بسم الله الرحمن الرحيم

الحجم: px
بدء العرض من الصّفحة:

Download "بسم الله الرحمن الرحيم"

النسخ

1 -1-

2 - 2-

3 تطو ر اخلطاب القصصي "من التقليد إىل التجريب... القصة اليمنية منوذج ا" -3-

4 - 4-

5 -5-

6 تطور اخلطاب القصصي "من التقليد إىل التجريب... القصة اليمنية منوذج ا" الدكتور إبراهيم أبو طالب الطبعة األوىل 2017 م ه - 6-

7 -7-

8 - 8-

9 اإلهداء إىل زوجيت العزيزة )أم أصيل( عنوان مود ة وصفحة عطاء ورمحة. -9-

10 املدخل أو ل : حتديد املفاهيم : مفهوم القصة القصرية: مفهوم الرتاث: مفهوم التجديد: اثني ا: نشأة القصة القصرية التعليم: الصحافة: الوعي ابآلخر والثقافة العربية واألجنبية: النوادي األدبية والثقافية: صعود الطبقة الوسطى: اثلث ا: مراحل تطور القصة القصرية أو ل : املرحلة التأسيسية: ) م(: مرحلة التوليد : أ - القصص اإلخوانية: ب- قصص من وحي القراءة: ج - قصص ذات بعد اجتماعي: مرحلة التجنيس : ( 1970 م(: ( 1990 م(: :) ( اثني ا: املرحلة التقليدية اثلث ا: املرحلة الت جديدية رابع ا: املرحلة التجريبية

11 الفصل األول: احلدث القصصي مقدمة بنية احلدث يف املراحل الثالث )من مشارف الرواية إىل ومضة األقصودة( بنية احلدث يف املرحلة التقليدية: احلدث الواسع )الروائي(: احلدث املفكك: احلدث املتماسك: أ - احلدث املتماسك ذو الطبيعة احلكائية: ب - احلدث املتماسك ذو الطبيعة القصصية )حلظة التنوير(: بنية احلدث يف املرحلة التجديدية: ا لجتاه األول: التقليدي )الرتاث(: توظيف احللم: توظيف احلكاية: توظيف الرمز: ا لجتاه اآلخر: التجديدي: احلدث املتوازي: احلدث املتناص: احلدث الفانتاستيكي: حدث )تيار الوعي(: بنية احلدث يف املرحلة التجريبية: أو ل: احلدث التقليدي: اثنيا: احلدث التجرييب: احملور األول: احلدث: احلدث الفانتاستيكي: احلدث اخلرايف:

12 3 احلدث الكابوسي: احملور الثاين: الالحدث )احلدث يف درجة الصفر(: التداعي اجملازي واللفظي: قصة الومضة الشعرية )األقصودة(: ومضة الفكرة: قصة 4 قصة الومضة الكاريكاتورية: الفصل الثاين: الشخصية القصصية مقدمة البطل اإلجيايب آخر أجيال البطولة: الشخصية املأزومة: ت غي ب الش خصية وبروز الذات: أو ل: الشخصية املوصوفة )تطور يف الدال(: اثني ا: الشخصية الرمزية )تطور يف املدلول(: اثلث ا: شخصية املرأة )تطور يف الدال واملدلول(: الفصل الثالث: الراوي وتقنيات السرد مقدمة أو ل: الرؤية السردية والوظيفة )أ( الراوي: )ب( الرؤية السردية: الرؤية اخللفية: الرؤية املصاحبة: الرؤية اخلارجية: )ج( الوظيفة السردية: اثنيا: عالقة الراوي ابلفضاء القصصي )الزمكانية(

13 )أ( : الزمان: األفقية: التتابعية: سيطرة الفعل املاضي: )ب( املكان: املكان احلقيقي: املكان الشعري: املكان الرمزي: اثلثا: الراوي وتنويعات القص املقالة القصصية: قصة تيار الوعي: حلقة القصص القصرية CYCLE(...:)SHORT STORY القصة / احلكاية: القصة / اللوحة: القصة القصرية جد ا )األقصودة(: الفصل الرابع: تشكيل اللغة يف العتبات والنص القصصي مقدمة أو ل : العتبات )1( العنوان...: 278 )أ( العنوان الرئيس للقصة: )ب( العناوين اجلانبية يف القصة: )2( اخلطاب املقدمايت : )3( النصوص االستهاللية: اثني ا: التفاعل النصي )1( املناصات:

14 أو ل )1( مناص ات أدبية: )2( مناص ات اترخيية: )3( مناص ات سردية: )4( املناص الد يين: املناصات األدبية: املناصات السردية: )2( الت ناص : )3( امليتانص ية: اثلث ا: اجلملة القصصية )احلوار والسرد( تقنيات احلوار: أنواع احلوار: لغة احلوار: عالقة احلوار ابلسرد: اثني ا- اجلملة القصصية وبالغة السرد : التكثيف: اإليقاع والتكرار: االنزايح: حتليل ثالث قصص قصرية من املراحل الثالث : اخلامتة املصادر واملراجع بيوغرافيا القاص ني الذين تناولتهم الدراسة

15 اخلطاب القصصي حيقق يف اليمن حضور ا الفت ا ويتصدر املشهد الثقايف خطوات تثري اإلعجاب وتدعو إىل التأمل والدرس وهو -15- يف يف سريورته وصريورته قد اختزل اآلونة األخرية يف وقطع الزمن أشواط ا كبرية منذ نشأته حىت اآلن ليغدو يف مقدمة األجناس األدبية ذيوع ا ورواج ا ونفوذ ا بعد أن كانت النوع األديب الذي ظل متواراي يف حاشية الشعر أزما ن حىت آن له أن خيرج عن وميتلك صوته صمته اخلاص ويكتشف إمكا نته العالية ومجالياته ويطرح أسئلته الكربى يف مساحته النصية الصغريةكفن مر اوغ مجيل تستهوي غوايته املبدعني وتنتقل جذوته من جيل إىل آخر ليصنع ذاته وينعم بصفاته وقد بدأ فن القصة القصرية -كأحد فنون السرد - يفرض حضوره املتزايد يف غيبة عن متابعته بنظرات نقدية فاحصة وممنهجة تدعم حضوره وتفسر ظواهره وتتابع تطوره ومن هنا تنهض الدراسات النقدية وتلتفت إىل هذا الشكل األديب املهم فتتناوله مبقارابهتا النقدية املوازية لفهم مجالياته وتقنياته وأفكاره وهلذا يربز سؤال هذه الدراسة يف ماهيتها وأسباهبا حيث تسعى إىل مقاربة فن القصة القصرية يف اليمن يف تطوره كنوع أديب ميلك أسئلته اخلاصة وتقنياته الفارقة من خالل النظر يف عناصره املكونة له ويف مدار والتجديد يف كل مرحلة من مراحل القصة القصرية. ثنائية الرتاث سنتناول ابملقاربة النقدية يف هذه الدراسة عدد ا من اجملموعات القصصية الا ه اختيارها كعينات بعد االستقراء الشامل وقراءة املدونة القصصية اليمنية يف عمومها لتمثل - هذه اجملموعات املنتقاة - املراحل الثالث الا ه تقسيمها ودديدها يف مدخل الدراسة من تقليدية و ديدية و ريبية هذه العينة تنطلق من أول وموعة قصصية صادرة عام 1957 م وهي وموعةنأنت شيوعينلصال الدحان لتمثل املرحلة التقليدية مع مخس وموعات أخرى تنتهي هذه اجملموعات بننبضات قلبن 1970 م لشفيقة زوقري ومتثل املرحلة التجديدية عشر وموعات تبدأ بنبكارة العروس 1975 م مليفع عبد الر ن وتنتهي بنموت البقرة البيضاءن 1991 م لعبد الكرمي الرازحي وأخري ا متثل املرحلة التجريبية ست عشرة وموعة تبدأ

16 بنجوقة الوقتن 1997 م آلمنة يوسف وتنتهي بنرجل القش لعبة الذاكرةن 2006 م لسمري عبد الفتاح. وقد ه اختيار هذه اجملموعات -كعينة ودودة - لكي يتمكن البحث من الوفاء بشرو املنه العلمي يف املقاربة النقدية بني تلك املراحل املمتدة زمني ا خالل نصف قرن تقريب ا وحيث إن العلم - - يقوم على التصنيف واالختيار لكي يتجه العمل النقديكما يقول عبد املنعم والنقد أحد ميادينه تليمةنإىل أن يكون علم ا ابصطناع أدوات العلم ومناه العلماءن )1( وألن العلم قرين التصنيف فكان ال بد من دديد تلك اجملموعات الا مل يكن اختيارها عشوائي ا ولكنهكان خاضع ا ملعيار الكيف من خالل متثيل املستوى الفين الناض للقصة القصرية وفهم حدودها النوعية والفنية. وكذلك ملعيار الكم من خالل متثيلكل مرحلة مبا يتناسب - إىل حد ما - والكم النصي الذي يشكل املدونة القصصية فيها حبيث يبدو واضح ا الكثافة يف اإلنتاج القصصيكلما تقدمنا زمني ا كما أن االختيار قد راعى التنوع ليظهر اجملموعات الا دتوي على اإلضافة والتجديد يف البنية والتشكيل ومبا حيدد مالمح كل مرحلة ما بني الرتاث والتجديدكما راعى االختيار أيضا الشمولية للجنسني من الكتاب والكاتبات. ولكن السؤال الذي يواجهنا وهو على قدركبري من األةية العلمية واملنهجية يتمثل يف ما هو معيار االختيار هلذه اجملموعات - عينة الدراسة- الا متثل )اثنتني وثالثني( وموعة من )مائتني وتسع( وموعات هي حصاد مسرية القصة القصرية يف اليمن خالل نصف قرن تقريب ا وهل ذلك املعيار ذو طبيعة واحدة يفكل املراحل م ما مدى وجاهة هذا املعيار أو ذاح عند الفحص والتدقيق م وماذا عن املنت القصصي املختار م متثل قضيةنهل النقد علم أو فن جدال كبريا لدى النقاد واملنظرين للمزيد حول هذه القضية يراجع كتاب شكري عياد: دائرة اإلبداع مقدمة يف أصول النقد القاهرة دار إلياس العصرية د 1987 م ص (1) عبد املنعم تليمة: مداخل إىل علم اجلمال األديب القاهرة دار الثقافة للطباعة والنشر 1978 م 1 ص 16. ينظركتاب ببليوجرافيا السرد يف اليمن للمؤلف.

17 ال شك أن األسئلة السابقة تطرح عدد ا من القضااي النقدية ذات األبعاد النظرية والتطبيقية الا تستعصي عن أية إجابة حادة وقد أ نا إىل معيار الكيف والكم يف االختيار ومن هنا نعتقد أنه من األنسب أن جنيب عنها من خالل الكشف عن صعوابت االختيار وخطره والا كان البد من االجتهاد يف حسمها بعد قراءة املدونة القصصية اليمنية يف وملها إلجناز هذه الدراسة ومتثيلها بعينة اتارة فمن منظورناتريل األدبنال ميكننا احلديث هنا عن مراحل أدبية متمايزة احلدود حادة املنعطفات واملعامل حبيث تربر لنا الزعم أبن اإلجناز القصصي يفكل مرحلة ميثل قطيعة نصية ومجالية مع ما قبله أو ما بعده ولكن ذلك يستدعيه طبيعة العلم بتصنيفاته املساعدة على الوصول إىل القواعد واخلالصات ومن هنا ف ن قلة املنجز القصصي يف املرحلة األوىلنالتقليديةنكان مربر ا الختيار )6 من 9 وموعات( متثل املرحلة. أما يف املرحلة التجديدية فالشك أن الوفرة الكمية قد دققت فأاتحت حرية االختيار متمثلة يف )54 وموعة اخرت ن منها عشر وموعات(كان املعيار الفين هو املقياس إضافة إىل ما تقدمه تلك اجملموعات من تقنيات ديدية واضحة لدى القاصني اجلادين واملواكبني للتطور -17- والتجاوز بدأب ومثابرة على االستمرار يف الكتابة واإلخالص هلا أما بقية الكتاب فمعظمهم ينطبق عليه القول أبهنم من ط الكتاب اهلواة الذين اتبوا عن غواية القصة ابلسرعة نفسها الا انقادوا هبا إليها ومل يتابعوا املغامرة ليحولوانالغوايةنإىل ربة إبداعية متميزة سواء اتصلت يف الزمن أم توقفت يف حلظة ما. وبعض القاصني على الرغم من كثرة نتاجه ووموعاته إال أنه ال يكاد ميثل خطوة ديدية داخل هذه املرحلة أو تلك ولذا فقد اجتهد ن الختيار ما رأيناه يوافق النظرة العامة ملفهوم التجديد من خالل ما يقدمه القاص من خطوة ديدية يف عمله القصصي وذات املعيار النوعي والفين هو الذي اتبعناه يف اختيار عينة املرحلة الثالثة من وموع نتاجها الذي بل )145 وموعة( اختارت الدراسة ست عشرة وموعة متثل اإلضافة التجريبية -كما بدت للباحث- هلذه املرحلة من خالل التجاوز يف لغة القصة وتقنياهتا واملغامرة يف التجريب وواوزة املألوف وهو ما رصدته الدراسة من داخل النص نفسه ومضت يف

18 بيانه وتتبع مالوه عرب فصوهلا. ونشري هنا إىل اجلهود العلمية السابقة يف حقل القصة القصرية يف اليمن والا ميكن تصنيفها يف وورين اثنني األول: دراسات خيرةية اجتماعية: ومنهاكتاب د. عبد احلميد إبراهيم: القصة اليمنية املعاصرة 1977 م وفيه حديث عن الرواية والقصة القصرية حياول أن يضع تعريف ا عام ا للقارئ العريب عن القصة يف اليمن ويغلب على بعض آرائه األحكام النقدية االنطباعية للمشهد القصصي يف مشال اليمن حبكم إقامته فيه ومتابعته لصحفه وقاصيه وهو جهد رائد ومشكور يضع ختطيط ا عام ا ملسرية القصة والرواية مع ا حىت أواسط السبعينيات من القرن املاضي. تبعته دراسات نقدية جزئية ومقاالت متفرقة نشرت يف الصحف واجملالت أو ض م ت إىلكتب ت د ر س األدب اليمين بشكل عام تتميز منها دراسات الباحث العراقي سالم عبود العزيز املقاحل )2( وغريةا )1( )3( ومتابعات عبد وقد متيزت هذه الدراسات يف وملها برؤى نقدي ل ة ودليلية مفيدة أفد ن من بعضها وأشر ن إىل ذلك يف مواطنها من الدراسة لكنها ال تنتظم يف عق ل د واحد ت ر ك ز على قضي ل ة فني ل ة أو مجالي ل ة ا يف دراسة متكاملة حبكم بنية هذه املقاالت وهدفها يف النظر إىل القصة املعاجلة أو القاص أو م. اجملموعة (1) نشرها مفرقة يف الصحف واجملالت اليمنية ه مجعها يف كتاب بعنوانننشوء وتطور القصة القصرية يف اليمنن 1 السويد 1993 م. (2) عبد العزيز املقال: دراسات يف الرواية والقصة القصرية يف اليمن بريوت املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر م. (3) ينظر: ببليوجرافيا النقد القصصي من الدراسات واملقاالت واملؤلفات حول القصة القصرية ضمن كتاب ببليوجرافيا السرد يف اليمن

19 ومن هنا ف ن أول دراسة أكادميية جامعية تطالعنا عن القصة القصرية هي دراسة حممد علي عمر: القصة القصرية يف اليمن م )رسالة ماجستري اطوطة( جامعة حلب كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية 1988 م وهي دراسة هتدف إىل معاجلة موضوع نشأة فن القصة القصرية من واستقالليته النسبية وحياول إبراز اخلصوصية الفنية لكل كاتب تناول البحث أعماله ونقد موقفه الفين والفكري والدراسة تتناول يف معظمها- الفرتة الا أديناها ابملرحلة التأسيسية للقصة القصرية والا مل نتعرض هلا ابلتفصيل يف دراستنا فتدرس يف فصوهلا: البداايت القصصية والتطور املوضوعي والفين للقصة القصرية وأعمال ومد عبد الوق وعامله القصصي تتوقف عند القصة القصرية يف السبعينيات لتهتم برصد مالمح التحول االجتماعي فيها وهي حبكم منهجها هتتم ابملضمون وتعاجله على حساب البنية والتشكيل الفين. أتيت دراسة صبيح مزعل اجلابر )ابحث عراقي(: نشوء وتطور القصة القصرية يف اليمن )1940 خالل إتباع منه واقعي -كما تقول الدراسة- يربط الفن القصصي مبنشئه االجتماعي ويربز خصوصيته م( )رسالة دكتوراه اطوطة( جامعة بوخارست 1991 م وهي دراسة اعتمدت -كما يقول صاحبها-نعلى منه البحث التارخيي -التحليلي العلمي بغية استخالص النتائ املوثقة واملمنهجة املتعلقة بنشوء وتطور القصة القصرية يف اليمن وصوال إىل تكوين رؤية متكاملة حول موضوع القصة يف اليمن آخذين بعني االعتبار الظروف التارخيية السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية الا مرت هبا اليمن قبل نشوء القصة وما بعدهانولعل هذه الرؤية اخلارجية للنص القصصي هي الا جعلت الدراسة هتتم اب يط االجتماعي والثقايف للحياة الفكرية والتاريل أكثر من اهتمامها ابلقصة نفسها وقد توقفت عند اذج ودودة يف مراحل النشأة اهتمت هبا وابحلديث عن ظروفها ومضموهنا أكثر من دراستها فني ا وفق ا ملنهجية الدراسة ولكنها ال ختلو من ات مهمة يف اجلانب االجتماعي والتارخيي لظروف النشأة. -19-

