من زمن التوهج رئيس مجلس االدارة رئيس التحرير العدد )4120( السنة الخامسة عشرة - الخميس )25( كانون الثاني 2018 WWW. almadasupplements.com 8 يوسف عمر.. ا

النسخ

1 رئيس مجلس االدارة رئيس التحرير عشرة - الخميس WWW. almadasupplements.com 8 يوسف عمر.. اللقاء األخير مئوية يوسف عمر

2 3 يوسف عمر..الغناء الى نهاية العمر ان نذك ر تاري خ امليالد م سال ة شائكة! ان املرء رمبا ال ين سى والدته.. ولكنه يتعر ض للن سيان مع تراكم االيام. تلك التي يعتقد فيها ان تاريخ ميالده ال شخ صي ال ي ستحق االثارة اليه او حفظه! اال ان املوق ف يتغري عندما يحتل موقع ا يف املجتمع وعلى وجه اخل صو ص املوقع الفني حتيل ه احلاج ة امللح ة اىل ض رورة العثور على التاريخ املحدد للميالد. هذا بال ضبط ما حدث ليو سف عمر يف غرفة ال سيد رئي س التحري ر كنا ثالثة ال سي د رئي س التحرير والفن ان يو سف عم ر وكاتب ه ذه ال سطور كان وج ه يو سف عم ر متعبا وهو يري د ان ي سرتجع تاري خ والدته ال ذي سمعه ممن يكربون ه عمرا. فق ال وه و يح اول التق اط ذل ك التاري خ ال ذي غ شيت ه طبقة م ن الن سي ان ان شقيقت ي الكربى قال ت ان والدتي كان ت يف ال صيف من عام 1918 وبالتحديد يف مو سم تدفق الطماطة! وبقى يدور ح ول ه ذه الواقع ة.. فل م ن سعفه الذاك رة برغم حمدد لوالدته! فاق ت رتح ال سي د رئي س التحرير ان تك ون والدة الفن ان يو س ف عمر هي ي وم اخلام س ع شر من حزي ران وال ذي ي ص ادف اي ض ا العي د ال سنوي لل صحاف ة العراقي ة. وحجة رئي س التحرير يف هذا التحديد ان موا سم تدفق الطماطة عادة تكون يف منت صف كل عام.. وهذا التدفق يبلغ ذروته يف شهر حزيران.. وعليه فقد ثبت يوم اخلام س ع شر من حزيران تاريخا مليالد الفنان يو سف عمر. ان م رور ست ي ن عام ا عل ى والدة يو س ف عم ر ه و بحد ذات ه فر ص ة ت ستحق التوق ف من"الف باء"للتعبري عن تقديرها لرحلة الفن الطويلة التي خا ضها يو س ف عمر.. فهي حتتفل ب ه مليالدين.. االول مي ل الده يف احلي اة ع ام 1918 والث اين ميالده يف الفن الغنائي عام ان ست ي ن عام ا قد م رت على مي ل الده االول. وان ثالثن عاما قد مرت على ميالده الثاين!. يف البداية.. كان الغناء.. يف بي ت ح سن با شا يف بغداد ول د فنان املقامات العراقي ة يو سف عمر ع ام 1918 اي نف س ال سنة الت ي صع د فيه ا اىل امل س رح الفت ى حمم د عبد الوه اب ليغن ي الول م رة وليب د أا حيات ه الفنية العام رة بالد أاب واجلدي ة واالخال ص ان ال شيء امله م ال ذي ح دث بع د والدة يو سف عم ر ب سنة واحدة ه ي وفاة وال ده وميكن قيا س الطبائع الت ي رافق ت س ي رية ه ذا الطف ل.. انه ا وال ش ك متوترة ومتوفرة وقلقة ال ت صالح ب سهولة ال شيء البغي ض ال ذي صادفه عندما امتدت به ال سنون.. انه يجهل متام ا اية مالمح عن العالقة التي يجب ان تكون بن االب وابنه. الفتى واملدر سة بع د ان ختم يو س ف عمر قراءة الق راآن الكرمي دخ ل مدر س ة احليدري ة الواقفي ة يف سن ة 1927 وا ستم ر يف ه ذه املدر سة يواظب عل ى حت صيل ه العلمي حت ى ال ص ف اخلام س االبتدائ ي حيث نقل اىل مدر س ة الر صافة كان يواج ه حبه للغناء يف تل ك الفرتة ب سل سلة م ن التدابري الت ي يحاول فيها س ت رت هذا احلب املتنام ي.. غ ي ري ان ذل ك مل ي وؤد اال اىل تعمي ق حبه وولعه وميل ه ان هذا احلب اخلفي احلذر املكظ وم مل ي ستم ر طوي ل ال خل ف حج ب تل ك التداب ي ري.. بل تفجر عل ى نحو عارم يف مدر سة الر صاف ة عل ى يد مدر س م ادة االنا شيد فيها ويدعى عب د الله حلمي العمر اذ يقوم بن اون ة واخرى ب سل سلة م ن االختيارات عن ا ص ول االنا شي د وانغامها ليكت ش ف القابليات اخلفي ة التي تعم ر بها نفو س ه وؤالء التالميذ وكان يو س ف عمر االول من ب ي ن التالميذ ممن ميلكون مفهوما ب سيطا عن هذه االنا شيد فغالبا م ا يجنح اىل اظهاره ام ام زمالئه رغبة منه يف ممار سة التفوق على نحو مفتون بالزهو! بقيت مالحظ ات املدر س ليو سف عمر ه ي البدايات االوىل لتعلم ه فن الغناء فابتدت هوايته الفنية وولعه الغنائي ي شت د ويقوى ويتجذر يف تلك الف ت رتة كان على يو سف عم ر ان يحدد م ستقبل هوايت ه بق رار شخ ص ي.. ف ت رتك املدر سة اوال ث م اجته اىل عمه املدع و: - حممد علي الذي توفرت لديه معرفة ال سرار فن املقامات العراقية وعل ى وج ه الدق ة املقام ات الت ي كان يوؤديها الفن ان ال شاب حممد القباجن ي الذي بداأ جنمع يبزغ وي سطع. ويلتقي با ستاذه! درج الفت ى يو س ف عم ر عل ى حف ظ املقام ات العراقي ة.. فراح يرت اد جمال س الغن اء لهذا الفن العري ق... لي س كت سلي ة امن ا كه دف تنمو يف اح ضان ه معارف ه واداوؤه انه يري د ان يقرتب من ا س راره وطرائفه املده شة الت ي جتعله يف صف العارف ي ن. ان يو س ف عم ر عرف متام ا ما يجب عمل ه.. ان تعلق ه باملقام ات الت ي يوؤديه ا حممد القباجن ي اخذت ت سيطر عل ى حياته كامال ف صار يرت اد كل جل س ة غن اء له ذا )الف ن يحييه حممد القباجن ي.. ين ص ت اىل نطق ه وي ستح ضر لفظه ويتتب ع حركات ه الفني ة ملقاطع املقام ات ويتعلم ب شغ ف ا س رار االنقاالت م ن نغم اىل اآخ ر فبداأ حبه له يقوى وي شتد وتعلقه بفنه يعمق وميتد. حت ت راي ة اداء القباجن ي من ت ق صي دة احلب الك ب ربى لف ن املقام ات عن د يو س ف عم ر ه ذه الق صيدة كانت تطوف يف دهاليز الليايل وو ضوح النه ارات فقد اكت سبت نربته ا الغنائية املطلقة.. بقيت عالق ة احلب من يو سف عم ر واملقامات ثم يف احلارات واالزقة واملقاهي ال شعبية واملجال س البغدادي ة التي كان حمم د القباجني ي شدوا فيها على نحو رفيع ا سرار فنية يف املقامات واملنقبات النبوية ال شريفة. وتاأ س ست االذاعة العراقية يف ع ام 1936 ب داأ املغن ون يعامل ون م ع دائرة صغ ي رية اطل ق عليها ا س م دار االذاع ة العراقية الت ي وفرت على يو سف عم ر م شقة اجلري وراء ع ادل ال ه اش م ي ناقد مو سيقي راحل ا ست اذه حمم د القباجني فكان يحت ض ن الراديو برتق ب وانتظ ار لي ستم ع اليه وهو يغن ي.. كما كان ي ستم ع اىل مغن ي ذل ك الع ص ر منه م ر شيد القندرج ي وجن م ال شيخل ي ويو س ف حري ش وحج ي عبا س كمب ي ري.. عل ى ان ه وؤالء جميعا مل يرتك وا طوابعه م ال صوتي ة وااللقائية يف فن يو س ف عمر.. ان يو سف عمر بق ى م شدودا نحو ا ستاذه القباجني. بقي ت عالقة احل ذر والتلمذة ما ب ي ن يو سف عمر واملقام ات العراقي ة تاخ ذ امتداده ا حت ى ع ام 1948 وعل ى وج ه التحدي د يف ال شه ر ال ساب ع عندم ا ت شكلت جلنة يراأ سها اخلبري الغني سلمان مو شي المتحانه من حيث االداء وال صوت.. وكان اول مق ام فر أاه يو سف عم ر امام اخلبري هو مقام را س ت )الذي يعت ب رب ا سا سا للمو سيق ى والغناء العرب ي( وكان جناح ه يف ال ص وت واالداء بعد جناح ا تاما ومن عادة االذاع ة يف تلك االيام ان تتعاقد م ع من تتو سم فيها املق درة حلفلة واحدة يف كل شه ر.. ام ا يو سف عمر ف كان ا ستثناء من ه ذه القاع دة حي ث مت التعاقد معه عل ى حفلتن لل شهر الواحد. ومل مت ض فرتة حتى زادوا على هذا التعاقد حفلة اخرى وا ستمر التوا صل الفني من ذلك واىل االن على فر شة زمنية امتدت الكرث من ثالثن عاما. عالقة وفهم يو س ف عمر للمقام العراقي مت ض ي ال سنون.. الفن ان فيها ي ستهل ك يزدهر.. يع اين. يت اأمل.. يف رح.. يتمتع يتع ذب ياأخذ من احلي اة وتاأخ ذ هي من ه.. ت ص ي ري امل سافات نحو النهاي ة اكرث ماألوف ة هذا ال س ي ري العجيب للزمن وه ذا التن وع يف العواطف واملواق ف وامل شاعر طب ع ب صمات ه على ف ن يو سف عمر ف زاده صقال وخربة وتفوقا فبقى امينا على املقام العراقي. ان يو سف عمر يق دم فنه حمكوما بنزعة التقاليد املاأخ وذة واملتوازنة. ان املهم االلت زام يف االداء عند ح دود ال ت رتاث ولتغل ق االب واب بوجه كل معا ص رة املعا صرة الت ي تعني احلفاظ على هذا الرتاث ضمن ال صيغ العلمية كالتدوين املو سيقي وادخ ال االالت اجلدي دة عل ى تخت ه التقلي دي وتوزي ع انغامه توزيع ا جدي دا ان يو سف عمر ميار س متاما كل ما من شانه الت أاثري على روحية املق ام العراقي وحرفيته وتفا صيل ه البغي ضة فال جمال للت ضحية باي شيء من هذا الرتاث النادر. الق رار يف غن اء املق ام اه م م ن اجلواب قلت ليو سف عمر.. حدثني عن صوتك ق ال بلهجته الواثقة... املغني كالتاجر ان التاجر ال ي ستطيع ان ينه ض يف عمله ان مل يكن لديه املال ال كايف ال ستثماره وتوظيف ه.. ويف هذا االجتاه يك ون املغن ي اي ض ا فه و ال ي ستطي ع ان ي وؤدي وظيف ة الغن اء ان مل يك ن لدي ه ال ص وت الغ ادر الوا ضح علما ان ال صوت يف املقام العراقي يكمن يف القرار اوال اذ ان غناء املقامات يعتمد على قرار عمي ق وهو اه م من اجل واب احمد زي دان كان يعتمد على جوابه العايل.. اذ تربز قوته وتتحلى صياغت ه عل ى نح و عجي ب.. اال ان صوت ه ال ي ستطي ع ان ينزل اىل القرار ب صورة تامة فقراره ضعي ف ان ق ارئ املقام يج ب ان يك ون صوته ممت دا من الق رار اىل اجلواب وم ن اجلواب اىل جواب ويف صوتي قرار جند وجواب من. وراأين ا يف ص وت يو س ف عم ر قريب م ن راأيه ه و يف صوته ان صوت ه ممتد ما بن القرار اىل اجل واب.. فقراره عميق وجوابه ساطع ي ستطيع ان ي صع د اىل جواب اجلواب يف عدد حمدود من املقام ات الت ي يتطل ب اداوؤه ا اربع ة او خم سة ع ش ر مقام ا او درج ة صوتي ة ان اقت داره يف الغناء هو نتيج ة الحقة الن فن املقام العراقي يف واق ع االمر هو ف ن التدريب ال صوت ي فال صوت يتح رك داخ ل املقام ابت داء من درجات ه والوانه وحتري ره ومبانات ه وقرارات ه وجوابات ه اىل ت سليم ه اخلا ص اال ان يو س ف عم ر يعاين من ثغ ره تب دو وا ضحة لدى اال ستم اع املدققة وهي احت ل الل انتقاالته يف بع ض االحي ان اثناء عملية االداء و سب ب ذل ك يرج ع اىل االجه اد ال صوتي الذي ميار سه الفن ان يو سف عمر.. ال ميكن انكار صيغ ة الذبذب ات يف ص وت يو سف عم ر.. لكن ه ذا يدعونا اىل ان تطلق عل ى صوته بالبلبل اي املختل ط اال ان ال ش يء الثاب ت فع ل ال ان ص وت يو س ف عمر هو يف مقدمة اال صوات امل شتغلة يف دائ رة املقام العراقي واكرثها سطوعا وخربة بال جدال. وع ن تالمي ذه اج اب: ح س ي ن االعظم ي و سعد حمودي.. ان هذين الفنانن يف راأيي يحمالن امل التقدم واحلف اظ على هذا الرتاث اخلالد.. كما ان من تالمتي قاري املقام حمزة ال سعداوي. عن راأيه بقيمة اال صوات اخلالية يف قراءة املقام يق ول يو سف عم ر: فخري عمر م ا زال يف بداية الطري ق ويحت اج اىل الكثري لك ي يثبت يف هذا املي دان.. ام ا ص ل الح عب د الغف ور فق د ارتبطت بدايته الفنية باملقام العراقي.. اال انه عاد لريتبط بفن االغنية وهذا يف راأيي دليل على العمق الفني للمقام باعتباره بحرا ال ساحل له ان قيم ة االراء التي يطرحه ا الفنان يو سف عمر تاأت ي من خ ل الل املوقع ال ذي يت ص دره حاليا يف ق راءة املق او وازاء ذلك كان الب د ان تتعرف على ادائ ه يف قيم ة اال صوات الت ي ا شتغلت يف غناء املق ام العراق ي من ذ زمن طوي ل. فكان ت اجابته خب ي رية يف اال سم اء الت ي طرحناه ا علي ه وكما يلي: حممد القباجني مدر سة كبرية للمقام وفنان ن ادر.. صوت ه قوي ال مثي ل له بن ق راء املقام.. يتمت ع بكامل االوت ار ال صوتي ة ويت صرف وفق ما يريد وحيث م ا ي شاء.. ان صوته مف صل متاما على غناء املقامات. ح س ن خيوكة مط رب ناج ح يف اداء لون خا ص به.. لدي ه قرار عميق وعري ق وجميل اما جوابه فمحدود. جمي ل االعظم ي ل ون خا ص يف ق راءة املق ام ال ي شبه ه اح د. صوته ينتم ي اىل مدر سة االداء القدمي ة ويوؤدي بح دود دون ت صرف فني يتخ ص ص به. عبد الرحمن خ ضر عا صر فن املقام العراقي منذ ع ام 1943 وتاثر مبحم د القباجني وحتول تاأث ي ريه اىل تقليد.. اال ان اداءه ال يخلو من جمال ومتكن. ناظ م الغ زايل صوت جميل غن ي املقامات ال سهل ة الت ي تنا س ب صوت ه.. اال ان جناح ه احلقيق تركز يف االغنية.. عبد اله ادي البياتي ص وت ي ضبط املقام متاما ولونه فيه طابع شخ صي حم ض. جن م ال شيخل ي ص وت ممت از اال ان ه ال ي ستطي ع ان يداري االنتق االت املتنوعة وبالتايل الي ستطيع ان ي شكل صوته وفق ضوابطها. ر شي د القندرج ي ا ست اذ.. اال ان صوت ه م ستع ار وق د ارتبط ت يف ادائه حرفي ة الطابع العراق ي للمقام وله ذا فهو نادرا م ا يت صرف يف ادائه. حاليا اليوجد صوت ن سائي جدير بقراءة املقام: ع ن راأيه باال صوات الن سائي ة التي تطرق ابواب املقام من اونة واخرى يو س ف عم ر هن اك مغني ات ادي ن بع ض املقام ات