919 جملة جامعة طيبة: لآلداب والعلوم اإلنسانية السنة اخلامسة العدد 7341 ه 9 الشواهد القرآنية يف ألفية ابن معط»دراسة حنوية حتليلية«د. علي جنار حممد حسن

النسخ

1 919 جملة جامعة طيبة: لآلداب والعلوم اإلنسانية السنة اخلامسة العدد 7341 ه 9 الشواهد القرآنية يف ألفية ابن معط»دراسة حنوية حتليلية«د. علي جنار حممد حسن أستاذ النحو والصر والعروض املساعد كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية - جامعة جازان draly.najjar@yahoo.com تاريخ التحكيم: 7342/8/3 تاريخ اإلجازة: 7342/71/71 املستخلا: من عجائب األمور ودهشة العقول يف التأليف النحوي - تلك المنظومات العلمية التي ح و ت قواعد النحو والصرف مشفوعة ببعض شواهدها. ومن هذه معط ]ت 628 ه[ الموسومة ب )الدرة األلفية يف علوم المنظومات منظومة ابن العربية(. وهذا بحث حول ظاهرة كربى يف هذه المنظومة الجامعة الماتعة أال وهي ظاهرة الشواهد النحوية القرآنية فقد استشهد ابن معط يف الجانب النحوي منها بست وأربعين آية على ثالث وثالثين قاعدة وقد وسم ت البحث ب: )الشواه د»دراسة نحوية تحليلية«(. القرآنية يف ألفية ابن معط وظاهرة الشاهد القرآين يف درة ابن معط ت الح ظ من القراءة األولى لها وهذا ما لم يتحقق يف ألفية ابن مالك إذ إن توظيف الشاهد القرآين هبا قليل لذا انطلق ت نحو البحث آمال يف بث روح لحياة أخرى يف ألفية ابن معط.

2 الشواهد القر نية ألفية ابن معط:»دراسة حنوية حتليلية«971 وخطته هي: وقد اتبعت يف دراستي المنهج الوصفي القائم على اإلحصاء والتحليل مقدمة ومدخل وخمسة عشر مبحثا والمراجع وفهرس للمحتويات. وخاتمة ثم ث ب ت ألهم المصادر ويمكن تلخيص أهم نتائج البحث يف أن ابن معط قد استشهد يف الجانب النحوي من ألفيته بست وأربعين آية على ثالث وثالثين وجاء استشهاده متنوعا متعددا -كما هو مبين يف أثناء البحث -. كلمات مفتاحية: الشاهد القرآين ابن معط األلفية مبحث مسألة.

3 د. علي جنار حممد حسن 977 <=+* مقد مة الحمد هلل رب العالمين جعل القرآن الكريم للعلماء نرباسا فهو شاهدهم ودليلهم يستنبطون منه األحكام يف اللغة والفقه وغيرهما من العلوم. محمد وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له واهب األرزاق والفهوم. وألفية من الصلوات والتسليمات والتربيكات قليلة على سيد ولد آدم سيدنا خير من تال القرآن واستنبط منه الشواهد واألحكام فاللهم صل وسل م وبارك على معل م البشرية نافع العلوم وطريق ها إلى صحيح الفهوم... وبعد. فإن علماءنا من النحويين األوائل بن وا قواعدهم على أسس راسخة من السماع والقياس ويف مقدمة السماع االستشهاد بالقرآن الكريم فال يستقيم بحال من األحوال أن ترى كتاب نحو يخلو من االستشهاد به أو تسمع نحوي ا ال يلوذ به لبيان قاعدته فهو أفصح ما يستشه د به على اإلطالق إذ إنه چگ گ گ ڳ ڳ ڳ ڳ ڱ ڱڱ ڱں ں ڻچ )1(. ومن عجائب األمور ودهشة العقول يف التأليف النحوي-تلك المنظومات العلمية التي ح و ت قواعد النحو والصرف مشفوعة ببعض شواهدها. ومن هذه المنظومات) 2 ( منظومة ابن معط ]ت 628 ه[ الموسومة ب )الدرة األلفية يف علوم العربية(. وهذا بحث حول ظاهرة كربى يف هذه المنظومة الجامعة الماتعة أال وهي )1( فصلت:.22 )2( هناك من المنظومات النحوية: منظومة الحريري )ت 516 ه( المسماة: ملحة اإلعراب وألفية ابن مالك )ت 672 ه( وهي أشهرها على اإلطالق وقد ذكر الدكتور/الطناحي عددا آخر من المنظومات يف مقدمة تحقيقه كتاب )الفصول الخمسون( البن معط ص 29 وما بعدها.

4 الشواهد القر نية ألفية ابن معط:»دراسة حنوية حتليلية«976 ظاهرة الشواهد النحوية القرآنية فقد استشهد ابن معط يف الجانب النحوي منها بست وأربعين آية على ثالث وثالثين قاعدة وقد وسم ت البحث ب: )الشواهد»دراسة نحوية تحليلية«(. القرآنية يف ألفية ابن معط وما دعاين لهذا البحث بحث آخر صنعه صاحبه )1( حول الشواهد الشعرية يف تلك األلفية فرأيت أن الشاهد القرآين أحق وأولى بالدراسة. ثم إن ظاهرة الشاهد القرآين يف درة ابن معط ت الح ظ من القراءة األولى لها وهذا ما لم يتحقق يف ألفية ابن مالك إذ إن توظيف الشاهد القرآين هبا قليل. وتلك األلفية على قيمتها العلمية وسبقها أللفية ابن مالك لم تأخذ من حظ الشهرة والدراسة ما أخذته هذه األخيرة ف»حظوظ الكتب كحظوظ الناس يصيبها معط حتى ما يصيبهم من ذيوع وخمول وقد أ خ م ل ت ألفية ابن مالك ألفية ابن ليجعل بعضهم شرح ا أللفية ابن معط شرح ا أللفية ابن مالك«)2(. ابن معط. وخطته هي: من هذا كله وغيره انطلقت نحو البحث آمال يف بث روح لحياة أخرى يف ألفية وقد اتبعت يف دراستي المنهج الوصفي القائم على اإلحصاء والتحليل مقدمة ومدخل وخمسة عشر مبحثا والمراجع وفهرس للمحتويات. وخاتمة ثم ث ب ت ألهم المصادر أما المقدمة فذكرت فيها الداعي إلى اختيار البحث ومنهجه وخطته التي )1( الدكتور/محمد محمد عبد الوهاب وقد نشر بحثه تحت عنوان: الشواهد الشعرية يف ألفية معط«دراسة نحوية صرفية»يف حولية كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات-جامعة ابن األزهر باإلسكندرية-سنة 2012 م. )2( الفصول الخمسون ص 7.

5 د. علي جنار حممد حسن 974 ب ني عليها وخطوات دراسة المسائل. وأما المدخل فجعلته للتعريف الموجز بابن معط والشاهد النحوي وبعض األبحاث السابقة يف مجال بحثي. وأما المباحث فهي: المبحث األول-الشواهد القرآنية الواردة يف باب حروف الجر: وفيه مسألتان. المبحث الثاين-الشواهد القرآنية الواردة يف باب القس م: وفيه مسألة. المبحث الثالث-الشواهد القرآنية الواردة يفباب الممنوع من الصرف: وفيه مسألتان. المبحث الرابع-الشواهد القرآنية الواردة يف باب األفعال المتعدية: وفيه أربع مسائل. المبحث الخامس-الشواهد القرآنية الواردة يف باب الحال: وفيه مسألة. المبحث السادس-الشواهد القرآنية الواردة يف باب النائب عن الفاعل: وفيه مسألة. المبحث السابع-الشواهد القرآنية الواردة يف باب الضمير: وفيه خمس مسائل. المبحث الثامن-الشواهد القرآنية الواردة يف باب الموصول: وفيه مسألة. المبحث التاسع-الشواهد القرآنية الواردة يف باب اإلضافة: وفيه مسألة. المبحث العاشر-الشواهد القرآنية الواردة يف باب التوابع: وفيه مسألة. المبحث الحادي عشر-الشواهد القرآنية الواردة يف باب الخبر: وفيه مسألة. المبحث الثاين عشر الشواهد القرآنية الواردة يف باب النواسخ: وفيه ثماين مسائل. المبحث الثالث عشر-الشواهد القرآنية يف باب األسماء العاملة عمل الفعل: وفيه مسألتان. المبحث الرابع عشر-الشواهد القرآنية الواردة يف باب النداء: وفيه مسألتان. المبحث الخامس عشر-الشواهد القرآنية الواردة يف باب العدد: وفيه مسألة. وقد سرت يف ترتيب هذه المباحث تبع ا لرتتيب ابن معط يف األلفية. وقامت دراسة المسائل على الخطوات اآلتية: أوال -وضعت لكل مسألة تضمنت الشاهد عنوانا مناسبا.

6 الشواهد القر نية ألفية ابن معط:»دراسة حنوية حتليلية«973 ثانيا-صد رت كل مسألة بعد عنواهنا بالشاهد القرآين الوارد يف األلفية للترب ك وألنه محور الدراسة فإذا كان الشاهد آية كاملة فبها ونعمت وإال فقد كنت أذكر اآلية بتمامها يف الهامش مع تخريجها وكنت ال أ ع د كالم ابن معط شاهدا قرآني ا إال إذا ذكر اآلية كاملة أو جزءا كبيرا منها أو أشار إشارة واضحة إلى أنه يقصد شاهدا قرآني ا معينا كقوله: «ك م ث ل ما ورد يف القرآن»-أو كأن تأيت كلمة واحدة قرآنية يف سياق آية واضحة أو يف سياق جزء آية وكالهما شاهد على قاعدة واحدة بعينها. ثالث ا-أذكر أبيات األلفية التي ورد فيها الشاهد وأضع تحته خط ا لتمييزه. رابع ا- أقدم لمسألة كل شاهد بتقديم ي ع د جزءا من دراستها. خامس ا-درست كل شاهد وحل ل ته وهل هو مذكور عند النحويين قبل ابن معط وبعده أو أنه غير مذكور. سادس ا-كنت أتعرض أحيانا لشرح بعض أجزاء أبيات األلفية التي ورد فيها الشاهد إذا تطل ب المقام ذلك وإذا كانت للنحويين آراء أخرى حول الشاهد-كنت أذكرها لتتم الفائدة. سابعا-كنت أحصر عدد اآليات التي ورد فيها الشاهد يف القرآن متى تمكنت من ذلك. ثامن ا-إذا استشهد النحويون بالشاهد على مسألة أخرى -كنت أشير إلى ذلك. وأما الخاتمة فذكرت فيها أهم النتائج التي أبرزت ها الدراسة. ثم جاء ث ب ت أهم المصادر والمراجع وأخيرا فهرس ما احتواه البحث. والتوفيق. وأدعو اهلل العليم الحكيم أن يكون بحثي قد حاز حظ ا وافرا من اإلخالص وآخر دعواي چڍ ڌ ڌ ڎ ڎچ.