20 وآخر دراسة أتخذ الطابع التارخيي املضمو هي دراسة علي مناع أسعد حسن: القصة القصرية املعاصرة يف اليمن دراسة فنية وموضوعية )رسالة ماجستري اطوطة( معهد الدراسات والبحوث العربية - القاهرة 1999 م وهي دتوي على ثالثة فصول األول: القصة القصرية يف األدب العريب الفصل الثا : الدراسة الفنية للقصة القصرية يف اليمن وفيه مبحثان األول: الدراسات السابقة والبناء الفين للقصة القصرية يف اليمن والثا : ا اهات األداء الفين يف القصة اليمنية والفصل الثالث: القضااي الا تناولتها القصة القصرية يف اليمن ودتوي على: القضااي االجتماعية.. القضااي السياسية.. أهم القضااي العربية.. وتقوم الدراسة يف مادهتا على دليل 15 وموعة قصصية متفرقة من جيل السبعينيات والثمانينيات وهيكما نالحف من بيان فصوهلا ال تقوم على منه واضح بقدر اهتمامها بتصنيف املضمون الذي تعاجله القصص القصرية. اثني ا: دراسات اهتمت ابلرتكيز على ظواهر معينة أو قاص حمدد أو تقنيات خاصة. ومنها: وقد 1999 م دراسة أمنة يوسف: شعرية القصة القصرية يف اليمن )رسالة دكتوراه( كلية اآلداب جامعة صنعاء صدرت يف كتاب عام 2003 م والدراسة دتوي على وموعة من املقارابت النقديةنوفق منه الشعرية كما تقول الباحثة - ملختارات من القصة القصرية يف ضوء الشعرية البنيوية املنفتحة مبرونة اترة على املتلقي وأخرى على ا يط املوضوعي و اصة عند تناول الوظيفة الفنية للتقنية السرديةن وهي واولة لالقرتاب من املنه البنيوي وقد نشرهتا الباحثة يفكتاب فخلصتها -كما تقول- من اجلانب التنظريي والنقوالت والتنصيص لتبقي على جهدها النقدي اخلالص فجاءت أقرب إىل شكل املقاالت النقدية املختصرة ورتبت فصوهلا على النحو التاق: )رؤاي اهلجرة يف وموعةنشيء اده احلننين مد عبد الوق - الرؤية السردية يف وموعةنالعقربنلزيد مطيع دماج - أساليب السرد يف وموعةنموت البقرة البيضاءنلعبد الكرمي الرازحي - شعرية الصورة يف وموعةنبداية أخرىنلزهرة ر ة شعرية التكرار يف وموعةنوجومن مد أ د عثمان - فاعلية املرأة يف متواليةنرطانة الزمن املقماألنعند وجدي األهدل -

21 شعرية السرد يف وموعةنأسالح تصطخبنأل د زيننقصة يهبط أدراج غور ويغيب وذج ان- شعرية العنوان يف وموعةنحيدث يف تنكا بالد النامسنألروى عبده عثمان - األقصودة يف وموعةنعر البناتنألفراح الصديق - أساليب السرد يف وموعةندحرجاتنلنادية الكوكبا. دراسة مسعد أمحد صاحل مسرور: القضااي االجتماعية والفنية يف أعمال ومد عبد الوق القصصية )رسالة ماجستري اطوطة( معهد الدراسات والبحوث العربية - القاهرة 2001 م وهي أول دراسة خيصصها ابحث ألعمالكاتب واحد مثل ومد عبد الوق رائد القصة الفنية يف اليمن وقد اعتمدت الدراسة ما أدته مبنه ناجتماعية األدبنوهي دراسة مضمونية حبسب عنواهنا وتقسيم أبواهبا تناول الباب األول منها القضااي االجتماعية يف قصصه )اهلجرة - املرأة واجلنس - الثورة - السجن( والثا : القضااي الفنية )احلدث - بناء الشخصية - احلوار - املكان والزمان(. دراسة جميب الرمحن حسا الوصاي: الرمز يف القصة القصرية يف اليمن ) م( )رسالة ماجستري اطوطة( كلية الرتبية جامعة عدن 2003 م وقد استخدمت الدراسة -كما تقول- املنهجني التارخيي والوصفي لدراسة الرمز واتبعت تطوره يف القصة القصرية يف ثالثة فصول على النحو التاق: الرمز والقصة القصرية يف اليمن مفاهيم عامة والقصة القصرية ذات املنحى الرمزي يف اليمن )البداية - التأصيل( والقصة الرمزية القصرية يف اليمن التطور - النض دراسة رزاز سعيد منصور حام: بنية الزمن يف قصص ومد أ د عبد الوق القصرية )رسالة ماجستري اطوطة( كلية الرتبية جامعة عدن 2004 م وقد جاءت الدراسة يف ثالثة فصول هي الفصل األول: التصرف الزمين: )الرتتيب حركتا املفارقة الزمنية( الفصل الثا : سرعة السرد: )تسريع الس رد - تعطيل السرد( الفصل الثالث: التواتر: ( اذج التواتر - والوحدات الزمنية( وهي اث دراسة

22 أكادميية توقف نفسها على أعمال ومد عبد الوق ومما يؤخذ عليها أهنا قد رصدت األعمال السابقة الا درست أعمال القاص يف الكتب والدورايت وأغفلت أهم دراسة أكادميية سبقتها بثالثة أعوام ) 2001 م( وهي دراسة مسعد مسرور - سابقة الذكر - ل ت دعي لنفسها الرايدة والسبق يف دراسة ومد عبد الوق دديد ا والدراسة كما هو واضح من عنواهنا وفصوهلا قد ركزت على دراسة تقنية الزمن يف أعمال القاص ومد عبد الوقنمن وجهة نظر الدراسات البنيويةن. دراسة مسعد أمحد صاحل مسرور: الواقعية يف القصة اليمنية القصرية من عام م )أتصيل ونقد( )رسالة دكتوراه اطوطة( كلية اآلداب جامعة أسيو 2006 م وقد اتبع فيها الباحثناملنه الوصفي التحليلي الذي يقوم على الوصف والتحليل والنقد منطلق ا من النص يف رصد الظاهرة ودليلها وتفسريها وفق مناه التحليل األديب املختلفةنوقد ه تقسيم الدراسة إىل مدخل وستة فصول تتناول: مفهوم الواقعية الواقعية التسجيلية والواقعية النقدية والواقعية االشرتاكية والواقعية التحليلية والواقعية السحرية متخذ ا قاص ا أو أكثر كنموذج لتحليل قصصه وفق هذا التقسيم للواقعية. ومن خالل عرض الدراسات السابقة نالحف أهنا تسري يف ا اهني: إما ا اه اترخيي ي غ ل ب رصد العوامل التارخيية واالجتماعية على الظاهرة القصصية ويستغرأل معضمها ما أديناه - يف تقسيمنا للمراحل- ابملرحلة التأسيسية للقصة القصرية وقد يصل إىل نتاج السبعينيات دون الرتكيز على خاصية التطور النوعي لفن القصة القصرية وقد يصدر بعضها عن أحكام مسبقة من خارج النص القصصي أو أهنا تتجه إىل دراسة ظاهرة معينة كالرمز أو الواقعية أو دراسة تقنية معينة كالزمن ومل تقم أي ة دراسة مما سبق على معاجلة النص القصصيكنوع أديب ودد املعامل سواء يف تطوره أو من خالل بنيته النصية يف مسارها بني الرتاث والتجديد. وهو ما هنضت به هذه الدراسة مستعينة يف إطارها النظري مبنه السردايت احلديثة يف أكثر أشكاهلا شهرة من خالل مقوالت وإجراءاتنجني تن ونتودوروفن ونابرتنيف دليل النص القصصي مع اإلفادة من - 22-

23 التطبيقات العربية يف دراسة نوع القصة القصرية من أمثال الدراسات اجلادة: كدراسة خريي دومة وجنيب العويف وسعيد يقطني وغريهم وقد حرصت الدراسة على تدعيمها ابال اه التحليلي واالهتمام ابلتطبيق على النصوص القصصية واختاذها منطلق ا مفتوح ا اورة التنظري وسرب مجالياته من خالل مقاربة طرأل التشكيل اللغوي والفين فليس مثة أفق منهجي بعينه وحصره ميكن أن ديل إليه هذه الدراسة مباشرة بل هناح -كما أسلفنا- اعتمادكبري على مقوالت علم السرد Narratology ما بني شكالنيني وبنيويني فضال عن منطلق فعل القراءة النقدية ذاته الذي يعتمد الوعي ابلتقنية القصصية ومتابعتها دون خضوع اتم هلا ودون إغفال اتم ملقوالت املرجع أو املقام السردي. ولعل الدراسة بذلك مل تسع إىل تقدمي إجاابت هنائية بقدر طموحها إىل طرح األسئلة الا من شأهنا إاثرة التأمل ودفع عجلة الدراسات النقدية للقصة القصرية يف اليمن للدوران و مفاهيم ورؤى جديدة للقص والتجريب مع بيان املسار التطوري لنوع القصة القصرية من خالل عناصرها الفنية وهو طموح ترجو الدراسة أن تكون قد حققته وقد أدى النظر إىل اخلطاب القصصي وفق ا لذلك إىل انتظام الدراسة يف مدخل وأربعة فصول تناول املدخل دديد املفاهيم والنشأة وعوامل التطور ومراحل القصة القصرية يف اليمن وفق رؤيتنا اخلاصة مع االستفادة من التصنيفات السابقة وواورهتا. جاء الفصل األول لريصد احلدث القصصي يف املراحل الثالث التقليدية والتجديدية والتجريبية مبين ا أنواع احلدث وبنيته من مشارف الرواية إىل ومضة األقصودة. والفصل الثاين: الشخصية القصصية )البطل - الشخصية - الذات( يقف لريصد البطل اإلجيايب آخر أجيال البطولة الشخصية املأزومة تغيب الشخصية وبروز الذات ويعا الشخصية املوصوفةكتطور يف الدال والشخصية الرمزيةكتطور يف املدلول شخصية املرأةكتطور يف الدال واملدلول والفصل الثالث: الراوي وتقنيات السرد يعا الرؤية السردية والوظيفة عالقة الراوي ابلفضاء القصصي )الزمان واملكان( الراوي وتنويعات القص. -23-

24 والفصل الرابع: تشكيل اللغة يف العتبات والنص القصصي يتناول العتبات )العنوان اخلطاب املقدمايت النصوص االستهاللية( التفاعل النصي )املناصات التناص امليتانصية( اجلملة القصصية )احلوار والسرد( مبي ن اكيف سار تشكيل اللغة وبنيتها من املباشرة إىل اجملاز ومن النثرية إىل الشعرية وتنته ي الدراسة ابخلامتة بنتائجها وتوصياهتا كما حرصت الدراسة على تقدمي ملحق ببليوجرايف شامل للقصص القصرية املنشورة يف الصحف والدورايت وللمجموعات القصصية وكذا لنقد القصة القصرية يف اليمن منذ النشأة يف مارس 1939 م حىت أبريل 2006 م. على أن الكمال بكل معانية مل يكن يوم ا اجناز ا فرداي وغاية ما هنالك أن يستطيع هذا اجلهد االنضمام إىل سواه يف دقيق خطوة متقدمة على طريق الدرس النقدي املنشود ميني ا وعربي ا. و من وراء القصد د.إبراهيم أبو طالب - 24-

25 املدخل أو ل : حتديد املفاهيم 1: مفهوم القصة القصرية: يكاد جيمع النقاد على أنه من الصعب التوصل إىل تعريف ودد للقصة القصرية ذلك ويعرتفنشكلوفسكين Shklovsky :نأبنه مل يستطع أن جيد حىت اآلن تعريف ا للقصة القصريةن )1( ألن هذا اللون األديبنيف تطور مستمر وأن أشكاله تتعدد وتتكاثر كلما اختلفت التجربة أو تغريت زاوية الرتكيز عندكاتب دون آخرن )2(. ومييل بعض النقاد ومنهمنراي. ب. وست Rayنإىل.B West أتييد ما يعتقده الكثريون من أننتعريف القصة القصرية سيزج هبا ضمن قيود تفسد كثري ا من أسباب روائها ومع ذلك ف ن شيئ ا ما يف طبيعة اإلنسان يقوده إىل وضع التعريفاتن )3(. ويف واوالت التعريف تسعى كل الدراسات -كما يقول خريي دومة-:نإىل الرتكيز على مقارنتها ( 1 ) فيكتور شكلوفسكي: بنية الرواية وبنية القصة القصرية ترمجة: سيزا قاسم ولة فصول اجمللد الثا العدد الرابع سبتمرب 1982 م ص 34 وينظر نفس املقالنبناء القصة القصرية والروايةنترمجة إبراهيم اخلطيب يف كتابننظرية املنه الشكلي نصوص الشكالنيني الروسن بريوت مؤسسة األحباث العربية والشركة املغربية للناشرين املتحدين 1982 م ص 122. ( 2 ) إحسان عباس: القصة القصرية فن اجملتمع احلضري دراسة يف كتاب )القصة العربية أجيال وآفاأل( ص 9 وموعة من األدابء كتاب العريب )24( 15 من يوليو 1989 م سلسلة فصلية تصدرها ولة العريب. ( 3 ) راي ب. وست: القصة القصرية يف أمريكا ترمجة: درية عزام بريوت دار صادر دار بريوت ابالشرتاح مع مؤسسة فرنكلني 1961 م 1 ص

26 ابألنواع األخرى وهذا هو الطبيعي يف تعريف أي نوع... ولكن الرتكيز ينصب غالب ا على أوجه االختالف ومن تتم املقارنة غالب ا مع الرواية فالقصة القصرية ال بد أن تقف على النقيض من الروايةنالطويلةن وأن تسعى دائم ا إىل أن متيز نفسها عنها فيصبح هلا بناؤها وموضوعاهتا بل ووعيها ورؤيتها ونظريتها الا ال ختتلط بنظرية الروايةن )1(. وميضي بعض النقاد من هواة اإلحصائيات إىل تقسيم األنواع القصصية -و اصة الرواية والقصة القصرية- طبق ا لعدد الكلماتنفالرواية تتضمن ما ال يقل عن مخسني ألفكلمة والنوع األقل ق صر انالرواية القصريةن-النوفيال- يتضمن ما يرتاوح بني ثالثني ألف ومخسني ألفكلمة أما القصة القصرية فهي تضم ما بني ألفي كلمة وثالثني ألف ا والقصة القصرية ج دا ترتاوحكلماهتا ما بني مائة وألفي كلمةن )2(. وهي طريقة ميكانيكية للتبويب واحلقيقة أنه ال ميكن اختاذها مقيا سا اثبت ا ألن القصة القصرية كما يقول شكري عياد:نهي الا متلي الطول املناسب هلا كما متلي شكلها اخلاص حىت أننا ميكن أن ولعل أهم ما ذهب إليهنإمربت نقول إنكل قصة قصرية فنية هي ربة جديدة يف التكنيكن )3( Enriqueنهو Anderson Imbert الرتكيز يف القصة القصرية - مقارنة ابلرواية- على صفتني ةا:ناإليجاز واألةية األساسية للحبكةن )4( وميضي يف واولة للتعريف بوضع عدد من التعريفات للقصة القصرية تدور حول الصفتني السابقتني )5(. ( 1 ) خريي دومة: تداخل األنواع يف القصة املصرية القصرية م القاهرة اهليئة املصرية العامة للكتاب 1998 م 1 ص 75. ( 2 ) إنريكي أندرسون إمربت: )القصة القصرية النظرية والتقنية( ترمجة: علي إبراهيم علي منويف القاهرة اجمللس األعلى للثقافة 2000 م 1 ص 43.ينظر أيض ا التحديد بعدد الكلمات لتعريف القصة يف كتاب عباس خضر: القصة القصرية يف مصر منذ نشأهتا حىت سنة 1930 م القاهرة اهليئة العامة لقصور الثقافة 2 مارس 2002 م ص 73. ( 3 ) شكري عياد: القصة القصرية يف مصرندراسة يف أتصيل فن أديبن القاهرة دار املعرفة م ص 47. ( 4 ) إمربت: مرجع سابق ص ( 5 ) ينظر املرجع السابق ص ص 50.52

27 والقصة القصريةنفن جيمع منكل الفنون ففيها من القصيد بناؤه ومتاسكه وفيها من الرواية احلدث والشخوص وفيها من املسرح احلوار ودقة اللفف واللغة وفيها من املقال منطقية السرد ودقته وهي بذلك أتخذ من كل فن أدأل وأمجل ما فيه لتقدم لنا إمتاع ا فني ا راقي ا يضعها يف مصاف فنون الكتابة الا ازدهر ت يف القرن العشرينن )1(. ويقول عبد املنعم تليمة مببدأنالتآثر والتآزر بني الفنون يف أصلها ويف طبيعتها وذلك يظهر يف القصة القصرية حيث جندها قد أخذت من الدراما اخلربة واملباشرة والرتكيز وأخذت الطاقة الغنائية والشاعرية من القصيدةن )2(. ويعرفها بعض الباحثني أبهنانجنس أديب حديث النشأة يرتكز على صفات وخصائص فنية كوحدة احلدث والشخصية وقصر املدة الزمنية يعتمد على تكثيف العبارة واللغة اإلحيائية وهو ال يعدو أن يكون ومضة مشعة من احلياةن )3(.كما يعدهانإمربتنخياال وض ا مؤكدا يف تعريفهنأن القصة القصرية هي ختيل ذلك أهنا تعرض حد اث مل يقع أب دا وأحيا ن تعيد ترتيب أحداث فعلية لكنها تركز بصفة أساسية على اجلمالية أكثر من احلقيقةن )4(. ومن التعريفات الا المست القصة القصرية يف مجعها بني الشعر والنثر ومسعاها إىل التوازن بينهما تعريفنفالريي شو Valerieنالا Shaw ترى أن القصةنمكتوبة نثر ا لكن هباكثافة الشعر... مصنوعة من كلمات سوداء على صفحة بيضاء لكنها تومض ابللون واحلركة.. مكتوبة لكنها داكي -27- ) 1 ( من مقدمة ومد الرميحي: القصة القصرية شهادة على عصر كتاب العريب )القصة العربية أجيال وآفاأل( مرجع سابق ص 6. ويكرر نفس الفكرة بعبارة مقاربة يف مقدمته لكتابنالقصة العربية أصوات ورؤى جديدةنكتاب العريب )31( 15 يناير 1998 م ص 8. ( 2 ) عبد املنعم تليمة: مدى استفادة القصة من األجناس األدبية األخرى )واضرة يف كتاب: قضااي القصة احلديثة إعداد وتقدمي: ربيع الصربوت القاهرة اهليئة العامة للكتاب )املكتبة الثقافية 489( 1993 م 1 ص 65. ) 3 ( شريبط أ د شريبط : تطور البنية الفنية يف القصة اجلزائرية املعاصرة )1947- الكتاب 1997 م ص 21. ( 4 ) إمربت: مرجع سابق ص م( دمشق منشورات اداد العرب