العراقية وعلى نحو مده ش مثل صديقة املالية وبهي ة ك شكول ويف وا ض ح االمر ان زج اال صوات الن سائية يف فن املقام هو تنوع مطلوب و ض روري ولك ن لال ص وات الق ادرة فق ط ويف الدائ رة احلالية لال ص وات الن سائية ميكن القول انه ال يوجد صوت ن سائي جدير بقراءة املقام على النحو املطلوب فعال. ان الفن ان املغني له دور عظي م يف تنمية احلاجة االجتماعي ة يف الغن اء بجانب ه التعب ي ريي ال الرتفيه ي ال س اذج ان املهم فعال ه و البحث عن احل دود الت ي ميك ن ان ي ساه م داخ ل نطاقه ا الفن ان املغني م ن اجل دف ع قدراته. وم ن املفيد القول ان االلتحام بن اع ضاء العائلة الغنائية هو تع ضيد لفن الغناء على نحو متنوع ولهذا ينبغي االحت كام اىل راي الفن ان مبغني ع صره ضرورة لقيا س درجة هذا االلتحام وبالتايل معرفة تاأثريه يف احلاج ة االجتماعي ة الكلي ة يق ول يو س ف عمر حول قيمة اال ص وات التي شغلت النا س وال تزال. ام كلث وم فلت ة من فلت ات الده ر.. ان الزمن س وف يتوق ف طويال عند صوته ا قبل ان جتيء مطرب ة اخ رى قريبة منه ا لقد غني ت بع ض من اغانيها واهمها ق صيدة اكذب نف سي. محم د عب د الوه اب ص وت ن ادر مكتمل اجلم ال ونب وغ ال مثي ل ل ه يف مي دان التلح ي ن واملو سيق ى لق د ت أاث رت ب ه يف اغاني ه القدمي ة وغنيت عددا منها مثل ياجارة الوادي وجفنه علم الغزل. ال شي خ حمم د رفعت ق ارئ عظي م ميتاز بقوة انفا س ه وحالوة نرباته.. لق د تاأثرت كثريا يف طريق ة ادائه للق راآن الكرمي كم ا انني اع شق صوت القارئ الفذ عبد الفتاح ال شع شاعي. ا سمه ان ل ون خا ص مل يعرف ه الغناء العربي من ذ زم ان طويل.. ت أاث رت لغنائها طوي ل ال فالذي متتاز به انها تغني من صميم قلبها.. وانا اعتربها يف املنزلة التالية بعد ام كلثوم. فري د االطر ش فن ان مقت در يف ال صوت والتلح ي ن والع زف واغاني ه القدمي ة لها حالوة خا ص ة وانا اعتربه بع د حممد عب د الوهاب يف القيمة الفنية. احلافظ م ال مهدي ا شهر ق ارئ للقراآن يف الع راق.. الذي تتلمذ على يد املال عثمان املو صلي وه و ق ارئ متمك ن.. الزمت ه يف ق راءة املناقب النبوي ة حي ث تعلم ت الكث ي ري م ن ا س رار فن ه الرائع. احلاف ظ ص الح الدي ن م ن تالمي ذ املال مهدي.. ويف قراءته ميتد تنغيم جميل وموؤثر. عبد احللي م حافظ مغني ال شباب.. له من ادائه ومتكن ه طريقته التي اخت ص بها ممما خلق لديه جمهورا عري ضا بدين بالوالء لفنه. تدوين املقام يقيد انطالقته! ع ن تدوين املقام العراق ي يقول الفنان يو سف عمر.. انني اعار ض تدوين املقام الن هذا التدوين م ن شاأنه ان يقيد انطالقة املق ام ويحد من روحه اخلا صة وجوه الفريد لقد حفظت املقامات شفاها ويهمني ان يعلم انني احفظ من املقامات العراقية با صولها وفروعها وق د اكملت جميعها اتقانا منذ خم س ة ع شر عام ا.. والذي اريد قول ه ان املغنن الذين ياأتون من بعدنا البد وان ينهجوا نهجنا يف حف ظ املقام كم ا نهجنا نحن من حف ظ املقام ممن سبقونا. عن م ستقبل املقام العراقي! يو سف عم ر اود ان احيي حكومة الثورة النها اول ت لهذا الفن اهتماما خا صا فلقد فتحت معهدا حلفظ املق ام وهو معهد الدرا س ات النغمية.. كما انه ا اولت عناية متمي زة لق ضية انت شار هذا الفن الرتاثي وذلك يفتح جماالت ال سفر امام قراء املقام اىل الدول االخ رى كما اتاحت لهذا الفن ان يحتل جماال حيويا وان يحتفظ بقيمته املتجددة. ع ن املح صلة النهائي ة التي خرج بها من حياته الفنية يو س ف عمر الهدف اال سا سي الذي يدور حوله فني هو اجلمهور ترى ما هي الطريقة التي ميكن بها ك سب ه ان ك س ب اجلمهور مهم ة صعبة جدا ولك ن مع ذل ك ا ستطعت باالخال ص ل ه ولفني ان اك سبه وجنحت يف هذا املجال جناحا ال اعتقد ان هناك من ينكره.. واىل االن فان احلفالت تطلبني كمفن احي ي جميع الو ص ل الت الغنائية لوحدي.. ان ه ذا التقدي ر ه و الو س ام ال ذي احمل ه على صدري وه و ال شيء الذي خرج ت به من حياتي الفنية املمتدة على م ساحة زمنية وا سعة. من خالل م ا تقدم.. ف ان ال سرية الفني ة ليو سف عمر تعطي مو ضوعيا سرية فنية لغناء املقامات.. ال س ي رية حلياة فن ان.. انها س ي رية طاملا احتكمت اىل مي دان التجرب ة الغنائي ة لوحده ا وله ذا فان يو س ف عمر مل يكن ذلك الفن ان الذي تكونت لدي ه ثقاف ة فني ة او غريه ا ان فح ص ومعاينة فن ه الغنائ ي يج ري بطريق ة االحت كام املح ض اىل احلقل اخلا ص بغناء املقام ات ولي س بحقل اخر.. كم ا ان النمو اخلا ص لهذه الطاقة الغنائية جرى مبعزل عن التيارات الثقافية واالجتماعية.. ان من وه ياخ ذ م داه الفن ي فق ط م ضحي ا بكل املوحي ات االخرى.. لكن ال يوج د هناك من ينكر ان ف ن يو سف عمر ه و جتربة ا صيل ة وامتحان ملوقعه ا.. ب ل ه و جترب ة حم ددة املع امل.. له ا ح صانة فنية وروح ع صامية معاندة.. وعل ى العموم ف ان يو سف عمر ه و جوهري يف حركة املقام العراقي. يكف ي انه ما زال يغني طيلة اكرث من ثالثن عاما. واحليوي ة التي يتمتع بها صوته تكفل له مو صلة جديدة اخرى على طريق الفن الغنائي الرفيع. م. الف باء

3 5 يوسف عمر الرجل الذي كرس حياته الغنائية يف اداء املقام العراقي بل كرس كل حياته منذ ان نشأ يهتم بغناء املقام العراقي ذي الروح والتعبري البغداديني حيث غنى معظم املقامات كبريها وصغريها وقد اجاد ونجح يف جميعها عىل وجه التقريب واداها بنضوج فطري ترافقها خربة طويلة يف املامرسة اضافة اىل املوهبة التي يتمتع بها..! ان املقامات التي غناها يوسف عمر تكشف النقاب عن امكانية مؤثرة يف الجامهري..! وقد امتاز يوسف بطريقة اداء واسلوب غنايئ يقرتب من االسلوب التعليمي واضح املعامل ودرايس جاء بالفطرة دون قصد منه. أي ان طريقته الغنائية السهل املمتنع كام يقال يف االدب.. ولعل هذه امليزة التي انفرد بها يوسف عمر من اهم اسباب نجاحاته يف االداء وبناء مجده الذي مل يكن يوسف قد حسب له حسابا باملرة. ح س ي ن االع ظ م ي به ذه ال سهول ة االدائي ة فق د كان يو س ف قريبا الب س ط امل ستمع ي ن ثقاف ة وق د كن ت شخ صي ا ا ستع ي ن بالكث ي ري م ن ت سجيالته خ ل الل تدري سي للمق ام العراقي يف معه د الدرا س ات املو سيقية باعتباره ا منوذج ا غنائيا وا ضح ا املكونات يف نف س الوقت وقد اعتمد يو س ف يف ا سلوبه هذا عل ى تبي ان عنا صر املق ام واجزائ ه يف ت سل سل وا ض ح وجي د يف معظ م االحي ان وال سام ع ي ستطي ع م ن اول وهل ة ان يتتب ع س ي ري او ت شخي ص حمتويات املقام ال ذي ي سمعه ب صوت يو س ف عم ر.. بذلك فقد ح صل يو س ف عمر على م ستمع ي ن من كاف ة امل ستويات مبزي د من املتعة وميك ن تق ارب ه ذا الق ول يف ا سالي ب بع ض امل شاهري امل ؤودين الذين حازوا على جزء من صفة ال سهولة االدائية الذين يبدو حما س اجلماهري لهم حما سا صادقا.. وهذه الق صي دة ال صوفية ل شيخ ال صوفي ي ن عمر ابن الفار ض املن سوبة اي ضا اىل البهاء زهري..! ولكنها على االرجح الأبن الفار ض التي يغنيها يو سف عمر يف مقام الر ست.. غريي على ال سلوان قادر و سواي يف الع شاق غادر يل يف الغرام سريرة والله اعلم بال سرائر وم شبه بالغ صن قلبي ما يزال عليه طائر حلو احلديث واإنها حلالوة شق ت مرائر ا شكو واأ شكر فعله فاعجب ل شاك منه شاكر يا تاركي يف حبه مثال من االمثال سائر ان حديثي لي س باملن سوخ إاال في الدفاتر ال تنكروا خفقان قلبي يوس ف عم ر.. الطريق ة الحديثة في غناء المقام واحلبيب لدي حا ضر ياليل طل يا شوق دم اإين على احلالين صابر ي هنيك بدر ك حا ضر ياليت بدري كان حا ضر بدري اأرق حما سنا والفرق مثل ال صبح ظاهر ان هذا الو صف ال صريح لالداء املقامي البغدادي هو من مميزات املقام العراقي كلون تراثي غنائي شاخما بن االلوان الغنائية العربية وهناك كثري من املتعة والقناعة التي ي ستطيع فيها يو سف عمر ان يعطيها بتعبرياته العاطفية ذات اجلاذبية التي ي ستمتع بها امل ستمع.. ميكن ان يكون هناك اعرتا ض يف ان كل هذا يحدث على ال صعيد املحلي ولكن رغم ان هذا االعرتا ض فيه بع ض ا من صحة القول اال انه ميكن ان نقول ب ان املق ام العراقي من خالل م ؤودي ه امل شاهري قد متك ن بنجاح مطرد من و ضع كيانه االدائي ضمن خارط ة الغناء العرب ي املنت شرة هن ا وهناك من مناطقنا العربية بل وحتى خارجها - ق د يت س اءل جمهور املقام العراق ي عن امكانية ظه ور يو س ف عم ر كم وؤد للمقام ات ب دون القباجني..! - او ه ل ان يو س ف عمر ظهر باأف ول جنم حممد القباجني..! اين ا ش ك يف ه ذا.. ان ا سالي ب التذك ي ري املبنية يف داخ ل اداء كل منهم ا تو ضح لنا امليزة الفارقة بينهم ا م ن خ ل الل ادائهم ا للمق ام العراق ي وما ي سمع ه ال سامع ذلك على الرغ م من ان كثريا من فن يو سف عم ر و صفاته االدائي ة وطريقته التي بنى عليها اداءه للمق ام العراقي كان قد ا ستقاها م ن ا ستاذه حمم د القباجن ي اال ان يو سف عمر لي س ب س ارق اف كار او ا ساليب وط رق غريه..! لي س ب سب ب ا سلوبه االدائي امل ستقى.. وامنا أالن ال سامع ي شعر انه ي سمع شيئا يختلف عما ي سمعه يف مقامات ا ستاذه حممد القباجني..! على الرغم من وجود كثري م ن اوجه الت شابه يف بناء امل سار اللحني وتطبي ق اال صول املقامية بينهما اال اننا نالحظ ان هناك ا سبابا اخرى لنجاح يو سف عمر يف ادائه منها.. فارق الزم ن.. فالقباجني ب رز يف العقود االوىل للقرن الع شرين اما يو سف فانه ظهر بعد منت صف ه ذا الق رن.. وال ش ك ان ه ذا الف ارق الزمن ي يف الع ص ر احلدي ث يعت ب رب فارق ا زمني ا كبريا للتط ور ال سري ع امل ستم ر يف الزي ادة احلا صلة ل شت ى جماالت احلياة.. فالتعب ي ري عن روح ع صر كل منهم ا يختلف بطبيع ة احلال م ع ا ضافة ان القباجن ي ار ستقراط ي) 6 ( الطب ع يف ح ض وره االدائ ي..! بينم ا يو س ف عمر شعب ي) 7 ( الطبع يف ح ض وره االدائ ي..! ولعل ه ذه الب ساطة يف اداء يو س ف عمر جعلته اي ض ا قريبا اىل ا سماع اجلماهري ب شكل ملفت للنظر يو س ف عم ر م ع ا ست اذه حمم د القباجني م ن خالل هذه امليزة التي يتمت ع بها يو سف عمر يف ادائه ال ذي اطلقنا عليه صف ة ال شعبية.. فانه يعترب اق رب املوؤدي ن قاطبة من التعب ي ري االدائي لل روح البغدادي ة اىل اجلماهري واخريا فان كال م ن القباجني وتلميذه يو س ف عمر يتمتعان برباع ة احرتافية جيدة جدا.. وه ذا مقام العجم ع شريان ب صوت يو سف عمر بهذه الق صيدة.. حتن نياق ال ضاعن ن وما لها حتن ويف القلب امل شوق حنن ابا النوق ما لل ضاعنن من االأ سى ووجد ب إاح شاء ال ضلوع كمن فالالقلب ملم ا اجمع الركب صابر وال الدمع من بع ض الفراق م صون سكبت لها من هذه العينن عبرة واإين بها لو ال الغرام ضنن اذا كنت ال تدرين ما ال شعر باحل شا سلي عني اال شواق كيف تكون جننت بحب العامرية والهوى جنونا ولكن اجلنون فنون من ناحي ة اخرى فقد امتاز يو سف عمر كما ذكرنا اآنف ا بالروح املع ب ربة عن البيئ ة البغدادية يف كل ادائه..! وكذلك متيز بنقله لال ص ول )ال شكلية )Forms وال ش روط املقامية م ن حيث م ساراته ا اللحنية وتعبرياتها م ن ال سابقن اىل الالحقن بكل امانة واتق ان فلم ينق ص منها شيئ ا وكذلك مل ي ضف اليه ا جدي دا..! س وى ان ه ع ب رب عنه ا با سلوب جم ايل ف ذ ا ستمع ت الي ه اجلماه ي ري املعا صرة وقد كان امتالكه )للبحة( اجلميلة التي تاأتي ضم ن الرتدي دات املتك س رة يف االداء وت سم ى اي ض ا )البنتاي ة( اثرا جميال خ ل الل ادائه خا صة يف االبوذي ات التي تعلمها من املال نوري النجار هي االخرى ميزة له امت از يو سف عم ر اي ضا بحفظه املث ي ري للق صائد والزهريي ات واالبوذيات واالغاين الكثرية على الرغ م م ن كون ه مل يتع د املرحل ة االبتدائية يف الدرا سة كذل ك امتاز صوته مب ساحت ه الكبرية التي تت سع ملدى حلن ي الأكرث من اوكتافن وعليه فان صوته متكام ل بالن سب ة للم ساحات الت ي يحتاجها اداء املق ام العراق ي وه ي بال ش ك م ساح ات وا سعة جدا. فنوع صوته من ف صيلة صوت )التنور(. بالرغم م ن كل هذه املي زات االيجابية يف صوت واداء يو سف عم ر فاننا لو تطرقنا باحلديث عن صوته كخامة صوتية فاننا سنكت شف انه يحتوي على بع ض الثغ رات والر ضو ض عن د االداء..! وم ن املوؤك د ان يو س ف عم ر كان ي درك ه ذه الناحي ة يف صوت ه ح سي ا وظل ت حماوالته يف معاجلتها معاجلة عن طري ق اخلربة فقط ولذلك ن ستطي ع ان نالح ظ ه ذه العي وب يف بع ض من مقامات ه.. مثال تكون نهاي ات املقاطع غري متقنة او ان صوته احيانا يرتفع وينخف ض ن سبيا داخل الطبق ة املغن اة دون ان ي درك ذل ك او دون ان يتمكن