الدعم النفسي االجتماعي والحوار في الجمهورية العربية السورية ولبنان

النسخ

1 الدعم النفسي االجتماعي والحوار في الجمهورية العربية السورية ولبنان

2 إن اآلراء املذكورة يف هذا التقرير هي آراء املؤلفني وهي ال تعبر بالرضورة عن وجهات نظر املنظمة الدولية للهجرة.)IOM( إن التسميات املستخدمة وعرض املواد عىل امتداد التقرير ال يدل بأي شكل من األشكال عىل آراء املنظمة الدولية للهجرة حول الوضع القانوين ألي دولة أو أرض أو مدينة أو منطقة أو حول سلطات هذه األخرية أو حدودها أو خطوطها الفاصلة. إن املنظمة الدولية للهجرة ملتزمة باملبدأ القائل بأن الهجرة املنظر مة والتي تتمر بأسلوب إنساين تفيد املهاجرين واملجتمع. تعمل املنظمة الدولية للهجرة من موقعها كمنظمة حكومية دولية بالتعاون مع رشكاءها يف املجتمع الدويل عىل: املساعدة عىل التصدي للتحديات التشغيلية للهجرة تحسني فهم القضايا املتعلقة بالهجرة تعزيز التنمية االجتامعية واالقتصادية من خالل الهجرة والنهوض بكرامة املهاجرين اإلنسانية ورفاههم. تم تطوير هذا املنشور مبساهمة الوكالة اإليطالية للتنمية والتعاون. إن اآلراء املذكورة يف هذا التقرير هي آراء املؤلفني وهي ال تعبر بالرضورة عن وجهات نظر الوكالة. النارشون: املنظمة الدولية للهجرة 17 شارع موريون ص.ب جنيف 19 سويرسا هاتف: فاكس: بريد إلكرتوين: موقع إلكرتوين: قام مبراجعة ترجمة وتدقيق النسخة العربية : البوفسور سليامن كاسوحة صورة الغالف: Untitled )بال عنوان( بريشة أ ن س البيحي زيتية عىل قامش. هذه اللوحة هي تعليق شخيص للبيحي وهي رسام محرتف وطالب يف برنامج املاجستري عىل أحد مناهج الدورة. 2014/ أ ن س البيحي 2018 املنظمة الدولية للهجرة )IOM( كل الحقوق محفوظة. ال ميكن إعادة نسخ أي جزء من هذا اإلصدار أو حفظه داخل نظام اسرتجاع أو إرساله بأي شكل أو وسيلة سواء كانت إلكرتونية أو آلية أو عب نسخه أو تسجيله أو غريها من الطرق دون املوافقة الخطية املسبقة للنارشين.

3 الدعم النفسي االجتماعي والحوار في الجمهورية العربية السورية ولبنان اإ صدار من برنامج املاج ستري التنفيذي املهني يف الدعم النف سي االجتماعي واحلوار ر ؤو ساء التحرير: أاندريا دي غوتري كيارا ماك ي غوغلييلمو سكينينا

4

5 تمهيد اأكرث من ثمانية ع شر مليون مدين مت ضررون من النزاع ال سوري. اأكرث من خم سة ماليني مواطن سوري تركوا بلدهم وطلبوا اللجوء خارجا وخ صو صا يف لبنان واالأردن وتركيا. لقد دخلت هذه املاأ ساة التي ال تنتهي عامها ال ساد س. هناك اأ شخا ص و لدوا داخل خميمات اللجوء ومل يحظوا بفر صة لعي ش حياة طبيعية. اإن وطاأة هذه الكارثة قا سية ب شكل خا ص على االأطفال وا أالجيال النا شئة كما وعلى ا أالمهات واملتقد مني يف ال سن وذوي االحتياجات اخلا صة وكل الفئات امل ست ضعفة من املدنيني الذين دائما ما يكونون اأو ل ضحايا النزاعات والتهجري الق سري. تلك هي الفئات امل ست ضعفة التي ي صب Italiana" "Cooperazione )التعاون ا إاليطايل( معظم تركيزه عليها. منذ ن شوء ا أالزمة خ ص صت إايطاليا موارد ضخمة )مئة وخم سة وع شرين مليون يورو( للم ساعدة على تخفيف معاناة ال سكان املدنيني. لقد لب ينا النداء القوي الذي اأطلقه ا أالمني العام ل أالمم املتحدة "ال تتخل وا عن اأحد" مما يعني اأن مننح ا أالولية يف عملنا لدعم الفئات االأكرث ضعفا واالأ شد تاأثرا اإ ضافة اإىل حماية كرامة االإن سان. اختار البابا فرن سي س تكري س ال سنة اليوبيلية اال ستثنائية لنف س مبادئ الت ضامن والرحمة. ن سعى اإىل حتقيق هذه االأهداف ب شكل اأ سا سي من خالل ا ستهداف تلبية احلاجات ا أال سا سية لل سكان الطعام والرعاية ال صحية والتعليم واأي ضا من خالل متويل العمل االجتماعي يف لبنان واالأردن. نهدف اإىل توفري م صدر دخل الأرباب العائالت واإىل م ساعدتهم على ا ستعادة التقدير واالحرتام. نقوم اأي ضا بتقدمي الدعم النف سي االجتماعي ل ضحايا النزاع بهدف الو صول تدريجيا اإىل شفاء جراح العنف والعنف القائم على النوع االجتماعي. ين شط Italiana" "Cooperazione )التعاون االإيطايل( جدا يف جمال التنمية اإ ضافة إاىل التزامه بامل ساعدة االإن سانية يف حاالت الطوارئ اإذ أان التنمية ت سمح بتحقيق هدفني. من جهة ت ساهم التنمية يف تعزيز دور اإيطاليا ال سيا سي يف ال شرق االأو سط الذي ي عترب منطقة ا سرتاتيجية أا سا سية للعالقات واالأمن الدوليني منطقة لطاملا احتلت موقعا حموريا يف ال سيا سة اخلارجية الإيطاليا. من جهة اأخرى ت ساعد التنمية على خلق الظروف املالئمة لبناء املجتمع املدين املحلي ولتعزيز قدرة ال سكان املحليني على ال صمود ول صنع الرتياق االأكرث فعالية ضد خطر انت شار ا إاليديولوجيات الراديكالية واملتطرفة يف منطقة ال شرق االأو سط. ب شكل خا ص يرك ز عملنا احلايل وامل ستقبلي على ا أالجيال ال شابة مع منح االأولوية v الدعم النفسي االجتماعي والحوار في الجمهورية العربية السورية ولبنان

6 للتعليم والتدريب املهني. يف الوقت نف سه ن سعى إاىل دعم امل ساواة بني الرجل واملراأة ب شكل م ستمر وذلك القتناعنا باأن م شاركة املراأة تلعب دورا م صرييا يف بناء ال شرق االأو سط اجلديد. يهدف تركيزنا على ال شباب اإىل احلر ص على اأال ينتج عن النزاع " ضياع جيل" من ال سوريني. اإن ال سماح لالأطفال ال سوريني بالذهاب اإىل املدر سة ضروري ل ضمان متت عهم ببيئة آامنة وم ساملة. اإن اال ستثمار يف التعليم يعني منح اجلمهورية العربية ال سورية اأمال جديدا يف م ستقبل ي سوده ال سالم إاذ أان املدر سة ت شك ل اأف ضل رادع ملخاطر العنف والت شدد. هذا االأمر ال يعني فقط التعليم املدر سي الر سمي اإمنا ي شمل اأي ضا ما ي عرف ب"التعليم غري الر سمي" الذي يوف ر ل أالطفال م ساحات اآمنة حيث ميكنهم اللعب وممار سة الريا ضة وامل شاركة يف خمتربات فنية. بهذه الطريقة يحظى االأطفال بفر صة لتنمية مواهبهم ولل سعي وراء االأمور التي تثري شغفهم ولن سيان فظائع احلرب ولو ل ساعات قليلة. ين سط Itali-" Cooperazione "ana )التعاون االإيطايل( جدا يف هذا املجال خ صو صا يف لبنان. سوف نكمل هذه امل سرية طاملا لزم االأمر اإىل اأن ينري ضوء العقل ظلمة هذا النزاع الالمتناهي. سوف يبقى هدفنا هو نف سه: اأال نتخلى عن اأحد. ل سنا وحيدين يف هذا املجهود القا سي وهذا ا أالمر هو م صدر إالهام بالن سبة اإلينا يدفعنا إاىل موا صلة عملنا ب صرب وتفان. ميكننا االعتماد على ا آالالف من املتطوعني والعاملني يف املجال االإن ساين شبان و شابات يتعاونون معنا على تنفيذ م شاريع الدعم ا إالن ساين والتعاون االإمنائي العديدة القائمة يف اجلمهورية العربية ال سورية وغريها من الدول يف املنطقة. من خالل دعم برنامج املاج ستري يف الدعم النف سي االجتماعي واحلوار الذي هو م صدر هذا االإ صدار ساهمت املديرية العامة للتعاون ا إالمنائي لوزارة ال س ؤوون اخلارجية والتعاون الدويل يف إايطاليا يف تدريب مهنيني سوريني ولبنانيني سوف يقومون بتعزيز جتم ع اخلرباء املحليني امللتزمني توفري دعم نف سي اجتماعي متخ ص ص لل سكان املت ضررين من النزاع والهجرة. (*) الس فير بييترو س يباس تياني سفري روما 23 آاب 2017 * سعادة السفري بييرتو سيباستياين هو املدير العام األسبق للمديرية العامة للتعاون اإلمنايئ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدويل اإليطالية. يشغل سيباستياين حاليا موقع السفري اإليطايل لدى الكريس الرسويل.( vi تمهيد