28 الكالم اإلنسا.. يبدو أن العامل الوحيد املشرتح فيها هو هذا التوازن الذي تسعى إليهن )1(. وعلى الرغم من أن مفهوم القصة القصرية يصعب تصنيفه لكونهنمصطل حا مطاط ا إىل ح ل د بعيدن- كما يقولنروبرت لوشرن )2( -Robert Luscher إال أن الرتكيز على اإلجياز هو ما يذهب إليه النقاد واملبدعون على ح ل د سواءنفاألعمال ذات التفاصيل الطويلة هلا أهدافها اخلاصة هبا... أما يف القصة القصرية فأفضل لك أن تقول ما ال يكفي من أن تقول ما يزيد على احلد... ولذلك ال بد أن يرتح قدر معني من النشا الذايت للقارئ الذي يشارح يف العملية أبن يضع ما تركه املؤلفن )3(. لكن االتفاأل الذي يكاد يكون عام ا هو أن القصة القصريةنفن سردي حكائي خيرب ن بقصةن )4( أما االختالف فيحدث فيما يتعلق مبا تتكون منه هذه القصة ففي السنوات املبكرة من اتريل القصة القصرية كانت القصة تتمثل يف سلسلة من الوقائع واألحداث الا تتكون من بداية ووسط وهناية وفق التسلسل الزمين والسبيب ونتيجة لذلك فقد عرفت القصة أبهنا أقدم الفنون األدبية اإلنسانية على اإلطالأل حيث كان اهلدف القدمي للقصة هو احلكي واإلخبار ابملعلومات والتعليم ودقيق املتعة وقد دقق يف تلك األشكال املبكرة والقدمية للقص مثل: النادرة وحكاايت القدماء والقصص اخلرايف واألمثولة وامللحمة وغريها لكن فن القصة القصرية احلديث قد أصبح اتلف ا عن تلك األجناس ومن أصبحت القصة القصرية نوع ا أدبي ا متمي زا )5( بل أصبحت جنس ا أدبي ا له شرعيته وطقوسه ومغزاه وقد ( 1 ) Valerie Shaw: The Short Story: A Critical Introduction, Longman, London and New York, 1983, p 16. ( 2 ) روبرت لوشر:نمتوالية القصة القصرية كتاب مفتوحن مقالة يف )كتاب القصة الرواية املؤلف( دراسات يف نظرية األنواع األدبية املعاصرة ترمجة وتقدمي: خريي دومة القاهرة دار شرقيات 1997 م 1 ص 91. ( 3 ) نفس املرجع ص.92 ( 4 ) شاكر عبد احلميد: سيكولوجية اإلبداع الفين يف القصة القصرية القاهرة دار غريب 2001 م ص ( 5 ) املرجع السابق ص.20

29 ظهرت مقاالت كثرية عن القصة القصرية خالل بداية القرن العشرين ويف أمريكا دديد ا تؤكد مجيعها على ثالث خصائص مرتبطة بعضها ببعض وهينأوال أن هلا انطباع ا واح دا على القارئ واثني ا أن ما جيعلها ترتح هذا االنطباع الواحد هو تركيزها على أزمة واحدة واثلث ا أهنا عل هذه األزمة أساسية ضمن بناء قصصي مضبو وكمن )1( ولكن هذه اخلصائص مل تصبح مذهب ا متفق ا عليه إال ههود نادجار أالن بو - أحد املنظرين األوائل هلذا الشكل اجلديد )2( Edgarن) 1809 Allan Poe م( ابإلضافة إىل اربه اإلبداعية الرائدة - والذي ركز على أهم شرطني فنينيكرس هلما مقاالته النقدية والنظرية يتلخصان يف وحدة االنطباع أو األثر ووحدة البناء ومن يرى يف تعريفه املشهورنأن القصة القصرية هي قصة نثرية تقرأ فيما بني نصف ساعة وساعة أو ساعتني وأهنا تتمتع بوحدة االنطباع... فهي متثل حداث واحد ا يف وقت واحد وتتناول شخصية مفردة أو حادثة مفردة أو عاطفة مفردة أو ر ك ز ابب االجتهاد واسع ا وموعة من العواطف الا أاثرها موقف مفردن )3( وفتحنبونهبذا التعريف امل فتنوعت التعريفات واملواصفات بتنوع التجارب واألشكال. ويقول رشاد رشدي أبننموابسان Guyن) 1850 de Maupassant 1893 م( قد فطن إىل طبيعة القصة القصرية حني أدرح يف وقت مبكر أن الرواية ال تصلح للتعبري عن الواقعية اجلديدة الا ترى أن ابحلياة حلظات عابرة دوي من املعا قدر ا كبري ا وكانكل ةه أن يصور هذه اللحظات وأن يستشف ما تعنيه ولكنها قصرية ومنفصلة ولكل منها معناها املعني فكيف ميكن أن دويها رواية واحدة واهتدى موابسان إىل احلل فهذه اللحظات العابرة القصرية املنفصلة ال ميكن أن تعرب عنها إال ( 1 ) آاين رايد: القصة القصرية ترمجة: مىن مؤنس القاهرة اهليئة العامة للكتاب 1990 م 1 ص 107. ( 2 ) Laurie Lanzen Harris, Sheila Fitzgerald: Short Story Criticism, Detroit, Michigan, cale Research Company, 1988, V 1, p 376. ( 3 ) New Encyclopaedia Britannica, 15 Th Edition, Volume 23, p

30 القصة القصرية فكان اكتشاف القصة القصرية من أهم االكتشافات األدبية يف العصر احلديث..ن )1(. وتظل القصة القصرية ومثلها الروايةنالنوعني القصصيني احلديثني املتمردان اللذين قاوما التقنني والتثبيت وامتزجا مع أنواع احلياة اليومية ومن عج لب أن يكو ن أكثر األنواع تعرض ا لدراسات التقنني والتثبيت سواء يف علم اجتماع األدب... أو يف دراسات الشكالنيني والبنيويني... ورمباكان هذا ألهنما استنفرا قدرة املنظرين والنقاد على صناعة اإلطار والنسق الذي ميك نهم من تناول مادة مراوغةن )2(. ويرى سيد البحراوي أبننمصطلح القصة القصرية يدل على الفن الذي يستطيع أكثر من غريه صياغة حلظة األزمة أو مبعىن أدأل صياغة توتر األزمةن )3(. وإزاء ذلك األمر من عدم دديد املفهوم بشكل دقيق يذهب بعض الدارسني ومنهمنجنيب العويفنإىل البحث عن سر القصة القصرية يف روحها وبنائها نفأما روحها فهو اإلحساس املرهف واألسيان مبفارقات احلياة وألغازها وذلك اإلصغاء العميق إليقاع احلياة اليومية واهتزازات احلركة االجتماعية... هلذا كانت القصة القصرية معزوفة أدبية شجية تتداخل وتتفاعل فيها ةوم الذات وةوم املوضوع... فروح القصة القصرية إذن هو روح التاريل مقطع ا واتز ال إىل حلظات وهرية شفافة ومتوترة وأما بناؤها فهو التجل ي الفعلي لروحها وهو سداها وحل متها وعناصر بناء القصة القصرية من لو عالم تتفق وأتتلف مع عناصر بناء الروايةن )4( واالختالف اجلوهري بني البنائني هو يف قوانني االنتظام وطرائق التأليف وااللتحام ( 1 ) رشاد رشدي: فن القصة القصرية القاهرة مكتبة األجنلو املصرية د. د. ت ص 9. ( 2 ) خريي دومة: مقدمة كتاب )القصة الرواية املؤلف( مرجع سابق ص ) 3 ( سيد البحراوي: مالمح القصة القصرية املصرية املعاصرة القاهرة ولة الثقافة اجلديدة )عدد خاص عن القصة القصرية( العدد أبريل 1988 م ص 49. ( 4 ) جنيب العويف: مقاربة الواقع يف القصة القصرية املغربية من التأسيس إىل التجنيس بريوت الدار البيضاء املركز الثقايف العريب 1987 م ص 53. 1

31 فالرواية كما يقول يوسف الشارو -:نتصوير من املنبع إىل املصب أما القصة القصرية فتصوير دوامة واحدة على سطح النهرن )1(. ولعل أشهر نقد فر أل تفريق ا حاد ا بني الرواية والقصة القصرية وحسم ذلك اجلدل العقيم بينهما وحدد معاملكل منهما دديد ا واضحا هو الناقد الروسينبور س إخينباوم Boris Eikenbaumن) م( حني قرر أبنهنليست الرواية والقصة القصرية شكلني متناظرين بل ةا على العكس شكالن أحدةا أجنيب عن اآلخر بصورة عميقةن )2( ويستدل على ذلك بقولهنإهنما ال يتطوران يف أدب معني يف نفس الوقت وال بنفس الدرجة من القوة وأن هناح كت ا اب اتلفني وآدااب اتلفة تعىن إما ابلرواية أو ابلقصة القصريةن خيلص من ذلك إىل أن هناح فروقا جوهرية بينهما ميكن تلخيصها يف تسعة فروأل -ميكن العودة إليها - )3( يلخص إخينباوم كل هذه األسس يف أساسني اثنني جيب أن يتوافرا يف بناء كل قصة قصرية وةا:ناألبعاد املختصرة والتشديد على اخلالصةن. وهكذا نالحف أن النقاد جيمعون - وإن اختلفت عباراهتم -على أةية اإلجياز والرتكيز يف بنية القصة القصرية مبا ميثل وحدة األثر أو االنطباع وحلظة التنوير. وميكن أن للص مما سبق مبحاولة لتحديد مفهوم القصة القصرية أبهنا فن سردي ذو طبيعة تطورية حساسة شديدة اإلجياز سريعة اإليقاع ال وال فيها للحشو من أي نوع -سواء يف لغتها أو يف عناصر بنائها- يرتح فيها قدر من النشا الذايت للمتلقي تعرب عن حلظات عابرة أتملية من احلياة وتكمن شعريتها يف بنائها الفين الذي تتفاعل فيه الذات وةوم املوضوع بلغة مكثفة هتتم بلحظة اإلشراأل. ( 1 ) يوسف الشارو : القصة القصرية نظراي وتطبيقي ا القاهرة كتاب اهلالل ع 316 أبريل 1977 م ص 62 و وردت نفس العبارة لدى رشاد رشدي يفكتابهنفن القصة القصريةن مرجع سابق ص 114. ( 2 ) إخينباوم: حول نظرية النثر ننظرية املنه الشكلي نصوص الشكالنيني الروسن مرجع سابق ص ( 3 ) املرجع السابق: ص

32 مفهوم الرتاث: 2 ال نعين ابلرتاث يف دراستنا هذهنالتأصيلنللقصة القصرية مبعىن العودة هبا إىل منابع تراثية عربية كاملقامة واخلرب واحلكاية واألسطورة واألمثال وغريها مما يسميه أندريه جوليس Andre. Jolles :نابألشكال البسيطةن )1( وليس هذا هو هدف الدراسة ابلدرجة األوىل ألننا نذهب مع القول الراجح والسائد لدى النقاد العرب أبهنا فن حديث نشأ عامليا بشروطه اخلاصة وتقنياته مع مطلع القرن التاسع عشر واستفاد منه العرب ونقلوه عن الغرب منذ بداايت القرن العشرين وظهر يف اليمن متأخرا مع العقد الرابع من القرن العشرين -كما سنبني الحقا- لذا ف نه فن جديد علينا ال يضري ن أو ينقص من شأننا أن يكون غربيا نقلناه عنهم -فلطاملا نقلوا عنا- لكننا تلقفناه ابلعناية وم نه فيما بعد ابخلصوصية العربية وا لية اإلقليمية حىت صارت له بصمته اخلاصة لدينا بل وإضافته املتميزة يف الثقافة العاملية من خالل عدد من الكتاب العرب املتميزين أمثال يوسف إدريس وجنيب وفوظ و زكراي اتمر وغريهم. ونعين مبفهوم الرتاث هنا الداللة علىنالتثبيتن ونالتوظيفن فأمانالتثبيتنفنقصد به ا افظة على املألوف والسائد من النمط الكتايب للقص وهو بذلك عكس التجديد حبيث متيلكل مرحلة من املراحل الثالث - الا سنحددها للقصة القصرية اليمنية - إىل ا افظة على القوالب املعهودة واملتبعة - يف زمنها ومرحلتها- دون اخلروج عنها أو اوزها مبا يشدها إىل جدلية الثابت أو قطب الثبات. ويفنالتثبيتنيكون القص مرتبط ا ابلرتاث القريب مبعىن أنه حيافف على تقاليد البناء القصصي املأخوذ عن الغرب -ومن عن العرب- يف إنتاج أعالمهم وقصصهم الناجحة. وأمانالتوظيفنفهو يرتبط ابلرتاث البعيد ونعين به مدى استفادة القصة القصرية واستلهامها ينظر: إمربت: مرجع سابق ص 38. وكتاب أندريه جوليس هون, 1930 Formen Einfacheنراجع تفصيال عن تلك األشكال يفكتاب آاين رايد مرجع سابق الفصل الثالث نأشكال أدبية اتبعة للقصة القصريةنص وما بعدها. ) 1 (

33 للموروث - عموما- اإلنسا والعريب وا لي مبا يفتح هلا من آفاأل واسعة للتطور والتجديد حبيث تستفيد من توظيف الرتاث لتتحرر من قوالبها الثابتة حبث ا عن أشكال جديدة ولتصوغ أسئلتها وإشكاالهتا وأزمتها من خالل التوظيف املشرعة أبوابه على الرتاث اإلنسا بعامة. مفهوم التجديد: 3 نفهمه يف دراستنا هذه بداللته الدينامية املتحركة والا يدل عليها اجلذر اللغوي للكلمة نفسها ما- دته الفارقة واملميزة عما قبله من املراحل وما بعده دون أن يعين هذا ابلضرورة أن اإلبداع جيب ما قبله أو أن حيمل مفهوما قي مي ا فالتجديد املقصود هنا هو ما يقدم من ديد ترصده الدراسة أثناء معاجلة العناصر القصصية من حدث وشخصية وزمان ومكان وكذلك التجديد يف الرؤية واحلساسية واللغة بطريقة دينامية مبا يرتح - إمجاال- من عالمات واضحة يف املسرية اإلبداعية القصصية وهي يفكل )تفعيل( فالتجديد عملية مستمرة ذات داللة زمنية واترخيية يف األساس تعين أن لكل ديد -يف مرحلة مرحلة متثل خط ا تطور اي معين ا فليس معىن أن التقليدية -كمرحلة - ال دتوي على مالمح ديدية وواولة تطورية يف إطار زمنها وكذلك املرحلة التجديدية - وإن أخذت مصطلح التجديد وقف ا عليها فذلك لغلبة صوت التجديد فيها عما قبلها - وكذا املرحلة التجريبية والا ما تزال مفتوحة أبسئلتها ومشرعة على ا اولة والتجريب ف هنا - وفق ا لفهمنا- دتوى التجديد أيض اكأحد العناصر األساسية يف تلك الدينامية. والتجديد - عموما - أييت مرتبط ا حبركة احلياة وطبيعتها وحباجة اإلنسان كما يقول شاكر عبد احلميد -:نللتجديد كراهية للمألوف واملتكرر واململ ورغبة يف التحرر من أسر القوالب واأل ا اجلامدة يف التفكري والسلوح والكتابة..ن )1( ومن هنا تبدو اجلدلية الدائمة يف التجديد ضرورة ملحة يف احلياة -33- ( 1 ) شاكر عبد احلميد: مرجع سابق ص 355.

34 والفن مع ا من خالل التجاوز للثابت املستقر يف الشكل واملضمون ومبا يؤكد مبدأ التحول. اثني ا: نشأة القصة القصرية ليس ابإلمكان الرجوع ببداية ظهور القصة القصرية يف اليمن إىل أبعد من عام 1940 م وهو أل د الب ر األ يف ولة احلكمة العام الذي صدرت يف هنايته يف شهر نوفمرب 1940 م قصةنأ ن سعيدن )1( اليمانية الا كانت تصدر يف صنعاء وإن كانت هذه البداية إىل املقالة القصصية أقرب منها إىل القصة بشروطها الفنية ولكنها تشكل عالمة مهمة يف اتريل هذا النوع األديب اجلديد ويف نفس الشهر صدر يف لكاتب ابسم عدن - ابلصدفة طبع ا ملاكان بني البلدين من عزلة سياسية وثقافية قصةنحلم اليأسن )2( مستعار هونشاعرن وذلك على صفحاتنفتاة اجلزيرةنالصحيفة الرائدة واحلاضنة الرءوم للقصة القصرية اليمنية كما سنرى الحق ا. من الباحثني من يرجئ بداية القصة القصرية إىل عام 1942 م ينظر: سالم عبود: مراحل تطور القصة القصرية يف اليمن عدن ولة الثقافة اجلديدة العدد 4 السنة 18 مايو 1988 م ص 69 وما بعدها وهي وجهة نظر ال ختلو من مربرات سليمة لرصد البداية ويعد ما قبل ذلك التاريل واوالت نثرية ال تنتسب إىل فن القصة القصرية على الرغم من وجود نوالح للشبه بينها وبني القصة القصرية يف مواطن معينة حبسب قولهناملرجع السابق ص 69 وما دام الباحث مل يقطع بوجود فارأل حاد بني القصة القصرية وما يسميها اب اوالت النثرية فليس من منطق بداية األشياء والفنون أن تولد مكتملة متام ا فال أبس من التجاوز قلي ال ونرجح البداية بعام 1940 م وذلك لظهور أول نص قصصي منشور يف ولة احلكمة ويف صحيفة فتاة اجلزيرة. ( 1 ) ولة احلكمة اليمانية العدد )12( نوفمرب 1940 م شوال 1359 ه. ( 2 ) صحيفة فتاة اجلزيرة العدد / 1940/11 م السنة األوىل

35 وليس بغريب أتخر ظهور القصة القصرية يف اليمن حىت هذا التاريل قياس ا ابألقطار العربية األخرى الاكانت قد قطعت خطوات واسعة يف بداية القرن العشرين و اصة مصر وبالد الشام والعراأل وغريها وذلك ملا مر ت به اليمن من العزلة الاكانت تعيش فيها سياسي ا وثقافي ا التقليدية الا مل يكن من السهل تغيريها أو حىت تطعيمها ابجلديد من األفكار والرؤى األخرى. يلي: وكذلك سيطرة الثقافة وصنوف املعر فة ومن هناكان ال بد من تضافر عدد من العوامل إلحداث هنضة أدبية وفكرية شاملة للخروج ابليمن من هذه العزلة حىت تلحق بركب التقدم والنهوض وقد لى ذلك -سياسي ا- يف واوالت متك ررة من األدبية خالل عدد من الثورات واالنقالابت السياسية ومن الناحية - وما دمنا بصدد احلديث عن ف لن أديب هو فن القصة القصرية - فسنقف- وإبجياز- عند عدد من العوامل الا تضافرت يف توفري املنا املالئم لنشأة القصة القصرية يف اليمن ومن ساعدت يف مراحل تطورها الالحقة وأهم هذه العوامل ما التعليم: 1 كان التعليم يف اليمن يف عهد األئمة يف اململكة املتوكلية اليمنية ما بني عامي م تعليم ا تقليد اي وغري إلزاميكبقية أقطار العامل فلم تكن هناحكتب مدرسية مقررة بلكان لكل مدرسة منهاجها اخلاص املعتمد على التكرار كما انعدمت دة التخصص عند املعلمني هلذا كان كل مدرس يلقن طالبه اتلف املواد الا جيب أن يدرسوها كماكانت املدارس مرتبطة ابملساجد واجلوامع تدرس الدين والشريعة واللغة العربية وكما يرصد صادأل عبدهنفقدكانت املعاهد الدينية تشكل جزء ا من الدراسة ( املتوسطة يف اململكة املتوكلية حيث بل عدد املعاهد الدينية ما يقارب 15( معهد ا ديني ا يدرسون فيها القرآن واملعلومات الدينية والشريعة... وخرجيو هذه املعاهد يتحولون إىل قيادة دينية تتبوأ مراكز رفيعة -35-

