من زمن التوهج رئيس مجلس االدارة رئيس التحرير العدد )3365( السنة الثانية عشرة الخميس )21( أيار 2015 WWW. almadasupplements.com 10 الحب عندنا وعندهم الش

النسخ

1 رئيس مجلس االدارة رئيس التحرير WWW. almadasupplements.com 10 الحب عندنا وعندهم الشوك علي

2 3 من اللغات القديمة الى الموسيقى.. علي الشوك يتحدث ل) (: الرواية هي التي تستهويني! حوار / د. جمانة القروي يعد عيل الشوك واحدا من ابرز الباحثني يف قضايا الرتاث و املوسيقى واللغات القدمية واألدب ومتخصص يف علم الرياضيات " اكادمييا".. وهو أحد أولئك الذين رحلوا عن العراق منذ اكرث من ثالثة عقود إال أن الوطن مل يغادر ذاكرتهم يوما..و مازالت بصامت دجلة وافياء النخيل ومرأبع بغداد واضحة املعامل عليهم..لقد عكس األستاذ عيل الشوك حبه ولهفته لبغداد يف روايته " األوبرا والكلب " عندما ذكر كل تفاصيل بغداد من شوارع ومقاه ومخازن واكالت و أسامء لشخصيات بغدادية أصيلة.. يف بداية الثالثينيات من القرن املا ضي ول د الأ س تاذ عل ى ال ش وك يف بغ داد يف منطق ة ك رادة مرمي بجان ب الكرخ حيث ق ض ى فيها معظم سنوات طفولته و ش بابه عا ش طفولة مريحة ولي س ت س عيدة " كما يحل و له التعب ي ر " كان مو ض ع حب واعتزاز عائلت ه واأقاربه رمب ا لأنه كان م ن املجدي ن والنابهني يف املدر س ة.اكمل درا س ته البتدائي ة يف مدر س تي ك رادة مرمي واملن ص ور ثم انتقل مع عائلته إاىل كر بالء اإل انهم س رعان م ا ع ادوا إاىل بغ داد بعد عام واحد فقط ليكمل درا س ته يف مدر س ة الر صافة.. ثم وا ص ل درا سته الثانوية يف "الإعدادي ة املركزي ة ".. يتذك ر الأ س تاذ علي ال شوك و ص وته يكت سي م سحة من احلزن قائال: "لق د ح اول اأبي م رارا حرم اين من الذه اب إاىل املدر س ة وذل ك بتاأثر أاو ض غط من اأ ص دقائه يف اجلامع اولئك الذين كانوا يعتربون أان املدر س ة تعلم الكف ر.. لك ن والدت ي كان ت حتمين ي وتوفر يل م ص اريف ونفقات الدرا س ة والظروف املالئمة لها اأي ض ا بالإ ض افة إاىل ت ش جيعها امل س تمر..ولها وحده ا يعود الف ضل فيما و صلت إاليه الآن ".. يف ع ام 1947 ح ص ل الأ س تاذ عل ي ال ش وك على بعثة إاىل الوليات املتحدة الأمريكي ة للدرا س ة هناك..ع ن ه ذه املرحل ة يق ول " لق د كنت ض من 150 طالب بعثة درا سية إاىل اأمري كا وق د س افرنا إاىل ب ي روت اأول للدرا س ة ملدة س نتني يف اجلامعة الأمريكي ة وبعده ا مت إار س النا إاىل اأمريكا لإكمال الدرا س ة هناك..كان من املفرو ض أان ادر س الهند سة املعمارية اإل أاين وجدت نف سي ل اأ ستطيع درا سة مو ضوع كهذا لذلك غرت درا ستي إاىل الريا ضيات.. ثم عدت إاىل العراق لأعمل يف مهنة تدري س مادة الريا ضيات لأكرث من 20 عاما ".. *ولكن اأين الرتاث من الريا ضيات... - لحت على وجهه الذي يطفح بالطيبة والتوا ض ع.. ابت سامة قبل أان يقول :" هذا ص حيح.. ولكني ش غفت مبطالعة ال ت راث والتاري خ والفل ك و اأ ص ول اللغات منذ س نوات ص باي و شبابي.. وقد كانت يل اهتمامات لغوية وقراءات كث ي رة ووا س عة و اهتمام ات ثقافي ة متع ددة بالرغ م م ن اأنى ح ص لت على اق ل درج ة يف امتح ان اللغ ة العربية يف الثانوي ة.. اإل أان هذا مل مينعني من الكتاب ة نتيج ة لفي ض املعلوم ات التي خزنته ا يف ذاكرت ي ثم وجدت نف س ي أادون واكتب هذه املعلومات.". * ه ل أاخربتن ا مت ى وبالتحدي د ب داأت الكتابة والن شر -"دعين ا ع ن حماولت ي وجتارب ي الأوىل فق د كان البع ض منها اقرب إاىل ال ش عر وبغ ض النظر أان بع ض ها وجد طريق ه للن ش ر.. اإل أان الأعم ال اجلادة ن س بيا كانت يف اأواخر اخلم س ينيات وكان ذل ك نتيج ة حتمي ة لقراءات ي الراثي ة الكثرة مث ل كت اب الأغاين والعقد الفري د وغرهما.. ما بني عامي ب داأت بالن ش ر.. لكن يف ع ام 1958 وبعد ص دور كتاب " وعاظ ال سالطني " للدكتور علي الوردي.. أاثار ل د ي نوع ا م ن الرغب ة يف الكتابة عنه لأين وجدت فيه اأ شياء اإيجابية واأخرى س لبية وق د ن ش رت ث ل الث حلق ات يف جريدة احلرية عن هذا املو ض وع وهو براأيي أاول عمل جاد يل ".. كنت أاحاول حثه على موا ص لة احلديث لذل ك قلت له..وبعد ذل ك.. فاأجاب: يف عام 1959 وبعد ثورة 14 متوز صدرت " جملة املثقف " حيث كنت اأحد اأع ضاء حتريرها والنا ش طني فيها فالكثر من مقالت ي كان ت تن ش ر فيه ا اإل اأين مل اقت ص ر على الن ش ر فيها فح سب واإمنا ن ش ر يل العديد من الكتابات يف صحف اأخرى.. * أاذن مت ى ص در اأول كت اب ل ك وم ا ق صته اخ ذ نف س ا عميق ا وه و يف رك جبينه متذكرا..." - أان ا باحلقيقة كنت قد كتبت انطباعات ومق الت وخواطر ومل يك ن واردا يف ذهن ي تاألي ف كت اب..اإل أان مو ض وع "الدادائية" ا ضرعى انتباهي ومل اكن اع رف عنها ش يئا لذلك مل ات رك كتابا أاو كرا س ا يخ ص ه ذا املو ض وع اإل و قراأته.. وبذلك فا ض ت املعلومات عندي فوجدت أانه لبد من كتابة كتاب عن هذا املو ض وع وكان اأول كت اب ص در يل با س م " الدادائية ب ي ني الأم س واليوم " عام 1970 يف بروت.. رمبا هناك من ل يعرف ما هي الدادائية وملاذا بالتحديد بني الأم س واليوم.. "الدادائية مذهب فني يدعو إاىل الفو ضوية واإلغاء الفن.. وقد جاءت كرد فع ل من احلرب العاملية الأوىل وما حدث فيها من جمازر و سفك للدم اء.. اأما ملاذا ب ي ني الأم س واليوم فبحكم قراءات ي الراثية العربية كنت اقف عند الكثر من الأ شياء الغريبة يف تراثنا العربي مبا يرقى اإىل ال س ريالية والدادائي ة أاو الفو ض وية فربط ت بينه ا وبني م ا ظهر لحق ا كما وجدت اأن لبع ض ال ش عراء الع رب ت ص رفات ل تختل ف ع ن ت ص رفات الفو ض ويني الدادائيني يف القرن الع شرين "... مما مييز الأ س تاذ علي ال ش وك.. قدرته عل ى ق راءة العدي د م ن الكت ب يف اآن واح د ويف خمتل ف املوا ض يع رمب ا تتجاوز اأحيانا سبعة إاىل ثمانية كتب.. كذلك با س تطاعته كتابة ثالثة اإىل اأربعة موا ض يع م رة واحدة..حي ث يق وم بكتابة مو ض وع اإىل ن صفه ومو ضوع اآخر يب داأ مبقدمته اأو هوام ش ه وجند مو ض وعا رمب ا يف نهايت ه اإل ان ه مل يكتم ل بع د.. لذلك فان ه يف أاثن اء اأو وق ت ص دور كتاب ه " الدادائي ة ب ي ني الأم س والي وم" كان يعمل عل ى كتابه " الأطروح ة الفنتازي ة ".. ع ن ه ذا الكت اب الفريد من نوعه وفكرته يحدثنا قائ ل ال: " ه ذا الكت اب ي س جل عالقت ي بالريا ض يات من جه ة ومن جهة أاخرى ي سجل حماولتي لقراءة مظاهر احلياة املختلف ة بلغ ة املع ادلت الريا ض ية.. فالأطروح ة الفنتازي ة ه ي عب ارة عن ص ور ومع ادلت وكالم ".. حت ى البعيدين عن املعادلت الريا ضية جعلهم يتابع ون قراءة الكتاب وذلك ملا ينطوي عليه الكتاب من روح النكتة.. اأما ق ص ة هذا الكتاب فيقول الأ س تاذ على ال شوك "يف بداية ال سبعينيات من القرن املا ضي خط ر يل كتاب ة ق ص يدة حلزونية كان من املفرو ض اأن تن ش ر يف جملة " أاقالم " أاو "األف باء " يف ال صفحة الو سطى ول اع رف هل فعال ن ش رت اأم ل ولكن املهم يف الأمر هو اأين فكرت بتو س يعها وتطويره ا ون ش رها يف كت اب.. لق د ص در كت اب الأطروح ة الفنتازية بعد ص دور كتاب الدادائية رغ م انهما كتبا يف الوقت نف سه ولظروف عديدة مل يتم طبعهم ا معا لق د تول ت وزارة الثقافة والع ل الم طبعه لرى الن ور عام ي ستطرد متذكرا.. لقد صدر يل اأي ضا كتيب بعنوان " املو س يقى الإلكرونية "وقد ص در عن املو س وعة ال ص غرة م ن وزارة الثقاف ة والع ل الم وهو آاخر م ا طب ع يل يف الع راق وكان ذل ك عام * جن د انك تناول ت يف العديد مما كتبت اللغات واأ صولها فما هي احلكاية اخ ذ ينظر إاىل الأف ق البعي د متذكرا.. وهو مازال ي شبك يديه وليعود بذاكرته إاىل سنوات ما ضية.. - يف ع ام 1976 ب د أا اهتمام ي مب ا ي س مى " علم ا ش تقاق الكلم ات " حيث جذبن ي وا س تدرجني هذا املو ض وع وقبله ا أاثن اء وجودي يف ب ي روت كان للدكتور" اأني س فريحه " قد بذر عندي الرغبة للرج وع إاىل ج ذور املفردات.. "أنا نادم ألين مل ادرس املوسيقى وعلم الفلك.. كان بوسعي مامرسة العزف عىل البيانو اآللة التي اعشقها رغم أين ال املك أذنا موسيقية لكن ذلك ال يحول دون تعلم العزف وقد حاولت وتوقفت ألسباب ال عالقة لها بالفشل.. كنت أريد أن أمتكن من العزف وحتى ارتجال املوسيقى ألجل متعتي الذاتية وليس لغرض آخر.. فأنا اعتقد " مثل امللكة اليزابيث األوىل " أن العزف عىل املوسيقى يساعد يف طرد الكآبة.! " ولحق ا ويف جمم ل قراءات ي وقع يف ي دي كتاب ا س مه "مغام رات لغوية " لكاتب عراقي ا س مه عبد احلق فا ضل.. يزع م في ه أان اللغ ة العربية هي ا ص ل جمي ع اللغات وله نظريته اخلا ص ة يف ذل ك دون أان تكون مبني ة على حد أادنى من اأ ص ول البحث العلم ي كان النف س القومي فيه م س يطر عليه لذلك ا س تفز يف روح الت صدي.. فقراأت وقراأت لأجد واكت ش ف أان اللغ ة العربية لي س ت هي الأم و إامن ا بنت اللغة ال س امية وحتى ه ذه لي س ت اأ سا س ية و إامنا ه ي جزء م ن اللغات ال س امية احلامية و ض من م ا ق ر أات كت اب لوي س عو ض "فق ه اللغة " وفيه يعت ب رب اللغة العربية بنت اللغ ة الهندي ة الأوربية أاو ه ي تابعة للغ ات الهندي ة الأوربية..ومتلكن ي ش عور التو س ع والتوغل اكرث يف هذا املو ض وع لك ي ا س توفيه متام ا وم ن م صادر خمتلفة... اخ ذ نف س ا عميقا وا س تكمل قائ ل ال : " عملت بحث ا حول العالقة ب ي ني اجلذور اللغوي ة اللغ ات الهندي ة الأوربي ة واللغات ال س امية احلامي ة قدمته اإىل وزارة الثقاف ة والأعالم لطبعه اإل انهم رف ض وا ذل ك لأنه م اختلف وا مع ي يف ت س مية اللغات.. تزامن رف ض طبع هذا البحث مع تفاقم الأو ضاع ال سيا سية يف العراق... يف عام 1979 غادر الأ ستاذ علي ال شوك الع راق مرغما بعد اأن ح اول البعثيون ش د اخلن اق علي ه لالنتم اء حلزبه م ورف ض ب ش دة النت ساب اإىل ما ي سمى" مبكت ب املعلم ي ني البعث ي" وانتق ل من مدر س ة اإىل أاخ رى راف ض ا العديد من ق رارات النق ل ومل ا مل ي جد ذل ك نفعا ولأن ه كان اأمينا عل ى مبادئ ه واأفكاره ا ضطر لرك عائلته وكل ذكرياته ورحل إاىل ب راغ الت ي كان ت حمط ة ترحال ه الأوىل وليمك ث فيه ا عامني...لكن ه ما لبث اأن ش د رحاله من جدي د اإىل املجر عندم ا ح ص ل عل ى عم ل يف منظم ة التحري ر الفل س طينية ا س تمر فيه اإىل ع ام ع ن ه ذه ال س نوات يقول " كان ت حياتي ض يقة جدا وحمدودة املجالت ولكن " من جد وجد " لذلك مل أاتوقف يوما عن متابعة وقراءة ما كنت اأري ده واحل ص ول على امل ص ادر التي كان ت تهمن ي.. مل اأتق ن اللغ ة املجرية عل ى الرغ م م ن اأين ابح ث يف اللغات واأ ص ولها -وهن ا ي ض حك ث م يكم ل كالم ه- اإل اأين حمدود املوهبة يف تعلم اللغات الأخرى"... * ن ستطي ع اأن نق ول اأن أاه م ومعظ م م ا كتب ت كان يف لندن فهل حدثتنا عن هذه املرحلة - " عندم ا جئ ت اإىل لن دن يف ع ام 1995 تفتحت يل اآفاق وا س عة ورحبة وا ص بح ل دي جم ال لالط ل الع عل ى امل صادر التي كانت تهمني قراءتها..لقد ان صب اهتمامي على مو ضوع العالقات اللغوية العاملي ة.. كانت تلك املخطوطة عن اللغات التي مل اتخل عنها والتي حاولت اأن ان شر بع ضا منها يف بغ داد يف منت ص ف ال س بعينيات.. وم ع توف ر اأول فر ص ة لذلك نف ض ت الغب ار عنها متام ا لتكون اأ ش به بنواة بحوث ي الأخرى يف جم ال اللغة. فبني اأع وام ظهرت يل ثالثة كتب تتح دث عن اللغات.. الأول با س م "مالم ح م ن التالق ح احل ض اري بني ال ش رق والغرب"..ثم "جولة يف أاقاليم اللغة والأ س طورة " وبعد ذلك "كيمياء الكلمات".. حيث تطرقت اإىل موا ض يع امليثولوجي ا اليوناني ة وال س ومرية والبابلي ة القدمي ة والرب ط بينه ا ويف نف س الوقت مت تعزيزه ا ببع ض ال س تطرادات اللغوي ة وم ن خ ل الل ذلك ا ص بح ل دي نوع م ن البحث الذي يعتمد اللغة كعامل مهم يف اإثبات بع ض احلقائق التاريخية.." يف أاثن اء ذل ك ويف غ ض ونه مل تنقطع متابع ات الأ س تاذ علي ال ش وك الأدبية واملو س يقية حي ث ن ش رت ل ه العديد م ن املق الت النقدي ة واخلواط ر يف جمل ة امل دى وجري دة احلي اة واهم م ا ن ش ر ل ه كان يف جمل ة الكرمل بني مقال ة.. اأم ا عن كت اب الثورة العلمي ة احلديث ة وم ا بعده ا فيقول " لأين اأ سا س ا رجل علمي مل اأتوقف عن متابعة امل س تجدات العلمية خ صو ص ا يف جم ال الفيزي اء وعل م الفل ك فكنت اق ف عل ى معلوم ات واأ ش ياء غريب ة لذل ك وج دت اأنه لبد من ص دور كتاب بهذا ال ضاأن وفعال كان " الثورة العلمية وم ا بعده ا..يف " 2004 وهو مبثابة متهي د لكت اب اآخر قي د الإجن از كتب ون شر العديد من ف صوله عن ماأزق العلم يف الوقت احلا ض ر ول س يما الفيزياء والفلك.. * ض أالت ه ع ن روايت ه "الأوب را والكلب " الت ي ن شرت عام 1999 وكيف خا ض هذه التجربة -" اأن ا ق ارئ متع دد الهتمام ات والرواي ة من بني اكرث املوا ض يع التي ت س تهويني واج د متع ة كب ي رة يف قراءته ا وولعي باملو س يقى ل يقل عن ولعي بالرواي ة اأن مل يفقه ولعل كتابة " الأوب را والكلب " جاءت للجمع بني هات ي ني الرغبت ي ني وان اأحي ا يف عامل ي الرواية واملو سيقى يف آان معا.. " يف ع ام ص در 2003 لالأ س تاذ عل ي ال شوك كتاب بعنوان "اأ سرار املو سيقى " ويعترب اأحد اأهم ما كتب عن املو سيقى ملا يحويه من معلومات قيمة عن اأ صول املو سيقى العربية والآلتها كذلك اأ صول املو س يقى الغربية والآلتها ويت ض من اأي ض ا ش رحا لتكوين الآلت املو سيقية وتطورها على مر الع ص ور بالإ ض افة اإىل شرح اللغة املو سيقية... * م اذا تكت ب الآن وم اذا نق راأ ل ك ع ن قريب - لق د ب داأت بكتاب ة م ش روع روايت ي الثاني ة من ذ اك ث رث م ن ن ص ف ع ام كمحاول ة لله روب م ن كابو س الكاآبة والأو ض اع العراقي ة الكاحل ة يف اآفاقه ا.. كما اكتب اأي ض ا يف موا ض يع اأخ رى خمتلف ة ت ت راوح ب ي ني الفيزياء واملو س يقى والفلك وكل م ا يخطر يل على البال..." حينم ا اأيقنت اأن الأ س تاذ علي ال ش وك تع ب م ن احلدي ث ال ذي ش ارف على النتهاء ورغم ذلك كان لبد من ضوؤاله ه ل اأنت نادم على ش ئ م ا يف حياتك تتمن ى لو ت س تطيع حتقيق ه هنا لح الأ سى على وجهه الذي تركت ال سنوات اأثرها عليه.. "اأنا نادم لأين مل ادر س املو سيقى وعلم الفل ك.. كان بو س عي ممار س ة العزف عل ى البيان و الآلة التي اع ش قها رغم اأين ل امل ك اأذن ا مو س يقية لك ن ذل ك ل يح ول دون تعلم العزف وقد حاولت وتوقفت لأ س باب ل عالقة لها بالف شل.. كنت اأري د اأن اأمتكن م ن العزف وحتى ارجتال املو سيقى لأجل متعتي الذاتية ولي س لغر ض اآخر.. فاأن ا اعتقد " مثل امللكة اليزابيث الأوىل " اأن العزف على املو سيقى ي ساعد يف طرد الك آابة.! " سبق لهذا احلوار ن شر يف صحيفة املدى 2

