بسم اهلل الرحمن الرحيم إلى قاصدي بيت اهلل الح ارم الشيخ/ خالد بن عثمان السبت الحمد هلل رب العالمين والصبلة والسبلم عمى أشرف األنبياء والمرسمين نبينا م

النسخ

1 بسم اهلل الرحمن الرحيم إلى قاصدي بيت اهلل الح ارم الشيخ/ خالد بن عثمان السبت الحمد هلل رب العالمين والصبلة والسبلم عمى أشرف األنبياء والمرسمين نبينا محمد وعمى آلو وصحبو أجمعين أما بعد: وجل- -عز فأسأل اهلل أن يجعل ىذا المجمس خالصا ومقربا الكريم لوجيو إلى مرضاتو وأن يعيننا واياكم عمى ذكره وشكره وحسن عبادتو. أييا األحبة: ىذه عشر وصايا أوصي بيا نفسي وأصي بيا إخواني إذا يمموا بيت اهلل الح ارم. وصايا لممعتمرين: الوصية األولى: أن يذكر العبد نعمة اهلل وجل- -عز عميو حيث أنيض ىمتو وقوى عزيمتو إلى بيتو فتوجو إن الكثيرين لم يرفعوا ليذه الدعوة أرسا ولم يكن ذلك من اىتماماتيم لقد أرينا رجاال جاوزوا أحدىم وما اعتمر مع قدرتو عمى ذلك بل لربما لم يرفع لذلك أرسا ولم يحدث بو نفسو واهلل الثمانين وما حج حميد غني عن العالمين ونحن الفق ارء إليو غاية االحتياج. ىذه نعمة تحتاج فأقول: إلى ذكر وتحتاج إلى شكر والنعم إذا ذكرىا العبد بقمبو مستحض ر ا وذكرىا بمسانو شاك ار ا الىج ولذلك يقول اهلل ويقول ت ر و ى ا{ ليذه األمة: ]األح ازب: 9[. وذكرىا بجوارحو بالقيام بوظائف العبودية فإن ذلك مؤذن بثبوتيا وبقائيا الح ارم ممبيا نداء اهلل -عز وجل- ونداء خميمو حيث أمره اهلل -تبارك وتعالى- أن يؤذن في الناس بالحج فكل من قصد تمك البقاع يريد النسك األكبر أو يريد النسك األصغر فيو ممب لدعوة إب ارىيم -صمى اهلل عميو وسمم. -عز وجل- غني -عز وجل-: }ي ا ب ن ي إ س ر ائ يل اذ ك ر وا ن ع م ت ي ال ت ي أ ن ع م ت ع م ي ك م { ]البقرة: 47[. وحفظيا عمى العبد }ي ا أ ي ي ا ال ذ ين آم ن وا اذ ك ر وا ن ع م ة الم و ع م ي ك م إ ذ ج اء ت ك م ج ن ود ف أ ر س م ن ا ع م ي ي م ر يح ا و ج ن ود ا ل م فذكر النعم بيذه األمور الثبلثة: بالقمب والمسان والجوارح أمر يحبو اهلل فمن توجو إليو ويدعو وجل- عز عزمو إلى تمك البقاع فينبغي أن يستحضر إنعام اهلل وافضالو عميو أن وفقو فتحركت نفسو وتاقت إلى بيت اهلل الذي تيفو الح ارم إليو نفوس المؤمنين. وجل- -عز فاهلل جعمو مثابة لمناس فارقوه فكمما تاقت نفوسيم إليو وعاودىم الحنين مرة بعد مرة يسأمون فبل من كثرة الترداد عميو ومن الطواف بذلك البيت العتيق وجل- -عز اهلل جعمو شيء فيذا في قموب أىل اإليمان. ثم ينبغي أن يذكر العبد نعمة اهلل وجل- -عز عميو أن بمغو بيتو الح ارم وقد تقطع دونو أقوام وأقوام إن الكثيرين ماتوا دون أن يصموا إلى ىذه الغاية كم من نفوس قد تقطعت كم من قوافل قد شردت كم من أناس كانوا يتمنون رؤيتو وأنفقوا في ذلك كل مستطاع ومع ذلك انقطعوا دونو. 1

2 وأخبار الكثيرين منيم مسطورة محفوظة ىو الذي يعمميم. ولقد ه دونت أخبار بعض ىؤالء فمن ذلك: منيم من وصل ولكن بشق األنفس خبر شيخ منيم قبل نحو خمسين سنة 2 اإلفريقية وىو الشيخ عثمان دابو أصحابو عن حج بيت اهلل الح ارم اهلل عميو وسمم- وكيف أن اهلل من ببلد عز "جامبيا" قد وجل- فخرج مع أربعة من صحبو يمشون عمى األقدام ومنيم من لم يصل في أقصى الغرب اإلفريقي عافاىم ال ثم ىم ال ه وكثيرون اهلل وحده وىو رجل معروف في الببلد الغربية يجيبون يركبون إال في فت ارت دعوة تحدث مع بعض يسيرة -صمى إب ارىيم متقطعة عمى بعض الدواب حتى وصموا إلى البحر األحمر ثم ركبوا سفينة إلى ميناء جدة استمرت رحمتيم مدة تقرب من السنتين في الطريق إلى مكة دون العودة ينزلون أحيانا في بعض المدن يتكسبون ويتروحون ويتزودون لنفقات رحمتيم ثم يواصمون المسير. خرج ىؤالء من دورىم ليس معيم من القوت إال والضيق والكروب ما اهلل بو عميم كما يحدث عن نفسو. فكم من ليمة باتوا فييا عمى الجوع حتى كادوا ييمكون! ما يكفييم لمدة أسبوع واحد وأصابيم في طريقيم من المشقات وكم من ليمة طاردتيم فييا السباع وفارقيم لذيذ المنام!. وكم من ليمة أحاط بيم الخوف من كل مكان! فقطاع الطريق يعرضون لممسافرين في كل واد ومحل. يقول: لهدغت ذات ليمة في أثناء السفر الموت تسري في عروقي النيار. يقول: يفرض فكان الشيطان يوسوس في صدري عميك ىذا الحج. فأصابتني حمى شديدة فكان أصحابي يذىبون لمعمل وألم عظيم أقعدني وأسيرني وشممت ارئحة وكنت أمكث تحت ظل شجرة إلى أن يأتوا في آخر أما كان األولى أن تبقى في أرضك لماذا تتكمف ىذا العناء واهلل لم يقول: فثقمت نفسي وكدت أن أضعف فمما جاء أصحابي نظر أحدىم إلى وجيي وسألني عن حالي فالتفت عنو ومسحت دمعة غمبتني فكأنو أحس ما بي فقال: قم فتوضأ وصل ركعتين. يقول: فقمت فشرح اهلل صدري وقوى قمبي. أييا األحبة قد مات ثبلثة منيم في الطريق كان آخرىم موتا قد مات في لجج البحر األحمر. يقول الشيخ: إلى المسجد الح ارم شديدا لما مات صاحبنا الثالث نزل بي ىم شديد وغم عظيم فكنت أحسب األيام والساعات عمى أحر وخشيت أن أموت قبل أن أصل إلى مكة من الجمر فأوصيت أصحابي وخشيت أن أموت قبل أن أنعم بالوصول إذا فمما وصمنا إلى جدة مرضت مرضا أنا ويقربوني بقدر الطاقة إلى مكة لعل اهلل أن يضاعف لي األجر وأن يتقبمني في الصالحين. يقول: بقينا في جدة أياما ييزني ويشدني واصمنا ثم الطريق إلى مكة إلى أن وصمنا إلى بيت اهلل الح ارم كانت أنفاسي تتسارع ثم سكت وىو يحدث صاحبو مت أن يكفنوني في إح ارمي والبشر يمؤل وجيي ويحكي لو ما يكفكف دموعو ثم أقسم أنو لم ير لذة في حياتو كتمك المذة التي عمرت قمبو لما أرى الكعبة المشرفة. يقول: لما أريت الكعبة سجدت ا شكر هلل وأخذت أبكي من شدة الرىبة والييبة كما يبكي األطفال. جرى والشوق وجعل