36 كقضاة للشرعن )1( ومل يكن هدف النظام اإلمامي االنفتاح على التعليم احلديث ولكن على الرغم من ذلك فقد دعت الضرورة إىل استقطاب بعض املدرسني من سوراي ومصر للتدريس يف مدرسة األيتام الا أتسست عام 1927 م )2( وكان هلؤالء املدرسني الذين مل يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة أثر ابل يف االنفتاح على املناه احلديثة فكانوا يتجاوزون النظام ا دد يف التدريس الديين إبعطاء الطالب مواد أخرى يف التاريل واجلغرافيا والرايضيات وغريها كما أعطوهم كتب ا وأفكا ر ا لرواد النهضة العربية مما أثر يف الفكر اليمين وش كل بذور التطور واالنفتاح فيه ومل يسلم املدرسون والطالب من التهديد إبغالأل تلك املدرسة خلروجها عن املقرر التقليدي يف تدريسها. ونتيجة لتلك األوضاع التعليمية السيئة أراد عدد من الناهبني تعليم أوالدهم يف مدارس راقية عن طريق إرساهلم إىل اخلارج للدراسة ولكن نتيجة لتكاليف الدراسة الباهظة يف اخلارج مل يستطع سوى األعيان إرسال أبنائهم إىل مدارس البلدان األخرى )3(. أثرهم يف البداية- وكذلك احلال يف عدن حيث واتت الفرصة أبناء عدد من األسر امليسورة احلال وهؤالء هم الذين عادوا ليشك لوا النهضة الفكرية واألدبية يف اليمن -على الرغم من قلتهم وودودية للدراسة يف اخلارج وهم الذين عادوا -أيض ا- ليشعلوا مصابيح العلم واملعرفة والتنوير يف عدن وبرزت أداء منهم كان هلا سبق الرايدة يف التوعية السياسية والثقافية والتعليمية كما كان للمرأة العدنية دور ابرز أيضا يف هذا املضمارنفهناح أول فتاة فتحت مدرسة يف بيتها للبنني والبنات عام 1937 م -كما تقول ندرة عبد القدوس - وهيننور حيدرنبعد تلقيها العلم عن والدها املريب والذي تعلم على يديه خرية أبناء ( 1 ) صادأل عبده علي: احلركات السياسية واالجتماعية يف اليمن م بريوت مؤسسة دار الكتاب احلديث الشارقة دار الثقافة العربية 1992 م 1 ص 64. ( 2 ) املرجع السابق ص ( 3 ) نفس املرجع ص.96

37 عدن وأصبحوا ذوي شأن يف اليمنكله يف امليادين األدبية والسياسية والثقافيةن )1(. وممن تلقى قسط ا من التعليم احلديث عدد من الرواد الذين وضعوا أسس النهضة األدبية احلديثة يف اليمن وكانوا رواد ا يفكتابة القصة القصرية منهمنأ د الرب األنالذي تلقى تعليمه مبدرسة األيتام سافر إىل لندن مع احلسني بن اإلمام حي سنة 1938 م ورجع بعد بضعة أشهر وكان يقوم ابلتدريس يف املدرسة الثانوية )2( ونزيد بن علي عناننالذي سافر مع البعثة الثانية إىل العراأل وهناح التحق بدار املعلمني وعاد إىل اليمن ليعمل يف التدريس )3( ونومد علي إبراهيم لقماننالذي حيمل شهادة من جامعةكمربدج وأخرى من ليدز وكان جييد العربية واإلجنليزية وحيسن الفرنسية ويتكلم اهلندية والصومالية ويعد مؤسس النهضة األدبية يف عدن )4( ونحامد عبد خليفةنالذي درس يف العراأل )5( وغريهم. وقد شهدت فرتة اخلمسينيات يف عدن تزاي دا مكث فا يف املدارس احلكومية واألهلية -كما تقول ندرة عبد القدوس-نوبرز دور تلك املدارس بشكل أكرب.. حيث تزايد عدد التالميذ من اجلنسني كما شهدت تلك الفرتة افتتاح عدد من املدارس الثانوية ومنها:كلية عدن واثنوية البنات يف خورمكسر وه كذلك افتتاح أول معهد فين إلعداد الفنيني واحلرفيني.. لذلككله اعترب منتصف القرن العشرين يف عدن ( 1 ) ندرة عبد القدوس:نماهية جنيب... الرايدةن صنعاء اداد األدابء والكتاب اليمنيني ومركز عبادي م ص 33. وينظر مقاهلا بعنواننالزاوية العدنية: عدن األمس واليومن على الرابط التاق: ( 2 ) عبد احلميد إبراهيم:القصة اليمنية املعاصرة) م( بريوت دار العودة 1977 م هامش 1 ص 23. ( 3 ) نفس املرجع: ص.26 ( 4 ) نفس املرجع: ص.30 ( 5 ) حسني سامل ابصديق: أضواء على القصة العربية احلديثة صنعاء مركز عبادي 1996 م 1 ص

38 منعطف ا اترخيي ا يف حياهتان) 1 (. الصحافة: 2 مشاال إذا كانت الرواية هي ابنة الطباعة ف ن القصة القصرية هي ابنة الصحافة على صفحاهتا ولدت ومنها انطلقت وابنتشارها انتشرت ومن املفيد لرصد انطالأل القصة يف اليمن النظر يف صحف اليمن - وجنو اب- يف تلك الفرتة فقد ذكر املؤر اليمين سلطان نجينأن أول مطبعة دخلت إىل اليمن كانت على يد اإلجنليز عام 1853 م ولكن حىت عام 1940 م كانت كل املطبوعات واجلرائد ابللغة اإلجنليزية أو اجلزراتية )لغة هندية( أو العربية..ن )2( إن العثمانيني قد أحضروا أول مطبعة إىل اليمن عام 1872 م خالل احتالهلم للبالد من عام م فكانت املطبعة األوىل الا تدخل إىل اجلزيرة العربية )3( وهبا أصدر العثمانيون نشرةنميننكأول دورية تصدر يف اليمن ابللغة الرتكية أصدرها الواق العثما ناتار ابشانعام 1872 م حيث كانت تعىن بنشر األخبار واملراسيم وقرارات الواق العثما واستمرت يف الصدور سبع سنوات أعقبها صدور صحيفةنصنعاءنوهي صحيفة ردية أسبوعية صدرت عام 1879 م والا أصبحت الصحيفة األوىل الصادرة يف شبه اجلزيرة العربية ابللغتني العربية والرتكية )4( وكانت مبثابة النشرة الردية للحكم الرتكي وبرحيل األتراح عن اليمن عام 1918 م ( 1 ) ندرة عبد القدوس: ماهية جنيب.. الرايدةنمرجع سابق ص 29. ( 2 ) سلطان نجي: دور اجلمعيات والنوادي يف واهبة السياسة التعليمية يف عدن ولة الرتبية اجلديدة العدد 3 2 سبتمرب ديسمرب 1982 م ص 13. ( 3 ) ومد عبد امللك املتوكل: الصحافة اليمنية نشأهتا وتطورها القاهرة مطابع الطوهي 1983 م ص 17 وينظر أيض ا عبد الزين: اليمن ووسائله اإلعالمية بريوت دار الفكر املعاصر 1995 م 1 ص 35. ( 4 ) ينظر: عمر اجلاوي: نشأة الصحافة اليمنية ولة الثقافة اجلديدة فرباير 1974 م وينظر: سيد مصطفى سامل: ولة احلكمة اليمانية وحركة اإلصالح يف اليمن صنعاء مركز الدراسات اليمنية 1976 م 1 ص 19 وبشار - 38-

39 توقفت صحيفةنصنعاءنوبقيت املطبعة مغلقة زهاء مثانية أعوام حىت أصدر اإلمام حي هبا صحيفةناإلمياننعام 1926 م وكانت تصدر شهراي إىل عام 1941 م ونصف شهر اي بعد فرتة انقطاع من عام 1947 م إىل 1957 م وكانت تغطي أخبار البيت احلاكم ابلدرجة األوىل والقليل من األخبار أورت-نواقتصر اهتمامناإلمياننابألدب على نشر القصائد بيد أن هناح رسائل قراء متناثرة نشرت يف اجمللة ودمل طابع ا يشبه إىل ح ل د ما األسلوب الواعف للقصص العربية املبكرة حيث يدعو صاحب الرسالة املواطنني ل عمال الطيبة مثال ومن ذلك ما يرد دت عنوان )الغرور داء وبيل يف العدد 243 بتاريل 1950 م / 2 / 18 ص 4 ( إال أن ذلك ال يتصل بفن القصص أميا اتصال )2(. أتيت ولةناحلكمة اليمانيةنغري احلكومية والا صدرت يف صنعاء يف شهر ذي القعدة 1357 ه املوافق ديسمرب 1938/ يناير 1939 م وأتيت اتلفة عنناإلمياننوأكثر ميال إىل املعاصرة واإلصالح الديين والفكري واألديب ويالحف جهود ورريها األكثر انفتاح ا بقيادة رئيس دريرها أ د عبد الوهاب الوريث الذي كان على رأس عدد من املفكرين واألدابء اجملددين الذين سعوا إلنعا احلياة األدبية والثقافية يف اليمن. مطهر: املدخل إىل اإلعالم اليمين القاهرة دار الكتب العلمية 2004 م 1 ص 63. ( 1 ) ومد املتوكل مرجع سابق ص 33 وما بعدها. ( 2 ) جونرت أورت: دراسات يف القصة اليمنية القصرية صنعاء مركز عبادي للدراسات والنشر واداد األدابء والكتاب اليمنيني 2004 م 1 ص 19. يرى املتوكل:نأن سبب ظهور ولة احلكمة يرجع إىل أن اإلمام حي كان قد تعر ض لضغو سياسية داخلية قوية عقب هزميته أمام السعودية ومنحها بعض املناطق اليمنية الشمالية مبوجب اتفاقية الطائف لعام 1934 م وابلتاق كان عليه أن يراعي القوى اإلصالحية يف اليمن قلي ال وكان من ضمن هذه املراعاة التصريح إبصدارناحلكمة العربية والدولية )1( ومل يؤد البحث يف ما بقي من أعدادها عن قصة أو ما يشبه القصة -كما يفيد جونرت اليمانيةنينظر: املتوكل مرجع سابق ص ص

40 وقد نشرتناحلكمة اليمانيةنعلى مدار صدورها أربع مقاالت قصصية هي:نكيف يدافع لزيد ليح بن ود النهاري ونماذا للد من األعمال ن )2( الفلسطينيون عن وطنهم تضحية ندرةن )1( بن علي عنان ونأ ن سعيدن )3( وناللصان الشقيقانن )4( أل د الرباأل وكان يضاف إىل عناوين تلك أن تدرج كتعليق صحفي ينصح القارئ براحة الضمري وحيثه على السعادة الروحيةن )5(. ويف تقييم دور اجمللة يف نشر القصة القصرية واإلعداد هلا يرى عبد احلميد إبراهيم أبهنانمل تلعب دور ا كبري ا يف نشر الوعي مبفهوم القصة املعاصرة فهي مل تنشر للرباأل سوى قصتني... وقد وضعت يف هناية العدد ومل يلتفت إليها أحد ومل يرد حوهلا ذكر يف األعداد التالية... أما غري ذلك فلم تشر اجمللة ال من قريب وال بعيد إىل القصة وذلك ألن ثقافة القائمني عليها ثقافة تقليدية هتتم ابلشعر وتستعرض التاريل اإلسالمين )6( ونوافق عبد احلميد إبراهيم فيما ذهب إليه حيث تبدو تلك املقاالت القصصية بعيدة املقاالت القصصية عبارةنقصة موضوعةنولوال ذلك التذييل -كما يقول عبد احلميد إبراهيم-نلكان ميكن ( 1 ) ولة احلكمة اليمانية العدد 4 السنة األوىل صفر 1358 ه. ( 2 ) ولة احلكمة اليمانية العدد 11 رمضان 1359 ه. ( 3 ) ولة احلكمة اليمانية العدد 12 شوال 1359 ه. ( 4 ) ولة احلكمة اليمانية العدد 27 ورم 1360 ه ذكرها عبد احلبشي يف مقاله:ناحلكمة جهود سنتنين ولة احلكمة أغسطس 1973 م وذكر تلخيص ا للقصة يف ص 69 حيث أن األعداد األخرية من اجمللة يف حكم املفقودة. ( 5 ) عبد احلميد إبراهيم مرجع سابق ص 26 وينظر أيض ا كتابهنألوان من القصة اليمنية املعاصرة بريوت دار العودة 1981 م 1 ص 5. ( 6 ) عبد احلميد إبراهيم: القصة اليمنية املعاصرة مرجع سابق ص 25. وينظر بشأن تقييم دور اجمللة -أيضا- مقال ومد علي حي : ولة احلكمة وتطور النثر القصصي يف اليمن ولة احلكمة العدد 155 السنة 18 ديسمرب 1988 م ص ص

41 عن القصة القصريةنفال ميكن أن تندرج يف الفن القصصي ألنه ينقصها حىت اإلحساس بطعم ذلك الفن اجلديد وهي ال ختتلف عماكان يكتبه اجلاحف أو غريه من القدماءن )1( وتلك املقاالت القصصية تقوم على احلوار بني صديقني يتناصحان بعمل اخلري ليحسا ابلسعادة ويسرتسل حديثهما بكثري من املواعف املباشرة واالستشهاد ابلشعر وغايتها األدبية هي النصح واملوعظة يف قالب تشويقي اتلف وإن كانت عبارةنقصة موضوعةنالاكانت تقدم وصف ا ملا يكتبه )الرباأل وزيد عنان(نإ ا تبدو أتكي دا منهما يصدر عن إحساس داخلي أبن ما يكتبانه بعيد عن القصة القصرية الا رمبا يكو نن قد قرءا منها شيئ ا أثناء سفرةا فهو أتكيد ينفي أكثر مما يثبت ويشي بصاحبه أكثر مما يربئ موقفهن )2(. وعلى الرغم من ذلك يظل للمجلة فضل الرايدة كما ال خيفى أثرها العميق يف استنهاض الفكر اليمين و ديد مفاهيمه األدبية وفق ظروفها الزمنية وقد لعبت دور ا فعا ال يف استنبات حركة املعارضة وتبين رموزها من املفكرين واألدابء ونشرت أفكارهم التنويرية الا كادت يف وملها تشكل بر نم عمل درري متكامل األمر الذي جعل اإلمامنيستشعر اخلطر فقام إبغالأل ولة احلكمة وسجن بعض من اشتغلوا فيها بينما هرب البعض اآلخر يف وقت مل ميض على اجمللة أكثر من عامني وبضعة أشهرن )3(. أما الصحيفة الا لعبت الدور الرئيس يف اإلعداد للقصة وتبنيها فهي صحيفةنفتاة اجلزيرةنالصادرة يف عدن يف األول من يناير 1940 م والا كان يرأس دريرها املثقف الرائد ومد علي لقمان وكانت بتعبري أ د علي اهلمدا نالراعي األمني الذي احتضن هذا الشكل األديب و له عرب العقود منذ مطلع األربعينيات حىت أواخر الستينيات إذ رعت هذه الصحيفة وموعة كبرية من املؤلفني واملرتمجني الذين كرسوا -41- ( 1 ) نفس املرجع ص.26 ( 2 ) نفس املرجع ص.29 ( 3 ) صادأل عبده علي: مرجع سابق ص 107.

42 جهودهم من أجل إنضاج هذا الشكل األديب يف األدب اليمين املعاصرن )1(. وكما يذكر عبد احلميد إبراهيم ف ننفتاة اجلزيرة هي الا تولت إعداد النفوس للقصة فقد أخذت ت ش ر ح أمراض اجملتمع ود ل ل النفوس وتنبه األذهان إىل موضوعات ذات حساسية اجتماعية وكانت بعض املوضوعات االجتماعية تنشر أبسلوب قصصي طريف أمكنه أن يفكك أوصال اللغة وأن جيعلها تستجيب لثرثرة القصة وكانت تنشر دت عناوين طريفة فمنكان يسمي نفسهنصديق النحلةنكان ينشر انتقادات اجتماعية أبسلوب قصصي جذاب يتخذ من عامل النحل ميدا ن له ومنكان يسمي نفسهنالراوينكان ينشر دتنحديث األحدنعرض ا ملا يسميه أمراض ا خطرية وأبسلوب قصصي ومن كان يسمي نفسه ندندانن كان يدندن حول موضوعات اقرتب يف بعضها من مفهوم القصة القصريةن )2( ويقول يف مقام آخر عن دور هذه الصحيفة أبن على صفحاهتا نأخذت القصة متتاح من املفهوم العاملي وتتجه و الشكل األورويب الذي يتخلص من املباشرة والوعظية وتعدد املوضوعات واألسلوب ا فوظ والعبارات املتداولةن )3(. وقد ظهر على صفحات الفتاة خالل عقد األربعينيات عدد من القصص القصرية ألداء مستعارة مثل: شاعر وابن الناس وشهراير ودندان ولعل يف هذه األداء املستعارة دلي ال على التحرج من الكتابة يف هذا النوع األديب اجلديدكما حدث عربي ا يف بداية نشر قصةنزينبن مد حسني هيكل ابسم مستعار هونمصري فالحن لكن مثة أداء حقيقية نشرت القصة القصرية بوعي ومثابرة مثل حامد عبد خليفة ( 1 ) أ د علي اهلمدا : دراسات يف القصة اليمنية املعاصرة صنعاء إصدارات وزارة الثقافة والسياحة 2004 م 1 ص 8 ونشرها من قبل يف مقال بعنواننيف األقصوصة والقصة والرواية ولة التواصل العدد 8 يوليو 2002 م ص 2. ( 2 ) عبد احلميد إبراهيم: القصة اليمنية املعاصرة مرجع سابق ص 30. ( 3 ) عبد احلميد إبراهيم: مسرية القصة اليمنية ولة اليمن اجلديد العدد 1 أبريل 1979 م ص

43 وومد علي لقمان وولده علي ومد لقمان ووسن حسن خليفة و زة لقمان وهاشم عبد وغريهم. وقد صدر بعد صحيفةنفتاة اجلزيرةنيف األربعينيات عدد من الصحف واجملالت رسخت االهتمام ابلقصة القصرية ونشرها ومن ذلك مثال ولة )األفكار( 1945 م و)صوت اليمن( 1946 م و)الذكرى( 1948 م و)الفضول( 1948 م و)الشباب( 1949 م و)النهضة( 1949 م و)املستقبل( 1949 م وغريها )1(. كما كرست صحف ووالت اخلمسينيات والستينات اهتمام ا أكرب وأصبح للقصة حضور ملموس كما احتضنت بعض تلك الصحف األعمال األوىل ألبرز كتاب القصة اليمنية فيما بعد كصحيفةنالطليعةنالصادرة يف تعز عام 1959 م الا نشرت القصص األوىل مد أ د عبد الوق كما أصبح بعض كتاب القصة القصرية رؤساء لتحرير بعض الصحف كأ د شريف الرفاعي رئيس درير صحيفةنصوت اجلنوبن 1961 م وإبراهيم الكاف رئيس درير صحيفة الفاروأل 1965 م وبدأت هذه الصحف وما جاء بعدها تضع أبوااب اثبتة 3 الوعي ابآلخر والثقافة العربية واألجنبية: ل دب عمو ما وال ختلو من القصص القصرية يف جل أعدادها. من العوامل املهمة يف نشأة القصة القصرية اليمنية أتثري القصة الوافدة سواء كانت مرئية أو مكتوبة عربية أو أجنبية يف الكتاب اليمنيني نو اصة يف عدن الاكانت أكثر انفتاح ا على الثقافات الوافدة من اخلارج وابلذات الثقافات اهلندية واملصرية واإلجنليزية وبدأت السينما تظهر يف عدن يف ثالثينيات القرن العشرين مببادرة من عدد من أبناء عدن وعدد من أبناء اجلاليات األجنبيةن )2( فت عر ف الناس على األفالم ( 1 ) سيف علي مقبل:دراسات يف التاريل اليمين املعاصر صنعاء مركز عبادي للدراسات م ص 134. ( 2 ) ندرة عبد القدوس: ماهية جنيب.. الرايدة مرجع سابق ص

44 اهلندية واملصرية واإلجنليزية فكانت مبثابة النافذة الا أطل منها الناس على العامل اخلارجي ومثلت البداايت الا أتثر من خالهلا الكتاب ونشأ وعيهم يف كتابة القصة يف مراحلها املبكرة وقد أتثر رواد القصة يف اليمن مباكان يصل إليهم يف األربعينيات من قصص مرتجم أو موضوع -كما يقول حسني سامل ابصديق-نو اصة ما كان أييت من مصر عن طريق احلاج عبد احلميد عبادي الذي كان يستورد العديد من الكتب العربية وابلذات القصة وقصص األطفال من مصر وكان للمكتبة العربية للحاج عبادي الرايدة يف الثقافة الوطنية ظهرت بعدها مكتبة املرحوم منشي غالم على نفس النمط والطريق ظهرت مكتبة اجليل اجلديد لصاحبها سامل علي الزغري إىل جانب تواجد مكتبة اجمللس الربيطا ومكتبة ليك الا دولت إىل مكتبة مسوا مكتبة عبد القصة من خالل هذه املكتباتن )1(. ابذيب وهي اليوم املكتبة الوطنية ومتكن الشباب من دراسة كما بدأت القصص املرتمجة تظهر على صفحاتنفتاة اجلزيرةنومن ذلك ترمجة زة علي لقمان لقصةنتشارلز ديكنزنبعنواننأرملة على قربن )2( وترمجة عبد عبد الرحيم لقصةنبر نرد هولوودنبعنواننزوجا أو زوجتهن )3(. كما ظهرت أول رواية صغرية بعنوان )كمالديفي( مد علي لقمان يبدو -كما يقول أ د وفوظ عمر - أهنا مرتمجة عن اهلندية... وهي قصة إنسانية تتجسد فيها روح اإلقدام ونبل التضحية وقد صادفت رواج اكبري ا من قراء األربعينيات )4(. ووجدت جلنة تسمى جلنة التأليف والرتمجة والطبع والنشرنأخذت على عاتقها -كما يقول صبيح ( 1 ) حسني سامل ابصديق: أضواء على القصة العربية احلديثة مرجع سابق ص ) 2 ( فتاة اجلز يرة 2 أبريل 1944 م. ( 3 ) فتاة اجلزيرة 13 مايو 1945 م. ( 4 ) أ د وفوظ عمر: اتريل القصة اليمنية القصرية ولة احلكمة العدد 26 يناير 1974 م ص 38.

45 اجلابر - ترمجة القصص واألشعار األوربية ونشرها فضال عن نشر الدراسات النقدية الشحيحةن )1( نكما أصبحت هذه اللجنة تقدم لنا بعض الكت اب ووجد ن أداءهم تتداول وتتكرر وتكتب القصةن )2(. كما أصبح يف صحيفةنفتاة اجلزيرةننفسها قسم خاص ابلرتمجة ق د م من خالله عدد من القصص واملقاالت األدبية والنقدية )3( من ذلك مثال : مقال بعنواننمن صور األدب الروسي: جوركي والكسندر ترمجة علي ومد بلوحن )4( من ترمجة قسم الرتمجة يف الصحيفة ونروبرت برنس ألغسطس مورن )5( ترمجة أ د زوقري ونأبو الش عر اإلنكليزي للكاتبة ج. لقمان ونجونكيتس ألغسطس مورن )6( بلن )7( ترمجة حسن حسن أغرى ونشيللي ذلك الشاعر: أغسطس مورن )8( ترمجة علي ومد لقمان وغريها. النوادي األدبية والثقافية: 4 نشأ يف عدن عدد من النوادي األدبية والثقافية كانت تظم لبة من املثقفني الرواد منهم ومد علي لقمان الذيكان ا رح الرئيس للنهضة األدبية يف عدن واملؤسس األولنلنادي األدب العريبنالذي ه ( 1 ) صبيح مزعل اجلابر: نشوء وتطور القصة القصرية يف اليمن )رسالة دكتوراه غري منشورة( جامعة بوخارست 1991 م ص 189. ( 2 ) عبد احلميد إبراهيم: القصة اليمنية املعاصرة مرجع سابق ص 31. ( 3 ) ينظر الببليوجرافيا امللحقة بكتاب رايض القرشي: النقد األديب احلديث يف اليمن النشأة والتطور صنعاء مكتبة اجليل اجلديد 1989 م 1 )ص 386 وما بعدها(. ( 4 ) فتاة اجلزيرة العدد 178 فرباير 1943 م. ( 5 ) فتاة اجلزيرة العدد 207 فرباير 1943 م. ( 6 ) فتاة اجلزيرة العدد 210 فرباير 1943 م. ( 7 ) فتاة اجلزيرة العدد 232 يونيو 1943 م ( 8 ) فتاة اجلزيرة العدد 244 أكتوبر 1943 م.

46 أتسيسه عام 1924 م )1( كما أس س بعده عددا من نوادي اإلصالح اإلسالمية مثل:ن ندي اإلصالح العريبنابلتواهي والذي أسس يف هناية عام 1929 م وافتتحت فروعه يفنالشيل عثمانن ونكريرتنعام 1930 م ون ندي الشباب الثقايفنأفتتح يف 21 ديسمرب 1947 م )2(. كما نشأت عدة ملتقياتكانت تطلق على نفسها اسم ايمات مثل: ايم أيب الطيب )16 مارس 1939 م( وكرمة أيب العالء )24 يناير 1942 م( وحلقة شوقي )3 أبريل 1942 م( ومجعية األدب واملناظرات )27 فرباير 1943 م( وغريها وكانت هذه النوادي واملخيمات تقيم األمسيات الثقافية والشعرية والندوات األدبية )3( مما وسع مدارح روادها وبث لديهم املعرفة يف صنوف األدب والفكر فكانت تقوم بدور تنويري مهم سواء يف احلياة العامة وذلك من خالل فكرة اإلصالح االجتماعي والديين أو يف اجلانب األديب وم ه دكل ذلك يف ظهور االهتمام ابلنثركفن أديب جديد على عدن الاكانت تعلي من شأن الشعر وإنتاجه الوفريكفن عريب متأصل ومن هنا ف ن عهد النثر -كما يقول لقمان- نعهد قريب ال يسبق سنة 1940 م بل إنه ليس منكتب نثرية إال ثالثة هي )نصيب عدن ومباذا تقدم الغربيون وسعيد( وهكذا توجه النثر دت قيادة الفتاة ووجود املنتدايت من اخلطابة إىل شيء من ( 1 ) علي ومد لقمان: احلياة األدبية يف عدن فتاة اجلزيرة العدد يناير 1942 م. ( 2 ) ينظر: عبد احلميد إبراهيم: القصة اليمنية املعاصرة مرجع سابق هامش ص 30 وينظر: ندرة عبد القدوس: مرجع سابق ص 23. ( 3 ) ميكن الرجوع ملعرفة املزيد عن أثر تلك املنتدايت يف احلياة العامة والثقافية إىل: - مقال علي ومد لقمان : احلياة األدبية يف عدن فتاة اجلزيرة العدد يناير 1942 م. - مقال علي ومد لقمان: النوادي يف امليزان فتاة اجلزيرة العدد 137 فرباير 1942 م. - مقال علوي عبد طاهر: النوادي األدبية والثقافية يف عدن قبل االستقالل الوطين ولة دراسات مينية العدد 14 ديسمرب 1983 م ص ص وكتاب حسني سامل ابصديق سابق الذكر ص يرجح أن يكون الكتاب األول: هوننصيب عدن من احلركة الفكرية احلديثةنأل د ومد سعيد األصن يرد ذكره عند

47 األدب كأدبن )1(. 5- صعود الطبقة الوسطى: ومن العوامل املهمة الا أدت إىل ظهور فن القصة القصرية - وكذا الرواية - تطور اجملتمع بصعود الطبقة الوسطى من املتعلمني والتجار واملزارعني واملوظفني وغريهم ممن تلقوا قد ر ا -ال أبس به - من التعليم والسفر واالتصال ابجملتمعات املتحضرة وظهر اهتمام الفرد بنفسه بعد أنكان واط ا أبغالل اإلقطاع وقيود التهميش ردح ا من الزمن وإن كان ذلك االهتمام قد ظهر بشكل بسيط لدى شرحية املثقفني والتجار واملوظفني كنواة للطبقة الوسطى الواسعة وهو بذلك يعلن عن زمن اإلنسان العادي الذي يعد كما يقول عبد املنعم تليمة -:نمن اكتشاف الطبقة الوسطى... ذلك أن اهنيار العالقات اإلقطاعية إ ا يعد بداية لعامل جديد - العصر احلديث - حيث االعتداد ابإلنسان العادي الفرد اعتدا دا عظيم ا ألول مرة يف التاريل. وحيث يتوجه النظر إىل إبراز )شخصية( هذا اإلنسان حرة موهوبة مريدة ثرية خالقة لقد قوضت الطبقة الوسطى صرح اإلقطاع وأقامت صرحها الرأداق ويف هذه احلركة االجتماعية التارخيية الكربى هدمت عبد احلميد إبراهيم: القصة اليمنية املعاصرة مرجع سبق ذكره ص 30 ص 411 ويقول عنه إنهنصدر عام 1934 م املوافق 1353 ه يف القاهرة مطبعة الشورىن والثا :نمباذا تقدم الغربيون ن مد علي لقمان نوهو يتناول ابلدراسة قضااي النهضة وإشكاالهتا ويتصدى ل سئلة الا تطرحها النهضة على اجملتمعات اآلخذة يف مؤخرا عن مركز النهوض أو السائرة يف ا اه النهضةن كما جاء يف مقدمة الطبعة الثانية للكتاب والا صدرت عبادي للطباعة ابلتعاون مع اداد األدابء والكتاب اليمنيني 2005 م والثالث:نرواية سعيدن مد علي لقمان أول رواية مينية صدرت عام 1939 م للمزيد حوهلا ينظر كتاب إبراهيم أبو طالب: املورواثت الشعبية القصصية يف الرواية اليمنية صنعاء منشورات وزارة الثقافة والسياحة 2004 م. 1 ( 1 ) علي ومد لقمان فتاة اجلزيرة العدد فرباير 1942 م وينظر:جونرت أورت مرجع سابق ص

48 الطبقة الوسطى البناء الثقايف القدمي وحررت اإلنسان من القيود واجلمود والراتبة..ن )1( وهذا ما حدث يف اجملتمع اليمين يف عقد األربعينيات وما بعدها حيث بدأت هذه الطبقة يف اإلعالن عن نفسها اجتماعي ا وثقافي ا حىت تتوج جهدها مبحاوالت تغيري النظام احلاكم من خالل ثورة 1948 مكمحصلة هنائية للخ روج على اإلقطاع السائد واملناداة ابلدستور والشورىكنظام للحكم بديال عن اإلمامة وامللكية املطلقة. وهي بذلك متثل ثورة برجوازية لطبقة املتعلمني واملثقفني تعرب عن طموحات الفرد اليمين يف دقيق ذاته اجتماعي ا وسياسي ا ومن ظهر ذلك على املستوى األديب من خالل فين القصة والرواية حيث وجد فيهما اليمين - ولو بشكل أوق- سبيال للتعبري عن ذاته وكان ظهورةا -يف هذا التوقيت- شكال من أشكال الوعي االجتماعي وصورة من صور الثقافة للطبقة الوسطى الناهضة كما أن فضل الطبقة الوسطى على القصة القصرية ال ينكر -كما يقول النساج-نفهذه الطبقة تكاد تكون الفئة الوحيدة من بني فئات األمة الا ساعدت على ذيوع القصة القصرية وانتشارها..ن )2( وذلك شأن عام يكاد جيمع عليه كل من تناول ارتبا القصة القصرية ابلطبقة املتوسطة حيث يؤكد أحد أعالم التجديد يف مصر وهو سالمة موسىنأن الطبقة اجلديدة -الطبقة املتوسطة يف مصر- هي الا أوجدت القصة املصريةن )3(. كل تلك العوامل وتمعة أدت إىل نشأة فن القصة القصرية وازدهارها بعد ذلك كجنس أديب متميز له شروطه وقوانينه اإلبداعية والفنية حيث إن وجود أي نوع أديب إ ا ختلقه ضرورة اجتماعية وفنية تتضافر يف إنتاجه ووجوده نتيجة استدعاء اجملتمع له ورغبة الناس فيه ومن هنا وجدت القصة القصرية يف اليمن حيث توفر هلا املنا املناسب واالحتياج االجتماعي واجلماق فبدأت يف النمو واحلضور الكامل فني ا ( 1 ) عبد املنعم تليمة: مقدمة يف نظرية األدب القاهرة دار الثقافة د م ص 143. ( 2 ) سيد حامد النساج: تطور فن القصة القصرية يف مصر القاهرة دار املعارف 1984 م 3 ص 39. ( 3 ) ينظر: ابرح جاي وون )صال(: نظرية األدب واللغة عند سالمة موسى القاهرة مكتبة اآلداب 2007 م 1 ص

49 ومجاليا. اثلث ا: مراحل تطور القصة القصرية مثة دراسات سابقة اتبعت مراحل تطور القصة القصرية من خالل تقسيمات زمنية وضعت لغرض دديد هذه املراحل من أةها: التقسيم الذي وضعه القاص أ د وفوظ عمر يف حبث له بعنوان:ناتريل القصة اليمنية القصريةن )1( والتقسيم الذي أورده عبد احلميد إبراهيم يفكتابهنالقصة اليمنية املعاصرةن )2( والتقسيم الذي وضعه سالم عبود يف دراسته املنشورة يف ولة الثقافة اجلديدة بعنواننمراحل تطور القصة القصرية يف اليمنن )3( والتقسيم الذي اعتمده صبيح مزعل اجلابر يف دراستهننشوء وتطور القصة القصرية يف اليمنن )4( والتقسيم الذي اقرتحه أ د علي اهلمدا يفكتابهندراسات يف القصة اليمنية املعاصرةن )5(. وقبل مناقشة وتوى التقسيمات السابقة جند ن أمام عدد من األسئلة املرتبطة ابملوضوع منها: إىل أي مدى ميكن اإلفادة من التقسيمات السابقة يف دراستنا هذه وما أوجه القصور فيها وما الصيغة املثلى لتحديد مراحل تطور القصة القصرية يف اليمن هل من خالل دراستها رأسي ا من الناحية الفنية وتطورها )من الداخل( أم أفقي ا من خالل مسريهتا التارخيية )من اخلارج(. ( 1 ) أ د وفوظ عمر:ناتريل القصة اليمنية القصريةن مرجع سابق )دورايت(. من املالحف على هذا املقال أن احلديث فيه عن القصة القصرية اليمنية أيخذ النصيب األقل يف 3 صفحات ختامية يف حني أتيت 7 صفحات منه للحديث عن نشأة القصة القصرية عاملي ا وعربي ا ومذاهبها املختلفة وكيف ت كت ب القصة القصرية إىل غري ذلك من املعلومات العامة كما حيتوي املقال على أخطاء يف ترتيب فقراته وحذف يف بعض مجله ينظر املقال يف ولة احلكمة العدد 26 يناير 1974 م ص ص ( 2 ) عبد احلميد إبراهيم: القصة اليمنية املعاصرة مرجع سابق ص ص ( 3 ) سالم عبود: مرجع سابق )دورايت( ص ص ( 4 ) صبيح مزعل اجلابر مرجع سابق. ( 5 ) أ د علي اهلمدا : دراسات يف القصة اليمنية املعاصرة مرجع سابق.