7 د. علي جنار حممد حسن 971 مدخل: للتعريف بابن معط والشاهد النحوي وبعض الدراسات السابقة: أوال: التعري بابن م ع ط) 1 ( : ذاعت شهرة ابن معط بنصف بيت قاله ابن مالك يف ألفيته الذائعة وهو يصفها قائال:... فائقة ألفي ة ابن م ع ط ي فقد نب ه الناس إلى ذلك العالم النحوي الجليل وألفيته لذا لست يف حاجة معط ا إلكثار الحديث عن ابن فهو معروف لدى الباحثين والطالب صغار ا وكبار قدر معرفتهم بألفية ابن مالك الفائدة: ولكنني أذكر عنه مقالة موجزة من باب تمام هو يحيى بن عبد المعطي بن عبد النور الزواوي النحوي الفقيه الحنفي المعروف بابن معط. يكنى بأبي الحسين ويلقب بزين الدين. ولد بالمغرب سنة أربع وستين وخمسمائة من الهجرة النبوية. )1( تنظر ترجمته يف عديد من المراجع منها: معجم األدباء لياقوت الحموي )المتوىف: 626 ه(-المحقق: إحسان عباس-الناشر: دار الغرب اإلسالمي بيروت-الطبعة: األولى ه 1212 )المتوىف: لبنان/صيدا م 911 ه(-المحقق: 2831/6 بغية الوعاة يف طبقات اللغويين والنحاة للسيوطي محمد أبو الفضل إبراهيم-الناشر: المكتبة العصرية - 322/2 حسن المحاضرة يف تاريخ مصر والقاهرة: للسيوطي )المتوىف: 911 ه(-المحقق: محمد أبو الفضل إبراهيم-الناشر: دار إحياء الكتب العربية - عيسى البابي الحلبي وشركاه مصر-الطبعة: األولى 1387 ه م 533/1 موسوعة أعالم المغرب: تنسيق وتحقيق محمد حجي ط. دار الغرب اإلسالمي )تذكرة المحسنين بوفيات األعيان وحوادث السنين تأليف عبد الكبير بن المجذوب الفاسي ط. األولى 1217 ه 1996 م( 203/1 وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان: المؤلف: ابن خلكان )ت: 681 ه(- تح: إحسان عباس- دار صادر بيروت- 197/6.

8 الشواهد القر نية ألفية ابن معط:»دراسة حنوية حتليلية«972 أجمع المرتجمون له على أنه كان إماما مرب زا يف علوم العربية فيقول عنه ياقوت الحموي وهو أقرب معاصريه ممن ترجم له:»فاضل العربية أديب شاعر«) 1 ( معاصر إمام يف ويقول ابن خ ل كان:»كان أحد أئمة عصره يف النحو واللغة... واشتغل عليه خلق كثير وانتفعوا به وصنف تصانيف كثيرة«)2(. وقال عنه السيوطي:»وكان إماما مرب زا يف العربية شاعرا محسنا«)3(. وله) 4 ( أساتذة كثر من مشايخ عصره كما أن له تالميذ أكثر مما يشهد بقدر الرجل وعلمه ومما يشهد بذلك أيضا مؤلفاته النافعة الكثيرة التي يف مقدمتها: الدرة األلفية يف علوم العربية )محل دراسة هذا البحث(. ومنها أيضا: 1 -البديع يف صناعة الشعر. 3- شرح أبيات سيبويه )نظم(. 5- العقود والقوانين يف النحو. وغيرها من المؤلفات. تويف -2 حواش على أصول ابن السراج. 2- شرح الجمل يف النحو. 6 -الفصول الخمسون. بمصر سنة ثمان وعشرين وستمائة عن عمر يناهز أربعا وستين سنة وكان ذلك يف س ل خ ذي القعدة ودفن يف اليوم التالي وص ل ي عليه بجانب القلعة وحضر الصالة السلطان الكامل من سالطين الدولة األيوبية. ةانيا: تعري الشاهد النحوي: هو: ما يذكر إلثبات قاعدة نحوية وقد يكون آية من التنزيل أو قوال من )1( معجم األدباء 2831/6. )2( وفيات األعيان 197/6. )3( بغية الوعاة 322/2 حسن المحاضرة 533/1. )2( قام الدكتور الطناحي بكشف اللثام عن ابن معط يف تحقيقه كتاب )الفصول الخمسون: البن معط- حت : محمود الطناحي-ط. الحلبي ص 28-11(.

9 د. علي جنار حممد حسن 971 أقوال العرب الموثوق بعربيتهم أو حديثا صحيح السند )1(. والشواهد ت ع د وثيقة تاريخية ولغوية حفظت لنا مادة اللغة العربية إذ استدل النحاة واللغويون هبا يف تقعيد النحو العربي. ثالثا-من الدراسات السابقة: 1- الشواهد القرآنية يف كتاب سيبويه للدكتور/محمد إبراهيم عبادة. 2 -الشواهد القرآنية يف لسان العرب البن منظور للدكتور/كمال عبد العزيز إبراهيم. 3 -الشواهد القرآنية يف شروح ابن بابشاذ يف مقدمته نحوية عدنان بن ناصر الملحم. )دراسة نحوية بالغية( ( الم ح س بة(: دراسة ولكل بحث منها منهجه وخطته ولكن بحثي يختلف عنها يف أنه ي حصي الشواهد القرآنية يف منظومة نحوية مع دراستها وتحليلها بناء على المنهج الوصفي القائم على اإلحصاء والتحليل - كما بينت سابقا-. )1( الشواهد واالستشهاد يف النحو-عبدالجبار صفوان-مطبعة الزهراء 1976 م.

10 الشواهد القر نية ألفية ابن معط:»دراسة حنوية حتليلية«978 فيه مسألتان: المبحث األول الشواهد القرآنية الواردة يف باب حروف اجلر املسرلة األوىل:اجلر ب حت ) الشاهد قوله-تعالى- يقول) 2 ( ابن معط : ڦ ڦ ڦ ڦ ڄچ )1(. و ب ع د م ذ و م ن ذ إ ن ش ئ ت ار ف ع و اج ر ر ب حت ى ن ح و»ح ت ى م ط ل ع «ب و الت ع ل يل ه اء ال غ اي ة و ه و ال غ ال : ان ت )ح ت ى( حرف ي أ ت ي ألحد ث ال ث ة مع ان ث ن اء و ه ذ ا أقله ا و قل من يذكر ه )3(. و ب م ع نى إ ال ف ي اال س ت وتستعمل على أربعة أوجه فهي حرف جر أو عطف أو ابتداء وتدخل على المضارع فينصب بعدها ب )أن ) المضمرة وجوبا وتكون بمعنى )4( )كي( أو )إلى(. ويف حالة الجر لها صورتان: األولى: تدخل على مضارع منصوب وحينئذ تكون جارة للمصدر المتصي د من )أن ) المضمرة والمضارع مثل قوله-تعالى:چڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ )1( سورة القدر اآلية 5. )2( الدرة األلفية يف علم العربية: البن معط )المتوىف السويدي)زتسرتين( سنة 1900 م ص 10 )البيت 130(. )3( يراجع: مغني اللبيب عن كتب األعاريب: البن هشام- حت الفكر دمشق-الطبعة: السادسة 1985 م ص 166 وما بعدها. )2( األصول يف النحو: ألبي بكر بن السراج )المتوىف: 316 ه(- حت مؤسسة الرسالة لبنان بيروت- 151/ ه(-نشرها المستشرق : د. مازن المبارك-الناشر: دار : عبد الحسين الفتلي-الناشر:

11 د. علي جنار حممد حسن 979 ڃ چ چ چ چ ڇچ )1(. الثانية: تدخل على اسم ظاهر مثل: حضرت الندوة حتى هنايت ها. وهذا لب المسألة التي استشهد عليها ابن معط يف هذا المقام. جر ت )حتى( اسما ظاهرا هو )مطلع(. فقد وهذا الشاهد القرآين الجليل كان محط أنظار النحويين قبل ابن معط وبعده فقد استشهد به الخليل يف )الجمل( إذ قال:»والخفض ب)ح ت ى( إ ذا ك ان على زيد ق ال ال غ اي ة ق و لهم: كلمت ال ق و م ح ت ى م ع ن اه : ح ت ى بلغت إ ل ى زيد و م ع زيد. و اهلل-جل ذكره- ڦ ڦ ڦ ڦ ڄچ م ع ن اه إ ل ى مطلع ال ف جر«)2(. والمربد يف أثناء حديثه عن )حتى( يف مقتضبه )3( والرماين يف رسالته )منازل الحروف( )4( وغيرهم من السابقين على ابن معط. إذ ومن النحويين الذين استشهدوا بالشاهد بعده العالمة ابن مالك قال:»وال ي ج ر ب»ح ى«ت ڦ ڄچ«)5(. إال آخر أو ما اتصل بآخر كقوله-تعالى- چڦ: ڦ ڦ والمرادي )6( وابن هشام )1( وابن عقيل )2( وغيرهم من النحاة الذين جاد )1( سورة البقرة: من اآلية 187. )2( ينظر: الجمل يف النحو: تفسير وجوه الخفض المؤلف: للخليل بن أحمد الفراهيدي )المتوىف: 170 ه(-المحقق: د. فخر الدين قباوة-الطبعة: الخامسة 1216 ه 1995 م ص /2 )3( )2( ينظر: منازل الحروف: للرماين )المتوىف: 382 ه(- حت ص 28. )5( ينظر: شرح الكافية الشافية 800/2. : إبراهيم السامرائي-: دار الفكر عمان )6( يراجع: الجنى الداين يف حروف المعاين: البن أم قاسم المرادي )المتوىف: 729 ه(-المحقق: د/فخر الدين قباوة -األستاذ محمد نديم فاضل-الناشر: دار الكتب العلمية بيروت لبنان- =

12 الشواهد القر نية ألفية ابن معط:»دراسة حنوية حتليلية«961 هبم الزمان بعد ابن معط إلى يوم الناس هذا. ومما يجدر ذكره يف هذا المقام أن هناك شاهدا آخر يف القرآن الكريم على جر االسم الظاهر ب )حتى( وهو قوله-تعالى- القرآن الكريم )3(. ے ڭچ وقد جاء يف غير آية من ويصح أيضا أن نجعل مثل قوله-تعالى- چ چ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ککچ )4( شاهدا على جر )حتى( االسم الظاهر إذ»يجوز يف )حتى( هنا أن تكون حرف غاية وجر بمعنى )إلى( وتكون مع مدخولها متعلقة بچڇچ أي: تقتلوهنم إلى هذا الوقت وعلقها الزمخشري) 5 ( ب چچچ أي: صدقكم اهلل وعده إلى وقت فشلكم. وكالهما صحيح«)6(. الطبعة: األولى 1213 ه = م ص 500 توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك: المؤلف: البن أم قاسم المرادي-)المتوىف: 729 ه(-شرح وتحقيق: عبد الرحمن علي سليمان-الناشر: دار الفكر العربي-الطبعة األولى 1228 ه م 751/2. )1( يراجع: أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك: البن هشام )المتوىف: 761 ه(-المحقق: يوسف الشيخ محمد البقاعي-الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع 22/3 شرح قطر الندى وبل الصدى: البن هشام )المتوىف: 761 ه(-المحقق: محمد محيى الدين عبد الحميد- الناشر: القاهرة-الطبعة: الحادية عشرة 1383 ه ص 68 ومغني اللبيب ص 167. )2( يف شرحه على األلفية 18/3. )3( من هذه اآليات: سورة يوسف: اآلية 35 والمؤمنون: اآليتان والصافات: اآليتان )2( سورة آل عمران: من اآلية 152. )5( يراجع: الكشاف 226/1. )6( إعراب القرآن وبيانه: محي الدين درويش )المتوىف: 1203 ه(-الناشر: دار اإلرشاد للشئون =