7 شكر وتقدير يتقد م فريق التحرير واملنظمة الدولية للهجرة بال شكر إاىل كل من ساهموا يف جعل اإ صدار هذا املوؤلف وتنظيم برنامج املاج ستري التنفيذي اأمرا ممكنا. نحن ممتن ون لالأبحاث والتحاليل القي مة التي أاجراها اخلرباء الدوليون الثالثة الذين األفوا ف صول هذا االإ صدار ماري اآدال سامل األي ساندرا رو سي غيغليوين و أا سامة صفا. نتقد م بجزيل ال شكر اإىل فريق الدعم النف سي االجتماعي يف املنظمة الدولية للهجرة يف اجلمهورية العربية ال سورية ولبنان ونخ ص بال شكر اأمال عطايا مديرة امل شروع ن سرين يا سني من سقة املاج ستري مي سا ح سن موظفة وطنية اإ ضافة اإىل رئي س بعثتي املنظمة الدولية للهجرة يف كال البلدين. نحن اأي ضا ممتنون للجامعة اللبنانية رئا سة وكليات وبالتحديد للرئي س ولعميد كلية العلوم االجتماعية ولعميد كلية الفنون التطبيقية اإ ضافة اإىل الكلية االأ سا سية للدورة من ضمنها الربوف سور فريديريك معتوق مدير الدورة الربوف سور نزار أابو جودة من كبار املدر سني والربوف سور سليمان كا سوحة من جامعة دم شق. واأخريا نود اأن ن شكر كل املدر بني وخ صو صا الطالب على العمل الرائع الذي يقومون به وعلى التزامهم ببناء قدراتهم اأكرث فاأكرث بهدف خدمة ا آالخرين ب شكل اأف ضل. vii الدعم النفسي االجتماعي والحوار في الجمهورية العربية السورية ولبنان

8

9 املحتويات iii v ix متهيد شكر وتقدير الئحة بالجداول والرسومات توطئة الفصل األول الدعم النفيس االجتامعي يف لبنان والجمهورية العربية السورية: ن ه ج الدعم النفيس االجتامعي يف البلدان املترضرة من األزمة 1.1. مقدمة 1.2. الجراح 1.3. مفاهيم الدعم النفيس االجتامعي والحوار 1.4. الجسور-االستجابة يف الحارض 1.5. توصيات حول التدخالت املستقبلية 1.6. خالصة 1.7. الئحة باملراجع الفصل الثاين الدعم النفيس االجتامعي والحوار يف لبنان والجمهورية العربية السورية: دور التدخالت املبنية عىل الفن 2.1. بني الفن والصحة: منشأ التدخل املبني عىل املرسح االجتامعي يف املجال النفيس اجتامعي 2.2. املرسح االجتامعي: بني الفن والصحة والتنوع 2.3. املفاهيم األساسية للمرسح االجتامعي والدعم النفيس االجتامعي 2.4. املرسح والدعم النفيس االجتامعي يف إطار املاجستري التنفيذي املهني يف لبنان التابع للمنظمة الدولية للهجرة يف لبنان 2.5. تحديات اإلطار: بني الثقافة وحاالت الطوارئ 2.6. التدخالت املبنية عىل املرسح مع الجئني سوريني ومضيف لبناين: املجموعات املستهدفة وهيكلية األعامل امليدانية 2.7. الجوانب املحورية للتدخل املبني عىل املرسح االجتامعي مع مضيفني لبنانيني والجئني سوريني ix الدعم النفسي االجتماعي والحوار في الجمهورية العربية السورية ولبنان

10 توصيات إضافية حول التدخل املبني عىل املرسح يف الدعم النفيس االجتامعي 2.9. االنتقال من التدخل عىل مستوى املجموعة إىل التدخل املبني عىل املجتمع: خطوات إضافية ينبغي ات باعها الئحة باملراجع الفصل الثالث الدعم النفيس االجتامعي والحوار يف لبنان والجمهورية العربية السورية: ن ه ج الوساطة املستخد مة يف حل النزاعات 3.1. مقدمة 3.2. استعراض للمؤلفات 3.3. تحديد النطاق الجغرايف للفصل 3.4. تحديد النطاق املواضيعي للفصل 3.5. تحليالت نقدية مبنية عىل النتائج املستخلصة من األبحاث امليدانية وعىل املؤلفات األدبية ذات الصلة 3.6. خالصة 3.7. الئحة باملراجع خالصة عامة الئحة بالجداول والرسومات الجدول ١: شبكة الشدائد الرسم ١: الجهات الفاعلة ون ه ج بناء السالم الرسم ٢: املراحل املمكنة لنهج متكامل للدعم النفيس اجتامعي وبناء السالم x المحتويات

11 توطئة يرتكز هذا االإ صدار على طبعت ي برنامج املاج ستري التنفيذي املهني يف الدعم النف سي االجتماعي واحلوار وهو يتاألف من حتليل نقدي لالأعمال امليدانية وا أالبحاث التي قام بها طالب برنامج املاج ستري لغر ض اأطروحاتهم النهائية. تنبع فكرة هذا املوؤل ف- الذي هو ثمرة املجهود امل شرتك الذي قام به ق سم ال صحة النف سية واال ستجابة النف سية اجتماعية والتوا صل بني الثقافات يف املنظمة الدولية للهجرة ومعهد سانت اآنا للدرا سات املعم قة- من االعرتاف بال صعوبة احلالية الق صوى يف القيام باأبحاث ميدانية يف بع ض املناطق التي الم ستها حتاليل الطالب مما يجعل من ا أالهمية البالغة اأن تو ضع املعطيات واملعلومات التي جمعها الطالب يف متناول الباحثني واملمار سني يف املجاالت ذات ال صلة. مت تقييم اأطروحات الطالب ب شكل نقدي يف هذا االإ صدار من قبل ثالثة خرباء دوليني متخ ص صني يف جماالت الدعم النف سي االجتماعي والتدخالت املبنية على الفن واإدارة ا أالزمات قاموا بقراءة النتائج امل ستخل صة من خالل عد سة املوؤلفات ا أالدبية املتوف رة. بهدف اإي ضاح هدف هذا االإ صدار واأهميته ب شكل أاف ضل يجدر التذكري بكيفية ن شوء فكرة برنامج املاج ستري التنفيذي وباالحتياجات املحددة التي هدف اإىل تلبيتها. عام 2012 عقب تلك االأحداث يف اجلمهورية العربية ال سورية التي ن ساأت عنها أازمة معقدة ما زلنا ننتظر ر ؤوية خوامتها والتي قي دت واأ صابت بال شلل القدرات ال سيا سية والدبلوما سية واالإن سانية والدولية على تطبيق القانون واالأخالقيات - بداأت املنظمة الدولية للهجرة ت ستجيب لالحتياجات النف سية اجتماعية النا شئة لدى ال سوريني. يف تلك املرحلة و سط اآمال باأن تتو ص ل التدخالت ا إالن سانية الدولية أاو املفاو ضات ال سيا سية إاىل حل سريع للنزاع وب سبب زيادة عدم ا ستقرار الو ضع االأمني يف البلد مت توجيه معظم امل ساعدات ا إالن سانية نحو البلدان املجاورة حيث جلاأ املاليني من ال سوريني املت ضررين من النزاع وعدم اال ستقرار ال سيا سي وانعدام االأمان. يف هذا ال سياق قررت املنظمة الدولية للهجرة تطبيق ن شاطاتها املتعلقة بالدعم النف سي االجتماعي داخل اأرا ضي اجلمهورية العربية ال سورية مع اعتماد برنامج يرك ز على دعم وبناء قدرات املمار سني يف املجال النف سي اجتماعي املحليني واأولئك القادرين على اال ستجابة يف املجال ا إالن ساين الذين مل يغادروا البلد والذين كانوا يقد مون امل ساعدة يف ظل ظروف ع صيبة يف معظم ا أالحيان دون القدرات الالزمة للتعامل مع ال صعوبات الن سقية لالأو ضاع ومع ضخامة امل شاكل وحداثتها بينما هم اأي ضا يعانون من التبعات العاطفية واالجتماعية واالأنرثوبولوجي النهيار الب نى الرمزية والعالئقية للمجتمع ال سوري. كان لهذا القرار عالقة يف بدء هذه املبادرة ورغبة يف التواجد بالقرب من االأ شخا ص الذين ي حدثون فرقا يف احلياة اليومية ملعظم ال سوريني الذين ما زالوا يعي شون داخل البلد. اإن ما دفع باملنظمة الدولية xi الدعم النفسي االجتماعي والحوار في الجمهورية العربية السورية ولبنان