3 ستندال.. القراءة المتأملة علي الشوك: وقائع سنوات الجمر يشري عيل الشوك يف مالحظة أوىل يصد ر بها روايته»مثلث متساوي الساقني )دار املدى 2008( إىل أنها امتداد لروايته السابقة»عشب أحمر«)2007( وقد أفاد يف كتابتها من أوراق كتبها عام وهذه الرواية كسابقتها تبدو كأن ها سرية الشوك نفسه الذي يت خذ من هشام املقدادي البطل األسايس يف الروايتني قناعا له. ويف كلت يهام نجد»بورتريه«ملثقف عراقي من الطبقة الوسطى يحاول تحدي إشكاالت الواقع ويجد لنفسه مكانا خارج هيمنة السلطة. ح سني علي يون س حني كتب س تندال روايتيه العظيمتني "الحمر وال س ود" و"املن زل الريف ي" يف ب ارم مل يكن يوجد من يعتقد باهميت ه كروائي اذ كان ميتهن العمل الدبلوما س ي وكتاب ة النقود التي هي من ضمن اخت صا ص ه متمثلة باملو س يقى والر سم. فتل ك كانت حدود تطلعاته التي واظب عليها منذ ن ش اأته واىل ان كت ب تلك الروايت ي ني اخلالدتني ب ص رف النظ ر ع ن تلك املح اولت الت ي عدها غ ي ر مهم ة م ن مث ل رواي ة "لو س يان لوفان" و"ارمان س" و"حياة هرني برلد". وهي من حماولت ش بابه التي ا س دل ال س تار عليه ا س نوات طويلة. ل و مل يكتب ل ه النجاح املتوا ض ع ال ذي ح ص ل علي ه بعد ن ش ر رواية "الحمر وال س ود" ولكانت بقيت طي الن سيان فهذا الروائي الذي كان مفخرة الرواية الفرن سية يف كل الزم ان وال ذي كان يك ب رب بالزاك ب س ت ع ش رة س نة وكان يعي ش يف ع ص ر س ان بيف وفكتور هيغ و و ش اتوبريان. ومرميه والذي ع د بلزاك عدم معرفت ه بالنحو مثلب ة كان فيما بع د اكرث هوؤلء اهمية و ص يتا وتاأثرا رغم انه مل يح ص ل عل ى العراف الر س مي ب ه ككاتب كب ي ر ومل يت م النظ ر يف طلب ه بالن ض مام اىل الكادميي ة الفرن س ية وكان يفك ر رب ع س اعة قبل ان يقرر كيف ي ض ع ال ص فة قبل املو ص وف او بع ده وهكذا كان س عيدا باملديح الذي وجهه له كاتب اكرث منه ش هرة واقل من ه عمرا ودونه مه ارة بالتاأكيد مل يكن ال س تندال الحمر الذي كان ن ضرا للجمهورية ولنابليون قبل ان يكون امرباط ورا وكان نتيجة لذلك يك س ب ب س هولة عداء ع ص ره ع ب رب فكت ور هيجو و س انت بيف وغرهم الكثر. يتناول الكاتب العراقي املغرب الدكت ور عل ي ال ش وك بكتاب ن ص ف مو ض وع ون صف مرجم. ص در موؤخرا ع ن دار امل دى يف مئتني وثالثني ص فحة احتوى الكت اب على ف ص لني هما اعادة اكت ش اف س تندال و س تندال باق ل الم الخري ن تن اول فيه ا امل ؤول ف ع ص ر س تندال وحيات ه وموؤلفاته كذل ك اهتم بعر ض مواهبه يف جمايل اهتمامه بتاريخ املو سيقى والفن الت شكيلي وقد ت ض من الكتاب تعليقات لكل من بلزاك هيبوليت تني س ان بي ف اميل زول. لي ون بلوم فكتور بروم ي ر ارفنج ه او وبير بروك س ل مارتن ترنل وغرهم. رك ز الكات ب عل ى رواي ة "الحم ر وال س ود" الت ي عده ا اب رز الرواي ات الت ي اجن زت يف العامل ا ض افة اىل "احلرب وال سلم" و"يولي س" و" الباح ث ع ن الزم ن املفق ود"و الخ وة كارام ازوف" وكربياء وهون". حت دث املوؤلف ع ن ذكرياته ح ي ني كان يقطن يف بغ داد واجرى مقارن ة بني رواي ة "املنزل الريفي يف بارم" و"الحمر وال سود" يف ح ي ني عد سومر س ت م وم وكذلك اندريه جي د "الحمر وال س ود" ه ي الرواية الك ث رث اهمية اعترب بل زاك ان "املن زل الريف ي" رواي ة ملهم ة ه ذا التف اوت يف وجه ات النظ ر اعتربه ال ش وك مدخ ل ال لدرا س ة س تندال جعل ه يف املح ص لة النهاي ة يحطظ ى برائعت ي ني عو ض ا ع ن رواي ة واح دة مل يكن س تندال روائيا عظيم ا فح س ب كان واحدا من املثقف ي ني الكونيني الذين نظروا اىل منج زات العق ل الب ش ري ض من س ياق واحد دون متييز فقد كان يف ض ل شك س بر النكلي زي عل ى را س ي ني اب ن جلدته والف ليلة وليلة على ما عده من الكتب. ه ذا الروائ ي ال ذي مل ينل ر ض ى س انت بيف عده ه ذا الخر ناق دا مهما مل يوف ق يف كتابة الرواية. ام ا دبال كروا هذا الفن ان الكبر الذي كان ي س تخف باراء الهواة م ن رجال الدب بفن الر س م فق د كان يقدر كتابت ه عاليا وقد دون يف دف ت ره مقتطف ات م ن تاري خ الف ن يف ايطاليا ل ستندال ويف مقال لهذا الخر عن مايكل اجنلو و صف ديالكروا شرح هرني بيل ال سم امل ستعار ل س تندال للوح ة ي وم الدينون ة بانه م ن اكرث الكتاب ات الت ي عرفها قوة و ش اعرية كما اطرى بحرارة على ف صله عن الع شاء الرباين لليوناردو يعترب هذا الكتاب امتدادا مل ص نفات علي ال شوك امللفت ة للنظر متمثل ة ب)الطروح ة الفنطازيا( )تاري خ املو س يقى( )الدائراتي ة( )ق ص ائد احل ب ال س ومرية( )كيمياء الكلمة( )املو س يقى اللكرونية( )ال ساطر( وغرها الكثر.تناول الكتاب احد فر س ان الرواية الفرن س ية احلديثة ال ذي ترك ب ص مات خالدة ل تزال م س تمرة اىل الآن رغ م م رور قرنني م ن الزمن عل ى رحيله ع رف بغراب ة الط وار وم س اندته للجمهورية واميانه بامل ساواتية والتوا ضع. 5 سعد هادي تعود»ع شب اأحمر«إاىل اجلذور لت صف لن ا س ي رة حي اة منوذجي ة ملثقف من جيل اخلم س ينيات ي ساري در س يف ب ي روت و ش يكاغو ثم ع اد إاىل بغداد مع زوجة اأمركية ي س ارية أاي ضا وقد س كنته حم ى ال سيا س ة كما يقول: منذ اليوم الأول لو ص وله كانت حمى بكل معنى الكلمة وجد العراق م سي سا بكل طبقاته وفئاته واأجنا س ه. هذه احلمى انته ت بكارث ة م ع ا س تيالء البعثيني عل ى ال س لطة يف ش باط )فرباي ر( هك ذا س جن ه ش ام املقدادي س نتني ث م هاجر بع د إاطالق س راحه لكن ه مل يق رر أان يفارق نهائيا بلده رغم اإميانه باأن الو ضع كان دائما يف العراق اأ ش به مبب اراة ب ي ني خ ص مني أارادها اأحدهما أان تكون»ك س ر عظم«فا ض طر الطرف الآخ ر إاىل رمي كل أاوراقه على الطاول ة. عاد املقدادي م رة اأخرى اإىل العراق بعد انقالب متوز وعلى رغم اأن ه مل ي سجن هذه املر ة فاإن ه عا ش م ع الذين خدعته م ال ش عارات الرب اقة ووع ود التغي ي ر يف س جن ل ح دود ل ه. هك ذا اعت زل ال سيا س ة و أاحج م ع ن امل ش اركة يف اأي ن ش اط يح س ب عل ى أاي جهة ولكن بال ج دوى. اإذ كان هناك م ن يطارده با س تمرار ليكون يف حزب ال سلطة. وهو يظل يتذكر يف هذا ال صدد ما قالته امر أاة يعرفها:»يف العهد امللكي كان وا يعاقبون النا س لتدخ لهم يف ال سيا سة اأما اليوم فيالحقونهم إاذا مل يتدخلوا يف ال سيا سة«. يف»مثل ث مت س اوي ال س اقني«يق ر ر ه ش ام املق دادي أان يغ ادر الع راق نهائي ا بعدم ا تعذ رت احلي اة فيه. لكن عندم ا أاقلعت الطائرة متل كه يف احلال اإح س ا س بالك آاب ة. لق د خل ف وراءه كوكب ة م ن الأحبة ل ميكن ال س تغناء عنه م اف ت رق عن أاع ز م ن يعرف يف دنياه غابوا كلهم عنه دفعة واحدة. ف إاذا بالذكري ات ت أاخ ذه لي ستح ض ر وجوه م ن تركهم هن اك خلف اأ س وار الظالم أاو داخ ل وكر الذئاب كم ا تقول اإحدى ال شخ ص يات. وكان قد التقى يف املطار اأ شخا صا يعرفهم ومن بينهم الناقد علي جواد الطاهر ون ساء اأخريات من ما ض راحل )كان ع ص را ذهبيا لل ش ق الآخر م ن املجتم ع ال ذي ه م ش من ذ انقالب ش باط 1963(. ويتذك ر أاي ض ا ن س اء اعت قلن وتعر ض ن لدرجات متفاوتة من امل ض ايقة والعتداء. لكن ذل ك كل ه ي عد نزه ة قيا س ا إاىل ما يج ري اليوم على ح د تعب ي ره»لق د ازدادوا س عارا يف وح شيتهم«. عندما ي ص ل املقدادي إاىل براغ يلتقي اأول الكات ب ال ش عبي كما ي ص فه»اأبو نا ص ر«ال ذي ل ميك ن أان نخطئ حني نق ول اإن ه الكات ب الراح ل ش مران اليا س ري «أاب و كاطع«وق د كان كاتب عمود ص حايف ش هرا يف العراق. لقد ص ار على ح د تعبر ال راوي ميار س حي اة متح ض رة ج دا على رغ م اأن ه مل يتخ ل ع ن ج ذوره الفالحي ة وه و يرت دي بدل ة اأنيقة مع و ش اح حريري ح ول رقبت ه ويدخ ن أاف ض ل أان واع التب غ الأجنب ي الذي يح ص ل عليه من ال س وق احل رة ع ن طري ق»منظم ة التحرير الفل س طينية«مع امل ش روبات الروحية املعفاة من ال ضريبة اجلمركية ويرد د على أاف ض ل املطاع م والأماكن الفاخرة بف ضل منحة ش هرية يت سل مها من»منظم ة التحرير«بال دولر بقرار مبا ش ر من يا س ر عرفات ومب سعى من امل س ؤوول احلزبي ال ش يوعي العراقي ف وزي س ليم! كان اللقاء ب ي ني املقدادي واأبو نا ص ر حميما وقد أاعرب الأخر ع ن س عادته الق ص وى بلقائ ه لأن ه يري د أان ميتل ئ بح ض ور مثق ف مهم يك ن ل ه كل الح ت رام ويريد اأن ي ض ع نف سه حتت ت صر فه ) ص 13 (. بعد ذلك يلتقي املقدادي مثقفني عراقيني آاخرين ويروي عن بع ض هم ق ص صا عا شها عن قرب أاو س مع به ا: عادل يا س ي ني علي س عيد خال د اأحمد خلي ل اخلزرجي فخري ة ال ص فار عم ران عبد الل ه )اأو عام ر عبد الله ع ض و اللجن ة املركزية للحزب ال ش يوعي العراقي كما يت ض ح من التفا ص يل التي يذكرها الكاتب عن حياته(. يح س املقدادي هناك لأول مرة منذ عام 1963 اأن ه يتنف س هواء اآخر يف بلد من نظام اآخر هو النظام الذي يحلم ب ه مع كوكبة م ن الرفاق والأ ص دقاء واملعارف الي س اريني. وعلى رغم علمه ب اأن احلكوم ة الت ش يكية ال ش ت راكية ل تتمت ع ب ش عبية بني مواطنيه ا فاإن وج وده يف بل د»يوليو س فوت ش يك«ص احب كتاب»عل ى اأعواد امل ش انق«الذي ترجمه مع ص ديقه كم ال حمدان قب ل رب ع ق رن ومل يب ص ر الن ور لأن امل س ودة ص ودرت م ن منزل ه ي وم تعر ض ه للتحري جعله ي شعر باأن ه بني اأهله. ثم يقرح عم ران على الكاتب اأن يفاحت ص ديقه امل ست ش رق ال سوفياتي يفغين ي برمياك وف )رئي س الوزراء الرو س ي فيما بعد( ليعم ل يف الحتاد ال سوفياتي مدر س ا للريا ضيات. اإل اأن املق دادي يرف ض. وبدل عن ذلك يطلب م ن الرفيق عم ران كتاب ة مذك راته عن»ث ورة«الرابع ع ش ر من مت وز 1958 ب ص فته م ن اأك ث رث النا س اط الع ا على اأ سرارها بحكم صلته بعبد الكرمي قا سم قبل الثورة وبعدها. وي ضر عمران اإىل اأن لدي ه بالفعل اأ س رارا مل تن ش ر حتى الآن وه و يفك ر يف كتاب ة ش يء ع ن املو ض وع. بع د ذل ك ي س افر املقدادي اإىل برل ي ني حي ث يتعرف اإىل ممر ض ة اأملاني ة تقع يف غرامه ما ي ض اعف من عذاب ه وي ش عره بتاأنيب ال ض مر لأن ه جم ب رب على اأن يكذب عل ى حبيبته داليا التي تركها يف بغداد وهي شابة لبنانية من عائلة غنية وذات ص ل الت بال سلطة. لكن ه يف ص فحات اأخ رى يناق ض ذلك حني ي ش ي ر اإىل اأن ه ميار س اإح سا س ا بالبهج ة لأن ه ب ات مو ض ع اهتم ام امراأتني مدلهتني يف حبه فاأ صبح اأكرث ثقة بنف س ه واأكرث انفتاح ا على احلياة وحبا للنا س ولكل شيء يف هذه الدنيا ) ص 195 (. وح ي ني يع ود اإىل ب راغ تلح ق ب ه اأولري كا الأملاني ة لتق ض ي معه ش هرا كام ل ال ثم يذه ب ثانية اإىل برلني لراها قبل س فره إاىل لندن حيث سيلتقي داليا التي ست صبح زوجته. ل ي ش هد ال س ياق الروائ ي ب ص ياغته العامة ول بتف صيالته حتولت اأ سا سية تبعد»مثلث مت س اوي ال س اقني«كثرا ع ن اأن تك ون اإع ادة ص ياغة متعج لة لوقائ ع يف دف ت ر يومي ات ركام م ن الأح داث اليومي ة ي س تعيدها الكاتب م ن اأوراق ه اأو م ن ذاكرت ه ليطي ل فق ط م س احة ال س رد ي س تفي ض يف ش رح تفا ص يل عابرة فيم ا يوجز يف تق دمي اأح داث ذات حمت وى درام ي مث ي ر قد ي وؤدي اإىل اإح داث حتو ل يف بني ة الن ص م ن ذل ك م روره العابر على م ش هد مقت ل»اأب ي نا ص ر«. اإذ ل ي س تغرق الأمر س وى ص فحة واحدة اأو اأقل ) ص 290(. ومبا ي ش به تقريرا مدر س يا موجزا كاأن ذل ك احلدث الذي يفر ض به اأن ه كان من ش هوده ل يثر اهتمام ه اأو كاأنه ل ي وازي يف أاهميته اأحداث ا أاخ رى حر ص ال ش وك على اأن يعالج خمتلف تفا ص يلها فيما كان من الأج دى اأن يت خ ذ الكات ب م ن احلدث نقطة اأ سا س ية لتطوير روؤيته وللعبور اإىل م ستوى اآخر من ال سرد. علي الشوك في كتاب جديد. تطويع اإلنجازات العلمية الحديثة بلغة األدب بندر عبداحلميد م ن املو س يقى اإىل الث ورة العلمي ة احلديثة ث م الأدب والفك ر ينتقل علي ال شوك يف كتاباته ب سهولة ا ستبدال قلم باآخ ر وه ذه املزاوجة ب ي ني الهتمامات املختلفة ل تبدو متكلفة أاو مزاجية. فبعد كتابه "اأ سرار املو سيقى" الذي يجول فيه بحرية يف عامل املو س يقى من املو سيقى الكن س ية اإىل املو س يقى الإلكروني ة وي س تعر ض حكايت ه اخلا ص ة معه ا من ذ اأن كان زبون ا ملخ زن ا س طوانات جقماقجي يف بغداد اإىل اأن ص ار "لجئا يف جمهوري ة ب اخ" ي ت ردد عل ى مكتب ة " صوت س يده" يف لندن باحثا عما هو جمهول اأو معلوم من أاحلان الدنيا... تفا ص يل الق دمي واجلدي د يف اجلذور والفروع يف العل وم وحكاياتها املعلنة املكثف ة واخلفي ة يتناولها علي ال ش وك يف كتابه "الث ورة العلمي ة احلديثة وما بعده ا" دار امل دى - دم ش ق وت ص لنا عرب معلوم ات دقيقة موثق ة بالتواريخ والرم وز واحل وادث ع ن عل وم الفل ك والفل س فة امليكانيكية والطاقة والكيمياء والفيزي اء وعل وم احلي اة والك ون والفيزي اء الفلكي ة باهتم ام وتركي ز عل ى التج ارب اخلا ص ة للم ش اهر واملغموري ن من املبدع ي ني يف كل وجوه التطور العلمي ويف كل البحوث املكثفة الطويلة واملخت ص رة يظ ل راأي الكاتب حا ض را متكئ ا على اأر ض ية ص لبة يف البح ث وال ستق ص اء يعق د املقارن ات ال صعبة بني املا ض ي واحلا ضر معتمدا على دراية إا ضافية وا سعة بعلمي التاريخ واجلغرافي ا حي ث ميك ن اأن جت د يف ص فحة واح دة اأو س طر واح د ا س م ابيق ور اإىل جان ب احل س ن ب ن الهيث م ونيوت ن يف جم ال التج ارب العلمي ة املقارنة وميكننا اأن منيز اأن علي ال شوك حري ص ج دا عل ى التق اط امل س اهمات ال شرقية وامل صرية القدمية والرافدية والعربية يف اجلذور البعيدة للتطور العلم ي ولكن ه حري ص يف الوقت ذات ه عل ى املو ض وعية بعي دا من املبالغة والتع ص ب اللذي ن يرددان يف كتابات ن س بة عالية من الباحثني واملوؤرخني وال ش عراء العرب الذين اأ صابتهم لوثة اخلطابة: "كان ت الث ورة العلمي ة احلديث ة تعب ي را ع ن انت ص ار العقالني ة وانت صار التجربة على امليتافيزيقا وعل ى اخلراف ة والأوه ام الت ي كان ت س ائدة قبل ذل ك كانت اأكرث م ن جمرد تقدمي يف جم ال املعرفة العلمي ة" كان ت ج زءا م ن تغير اأو س ع يف الأف كار واملعتق دات وكان ت الث ورة العلمي ة ح ص يلة تق دم اجتماعي فاعل ولعبت يف الوقت نف س ه دورا اأ سا سيا يف عملية التقدم". اإن الث ورة العلمي ة مل ت اأت عل ى ش كل طف رات يف ف راغ فه ي متت د بجذورها اإىل قرون م ضت ويرتبط ازدهار البحث العلم ي عادة بالنمو القت ص ادي وحرية الفك ر فالتزم ت الدين ي كان وم ا زال عن ص را فاع ل ال يف قم ع الإب داع العلمي والثقايف منذ القرون الو سطى وكان من ض حاياه ع دد ل ميكن ح ص ره من رواد الإب داع ش رقا وغربا وميك ن اأن نتذكر ما ح دث لأهم علماء الفل ك والفيزياء يف اأوروب ا اأمث ال كوبرنيكو س وبرون و وتيخ و براهه وغاليل ي يف عهد حماكم التفتي ش - الت ي لب س ت أاقنع ة جدي دة يف ع ص رنا - وكان التط ور يف اأح د العل وم اأو يف ف رع منه يخ دم التطور يف العلوم الأخ رى كما نراه يف العالقة ب ي ني الريا ض يات والفل ك والفيزي اء. فالتكام ل الريا ض ي ق دم "خدم ة كبرة للفيزياء والعل وم الأخرى وكلما تعقدت الفيزياء تطلبت ريا ضيات معقدة اأي ضا " وهذا ما يع ت رف به نيوتن الذي ا س تفاد من إاجنازات س ابقيه: اأر س طو وغاليلي وبيك ون وديكارت وه وك على اختالف اهتماماته م وم س توياتهم فه و يقول: "اإذا كان مب س تطاعي اأن اأرى بعي دا هكذا فالأنني وقفت على اأكتاف عمالقة". ويوؤكد املوؤلف اأن معظم املوؤرخني يتفقون على اأن اأهم املراحل التي مرت بها الثورة العلمية ه ي تلك التي تنح ص ر بني وفاة كوبرنيكو س حيث ن ش ر نيوت ن كتابه "مبادئ الريا ض يات" الذي "ج اء تتويجا لإجن ازات غاليلو غاليلي ويوهان س كيلر". ويت ص دى الكات ب للبح ث يف الفيزي اء احلديثة اأكرث العلوم ص عوبة وتعقيدا وي س تذكر م ا قاله اأح د علم اء الفيزياء: "العل م كله فيزياء وجمع طوابع" رمبا لأن للفيزي اء عالق ات متين ة بالعل وم الأخرى ويعرف الكات ب باأن "ميكانيك الك م" ال ذي ي ش كل حج ر الزاوي ة يف الفيزي اء كله ا ا س تدرجه لت أالي ف ه ذا الكت اب ف كان ل ب د ل ه م ن البح ث يف ج ذور الفيزي اء الكال س يكية وتطورها و ص ول اإىل الفيزياء احلديثة بالتوازي مع البحث يف تطورات العلوم الأخرى. ويحم ل اإلين ا كت اب "الث ورة العلمي ة احلديث ة وم ا بعدها" جتربة خا ص ة يف تطويع املعلوم ات والنظري ات العلمية وتقريبه ا اإىل الق ارئ العادي باأ س لوب اأدبي يحمل عن ص ر الت شويق الذي يعتمد عل ى اأ س لوب الق ص والتقطي ع الفني كما يحم ل ف ض يلة الإن ص اف من خالل إاع ادة العتبار اإىل عدد كب ي ر من العلماء والباحثني واملفكرين يف شتى الع صور ممن كانت لهم جتارب و أافكار علمية رائدة وموؤثرة يف م ضرة التطور العلمي ولكن اأ س ماءهم ظلت من س ية ل س بب اأو لآخر وذاب ت اإجنازاته م يف ن س يج اإجنازات العلم اء الأك ث رث ش هرة وه ذا م ا ن راه وا ض حا يف التجارب القدمية املبكرة يف درا سة شكل الأر ض وحركتها وال ضوء والطاقة والذرة كما نراه يف التجاذب اأو التنافر بني املفكرين والفال سفة والعلماء ح ول الأف كار اجلدي دة املراكم ة الت ي و ص لت اإىل اآخ ر الإجن ازات يف عل م اجلينات. عن: احلياة اللندنية 4