50 وقبل اإلجابة عن هذه التساؤالت نستعرض التقسيمات السابقة ومن خالهلا نضع تصور ن املقرتح لتقسيم املراحل الا مرت هبا القصة القصرية يف اليمن حىت زمننا الراهن. يبدو التقسيم األول للقاص أ د وفوظ عمر قائم ا على أساس املالحظة الشخصية ال على أساس الدراسة فهو ليس بناقد وال مؤر بلكاتب قصة ذو عمر فين طويل عاصر أكثر من مرحلة من مراحل تطور القصة القصرية يف اليمن فهو يكتب من واقع التجربة الشخصية والشهادة املرحلية وقد قسم اتريل القصة القصرية إىل ثالث )1( : مراحل املرحلة األوىل: من األربعينيات إىل النصف األول للخمسينيات. املرحلة الثانية: من النصف الثا للخمسينيات إىل الستينيات. املرحلة الثالثة: من أواخر الستينيات إىل اليوم.)أي حىت أواخر عام 1973 م(. ويالحف هنا أن تقسيم وفوظ مل يكن سوى اجتهاد شخصي وض قائم على املعايشة يفتقد شرو البحث العلمي ومعايريه فهو مل يعتمد على التقسيم التارخيي القائم على األحداث كما كان متبع ا يف الدراسات األدبية السابقة ومنها دراسة املقال عن مراحل تطور الشعر اليمين املعاصر والذي قسمها كما يلي )2( : املرحلة األوىل: م وديت اإليقاظ موضوعيا والتأثر فني ا. املرحلة الثانية: 1948 املرحلة الثالثة: م االحتجاج موضوعيا والتفاعل فني ا م التمرد موضوعيا وأتكيد الذات فني ا. ( 1 ) أ د وفوظ عمر:ناتريل القصة اليمنية القصريةن)دورايت( مرجع سابق ص 38. ( 2 ) عبد العزيز املقال: الشعر املعاصر يف اليمن بريوت دار العودة 1974 م ص 47 وما بعدها

51 املرحلة الرابعة: املقاومة والثورة موضوعيا واملشاركة فني ا. وهو تقسيم يرتكز على أحداث اترخيية مهمة متثل ثورات وانقالابت يف اتريل اليمن املعاصر كما أن تقسيم أ د وفوظ عمر مل يتتبع الظاهرة من خالل جوانبها الفنيةكما فعل عبد احلميد إبراهيم ومل يزاوج بني األمرين هلذا كان تقسيمه تنقصه الدقة. أما دراسة عبد احلميد إبراهيم فقد وقفت نظراي موقف ا رافض ا ومغاي ر ا للتقسيم التارخيي القائم على األحداث وقد سعى إىل دراسة تطور القصة وفق منه يتتبع الظاهرة من داخلها مستبع دا اجلانب التارخيي وموجه ا جهده و اجلانب الفين معل ال ذلك بقوله:نإن احلديث عن القصة اليمنية ال يتناوهلا من خالل دديدات زمنية فالفن عموم ا يستعصي على هذا التحديد إذ هوكالكائن احلي الذي متتد جذوره يف املاضي وتنتشر فروعه يف املستقبل إن التحديد الزمين مقياس خارجي قد يفيد يف تقريب احلقيقة ولكنه يف الوقت نفسه قد يضلل فيوحي أبفكار تعسفية فمن هنا ويف البحث عن مراحل تطور القصة اليمنية سنلجأ إىل مقياس ينبع من داخل القصة ويتتبعها ككائن حي ينمو ويتطورن )1(. وهو منه سليم من حيث التنظري لو مل يقع فيما أخذه عليه الدارسون من تناقض منهجي ففي الوقت الذي سعى و تقسيم ال اترخيي وجد نفسه جينح و تقسيم قائم على األجيال فكل عشر سنوات تك ون جي ال )األربعينيات واخلمسينيات والستينيات والسبعينيات( وأداها على التواق: )اإلعداد والبداية والوعي والتنوع واالنتشار( نوهي تقسيمات على الرغم من قرهبا من الواقع نتيجة لضيق حدود املرحلة التارخيية زمنيا إال أهنا مل تكن معللة بشكل كا لف وقد اعتمدت على سهولة التقسيم القائم على األجيال لغرض اخلروج من ورطة التاريل مما جعل هذه املراحل تشبه الوعاء املخروأل تسيل منه ( 1 ) عبد احلميد إبراهيم: القصة اليمنية املعاصرة مرجع سابق ص

52 العناصر الفنية دون ضوابط منطقية اترخييةن )1(. وأما دراسة سالم عبود فتقوم على التقسيم التارخيي وفق األحداث الثقافية والسياسية معا يف واولة للوقوف عند وطات ابرزة يف العمل الوطين وأييت تقسيمه يف أربع مراحل تبدأ املرحلة األوىل من عام علن ا وبشكل صريح أصوات املعارضة اجلديدة يف اليمن الا حملت لواءها ولةناملستقبلنالصادرة يف مطلع 1949 م ويسميها مرحلة )الوالدة وأتكيد الذات(. واملرحلة الثانية: من عام 1949 م حىت هناية الستينيات ويسميها )املرحلة االنتقالية(. واملرحلة الثالثة: من مطلع الستينيات - مبا حفلت به هذه الفرتة من أحداثكبريةكان أعظمها قيام ثوريت سبتمرب 1962 م وأكتوبر 1963 م - وتنتهي املرحلة ببداية السبعينيات. ويسميها مرحلة )النض الفين( واملرحلة الرابعة: من بداية السبعينيات ولكنه ال يضع هلا تسمية وددة وال ينهيها بتاريل معني ولكن إذا ما عرفنا أن دراسته نشرت يف عام 1988 م - وال نعرف على وجه التحديد اتريلكتابتها - ف نه بذلك جيعل املرحلة مفتوحة لعقدي السبعينيات والثمانينيات وإذاكان عبود يف دراسته هذه قد أخذ على عبد احلميد إبراهيم تقسيمه للمراحل وفق العقود ف نه قد وقع يف نفس األمر وإن كان يزيد أو ينقص عن العقد بعام أو عامني م وتنتهي بعام 1949 م والسبب أن هذا العام األخري -كما يقول- هو العام الذي ظهرت فيه وأييت تقسيم صبيح اجلابر حبسب العقود الزمنية -أيض ا- وقد جعل مراحله ثالاث هي: مرحلة البداايت األوىل ) ( ومرحلة الوعي الفكري والفين ) ( ومرحلة النضوج واالنتشار )جيل السبعينيات( ويسميها أيضا جيل الثورة.. )2( ( 1 ) سالم عبود: )دورايت( مرجع سابق ص 69. ( 2 ) صبيح مزعل اجلابر: مرجع سابق ص 190.

53 أما تقسيم أ د علي اهلمدا فهو خيتصر مراحل تطور القصة القصرية ومسريهتا إىل مرحلتني اثنتني:ناملرحلة األوىل هي مرحلة ما قبل السبعينيات ومتتد هذه املرحلة منذ البداايت األوىل حىت مطلع السبعينيات وتستوعب هذه املرحلة األوىل األساسية البداايت األوىل التأسيس والتأصيل وهي مرحلة مك نت اإلبداع أو اإلنتاج القصصي من التوغل يف حركة األدب اليمين استطاعت فيها األقصوصة أن تنال رضا اجلميع وجعلت من القصة منافس ا حقيقي ا للشعر وإن مل تستطع أن تتغلب عليه وتسبقه يفكثري من املعايري ولعل املرحلة الثانية هي مرحلة ما بعد السبعينيات وهي مرحلة متتد من مطلع السبعينيات حىت يومنا هذا حىتكتابة هذه املقدمة. ومتتاز هذه املرحلة ابلتنوع والتعدد كما متتاز ابلكتابة دتكل اال اهات وخلفكل التيارات الا عرفتها القصة العربية والعاملية احلديثة واملعاصرةن )1( ويصف هاتني املرحلتني وصف ا إمجالي ا أبن املرحلة األوىل هيناملرحلة الكالسيكية ابملعىن العام الشامل ال ابملعىن الضيق الذي حيدد ا اه ا معين ا وميكن أن نطلق على املرحلة الثانية أبهنا مرحلة التعدد والتنوعن )2( وتقسيم اهلمدا هذا تقسيم واسع إىل ح ل د ما حبيث ال يتناسب وما هتدف إليه الدراسة العلمية من واولة التحديد األكثر دقة لرصد املفاصل الرئيسة يف مراحل تطور القصة القصرية يف اليمن. وأاي يكن األمر ف ن الدراسات السابقة واوالت جادة لرصد مراحل التطور للقصة القصرية يف اليمن وقد أفد ن منها مجيع ا بشكل كبري يف نظرتنا ملراحل التطور من خالل ما متد ن به من معلومات اترخيية وفنية ومبا أهنا قد توقفت -حبكم زمنكتابتها- يف السبعينيات وبعضها امتد إىل الثمانينيات ف ن دراستنا ستتناول عقد التسعينيات من القرن املاضي والنصف األول من العقد احلاق. ومبا أن احلدود الزمنية ليست -53- اتريل املقدمة هو 11 أغسطس 1999 م ص 23. ( 1 ) أ د علي اهلمدا : مرجع سابق ص 9. ( 2 ) نفس املرجع نفس الصفحة.

54 فاصلة مانعة لكل مرحلة عما قبلها وما بعدها ألن ذلك ليس من طبيعة األدب وحركة تطوره حيث ال يتغري بني عشية وضحاها وال ميكن حلدث سياسي -مهما بل شأنه- أن يبدأ مرحلة أدبية ما أو ينهيها ألن األدب والفكر عموم ا هنر متدفق متواصل اجلراين ولكن ذلك أييت لتقريب املفاهيم ودديد املراحل بغية الدرس والتقييم حيث ال ب د - منهجي ا- من وضع بداية وهناية اترخيية لكل مرحلة وهلذا ف ن تقسيم هذه الدراسة للمراحل أييت وفق ا للعالمات البارزة ثقافي ا -يف مسرية القصة- واألحداث التارخيية الا تشكل دوال اجتماعي ا وثقافي ا مهم ا وعليه ف ن القصة القصرية اليمنية قد سارت يف أربع مراحل هي: املرحلة التأسيسية واملرحلة التقليدية واملرحلة التجديدية واملرحلة التجريبية وفيما يلي بيان ذلك. أو ل : املرحلة التأسيسية: ) م(: تبدأ هذه املرحلة مع ظهور ا اوالت القصصية األوىل وتنتهي بعام 1957 م وهو العام الذي ظهرت فيه أول وموعة قصصية يضمها كتاب أو كتيب واحد. وجند أن هذه املرحلة قد مرت طوتني متتاليتني أو مرحلتني صغريتني سنفصل احلديث عنهما فيما يلي على أن دراستنا ستعىن ابملراحل الثالث التالية الا استقرت فيها القصة القصرية كجنس أديب ودد املالمح والبنية الفنية وستقوم بدراسة الرتاث والتجديد داخل تلك املراحل من خالل النص القصصي نفسه بدراسة عينة من اجملموعات القصصية الا ه اختيارها بعناية وفيما يلي نبني أبرز مالمح املرحلة التأسيسية الا تنقسم بدورها - فيما نرى - إىل مرحلتني ةا: مرحلة التوليد : 1 نعين ابلتوليد ا اوالت األوىل الا متثل والدة القصة القصرية وكذا بيان اجلنس األديب الذي تولدت عربه فكماكانت القصة العربية يف مراحلها األوىل يف بعض صورها -كما يرى النقاد - تطور ا - 54-

55 عن فن املقامة )1( كأقرب فن عريب هلذا اجلنس األديب الوافد ف ن فن املقامات يف اليمنكان معروف ا من زمن بعيد ويذهب هي: عبد الح ب ش ي يف تصنيفه للمقامات اليمنية إىل وجود ثالثة أنواع عرفها األدب اليمين النوع األول: مقامات ال تزمت احلوار املباشر دون غريه ويطلق عليها اسم املفاخرات بني البلدان وبني النبااتت وغريها. املفاخرات ومنها النوع الثا : املقامات القصصية: -وهي الا تعنينا هنا- ويرى احلبشي أن املقامات مبختلف أنواعها شكل من األشكال القصصية وال عربة بقول خيالف ذلك وإذاكانت القصص مبفهومها املعروف قد جعلت من العنصر اإلنسا واال ملوضوعاهتا ف ن القصص هنا عندكاتب املقامة ال تستنكف أن تكون اجلمادات أبطاال موضوعاهتا... حلوادثها على خالف القاعدة فكانت املساجد والكتب واملأكوالت وغريها هي النوع الثالث: مقامات متأثرة مبقامات احلريري..ن )2(. وعلى الرغم من معرفة األديب اليمين هبذه األنواع وما دمله املقامات من عناصر قصصية كاحلوار ( 1 ) ينظر: عباس خضر مرجع سابق حيث يقول:نإن فن املقامة أشبه مبوضوعنا وهو القصة القصرية ألنه كان له شأن مهم يف واولة تطوير القصة العربية والعبور هبا إىل القصة احلديثةنص 16. ويقول شكري عياد:نإن مقامات اهلمذا واحلريري كان هلا أثر مباشر يف القصة العربية احلديثة و اصة بواكريها األوىلنينظر: شكري عياد: القصة القصرية يف مصر مرجع سابق ص 28. ويرى بعض النقاد خالف ذلكنأبن أتثري املقامة يف القصة القصرية يقتصر على الناحية الشكلية أما من نحية اجلوهر ف ن التأثري األكرب كاننأللف ليلة وليلةنفخر القصص الشرقي الا سوف تكون ملهمة لبعض كتاب القصة ومع ذلك ف ن القصة املصرية يف تطورها من الناحية الفنية ليست مقامة وال قصة من قصص ألف ليلة وليلة ولكنها قصة معاصرة مستقاة رأسا من األدب الفرنسينكوثر عبد السالم البحريي: أثر األدب الفرنسي يف القصة القصرية القاهرة اهليئة املصرية العامة للكتاب )د -55- ( 2 ) عبد احلبشي: املقامات اليمنية صنعاء دار اليمن الكربى ( 1985 م ص م 1 ص ص

56 والسرد لكننا ال نستطيع اجلزم أبن القصة القصرية اليمنية يف مرحلة التوليد قد انبثقت من فن املقامة لعدم وجود ما يؤيد ذلك يف اترخيها وإن كنا نذهب إىل أن اجلنس األديب األقرب لتوليد القصة هو فن املقالة ومن هنا جاءت بداية القصة القصرية من خالل املقاالت القصصية الا كتبهانأ د الرباألنعلى صفحات ولة احلكمة اليمانية وهي:نأ ن سعيدنوناللصان الشقيقانن وفيهما -كما يقول املقال-نمن عناء ا اولة األوىل وغبارها أكثر مما فيهما من أشواأل الفنن )1( وما كتبهنزيد عنانن كقصةنماذا للد من األعمال نيف نفس اجمللة وما ك تب يف صحيفةنفتاة اجلزيرةنمن خواطر ومقاالت قصصية ألداء مستعارة مثل:نشاعرن الذي كتبنحلم اليأسن )2( ونصوت القلبن )3( وكذلك البداايت الرائدة حلامد عبد خليفة وغريها ويف هذه املرحلة مل يكن ينظر إىل القصةكفن قائم مثل:نالفتاة نور إهلين )4( وندمية املاخورن )5( بذاته خيلص له الفنان وجيهد يف الوصول إىل مالوه اخلاصة بل كان ينظر إليها كثوب خارجي جذاب ينقل أفكار املؤلف ومواعظه إىل القارئ بيسر وطرافة وهذا املفهوم كان يسيطر على قصص تلك الفرتة بوجه عام مما جيعلها على حد توصيف عبد احلميد إبراهيمنورد أسلوب قصصي طريف لتوصيل الفكرة إىل القارئن )6(. وقد ظهر املقال القصصي -يف تلك الفرتة إىل جانب املقال الديين- ليشرح األفكار اإلصالحية أبسلوب قصصي -كما تقول سهري القلماوي-نأبن يف املقال اإلصالحي نشأت القصة الا تعىن ابلواقع ( 1 ) عبد العزيز املقال: مالمح الثورة يف القصة اليمنية القصرية ولة الثقافة العدد 51 يناير فرباير 2000 م ص 13. ( 2 ) فتاة اجلزيرة العدد )47( م. / 11 / ( 3 ) فتاة اجلزيرة العدد )49( م. /12 / ( 4 ) فتاة اجلزيرة العدد )102( م. / 1/ ( 5 ) فتاة اجلزيرة العدد )109( 22 / 1942 م. 2/ ( 6 ) عبد احلميد إبراهيم: ألوان من القصة اليمنية املعاصرة مرجع سابق ص

57 وتصور أدواء اجملتمع يف دقة قريبة دقيقة ولكن يف أسلوب يتخذ من وسائل الصنعة اجلمالية سبي ال إىل التأثري يف قلوب القراءن )1( وهبذا ف ن املقال القصصي قد مجع يف أسلوبه بني املقال األديب واإلصالح الديين وهو بذلك يهتم ابلفكرة اإلصالحية واالجتماعية والدعوة إليها ويغفل دات القصة القصرية الفنية كما ال يهتم ابلشخصية اإلنسانية وقد يهتم ابحلوار وأحيا ن ابحلدثكسمة أساسية للمقال القصصي. وطوال هذه املرحلة كانت القصة القصرية متر أبطوار التخل ق والوالدة ومل يدخل عامل القصة سوى أداء قليلة منهم: ومد علي لقمان وعلي لقمان و زة لقمان ووسن حسن خليفة وهاشم عبد وحسني سامل ابصديق ومل تنجب هذه املرحلة سوى عدد ودود من القصص مل يتجاوز العشرات كان للقاصنحامد عبد خليفةنالنصيب األكرب منها وكان خليفة يصف كتاابته أبهنا قصص خيالية رمزية وهو يعين ذلك الثوب اخلياق الذي يرمز به إىل معىن خلقي أو فلسفي يفوأل قيمتها اخلارجية )2( فمثال قصتهنمثلث احلياةن )3( الا وصفها أبهنا خيالية رمزية كان يعين ابخليال تلك الشطحة الا خيل له فيها أن السماء قد فتحت فرأى امرأة تغين غناء حلو ا وطف ال مجي ال أقبل أبوه فابتسم الطفل أما الرمز فهو ذلك املعىن املقصود وراء ذلك الثوب اخلارجي وهو أن السعادة ال تتم إال مبثلث احلياة وهو الرجل واملرأة والطفل ذلك احلوار الذي شغله حول القاعدة األساسية هلذا املثلث وهل هي املرأة أو الرجل وال يفيق من حواره ذلك إال على صوت جرس املدرسة يعلن عن موعد االنصراف. فالقصة إذن يف تلك الفرتةكانت أسلواب يصطنعه املثقف لنقل أفكاره ومن هنا اعتمدت على الثقافة وترديد احل ك م واملواعف واستعراض املعلومات أكثر مما اعتمدت على اخلربة واملعا نة الشخصية وذلك شأن عام يظهر مع بداايت أي فن أديب وكما الحف ومد يوسف جنم بداية القصة يف األدب اللبنا نحيث تتشابه ا اوالت يف عناصرها األساسية ومقوماهتا الرئيسية من حيث النس القصصي ( 1 ) سهري القلماوي: مقال يف املقال ولة اهلالل العدد 12 السنة 74 ديسمرب 1966 م ص 72. ( 2 ) ينظر: عبد احلميد إبراهيم: القصة اليمنية املعاصرة مرجع سابق ص ( 3 ) فتاة اجلزيرة العدد )162( م. / 3 /

58 والتشخيص... ألن روح العصر وجهت الكت اب وجهة واحدة هي وجهة الوعف والتعليم أبسلوب تقريري بسيطن )1(. وقد واجهت القصة الوليدة عقبات كثرية أبرزها حداثة فن القصة كلون أديب جديد إضافة إىل ضعف التجربة القصصية وقلة اخلربة يف شؤون الفن القصصي وكان القاصنحامد عبد خليفةن- - يلخص بتجربته الشاقة واملتواضعة خصائص ربة الذي استمر يف النشر حىت منتصف الستينيات القصة القصرية يف مرحلتها التوليدية بكل حسناهتا وعيوهبا وكما يقول عبود:نفقد كانت القصة عند خليفة وعاء خارجي ا تسكب فيه احلوادث واألفكار. ومل تكن القصة تعىن ابجلانب النفسي للشخصية و ال ابملوقف وإ اكان احلدث اخلارجي والعرض السطحي للموقف هو األساس يف بناء القصة إضافة إىل هذا فقد حوت القصة كل املثالب الفنية لقصص البداايت من وعف مكشوف وتقريرية وافتعال ل حداث واملفارقات وتشتت األفكار و طية النماذج وضعف وتوايهتا ومن نحية املضمون ظلت هذه القصص أسرية النظرة األخالقية لشؤون اجملتمع والعواطف املفرطة وبشكل عام ميكن لنا أن ندرج قصص املرحلة األوىل ضمن اال اه الذي اصطلح عليه النقاد ابلقصة الساذجة سواء ما هو رومانسي منها أو ما هو واقعين )2(. ولعل من أبرز خصائص هذه املرحلة ما ميكننا إجيازه فيما يلي: أ - القصص اإلخوانية: قد يبدو ذلك تصنيف ا غريب ا لكنه فيما يظهر من بقااي الثقافة الشعرية فكماكان هناح قصائد إخوانية يتبادهلا الشعراء فلم أجد توصيفا مناسبا ملا كان يكتبه حامد خليفة سوى أنه كان يكتب وفق هذه الثقافة املوروثة فقد كان حيتفي ابلذكرى السنوية لصحيفةنفتاة اجلزيرةنوصاحبها ومد علي لقمان ( 1 ) ومد يوسف جنم: القصة يف األدب العريب احلديث يف لبنان حىت احلرب العظمى مرجع سابق املقدمة ص ح. نشر قرابة 21 قصة حىت منتصف الستينيات ( 2 ) سالم عبود: )دورايت( مرجع سابق: ص 70.