3 ىذه صورة من صور المعاناة وقد كتب الكثيرون إلى حج بيت اهلل الح ارم وىي رحمو بديعة مميئة بالفوائد والعبر. محمد أسد وكتب ماتت في جدة. وما حينما قدم مع زوجتو من أوروبا كتبو الشيخ محمد رشيد رضا حيث صور طريقو من جدة إلى مكة عمى طريق غير معبد أمثال الشيخ محمد األمين الشنقيطي وما حالو مع أنيا مسافة ذلك كان يجد ىذه المشقات والمخاوف في طريقو من جدة إلى مكة. وقد صور بعضيم ما كان ينتابيم في طريقيم 3 عمى سفينة -رحمو اهلل- ومرضت زوجتو مرضا كان ينتابو من ألوان المشاعر والمخاوف يسيرة إذا وصموا إلى جزيرة العرب وىو رجل كبير معروف في شديدا ه يستقبل يذكرون كيف أن القوافل رحمتو حتى وىو في ومع كانت تستأجر فرقا لح ارستيا والدفاع عنيا يصورون حاليم حينما يسمعون صوتا ينادي ىؤالء الركب أو القافمة أن يمزموا األرض ويتمددوا عمييا ألن جمعا من قطاع الطريق قد كمنوا ليم في نواحي بعض األودية فأطمقوا عمييم الرصاص. صوروا حاليم في حال النيب وفي حال المطاردات إلى عيد ليس بالبعيد كان الذين يصمون إلى مكة ال فبل يصمون إلى مكة إال بشق األنفس. يصمون إلييا إال الواحد منيم ممن يأتي من نواحي الشرق عمى ىذا الساحل الشرقي وقد تقطعت أنفاسيم أو كادت ثم بعد ذلك يسير عمى قدميو لربما نزل إذا وجد أناسا ركب معيم أو سار معيم يخدميم ويرعى ليم الدواب ويحتطب ليم من أجل أن يوفروا لو الصحبة والحماية. وكل من توجو أكثر ناحية الغرب سار معيم يسير ىذا السير المتقطع واليوم قد تسيل يصل إلى مطموبو ولربما بقي حتى يصل من ىذا الشاطئ إلى مكة لربما بقي عاما أو ال يدري متى يصل واألخبار في ذلك كثيرة مشيورة لمن أ ارد أن يطالعيا. ذلك لنا جميعا صار الواحد منا يمبس إح ارمو وىو في المطار تصل بو الطائرة في مدة وجيزة يصل أليست ىذه نعمة عظيمة تحتاج إلى شكر. وىو يق أر صحيفة فإذا حصل لنا مثل ذلك ينبغي أن نتذكر أولئك ممن عانوا ا كثير أنعم اهلل لمناس ما السريعة المريحة جماعات وأف ارد ا وجل- عز وما أفاض اهلل إلى بيت اهلل الح ارم عمييم بو من ألوان النعم وجل- عز بعدما كان ال بل ويحتسي كوبا حتى وصل بعضيم وما يسر اهلل وجل- ىو في بيتو من القيوة ثم ما ثم ما ومات آخرون يمبث أن يمبث أن ولما تيسر عمييم من ىذه الم اركب عمى عباده من المال صار الناس بعد ذلك يتكاثرون يصل إليو إال القميل منيم إلى عيد قريب يحدثني رجل حي يرزق يقول: وقفنا في المسجد الح ارم يذىبون فصار ذلك ظاىرة شائعة يشاىدىا عند بدء القيام اإلمام فمم نجاوز ثمانية عشر رجبل عند التكبيرة األولى ىذا قبل أكثر من خمسين سنة. والى عيد قريب الناس يصمون في الساحات. فاهلل -رحمو اهلل- -عز كل أحد فيذا من فضل اهلل -عز وجل- عمينا وعمى الناس فينبغي أن نذكر ىذه النعمة. وجل- -عز قبل سنوات ليست بالبعيدة كان المسجد النبوي في القيام ال يمتمئ المبنى القديم قد أفاض نعمو عمى الناس فصار الوصول سيبل فعددت من وقف مع اآلن وانظر أضف إلى ذلك ما حصل لمناس من

