رقم اإليداع يف دار الكتب والوثائق العراقية 1344 لسنة 2016 م يصذر انفهرسح:. IQ-KaPLI ara IQ-KaPLI rda رقى تص ف.BP223.5.A2 M :LC ان ؤنف انشخص : ان

النسخ

1

2 رقم اإليداع يف دار الكتب والوثائق العراقية 1344 لسنة 2016 م يصذر انفهرسح:. IQ-KaPLI ara IQ-KaPLI rda رقى تص ف.BP223.5.A2 M :LC ان ؤنف انشخص : انخفاج دمحم ح زج عثاس انع ىا : ان زنح انخص صح نعه )عه ه انسالو( ي رسىل هللا )صهى هللا عه ه وآنه( ت ا اخ ان سؤون ح: تأن ف دمحم ح زج انخفاج تقذ ى انس ذ ث م قذوري انحس ت ا اخ انطثعح: انطثعح األونى. ت ا اخ ان شر: كرتالء: انعتثح انحس ح ان قذسح يؤسسح عهىو هج انثالغح ه = 2017 و. انىصف ان ادي: 208 صفحح سهسهح ان شر: سهسهح انكتة انعه ح وحذج انعهىو انعقذ ح - يؤسسح عهىو هج انثالغح. تثصرج عايح: تثصرج تث هىغراف ح: انكتاب تض هىايش ألئ ح ان صادر )انصفحاخ ( تثصرج يحتى اخ: يىضىع شخص : دمحم )صهى هللا عه ه وآنه( ث اإلسالو 53 قثم انهجرج 11 هجر ا س رج. يىضىع شخص : عه ت أت طانة )عه ه انسالو( اإلياو األول 23 قثم انهجرج 40 هجر ا س رج. يىضىع شخص : عه ت أت طانة )عه ه انسالو( اإلياو األول 23 قثم انهجرج 40 هجر ا فضائم. يىضىع شخص : عه ت أت طانة )عه ه انسالو( اإلياو األول 23 قثم انهجرج 40 هجر ا خصائص. يىضىع شخص : عه ت أت طانة )عه ه انسالو( اإلياو األول 23 قثم انهجرج 40 هجر ا ف انقرآ. يىضىع شخص : عه ت أت طانة )عه ه انسالو( اإلياو األول 23 قثم انهجرج 40 هجر ا إثثاخ خالفح. يصطهح يىضىع : حذ ث ان زنح. يصطهح يىضىع : اإليايح. يؤنف إضاف : انحس ث م قذوري يقذو. متت الفهرسة قبل النشر يف مكتبة العتبة احلسينية املقدسة

3 سلسلة الكتب العلمية (9)

4 جميع احلقوق حمفوظة للعتبة احل سينية املقد سة الطبعة الأوىل 1438 ه 2017 م العراق: كربالء املقد سة - شارع ال سدرة - جماور مقام علي الكرب)عليه ال سالم( م ؤو س سة علوم نهج البالغة هاتف: املوقع اللكرتوين : المييل: Info@Inahj.org تنويه: إان الأفكار والآراء املذكورة يف هذا الكتاب تعرب عن وجهة نظر كاتبها ول تعرب بال ضرورة عن وجهة نظرالعتبة احل سينية املقد سة

5 ب سم اهلل الرحمن الرحيم مقدمة املوؤ س سة احلمد هلل عى ما أنعم وله الشكر با أهلم والثناء با قدم من عموم نعم ابتدأها وسبوغ آالء أسداها ومتام منن واالها والصاة والسام عى خر اخللق أمجعن حممد وآله الطاهرين. أما بعد: فلم يزل كام أمر املؤمنن )عليه السام( منها للعلوم من حيث التأسيس والتبين ومل يقتر األمر عى علوم اللغة العربية أو العلوم اإلنسانية بل وغرها من العلوم التي تسر هبا منظومة احلياة وإن تعددت املعطيات الفكرية إال أن التأصيل مثلا جيري يف القرآن الكريم الذي ما فرط اهلل فيه من يشء كا جاء يف قوله تعاىل: ))) كذا نجد جيري جمراه يف قوله تعاىل: و ك ل ش ء ن ش ء م ا ف ر ط ن ا ف ال ك ت اب م أح ص ي ن اه ف إ م ام م ب ن ))) غاية ما يف األمر أن أهل االختصاصات يف العلوم كافة حينا يوفقون للنظر يف نصوص الثقلن جيدون ما ختصصوا فيه حارضا وشاهدا فيها أي يف القرآن الكريم وحديث العرة النبوية )عليهم السام( فيسارعون وقد أخذهم الشوق إلرشاد العقول اىل تلك السنن والقوانن والقواعد واملفاهيم والدالالت يف القرآن الكريم والعرة النبوية. من هنا ارتأت مؤسسة علوم هنج الباغة أن تتناول تلك الدراسات العلمية املختصة بعلوم هنج الباغة وبسرة أمر املؤمنن اإلمام عي بن أيب طالب )عليه - 1 األنعام:.38-2 يس:.12 5

6 املنزلة اخل صي صة لعلي ) ( من ر سول اهلل ) ( السام( وفكره ضمن سلسلة علمية وفكرية موسومة ب)سلسلة الكتب العلمية( والتي يتم عربها طباعة هذه الكتب واصدارها ونرشها يف داخل العراق وخارجه بغية إيصال هذه العلوم إىل الباحثن والدارسن وإعانتهم عى تبن هذا العطاء الفكري واالنتهال من علوم أمر املؤمنن عي )عليه السام( والسر عى هديه وتقديم رؤى علمية جديدة تسهم يف إثراء املعرفة وحقوهلا املتعددة. وما هذه الدراسة التي بن أيدينا إال واحدة من تلك الدراسات التي وفق صاحبها للغوص يف بحر علم أمر املؤمنن عي بن أيب طالب )عليه السام( فقد أذن له بالدخول إىل مدينة علم النبوة والتزو د منها بغية بيان أثر تلك املرويات العلوية يف ميدان علم املناقبية التي تربع عى عرشه اإلمام أمر املؤمنن )عليه السام( فكان زينا هلذا العلم وذلك أن املناقب به تتزين وإليه )عليه السام( تتسارع. وهذه الدراسة وإن كانت قد شغلت حقا معرفيا خاصا يف الفكر اإلسامي إال أهنا يف نفس الوقت هتدف إىل بيان جانبا مها من حياة سيد البرش )صى اهلل عليه وآله( وما قدمه حلفظ اإلسام واملسلمن حينا بذل جهدا خاصا يف إرشادهم إىل من يلوذون به من بعده فعنى به غاية العناية وقربه يف نفسه وشائله أخص التقريب حتى كان مثال صورة النبي )صى اهلل عليه وآله( وعنوان هديه وسنته التي من حاد عنها أي حاد عن عي )عليه السام( كان أبعد الناس من النبي )صى اهلل عليه وآله( يوم القيامة وكيف ال يكون كذلك وقد اخذ الوجهة الضالة واستمسك بالعروة الواهنة خملفا وراء ظهره العروة الوثقى الذي من استمسك هبا نجى ومن أخذ هبا اخذ بالدين الذي ارتضاه اهلل لعباده الصاحلن. فجزى اهلل الباحث فقد بذل جهده وعى اهلل أجره. السيد نبيل احلسين الكربالئي رئيس مؤسسة علوم نهج البالغة 6

7 املقدمة: يه م ب ال ود ي د ه ن ح م د ه يف مج يف اخل ل ق ف ض ل ه وال ب اس ط ف )احل م د هلل الن اش يع ه ون ش ه د أ ن ال إ ل ه غ ر ه وأ ن حم م دا ع ب د ه أ م ور ه - ون س ت ع ين ه ع ى ر ع اي ة ح ق وق ور س ول ه أ ر س ل ه ب أ م ر ه ص اد عا وب ذ ك ر ه ن اط قا ف أ د ى أ م ينا وم ى ر ش يدا وخ ل ف ف ين ا ر اي ة احل ق م ن ت ق د م ه ا م ر ق وم ن خت ل ف ع ن ه ا ز ه ق وم ن ل ز م ه ا حل ق ) أما بعد: ال ختفى منزلة أمر املؤمنن اخلصيصة من رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله( التي ظهرت جتلياهتا يف مواقفه القولية والفعلية فمن القولية ما نجده يف أحاديثه الرشيفة ومنها حديث املنزلة وحديث الكساء وغرها من األحاديث االخرى وأما ما جتى يف أفعال النبي )صى اهلل عليه وآله( يف بيان منزلته عرب ما جرى يف حادثة املباهلة حيث قرنه بنفسه. وظهر التازم بينها عندما تركه يف فراشه إذ يبن هذا املبيت بأنه اخللف له يف كل مكان خيلو فيه وصوال اىل املؤاخاة. وقد بن اإلمام عي )عليه السام( هذه املنزلة يف مواقف كثرة ومنها خطبته التي هي موضوع هذا الكتاب التي بن فيها قربه املادي واملعنوي عا سواه التي ارتأينا أن نجعلها فاحتة هذا الكتاب: 7