13 د. علي جنار حممد حسن 967 املسرلة الثانية: زيادة باء( اجلر: الشاهد هو قوله-تعالى- ڇ ڇ ڇچ )1(. يقول) 2 ( ابن معط : والباء لإللصاق قد ت زاد كما تزاد )م ن ) فال ترا د ن ز يدا ن أحد م شاهد ه «ك ف ى به شهيدا«وما به م من حروف الجر التي تستعمل أصلية وزائدة )الباء( والغرض من زيادة الحروف بوجه عام-ومنها الباء الجارة-هو«توكيد المعنى ىف الجملة كلها ألن زيادة الحرف ]ي ع د ] بمنزلة إعادة الجملة كلها وتفيد ما يفيده تكرارها ]من[ دونه سواء أكان الحرف الزائد يف أولها أم يف وسطها أم يف آخرها مثل: بحسبك األدب وأصلها: حسب ك األدب أي: يكفيك أو: كافيك فالباء داخلة على المبتدأ كدخولها عليه وهو ضمير يف نحو: كيف بك»وأصلها: كيف أنت «عليه بعد =»إذا الفجائية«يف نحو: رجع المسافر وكدخولها فإذا باألصدقاء يف استقباله. وكدخولها على الخرب يف مثل: األدب بحسبك. وكدخولها على الفاعل يف مثل: چپ پ ڀچ )3( وأصلها: كفى اهلل شهيد ا. فالباء مع تقدمها أو توسطها أو تأخرها قد أكدت معنى الجملة كلها«)4(. الجامعية - حمص - سورية )دار اليمامة-دمشق-بيروت(-ط: الرابعة 1215 ه 73/2. )1( سورة األحقاف: من اآلية 8 واآلية بتمامها: چڤ ڤ ڤڤ ڦ ڦ ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃڃ ڃ ڃ چ چ چچ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍڍ ڌ ڌ ڎچ. )2( الدرة األلفية ص 11 )البيتان 139(. 138 )3( سورة الرعد: من اآلية. 23 )2( يراجع: النحو الوايف: عباس حسن )ت: 1398 ه(-دار المعارف-الطبعة: الخامسة عشرة 70/1 مع تصرف يسير.

14 وچ( ( چپ: الشواهد القر نية ألفية ابن معط:»دراسة حنوية حتليلية«966 وقد استشهد ابن معط على زيادة )الباء( يف ألفيته بذلك الشاهد القرآين الكريم المذكور يف صدر المسألة. وبالنظر فيما بين يدي من كتب النحو قديما وحديثا-لم أجد من استشهد على زيادة الباء بالشاهد الذي استشهد به ابن معط ولكنهم يستشهدون بآيتين شبيهتين به هما قوله-تعالى- پڀچ )1 ڱ ڱ ںچ )2 قال سيبويه :»وكما تقول: ن ب ئت زيدا يقول ذاك أي: عن زيد. وليست )عن( و)على( ههنا بمنزلة الباء يف قوله-عز وجل- پ پ ڀچ وليس بزيد أل ن )عن( و)على( ال ي فع ل هبا ذاك«) 3 ( أي: الزيادة. وممن استشهدوا بما استشهد به سيبويه-الزمخشري )4( وابن مالك )5( وابن هشام )6( واألشموين )7( والشيخ خالد األزهري )8( وغيرهم. ولعل الذي دعا ابن معط إلى اختيار ذلك الجزء من اآلية الكريمة المذكورة شاهدا على زيادة الباء تاركا المستش هد به المشهور عند النحويين-هو وزن البيت وأما بقية النحويين فيكتبون نثرا. ولم يتعرض ابن مالك للشاهد يف ألفيته. )1( سورة الرعد: من اآلية. 23 )2( سورة النساء: من اآلية 79. )3( الكتاب: المؤلف: لسيبويه- حت : عبد السالم محمد هارون-مكتبة الخانجي القاهرة-الطبعة: الثالثة 1208 ه م.38/1 )2( المفصل ص 381. ش( )5 رح الكافية الشافية 577/2. )6( أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك 32/3. )7( شرح األلفية 90/2. )8( التصريح بمضمون التوضيح للشيخ خالد األزهري )المتوىف: 905 ه(-الناشر: دار الكتب العلمية-بيروت-لبنان-الطبعة: األولى 1221 ه م 628/1.

15 د. علي جنار حممد حسن 964 قال سيبويه وقد جاءت الباء يف الشاهد الكريم زائدة يف الفاعل واألصل: كفى اهلل شهيدا ولكن ك لم ا أ دخلت الباء ع م ل ت» )1(. :»چپ پ ڀ ڀ ڀچ والزيادة هنا غالبة ال واجبة قال العالمة ابن هشام ]أي:زيادة الباء الغالبة[ ف ي ف اعل )كفى( ن ح و: چپ پ ڀچ. : إن ما هى: كفى ا هلل»والغالبة وقد نسب النحاة البن السراج أنه ال يعد الباء زائدة يف الشاهد فهو ف اء. و ص ح ة ق و له م و ق وف ة على ج و از تعلق ال ج ار بضمير يرى أن«ال ف اع ل ضمير االك ت ال مصدر و ه و ق ول ال ف ار س ي والرماين أجازا: مروري بزيد حسن و ه و ب ع م رو ق ب يح. و أ ج از ال ك وف ي ون إعماله ف ي الظ ر ف و غ يره و منع ج م ه ور ال ب صر يين إعماله م طلق ا«)2(. وبالرجوع إلى كتاب األصول البن السراج لم أجده خالف النحويين يف زيادة الباء يف الشاهد إذ يقول:»وجاءت زائدة وچپ پ ڀچ وإنما هو: كفى اهلل «)3(. ]أي: الباء[ يف قولك: حسبك بزيد ولكنني وجدت القائل بعدم زيادة الباء هنا هو السهيلي يف نتائج الفكر ولم ينسبه ألحد غيره فقال:»وأما چپ پ ڀچ فالباء متعلقة بما تضمنه الخرب من معنى األمر باالكتفاء ألنك إذا قلت:»كفى اهلل «أو:»كفاك زيد» فإنما تريد أن يكتفي هو به فصار اللفظ لفظ الخرب والمعنى معنى األمر فدخلت الباء لهذا فليست زائدة يف الحقيقة«)4(. )1( الكتاب.92/1 )2( مغني اللبيب ص 122 وينظر: الجنى الداين 50/1. )3( األصول البن السراج 213/1. )2( نتائج الفكر ص. 273

16 ال» الشواهد القر نية ألفية ابن معط:»دراسة حنوية حتليلية«963 المبحث الثاني الشواهد القرآنية الواردة يف باب القسم فيه مسألة: حذ ال( النافية من مجلة جواب القس الشاهد قوله-عز وجل- قال) 2 ( ابن معط : ي ە ي ە ي و ي وچ )1(. وإن أتى الجواب منفيا ب»ال«أو»ما«كقولي: والس ما ما ف ع ال ن وا اإللباس حال الحذف فإن ه يجوز حذف الحرف إذ أ م :»تاهلل ت ف ت أ «ح ذ ف» منه أي :ال تفتأ المعنى ع ر ف كقول ه يفتقر الق س م إلى جواب ألنه ي ذك ر ليؤك د به ما يراد فعله أو تركه والمؤك د إنما ي ذك ر ألجل غيره فلذلك افتقر القس م إلى جواب كما يفتقر المؤك د إلى الشيء الذي يؤك ده. والقس م جملتان األولى منهما إنشائية وهي المقس م هبا والثانية خربية وهي المقس م عليها. وهناك بعض األحرف التي تدخل على الجملة المقس م عليها وهي اثنان لإليجاب )إن -الالم( واثنان للنفي )ال-ما(. القس م هبذه الحروف لما فيها من التوكيد الم حتاج إليه فيه. وقد اختص الجواب يف و)ال( تدخل على جملة جواب القسم الفعلية المضارعة وقد تحذف. وقد استشهد ابن معط على ذلك يف ألفيته بالشاهد القرآين الكريم السابق )1( سورة يوسف: من اآلية 85 وتمامها: چ ي ا ي ە ي ە ي و ي و ي ۇ ي ۇ ي ۆ ي ۆ ي ۈ ي ۈ ي ېچ. )2( الدرة األلفية ص 12 )األبيات (.

17 د. علي جنار حممد حسن 961 چي ە ي ە ي و ي وچ أي: تاهلل ال تفتأ. وقد استشهد النحاة بالشاهد الكريم على غير قضية يف النحو فمنهم) 1 ( من ذكره يف سياق الحديث عن الجر بالتاء وأهنا خاصة باسم الجاللة )اهلل( و)ر ب ) مضافة إلى الكعبة. ومنهم) 2 ( من استشهد به على جواز حذف النايف من)زال( وأخواهتا مع بقاء عملها. ومنهم) 3 ( من استشهد به على امتناع توكيد المضارع المنفي الواقع جوابا للقسم. ومنهم من استشهد به على قضية حذف النايف من جواب القسم وهذا بيت القصيد يف المسألة إذ يقول:»ثم نبهت ومن هؤالء العالمة ابن مالك على اشتهار حذف ما ينفي المضارع نحو:»واهلل أقوم«بمعنى: واهلل ال أقوم. وجاز ذلك للعلم بأن اإلثبات غير مراد ألنه لو كان مرادا لجيء بالالم والنون فقيل: واهلل ألقومن. وإذا لم يرد إثبات تعين كون النفي مرادا إذ ال بد للكالم من أحدهما ومن ذلك قوله-تعالى-: چي ە ي ە ي و ي وچ )4( أي: ال تزال تذكر )1( يراجع: الجمل ص 300 الجنى الداين ص 57 إذ قال المرادي:»فأما تاء القسم: فهي من حروف الجر وال تدخل إال على اسم اهلل نحو»تاهلل تفتأ تذكر يوسف«. وحكى األخفش دخولها على )الرب( قالوا: ترب الكعبة. وخص بعضهم دخولها على )الرب( بأن يضاف إلى الكعبة. وليس= = كذلك ألنه قد جاء عنهم: ت ر ب ي. وحكى بعضهم أهنم قالوا: تالرحمن وتحيات ك. وذلك شاذ«. الفصول المفيدة يف الواو المزيدة ص 222. )2( يراجع: شرح الكافية الشافية 382/1 أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك 230/1 شرح ابن عقيل على األلفية 263/1 شرح األشموين على األلفية 220/1 التصريح بمضمون التوضيح 235/1 حاشية الصبان 332/1. )3( يراجع: شرح ابن عقيل على األلفية 318/2 شرح األشموين على األلفية 112/3 التصريح بمضمون التوضيح 300/2 حاشية الصبان 318/3 شذا العرف ص 26. )2( سورة يوسف: 85.