4 الوعي وم ارجعة دينيم فصاروا يقبمون عمى طاعة اهلل وجل- عز ويتوافدون إلى بيتو ويتكاثرون ىناك لكن ىذا األمر يحتاج صاحبو إلى تذكير وتبصر. الوصية الثانية: أن نتذكر جيدا اليدف من تمك الرحمة أن نتذكر ذلك في أنفسنا وأن نذكر من معنا ممن يصحبنا أن نذكرىم باليدف: المعبود -جل جبللو. تأمل حينما تتجرد من مبلبسك إنو سفر طاعة وليس بنزىة إنو أمر عمى خبلف المعيود وال فرجة يذكرك وال تجارة قد بحال إنما ىو تقرب إلى المالك تغيرت حظوظك وبتجردك من دنياك فينبغي أن ال نصحب حظوظ النفوس في مثل ىذه الرحمة. حينما يتنظف اإلنسان ويتطير يكون نظافة الظاىر في استقامة الباطن وطيارتو. جرب نفسك حينما تقدم من سفر تستطيع أن تنكره. وقد ه جرب في السجون األمريكية قد تييأ لمثل ىذا المسير وأنت مثقل باألد ارن ومثل ىذا العمل العظيم فإن ذلك ينعكس عمى النفس والبد أنيم أمروا السجناء بأن يغتسموا كل يوم النصاعة والنظافة فوجدوا أن ذلك يؤثر في سموكيم إيجابا. وألبسوىم ثيابا فاإلنسان حينما يتنظف ويتطير ويمبس رداء اإلح ارم األبيض فإن ذلك يؤثر في نفسو والبد. وىذا اإلح ارم ىو من ىذه الدنيا إلى عالم اآلخرة. عبارة عن قطعتين من القماش ويتأمل العبد حالو حينما يكشف أرسو وال يشعر بفوقية عمى أحد من الناس. وىو منيي في ىذه الحال عن الرفث تمشي رجمو إلى الح ارم بالكفن يكونان ما أشبو فإن ذلك إعبلن واعبلم منو بالذل هلل رب العالمين والفسوق فيو في غاية السمم والمسالمة والجدال في الحج ال يصل أذاه ويذكرك بتجردك من يخفى ما وال فتشعر النفس بيضاء تؤثره بثقل ال في غاية فيذكره ذلك بالرحمة التي يرتحل فييا فبل فبل تمتد عينو لمح ارم إلى أحد يتعالى وال يترفع وال يده لمح ارم ال يتعدى عمى أحد ال لينتصر عمى مجادلو أو يتفوق عمى أق ارنو فالنفوس قد تركت حظوظيا فبل جدال وال فسوق وال رفث. ونحن نتساىل في ذلك كثي ار الفسوق. يكذب لربما اإلنسان أو يغتاب ب الم و أ ن أ ك ون م ن ال ج اى م ين } فالذي يستيزئ عميو فدية. وىذا القول وان كان مرجوحا اإلنسان في أو ]البقرة: 67[. بالناس يكون من الجاىمين يتندر بالناس إح ارمو ينظر إلى النساء الغاديات ال ارئحات وما عمم أن ذلك من الفسوق: وقد ذىب اإلمام األو ازعي -رحمو اهلل- وال يجادل وما عمم أن ذلك من }ق ال وا أ ت ت خ ذ ن ا ى ز و ا ق ال أ ع وذ إلى أن من سب أو لكنو بمغ األمر ببعض األئمة أن أوجب عميو الفدية في مثل ىذه الحال. شتم فإن 4 مختصر اختبلف العمماء )226/2(.

5 إذا تفكر اإلنسان فيما عيده واعتاده مما يمنع منو في حال اإلح ارم من الطيب وما يفصل عمى البدن مما يقال لو المخيط ومن قص األظفار والشعر وما إلى ذلك فإن ىذا كمو إذعان منو واستسبلم هلل -تبارك وتعالى- ينضبط معو غاية االنضباط فيو عبد ذليل لربو ومواله. ثم بعد ذلك في النياية يحمق أو يقصر وىذا نوع عبودية وذل ومعموم أن حمق الشعر يكون أحيان ا عمى سبيل العادة وأحيانا يكون ذال وعبادة وىو المقصود في النسك. بل إن جميع المناسك إنما يقصد بيا إقامة ذكر اهلل -عز وجل- كما جاء عن عائشة -رضي اهلل عنيا-: ))إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار إلقامة ذكر اهلل تعالى((. فميس ذلك من األمور التي نفعميا عمى سبيل العادة وليس ذلك من سفر الترويح والنقاىة وانما ىو شيء نقيم بو العبودية لربنا ومالكنا ومعبودنا -جل جبللو- فإن مثل ىذا العمل يحتاج إلى أمر آخر وىو: الوصية الثالثة: أن يكون لمعبد فيو نية والنبي يقول: ))إنما األعمال بالنيات وانما )2( لكل امرئ ما نوى((. وأنت حينما تعمن تقول: لبيك الميم لبيك أي: إجابة لك بعد إجابة فأنت مجيب لنداء اهلل -عز وجل- ولست ممبيا دعوة أحد سوى اهلل -تبارك وتعالى- ولست ممبيا لحظوظ النفس ولست متكث ار بيذا العمل عند الناس فتكون م ارئيا نحو ذلك. إنما خمق اهلل يقول أو ابن عيينة مسمعا ه ليقال: تعتمر أو تحج قد حج ثبلثين حجة أو أربعين عمرة أو عز وجل- الموت والحياة ليبمونا أينا أحسن عمبل وذلك يعني: أخمصو وأصوبو. ووقعت عميو الرعدة صار يرتجف لبيك )3( وال سعديك. حج عمي بن الحسين ولم يستطع أن يمبي فيل استشعرنا ىذا المعنى لماذا نتوجو إلى بيت اهلل -رحمو اهلل-: عبودية وتقربا إلى اهلل -تبارك وتعالى. فيذا يحتاج إلى إخبلص واخبات يكفي ذلك بل البد من أمر آخر وىو: الوصية ال اربعة: وىي ي ش ر ك ب ع ب اد ة ر ب و أ ح د ا{ يحتاج اإلنسان إلى إخبلص المتابعة لمنبي ]الكيف: 111[. واخفاء لمعمل ويحتاج إلى عمل صحيح فمما أحرم فقيل لو: واستوت بو ر احمتو لم ال تمبي فقال: ىل نفعل ذلك محاكاة لآلخرين أو يحتاج إلى قصد صحيح خمسين عمرة اصفر لونو أو وانتفض أخشى أن يقال لي: تكث ر ا ال أو أننا نفعل ذلك من أجل أن يؤجر اإلنسان عميو }ف م ن ك ان ي ر ج و ل ق اء ر ب و ف م ي ع م ل ع م ل وال ص ال ح ا و ل يتابع فيو رسول اهلل ولذلك فإننا أخرجو أبو داود كتاب المناسك باب في الرمل )179/2( رقم: )1888(. )2( أخرجو البخاري كيف كان بدء الوحي إلى رسول اهلل -صمى اهلل عميو وسمم- )6/1( رقم:. )3( سير أعبلم النببلء )392/4(. 5

