وسائل اإلعالم المحلية 2017 المقدمة : عينة الدراسة الصحافة المطبوعة : الرأي والغد والدستور والسبيل. المواقع اإللكترونية : عمون وسرايا وخبرني والوكيل. التلفزيون : التلفزيون األردني ورؤيا.
المزيد من المعلوماتالاتصال الفعال بين المعلم والطالب
) 10-10 مدرسه التعاون ( بحث إجرائي عن االتصال الفعال وإثارته لدافعية التعلم لدي الطالب في مدرسة التعاون االتصال عامل هام من العوامل التي تقوم عليها حياة الناس وكل فرد منا يمارس االتصال مع من حوله من أفراد
المزيد من المعلوماتالالئحة التنفيذية لنظام رسوم األراضي البيضاء الفصل األول تعريفات المادة األولى: ألغراض هذه الالئحة يكون للكلمات و العبارات اآلتية أينما وردت فيها المع
الالئحة التنفيذية لنظام رسوم األراضي البيضاء الفصل األول تعريفات المادة األولى: ألغراض هذه الالئحة يكون للكلمات و العبارات اآلتية أينما وردت فيها المعاني الموضحة أمام كل منها مالم يقتض السياق غير ذلك :
المزيد من المعلوماتاالبداع في صياغة المواقف المضحكة من خصائص الشخص ذو الذكاء: الفكاهي A. الذاتي B. اللغوي C. العاطفي D. االتصال الذي يتخذ فيه الفرد قراراته بناء على المع
االبداع في صياغة المواقف المضحكة من خصائص الشخص ذو الذكاء: الفكاهي A. الذاتي B. اللغوي C. العاطفي D. االتصال الذي يتخذ فيه الفرد قراراته بناء على المعلومات التي يتلقاها من حواسة هو االتصال: A. الجمعي B.
المزيد من المعلوماتمصر: معلومات إضافية: ستة رجال يواجهون خطر الإعدام الوشيك
معلومات إضافية بشأن التحرك العاجل: UA 91/16 رقم الوثيقة: MDE 12/5490/2017 مصر بتاريخ: 18 يناير/كانون الثاني 2017 تحرك عاجل رجال ستة يواجهون خطر اإلعدام الوشيك في ديسمبر/كانون األول 2016 تقدم ستة رجال بالطعن
المزيد من المعلوماتالسياسات البيئية السياسات البيئية 1
السياسات البيئية السياسات البيئية 1 1.المقدمة : يقدم البنك السعودي لالستثمار الخدمات المصرفية لألفراد والخدمات المصرفية للشراكت والخزينة وإدارة األصول وخدمات الوساطة للعمالء في جميع أنحاء المملكة العربية
المزيد من المعلوماتالبحرين: معلومات إضافية: تأييد حكم بحق مدافع عن حقوق الإنسان بعد استئنافه: نبيل رجب
معلومات إضافية بشأن التحرك العاجل: UA 249/14 رقم الوثيقة: MDE 11/7722/2018 البحرين بتاريخ: 16 يناير/كانون الثاني 2018 تحرك عاجل تأييد حكم بحق مدافع عن حقوق اإلنسان بعد استئنافه في 15 يناير/كانون الثاني
المزيد من المعلوماتكلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع قسم العلوم اإلدارية واإلنسانية جدول االختبارات النهائية للفصل الدراسي األول 1440/1439 ه اليوم والتاريخ الفترة ال
اسم 20 22 24 0481 02 3 B 304 0481 02 3 B 306 1203 سطب 1417 نظم 1206 حسب نظم المعلومات الصحية احكام الملكية الصناعية والتجارية المحاسبة الضريبية والزكاة محمد ابراهيم محمد التميمي فهد ابراهيم محمد الضويان
المزيد من المعلوماتجامعة حضرموت
جاهعة حضرهوت التسجيل االلكتروني لمرحلة التنسيق بالجامعة عبر الموقع www.hu-registration.com الصفحة الرئيسية زر الدخول على النظام ف حالة التسج ل سابقا ولد ك اسم مستخدم وكلمة مرور زر تسج ل متقدم جد د اذا