8 املنزلة اخل صي صة لعلي ) ( من ر سول اهلل ) ( قال اأمري املوؤمنني )عليه ال سالم(: )وق د ع ل م ت م م و ض ع ي م ن ر س ول اهلل )صى اهلل عليه وآله( ب ال ق ر اب ة ال ق ر يب ة واملن ز ل ة اخل ص يص ة و ض ع ن ي يف ح ج ر ه وأ ن ا و ل د ي ض م ن ي إ ىل ص د ر ه وي ك ن ف ن ي يف يه وم ا و ج د م ن ي ع ر ف ه وك ان ي م ض غ الي ء ث م ي ل ق ي ج س د ه وي ش م ن ف ر اشه وي م س ن ل ك ذ ب ة يف ق و ل وال خ ط ل ة يف ف ع ل ول ق د ق ر ن اهلل ب ه )صى اهلل عليه وآله( م ن ل د ن أ ن ك ان ف ط يا أ ع ظ م م ل ك م ن م ل ئ ك ت ه ي س ل ك ب ه ط ر يق املكار م وحم اس ن أ خ ا ق ال ع امل ل ي ل ه وهن ار ه ول ق د ك ن ت أ ت ب ع ه ات ب اع ال ف ص يل أ ث ر أ م ه ي ر ف ع ل يف ك ل ي و م د اء ب ه ول ق د ك ان جي او ر يف ك ل س ن ة ب ح ر اء ف أ ر اه ه ع ل ا وي أ م ر ن ب االق ت م ن أ خ ل ق جي م ع ب ي ت و اح د ي و م ئ ذ يف اإل س ا م غ ر ر س ول اهلل )صى ي ومل وال ي ر اه غ ر ث ه ا أ ر ى ن ور ال و ح ي والر س ال ة وأ ش م ر يح الن ب و ة اهلل عليه وآله( وخ د جي ة وأ ن ا ث ال ول ق د س م ع ت ر ن ة الش ي ط ان ح ن ن ز ل ال و ح ي ع ل ي ه )صى اهلل عليه وآله( ف ق ل ت ه إ ن ك ت س م ع ب اد ت ي ا ر س ول اهلل م ا ه ذ ه الر ن ة ف ق ال ه ذ ا الش ي ط ان ق د أ ي س م ن ع م ا أ س م ع وت ر ى م ا أ ر ى إ ال أ ن ك ل س ت ب ن ب ي ول ك ن ك ل و ز ير وإ ن ك ل ع ى خ ر ول ق د ك ن ت م ع ه )صى اهلل عليه وآله( مل ا أ ت اه امل أ م ن ق ر ي ش ف ق ال وا ل ه ي ا حم م د ه آب اؤ ك وال أ ح د م ن ب ي ت ك ون ح ن ن س أ ل ك أ م را إ ن ي د ع إ ن ك ق د اد ع ي ت ع ظ يا مل ت ف ع ل ع ل م ن ا أ ن ك س اح ر أ ن ت أ ج ب ت ن ا إ ل ي ه وأ ر ي ت ن اه ع ل م ن ا أ ن ك ن ب ي ور س ول وإ ن مل ك ذ اب ف ق ال )صى اهلل عليه وآله( وم ا ت س أ ل ون ق ال وا ت د ع و ل ن ا ه ذ ه الش ج ر ة ح ت ى ه ا وت ق ف ب ن ي د ي ك ف ق ال )صى اهلل عليه وآله( )إ ن اهلل ع ى ك ل يش ء ت ن ق ل ع ب ع ر وق ك أ ت ؤ من ون وت ش ه د ون ب احل ق ق ال وا ن ع م ق ال ف إ ن ق د ير ( ف إ ن ف ع ل اهلل ل ك م ذ ل وإ ن ف يك م م ن ي ط ر ح يف س أ ر يك م م ا ت ط ل ب ون وإ ن أل ع ل م أ ن ك م ال ت ف يئ ون إ ىل خ ر ال ق ل يب وم ن ي ز ب األ ح ز اب ث م ق ال )صى اهلل عليه وآله( ي ا أ ي ت ه ا الش ج ر ة إ ن ي ب ع ر وق ك ح ت ى ن ب اهلل وال ي و م اآلخ ر وت ع ل م ن أ ن ر س ول اهلل ف ان ق ل ع ك ن ت ت ؤ من 8

9 ه ا وج اء ت وهل ا د و ي ت ق في ب ن ي د ي ب إ ذ ن اهلل ف و ال ذي ب ع ث ه ب احل ق ال ن ق ل ع ت ب ع ر وق ح ت ى و ق ف ت ب ن ي د ي ر س ول اهلل )صى اهلل ح ة الط ر ش د يد وق ص ف ك ق ص ف أ ج ن عليه وآله( م ر ف ر ف ة وأ ل ق ت ب غ ص ن ه ا األ ع ى ع ى ر س ول اهلل )صى اهلل عليه وآله( ه )صى اهلل عليه وآله( ف ل ا ن ظ ر وب ب ع ض أ غ ص اهن ا ع ى م ن ك ب ي وك ن ت ع ن ي مين ص ف ه ا ف أ م ر ه ا ص ف ه ا وي ب ق ى ن ك ن ك ب ارا ف م ر ه ا ف ل ي أ ت ال ق و م إ ىل ذ ل ك ق ال وا ع ل و ا واس ت ص ف ه ا ك أ ع ج ب إ ق ب ال وأ ش د ه د و ي ا ف ك اد ت ت ل ت ف ب ر س ول اهلل ب ذ ل ك ف أ ق ب ل إ ل ي ه ن )صى اهلل عليه وآله( ف ق ال وا ك ف را وع ت و ا ف م ر ه ذ ا الن ص ف ف ل ي ج ع إ ىل ن ص فه ك ا ك ان ف أ م ر ه )صى اهلل عليه وآله( ف ر ج ع ف ق ل ت أ ن ا ال إ ل ه إ ال اهلل إ ن أ و ل م ؤ م ن ب ك ي ا ر س ول اهلل وأ و ل م ن أ ق ر ب أ ن الش ج ر ة ف ع ل ت م ا ف ع ل ت ب أ م ر اهلل ت ع اىل ت ص د يقا ب ن ب و ت ك وإ ج ا ال ل ك ل م ت ك ف ق ال ال ق و م ك ل ه م ب ل )ساح ر ك ذ اب ) ع ج يب الس ح ر ي وإ ن مل ن ق و م ال ت أ خ ذ ه م يه وه ل ي ص د ق ك يف أ م ر ك إ ال م ث ل ه ذ ا ي ع ن ون ن خ ف يف ف ن وك ل م ه م ك ل م األ ب ر ار ع ا ر الل ي ل وم ن ار يف اهلل ل و م ة ال ئ م سيم ه م سيم الص د يق الن ه ار م ت م س ك ون ب ح ب ل ال ق ر آن ي ي ون س ن ن اهلل وس ن ن ر س ول ه ال ي س ت ك رب ون وال ي ع ل ون وال ي غ ل ون وال ي ف س د ون ق ل وهب م يف ال ن ان وأ ج س اد ه م يف ال ع م ل ) ))). *** 1- هنج الباغة حتقيق صبحي الصالح اخلطبة القاصعة ص

10 املنزلة اخل صي صة لعلي ) ( من ر سول اهلل ) ( متهيد: إن الغاية من هذا البحث هو بيان منزلة اإلمام عي )عليه السام( اخلصيصة عند رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله( ومعنى اخلصيصة )اخلاصة( وقد أشار إليها ي م ن ر س ول ا هلل )صى اهلل عليه وآله( بقوله )عليه السام(: )و ق د ع ل م ت م م و ض ع.) ب ال ق ر اب ة ا ل ق ر يب ة و ا مل ن ز ل ة ا خل صيص ة وقد بن اإلمام )عليه السام( إن هذه القرابة القريبة واملنزلة اخلصيصة ال ختفى عى الميع فالكل يعرف قرابته القريبة من رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله(. فهذه القرابة وهذه املنزلة ختتلف عن باقي الناس فلو أتينا إىل قرب اإلمام )عليه السام( من رسول اهلل من حيث العشرة فهو من بني هاشم وابن عمه وزوج ابنته وأبو ولديه أما منزلته فهو أقرب شخص من النبي وقد بن النبي منزلة أمر املؤمنن )عليه السام( يف آية املباهلة حيث وصفه كنفسه فأي يشء أقرب إىل االنسان من النفس. فضا عن إىل هذه القرابة هنالك قرابة روحية عجيبة فهم يتشاهبون بصفات وكاالت ال توجد عند خملوق سواهم لذا قال رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله وسلم(: )يا عي ما عرف اهلل إال أنا وأنت وما عرفني إال اهلل وأنت وما عرفك إال اهلل وأنا( ))). وعنه )صى اهلل عليه وآله وسلم(: )ما عرفك يا عي حق معرفتك إال اهلل 1- روضة املتقن يف شح من ال يرضه الفقيه حممد تقي املجليس )األول( ج 5 ص

11 وأنا( ))) فثبت بذلك أن منزلته )عليه السام( اختلفت حيث مل يعرف منزلته وقدره سوى اهلل ورسوله. وقد بن اإلمام )عليه السام( من خال هذه اخلطبة رعاية النبي )صى اهلل عليه وآله( له مذ كان طفا حتى نزول الوحي بقوله: )و ض ع ن ي يف ح ج ر ه و أ ن ا و ل يد ي ض م ن ي إ ىل ص د ر ه و ي ك ن ف ن ي يف ف ر اش ه و ي م س ن ي ج س د ه و ي ش م ن ي ع ر ف ه و ك ان ع ل... و ل ق د ي م ض غ ا لي ء ث م ي ل ق م ن يه و م ا و ج د ل ك ذ ب ة يف ق و ل و ال خ ط ل ة يف ف جي م ع ب ي ت و اح د ي و م ئ ذ يف ي و مل ك ان جي او ر يف ك ل س ن ة ب ح ر اء ف أ ر اه و ال ي ر اه غ ر ا إل س ا م غ ر ر س ول ا هلل صى اهلل عليه وآله و خ د جي ة و أ ن ا ث ال ث ه ا أ ر ى ن ور ا ل و ح ي و ا لر س ال ة و أ ش م ر يح ا لن ب و ة و ل ق د س م ع ت ر ن ة ا لش ي ط ان ح ن ن ز ل ا ل و ح ي ع ل ي ه صى اهلل عليه وآله وسلم ف ق ل ت ي ا ر س ول ا هلل م ا ه ذ ه ا لر ن ة ف ق ال ه ذ ا ا لش ي ط ان ق د أ ي س م ن ع ب اد ت ه إ ن ك ت س م ع م ا أ س م ع و ت ر ى م ا أ ر ى إ ال أ ن ك ل س ت ب ن ب ي و ل ك ن ك.) ل و ز ير و إ ن ك ل ع ى خ ر فلم يظ أي شخص هبذا املنزلة وهذا القرب سوى اإلمام عي )عليه السام( ومل يظ شخص غره بتواجده جنب النبي )صى اهلل عليه وآله( طوال حياته أكثر منه فمنذ الصغر تربى بحجره وكان )صى اهلل عليه وآله( يأمره باالقتداء به كونه سيد اخللق وحبيب اهلل فنال هذه الكرامة بربية النبي له ثم جاوره بحراء وشاركه يف كل األمور وكان بقربه حتى آخر أنفاس النبي )صى اهلل عليه وآله( فمن هو أقرب من عي ومن هو أوىف من عي ومن هو أحرص منه عى دين النبي لذا اختاره اهلل ألن يكون وزير رسوله وحامل لوائه. 1- املصدر السابق ج 5 ص