6 بحاجة إلى التفقو أحكام ذلك في أحكام العمرة فإنو قد يرجع صفر اليدين يكتشف ذلك إال بعد عش ارت السنين. أريت من ذىب وحج فقيل لو: وكم من اإلح ارم محرمة تجد وفي أحكام الحج وكم من ولم يطف طواف اإلفاضة أما أن يذىب اإلنسان ىكذا عمى وجيو إنسان قد ارتكب بعض ما يبطل حجو أو فمما قيل لو ذلك 6 قال: عمرتو أن يعرف دون ولم ثم رجع أقمنا عمى جبل في منى حتى رجعنا ترجع وتطوف طواف اإلفاضة فأبى وىي حجتو ما حج قبميا ىي فرضو ىكذا يفتك الجيل. ام أرة قد تزوجت وىي لم تطف وعندىا كثير من األوالد بعد ىذا الزواج ولذلك نجد الكثيرين يقعون في أو طافت وىي حائض وىو زواج فاسد ثم بعد ذلك عقد عمييا عقد باطل ال كثير من األخطاء التي تتكرر كثير ا فيي شائعة. يصح وىي ال ازلت في حال ألنو تزوجيا وىي تجد الم أرة إذا مرت بالميقات وىي حائض ال تحرم مع أنيا تريد النسك تجد من يمتزم االضطباع من أول عمرتو إلى آخرىا وترى بعض النساء يخصصن لونا لئلح ارم كاألخضر أو األسود تقربا إلى اهلل وتعبدا. من يمتزم أدعية مخصوصة في كل شوط مع أن ىذا أمر ما تعبدنا اهلل عز وجل- بو. ونجد آخرين يتجشمون ويتقصدون العمرة في ليمة سبع وعشرين من رمضان ويحصل ليم من ألوان المشقات ويحصل لمن معيم من النساء يجرجرون النساء بين تمك الجموع وفي ذلك الزحام تمتصق بالرجال التصاقا محكما ليا. كل ذلك طمب ا لؤلجر وما عمموا أنيم قد يرجعون بالوزر مع أن العمرة في ليمة سبع وعشرين ال مزية وىكذا ما يعتقده الكثيرون من فضل العمرة في رجب وما يفعمو كثير منيم مما قد ال يجزئو في النسك من أخذ طرف يسير من الشعر مما يفعمو الرجال يأخذون شي ئا يسي ار ومن الطرف اآلخر شيئا يسي ار ويظنون أن ذلك يجزئيم وقد ال يجزئيم. الوصية الخامسة: واألتعاب واهلل والقاعدة: وجل- سفر الطاعة يثاب اإلنسان فيو عمى كل بذل يبذلو أن الوسائل ليا أحكام المقاصد. يقول: فنحن بحاجة إلى احتساب النفقات }ذ ل ك ب أ ن ي م ل ي ص يب ي م ظ م أ و ل ن ص ب و ل م خ م ص ة ف ي س ب يل الم و و ل ي ط ئ ون م و ط ئ ا ي غ يظ ال ك ف ار و ل ي ن ال ون م ن ع د و ن ي ل إ ل ك ت ب ل ي م ب و ع م ل ص ال ح إ ن الم و ل ي ض يع أ ج ر ال م ح س ن ين * و ل ي ن ف ق ون ن ف ق ة ص غ ير ة و ل ك ب ير ة و ل ي ق ط ع ون و اد ي ا إ ل ك ت ب ل ي م ل ي ج ز ي ي م الم و أ ح س ن.] ىذا في المجاىدين ليم. تكتب خطواتيم وتكتب نفقاتيم في الطريق -عز واهلل -عز وجل- يقول: }إ ن ا ن ح ن ن ح ي ال م و ت ى و ن ك ت ب م ا ق د م وا و آث ار ى م { فعمى أحد الوجيين والطاعات وألوان القربات المشيورين في التفسير أن اآلثار المكتوبة ىي الخطا والقرآن يعبر بو باأللفاظ فبل يقطعون واديا ]يس: 12[. أو القميمة الدالة عمى المعاني الكثيرة م ا ك ان وا ي ع م م ون } يسيرون مسي ار ]التوبة: إال كتب التي يخطوىا اإلنسان إلى المساجد فيذه اآلثار تشمل ىذا وتشمل ما يتركو اإلنسان بعد موتو من عمم ينتفع بو إلى غير ذلك مما يتركو اإلنسان فيجده الناس بعد موتو.

7 وقد قال النبي -صمى اهلل عميو وسمم-: وجاء في الحديث اآلخر: إذا وذلك أنو وعشرين ضعفا ))من سمك طريق ا يمتمس فيو عمما سيل اهلل لو طريق ا إلى الجنة((. ))ص لة الرجل في الجماعة تضعف عمى ص لتو في بيتو توضأ خطوة إ ل رفعت لو بيا درجة وحط وىكذا الزوائد بمعنى ما فأحسن الوضوء )2( عنو بيا خطيئة((. ثم خرج إلى المسجد ل وفي سوقو يخرجو إ ل الص لة خمسا لم يخط يكون من أثر ىذا العمل مما يحصل لو من مرض بعده وما يحصل لو في طريقو في رجعتو من نفقات ونحوىا فإن ذلك يكتب لو جميعا. عمى يدل ذلك حديث أبي بن كعب -رضي اهلل عنو- في صحيح مسمم قال: كان رجل ال أعمم رجبل أبعد من المسجد منو وكان ال تخطئو صبلة قال: فقيل لو: لو اشتريت حمار ا تركبو في الظمماء وفي الرمضاء قال: ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أىمي فقال رسول اهلل -صمى اهلل عميو وسمم-: )3( ))قد جمع اهلل لك ذلك كمو((. يكتب لو طريقو تكتب لو الخطا إلى المسجد ويكتب لو ذلك أيضا في عودتو من المسجد. ويدل عمى ذلك: حديث عبد اهلل بن عمرو عن النبي أنو يكتب لمغازي ما يحصل لو من خطا ونفقات وىو في الطريق. فما يصيب اإلنسان ذلك يؤجر اإلنسان عميو اهلل بعد نسكو من مرض ينبغي ولذلك ال ما أو لئلنسان يحصل لو من حادث أن يستخسر نفقة ينفقيا أنو قال: أو غير ذلك من نفقات في ىذا السبيل اهلل عز وجل- عمى العبد ال يضيع ىي مخموفة محفوظة يجدىا اإلنسان في مي ازن حسناتو. عز م غ ر م ا{ وجل- ]التوبة: 98[. يشعر أن ذلك من الغرم التذاكر ىذه النفقات. أخبرنا عن المنافقين أنيم يتخذون ما أو المساكن التي يسكنيا ليست الخسارة في ىذا السرف والتبذير ومضاىاة -عز -عز وجل- ىذه النفقات. وأنو فوت وخسارة ينفقون مغرما كأنو يقطع من قمبو إلى غير ذلك من األمور- الخسارة حينما تنفق األموال في أمور تافية اآلخرين في عرض الدنيا فإذا وصل اإلنسان إلى تمك المحال والبقاع الشريفة فينبغي أن فقال: )4( ))ق فمة كغزوة(( أتعاب أو أي: فكل فإن ذلك كمو يخمفو }و م ن األ ع ر اب م ن ي ت خ ذ م ا ي ن ف ق أما المؤمن فإنو ينفق ىذه النفقات وىو يستشعر أن ىذا محل صحيح صالح لمثل أو في معصية اهلل فينبغي لئلنسان أن يتذكر ذلك جيدا يحفظ كل لحظة من وقتو -من قيمة أو في وجل- وأن يحتسب عند اهلل وأن يستغل ذلك في أخرجو الترمذي أبواب العمم عن رسول اهلل -صمى اهلل عميو وسمم- باب فضل طمب العمم )28/5( رقم: )2646( وابن ماجو باب فضل العمماء والحث عمى طمب العمم )81/1( رقم: )223(. )2( أخرجو البخاري كتاب األذان باب فضل صبلة الجماعة )131/1( رقم: )647(. )3( أخرجو مسمم كتاب المساجد ومواضع الصبلة باب فضل كثرة الخطا إلى المساجد )461/1( رقم: )663(. )4( أخرجو أبو داود كتاب الجياد باب في فضل القفل في سبيل اهلل تعالى )5/3( رقم: )2487(. 7