المزيد من المعلوماتكلية الطب البيطري ملتقي التوظيف الثاني كلية الطب البيطري- جامعة الزقازيق األربعاء 7122/2/72 تحت رعاية رئيس الجامعة: أ.د/ أحمد الرفاعي عميد الكلية: أ.د
ملتقي التوظيف الثاني - جامعة الزقازيق األربعاء 7122/2/72 تحت رعاية رئيس الجامعة: أ.د/ أحمد الرفاعي عميد الكلية: أ.د/ مهدي عبدالجواد عبدالقادر رابطة الخريجين: أ.د/ آمال أنيس مهدي )رئيس مجلس اإلدارة( كلمة
المزيد من المعلوماتAnyFileYY675SLX
49 44 59 55 49 52 38 57 60 47 23 33 39 46 0481 02 2 B 202 0481 02 2 B 203 0481 02 2 B 103 0481 02 3 B 301 0481 02 3 B 303 0481 02 3 B 304 0481 02 3 B 305 3783 سعد محمد جديع القحطاني اقبال جاويد 3936 2807
المزيد من المعلومات16 أبريل 2019 االطالق الرسمي للجائزة
16 أبريل 2019 االطالق الرسمي للجائزة إطالق جائزة ولي العهد ألفضل تطبيق خدمات حكومية والموجهة لطالب الجامعات في المملكة األردنية الهاشمية نبذة عن الجائزة 300+ جامعة +30 حكومية وخاصة في المملكة األردنية
المزيد من المعلوماتصندوق استثمارات اجلامعة ومواردها الذاتية ( مركز تنمية أوقاف اجلامعة ) إدارة األصول واملصارف الوقفية إدارة االستثمارات الوقفية إدارة إدارة األحباث وامل
صندوق استثمارات اجلامعة ومواردها الذاتية ( مركز تنمية أوقاف اجلامعة ) إدارة األصول واملصارف الوقفية إدارة االستثمارات الوقفية إدارة إدارة األحباث واملنتجات الوقفية إدارة املشاريع الوقفية إدارة عالقات الداعمني
المزيد من المعلوماتبرنامج المساعدات المادية الذكي خطوات التقديم للمساعدة المادية...2 خطوات رفع المستندات المرفوضة...10 خطوات التاكد من حالة الطلب
برنامج المساعدات المادية الذكي خطوات التقديم للمساعدة المادية...2 خطوات رفع المستندات المرفوضة...10 خطوات التاكد من حالة الطلب... 13 1 خطوات التقديم للمساعدة المادية قبل البدء باستخدام البرنامج الرجاء:
المزيد من المعلوماتالدرس : 1 مبادئ ف المنطق مكونات المقرر الرسم عناصر التوج هات التربو ة العبارات العمل ات على العبارات المكممات االستدالالت الر اض ة: االستدالل بالخلف ا
الدرس : 1 مبادئ ف المنطق مكونات المقرر الرسم عناصر التوج هات التربو ة العبارات العمل ات على العبارات المكممات االستدالالت الر اض ة: االستدالل بالخلف االستدالل بفصل الحاالت االستدالل بالتكافؤ نبغ تقر ب
المزيد من المعلوماترسالة كلية التمريض: تلتزم كلية التمريض - جامعة دمنهور بتقديم سلسلة متصلة من البرامج التعليمية الشاملة إلعداد كوادر تمريضية ذوى كفاءة عالية فى مهارات ا
معايير تقييم أداء أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة معايير تقييم أداء أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم أوال: معايير تقييم أداء أعضاء هيئة التدريس من قبل رئيس القسم العلمى 1. اإلعداد للبرامج األكاديمية :-
المزيد من المعلوماتMicrosoft Word - Q2_2003 .DOC