18 چي ە: الشواهد القر نية ألفية ابن معط:»دراسة حنوية حتليلية«962 يوسف«)1(. ي والعالمة ابن هشام إذ قال:»حذف )ال ) النافية و غ يره ا: يطرد ذ ل ك ف ج و اب ال قسم إ ذا ك ان ال م ن ف ي مضارعا ن ح و: چي ە ي ە ي و ي وچ«)2(. وقال صاحب )النحو الوايف(:»ومما تجب مالحظته أن أداة النفي يف جواب القسم قد تكون محذوفة ولكنها ملحوظة يدل عليها دليل كقوله-تعالى- ي ە ي و ي وچ أي: ال تفتأ«)3(. فيه مسألتان: المبحث الثالث الشواهد القرآنية الواردة يف باب املمنوع من الصرف املسرلة األوىل: املنا من الصر لعلة الوصفية ما العدو الشاهد هو قوله-عز وجل- قال) 5 ( ابن معط ہ ھ ھچ )4(. : والوصف والعدل ك م ث ل أ خ را و م ث ل»م ث ن ى و ث الث» اش ت ه را يمنع االسم من الصرف إما لعلة واحدة وإما لعلتين والعلة الواحدة شيئان أحدهما: ألف التأنيث المقصورة أو المدودة نحو: ذ كر ى ور ض و ى وص ح راء )1( شرح الكافية الشافية 825/2. )2( مغني اللبيب ص 832. )3( النحو الوايف لألستاذ/عباس حسن 282/2. )2( سورة فاطر: من اآلية 1 وتمامها: چ ں ڻ ڻ ڻ ڻ ە ە ہ ہ ہ ہ ھ ھھ ھ ے ے ے ے ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆچ. )5( الدرة األلفية ص 13 )البيت 171(.

19 د. علي جنار حممد حسن 961 ( م فاع ل( وزكرياء. واآلخر: الجمع الموازن ل أو )م فاعيل( نحو: مساجد ومصابيح. والعلتان إما العلمية مع عل ة أخرى نحو: فاطمة )العلمية مع التأنيث(- أو الوصفية مع علة أخرى )زيادة األلف والنون-وزن الفعل-العدل(. والشاهد الكريم الذي استشهد به ابن معط يف ألفيته هو من قبيل منع االسم من الصرف للوصفية مع العدل. وقد جاءت فيه آيتان يف الذكر الحكيم إحداهما يف سورة )النساء( )1( واألخرى يف سورة )فاطر(. وقد رأيت أن مقصود ابن معط األول يف البيت هو آية )فاطر( ألن چہ ھچ فيها جاءت صفة مجرورة لچہچ وعالمة جرها الفتحة فهنا اجتمع المنع من التنوين مع جعل الفتحة عالمة للجر وأما آية )النساء( فليس فيها إال المنع من التنوين فالكلمة حال منصوبة من )النساء(. - - وقد كان الشاهد منارة للنحويين قديما وحديثا على تطبيق القاعدة : المذكورة وقد استشهد به شيخ النحويين سيبويه وشيخ ه الخليل فقال سيبويه»وسألته ]أي: الخليل[ عن أ حاد وث ناء وم ثنى وث الث ور باع فقال: هو بمنزلة )أ خر( إنما حد ه: واحدا واحدا واثنين اثنين فجاء محدودا عن وجهه فرتك صرفه. قلت: أفتصرفه يف النكرة قال: ال ألنه نكرة يوصف به نكرة وقال لي: قال أبو عمرو) 2 ( ہ ہ ہ ھ ھچ )3( صفة كأنك قلت: أولي أجنحة اثنين )1( اآلية 3 إذ يقول ربنا-عز وجل- ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گگ گ گ ڳ ڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ڱڱ ں ں ڻ ڻچ. )2( أبو عمرو بن العالء شيخ الخليل يف النحو وقد تويف سنة 152 ه تنظر ترجمته يف: إنباه الرواة على أنباه النحاة 132/2. )3( سورة فاطر: من اآلية 1.

20 ه الشواهد القر نية ألفية ابن معط:»دراسة حنوية حتليلية«968. )1(» اثنين وثالثة ثالثة فمن هذا النص لسيبويه يثبت ما ذكرته من أصالة الشاهد يف قضية منع االسم من الصرف للوصفية مع العدل بل إن )أ خ ر( صارت المقياس الذي يقاس عليه يف هذه القاعدة و ل ي الحظ قول الخليل:»هو بمنزلة )أ خ ر(«. وقال ابن هشام:»ومثاله ]أي: العدل[ م ع الص فة أ حاد وم و ح د وث ناء وم ث نى و ث ال ث وم ث ل ث و ر ب اع وم ربع ف إ ن ه ا معدولة ع ن: و اح د و احد واثنين اث ن ي ن و ث ال ث ة ث ال ث ة و أ ر ب ع ة أ ر ب ع ة ق ا ل-ت ع ال ى- ہ ہ ہ ھ ھچ ف ه ذ ه ال ك ل م ات الث ال ث مخفوضة أل ن ه ا صفة ألجنحة و ه ي م م ن وع ة الص ر ف أل ن ه ا معدولة ع م ا ذكرن ا ف له ذ ا ك ان خفضها بالفتحة و لم يظ هر ذ ل ك ف ي )مثنى( أل ن ه م ق ص ور و ظهر ا اسمان ص حيحا اآلخر«) 2 (. ف ي )ث ال ث و رب اع( أل ن ه م املسرلة الثانية: منا أمساء السور من الصر قال-تعالى- چڤچ )3( :. قال) 4 ( ابن معط : كذاك ال ت ص ر ف أسماء السور كهود والت أنيث فيها ي ع ت ب ر ما لم تكن يف ني ة اإلضاف إذ ذاك فاصر ف ما اقتض ى انصراف ه ي ها اع ت ن وم ث ل حامي م وياسي ن ب ن ي وقيل بل برتك ص ر ف يف هذه المسألة ذكر ابن معط قضية منع أسماء سور القرآن الكريم من )1( الكتاب.225/2 )2( شذور الذهب ص 589. )3( سورة يس: اآلية. 1 )2( الدرة األلفية ص 12 )األبيات (.

21 د. علي جنار حممد حسن 969 ال الصرف وإن اقتصر هنا على ذكر أسماء بعض السور. وقد اعتنى النحويون بالحديث يف هذه القضية قبل ابن معط وبعده فقد سبق سيبويه) 1 ( إليها. ما قاله سيبويه يف هذه المسألة تفصيال جامعا وقد فصل) 2 ( السيوطي وقسمها إلى ستة أقسام إذ قال:»أ سم اء الس ور أ قس ام: أ حده ا : م ا ف يه ألف و ال م و حكمه الص ر ف كاألنفال واألنعام واألعراف. الث ان ي: العاري م ن ه ا ف إ ن لم يضف إ ل ي ه س ور ة منع الص ر ف ن ح و: ه ذ ه هو د. هود. وقرأت هود. و إ ن أضيف إ ل ي ه س ور ة لفظا أ و ت ق ديرا صرف ن ح و: ق ر أت س ور ة م ا لم يكن ف يه م انع ف يم ن ع ن ح و: ق ر أت س ور ة ي ون س. )3( ا وچڈ ڈ ژچ )4( و غ يره الث ال ث: ا لج م ل ة ن ح و: چٱ ٻ ٻچ ي األ س م اء إ ال فتحكى. ف إ ن ك ان أ وله ا همز وصل قطع أل ن همز ال و ص ل ال يكون ف ي يث قلبت ه اء ف ف ي أ ل ف اظ م ع د ود ة تحفظ و ال ي ق اس ع ل ي ه ا أ و ف ي آخره ا ت اء ت أ ن ي األ س م اء وتعرب لمصيرها أ سم اء و ال م وجب ي ف ال و ق ف أل ن ذ ل ك ش أ ن الت اء ال ت لل ب ن اء و يم ن ع الص ر ف للعلمية والتأنيث ن ح و: ق ر أت إق ت ر بت. و ف ي ال و ق ف: إقرتبه. الر اب ع: حرف الهجاء ك)ص ن ق ( ف تجوز ف يه ال ح ك اي ة أل ن ه ا ح روف ي و اإل ع ر اب لجعلها أ سم اء لحروف الهجاء وع لى ه ذ ا يجوز ف يه ا فتحكى ك م ا ه ك أضيف إ ل ي ه س ور ة أم الص ر ف و ع د مه ب ن اء على تذكير ال ح ر ف وتأنيثه و س و اء ف ي ذ ل ن ح و: ق ر أت ص اد أ و س ور ة ص اد ب الس ك ون و ال ف ت ح منونا وغير منون. )1( الكتاب /3 )2( همع الهوامع يف شرح جمع الجوامع: للسيوطي )المتوىف: 911 ه(- حت : هنداوي-الناشر: المكتبة التوفيقية-مصر /1 ويراجع الكتاب 258/3. )3( سورة الجن: من اآلية 1. )2( سورة النحل: من اآلية 1. عبد الحميد

22 ٱ) الشواهد القر نية ألفية ابن معط:»دراسة حنوية حتليلية«941 ال خ ام س: م ا وازن األعجمي ك )حاميم وطاسين و ي اس ين( ف أوجب اب ن ك و اإل ع ر اب غير ع ص ف ور ف يه ال ح ك اي ة أل ن ه ا ح ر وف مقطع ة و جوز الشلوبين ف يه ذ ل م ص ر وف لموازنته )هابيل وقابيل( و قد قرئ )ياسين( ب نصب الن ون. ف ي و س و اء األ مري ن أضيف إ ل ي ه س ور ة أم ال. الس اد س: ال مركب ك )طاسين م يم( ف إ ن لم يضف إ ل ي ه س ور ة ف ف يه ر أ ي اب ن ث و ه و ال بناء للجزأين على ال ف ت ح كخمسة ع ص ف ور والشلوبين ف يم ا قبله ورأي ث ال عشر و إ ن أضيف إ ل ي ه س ور ة لفظا أ و ت ق ديرا ف ف يه الرأيان يجوز على اإل ع ر اب فتح الن ون وإجراء اإل ع ر اب على ال م يم كبعلبك وإجراؤه على الن ون م ض افا لما بعده وع لى ه ذ ا ف ي )م يم( الص ر ف و ع د مه ب ن اء على تذكير ال ح ر ف وتأنيثه. أما ) )ٱٻ( ف ال يجوز فيهم ا إ ال ال ح ك اي ة س و اء أضيف إ ل ي ه م ا س ور ة ي األ س م اء المعربة و ال تركيب ير ل هما ف أم ال و ال يجوز فيهم ا اإل ع ر اب أل ن ه ال ن ظ ير ة. المزج أل ن ه ال يركبه أ سم اء ك ث و أ ج از ي ون س ف ي )ٱ( أ ن تكون ك لمه م ف ت وح ة و الص اد م ض م وم ة ي األ س م اء المعربة «. و و جهه أ نه جعله اس ما أعجميا وأعربه و إ ن لم يكن ل ه ن ظ ير ف فيه ثالث مسائل: المبحث الرابع الشواهد القرآنية الواردة يف باب األفعال املتعدية املسرلة األوىل: انتصاب املفعوو بفعل مضمر الشاهد قوله-تعالى- ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈچ )1(. )1( سورة الشمس: اآلية 13.