8 طاعة اهلل وسمم-: وجل- -عز يضيع وال فبل يفرط الصبلة في المسجد الح ارم كما أخبرنا النبي ))ص لة في المسجد الح ارم أفضل من مائة ألف ص لة فيما سواه((. -صمى اهلل عميو أتدرون كم تبمغ تبمغ عشرين ألف ا من األيام وىذه المدة تزيد عمى خمس وخمسين سنة صبلة واحدة كم عمر اإلنسان لو بدأ اإلنسان يصمي من السابعة فإذا استمر عمى ذلك خمسا وخمسين سنة فإن عمره يكون اثنتين وستين سنة والسبعين ))أعذر وىذا متوسط أعمار الناس النبي )2( اهلل إلى امرئ أخر أجمو حتى بم غو ستين سنة((. فتصور صبلة واحدة تعدل ذلك جميعا المطالب العمية!. إن الكثيرين تضيع أوقاتيم بنوم فكم نفرط! وكم نضيع! أو سير ال طائل تحتو يتعرضون فيو لمفتنة من حيث يشعرون أو ال يشعرون الوصية السابعة: القاعدة-: أن نرعي حرمة ذلك المكان }و ى ذ ا ال ب م د األ م ين } المشيورة في تفسيرىا. 3[ ]التين: وهللا أخبر أن األعمار ما بين الستين وكم يمحقنا من الغفمة التي تقعدنا عن مثل ىذه أو ذىاب إلى األسواق وجل- } ل أ ق س م ب ي ذ ا ال ب م د { }إ ن أ و ل ب ي ت و ض ع ل من اس ل م ذ ي ب ب ك ة م ب ار ك ا و ى د ى ل م ع ال م ين } ب ظ م م ن ذ ق و م ن ع ذ اب أ ل يم } فذكر اإل اردة بمقارفة ما ال يميق ]الحج: 25[. وضمن ذلك معنى اليم من ىم أي: فيو بإلحاد قد أقسم 1[ ]البمد: -عز -والقسم أي: ]آل عم ارن: أو تجول من غير طائل ال يكون إال بمعظم كما ىي أقسم بيذا البمد عمى أحد األقوال وقال: 96[ بميل عن جادة الصواب }و م ن ي ر د ف يو ب إ ل ح اد وانح ارف عن الحق ومواقعة معصية اهلل -عز وجل- أو التعرض لمحارم المسممين أو سرقة أمواليم أو أذيتيم أو اإلفساد في الحرم فيو متوعد بالعذاب األليم واهلل لم يتوعد عمى مجرد اإل اردة واليم إال في ىذا المقام. فالمسألة ليست سيمة وأنكى مما إذا كانت في مكان آخر. المعصية تعظم بحسب متعمقيا ومن ذلك أنيا تعظم إذا كانت في الحرم فتكون أشد وقد دعا إب ارىيم لمكة: }ر ب اج ع ل ى ذ ا ب م د ا آم ن ا و ار ز ق أ ى م و م ن الث م ر ات م ن آم ن م ن ي م ب الم و و ال ي و م ا ل خ ر } واهلل يقول: دماءكم وأموالكم ]البقرة: 126[. }و ا ذ ج ع م ن ا ال ب ي ت م ث اب ة ل من اس و أ م ن ا{ وأع ارضكم وأبشاركم )3( ىل بمغت (( أخرجو الشيخان. والنبي 125[ ]البقرة: نإ) ( يقول: عميكم ح ارم كحرمة يومكم ىذا في شيركم ىذا في بمدكم ىذا أ ل أخرجو ابن ماجو كتاب إقامة الصبلة والسنة فييا باب ما جاء في فضل الصبلة في المسجد الح ارم ومسجد النبي -صمى اهلل عميو وسمم- )451/1( رقم: )1416( وأحمد )46/23( رقم: )14694(. )2( أخرجو البخاري كتاب الرقاق باب من بمغ ستين سنة فقد أعذر اهلل إليو في العمر )89/8( رقم: )6419(. )3( أخرجو البخاري كتاب الفتن باب قول النبي -صمى اهلل عميو وسمم-: ال ترجعوا بعدي كفار ا يضرب بعضكم رقاب بعض )51/9( رقم: )7178( ومسمم كتاب الحج باب حجة النبي )886/2( رقم: )1218(. 8