12 للهجرة اإىل االنخراط يف هذا املجال يف البداية هي يف احلقيقة سل سلة من حلقات العمل اال ست شارية متك ن رئي س ق سم ال صحة النف سية واال ستجابة النف سية اجتماعية )MHPSS( يف املنظمة الدولية للهجرة من تنظيمها يف دم شق ب ضعة اأ شهر بعد بداية ا أالزمة مع ممار سني يف جمال الدعم النف سي االجتماعي ومدراء ماآو وغريهم من العاملني يف املجال ا إالن ساين الذين كانوا اأ صال جزءا من شبكة ال صحة النف سية واال ستجابة النف سية اجتماعية )MHPSS( يف املنظمة الدولية للهجرة و أاولئك الذين ا س ت ح ض روا من ق ب ل الهالل االأحمر ال سوري العربي ومفو ضية ا أالمم املتحدة ل س ؤوون الالجئني.)UNHCR( حلقات العمل هذه سمحت للمنظمة الدولية للهجرة باالطالع ب شكل مبا شر على احتياجات هوؤالء املهنيني. ب شكل عملي اأكرث كانت املنظمة الدولية للهجرة كما العديد غريها من املنظمات تواجه صعوبات كثرية يف الو صول اإىل ال سكان االأكرث ت ضررا للقيام بتدخالت دعم "غري مادية". هذه التدخالت كتدخل الدعم النف سي اجتماعي تتطل ب من امل ساعدين اأن يتعاملوا ب شكل مبا شر مع ال سكان املت ضررين على خالف عملية توزيع املواد الوا سعة النطاق فكانت اأكرث تعقيد ا للتنظيم. لذلك بدا اأن متكني ودعم اأولئك الذين يقومون اأ صال بتقدمي الدعم ل شعوبهم من مراكز ومواقع ر سمية وغري ر سمية متعددة اأف ضل ا سرتاتيجية لدعم التدخالت النف سية االجتماعية للمت ضررين. اإ ضافة اإىل ذلك حتم ل فريق عمل ق سم ال صحة النف سية واال ستجابة النف سية اجتماعية )MHPSS( يف املنظمة الدولية للهجرة م سوؤوليته االأخالقية أان يكونوا قرب هوؤالء الزمالء وهذه ال شبكات بعد لقاءاتهم ا أالوىل وحلقات العمل التي شاركوا فيها معا. ت صو ر الربنامج الذي نتج عن هذا االأمر والذي مو لته الوكالة االإيطالية للتعاون االإمنائي جمموعة من سبل تدريب خمتلفة ومتنوعة من حيث املحتوى واملدة لفئات متنوعة من املتخ ص صني يف جمال الدعم النف سي االجتماعي يف اجلمهورية العربية ال سورية اإ ضافة إاىل تدريبات على املهارات النف سية اجتماعية موج هة إاىل امل ستجيبني االأوائل. هذه التدريبات اإ ضافة اإىل كونها تثقيفية ومفيدة كانت اأي ضا م ساحة لال سرتخاء والإعادة صياغة جتارب احلياة بطريقة جماعية ومن خالل تبادل املعلومات. من ضمن مبادرات التدريب املختلفة مت ت صميم برنامج ماج ستري تنفيذي يف الدعم النف سي االجتماعي واحلوار ميتد على سنة واحدة بالتعاون مع اجلامعة اللبنانية وبع ض الزمالء اللبنانيني يف جمال الدعم النف سي االجتماعي ومت تطبيقه على جيلني من الطالب. اإن فكرة تنظيم برنامج ماج ستري تنفيذي مهني يدر س نقاط التالقي بني الدعم النف سي االجتماعي واحلوار يف سياق االأزمة يف اجلمهورية العربية ال سورية كانت ت ستند اإىل عدة اعتبارات. اأحد هذه االعتبارات كان حماولة تعزيز نهج نف سي اجتماعي ينظر اإىل أابعد من علم النف س ال سريري ومناذج ال صحة العامة لي شمل االإ سهامات التي من ساأن طائفة اأو سع من العلوم االجتماعية والنف سية من ضمنها علم النف س االجتماعي واملجتمعي علم اللغويات االأنرثوبولوجيا ا إالثنوغرافيا الفنون التطبيقية - اأن تقد مها اإىل العمل االإن ساين خا صة يف مواقف كتلك التي كانت تتك ش ف يف اجلمهورية العربية ال سورية حيث تت شابك وترتابط النواحي اجليو سيا سية والتاريخية واالأنرثوبولوجي واالجتماعية والفردية العاطفية ب شكل عميق. يف احلقيقة إان االنهيار الثقايف واالأنرثوبولوجي وال سيا سي واالجتماعي xii توطئة

13 الذي ت ع ر ض و ي ت ع ر ض له الن سق ال سوري ويف الوقت نف سه اإعادة تعريف الهوية والعالقات التي يفر ضها التدفق ال سوري يف اجلمهورية العربية ال سورية كما ويف الدول امل ضيفة كلبنان اأو جنوب تركيا ويف مفهوم ظاهرة الهجرة بحد ذاتها يف أاوروبا ال ميكن اختزاله يف ا آالثار العاطفية املر ضية أاو ال سلبية التي تركها يف بع ض االأفراد كما وال ميكن لهذه االآثار اأن ت عال ج من قبل مهنيني بحاجة إاىل فهم ال سياق ا أالكرب الذي تظهر فيه هذه االآثار. اإن حماولة البحث عن العالقة املتبادلة بني الدعم النف سي االجتماعي واحلوار بطرق عملية ومربجمة كانت اأي ضا طريقة للعمل على االأ سباب اجلذرية للنزاع عو ضا عن ح صر التدخ ل باالآثار التي ميكن للنزاع اأن يرتكها على نف سية الفرد ومل ساعدة املهنيني على التعامل يف ميادين تدخالتهم مالجئ للمهجرين داخليا اأحياء جمموعات غري ر سمية كنائ س وجوامع مراكز صحية خمي مات منظمات غري حكومية- لي س فقط مع اجلراح ال شخ صية اإمنا اأي ضا اجلراح بني االأ شخا ص تلك التي بني ال سوريني يف لعبة االأدوار والهويات املتغري ة با ستمرار املن سوبة اأو املفرت ضة اأو املعرت ض عليها ال سيا سية والدينية وال شخ صية التي تدور حول هذه ا أالزمة بالتحديد. وفقا للزمالء ال سوريني امل شاركني يف العمليات اال ست شارية يجب اعتبار الدعم النف سي االجتماعي واحلوار وجهني لعملة واحدة. اإ ضافة اإىل ذلك نقل ه ؤوالء الزمالء اأنف سهم ا ستياء متزايدا من مناذج تدخل كثرية مل ترق اإىل م ستوى الو ضع القائم لالأزمة. حتد ث ه ؤوالء الزمالء عن عدم ارتياح وعجز يكاد ي صيبهم بال شلل اأو حتى عن ذنب ال ميكن تخط يه حتى و إان كان متوه ما إاال اإذا حاولوا القيام ب شيء ما للم ساعدة على اإدارة النزاع اأقل ه على امل ستوى املجتمعي ال صغري. قد مت املنظمة الدولية للهجرة الدعم النف سي االجتماعي للمهاجرين وللمجتمعات املت ضررة من النزاعات منذ اأواخر العام منذ البداية ت ضم نت ن شاطات بناء القدرات يف املجال النف سي اجتماعي اخلا صة باملنظمة الدولية للهجرة تنظيم دورات للح صول على ماج ستري تنفيذي اأو دبلوم اأو دورات شهادات يف الهجرة والدعم النف سي االجتماعي للمهنيني يف الدول املت ضررة من النزاعات مثل كو سوفو 1 و صربيا وكولومبيا وليبيا ولبنان واجلمهورية العربية ال سورية وتركيا. إان الدورة التي مت تنظيمها يف اجلامعة اللبنانية واإن كانت فريدة الأنه مت تف صيلها لتتنا سب وخ صو صيات ا أالزمة يف اجلمهورية العربية ال سورية تقا سمت مع الدورات االأخرى بع ض اأوجه ال شبه العملية والبيداغوجية اإ ضافة اإىل مبداأين م لهمني. املبداأ االأول هو نهج ن سقي على سبيل املثال ال سعي إاىل جعل الطالب قادرين على فهم التفاعالت املعقدة بني ن سق املعاين اجليو سيا سية والتاريخية وال شخ صية والتفاعلية واالإن سانية واملجتمعية والثقافية الفرعية يف عمل الدعم النف سي اجتماعي الذي يقومون به. املبد أا الثاين هو مراعاة االرتباط ال شديد للدعم النف سي 1 إن اإلحاالت إىل كوسوفو هي كام وردت يف سياق القرار رقم )1999( 1244 الصادر عن مجلس األمن التابع لألمم املتحدة. xiii الدعم النفسي االجتماعي والحوار في الجمهورية العربية السورية ولبنان

14 بالثقافة واأن القيمة املقارنة أالي تدخل دويل يف هذا املجال بالتحديد هي يف املهارات التقنية التي ميكن لهذا التدخل اأن ياأتي بها لدعم املوارد املحلية اإذا وفقط اإذا ر أات هذه املوارد املحلية أان هذه املهارات مفيدة لها ولعملها يف هذا املجال. نتيجة لذلك مت تنظيم الدورة لتكون م ساحة للقاء ولتبادل املعلومات وا أالخالقيات واملفاهيم بني خرباء دوليني واأكادمييني وممار سني ميدانيني هدفهم هو لي س اقرتاح ن سخ ممار سات ومناذج موجودة اإمنا ابتكار سرد جديد وت شاركي ون سقي للتدخالت النف سية اجتماعية يف اجلمهورية العربية ال سورية. نتج عن هذين املبداأين ملكية حملية وا ستمرارية ونهج قائم على املجتمع وتعددية تخ ص صات. من حيث االعتبارات العملية مت ت صميم الدورة بالتعاون مع رئا سة اجلامعة اللبنانية بطريقة تراعي املتطلبات الرتبوية )عدد ساعات الدورات املقدمة ا أالعمال امليدانية عمليات التقييم( لل شهادة املعنية. مت تقدمي الدورة بن سختيها كل نهاية اأ سبوعني لل سماح مب شاركة املهنيني النا شطني مع ال سكان املت ضررين. كان برنامج املاج ستري جمانيا ومت اختيار امل شاركني من خالل عملية تناف سية بني مهنيني ونا شطني يف جماالت علم النف س والعمل االجتماعي والتعليم والفنون التطبيقية والطب النف سي. ت ضم نت اخلطة الرتبوية حما ضرات اأمامية وحلقات عمل تفاعلية وجتارب حماكاة واأعمال ميدانية خا ضعة لالإ شراف يف عملية سمحت للطالب التعل م بطريقة تفاعلية باأ سلوب العمل بني ا أالقران داخل ال صف يف البداية ومن ثم انتقل الطالب اإىل اختبار املهارات التي تعل موها داخل امل ساحة ا آالمنة حللقات العمل وجتارب املحاكاة واأخريا طب قوا املهارات املكت سبة على العامل الواقعي حيث كانوا يف البداية خا ضعني لالإ شراف. اأدار ن سختي الدورة فريديريك معتوق لكن هاتني الن سختني مل تكونا متطابقتني اإذ أانه مت إاعادة ت صميم الن سخة الثانية ا ستنادا اإىل تقييم لالأمور التي حققت جناحا اأكرب وحملت اأهم ية أاكرب يف الن سخة االأوىل. لكن الن سختني كانتا مت شابهتني جدا ومبني تني على ثالثة حماور بيداغوجية مرتابطة وكان لديهما االأهداف ذاتها التي ميكن اخت صارها بال شكل التايل: التعر ف على املخاطر التي ي شك لها النزوح والهجرة واحلرب على الرفاه النف سي واالجتماعي وحتديد مفهوم لها فهم وحتليل االحتياجات النف سية اجتماعية فيما يخ ص االإطارين النف سي والثقايف املعنيني اعتماد نهج خال ق والفنون التطبيقية حلماية التحوالت يف الن سيج املجتمعي وتدعيمها ومرافقتها اعتماد نهج خال ق والفنون التطبيقية و أادوات الو ساطة يف النزاعات للتخفيف من اآثار النزاع على م ستوى القواعد ال شعبية واملجتمعات ال صغرية فهم النهج الن سقية والعائلية وال سردية xiv توطئة