١ قاي مة المرآز المالي آما في ٣٠ يونيو ٢٠٠٢ ٣١ ديسمبر ٢٠٠٢ ٣٠ يونيو ٢٠٠٣ (غير مدققة ( (مدققة ( (غير مدققة ( إيضاح الموجودات ١ ٤٨١ ٧٣٠ ٣ ١٣٤ ٤٣٧ ١ ٥٩٣ ٨٧٥ نقدية وأرصدة لدى مو سسة النقد العربي السعودي ٣
المزيد من المعلوماتاستمارة تحويل طالب يتعلم في الصف العادي لجنة التنسيب إلى )التقرير التربوي( استمارة لتركيز المعلومات حول العالج المسبق الذي حصل علية الطالب\ة الذي يتعل
استمارة تحويل طالب يتعلم في الصف العادي لجنة التنسيب إلى )التقرير التربوي( استمارة لتركيز المعلومات حول العالج المسبق الذي حصل علية الطالب\ة الذي يتعلم في صف عادي, قبل تحويله إلى لجنة التنسيب.يجب تعبئة
المزيد من المعلوماتMicrosoft Word - 55
بطاقة الوصف الوظيفي (مدير داي رة العلاقات العامة) ا و لا معلومات خاصة بالوظيفة: المسمى الوظيفي الغرض الري يسي من الوظيفة الفي ة الموقع التنظيمي للوظيفة الجهة المسي ولة عن الوظيفة العلاقة مع الوظاي ف الا
المزيد من المعلوماتتوزيع املساقات الدراسية في برامج ماكاديمية على ماقسام العلمية )1( قسم القانون الدولي العام م املساق القانون الدولي العام التنظيم الد
توزيع الساقات الدراسية في براج اكاديية على اقسا العلية )( قس القانون الدولي العا 7 8 9 الساق القانون الدولي العا التنظي الدولي القانون الدولي العا ع التعق القانون الجنائي الدولي القانون الدولي إلانساني
المزيد من المعلوماتMicrosoft Word - إعلانات توظيف لسنة 2017
الجمهوریة الجزاي ریة ا يمقراطیة الشعبية République Algérienne Démocratique et Populaire Ministère de l Enseignement Supérieur Et de la Recherche Scientifique Université d OumElBouaghi Sous Direction des
المزيد من المعلوماتكلمة رئيس جمعية مصارف لبنان الدكتور جوزف طربيه في تكريم معالي األستاذ عدنان القص ار 2018 شباط في بيروت 28 1
كلمة رئيس جمعية مصارف لبنان الدكتور جوزف طربيه في تكريم معالي األستاذ عدنان القص ار 2018 شباط في بيروت 28 1 أصحاب المعالي والسعادة أي ها السي دات والسادة نجتمع اليوم لنكرم شخصية لبنانية ممي زة ألقت بظاللها
المزيد من المعلوماتقوانين اإلستعارة هذه هي قوانين اإلستعارة التي تسري في المكتبات الشعبية في كل من بيورهولم, نوردمالينغ, روبيرت فورش, اوميو, فيندلن و فيينسس. بطاقة المكت
قوانين اإلستعارة هذه هي قوانين اإلستعارة التي تسري في المكتبات الشعبية في كل من بيورهولم, نوردمالينغ, روبيرت فورش, اوميو, فيندلن و فيينسس. بطاقة المكتبة يمكنك اإلستعارة مجانا ( بدون أية رسوم( في كل المكتبات
المزيد من المعلوماتالوحدة األولى المالمح البشرية للوطن العربي عنوان الدرس : سكان الوطن العربي أوال :أكمل الجدول التالي: 392 مليون نسمة %5.3 %39.9 %60.1 عدد سكان الوطن ال
0 الوحدة األولى المالمح البشرية للوطن العربي عنوان الدرس : سكان الوطن العربي أوال :أكمل الجدول التالي: 392 مليون نسمة %5.3 %39.9 %60.1 عدد سكان الوطن العربي: نسبة سكان الوطن العربي إلى سكان العالم: نسبة
المزيد من المعلوماتكيفية تفعيل خدمة IIS ونشر موقع ويب على الشبكة احمللي السالم عليكم اصدقائي الكرام في هذا الكتاب سنتناول ما هي خدمة المعلومات وكيفية التفعيل ونشر الموقع