م ن تداركها..! وا ضاف ة اىل ان احا سي س فن ان مث ل يو سف تك ون متقنة حي ث كان جمال صوته وتعبرياته املقامية اال صيلة تعوي ضا رائعا له ذه العيوب الت ي يثري بها اجلمه ور ليخلو مع خياالته وعواطفه.. ام ا من حي ث االداء فقد كان يو س ف يف كثري من مقاماته كث ي ري التف صيالت واال سه اب ال يختزل منها شيئا حتى تتك رر جملة ما عدة مرات كذلك ي سم ح للع ازف عندما يح اوره باآلت ه املو سيقية وقتا اكرث مما يجب عل ى ح ساب ترابط العالقات الغنائي ة واملو سيقي ة م ع بع ضه ا ل صياغة عمل مقام ي كوح دة متكامل ة وخطورة ه ذا املنحى اال سهاب ي يف الغناء يكمن يف احتمال الوقوع يف ش رك ال ضع ف والركاكة ومن ث م جتزئة اجلمل اللحني ة يف وح دات متفرقة ضمن عملي ة البناء الفن ي لغن اء املق ام املغن ى ولك ن واحل ق يقال ان يو س ف عمر رغ م مغامرته ه ذه فقد جنا من هذا ال ش رك يف كثري م ن االحيان وق د ا ستطاع بخربت ه ومقدرت ه وجتربت ه االدائي ة ان ينت شل اداءه امل سه ب من ال ضعف واقرب مثال على ذلك هو اداوؤه ملقام النوى الذي ا صاب به جناحا كبريا رغم اال سهاب والتك رار يف حلن ابيات الق صيدة وبالتايل فقد احرز العون من لدن اجلماهري املحبة للمقام العراقي فكان يو سف عمر منذ بداياته ومل يزل يغني مقام النوى الذي اداه باأق صى امكانيته التعبريية وموهبته وخربته االدائية بق صيدة ابن مع صوم ال شهرية : اما ال صبوح فانه فر ض هذا ال صباح بدت ب شائره ي سقيها من كفه ر شاأ والكا س اذ تهوي به يده فانه ض اىل صهباء صافية والليل قد شابت ذوائبه ال تنكروا لهوي على كرب سيان خمرته وريقته بات الندامى ال حراك بهم مهال فلي س على الفتى دن س فعالم يكحل جفنك الغم ض وخليله يف ليله رك ض لدن القوام مهفهف ب ض جنم بجنح الليل منق ض قد كاد ي شرب بع ضها البع ض وعذاره بالفجر مبي ض فعلى من زمن ال صبا قر ض كلتاه ما ضي عنبيه حم ض اال كما يتحرك النب ض يف احلب ما مل يدن س العر ض عن كتاب )حماور يف املقام العراقي( الغزل بين ناظم الغزالي ويوسف عمر ال تبدو عالقة ال شعر العربي باملقام العراقي اإال عن صرا جوهريا يف ذلك ال شكل املو سيقي- الغنائ ي الفري د والرفي ع الذي"ميث ل الفن الغنائ ي اخلا ص بال شفاف ة املو سيقي ة احل ضري ة مل دن العراق«ب ل"ال ميكن قراءة املق ام دون وج ود ال شع ر وال شع ر نوعان شعر عربى ف صيح و شعر بالدارجة العراقية. وي ستخدم ال شعر يف نحو 30 مقاما وهنالك مقام ات يقراأ فيها ال شع ر ال شعبي والف صيح معا واإذا ت ص ح فك رة اإن لكل قارئ مق ام طريقة ف«املق ام من ه ذه الناحية نظام م ن النربات والتقلب ات ال صوتي ة يج رى اأداوؤه بروحية معين ة«فاإن قليال من املغن ي ن )القر اء( يدرك هذه النربات الفارقة فيق وم بتقليد النربات الت ي سمعها م ن سلف ه لكن ق صي دة غزلية صافي ة ون ادرة يف عذوبته ا ا ستدع ت هذا الفارق يف روحية االأداء والتمكن من روحية املق ام العراق ي ع ب رب قامت ي ن يف ه ذا الف ن الغنائي الفريد وهما الراحالن يو سف عمر وناظم الغزايل. والق صيدة التي مطلعها"ياقامة الر شاأ املهفف ميل ي... بظم اي من ك ملو ض ع التقبي ل «و ضعها" شاع ر يعد من اأ شه ر شعراء العراق يف الق رن التا سع ع شر«وه و جعفر احللي ) ( ال ذي حاول ت درا س ات معا صرة تلفيقية ه ي نوع من مواالة خطاب ال سلط ة احلالي ة ح صره يف حي ز اأجاد فيه وهو"الرث اء احل سين ي ومدي ح اآل البيت«لكن ه يظل جم رد رافد من رواف د جتربة ثرة وثقها يف دي وان منحه حمققه ال شيخ حممد ح س ي ن كا ش ف الغط اء عنوان" سح ر بابل و سج ع البالب ل«واعتمادا عل ى جهد جامع ق صائد ال شاعر شقيقه ها شم احللي. يف اأداء املطرب القدي ر االأ ستاذ يو سف عمر ال تكل ف وال ع س ر يف تن اول الق صي دة بل اال سرتخ اء الت ام حد"الرهاوة"كم ا يحل و ا ستخدام جمهور املقام العراقي لهذا الو صف انطالق ا م ن عن صري ن: ص وت ب سع ة م ن الدرجات واخل ب ربة املتح صلة من غناء صار ل صاحبه ا منط حي اة. ولو قدر لن ا ان نكون مث ل اي دولة م ستقرة تعنى مبكونات الهوية الروحية ل شعبها ع ب رب اإر شيف ثقايف وطني حل صلن ا عل ى غ ي ري منوذج ي ن ضعيف ي ن يف نق اء الت سجيل و صفائ ه يغني فيها عمر تلك الق صيدة يف االأول وفق مقام"بنجكاه"ويف الثاين بح سب مقام"اأو شار«. ناظ م الغزايل ويو سف عمر م ن لقاء صحبة ا صدق اء م شرتك ي ن اأوائ ل ستيني ات القرن املا ضي احللي والغزايل: اأمريا الع شق ال سرمدي اأما يف اأداء املطرب الو سيم االأثر والطلة ناظم الغ زايل فنحن حق ا اأمام حتف ة ال ت ضاهى فثمة الروحية العالية يف نربات جعلت الغناء يرقى اإىل رهافة الن ص ويف موا ضع عدة. خذ مثال حن يتجل ى صاحب"ريحة الورد ولون علي عبد األمير عجام العنرب«يف غناء اأبيات حمددة من الق صيدة فهو ي شف رقة و شجنا ولهفة ب صوته املطواع االأني ق النربات ح ي ن يقارب"ر ش اأ أاطل دمي ويف وجناته... وبنانه اأثر الدم املطلول «. كذا احلال يف اأملعية صوت ورقة روحية حن يغني"ياقاتل ي باللح ظ اأول م رة... اجه ز بثاني ة عل ى املقت ول «بطريق ة مت زج تبتل العا ش ق ب شكواه ون شي ده لهفته التي ت صل ح دا ال ي ضاهى م ن الرقة ح ي ن يغني"اأ شكو اىل عيني ك م ن سقمي به ا... شك وى عليل بالهوى لعليل«وكاأنه اأنه ض ال شاعر الراحل لنجد جعف ر احللي شابا عا شقا ملهوفا كاأمري من اأمراء الع شق ال سرمدي. وثم ة من يرى م ن اأ ساطن املق ام من القراء والباحث ي ن يف طريق ة الغزايل "اختالف ا ع ن اأ ص ول املق ام العراق ي«لك ن فاته م ان ذلك"االإختالف"املتمث ل ب ا أالداء املفع م بالروحي ة واملعا ص رة كان حتديث ا لفن بدا اإىل ح ي ن بابعاد مكانية وزماني ة شبه ثابتة فيم ا ج اء الغ زايل ليجعله معا ص را كاأغنية ت صل اإىل جمهور كان يتجدد كل حن. ومع هذه الق راءة لغزلية ال شاعر احللي كما قاربها الراحالن يو سف عمر وناظم الغزايل ال ميك ن اإال الثن اء عل ى اأداء اأب ي املق ام العراقي حمم د القباجني للق صي دة ذاتها وفي ه ح ضور"االأ سطة"املتجل ي وبراع ة اأ ساليبه. 4

4 مطرب غن ى بقلبه 7 بي د أان الغناء البغدادي احلدي ث بقيت له ال سيادة على العراق كله قبل أان يغزو الغناء البيئي)الريفي املديني( منذ ال سبعينات الغناء العراقي ويطبعه بطابعه ومن ث م انت شاره ال سريع اىل دول اجلوار ودول اخللي ج. ناهي ك ع ن ال ت رتاث الغنائ ي الرث للك رد والرتكمان والذي يتداخل مع املقام العراقي يف كثري م ن املقامات كالبيات وال سيما القوريات والكرد وا أالورفة والنهاون د وال سيكاه العراقي )اخلزام( الخ. مل يك ن طري ق الغناء سال كا أامام اله واة الأ سباب عديدة ذاتي ة ومو ضوعية كم ا اأن اخرتاق حاجز جل ان الفح ص وا إالختب ار صع ب ج دا وقتذاك وتك ون ال صعوبة م ضاعفة مل ن رام املقام العراقي م سلكا ذل ك الغناء ال صعب ب سب ب سعة املقامات وتنوعها وت شعبها وك ث رثة م سمياتها مما يتطلب ثقاف ة نظرية با أالنغ ام ال شرقي ة و أاذن ا مو سيقية مرهف ة التميي ز لل ص وت درج ة ونغم ة وخربة ي صقلها املران وكرثة االإ ستماع ا ضافة اىل ال شرط ا أاله م ه و التكام ل ال صوت ي للمط رب اأي سع ة امل ساح ة ال صوتية ب ي ن القرار واجل واب وطول النف س واجلم ال وا أالخري يتعل ق باخل صائ ص النوعية لل ص وت فما كل صوت عال ي صلح للمقام كم ا ه و شائ ع ب ل أان الق رار ال يق ل اأهمي ة عن اجل واب فهن اك اأ ص وات عالية لبع ض )مطربي ومطرب ات( املقام تخلو من جمال النربة بل ت سبب صداع ا وقد ترف ع ال ضغط اأحيانا!! كم ا أان القرار اجلميل وحده ال يكف ي لق صوره يف بلوغ امليانات والرتجيع ات ال صوتي ة العالي ة. يف ح ي ن يكم ن روع ة القرار وح س ن ادائه يف التحري ر )البدوة( ونهاي ة القطعة )اجلل سة( وخامت ة املقام الت سليم )التلوة(. يف ع ام 1948 وهذا العام مهم يف تاريخ الغناء العراق ي أالن ه سج ل والدة اأكرث من مط رب مثل شعوب ي ابراهي م وناظ م الغ زايل- تق دم ش اب ق وي البنية مهيب الطلعة ق د اأمت ثالثة عقود من عم ره تقدم بخطى واثقة اىل دار ا إالذاعة العراقية ملقابلة خبري املقام العراقي امل شهور سلمان مو شي ليتعرف على أامكانات ه الغنائية بعد اأن شبع إاطراء م ن كل من ا ستم ع اليه. طلب منه اخلب ي ري اأن يبداأ بالر ست فغنى ثم طلب منه أان يتحول اىل ال سيكاه فلب ى وقاطع ه اىل البي ات وطل ب من ه قطعا ف اأدى مما أاده ش املمتح ن وجعل ه ي صرح بكلمة ل ن ين ساه ا ال شاب طيل ة عمره: أان ت مطرب مقام متكام ل سائال أاي اه اأين كنت طوال ه ذه الفرتة وكان اجل واب: كنت اأ سمع عنده ا اعت م د يو سف عم ر مطرب ا يف ا إالذاعة حي ث يكون الغن اء حيا عل ى الهواء وال جمال لت صحيح اخلطاأ إان ارت ك ب. )م ن مقابة تلفزيونية مع يو سف عمر فحواها من الذاك رة(. و سلمان مو شي ه ذا مرجع من املراجع الكب ار يف املق ام العراق ي ه ج ر لالأ س ف- اىل ا سرائي ل مع من ه ج ر من عمالقة اآخرين كاالأخوين داوود و صال ح الكويت ي وغريه م م ن املواه ب العراقي ة اليهودي ة يكف ي اأن نذك ر اأن سلمان مو ش ي ق د أاخلف ق اريء املق ام العراق ي ال شهري حت ى س تينات الق رن امل ايض كانت خارطة الغناء العراقي محدودة الرواد رغم املس احة الواس عة ذات األلوان املتعددة الت ي يزخر بها الغناء العريق لب لاد الرافدي ن منذ أق دم العصور متمثل ة بالغن اء الريف ي ذي األط وار املتعددة م ن»األبوذي ة«واملواويل والغن اء الش عبي وتاحمه م ع الغناء الب دوي كالعتاب ة والركب اين والناييل والس ويحيل أم ا الغن اء املدين ي فقد تس يده الغناء البغدادي كالبستات واملقام العراقي مع خصوصية للغناء الب صري وخصوصي ة أخ ص للغن اء املوصيل. ر شي د القندرجي ) ( كخبري يف املقام يف االإذاعة العراقية. ع رف الق رن املا ض ي مدر ست ي ن يف تاأدي ة املق ام العراق ي املدر س ة املحافظ ة يف ق راءة املق ام والت ي تزعمه ا املطرب ر شي د القندرج ي والتي تعتم د اآالت التخ ت ال شرقي ال سنط ور اجلوزة والطبل ة ا شته ر هذاملطرب با سل وب الرتجيع اللحن ي )امليل ودي( ب دل الكلمات والت ي تتيح له جت اوز اأوكتاف ا تقريبا للم دى ال صوت ي العادي من خ ل الل التالعب باحلبال ال صوتية جزئيا اأوكليا مبا يع رف بالفال ستو من االإيطالي ة) falsetto ( وتعن ي التكل ف وه ذه التقني ة معروفة ب االإداء االوب رايل اأي ا كان امل وؤدي رج ل ال اأو اإم راأة بينم ا يذه ب االأ ست اذ ع ص ام اجللب ي اأن ه ذا االأ سل وب يعرف ل دى قراء املقام بالزب ر. )راجع:.)iraqiart.com اأم ا املدر س ة الثانية فكانت مدر سة التجديد التي و ضع ا س سها االأ ستاذ الكبري حمم د القبنجي ) ( الذي طور االأداء وجعل ه اكرث ا سرت ساال وتطريبا اأي نقل املقام من الق راءة اىل الغن اء وادخل علي ه اآالت مو سيقة ال قب ل للمقام به ا من قبل كالكم ان والقانون والناي والع ود كما ا ستطاع اأن يبت دع مقام احلويزاوي وان يجع ل من مقطوعات صغرية مقامات كالالمي والقطر يف بداي ة حيات ه الفنية قل د يو سف عم ر ا ستاذه القبنج ي ثم سرعان ما جمع بن هاتن املدر ستن وا ستطاع اأن يبت دع ا سلوبا خا صا به القى رواجا خ ال د ج واد ش ب ي ل كب ي ريا ل دى العراقي ي ن كم ا ا ستط اع اأن ي ضيف خ ب ربة قلم ا يذكره ا املعني ون بدرا س ة املق ام اأال وه ي تطعيم املق ام بالغناء الريفي وه ذا التاأثري يرج ع اىل املط رب الفرات ي الكب ي ري عب د االأم ي ري الطويرجاوي وخا صة يف االإنتقال من مقام ال صبا اىل البيات"عزي ز وخلف ت بالكل ب " وكذل ك االأنتقال اىل الغناء البدوي النايل وال سويحلي اإن االإنتق ال م ن مقام اىل اآخر اأو م ن نغم اىل اآخر بان سيابي ة وح سن تخل ص صف ة ال ي ستطيع عليها كل م ن ول ج ه ذا الفن ب ل هي مي زة الكب ار مثل القبنجي وح سن خيوكة ويو سف عمر وقد يلم س الق اريء ذلك بغناء احلفالت التي اأبدع بها مطربنا العظي م. والت ي م صدره ا االإ ستم اع يف املقاهي البغدادية لكبار املطرب ي ن واالأهم منها متر سه يف املنقب ات النبوي ة واالأذكار حي ث ال ص وت عاريا ب دون مو سيق ى وب دون مايكروفونات)وقتذاك( واالإرجت ال واالأ سرت س ال وح س ن االإنتق ال ه و املخت ب رب احلقيق ي للمطرب الكب ي ري اأم ا اأن يوؤدي املط رب املقام ات ف رادا وي س ي ري بحرفي ة االداء كالقطار عل ى ال سكة وبوترية واحدة ال روح فيها: حتري ر- ميان ة- تل وة- ب ست ه ثقيلة فه و تنفري لل سامعن وقتل لروح االإبداع!! امت از مطربن ا بق وة ال صوت م ن درج ة التينور )نحوالربيت ون م ع تق دم العمر( مع بح ة خفيفة تزي ده شج ى وتاأث ي ريا واإخ راج للح روف م ن خمارجه ا ال صوتية بكل و ضوح ف ل ال يلتب س الكلم عل ى ال سامع مع ق درة صوتي ة متكاملة ت صحبها اإمكاني ة هائلة عل ى التحكم بال ص وت واإخ ضاعه للن ص علوا وانخفا ضا مع قابلي ة على الرتجيع واالأ ستغراق بامليانة لعدة ابيات مما يدل على طول نف س وحمافظ ه مده شة على هوي ة ال صوت يف القرار واجلواب هي املميزات ال صوتية واالأدائية ليو س ف عمر حتى ليبدو لل سام ع ان يو سف عمر يغن ي بقلب ه ال بحلق ه تتجل ى ه ذه اخل صائ ص يف املقام ات الكامل ة كالر ست )غري عل ى ال سلوان قادر الب ن الفار ض( وال صبا )هو اللي ل ي شجيه االأ س ى فيط ول للر صايف(حج از ديوان)ياحم ام الدوح غرد طربا لعب د الغفار االأخر س( وال سيكاه )عاه دوا الربع ولوع ا وغراما للمرع ي اليمني( احل سين ي )ما لنا كلنا جو يار س ول للمتنبي( على سبي ل املث ال ويف مقام االأوج/ال سي كاه العراقي اأبدع يو س ف عمر اأميا اإب داع يف )ج سمي كطرفك يف ه واك عليل * وق ص ي ري ليلي من جف اك طويل( حي ث يحلق مطربن ا كالن سر يف ميانت ه اىل اأعلى م دى لع دة اأبيات ث م ينخف ظ اىل الت سلي م الذي ي ستغرق قرابة ع شري ن ثانية اأو اأكرث! وقد ا شتهر يو سف عمر يف مقام البنجكاه/الر ست يف صيحته امل شهورة من درجة املحري التي ي ستغرق فيها برهة غري ق صرية والت ي الهبت اجلمهور ت صفيقا)ج سد أا شبه شيء يف اخليال( اأمتاز يو سف عم ر بالطريقة التاثري ة- التعبريية بالغن اء وبح س ن اختي اره للق صائ د ال ذي يدل عل ى ذائق ة شعري ة راقي ة تردفه ا ذاك رة قوي ة اخت زن فيها مئات من الق صائ د واملواويل واألوانا م ن ال شع ر ال شعب ي والريفي والب دوي من غري الب ست ات البغدادي ة الت ي كان ي ؤوديه ا بطريق ة موؤث رة تدل على اح سا سة مبا يغني يف كل ما غنى وكان ممي زا يف اختي ار االبي ات الت ي ينفعل بها بامليان ات مم ا يده ش اجلمهور امل ستم ع. كما كان حري ص ا عل ى ضب ط الن صو ص لغويا مم ا ابعده ع ن اللح ن )هو أاق ل املطربن حلن ا( وكان يعرف متاما ماذا يغني ح سب طبيعة اجلمهور فلجمهور ي ش كل الع سكري ون غلبته كان يتحفه م باملووايل والب ست ات م ع مقام ات ق ص ي رية وللمثقف ي ن كان يغن ي املقامات الثقيل ة ويف جميع احلاالت جتده ذلك الفنان املجلى الذي ال ي ضاهيه اآخر.. م ن املووايل غن ى لكبار ال شعراء مب ا فيهم احلاج زاي ر النجف ي وجب وري النج ار أاب دع يف احلكيمي/ال سي كاه حي ث غن ى )يا كل ب و د اللي ي ودك واترك اخللوك( ثم ينته ي بالركباين)نامت النا س وم ا تي سر منام ي( ومن الك رد )جربتهم ماف وا بالغامنات مع اي( وم ن احلجازكار)اأدفن غرامي بلب ح شا شتي واد م(.. ومن ال شع راء الكبار ا ضافة ملاذكرن ا اآنفا- غنى أالب ي نوا س سينيته امل شه ورة )والله م ا شرقت شم س وال غرب ت* إاال وذك رك مق رون بانفا سي( مقام نهاون د والبن مع ص وم احل سني احل سيني ( أام ا ال صب وح ف إان ه فر ض * فع ل الم ي ظهرح سنك الغم ض ) على النوى/نهاوند ومن اجلدير بالذكر أان امليان ة كان ت بالبيت امللتاع ال ذي ج سده اروع جت سيد)الت نك روا لهوي على ك رب * فعلي من زمن ال ص با قر ض ( وللحبوبي غنى رائعته )يا يو سف احل سن فيك ال صب قد ليما* ولو راأوك هووا لالأر ض تعظيما(من مق ام املن صوري/ صبا وكانت امليانة )اإذا راأتك الن ص ارى يف كنائ سها*مثلثا رب عت فيك االأقانيما( وللحبوبي اأي ضا غن ى رائعته ) شربناها فخامرت النفو سا*جتلت يف زجاجتها عرو سا( من مقام ال سيكاه العراقي)خزام( )ومقاطع من شم س احلميا صبا( وجلميل صدق الزهاوي )يا شعر اإنك صورة ل ضمريي*يبديك حزين تارة و سروري(من مق ام عج م ع ش ي ريان والت سلي م بالبيت)اأحمامة غن ت بجانب دجل ة مل يبق م ستم ع اإليك فطريي( ولو وا صلت ملل القاري. شكل يو سف عمر والفنان اخلبري االأ ستاذ شعوبي ابراهي م ) ( ع ازف اجل وزة من ذ بدايت ه ثنائي ا مبدع ا قلم ا يف ت رتق وكان التفاهم بينهم ا واالإن سج ام ال جتد له مثيال ب ي ن قائد فرقة مقت در ومطرب مقت در اي ض ا كان صوت اجلوزة احل اد ي صدح ال يلينه اال صوت يو سف عمر القوي ال شج ي وتبدو بقي ة االآالت م ساندة يف املقدمات والدوالي ب املو سيقي ة بي د أان احل وارات ب ي ن اجل وزة وال سنطور االأ ستاذ الكبري بقيادة عبد الله علي يف مقامات االأوج واملن صوري واحل سيني ت ضفي على االأحلان اجلادة هيبة ووقارا. ول د يو س ف عم ر داوود البياتي يف حمل ة جديد ح سن با شا يف الر صافة من بغداد عام 1918 وقد ن ش اأ يتيما وعهد اىل عمه برتبيته وكان ي صطحبة منذ ال صغر اىل االأذمار واملواليد فاأبدى ميال كبريا نحو الغناء و سرعان ما منت موهبته معتمدا على نف سه واأخذ يرتدد على املقاهي التي يقر أا فيها املقام العراق ي ش ارك يف املنقب ات النبوي ة ووا ض ب عليه ا حت ى اح ت رتف الغن اء يف ا إالذاع ة كم ا ا سلفن ا- احتل املرتب ة الثانية بع د ا ستاذه الكبري حمم د القبنجي وق د اأتقن وغنى جمي ع املقامات العراقي ة حتى ال صغرية منها وغنى باللغة الرتكية بع ض املقامات مث ل مق ام تفلي س/ال سيكاه حيث اأدى دور املطر رحمة الله شلتاغ ويف اخلم سينات ش ارك يف فلم سعيد افندي حيث قراأ ال صبا. تويف يف 15 مت وز عام وقد ت رك اأثارا قوية يف ا سلوب غناء املق ام كما اأثر مبن عا صره ومن أاتى بع ده من القراء مثل االأ ست اذ الكبري الراحل حمزة ال سع داوي و أاق رب م ن غن ى با سلوب ه املطرب الكب ي ري حام د ال سع دي واملط رب الكب ي ري اال ستاذ ح شن االعظمي وغريهم. مل ت ص در درا س ات تتن اول ه ذا املط رب الكب ي ري ومل يع ط حق ه م ن تالميذه مب ا يتنا س ب وقامته الفني ة ق ر أات عن ه كتيبا هزي ل ال يحم ل ا سم هذا الفنان"الفه"اأح د العازف ي ن ال شباب احت وى نبذة مبت سرة م ع ن صو ص االأغاين واملقام ات مل ي سلم بي ت منه ا من خط اأ وح وى ه ذا الكتي ب مقالة مقتب سة مهمة لالأ ستاذ ح شن االأعظمي كما احتوى كتاب االأ ست اذ ثامر العامري"املق ام العراقي"على مقالة عن حياة الفنان. وبهذه املنا سبة اأدعو وزارة الثقاف ة ونقاب ة الفنان ي ن اأن تلتف ت اىل ه وؤالء العباق رة الكب ار لتطل ق اأ سماءهم عل ى قاعات أاو معاهذ فنية اإن مل تقم لهم متاثيل تخلدهم. 6

5 يوسف عمر.. اللقاء األخير د. ه اش م ح س ن صحفي عراقي 9 - يو س ف عم ر اال ت شعر بالندم على ما بذلته من عناء طوال ال سنني * ال.. ل س ت نادما على انني سلكت دروب املقام واحرتف ت الفن ولو ق در يل ان اموت وابعث من جدي د ملا اخرتت طريقا اآخ ر الفنان لي س لقبا يناله املرء بقرار وامنا هو موهبة تنمو مع احلياة وجتاربها وت ش ق طريقها يف ال صخور وال تتحقق ذاتها مبجرد رغبة الفنان. -اإالم ترد قلة عدد قراء املقام يف الوطن العربي * ان ه ف ن صع ب يحت اج اىل مق درة صوتية وحنج رة م ن ن وع خا ص باال ضاف ة اىل انه يحت اج اىل ال ص ب رب باملقام ي ستوج ب درا سة القواع د واال ص ول النغمي ة وو سائ ل االداء واداب القراءة ال صارمة. وكل الذين دفعتهم اح ل الم ال شهرة ال سريعة من ان ص اف املوهوب ي ن ترك وا املقام من ذ الدر س االول وراح وا يحقق ون احالمه م ع ن طريق االغاين ال سهلة ان االجي ال الغنائية اجلديدة ال جتي د اداء اب س ط ان واع املقام ات بالدق ة والعناي ة املطلوبت ي ن بل ان اعظ م اال صوات وا شه ر النج وم تنه زم دون ش ك يف ه ذا االختبار وهم بدال من االعرتاف بهذه احلقيقة يتهمون املقام وي شككون باذواق م ستمعيه. - واين و صلت مع املقام * خ ل الل رحلة فني ة طويلة انتزع ت من عمري ع ش رات ال سن ي ن متكن ت م ن اداء كل ان واع املقام ات اال صول والفروع وي شهد يل اجلميع بانني قد امتم ت وخ ضت كل فنون القراءة يف هذا الفن. وال اعتق د ان هن اك من سبقن ي يف هذا احلال سوى معلمي و شيخي الفنان حممد القبنجي. - ولك ن ه ذا ال ينف ي ان هناك نخبة م ن ال شباب توؤدي املقام. * من ذ سنوات وان ا اراقب مع ي جمموعة من ال شب اب لل سيطرة على قواع د املقام وا صوله وق د ا ستمعت لبع ضه م خ صو صا طالب معهد الدرا س ات النغمي ة وا ساتذت ه وه و اجله ة املعني ة بهذا الفن وباالت ه املو سيقية اكت شفت ان هن اك خامات جيدة حتت اج اىل وقت وجهد حتى تتبلور القدرة على االداء. - اذا كن ت قد ورثت هذا الفن ع ن القبنجي فمن هو وريثك او خليفتك * لي س املقام وراثة او عر شا يتطلب وليا املعهد النا س وحدهم هم الذين سيقررون من االجدر بحمل ر سالة هذا الفن ول ست انا الذي اقرر. ال ش ك يف ان هن اك االن ق راء للمق ام الفن ان ح شن ا سماعيل قارئ جيد متمكن من االداء. - ماذا مييزك عن غريك * حبي الكبري له ذا الفن واتقاين لكل انواعه ثم انني و ضعت العديد من اال شعار للمقامات. - كيف كانت البداية * يف الع شرين ات م ن ه ذا القرن كن ت تلميذا يف احدى مدار س بغ داد االبتدائية. ولقد لفت انتباه ي حين ذاك بع ض ال شي وخ واملعلم ي ن ا صحاب العمائم الذين ا شتهروا باداء التالوات واملو شح ات واملواويل واالنا شيد والتوا شيح الديني ة الت ي تك ث رث يف جمال س الذك ر قادتني ال صدف ة اىل ح ض ور ه ذه املجال س وراأى يوس ف عمر صاحب الصوت الجمهوري العذب وشيخ فن املقام يف العراق يرقد االن يف مثواه االخري بعد ان رقد فوق فراش املرض س نوات طويلة. كنا اىل جانبه يف اواخر ايامه ويف اللحظات الصعبة الت ي اجتازها حاورته فكان لقاؤنا هذا اللقاء االخري وكان هذا املقام آخر مقام غناه. يوس ف عمر اصبح ق ارئ املق ام االول يف العراق بعد الفنان محمد القبنجي. ويف ما ييل االسئلة واجوبته عليها: بع ض امل شاي خ والق راء يف صوتي م ا دفعهم الن يطلب وا من ي الق راءة احيانا نياب ة عنهم وذات مرة تاأخر احد القراء امل شاهري فازاد احد املتنفذين ان يلهي النا س وطالبهم بان ي ستمعوا ايل ويف اثن اء قراءت ي ح ضر الق ارئ ال شهري فا ستم ع ايل اي ضا واعجب ه صوتي وانعقدت بينن ا اوا صر صداقة متينة حتى اخذت منه كل فنه قبل التتلمذ على حممد القبنجي. الفن ان احلقيق ي ه و ال ذي ي صع د ويثاب ر ويتح دى كل ال ضغ وط واملق ام كان وال يزال فني ا رفيع ا ت صغ ي الي ه نخب ة م ن ا صحاب االذواق الرفيع ة وكان ت جمال س املقام ت ضم شخ صيات سيا سية لها شان كبري. -اين كانت قراءة املقامات * كن ا ن وؤدي املق ام يف اماك ن الريا ض ة التي كان ت ت سم ى يف ال سابق"الزروخانات"وه ي االماك ن التي متار س فيها الع اب القوى فكان قارئ املقام يثري حما ستهم وي شدهم للعب الذي تت صاع د ذروته م ع ت صاعد االنغ ام ويتطلب ذل ك من ق ارئ املق ام نف سه ان يرت دي مالب س الريا ضين ذاتها. ويف املقاب ل ي ردد الريا ضي ي ن احل ان املطرب وكلماته. - ومتى دخلت االذاعة * ق رب نهاي ة االربعين ات حي ث كن ت ا سجل لالذاع ة نه ارا ويف اللي ايل اق راأ يف املوال د وجمال س الذكر. - ه ل ثم ة اماك ن بغدادية اخ رى شهدت حفالت للغناء واملقام * كان ت بغداد يف مطلع هذا القرن وخ صو صا يف ب اب املعظم و ساحة املي دان مليئة باملقاهي ال شعبي ة الت ي كان ت ذات نكه ة وطقو س جميل ة.. فهي عبارة عن م سارح م صغرة توؤدي فيه ا شتى انواع الفن ون وجتتمع على ارائكها خمتل ف ال شخ صي ات كال وزارة وال صعاليك وق د التقيت ام كلث وم يف احدى ه ذه املقاهي ال شعبي ة ح ي ن زارت بغداد ومن ه ذه املقاهي تخرج االدباء والفن ون ورجال ال سيا سة وكان لكل مقهى مطربه و شاعره وحماربوه. - بع ض الن س اء حاولن ت أادية املق ام الي س كذلك نتذكر" صديق ة املالية"و«مائ دة نزهة"على سبيل املثال * امل راأة ال تنجح يف اداء املقام ذلك ان الطبيعة الناعم ة الرقيقة ل صوت املراأة ال تالئم فن املقام الذي يتطلب حنجرة قوية تنطلق منها ا صوات عنيف ة وعذب ة يف اآن مع ا... متام ا كال شالل ي سق ط ويزجم ر بق وة و سرع ان م ا ين ساب به دوء ورق ة.. صوت امل راأة لي س ش ل الال بل ن سمة. -.. وام كلثوم * موهبة خارقة ذات نوع غنائي خا ص وطريقة ممي زة يف االداء.. انه ا عمالقة فري دة اعتقد انه ا ال تظه ر غري م رة واح دة رمب ا يف عدة ق رون وام كلثوم مل جت رب اداء املقام ولكنني احف ظ اغانيها وق د غنيت بع ضه ا وخ صو صا الق صائد. - انت معجب جدا بام كلثوم * ومعج ب اي ضا مبحم د عبد الوه اب وفريد االطر ش. - والطرب العراقي * انا منح از للغناء الريفي النه احتفظ بالنكهة العراقي ة اما االمناط الغنائي ة احلالية فل ست اميل اىل سماعها. - ما هو ا صعب انواع املقامات - حجاز شيط اين وله عدة فروع وا سمه يدل عليه فهو ال ي سيطر عليه. - هل هناك ا صوات عربية تتمتع بالقدرة على اداء املقام * هن اك ا ص وات ل و ج رب