9 وفي حديث عبد اهلل بن عدي -رضي اهلل تعالى عنو- مرفوع ا إلى النبي ))واهلل إنك لخير أرض اهلل وأحب الب لد إلى اهلل((. وفي الحديث اآلخر: )) ل ت ازل ىذه األمة بخير ما عظموا ىذه الحرمة )2( ىمكوا(( يعني: مكة. وقال )3( بحرمة اهلل إلى يوم القيامة((. فينبغي لئلنسان أن يدرك جيدا كالمعصية في غيرىا حين فتح مكة: أنو قال: حق تعظيميا فإذا ضيعوا ذلك ))إن ىذا البمد حرمو اهلل يوم خمق السموات واألرض فيو ح ارم أنو متوجو إلى بقعة ليست كغيرىا من البقاع وأن اإللحاد في تمك المحال قد توعد اهلل وجل- -عز وأن المعصية فييا ال تكون عميو بالعذاب األليم فينبغي لئلنسان أن يحفظ لمبيت حرمتو ولمكة ىذه المكانة فيكون في قمبو ميابة ويكون معظما لبيت اهلل الح ارم التعظيم البلئق فبل يكون الوصول إلى بيت اهلل الح ارم سببا لنزع الحياء والحشمة وسببا لسموك ما ال يميق واالنفبلت من كل ضابط يضبط األخبلق ويزم النفوس ويحفظ الجوارح عن كل ما ال يميق. ا كثير نرى فمماذا من المظاىر والمشاىد غير لربما أريت م ازحمة النساء لمرجال في الطواف أريت بعض الرجال يتصرف غير مبال المسئولة تقع ىنا وىناك في بيت اهلل الح ارم وعند تقبيل الحجر ولربما أريت من يدخل في األماكن التي قد خصت لمنساء أبصارىم ينظرون ىنا وىناك في الطائفات وفي النساء البلتي في حرم اهلل. إذا دخمت إلى المسجد تتبرج من النساء ولربما ترى آخرين قد أطمقوا ونرى آخرين لربما يتحمقون ىنا وىناك لمحديث وقضاء األوقات كأنيم قد جمسوا في نزىة أو في برية أو في ناد من نوادييم والحديث وما صبلة الت ارويح عمموا والمغو والضحك أو القيام أنيم قد جمسوا أمام الكعبة وما إلى ذلك أو التعميق عمييم أمام بيت اهلل الح ارم وىذا أمر ال يميق بتمك البقاع والسخرية من تصرفاتيم حمق تجتمع عمى شرب الشاي إضافة إلى أذية الناس بالتحدث ومن جيميم وأخطائيم والقيوة أثناء أضف إلى ذلك ما ه يرى من األثرة الشديدة التي تنبئ عن تربية ضعيفة تجد من يستأثر بالماء أو يستأثر بما يشرب بو الماء أو يستأثر بالفرش أو يستأثر بالمحل ويأخذ فوق حاجتو وما عمم أنو في الحرم وتجد أيضا ا أمور قد يفعميا بعض الناس جيبل الرجال أو قمة مباالة يدنسون الحرم ببقايا األطعمة أو تقص الشعر عند الف ارغ من النسك أماميم يعبثون ويؤذون عباد اهلل المصمين والتالين. ونجد آخرين -وىم كثير- والمشروبات ليس ليم شغل إال ىذا الياتف المحمول ولربما أبدت شيئ ا من بدنيا ولربما أريت بعض النساء تنام أمام فنغمات الجوال أشكال وألوان وأخرى قد تركت أطفاليا وال تكاد تقع أخرجو النسائي في السنن الكبرى كتاب المناسك باب فضل مكة )248/4( رقم: )4241(. )2( أخرجو ابن ماجو كتاب المناسك باب فضل مكة )1138/2( رقم: )3111(. )3( أخرجو البخاري كتاب الجزية باب إثم الغادر لمبر والفاجر )114/4( رقم: )3189( ومسمم كتاب الحج باب تحريم مكة وصيدىا وخبلىا وشجرىا ولقطتيا إال لمنشد عمى الدوام )986/2( رقم: )1353(. 9

10 عينك إال عمى من يتصل أو من يتشاغل بو ولو أن ىذه األوقات الياتف ه صرفت بذكر وق ارءة لكان خي ار ليم. واذا نظرت إلى كثير من المعتكفين أريت أمو ار ال تصمح مع االعتكاف من جدال فترى بعضيم ال يستيقظ إال لؤلكل أو نحو ذلك. وىكذا ما لممعتكفين والحديث والمقصود االعتكاف يحصل من التجاوز والتعدي بحال من األحوال والضحك باالعتكاف إلى ذلك ممن ن اره. وتجد والمؤانسة. ىو الخموة فيذا ينام في ف ارش ىذا وال يعتكف عشرة وأكثر في مكان واحد واالنقطاع وىذه ال يمكن أن تحصل بيذه الخمطة ال ازئدة يبالي التي يطول فييا مثل ىذا الحديث وال ومن كثرة لمنوم وتجد خمطة ازئدة وتجمعا بيذا أو األكل يصمح ال تجد ىؤالء إال في غاية االنبساط من أجل أن يحصل لئلنسان المعاني التي شرع من أجميا والمحادثة الكثيرة والجدال والضحك وما والمؤانسة وىكذا ما تشاىده أيضا عند أبواب الحرم من م ازحمة النساء لمرجال أو تحايل آخرين بإدخال األطعمة في رمضان أو الصبلة والجموس عمى األبواب فيضيقون عمى الناس واذا نظرت إلى الساحات وجدت اختبلطا كثير ا ووجدت التجمعات ىنا وىناك ووجدت التعدي عمى الناس واألذية ليم ووجدت أيضا تمويثا وتقذي ار لتمك والفتيات -أو األم- آخرين يجمس أحدىم حيث يأتي بيم أىميم لربما بقي الذين قد جاء بيم وال يبالي في طريق ثم يتركونيم تحت سارية في الحرم فانفمتوا كالذئاب المسعورة الناس وقد استرعاىم اهلل يق أر أو يصمي يتتبعون ىذه ونجد غفمة عارمة لدى الشباب البقاع الطاىرة التي ينبغي أن يشترك الجميع في نظافتيا وتطييرىا حيث أمر اهلل -عز وجل- بذلك. إياىم وجل- -عز وال يدري شيئ ا عما يجري لبناتو ويجوبون األسواق حتى يضنييم أو لدى كثير من الشباب فينفمت ىؤالء الشباب األب أو ليؤالء الشباب المسير يتساقطون بعد الفجر فينامون إلى غروب الشمس أىكذا تكون العبادة أىكذا تكون رعاية تمك الحرمة فينبغي لئلنسان أن ي ارجع نفسو ومثل ىؤالء الذين ال معو وانما يبقون في بيوتيم فذلك أحفظ ليم وأسمم لغيرىم. الوصية الثامنة: عنو- بيتيا((. أي: الشيطان: إذا أي: بالم أرة تتعمق وبأولياء الم أرة فالم أرة عورة ثم بعد ذلك تنيض نفوسيم لمعبادة ينبغي لئلنسان أن ال يأتي بيم كما جاء في حديث عبد اهلل بن عمر رضي اهلل ))إن الم أرة عورة فإذا خرجت استشرفيا الشيطان وأقرب ما تكون من وجو ربيا وىي في قعر أنو ىم بيا أو أنو صوب نظره إلييا ليغري بيا وليزينيا لمناظرين ويغرييا أيضا ويفتنيا أو أنو استشرفيا تمنى أن تكون عمى شرف أي: عمى مكان رفيع من أجل أن تر اىا العيون الشيطان بمعنى: أنو يزينيا ويغري بيا الرجال كل ذلك قد قيل في معناه. كانت الم أرة تريد التقرب إلى اهلل والعبادة ميما كانت متحجبة إذا خرجت فيي عورة وقد استشرفيا أو أنو استشرفيا الشيطان أخرجو ابن خزيمة في صحيحو )93/3( رقم: )1685( والطب ارني في المعجم الكبير )295/9( رقم: )9481(.. 11