59 ن 2 أبن ينشئ قصص ا يسميهانقصة رمزية خياليةنبينما هي ترحيب بعام جديد للصحيفة وحديث عن دورها التنويري وعن جهد صاحبها الرايدي يف قالب قصصي يظهر ذلك يف قصةنالفتاة نور إهلينمصحوبة )مبناسبة بقوله )مهداة ل ستاذ لقمان ا امي مبناسبة دخول الفتاة عامها الثالث( )1( و قصةنالرسالةن )2( دخول الفتاة يف عامها الرابع( كما أن حامد خليفةكان يكتب استكماال لقصة سابقةكأسلوب ليست سوى تعليق املعارضات الشعرية أيض ا فقصةنولكن دطمت أحالمها يف عجوز أحالمهان )3( حلمزة علي لقمان. واستكمال لقصةنفىت أحالمهان )4( ب- قصص من وحي القراءة: أتيت بعض قصص حامد خليفة وكأهنا مستوحاة من القراءات واإلطالع أكثر منها مؤلفة أو مبدع ة مثل قصةندمية املاخورن )5( نودوحة الشعر 1 )6( حيث تبدو فيها األداء مأخوذة عن األدب اإلغريقي مثل فينوس وأبوللو والراعي وذلك برؤية رومانسية وبناء لغوي فيه الكثري من الصنعة والقاموسية وهي ال تدل على أهنا قصص مرتمجة عن نص ودد بقدر ما هي قصة مستوحاة من خالصة القراءات يف األدب الغريب عموم ا.كما أتيت بعض القصص األخرى وكأهنا مستوحاة من الكتاابت العربية يظهر ذلك جلي ا يف هلجة احلواركما يف قصةنهل أرضيتك أيتها احلسناءن )7( حيث تظهر فيها اللهجة املصرية واحلديث عن الرتام وغريها من خصائص البيئة املختلفة وهذا يؤكد ما ذهب إليه صبيح اجلابر ( 1 ) حامد خليفة: قصةنالفتاة نور إهلين فتاة اجلزيرة العدد 102 السنة الثالثة 4 يناير 1942 م ص 4. 3 ( 2 ) حامد خليفة: قصةنالرسالةن فتاة اجلزيرة العدد 154 السنة الرابعة 17 يناير 1943 م ص 12. ( 3 ) فتاة اجلزيرة العدد 277 السنة السادسة 24 يونيو 1945 م ص 3. 2 ( 4 ) فتاة اجلزيرة العدد 265 السنة السادسة 1 أبريل 1945 م ص 3. 2 ( 5 ) حامد خليفة: قصةندمية املاخورن فتاة اجلزيرة العدد 109 السنة الثالثة 22 فرباير 1942 م ص 2. ( 6 ) حامد خليفة: قصةندوحة الشعر 1 وقصةندوحة الشعر 2 ن فتاة اجلزيرة العددان السنة الثالثة 29 مارس 1942 م و 5 أبريل 1942 م. ( 7 ) حامد خليفة: قصةنهل أرضيتك أيتها احلسناء ن فتاة اجلزيرة العدد 444 السنة التاسعة 7 نوفمرب 1948 م. -59-

60 بقوله:نكان جل كتاابهتم تعتمد على الرتمجة واالقتباس والتقليدن )1( ويف تقييم عام يذهب عمر اجلاوي إىل أننالقصة اليمنية منذ الثالثينيات اختذت طابع اخلطابة والوعف االجتماعي والسياسي أو ت منحى رومانتيكيا فيما بعد وقد أتثر أول كاتب قصة مينيةنالرباألنأبسلوب املنفلوطي يف الوعف وكان كتاب القصة يف عدن حىت عام 1956 م ورد رواة حب رقيق مصدره الثقافة وليس الواقعن )2(. ج - قصص ذات بعد اجتماعي: وتعد األكثر نضج ا يف قصص هذه الفرتة وتظهر فيماكتبه زة علي لقمان مثل قصةنفىت أحالمهان )3( حيث تعا قضية الزواج املبكر وغري املتكافئ حني تتزوج صبية يف ربيع العمر )16 عام ا( برجل يف اخلامسة واخلمسني مما جيعلها تصاب يبة أمل كبرية بعد أحالم وردية نسجتها يف خياهلا عن رفيق العمر هذا الذي مل تكن قد رأته أو عرفته ومل خيربوها بشيء من صفاته سوى أن شخصا تقدم للزواج منها وينجح الكاتب يف هذه القصة حيث حيتفف بلحظة التنوير واملفارقة حىت آخرها حني تكتشف الصبية حقيقة عمر زوجها فتصدم هبذا الشيل املتصايب. وأتيت قصةنعبده الشرطين )4( مد علي لقمان ممثلة حلياة البسطاء من الناس وأحالمهم حيث تصور احلياة اليومية لذلك الرجل الشرطي املسكني وأمله يف ولده الذي يعل مه ويربيه ليساعده يف كربه ويغري ما هو فيه من شظف العيش ولكنه ما يكاد يتخرج من الثانوية حىت يصاب مبرض وميوت بسببه ليظل عبده الشرطي ابئ سا. وقصةنالفن مقربة العبقرين )5( حلامد خليفة - وهي من القصص املتأخرة للكاتب ذات النض النسيب- يعا فيها موضوع اضطهاد العد وتعبه يف وطنه قياس ا ابألجنيب ذي املعيشة اهلانئة الرغيدة من خالل بطلها العد الذي تعلم يف مصر عاد ليجد الفارأل الكبري يف التعامل ويضطر ألي وظيفة لسد حاجته حىت وإنكانت ال تتناسب مع قدراته وطموحه والقصة يف وملهاكأهنا قصة توعية ملا جيب ( 1 ) صبيح مزعل اجلابر: مرجع سابق ص 190. ( 2 ) عمر اجلاوي: مقدمة رواية ميوتون غرابء مد عبد الوق بريوت دار العودة 1986 م ص 9. ( 3 ) زة علي لقمان: قصةنفىت أحالمهان فتاة اجلزيرة العدد 265 السنة السادسة 1 أبريل 1945 م ص 2. ( 4 ) ومد علي لقمان: قصةنعبده الشرطين فتاة اجلزيرة العدد 267 السنة السادسة 15 يونيو 1945 م. ( 5 ) حامد خليفة: قصةنالفن مقربة العبقرين فتاة اجلزيرة العدد 419 السنة التاسعة 2 مايو 1948 م

61 على املواطن العد أن يتنبه إليه من حقوقه املهدورة وهو دت وطأة االستعمار والشركات األجنبية. شكل - على الرغم من اهلنات الا اكتنفت البداايت منها - حلقة مهمة هذه املرحلة - عموما - ت وضرورية يف توليد لون أديب جديد يف بيئة ثقافية مل تعرف سوى الشعر واخلطابة. مرحلة التجنيس : 2 شهد عام 1950 م والدة أول قصة قصرية تتجاوز يف مستوى نضجها الفين قصص املرحلة التوليدية مد األوىل حبيث تقرتب هبا من جنس القصة القصرية ببنيتها الفنية وكانت قصةنسعيد املدرسن )1( سعيد مسوا هي العالمة األوىل هلذه املرحلة وبداية التجنيس الفين هلذا النوع األديب املتميز ويؤكد الناقد والشاعر عبد سالم نجي:نأن اختيار مسوا ملوضوعه يضع عملهكمؤشر هام للبداية الفنية وهي تلتقط مضامينها من واقع التجربة احلياتية أبسلوب يبتكر املعاجلة والتشخيص ويستفيد من فن القصة املتطور.. األمر الذي يؤهل لنسعيد املدرسنرايدة فنية مل يلتفت إليها...ن )2(. وهلذا ف ن قصةنسعيد املدرسنمتثل بداية أتسيسية جادة للقصة القصرية اليمنية ويذهب أ د ومد عطية إىل القول أبن:نالكثري من ا اوالت القصصية السابقة هلذه القصةكانت متضي يف طريق التطور حىت جاءت هذه القصة اليمنية الرائدة مكتملة وبسيطة دكم إبتقان تقنية القصة احلديثة وتصور بؤس اإلنسان العريب اليمين يف زمن القصة ودت على الواقع اليمين املتخلف الذي ال يتقدم خطوة إىل األمام وهي قصة فيها بكارة التعبري األول ونضارته وبراءة الكشف األول لعامل اإلنسان الصغري البسيط يف ( 1 ) ومد سعيد مسوا :نسعيد املدرسن صحيفة النهضة العدد 1950/9/40 14 م السنة األوىل )وهي القصة الفائزة ابجلائزة األوىل يف املسابقة األوىل لصحيفة النهضة( ونشرت يف العدد ) 42 (من ولة احلكمة أغسطس 1975 م. ( 2 ) عبد سالم نجي: مسوا رائد أعاأل االستعمار و إبداعه عدن ولة احلكمة العدد 42 السنة اخلامسة أغسطس 1975 م )عدد خاص عن القصة القصرية يف اليمن( ص

62 اليمنن )1(. ملسوا والاكتبها عام 1954 م لتؤكد رايدته وتفوقه الفين وفوزه للمرة أتيت قصةنأ ن الشعبن )2( الثانية ابجلائزة األوىل يف مسابقة النهضة وقد كتب هذا األديب املقل بضع قصص كانت هي العالمة الفارقة واحلد الفاصل بني عهدين عهد التوليد وعهد التجنيس الفين للقصة القصرية. ويرى سالم عبود:نأن مسوا مل يكن نبت ا شيطاني ا )كذا( ولد فجأة ليسدل الستار على مرحلة كاملة سابقة له وإ ا كان وصلة جململ حصاد التجربة القصصية السابقة فعلى الرغم من أن املرحلة األوىل مل تشهد والدة عمل قصصي متكامل من الناحية الفنية إال أننا جند شذرات متفرقة من حسن االستخدام الفين بني الفينة واألخرى مبثوثة هنا وهناح فقدكان لقمان ميلك ابع ا طويال يف اللغة واملقدرة على العرض املنطقي ل حداث القصصية وكان أ د شريف الرفاعي قد دعا وسعى مبكر ا دون أن يوفق إىل ولوج عامل اإلنسان الداخلي وسرب أغوار نفسه كما أننحامد خليفةنبدأ حيسن من استخدام أدواته الفنية واوال الفكاح من أسر الواقعية الساذجة ويالحف املتتبع ألدب تلك املرحلة حسن التحكم ابملعمار العام للقصة يف بعض قصصن زة لقمانن وهذا كله مينحنا احلق يف القول أبن بعض العناصر الفنية للقصة قد وجدت بشكل متفرأل لكنها كانت تبحث عن موهبة أكثر اكتماال تصب فيها وكان مسوا تلك املوهبة الا قربت القصة من عتبة النض ن )3(. ووعي ا وأعلى نض ج ا لكي ومل يكن رقي هذه املرحلة التجنيسية قياس ا ابملرحلة التوليدية وصو را يف والكثرة اإلنتاج القصصي ( 1 ) أ د ومد عطية: يف القصة اليمنية القصرية ولة الكلمة العدد 47 مايو 1978 م ص 9 )وهو يف األصل فصل منكتابهنفن الرجل الصغري من القصة العربية القصريةن دمشق اداد الكتاب العرب 1977 م. 1 ( 2 ) صحيفة النهضة العدد )184( السنة الرابعة 1954/1/14 م)القصة الفائزة ابجلائزة األوىل يف املسابقة الثانية لصحيفة النهضة( ( 3 ) سالم عبود: )دورايت( مرجع سابق ص 74.

63 وكثرة عدد القاصني الذي بدأ يتزايد وإ ا تعداه إىل جوانب أخرى أكثر أةية ونعين بذلك الرقي الفين للقصة القصرية وأبرز مالمح هذا الرقي يتمثل يف القطيعة الا أحدثها قاصو هذه املرحلة مع قصة املرحلة السابقة فقد استطاعت القصة أن تتخلص من عيوب البداايت وأخذت تظهر نتاجات جديدة على درجة مقبولة من النض واجلودة. ويف هذه املرحلة ظهرت أداء جديدة إىل جوار قاصي املرحلة التوليدية الذين ما زالوا ميارسون الكتابة أمثال:نحامد خليفةن)رائد البداايت( وحسني سامل ابصديق الذي ظهر يف هناية املرحلة ومن األداء اجلديدة الا ظهرت إضافة إىلنومد سعيد مسوا نالقاص والناقدنأ د شريف الرفاعين والذي وقد انشغل يف معظم قصصه ابلقضااي االجتماعيةكقضية يعد من أكثر القاصني إنتاجا يف هذه املرحلة الفقر والغىن واستغالل األغنياء للفقراء كما يف قصةنعذاب أليمن )1( وقصةنضريبة لذةن )2( و قصةنا روم شبايبن )3( كما اهتم يف معاجلاته االجتماعية بعالقة املرأة ابلرجل من خالل وذج املرأة الا ال تستطيع ا افظة على بيتها بسبب اجلهل والعقد النفسية املسيطرة عليها منذ الطفولة لسيطرة أبيها على أمها وقهره هلا فتعرب عنه بتمردها على زوجها الطيب حىت تنفصل عنه تلجأ إىل الشعوذة الستعادته بعدما أضاعته ههلها و اقتها كما يف قصةنالقيد املعبودن )4( وعالقة الرجل املرتف ابملرأة الساقطة من طبقة الزابلني الذين يسند إليهم القاص - بصورة فوقية طبقيةكنظرة سائدة يف تلك الفرتة -كل الرذائل والصفات الدونية كما يف قصةناجلسدن )5(. بل عدد قصصه املنشورة بني عامي م مخسا وأربعني قصة. ( 1 ) أ د شريف الرفاعي: قصةنعذاب أليمن ولة املستقبل العدد 8 السنة األوىل نوفمرب 1949 م ص ( 2 ) أ د شريف الرفاعي: قصةنضريبة لذةن صحيفة الشباب العدد 1950 م / 3 / ص 6. ( 3 ) أ د شريف الرفاعي: قصةنا روم شبايبن صحيفة الشباب العدد 1950/4 م / ص 7. ( 4 ) أ د شريف الرفاعي: قصةنالقيد املعبودن صحيفة النهضة العدد 95 السنة 1951 م ص 10/ 11/ ( 5 ) أ د شريف الرفاعي: قصةناجلسدن صحيفة النهضة العدد 99 السنة / 1951 م. 11/

64 ومتتاز قصص أ د شريف الرفاعي يف معظمها ابلبناء املتماسك من خالل الرتكيز على شخصيات قليلة يف القصة وأتخذ يف منحاها طابع الرومانسية حيث االستغراأل يف مناجاة النفس وإظهار ظلم اجملتمع للفقراء وااطبة الضمري الذي يتعذب والنفس الشاعرة الا تتأمل حلال الناس البسطاءكما يف قصةنعذاب أليمن وتبدو ثقافة الكاتب الدينية ولغته الرتاثية يفكثرة التناص واالستشهاد ايت القرآن الكرمي واحلكم واألمثال العربية كما يظهر األسلوب املقاق أحيا ن يف ااطبة القارئ بشكل مباشر كقوله:نهو اجلوع اي سيدي القارئ اي من تعيش يف عام 1949 من )1( ويف حني تبدو بعض قصصه تقريرية وعظيةكقصةنضريبة لذةنإال أن بعضها داول النزوع إىل صفات القصة القصرية الناجحة من خالل االحتفاظ بلحظة التنوير حىت آخر القصةكما يف قصةنا روم شبايبن )2(. وأمانومد سامل ابوزيرنفقد ظهرت يف قصصه العناية ابختيار املوضوع فتبدو صورة الكادح أو ولكن معاجلة الكاتب ملوضوع املهمشني ليس من قبيل التفاعل معهم أو املهمش كما يف قصةنالسارألن )3( الوقوف إىل صفهم -كخاصية متتاز هبا القصة القصرية- ولكنها أتيت من خالل نظرة فوقية هتكمية يف بعض مواقفها فهذا الشابنأ د صالن-بطل القصة- يف اخلامسة والعشرين من عمره أييت من إحدى قرى ا ميات إىل عدن ليعمل اال يف أحد األسواأل أيكل وجبة ويوفر أخرى وينام يف املساجد والطرقات فيقوده فضوله ذات يوم وهو يتجول يف أحد الشوارع إىل االندها ابلنور من خالل مصباح كهرابئينفلورسنتنمل يكن قد رأى مثله من قبل ينبعث ضوؤه من غرفة من غرف تلك البيوت الكبرية فيصادف أن يرى شابة مجيلة يف تلك النافذة فيخفق هلا قلبه يعتاد اجللوس والنظر إىل تلك الغرفة يف أايم الحقة لكنه ال يكتفي ابلنظر لوحده فيدعو بعض أصحابه للنظر معه فيفطن له أصحاب الدار ( 1 ) أ د شريف الرفاعي: قصةنعذاب أليمن مصدر سابق ص 64. ( 2 ) أ د شريف الرفاعي: قصةنا روم شبايبن مصدر سابق ص 7. ( 3 ) ومد سامل ابوزير: قصةنالسارألن صحيفة النهضة العدد 52 السنة الثانية / 1950 م 11/30 ص