12 املنزلة اخل صي صة لعلي ) ( من ر سول اهلل ) ( ميزان املنزلة: إن املنازل واملراتب ال تكون إال من عند اهلل فهو الذي يضع املنازل والدرجات لعباده يف الدنيا واآلخرة ومن أراد أن يعرف منزلته عند اهلل فعليه أن يزهنا يف نفسه ليعرف مدى منزلة اهلل يف قلبه وإىل أي حد وصلت فعن اإلمام الصادق )عليه السام(: )من أراد أن يعرف كيف منزلته عند اهلل فليعرف كيف منزلة اهلل عنده فإن اهلل ينزل العبد مثل ما ينزل العبد اهلل من نفسه( ))). عن احلسن بن الهم قال: سألت الرضا )عليه السام( فقلت له: )... جعلت فداك أشتهي أن أعلم كيف أنا عندك فقال: أنظر كيف أنا عندك( ))). فهذه األحاديث نطب قها عى موضوع املنزلة اخلصيصة فنستنتج منها إن منزلة النبي حممد )صى اهلل عليه وآله( عند عي )عليه السام( منزلة خصيصة فا يوجد بقلب عي أحب من رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله( وال أحد أقرب إليه من نفسه لذا نال االمام )عليه السام( هذه املنزلة اخلصيصة عند النبي فصار عي أحب شخص إىل النبي حممد )صى اهلل عليه وآله( وأقرهبم إليه فعن مجيع قال دخلت مع أمي عى عائشة وأنا غام فذكرت هلا عليا فقالت ما رأيت رجا أحب إىل رسول اهلل )صى اهلل عليه وسلم( منه وال امرأة أحب إىل رسول اهلل صى اهلل عليه وسلم من امرأته( ))). 1- عدة الداعي ونجاح الساعي - ابن فهد احلي ص األمال الشيخ الصدوق ص األمال الشيخ الطويس ص 249 ح 32 السنن الكربى النسائي ج 5 ص 140 خصائص أمر املؤمنن)عليه السام( النسائي ص 109 تاريخ دمشق ابن عساكر ج 42 ص

13 ويف االحتجاج روي عن جعفر بن حممد الصادق )عليها السام( عن أبيه عن آبائه عن عي )عليه السام( قال: كنت أنا ورسول اهلل )صى اهلل عليه وآله( يف املسجد بعد أن صى الفجر ثم هنض وهنضت معه وكان رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله( إذا أراد أن يتجه إىل موضع أعلمني بذلك وكان إذا أبطأ يف ذلك املوضع رصت إليه ألعرف خربه ألنه ال يتصابر قلبي عى فراقه ساعة واحدة فقال ل: أنا متجه إىل بيت عائشة فمى )صى اهلل عليه وآله( ومضيت إىل بيت فاطمة الزهراء )عليها السام( فلم أزل مع احلسن واحلسن فأنا وهي مروران هبا ثم إن هنضت ورست إىل باب عائشة فطرقت الباب فقالت: من هذا فقلت هلا: أنا عي فقالت: إن النبي راقد فانرفت ثم قلت: النبي راقد وعائشة يف الدار فرجعت وطرقت الباب فقالت ل عائشة: من هذا فقلت هلا: أنا عي فقالت: إن النبي صى اهلل عليه وآله عى حاجة فانثنيت مستحييا من دق الباب ووجدت يف صدري ما ال أستطيع عليه صربا فرجعت مرعا فدققت الباب دقا عنيفا فقالت ل عائشة: من هذا فقلت: أنا عي فسمعت رسول اهلل صى اهلل عليه وآله يقول: يا عائشة افتحي له الباب ففتحت ودخلت فقال ل: أقعد يا أبا احلسن أحدثك با أنا فيه أو حتدثني بإبطائك عني فقلت يا رسول اهلل حدثني فإن حديثك أحسن فقال: يا أبا احلسن كنت يف أمر كتمته من أمل الوع فلا دخلت بيت عائشة وأطلت القعود ليس عندها يشء تأيت به فمددت يدي وسألت اهلل القريب املجيب فهبط عي حبيبي جربئيل عليه السام ومعه هذا الطر ووضع إصبعه عى طائر بن يديه فقال: إن اهلل عز وجل أوحى إل: أن آخذ هذا الطر وهو أطيب طعام يف النة فآتيك به يا حممد فحمدت اهلل عز وجل كثرا وعرج جربئيل فرفعت يدي إىل الساء فقلت:»اللهم ير عبدا يبك ويبني يأكل معي من هذا الطر«فمكثت مليا فلم أر أحدا يطرق الباب فرفعت يدي ثم قلت: 13

14 املنزلة اخل صي صة لعلي ) ( من ر سول اهلل ) (»اللهم ير عبدا يبك ويبني وحتبه وأحبه يأكل معي من هذا الطر«فسمعت طرق الباب وارتفاع صوتك فقلت لعائشة: أدخي عليا فدخلت فلم أزل حامدا هلل حتى بلغت إل إذ كنت حتب اهلل وحتبني ويبك اهلل وأحبك فك ل يا عي فلا أكلت أنا والنبي الطائر قال ل: يا عي حدثني فقلت: يا رسول اهلل مل أزل منذ فارقتك أنا وفاطمة واحلسن واحلسن مرورين مجيعا ثم هنضت أريدك فجئت فطرقت الباب فقالت ل عائشة: من هذا فقلت: أنا عي فقالت: إن النبي راقد فانرفت فلا أن رصت إىل بعض الطريق الذي سلكته رجعت فقلت: النبي صى اهلل عليه وآله راقد وعائشة يف الدار ال يكون هذا فجئت فطرقت الباب فقالت ل: من هذا فقلت هلا: أنا عي فقالت: إن النبي )صى اهلل عليه وآله( عى حاجة فانرفت مستحييا فلا انتهيت إىل املوضع الذي رجعت منه أول مرة وجدت يف قلبي ما ال أستطيع عليه صربا وقلت: النبي )صى اهلل عليه وآله( عى حاجة وعائشة يف الدار فرجعت فدققت الباب الدق الذي سمعته فسمعتك يا رسول اهلل وأنت تقول هلا: أدخي عليا فقال النبي: )صى اهلل عليه وآله( أبى اهلل إال أن يكون األمر هكذا يا محراء ما محلك عى هذا قالت: يا رسول اهلل اشتهيت أن يكون أيب يأكل من هذا الطر فقال هلا: ما هو بأول ضغن بينك وبن عي( (((. وجاء يف كتاب كشف الغمة روي عن عبد اهلل بن عمر قال: سمعت رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله( وقد سئل بأي لغة خاطبك ربك ليلة املعراج قال خاطبني بلغة عي بن أيب طالب فأهلمني أن قلت يا رب أنت خاطبتني أم عي فقال: يا أمحد أنا يشء ال كاألشياء وال أقاس بالناس وال أوصف باألشياء خلقتك 1- االحتجاج ص

15 من نوري وخلقت عليا من نورك فاطلعت عى رسائر قلبك فلم أجد إىل قلبك أحب من عي بن أيب طالب فخاطبتك بلسانه كيا يطمئن قلبك( ))). وقال صى اهلل عليه وآله: )... معاش أصحايب ال تلومون يف حب عي بن أيب طالب فإنا حبي عليا من أمر اهلل واهلل أمرن أن أحب عليا وأدنيه يا عي من أحبك فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب اهلل ومن أحبه اهلل كان حقيقا عى اهلل أن يسكن حمبيه النة يا عي من أبغضك فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض اهلل ومن أبغض اهلل أبغضه اهلل ولعنه وكان حقيقا عى اهلل أن يوقفه يوم القيامة موقف البغضاء وال يقبل منه رصف وال عدل وال إجارة( ))). 1- كشف الغمة ج 1 ص تفسر فرات الكويف ص

16 املنزلة اخل صي صة لعلي ) ( من ر سول اهلل ) ( املبحث األول )مفهوم املنزلة اخلصيصة ومصداقها( با أن لفظة املنزلة جاءت بألفاظ اخرى إال أهنا ذات صلة هبا وقد جاءت بمعان عدة فا بد من توضيح ذلك من خال مفهوم املنزلة يف اللغة والقرآن لكي يتوضح للقارئ الكريم معنى املنزلة ثم نبن معنى اخلصيصة لكي نصل إىل مرادنا وهو بيان منزلة اإلمام اخلصيصة من رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله( التي أشار اليها اإلمام يف هذه اخلطبة ومقارنتها بحديث املنزلة. املسألة األوىل: )املنزلة: يف اللغة يف القرآن( اأول : )املنزلة لغة( با أننا نتناول يف هذا البحث منزلة اإلمام عي )عليه السام( عند رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله( بالقرابة القريبة واملنزلة اخلصيصة جيب علينا بيان معنى املنزلة لغة: جاء يف الصحاح للجوهري )املنزل املنهل والدار واملنزلة مثل واملنزلة أيضا املرتبة ال جتمع واستنزل فان أي حط عن مرتبته واملنزل بضم امليم وفتح الزاي اإلنزال تقول أنزلني منزال مباركا واملنزل بفتح امليم والزاي النزول وهو احللول تقول نزل ينزل نزوال ومنزال وأنزله غره واستنزله بمعنى ونزله تنزيا والتنزيل أيضا الرتيب( ))). 1- الصحاح الوهري ج 5 ص

17 قال ابن منظور )وامل ن ز ل: الدرجة ))) الد ر ج ة : املنزلة ))). والن ز ل: امل ن ز ل عن الزجاج وبذلك فر قوله تعاىل: وجعلنا جهنم للكافرين ن ز ال وقال يف قوله عز وجل: جنات جتري من حتتها األ هنار خالدين فيها ن ز ال من ع ند اهلل قال: ن ز ال مصدر مؤكد لقوله خالدين فيها أل ن خ لودهم فيها إ ن زاهل م فيها وقال الوهري: جنات الف ر د و س ن ز ال قال األ خفش: هو من ن زول الناس بعضهم عى بعض يقال: ما وجد نا عندكم ن ز ال وامل ن ز ل بفتح امليم والزاي: الن زول وهو احللول تقول: نزل ت ن زوال وم ن ز ال والتنزيل: الرتيب ) ))). فاملنزلة: هي املكانة والقدر الذي يعطيه اهلل ملن يستحق وهذه املنازل وهذه الدرجات وهذا التفضيل ال يكون إال من عنده سبحانه كونه مطلعا عى مجيع خلقه ويعلم ما يف النفوس لذا كان ترتيب املنازل واملقامات واملراتب من عنده سبحانه فمن جحد منزلة األنبياء واحلجج استحق اللعن كوهنا منازل رتبت من قبله سبحانه فقد جاء يف زيارة عاشوراء )لعن اهلل أمة دفعتكم عن مقامكم وأزالتكم عن مراتبكم التي رتبكم اهلل فيها( ))). إذا فاملنازل خمتلفة وصار ترتيب املنازل بحسب األعال الصاحلة والقربى والطاعة له سبحانه وليس كل درجة دنيوية هي كرامة ورفعة بل هنالك من نصب نفسه خليفة وصار إمام املسلمن ال بتريح من اهلل فمثل هذا ال منزلة له 1- لسان العرب ج 11 ص لسان العرب ج 2 ص لسان العرب ج 11 ص كامل الزيارات ص