4 7 جولة في مزرعة علي الشوك صادق اإطيم ش وحينم ا ن س األ اأنف س نا : اأين م س ت ق ر ه ذه الثقافة اليوم... ه ل هو الوطن الذي س الت دماء مثقفيه ب ض ربة كامت ص وت أاو بانفج ار عب وة نا س فة اأو بطعن ة س يف اإ س ل الموي يرعب ه ن ور الكلم ة ول يج راأ أان يواجه ق وة القلم بكل سيوفه... أام أان وطن هذه الثقافة التي تاأ صلت جذورها يف اأر ض العراق اأ ص بح اليوم غ ي ر هذا الع راق وغدت تربتها غر تربته... ق د ي جي ب الوط ن عل ى مث ل ه ذه الت س اوؤلت فينقلن ا اإىل أاولئك املثقفني العراقيني الذين و ضعوا أارواحهم على أاكفهم فعال وهم ين شدون ن شيدهم ولو بتهكم وا ض ح اأحيانا ومنهم من ق ضى نحب ه ومنهم م ن ينتظر وم ا بدلوا تبدي ل ال. والأمل الذي ل ينبغي هجره ي ش ي ر اإىل اأنهم سوف لن يبدلوا تبديال يف الوق ت املنظ ور عل ى الأق ل. اإل حينام نتتبع مسرية الثقافة العراقية لرنى ما كانت عليه باألمس وما آلت إليه اليوم وقد نستكشف ما ستكون عليه غدا فسوف نجد عىل طريق هذه املسرية رموزا ظلت منتصبة رغم عاتيات الريح ورغم قلة الزاد وندرة العون الذي مل ينث من شموخها ويكل يف سواعدها. الثقافة العراقية التي ال أعني بها ثقافة الالإنسان الذي ميارسها اليوم يف وطننا بعض م ن ي حسبون أنفسهم عىل اإلنسان ناهيك عىل ثقافته. إن ما أعنيه تحديدا الثقافة العراقية التي إرتبطت وظلت مرتبطة باإلنسان ككل وباإلنسان العراقي عىل وجه الخصوص. هذه الثقافة التي سارت بخطى تباينت يف سعتها واختلفت يف ثباتها إال أنها ظلت وفية ملنهجها داعية له حتى يف أشد أزماتها. أانهم ي س عون واحلق يق ال إاىل هذا التبديل فعال, بالرغم من حالت الياأ س والإحب اط الت ي تنتابه م يف بع ض الأحايني. اإل ان حياتهم ض من املعادلة الثالثي ة احل دود : الي أا س... أالأم ل...األي أا س جعلت لبع ض الأمل مكانا يف ح س اباتهم عل ى اأر ض ه ذا الوطن ال ذي تن س حب في ه خيول هم ع ش رات اخلط وات إاىل اخللف عل ها ت س تطيع أان تخط و خط وة واح دة اإىل أالأم ام يوما م ا. أان تتقدم ع ب رب طريق الظالم الفكري والإ ستغناء املقنن بفتاوى فقهاء ال سالطني التي ل تريد أان تختزل جهلها بالدين كمجال لإرتزاقها يف املوا ضيع التي يعاجلها الدين يف حقول العبادات والعالق ات واملعام ل الت فق ط ب ل أان جهله ا بالعل م والثقاف ة أادى به ا لأن جتعل من هذه املح اور دليال على عمق غباءها وا سوداد أافكارها املكللة بكل ما يواجه ه املثق ف العراقي الي وم داخل الوطن من اأ ساليب ت صارع ه على بقاءه ولي س على ثقافته فقط. أام أان وط ن ه ذه الثقاف ة العراقية هو املنف ى ب كل م ا و س عته الأر ض م ن م س احات وم ن كل م ن اإتخذ له يف هذا الكون الف س يح بقعة ميار س من فوقها م ا متليه عليه ه ذه الثقافة. لقد كرثوا وك رث ت وتنوع ت اأج واء املثق ف العراقي خارج الوطن حتى اأ ص بح من الع ضر جدا أان ل نرى التالقح الثقايف العراقي بني ش رق الأر ض وغربها اأو ش مالها وجنوبها. وما املثقف العراقي الالم ع علي ال ش وك اإل واحدا بارزا يف س ماء هذا التالقح احل ضاري الذي جعل الوطن حا ض را معه. حا ضرا مع العراقي املتنقل بني قارتي اآ سيا واأوربا ل ليمار س علمه وعمله يف الريا ض يات الت ي األوى زمامها فقط بل وليك ش ف اأ سرار املو س يقى التي جاءت يف كتابه ال ذي حمل ه ذا العنوان وال ذي كتبت عنه جريدة ال سفر اللبنانية تقول : " فاملو سيقى لي ست عافية علي ال شوك وكف ى بل هي اأي ض ا مر ض ه ال س عيد مر ض ه ال س عيد أاو امليالنكولي ا ال س عيدة التي ذكرها نيت ش ه يف كتابه " هكذا تكلم زراد ش ت " اإنتهى تعليق اجلريدة. كث ي رون ه م الذي ن كتبوا ع ن البهجة يف س ماع املو س يقى وع ن الط رب الذي ي س مو بالنف س اإىل آافاق مل يجد املرء لها س بيال دون نغم ة اآلة يف فرقة اأورك ضرا اأو مداعبة اأنامل بدوي لنايه يف ال ص حراء. اإل اأن املو س يقى ل دى علي ال ش وك ت س مو على كل ذلك لت صل به اإىل ن س يان نف س ه كما عرب هو عن ذلك يف و صفه لتاأثر املو سيقى عليه. ي قال اأن املو س يقى هي اللغة امل ش ت ركة الوحي دة املفهومة بني ش عوب الأر ض. ه ذه الأطروحة بلورها علي ال ش وك حينم ا كتب ع ن " الأطروحة الفنتازية " م ن خالل م ا تالقفته اأذن ه الأممية وم ا تفاع ل مع ه ذوق ه ال ش مويل يف عامل املو س يقى الوا سع الرحب العدمي احلدود. اإذ ان علي ال شوك تطربه حتى اإيقاع ات أالالمو س يقى الت ي وجده ا يف الأ ص وات الإحتكاكية لدى ش عوب اأ س ت راليا الأ ص ليني واإىل املو س يقى الت ي يطرب ون له ا والت ي و ص فها ب " أالالمو س يقى " الت ي اأطربته اأي ض ا بالرغ م م ن ذل ك. ومل يخل و ذل ك يف نظ ره م ن املحت وى الفل س في للمو س يقى. فان ص رف اإىل هذا احلقل باحثا عن فل سفة املو سيقى وعن اأجوبة لالأ س ئلة التي طرحها م ستف س را " عن ال س ر الذي رافق مو س يقى الأ سطورة )مو س يقى اأورفيو س( ال ذي جع ل احليوان ات والأ ش جار وال ص خور تتاأث ر بها. اأو الذي يدف ع اإىل اجلنون يف بع ض امل س رحيات. ومل اذا يتمرغ بع ض هم بالراب حني سماع املو سيقى." ه ذه أالأ س ئلة وغرها الكث ي ر التي جعل ت م ن الفل س فة ركن ا هام ا م ن اركان املو س يقى يف عامل علي ال ش وك املو سيقي الفل سفي. بي د اأن ع امل عل ي ال ش وك ل يع رف احلدود. فاملو سيقى الذي توؤدي به اإىل ن س يان نف س ه تنتقل بهذه النف س التي اأ صبحت ن سيا من س يا إاىل عامل الراث ال ذي ينفخ فيها من روح ه ليبعث فيها لي س حياة سومر وبابل واأكد فقط بل وكل اأجواء احلياة التي زخر بها وادي الرافدين وما ض مته اأر ضه من ثقافات ومعارف. لق د غ ادر ج س د عل ي ال ش وك اأر ض الرافدي ن ه ذه قبل ثالثة عق ود ونيف م ن الزم ن. اإل اأنه ظ ل ملت ص قا فيها فك را وروح ا وم ا روايت ه " األأوبرا والكل ب " الت ي اأراد به ا اأن يجاه ر بهذا الإلت ص اق بالوطن اإل واحدا من ال س بل وو س يلة من الو س ائل الكثرة الت ي رافق ت عالقت ه ببغداد وب كل ما يجره اإليه ا بقوة فيها. بغ داد وكرادة مرمي بالذات حيث الطفولة وال ش باب وحيث بع ض العادات والتقاليد البالية الت ي طاملا ربطه ا مروجوه ا بالدين كعادته م يف هذه الأي ام والدين منها ومنه م براء والت ي كادت نعم كادت اأن ترمي ه ب ي ني اأني اب ع امل اجله ل يف الوق ت ال ذي كان ال ص بي عل ي ال ش وك يتطل ع فيه ب كل تاأهب وحتفز اإىل ع امل الن ور. وحول ذل ك يقول لنا عل ي ال ش وك : " لقد حاول اأب ي مرارا حرماين من الذهاب اإىل املدر سة وذلك بتاأثر اأو ض غط من اأحد اأ ص دقائه يف اجلام ع اأولئك الذي ن كانوا يعتربون اأن املدر س ة تعل م الكفر." ص رح بذلك علي ال شوك وقلبه مليئ باحلزن على ما ميك ن اأن جتر إاليه ماآ س ي اجلهلة التي تت ش ابه عندهم وتت شابك حروف الفكر والكفر ف ل ال مييزون ب ي ني مفهومي هذه احلروف املت شابهة. لقد كان مفهوم حترمي املدار س س ائدا ب ي ني بع ض الأو س اط حق ا يف اأوائل الق رن املا ض ي. ورمبا مل يكن س ائدا يف بغداد بال ذات مثلما كان عليه الأمر يف املناط ق الو س طى واجلنوبية من العراق. اإن جهل م ف سري الدين بالدين ذات ه جعله م يجعل ون من ه ذا الدين ال ذي بداأ بكلم ة اإقر أا ع دوا للقراءة. وم ن الدين الذي ل ي س اوي بني الذين يعلم ون م ع الذين ل يعلم ون طريقا اإىل الكف ر. وم ن ط ل ب العل م من املهد إاىل األلحد س بيال مظلما ل يعي احلياة اإل يف ظالم ذلك اللحد. اإل أان عزم ال صبي وال شاب علي ال شوك على طلب العلم وت شبثه باأمر اإقر أا جعله ل يكتفي مبا ح ص ل عليه يف وطنه من اأ س س علمية اأهلته لأن يخرق الأجواء عابرا الق ارات واملحيط ات طلبا ملزيد من العلم ونيال لفي ض من املعارف التي عم ل بعدئذ على اإي ص الها إاىل أاهله يف وطنه خالل ع ش رات ال سنني من العمل التدري سي امل ضني. العم ل يف مهن ة التدري س ويف مو ضوع ي ستنزف الفكر وي شاغل خاليا الدماغ م ش اغلة ل ميك ن اأن ي قال عنها باأنه ا ن وع من املداعبة يف مو ض وع الريا ضيات التي كان سعيدا بتدري سها رغ م عن اء هذا التدري س كل ذلك مل ي ش غل طالب العلم علي ال ش وك ويف كل مراح ل عمره عن أان ي ض ع املهنة جانبا بني احلني واحلني لي ش غل نف سه بال ت راث. حق ل اآخر بهي ج يف مزرعة علي ال شوك املرامية الأطراف. مل تثنه الدرجات الواطئة التي ح ص ل عليه ا يف الإمتحان ات الثانوي ة يف مو ض وع اللغ ة العربي ة ع ن عزم ه لالإن ش غال بال ت راث وحت ى يف جانبه اللغوي. وكاأنه بذلك قد حاكى أان شتاين واتخذه مثال ي قتدى به حينما ح ص ل هذا عل ى درجات واطئة يف مو ض وع الريا ضيات الذي نبغ به بعدئذ فجمعت علي ال شوك مع اأن شتاين هذه امل صادفة الغريبة التي لم س ت إاخت صا صه الذي مل ي س تطع ان ي س توعبه العامل الكبر يف صباه. لقد ب داأ اخلزي ن الراثي ال ذي جمعه ال ش اب علي ال ش وك يربز على ال سطح يف بداي ة خم س ينات القرن املا ض ي. وا ش تدت رغبت ه يف الكتاب ة ع ن هذا الراث كما ي ضر هو اإىل ذلك خا صة حينم ا تن اول يف كتاباته ذل ك املوؤل ف ال ش هر " وع اظ ال س ل الطني " للعالمة الكبر الدكتور علي الوردي. مل يقت ص ر الكاتب الراثي علي ال شوك عل ى ن ش ر نتاج ه الأدب ي يف جمل ة املثقف التي ص درت بعد ث ورة الرابع ع ش ر من مت وز والذي كان ن ش طا يف هيئة حتريرها فقط بل اأن م س اهماته الفكرية الراثية والأدبية كانت ت ش غل حي زا هام ا يف ص فحات كث ي رة م ن ال صحف واملجالت الفكرية الأخرى. م ن يتج ول يف مزرع ة عل ي ال ش وك قا ص دا حقوله ا الفكري ة والراثي ة والأدبية واملو سيقية فاإنه سيجد فيها تلك الزهور البهيجة التي ت سر القارئني حقا. قد يجد فيها زهورا ماألوفة لديه اإل اأنها قد اأ عيدت و ص و ر ت ب شكل اآخر ي نبي عن ري ش ة فنان ب ارع. وقد يجد زهورا غريبة حق ا اإل أان اجلهد الذي بذل ه زار عه ا فيها يزي ل عنه ا اأرتباك اجلهل بها. فحينما يقول علي ال ش وك باأن اأول كتاب صدر يل باإ سم " الدادائية بني الأم س واليوم " فاإنه ي س تمر قائال : " رمب ا هن اك م ن ل يع رف م ا ه ي الدادائية ومل اذا بالتحديد بني الأم س واليوم ". وبري ش ة الفن ان القادر على عك س ال صورة باألوانها الطبيعية يقول : " الدادائي ة مذه ب فن ي يدع و اإىل الفو ض وية واإلغاء الفن...وقد جاءت كرد فعل من احلرب العاملية الأوىل وما حدث فيها من جمازر و س فك للدماء ". أام ا ملاذا بني الأم س واليوم فيقول : " فبحك م قراءتي الراثي ة العربية كنت اأقف عند الكثر من الأ شياء الغريبة يف تراثنا العربي مبا يرقى اإىل ال سريالية والدادائية والفو ضوية فربطت بينها وب ي ني ما ظ ه ر لحق ا. كما وج دت اأن لبع ض ال ش عراء الع رب ت ص رفات ل تختل ف ع ن ت ص رفات الفو ض ويني الدادائيني يف القرن الع شرين ". اإن ال ص بي وال ش اب علي ال شوك الذي مل ي سعفه احلظ باحل صول على درجات جي دة يف إامتحان ات اللغ ة العربي ة ب د أا يغو ص يف بح ار وحميط ات " عل م اإ ش تقاق الكلم ات ". رمب ا كانت روح الت ص دي ل كل م ا هو غ ي ر علمي ل يقتن ع ب ه ص احب املنه ج العلم ي الوا ضح وعلي ال شوك ي ضر على هذا املنهج العلمي الذي س اعده على سلوك طريق الت ص دي ه ذا حينما ق راأ كتاب " مغامرات لغوية " لعبد احلق فا ضل والذي زعم فيه موؤلفه اأن اللغة العربية هي اأ ص ل جميع اللغات دون اأن يبني زعمه هذا على ا س س علمية. لقد س ار عل ي ال ش وك عل ى طري ق الت ص دي ليكت ش ف من خالل منهج ه العلمي باأن اللغ ة العربية التي ن اءت عليه بكلكلها يف ص باه لي س ت هي اللغ ة الأم كما زع م عب د احل ق فا ض ل. " واإمنا هي بنت اللغة ال سامية. وحتى هذه لي ست اأ سا س ية و إامن ا ه ي ج زء م ن اللغ ات ال س امية احلامي ة ". ث م يوا ص ل عل ي ال ش وك بحثه يف اأ ص ول اللغ ة العربية فيقول : " و ض من ما ق راأت كتاب لوي س عو ض " فقه اللغ ة " وفيه يعت ب رب اللغة العربي ة بنت اللغة الهندي ة الأوربية اأو هي تابعة للغات الهندية الأوربية ".... اإن ذ ك ر التاريخ بع ض ف صوله ب شيئ ف إانه س يذكر نهاية س بعينات القرن املا ض ي بالع راق مبزي د م ن اللعن ة وكث ي ر من األتاأ س ي وفي ض من احل زن على ما حل ب أاه ل العراق من ظالم جعلهم يتخبطون يف واجه ات العامل م نا ش دين العون هربا م ن طغيان جبابرة عت اة كجبابرة البعثفا شية املقيتة التي مل يوقف ولوغ ها يف ال دم واقراف ها للجرمية كل هذا الكم الهائ ل م ن العل م والكفاءة ال ذي حمله علي ال ش وك وعا ش به ج دل الإختيار كما عا شه املاليني من أاهله بني اأمل شاركة يف ر س م ال س واد عل ى وج ه بغ داد أاو الرك ض وراء املجه ول ال ذي كان ت ميزته الوحيدة اإ ستمرارية نقاء ال ضمر ونظاف ة اليد حت ى و إان عجزت هذه اليد عن تقدمي ما تريد أان تقدم ه لأهلها. لقد غادر علي ال ش وك وطن ه جمربا عام 1979 بعد أان رف ض الت سلط البعثفا شي وق اوم حماولته بج ره إالي ه. لقد اأبى فك ر عل ي ال ش وك ومب ادء ه وكل م ا اآم ن به م ن اأخ ل الق وتقاليد اأن ي س اوم عليه ا. فاأ ك ر ه عل ى ترك النب ع الذي مل يك ن يريد له ت ركا يوما م ا. ورحل إاىل حمطته الأوىل براغ ثم غادرها إاىل املجر ليعم ل يف منظمة التحرير الفل س طينية جم س دا بذلك س عي ه الوطني والقومي ولكن من منظور اإن س اين تقدمي. اإل اأن م ستقره الأخر يف لندن التي جاءها عام 1995 كان ق د فتح امام ه الآفاق الرحبة الوا س عة كما يقول هو بحيث اأ ص بح لديه املج ال لالإطالع على امل ص ادر التي كان ي سعى للو صول اإليها. فال عجب اإذن اأن ن رى علي ال ش وك وه و يكتب ثالثة كتب يف غ ض ون اأقل من اربع س نوات تتح دث ع ن اللغات س ماها : مالمح من التالقح احل ض اري بني ال ش رق والغرب وجول ة يف أاقاليم اللغة والأ س طورة وكيمياء الكلمات. بالرغم م ن كل هذا الإهتم ام بالهوايات الأدبية والراثية واللغوية واملو س يقية ف إان ع امل الريا ض يات عل ي ال ش وك ومهنت ه التدري س ية ظ ال يلح ان عليه " على متابعة امل س تجدات العلمية خا ص ة يف جم ال الفيزياء وعل م الفلك " بحيث دفعته درا س ات ه هذه إاىل " الوقوف على معلوم ات واأ ش ياء غريب ة ". وحينم ا ي ق ي م كل ذلك يقول : " وجدت اأنه لبد من ص دور كتاب بهذا اخل صو ص ". وفعال كان " الث ورة العلمي ة وم ا بعد ها " يف ع ام 2004 وه و مبثابة متهي د لكتاب آاخر عن م أازق العلم يف الوقت احلا ض ر ل سيما علمي الفيزياء والفلك. إان ه ذا التنقل ب ي ني حقول علي ال ش وك العامرة باملو س يقى وال ت راث والرواية واللغة والريا ض يات والفيزي اء والفلك جعل من ه ذلك الإن س ان املره ف احل س الذي سخ ر ح سه هذا ليتحدث عن ماآ سي البع ض وهو م ن هذا البع ض الذي عان ى م ن وي ل الت الأنظم ة ال ش مولية الت سلطية القمعية. لقد اأراد علي ال شوك برواية " ال س راب الأحمر س ي رة حياة ه ش ام املق دادي " اأن ي س جل تك رار املواق ف القمعي ة وت ش اب ه ها حت ى لو إاختلفت الأنظمة ال شمولية يف م سمياتها. إان عل ي ال ش وك لي س بكات ب وموؤل ف فقط بل هو ناقد علمي اأي ض ا ومراقب حذق وجريئ. وهذا ما أاثبته يف كتابه " كيمي اء الكلمات " ال ذي تناول يف مادته الغزي رة موا ض يع إانتقل ت ب ي ني البحث عن اأ ص ول الكلم ات ومنابع الأ س اطر إاىل نق د املعاجم اللغوية ذات امل س توى العلم ي الرفيع كمعج م العالمة العراقي الراح ل ه ادي العل وي املو س وم ب " قامو س املجتمع والإن سان " على سبيل املثال ل احل صر. اإل أان م ا يجلب أالإنتباه يف هذا الكتاب كيمياء الكلمات هو عنوانه الذي ي سجل اإنعكا س ا ملحتواه ال ذي ياأبى اإل اأن يرى الكلم ة كخليط تتمازج فيه عدة عنا ص ر لت أاتي بذلك الناجت الذي جعلته ال ش عوب و س يلة حلوارها وقاعدة للتفاهم بينها. كم ا أاثبت باأن الإ س تعارة م ن الغر هي ظاهرة علمي ة ثابتة ل ميك ن ان ينكرها اإل م ن يجهل هذه الأ ص ول. هذا اجلهل ال ذي وظف ه البع ض لي ص ب يف جمرى العن صرية والإ س تعالء والأف ضلية. اإنه عل م الكيمياء اللغوية اإن ص ح التعبر ذلك الذي أاراد له علي ال ش وك اأن ي شكل القاع دة العلمي ة لفهم التطور الب ش ري املرتبط بتطور اللغات.... اجلولة يف مزرعة علي ال شوك املرامية الأط راف الكث ي رة احلق ول الوا س عة املختلفة الألوان والأزهار جولة م ضنية متعبة بقدر ما هي م به جة ومنع ش ة. اإل أان احلل م يظل ي راود كل م ن يقف على أاعت اب هذه املزرعة ب اأن يحظى يوما ما باملرور ولو مر الكرام على كل ما فيها. و س يظل هذا احللم غر قابل للتحقيق إاذ أان مزرعة علي ال ش وك ل ت ستوعبها سنني العمر الواعي لالإن سان. 6