كيفية تفعيل خدمة IIS ونشر موقع ويب على الشبكة احمللي السالم عليكم اصدقائي الكرام في هذا الكتاب سنتناول ما هي خدمة المعلومات وكيفية التفعيل ونشر الموقع وتجربته وفي النهاية ستجدون روابط المثال مع شرح فيديو
المزيد من المعلوماتالدليل التدريبي لتسجيل منتج البوابة االلكترونية للمطابقة )سابر( الدليل التدريبي لتسجيل منتج 0
البوابة االلكترونية للمطابقة )سابر( 0 جدول المحتويات 2 2 4 6 7 8 9 11 وصف النظام تسجيل المنتج إضافة منتج عن طريق الرمز المنسق الجمركي HS code إضافة منتج عن طريق الكلمات الداللية إضافة منتج عن طريق البحث
المزيد من المعلوماتتحصن القرار الاداري - دراسة مقارنة
المملكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة الا مام محمد بن سعود الا سلامية المعهد العالي للقضاء قسم السياسة الشرعية شعبة الا نظمة دراسة مقارنة ا عداد عمر بن محمد السعدان ا شرافالدكتور مصطفىبنمحمدالباز
المزيد من المعلوماتWATER POLICY REFORM IN SULTANATE OF OMAN
"تحديات ومعوقات متابعة ورصد خدمات مياه الشرب والصرف الصحي في مناطق الريف بالمقارنة مع مناطق الحضر في سلطنة عمان" اعداد زاهر بن خالد السليماني رئيس الجمعيه العمانيه للمياه المحتويات المقدمه ادارة موارد
المزيد من المعلوماتPowerPoint Presentation
مشروع التسويق ولوجيستيات االعمال الزراعية المتقدمة التحليل المالي كيبف تحدد سعر التكلفة والسعر النهائي الى أي مدى يعكس السعر الجودة 50 قرش للكيلو جنيه للكيلو هل التكاليف هي المكون الوحيد للسعر 3 مالذي
المزيد من المعلوماتuntitled
LAZIOSANITÀ AGENZIA DI SANITÀ PUBBLICA screening femminile الدليل الوردي للوقاية برنامج الفحص المبكر ) (screening للسرطانات الا نثوية الوقاية من سرطان عنق الرحم ا ل النساء ما بين 25 و 64 سنة يحق لهن عمل
المزيد من المعلومات<4D F736F F D20E1C7C6CDC920DAE1C7E3C920C7E1CCE6CFC92E646F63>
لاي حة علامة الجودة ص ٥٩ -١- مقدمة تنص المادة الثالثة من نظام الهيي ة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس الصادر بالمرسوم الملكي الكريم رقم م/ ١٠ تاريخ / ١٣٩٢ ه ٣ ٣/ على ا ن تضع الهيي ة قواعد منح شهادات
المزيد من المعلوماتOur Landing Page
حوكمة البيانات والحماية وإدارة الامتثال الصفحة 1 من 7 لمحة عامة حوكمة البيانات والامتثال ه من متطلبات اتخاذ القرار وإطار المساءلة لتشجيع السلوك المرغوب فيه عند تقييم المعلومات وانشاءها وتخزينها واستخدامها
المزيد من المعلوماتالشركة الفلسطينية للتوزيع والخدمات اللوجستية المساهمة العامة المحدودة القوائم المالية المرحلية الموحدة المختصرة )غير المدققة( 03 أيلول 3300
الشركة الفلسطينية للتوزيع والخدمات اللوجستية المساهمة العامة المحدودة القوائم المالية المرحلية الموحدة المختصرة )غير المدققة( 03 أيلول 3300 صندوق بريد 3131 الطابق السابع مبنى باديكو هاوس الماصيون رام هللا