18 املنزلة اخل صي صة لعلي ) ( من ر سول اهلل ) ( وال قدر وإنا املنزلة التي تنصب من قبله تعاىل كيوم غدير خم حينا رصح النبي بقوله )من كنت مواله فعي مواله( حيث ع ن أمرا عى املؤمنن من قبل اهلل. وعليه فاملنزلة هي: املرتبة والدرجة والقدر والرفعة واملكانة والرشف واملجد والزلفة وال يستحقها اال املقربون الذين أشار هلم اهلل يف الكتاب والسنة املطهرة. ثانيا :)املنزلة يف القراآن( أشارت بعض اآليات القرآنية إىل منزلة املؤمنن والكافرين حيث ان لفظ )النزل( ورد يف القرآن الكريم يبن نزل املؤمنن تارة ونزل الكافرين تارة اخرى إال أنه يف األعم األغلب نزلت يف بيان منازل املؤمنن. قال تعاىل: ل ك ن ال ذ ي ن ات ق و ا ر ب ه م ل م ج ن ات ت ر ي م ن ت ت ه ا ال ن ه ار خ ال د ين ف يه ا ن ز ل م ن ع ن د اهلل و م ا ع ن د اهلل خ ير ل ل ب ر ار ))) قال تعاىل: إ ن ال ذ ي ن آم ن وا و ع م ل وا الص ال ات ك ان ت ل م ج ن ات ال ف ر د و س ن ز ل (((. قال تعاىل: أ م ا ال ذ ي ن آم ن وا و ع م ل وا الص ال ات ف ل ه م ج ن ات ال أ و ى ن ز ل ب ا ك ان وا ي ع م ل ون (((. 1- آل عمران: الكهف: السجدة:.19 18

19 قال تعاىل: إ ن ا أ ع ت د ن ا ج ه ن م ل ل ك اف ر ين ن ز ل ))). وبا أن املنازل خمتلفة فقد بينت بعض اآليات اختاف درجات األنبياء واألولياء واحلجج واملؤمنن فمن خال هذه اآليات سنبي منازل العباد الصاحلن ودرجاهتم: اأ- منازل الأنبياء يف القراآن: قال تعاىل: ت ل ك الر س ل ف ض ل ن ا ب ع ض ه م ع ل ى ب ع ض م ن ه م م ن ك ل م اهلل و ر ف ع ب ع ض ه م د ر ج ات و آت ي ن ا ع يس ى اب ن م ر ي م ال ب ي ن ات و أ ي د ن اه ب ر وح ال ق د س ))). فهذه اآلية املباركة تبن أن هنالك تفاوتا بن درجات األنبياء وإن كان هدفهم واحدا ورسالتهم واحدة ولكن اهلل بعدالته يعلم ما يف النفوس وما فيها من طاقات ومدى صربها وحتملها يف سبيله فلو كان األنبياء متساوين يف املنازل ملا فضل بعضهم عن اآلخر ولكنه سبحانه وجد من بن الطيبن أطيبهم ومن بن الصابرين أصربهم ومن بن الصديقن أصدقهم ومن بن الشاكرين أشكرهم وأحرصهم فكان التفضيل عى هذا األساس فصار حممد )صى اهلل عليه وآله وسلم( سيدا عى السادة وإماما عى األئمة ملا صرب وحتمل فزاده اهلل قدرا وتعظيا وليس هذا التفضيل يف دار الدنيا وإنا درجات اآلخرة أعظم عند اهلل قال تعاىل: ان ظ ر ك ي ف ف ض ل ن ا ب ع ض ه م ع ل ى ب ع ض و ل ل خ ر ة أ ك ب د ر ج ات و أ ك ب ت ف ض يل ))). -1 الكهف: البقرة: االرساء:.21 19

20 املنزلة اخل صي صة لعلي ) ( من ر سول اهلل ) ( قال أبو عبد اهلل )عليه السام(:»ال تقولن جنة واحدة إن اهلل يقول: وم ن د ون ه م ا ج ن ت ان وال تقولن درجة واحدة إن اهلل تعاىل يقول: درج ات بعضها فوق بع ض إنا تفاضل القوم باألعال«. قال: وقلت له: إن املؤمنن يدخان النة فيكون أحدمها أرفع مكانا من اآلخر فيشتهي أن يلقى صاحبه قال:»من كان فوقه فله أن هيبط ومن كان حتته مل يكن له أن يصعد ألنه مل يبلغ ذلك املكان ولكنهم إذا أحبوا ذلك واشتهوه التقوا عى األرسة«( ))). ولو متعنا جيدا يف هذه اآلية بقوله:.. م ن ه م م ن ك ل م اهلل و ر ف ع ب ع ض ه م د ر ج ات و آت ي ن ا ع يس ى اب ن م ر ي م ال ب ي ن ات و أ ي د ن اه ب ر وح ال ق د س نجد أن اهلل سبحانه وتعاىل يتدرج يف ذكر األنبياء الذين وصلوا إىل أعى املنازل فمنهم من كلم اهلل ومنهم من رفعه اليه. أما حبيبه املصطفى فقد وصل إىل قاب قوسن أو أدنى وقد جاء يف بعض الروايات بيان أفضلية أول العزم عى سائر األنبياء فعن ساعة بن مهران قال: قلت أليب عبد اهلل )عليه السام( قول اهلل: ف اص ب ك م ا ص ب أ ول و ال ع ز م م ن الر س ل ))) فقال: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى وحممد )صى اهلل عليه وآله وعى مجيع أنبيائه ورسله( قلت: كيف صاروا أول العزم - قال: ألن نوحا بعث بكتاب وشيعة فكل من جاء بعد نوح )عليه السام( أخذ بكتابه وشيعته ومنهاجه حتى جاء إبراهيم )عليه السام( بالصحف وبعزيمة ترك كتاب نوح ال كفرا به 1- الربهان يف تفسر القرآن ج 5 ص 243 ح األحقاف:.35 20

21 وكل نبي جاء بعد إبراهيم جاء برشيعة إبراهيم ومنهاجه وبالصحف حتى جاء موسى )عليه السام( بالتوراة وشيعته ومنهاجه وبعزيمة ترك الصحف فكل نبي جاء بعد موسى أخذ بالتوراة وشيعته ومنهاجه حتى جاء املسيح )عليه السام( باإلنجيل وبعزيمة ترك شيعة موسى ومنهاجه حتى جاء حممد )صى اهلل عليه وآله( فجاء بالقرآن وشيعته ومنهاجه فحاله حال إىل يوم القيامة وحرامه حرام إىل يوم القيامة فهؤالء أولوا العزم من الرسل( ))). ب - منازل الأئمة )عليهم ال سالم( و سائر العباد ال صاحلني يف القراآن: كا أشارت بعض اآليات إىل منازل األنبياء واختاف درجاهتم كذلك أشارت آيات اخرى إىل منازل األئمة ومنازل شيعتهم ومنها قوله تعاىل: ف أ م ا إ ن ك ان م ن ال ق ر ب ني * ف ر و ح و ر ي ان و ج ن ت ن ع يم * و أ م ا إ ن ك ان م ن أ ص ح اب ال ي م ني * ف س ل م ل ك م ن أ ص ح اب ال ي م ني ))). جاء يف تفسر الربهان حدثنا عبد العزيز بن ييى عن حممد بن عبد الرمحن ابن الفضل عن جعفر بن احلسن عن أبيه عن حممد بن زيد عن أبيه قال سألت أبا جعفر )عليه السام( عن قول اهلل عز وجل: ف أ م ا إ ن كان م ن ال ق ر ب ني ف ر و ح ور ي ان وج ن ة ن ع ي م فقال: )هذا يف أمر املؤمنن واألئمة من بعده )صلوات اهلل عليهم( ))). وعن حممد بن محران قال: قلت أليب جعفر )عليه السام(: فقوله عز وجل: 1- املحاسن أمحد بن حممد بن خالد الربقي ج 1 ص 269 ح الواقعة: تفسر الربهان ج 5 ص

22 املنزلة اخل صي صة لعلي ) ( من ر سول اهلل ) ( ف أ م ا إ ن كان م ن ال ق ر ب ني قال: )ذلك من كانت له منزلة عند اإلمام( ))). وعن أيب جعفر )عليه السام( يف قول اهلل عز وجل: وأ م ا إ ن كان م ن أ ص حاب ال ي م ني ف س ل ام ل ك م ن أ ص ح اب ال ي م ني قال أبو جعفر )عليه السام(: )هم شيعتنا وحمبونا( (((. إذا فاملنازل خمتلفة فمنزلة األنبياء ختتلف وكذلك منزلة األولياء واحلجج والصديقن والصاحلن فكل له فضله ودرجته عند اهلل. *** املسألة الثانية: )اخلصيصة ومصداقها(. اأول : اخل صي صة لغة: )خص ) فانا باليء خيص خص ا وخصوصا وخصوصا وخصوصية وخصوصية )والفتح أفصح(: فضله به وأفرده يقال: خصه بالود: أي أحبه دون غره واختصصت اليء لنفيس: اخرته وأخص به: أزرى واختص باليء: انفرد به واختصه به: أفرده به وفضله دون غره وختصص لكذا: انفرد له دون 1- املصدر نفسه ج 5 ص املصدر نفسه ج 5 ص

23 مشاركة غره( ))). قال اخلليل الفراهيدي: )واخلاصة الذي اختصصته لنفسك( ))). وقال ابن منظور )اخلاص ة : خاف العام ة واخلاص ة: م ن خت ص ه لنفسك واخلاص ة الذي اخ ت ص ص ته لنفسك( ))). )ويف احلديث إن اإلمامة خص اهلل هبا إبراهيم )عليه السام( وأشاد هبا ذكره يعني رفع هبا قدره وحمله ومنزلته حتى كادت ال ختفى عى أحد( ))). ثانيا : م صداق منزلته )عليه ال سالم( من خالل حديث املنزلة: يعد حديث املنزلة من األحاديث املشهورة واملذكورة يف كتب اخلاصة والعامة بن فيه رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله( منزلة عي )عليه السام( ومكانته عنده فهو حبيب رسول اهلل وقد أخرج هذا احلديث البخاري ومسلم وغره من أئمة أهل السنة وقد ذكر النبي )صى اهلل عليه وآله( هذا احلديث يف عدة مواطن ومن املواطن التي ذكر فيها حديث املنزلة: - 1 حديث املنزلة يوم غزوة تبوك: حدثنا حممد بن جعفر حدثنا شعبة عن احلكم عن مصعب بن سعد بن أيب 1- معجم االفعال املتعدية بحرف موسى بن حممد املليان األمحدي ص العن ج 4 ص لسان العرب ج 7 ص جممع البحرين ج 3 ص