23 د. علي جنار حممد حسن 947 قال) 1 ( ابن معط : وانته خيرا ووراء أو س عا و»ناقة اهلل«وكل س م عا المفعول به هو ما يقع عليه فعل الفاعل وهو من المنصوبات وناصبه الفعل والفعل يذكر ويحذف والحذف جائز وواجب) 2 ( والمسألة التي معنا من باب انتصاب المفعول به بفعل محذوف وجوبا وتأيت عند النحويين يف باب التحذير وقد استشهد ابن معط لذلك بشاهد قرآين كريم صد رت به المسألة وقد كان هذا الشاهد دليال واضحا على هذه القضية لدى النحويين السابقين على ابن معط والالحقين له فقد جاء يف كتاب الجمل )3( :»و الن صب من التحذير... ق ال اهلل- عز و جل- چڍ ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈچ و م ع ن اه : اح ذ ر وا ن اق ة اهلل أ ن تمسوها ب سوء«. وقال ابن مالك :»وقد يستغنى عن ذكر الم حذ ر بذكر الم حذ ر منه مكررا أو معطوفا علي... ومنه قوله-تعالى- ڎ ڎ ڈچ«)4(. ولم يبع د عما سبق األشموين )5( والشيخ خالد )6( والسيوطي )7( )1( الدرة األلفية ص 16 )البيت رقم 216(. )2( ينظر ذلك مفصال يف: شرح النيلي على ألفية ابن معط المؤلف: تقي الدين إبراهيم بن )3 ص( الحسين المعروف بالنيلي )من علماء القرن السابع(-المحقق: د/محسن بن سالم العميري- الناشر: جامعة أم القرى معهد البحوث العلمية-مركز إحياء الرتاث اإلسالمي 1219 ه 207/1 وما بعدها..83 )2( شرح الكافية الشافية 1379/3. )5( شرح األلفية.89 86/3 )6( التصريح /2 )7( همع الهوامع 22/2.

24 الشواهد القر نية ألفية ابن معط:»دراسة حنوية حتليلية«946 والصبان )1( وغيرهم من النحويين المتأخرين والمحدثين )2(. املسرلة الثانية: الفعل املتعدي إىل مفعولني أحدهما حبر جر الشاهد قوله-عز وجل- ۈ ۈ ۇٴ ۋ ۋ ۅۅچ )3(. قال) 4 ( ابن معط : الرابع الذي له مفعول ثم له آلخ ر وصول لكن بحرف الجر نحو : اخرت ت وقد أ م ر ت وقد استغفرت يكون ساقطا وم ستبينا ك»اختار موسى قوم ه سبعينا«الفعل إما الزم وإما متعد والالزم هو كل ما ال يقتضي معناه تعديا إلى مفعول مثل: اسو د تدحرج ظ ر ف... والمتعدي قسمان قسم يتعدى بنفسه وله أنواع )5(. وقسم يتعدى بحرف )1( حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك: المؤلف: أبو العرفان محمد بن علي الصبان الشافعي )المتوىف: 1206 ه(-الناشر: األولى 1217 ه م /3 ينظر: )2( جامع الدروس العربية: مصطفى الغاليينى )المتوىف: دار الكتب العلمية بيروت-لبنان-الطبعة: 1362 ه(-الناشر: المكتبة العصرية صيدا بيروت-الطبعة: الثامنة والعشرون 1212 ه م 16/3 والنحو الوايف 132/2. )3( سورة األعراف: من اآلية 155 وتمامها: چۈ ۈ ۇٴ ۋ ۋ ۅۅ ۉ ۉ ې ې ې ې ى ى ي ا ي ا ي ەي ە ي و ي و ي ۇ ي ۇ ي ۆي ۆ ي ۈ ي ۈ ي ې ي ې ي ې ي ى ي ى ي ى ی ی یی ي ج ي ح ي م ي ى ي يبج بح بخ بمچ. )2( الدرة األلفية ص 16 )األبيات (. )5( منه ما ينصب مفعوال واحدا مثل: شرب... وما ينصب مفعولين يجوز ذكرهما معا أو االقتصار على أحدهما مثل: سق ى... وما ينصب مفعولين ال يصح االستغناء عن أحدهما وهي أفعال القلوب )ظن وأخواهتا( وما ينصب ثالثة مفاعيل مثل: أعل م أخب ر... ينظر =

25 د. علي جنار حممد حسن 944 الجر وله نوعان أحدهما: ما ال يجوز إسقاط حرف الجر منه إال يف الشعر مثل: مررت بالدار. واآلخر: المتكلم مخير يف إثبات حرف الجر معه أو حذفه مثل: شكرت أمرت اخرتت... وهذا هو النوع الرابع عند ابن معط يف ألفيته لذا قال:»والرابع...«. والشاهد الكريم الذي ندرسه يف هذه المسألة من هذا القبيل. وقد استشهد ابن معط يف ألفيته بآية كريمة -محل الدراسة- على هذا النوع من األفعال المتعدية. وهو شاهد معروف يف كتب النحو قبله وبعده. جاء يف كتاب الجمل )1( :»و ق ال اهلل-جل و عز-ف ي األ ع ر اف: چۈ ۈ ۇٴ ۋ ۋ ۅچ أ ي: اخ ت ار م وس ى من قومه و نصب )ۋ( بإيقاع ال ف ع ل ع ل ي ه و نصب ( ۋ( على الت ف س ير«. الخافض. ويفهم من هذا أن الخليل جعل المفعول الثاين )قومه( منصوبا على نزع وذكر سيبويه الشاهد قائال:»هذا باب الفاعل الذي ي تع داه فعل ه إلى مفعولين: فإن شئت اقتصرت على المفعول األول وإن شئت تعد ى إلى الثاين كما تعدى إلى األول وذلك قولك: أعط ى عبد اهلل زيدا درهم ا... الرجا ل عبد اهلل ۅچ«)2(. = )1 ص( ومثل ذلك قوله-تعالى- ومن ذلك: اخرتت ۈ ۈ ۇٴ ۋ ۋ وقد نبه ابن السراج إلى أن الفعل يف هذه الحالة يتعدى إلى المفعول الثاين يف الحديث مفصال عن أقسام الفعل من حيث التعدي واللزوم يف: اللمحة يف شرح الملحة البن الصائغ )ت 720 ه( / )2( الكتاب.37/1

26 الشواهد القر نية ألفية ابن معط:»دراسة حنوية حتليلية«943 اللفظ ال يف المعنى فقال:»واعلم: أن من األفعال ما يتعدى إلى مفعولين يف اللفظ وحقه أن يتعدى إلى الثاين بحرف جر إال أهنم استعملوا حذف حرف الجر فيه فيجوز فيه الوجهان يف الكالم فمن ذلك قوله-تعالى- ۈ ۈ ۇٴ ۋ ۋچ وسميته زيد ا وكنيت زيد ا أبا عبد اهلل. أال ترى أنك تقول: اخرتت من الرجال وسميته بزيد وكنيته بأبي عبد اهلل«)1(. معط ابن هشام )2( والصبان )3( والغالييني )4( وممن ذكروا الشاهد بعد ابن وغيرهم. املسرلة الثالثة: املصدر املنصوب بفعل مضمر وجوبا الشاهد قوله-سبحانه- ە چ )5(. معط قال) 6 ( ابن : والفعل تارة يكون مضمرا تقول خير مقد م وس ق يا ومنه لبيك ووي ال كي ال وخيبة وج ن د ال وب ه را ڱ ڱڱ ڱ ں ں ڻ ڻڻ ڻ ە وينص ب الذي يكون مصدرا ون ع مة ومرحبا ور ع يا ومنه سبحان ووي ال ع و ال و»صبغة اهلل«وج د عا ع ق را )1( األصول.178/1 )2( مغني اللبيب ص 382. )3( حاشية الصبان 132/2. )2( جامع الدروس العربية ص 28. )5( سورة البقرة: اآلية 138. )6( الدرة األلفية ص )األبيات (.

27 د. علي جنار حممد حسن 941 المصدر قد ينتصب بفعل مضمر كالمفعول وهذا الفعل تارة يجب إضماره وأخرى يجوز وما يجب إضمار فعل ه منه ما يكون له فعل مأخوذ من لفظه ومنه ما ليس له فعل. من لفظها. والمسألة التي استشهد عليها ابن معط باآلية من قبيل المصادر التي لها فعل وهناك من أهل العلم قبل ابن معط وبعده من ذهبوا مذهبه يف إعراب ي : )صبغة( ويف مقدمتهم شيخ النحاة سيبويه فقد قال عنه أبو حيان: «و ان ت ص اب ه ا ي ع ن و ال ق و ل م ا ق ال ت چڱ ڱچ ع ل ى أ ن ه ا م ص د ر م ؤ ك د ه و ال ذي ذ ك ر ه س يب و ي ه ح ذ ام. ان ت ه ى«)1(. وبالرجوع إلى الكتاب )2( وجدت ما نسبه أبو حيان إلى سيبويه. وقد سار فريق من المعربين) 3 ( اختيار إعراب )صبغة( الدين )4(. -ومنهم ابن معط- على درب سيبويه يف مفعوال مطلقا لفعل محذوف أي: صب غنا اهلل ص بغ ة. والصبغة ومما يجدر ذكره هنا أن هناك من لم يس ر على هذا الدرب فأعرب )صبغة( )1( البحر المحيط: ألبي األندلسي )المتوىف: 725 ه(-المحقق: صدقي محمد جميل-الناشر: دار الفكر بيروت 1220 ه 657/1. )2( الكتاب /1 بتصرف. )3( ينظر: البحر المحيط 656/1 وإعراب القرآن وبيانه 197/1 الجدول يف إعراب القرآن )2( الكريم: المؤلف: محمود بن عبد الرحيم صايف )المتوىف: 1376 ه(-الناشر: دار الرشيد دمشق - مؤسسة اإليمان بيروت-ط: الرابعة 1218 ه 280/1 إعراب القرآن الكريم: للدعاس-دار المنير ودار الفارابي-دمشق-ط: األولى 1225 ه 58/1. يراجع: جامع البيان 118/1 التبيان يف إعراب القرآن-ألبي البقاء العكربي )المتوىف: 616 ه(-المحقق: علي محمد البجاوي-الناشر: عيسى البابي الحلبي وشركاه 122/1.