المزيد من المعلوماتاسم المدرس: رقم المكتب: الساعات المكتبية: موعد المحاضرة: جامعة الزرقاء الكمية: الحقوق عدد الساعات: 3 ساعات معتمدة نوع المتطمب: تخصص اختياري عنوان المق
اسم المدرس: رقم المكتب: الساعات المكتبية: موعد المحاضرة: جامعة الزرقاء الكمية: الحقوق عدد الساعات: 3 ساعات معتمدة نوع المتطمب: تخصص اختياري عنوان المقرر: ج ارئم تكنولوجيا المعمومات )0602344( المتطمب السابق:
المزيد من المعلومات8 مادة إثرائية وفقا للمنهاج الجديد األساسي الثامن للصف الفصل الدراسي األول إعداد املعلم/ة: أ. مريم مطر أ. جواد أبو سلمية حقوق الطبع حمفوظة لدى املكتبة
8 مادة إثرائية وفقا للمنهاج الجديد الساسي الثامن للصف الفصل الدراسي الول إعداد املعلم/ة:. مريم مطر. جواد و سلمية حقوق الطع حمفوظة لدى املكتة الفلسطينية رقم إيداع )017/614( من وزارة الثقافة تطل من املكتة
المزيد من المعلوماتeasy - translation
From: http://ar.miraath.net/audio/5030/01 Shaikh Ahmad Bazmool Http://ar.miraath.net/audio/download/5030/usool_us_sunnah_01.mp3 أما األمر األول فھو أنه يظن أن ھذا العلم ثقيل وال يفھمه فھذا خطأ فھذا خطأ
المزيد من المعلوماتPowerPoint Presentation
دورة تدريبية لمعلمي ورؤساء أقسام الرياضيات من األحد /5 /31 إلى الخميس /6 /4 مركز التدريب والتطوير اإلدارة العامة لمنطقة الجهراء التعليمية برنامج التدريب : المنهج الوطني الكويتي إقبال المطيري الكفايات وأنواعها
المزيد من المعلوماتالعدد الثالث عرش يناير أهداف التنمية المستدامة: "تحويل عالمنا" باالبتكار Eng. Maritza VARGAS Independent Environmental and Sustainability Consu
4 أهداف التنمية المستدامة: "تحويل عالمنا" باالبتكار Eng. Maritza VARGAS Independent Environmental and Sustainability Consultant أهداف التنمية المستدامة في 25 سبتمبر 2015 اعتمدت قمة األمم المتحدة للتنمية
المزيد من المعلومات205 6 207 205, 5..7 إجمالي حجم التبادل التجاري لدول مجلس التعاون الخليجي مع جمهورية تركيا في العام 205 م مقارنة ب 6.0 مليار دوالر في العام 204 م وبنسبة انخفاض بلغت %5.4. قيمة العجز في امليزان التجاري السلعي
المزيد من المعلوماتالجامعة الأردنية
ر 5 الجامعة األردنية كلية اآلداب/ قسم الفلسفة ================== المادة : إشكاليات في الفكر العربي المعاصر )دكتوراه( أستاذ المادة: أحمد ماضي رقمها: )4393032( بالنظر إلى تعذر د ارسة كافة اإلشكاليات كما
المزيد من المعلوماتMicrosoft PowerPoint - د . ابراهيم بدران ، بوربوينت.ppt [Compatibility Mode]
الدكتور إب ارهيم بد ارن التعليم العالي والبحث والتطوير والا بداع في مجتمع المعرفة ١ ١٤/٤/٢٠١٤ عمان ١- بين التقدم والتخلف حالة التخلف حالة التقدم المعرفة اإلدارة اإلقتصاد التكنولوجي المؤسسية سيادة القانون
المزيد من المعلوماتMicrosoft Word - UNRWA-DT (Fahjan)
محكمة األونروا للمنازعات Case No.: U UNRWA/DT/JFO/2017/052 Judgment No.: UNRWA/DT/2018/028 Date: 24 April 2018 Original: English أمام: قلم المحكمة: رئيسة قلم المحكمة: حضرة القاضي جان فرانسوا كوزان عم ان