ا صحابه ا املقام لنجح وا ك صباح فخري مثال وبه ذه املنا سبة ادع و اىل ان ش اء معاه د لدرا س ة املق ام واملو شحات حتى ال تنقر ض. - البع ض يدعو لتدوين املقام * م ض ت سن وات طويل ة وانا ا سم ع عن هذه الدع وات وكان ا صحابها ال يجدون احلرب وال الورق. - اال شرطة متالأ اال سواق * ظه ر العديد م ن اال شرط ة دون علمي وهي ت س يء اىل سمعت ي الفني ة فان ا مل افك ر يف ت سجيل احلفالت واجلل سات اخلا صة ال شريط وثيق ة لذلك يجب ان يتم الت سجيل ب شكل علمي غري جتاري. م. الوطن العربي عام 1986 ولد املطرب املقامي يوسف عمر يف محلة جديد باشا سنة 1918 يف بيئة بغدادية دينية تتعشق قراءة وتراتيل القرآن واملناقب النبوية والتهاليل واملقامات العراقية والتي تدخل يف كل الغناء )العراقي والعريب(. ا ستقر حب املق ام يف سويداء قلب هذا الفنان من ذ بواكري طفولته وهو ي رى ويتلم س حب وال ده واعمام ه واهتمامهم باحل ص ول على اال سطوان ات الت ي كانت يف وقته م اخرتاع الع صر وباأ صوات كبار املقامين اأمثال اأحمد الزي دان ور شي د القندرجي وجن م ال شيخلي وح س ي ن ك ردي وحمم د القباجن ي وح س ن خيوكة واحلاج عبا س كمبري وقدوري العي شة واآخرين. وعندما شب يو سف عن الطوق وزاد اهتمامه به ذا الفن الذي مل ك عليه كل حوا س ه واأخذ يتق رب من ق راء املقام ومن هوات ه واملهتمن ب شوؤون ه اأو العارفن بطرق ه وا سراره اأمثال ابراهي م اخل ش ايل وجه اد الدي و وغال ب اخل ش ايل واأخ ي ريا ي ستقر عند عتب ة املقامي حمم د القباجني وم ن معين ه راح عمر ينهل ويغ ت رتف ومي ضي يف تقلي د طرائقه املقامية الت ي حازت على اعج اب العراقين اإال اأنه مل يظل اأ سريا له ذه الطرائق و سرعان مايخرج من العب اءة القباجني ة لي ستق ل ب شخ صيته وليك ث رث معجب وه يوم ا بعد ي وم حتى متكن ان ينف رد يف ال ساحة املقامي ة العراقية برغم وج ود الكثريين يف تل ك ال ساح ة ولهذا كرث حا س دوه ومناف س وه وكلم ا ك ث رثوا تكاث ر د. م ح م د ال ع ام ري يوسف عمر... البداية والنهاية املعجبون بفنه اكرث واكرث!!. يف سن ة 1948 يطلق س راح يو سف عمر من ال سج ن منهي ا حمكوميته الت ي بلغت خم سة ع ش ر عام ا كان خالله ا يج أار بال شك وى امل رة من انه حك م مظلوما ويام ا يف ال سجن مظالي م! وقيل وقتها انه كان ق د ا شرتك بقتل اأح د اال شخا ص. ويف ال سجن انطلق من عنق الزجاج ة وراح يقراأ املقام ليل نهار بن اأن س وط رب ال سجناء مع ه فهم يف البل وى سواء ويف املح ن تت سامى النفو س وتتعاطف اكرث واملقام خري معرب عما يخامر النفو س من آامال واآالم وطموح ات ويتع رف يو س ف اىل من يو صل ه خلبري املقام ات العراقية يف اذاعة بغ داد الال سلكية الت ي كانت ت سمى اآنذاك املقامي املعروف سلمان مو شي. وينبه ر اخلب ي ري ب اأداء ه ذا اله اوي املبتدئ وال ذي يبت دئ بقراءة مقام من ال وزن الثقيل مث ل الر ست الذي يعت ب رب سمفوني ة املقامات العراقي ة له ذا اإعتمد اخلبري سلم ان اعتمد يو س ف عمر مطرب ا مقامي ا يف االذاعة حيث تخ ص ص ل ه حفالت مقامي ة ا سبوعي ة حاله حال أاي مطرب معتمد اآخر. وتبداأ شهرته يف الذي وع واالنت شار وتاأن س به االذن العراقية والتي صيغ املقام لها. ويف سن ة 1956 ي شرتك يو سف عمر يف فيلم عراق ي صميمي ه و سعيد اأفن دي من بطولة الراحل ة الكب ي رية زين ب ويو س ف العاين والراحل الكبري جعفر ال سعدي. ومعل وم ان يو س ف غ ي ري للتمثي ل لكنه يجيد القراءة املقامية فح سب كان دوره ي صوره يف حانة من حانات الباب ال شرقي يف خم سينيات القرن املا ضي مع )دعب ول( البالم غنى شيئا من مقام ال صبا: ناموا وعن ال صب لي س تنام لله ما صنعت بي االأيام أارعى النجوم ويل فوؤاد خافق مزجت بنغمة وجده ا أالنغام ويف ال سن ة نف سه ا يفتت ح تلفزي ون بغ داد الأول م رة يف ال ش رق االأو سط م ن قبل شركة ))PYE ب اي االنكليزي ة ويعتم د يو سف هنا اي ض ا كمطرب مقامي تلفزي وين وي أاخذ ح صته م ن احلفالت املقامي ة ومتتد م ساحته الغنائي ة تدريجي ا لتتقل ص باملقاب ل م ساحة غريه م ن املقامين لك ث رثة طلب ات امل ستمعن وامل شاهدين مما خلق له جمهرة من املتذمرين وللم شاألة وجهان كما نرى وترون. ويف أاوائ ل ال سبعيني ات ي ؤودي يو س ف شخ صي ة املقام ي املب دع القدمي )رحم ة الله شلت اغ( قرائي ا بالطب ع م ع الفن ان الراحل حمم د القي س ي بتمثيل ه سهرة م ع نخبة من ممثلينا.. ويف الف ت رتة نف سه ا تفتت ح اأمان ة العا صم ة املتح ف البغ دادي وبجه ود مكثف ة م ن قبل الفن ان الراح ل فخ ري الزبي دي ال ذي كان ي شغ ل وظيف ة رئي س املالحظ ي ن يف ا أالمانة وه و امل أاخوذ ب صورة احلي اة البغدادية التي نقله ا اىل املتح ف ه ذا ومنه ا ق راءة املق ام يف املقاه ي وكان ت ليو سف ح صت ه املعلومة قرائي ا يف املتح ف ف ضال عم ا كان يقدمه من روائع قرائية يف خان مرجان وبع ض بيوتات الوجه اء يف بغداد واملحافظ ات حتى تقاعده سن ة 1985 ويف ليل ة 15/14 مت وز 1986 تدهورت صحته وتويف يف الليلة نف سها. رحم الله يو سف عمر وا سكنه ف سيح جناته. 8

6 11 ع ش ق يو س ف عم ر املقام من ذ طفولت ه وترعرع بن ا ص وات كب ار رواد املقام االوائ ل وت شبعت م سامعه بكل انواع والوان وا شكال املقامات حتى اأ صبح من كبار فطاحله ومبدعيه واعمدته... وجتمع كل امل صادر على ان الراحل الكبري يو سف عم ر كان قد ولد يف حمل ة جديد با شا سنة 1918 ح ي ن كانت بغداد يومئذ متثل بيئ ة دينية ملتزمة م شه ورة بقراءة وتراتيل القر آان الكرمي واملناقب النبوية والتهاليل واملقامات العراقية حيث حتول يوسف عمر المقامي الخالد.. املقام العراقي فيما بع د اىل ا سا س من ا سا سيات الغناء العراقي خا صة والعربي عامة. ولقد ارتبط ع شق املقام يف قلب هذا املقامي الكبري منذ طفولت ه حيت كان يعي ش ذات اجلو والبيئة الت ي كان عليه ا وال ده واعمامه و سع ى ل سماع اال سطوان ات التي كانت يف يف ذل ك الوقت نوعا من ان واع االبت كارات ال سحري ة العجيبه حيث كان ا اغلب ه ذه اال سطوان ات م سجل ة باأ صوات كب ار املقامي ي ن أامث ال أاحم د الزي دان ور شي د القندرجي وجنم ال شيخلي وح شن كردي وحممد القباجن ي وح سن خيوكة واحل اج عبا س كمبري وقدوري العي شة وغري هوؤالء املقاميون الكثري. وم ع كل سنة م ن سنوات بلوغ ه مرحلة ال شباب االوىل كان ع شق ه ال سرمدي للمقام العراقي يكرب وينم و حت ى مل ك علي ه كل حوا س ه خ صو صا و أان ه كان ينته ل ويغ ت رتف من قراء املق ام الكبار واخل ب رباء با س راره أامث ال ابراهي م اخل ش ايل وجه اد الديو وغالب اخل ش ايل واغرتف يو سف عمراأخ ي ريا م ن املقام ي الكبري حمم د القباجني اغرتاف ا كب ي ريا وا ستط اع ان يقل ده بنجاح كبري يف طرائق ه املقامي ة الت ي ح ازت عل ى اعج اب اجلمي ع إالكن ه ا ستطاع خ ل الل ف ت رتة وجيزة ان يك ون له شخ صيته املقامية امل ستقله عن شخ صية املقامي الكبري القباجني ليكرث معجبوه يوما بعد يوم حتى متكن من احت ل الل ال صدارة يف ال ساحة املقامي ة العراقي ة برغم وج ود الكثريين يف تلك ال ساحة ولهذا كرث حا سدوه ومناف سوه.. ولق د مرت على املقامي اخلال د يو سف عمر ا سواأ سن وات حياته ح ي ن حكم عليه بال سج ن ملدة 15 عام ا بتهمة قي ل عنها ا شرتاك ه يف مقتل شخ ص وكان ت ق ساوة تلم ال سن وات انها ادخلته ال سجن وه و يف ريعان ربيع العمر لك ن سنوات ال سجن زادته قدرة على صق ل موهبته فانطلقت حنجرته الذهبي ه باع ذب االحلان من قلب ه الدامي من بن ق ضبان وراح يق راأ املقام ليل نهار من بن ق ضبان ال سجن... وعن ه ذه ال سنوات ا أالليمه يق ول الراحل اخلالد يو س ف عمر يف مقابلة صحفية كن ت قد اجريتها مع ه سن ة 1983 ايق ول عنه ا ))كان ت سن وات ال سج ن ا شبه بحك م االعدام امل ؤوج ل أالنني كنت ب ريء ولك ن الظل م كان يالحقني حت ى ادخلني ال سجن ومل يك ن يخفف عني أاملي غري املقام الذي اع شقه واهواه مثل الزاد والهواء كما ان ال سجناء الذي ن كانو معي ه م اي ضا كان و ي شعرون باالمل م ن كل حرف كن ت اغنيه من املقام ات الن للمقام العراقي تاأثريا نف سيا كبريا ال يفهمه وال يدركه اال من ع شق املقام يف قلبه وعقله(( وي ضيف الراحل الكبري )ابو يعكوب( )) ساعدتني سن وات ال سجن على تعلقي اك ث رث باملقام العراقي وازداد مت سك ي وحبي له اكرث من اي فرتة اخرى م ن ف ت رتات حيات ي الن ه كان رفيق ي و صديق ي الويف الوحيد الذي أا شكو اليه همومي في ستجيب يل وي ساع دين عل ى تفريغ شحن ات الغ ضب يف داخلي على الظلم الذي ا صابني((.. يف سن ة 1948 اطل ق س راح يو س ف عم ر م ن ال سج ن منهي ا حمكوميت ه الت ي بلغ ت خم س ة ع ش ر عام ا ويق ول عن مرحل ة ما بع د خروجه م ن ال سجن ))كان عن دي صديق تربطه عالقه مع ) سلم ان مو ش ي( الذي كان يف ذل ك الوقت خبري املقام ات العراقية يف اذاعة بغداد الال سلكية التي كانت ت سمى اآنذاك وه و من املقامين املعروفن. وطل ب ه ذا ال صدي ق من) سلم ان مو ش ي( ان ي ستم ع ل صوت ي بع د ان شرح ل ه امكانياتي يف غن اء املقام العراقي رغ م انني كنت ال ازال هاوي يف تلك الفرته ومل ا صل بعد اىل مرحلة االحرتاف او مل ستوى املقامين الكبار يف تلك الفرته(( ويق ول ابو يعك وب ))اجته ت اىل اذاع ة بغداد الال سلكيه انذاك وقابلت ) سلمان مو شي(و سالني عن سنوات غنائي للمقام العراقي واملقامين الذين اعرفهم وقلت له انت من املقامين امل شهورين فقال يل اريد ان ا سمع صوتك ثم ش أالني اي مقام ت شعر انك ت ستطيع ان تغنيه فقلت له ساغني من مقام )الر س ت(.. فانده ش ) سلمان مو ش ي( وقال يل )عف ت كل املقامات واجيت عل ى الر ست هذا ما يغنيه اال الكبار الن ا صعب مقام... فقلت له ساغني الر ست وما اريد منك غري ب س ت سمعني(... وحن انتهى ابو يعكوب من غناء مقام الر ست كان سلم ان مو شي مبه ورا جدا ب االأداء الراقي الذي قدمه يو سف عمر واعتمده فورا مطربا مقاميا يف االذاعة أالحياء حف ل الت مقامية كل ا سبوع.ويقول يو سف عمرعن تلك اللحظات))بعد ان انهيت املقام ق ال يل سلمان مو شي وين جنت م ضموم علينه فقل ت له كن ت بال سج ن فق ال يل راح يجيك يوم ات صري انت بيه علم من اعالم املقام العراقي... و صدقت نبوؤة سلمان مو شي فبدات شهرة يو سف عمرتنت ش ر يف كل م كان ب سرع ة كب ي ريه واطرب ب صوت ه املتمي ز كل بغ داد ولياليه ا يف حف ل الت مقامية م ستمره. ويف سنة 1956 ا شرتك يو سف عمر يف اأول فيلم عراقي هو) سعيد أافن دي( وعن ا شرتاكه يف هذا الفيلم يق ول الفنان الراح ل )ا ستدعاين املخرج كام ي ريان ح سن ي ال ذي كان يعرفن ي م ن خالل حفالتي املقاميه يف دار االذاعه و سالني هل تريد ان ت شرتك يف متثيل فيلم سينمائي وقلت له انا ال اع رف بالتمثيل فقال يل ل ن متثل كثريا ولكن اأن ت ستغني يف الفيلم يف)ميخانه( اي حانه كما كان ت ت سم ى انذاك م ع دعبول الب ل الم وقال يل سنعلم ك كل شيء ولكن اري د منك ان تغني على طبيعت ك وكانك يف حفله م ن حفالتك ولي س يف فيل م فوافقت وا شرتك ت يف الفيل م وغنيت فيه ابوذيه و شعر على نغم ال صبا والتي منها : ناموا وعن ال صب لي س تنام لله ما صنعت بي االأيام أارعى النجوم ويل ف ؤواد خافق مزجت بنغمة وجده االأنغام بع د جناحه الكبري يف حفالت اذاعة بغداد انذاك فق د مت على الف ور اعتماده مطرب ا مقاميا اي ضا يف تلفزي ون بغداد ال ذي مت افتتاحه عام 1956 اي ض ا وهو نف س العام ال ذي ا شرتك فيه يو سف عم ر يف فيلم سعيد افن دي.. واحيا يف تلفزيون بغ داد العديد م ن احلفالت التي كان ت تزيد من شهرت ه وجنوميت ه بن او س اط اجلمهور حتى ا صبح ت له ح صة اال سد يف كل احلفالت املقاميه لالذاعة وللتفزي ون اي ضا مقارنة ببقية املطربن املعروف ي ن ورغ م ه ذه ال شه ره اال ان شخ صية يو س ف عمر ظلت تل ك ال شخ صي ه الب سيطه من حمل ة )جديد با ش ا( اخلاليه م ن التعقيد ولكنها مليئ ة بامل صاعب واالالم املريره... فبعد سنوات ال سج ن تعر ض الراحل يو س ف عمر اىل صدمة اخ رى كبريه متثلت يف موت ابنة عمه التي كان يحبه ا ويع شقها ع شقا كب ي ريا وتوفيت يف حادث انقالب)البلم( الذي كانت مع عائلتها تنتقل به من ص وب اىل ص وب على ضفة النه ر وماتت غرقا فاأ صاب ت تلك احلادث ه قلب يو سف عم ر ا صابة اخرى شدي ده ومريره...وهو االم ر الذي زاده ع شقا والتحاما باملقام العراقي.. وازدادت جنومي ة الراح ل يو س ف عم ر يف التلقزيون م ع م شاركته الرئي سي ة يف امل سل سل التلفزي وين الكبريوال شه ي ري )كه وة ع زاوي( يف اأوائ ل ال سبعينيات فغن ى كل انواع املقامات املعروف ة يف ذل ك امل سل س ل كم ا أادى شخ صي ة املقام ي الراحل)رحم ة الل ه شلت اغ( بالطبف ي متثيلي ة تلفزيوني ة خا ص ه م ع الفن ان الراحل حممد القي سي..