5 علي الشوك : تنويعات على الذاكرة الشرقية علي الشوك باحثا في أسرار الموسيقى كامل شياع مفكر راحل رغبة موؤج لة مع ذلك ينبغي القول إان رواية "الأوبرا والكلب" تنح رف بدرجة اأو أاكرث عن تلك البوؤرة الوهمية املزعوم ة للكتاب ة الروائي ة م ن دون أان يعني ه ذا بالطب ع بخ س قيمته ا الفنية. ف ل ال وجود ل ش كل مث ايل يح دد م ا ينبغ ي أان تك ون عليه الرواي ة بل إان ادع اءا كهذا هجرت ه النظريات الأدبية املعا ص رة التي ص ارت تنظر إاىل العمل الأدب ي والفني م ن زاوية تفر د لغته وعنا ص ره التكويني ة ولي س من زاوي ة تطابقه مع قانون ثاب ت للنوع أاو اجلن س. ولعل أاه م ما ينطوي علي ه حت ول الهتم ام م ن اجلن س الأدب ي اإىل الأ س لوب الأدب ي ه و ازدي اد ص عوبة القراءة وتعق د مهمة القارئ. ميث ل إايج اد لغ ة م ش ت ركة م ع الق ارئ املعيار الأول جل ودة الرواي ة. أام ا املعي ار الث اين فيكم ن يف ق درة الرواي ة عل ى أان تعي ش بعد قراءته ا حياة ثاني ة يف ذهن قارئه ا مبقية يف نف س ه أاثرا يتماهى معه ويغريه بارتياد م س الك جديدة ل سرب عامل الإن س ان يف حقيقته الوهمية أاو يف وهم ه احلقيقي. جتربة كهذه ح ص لت يل مع "الأوبرا والكلب" ص فحة 166 فقد انطبعت يف ذاكرت ي مالم ح شخ ص يتها الرئي س ية على وجه اخل ص و ص لدرجة ح س بت أانن ي قابلتها وتعرفت عليها مرة يف زمن ما عاد يهمني التمييز ب ي ني واقعيته وخياليته. تر س م هذه ال شخ ص ية يا سمني ص ورة فتاة خمتلطة الأ ص ل اأب عربي فل س طيني و أام من س اوية ته وى املو س يقى ومتار س ها كعازفة وتهتم به ا كباحثة يف اأوجه التالقح احل ض اري بني ال ش رق والغ رب. هناك مالمح عدة متداخلة يف شخ صية يا سمني فهي اأول تعي ش منذ البداية أانوثته ا كرغبة موؤجلة ويجذبها ع ش ق دائم للمو سيقيني. ففرانز لي ست "يجيئها عندما تاأوي اإىل الفرا ش أاو يف الفجر بوق اره اجل م وت س ريحة ش عره الت ي تذك ر بقدي س ولبا س ه أاي ض ا الذي يذك ر بكاردينال. إانه ا حتب رجال الدين وعلى وجه اخل ص و ص إاذا كانوا مو سيقيني مثل فرانز لي ست الذي ميتلك كل حوا س ها بالأ صوات اجلهرة - ذات اجلر س الذكوري - ل ض ربات البيانو يف مقطوعاته..." ص: 6. وبقدر ما تتكرر الإ شارة إاىل املو سيقيني كم صدر لتعوي ض واإ ش باع رغبته ا املت س امية كامراأة تتك رر يف الن ص منا س بات اإبانة يا س مني عن غريزتها الأنثوية وميلها اإىل إازاحتها وطم س ها. فالف ضول املو سيقي الذي ي صوره الكاتب كمرادف للنزعة الذكورية يدفعها لل شعور ب " أانه ا م أاخوذة بح ب ه وؤلء الرجال. الرجال مذهلون حق ا. يتمتعون بقدرات هائل ة يف كل ش يء. يقتن ص ون أاغني ة لهارون الر ش يد ويتابعون رحلتها عرب الزم ان وامل كان ب ل ال كل ل" ص 114. إان س طوة هوؤلء الرج ال امللهمني على خميلتها تدفعها يف واحدة من حلظات ت أاج ج ش وقها إاىل زوجه ا اإىل تاأجيل اللق اء به هو يعمل منقب ا عن الآثار يف جزيرة كريت وهي تقيم بعد انف صالها عنه يف في نا لت ش د رحاله ا اإىل املغرب بحث ا ع ن م ص ادر تدع م بحثه ا ع ن الأ صل العربي لأغاين ق صة "اوكا سان ونيكولي ت" الفرن س ية الت ي يع ود تاريخها إاىل الع صور الو سطى. ثانيا : تت سم شخ صية يا سمني بكونها ح س ا س ة مرددة ومثالية. وال ص فة الأخرة جعلت اأمها ت صف بحثها باأنه "اأ شبه بنزهة يف يوتوبيا مو سيقية مفق ودة أاو من س ية" ص 130. ودفعت نا صر اإبراهيم اأ ستاذ تاريخ الفن ال ذي وقع يف حبه ا منذ اللقاء الأول ال ذي جمعهم ا يف املغ رب اإىل اأن يعل ق على اأ س ئلتها املت ش عبة ب ص دد تاأثر املو سيقى الأندل س ية على املو سيقى الأوروبية بالقول اإنك "ل تبحثني عن قطة سوداء واحدة بل عن عدة قطط س ود ل يف غرفة مظلمة بل يف غابة" ص 79. يف س ر ها تدرك يا س مني اأنها تن شد الكمال وله ذا تقول "كث ي را ما اأتو ص ل اإىل نتائج مهمة يف اأحالمي وليت بع ض هذه النتائج يتحقق يف الواقع" ص 96. ثالثا : يالزم يا سمني شعور قوي بت أانيب ال ضمر اإزاء اأبيه ا املت ويف لأنه ا جتاهل ت ن ص يحته بالزواج من رجل شرقي لتختار هرمان الأملاين اجلن سية كزوج لها. وظل ش عورها بامل ضوؤولية ع ن وفاته خميما على الرواية م ن بدايتها حتى نهايته ا وكان ال س بب املبا ش ر لإف ش ال حياتها الزوجي ة الق ص ي رة. رواية "األوبرا والكلب" هي أثر نسيج وحده. ولست أقصد بهذا الوصف أثرا فريدا ال نظري له إمنا أقصد ببساطة أثرا ال يشبه السائد واملألوف يف الرواية العربية. فقد سخر كاتبها الباحث عيل الشوك تضلعه بالعربية وشغفه باملوسيقى ليضع عمال أدبيا هو أشبه مبقطوعة موسيقية كالسيكية هادئة ال متنح نفسها من السامع األول وتلزم متلقيها بقدر غري قليل من العناية والرتكيز واالنتباه قبل أن يبلغ خالصتها املكثفة ومعانيها الدفينة وأطيافها املحجوبة. والحال أن رواية "األوبرا والكلب" التي تتحدث عن الحب واملوسيقى منفردين أو مجتمعني خاطبة من الشعور أسامه ومن الفكر أرهفه ومن الخيال أرحبه. تفتتح الرواية بعرض حالة إيروتيكية حميمة من حاالت التهيؤ للحب وتختتم رسدها لرحلة متشعبة يف رساب املسميات املوسيقية واألزمنة الثقافية واألمكنة الجغرافية بإعالن االستجابة لندائه. وبني حدي تأجيل الرغبة واإلفصاح عنها نتعرف إىل شخصيات توحدها االهتاممات املوسيقية عزفا أو سامعا أو بحثا وتجمعها في نا عاصمة النمسا وحارضة املوسيقى الكالسيكية من دون منازع. أضفى عليها هذا التوافق طابعا نخبويا ومخمليا قد يتخذ دليل امتياز لها أو انتقاص منها. واملسألة يف آخر األمر هي مسألة ذوق وكل اشتغال علم الجامل يدور حول الذوق أي حول تلك العالقة الحسية - العقلية املتأرجحة بني اإلبداع والتلقي. وما انفك شبح أابيها يطاردها ويباغتها ويوا سيها حت ى ورد ذك ره ض من س ياقات خمتلف ة يف اثنتني وع ش رين ص فحة. ومل تتجاوز الأب يف التكرار س وى املو س يقى التي وردت يف س بع وع ش رين ص فحة. فعدا ذك ره يف س ياق عقدة الذن ب املالزم ة ليا س مني ت ض منت الرواي ة ص فحات مطو لة وممتع ة وزاخرة بالتفا ص يل عن املغامرات الن س ائية لالأب ص ص واأخرى ع ن عودته مت س لال وهو الفل س طيني الن ازح من اأر ض ه نتيجة قي ام دولة اإ س رائيل اإىل القرية التي ولد فيها. بعد اجتيازه ل ص عاب وخماط ر جم ة اأبدعت الرواية يف و ص فها بلغ بي ت العائلة الذي ا س تحال اإىل اأطالل يحر س ها الكل ب قي ص ر ال ذي ت ش بث بوفائ ه الغري زي بالأر ض التي هجرها اأهلها ص: و ش كلت مو ض وعتا ال ش عور بالذنب اإزاء الأب والبح ث ع ن العالق ة ب ي ني النوب ة الأندل س ية واملتتالي ة الغربية العمود الفقري للرواية وهياأ حلهما لفك عقدتها الرئي س ية. فلم يكن بو س ع يا س مني اأن ت س و ي عقدة الأب املتاأ ص لة يف نف سها دون ح س مها لزدواج هويته ا لتعل ن يف النهاي ة اأنه ا فتاة ش رقية ص 165 الأم ر ال ذي مه د الطري ق ل س تجابتها لدع وة نا ص ر اإبراهي م الرج ل ال ذي ا ستحوذ عليه حبها. كذلك مل يكن من فعل امل صادفة متكنها قبل ذلك من تذليل بع ض الغاز بحثها املو س يقي مب ساعدة صديقها س امل ص ب ربي العج وز املتقاع د واملولع باملو س يقى و ص ديقها اجلدي د نا ص ر. لنتاأم ل الآن هذي ن التحول ي ني املتالزمني. باعرافها باأنها فتاة شرقية عقدت يا سمني م صاحلة مع نف س ها هي التي عا شت كما تظهر الرواية حياتها كفتاة غربي ة متحررة اجتماعي ا وعاطفي ا. على ان ال ش رق الذي اخت ارت النتماء ل ه وكان لها مبثابة روح عائدة وواعدة هو ال ش رق الثقايف املنفتح على التاريخ ل ال ش رق الأ س طوري املنغلق على ذاته. اأما حلظة الع ت راف مبا له من مفعول تطهري ل ض مر الفت اة املعذ ب فل م يحن اأوانه ا اإل يف ح ض ور ذلك الرج ل ال ش رقي الذي هو نا ص ر ح ي ني اختليا ببع ض هما وهما ينتظ ران دورهما لقتناء بطاق ات الدخول اإىل الأوبرا. كان الكلب ال س عيد قي ص ر ه و مو ض وع أاحاديثهما خالل س اعات النتظ ار حتى عن ليا س مني اأن تروي ل ه حكاي ة قي ص ر الأول اأي حكاي ة كل ب عائلة اأبيها قبل نزوحها من فل س طني يف العام ق ص دت يا سمني من سرد احلكاية التي و صفتها باأنه ا موؤثرة جدا وهي كذلك بالفعل اأن ت ص يب ثالثة مرام" اأول ا س تعادة الذاكرة الفل سطينية املو ش ومة باحلنني إاىل الأر ض وبعذاب املنفى لتحف ظ بذلك اأمان ة ورثتها عن أابيه ا. ثانيا رد دينه ا املتاأخ ر لأبيها ال ذي األح عليه ا لالقران برج ل ش رقي. وثالث ا اإع ادة وع ي وامت ل الك تاريخها ال شخ ص ي من خالل حالة بوح مفاجئة لأ سرارها ومواطن ضعفها اأمام صديقها اجلديد نا صر. بعبارة أاخرى كان سرد ق صة الكلب اأ شبه بعالج نف س ي ليا س مني اإذ فتحت لها التداعيات احل رة ملكنونات عامله ا الداخل ي إامكانية تغير م ضرها. اأم ا التحول الثاين ال ذي مل يبلغ نقطة احل س م التي أارادتها يا سمني واملتمثلة بالربهنة ب صورة مقنع ة عل ى فر ض ية الأ ص ل العرب ي للمتتالية وال سوناتا وال سيمفونية يف املو سيقى الغربية ف ساعدها ولو موقتا على جتاوز شعورها باأنها كمن يحاول الربهان على ق ضية بديهية. وجعلها اأكرث من ذلك تعتقد اأنها تقدمت خطوة أاخرى يف بحثها ع ن حقيقة غائمة وهالمي ة دون الرجوع اإىل ش اهد اأو وثيق ة م س لمة برباع ة وحد س املو س يقي العج وز س امل ص ب ربي يف تف س ي ر عالقة التاأثر والتاأثر بني احل ض ارات بالرجوع اإىل اأ ص ل وتاري خ اأ س ماء الآلت والأحل ان املو سيقية. ول شك اأن يف سامل صربي شيء من شخ ص ية الكاتب نف س ه الذي اعتم د يف جانب م ن ا ش تغالته املتنوعة قامو س اللغة كوثيقة لفهم تاريخ الثقافات جاعال منه م صدرا اأ سا سيا لتعيني ت ش ابهات املعنى الكامنة وراء اختالفات الأل سنة. لك ن ه ل س عت الرواي ة حق ا بحله ا لعقدتها الرئي س ية بل وغ نهاي ة حم ددة ب ل ه ل كان احل س م كان اأم را مطلوب ا بح د ذات ه ناهي ك بتف س ي ره باأنه انت صار لل ش رق بو صفه املرجع والأ صل اللذين ج س دهما اختيار يا سمني لرجل ش رقي ورهانها امل س بق عل ى تاأثر املو س يقى العربي ة الأندل س ية عل ى نظرته ا الغربية ما ندعي ه هو اأن هم ها ان ص ب اأ سا س ا على ك ش ف مالمح شخ صية يا سمني الأثرية واملبطنة بقلق وحرة وت ش بث ل ح دود له بال س مو والكمال وذلك بنقل م ش اغلها وهواج س ها من امل س توى ال ض مني لع امل ال ذات اإىل امل س توى الظاه ر لعامل الواق ع. ووفرت اأحداث مث ل عالقة الفتاة باأم ها وب سامل صربي وبنا صر اإبراهيم وحياتها العاطفي ة مع زوجها ال س ابق وم ش روع بحثها املو س يقي ورحلتها اإىل املغرب ال س ياق الالزم لمو ض عة وا ستظهار شخ ص ية يا سمني الهائمة يف ف ضاء يوتوبي مفارق للزمان واملكان. اإذا ص حت ه ذه الق راءة ف س ي رادف الكل ب يف عن وان الرواية معنى اخلطيئة املتمثلة يف عقدة الأب وم وروث املعان اة اجلماعية الفل س طينية املطمورين يف ل وعي البطلة يف حني ضرادف الأوب را معن ى املطه ر ال ذي حررها م ن اأعباء املا ض ي الثقيل ة. يف س ردها حلكاي ة الكل ب مل تق ص د يا س مني قت ل ض جرها م ن النتظار الطويل اأو تاأجيل م ضرها على طريقة شهرزاد ف ي " األف ليل ة وليلة " بل مكثت اأم ام ذاكرتها املوجع ة لتمار س حال ة تطهر ذاتي م ش حونة باملعان اة. لق د امتثل ت يف ذلك املوقف ل ش روط الع ت راف بحقيق ة مت س ها يف ال ص ميم واإن مل تكن من ص نع اإرادتها متاما مما اأفاد نا ص ر من ناحيتني" فقد حتول فج اأة اإىل طرف موثوق به م ن قبل ام راأة مل تكرث بالرجال ق در اكراثها باملو س يقى واأق ت رب دون مقدم ات م ن بوابة الفردو س الذي كان يحلم باأن يطاأه معها. عن: صحيفة املدى صالح ح سن ق د يحق لنا ان نب دل مفردة»اهتمامات مو س يقية«ال واردة يف الف ص ول الثالث ة الأوىل م ن كت اب الباحث علي ال ش وك»اأ س رار املو سيقى«اإىل مفردة»انهمام ات مو س يقية«اإذا ا س توحينا عنوان كتاب الفيل س وف الفرن س ي مي ش ال فوك و»النهم ام بال ذات«مل ا تنطوي علي ه هذه الف ص ول من بحث شخ ص ي حمموم عن متعة ال روح التي يتحقق من خالله ا النهم ام بالذات م ض افة اإليه ا املتعة التي ترافق حتقق هذه الذات. الداف ع اإىل ه ذا القراح ه و اخلال ص ات النادرة التي تو ص ل اإليها املوؤلف والتي تنم عن جهد قرائي وبحثي مالنخويل يف كل ما يتعلق باملو س يقى منذ ن ش اأتها الأوىل وحتى اآخر ص رعاتها التي ن شهدها الي وم. لي س هذا فح س ب النخ راط يف تقنياتها وحرفيتها و ش عريتها اإذا ص ح الق ول اإذ اإننا جند الكثر من اخلال صات التي تقرب من جوهر ال شعر اإذا مل نق ل اإىل جوه ر ال س حر م ن دون اأن نك ون مبالغني. يعيدنا علي ال ش وك ص احب الأطروح ة الفنتازية يف هذا الكتاب اإىل الإرها ص ات الأوىل للمو س يقى من دون ان ين س ى اأي تف ص يل ص غر وه و يقل ب مادت ه عل ى اأوجهه ا كله ا م س تخدما الكث ي ر من امل ص طلحات اخلا ص ة الت ي نحته ا شخ ص يا يف و ص ف تلك الظواهر املثرة وحتليله ا مما يجعل اأفكاره دقيقة و سهلة الفهم بالن سبة اىل القارئ الذي مل يعتد س ماع تلك امل صطلحات املو سيقية الغام ضة الغريبة. وعلى رغم إان الكتاب خم ص ص للبحث عن اأ سرار املو س يقى اإل انه يف الوقت نف سه بحث يف الفل سفة وتاريخ الفن واللغة والأ سطورة والالهوت أاي ضا. ذلك ان احلديث عن املو سيقى ي ضرط املرور ب كل ه ذه الفنون والعل وم من اجل تقدمي ص ورة نا ص عة لهذا العامل الذي مل تراجع قيمته اجلمالية الراقية منذ انبعاثه وحتى اليوم. ل يعر الكاتب اهتماما اإىل الت سل سل املنطقي للزمن وهو يبحث عن اأ س رار املو س يقى. فاأف كاره الرثية املت شعبة جتربه على التنقل بالزمن صعودا وهبوطا كلم ا دع ت احلاج ة إاىل ذل ك. فالكتاب لي س بحثا أاكادمييا ي ضرط على الباحث البدء من نقطة ال صفر اإىل غايته الأخرة بقدر ما هو حنني وعالقة روحية بفن راق مثل املو س يقى ا ستغرقت عمرا كامال. لذلك ياأتي احلديث عن الأ صول املو سيقية متاأخرا بع ض ال ش يء م ن دون اإن يوؤث ر ذل ك يف ال س ياق الع ام لالأفكار. وبدل من احلديث عن مو سيقى بدائية يبداأ احلديث عن املو سيقى الدينية التي ن ضاأت يف املعابد واأماكن العبادة بدءا من س ومر يف ح ضارة وادي الرافدي ن التي ا س تخدمت يف طقو س ها القيثارات والدفوف اإىل بقية احل ض ارات الت ي جاورتها مثل احل ضارة امل صرية والفينيقية والإغريقية. وعند احلديث عن املو س يقى يف الكني س ة ال شرقية وعالق ة ذل ك باملو س يقى يف الكني س ة الغربي ة يك ش ف الباح ث ع ن الكثر م ن الأدلة الت ي توؤكد تاأثر الكني سة الغربية مبو س يقى الكني سة ال شرقية التي س بقتها يف كل ش يء تقريبا حتى هرطقيا. إاذ اإن الكني س ة الغربية مدينة اإىل الكني س ة ال س ورية عل ى وجه التحدي د بكل الأ ش كال املو س يقية التي ا ستخدمت فيها يف ذلك الوقت. وكان القدي س افرام اأول كات ب تراتيل من الكني س ة ال س ورية وقد كتب تراتيله باللغة ال سريانية )القرن الثاين(. اإم ا يف ما يتعلق باملو س يقى الكال س يكية فال تكاد تخلو ص فحة واح دة من الكتاب م ن ذكرها أاو ذكر عباقرتها لأنها يف ت صور الباحث املرحلة التي بلغت فيه ا املو س يقى كمالها حت ى أاكرث من اللغ ة ذاتها. لذلك نراه يدبج ص فحات طويلة يف مديح بيتهوفن وموزارت وباخ وفرانز ل ست وكاأنه عا شق من طراز رفي ع وهو على حق بطبيعة احلال. فمن ي س تطيع اأن ينك ر التاأث ي ر اخل ارق له وؤلء العباق رة يف احل ضارة الإن سانية لكن ما هو التاأثر الذي تركه املو س يقى يف املو سيقي نف سه تلك القوة ال سحرية التي ت ص يب الآخرين باجلنون هل يكمن ال سر يف ال ض رب على اأوتار التوجع الكتيم عند الإن س ان... وت ر الكاآب ة واملالنخوليا لقد أاثنى فردريك نيت ش ه على فاغرن ب صفته»اأعظم مالنخويل يف املو سيقى... و س يد الأنغام املالنخولية وال س عادة والن ش وى«. باملنا سبة يذكرنا هارمتوت بومه باأن الفل سفة كانت ول ت زال فك را مالنخوليا يف جوه ره. هناك تقليد ق دمي ح ول العالق ة ب ي ني الكاآب ة املالنخولي ا والثقافة اأو املثقف و ض ع اأر سطو املالنخوليا يف م صاف الأ شياء البطولية التي تقرن بالعباقرة. فاإذا كانت الفل س فة فك را مالنخوليا فمن باب أاوىل ان تك ون املو س يقى كذل ك لأنها ل جت ت رح الك آابة بقدر ما جتعلها مه ض ومة اأو م س تعذبة. ولعل هذه املالنخوليا املو س يقية امل ستعذبة هي التي عرب عنها نيت ش ه يف حديث ه عن»اآلم ال س عادة احلق ة«التي ين شدها يف املو سيقى. أاو كما عرب عن ذلك بيتهوفن حني قال اإن الهموم والآلم سل م اإىل الكمال 9 8