11 ميما كانت متحجبة. وفي أثر عن ابن مسعود -رضي اهلل عنو- "إنما النساء عورة وان الم أرة لتخرج من بيتيا وما بيا من بأس فيستشرف ليا الشيطان فيقول: إنك ال تمرين بأحد إال أعجبتو وان الم أرة لتمبس ثيابيا فيقال: أين تريدين فتقول: أعود مريضا أو أشيد جنازة أو أصمي في مسجد وما عبدت ام أرة ربيا مثل أن تعبده في بيتيا". إسناده حسن. الشيباني: عمرو أبو يقول أريت ابن مسعود - رضي اهلل عنو- هي" خرج النساء من المسجد في يوم الجمعة ويقول: ا" خرجن إلى بيوتكن خير لكن" )2(. وجاء في حديث أم حميد زوجة أبي حميد الساعدي -رضي اهلل عنو- إني أحب رسول اهلل ))يا أنيا قالت: الص لة معك(( وانظروا: تحب الصبلة خمف النبي في المسجد النبوي وكيف تخرج مثل ىذه الصحابية تخرج في أطمارىا في عباءة ساترة في غاية الحشمة في مجتمع نزيو طاىر. نظيف قالت: ))إني أحب الص لة معك قال: قد عممت..(( شيد ليا بذلك ما خرجت لتمتذ بصوت اإلمام خرجت وما من أجل أنيا تشعر أنيا محبوسة في بيتيا فتريد الترويح بأي طريقة وما خرجت لتتبرج وما خرجت لتجد صويحباتيا في المصمى. تحب أن تصمي معو قال: ))قد عممت أنك تحبين الص لة معي وص لتك في بيتك خير لك من ص لتك في حجرتك وص لتك في حجرتك خير من ص لتك في دارك وص لتك في دارك خير لك من ص لتك في مسجد قومك وص لتك في مسجد قومك خير لك من ص لتك في مسجدي قال: فأ مر ت ف بني ليا مسجد في أقصى شيء من بيتيا وأظممو فكانت تصمي فيو حتى لقيت اهلل )3( -عز وجل(( استجابة وامتثال. وجاء في حديث أم سممة -رضي اهلل عنيا- مرفوع ا إلى النبي -صمى اهلل عميو وسمم-: مساجد النساء ))خير )4( قعر بيوتين((. وعنيا أن النبي قال: ))ص لة الم أرة في بيتيا خير من ص لتيا في حجرتيا وص لتيا )5( في حجرتيا خير من ص لتيا في دارىا وص لتيا في دارىا خير من ص لتيا خارج((. وعن ابن مسعود -رضي اهلل عنو- عن النبي -صمى اهلل عميو وسمم- ))ص لة الم أرة في بيتيا أفضل من ص لتيا في حجرتيا )6( وص لتيا في مخدعيا أفضل من ص لتيا في بيتيا((. أخرجو الطب ارني في المعجم الكبير )185/9( رقم: )8914(. )2( أخرجو الطب ارني في المعجم الكبير )294/9( رقم: )9475( وعبد الر ازق الصنعاني في المصنف )173/3( رقم: )5211( )3( أخرجو أحمد رقم: )27191( وابن خزيمة في صحيحو رقم: )1689(. )4( أخرجو أحمد رقم: )26542( وابن خزيمة رقم: )1683(. )5( أخرجو الطب ارني في المعجم األوسط )48/9( رقم: )9111(. )6( أخرجو أبو داود كتاب الصبلة باب التشديد في ذلك )156/1( رقم: )571(. 11

12 فإذا جمعنا ىذه الروايات نجد أن أفضل مكان تصمي فيو الم أرة ىو غرفتيا أي: بالغرف يوضع فييا نفيس المتاع في غرفتيا يعني: ثم يمي ذلك: ويمي ذلك صبلتيا في حجرتيا بمثابة الصالة ))ص لتيا "مخدعيا" في بيتيا(( ىو صحن الدار ويمي ذلك صبلتيا في دارىا والم ارد بو غرفة صغيرة في داخل والمقصود بو ما إليو تفتح وىو ما نسميو اآلن بالغرفة أبواب ما نسميو اآلن ثم يأتي بعد ذلك صبلتيا في مسجد الحي فيل يفقو النساء ذلك اهلل كفاىن ذلك صبلتيا في المسجد الجامع ثم يأتي بعد ذلك صبلتيا في مسجد رسول اهلل -صمى اهلل عميو وسمم. وجل- -عز يخرجن في شدة الحر ذلك فإذا أقنعتيا وفيمتيا في صبلة الظير وأوردت عمييا األحاديث بعد ذلك ذىب ما عندك من جيد وطاقة في اإلقناع والبيان والشرح بسيط قالت: إ ذا لماذا أتينا إلى ىنا فتعيد الكبلم نفسو من مائة ألف صبلة. ىذه الم أرة تريد أن تصمى مع النبي يقول ليا في الشمس المحرقة ي ازحمن الرجال وأن صبلتيا في بيتيا أفضل ثم بعد وقد ثم فإذا فرغت من ذلك كمو أجابت بجواب وأن صبلتيا في الغرفة في الفندق أفضل من صبلتيا في المسجد الح ارم النبي -صمى اهلل عيو وسمم- صمى اهلل عميو وسمم- فمتى تفقو النساء ىذه القضية. فالتي تريد الثواب إلى مرفوع ا واألجر عند اهلل -عز النبي -صمى اهلل عميو وسمم-: وفي حديث ابن مسعود مرفوعا : وعن أبي ىريرة رضي اهلل عنو- والصبلة في المسجد النبوي أن ذلك بألف صبلة أفضل ليا ومع ذلك بأن صبلتيا في أبعد مكان في بيتيا أفضل ليا من صبلتيا مع النبي وجل- تصمي في أبعد مكان في بيتيا وأظممو )) ل تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتين خير لين((. - وقد جاء عن ابن عمر )2( ))ما صمت ام أرة من ص لة أحب إلى اهلل من أشد مكان في بيتيا ظممة((. أن رسول اهلل قال لنسائو عام حجة الوداع: ))ىذه ثم ظيور الحصر(( قال: فكن كمين يحججن إال زينب بنت جحش وسودة بنت زمعة وكانتا تقوالن: واهلل ال تحركنا دابة بعد أن سمعنا ذلك من النبي ومعنى قولو: واحدة. تصور حال النساء نسائنا اليوم فتنة الكثيرين ))ىذه ثم ظيور الحصر((: في ذلك المجتمع عباءة مخصرة )3(. الزمي الحصير والحجاب الذي عميو النساء ونقاب في غاية الزينة وترك كثير من أىل الصبلح المجيء يعني: تتكحل وتتطيب آنذاك الزمي األرض ثم إلى بيت اهلل الح ارم اجمسي في بيتك حجة وتصور الحجاب الذي عميو كثير من تخرج في غاية اإلغ ارء بسبب ولجأ ىذه الفتن مما أدى إلى آخرون إلى أخرجو أبو داود كتاب الصبلة باب ما جاء في خروج النساء إلى المسجد )155/1( رقم: )567( وأحمد )337/9( رقم:.)5468( )2( أخرجو البييقي في السنن الكبرى )188/3( رقم: )5362(. )3( أخرجو أحمد برقم: )26751( وقال محققو المسند: إسناده حسن. 12