المزيد من المعلوماتالمغرب: معلومات إضافية: مُحتجز معزول لمدة 232 يوماً يواجه مخاطر صحية
معلومات إضافية بشأن التحرك العاجل: UA 219/15 رقم الوثيقة: MDE 29/6303/2017 المغرب والصح ارء الغربية بتاريخ: 30 مايو/أيار 2017 تحرك عاجل يواجه يوما لمدة معزول م حتجز 232 مخاطر صحية تدهورت حالة علي ع ارس
المزيد من المعلوماتجمعية زمزم للخدمات الصحية التطوعية بإشراف وزارة الشؤون االجتماعية تصريح رقم )411( نظام إدارة الجودة Quality Management System إجراءات الئحة تقنية املع
جمعية زمزم للخدمات الصحية التطوعية بإشراف وزارة الشؤون االجتماعية تصريح رقم )411( نظام إدارة الجودة Quality Management System إجراءات الئحة تقنية املعلومات زمزم 19 إعداد االسم : هاني عبدالعزيز فلمبان الوظيفة
المزيد من المعلوماتعرض تقديمي في PowerPoint
المحاكاة وتمثيل األدوار أوال : مفهوم طريقة تمثيل األدوار : أن يقوم الطالب بدور شخصية أخرى, سواء كانت هذه الشخصية تاريخية أو خيالية أو واقعية, ويعبر عن آرائها وأفكارها في الموضوع أو القضية المطروحة.] 1
المزيد من المعلوماتاسم المفعول
اسم المفعول اسم المفعول اسم ي شتق من الفعل المتعدي المبني للمجهول المتعدي وهي تدل على وصف من يقع عليه الفعل. يصاغ اسم المفعول على الن حو التالي : 1 الفعل الثالثي : على وزن م ف ع ول مثل: ك ت ب : م ك ت وب
المزيد من المعلوماتاإلصدار الثاني محرم 1436 ه الكلية: القسم األكاديمي: البرنامج: المقرر: منسق المقرر: منسق البرنامج: تاريخ اعتماد التوصيف: العلوم والدراسات اإلنسانية رما
اإلصدار الثاني محرم 6 ه الكلية: القسم األكاديمي: البرنامج: المقرر: منسق المقرر: منسق البرنامج: تاريخ اعتماد التوصيف: العلوم والدراسات اإلنسانية رماح الدراسات اإلسالمية الدراسات اإلسالمية فقه الجنايات والحدود
المزيد من المعلوماتواقع النفط
الواقع الحالي لشبكات المنطقة العربية الربط الحيوي في النفط والغاز المهندس سفيان العالو االحتياطي المؤكد وانتاج واستهالك النفط والغاز لعام 2016 الوحدة العربي العالمي النسبة المئوية احتياط النفط مليار برميل
المزيد من المعلوماتWHAT’S NEW
الجديد في انجز تطبيق إصدارات X.4 المحتويات المحتويات... 1 المواصفات الجديدة بالنظام... 3.1.1.1 عدد المهام التي يجب إنجازها... 3 انشاء مهمة... 3.1.2 2. تعديل تكليف المهمة... 3 تاريخ حالات المهمة... 4.2.1.2.2.3
المزيد من المعلوماتإضافة الأطفال إلى جواز السفر الأردني
تعليمات صرف جوازات السفر االردنية بدل تالف أو بدل فاقد - الدائمة أو المؤقتة ( ضفة و غزة( استدعاء موجه الى سعادة السفير االردني بطلب صرف جواز سفر بدل تالف فاقد مع بيان كيفية تلفهفقدانه. 4 صور شخصية ملونة
المزيد من المعلوماتمخزون الكلنكر الرجاء قراءة إعالن إخالء المسؤولية على ظهر التقرير المملكة العربية السعودية قطاع المواد األساسية األسمنت فبراير 2017 ٣٠ ٢٥ ٢٠ ١٥ ١٠ ٥ ٠
٢٥ ١٥ ٥ ٢٥ ١٥ ٥ ١١ ١٢ ١٣ ١٤ ١٥ ١٦ المخزون/الا نتاج - يمني المخزون - يسار ٤٨ ٧ ٥ ٦ ٤ ١٤ ٧٢ ٢١ ٥٥ ٢٢ ٧٨ ٢٨ ١١ ١١ ١٢ ١٣ ١٤ ١٥ ١٦ معدل النمو - يمني مستوى المخزون في القطاع - يسار ٤٩ ٤ ٣ ٢٥ ١٧ ٩ ١٤ ١١٥ ٩ ٥-٣٥