وا صبح يو سف عمر ا شهر من نار على علم يف املقام العراقي يف تلك الفرته حتى ان املقام ي الكبري اال ستاذ الراح ل حممد القباجني قال عن يو سف عم ر قوله امل شهور))يو سف عمر ث اين م ن ق راأ املق ام م ن بعدي((وه ذه شهادة ليو سف عمر من كبري املقامين العراقين الراحل القباجني.. وب ي ن ثناي ا االج واء البغدادي ه الرتاثي ة والفولكلوري ه يف املتحف البغدادي الذي اأ س سه الفن ان الراحل فخري الزبيدي ع ن طريق امانة بغداد اأطرب يو سف عمر جمهوره طربا ا صيال... ث م حتولت حفالته اال سبوعية يف )خان مرجان( اىل حف ل الت ال ت ضاهيه ا اال ق ص ص)ال ف ليل ة وليلة( وحكايات شهرزاد و شهريارعذوبة وذوقا وتاألق ا مقاميا شدت اليه كل اال سماع واطربت له كل النفو س... وتف رد يو س ف عم ر ب ي ن كل املقامي ي ن يف اأن ه اأول م ن نقل املق ام العراقي من بي وت الوجهاء واالثري اء والطبقة العالي ه يف املجتمع العراقي انذاك اىل امل ست وى ال شعبي يف املقاهي واالأزقة والبيوت ات البغدادية ال شعبي ه والب سيطه وهي سابق ة مل ي ص ل اليها اي فن ان مقامي اخر غريه ول ه فيها ف ض ل كبري على املق ام العراقي بعد ان كان فن املقام العراقي حم صورا يف زاوية ضيقه تو شك ان تهدده باالنقرا ض والنهاية... وكم ا كانت حيات ه يف صباه و شباب ه م ؤوملة فقد كانت موؤملة اي ضا يف نهايتها حن ا صيب مبر ض ال شلل الرعا شي الذي ا ضطره اخريا اىل اعتزال املق ام العراق ي وتقاعد ع ام ث م وافاه االج ل يف ليلة 15/14 مت وز 1986 بعد ان قدم تراث ا مقاميا كبريا وخالدا ال زالت اثاره و صداه ترتدد يف اال سماع والقلوب حتى يومنا هذا.. رح م الله يو سف عمر )ابو يعك وب( فنانا كبريا وعمودا حقيقيا من اعمدة املقام العراقي... عن )منتديات بيت املقام العراقي( من أعالم الغناء في العراق محي الدين محمد يونس ول د املرح وم الفن ان )يو س ف عم ر البياتي( يف بغ داد منطقة ح سن با ش ا عام 1918 وكان من ذ طفولته ي ستمع إاىل اأ ص وات كبار مطربي املق ام ويف مرحل ة ال شب اب زاد اهتمامه بهذا الف ن وعقد الع زم لتكوين شخ صيت ه املتميزة وفعال ب داأ ي صل مرحلة الن ض وج الفني اإال اأن تعر ض ه التهام بقت ل اأح د االأ شخا ص واحلكم علي ه بال سجن مل دة خم سة ع شر عام ا يف سنة 1933 اأدت اإىل توقف ه ع ن ن شاط ه الفن ي واالبتع اد ع ن جمه وره وحمب ي فن ه اإال اأنه عو ض عنه م بزمالئ ه ال سجن اء, حي ث اأخذ يغن ي لهم املق ام والب ست ات البغدادية للتعبري عن اآالم ه و شعوره بالغ در والظلم الذي حلق به ع ن جرمية مل يقرتفه ا وا ستمر يف ال سجن لغاي ة إاكماله ملدة احلكم حيث أاطلق سراحه يف عام 1948 وبعد ف ت رتة تقدم ل دار االإذاع ة العراقية وبعد اإجراء االختبار الالزم ل ه ق ب ل مطربا للمقامات وخ ص صت له حفالت اأ سبوعية حية على الهواء م ن دار االإذاعة العراقي ة ويف عام 1956 ومع افتت اح تلفزيون بغداد وال ذي كان أاول حمطة تلفزي ون تفتت ح يف ال ش رق االأو س ط, اعتمد املذك ور كقارئ مقام فيه ا وكانت له ح صته من احلفالت فيها. يوسف عمر.. فنان لن يتكرر ا ستم ر يف ن شاط ه و صع ود جنم ه وتاألق ه واأ صبح ت ل ه جماه ي ري وا سعة م ن املعجبن واملتابع ي ن اإال أان حالته ال صحي ة اأجربته على اعت زال الغناء يف ع ام 1985 وتويف يوم 15 متوز 1986 أاثر نوبة قلبية. قل د املط رب )يو س ف عم ر( يف بداي ة حياته الفني ة اأ ست اذه مط رب املقام ات )حمم د القباجن ي( اإال اأنه سرع ان ما اتخذ لنف سه لونا وطريقة خا صة به الزمته طيلة حياته يف جمال املقام ات العراقي ة والقت رواج ا وقبوال لدى حمبي هذا اللون من الغناء لدى العراقين... تق ودين ذاكرت ي اإىل احلف ل الت الت ي كن ت اأح ضره ا له ذا املط رب يف اأي ام اخلمي س من كل شه ر يف خان مرج ان يف بداية الثمانينات م ن القرن املا ضي حيث كن ت اأح ضر من أاربيل اإىل بغداد خ صي صا حل ضور حفالت هذا الفنان الب ارع القدي ر والت ي كنت يف غاي ة االرتياح وال شوق ل سماع صوته والتمتع بلونه الغنائي اخلا ص املطعم باللون الريفي اجلميل. يق ال ب اأن رئي س ال وزراء العراق ي املرحوم )ن وري ال سعيد( كان ق د سمع صوت املط رب )يو س ف عم ر( عندم ا كان يغن ي يف دار االإذاع ة الال سلكية وقد ح ضر إاليها يف اأحد ا أالي ام املق ررة لغناء هذا املط رب لي ستمع اإليه عندم ا كان يغن ي يف غرف ة الرقاب ة االإذاعي ة وه و يقدم حفلته الغنائية وه و مل يزل مطربا نا شئ ا وظل ينتظ ره حتى االنته اء من تقدمي و صلت ه الغنائية فدخ ل علي ه اإىل االأ ستوديو لرياه وي ش أاله عن ا سمه وم سكنه ويف اأي حملة م ن بغداد ومتى تعل م غناء املقام ات العراقية التي كانت ت سته وي املرحوم )نوري ال سعيد( وعندما أاجابه )يو سف عمر( على كافة االأ سئلة كم ا وب ادر ع ازف القان ون يف غرف ة ا إالذاعة املو سيقية يف مدحه وتقيي م أادائه وباأنه قارئ مقامات جيد وينتظره م ستقبل با سم و سيكون من املغنين امل شهورين. أاخرج رئي س الوزراء من جيبه مظروفا يحتوي عل ى رزم ة مالية وزعه ا عليهم وكان ت ح صة املطرب )يو س ف عمر( منها خم س ة وع شرون دين ارا, وكان ه ذا املبل غ يف ح ساب ات ذل ك الوقت يعترب مبلغا جي دا أاما املو سيقين فكان ن صيب كل واحد منهم خم سة دنانري ودينارين لكل واحد من أاع ضاء فرقة ا إالن شاد. وال يفوتني اأخ ي ريا أان أاذكر ما قر أاته قبل سنن م ن حكاية طريفة عن ( أابو يعقوب( حن قررت وزارة الثقاف ة ت شكي ل وف د فن ي للمقام ات العراقي ة واجلالغ ي البغدادي لغر ض زيارة تركي ا للم شارك ة يف تق دمي بع ض العرو ض الفني ة الغنائي ة واملو سيقي ة الأل وان الف ن العراق ي االأ صيل عل ى م سارحه ا وكان الوفد يت أال ف م ن جمموع ة كب ي رية م ن املو سيقين واملطرب ي ن واالإداري ي ن وعلى راأ سه م املطرب )يو س ف عم ر( وكان ت ال سف رة بالطائرة من بغ داد واأثناء حتلي ق الطائ رة يف اجلو طلب أاح د اأع ض اء الوف د من زمي ل ل ه جال س قرب شب اك الطائرة فتح ال شب اك وكان يق صد غطاء ال شب اك احلاجب ع ن روؤية خ ارج الطائرة اإال اأن )يو س ف اأب و يعق وب( نهره ب ش دة ومنعه من القيام بذلك قائال: ))مكموع ال تفتح ال شباك لريوح ن ستربد((. وعندما ق ام جمموعة من اأع ضاء الوفد بالغناء والرق ص وقوفا داخل الطائرة وهي حملقة يف اجلو نه ض مطربنا )يو سف عمر( وهو ي صرخ عليه م: ))ولك م اأكعدوا راح ة... لرتوح توكع الطيارة((. بهذا و صلت اإىل نهاي ة حكايتي عن هذا الفنان القدي ر وال ذي م ات ولك ن ذك راه واآث اره ال زال ت شاخ ص ة وال ميكن اأن تن س ى اأو متحى الأ صالتها وتعبريها عن الذوق العراقي وتراثه االجتماعي والتاريخي والفني... 10

7 13 يوس ف عمر - م ن وراء القضبان إلى عرش وصولجان وس ام ال ش ال ج ي كان ليو س ف عمر شقيقان وثالث شقيقات, وقد ت ويف والده وهو بعمر ال يتجاوز االأربعة اأ شهر فتكف ل برعايته م جميع ا ابن عم وال ده )حممد علي( الذي كان يو سف يعتربه مبكانة عمه. وكان )حمم د علي( حمبا للغناء ب صورة عامة وللمقام العراق ي ب ص ورة خا ص ة, وكان يه وى جم ع اال سطوان ات التي كانت ت ص در يف ذلك الزمان. وق د كان يو س ف ي ستمع لتل ك اال سطوانات من خالل جهاز الكرامافون ال ذي ميتلكه عمه. ومن بن كل اأنواع االأغاين والفنون التي كان ي ستمع اليها اأحب الطفل يو سف عمر املقام العراقي منذ بداية ن شاأت ه, واأ صبح يكرث من اال ستماع لقراء املق ام امل شهوري ن يف تل ك احلقب ة مث ل ر شيد القندرج ي واحم د الزي دان وجن م ال شيخل ي وح س ي ن ك ردي وح سن خيوكه واحل اج عبا س كمب ي ري وق دوري العي ش ة وغريهم واخ ذ يردد ولد الفنان يوسف عمر يف بغداد - محلة جديد حسن باشا عام ومحلة جديد حسن باشا محلة بغدادية تقع بني ش ارع الرش يد ونهر دجلة يحدها من الشامل سوق هرج يف امليدان ومن الجنوب ش ارع املتنبي, وكانت هذه املحلة يف القرن التاس ع عرش والنصف األول من القرن العرشين من أش هر محات بغداد اذ كانت تأوي أش هر العوائل البغدادية التي أنجبت رجاالت الحكم ومشاهري ذلك العر. وكانت البيئة السائدة يف تلك املحلة تضم مجتمعات نش أت عىل حفظ وقراءة القرآن الكريم وإقامة املناقب النبوية التي يتخللها التهاليل وإنشاد املقامات العراقية. مقاماتهم ويتعلم اأنواعها املختلفة. ش ب يو س ف عم ر وهو مول ع باملق ام العراقي واخذ يحاول التقرب من بع ض قراءه امل شهورين يف ذل ك الزمان اأمث ال اإبراهيم اخل شايل وغالب اخل ش ايل وجه اد الدب و, كم ا ح اول االلتقاء باملقام ي الكب ي ري حمم د القباجني. لك ن الرياح جرت مبا ال ت شتهي ال سفن فيما يخ ص ولعه هذا وحتى مبا يتعلق بحياته ك شاب يف مقتبل العمر. فقد اتهم يو سف عم ر يف مطلع شبابه بقتل احد االأ شخا ص وحكم علي ه بال سجن مل دة سنة 15 ق ضاه ا فع ل ال. وال يعرف الكثري ع ن حقيقة هذه الق ضية الت ي اأدت اإىل سجن يو سف عمر, حتى انه نف سه كان يتكتم عليها ويتحا شاها وال يذكرها يف اأحاديث ه باملرة, لكني سمعت يف ال سبعينات من اح د اأخوايل الذي كان يع شق املقام العراقي ق ص ة رواه ا يل عن سبب سج ن يو سف عمر ال اع رف مدى صحتها. قال يل خ ايل بان احلادث وقع يف اإحدى األليال يف منت صف الن صف االول م ن عق د الثالثينات يف الق رن املا ضي حن كان يو س ف عمر مارا باأحد اأزقة بغداد ف سمع صراخ اح د ال صبيان مما جعل ه يقرتب من املوقع الذي اأت ى منه ال صراخ. وحن اقرتب م ن املكان راأى رجال يحاول اغت ص اب صبي صغري. ما اإن راأى ال صب ي يو سف عمر حتى صاح به )عمو... عمو الل ه يخليك خل صني(, فم ا كان من يو سف عمر اإال اأن هج م على الرجل بقوة ليبعده عن ال صبي, فح صل ت معركة شديدة ب ي ن الرجلن اأدت اإىل مقت ل الرج ل املعت دي. ال يوج د ما يوؤك د هذه الواقع ة, لك ن بالتاأكي د اإن خ ايل مل يخرتعه ا م ن نف سه ب ل هو حتما سمعها م ن احد امل صادر, والب د ان يكون بع ض ما فيه ا صحيحا. اإن ما كان يدعيه الفنان يو سف عمر اأثناء ق ضائه لفرتة حمكوميته باأنه سجن ظلما, كما اأن تكتمه وعدم حتدثه ع ن هذه احلادث ة ب سب ب ح سا سية مثل هذه املوا ضيع ق د يكونان مع بع ضهما موؤ شران على اأن احلادث كان ب شكل او باأخر قريبا من هذه الق صة. ويف ال سجن كان يو سف عمر يقراأ املقام العراق ي با ستم رار, وكان يط رب به ذا الغناء ال سجن اء ويب ث فيه م ويف نف س ه روح البهجة ويزي ل عنه م وعن ه م شاع ر االأ س ى واحلزن. ال شيء االأخر الذي ميكن ان توحيه هذه احلادثة ه و ان سن ة والدة يو سف عم ر يف سنة 1918 عليها بع ض ظالل ال شك. ان سن ة وقوع حادثة القت ل كما تروي الوقائع كان يف عام, 1933 ان م ن غري املعق ول ان يرتكب يو س ف عمر حادثة القت ل وهو ال يزال فتى قا ص ر عمره ال يزيد عن سن ة 15 ث م يحكم عليه بع د ذل ك بال سحن ملدة سن ة. 15 ان ه ذه احلادثة تعط ي االنطباع بان عم ر يو سف عمر كان م ا ال يقل عن سنة 18 عند وقوعه ا او حت ى اكرث, مما ي ش ي ري على ان سنة والدته ال تتجاوز عام 1915 على اقل تقدير, ويف سن ة 1948 اطل ق س راح يو سف عمر من ال سجن بعد انتهاء ف ت رتة حمكوميته التي بلغت 15 عام ا. وبع د خروج ه م ن ال سج ن تعرف يو س ف عم ر عل ى املقام ي امل شه ور ) سلم ان مو ش ي( وه و خب ي ري مقام ات كان يعم ل يف اإذاع ة بغ داد الال سلكي ة يف ذلك الوق ت واخذ ي سمعه بع ض أادائاته من املقام العراقي. اأعجب سلم ان مو ش ي بيو س ف عم ر وطل ب من ه ان يتقدم لالختب ار يف دار ا إالذاعة العراقية. اختار يو س ف عم ر ح ي ن تق دم لالختب ار يف االإذاعة واح د م ن اأ صعب املقام ات وهو مق ام الر ست ال ذي يعت ب رب سيمفوني ة املقام ات العراقي ة وبق صيدة )غ ي ريي على ال سلوان قادر/ و سواي يف الع ش اق غ ادر( فاأده ش بها اأع ض اء اللجنة مما جعله ا على الف ور تعتمده كق اريء للمقام العراق ي يف اإذاع ة بغ داد. اأخ ذ يو س ف عم ر يق دم حف ل الت اأ سبوعي ة غنائي ة ومقامي ة من دار االذاع ة فذاع صيت ه وا شته ر ا سمه. وكان يف ادائات ه تل ك يقلد ر شي د القندرجي واحلاج عبا س ال شيخلي وجنم ال شيخل ي وعبد القادر ح سون وغريهم. لفت صوت يو سف عمر الفنان الكب ي ري حمم د القبنج ي اإذ وج د يف حنجرت ه خام ة صوتي ة رائعة مم ا دفع ه اإىل تبني هذه املوهبة ال شاب ة واخذ يرعاها من خالل االإر شاد والتعلي م. وكان يو س ف عم ر يح ت رتم كث ي ريا الفن