28 الشواهد القر نية ألفية ابن معط:»دراسة حنوية حتليلية«942 أعاريب أخرى ذكرها أبو حيان يف البحر المحيط )1( وفن دها مختارا مذهب سيبويه إذ قال:»و ق ر أ ال ج م ه ور : چڱ ڱچ ب الن ص ب و م ن ق ر أ ب ر ف ع چم لةچ ق ر أ ب ر ف ع )3( اب ن أ ب ي ع ب ل ة. ف أ م ا ةچ. و ق د ت ق د م أ ن ت ل ك ق ر اء ة األ ع ر ج و چ ص ب غ ق ال ه الط ب ر ي )2( : ل ه ص اب ال م ص د ر ال م ؤ ك د ع ن ق و الن ص ب ف و ج ه ع ل ى أ و ج ه أ ظ ه ر ه ا أ ن ه م ن ص وب ان ت : ه ل ه چٿ ٿ ٿچ )4(. و ق يل : ع ن ق و ل : چڇ ڇ ڇچ )5(. و ق يل : ع ن ق و ق يل )8( : )7( چڈ ژچ )6(. و ق يل : ه و ن ص ب ع ل ى اإل غ ر اء أ ي : ال ز م وا ص ب غ ة اهلل. و : چڀ ڀچ )9(. أ م ا اإل غ ر اء ف ي ن اف ر ه آخ ر اآل ي ة و ه و ق و ل ه :»و ن ح ن ل ه ن ق و ل ه ب د ل م ال ك ال م عاب د ون» إ ال إ ن ق د ر ه ن اك ق و ل و ه و إ ض م ار ال ح اج ة ت د ع و إ ل ي ه و ال د ل يل م ن ل ي ه. أ م ا ال ب د ل ب ع يد م ث ل ذ ل ك ال ف ه و و ق د ط ال ب ي ن ال م ب د ل م ن ه و ال ب د ل ب ج م ل و ع و :»ق ول وا آم ن ا«ص اب ال م ص د ر ال م ؤ ك د ع ن ق و ل ه ي ج وز. و األ ح س ن أ ن ي ك ون م ن ت ص ب ا ان ت ين ك ان ال م ع ن ى: ص ب غ ن ا اهلل ب اإل يم ان ص ب غ ة و ل م ي ص ب غ ن ف إ ن ك ان األ م ر ل ل م ؤ م ص ب غ ت ك م. و إ ن ك ان األ م ر ل ل ي ه ود و الن ص ار ى ف ال م ع ن ى: ص ب غ ن ا اهلل ب اإل يم ان ص ب غ ة ال.656/1 )1( )2( ينظر: جامع البيان 117/1. )3( البحر المحيط. 626/1 )2( سورة البقرة: اآلية 136. )5( سورة البقرة: اآلية 136. )6( سورة البقرة: اآلية 137. )7( رأي الخليل يف: الجمل ص 97. )8( رأي الفراء يف: معاين القرآن: للفراء )المتوىف: 207 ه(- حت : أحمد يوسف النجايت/محمد علي النجار/عبد الفتاح إسماعيل الشلبي-دار: المصرية للتأليف والرتجمة مصر-ط: األولى. 83/1 )9( سورة البقرة: اآلية 135.

29 د. علي جنار حممد حسن 941 ن ا م ث ل ص ب غ ت ث ل ت ط ه ير ن ا «. و ط ه ر ن ا ب ه ت ط ه ير ا ال م وهناك وجه آخر للنصب لم يذكره أبو حيان يف النص المذكور وهو النصب على أن چڱچ مفعول به لفعل محذوف أي: اتبعوا صبغة اهلل )1(. فيه مسألة: احلاو املؤك دة: الشاهد قوله-تعالى- المبحث الخامس الشواهد القرآنية الواردة يف باب احلال ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ڳ ڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ںچ )2(. جملة. قال) 3 ( ابن معط : والحال قد تكون تأكيدا كما من أنواع الحال الحال المؤكدة قال: «و ه و ال ح ق م ص د ق ا ل م ا«ومن صورها الحال المؤكدة لمضمون وقد ذكر ابن معط يف ألفيته شاهدا قرآنيا على الحال المؤكدة لمضمون يل ه و. و ق أ ي: ات ب ع وا د ين اهلل ص اب ه ب ف ع ل م ح ذ وف )1( قال العكربي:»الص ب غ ة ه ن ا: الد ين و ان ت ن «م ل ة إ ب ر اه يم «. ينظر: التبيان يف إعراب القرآن يل ه و ب د ل م. و ق إ غ ر اء أ ي : ع ل ي ك م د ين اهلل.122/1 )2( سورة البقرة: من اآلية 91 وتمامها: چژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ڳ ڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ںں ڻ ڻ ڻ ڻ ە ە ہ ہ ہ ہچ. )3( الدرة األلفية ص 19 )البيت رقم 267(.

30 الشواهد القر نية ألفية ابن معط:»دراسة حنوية حتليلية«948 الجملة-كما سبق. والشاهد ثابت لدى النحويين قبل ابن معط وبعده مع اختالف اختيار اآلية التي ورد فيها يقول الزمخشر ي )1( :»الحال المؤكدة هي التي تجيء على إثر جملة عقدها من اسمين ال عمل لهما لتوكيد خربها وتقرير مؤداه ونفي الشك عنه... ويف التنزيل: چپ پ پ پ ڀ ڀچ«)2(. وقال ابن مالك )3( :»يجاء بالحال لقصد التوكيد وهي فيه على ضربين: أحدهما: أن يؤكد هبا عاملها كقوله-تعالى-: ڳچ )4( و]قوله[: چڭ ڭ ۇچ )5(. چگ ڳ ڳ ڳ والثاين: أن يؤكد هبا مضمون جملة ابتدائية فيلزم تأخيرها وإضمار عاملها كقوله-تعالى- اتفاق بين ڱ ڱ ڱ ڱ ںچ. ومما يجدر ذكره أن إعراب )مصدقا( حاال مؤك دة من )الحق( ليس محل النحويين فقد اعرتض السهيلي على هذا اإلعراب قائال )6( :»وأما قوله عز وجل: چڱ ڱ ڱچ فقد حكوا أهنا حال مؤكدة. ومعنى الحال المؤكدة أن يكون معناها كمعنى الفعل ألن التوكيد هو المؤكد )1( المفصل ص 92. )2( سورة فاطر: من اآلية 31. )3( شرح الكافية الشافية 756/2. )2( سورة البقرة: من اآلية 60. )5( سورة التوبة: من اآلية 25. )6( ينظر: نتائج الفكر: المؤلف: أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد اهلل بن أحمد السهيلي )المتوىف: 581 ه(-الناشر: دار الكتب العلمية بيروت-الطبعة األولى: 1212 ه م ص

31 ال د. علي جنار حممد حسن 949 يف المعنى وذلك نحو:»قم قائم ا«و»مشيت ماشي ا«... ںچ. وأما چڱ ڱ ڱچ فليست بحال مؤكدة ألنه قال: چڱ ڱ وتصديقه لما معهم ليس يف معنى الحق إذ ليس من شروط الحق أن يكون مصدق ا لفالن وال مكذب ا له بل الحق يف نفسه )حق( وإن لم يكن مصدقا لغيره. ولكن چڱچ ههنا حال من االسم المجرور من قوله-تعالى- چڳ: ڳ ڳچ وقوله: چڱ ڱچ جملة يف معنى الحال أيض ا والمعنى: كيف تكفرون بما وراءه وهو يف هذا الحال أعني مصدق ا لما معهم كما تقول: ال تشتم زيدا وهو أمير محسن ا إليك. فالجملة حال و»محسن ا«حال بعدها والحكمة يف تقديم الجملة التي يف موضع الحال على قولك»محسن ا«وچڱچ - أنك لو أخرهتا لتوهم أهنا يف موضع الحال من الضمير الذي يف»محسن«و»مصدق«... فلما قدمتها اتضح المراد وارتفع اللبس«. وقد رد العكربي ذلك بقوله )1( :»الحال ال م ؤ ك د ة ك ق و ل ه-ت ع ال ى- چڱ: ڱ ڱ ڱ ںچ... وإن ما ك ان ت ه ذ ه ال ح ال مؤك دة أل ن ال حق ال يكون إ مصد قا للحق وإن ما ج يء هب ا لشدة توكيد الحق بالتصريح ال م غن ي ع ن االستنباط«. وقد مال ابن هشام إلى مذهب السهيلي إذ يقول )2( :»ال م ؤ ك د ة ن ح و چڭ ڭچ )3(. ق ال وا: و م ن ه چڱ ڱ ڱچ أل ن ال حق ال يكون إ ال م صدقا و الص و اب أ نه يكون م صدقا ومكذبا و غ يرهم ا. نعم إ ذا قيل: ه و ال حق ص اد قا. ف ه ي م ؤ كد ة«. )1( ينظر: اللباب يف علل البناء واإلعراب 288/1. )2( ينظر: مغني اللبيب ص 605. )3( سورة النمل من اآلية: 10.

32 الشواهد القر نية ألفية ابن معط:»دراسة حنوية حتليلية«931 فيه مسألة: نائب عنه خالف) 4 ( المبحث السادس الشواهد القرآنية الواردة يف باب النائب عن الفاعل ما ينوب عن الفاعل الشاهد قوله-جل وعال- ي ۇ ي ۇ ي ۆ ي ۆچ )1(. معط : قال) 2 ( ابن يكون مفعوال ك «غ ي ض الما ء و ق ض ي األم ر«وي ش ف ى الداء قد ي حذف الفاعل من الجملة لغرض لفظي أو معنوي )3( وحينئذ البد من واألصل يف النائب المفعول به-كما استشهد ابن معط-وقد وقع بين النحويين فيما ينوب إذا و ج د بعد حذف الفاعل المفعول وغير ه فالبصريون إال األخفش ال يجيزون إنابة غير المفعول مع وجوده والكوفيون يجيزونه. وابن معط مع الفريق األول إذ يقول يف األلفية: ل ف ق د مفعول به صريح تقام هذه مع الرتجيح فاألسبق المجرور والمصادر ثم الزمان والمكان آخر واألخفش )1( سورة هود: من اآلية 22 وتمامها: چي ا ي ا ي ە ي ە ي و ي و ي ۇ ي ۇ ي ۆ ي ۆ ي ۈ ي ۈ ي ېي ې ي ې ي ى ي ى ي ىچ. )2( الدرة األلفية ص 22 )البيت رقم 307(. )3( ينظر ذلك مفصال يف: شرح الجمل /1 )2( يراجع: شرح شذور الذهب يف معرفة كالم العرب: المؤلف: البن هشام )المتوىف: 761 ه(- المحقق: عبد الغني الدقر-الناشر: الشركة المتحدة للتوزيع سوريا ص 207 وشرح ابن عقيل 123/2 وشرح األشموين على األلفية 221/1.