6 الحب عندنا وعندهم وانا كنت اريد ان ابحث عن ادب الر سائل يف عاملنا العربي بني مرا س لني فل س ت اظنن ي عرثت على ش ي من ه ذا. وتكاد رغبتي ت ص بح متع ذرة متاما ل و بحثنا عن ر س ائل ب ي ني رج ل وام ر أاة لننا مل نت ح للم ر أاة ان تكون ض د الرج ل كما اتاح لها الغ رب حتى يف ت أاريخه القدمي. وانا يف هذا ال ص دد ض أاجد يف م ستدرجا اىل احلدي ث عن مو ض وع احلب. العامل العرب ي مل يع رف احل ب ال م ن ط رف واح د لن امل ر أاة كان ت معزول ة ع ن الرج ل وظه ر عندن ا احل ب م ن طرف واح د. ومثالن ا المث ل عل ى ذل ك حب قي س لليلى...ومع ذلك حاولت ان انب ش الت أاري خ العرب ي يف ام ل العث ور عل ى من اذج ولو حمدودة جدا او نادرة. انا ل اق ص د ادب الر س ائل بني الرجل واملر أاة بل من اذج من احلب بني طرف ي ني او عن ن ساء ا ستطعن ان يعربن على م شاعرهن العاطفي ة. فل م اع ث رث يف ش عر املتنب ي برمته س وى على بيت واحد ا ش ار فيه علي ال شوك عرف العامل العريب ادب الرسائل وقد حفظ لنا التأريخ مناذج جميلة من هذا االدب وحسبنا ان نشرياىل منوذجني هام من اروع ما ابدعته الرباعة العربية من ادب غني بهام )رسالة الغفران( اليب العالء املعري و)الرسالة البغدادية( اليب حيان التوحيدي هاتان الرسالتان هام من اروع اآلثار االدبية عىل الصعيد العاملي لكنهام التكادان تندرجان يف ادب الرسائل بقدر ما هام ادب خالص. اىل م ش هد ح ب بين ه وب ي ني ام ر أاة يف قوله: شامية طاملا خلدت بها تب صر يف ناظري حمياها نح ن نلتم س هن ا يف قول ه ه ذا حب ا متبادل بينه وبني ص احبته ان اعراف ال ش اعر هن ا به ذه العالق ة بين ه وبني حمبت ه به ذه ال ص ورة احلميم ة امن ا ي ورث لدينا انطباعا ب أان هذا احلب كان متب ادل بينهم ا وان حمبت ه كانت جتد فيه او يف ناظره مر آاة لها. انا اعترب هذه ال ص ورة الدبي ة من بني اجمل ال ص ور الت ي وقفنا عليه ا يف كل ادبن ا العربي م ع ان هذا التعبر ل يخلو من نرج س ية عرف بها املتنبي. و ش هر عمر بن ابي ربيعة يعك س العالقة املتبادلة يف امل ش اعر بني املراأة والرجل. املر أاة هنا لي ست مع شوقة فقط بل عا شقة اي ضا. لكنني اعتقد ان عمر بن ابي ربيعة كان ا ستثناء بني الرجال العرب. فهو كان من علية القوم وثريا جدا وو سيما جدا و ش اعرا رقيق ا ج دا وهو رمبا ب س بب م ن ه ذه املزاي ا كان يعي ش يف ع امل )متح ض ر( يف انفتاح العالقة بينه وبني ن س اء بيئت ه. ف كان ير س ل الر س ل اىل ن سائه. ولحظته انه كانت هناك مرا سلة او مرا س ل الت بينه وب ي ني بع ض حمباته. فهو كان يرا سل الرثيا. ويبدو انها كانت هي اي ضا ترا سله يف قولها على ل سانه: )كتبت اليك من بلدي كتاب موله كمد(. هذا ما كنت ابحث عنه اي املرا س لة بني املراأة والرجل. لكن الروايات لحتفظ لنا ن صو ص ا من ه ذه املرا س ل الت. رمبا لأن هذه حالة يتيم ة يف ادبنا القدمي ورمبا لأن احل ضارة يف تلك اليام كانت شفهية ولي ست حتريرية. مع ذلك كانت امل ش اعر الن س وية يف شعر عم ر ب ن ابي ربيع ة يت م التعب ي ر عنها بالوكالة اعد بوا س طة ال ش اعر نف س ه. ومل يحف ظ لنا تاأريهنا امثلة عن م ش اعر عاطفية ن سائية مت التعبر عنها بوا سطة امل ر أاة نف س ها. لكنن ي احف ظ بيتني من ال ش عر على ل س ان ام راأة جمه ول لعلها كانت معا صرة لعمر بن ابي ربيعة قالت هذه املراأة )املتحررة(: هل من سبيل اىل خمر فا شربها او هل سبيل اىل ن صر بن حجاج اىل فتى ماجد العراق مقتبل سهل املحيا كرمي غر ملجاج لنرك احل سا سيات والذهنيات املحافظة جانبا ه ذه املراأة العربي ة القدمية فيها نف س م ن امل راأة املعا ص رة ابن ه القرن احلادي والع ش رين كلماتها صرخة عن م ش اعرها ال ص ادقة يف ان تعج ب بفتى و سيم لبد انه كان على ل سان كل امراأة وذكرته با س مه فما اروع ذلك. انا احيي هذه املراأة ال شجاعة واعتربها يف و صاف الن ساء النا شطات املنا ضالت من اجل ان تتمت ع امل راأة بحقوقه ا كالرج ل وهي ذكرتن ي بهيلوبز الفرن س ية ابن ة القرن الثاين ع ش ر امليالدي التي عا شت ق صة حب مع )ابي ل الرد( بقيت يف ذاكرة اوربا حت ى اليوم مثلما بقي ت ليلى مع حمبها قي س يف ذاكرتنا حتى اليوم لكن هاتني الق ص تني العربي ة والوربي ة تعك س ان الفرق بني ثقافتينا او ح ضارتينا. فعندنا كان حب ا جم م اما عندهم ف كان حبا حقيقيا و سادخل يف التفا صيل. ق صة جمنون ليلى هي ا شهر ق صة حب يف العامل العربي وكان لها صدى يف الآداب ال سالمية الخرى كالفار سية والركية والوربية وحتى يف الهند وهي ق ص ة مع ززة بدي وان ش عر قي س ب ن امللوح املت ويف يف س نة 68 هجري ة املوافق ة ل س نة 688 ميالدي ة يف عه د الدول ة الموي ة لكنني امي ل اىل العتق اد باأن هذه ق ص ة خمتلفة وق د تكون لها جذور واقعية لكنني اح س بها ق صة مو ضوعة م ع ذل ك هي ق ص ة ح ب.\ وه ذا الذي يهمنا لكنها ق ص ة حب لن اخللفية الجتماعي ة العربي ة لتوؤم ن باحل ب فقي س وليل ى احبا بع ض هما عندما كانا ص غرين وملا ش ب ا طلب قي س يد ليلى فرف ضه ابوها لن الزواج بني حمبوبني م رذول واجربت ليلى عل ى الزواج من رج ل اآخر ض د رغبتها وبقي ت الجيال العربية تق رء توجعات قي س يف ش عره حلرمان ه من الق ت ران بليل ى نحن هنا نقراأ ق صة حب مل تاأخذ جمراها الطبيعي حب ا ص بح ممنوع ا ه ذا جرحنا نحن الق راء وجعلن ا ن ش عر انن ا ا ض طهدنا حت ى يف تطلعاتنا مل اذا انقمع هذا احلب وت ص فع اآمالن ا ه ل ان البيئ ة الت ي ننتم ي اليها فيها خلل يف طبيعة حياتها وقيمها. هل هي بيئة مري ضة وانا بحكم اهتماماتي امليثولوجي ة حاولت ان اجد تربي را ملموق ف ال ذي فر ض عل ى ليلى يف اف ساد م ش روع احلب. فتو صلت اىل قناعة معززة باحلجج اللغوية مفادها ان ليلى كانت كائنا ا سطوريا فقد لحظت ان ا سم ليلى ميكن ان ميت ب صلة لغوية اىل جمموعة العفاري ت يف الثقافات القدمية ملنطقتن ا فالعفريت يل و انا ما كان البطل جلام ش الذي ورد ا س مع يف قائمة ملوك س ومر ويف املو س وعة اليههودي ة ل ن شريد يعبترب ليليث الآلهة الليل وقيل ان يه ود ايل كانوا يعبدونه ا ويف التلمود واملدرا ش ان ليليث امراأة تغدي الرجال وتهي م يف اللي ل لتلت ص ق بكل م ا تراه نائما مبف رده وتقابلها بالآرامية ليليثا وليليت و بالكدية وليالكة بال س ومرية وكانت هذه العفاريت يف ال صل عفاريت عا ص ة او ري ح وذل ك ان كلم ة )ل ل ) ال س ومرية تعني )ريح( وانا تراءى يل ان )ليلى( رمبا كانت املرادف العربي لهذه اللفاظ وبالتايل قد ميكن ان ترحل ليلى اىل عامل ال ساطر وي صبح حمبها قي س ض حية )خبثها( وه ذا تخريج نظري ل يلتق ي مع م ا نعرفه عن ق ص ة ليلى ابنة عم قي س التي منعه ابوها من البقاء معها لال س باب التي ذكرناها سابقا سوى انه يعزز انقرا ض احلب بني قي س وليلى او ان ه كان حمبطا يف ال س ا س لن احلياة العربي ة مل تتلخ ص من لعنة ال ص حراء و سيادة املفاهيم الذكورية. انا احت دث هنا عن ا وعنه م وعنا نحن العرب اأو امل س لمني وع ن الوروبيني او الغربيني يف القرون الو س طى وظاللها الت ي تلقيه ا عل ى احلا ض ر وذل ك من خالل ا شهر ق صتي حب عندنا وعندهم اعني بهما ق ص ة قي س وليلى يف مقابل ق ص ة ابالرد وهيلويز ان ق ص ة ابيالرد وهيلوب ز يف الق رن الثاين ع ش ر وهي كانت حمفزا لكتابة ه ذه املادة ودعتني اىل املقارن ة بينه ا وبني ق ص ص احلب عندن ا وانا تهمن ي شخ ص ية املراأة يف كلتا احلالتني و س اأحتدث عن شخ ص ية هيلوي ز املذهل ة و س اأتخلى ع ن ليلى لنها لت ص لح للمقارنة م ع هيلويز كما س ن رنى لكنني مل اجدين حمروما متاما من منوذج ن س ائي عربي ياأتي م ض اهيا لهيلوي ز اىل ح د غ ي ر قلي ل وان كانت هناك نقاط اخت ل الف بني امراأتنا العربية وهيلويز ولكي ل اترك القراء يف العتمة س اأبادر اىل الق ول ان النم وذج العربي ال ذي اخرت ه للمقارنة م ع هيلويز هو وه ي: الولدة بنت امل س تكفي لكنني ي لن اعترب الولدة ام راأة عربية منوذجية مثل ليلى فال ولدة مل تكن عربية متاما امها كانت ا سبانية وابوهو هو اخلليفة الم وي الندل س ي امل س تكفي بالل ه وق د ورثت م ن امها ب ش رتها البي ض اء و شعرها ال صهب وعينيها الزرقاوتني وهذه املوا ص فات اجل سدية كان لها دور يف حتدي د شخ ص يتها فال ولدة كان ت اوربية املظهر لكنها عربية املخرب وهي عا ش ت يف مرحلة زمنية مقاربة للمرحلة الزمنية التي عا ش ت فيها هيلويز ولدة توفي ت يف 1091 م وهيلوي ز توفي ت يف 1164 م وولدة مل تت زوج م ع انه ا عم رت طوي ل ال وه ي هن ا تلتق ي م ع هيلوي ز التي كانت تعار ض الزواج مع انها تزوجت لي وم واحد فقط ثم انتمت اىل دي ر الراهب ات وولدة كانت مثقفة وبال ذات ش اعرة و س نتطرق اىل ذك ر بع ض ا ش عارها لكن ولدة كانت تنتمي اىل عائل ة ملكية وهذا اتاح لها ان تكون ص احبة شخ ص ية قوي ة ام ا هيلوي ز فكانت تنتمي اىل طبقى و سطى واتقنت الالتينية واليونانية والعربية اىل جانب لغتها الم الفرن س ية ولدة كانت شاعر ام ا هيلويز كانت مثقفة م ن طراز رفيع ومتلك لغة ادبية عالية. هناك ش يء مثر لالهتم ام كث ي را يف شخ ص يتي كل م ن الولدة وهيلويز وها نقف عليه يف شعر الوىل ور سائل الثانية قالت الولدة: انا من ت شتهي طلب املعايل وام شي م شيتي واتيه تيها امكن صاحبي من صحن خدي واعطي قبلتي من ي شتهيها البي ت الث اين لنظر ل ه يف كل ال ش عر الن س ائي العرب ي وه ذا يجع ل قائلته امراأة ا س تثنائية ب كل معنى الكلمة وقد انتب ه اىل ذل ك حت ى امل ست ش رقون لقد عل ق )هونربا ش( عل ى البيت ي ني وقال انهما متناق ض ان فكيف ل س ليلة المراء التي تتيه على كل الب ش ر ان تبيع نف س ها بثمن زهيد مثلما تذكر البيات وهذا دعا الدكتور عبدالرحمن اخلاجني اىل ال شك يف شخ ص ية ولدة م ن ال س ا س. وعن ال شهرة التي حظيت بها ولدة )من خالل ش عر ابن زي دون( تقول امل ست ش رقة د. غارول و: )قليل من ال ش اعرات العربيات م ن اولئ ك الالت ي يذك ر ش عرهن يف م ص ادر الع ص ور الو س طى وه ن كثرات حظني مبا حتظى به ولدة من شهرة ومل تنل واحدة منهن من الهتمام م ا نالت ه ال ش اعرة الندل س ية والمرة القرطبية التي كانت م صدر الهام لف ضل ش عر كتب يف مو ض وع الع شق يف بالد الندل س تلكم هي ق ص ائد اب ن زيدون الت ي خلدنه ا رغ م انه ا كانت س ببا يف امل ه وتعا س ته( وتلك مفارق ة اخرى يف حيز ال ش هرة بني علمني يفوق احدهما الآخر وهو ابن زيدون. وي ست شهد امل ست شرق بري س على حترير امل راأة وتفلته ا م ن احلج اب بنم وذج ولدة امل س تكفي حني يقول: )لكن املثال الق وى على حرية املر أاة تقدمه لنا ولدة بنت اخلليف ة فقد اغتنمت فر ص ة موت والده ا يف حلظة غ ي ر متوقع ة خالل الفو ض ى وال ض طراب الذي عادت اليه )الفتن ة( لتعي ش حي اة متح ررة متاما فاقام ت ) ص الونا ( يج ذب الي ه اك ب رب ال شخ ص يات واعظم الدباء ش هرة وقد اظه رت تطرفه ا واحتقاره ا اخلم ار وجر أاته ا يف احلدي ث واحيان ا ش ذوذ مواقفه ا م ا ي دل بو ض وح عل ى انه ا حت ررت متام ا م ن كث ي ر م ن الوعام ورمبا داخل اخبارها ش يء م ن التزيد( وق ال بري س: )مل يكن ل دى ولدة كما راأينا اأية ا س باب جتعلها جت سد احلرية التي يعي ش ها ع شاقها كابن زيدون وابن عبو س واحيان ا كان ت الكام ات التي توجهها اليهم ت شهد لها بحرية تكاد تكون تام ة يف مواجه ة )اجلن س اخل ش ن( وعالقته ا بام راأة اخ رى ه ي مهج ة ولي س هناك ادنى ش ك يف هذا اذ ت ش هد علي ه بع ض ابيات ش عرها تظه ر انها كانت ت س خر من املوا صفات الجتماعية القائم ة. ه ل ميك ن ان يك ون احلب يف نظ ر امراأة مثل ولدة ش يئا اآخر غر احل ب املادي ( هذا س ؤوال مه م يطرحه بري س. وم ن املع روف انها ح ي ني ب داأت عالقتها باب ن زي دون ع ب ربت ع ن انفع ال ق وي ومتوهج يف قولها: ترقب اذا جن الظالم زيارتي ف إاين ر أايت الليل اكتم لل سر وبي منك مالو كان بال شم س مل تلح وبالبدر مل يطلع وبالنجم مل ي سحر ونحن اي ض ا بازاء عا ش قة تظهر الغرة م ن ه وى عابر لب ن زيدون م ع جارية س وداء لها ومل تلبث ان فا ض بها امللل ولكي تقطع ولدة ال ص لة مبن اقلمها بلغ احل د بها ان تكتب ابياتا من ال ش عر غر حمت ش مة وهي تظهر رمبا او ض ع من عالقتها غر ال س وية احلرية التي كانت حتتفظ بها لنف سها امام اجلن س اخل شن. هذا كالم فيه غمو ض كثر وانا وجدت ان ه ذه املراأة كان ت غام ض ة وذلك من خالل شعرها وعالقتها بالآخرين وقبل ان احتدث عن غمو ض ها اريد ان ا ش ي ر اىل غراب ة اطوار نظرته ا يف الفمو ض هيلوي ر نحن بازاء ام راأة اخرى غريبة جدا يف اطوارها تذكرنا مبا قالته ولدة يف بيتها الثاين ب ضاأن ا ضرخا ص نف سها قالت هيلويز يف ر سالة اىل ابيالرد: )اذا فك ر اوغ س طو س امرباطور العامل برمت ه يف ان يرى من املنا س ب ان ينعم علي ب ش رف الزواج ومنحني ممتلكات الدني ا لتك ون يف حوزت ي فل س وف اف ض ل ان ارف ض ان ا صبح امرباطورة لك ي اك ون قحبت ك( مل تقل ع ش يقتك او صديقتك اختارت اقبح اللفاظ بالالتينية التي تق ال للموم س لي س ذلك فح س ب بل ذهبت اىل الق ول ب أان البغاء احلقيقي هو الزواج ذاته ما دامت الن س اء يدخلن ملكوته لجل التملك واملال ولي س احلب وهذا جعلها ترف ض الزواج الذي عر ض ه عليها ابيالرد لقد رف ضت هيلويز الزواج لكي يتف رغ ابيالرد للعلم وي ص بح حرا بالكام ل وه ي الخ رى لك ي توا ص ل درا س تها ونحن نعلم اي ض ا ان ولدة مل تتزوج حتى وفاتها وهذا رمبا كان اكرث غرابة مع ام ر أاة عربية وان ا لن اناق ش حال ة هيلوي ز لنه ا كانت وا ض حة من خالل اعرافها يف ر س ائلتها ولكن حالة ولدة كانت غريبة وامل ص ادر لت س عفنا كث ي را ورمب ا تتحف ظ او لعتب ارات اخرى قد تتعل ق باحجام الكتاب العرب عن الدخول يف تفا صيل املعت صمة فنحن نق راأ ان ال ولدة كان ت هج اءة وتقول فاح ش ال كالم )م ع اب ن زي دون مثال ( ويذكر كتاب اآخرون )م ست ش رقون( انها كان ت رجل ة )اأي م س ت رجلة( وكانت لها ع ش يقة )حمظيتها مهج ة القرطبية( فهل كانت حتب بنا جن س ها اكرث من الرجال لكننا قر أانا عن )حبها( لبن زيدون الذي يل م ي دم طويال...نح ن على اأي ة حال نواج ه ام راأة م ن ط راز خا ص امراأة متل ك زمام نف س ها بنف س ها ولتخ ض ع لرادة الرج ل. والرج ل الذي هو ند لها ه و م ن الطبق ة الجتماعي ة العليا )يف م س توى وزير(. ومثل ه ذا الرجل يجد الن س اء مب ذولت امام ه كاجل واري وال س ي رات والع ش يقات. وحت ى اذا اح ب ام راأة مت أالق ة مث ل ال ولدة فهي لتثق فيه بحكم و ض عه الطبقي وتخمته من الن س اء املتوفرات ط وع بنانه ثم ان ال ش رع ال سالمي يتيح للرجل ان يتزوج مثنى وثالث ورباع ووي ضرى مبا ملكت ميينه ومل تكن كل الن س اء مبثل وجاهة وث وة شخ ص ية س كينة بن ت احل س ي ني التي ا ش ت رطت على م ص عب ب ن الزبر حنب طلب وده ا ان ليتزوج عليها لكننا مل نق راأ ان ال ولدة نق دم خلطبتها احد سوى اننا قراأنا عن عالقتها بابن زيدون ثم اب ن عبدو س ورجل اآخر مل ي ص مد امام مناف س ه ابن زيدون امل صادر ت ضر اىل ان اب ن عبدو س كان قليل الذكار )مع ان ه كان وزيرا ( وان الولدة تقربت اليه او ا س تجابت اىل تقرب ه نكاي ة باب ن زي دون هي كم ا يبدو مل تنذه ل برجل )عل ى عك س هيلويز الت ي احبت ابيالرد ملزاياه العالية يف كل شيء(. فلماذا كانت فاتره جت اه ابن زيدون وه و رمبا كان املع شخ ص ية يف كل التاأريخ الندل سي وكان يحبه ا وق د تق رب اليه ا بواحدة من ا ش هر ق ص ائد احل ب يف كل التاأريخ الدب ي العرب ي الت ي حفظناه ا يف درا ستنا الثانوية مبطلعها ال شهر: ا ضحى الثنائي بديال عن تراثينا وناب عن طيب لقيانا جتافينا ان معلوماتنا عن اخبار الولدة يكت شفها الغمو ض لكن حرتنا ت زول حني نقف عل ى اق وال له ا تث ي ر ت س اوؤلت ه ي من ب ي ني ما نعته ا بع ض الكت اب بالكالم الفاح ش لكنه يلقي ضوءا على شخ صية ابن زيدون يف ما يتعلق برجولته فنحن نت ساءل امام قولها: ان ابن زيدون على ف ضله يغتابني ظلما ول ذنب يل يلحظني شذرا اذا اجئته كاأنني جئت لخ صي علي ونقر أا يف مو ضع آاخر ان )علي( هو غالم ابن زيدون فهل نحن هنا امام ق صة على غرار ق ص ة )عمارة يعقوبيان( هل نفهم م ن كالم ولدة ان هن اك عالقة جن س ية مثلية بني ابن زيدون وغالمه علي ميثل فيه ا الول دورا س لبيا والعماق تلمح ولدة اىل )خوفه( من ان تخ صي )علي( لي س ذلك فح س ب بل انني ق راأت يوما م ا بيتني م ن ال ش عر يفر ض ان ولدة قالتهم ا يف اب ن زي دون وان ا ل ن اذكر البيت ي ني على نحو م ا وردا بل س أاحذف اللفاظ اجلن سية ال صريحة لكي ليجدها بعر ض القراء م ستفزة لدواعي احل شمة هذات البيتان هما: بعد احلذف: ان ابن زيدون على ف ضله يع شق )...( ال سراويل لو اب صر )...( على نخلة صار من الطر البابيل ل اري د ان اتوق ف اكرث من ذل ك عن هذا املو ض وع بل اود ان ا ضر اىل ان بع ض م ن تط رق اىل مو ض وع العالق ة ب ي ني ال ولدة وابن زيدون املح اىل ال ش ارات اجلن س ية يف هذا ال صدد قال احد هوؤلء الكتاب: )حتى ان ما جاوء من شعرها يف ابن زيدون براءة احلب وطهارته كان م ش وبا بتلميحات جن س ية ك ش ف جانبا منها ابن زيدون بنف سه(. وانا ل اريد ان اتو صع يف هذا املو ضوع بالرغ م من ان العالقة ب ي ني الولدة وابن زي دون ل تهمنا لنها تلقي ض وءا على اجلوان ب العاطفي ة يف حي اة ولدة وبالفع ل نح ن يهمنا ان نق ف على ابعاد احلياة العاطفية عند امل راأة العربية من خالل ال ولدة وان كنا نعتق د انالولدة ل ت ص لح ان تكون مثال منوذجيا للمراأة العربية ب سبب انتمائها الطبقي املتميز وانتمائه ا العائلي )امها كانت ا س بانية( لكننا س نبقى اي ضا نبحث عن احلب عند العرب ل س يما عند امل راأة العربية على عرفت ه امل ر أاة العربية كما عرفت ه املراأة الوروبية يف القرون الو س طى. مع ذلك ه ل عا ش ت الولدة حب ا ه ي التي كان و ض عها الجتماع ي والطبق ي مينحه ا احلري ة يف ان حت ب وم ا نق ر أاه م ن اخبار ع ن عالقتها في ه تناق ض ومدون بلغ ة منمق ة كث ي را لجتعلنا نث ق كثرا يف م ص داقيتها ولنتابع ق ص ة حبها كما رواها ابن ب س ان على ل سان ابن زيدون: )قال اب و الوليد )ابن زي دون(: كنت يف ايام ال ش باب وغم رة الت ص ابي هائما بغ اءة تدع ى ولدة فلم ا ق در اللق اء و ساعد الف ضاء كتب ايل: ترقب اذا جن الظالم زيارتي فاإين راأيت الليل اكتم لل سر وبي منك مالو كان بال شم س مل تلح وبالبدر مل يطلع وبالنجم مل ي سحر فلم ا طوى النه ار كافوره ون ش ر الليل عن ب ربه اقبل ت بق د كالق ض يب وردف كالكئي ب )...( )غ ي ر( ب اح كل مناجي ه )...( فلما انف صلت عنها صباحا ان شدتها ارتياحا )الخ(. ول اج دين يف حاج ة اىل نق ل اخل ب رب بتمام ه لكنن ي س انقل تعلي ق الدكتور )اح س ان عبا س( على ه ذا اخلرب: )هذا الن ص ي س توقف النظ ر اول لنه على ل سان ابن زيدون وثانيا لنه م صوغ يف قالب )مقامة( وا س لوبه لي شبه ا سلوب ابن زيدون او ابن ب سان...( فهل يدعونا هذا يف صحة اخلرب ويحدثن ا اب ن ب س ام اي ض ا : )ق ال ابو الوليد وكانت عتبة قد غنتنا: احبتنا اين بلغة موملي و ساعدين دهري ووا صلني حبي وجاء يهنيني املب شر بقربه 11 10