ان القبنجي ويعت ب ربه رائد املق ام العراقي االأول ومل يح اول ق ط اإن يتجاوز عل ى مكانته اأو يقلده تقليدا اأعمى. وحن كان البع ض يناديه بكلم ة )اأ ست اذ( كان يق ول له م: ال تقولوا عني )اأ ست اذ( فاأ ستاذ املق ام العراقي حممد القبنجي موجود. وبعد فرتة ق ص ي رية من دخوله االإذاعة احرتف يو سف عمر الغناء و أابدع به واأ صبح له ل ون غنائي خا ص به واأج اد أاداء جميع أانواع املق ام العراق ي وتفنن ب ه حتى اأ صب ح مدر سة مقامي ة بح د ذاتها, ومتكن م ن خالل احلفالت الت ي كان يقيمه ا م ن جع ل املق ام العراقي فن شائ ع ومرغ وب على امل ست وى ال شعب ي. كما ابدع يو سف عمر اأي ضا بغنائه لالبوذية, وغنى اأي ض ا العتابة وال سويحلي وتاأثر بالفنانن عبد االمري الطويرجاوي وابو جي شي. يف سنة 1956 أا شرتك يو سف يف الفلم العراقي ال شه ي ري ) سعي د اأفن دي( ال ذي كان م ن بطولة الفنان ة الراحلة زين ب والفن ان يو سف العاين وجعف ر ال سعدي حي ث غنى فيه شع ر واأبوذيه من نغ م ال صبا م ع دعبول الب ل الم, وكانت هذه جتربت ه الوحي دة بالظه ور يف فل م سينمائي. ويف عام 1956 اأي ضا مت افتتاح حمطة تلفزيون بغ داد كاأول حمط ة تلف از يف ال ش رق ا أالو سط, واخ ذ يو س ف عمر يغني على اله واء يف هذه املحط ة فاأ صبح بذل ك مطربا مقامي ا تلفزيونيا مم ا زاد يف شهرت ه وات س اع ساحت ه املقامي ة والغنائي ة وزاد جمهوره وحمبي ه ب شكل كبري. كم ا ش ارك يف ال سبعين ات يف كاف ة حلق ات الربنام ج التلفزيوين التمثيلي والغنائي )كهوة عزاوي( وغنى فيه العديد من املقامات العراقية. ويب دوا ب ان الفنان يو سف عم ر كان يهوى اإىل ح د م ا التمثي ل اذ ا ش ت رتك م ع الفن ان الراحل حممد القي سي ويف اإحدى االأم سيات يف متثيلية تلفزيوني ة اأدى فيه ا دور شخ صي ة املقام ي الكب ي ري شلتاغ وغنى بالتمثيلي ة مقام الفوريات والتفلي س باللغة الرتكية. وبع د افتت اح املتح ف البغ دادي يف اأوائ ل ال سبعينات اأ صبحت تقام على ساحة هذا املتحف حف ل الت مقامي ة اأ سبوعية ع صر كل ي وم جمعة كان رائده ا االأول الفنان يو س ف عمر مب شاركة فرق ة اجلالغي البغدادي. ويف ال سبعينات اأي ضا مت افتت اح مطعم خان مرج ان يف شارع الر شيد كمطع م تراث ي واخ ذ يو س ف عم ر يح ي فيه حفالت مقامية ب شكل شبه يومي حتى اأ صبح هذا املطعم ويو سف عمر كيانا واحدا بحيث ال ميكن ان ت ستبعد ذك ر أاي منهما حن ياأتي ذكر االآخر. وباالإ ضاف ة إاىل كل ه ذا كان يو س ف عمر يحي احلف ل الت يف اغلب منا سبات البي وت البغدادية الكبرية او بيوتات املحافظات وهناك ت سجيالت رائع ة لهذا الفن ان مدفون ة يف اأدراج وخزانات تلك البيوتات. أام ا ن شاطاته خارج القطر فكانت حافل ة, فقد سافر اىل العدي د من الدول العربية وا أالوربية مث ل م صر سوريا ا إالمارات لبنان تركي ا رو سيا واي ران وفنلن دا وديرتويت يف اأم ي ريكا واحي ا يف تل ك ال دول حف ل الت جميل ة ح ضرته ا اجلاليات العراقية والعربية حيث نال اإعجاب وا ستح سان كل من ح ضر حفالته. يف بداية دخوله االذاعة كان يعزف للفنان يو سف عمر يف حفالته االإذاعي ة العديد من املو سيقين اأمثال جميل ب شري, خ ضري ال شبلي, منري ب شري, خ ض ر الي أا س, ح شن عبدا لل ه وغريهم. لكن بع د ان ا شته ر وذاع صيت ه أال ف لنف س ه فرقة مو سيقي ة خا صة به مكونه من املرحوم شعوبي اإبراهيم, حمم د زكي, عدنان االعظمي وجمال زك ي. وكان الفن ان شعوبي إابراهي م مالزما له يف معظم حفالته حتى اأ صبح من ال صعب ت صور حفل ة يغني بها يو سف عمر ما مل يكن خلفه على اجل وزة الفنان شعوبي إابراهيم. لي س هذا فقط بل كان الفن ان شعوبي ويف كثري م ن الب ستات واالأغني ات ي صاحب ب صوته الفنان يو سف عمر اأو ي وؤدي دور الرادود بعده كم ا يظهر جليا يف أاغنية )داري(. لقد اأ صبح الفنان شعوبي اإبراهيم شيئ ا ف شيئا مبثاب ة ال صوجل ان للفنان يو سف عم ر خا صة بع د أان ارتفعت مكانت ه اإىل درجة اعت ب رب فيها مرتبعا على عر ش املقام العراقي اثر تقدم سن رائده الفنان حممد القبنجي. توق ف يو س ف عمر ع ن الغناء ع ام 1985 بعد ان ب د أات تظه ر علي ه عالم ات الوه ن واأخذت تتطاي ر من ذهنه الكلمات نتيج ة للن سيان الذي اخ ذ ي صيب ه اثر تقدم عم ره. ويف ليلة 14 على 15 مت وز من عام 1986 غادر هذه الدنيا بعد ان ا ستم ر بعطائه الفني ملدة قارب ت االأربعن عاما فانط وت بذل ك صفحة خال دة م ن صفحات فن املقام العراقي. لق د كان يو س ف عم ر عالم ة ب ارزة يف الف ن العراق ي كفن ان اأ صي ل وغ ي ري مقلد, كم ا كانت هيئت ه ص ورة حي ة وناطق ة لل ش كل البغدادي االأ صي ل. أاما ملحاته حن ي وؤدي املقاطع املقاميه ف أانها ترتك يف النف س دفئا جميال مفعما باحلنن اإىل كل شيء بغدادي. فما أان ي سمع املرء ب ستاته اجلميلة حتى جتعله يت صور نف سه وهو مير يف اأزق ة )درابن( بغ داد واأ سواقها, وي شعر وكاأنه يتب ع جميالت بغ داد املت شح ات بعبائاتهن عله ي س ت رتق مرئى من ه ذه او تلك ليطف اأ من بع ض جماالتهن ظمئا كبريا يف النف س. ب ورك فنانن ا الكبري )يو سف عم ر( الذي متجد ب إابداعات ه الف ن العراقي وتعال ت بغزير عطائه صفح ة املق ام العراق ي حت ى اأ صبح ت عالمة ممي زة م ن مي زات ال ت رتاث الثق ايف العراقي. ورح م الل ه فناننا الكب ي ري وطيب ث راه واأحلقه بال صاحل ي ن وتعطرت ذكراه على م دى الدهور واالزمان. عن موقع الطرب االأ صيل يوسف عمر.. في مقام األسى م ر ت ه ذا ال شه ر الذك رى الثامن ة والع شرون على رحيل مغني املقام يو سف عمر ) ( ب صمت جائر لكونه اأح د اأب رز االأ ص وات الت ي اأبدع ت يف جم ال هذا الف ن. ويف ا ستعادتنا ل سريته ال شخ صية بهذه املنا سبة ن ستعيد اأحزانا عراقية صافية. عم ر ال ذي كان يغن ي ب ص وت م ش روخ وبح ة دمغ ا كل ت سجيالته ب داأ م شواره يف الثالث ي ن من عم ره يف الوق ت الذي كان فيه كل رفاقه قد صاروا من امل شاهري. ح ي ن سئل" أاي ن كن ت كل ه ذا الوق ت«أاجاب"كنت اأ ستمع«. لكن البحث يف سرية الرجل يرينا اأنه كان يف ال سجن. 15 عاما كاملة بتهم ة القتل. وه ي ال سنوات التي تكو نت فيه ا شخ صيت ه الغنائية وثقافته املو سيقية ال سيما يف املقام العراقي. ق صة ال سجن الت ي ظل طوال عمره يراها ظلما وظل ينفي ارتكابه فعل القتل تعود اإىل ن ش اأة بائ س ة فعال. فالفت ى الذي فقد والدي ه وعا ش اليت م يف كن ف اأعمام ه كان ضحي ة سهل ة ق د م ت كقرب ان بع د جرمي ة قتل ذات طاب ع ع شائري اقرتفها اأح د اأقربائه. وح ي ن ج اء الق صا ص قد م االأقرباء هذا الفتى اليتيم بديال عن املجرم احلقيقي. قب ل ه ذا الي تم والظل م كان عم ر قد فقد حبيبة صباه ابن ة خالته. ففي ذلك اليوم امل ش وؤوم كان ينتظرها عل ى ضفة دجلة حي ث كان عليه ا اأن تاأت ي ب زورق. لك ن احلبيب ة غرقت ولق اوؤه العاطفي كان مع جثتها. هك ذا ص ار النه ر ال ذي يق س م املدين ة اإىل ك رخ ور صاف ة يق س م قلب ه يف اأول اختالجته. بعد اليتم وال سجن وموت احلبيبة حتو ل عم ر اإىل مدمن كحول. ال شيء يخفف من اأحزانه واأ س اه اإال اخلمرة وغن اء املقام. لهذا اإذا كان الرج ل ي ستمع كما قال. لكن اال ستم اع مل يقت ص ر على ما ه و تثقيفي رائ د وح ش كاتب اردين فح سب بل امتد اأي ض ا لي صل اإىل جتربة ثق فت صوته وقلبه باالأمل. بعد سجنه و صل يو سف عمر اإىل االإذاعة العراقي ة وق ب ل كمغن فيه ا. وخالل تلك الف ت رتة ت رك العدي د م ن الت سجي ل الت ب صوت ه ملقام ات الر س ت ال سي كاه البيات اإل خ. لكن ال شه رة احلقيقية اأتت من اجلل س ات الغنائية التي كان يقوم بها م ع االأ صدقاء ولعل م ن اأ شهرها اجلل سة الت ي غن ى فيها ق صي دة ال شاعر البغدادي عب ود الكرخي"م ات اللمبج ي«ق صيدة كتبها ال شاعر يف رث اء اأكرب قوادي بغداد يف القرن التا سع ع شر وحو ل فيها مرثية القو اد مرثية لع صر بكامله. ويف تل ك اجلل س ة ق راأ عم ر الق صي دة البذيئ ة مقامي ا من دون اأن يع رف اأن اآلة الت سجي ل كان ت ت دور يف تل ك اللحظة م ا اأح دث ف ضيح ة ك ب ربى اعت ب رب املغني عل ى اأثره ا رج ل ال متهت كا علم ا اأنه كان ي وؤدي قطعة من الفلكل ور الذي يرد ده كل العراقي ي ن. ولعل هذه الق صي دة تكاد من نوادر الغناء العربي االإيرو سي احلديث. ش ك ل عم ر ثنائي ا م ع صديق ه شعو بي اإبراهي م ع ازف اجل وزة وعم ل ال مع ا عل ى اإزالة كل الكلم ات الغريبة من الغناء املقام ي. وح ي ن ت ويف عم ر كت ب عن ه شعوبي: يا صاحب ال صوت اجلميل لقد بكى حزنا عليك الر ست واالأو شار وبكى عليك بحرقة وبح سرة العود والقانون والقيثار ف ن املقام ال ذي ع رف على ي د املال عثمان املو صل ي كموؤ س س يف الع صر احلديث تط و ر على ي د حممد القباجن ي وو صل اإىل ذروة االإب داع عن د ناظ م الغ زايل ويو س ف عمر لكن ا أالخري مل ينل حق ه من االعرتاف. عن العربي اجلديد 12

8 ص ق ر ال م ق ام ال ع راق ي.. يوسف عمر ملحق أسبوعي يصدر عن مؤسسة المدى لإلعالم والثقافة والفنون رئيس مجلس اإلدارة رئيس التحرير رئيس التحرير التنفيذي علي حسين سكرتير التحرير رفعة عبد الرزاق االخراج الفني: خالد خضير طبعت بمطابع مؤسسة لإلعالم والثقافة والفنون WWW. almadasupplements.com 15 غن ى يو سف عم ر هذه االبي ات عل ى وزن مقام الر س ت ام ام جلن ة االختب ار يف دار االذاع ة العراقي ة ع ام حيث مت ت املوافق ة عليه مطربا معتمدا يف االذاعة.. وكان من نظام االذاعة ان تبث للمطربن اجلدد حفلة واحدة يف كل شهر اال ان ه ذا املط رب ال ش اب املت أال ق ا صب ح يغني حفلتن ثم له ا سبوعيا حفلته اخلا صة به. بهذا النجاح بد أا مط رب املقامات العراقي يو سف عم ر الذي ولد ع ام 1918 يف حملة )جديد ح سن با شا( يف بغداد من أاب عراقي و أام تركية االأ صل.. تكفل ه بع د وف اة ابيه اب ن عمه م )حمم د علي( خمت ار هذه املحل ة الذي ا سه م يف رعايته الفنية وت شجيع ه حل ض ور املوالي د وا أالذكار والتعرف على رواد املقامات اآنذاك. وم ن اجمل م ا أان شد يف رثاء الفن ان يو سف عمر تلك ا أالبي ات الرائعة لالأ ستاذ شعوب ي ابراهيم.. نقتب س منها.. حزن املقام وناحت االأوتار وغل ت عواطل دونك اال شع ار فقد كنت تن شد يف االذاعة صادحا حلن املقام وانت فيه منار يا صاحب ال صوت اجلميل لقد بكت حزنا عليك الر ست واالو شار اىل ان يقول سينوح يف حزن عليك مقامنا والليل واالحباب وال سمار ار سلت انغام املقام اىل املال فالعرب قد سمعتك واالم صار وتلوت يف مدح النبي )حممدا( وبذك ره شه دت لك االذكار وهذه اطالله توثيقي ة لتقيي م اال ست اذ ها ش م حمم د الرج ب ع ن الفن ان يو سف عم ر بالقول )لق د رافقت الفن ان يو سف عمر يف حفالت ه اخلا صة والعامة و سفرات ه خ ارج الع راق ووجدته قارئ ا متمكنا وجمته دا للمق ام مل اج ده عن د غ ي ريه م ن املقامين بحي ث يقراأ املقام كامال من التحرير اىل الت سليم مع تفا صيل قطعه واأو صاله مما يدل على قدرته ا أالدائية العالية والتزامه بروح املقام(. ويقول ال شاعر العرب ي نزار قباين.. كنت ا ستمع اىل مط رب املقام يو س ف عمر و أاغم ض عيني.. غريي عىل السلوان قادر وسواي يف العشاق غادر يل يف الغرام سريرة والله اعلم بالسرائر ومشبه بالغصن قلبي اليزال عليه طائر حلو الحديث وانها لحاوة شقت مرائر اشكو واشكو فعله فأعجب للشاك منه شاكر فرحت أاتخيل بغداد الزاهرة. اجمل ما قراأ.. ومن ن صو ص اجمل املقام ات والقطع التي أاداها الفنان الراحل يو سف عمر كما اوردها لنا اال ستاذ كاظم جا سم حمم د يف موؤلفاته القيمة حول رواد املقام العراقي.. مقام ال سيكاه عاهدوا الربع ولوعا وغراما فعرفوا للربع بالدمع ذماما مقام االأو شار ياقامة الر ش أا املهفهف ميلي ب ضم أاي منك ملوقع التقبيل ياقاتل ي باللح ظ اول م رة اجه ز بثاني ة عل ى املقتول ق اس م ال م ع م ار مقام حويزاوي ملا اناخو قبيل ال صبح عي سهم وحملوها و سارت بالهوى االأبل ياحادي العي س ع رج كي اودعهم ياحادي العي س يف ترحالك االأجل مقام البنجكاه يا ساقي الكاأ س يكفي ايها ال ساقي هيجت بالكاأ س ا شجاين وا شواقي عني ا صرف الكاأ س التغري بها نظري هات ا سقيني ال سم ممزوجا برتياقي مقام ا أالورفه من لعب قيم م شهام دنف ذي صبابة وغرام المه الالئمون باحلب جهال وهو يف معزل عن اللوام مقام حجاز كار كرد ادفن غرامي بلب اح شا شتي وادم وابجي دمه والدموع ادموع يالو ادم ان جان اآين اظل بح سرتي واآدم وم ن ا ستذكارات ي ال شخ صي ة يف اأح دي اأما س ي عام 1961 كنا شل ه من اال صدقاء العائدة من سفرة