33 ( د. علي جنار حممد حسن 937 وقال يف الفصول:»واالسم الذي ي قام مقام الفاعل إما أن يكون مفعوال به وهو األصل ومع وجوده ال ي قام غيره مقامه...«)1(. والشاهد القرآين الذي استشهد به يؤصل هذا المذهب عنده إذ وقع المفعول به نائبا عن الفاعل -وإن لم يكن معه غيره- إال أنه صرح بمذهبه يف البيتين اللذين ذكرهتما من درته وكذلك يف فصوله الخمسين. وقد وجدت االستشهاد هبذا الشاهد قليال يف كتب النحو التي بين يدي فلم أجده إال عند ابن هشام من القدماء إذ يقول:»فينوب عنه يف رفعه وعمديته ووجوب التأخير عن فعله واستحقاق لالتصال به وتأنيث الفعل لتأنيثه-واحد من أربعة) 2 األول: المفعول به نحو: چي ۇ ي ۇ ي ۆ ي ۆچ... وال ينوب غير ا م ى ق و المفعول به مع وجوده وأجازه الكوفيون مطلقا ل قراءة أبي جعفر: ل ج ز : س بون ك ب م ا كنوا ي )3( واألخفش بشرط تقدم النائب كقوله )4( ما دام معنيا بذكر قلب ه... وقوله: لم ي ع ن بالعلياء إال سيدا) 5 (. )6(»... )1( الفصول الخمسون ص 177. )2( هي: المفعول به والجار والمجرور والظرف المتصرف المختص والمصدر المختص ينظر: أوضح المسالك /2. )3( سورة الجاثية: من اآلية 12 وتنظر القراءة يف: النشر يف القراءات العشر 372/2. )2( هذا عجز بيت من الرجز وصدره: وإنما ي رضي الم نيب رب ه... وقائله غير معروف ينظر: تخليص الشواهد وتلخيص الفوائد البن هشام ص 297. )5( هذا صدر بيت من الرجز وعجزه: وال شف ى ذا الغي إال ذو الهدى... وهو لرؤبة بن العجاج يف ملحق ديوانه ص 173. )6( يراجع: أوضح المسالك /2.

34 الشواهد القر نية ألفية ابن معط:»دراسة حنوية حتليلية«936 وقد ذكر النحاة الشاهد كثيرا يف قضية اإلشمام عند بناء الفعل لما لم ي س م فاعله وهي قضية لغوية صرفية ال تناسب بحثنا الذي ندرسه. وامتدادا للسير مع ابن معط يف أبياته يجدر بنا يف هذه المسألة دراسة: هل يجوز نيابة غير المفعول مع وجوده قد مت أن البصريين يمنعون ذلك ويجيزه الكوفيون واألخفش. والم راجع لكتب النحو يجد اجتهادا متكل فا لدى البصريين ومن تبعهم إلثبات مذهبهم بدء ا من سيبويه )1( ومرورا بالمربد )2( وابن السراج )3( والوراق )4( وابن جني )5( والمجاشعي )6( واألنباري )7( وابن يعيش )8( والرضي )9( وغيرهم. بل أحيانا نجد لهجة شديدة يف إنكار األمر ويكفي هنا أن نذكر كالم ابن جني يف إنابة غير المفعول مع وجوده إذ يقول:»هذا من أقبح الضرورة ومثله ال يعتد به بل ال يثبت إال محتق را شاذا«)10(. ويعلل العكربي لذلك قائال: «و إ ذا ك ان ف ي ال ك ال م مفعول ب ه ص حيح ج عل القائ م م قام ال ف اع ل دون الظ ر ف وحرف الجر ألربعة أوجه: )1( الكتاب.22/1 )2( المقتضب.52 51/2 )3( األصول.79/1 )2( علل النحو ص 280. )5( الخصائص.398/1 )6( شرح عيون اإلعراب ص 78. )7( أسرار العربية ص 95. )8( شرح المفصل.76 75/7 )9( شرح الكافية -193/1.195 )10( الخصائص.398/1

35 د. علي جنار حممد حسن 934 ال ف الظ ر ف. ل ب خ أحد ها : أن ال ف ع ل يصل إ ل ي ه ب ن فس ه ك م ا يصل إ ل ى ال ف اع ل يوج د ال ف ع ل و ال م ف ع ول ب ه و الث ان ي : أن ال م ف ع ول ب ه شريك ا ل ف اع ل ألن ال ف اع يحفظه من حيث كان محال له. ي الل ف ظ ك ق و ل ك م ات زيد. ال ف و الث ال ث : أن ال م ف ع ول ف ي ال م ع نى قد جعل ف اع ال ف الظ ر ف. وطلعت الش م س. وهما ف ي ال م ع نى مفعول هبما ب خ و الر اب ع: أن من األ ف ع ال م ا لم ي سم ف اعله ب ح ال ن ح و ع نيت بحاجتك. وبابه و لم يسند إال إ ل ى مفعول ب ه ص حيح فدل على أن ه أشبه بالفاعل. و ق ال الكوفي ون: يجوز إ ق ام ة الظ ر ف مق ام ال ف اع ل و إ ن ك ان م ع ه مفعول يف لما ذكر نا«)1(. ص ح يح أل ن ه يصير م ف ع وال ب ه على السع ة و ه ذ ا ض ع والحق أن علل العكربي كانت مقنعة للغاية لوال كثرة السماع الوارد يف المسألة معز ز ا رأي الكوفيين واألخفش وقد ذكرت سابقا قراءة أبي جعفر وبيتين من الشعر ويف كتب النحو أبيات أخرى )2( ولكني أريد هنا أال أنسى حديثي عن الشاهد القرآين لذلك أذكر قراءتين أخريين فيه: ا يلقاه منشورا )3(. القيامة كتاب األولى: قوله-تعالى-: ويخ ر ج هل يوم الثانية: لوال نز ل عليه القرآن ) 4 ( بنصب )القرآن(. ومن المعلوم أن القراءة مقدمة على قواعد النحو وخالف ذلك وه م وقع )1( ينظر: التبيين ص 268 واللباب 195/1. )2( يراجع: شرح التسهيل 128/2 وهمع الهوامع 585/1 وما بعدهما وغيرهما من كتب النحو. )3( سورة اإلسراء: من اآلية 13 والقراء ة عشرية ألبي جعفر ينظر: النشر 306/2. )2( سورة الفرقان: من اآلية 32 والقراءة شاذة ذكرها الرضي يف: شرح الكافية 192/1. وقد بحثت عنها يف كتب القراءات والتفسير المطبوعة فلم أعثر عليها.

36 الشواهد القر نية ألفية ابن معط:»دراسة حنوية حتليلية«933 فيه كثير من الناس إذ»يظن بعضهم أن القراءة يجب أن تكون موافقة لقواعد النحو فإذا لم تكن كذلك وجب ردها أو وصفها بالضعف. وقد وقع يف هذا الوهم كثير من النحويين الكبار أمثال: الزجاج وأبي علي الفارسي والزمخشري... والصحيح أن القراءة مقد مة على النحو وسابق ة له ويجب أن تكون قواعد النحو خادمة للقراءة وعلى وفقها وليس العكس«)1(. وهذا الذي جعل عل ما نحوي ا كابن مالك يختار خالف ما ذهب إليه البصريون يف المسألة إذ يقول:»وأجاز األخفش والكوفيون نيابة غير المفعول به مع وجوده وبقولهم أقول إذ ال مانع من ذلك مع أنه واردعن العرب...«)2(. فيه خمس مسائل: المبحث السابع الشواهد القرآنية الواردة يف باب الضمري املسرلة األوىل: ضمري الشرن الشاهد قوله-عز وجل- قال) 4 ( ابن معط : ومنه ما تفسير ه بجمله موقع ه يف االبتدا وإن ا ٱ ٻ ٻ ٻچ )3(. وهو ضمير الشأن حل قبله وباب كان مع باب ظن ا )1( ينظر: التوجيهات واآلثار النحوية والصرفية للقراءات الثالثة بعد السبعة د/علي فاخر.23/1 )2( شرح التسهيل 128/2. )3( سورة اإلخالص: من اآلية 1. )2( الدرة األلفية ص 22 )األبيات (.

37 د. علي جنار حممد حسن 931 كقوله-جل -:»هو اهلل أحد«... تعددت أنواع الضمائر ومعانيها يف لغتنا العربية والضمير البد له من مرجع يفسره ومن هذه الضمائر ما يسميه البصريون ضمير الشأن أو الحديث أو القصة ويسميه الكوفيون المجهول كانت أو فعلية. وهذا الضمير يحتاج إلى جملة بعده تفسره اسمية وقد استشهد ابن معط على تفسيره بجملة اسمية بالشاهد القرآين الكريم الذي صدرت به المسألة إذ إن ضمير الشأن هنا هو چٻچ والجملة االسمية المفسرة چٻ ٻچ. والشاهد مذكور لدى النحويين قبل ابن معط وبعده يقول الزمخشري :»ويقدمون قبل الجملة ضميرا يسمى ضمير الشأن والقصة وهو المجهول عند الكوفيين وذلك نحو قولك: هو زيد منطلق أي: الشأن والحديث زيد منطلق ومنه قوله-عز وجل- ٱ ٻ ٻ ٻچ ويتصل بارزا يف قولك: ظننته زي د قائم وحسبته قام أخوك وأنه أ م ة اهلل ذاهبة وأنه يأتنا نأته ويف التنزيل: چڇ ڇ ڍ ڍ ڌچ )1( ومستكن ا يف قولهم: ليس خلق اهلل مثل ه. وكان زيد ذاهب. وكان أنت خير منه. و كد تزيغ قلوب فريق م نه م )2(. مؤنث نحو قوله-تعالى- ے ے ے ڭ ڭ ڭچ )3(» )1(. ويجيء مؤنث ا إذا كان يف الكالم ي ۆ ي ۆ ي ۈ ي ۈچ. وقوله-تعالى- ھ ھ ے )1( سورة الجن: من اآلية 19. )2( سورة التوبة: من اآلية 117 قال ابن مجاهد:»ق ر أ ح م ز ة و ح ف ص ع ن ع اص م: ( ك د يز يغ( ب ال ي اء. و ق ر أ أ ب وبكر ىف ر و اي ته ع ن ع اص م و ال ب اق ون : )تز يغ ) ب الت اء«. السبعة يف القراءات ص.319 )3( سورة الشعراء: من اآلية 197 قال ابن مجاهد:»كلهم ق ر أ : م ) ه )أ و لم يكن ل =