7 13 فاعطيته نف سي وزدت له قلبي ف س األها الع ادة بغر ام ر ولدة فخبا منها برق التب س م وبدا عار ض املتجهم وعاتبت عتبة فقالت: وما ضربت عتبي لذنب اتت به ولكنما ولدة ت شتهي ضربي فقامت جتر الذيل عا شرة به ومت سح طل الدمع بالعنم الرطب وعتب ة الت ي ذكره ا اب ن زي دون كان يهواها هي جارية ولدة وكانت سوداء ث م بع د ذل ك ي ص ف اب ن زي دون تاأثر غ ض ب ولدة وذل ك حتى يق ول: )فيتنا عل ى العت اب يف غ ي ر ا ص طحاب ودم املام م س توام وماأخذه اللهو مروم ثم قالت ولدة: لو كنت تن صف يف الهوى ما بيننا مل تهو جاريتي ومل تتخر وتركت غ صنا مثمرا بجماله وجنحت للغ صن الذي مل يثمر ولقد علمت ب أانني بدر ال سما لكن ذهبت ل شقوتي بامل ضري وك دت ا ش ك يف م ص داقية ه ذا اخل ب رب اي ض ا لول ش موله على ابيات للولدة ويف كل الح وال مل ت دم العالق ة ب ي ني ولدة واب ن زي دون طوي ل ال ومل حت ب ال ولدة رج ل ال آاخ ر ام ا العالق ة بابن عبدو س فكان ت باهتة لننا مل نفهم انها كانت حتبه ولعله احبها هو لكن الولدة مل تكن جادة يف حبها. ان ا كن ت اري د ان اتوق ف طوي ل ال عن د ال ولدة لأنن ي وجدتها ام ر أاة )عربية( ا س تثنائية ب كل معن ى الكلم ة لكنن ي اكت شفت ان الولدة مل تكن وحيدة فريدة يف ال س احة )الندل س ية( ب ل ان هن اك ن س اء اندل سيات كثرات كن جريئات يف العراب عن م شاعرهن فاملراأة الندل سية كانت تتمتع مبزيد من احلرية يف املجتمع الندل س ي فاقت بكثر ما كانت تتمتع به املر أاة العربية يف امل شرق العربي ويرى د. م صطفى ال شكعة ان ما تركته شاعرات الندل س م ن اثر ليح ص ى يف م س ي رة ال ش عر هناك يعد ام ر أا بيننا ولي س ادل على ذلك من انهن فر ضن وجودهن فر ضا على موكب ال شعر يف الندل س. فقد ش اركت امل ر أاة يف كل فنون ال ش عر وابوابه فكانت تتغزل يف الرجل متاما كم ا يتغ زل الرجل فيه ا وكانت تلح يف اغرائه وت صف حما س نها وتذهب اليه زائرة تطرق بابه وتنادمه. يتع ي ني عليه ا اذن ان نراجع انف س نا او نراج ع ما اتخ ذه الكت اب القدمون من موق ف او مواقف جتاه ولدة و س لوكها ال ذي ب دا خمالف ا للم أال وف. فل س وف ن رى ان ع ددا غر قلي ل من ال ش اعرات الندل س يات ك ن يتمتعن بج راأة كبرة كم ا الرج ال يف الع راب ع ن العاطفي ة بلغة جرئية ورمبا ص ادقة يف عرف البع ض. ان ظاهرة ولدة ال صدامية او ال صادمة مل تكن فريدة من نوعها كما اكت ش فنا بعد مزيد م ن الطالع على ادب املر أاة يف الندل س. نعم يف الندل س فقط. فامل ش رق العربي كان خانق ا للمر أاة. كان اكرث مت س كا بالح كام الرجعية يف حق امل ر أاة. ام ا يف الندل س ف ان الختالط بالثقاف ة ال س بانية )الوروبي ة( وف ر للمراأة ظروفا اف ضل يف التمتع بحريتها. هنا كان ت املراأة الندل س ية اكرث كوزمو بوليتي ة م ن نظرته ا امل ش رقية. وهنا س تذكرنا هذه امل راأة الندل س ية باملراأة الوروبي ة التي وجدناه ا متفوقة على ن سائنا امل شرقيات كثرا حتى يف القرون الو س طى الت ي نفر ض ان ح ض ارتنا يومذاك كانت متفوقة عليهم. و ضاأعرف ب أانني ذهلت حني اكت شفت ان الندل س كانت حتفل بع دد غر قليل من ال ش اعرات اللواتي ليختلف ن يف درجة حتررهن ع ن حترر الولدة. يف درا س ة للدكت ورة وف اء بن ت ابراهيم ال س بيل حتت عنوان ) شعر الغزل عند ال شاعرات الندل س يات و ش اعرات الروب ادور( تق ول: )ال ش اعرات الندل س يات ظاهرة ادبي ة وفني ة وا ض حة يف ال ش عر الندل س ي حي ث بل غ عدده ن مايقارب خم س ا وع ش رين ش اعرة وي شكل شعر الغزل ثلث ش عرهن( ه ذا خرب مده ش يجعلن ا نعيد النظر يف كل م ا كنا نعرفه عن امل ر أاة العربي ة لكن طبع ا لي س يف امل ش رق العرب ي بل يف الندل س وانا س أاتطرف اىل مداخل ة الدكت ورة وف اء عن املقارنة بني شعر الن ساء الندل سيات و ش اعرات الروب ادور الوروبي ات لكنن ي اود قب ل ذل ك ان اذك ر امثل ة من شعر ن سائنا الندل سيات: قالت امرة املرية يف فتى من فتيان ق صر ابيها عرف بال سم ار: ال ليت شعري هل سبيل اخللوة ينزه عنها سمع كل مراقب ويا عجبا ا شتاق خلدة من غدا ومثواه مابني احل شاء والرائب وتقول يا مع شر النا س ال فاعجبوا مما جنته لوعة احلب لوله مل ينزل ببدر الدجى من افقه العلوي للرب ح سبي مبن اهواه لو انه فارقني تابعه قلبي! وقي ل ان ق س مونة بنت ا س ماعيل كانت جميل ة جدا وم ع ذلك مل يتق دم للزواج منها احد فوقفت امام مراآتها متح س رة وان شدت تقول: ارى رو ضة قد حان منها قطافها ول ست ارى جانيا ميد لها يدا وال ش اعرة ام الهناء عرفت برقة ال ش عر والغزل العنيف: جاء الكتاب من احلبيب باأنه سيزورين فا ستعربت اجفاين غلب ال سرور علي حتى انه من ع ظم فرط م سرتي ابكاين يا عني صار الدمع عندك عادة تبكي من فرح ومن احزان فا ستقبلني بالب شر يوم لقائه ودعي الدموع لليلة الهجران! وق ص ة حف ص ة الركوني ة م ع الوزي ر الو س يم اب ي جعف ر اب ن س عيد ظريفة وطويل ة لكن ت س تحق التوق ف عندها قالت فيه: اغار عليك من عيني رقيبي ومنك ومن زمانك واملكان ولو اين و ضعتك يف عيوين اىل يوم القيامة ما كفاين! ويف ح ب ابي جعف ر تفقد حف ص ة دلل امل ر أاة وكربياءه ا فامل راأة مه م ل ج بها الع ش ق فانه يجمل بها ان تكون املطلوبة ل الطالبة لكن حف ص ة ل تعر وزنا لذلك وي س تبد بها الع شق اىل صاحبها ورمبا مل يكن م ض ى على فراقهم ا وقت طويل فتبعث اليه بهذه البيات: ازورك ام تزور فاإن قلبي اىل ما ت شتهي ابدا مييل وقد امنت ان تظمي وت ضحى اذا وايف ايل بك القبول فتغري مورد عذب زلل وفرع ذ ؤوابتي ظل ظليل فعجل باجلواب فما جميل انا تك عن )بثينة( يا )جميل(! لكن حف ص ة تتغلب عل ى ترددها فتذهب بنف سها اىل حمبها وتطرق بابه وتبعث اليه ببطاقة كتبت عليها الآتي: زائر قد اتى يجيد الغزال وطلع حتت جنحه للهالل بلحاظ من سحر بابل صيغت ور ضاب يفوق بنت الدوايل يف ضح الورد ما حوى منه خد وكذا الثغر فا ضح لالآيل ما ترى يف دخوله بعد اذن او تراه لعار ض يف انف صال! مع ان ال ش اعر هنا جريئ ة يف طرق باب مع ش وقها ال انها مهذبة متذللة يف طلب الذن بالدخول. فمن كان هذا الوزير املطارد س أانقل ما قراأته عن ق صته مع حف صة من النرنيت: لق د كان ابو جعفر ان س انا هادئا ش اعرا متزنا ولن س تمع اليه بق ص ق ص ة ذهاب حف ص ة الي ه وطرقه ا باب ه وظ روف ان شغاله آانذاك وكيف ا ستقبلها. مع د. حممد مكية يق ول اأب و جعف ر: اأق س م ماراأي ت ول س معت مث ل حف ص ة وم ن بع ض م ا اأجعل ه دلي ل ال عل ى ت ص ديق عزم ي وب ر ق س مي اأين كنت يوم ا يف منزيل مع من يج ب اأن ي حل ى معه من الأج واد الكرام بالب اب ي ض رب فخرجت جاري ة تنظر من ال ض ارب فوجدت اأم راأة فقالت لها : ماذا تريدين فقالت اأدفعي اإىل س يدك هذه الرقعة فجاءت برقعة فيها : زائر قد اأتى بجيد الغز ال الأبيات. فعلم ت اأنها حف ص ة فقم ت مب ادرا للب اب وقابلتها مبا يقابل به من ي ش فع له ح س نه واآدابة والغرام به وتف ضله بالزيارة. و كان اأبو جعفر على حبه ال شديد حلف صة يف نهاية من التزان قول و س لوكا اما هي فكانت اجراأ منه قالت: ثنائي على تلك الثنايا لنني اقول على علم وانطق عن خر وان صفها ل اكذب الله انني ر شفت بها ريقا ارق من اخلمر! كان الوزي ر اب و جعف ر س عيدا بح ب حف ص ة لك ن ام ي ر غرناط ة املوح دي اب و س عيد عثمان ب ن عبداملوؤم ن طمع يف حبه ا فقت ل حبيبه ا ابا جعفر س نة 1198 م من اجل ذلك حزنت عليه حف صة كث ي را وجاه رت برثائه والب كاء عليه ولب ست احلداد فهددها املوؤمن وقالت: هددوين من اجل لب س احلداد حلبيب اردوه يل باحلداد رحم الله من يجوز بدمع او ينوح على قتيل العادي و سقته مبقل جدد يديه احيث ا ضحى من البالد الغوادي و ضاأكتفي بذكر ا س ماء بع ض ال شاعرات الخري ات مث ل نزه ون الغرناطي ة ومهجة القرطبية وحف صة بنت حمدون لنني ل اريد ان اثقل هذه الكلمة بالكثر من المثلة ال ش عرية فان ا اود ان انتقل اىل مقارن ة الدكت ورة وفاء ال س بيل بني ال شعر الغزيل عند ال شاعرات الندل سيات و شعر شاعرات الروبادور الوروبيات فالدكتورة جتد نقاط التقاء بينهما: تقول حف ص ة املركوني ة حلبيبها الوزير ابي جعفر )كما ذكرنا(: ازورك ام ت زور قلب ي ف ان قلب ي... البيات ونتاب ع كالم الدكت ورة وف اء انه ا ت س تعجله يف ال رد على طلبه ا وتغريه بقبالته ا الت ي س ينهل منه ا الع ذب الزلل ويحت ض نها حيث سيظله شعرها الغزير!!! وجن د عن د ش اعرة الروب ادور الم ر نف سه: ايها ال صديق الو سيم الفاتن اللطيف متى تكون حتت سيطرتي لو ا س تطيع ان ا س تلقي اىل جانبك ولو ساعة واعانق جبك... اعلم انني ضاأمنح اأي شيء مقابل ان اجعلك زوجا يل انها تدعوه ص راحة اىل بيتها وتت ساءل مت ى ميكنه ا ان تفع ل ذلك ب ل انها تعد بانه ا س تبذل كل ما يف و س عها لتجدها قربها وتوا ص ل الدكتورة وفاء كالمها: ويك ث رث احلدي ث ع ن الرقيب والوا ش ي ل دى ال ش اعرات الندل س يات...ها ه ي ام الك رم ب ن ص مادح تتمنى خل وة مع حبيبها بعيدا عن عني الرقيب: ال ليت شعري هل سبيل خللوة ينزه عنها سمع كل مراقب ويا عجبا ا شتاق خلوة من غدا ومثواه مابني احل شا والرائب وتقول نزهون الغرناطية ت صف ليلة من ليايل مباذلها وقد غاب عنها الرقيب: ل ل ه در الليايل ما اأحي سنها و ما اأحي سن منها ليلة الأحد ل و كنت حا ضر نا فيها وقد غفلت عني الرقيب فلم تنظر اإىل أاحد اأ ب صرت شم س ال ضحى يف ساعدي قمر بل رمي خازمة يف ساعدي اأ سد وجن د الفك رة نف س ها عن د ش اعرة الروب ادور حي ث ت س مي الرقي ب Lauzengiers وه ذا الوا ش ي احيان ا يك ون موظف ا م ن قب ل ال زوج الغي ور ليتج س س عل ى زوجت ه وهو ال شخ ص ية املراقبة التي تظهر ص عوبة احل صول على اخل صو صية يف البالد. مما يجعلني اغني بابتهاج وليزعجني ابدا او ينزل من معنوياتي هوؤلء الرقباء احلقرون هناك يحاولون ايذائي احاديثهم ال شيطانية لترعبني انها بالعك س ت ضاعف ابتهاجي وتع ب رب كونتي س ة دي ا ) 1140 م( ع ن جرحها يف حبها: رغ م انن ي اف ض ل ال س كوت ال انن ي ضاأغني عن املرارة التي اح سها جتاهه الذي احبه اكرث من اأي شيء لجتدي معه رحمتي وح سن سلوكي جمايل وف ضائلي وذكائي لقد خدعت واحتيل عقلي كما لو انني كريهة مبعنى الكلمة متاما مثلما اح س ت ولدة عندما مال ابن زيدون اىل جاريتها ال سوداء لو كنت تت صف يف الهوى ما بيننا مل تهو جاريتي ومل تتغر... البيات نح ن ن ش عر بالمتن ان جله د الدكتورة وفاء ال س بيل يف قراءة ش عر ال شاعرات الروبادوري ات بلغت ه الالتيني ة )كم ا اح س ب( وترجمت ه اىل العربي ة وه ذا يجعلن ي ازداد قناع ة ب اأن املراأة العربية الندل س ية هي اق رب اىل املراأة الوروبية منها اىل املراأة امل ش رقية فانا مل اجد امراأة م شرقية تتحدث مبثل جراأة نظرتها الندل س ية وان اق صى ما ذهبت اليه املراأة يف ال ش رق العربي هو رغبتها يف ش رب اخلمر وحلمه ا يف ان تكتحل عيناها بروؤية رجل عرف بو سامته. لكنن ي مل اك ن وراء احل ب عن د امل راأة العربي ة فقط ب ل كنت ابحث ع ن املراأة العربي ة )املثقف ة( هل كانت لدينا ن س اء مثقف ات م ن ط راز هلدغ ارو او بئغ ن او هيلوي ز )م ن الق رن الث اين ع ش ر( ل اعتق د وان ا س اأتوقف طوي ل ال عن د هيلوي ز لرنى من ه ي واأي ام راأة هي املراأة الوروبية املثقفة لكنني ضاأعت صر ذاكرت ي بحثا عن نظائ ر عربية ميكن ان تعتربها مناذج للمراأة املثقفة او املتميزة مبوهبة ما فجاءت على بايل اخلن س اء وليل ى الخيلي ة ورابع ة العدوي ة وا س تثنيت اخلن س اء لنه ا تنتم ي اىل زمن قدمي رغم انها ا ش عر من زميلتيها ومن اأية ش اعرة عربية اخرى ورغم ان ق صة زواجها مثرة للف ضول لكن الرجل ال ذي كان حم ور حياته ا ه و اخوه ا ) ص خر( اكرث م ن )دريد( الذي رف ض ته وبق ي يهواه ا حت ى موته ا او موت ه وهو كان اف ض ل م ن تزوجته م ع ذلك لتنتم ي اخلن س اء اىل ف ص يلة الن س اء العا ش قات ممن ه ن مو ض ع اهتمامنا اما ق صة ليلى الخيلية ف سنتوقف عندها لأنها تاأتي على مرمنا يف اطار اهتمامنا ه ي كان ت عا ش قة و ش اعرة ومتاألق ة يف جمتمعه ا عرف ت بجماله ا و س حر شخ ص يتها وف ص احتها عا صرت صدر ال س ل الم والع ص ر الم وي )توفيت يف ح دود 700 م( يق ال انها نظمت ش عرها الول يف رثاء حبيبه ا توبة بن احل مر الذي جت راأ فذكر ا س م حمبوبت ه خارقا بذل ك ع ادة عربي ة را س خة وادى ذل ك اىل ف ش ل م ش روع زواجهم ا فقد رف ض ابوها زواجها من عتبة وزوجها من ابي الذلع لك ن زواج ليلى مل مينع توبة من زيارتها وك ث رثت زياراته لها فتظلم بنو الذلع اىل ال س لطان الذي اهدر دم توبة اذا عاود زيارة ليلى فاخذوا ير صدونه يف امل كان املعت اد وذات يوم علمت ليلى مبج يء توبة فخرج ت للقائه س افرة وجل س ت يف طريقة فا ستغرب خروجها س افرة لكن ه فطن انه ا ارادت ان تعلمه عن كمني ن ص ب له فاخذ فر سه ورك ض وقال توبة: وكنت اذا ما جئت ليلى تربقعت فقد رابني منها الغداة سفورها تزوج ت ليل ى مرت ي ني قي ل ان زوجه ا الول طلقه ا لغرته ال ش ديدة من توبة ام ا زوجها الث اين فهو س وار بن اوفى الق ش ي ري وامللق ب بابن احلي اء وكان س وار ش اعرا خم ض رما من ال صحابة ويق ال ان ليل ى اجنب ت من ه العديد من الولد وكان ت ليل ى م ش هورة ب ي ني اخللف اء والم راء فالقت عل ى اخللفاء ش عرها ونالت منهم العطي ات وكذلك كان ال ش عراء يحتكم ون اليه ا وكان ت تفا ض ل بينهم وكانت تف د على معاوية ف س األها عن توبة الع ش يق اذ كان يذكره النا س باجلم ال وال ش جاعة والك رم فقال ت: )يا امر املوؤمنني س بط البنان حدي د الل س ان ش جي لالأق ران ك رمي املخترب عفيف املئ زر جميل املنظر( ثم ق ال معاوية: )وما قلت ل ه ( قالت: قلت ومل اتعد احلق وعلمي فيه بعيد الرث ى ل ي ب ل غ الق و م ق ع ر ه الد ملد يغلب احلق باطله اذا حل ركب يف ذراه وظله ليمنعهم مما تخاف نوازله حماهم بن صل ال سيف من كل فادح يخافونه حتى متوت خ صائله فقال لها معاوية: )ويح ك! ايزعم النا س ان ه كان عاه را خاوي ا ( وقال ت م ن ساعتها: معاذ الهي كان والله سيدا ج وادا عل ى العالت جماأ نوافله اأغر خفاجيا يرى البخل سبة حت ل ب ك ف اه الن دى واأنام ل ه عفيفا بعيد الهم صلبا قناته جميال حمياه قليال غوائله فق ال له ا معاوي ة: )ويحك ي ا ليلى لقد جزت بتوبة ق دره( فقالت: )الله يا امر املوؤمن ي ني لو راأيته وخربت ه لعرفت اين مق ص رة يف نعته واين ل ابلغ كنه ماهو اهل ه( فقال لها معاوية: )م ن اأي الرجال كان ( فقالت: اأ ت ت ه امل نايا ح ني مت مت ام ه واأ ق ص ر عنه ك ل ق ر ن ي طاول ه وكان كليث الغاب ي ح مي ع ر ين ه وت ر ض ى ب ه اأ ش بال ه وح الئ ل ه غ ض وب ح ل يم حني ي طل ب ح ل م ه و سم ز عاف ل ت صاب م قات ل ه ق ال: فاأمر لها بجائ زة عظيمة وقال لها: )خربين ي باأج ود ما قل ت فيه ش يئا ال والذي فيه من خ ص ال اخل ي ر اكرث منه ولقد وجدت حني قلت: جزى الله خرا واجلزاء بكفه فتى من عقيل ساد غر مكلف فتى كانت الدنيا تهون با سرها عليه ول ينفك جم الت صرف ان ا ا س هبت يف حدي ث ليل ى الخيلي ة وتوبة و ضاأنقل املزيد من اخبارهما لأن ق ص تهما كانت شائعة ويبدو ان ق ص ص الع ش ق عند الع رب كانت ش يئا مل ت أالفه النا س وتراه مثرا جدا للف ض ول لأن الع ش ق يجرح العراف...