24 املنزلة اخل صي صة لعلي ) ( من ر سول اهلل ) ( وقاص عن سعد بن أيب وقاص قال خلف رسول اهلل )صى اهلل عليه وسلم( عي ابن أيب طالب يف غزوة تبوك فقال يا رسول اهلل ختلفني يف النساء والصبيان فقال أما ترىض أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غر أنه ال نبي بعدي( ))). 2- حديث املنزلة يوم فتح خيرب: جاء يف كتاب الغارات )ملا قدم عي عليه السام عى رسول اهلل صى اهلل عليه وآله بفتح خيرب قال له رسول اهلل صى اهلل عليه وآله: لوال أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى يف عيسى ابن مريم لقلت فيك اليوم قوال ال متر بمأ إال أخذوا من تراب رجليك ومن فضل طهورك فيستشفون به ولكن حسبك أن تكون مني وأنا منك ترثني وأرثك وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إال أنه ال نبي بعدي وأنك تؤدي عني وتقاتل عى سنتي وأنك يف اآلخرة غدا أقرب الناس مني وأنك غدا عى احلوض خليفتي وأنك أول من يرد عي احلوض غدا وأنك أول من يكسى معي وأنك أول من يدخل النة من أمتي وأن شيعتك عى منابر من نور مبيضة وجوههم حول أشفع هلم ويكونون يف النة جران وأن حربك حريب وأن سلمك سلمي وأن رسك رسي وأن عانيتك عانيتي وأن رسيرة صدرك كريرة صدري وأن ولدك ولدي وأنك منجز عديت وأن احلق معك وأن احلق عى لسانك ويف قلبك وبن عينيك وأن اإليان خمالط حلمك ودمك كا خالط حلمي ودمي وأنه ال يرد عي احلوض مبغض لك وال يغيب عنه حمب لك غدا حتى يرد احلوض معك فخر عي عليه السام ساجدا ثم قال:احلمد هلل الذي م ن عي باإلسام وعلمني القرآن وحبني إىل خر الربية خاتم النبين وسيد املرسلن إحسانا منه إل وفضا منه عي فقال له النبي 1- صحيح مسلم ج 7 ص

25 صى اهلل عليه وآله عند ذلك: لوال أنت يا عي مل يعرف املؤمنون بعدي( ))). 3- حديث املنزلة عند ولدة المام احل سن واحل سني )عليه ال سالم(: عن جابر قال: ملا محلت فاطمة )عليها السام( باحلسن فولدت وقد كان النبي )صى اهلل عليه وآله( أمرهم أن يلفوه يف خرقة بيضاء فلفوه يف صفراء وقالت فاطمة )عليها السام(: يا عي سمه فقال: ما كنت ألسبق باسمه رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله( فجاء النبي صى اهلل عليه وآله فأخذه وقبله وأدخل لسانه يف فيه فجعل احلسن عليه السام يمصه ثم قال هلم رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله(: أمل أتقدم إليكم أن تلفوه يف خرقة بيضاء فدعا بخرقة بيضاء فلفه فيها ورمى بالصفراء وأذن يف أذنه اليمنى وأقام يف اليرى ثم قال لعي عليه السام: ما سميته فقال: ما كنت ألسبقك باسمه فقال رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله(: ما كنت ألسبق ريب باسمه فأوحى اهلل جل ذكره إىل جربئيل عليه السام أنه قد ولد ملحمد ابن فاهبط إليه فأقرئه مني السام وهنئه مني ومنك وقل له: إن عليا منك بمنزلة هارون من موسى فسمه باسم ابن هارون. فأتى جربئيل النبي )صى اهلل عليه وآله( وهنأه وقال له [ ك ] ما أمره اهلل تعاىل به أن يسمي ابنه باسم ابن هارون قال: وما كان اسمه قال: شرب قال: لسان عريب قال: سمه احلسن فساه احلسن فلا ولدت احلسن عليه السام جاء إليهم النبي صى اهلل عليه وآله ففعل به كا فعل باحلسن )عليه السام( وهبط جربئيل عى النبي )صى اهلل عليه وآله( فقال: إن اهلل - عز وجل ذكره - يقرئك السام ويقول لك إن عليا منك بمنزلة هارون من موسى فسمه باسم ابن هارون. قال: ما كان اسمه قال: شبر 1- الغارات ابراهيم بن حممد الثقفي الكويف ج 1 ص

26 املنزلة اخل صي صة لعلي ) ( من ر سول اهلل ) ( قال: لسان عريب قال: سمه احلسن فساه احلسن( ))). 4- حديث املنزلة عند سد الأبواب: عن أيب رافع قال: إن رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله( خطب الناس فقال: أهيا الناس إن اهلل أمر موسى وهارون أن يبنيا لقومها بمر بيوتا وأمرمها أن ال يبيت يف مسجدمها جنب وال يقرب فيه النساء إال هارون وذريته وإن عليا مني بمنزلة هارون من موسى فا يل ألحد أن يقرب النساء يف مسجدي وال يبيت فيه جنب إال عي وذريته فمن ساءه ذلك فهاهنا - ورضب بيده نحو الشام( ))). 5- حديث املنزلة يوم املوؤاخاة: 6- حديث املنزلة يف خرب يرويه سليمان. 7- حديث املنزلة يف ف ضل عقيل وجعفر. 8- حديث املنزلة يف موا ضع اأخرى. 9- حديث املنزلة يف ع شرة موا ضع ))). وقد حكى اهلل سبحانه يف سورة طه عن منزلة هارون من موسى قال تعاىل: اذ ه ب إ ل ف ر ع و ن إ ن ه ط غ ى* ق ال ر ب اش ر ح ل ي ص د ر ي* و ي س ر ل ي أ م ر ي* و اح ل ل ع ق د ة م ن ل س ان ي * ي ف ق ه وا ق و ل ي * و اج ع ل ل ي و ز ير ا م ن أ ه ل ي* ه ار ون أ خ ي* اش د د ب ه 1- علل الرشائع ص 57 ح 6 )باب()معان أساء حممد وعي وفاطمة واحلسن واحلسن واألئمة عليهم السام(. 2- وسائل الشيعة ج 2 ص يراجع كتاب نفحات األزهار ج 17 ص

27 أ ز ر ي* و أ ش ر ك ه ف أ م ر ي ))). فمن خال هذه اآليات الرشيفة ومقارنتها بحديث املنزلة نثبت عدة أمور قد ثبتت لعي كا ثبتت هلارون )عليها السام( ومنها: اأ- بيان اأمر الوزارة: قال تعاىل: و اج ع ل ل ي و ز ير ا م ن أ ه ل ي. طلب موسى من اهلل أن جيعل هارون وزيره فاستجاب اهلل له فثبتت بذلك وزارة عي )عليه السام( حيث كان عي )عليه السام( من رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله( بمنزلة هارون من موسى فهو وزيره كا كان هارون وزير موسى )عليه السام(. قال ابن أيب احلديد ويدل عى أنه وزير رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله( من نص الكتاب والسنة قول اهلل تعاىل و اج ع ل ل ي و ز ي ر ا م ن أ ه ل ي* ه ار ون أ خ ي* اش د د ب ه أ ز ر ي* و أ ش ر ك ه ف أ م ر ي وقال النبي )صى اهلل عليه وآله( يف اخلرب املجمع عى روايته بن سائر فرق االسام )أنت مني بمنزلة هارون من موسى إال أنه ال نبي بعدي( فأثبت له مجيع مراتب هارون من موسى فاذن هو وزير رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله( وشاد إزره ولوال أنه خاتم النبين لكان شيكا يف امره( ))). -1 طه: شح هنج الباغة ابن ايب احلديد ج 13 ص

28 املنزلة اخل صي صة لعلي ) ( من ر سول اهلل ) ( ب- بيان الأخوة اخلا صة بني النبي وعلي: قال تعاىل: ه ار ون أ خ ي. تبن اآلية املباركة أن هارون كان أخ النبي موسى )عليه السام( وقد بينت آية أخرى يف السورة نفسها أن هارون كان آخا موسى من األم نفسها قال تعاىل: ق ال ي ب ن ؤ م ل ت أ خ ذ ب ل ح ي تي و ل ب ر أ س ي ))) وبا أن النبي خص عليا هبذه املنزلة أي كا كان هارون أخا ملوسى فعي أخ حممد )صى اهلل عليه وآله( وإن مل يكن أخ له من األب واالم وإنا خصوا باألخوة لتشاهبهم يف الصفات ونحن نعلم أن الرسول ال ينطق عن اهلوى فكل فعل يصدر منه إنا هو بأمر اهلل فكيف بأمر خيص املنزلة والوالية فحينا آخى الرسول )صى اهلل عليه وآله( بن املهاجرين واألنصار تآخى النبي مع عي فعن عطية العويف عن خمدوج ابن زيد الذهي أن رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله( آخى بن املسلمن ثم قال: يا عي أنت أخي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غر أنه ال نبي بعدي أما علمت يا عي أنه أول من يدعى به يوم القيامة يدعى يب فأقوم عن يمن العرش فأكسى حلة خرضاء من حلل النة ثم يدعى بأبينا إبراهيم )عليه السام( فيقوم عن يمن العرش يف ظله فيكسى حلة خرضاء من حلل النة ثم يدعى بالنبين بعضهم عى أثر بعض فيقومون ساطن عن يمن العرش يف ظله ويكسون حلا خرضا من حلل النة أال وإن أخربك يا عي إن أمتي أول األمم ياسبون يوم القيامة ثم أبرشك يا عي إن أول من يدعى يوم القيامة يدعى بك هذا لقرابتك مني ومنزلتك عندي فيدفع إليك لوائي وهو لواء احلمد فتسر به بن الساطن وإن آدم ومجيع من خلق اهلل يستظلون بظل لوائي يوم القيامة وطوله مسرة ألف سنة سنانه ياقوتة -1 طه:.94 28

29 محراء قصبه فضة بيضاء زجه درة خرضاء له ثاث ذوائب من نور: ذؤابة يف املرشق وذؤابة يف املغرب وذؤابة يف وسط الدنيا مكتوب عليها ثاثة أسطر األول: بسم اهلل الرمحن الرحيم واآلخر: احلمد هلل رب العاملن والثالث: ال إله إال اهلل حممد رسول اهلل طول كل سطر مسرة ألف سنة وعرضه مسرة ألف سنة فتسر باللواء واحلسن عن يمينك واحلسن عن يسارك حتى تقف بيني وبن إبراهيم يف ظل العرش فتكسى حلة خرضاء من حلل النة ثم ينادي مناد من عند العرش: نعم األب أبوك إبراهيم ونعم األخ أخوك عي أال وإن أبرشك يا عي إنك تدعى إذا دعيت وتكسى إذا كسيت وحتيا إذا حييت( ))). وورد يف كتاب كشف الغمة باإلسناد عن زيد بن آدمي قال: دخلت عى رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله( فذكر )عليه السام( قصة مواخاة رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله( قال: فقال عي: لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حن رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غري فإن كان هذا من سخط عى فلك العتبى والكرامة فقال رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله(: والذي بعثني باحلق ما اخرتك إال لنفيس فأنت مني بمنزلة هارون من موسى إال أنه ال نبي بعدي وأنت أخي ووارثي قال: قال: وما أرث منك يا رسول اهلل قال: ما ورث األنبياء قبي كتاب اهلل وسنة نبيهم وأنت معي يف قري يف النة مع ابنتي فاطمة وأنت أخي ورفيقي ثم تا رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله( )إخوانا عى رسر متقابلن( املتحابون يف اهلل ينظر بعضهم إىل بعض( ))). ويف األمال )... قال أنس فقلت يا رسول اهلل عي أخوك قال نعم عي 1- األمال ص 402 ح كشف الغمة يف معرفة األئمة عي ابن ايب الفتح االربيي ج 1 ص