15 إادراك الطابع املعقد للنزاعات بهدف تطوير مهارات حلل النزاعات والو ساطة فيها تطوير نهج قائم على امل شاركة لتقييم احتياجات املجتمع بهدف ت صميم برامج تدخ ل تراعي الظروف املحلية و تفه م االختالفات يف سرد النزاع ووعي أاهمية الذاكرة الفردية والذاكرة اجلماعية يف الثقافات املتنوعة. تناول املحور االأول املفاهيم واملمار سات املت بعة يف الدعم النف سي االجتماعي يف حاالت النزاع من خالل عر ض للمعايري الدولية ولهرم اللجنة الدائمة امل شرتكة بني الوكاالت )IASC( لتدخالت ال صحة النف سية والدعم النف سي االجتماعي )ع ال عطايا( وملهارات امل شورة النف سية )بوال خال ص رينو س بابادوبولو س( مهارات التقييم )ع ال عطايا رنا عون( والنهج الن سقية يف الرعاية من ضمنها فهم ن سقي لالأحداث املعط لة والبناء امل شرتك للمعاين العالجية )رينو س بابادوبولو س( اإ ضافة اإىل الفهم الن سقي ملفهوم الهوية والتحو ل الذي يطراأ عليها )غوغلييلمو سكينينا أامال عطايا( ومفاهيم علم النف سي االجتماعي )نزار اأبو جودة(. تعم ق املحور الثاين يف اجلذور التاريخية للنزاع ال سوري )فريديريك معتوق وم سعود ضاهر( ويف املبادئ العامة للو ساطة يف النزاعات وللتحول وللحوار من ضمنها درا سة العنا صر العاطفية للنزاع واأثر النزاع على الثقافة العميقة والبنية العميقة للمجتمع )تات سو شي أاراي( ويف ممار سات الو ساطة يف النزاعات والتحو ل التعاي ش ال سلمي احلوار واالإدماج على م ستوى املجتمع ال صغري )اأ سامة صفا( ونظريات وممار سات ترميم وعدالة انتقالية يف ال شرق ا أالو سط )زينة احللو( ويف الت شيلي )اإليزابيت لريا( حيث مت ت اإ ضافة مكو ن نف سي اجتماعي اإىل جهود الرتميم والعدالة االنتقالية يف و ضع كانت احلكومة فيه طرفا يف النزاع ويف الوقت نف سه عامل الرتميم متاما كما لو كان ميكن اأن يحدث يف اجلمهورية العربية ال سورية يف تلك املرحلة. اإ ضافة اإىل ذلك مت ت ضمني هذا الق سم وحدة عن التوا صل غري العنيف كاأداة لتنظيم حلقات عمل ت ضم اأ شخا صا من خمتلف الف صائل حول جمموعة م شرتكة من اأدوات التوا صل ) سليمان كا سوحة( ووحدة عن التاريخ ال شفوي كطريقة للحفاظ على الذكريات وال سرديات املعق دة واملتعددة االأوجه للحرب. مت تخ صي ص املحور الثالث ال ستخدام الثقافة والن شاطات الثقافية يف العملية النف سية االجتماعية ويف عملية الو ساطة يف النزاعات وكطريقة للربط بينهما. إان االهتمام بالعمليات واالأدوات الثقافية واالإبداعية وامل سرحية كان اأي ضا ل سبب عملي جدا. يف ظل الو ضع ا أالمني الذي ن ساأ عن النزاع يف الكثري من احلاالت مل تكن امل شورة النف سية والعالج بالتحد ث مو ضع ترحيب وكان ا أالفراد يرتددون اأو ميتنعون عن امل شاركة العتبارات تتعلق باخل صو صية أاو باالأمان. إان ا ستخدام اأدوات اإبداعية وبالتايل ا ستعارات وت شابيه سمح لهم بالتعبري بطرق اآمنة عن ا أالمور التي ال ميكن و صفها ومقاربة حتويل النزاع بطريقة xv الدعم النفسي االجتماعي والحوار في الجمهورية العربية السورية ولبنان

16 خالية من اجلمود الذي توحي به تر س بات لغة ت ستند اإىل سرديات مهيمنة وا ستقطابية. املدربون لهذا الق سم كانوا: اأ( غوغلييلمو سكينينا الذي اأدار حلقات عمل حول املبادئ العامة لهذا العمل وحول منوذج "الدائرة املعقدة" ب( أادريان جاك سون ولوك اأوبديبيك اللذين أادارا حلقات عمل حول تقنيات متنوعة ل"م سرح امل ضطهدين" ت( زينة دكا ش التي اأدارت حلقة عمل حول العالج بالدراما و ث( ماري اآدال سامل وكرمي دكروب اللذين بحثا ممار سات ا ستخدام الدمى والفن املرئي كنوعني من الدعم النف سي االجتماعي. واأخريا وف رت اإيالريا توت شي التي بحثت يف أاطروحة الدكتوراه التي قد متها اإىل مركز ال سالم يف هل سنكي بحثت اأثر النماذج امل سرحية ومن ضمنها منوذج "الدائرة املعقدة" ل سكينينا يف عمليات بناء ال سالم ج سرا متينا بني هذا املحور البيداغوجي واملحور املتعلق بالو ساطة يف النزاعات. ت ضم نت الدورات يف النهاية اأعماال ميدانية موج هة حيث متك ن الطالب من تطبيق ما بلوروه معا مع مدر بيهم خالل اجلزء امل د ر س من الدورة. ت سن ى لهم اختيار املحور الذي يود ون تركيز عملهم عليه على الرغم من اأن معظم االأعمال امليدانية ت ضم نت عنا صر من كل املحاور. كون أان الطالب كانوا يعملون ب شكل رئي سي داخل اجلمهورية العربية ال سورية يف ظل ظروف أامنية وعملية بالغة ال صعوبة خلق صعوبات عديدة يف تنفيذ حلقات العمل مما جعل العملية اأكرث إاثارة لالهتمام واأكرث اإفادة. بع ض الطالب مل يتمك نوا من اإنهاء عملهم فيما ا ضطر البع ض االآخر اإىل تعديل عملهم ب شكل م ستمر ليتنا سب مع اأو ضاع جديدة. خلق هذا االأمر ميدانا تعليميا نتج عنه تقارير أاعمال ميدانية بالغة االأهمية اإمنا ال ترقى دائما اإىل معايري عالية من وجهة نظر اأكادميية. لذلك مت أاخذ قرار الطلب من معهد اأكادميي - معهد سانت اآنا للدرا سات املعم قة يف بيزا تعيني جمموعة من اخلرباء كي يقوموا بتحليل م ضمون كل ا أالطروحات وا ستخراج موا ضيعها الرئي سية والدرو س امل ستخل صة و أاف ضل املمار سات بهدف توفري اقرتاحات عملية ونقدية مفيدة للعاملني يف املجال النف سي اجتماعي يف املنطقة وخارجها. معهد سانت اآنا للدرا سات املعم قة هو جامعة م ستقلة ذات نظام خا ص ت عنى بدعم التعليم واالأبحاث من خالل برامج درا سات جامعية وماج ستري ودكتوراه يف جماالت العلوم االجتماعية )اقت صاد واإدارة قانون علوم سيا سية( والعلوم التجريبية والتطبيقية ( أابحاث زراعية هند سة درا سة الطب(. االأهم من ذلك هو اأن االأبحاث والن شاطات التدريبية لهذا املعهد الذي ميلك تاريخا طويال من التعاون مع املنظمة الدولية للهجرة ترك ز ب شكل كبري على حقوق االإن سان وعلى إادارة ا أالزمات. على سبيل املثال يقد م الربنامج الدويل للتدريب على اإدارة االأزمات )ITPCM( اخلا ص بكلية سانت آانا للدرا سات العليا برامج تدريبية موؤ س ساتية وعند الطلب ملوظ في البعثات امليدانية الدولية اإ ضافة اإىل تقدمي امل ساعدة للم شاريع وغريها من خدمات البحوث واال ست شارة يف جماالت كاملجاالت التالية: أا( حفظ ال سالم ب( امل ساعدات االإن سانية ت( مراقبة االنتخابات ث( تعزيز وحماية حقوق ا إالن سان ج( الدعم النف سي االجتماعي يف الهجرة وحاالت الطوارئ والنزوح )بالتعاون مع املنظمة الدولية للهجرة( ح( التنمية والتعاون غري املركزي و خ( اإعادة التاأهيل بعد انتهاء النزاع. اكت سب الربنامج الدويل للتدريب على إادارة االأزمات )ITPCM( xvi توطئة