لكنني س اأنقل اي ض ا لقاءه ا مع احلج اج فه و ل يقل اهمي ة بع د ان ان ش دت احلجاج ش عرا )لي ستحقه( قالت: غالم اذا هز القناء سقاها فقال لها احلج اج: )لتقويل غالم قويل همام( وكان عل ى حق ثم قال لها: )ان ش دينا ما قلت يف توبة( فان شدته قولها: ف إان تكن القتلى بواء فاإنكم فتى م ا قتلتم اآل عوف بن عامر أاتته املنايا دون زغف ح صينة واأ سمر خطي وخو صاء ضامر فنعم الفتى اذا كان توبة فاجرا فوق الفتى ان كان لي س بفاجر فقال لها ا س ماء بن خارجة: )ايتها املراأة انك لت ص فني هذا الرجل ب شيء ما تعرفه الع رب في ه( فقال ت: )ايه ا الرج ل هل ر أاي ت توبة ق ط ( ق ال: )ل( فقالت: )اما والل ه لو ر أايت ه ل وددت ان كا عاتق يف بيتك حامل منه( ولليل ى الخيلي ة ش عر كث ي ر يف توبة لكنن ي ل ارى ص احبة اىل ذك ره بعد ان اف ضت يف احلديث عن اخبارهما. وان ا كن ت ابحث ع ن الن س اء العربيات املتمي زات يف حترره ن ويف مداركهن الثقافية واقارنهن بهيلويز التي س اآتي اىل ذكره ا وق د وج دت يف ال ولدة الندل سية ويف ليلى الخيلية منوذجني ي ص لحان للمقارن ة بامل راأة الوروبي ة املتح ررة واملتاألقة يف مداركه ا العقلية كان ت هيلويز عا ش قة وجريئ ة جدا يف ع ش قها وكان ت ص احبة قل م ل يب ارى ومثقف ة من طراز رفيع ج دا اما الولدة فكان ت متح ررة ج دا اي ض ا وكان ت ش اعرة ان الفر ص املتاح ة للم راأة العربي ة يف دني ا الثقافة هي ان ت ص بح ش اعرة وكانت ليلى الخيلي ة متحررة اي ض ا لكن بيئتها خذلتها ومع ذلك بقيت جتاه ر بع ش قها وه ي اغزر ش عرا من ال ولدة ال ولدة كانت هاوية ش عر اما ليل ى الخيلي ة فكان ت حمرفة ال ش عر وكان ت مو ض ع اعج اب الف رزدق الذي ف ض لها عل ى نف س ه واأبي نوا س الذي حفظ الكثر من ش عرها وابي متام الذي ض رب املثل ب ش عرها وحتى ابي العالء الذي و صف شعرها بانه ح سن ظاهرة. ونحن لحظنا ان املراأة الندل س ية كانت جريئ ة جدا يف الع راب عن م ش اعرها العاطفية جتاه الرجل اىل حد انها كانت تط رق باب ه دون هجل او وج ل ونحن مل جند يف امل ش رق مثل هذه اجلراأة عند املر أاة رمبا با ستثناء ليلى الخيلية لكن مبقدار او ب شيء من التحفظ و ضاأروي نها ق ص ة ا ص رارها على تعلقها بحبيبها توب ة ام ام زوجه ا عل ى رغ م طاب ع امليلودراما الذي صيغت به هذه الق صة. جاء يف كتاب ق ص ص العرب ان ال شاعرة ليل ى الخيلي ة م رت م ع زوجه ا بق ب رب ع ش يقها توب ة ب ن احل م ي ر فق ال له ا زوجها: )هذا قرب الكذاب الذي قال: )ولو ان ليل ى الخيلي ة س لمت عل ي ودوين جندل و صفائح/ل سلمت ت سليم الب شا شة او زق ا اليه ا ص دى م ن جان ب الق ب رب ص ائح( فقالت ليل ى الخيلي ة لزوجها: )دعه( فقال: )اق س مت عليك ال ما دنوت منه ف سلمت عليه( فاأبت فكرر عليها ذلك فلم ا تقدم ت اىل الق ب رب وقالت: ال س ل الم عليك يا توبة طار من جانب القرب طائر كان هن اك )وقيل بومة( المر الذي ادى اىل ان ينف ر منه جمل ليلى فوقعت منه فاندقت عنقها وماتت من وقتها. وروي ت هذه الرواية يف ص يغة اخرى قي ل اقبلت ليل ى م ن س فر وارادت ان تزور ق ب رب توبة ذات ي وم ومعها زوجها ال ذي كان مينعه ا لكنه ا قال ت: )والله ل اب رح حتى ا س لم على الق ب رب( وقالت: )ال س ل الم عليك يا توب ة( ثم قالت لقومها: )ما عرفت له كذبه( فلما س األوها عن ذلك قالت: الي س هو القائل: ولو ان ليلى الخيلية سلمت علي ودوين تربة و صفائح ل سلمت ت سليم الب شا شة او زفا اليها صدى من جانب القرب صائح ه ذه ق ص ة درامي ة تلتقي يف نق اط مع ق ص ة قي س وحمبوبت ه ليل ى العامرية وانا ل ا ستطيه هنا ان اذهب اي ضا اىل ما ذهب ت اليه من اعتبار ق ص ة قي س وليلى قد تكون ا س طورية فرغم تطابق ا سمي ليل ى العامرية والخيلي ة ال ان الثانية معروفة ك شاعرة مهمة ولها دواوين اما ليلى العامرية فلعلها كانت شيما. وعل ى اية حال ان ا ل اريد ان ا ش ك يف م ص داقية ليل ى الخيلي ة س وى انني ا ض يف ق ص ة غرامها بتوبة اىل ق ص ص احلب العذري مع انني ل اريد ان اتخلى عنها كمر ش حة للمر أاة العربي ة )املثقفة( يف سياق مقارنتها بهليويز وهيلدة غارد اوف بنغن. وقب ل ان انتقل اىل هيلوي ر التي كانت حمفزي لكتابة هذه الكلمة ارى ان اتطرق اىل ام راأة عربية اخ رى كانت لمعة يف ش عرها وافكاره ا املتفل س فة اعنى بها رابع ة العدوية وكان ي س عدين ان اقف على اخبارها كامل ة ورمبا على موؤلفات صورة عائلية مع فوؤاد التكريل كتب ت عنه ا لكن ه ذه الكتابات لي س ت متوف رة ل دي فاكتفي ت مبا قر أات ه عنها يف النرني ت وانا غر قانع بح ص يلة ما فزت ب ه من معلومات ش حيحة عنها فف ي ظني انن ا مل نعرف س وى اجلانب الظاهر الطايف من شخ صيتها وحياها ان ال ش يء الوحي دة ال ذي تبق ى ل ه م ص داقية من رابعة العدوية هو شعرها )ال اذا تخل عنها مع اننا سوف نرى ان هناك شكوكا حول بع ض شهرها و سوي ذلك ان حياته ا يكتنفها الغمو ض وهي عر ض ة للتاأوي ل الت والت ص ورات لك ن فلنقراأ ما جاء عنها يف النرنيت(: عا ش ت ب ي ني م ول دت يف الب ص رة م ن ابوي ن فقري ن ج اءت بع د ثالث بنات ف س ماها ابوه ا رابعة كان ت رائع ة اجلم ال وعم رت طوي ل ال ومل تت زوج بعد موت ابيه ا وامها دون ان يركا ش يئا س وى قارب ينقل النا س بدراهم مع دودة عملت مكان ابيها )ملاذا ه ي دون اخواته ا الك ب رب س نا ( وبعد العم ل كانت ته ون على نف س ها بالغناء )وهذا يقدم تربيرا للفيلم امل ص ري الذي انت قد لنه ص ورها لهي ة اول المر( ثم انقطع ت ع ن الناء وا س تبدلت ا ش عار اللهو واملحبوب با شعر الزهد وال صالح وبداأت بحفظ الق ر آان والعبادة والتهجد يف هد أاة الليل. ث م حدث ت جماعةوقح ط وجف اف فت ش ردت رابع ة واخواته ا ومل تلت ق بواح دة منهن واختطفه ا ل ص وباعها يف س وق العبي د واذاقها التاجر س وء العذاب لكنها ص ب ربت وتعر ض لها ذئب ب شري يوما فدافعت عن كرامتها وعفتها حتى ك س ر ذراعها وذهبت ت س جد لربها ش كرا اننجاها وا س تغنت بربها عن كل ش يء وذات يوم س معها س يدها وهي تدعو الله ان يخل صها من الرق فرق قلبه واعتقها. واعتزلت اخللق وبنت لنف س ها م ص لى منفردا وق صدت امل س اجد ل سماع الفقه وعندما عر ض عليها الزواج من ص احب غنى وج اه كتبت اليه تق ول: )اما بعد فان الزهد يف الدنيا راحة القلب والبدن وان الرغبة فيها تورق الهم واحلزن فما ي سرين ان الله خولني ا ضعاف ما خولك في شغلني بك عن طرفة عني وال سالم(. وامل ال عنده ا لي س مدع اة للف رح بل ي ستوي عندها والراب ودفنت بالقد س وقربها علىراأ س جبل الطور. هنا ميكن ان يطرح غر س ؤوال عن كل ما ورد لكننا ل نريد ان نزج انف سنا يف هذه التفا ص يل فم ا يهمنا هو ش عرها الذي يجعلنها نغ ض الطرف عن كل شيء اآخر لنه شعر رائح! ولق د لف ت اهتمامي عالقته ا بالله التي رمبا تاأث ر بها احلالج يف قوله ال ش هر: )ان ا من اه وى وم ن اه وى انا/نحن روح ان حللن ا بونا( وه و يذكرنا بقول رابع ة: )احبك حبيبي حب الهوى/وحبا لنك اهل لذلك( ان ا اريد ان اقول ان رابعة العدوية كانت عا ش قة وه ي مل جت د مع ش وقا جديرا بالع شث س وى الله لن س تمع اىل قولها من اوله: عرفت الهوى مذ عرفت هواك واغلقت قلبي عمن سواك وكنت أاناجيك يا من ترى 12

8 خفايا القلوب ول سنا نراك اأحبك حبين حب الهوى وحبا لأنك اأهل لذاك ف أاما الذي هو حب الهوى ف شغلي بذكرك عمن سواك واأما الذي اأنت اأهل له فك شفك للحجب حتى اأراك انا لدى قناعة ب أان رابعة جربت اجلن س كاغت صاب فاذا ا صحت رواية اختطافها عل ى يد ل ص فالل ص مل يوفرها وعندما بيع ت اىل تاج ر فالتاج ر مل يوفره ا اي ض ا لنها كانت ملك يديه هي اذن مل تر يف الرجل س وى المتالك اجلن س ي لذلك وجدت يف الله حبها و س تلتقي هنا مه هيلويز الت ي حتول حبها عن ابيالرد اىل امل س يح ول اريد ان اترك رابعة قبل ان اتطرق اىل مناذج اخرى من ش عرها اعجبني قولها: وزادي قليل ما اراه مبلغي اللزاد ابكي ام لطول م سافتي احترقني بالنار يا غاية املنى ف أاين رجائي فيك اين خمافتي انه ا تناج ي ربها وت ش كوه من ض يق حالها و ش قائها يف حياته ا ثم )تعاتبه( اذا ر أاى ان ي ص ليها ب ش واظ اجلحي م وتت س اءل ه ل ميكن ان يخي ب املها يف لطف ه لكن م ا هذا احل ب الذي تن ش ده يف الل ه انه كيان جمرد من كل ال ص فات املادي ة واحل س ية انه فوق كل ت ص ور لكنه يف اللغة مذك ر ولي س موؤنثا فهول المثولة لل ض مر )هو( انه هو الهائل يف موا ص فاته و)هو( احللم والمل واملالذ وال سعادة طبعا واحلب: يا سروري ومنيتي وعمادي واأني سي وعدتي ومرادي. أانت روح الف ؤواد أانت رجائي أانت يل موؤن س و شوقك زادي. أانت لولك يا حياتي واأن سي ما ت شتت يف ف سيح البالد. لكن هناك من يرى ان ما ورد من ش عرها يف الع ش ق ابيات من ق صيدة ابي فرا س احلم داين يف ال س ر وه و وارد يف طبعات ديوانه. انا مل يت س ن يل ان احقق ذمل... ارجو ان ل يدعونا هذا اىل الت شكيك يف م صداقية شخ ص ية رابعة و شعرها فانا ل اريد ان حترم من وجود انثى مت ص وفة صحيح ان ق ص ة حياته ا غام ض ة وي ص عب ت ص ديق بع ض مفا صلها لكنني ل اعتقد ان شعرها كله منتحل ان ق صيدة )احبك حبيبي( هي شعر امراأة. ولنن ي مل اع د ق ادرا على الذه اب اىل املكتبات وامل ص ادر فقد حاولت احتالب النرنيت احتالبا فع صرت على صفحة او صفحات بعنوان )رابعة العدوية( هي زاوي ة املهتم ي ني بفكرها وبن س كها ويف هذه الزاوية كثر من الكالم لغر رابعة لكنني قراأت شيئا من سوبا اليها قيل بلغة اكرث ح سية: كاأ سي وخمري والندمي ثالثة و أانا امل شوقة يف املحبة: رابعه كاأ س امل سرة والنعيم يديرها ساقي املدام على املدى متتابعه ف إاذا نظرت فال اأ رى اإل له و إاذا ح ضرت فال اأ رى اإل معه هل ه ذا ش عرها اذا فكرنا عل ى طريقة املت ص وفة قلن ا: نع م وال فه ل ميك ن ان يكون مو ض وعا ان ا ل اريد ان اقطع يف ش يء لكنن ي س افر ض ان رابع ة العدوية شخ صية من حلم ودم واحلقها بالعا شقات. ان ا تطرقت اىل ذكر عا ش قات اوروبيات من القرون الو س طى من بني ش اعرات الروب ادور ونقل ت املقارن ة الت ي عقدته ا الدكت ورة وفاء ال س بيل من بني ش عرهن يف الع ش ق و ش عر ال ش اعرات الندل س يات ووجدنا نقاط التقاء بينهن وبني ال ش اعرات الندل س يات اما الن فاحب ان انتقل اىل منوذج اآخر من املراأة الوروبية العا ش قة ترك اث را جميال يف الثقاف ة الوروبي ة والعاملي ة وحفزين على مقانته بادب الع شق الن سوي عندنا انني ا ش ي ر هنا اىل ق صة احلب املعروفة ب ي ني هيلوي ز وابي ل الرد او ابي ل الرد وهيلويز التي ا صبحت ا شهر ق صة حب واكرثها تراجيدية يف اوروبا كلها. آاه ل ش د م ا ان ا مبلب ل الفكر ب داأت هذا املق ال )ال ذي ا س تطال باحلدي ث او التفك ي ر يف احلدي ث ع ن احل ب ويف ذهني امر أاة واحدة جننتني هي هيلويز الفرن س ية املذهل ة ابن ة الق رن الث اين ع ش ر ثم ت س اءلت مع نف س ي ه ل كانت لدينا ن س اء على غرار هيلويز واراء يل باديء المر ان تربتنا مل تنجب مثل هذه امل ر أاة فهمي جمعت بني اجلمال والذكاء والثقاف ة الرفيع ة نح ن مل تنق ص نا الفاتنات ابتداء من الب س و س ومرورا باخلن س اء و س كينة وكل ن س اء عمر بن اب ي ربيع ة والفاتن ات اللواتي دوخن ه ارون الر ش يد يف قول ه: مل ك الثالث الن س ان عناين/وحلل ن م ن قلب ي بكل م كان( لكن لي س باجلم ال وحده ينبغي ان تتاألق املراأة. فه ل كانت لدينا مثقفات مذه ل الت مث ل هيلويز لكن قب ل ذلك هل كان ت لدينا ن س اء ميلك ن زم ام امرهن كاملراأة الوروبية هل كانت لدينا ن س اء جريئات مثل هيلوي ز وهل كانت عندنا حمب ات وعا ش قات ولي س مع ش وقات فقط نعم كما مر بنا ولكنني كنت شديد الف ض ول بالن س بة لليلى ص احبة قي س هل كا قلبها مييل اليه )مع انني ش ككت بكل الق صة( ويف اطار ما قراأنا من اخبار عن ق ص تها م ع املجنون علمن ا ان ليلى كان ت تري ده اي ض ا ففي رواي ة )كتاب الغ اين( انه ملا خ رج زوج ليلى وابوها يف سفر )لكن كيف اتفق ان يخرج زوجها وابوها يف سفر ( ار س لت ليلى باأمة لها اىل املجن ون فدعته فاق ام عندها ليلة فاخرجت ه يف ال س حر وقال ت له: ) س ر ايل يف كل ليلة ما دام القوم س فرا ( فكان يختل ف اليها حتى قدم وا وقال فيها يف آاخر ليلة لقيها وودعته: متتع بليلى امنا انت هامة من الهام يدنو كل يوم جمامها متتع اىل ان يرجع الركب انهم متى رجعوا يحرم عليك كالمها آاه ان ه ذا اخل ب رب يب دو م ن ف ب ربكات صانعي الق صة فهناك اكرث من شك ميكن ان يثار حول مبيت ليلى عند قي س لكننا تقبلنا اخلرب لننا نحب ان يكون هكذا! لك ن الن س اء الندل س يات ك ن جريئ ات يف ع ش قهن وانا اعجبت بق صة حفيظة الركوني ة مع الوزير الو س يم ابي جعفر ابن سعيد وا صرارها على حبه واحلداد علي ه متحدي ة الم ي ر ال ذي اغتال ه وهي ق ص ة جدي رة ب ان تكون مو ض ع اعجابنا وتعطينا فك رة عن جراأة املراأة الندل س ية وانا بقيت ابح ث عن امراأة عربي ة يف م س توى هيلوي ز ف ت راءئ يل ان ال ولدة رمب ا كانت مر ش حة لهذه املهم ة لكن الولدة كانت امراأة عا ض مة بالن س بة يل فهي احبت ابن زيدون ومل حتب ه واب ن زي دون هن ا قد ميك ن ان يذكرن ا ب شخ ص ية ابيالرد اب ن زيدون كان وزيرا وكان ش اعرا متميزا وكاتبا وابي ل الرد كان م ن عائل ة نبيل ة وكان فيل س وفا ولعله كان املع مثقف اوروبي يف القرون الو سطى ولعل الولدة كانت اكرث ام راأة )عربية( تذكرنا بهيلويز مع انه ا مل تكن جتي د الالتيني ة واليونانية والعربي ة برباع ة تاك ة كهليوي ز رمبا لنها مل تكن يف حاجة اىل ذلك لنها ابنة خليفة و ش اعرة جمي دة لكن الولدة مل تع ش جتربة حب تراجيدية مثل هيلويز وان ا ل ادري ملاذا ا ص ررت على املقارنة بينهما وحتى بني ابيالرد وابن زيدون و س اترك للقراء ان يحكموا بعد ان اقدم لهم معلوات عن هيلويز وابيالرد. لكنن ي اود ان اق دم ص ورة عن الع ص ر الذي عا ش فيه ابي ل الرد وهيلويز )القرن الث اين ع ش ر( وهو نف س الع ص ر الذي عا ش في ه ابن زي دون والولدة اي ض ا كان هذا ع صر )نه ضة( اولية يف اوروبا فيومذاك كانت موؤلفا اآوؤ سطو قد مت نقلها اىل الالتينية عن اللغة العربية ومت بناء كاتدرائي ة ش ارتر ف وق حق ول فرن س ا بزجاجي ات نوافذه ا اجلميل ة وبنائه ا اجلمي ل و ش غلت امل س رح ال سيا س ي ايلين ور الكويتاني ة )ام ريت ش ارد قلب ال س د( ون ش اأ ال ص راع ب ي ني توما س بيكي ت وامللك ه ن رني الين )ال ذي كتب عن ه م س رحيته اجلميل ة ج ان اآن وي بيكي ت( او فريدري ك باربارو س ا ارعب الفالحني والبابا على حد سواء ووبخته هيلوغارد اوف بنغن املع ن س اء اوروبا يف القرون الو سطى واوعز برنارد اوف كلرفو ب ش ن احلرب ال ص ليبية الثانية وا صبحت مدر سة الكاتدرائية يف باري س مهي اأة لن تك ون نواة جلامع ة باري س وا س تقبلت ادارته ا كتاب ات هيلوغارد ويف شرقنا العربي ملع ا سم صالح الدين اليوب ي وحرر القد س من ال ص ليبيني ودخ ل يف ص راع وحل ف مع ريت ش ارد قل ب ال س د اب ن ايلين ور الكويتاني ة واملل ك ه ن رني الثاين مل ك انكلرا ويف تل ك الي ام ظه ر ش عراء الروب ادور )هن اك راأي لميكن القط ع به يذهب اىل ان كلم ة Troabadour م ش تقة من كلم ة )طرب( العربية ومن بني من رعوا شعر وغناء ومو س يقى الروبادور ملك ناف ارا وملك ا س بانيا وريت ش ارد قلب ال س د وامه ايلينور الكويتانية وهي حفيدة وليم التا سع كان جدها اول ظهر للمو س يقى الر س تقراطية للروبادور ووا ص ل ابوه ا ولي م العا ش ر رعاي ة املو س يقى وال ش عر للروب ادور وفيما بعد ابنته ايلينور وكذلك ابنها ريت شارد