30 املنزلة اخل صي صة لعلي ) ( من ر سول اهلل ) ( أخي. فقلت يا رسول اهلل صف ل كيف عي أخوك قال إن اهلل عز وجل خلق ماء حتت العرش قبل أن خيلق آدم بثاثة آالف عام وأسكنه يف لؤلؤة خرضاء يف غامض علمه إىل أن خلق آدم فلا أن خلق آدم نقل ذلك املاء من اللؤلؤة فأجراه يف صلب آدم إىل أن قبضه اهلل ثم نقله إىل صلب شيث فلم يزل ذلك املاء ينتقل من ظهر إىل ظهر حتى صار يف صلب عبد املطلب ثم شقه اهلل عز وجل بنصفن فصار نصفه يف أيب عبد اهلل بن عبد املطلب ونصف يف أيب طالب فأنا من نصف املاء وعي من النصف اآلخر فعي أخي يف الدنيا واآلخرة ثم قرأ رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله( و ه و ال ذ ي خ ل ق م ن ال اء ب ش را ف ج ع ل ه ن س با و ص ه را و كان ر ب ك ق د يرا ((( ) (((. ويف رواية عن الصادق جعفر بن حممد عن أبيه عن آبائه )عليهم السام( قال: قال رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله(: أحب إخوان إل عي بن أيب طالب )عليه السام( وأحب أعامي إل محزة( ))). ج - املوؤازرة: قال تعاىل: اش د د ب ه أ ز ر ي. جاء يف لسان العرب )اش د د شدد: الش د ة : الص ابة وهي ن ق يض الل ن والمع ش د د ويشء ش ديد : م شت د ق و ي ش د اهلل م ل ك ه: وش د د ه: ق و اه وش د د ت اليء أ ش د ه ش د ا إ ذا أ وث ق ت ه قال اهلل تعاىل: فش د وا الو ثاق وقال تعاىل: اش د د به - 1 الفرقان: األمال الشيخ الطويس ص املصدر السابق ص 647 ح 7. 30

31 أ زري ))) أزر ت فانا آز ر ه أ ز را قو يته وآز ر ت ه عاونته( ))). قال الشيخ الطويس يف تفسر التبيان: اشدد به أزري»الشد مجع يستمسك به املجموع يقال: شده يشده شدا فهو شاد وذاك مشدود ومثله الربط والعقد. واألزر الظهر يقال: آزرن فان عى أمري أي كان ل ظهرا ومنه املئزر النه يشد عى الظهر واإلزار ألنه يشد عى الظهر والتأزير ألنه تقوية من جهة الظهر ))). قال تعاىل يف حمكم كتابه: ق ال ر ب إ ن ي ق ت ل ت م ن ه م ن ف س ا ف أ خ اف أ ن ي ق ت ل ون * و أ خ ي ه ار ون ه و أ ف ص ح م ني ل س ان ا ف أ ر س ل ه م ع ي ر د ء ا ي ص د ق ني إ ن ي أ خ اف أ ن ي ك ذ ب ون * ق ال س ن ش د ع ض د ك ب أ خ ي ك و ن ع ل ل ك م ا س ل ط ان ا ف ل ا ي ص ل ون إ ل ي ك م ا ب آي ات ن ا أ ن ت م ا و م ن ات ب ع ك م ا ال غ ال ب ون ))). فالرسالة الساوية حتتاج إىل رجال أكفاء أقوياء يستند بعضهم إىل البعض ملواجهة قوى الرش لذا طلب موسى من اهلل أن يشد أزره بأخيه هارون ليكون له عون ملا له من منزلة عظيمة عند اهلل فهو مؤهل ألن يكون سندا للدين فمن مؤهاته شجاعته ودليل ذلك أن فرعون وما له من قوة ونفوذ إال أهنا )عليها السام( واجهاه با تردد وحينا سأل فرعون من يصدقك يف أمرك أشار موسى إىل أخيه هارون ومن األسباب التي جعلت موسى يعتمد عى هارون هي فصاحته فهارون كان أفصح من موسى وهذا ما بينته اآلية املباركة كذلك امتاز 1- لسان العرب ج 3 ص لسان العرب ج 4 ص التبيان يف تفسر القرآن ج 7 ص القصص:

32 املنزلة اخل صي صة لعلي ) ( من ر سول اهلل ) ( اإلمام عي )عليه السام( بالفصاحة والباغة فهو كالنبي األكرم وخر دليل عى فصاحته وباغته هذا الكتاب القيم أعني )كتاب هنج الباغة( وما فيه من خطب تبن أنه )عليه السام( لسان اهلل الناطق باحلق حتى وصف البلغاء كامه بأنه فوق كام املخلوق ودون كام اخلالق. لذا يتاج كل نبي إىل ويص يصدقه فيكون حجة عى اخللق فكلا مر ذكر هارون وموسى يف كتاب اهلل نتذكر حديث املنزلة. د: بيان اأمر الولية: قال تعاىل: و أ ش ر ك ه ف أ م ر ي. أي أشكه معي يف أمر النبوة وهذا األمر خيص النبي موسى وهارون )عليها السام( أما دعاء النبي لعي وإشاكه يف أمره إنا خيص الوالية فثبت بذلك والية أمر املؤمنن كا جاء يف قوله تعاىل: إ ن ا و ل ي ك م اهلل و ر س ول ه و ال ذ ي ن آم ن وا ال ذ ي ن ي ق يم ون الص ل ا ة و ي ؤ ت ون ال ز ك اة و ه م ر اك ع ون ))). روي يف تفسر جممع البيان عن أيب ذر الغفاري سمعت رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله وسلم( هباتن وإال فصمتا ورأيته هباتن وإال فعميتا يقول: )عي قائد الربرة وقاتل الكفرة منصور من نره خمذول من خذله أما إن صليت مع رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله وسلم( يوما من األيام صاة الظهر فسأل سائل يف املسجد فلم يعطه أحد شيئا فرفع السائل يده إىل الساء وقال: اللهم اشهد أن سألت يف مسجد رسول اهلل فلم يعطني أحد شيئا وكان عي راكعا -1 املائدة:.55 32

33 فأومأ بخنره اليمنى إليه وكان يتختم فيها فأقبل السائل حتى أخذ اخلاتم من خنره وذلك بعن رسول اهلل صى اهلل عليه وآله وسلم. فلا فرغ النبي صى اهلل عليه وآله وسلم من صاته رفع رأسه إىل الساء وقال: اللهم إن أخي موسى سألك فقال:»رب اشح ل صدري وير ل أمري واحلل عقدة من لسان يفقهوا قول واجعل ل وزيرا من أهي هارون أخي أشدد به أزري وأشكه يف أمري«فأنزلت عليه قرآنا ناطقا )سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكا سلطانا فا يصلون إليكا( اللهم وأنا حممد نبيك وصفيك اللهم فاشح ل صدري وير ل أمري واجعل ل وزيرا من أهي عليا أشدد به ظهري. قال أبو ذر: فواهلل ما استتم رسول اهلل الكلمة حتى نزل عليه جربائيل من عند اهلل فقال: يا حممد إقرأ. قال: وما أقرأ قال: إقرأ إ ن م ا و ل ي ك م اهلل و ر س ول ه و ال ذ ين آم ن وا ))). وعن وهب بن منبه رفعه عن ابن عباس قال: قال رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله(: ملا عرج يب إىل ريب جل جاله أتان النداء: يا حممد! قلت: لبيك رب العظمة لبيك فأوحى اهلل تعاىل إل يا حممد فيم اختصم املا األعى قلت: إهلي ال علم ل فقال: يا حممد ها اختذت من اآلدمين وزيرا وأخا ووصيا من بعدك فقلت: إهلي ومن أختذ ختر ل أنت يا إهلي فأوحى اهلل إل: يا حممد قد اخرت لك من اآلدمين عي بن أيب طالب فقلت: إهلي ابن عمي فأوحى اهلل إل يا حممد إن عليا وارثك ووارث العلم من بعدك وصاحب لوائك لواء احلمد يوم القيامة وصاحب حوضك يسقي من ورد عليه من مؤمني أمتك ثم أوحى اهلل عز وجل إل: يا حممد إن قد أقسمت عى نفيس قسا حقا ال يرشب من ذلك احلوض مبغض لك وألهل بيتك وذريتك الطيبن الطاهرين حقا أقول: يا حممد 1- تفسر جممع البيان الشيخ الطربيس ج 3 ص

34 ألدخلن مجيع أمتك النة إال من أبى من خلقي فقلت: إهلي )هل( واحد يأبى من دخول النة فأوحى اهلل عز وجل إل: بى فقلت: وكيف يأبى فأوحى اهلل إل: يا حممد اخرتك من خلقي واخرت لك وصيا من بعدك وجعلته منك بمنزلة هارون من موسى إال أنه ال نبي بعدك وألقيت حمبته يف قلبك وجعلته أبا لولدك فحقه بعدك عى أمتك كحقك عليهم يف حياتك فمن جحد حقه فقد جحد حقك ومن أبى أن يواليه فقد أبى أن يواليك ومن أبى أن يواليك فقد أبى أن يدخل النة فخررت هلل عز وجل ساجدا شكرا ملا أنعم عي..( ))). يقول الشيخ نارص مكارم الشرازي )إن بعض املفرين - كاآللويس يف»روح املعان«- مع قبوله أصل الرواية إال أنه أشكل يف داللتها وقالوا: إن مجلة أشكه يف أمري ال تثبت غر االشراك يف أمر إرشاد ودعوة الناس إىل احلق! إال أن من الواضح أن مسألة االشراك يف اإلرشاد وبتعبر آخر: األمر باملعروف والنهي عن املنكر ونرش الدين واجب عى كل فرد من املسلمن وهذا مل يكن شيئا يطلبه النبي )صى اهلل عليه وآله وسلم( لعي )عليه السام(.. إن هذا توضيح للواضحات وال يمكن تفسر دعاء النبي )صى اهلل عليه وآله وسلم( بذلك مطلقا. ومن جهة أخرى فإنا نعلم أن األمر مل يكن االشراك يف النبوة وبناء عى هذا نخلص إىل هذه النتيجة وهي أن املطلوب مقام خاص غر النبوة وهل يمكن أن يكون إال الوالية اخلاصة! أليس ذلك هو اخلافة باملفهوم اخلاص الذي تقول به الشيعة ومجلة»وزيرا«أيضا تؤيد وتقوي ذلك. وبتعبر آخر فإن هناك واجبات ال يقوم هبا كل األفراد وهي حفظ دين النبي )صى اهلل عليه وآله وسلم( من كل أنواع التحريف واالنحراف وتفسر أي إهبام يبديه البعض يف حمتوى الدين 1- كال الدين ومتام النعمة الشيخ الصدوق ص 250.