17 منذ بدايته خربة مبا شرة يف عدة مناطق حول العامل من ضمنها غرب أافريقيا منطقة القرن االأفريقي ال شرق االأو سط منطقة البلقان اأمريكا الالتينية أاوروبا ال شرقية و آا سيا الو سطى. قرر معهد سانت اآنا للدرا سات املعم قة اأن ي شرتك يف هذا االإ صدار مع املنظمة الدولية للهجرة متا شيا مع ر سالة املعهد القائلة باأال يتبنى فقط االأبحاث ا أالكادميية العالية امل ستوى بل اأن يفع ل اأي ضا املعارف االأكادميية وي ضعها يف متناول العاملني يف املجال. تتمث ل امل ساهمة املحددة للمعهد يف االإ صدار احلايل اأوال يف اختيار كت ابه من بني بع ض اأكرث املهنيني خربة يف جماالت اخلربة املعنية أاي الدعم النف سي االجتماعي والتدخالت القائمة على الفن واإدارة النزاعات. اإ ضافة اإىل ذلك كان املعهد م سوؤوال عن تن سيق صياغة الف صول واالإ شراف عليها ل ضمان االت ساق يف بنيتها وحمتوياتها ومنهجها الت دري سي. ك ل ف ك ت اب االإ صدار الثالثة بالقيام بتحليل شامل الأكرث من اأربعني اأطروحة اأعد ها طالب برنامج املاج ستري يف الدعم النف سي االجتماعي واحلوار يف ن سختيه. ي شك ل كل ف صل من هذا االإ صدار انعكا س تاأم الت قائما بحد ذاته ومتما سكا يف نهج التدخل املعني تدعمه أادل ة منبثقة عن ا أالعمال امليدانية التي قام بها الطالب والتي ن س قوها ب شكل منهجي يف أاطروحاتهم با ستخدام بيانات كم ية ونوعية. يف كل ف صل يقد م الكت اب ا ستعرا ضا نقديا لهذه االأطروحات ي ستند اإىل امل ؤولفات العلمية املتوفرة يف كل من جماالت الدعم النف سي االجتماعي والتدخالت املبنية على الفن و إادارة النزاعات. تهدف الدرا سات الثالث إاىل تقييم الفعالية والتحديات التي متي ز الن ه ج املختلفة املبي نة يف االأطروحات مع االإ شارة حتديدا اإىل ال سياقات اجلغرافية واالجتماعية للجمهورية العربية ال سورية ولبنان. إان النتائج التي تو ص لت إاليها الف صول الثالثة ست سمح للممار سني وللعلماء العاملني يف املجاالت ذات ال صلة من اال ستفادة من التحليل النقدي الذي بناه الكت اب اخلرباء ويف الوقت نف سه ستزيد من قيمة املعلومات والبيانات القي مة التي جمعها طالب املاج ستري من خالل عملهم امليداين يف مناطق ال يزال الو صول إاليها صعبا جدا بالن سبة إاىل الباحثني. xvii الدعم النفسي االجتماعي والحوار في الجمهورية العربية السورية ولبنان

18

19 الفصل األول: الدعم النفيس االجتامعي والحوار يف لبنان والجمهورية العربية السورية: مناهج الدعم النفيس االجتامعي يف الدول املترضرة من األزمة ماري آدال سامل ملخ ص إثر النزاعات القامئة يف الجمهورية العربية السورية منذ العام 2011 يحتاج السكان املترضرون سواء كانوا نازحني أو غري نازحني إىل تدخالت دعم نفيس اجتامعي تأخذ باالعتبار الخصوصيات السياقية. يلقي هذا الفصل نظرة عامة عىل الجراح التي يعاين منها املجتمع السوري كام حددها وحللها واحد وعرشون طالب ماجستري )18 منهم سوريون و 4 لبنانيون( شاركوا يف نسختي برنامج املاجستري التنفيذي املهني يف الدعم النفيس االجتامعي والحوار اللتني نظ متهام املنظمة الدولية للهجرة )IOM( والجامعة اللبنانية عامي 2014 و 2015 يف بريوت. كام وتصف البحوث الجسور التي كان الطالب يطمحون إىل إعادة بنائها وتدعيمها من خالل دراساتهم وتدخالتهم استنادا إىل املفاهيم والن ه ج الرئيسية للدعم النفيس االجتامعي والحوار التي اكتسبوها خالل برنامج املاجستري. يف الجزء األخري من هذا الفصل يضع املؤلف توصيات إضافية يتعني اعتبارها عند التخطيط لتدخالت نفسية اجتامعية مستقبلية يف الجمهورية العربية السورية. الكلامت املحورية: النزوح الخصوصيات السياقية الجراح الجسور مفاهيم ون ه ج الدعم النفيس االجتامعي والحوار ١ الدعم النفسي االجتماعي والحوار في الجمهورية العربية السورية ولبنان

20 1.1. مقدمة "سقط القناع" سقط القناع... عن القناع... عن القناع... ال إخوة لك يا أخي ال أصدقاء يا صديقي ال قالع ال املاء عندك ال الدواء ال السامء وال الدماء... وال الرشاع وال األمام وال الوراء... حارص حصارك... ال مفر! سقطت ذراعك فالتقطها وس ق ط ت قربك فالتقطني وارضب عدوك يب فأنت اآلن: حر حر وحر قتالك... أو جرحاك فيك ذخرية! فارضب بها! ارضب عدوك... ال مفر أشالؤنا أسامؤنا... أسامؤنا أشالؤنا حارص حصارك بالجنون سقط القناع وال أحد إلا ك يف هذا املدى املفتوح لألعداء والنسيان فاجعل كل مرتاس بلد... ذهب الذين تحبهم ذهبوا...فإما أن تكون أو ال تكون "سقط القناع" هي عبارة تكر رت يف األطروحات التي أعد ها الطالب للحصول عىل املاجستري وهي أيضا عنوان قصيدة شهرية ترددها وتغن يها املجتمعات العربية التي تعيش رصاعات وجودية وسياسية. عىل الرغم من أن ترجمة القصيدة إىل اللغة اإلنكليزية أفقدها بعضا من معانيها املجازية إال أن كلامت القصيدة وتعابريها املجازية ت ربز األصوات الداخلية ألفراد ومجموعات تناضل من أجل وجودها وقد تفرس بطريقة تراعي السياق الثقايف األسباب الكامنة وراء املفاهيم الرئيسية التي مت ت مناقشتها عىل امتداد مناهج برنامج املاجستري التنفيذي يف الدعم النفيس االجتامعي والحوار عىل سبيل املثال فقدان الهوية والتصعيد واستقطاب االنتامء والوقوع يف األفخاخ واالحتياجات اإلنسانية األساسية. منذ العام 2011 أصبحت قصيدة "سقط القناع" تعبريا شائعا يف الخطاب الجامعي السوري عند الحديث عن التغريات التي طرأت عىل املستويات السياسية واإلثنية واملذهبية واالقتصادية واالجتامعية وعن كيفية اختبارها والنظر 1 ي عترب محمود درويش ) ( الشاعر القومي لألرايض الفلسطينية. قصائده مشهورة عىل امتداد العامل العريب وقد تم إنشاد العديد منها. تم إطالق قصيدة "سقط القناع" عام 1994 وأنشدتها مغنية السوبرانو اللبنانية وسفرية النوايا الحسنة لألمم املتحدة السيدة ماجدة الرومي. الفصل األول ٢

21 إليها وتفسريها من قبل األفراد واملجتمعات. عندما قامت املؤلفة بقراءة تقارير األعامل امليدانية التي أعد ها طالب شهادة املاجستري يف املنظمة الدولية للهجرة وعندما حاول أن يرتجم بطريقة موثوقة الشحنة العاطفية املنبثقة بصورة رصيحة وبصورة ضمنية من بني السطور أدرك أكرث من أي وقت مىض مدى غنى املصطلحات العربية بكل ما يتعل ق بالحروب وبالرشف وباالنتامء وبتحفيز الديناميكيات كام وأدرك من جهة أخرى مدى شح املفردات وضبابيتها عند الحاجة إىل التعبري عن الرفاه النفيس االجتامعي وعن القدرة عىل التحم ل. ال شك يف أن مبادرات خدمات الصحة العقلية والدعم النفيس االجتامعي التي ت قام يف منطقة الرشق األوسط وشامل أفريقيا قد أضافت مصطلحات عربية جديدة إىل مصطلحات هذا امليدان. بيد أنه يجب االنتظار عدة عقود رمبا قبل أن تصبح هذه املصطلحات املتعلقة بالصحة العقلية وبالدعم النفيس االجتامعي مألوفة يف املفردات العربية وقبل أن يصبح لها الوقع نفسه كام هو وقع املفردات املحفزة املتعلقة بالحرب- حني يتم استخدامها مع املجتمعات املترضرة خالل مبادرات الدعم ملحة عن هذا الفصل هذا الفصل هو خالصة 21 أطروحة أعد ها 17 طالبا وطالبة سوريني و 4 طالب وطالبات لبنانيني شاركوا يف برنامج املاجستري التنفيذي املهني يف الدعم النفيس االجتامعي والحوار الذي نظمته املنظمة الدولية للهجرة والجامعة اللبنانية معا عامي 2014 و 2015 يف بريوت. تم اختيار الطالب من بني أولئك الذين يقد مون مساعدات إنسانية للمجتمعات السورية املترضرة يف كل من الجمهورية العربية السورية ولبنان. تضم ن برنامج املاجستري عمال ميدانيا خاضعا لإلرشاف إضافة إىل كتابة تقرير حول األعامل امليدانية. خالل عملية تحديد األعامل امليدانية التي يجب القيام بها بدا وكأن الطالب اختاروا املواقف التي ترتدد أصداؤها مع شواغلهم املهنية و/أو الشخصية الراهنة. تسل ط هذه امللحوظة بحد ذاتها الضوء عىل أهمية تنو ع التقارير إذ أنها تعطي ملحة عامة عن نطاق التحديات الشخصية واملهنية والسياقية التي تواجه السوريني واللبنانيني والفلسطينيني العاملني يف مجال خدمات الصحة النفسية والدعم النفيس االجتامعي )الذين يعملون يف الجمهورية العربية السورية ويف لبنان( يف هذا السياق املعق د. رك ز الطالب أعاملهم امليدانية عىل كل محور من محاور الدورة. يقوم هذا الفصل بتحليل األطروحات املخصصة للدعم النفيس االجتامعي. من ضمن هذه األطروحات الواحدة والعرشين املواضيع األساسية التي سيتم تحليلها يف هذا الفصل هي التالية: الدعم النفيس االجتامعي ألطفال ومراهقني من مجتمعات نازحة ومضيفة يف الجمهورية العربية السورية )دمشق املالكية والسويداء( ولبنان )7 أعامل ميدانية( الخسائر وأزمات الهوية التي مير بها األفراد والعائالت واملجتمعات بسبب األحداث الراهنة يف الجمهورية العربية السورية )دمشق والسويداء( )6 أعامل ميدانية( التغريات يف أدوار األنواع االجتامعية االحتياجات النفسية االجتامعية للنساء السوريات وآثار تدخالت الدعم النفيس االجتامعي عىل حياتهن يف الجمهورية العربية السورية ٣ الدعم النفسي االجتماعي والحوار في الجمهورية العربية السورية ولبنان