المزيد من المعلوماتSocial Media and Traditional Media Report Nov
17 24 Nov.2016 HCT Weekly Media Monitoring Report انطالق فعاليات أسبوع االبتكار بكليات التقنية Innovation Week kicks off at HCT تاريخ النشر: 19-11- 2016 أعلنت كليات التقنية العليا عن إنطالق فعاليات أسبوع
المزيد من المعلوماتريكخراوي لي كو ل ينةوةو زانياريةكاني جةندةر Gender Studies and Information Organization (GSIO) منظمة الدراسات والمعلومات الجندرية تقرير نشاطات منظمة ا
تقرير نشاطات منظمة الدراسات و المعلومات الجندرية أربيل تقرير نشاطات المنظمة لسنة 5102 ط- المعلومات العامة : اجازة المنظمة الصادر من االمانة العامة لمجلس الوزراء في بغداد الرقم ) 0132721 ( بتاريخ -2-9,5105
المزيد من المعلوماتالملحق 1 البرنامج المشترك بين االتحاد األوروبي ومجلس أوروبا " تقوية اإلصالح الديمقراطي في بلدان الجوار الجنوبية " اللجنة األوروبية لفعالية العدالة اال
الملحق 1 البرنامج المشترك بين لتحاد األوروبي ومجلس أوروبا " تقوية اإلصالح الديمقراطي في بلدان الجوار الجنوبية " اللجنة األوروبية لفعالية العدالة لستمارة النموذج إلنجاز البحوث الخاصة بالرضى لدى مستعملي
المزيد من المعلوماتوزارة الترب ة بنك األسئلة لمادة علم النفس و الح اة التوج ه الفن العام لالجتماع ات الصف الحادي عشر أدب 0211 / 0212 األولى الدراس ة الفترة *************
وزارة الترب ة بنك األسئلة لمادة علم النفس و الح اة التوج ه الفن العام لالجتماع ات الصف الحادي عشر أدب 2 / 22 األولى الدراس ة الفترة ************************************************************************************
المزيد من المعلوماتعرض تقديمي في PowerPoint
.1.2.3 أولا هذا اإلجراء يقوم به أمين مركز مصادر التعلم بعد الدخول للصفحة الرئيسية من حسابه في نظام نور ثم إختيار مصادر التعلم يتم إضافة أوعية مصادر التعلم ) الكتب أقراص الليزر( من قبل أمين مركز المصادر
المزيد من المعلوماتالمملكة العربية السعودية م ق س ..../1998
SFDA.FD 2483 /2018 الدهون )األحماض الدهنية( المتحولة Trans Fatty Acids ICS : 67.040 تقديم الهيئة جهة مستقلة الغرض األساسي لها هو القيام بتنظيم وم ارقبة الغذاء والدواء واألجهزة الطبية ومن مهامها وضع اللوائح
المزيد من المعلوماتSlide 1
تصميم السيرة الذاتية كصفحات الويب د. احمد عادل اسماعيل عمادة المركز الجامعي لخدمة المجتمع و التعليم المستمر. WWW.Dr-Ahmed.Info Info@Dr-Ahmed.Info -------------- المرجع: www.support.office.com اهداف المحاضرة
المزيد من المعلوماتحالة عملية : إعادة هيكلة املوارد البشرية بالشركة املصرية لالتصاالت 3002 خالل الفرتة من 8991 إىل مادة ادارة املوارد البشرية الفرقة الرابعة شعبة نظم امل
حالة عملية : إعادة هيكلة املوارد البشرية بالشركة املصرية لالتصاالت 3002 خالل الفرتة من 8991 إىل مادة ادارة املوارد البشرية الفرقة الرابعة شعبة نظم املعلومات االدارية الفصل الدراسى األول 3082/3082 1 إعادة
المزيد من المعلومات