35 وقيادة األمة يف غيبة النبي )صى اهلل عليه وآله وسلم( وبعده واملساعدة املؤثرة جدا يف حتقيق أهدافه. إن هذا هو اليء الذي طلبه النبي )صى اهلل عليه وآله وسلم( بقوله:»أشكه يف أمري«لعي )عليه السام( من اهلل سبحانه. ومن هنا يتضح أن وفاة هارون قبل موسى ال توجد إشكاال يف هذا البحث ألن اخلافة والنيابة تكون أحيانا يف زمان غيبة القائد كا توالها هارون عند غياب موسى وتكون أحيانا بعد وفاته كا كان عي )عليه السام( بعد وفاة النبي )صى اهلل عليه وآله وسلم( وكامها هلا نفس القدر املشرك والامع الواحد وإن كانت املصاديق متفاوتة( ))). فا زال رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله( يويص بعي حتى آخر حلظات عمره الرشيف وهذا األمر هو من عند اهلل قال تعاىل: ي ا أ ي ه ا الر س ول ب ل غ م ا أ ن ز ل إ ل ي ك م ن ر ب ك و إ ن ل ت ف ع ل ف م ا ب ل غ ت ر س ال ت ه و اهلل ي ع ص م ك م ن الن اس إ ن اهلل ل ي ه د ي ال ق و م ال ك اف ر ي ن ))) فكان كال الدين بوالية عي بن أيب طالب )عليه السام( فعن أيب ييى عن ابن عباس قال: صعد رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله( املنرب فخطب واجتمع الناس إليه فقال )صى اهلل عليه وآله(: يا معرش املؤمنن إن اهلل عز وجل أوحى إل أن مقبوض وأن ابن عمي عليا مقتول وإن - أهيا الناس - أخربكم خربا إن عملتم به سلمتم وإن تركتموه هلكتم إن ابن عمي عليا هو أخي ووزيري وهو خليفتي وهو املبلغ عني وهو إمام املتقن قائد الغر املحجلن إن اسرشدمتوه أرشدكم وإن تبعتموه نجوتم وإن خالفتموه ضللتم وإن أطعتموه فاهلل أطعتم وإن عصيتموه فاهلل عصيتم وإن بايعتموه فاهلل بايعتم 1- األمثل يف تفسر كتاب اهلل املنزل للشيخ نارص مكارم الشرازي ج 9 ص املائدة:.67 35

36 املنزلة اخل صي صة لعلي ) ( من ر سول اهلل ) ( وإن نكثتم بيعته فبيعة اهلل نكثتم. إن اهلل عز وجل أنزل عي القرآن وهو الذي من خالفه ضل ومن ابتغى علمه عند غر عي هلك. أهيا الناس اسمعوا قول واعرفوا حق نصيحتي وال ختلفون يف أهل بيتي إال بالذي أمرتم به من حفظهم فإهنم حامتي وقرابتي وإخويت وأوالدي وإنكم جمموعون ومساءلون عن الثقلن فانظروا كيف ختلفون فيها. إهنم أهل بيتي فمن آذاهم آذان ومن ظلمهم ظلمني ومن أذهلم أذلني ومن أعزهم أعزن ومن أكرمهم أكرمني ومن نرهم نرن ومن خذهلم خذلني ومن طلب اهلدى يف غرهم فقد كذبني أهيا الناس اتقوا اهلل وانظروا ما أنتم قائلون إذا لقيتموه فإن خصم ملن آذاهم ومن كنت خصمه خصمته أقول قول هذا واستغفر اهلل ل ولكم ))). *** 1- االمال الشيخ الصدوق ص

37 37

38 املنزلة اخل صي صة لعلي ) ( من ر سول اهلل ) ( املبحث الثاني )مفهوم القرابة القريبة ومصداقها( يف هذا املبحث سنبي معنى القرابة القريبة يف اللغة والقرآن والسنة املطهرة لكي يتوضح للقارئ الكريم أن االمام )عليه السام( ال تربطه بالرسول األكرم )صى اهلل عليه وآله وسلم( قرابة نسبية فقط وإنا هنالك قرابة معنوية فالقرابة من النبي عن طريق النسب ال تكفي إذا كان اإلنسان بعيدا كل البعد عن صفاته )صى اهلل عليه وآله( ودليلنا ابو هلب فعى الرغم من قربه النسبي إال أنه بعيد عن نفس النبي وكان النبي يقول سلان منا أهل البيت ونحن نعلم أن سلان ليس من بني هاشم بل هو صحايب جليل وإنا أشار إىل قربه الروحي. أما عي فهو نفسه وروحه حيث قال النبي لعي خلقنا أنا وأنت من شجرة لذا اختلف عن مجيع اخللق يف قربه من النبي فاهلل سبحانه وتعاىل وجدهم متشاهبن يف الصفات واالفعال لذا فضلهم عى سائر خلقه فخلقهم من شجرة واحدة وخلق باقي الناس من أشجار شتى. ومن حكمه )عليه السام( ق ال : )إ ن أ و ىل الن اس ب األ ن ب ي اء أ ع ل م ه م ب ا ج اء وا ب ه ث م ت ا إ ن أ و ل الن اس ب إ ب ر اه ي م ل ل ذ ي ن ات ب ع وه و ه ذ ا الن بي و ال ذ ي ن آم ن وا و اهلل و ل ي ال ؤ م ن ني اآلي ة - ث م ق ال إ ن و ل حم م د م ن أ ط اع اهلل وإ ن ب ع د ت حل م ت ه وإ ن ع د و حم م د م ن ع ى اهلل وإ ن ق ر ب ت ق ر اب ت ه( ))) فاإلمام يشر إىل أمر مهم وهو أنه )عليه السام( أوىل بالنبي من غره إلتباعه 1- هنج الباغة احلكمة:

39 له وليس لقرابته من رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله( وكذلك سائر األئمة )عليهم السام( فاهلل سبحانه حينا جعل عي موىل للمؤمنن ألنه أعلم الناس با جاء به النبي وأكثرهم اتباعا له بكل يشء لذا اختاره اهلل واصطفاه وانتجبه ألن يكون وارث علمه وخص ه با خص به حبيبه املصطفى ما عدا النبوة فمن خال هذا املبحث سنبي معنى القرابة القريبة بعدة مسائل. *** القرابة لغة: املسألة األوىل:)القرابة لغة( )قرب: القاف والراء والباء أصل صحيح يدل عى خاف البعد يقال قرب يقرب قربا وفان ذو قرابتي وهو من يقرب منك رمحا وفان قريبي وذو قرابتي والقربة والقربى القرابة والقراب مقاربة األمر وتقول ما قربت هذا األمر وال أقربه إذا مل تشامه ومل تلتبس به ومن الباب القرب وهي ليلة ورود اإلبل املاء وذلك أن القوم يسيمون اإلبل وهم يف ذلك يسرون نحو املاء فإذا بقي بينهم وبن املاء عشية عجلوا نحوه فتلك الليلة ليلة القرب( ))). وقال الفراهيدي )القربى: حق ذوي القرابة والقرب ضد البعد واالقراب الدنو والتقرب: التدن والتواصل بحق أو قرابة والقربان: ما تقربت به إىل اهلل تبتغي به قربا ووسيلة والقريب نقيض البعيد( ))). 1- معجم مقاييس اللغة ج 5 ص العن الفراهيدي ج 5 ص

40 املنزلة اخل صي صة لعلي ) ( من ر سول اهلل ) ( فقوله )عليه السام(: )القرابة القريبة(. أراد اإلمام )عليه السام( بلفظة القرابة: بيان قرابته النسبية من رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله( أما لفظ )القريبة( أراد هبا منزلته من رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله(. جاء يف كتاب الفروق اللغوية أليب هال العسكري )الفرق بن القرب والقربة والقرباء والقرابة: األول: يقال يف املكان والثان يف املنزلة والثالث والرابع يف النسب قاله الفيومي يف املصباح( ))). فالقرابة إما تكون قرابة نسبية كاألخ والعم واخلال أو تكون قرابة سببية كزوج البنت وغرها من ذوي األرحام وهنالك قرابة معنوية واإلمام عي )عليه السام( مجع هذه القرابة من كل جهاهتا فنال هذه القرابة القريبة التي أشار اليها يف خطبته. *** 1- الفروق اللغوية أبو هال العسكري ص

41 املسألة الثانية: )قرابة علي من رسول اهلل يف القرآن والسنة( وردت جمموعة من اآليات والروايات التي تبن فيها قرابته )عليه السام( من رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله( بالقرابة القريبة ومنها: اأول : قرابته من خالل القراآن: قال تعاىل: ق ل ل أ س أ ل ك م ع ل ي ه أ ج ر ا إ ل ال و د ة ف ال ق ر ب ى ))). ويراد بذوي القربى أهل بيته صلوات اهلل وسامه عليهم الذين فرض اهلل طاعتهم ومودهتم عى الناس روي يف الربهان عن ابن عباس )ريض اهلل عنه( قال: ملا نزلت: ق ل ل أ س ئ ل ك م ع ل ي ه أ ج را إ ل ال و د ة ف ال ق ر ب ى قالوا: يا رسول اهلل من قرابتك الذين وجبت علينا مودهتم قال:»عي وفاطمة وأبنامها )عليهم السام( (((. ويف تفسر القمي حدثني أيب عن ابن أيب نجران عن عاصم بن محيد عن حممد ابن مسلم قال: سمعت أبا جعفر )عليه السام( يقول: يف قول اهلل عز وجل:»قل ال أسألكم عليه أجرا - إال املودة يف القربى«يعني يف أهل بيته. قال: جاءت األنصار إىل رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله وسلم( فقالوا: إنا قد آوينا ونرنا فخذ طائفة من أموالنا فاستعن هبا عى ما نابك فأنزل اهلل عز وجل»قل ال أسألكم عليه أجرا إال املودة يف القربى«أي يف أهل بيته. -1 الشورى: الربهان يف تفسر القرآن السيد هاشم البحران ج 4 ص 823 ح