22 )دمشق الالذقية يربود والقلمون( ولبنان )5 أعامل ميدانية( الدعم النفيس االجتامعي لالجئني الفلسطينيني الذين يعيشون داخل مخيامت فلسطينية يف الجمهورية العربية السورية )عمل ميداين واحد( االستقطاب بني املجتمعات اللبنانية املضيفة واملجتمع السوري املرش د )عمل ميداين واحد( و الوصمة املرتبطة بالصحة النفسية يف الجمهورية العربية السورية )عمل ميداين واحد(. رك زت البحوث املختلفة التي تم تحليلها بشكل رئييس عىل ثالثة مواضيع: )أ( تقديم ملحة عامة عن مختلف الجراح التي تعاين منها املجتمعات السورية سواء كانت مرشدة أو غري مرشدة يف مناطق جغرافية مختلفة منذ العام 2011 )ب( تحليل املواقف املختلفة يف ما يتعل ق مبفاهيم وأدوات الدعم النفيس االجتامعي والحوار التي تم اكتسابها يف برنامج املاجستري و)ت( استكشاف سبل بناء جسور بني مختلف املجموعات املترضرة من الحرب. وعىل نحو مامثل سيتأل ف هذا الفصل من أربعة محاور: أ- ملحة عامة عن مختلف الجراح التي تم تحديدها عىل املستويات الفردية والعائلية واملجتمعية املرتبطة بشكل وثيق بالخصوصيات السياقية للمنطقة إضافة إىل تأثريها عىل العاملني يف املجال اإلنساين أنفسهم الذين هم أيضا جزء من املجتمع السوري ب- ملخص عن مفاهيم الدعم النفيس االجتامعي والحوار التي بنى الطالب تحليلهم عليها يف ما يتعل ق مبواد الدورة ج- ملحة عامة عن الجسور التي استكشفها طالب برنامج املاجستري. انصب اهتامم الطالب عىل اإلشكاليات عىل سبيل املثال زيادة املشاركة أطفال املجتمعات الالجئة والنازحة داخل املجتمعات املضيفة ودعم النساء اللوايت عانني من خسائر فادحة من ضمنها خسارة أدوارهن املجتمعية والعائلية. يشري هذا املحور إذن إىل األثر املبارش لهذه التدخالت عىل نوعية حياة املجتمعات املترضرة و د- إيضاح موجز للتوصيات التي يتعني اعتبارها عند التخطيط ملبادرات حوار ودعم نفيس اجتامعي مستقبلية يف املنطقة ولرعاية تغيري مستدام. بالتايل هذه التوصيات التي وضعها املؤلف بناء عىل تجربة التدخالت النفيس االجتامعية التي أعقبت الحرب اللبنانية تشري إىل تحليل إضايف للخصوصيات الثقافية والسياقية. الفصل األول ٤

23 1.2. الجراح الخسارة والحزن تت خذ الخسائر يف الجمهورية العربية السورية واملنطقة أشكاال مختلفة وقد حاول الطالب يف بحوثهم استكشاف هذه الخسائر وفهم أثرها عىل املستويات الفردية والعائلية واالجتامعية. إن خسارة الهوية واالنتامء واألمان 2 والوجود والهدف واملكانة االجتامعية والحياة العائلية أو االجتامعية والوظائف واملنازل 3 واألدوار واملايض والحارض واملستقبل واألحب اء وأطراف الجسد إضافة إىل الخسائر الغامضة للمفقودين كلها جزء بسيط من الخسائر الكثرية 4 التي يحزن عليها السكان. إن تراكم هذه الجراح يصع ب عىل األفراد والعائالت املرور مبراحل عملية الحزن والوصول إىل مرحلة التقب ل. 5 إضافة إىل ذلك ويف حالة خسارة األحباء وبسبب انعدام األمان ولكثري من األسباب األخرى تصعب إقامة املراسم التي من خاللها يقوم املحزونون عادة بالتعبري عن أساهم وبتقب ل الخسارة وباستعادة نوع من السيطرة عىل الحياة. تبدو عبارة "ال ميكنني أن أنهار اآلن عائلتي بحاجة إيل " 6 أنها آلية بقاء تجم د الحزن ألن أولويات أخرى كاالحتياجات األساسية واألمان تجعل من "االنهيار" نوعا من الرفاهية. من بني أشكال الخسائر املتنو عة يسبب االختفاء بطابعه املبهم األمل األكرب حاليا للعائالت السورية 7 وللجهات اإلنسانية الفاعلة التي تعمل معها. بالنسبة إىل العائالت إن الحداد عىل املفقودين هو القضاء عىل األمل بأنهم أحياء بالتايل يصبح الوصول إىل مرحلة التقب ل مبثابة قتل رمزي ألحبائهم. مع ارتفاع عدد الضحايا يف الجمهورية العربية السورية تعرب العائالت عن واقع مرير يتلخ ص بأن عدد الخسائر التي م نيت بها أصبح كبريا لدرجة أنهم باتوا يشعرون بالخدر وبأنهم ال يعرفون عىل أي خسارة عليهم أن يحزنوا أوال. نوع آخر من الحزن يتعل ق بخسارة الوطن األم بصورة عامة والذي يؤدي إىل خسارة حس االحتواء واالحتضان. ال يحتمل البرش الغموض ومييلون إىل خلق اليقني بغض النظر عن حجم التشو ه الذي تتطل به هذه العملية. تحت وطأة هذه الخسائر مييل السكان الالجئون والنازحون إىل انتقاء شكاوى محددة واعتبارها املصدر الوحيد لتعاستهم. عادة ما تكون هذه الشكاوى مرشوعة إال أنها تكتسب أهمية فائقة ومبالغا فيها بالنسبة إىل هؤالء وتصبح محم لة باألىس بشكل مفرط. قد ترتكز هذه الشكاوى عىل احتياجات غري مؤمنة بالقدر الكايف تتعلق بالسكن أو باملدرسة أو باإلعانات وبشكل خاص باألعراض حسني.2014:13 2 النفره.2015:8 3 سامله.2014:15 4 املرجع نفسه 3. 5 عبارة قالها أحد طالب املاجستري عام 2015 خالل وحدة عن التدخالت النفسية اجتامعية املبنية عىل الفن حيث 6 عمل الطالب عىل موضوع الخسارة والحزن. سامله.2014:4 7 ٥ الدعم النفسي االجتماعي والحوار في الجمهورية العربية السورية ولبنان

24 الطبية الجسدية. 8 ذكر املشاركني باألعامل امليدانية أن التحدث عن مشاعرهم مع اآلخرين ليس أمرا واردا إذ أن كل عائلة م نيت بخسائرها الخاصة ولديها أحزانها الخاصة غري املعلنة مام يجعل من دعم النظراء أمرا غري ممكنا. يحمل معظم املترضرون حزنهم يف قلبهم ويستجمعون الشجاعة والقوة للرتكيز عىل 9 حياتهم اليومية وعىل تلبية احتياجات أطفالهم انتشار األىس ]...[ كنا زمالء يف الجامعة. كانت لدينا خطة: ننهي دراستنا ننهي الخدمة العسكرية نسافر لندرس أو لنعيش تجربة خارج البالد نبدأ مرشوعا خاصا بنا نبني عائلة إلخ. لكن عجلة الحياة توق فت 10 حني بدأت النزاعات. ]...[ ]...[ ت بقي هذه الخيارات داخلك تصبح أحالما. ]...[ أصبحنا أشخاصا يعيشون كل يوم بيومه. بعضنا مل يستطيعوا تحم ل الدم والخطر فرتكوا البالد ملتابعة حياتهم لكن يبدوا أنهم يواجهون صعوبة يف االستقرار. ]...[ إن ما يحدث داخل البالد حط م األشخاص من داخلهم. املشكلة ليست يف البلدان التي يهربون إليها يف الواقع إن املشكلة هي فيهم. ال ميكنهم الهروب من األحداث 11 التي تجري داخل البالد حتى ولو حاولوا هم يحملون تلك األحداث معهم أينام ذهبوا. ]...[ إن الحرب تدم ر البيوت والبنى التحتية واالقتصادات والرتاث الثقايف لكن ما هو أسوأ من ذلك هو أنها تدم ر الجسور وخصوصا الجسور الوجودية. الحظنا من خالل تحليل املعطيات يف مختلف األعامل امليدانية التي قام بها الطالب ومن خالل تقارير مقابالت التاريخ الشفوي أن أثر الحرب النفيس االجتامعي قد طال عدة مستويات وجودية: عالقة الفرد بنفسه الهوية الشخصية والجامعية العالقة مع اآلخر الشعور باالنتامء الجسور بني املايض والحارض واملستقبل. يخترب السكان الالجئون والنازحون شعورا باالرتباك عائدا إىل الحنني إىل املايض 12 يقف عائقا أمام تقب ل األفراد والعائالت واملجتمعات لواقع جديد والتأقلم معه - مهام كان هذا الواقع آمنا ألنهم يتشاركون لهفة عميقة الستعادة ما فقدوه: الوطن االنتامء واألمان. باإلضافة إىل هذا االرتباك العائد إىل الحنني إىل املايض يروي الناجون من الحرب للعاملني يف املجال اإلنساين خصوصا يف قطاعات الدعم الصحي والنفيس اجتامعي عن املحن التي مروا بها ويف بعض الحاالت يحملون ويعرضون أدلة عىل تجاربهم كالندوب والرصاصات وفيديوهات وصور ت ظهر املوت املأساوي لألحبة الذين خرسوهم. إن الوظيفة التحليلية لعرض األدلة قد تكون أيضا ال واعية أكرث مام هي بابادوبولوس.2002:18 8 املرجع نفسه عمران.2014:15 10 املرجع نفسه بابادوبولوس.2002:20 12 الفصل األول ٦