آالثار باب ل واذا بنا نفاجاأ بذلك ال صوت الرخام ي اجلميل من متنزه ال شعب يف احللة مما ح دا بنا الف ض ول للح ض ور واال ستمت اع ل شدو الفن ان يو سف عمر وهو يحي ي ليلة جميلة بد أاها مبقام الالمي.. اأقول وقد ناحت بقربي حمامة ايا جارتا هل ت شعرين بحايل ايا جارتا ما ان صف الدهر بيننا تعايل اقا سمك الهموم تعايل اي ضحك ماأ سور وتبكي طليقة وي سكت حمزونا ويندب سايل كم ا ت روادين حكاية ذل ك االأخ ال س وداين املقيم يف الع راق الذي بادرن ا ال سالم ومع ي ال صديق العزيز ريا ض قا سم اثناء جتوالنا يف سوق بغداد ال شعبي يف اخلرطوم قائال ابلغوا سالمي وحبي ل صق ر املق ام العراق ي يو س ف عم ر. ه ذا شيء كب ي ري لهذه ال شخ صية الفنية ال ودودة يف عليائها وجل وي ذكراه ا الفط ري يف االلتق اط واحلفظ والرتديد واالبتكار.. احببناه منذ طفولتنا صوتا موؤث را و شعرا حل وا و أاداء رخيم ا رائعا.. كانت سم ة حفالت ه ه ي شعبيته ا فال كل يبجله.. ع شناه سنوات طوال ب صحبة الفنانن الكبار شعوبي ابراهيم عازف اجلوزة.. وها شم الرجب عازف ال سنطور.. وعلي الدبو عازف الرق. لقد برعت واجادت هذه ال شخ صية الفنية يف اأداء كافة املقامات وحتريرها.. بدء من الر ست وال صبا وم رورا باحلكيمي والن وى واملن صوري وعجم ع ش ي ريان واالوج حت ى البنج كاه واالوج واملحمودي والرا شدي والد شت. ه ا نحن اليوم نعي ش ذكرى يوم وفاته عام 1986 تاركا وراءه سجال مليئا بروائع فن املقام العراقي االأ صيل يقول عن ه الفنان الراحل خالد الذكر )حممد القبنجي( )فنان اعجبني كثريا ومتقن رائع للمقامات العراقية. اما اال ست اذ يحيى ادري س فيقول عن يو سف عمر ان احلديث يقودنا عن املرحلة املقامية التي انطل ق فيه ا وع ن مظاه ر التاأث ر يف ادائه وعن اجلدارة التي امتلكها وا صبح رائد املقام العراقي وت ش كل املرحلة التي ظهر فيها يو سف عمر وبالتحديد سن ة 1948 فرتة صعبة الإنح سار هذا الل ون الغنائي بعد توقف عدد م ن قراء املقام عن العط اء وطغيان احل سي ة نحو االأغني ة احلديثة باجتاه ي ن : االأول: تطوير الب ست ه البغدادية من حي ث الزخ ارف اللحني ة والتوزي ع املو سيق ي وا ستخ دام االآالت احلديثة بك ث رثة والثاين: انعطاف امللحن ي ن العراقين اىل اللحنية امل صرية وانبهاره م بها.. ولقد اعتل ى يو سف عمر من صة ق راءة املقامات ال صعب ة التي غادرته ا احلنجرة املقامية وكان له الف ضل الكبري يف حفظها. كان مع ي وقت كتابة هذه ال سط ور صديق العمر الباحث االعالم ي شاكر املعروف وهو ي شاطرين يف ه ذه التغري دات بن وادر فكه ة جمعت ه م ع صديق ه يو س ف عمر اثن اء ح ضوره م امل شرتك للموالي د واالذكار وكي ف كان يختل س يو س ف الفر ص حل ضور هذه املنا سبات التي غالبا ما كان يح ضره ا الفنان الكبري حممد القبنجي بعيدا عن انظار وم سامع ابن عمه حممد علي.. كان املعروف اثناء كتابتي يدن دن مبا حفظته ذاكرته من ابيات تلك الق صيدة اجلميلة لل شاعر عبد الغفار االأخر س والتي غناها يو سف عمر ب )مقام احلجاز(. ياحمام الدوح غرد طربا وا شدو ما شئت حجازا و صبا ***** وعلى االأيك ترمن صادحا وانت شق طيب شذى ريح ال صبا ***** وهب الدهر لنا لذته وا سرتد الدهر ما قد وهبا ***** واأ صاب ال شيب صحبي واأنا دون صحبي شبت يف شرخ ال صبا ***** ال صحف ي اال ست اذ )يحي ى الدب اغ( ل ه حدي ث موثق ع ن الفنان اخلالد يو س ف عمر يف برنامج تلفزيوين )احلان خالدة( جاء فيه ب كل تاأكي د ان الفن ان الكبري يو سف عم ر يعرفه اال صدق اء واجلمهور املحب لفنه كق ارئ مقامات م ن الط راز ا أالول املتمي ز في ه لكن ي شاأذكر جان ب اآخر من هواياته رمبا اليعرفها اأحد لكوين قريبا من ه فهو شقيق والدت ي ونحن ساكنن يف بي ت واحد وكنت اأطلع اليه ع ن قرب رغم الفارق بيني وبينه بالعمر.. هواياته العديدة يف مقدمتها ممار س ة ريا ضة الزورخان ة وتعني )بيت القوة( وهي من اأقدم انواع الريا ضات التي كان ميار سها ال شب اب للتماري ن البدني ة وبن اء االج سام ومن ق راء املقام مار سها اال ست اذ حممد القبنجي واملرحوم عبد الهادي البياتي واآخرين. ويف ف صل ال صي ف كان يو سف عمر يق ضي طول وقت ه يف ال سباح ة مبي اه دجل ة كون نه ر دجلة قريب ا اىل منطقتن ا )جدي د ح س ن با ش ا( وكان ماهرا يف ال سباحة. م ن هوايات ه ا أالخرى لعب ة كرة الق دم يف ساحة الك شاف ة وه ي قريبة علين ا اي ض ا وكذلك يجيد الرك ض ال سري ع.. اأم ا الهواية الرابع ة فقد كان خايل هداف ا جيد جدا بوا سط ة )امل صيادة( وهي لعبة شعبية ميار سها آانذاك معظم ال شباب. اأمنيات مل تتحقق كان ابو يعكوب يتمنى دائما ان يرزق بولد يرثه.. ولكن مل يتحقق له ذلك رغم انه تزوج مرتن من ع ائ ل ت ي ن ك رمي ت ي ن وه ذه م شيئة الله سبحانه. أام ا االأمني ة الثانية فق د كان يتمنى ان ي سقط على امل سرح وه و يقراأ املقام ومل يتحقق له ما اأراد رحمه الله. ومن و صايا اال ستاذ يو سف عمر لطالبه وتالمذته من قراء املقام العراقي ان يكونوا جديرين بحفظ ال شع ر سواء أاكان عمودي ا او دارجا )االأزهريي( م ع فهم كل مف ردة يوؤده ا يف املقام لك ي اليكون حمرج ا.. اما ال سائل م ن اجلمهور احلا ضر وهم م ن الطبق ة املثقفة.. ومن جهة ثاني ة على مطرب املقام ات ان يتحل ى باملالب س االأنيق ة لكي تعطي جمالية للفن الراقي الذي ت ؤوديه و سالمة اللغة العربية )اللغة االأم(. وم ا روي عن فناننا يو س ف عمر انه مر ذات يوم يف س وق ال س راي ف شاه د جمموعة م ن النا س متجمع ي ن وقد رفعوا انظاره م اىل سقف ال سوق وكان ي ت رتاءى له م منقار ع صف ور او راأ س افعى وال يظهر منه اال القليل.. كانوا يرتاهنون ف أاخرج يو س ف عمر )م صيادته( م ن جيبه و صوبها نحو ال سقف ويف حلظة سقطت افعى ا صابتها امل صيدة يف راأ سها. وبع د ان قدمن ا شيئا ب سيط ا عن احلي اة الفنية لرائ د املقام العراقي يو سف عمر نكون قد و صلنا اىل ر سم وتثبيت م سارات اال صالة والرت سيخ لهذا الف ن يف الغناء العربي الذي ميت از بروعة االأداء واملعرف ة احلرفية الدقيق ة بخفايا املقام وتنقالته النغمية واأو صال ه واجنا سه فهو صاحب صوت متكام ل يف قرارات ه وجوابات ه و صف اء تقرب ه ل ل الأذان املتذوق ة فه و يع د مدر س ة نغمي ة ضلي ع باالنغام العراقي ة منها االبوذي ة والنايل وال سويحل ي و ساه م يف ت أالي ف الزهرييات منه ا م ا ين شده م ع املق ام املخالف كم ا جاء يف ا شارات االعالمي اال ستاذ كمال لطيف سامل. حق ا ان ال شج ن قد ياأخ ذ منا لوع ة ونحن اليوم ن ستذكر فنان ال شع ب واالأمة بكل ماآثره احلياتية والفنية ب شيء من الروعة واخللود.. الجند سعة له ذا الفن يف ادبن ا املو سيقي والغنائ ي العربي االأ صيل اال م ا ندر او يف طريق اخلفوت.. حينما جن د قارئ املقام الغريد ح شن االأعظمي والفنانة الرائعة فريدة ي صدحان بهذا اللون االدائي املتقن للمق ام العراق ي والب ست ات البغدادي ة يف غربة الوطن. 14

9 يوسف العاني يروي ذكرياته عن يوسف عمر االغني ة يف ال سينم ا العربي ة ومن ذ بداياته ا يف م صر وحت ى اليوم حت شر ح شرا كما حت شر يف افالمه ا م شاه د الرق ص.. وه ذه سمة يعيبها علين ا ال سينمائيون يف الغ رب وال شرق واذا ما ا ستثنين ا الع دد القليل مم ا انتج ل سن وات خلت فان الرق ص والغناء ظ ل ال و سيلة سهل ة واحيانا واآ س ف له ذا الو ص ف رخي ص ة يف جذب اجلمه ور ال س اذج ال ذي تاأ س ره اح دث االغاين املائعة وحركات االج ساد. ه ذا العيب كان يرهقنا ل سنوات طويلة ونحن يف ريع ان شبابنا الفن ي نتطل ع اىل اجلديد املنقح م ن ت شويه ات ال صنع ة التجاري ة يف ال سينم ا امل صرية. وحينم ا بداأن ا جدي ا بالتح ضري الخ راج ) سعيد افندي( عام 1957 كان الطموح اكرب من االمكانات املتوفرة لدينا وما يف الذهن اليت سع مداه اإال اىل احلدود التي تقف سدا منيعا ك أانه الطوق اخلانق وم ع كل الظ روف ال صعب ة ا ستطعن ا حتوي ل االمني ات الكب ي رية اىل ح االت ممكن ة التحقيق ان ن ض ع سلبي ات ال سينم ا امل صري ة يف م صفاة كب ي رية. ف ل ال نبقي منه ا اإال ما يت ل الءم و ضرورات العم ل ال سينمائي الذي نرد وما ال ميكن جتاوزه ان سياق ا م ع واقع ظ ل مع ش ش ا زمن ا طويال يف اذهان النا س. مل نفك ر اطالق ا ان يكون يف الفيل م رق ص وغناء وهزل م سف كما ه و شائع بل كان العك س متاما كان هن اك م شه د غنائ ي راق ص اردن ا بوا سطته ال سخري ة م ن الغن اء ال سوقي بال ذات االغاين الت ي كانت شائعة يف املالهي والكباريهات والتي كان بع ضها مي سح الغناء الذي له مكانة فنية عالية يف ال ساحة الفنية. م ع ه ذا امل شه د كان هناك م شه د آاخ ر اردنا ان تك ون االغني ة في ه و سيل ة تعب ي ري ع ن احلال ة الدرامي ة مل ضمون امل شه د بال ذات ونغما يحمل بلحنه وكلماته ا صالة االح سا س العراقي و صدق تعب ي ريه.. كل ذلك دون ان تكون االغنية مفتعله او حم ش ورة وان يك ون ادا ؤوها مب ست وى عال كي يتنا سب التعبري والتاأثري معا. يف تل ك االي ام كان ت عالقتن ا و صداقتن ا م ع الفن ان املرح وم يو سف عم ر يف بداياته ا وكنا كاالخري ن ت سمي ه )اب و يعك وب( وكان صديقنا وامل ش ارك معن ا باك ث رث م ن م شوؤولي ة يف الفيلم ) صال ح سلمان( اق رب منا اليه ب ل كانا ي سكنان يف دار واح دة.. فكان هو الو سيط يف طرح فكرة تعاون ه معنا الن يو سف عمر مل يكن من الفنانن ال سهل ي ن يف التعاون ملجرد الظهور يف فيلم اواي عم ل فني اآخر كان صالح الو سيط يف اقناعه اوال ويف ايجاد صيغة االغنية املنا سبة ثانيا.. ويف ان نتعاون جميعا على ذل ك وعلى اختيار كلمات تلك االغنية. يو سف رحب بالفكرة بعد تردد مل يدم طويال لكنه ظ ل ولفرتة غ ي ري ق صرية يفك ر يف االغني ة التي يج ب ان توؤدي يف م كان امل شهد وهو بار شعبي يف املي دان بن جمع من ال س كارى واالغنية كما اردناه ا تعب ي ري ع ن حال ة ) سعيد افن دي( وهو يحمل معان اة ا صابة ول ده عزي ز ا صابة تراءت ل ه قاتل ة ول ن ينجو م ن اخلط ر. ح ض ر ابو يعكوب- يف يوم الت صوير اىل املكان الذي ت صور فيه امل شهد داخليا اذ مل يكن يف املكان الذي يظهر في ه سعيد افندي ما شيا ث م داخال اليه وامنا كان امل شه د اخلارجي مبكان يف امليدان كما قلت النه قريب من امل ست شفى )م ست شفى املجيدية( كما كان ت ت سمى وامل شهد الداخلي يف بار قرب سينما شهرزاد سابقا بالب اب ال شرقي شاألته هل اخرتت االغنية. اجاب: احلقيقة ال! وطل ب من ا ان ي شاه د ما يج ري م ن )بروفات( ي ستوح ي منه ا االغني ة الت ي ق د تاأتي ه طواعي ة فو ص ف امل شه د وح ده مل يك ن كافي ا ال ستح ضارها. ثم ت ساءل: اهناك اخ رون غريكم سي شاركون يف امل شهد قلت له: نعم هناك )دعبول البالم( و سوف يكون جال سا بجانبك خالل الت صوير. ت ساءل: من قلت: دعبول البالم. ان شرح ت ا ساري ره وردد بف رح )اب و شاه ي ن( وكان وا ي سم ون )دعبول( به ذا اال س م واختيار ممت از ه ذا شخ صي ة طريف ة وظريف ة وحتف ة و س وف نق ض ي وقت ا ممتع ا بق راءة البوذيات سوية قبل التمثيل ونختار االغنية«. وان شغلن ا بالتح ضري وجاء اب و شاهن ليجل س ق رب )اب و يعك وب( بع د ان احتفن ا بتعليقات ه الطريف ة عن الفيل م والذي كان ي سمي ه ) شريط( وعالق ة ال سينما ب )البالم ة( اىل اآخر احلوارات الطويلة التي عرف بها دعبول. جل س ا يتب ادالن االحاديث واملداعي ات والنكات ثم تن اول يو سف قلما وورقة وراح يكتب ا شعارا و«ابوذيات"يقر أاها دعب ول له فقد كان دعبول من الذي ن يحفظ ون املال عب ود الكرخ ي كان كما ي سمونه خزينا للكثري من الطرائف واحلكايات واال شعار امل ضحكة واملبكية. وكان يو س ف يقراأ له اي ضا مقاطع غنائية ب صوت خاف ت ف ل ال جن د )دعب ول( إاال وق د ض رب عل ى راأ س ه اعجاب ا وراح ي صف ق وي ؤو شر بي ده طربا وا ستح سانا..! بعد فرتة ق صرية قال لنا يو سف إان االغنية جاهزة وانها لي ست منا سبة للم شهد بل ان ا سم ابن سعيد افن دي عزيز قد صار م ن ضمن كلماتها.. ا سما و صفة.. وراح يدندن ودعبول معه ي شاركه االداء بهدوء و شغف. حن ج اء موع د الت صوير صدح ص وت يو سف عم ر باالغنية التي ا صبحت جزءا مميزا ومتميزا يف الفيل م )عزي ز وخلف ت بالكل ب ح س رة..!( وعمق ت يف ذات الوق ت تاأث ي ري امل شه د وحفظه ا كل الذي ن شاهدوا الفيلم وراح ت تغني يف اكرث املنا سبات. وظ ل يو سف عمر يعتز مب شاركته يف فيلم ) سعيد افن دي( ومازلنا نحن الذي ن صنعنا الفيلم نح س باعتزاز اك ب رب مب شاركته معنا فنان ا جادا وكبريا ومبدعا!!. عن كتابه ) شخ صيات وذكريات(