38 الشواهد القر نية ألفية ابن معط:»دراسة حنوية حتليلية«932 وهذا النص من الزمخشري حصر ضمير الشأن يف جميع أشكاله وألوانه فهو يأيت بارزا منفصال ومتصال ويأيت مسترتا ويف كل ذلك يأيت مذكرا ومؤنثا. وذكر ابن هشام) 2 ( الشاهد يف المواضع التي يجوز أن يعود فيها الضمير على يه ا على م ا ت أ خ ر لفظا ورتبة ير ف متأخر لفظا ورتبة يقول: «ال م و اض ع ال ت ي يعود الض م و ه ي س ب ع ة )3( :... = الر اب ع: ضمير الش أ ن والقصة ن ح و: چٱ ٻ ٻ ٻچ و ن ح و: چک گ گ گ گ ڳچ. والكويف ي س م يه ضمير ال م ج ه ول«. ومما يجدر ذكره هنا أن لضمير الشأن أحكاما يخالف هبا القياس وتميزه من غيره من الضمائر وهذه األحكام خمسة:»أ حده ا: عوده على م ا بعده ل ز وما إ ذ ال يجوز للجملة المفسرة ل ه أ ن تتقدم. ن ه ا ع ل ي ه يء م ه ي و ال ش و الث ان ي: أ ن مفس ره ال يكون إ ال جمل ة و ال ي ش ار كه ف ي ه ذ ا ضمير. و أ ج از ال ك وف ي ون واألخفش ت ف سيره بمفرد ل ه م ر ف وع ن ح و: ك ان ق ائ ما زيد. وظننته ق ائ ما ع م رو. وهذا إ ن سمع خرج على أ ن ال م ر ف وع م ب ت دأ و اسم )ك ان ) و ضمير )ظننته( إ ل ي ه از ي ة الت ق ديم و يجوز ك ون ال م ر ف وع بعد )ك ان ) اس ما ل ه ا. و أ ج راجعان أل ن ه ف ي ن ل أ و يا لل ف اع ع ل م ب ن ال ك وف ي ون : إ ن ه ق ام. و إن ه ضرب. على حذف ال م ر ف وع و الت ف س ير ب ال ف لل م ف ع ول و ف يه فسادان: الت ف سير بالمفرد و حذف م ر ف وع ال ف ع ل. ن ه. و الث ال ث : أ نه ال يتبع بتابع ف ال ي ؤ كد و ال يع طف ع ل ي ه و ال ي بدل م د اء أ و أحد نواسخه. و الر اب ع : أ نه ال يع مل ف يه إ ال االب ت هم ) ب الت اء /آية/رفعا«. السبعة ص 273 ب ال ي اء /آية/نصبا غير اب ن ع امر ف إ ن ه ق ر أ : )أ و لم تكن ل )1( ينظر: المفصل ص 173. )2( ينظر: مغني اللبيب ص 636. )3( تنظر بقية المواضع مفصلة يف: المرجع السابق نفسه.

39 ( د. علي جنار حممد حسن 931 و ال خ ام س: أ نه مالزم لإلفراد ف ال يثنى و ال يجمع و إ ن فسر بحديثين أ و أ ح اد يث و إ ذا تقرر ه ذ ا علم أ نه ال ي ن ب غ ي ال حمل ع ل ي ه إ ذا أمكن غ يره» )1(. هذا ويف الشاهد وجهة إعرابية أخرى) 2 هي أال يكون الضمير ضمير شأن ولكنه ضمير المسؤول عنه أي: كأ ن سائال سأل: من هو اهلل فكانت اإلجابة: هو اهلل أحد. وعلى ذلك يكون )هو( خربه ) و) هللا مبتدأ و)أحد( فالخرب هنا مفرد وليس جملة كما هو الحال مع ضمير الشأن. املسرلة الثانية: العامل چں ں ڻچ )4(. قال) 5 ( ابن معط :... وذاك يف عطف عوامل على كم ث ل زارين وزرت عمرا ل األخيرا فسيبويه ي عم يف أسبق الفعلين وه و أولى )1( ينظر: مغني اللبيب ص 635 وما بعدها. ضمري املعموو امل تناز ع فيه خربا ثانيا أو بدال الشاهد قوله -تعالى- جم حج حم خجچ )3(. وقوله -سبحانه- ومنه ما ف س ر باسم انفرد عوامل ت ناز ع اسم ا انجل ى ومنه:»آتوين أ ف ر غ عليه ق ط را«يف ظاهر ويجعل الضميرا وع ك س الكويف هذا القوال )2( تراجع: حاشية )2( أوضح المسالك 198/1 بتحقيق/يوسف البقاعي. )3( سورة الكهف: من اآلية 96. )2( سورة الحاقة: من اآلية 19 وتمامها: چڳ ڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ں ں ڻچ. )5( الدرة األلفية ص 22 )األبيات (.

40 الشواهد القر نية ألفية ابن معط:»دراسة حنوية حتليلية«938 يشهد»هاؤ م اقرء وا كتابيه «لسيبويه واللغات العاليه من الضمائر التي ت ف س ر باسم بعدها ضمير المعمول المتناز ع فيه وضابط التنازع: أ ن يت ق د م عامالن أ و أ كثر ويتأخر م ع م ول أ و أ كثر و يكون كل من ال م ت ق د م ط البا لذلك ال م ت أ خ ر )1(. وقد»اتفق النحويون على أن العاملين أو العوامل إذا توج هت إلى اسم واحد فالعوامل أو العامالن ال يعمالن معا يف ذلك بل يعمل أحدهما يف مضمره واآلخر يف ظاهره -ما خال الفراء فإنه تارة ي جيز أن يتوجه العامالن إلى الظاهر الواحد إذا اتفقا يف العمل نحو: قام وقعد زي د. في ر ف ع )زيد( هبما وتارة يربز الضمير بعد المظهر فيقول: قام وقعد زيد هو. ف)هو( فاعل الفعل األول وذكر بعد )زيد( ال قبله لتقدم ما يعود إليه لفظا«)2(. وهذا التوجه من العاملين أو العوامل إلى االسم يكون: إما يف جهة الفاعلية نحو: قام وقعد زي د. أو المفعولية نحو: ضربت وأهن ت زيدا. عمرا. أو األول منهما بجهة الفاعلية والثاين بجهة المفعولية نحو: زارين وزر ت أو األول بجهة المفعولية والثاين بجهة الفاعلية نحو: ضربت وقام زيد. وهناك خالف) 3 ( بين البصريين والكوفيين يف العامل: هل هو األول أو الثاين اختار الكوفيون األول لسبقه والبصريون األخير لقربه )4(. )1( ينظر: قطر الندى ص 198. )2( ينظر: الصفوة الصفية يف شرح الدرة األلفية 601/1 بتصرف. )3( فص ل األنباري القول يف هذه المسألة يف: اإلنصاف يف مسائل الخالف: ألبي الربكت األنباري )المتوىف: 577 ه(-الناشر: المكتبة العصرية-الطبعة: األولى 1222 ه م المسألة )13( 73/1 وما بعدها. )2( ينظر: أوضح المسالك 172/2.

41 د. علي جنار حممد حسن 939 ف چجمچ وقد ذكر ابن معط شاهدين قرآني ين جليلين يف هذه المسألة البصريين أما األول فهو قوله-عز وجل- جم حج حم خجچ. لتأييد رأي فعل وفاعل ومفعول يح ت اج إ ل ى مفعول ث ان وچحجچ فعل وفاعل يح ت اج إ ل ى مفعول و ت أ خر ع ن ه م ا چخجچ وكل م ن ه م ا ط الب ل ه. وأما الشاهد الثاين فقوله -تعالى- ں ں ڻچ ففي اآلية الكريمة اسم الفعل»هاؤم: خذوا«والفعل»اقرؤوا«يطلبان»كتاب ي ه«مفعوال به. فالعمل يف الشاهدين الكريمين للثاين ولو كان العمل لألول ألضمر يف الثاين وقال:»أف ر غ ه«. وقال:»اقرؤوه«. والشاهدان مذكوران يف كتب النحو قبل ابن معط وبعده )1(. املسرلة الثالثة: ع و د الضمري عل مصدر حمذو الشاهد قوله-سبحانه- معط : قال) 3 ( ابن أم ا سياق القول فه و مثل ی ي ج ي حي مچ )2(.»ب ل ه و ش ر» والمراد البخل يف لغة القرآن الشريفة يجوز أن يعود ضمير على مصدر ليس مذكورا يف )1( ينظر: الم ف ص ل للزمخشري ص 39 اللباب يف علل البناء واإلعراب: ألبي البقاء العكربي )المتوىف: 616 ه(-المحقق: د. عبد اإلله النبهان-الناشر: دار الفكر دمشق-الطبعة: األولى 1216 ه 1995 م 152/1 أوضح المسالك 172/2 شرح األشموين لأللفية 252/1 النحو الم ص ف ى ص 701 الرابط وأثره يف الرتاكيب يف العربية ص 168 وما بعدها. )2( سورة آل عمران: من اآلية 180 وتمامها: چي ۆ ي ۆ ي ۈ ي ۈ ي ې ي ې ي ې ي ى ي ى ي ى ی یی ی ي ج ي ح ي مي ى ي ي بج بح بخ بم بىبي تج تح تخ تمتى تي ثج ثم ثىچ. )3( الدرة األلفية ص 22 )البيت 326(.

42 الشواهد القر نية ألفية ابن معط:»دراسة حنوية حتليلية«911 الكالم وإنما يفهم من السياق بداللة فعله عليه وقد استشهد ابن معط يف ألفيته على ذلك بشاهد قرآين كريم هو قوله-عز وجل- ي ۆ ي ۆ ي ۈ ي ۈ ي ې ي ې ي ې ي ى ي ى ي ى ی یی ی ي ج ي ح ي مي ى ي ي بج بح بخ بم بىچ. فچي جچ مبتد أ وچي حچ خربه وهذا المبتدأ چي جچ يعود على ما دل عليه چي ۈچ وهو المصدر غير المصر ح به:»الب خ ل«)1(. وإذا كان ابن معط قد استشهد هبذا الجزء من اآلية الكريمة فإن من يطالع كتب النحويين قبله يجدهم يستشهدون بالجزء األول منها وهو چي ى یچ إذ إن الضمير يعود على»قوله-عز وجل- )البخل( الذي دل عليه چي ۈچ يقول سيبويه : ي ۆ ي ۆ ي ۈ ي ۈ ي ې ي ې ي ې ي ى ي ى ي ى ی یچ كأنه قال: وال يحسبن الذين يبخلون الب خل هو خيرا لهم. ولم يذكر البخل اجتزا ء بعلم المخاط ب بأنه البخل لذكره چي ۈچ«)2(. وقد كان استشهاد ابن معط بقوله-سبحانه- ی ي ج ي حچ موف ق ا ألنه ال خالف بين أهل العلم من المعربين والمفسرين على أن چي جچ مبتدأ وچي حچ خربه فالضمير هنا عمدة يف الجملة وال ب د له من مرجع وأما چي جچ األولى فالمعربون على أنه فص ل وضمير الفصل يكون زائدا يف اإلعراب وال ي عو ل عليه يف المرجع قال النحاس: فأم ا چي ۆ ي ۆ ي ۈ ي ۈچ على قراءة نافع فچي ۈچ يف موضع رفع والمفعول األول محذوف. قال الخليل وسيبويه والكسائي والفراء: والمعنى: البخل هو خي را لهم وچي جچ زائدة عماد عند الكوفيين وفاصلة عند )1( الصفوة الصفية 606/1 بتصرف. )2( الكتاب 391/2 وينظر: المقتضب: ألبي العباس المربد )المتوىف: 285 ه(- حت : محمد عبد الخالق عضيمة-الناشر: عالم الكتب. بيروت 136/2 واألصول 176/2-79/1 واإلنصاف 113/1.