25 غري مقصودة. يبدو الناجون وكأنهم قد بلغوا مرحلة من فقدان الحس بسبب الحزن البالغ أو أنهم ما زالوا يف حالة إنكار ملا ال يتقب له عقلهم. من خالل النمط الذي يت بعونه أو من خالل رد ات فعل العاملني يف املجال اإلنساين يبدو وكأنهم يتوقون إىل شخص "يشعر" نيابة عنهم مبا باتوا يعجزون عن الحزن عليه. أض ف إىل أن رد ات فعل العاملني يف املجال اإلنساين تبدو بحد ذاتها كدليل عىل أن هذه املحن حدثت بالفعل. إن "قتالك... أو جرحاك فيك ذخرية" هو التشبيه يف القصيدة التي افتتحت هذا الفصل الذي يصو ر بطريقة مثالية هذا النمط ظواهر غري برشية وقيم إنسانية تنضح وسائل التواصل االجتامعي بروايات عن أرس النساء واألطفال واستعبادهم مبا فيه العبودية الجنسية والظروف املأساوية للزيجات املبكرة والخطف بهدف اإلتجار باألعضاء والتنكيل بالجثث والذبح وأكل لحوم البرش 13 ومع ذلك فإن هذه الظواهر تفوق التصو ر لدرجة أنها تجعلنا نتساءل ما إذا كانت هذه األخبار صحيحة أم أنها أدوات تحفيز مفربكة. إن تجريد العدو من إنساني ته هو أيضا جزء من العداء الشديد واالستقطاب. من منظور تحلييل نسقي يبدو أنه يف زمن الحرب ميكن للفوىض ولفقدان الهويات الفردية والجامعية ولالنتكاس والتعل ق مبامرسات بالية وبرموز خوف وللعدائية والقوة أن تستبدل املنظومة االجتامعية السياسية القامئة وأن ترث وتفاقم وظيفتها داخل املجتمعات. كام ولو أنه كلام زاد تهميش هذه األقليات وقمعها كلام أصبحت ردود فعلها التفاعلية ونتائجها أكرب وأعمق. إن محاولة فهم هذه الظواهر ومعالجتها من خالل نظريات العلوم اإلنسانية هي نوعا ما انتقاص من قيمة تجارب الناجني إذ أن هذه الظواهر تشك ل عىل ما يبدو مأزقا لإلنسانية بشكل عام. يحتار العاملون يف املجال اإلنساين يف املنطقة أحيانا بني املبادئ املحايدة للمنظامت التي يعملون معها وبني قيمهم اإلنسانية الشخصية التي ال تسمح لهم بتقب ل األعامل الهمجية هذه. تحاول الدراسات أن تفرس كيف يتأثر العاملون يف املجال اإلنساين خالل أعامل اإلغاثة التي يقومون بها. يصبح الوضع أكرث تعقيدا حني ينتمي العاملون يف املجال اإلنساين إىل املجتمع املترضر. إضافة إىل جراحهم الشخصية وتفاصيل املحن واملعاناة الشديدة التي يشهدون عليها خالل قيامهم بتقديم الدعم يجب عليهم أن يتعاملوا مع التحديات االجتامعية التي يول دها التزامهم بالحيادية واإلنسانية. يف بعض األحيان توضع مصداقيتهم ونزاهتهم وحتى وطني تهم عىل املحك فيقوم املجتمع بإطالق األحكام عليهم ويتوق ع منهم أن ينتموا إىل حزب ما أو قد ييسء فهم استعدادهم لتقديم الدعم اإلنساين إىل "العدو". 14 ميكن لدور مقدمي خدمات الصحة النفسية والدعم النفيس االجتامعي أن يكون خطريا أيضا إذ أنه يف إطار عالجي فردي أو جامعي ميكن اإلفصاح عن معلومات حساسة ويف زمن الحرب قد يعر ض هذا األمر املهنيني وكذلك 15 املشاركني اآلخرين للخطر. موىس.2014: موىس.2014:13 14 مرعي.2015:28 15 ٧ الدعم النفسي االجتماعي والحوار في الجمهورية العربية السورية ولبنان

26 1.3. مفاهيم الدعم النفيس االجتامعي والحوار ظهر التحول يف مفهوم املعاناة اإلنسانية يف سياق النزوح خالل الحرب السورية جليا يف الطريقة التي حلل بها الطالب مواضيع بحوثهم ويف الطريقة التي خططوا وأجروا فيها التدخالت النفسية االجتامعية عقب برنامج املاجستري. تبد لت ن ه جهم من الطرق املعهودة يف املنطقة أال وهي تشخيص مرض الفرد وتقديم العالج له إىل محاولة إدارة آثار الحرب عىل املستويات الفردية والعائلية واملجتمعية واالجتامعية مع األخذ باالعتبار الخصوصيات الثقافية املتنوعة والخصوصيات السياقة األوسع نطاقا. أحد املؤرشات املهمة عىل هذا التبد ل هو اإلشارة املالمئة إىل االضطرابات النفسية الالحقة للصدمة يف مختلف تقارير األعامل امليدانية. تستخدم وسائل اإلعالم والعاملون يف املجال اإلنساين وحتى املجتمعات املترضرة مصطلح ي "اضطرابات نفسية الحقة للصدمة" و"صدمة" يف وصف ردود الفعل النفسية يف سياق الحرب يف الجمهورية العربية السورية مام يأيت بن ه ج برنامجي ة ترك ز عىل مرض الفرد ويف التشخيص والعالج. يف األعامل امليدانية حل مصطلح "جراح" محل مصطلح "اضطرابات نفسية الحقة للصدمة" غري املالئم فيام حل ت عبارة "بناء جسور" محل مصطلح "عالج" يف مختلف البحوث. إن التحو ل يف املصطلحات التي استخدمها الطالب خالل وصفهم للتدخالت النفسية االجتامعية التي قاموا بها هو أيضا مؤرش عىل تحو ل دورهم املتصو ر كعاملني يف املجال اإلنساين: "عملنا مع املجموعة عىل" عوضا عن "عملنا مع املجموعة يك" وهي عبارة شائعة يستخدمها العاملون يف مجال الدعم النفيس االجتامعي يف املنطقة و"سري نا القدرة عىل التعبري يف مساحة آمنة" عوضا عن "وثق الضحايا يب للتعبري عن". أن التبد ل النسقي يف فهم بعض املواضيع وتحليلها واضح من تنظيم معظم تقارير األعامل امليدانية حيث غالبا ما وصف الطالب املشكلة ودافعهم الشخيص وراء اختيار املوضوع 16 نسق توفري الخدمة بوجه عام نظرية املعرفة املستخدمة للتدخل السياق االجتامعي السيايس األوسع و/أو التفاعل بني هذه العنارص النسقية املختلفة. إن أطر ومفاهيم الدعم النفيس االجتامعي والحوار الرئيسية التي أشار إليها الطالب يف أطروحاتهم والتي لعبت دورا يف تبد ل املفاهيم هذا هي عىل ما يبدو: شبكة الشدائد 17 و 18 مفهومي االستقطاب واملأزق شبكة الشدائد يف كل حالة طوارئ مييل عاملو اإلغاثة إىل تبسيط األوضاع املعقدة مام يؤدي إىل التباس بني املصاعب فارويس.2015:5 16 بابادوبولوس آراي الفصل األول ٨

27 الحقيقية وطريقة فهم هذه التجارب الصعبة. يف هذا السياق يتم التعريف عن الصدمة عىل أنها النتيجة التلقائية الضارة لبعض األحداث. يف الواقع تؤثر عدة عوامل يف تجربة املصاعب وطرق االستجابة لها. 19 أشار الطالب يف بحوثهم بشكل خاص إىل العوامل التالية: العالئقي: شك ل وجود ن س ق دعم سواء كانت عائلية أم اجتامعية وتعزيز الدعم املجتمعي من خالل التدخالت املحلية أو الدولية عامل صمود ساعد األفراد عىل تخط ي 20 املصاعب. النوع االجتامعي: يف بداية األزمة بدا وكأن النساء هن املجموعة األشد ضعفا بيد أنه مع انهيار النسق االجتامعي السوري والخسائر واملكاسب التي نتجت عن هذا االنهيار اهتز ت أدوار األنواع االجتامعية وتحو لت. عمل الطالب عىل دعم النساء اللوايت تكب دن 21 خسائر وعىل تعزيز املكاسب التي حق قنها. إعطاء معنى : يف العادة تشك ل اإليديولوجيات السياسية والدينية عامل دعم من شأنه مساعدة الشعوب املترضرة عىل التعامل مع خسائرها وجراحها. بيد أنه يف املرحلة املدروسة من األزمة السورية سل ط الطالب الضوء عىل شعور بفقدان املعنى 22 أد ى إىل املزيد من املعاناة واليأس. األمل واآلفاق املستقبلية: يبدو أن فقدان األمل والخوف من املستقبل يؤثران بشكل 23 كبري وسلبي عىل قدرة األفراد والعائالت واملجتمعات عىل التكي ف. بابادوبولوس العبدالله.2015:40 20 مرعي.2015:17 21 عمران.2014:41 22 العبدالله.2015:40 23 ٩ الدعم النفسي االجتماعي والحوار في الجمهورية العربية السورية ولبنان