13 المدينة فصاروا يعتكفون فييا بسبب ىؤالء المنقبات البلتي ال يتقين اهلل -عز وجل- في مثل ىذا األمر. والنبي ))آلبر تردن (( وأمر بنقضيا الوصية التاسعة: األخبلق من األطفال. حينما أرى أزواجو السفر قطعة من العذاب فبل قد وضعن أخبية في المسجد لبلعتكاف في بداية العشر قال: يصح بحال من األحوال أن يجتمع مع عناء السفر خشونة وما قيل لو سفر إال ألنو يسفر عن أخبلق الرجال وكثير من الناس -السيما إذا صحب معو الضعفة أو النساء- يخرج عن طوره وتكون أخبلقو وحشية فيسخب ويصدر منو من الكبلم الجارح ألوان ألىمو ويقول: )3( سواه((. ويقول: )2( وأنا خيركم ألىمي((. ))إن اهلل رفيق يحب الرفق ويعطي عمى الرفق ما ل يعطي عمى العنف وما ل يعطي عمى ما )4( ))إن الرفق ل يكون في شيء إ ل ازنو و ل ينزع من شيء إ ل شانو((. مرفو عا: )5( ويقول: ))من ي حرم الرفق يحرم الخير(( وفي حديث عائشة )6( خي أدخل عمييم الرفق((. فالرعونة تسمية وتيوين وقد والفظاظة والغمظة بحاجة إلى شيء والجفاء أمر ينبغي أن يتحرز منو اإلنسان من تعزية النفوس وتصبيرىا ))إذا أ ارد اهلل وألوان فبل يتقي اهلل عز وجل- بيؤالء الذين قد صحبوه والنبي يقول: ))خيركم خيركم -عز يكفييم عناء السفر وجل- فيم بأىل بيت ار بحاجة إلى أما أن يجتمع مع عناء السفر فظاظة األخبلق وجرح المشاعر ولا وحشية في التعامل فيذا أمر ال يميق ويقع فيو كثيرون لمسف الشديد. سمعت أشياء وأشياء كم من رجل طمق ام أرتو التي جاء معيا فييا ال حاجة ليذه العمرة. كم من ام أرة عند باب الحرم يسبيا ويشتميا ويؤذييا تقول: قد حمفت أن ال أصحبو في سفر ال في حج وال في عمرة لما أرت من أخبلقو. لماذا يتبدى اإلنسان بيذه الصورة الكريية المقيتة ىل ترضى أن تذىب مع إنسان يعنفك عمى كل صغيرة وكبيرة ضعفك ومرضك وعجزك وتعبك من يرضى لنفسو بيذا فينبغي لئلنسان أن يوسع صدره وأن يتحمى بالرفق واألناة والحمم ويزجرك زج ار وتكون ابتسامتو ال ويسوقك سوقا ويمعن الساعة ال ي ارعي عنيفا تفارق وجيو ومحياه مع أخرجو مسمم كتاب االعتكاف باب متى يدخل من أ ارد االعتكاف في معتكفو )831/2( رقم: )1172(. 13 )2( أخرجو الترمذي أبواب المناقب عن رسول اهلل -صمى اهلل عميو وسمم- باب في فضل أزواج النبي )719/5( رقم: )3895( وابن ماجو كتاب النكاح باب حسن معاشرة النساء )636/1( رقم: )1977(. )3( أخرجو مسمم كتاب البر والصمة واآلداب باب فضل الرفق )2113/4( رقم: )2593(. )4( أخرجو مسمم كتاب البر والصمة واآلداب باب فضل الرفق )2114/4( رقم: )2594(. )5( أخرجو مسمم كتاب البر والصمة واآلداب باب فضل الرفق )2113/4( رقم: )2592(. )6( أخرجو أحمد )488/41( رقم: )24427( والبييقي في شعب اإليمان رقم: )6141(.

14 أىمو والزلة مع من يصحبيم ال يعنف ال ويبحث عن ارحتيم وان تعب ىو. ىذه األمور نحتاج أن نتذكرىا يعاتب فأسأت فيذا أمر ينبغي أن يعاد فيو النظر. الوصية األخيرة: ولربما عميو وسمم- وىي اجت أر بعضيم عمى محارمو يقول: يغمظ ال يختار لطيف الكبلم وطيب القول أما أن يكون ليؤالء األىل والق اربات سيئ األخبلق يعفو عن الخطأ أردت أن تحسن إلييم أننا نرى الكثيرين يفرطون ىناك ويتساىمون ويضيعون شيئا من حقوق اهلل -عز وجل- ))من أرى وىذا أمر كثير يفوت الحصر فبلبد من تضافر الجيود فالنبي أضعف )). فبل يصح أن يمشي اإلنسان بذلك ليذه الم أرة الذمة أين أنت لو أن كل منكم منك را فميغيره بيده فإن لم يستطع فبمسانو فإن لم يستطع فبقمبو وذلك اإليمان ويمضي وىو يرى المنكر أمامو أحد قد احتسب عمى ىؤالء -وال يقف عندىا-: يا أمة اهلل اتقي اهلل استغفري اهلل وتوبي ويطأطئ أرسو فنصحيم بالتي ىي أحسن ىذا ليس بحجاب فإن ىذا الفعل ال يميق أيتيا الم أرة أييا الرجل أما تخاف من وعيد اهلل عز وجل-: }ن ذ ق و م ن ع ذ اب أ ل يم { كل أحد قام بيذا لتبلشت المنك ارت وما تفاقمت كما نشاىد ونرى. وذكرىم باهلل يا ثم ال يحرك ساكنا أمة اهلل أييا الشاب ]الحج: 25[ -صمى اهلل وجل- -عز الذمة ال تب أر ووعظ ىذا الحجاب ال يقول تب أر بو ىذا الذي تقارفو أتدري ويعظ وينصح ويذكر لو أسأل اهلل عز وجل- أن يعيننا واياكم عمى طاعتو وأن يجعمنا واياكم من أىل السعادة وأن يختم لنا بخير الميم ارحم موتانا واشف مرضانا وعاف مبتبلنا واجعل آخرتنا خير ا من دنيانا. وصمى اهلل عمى نبينا محمد وعمى آلو وصحبو. أخرجو مسمم كتاب اإليمان باب بيان كون النيي عن المنكر من اإليمان وأن اإليمان يزيد وينقص وأن األمر بالمعروف والنيي عن المنكر واجبان )69/1( رقم: )49(. 14