42 املنزلة اخل صي صة لعلي ) ( من ر سول اهلل ) ( ثم قال: أال ترى أن الرجل يكون له صديق ويف نفس ذلك الرجل يشء عى أهل بيته فا يسلم صدره فأراد اهلل عز وجل أن ال يكون يف نفس رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله وسلم( يشء عى أمته ففرض اهلل عليهم املودة يف القربى فإن أخذوا أخذوا مفروضا وإن تركوا تركوا مفروضا. قال: فانرفوا من عنده وبعضهم يقول: عرضنا عليه أموالنا فقال: ال. قاتلوا عن أهل بيتي من بعدي وقال طائفة: ما قال هذا رسول اهلل وجحدوه وقالوا كا حكى اهلل عز وجل:»أم يقولون افرى عى اهلل كذبا«فقال عز وجل:»فإن يشإ اهلل خيتم عى قلبك«قال: لو افريت»ويمح اهلل الباطل«يعني يبطله»ويق احلق بكلاته«يعني باألئمة والقائم من آل حممد )صى اهلل عليه وآله وسلم(»إنه عليم بذات الصدور( ))). وعن اإلمام احلسن بن عي )عليها السام( أنه خطب الناس فقال يف خطبته: )إنا من أهل البيت الذين افرض اهلل مودهتم عى كل مسلم فقال: ق ل ل أ س ئ ل ك م ع ل ي ه أ ج را إ ل ال و د ة ف ال ق ر بى وم ن ي ق رت ف ح س ن ة ن ز د ل ه ف يها ح س نا ( فاقرتاف الس نة مودتنا أه ل البيت ))). ومن اآليات األخرى التي تبن قرابته يف القرآن قال تعاىل: ف ق ل ت ع ال و ا ن د ع أ ب ن اء ن ا و أ ب ن اء ك م و ن س اء ن ا و ن س اء ك م و أ ن ف س ن ا و أ ن ف س ك م ث م ن ب ت ه ل ف ن ج ع ل ل ع ن ت اهلل ع ل ى ال ك اذ ب ني ))). فهذه اآلية تبن قرابة اإلمام )عليه السام( من الرسول األكرم )صى اهلل عليه 1- تفسر القمي ج 2 ص الربهان ج 4 ص 822 ح آل عمران:

43 وآله( بالقرابة القريبة واملنزلة اخلصيصة التي هي حمل الشاهد فقد جعل النبي عليا كنفسه فهذا القرب الذي وصفه رسول اهلل صى اهلل عليه وآله مل يظ به سوى عي )عليه السام( وفاطمة واحلسنان )عليهم السام( فهم أقرب اخللق إىل النبي صى اهلل عليه وله. روي عن جابر قال: )قدم عى رسول اهلل )صى اهلل عليه وسلم( العاقب والطيب فدعامها إىل االسام فقاال أسلمنا يا حممد فقال كذبتا إن شئتا أخربتكا ما يمنعكا من االسام فقاال فهات إلينا قال حب الصليب وشب اخلمر وأكل حلم اخلنزير - قال جابر فدعامها إىل املاعنة فواعداه إىل أن يفداه بالغداة فغدا رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله وسلم( وأخذ بيد عي واحلسن واحلسن وفاطمة فأرسل إليها فأبيا أن جييباه وأقرا له فقال رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله وسلم( والذي بعثني باحلق لو فعا ألمطر عليهم الوادي نارا قال جابر فيهم نزلت ندع أبناءنا وأبناءكم قال جابر أنفسنا وأنفسكم رسول اهلل وعي وأبناؤنا احلسن واحلسن ونساؤنا فاطمة( ))). وقوله تعاىل: إ ن ا ي ر يد اهلل ل ي ذ ه ب ع ن ك م الر ج س أ ه ل ال ب ي ت و ي ط ه ر ك م ت ط ه ر ا ))) روي عن أم سلمة عن رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله( أنه قال لفاطمة )عليها السام(:»ائتيني بزوجك وابنيك«. فأتت هبم فألقى عليهم كساء ثم رفع يده عليهم فقال:»اللهم هؤالء آل حممد فاجعل صلواتك وبركاتك عى آل حممد فإنك محيد جميد«قالت أم سلمة: فرفعت الكساء ألدخل بينهم فاجتذبه وقال: 1- تفسر امليزان ج 3 ص 233 خصائص الوحي املبن ابن طارق ص 129 الدر املنثور جال الدين السيوطي ج 2 ص االحزاب:.33 43

44 املنزلة اخل صي صة لعلي ) ( من ر سول اهلل ) (»إنك لعى خر«))). وروى إساعيل بن عبد اخلالق عن أيب عبد اهلل )عليه السام( أنه قال:»إهنا نزلت فينا أهل البيت أصحاب الكساء«))). فهذه القرابة القريبة خصت بعي وفاطمة واحلسن واحلسن وذريتهم عليهم أفضل الصاة والسام فقد روى صاحب الكشاف )أهنا ملا نزلت قيل يا رسول اهلل من قرابتك هؤالء الذين وجبت علينا مودهتم قال عي وفاطمة وابنامها( ))). فهم اهلداة املهدين بعد النبي حممد )صى اهلل عليه وآله( ولوال ط هرهم ملا خصهم اهلل هبذه املنزلة وإنا وجدهم طيبن طاهرين فخصهم اهلل بالرسالة الساوية وأورثهم علم النبوة وأعطاهم من الفضل ما مل يصل له نبي مرسل وال ملك مقرب إال حبيبه حممد )صى اهلل عليه وآله( الوحيد الذي سبقهم بالفضل واملرتبة فلوالهم ملا استقام الدين ويكفي حديث الثقلن يف بيان عظمتهم وبيان شأهنم فهم السبيل إىل اهلل ورسوله. عن أيب سعيد اخلدري قال: قال رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله(: )إن تارك فيكم أمرين أحدمها أطول من اآلخر كتاب اهلل حبل ممدود من الساء إىل األرض وعريت أال وإهنا لن يفرقا حتى يردا عي احلوض فقلت أليب سعيد: من عرته 1- الربهان ج 4 ص 824 ح الربهان ج 4 ص 822 ح الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون األقاويل يف وجوه التاويل الزخمرشي ج 3 شح ص

45 قال: أهل بيته( ))). وقد جاء يف عيون االخبار يف باب ذكر جملس الرضا )عليه السام( مع املأمون وهو حديث طويل حدثنا حممد بن عبد اهلل بن جعفر احلمري عن أبيه عن الريان بن الصلت قال: حرض الرضا عليه السام جملس املأمون بمرو وقد اجتمع يف جملسه مجاعه من علاء أهل العراق وخراسان فقال املأمون: أخربون عن معنى هذه اآلية: ث م أ و ر ث ن ا ال ك ت اب ال ذ ي ن اص ط ف ي ن ا م ن ع ب اد ن ا ))) فقالت العلاء: أراد اهلل عز وجل بذلك األمة كلها فقال املأمون: ما تقول يا أبا احلسن فقال الرضا )عليه السام(: ال أقول كا قالوا ولكني أقول: أراد اهلل عز وجل بذلك العرة الطاهرة فقال املأمون: وكيف عنى العرة من دون األمة فقال له الرضا عليه السام: إنه لو أراد األمة لكانت أمجعها يف النة لقول اهلل عز وجل: ف م ن ه م ظ ال ل ن ف س ه و م ن ه م م ق ت ص د و م ن ه م س اب ق ب ال ي ات ب إ ذ ن اهلل ذ ل ك ه و ال ف ض ل ال ك ب ر ))) ثم مجعهم كلهم يف النة فقال عز وجل: ج ن ات ع د ن ي د خ ل ون ه ا ي ل و ن ف يه ا م ن أ س او ر م ن ذ ه ب ))) فصارت الوراثة للعرة الطاهرة ال لغرهم فقال املأمون: من العرة الطاهرة فقال الرضا )عليه السام(: الذين وصفهم اهلل يف كتابه فقال عز وجل: إ ن ا ي ر ي د اهلل ل ي ذ ه ب ع ن ك م الر ج س أ ه ل ال ب ي ت و ي ط ه ر ك م ت ط ه ير ا ))) وهم الذين قال رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله(:»إن خملف فيكم الثقلن كتاب اهلل وعريت 1- اخلصال الشيخ الصدوق ص 65 ح فاطر:.32-3 فاطر:.32-4 فاطر:.33-5 األحزاب:.33 45

46 املنزلة اخل صي صة لعلي ) ( من ر سول اهلل ) ( أهل بيتي أال وإهنا لن يفرقا حتى يردا عي احلوض فانظروا كيف ختلفون فيها أهيا الناس ال تعلموهم فإهنم أعلم منكم قالت العلاء: أخربنا يا أبا احلسن عن العرة أهم األل أم غر االل فقال الرضا عليه السام: هم اآلل فقالت العلاء: فهذا رسول اهلل )صى اهلل عليه وآله( يؤثر عنه أنه قال: أمتي آل وهؤالء أصحابه يقولون باخلرب املستفاض الذي ال يمكن دفعه آل حممد أمته فقال أبو احلسن عليه السام: أخربون فهل حترم الصدقة عى اآلل فقالوا: نعم قال: فتحرم عى األمة قالوا: ال قال: هذا فرق بن اآلل واألمة ويكم أين يذهب بكم أرضبتم عن الذكر صفحا أم أنتم قوم مرفون أما علمتم أنه وقعت الوراثة والطهارة عى املصطفن املهتدين دون سائرهم قالوا: ومن أين يا أبا احلسن فقال من قول اهلل عز وجل: و ل ق د أ ر س ل ن ا ن وح ا و إ ب ر اه يم و ج ع ل ن ا ف ذ ر ي ت ه م ا الن ب و ة و ال ك ت اب ف م ن ه م م ه ت د و ك ث ير م ن ه م ف اس ق ون ))) فصارت وراثة النبوة والكتاب للمهتدين دون الفاسقن أما علمتم أن نوحا حن سأل ربه عز وجل: ف ق ال ر ب إ ن اب ني م ن أ ه ل ي و إ ن و ع د ك ال ق و أ ن ت أ ح ك م ال اك م ني ))) وذلك أن اهلل عز وجل وعده أن ينجيه وأهله فقال ربه عز وجل: إ ن ه ع م ل غ ي ص ال ف ل ت س أ ل ن م ا ل ي س ل ك ب ه ع ل م إ ن ي أ ع ظ ك أ ن ت ك ون م ن ال اه ل ني ))) فقال املأمون: هل فض ل اهلل العرة عى سائر الناس فقال أبو احلسن: إن اهلل عز وجل أبان فضل العرة عى سائر الناس يف حمكم كتابه فقال له املأمون: وأين ذلك من كتاب اهلل فقال له الرضا )عليه السام( يف قول اهلل عز وجل: إ ن اهلل اص ط ف ى آد م و ن وح ا و آل إ ب ر اه ي م و آل ع م ر ان ع ل ى ال ع ال ني * ذ ر ي ة -1 احلديد:.26-2 هود:.45-3 هود:.46 46