قلب ال س د ويف تلك اليام عرفت ق ص ة هيلويز وابيالرد. ق ص ة هيلوي ز وابيالرد اثارت ال ش كوك حول م ص داقيتها لغرابته ا وعلى وجه اخل ص و ص غراب ة شخ ص ية هيلوي ز التي تدعونا اىل ان نردد يف ت ص ديقها لح سا س نا بان سلوكها كان يبدو متقدما عل ى زمانه ا بت س عة قرون )هي عا ش ت يف الق رن الث اين ع ش ر( لكن ح ص يلة الدرا سات عنها تو صلت اىل دعم الثقة يف م صداقيتها و سنعود اىل هذااملو ضوع. س اأقول ان اكرث امراأة اذهلتني و ش غلت ب ايل ه ي هيلويز ه ذه ام راأة حقيقية ولي ست روائية لكنها كانت اكرث روائية م ن اأي ة شخ ص ية روائية وانا ش غلت به ا كث ي ر و ش غلت بق ص تها وبجوه ر شخ صيتها فهمي كانت امراأة ا ستثنائية يف شخ ص يتها لك ن الق در خذله ا فحر صها من ان توا صل حياتها كما كانت حتل م وكم ا كان يحلم حمبه ا ابيالرد ولنتابع ق صة حبهما املجه ض. حتدر بيرب ابيالرد ) ( من عائلة فرن س ية نبيلة من الدرجة الثانية رف ض النخ راط يف ال س لك الع س كري الذي يحبذه ابناء طبقته وف ض ل درا سة الفل س فة مببارك ة ابي ه و س رعان م ا ا ص بح فيل س وفا سكول س تيا و ضليعا يف املنط ق وكان مو س يقيا ال ف فيم ا بع د اع ذب الغ اين ملحبوبت ه هيلويز وق د و ص فه قامو س فل س في )باأنه املع مفك ر واج راأ لهوتي يف الق رن الثاين ع ش ر( وكامنتميزا يف املظهر وال سلوك و سرعان ما ا صبح معبود اجلماعر قيل ان اآلف التالمي ذ م ن كل البل دان كانت تق ص ده ل شهرة تعليمة واثرى من هدايا تالميذه وحظي ب ش هرة عاملية وا صبح ي شعر كما يقول باأنه الفيل سوف الوحيد يف الع امل ال ذي مل ي فح م كان خمل ص ا لعلم ه وعا ش حياةمنتظم ة تخللته ا سجالت فل سفية ثم يف عز شهرته عا ش جتربة ح ب مذهلة ومدمرة م ع تلميذته هيلويز 1100/1090( )1164 املتاألقة يف جماله ا وذكائه ا وكان ابي ل الرد على علم ب سمعتها حتى قبل ان يلتقي بها وقال عنها وهي ما تزال يف بدايات الع ش رينات من عمرها انها )ذائعة ال ص يت يف اململكة( وهناك شهادات اخرى يف حقها وقد تلقت تعليمه ا عل ى اي دي راهب ات ارجنتوي الالمعات يف معارفهن ثم ا صبحت واحدة م ن اب رز الكاتب ات يف لتيني ة الق رون الو س طى وو ص فت بان مواهبه ا تاألقت يف قول ال ش عر والبتكار يف النيولوجيا )اللف اظ اجلدي دة( وا س تعمال الكلمات املعروف ة يف مفهومات جدي دة وجعلتها براعته ا الدبي ة تبدو متفوق ة على بنات جن سها وم ض اهية ل ساليب البارعني من الرجال وقد اعرف ابيالرد باأنه اختارها ك ش ريكة لفرا ش ه بعد ان ذاق ل ذة املكاتبة معها وكان ت تتقن الالتينية واليونانية والعربي ة بكفاءة عالية وكانت تعي ش يف منطقة نوتر دام يف رعاية عمها الكاهن غ ي ر الكلريك ي فول ب ربت وا س تطاع ابيالرد ان يقنع عمها بان يدر سها وي سكن معهم ا يف منزلهما منزل عمها وهنا وقع ابيالرد يف حبه ا ومل تقاوم هيلويز هي الخرى الجنذاب اليه. وبعد ان علم العم باأمر حبهما فرق بينهما لكنها وا صال الت صال بال سر اىل ان حملت منه هيلويز فار س لها ابي ل الرد اىل عائلته يف بريت اين حي ث اجنب ت ولدا ا س مته ا س طرلب على ا س م الآلة العلمية ولكي ير ضي عمها اقرح ابيالرد زواجا بال سر لكن هيلويز عار ض ت الزواج يف البداية ث م تزوج ا لي وم واح د فق ط وكذب ت هيلويز كل ال ش ائعات عن ال زواج ولكي يقيه ا ابي ل الرد م ن غ ض ب عمها الب س ها مالب س الراهبات واخفاها يف ارجنتوي الدير الذي ن ش أات فيه فكان ذلك اآخر ق شة عن فولربت ف س خر اوغادا فاجاأو ابيالرد يف منام ه )وقطعوا اع ض اء ج س مه التي ارتكب بها الفاح ش ة( ومل يجد ابيالرد بدا م ن ان ينخ رط يف س لك الرهبنة وتعني على هيلويز ان تعي ش يف الدير و سرعان ما ا ص بحت رئي س ة الدي ر لك ن ابيالرد انقط ع عنها زه اء ع ش ر س نوات وبعد ان وقع ت يف متن اول هيلويز ر س الة من ابيالرد اىل ص ديقه فيلنتو س ي شرح فيها تفا ص يل عالقته به ا كتبت اليه ر س التها الوىل ثم توا ص ل الرا سل بينهما فكان جمموع الر س ائل س بعا اىل جانب ر سالة ابيالرد اىل ص ديقه وهذه الر س ائل التي كتب ت بالتيني ة الق رون الو س طى تعترب الي وم م ن اجمل ما كت ب من ر س ائل يف الراث الدبي الوروبي. ولبد من القول ان ر س الة هيلويز الوىل ش اأن البقي ة تعت ب رب ن ص ا ادبيا مل يكتب مثل ه يف التعبر عن م ش اعر امراأة حمبة ووفية حلبيبها الذي جرح شعورها باعرافه ل ص ديقه انه تعامل معها كج س د لر ضاء شهوته ول شك ان كل شيء تغر بعد اخ ص اء ابيالرد وتغ ي ر هورموناته فوج د ض الته يف الدين واج ب رب هيلويز عل ى ان ت ص بح )اختا ( له وحت ول حبها ال شوك مع عائلته اىل امل سيح فر ضخت من فرط حبها اياه. بعد الت ش ويه الذي تعر ضت اليه ابيالرد ا س لم ام ره اىل الكني س ة وانته ى ح ب ابي ل الرد الدني وي الذي تغنت ب ه الجيال فيم ا بعد كح ب رومي و وجولي ت لكن هيلوي ز بقي ت امراأة ا س تثنائية يف حبها وفل س فتها يف احلب فهي كان ت تعار ض ال زواج وتعت ب ربه )بغ اء( مقنع ا فم اذا كان ت تبغ ي م ن عالقته ا بابي ل الرد يف زمن مل يق دم خيارات جمزي ة للمراأة غر ال زواج ففي ايامها )اوائ ل القرن الثاين ع ش ر( مل تكن من خيارات امام املراأة غر ان تك ون زوجة او راهب ة او رغيا فهل كانت هيلويز ت ص ر على ان تكون ع شيقة ومل تكن ق ادرة يف زمانها عل ى ان تعي ش م ن قلمه ا مثل هذه الفر ص ة حتققت بعد ثالثة قرون عندما ا ستطاعت كري ستني دي بيز ان ت ص بح اول امراأة تعب ش من قلمها ويبدو ان هيلويز كانت او رمبا كانت تفكر يف مثل هذه املهنة يف ق صة حمنته تطرق ابي ل الرد اىل موقفه ا ال س اخر منال زواج بالتف ص يل على اعتب ار ان الفيل س وف ل ينبغ ي ان يتزوج وتل ك كانت وجهة نظر رج ال الفك ر وق د كان ت مو ض ع قناعة هيلويز اي ضا )اأي صنف من ذوي الفكر من الرجال ذاك الذي يتحمل ص راخ الطفال وترنيم ات املربي ات م ن اج ل تهدئته م وثرث رات اخل دم يف البي ت واأي ام راأة ت س تطيع ان تتحم ل ق ذارات الطف ال ( وقد كتب ج ان دي ميون يف حدود 1260 يف كتاب ه عنهم ا Romancela( )Rose مبا يوؤكد مواقف هيلويز هذه من ال زواج قال ان هيلويز عار ض ت الزواج )لك ي يتفرغ ابيالرد للبحث/وي ص بح لها بالكامل/وح را بالكام ل دون ان يقي د نف س ه/وهي الخرى س يكون يف و سعها موا ص لة درا س تها/فهي لتفتقر اىل حب العل م( ويب دو ان هيلويز كان ت تفكر مبا ل ميك ن ت ص وره لك ن هيلوي ز انته ت رئي س ة راهب ات وتوفي ت بع د ابي ل الرد بع ش رين عاما ودفنت اىل جوار قربه يف مق ب ربة الدير وتنق ل ال س اطر ان ذراع ابيالرد امت دت من قربه ل س تقبالها! لكن المرباط ورة جوزفني )زوج ة نابليون( امرت بدفن عظامهما يف مقربة برل ش يز ال شهرة ومل يعرف شيء عن م ضر ابنها ا سطرلب. والن بقي ت لن ا الر س ائل املتبادل ة ب ي ني هيلوي ز وابيالرد وهي م ن عيون الدب الغربي انا قراأتها باهتمام زائد ومبحبة لك ن ق ص ة هيلوي ز وابي ل الرد الفاجع ة احزنتني كث ي را لي س فق ط يف ما تعر ض اليه ابيالرد من اعتداء اثيم ويف انحراف ق ص تهما عن م ضرتها ال س ليمة التي كان يفر ض ان تك ون عليه ب ل يف النتيجة الت ي و ص ل اليه ا ح ب هذين العا ش قني املذهل ي ني فق د ص ادرت الكني س ة حبهم ا ونقلت ه اىل ملكوتها س احقة اروع جتربة حب يف التاريخ. ان ا كنت اري د ان اقف عل ى جتارب احلب عندن ا يف الع امل العرب ي او ال س ل المي وعندهم يف الغ رب وكنت احب يف البدء ان عاملن ا العرب ي كان فيه حب جمه ض او حمبط لكنني اكت ش فت ان المر غر ذلك برغم القيود التي كانت وما زالت مفرو ضة على املراأة يف عاملنا وكنت احب ان اقارن بني احل ب عندنا ويف الغ رب ووجدتني قد واجهت مو ضوعا شائكا لكنني مع ذلك مل اخ رج م ن ه ذه اجلولة ص فر اليدين وانا رمبا ا س هبت يف احلدي ث عن احلب عندن ا واقت ص رت يف احلديث عن احلب يف الغ رب عل ى مث ال واح د وه ذا يف الق دمي فقط وذل ك لن احل ب يف الغرب شيء شائع وطبيعي اما عندنا فيبقى غر معرف به لهذا كنت ابحث عنه بفانو س. هذه املادة كتبت خ صي صا مللحق عراقيون ملحق أسبوعي يصدر عن مؤسسة المدى لإلعالم والثقافة والفنون رئيس مجلس اإلدارة رئيس التحرير رئيس التحرير التنفيذي عدنان حسين نائب رئيس التحرير: علي حسين االخراج الفني: علي الماجدي طبعت بمطابع مؤسسة لإلعالم والثقافة والفنون WWW. almadasupplements.com 15 14

9 علي الشوك ومسرحية الغزاة عزيز عبدال صاحب م ض ثالثون عاما على تقدمي م سرحية )الغزاة( لعلي ال شوك واخراج حم سن الع زاوي فم ن كان يف الثالث ي ني م ن عم ره ه و الآن يف ال س تني م ن املمثل ي ني واملمثالت. لق د مرت جتارب وم س رحيات ورحلت وج وه طواها الرثى جنحت اأعمال واأخفقت أاخرى اأمور كثرة خرج فيها اىل الدنيا جيل ل قدرة يل على تعريفه اأو ت شخي ص ه أالي س من ال ض روري للممثل واملخرج واملوؤل ف واملتلقي ان يرى نف س ه بعد ثالثني عام ا من خالل ه ذه املتابعة ل سنا ق ش ا حتى نغادر م س رحنا لذلك اق ت رح تقدمي م س رحية )الغ زاة( يف هذا الزمن البغي ض واىل أامام و سالم على امل س رحيني العراقي ي ني يف عامي هذا ويف كل عام. ه ذا املو ض وع طم وح لأنه يري د اأن يوؤدي خدمة وهو اأول جتربة مبا شرة معكم يف نقد وتقييم عمل تقدمه الفرقة القومية وي س رين بع د انتهاء قراءة املو ض وع اأن اأ س تمع ملالحظاتك م واقراحاتك م فنحن مل ننت ه بعد من العم ل ولنك ن مو ض وعيني على قدر الإم كان فنبتعد عما ه و ذاتي و أاناين يف التف س ي ر وحني ن شخ ص أاخطاءنا علين ا اأن ل نخافه ا فاخلط أا يكمن يف الإ ص رار عل ى اخلط اأ واأعاهدكم ان مث ل ه ذه التجرب ة امليدانية س تاأتي بع د كل عمل م س رحي تقدم ه الفرقة ولي س ت جم رد ف ورة حما س طارئة كم ا يعتق د البع ض فلنجع ل من هذه املبادرة تقليدا فنيا من تقاليد امل س رح القومي عندنا. يف البدء يعرف علي ال شوك أانه لي س كاتب ا م س رحيا يف كلمت ه يف املنهاج فيقول: )مل يخطر بب ايل اأبدا اأن اأجرب كتابة امل س رحية كان امل س رح م ن اأبع د املو ض وعات ع ن اهتمام ي ولكنني وجدت ن نف س ي فج اأة اأم س ك بالقل م لأكتب حوارا (. وهذا العراف املتوا ض ع ي ض عه يف اأول الطريق يف النتماء اىل امل س رح ل سيما وهو الآن يكتب عمال م سرحيا جدي دا اأنن ا نحت اج اىل التمك ن من حرف ة الكات ب اىل جان ب توا ض عه فامل س رحية لي س ت حوارا ح س ب اأن احل وار ياأت ي يف الدرج ة العا ش رة بالن س بة لل ص راع الدرامي و ص ياغة الأحداث وبناء ال شخ صيات. يب دو اأن الأطروح ة الفنطازي ة م ا زال تاأثره ا كب ي را يف ال ضر س ال يف الأح ل الم عل ى الكات ب ان حتري ر الالوعي عند الكتابة مهمة ض رورية ولك ن القوان ي ني وال ض وابط الفعلية هي الت ي حتدد هذه ال ض رورة كذلك الدراما لي ست توا ص ل ال مع اأحالم )دل ر ست(. أان التعام ل م ع الدرام ا ه و ع ي ني التعامل مع الريا ض يات فالريا ضيات ل ت ستدعي ال س هاب وزيادة رقم يف املعادل ة قد يوؤدي اىل كارثة ريا ض ية ول أادري كي ف غ اب ه ذا الفه م الريا ض ي عن ذهن الكاتب عند كتابته )الغ زاة( ح ي ني اأحاله ا اىل ركام م ن احل وار ولكن )علي ال ش وك( معذور ه ذه امل رة فهو يق ول )ه ذه جتربتي الأوىل يف امل س رح ف ل ال اأ س تطيع اأن أاعتد به ا مطلقا اأنه ا حماولة بكر يف هذا امليدان ل اأ ص ر على اأن انزهها من املاآخذ والهنات. وكان ض روريا أان يق دم علي ال ش وك عمل ه اىل امل س رح القوم ي اإذ كي ف ميك ن للم ؤول ف ان ينمو ما مل ي ش اهد عمل ه الدرام ي على اخل ش بة. فقيمة امل س رحية تكم ن يف عر ض ها عل ى امل س رح وال س تبقى حربا على ورق يف بطون املكتبات. فم ن يتذك ر منك م الأدي ب العراق ي اأدمون ص ب ربي الذي كتب ع ددا كبرا م ن امل س رحيات وترجم ت أاعمال ه اىل بع ض اللغ ات الأجنبي ة وقدمت عن أادب ه امل س رحي الأطروحات لكن اأدمون صربي مل ن ش اهد له عمال على امل س رح فكل من التقيته من املخرجني يقول يل: )ل فائدة.. اأن م سرحياته جمرد حوار م س هب اأن اأبطاله بال حياة فر غوا من املحتوى العملي واحلما س(. إاذن لق د طرح علي ال ش وك عبئا ثقيال ع ن كاهله عند انتاج م س رحيته ووفر لنف س ه فر ص ة ثمينة ملراجع ة الن ص قب ل تقدمي ه للطب ع ليتع رف بذل ك عل ى مواطن اخلط اأ والتق ص ي ر فيه ولراجع نف سه جيدا. مطالعات جلنة فح ص الن صو ص: اأحي ل الن ص اىل جلن ة فح ص الن صو ص يف الفرقة القومية للبت يف إاجازته فكانت مطالعة الع ض و رحيم عمر التكريتي كما يلي: طالع ت م س رحية )الغ زاة( لالأ س تاذ علي ال ش وك ووجدت فيها بع ض نقاط ال ض عف للت شاور مع املوؤلف علما اأن املو ضوع الأ سا سي للم سرحية جيد. 1 (امل س رحية س ردية كونه ا ن ص ا تاريخيا. 2 (يحتاج احلوار اىل تكثيف. 3 (حتت اج اىل حبك ة درامي ة بحي ث توائ م طبيع ة امل س رح لت ص ل اىل اجلمهور م ن خالل اجلان ب الدرامي الت ي يجب ان تتوفر عنا ص ره يف اأي ن ص. ملحوظة: يعتذر من املوؤلف عن س بب تاأخ ي ر املناق ش ة مع ه لأن الأخ ع ادل كاظ م كان الن ص لديه وكان م س افرا اىل اخلارج. أاما مطالع ة املخرج حم س ن العزاوي فج اءت بتاري خ 1975/10/5 وهذا ن صها: م س رحية )الغ زاة( لعل ي ال ش وك م س رحية ت س تحق الوق وف عل ى اخل ش بة بثب ات وحل ص ولنا عل ى هذا ال ش ريط يتطل ب مواجهة املوؤلف بخ ص و ص بع ض الهن ات واخلطوط العري ضة للم سرحية. اأن دعوة املوؤلف ل س تعرا ض مثل هذه الأم ور املربكة والو ص ول اىل نتيجة مقنع ة على ض وء الطموح للو ص ول اىل م س رحية عراقي ة ملوؤل ف عراق ي تتطلب املوق ف امل ش جع واملحفز لهذا الن ص اأجد صالحيته للم سرح القومي بع د التفاق مع امل ؤول ف والتفاق على النقاط ال سابقة. ومن املوؤ س ف اأنني مل اأجد راأيا مدونا لعادل كاظم بامل س رحية بالرغم من اأنه اأح د أاع ض اء اللجنة وكذل ك مل اأعرث عل ى راأي س ليم اجلزائ ري وح ي ني ا ستف س رت منه قال: س بق وان كتبت مالحظت ي عل ى الن ص وكان ت تركز يف كون م شاهد الف صل الثاين املتاخرة )م شهد ال سجن( هي يف الواقع متثيلية داخل متثيلية وبالتايل ل ين س جم هذا امل ش هد مع ال س ياق العام للم سرحية اوؤيد تقدمي الن ص واإجازته. أام ا مطالع ة ع ض و اللجن ة عزي ز عبدال ص احب فكان ت بتاري خ 1975/9/25 وهذا ن صها: 1 (ال سرد الذي تخلل م سرحية )الغزاة( لي س يف ص احلها اإذ امل س رح سل سلة من الأحداث امل ستمرة املت صاعدة. 2 (ثمة اأحداث تروى على ل س ان بع ض ال شخ ص يات حبذا لو تعاد صيغة بناء ه ذه الأح داث فبدل م ن روايتها على ل سان ) ص في الدين( مثال يبداأ متثيلها كخلفي ة لالأح داث اجلاري ة م ن ن ص امل ؤول ف. اإذ ل ب د م ن وقائ ع واأحداث ت ص ور ا ض طهاد التت ار ومذابحه م اليومية يف بغداد. 3 (احلدي ث ع ن النت ص ار وو ص فه بلقمة ال صياد فيه )مبا شرة(. 4 (ثمة تكرار يف احل وار الذي يخ ص املجابه ة بني النقباء والأمر حبذا لو يخت صر. 5 (ا ستف سر املخرج عن معنى )الدانق( والدانق عملة عبا سية صغرة. 6 (ح ذف ال ست ش هادات املبا ش رة يف ال شعر. 7 (امل ش هد الخب اري ع ن شخ ص ية ج ل الل الدي ن الهم ام يج ب ان يعم ق ويربز عمليا على امل س رح ل ب ص يغته الخباري ة ل س يما واأن هزمية التتار كان ت يف فل س طني ) ض رورة كتاب ة م شهد م سرحي لهزمية التتار(. ان ال س تقاء م ن التاريخ ص عب اإذا كيف نحاف ظ على الوثيق ة التاريخية من جانب وكيف نربزها فنيا ودراميا م ن جان ب اآخ ر ما ه و م دى تدخل خيال امل ؤولف يف ص نع الأحداث. هل ي س تطيع ان يغر من حقيقة الأحداث دون تزيي ف لوقائ ع التاري خ كي ف نحافظ على الوثيق ة التاريخية وعلى القيم ة الفني ة يف وقت مع ا يف هذه الأ س ئلة تكمن ص عوبة تناول الراث واخلو ض يف اعماق التاريخ. اذن.. هناك ش قان عند تناول التاريخ ال ش ق الأول س هل ي س ي ر وذل ك باأن يبق ي املوؤلف اأو املقتب س على اأحداث التاري خ كم ا ه ي التاري خ يتح دث م ن مواقع ه فيحاف ظ على شخو ص ه واأحداث ه وامل ؤول ف يف ه ذه احلال ة يفقد القيمة الإبداعية املعا ص رة إاذ ما العربة م ن طرح التاريخ كم ا هو اأن اأحداث التاريخ رهينة مبعاناة اأجياله لك ن الع ب ربة تكم ن يف كيفي ة تن اول التاري خ وربط ه ب أاح داث الع ص ر العربة تكمن يف املزاوجة بني املا ضي واحلا ض ر واإي ص ال اجل س ر بينن ا وبني اأ سالفنا كي ل نحيا بال جذور. هذه كانت مالحظات الفنان الراحل عزيز عبد ال صاحب الذي ادى احد االدوار الرئي سية يف امل سرحية