28 24 الجدول 1: شبكة الشدائد املستويات فردي عائيل مجتمعي اجتامعي/ ثقايف نتائج إيجابية نتائج "محايدة" نتائج إيجابية النمو الذي تفع له القدرة عىل إصابة جرح الشدائد )ADD( الصمود معاناة إنسانية طبيعية ردود فعل نفسية مكربة اضطراب نفيس )اضطرابات نفسية الحقة للصدمة( )PTSD( خالل دورة املاجستري ط لب من الطالب مراعاة التجارب الفردية والعائلية واملجتمعية يف كل يتها وتذك ر أن نتائج التعر ض للشدائد تتعدى "الصدمة النفسية" و"القدرة عىل الصمود" إىل جانب املعاناة من اآلثار السلبية لألحداث املؤملة )املعاناة اإلنسانية الطبيعية أو االضطرابات النفسية( يحتفظ كل الجئ ببعض نقاط القوة التي كانت موجودة داخله )القدرة عىل الصمود( كام وأنه يكتسب صفات إيجابية جديدة )النمو الذي تفع له الشدائد(. ت ذك ر شبكة الشدائد الطالب خالل تدخالتهم بأن األمراض الفردية هي أوال نادرة وأنها حني تظهر تكون رد ة فعل بسيطة مقارنة بالطائفة األوسع من رد ات الفعل عىل الشدائد التي ترتافق مع األمراض. 25 استعان الطالب بالشبكة بهدف تحليل مختلف املعلومات التي حصلوا عليها خالل مقابالت التقييم التي أجروها تحضريا ألعاملهم امليدانية. 26 بعض الطالب اآلخرين استخدموا الشبكة كأداة لتوجيه حلقات العمل والتدخالت التي يجرونها مع املشاركني مساعدينهم بالتايل عىل تحديد الطرق املختلفة التي يلجأون إليها للتعبري عن معاناتهم اإلنسانية العادية. إضافة إىل ذلك ساعد الطالب املجموعات عىل تحديد وتعزيز العنارص اإليجابية يف حياتهم التي اكتسبوها أو قاموا بتنميتها: بعض النساء أخربن كيف أن الحزن دفع بهن نحو املزيد من العزلة ونحو الغضب تجاه الذات وتجاه األطفال ونحو أعراض نفسية جسدية فيام تم تحديد الشبكات الداعمة التي طو رنها مع نظرياتهن والتغيري يف دورهن من حيث النوع 27 االجتامعي عىل أنها قدرات مل يعني امتالكها قبل تعر ضهن للشدائد االستقطاب ومثلث الضحية "ارجع وانقذ ين" هي الرسالة الرئيسية التي صاحت بها شام )أو دمشق( أمام املجموعة )شام هي دمية تبلغ بابادوبولوس.2011:5 24 املرجع نفسه. 25 عمران.2014: جوهر.2015: الفصل األول ١٠

29 من العمر ألف عاما صنعها الجئ سوري شاب خالل نشاط نفيس اجتامعي يقوم عىل مرسح الدمى(. قالت شام أيضا أنها "عروس كل املدن" وأن حلمها هو "أن تعيش بسالم" وأن العائق أمام تحقيق هذا الحلم هو "العامل بأرسه". أحد أبرز آثار العنف هو االستقطاب. باإلشارة إىل انقسام حاد بني ال "نحن" وال "هم" يصبح تحويل العالقات املستقطبة أشد صعوبة حني يدعمها حكم أخالقي جامعي يجعل "جانبنا" خري ا و"جانبهم" رشيرا مع اآلثار الثقافية واإليديولوجية والسياسية والدينية العميقة املرتتبة عىل هذا االنقسام. 28 من الواضح يف بحوث الطالب أن االستقطاب يبدأ عىل ما يبدو بشكل رس ي وعىل مستوى داخيل فيبدأ األفراد الذين يشعرون باالرتباك والحرية بالتساؤل ضمنيا لكنه ال ميكنهم مشاركة تساؤالتهم بشكل رصيح مع اآلخرين إن كانوا عىل حق أم عىل خطأ يف مواقفهم واتجاهاتهم أو حتى إن كانت مواقف واتجاهات املجموعات التي ينتمون إليها صحيحة أم خاطئة بعد كل سنوات النزاع هذه التي مل تؤد سوى إىل املزيد من الرضر. يف بعض الحاالت أد ى هذا االستقطاب الداخيل إىل تضخيم إدراك النزاع عند بعض األفراد واىل البحث عن أطراف خارجية يلقون اللوم عليها أو يؤي دونها مام ساهم يف املزيد من االستقطاب. مررت بتجربة االنسحاب االجتامعي. كان من الصعب عيل التعامل مع التوت ر االجتامعي الذي يحيط يب. ]...[ كان الجميع يقولون يل أنني لن أكون جزءا من مستقبل سورية ألنني أدعم النظام ]...[ لكن ماذا فعلت هذه األزمة ببلدنا لقد جعلت الناس ينهشون لحم بعضهم البعض ويبيعون بعضهم البعض. يقوم املتاجرون بالبرش بنرش اإلشاعات والخوف داخل املدينة ثم يعدون العائالت مبساعدتهم للوصول إىل أوروبا عىل منت قوارب صغرية. إنهم يقومون باستغاللهم إحدى العائالت التي أعرفها فقدت عرشين فردا منها. هؤالء هم تج ار هذه األزمة هؤالء األشخاص ال يريدون لألزمة أن تنتهي ]...[ ال أعرف مبن يجب أن أثق بعد اآلن وبرصاحة أظن أنه بوسعي أن أثق باملقاتلني األجانب الذين يدعمون القضية أكرث من ثقتي مبواطني بلدي 29 )شابة سورية حاورها طالب ماجستري يف دمشق(. ميكن أيضا مالحظة االستقطاب عىل عدة مستويات من التفاعل املستوى الشخيص املستوى العائيل الشخيص املستوى اإلثني الشخيص املستوى القطاعي الشخيص واملستوى الجغرايف الشخيص. إن االحتياجات اإلنسانية األساسية كاألمان والحرية لكل طرف من األطراف املعنية املشاركة يف النزاع ومساعي هذه األطراف إىل هذه االحتياجات تتناقض فيام بينها بطريقة تدفع بالنزاع الناتج عنها نحو 30 الواجهة. 31 ال ميكنني أبدا أن أتقب لهم قد أقوم حتى بإيذائهم... هل هم يتقب لونني كال! أبدا! إن ثقافة العنف املنترشة يف مجتمعات الالجئني/ النازحني واملجتمعات املضيفة تسبب العدائية والتمييز آراي.2014:9 28 عمران.2014: آراي.2014:34 30 عمران.2014:41 31 ١١ الدعم النفسي االجتماعي والحوار في الجمهورية العربية السورية ولبنان

30 وتسو غهام. مع الوقت وبسبب تحد يات اجتامعية اقتصادية عديدة يجب عىل الطرفني مواجهتها تم ترشيع االستقطاب االجتامعي والعنف اللذين أصبحا جزءا من ثقافة حتى األهل واألساتذة يقومون بنقلها إىل األطفال. 32 يف بعض الحاالت تقوم جامعات منظمة من األطفال من مجتمعات مضيفة باالعتداء لفظيا وجسديا عىل جامعات من األطفال النازحني يف املدارس وترفض مشاركة األلعاب واألقالم معهم وتقوم بات هامهم بأنهم حاميل أمراض قذرين. 33 كثرية هي حاالت الالجئني الذين قاموا بإحراق مخيامت ومالجئ ألنهم مستاؤون من الخدمات أو من نوعية الطعام أو الذين اعتدوا عىل متطوعني اتهموهم بأنهم يسببون لهم الظلم أو األذى. 34 ميكن لالستقطاب أن يسبب هذه األحداث لكن ميكن أيضا للوقوع يف فخ مثل ث الضحية واملنقذ والجاين أن يشك ل تفسريا صحيحا. إن اعتبار الالجئني ضحايا شدائد هو نتيجة حتمية لألحداث والظروف املأساوية واملدمرة التي لألسف يتعرضون لها. بيد أنه وبسبب مكاسب ثانوية يحصل عليها الضحايا ومنقذيهم ميكن لكال الطرفني أن يبنيا معا هوية ضحية وأن يشاركا بشكل غري مبارش يف تحجريها يف املضامر التفاعيل للميادين التنظيمية. هذا الوضع ي ضعف الالجئني ويعزز "عجزا مكتسبا " يتجاهل النتائج األخرى للشدائد كالقدرة عىل الصمود والتكي ف والنمو الذي تفع له الشدائد. 35 يؤدي الوقوع يف فخ مثل ث الضحية واملنقذ والجاين بالالجئني والناجني من الشدائد إىل تفعيل رغبة مستمرة إليجاد أو خلق ج ناة جدد يلقون اللوم عليهم وبالتايل يدفعهم أكرث فأكرث إىل تدمري الجسور العالئقية الشخصية داخل املجتمع أو البلد املضيف. يف بعض أرجاء الجمهورية العربية السورية يبدو الوضع حتى أكرث تعقيدا. اضطر الالجئون الفلسطينيون يف الجمهورية العربية السورية إىل الفرار من مخي امتهم واللجوء إىل مراكز إيواء مؤقتة ومن ثم اضطروا إىل ترك هذه املراكز واللجوء يف البلدان املجاورة. عىل مدى أجيال أظهرت هذه العائالت قدرة عىل الصمود وعىل التعامل مع مختلف الخسائر التي تكب دتها من جيل إىل جيل. 36 بيد أنها اليوم مضطرة إىل مواجهة العدائية والتمييز من جديد طوال رحلة نزوحها وحتى حني تصل إىل مخيامت فلسطينية أخرى يف املنطقة. يف شامل الجمهورية العربية السورية أكرث من عرشة آالف عائلة كردية يزيدية هربت من العراق ووصلت إىل الجزء الكردي من الجمهورية العربية السورية بسبب االعتداءات اإلرهابية يف بلدها األم. يف هذه األثناء طلبت عائالت عراقية مسلمة استهدفتها مجموعات إرهابية مسل حة اللجوء داخل نفس املجتمع السوري املضيف. حني تم جمع املجتمعني الالجئني داخل مخي م واحد يف املالكي ة وحني تم تسجيل األطفال يف املدرسة نفسها نشأت نزاعات فيام بينهم ألن اليزيديني ربطوا املسلمني الناطقني باللغة العربية باملجموعات اإلرهابية. 37 رفض األطفال اللعب سويا وأظهروا سلوكيات عدائية تجاه بعضهم قشور.2015:11 32 عبيد.2015:5 33 كارمبان بابادوبولوس ساحيل.2014:8 36 محمد.2015:12 37 الفصل األول ١٢