65 فيستدرجونه عن طريق امرأة تدعوه للدخول لينال ضر اب شدي دا من رب البيت وأبنائه يتبعوه صائحني: سارأل سارأل ويسلمه الناس للحكومة الا كان عقاهبا أشد صرامةن. وهذه القصة كغريها من قصص ومد سامل ابوزير بدأت أتخذ مالمح االهتمام بلحظة التنوير من خالل موقف واحد تدور حوله القصة حىت تنتهي وال خترج من حيث املوضوع عن القضااي االجتماعية الا دمل فكرة أخالقية فمن يقع يف الرذيلة والز ن تقع زوجته ذات البعد األخالقيكقصةنكال ن بشرن )1( فيها فتخونه مع صديقه الم ق ر ب داججه حني يكتشفها بقوهلا:نأليسكال ن بشر ن ومن حيث الشكل والقالب القصصي مثة واولة مبكرة مد سامل ابوزير حيث كتب إحدى قصصه على شكل رسالة [ قصة يف رسالة ه يصدرها بقوله:نمهداة إىل صديقي العزيز علي بن علي لصديقه يف قصةنلذةن )2( لقمانن يبدأ القصة ب:نعزيزي.. س ديايت العاطرة سوف تتهمين ابجلنون إن مل تتهمين ابلغباء عقب قراءتك لرسالا هذه واهتامك هذا ال يهمين شيئ ا ما دمت أعتقد أن موقفي سينتزع منك اإلعجاب كانت الشمس يف كبد السماء...ن يبدأ حكاية قصته الا ينهيها بعد ذلك بقوله:نوتفضل بقبول ديات املخلص م... عدنن هذا األسلوب مل يكن معروفا قبل ذلك. وهكذا بدأت مالمح القصة القصرية تتضح فحني كانت يف الفرتة السابقة هيكال خارجيا خيلو من التعمق والتحليل النفسي وسطحية الطرح والشخصيات لرتضي فكرة إصالحية وعظية كما سبقت اإلشارة ف هنا يف هذه املرحلةنأخذت تغوص داخل الشخصية وأصبحنا أمام مواقف وأحداث علنا حبسب تعبري عبد احلميد إبراهيم. نعايش قطعة من احلياة مصورةن )3( وهكذا اكتسبت القصة موقع ا جدي دا اقرتب هبا من الشكل املعاصر وابتعد هبا خطوة -كما يقول ( 1 ) ومد سامل ابوزير: قصةنكال ن بشرن صحيفة النهضة العدد 87 السنة الثانية 1951 م ص 8/9/ 11. ( 2 ) ومد سامل ابوزير: قصةنلذةن صحيفة النهضة العدد 92 السنة الثانية 1951 م 9/ 20/ ص 11. ( 3 ) عبد احلميد إبراهيم: القصة اليمنية املعاصرة مرجع سابق ص

66 عبد احلميد إبراهيم-نعن املورواثت الشعبية الا تعتمد على قال وحكى... وعلى الراوي ولكن ال يعين هذا أهنا اكتسبت كل منجزات القصة املعاصرة فال يزال الطريق طويال أمام الكت اب وال يزالون حيتاجون إىل مترس ميكنهم من السيطرة على القصةن )1( م(: اثني ا: املرحلة التقليدية )1957 ما سبق ميثله جيل الرواد بكل واوالهتم املتعثرة والناجحة وأييت جيل اخلمسينيات ليمثل اجليل األول من كت اب القصة القصرية الا رسخت على أيديهم فنيتها وتبدأ هذه املرحلة بظهور أول وموعة قصصية هينأنت شيوعينلصال الدح ان على الرغم مما قيل عنها من أننقيمتها االجتماعية - السياسية أكرب لكنها أول وموعة د طريقها للنشر يف اليمن كما تواىل بعدها من قيمتها الفنية وداللتها اجلماليةن )2( عدد من اجملموعات القصصية مثلناإلنذار املمزألنأل د وفوظ عمر 1960 م ونالرمال الذهبيةنلعبد سامل ابوزير 1965 م وغريها من اجملموعات الا بلغت تسع وموعات حىت هناية عام 1970 م ويف هذه املرحلة - أيض ا - ظهر أملعكتاب القصة القصرية يف اليمن وهو ومد أ د عبد الوق. ومن أبرز مالمح هذه املرحلة أهنا استطاعت أن دقق وجود ا فني ا يستحق االنتماء إىل النوع األديب حيث اتضحت البنية القصصية من خالل ارب القاصني يف هذه املرحلة الا أوجدت القصة القصرية بصفاهتا الفنية التقليديةكما شاعت لدىكتاهبا العامليني - وسنقف ابلتفصيل عند خصائص املرحلة التقليدية فيما يلي من الفصول - ولعل من املالمح العامة الا نسجلها عن هذه املرحلة ظهور الواقعية كا اه عام مؤثر وكانت واقعية منتصف اخلمسينيات امتدادا مباشرا لريح الواقعية الا عمت الوطن العريب لكن أخطر ما عانته القصة يف هذه الفرتة - و اصة يف بداية املرحلة- هو وقوعها يف أسر ( 1 ) نفس املرجع ص.47 ( 2 ) أ د علي اهلمدا : دراسات يف القصة اليمنية املعاصرة مرجع سابق ص 62.

67 فن ا ال خيتلف عن البندقية السياسة حيث أصبحت أداة من أدواهتا املباشرة واعتربها بعض الكتاب واملدفع ومن هنا فال غرابة أن يكون معظمكتاب القصة يف هذه الفرتة هم يف األصلكت اب سياسيون. ويف اليمن أجنبت الواقعية -كما يقول سالم عبود- قاص ني هلم تفرداهتم األسلوبية املميزة يف إطار القصة اليمنية نفقد ا علي ابذيب اب اه الواقعية ذات املضمون السياسي وسعىنومد عبد الوقنإىل تصوير الواقع بلمسات إنسانية فسيحة وكاننأ د وفوظ عمرنيبحث عن عيوب وتمعه األخالقية..ن )1( وقد اقرتب صال الدحان من املعاجلة السياسية واالجتماعية يف حني أن عبد سامل ابوزير استخدم ريشة الفنان يف رصد املواقف اإلنسانية املختلفة وجاءت ربة شفيقة زوقري موغلة يف الواقعية احلياتية. وميتاز قاصو هذه املرحلة ابلتطور السريع و اوز أنفسهم معكل قصة جديدة ويظهر ذلك من خالل تراجع القصة عن املباشرة السياسية وا اهها عند املوهوبني إىل معاجلة املواضيع السياسية بقدر من اهلدوء والتحليل فقد أصبحوا -على حد تعبري عبد احلميد إبراهيم-نعلى درجة من الوعي علهم ال يفقدون أعصاهبم ويصيحون مع الصائحني جملرد طلقة مدفع أو أزيز طائرة أو إنذار من ورأل ومل تعد السياسة يف مفهومها تقتصر على ذلك املعىن السطحي بل غاصوا وراء األحداث فأخذوا حيللون تلك املظاهر يف هدوء فكان التحليل يف النهاية يقودهم إىل موق لف سياسين )2(. وأخذت القصة تبوح أبسرارها -حني أحست إبخالص كت اهبا- فظهرت تنويعات يف العرض جيب يقول أ د سعيد ابخبرية يف مقدمته جملموعة اإلنذار املمزأل:نوالفكر وسيلة خطرية يف أيدينا من مجلة الوسائل -67- الا أن نلقي هبا يف املعركة والقصة كنتاج فكري تشكل ابلتاق سال حا غري بسيط ينظر مقدمة وموعة أ د وفوظ عمر: اإلنذار املمزأل عدن دار اهلمدا 1983 م 2 ص 5. ( 1 ) سالم عبود: )دورايت( مرجع سابق ص 74. ( 2 ) عبد احلميد إبراهيم: القصة اليمنية املعاصرة مرجع سابق ص 63.

68 وحساسية فنية تتدخل يف الوقت املناسب ومغامرات يف استخدام أشكال مل أتلفها يف املراحل السابقة بعضها يستوحي الرتاث العريب وبعضها يستفيد من التيارات والنماذج العاملية لكن برؤية ولية مما أدى إىل ظهور قصة مينية ذات خصوصية ولية وقاص ني ذوي نكهة مميزة يكو ن كل واح ل د منهم لو ن أسلوبي ا يف إطار اال اه الواقعي الذيكان ميزة تلك الفرتة من الستينيات. اثلث ا: املرحلة الت جديدية ) م(: وميثلها اجليل الثا منكتاب القصة القصرية املستقرة كنوع أديب وهو جيل السبعينيات وقد بدأت املرحلة يف مطلع السبعينيات يف ظروف سياسية تكاد تكون مستقرة على الصعيد العام وبدأ االهتمام ببناء اليمن احلديث والسعي إىل دقيق أهداف الثورة واالهتمام ابلتعليم بشكل موسع ويف هذه املرحلة ه افتتاح جامعة صنعاء ) 1970 م( وجامعة عدن ) 1975 م( اللتنيكانتا من أهم العوامل يف قيام هنضة علمية وأدبية ابرزة وأمثرات جيال من الشباب املتطلع واملتفتح على املعرفة وصنوف األدب وأما يف وال القصة فقد دمل أعباء هذه املرحلة جيل شاب من القاصني ممن ترعرعوا يف ظل النضال الوطين العنيف من أجل اجلمهورية واالستقالل ومن أجل التقدم االجتماعي ولي ا ويف ظل ظروف عربية متيزت اب سار املد القومي وتالحق االنكسارات واهلزائم القومية ومن هنا فقد لك ت اب هذه املرحلة على عاتقهم مهمات التغيري وبداية التجديد األديب القائم على أساس البحث الدائم عن األشكال اجلديدة ولعل أبرز توصيف هلذا اجليل من الكتاب هو ما وصفه به عبد احلميد إبراهيم من أنهنجيل االقتحام واملغامرةن )1( ويسميه أيضانجيل التمرد علىكل شيء مترد على األوضاع االجتماعية وعلى األشكال األدبية القدمية وهو ليس مترد ا هادم ا ولكنه يهدف إىل اجلديدن )2(. ( 1 ) املرجع السابق ص 90 وينظر مقالهنالقصة اليمنية وجيل السبعينياتن ولة الكلمة العدد 45 مارس 78 م ص 23. ( 2 ) عبد احلميد إبراهيم: ألوان من القصة اليمنية املعاصرة مرجع سابق ص

69 وابلنسبة للقصة فقد بدأت مرحلة التجديد يف زمن أصبحت القصة فيه لو ن أدبي ا شائع ا له مريدوه وك ت ابه يف منا أديب اتسم ابلتفتح واحلماس للتيارات األدبية العربية والعاملية ويف ظل وجود إر ل ث قصصي ال يستهان به صنعته أقالم األجيال السابقة فاستقرت القصة لدى معظمكتاهبا اجمليدين يف هذه املرحلة كجنس واضح األبعاد والتقنيات ومن بدأت يف البحث عن أساليب االبتكار والتجديد. وقد ساعد على ذلك ما شهدته بداية السبعينيات من ظهور اجملالت األدبية املتخصصة الا لت صوت املرحلة اجلديدة وقادت لواء الثقافة الوطنية يف هذه املرحلة مبعية الصحف السيارة ففي أغسطس من عام 1970 م صدرت يف عدن ولة )الثقافة اجلديدة( ويف 15 أبريل 1971 م أعيد يف عدن إصدار ولة )احلكمة اليمانية( ابسم اداد األدابء والكتاب اليمنيني كما ظهرت يف صنعاء يف نفس العام ولة )الكلمة( ويف العام الذي تاله 1972 م ظهرت - يف صنعاء أيض ا- ولة )اليمن اجلديد( وعلى صفحات هذه اجملالت ظهرت بوادر التغيري الفين للمرحلة اجلديدة من اتريل القصة القصرية يف اليمن ويبدو أن موجة التجديد موجة عربية عامة حيث يرى النقادنأن القصة العربية القصرية يف السبعينيات تتحدث بصوت واحد بصرف النظر عن الظروف اإلقليمية وهناح مثلما قال إدوار اخلرا حساسية جديدة منفصلة متاما عن الواقعية االشرتاكية الا وجدت يف األربعينيات واخلمسينيات..ن )1(. ومن هنا يالحف بوضوح مظاهر االستمرار والتجديد الفين يف البنية القصصية فكما صنع املرحلة التقليدية -بدرجة رئيسة- بعض القاصني املوجودين من املرحلة التأسيسية ف ن مرحلة التجديد قد بدأها قاصو املرحلة التقليدية وتلقف التجديد عنهم مجع من القاصني اجلدد الذين ميثلون اجليل الثا ومنهم: زيد مطيع دماج ومد مثىن وومد صال حيدرة وسعيد عولقي وميفع عبد الر ن وعبد الفتاح عبد الوق وعبد الوهاب الضورا وومد الزرقة وكمال الدين ومد وحسن اللوزي وومد املساح وومد ( 1 ) فاطمة موسى: تطورات جديدة يف القصة القصرية العربية ولة إبداع القاهرة العدد 8 السنة 2 أغسطس م ص 100.

70 - 70- عمر حباح وكمال حيدر وعلي صال عبد و صال ابعامر ومنري مسيبلي وزين السقاف وعز الدين سعيد أ د وغريهم. ولو وقفنا لديهم -هنا- لطال بنا الوقوف ولكن سنرجئ احلديث عن نتاج بعضهم إىل فصول الرسالة حيث سنقوم ببيان ديدهم يف القصة القصرية يف مواطنه كما بدأت املرأة تساهم يف هذا امليدان معربة عن إحساسها وعن عاملها النسوي ويف ذلك مؤشر آخر لتقدم و دد القصة يف هذه املرحلة ومن القاصات الالئي ظهرن يف هذه املرحلة بقوة:نرمزية عباس اإلراي ن ونثراي منقو ن ونجنيبة مسيبلين ونسلوى اإلراي ن ونزهرة ر ة ن... وشهدت املرحلة ظهور عددكبري من القصص الا مل ختل منها اجملالت األدبية والصحف كما بل وموع ما صدر من اجملموعات القصصية خالل عقدي هذه املرحلة )55( وموعة وهو عدد ميثل تراكما مطرد ا عما كان عليه يف املرحلة السابقة. وإذا كان القاص اليمين يف املرحلة السابقة قد بدأ يف ختطي احلدود ا لية من خالل النشر يف بعض ف ن جيل هذه الصحف العربيةكاآلداب الاكان ينشر فيها ومد عبد الوق )1( وأ د وفوظ عمر )2( املرحلة استمر يف تعميق هذه الظاهرة وأخذ ينشر قصص ا ووموعات يف القاهرة وبريوت وحيفز النقاد إىل االهتمام به ومن هنا بدأت كتاابت عربية عن النتاج القصصي اليمين مثل: كتاابت د. سهري )1( القلماوي )3( ويوسف الشارو عن وموعةناألجراس الصامتةنأل د وفوظ عمر وعبد التواب ( 1 ) نشر قصةنعلى طريق أدرانيف ولة اآلداب اللبنانية العدد 12 السنة 10 كانون أول/ ديسمرب 1962 م ص 11 وقصةنورد إنساننالعدد 9 السنة 11 سبتمرب 1963 م ص 32 وقصةنموت إنساننالعدد 12 السنة 11 ديسمرب 1963 م ص 40 وقصةنلون املطرن العدد 4 السنة 12 أبريل 1964 م ص 45. ( 2 ) نشر قصةنالعيون امللطخة ابلطنينيف ولة اآلداب اللبنانية العدد 4 السنة 22 أبريل 1974 م ص 62. ( 3 ) ينظر مقدمة د. سهري القلماوي جملموعةنهائمة من اليمنن مد صال حيدرة القاهرة مؤسسة روز اليوسف م ص ص 5 10.

71 وغريهم. يوسف )2( وسامي خشبة )3( وومد ومود عبد الرازأل )4( وسليمان ومود بوطي )5( ومن حيث اهلم الفين فقد ساد جيل هذه املرحلة روح التجديد واملغامرة املستمرة حبث ا عن األشكال اجلديدة واجلماليات وهم يف هذا املنحى ال خيتلفون عن نظرائهم من الكتاب يف البلدان العربية األخرى بل إهنم يسريون يف مسارهم ويسعون إىل دطيم الشكل السائد والبحث عن أدوات ووسائل جديدة للتغيري الذي أصبح شغلهم الشاغل ويف هذا اجلانب مل يتوان قاصو هذه املرحلة عن استخدامكل ما تصل إليه آفاقهم اإلبداعية من أدوات تعبريية وتقنيات سنرصدها يف فصول الدراسة. :)... رابع ا: املرحلة التجريبية )1990 وميثلها اجليل الثالث جيل التسعينيات وهو اجليل األحدث واألكثر مغامرة و ريب ا والذي انطلق - زمنيا- بعد تشكيل الوحدة اليمنية بني شطري اليمن يف 22 مايو 1990 م تلك الوحدة الاكانت انعطافة مهمة ووطة دول جذرية يف الكثري من جوانب احلياة املعاصرة يف اليمن حيث اتسعت الرقعة اجلغرافية وزادت املساحة يف منا الدميقراطية واحلرية النسبية من خالل التعددية احلزبية واحلرية السياسية ( 1 ) ينظر الدراسة املنشورة يف ولة الثقافة اجلديدة فرباير 1975 م. ( 2 ) ينظر مقدمة عبد التواب يوسف جملموعةنشيء اده احلننين مد عبد الوق القاهرة دار اهلنا للطباعة والناشر الدار احلديثة للطباعة والنشر بتعز 1972 م 1 ص ( 3 ) ينظر مقدمة سامي خشبة جملموعةنأطوار حلم اإلحبارنملنري حسني مسيبلي القاهرة مطبعة الشريفني 1981 م 1 ص ه-. ( 4 ) ينظر دراسته عن طاهش احلوابن لزيد مطيع دماج املنشورة يف ولة اليمن اجلديد العدد 6 يونيو 1987 م واملنشورة بعد ذلك يف كتابهنزمن القصة القصريةنالقاهرة اهليئة املصرية العامة للكتاب 2002 م 1 مع دراسة أخرى عن قصةنالرمال العابرةنلدماج يف نفس وموعته طاهش احلوابن ص ص ( 5 ) ينظر مقدمة سليمان ومود بوطي جملموعةنالزوجة العاشقة وأخرايتنأل د عبد الر ن املعلمي بريوت دار العودة 1989 م. 1 ص ص

72 وازدايد عدد الصحف واجملالت وتعدد املنابر الثقافية واملؤسسات األدبية اخلاصة واحلكومية الا احتفت ابملشهد األديب عموم ا وأبرزته يف أمجل ص و ر ه. ومن ذلك مشهد القصة القصرية الا احتفت هبا الصحف واجملالت الكثرية واملنابر الثقافية وقدمتها على يدكتاهبا الشباب على قدم املساواة مع الشعر الذي ظل سيد املوقف لفرتات سابقة واستطاع القاص ون يف هذه املرحلة األخرية أن جيعلوا للقصة حضور ا ابرز ا يساوي حضور الشعر - إن مل يفق ه أحيا ن - من حيث اإلصدارات والنشر واملشاركات يف املؤسسات الثقافية واألدبية واملهرجا نت ا لية والدولية وتوجوا جهودهم إبنشاء ندي القصة )إملقه( )1( وكت اهبا. واستطاعت القصة ههود عدد منكتاهبا املوهوبني -من التسعينيني- الذي صار له نشا واسع يف خدمة القصة أن دصد اجلوائز القيمة ولي ا وعربي ا حيث كانت أوىل دورات جائزة مؤسسة العفيف الثقافية عام 1997 م من نصيب القصة الا فاز هبا مناصفة قاصان ةا: هدى العطاس ووجدي األهدل )2( وكذلك جائزة رئيس اجلمهورية للشباب الا فاز هبا ابتداء من عام 1999 م كل من: وجدي األهدل 1999 م املقال عبد الكرمي 2000 م ندية الكوكبا 2001 م خالد احليمي و عمار الضبيع )مناصفة( 2002 م صال البيضا 2003 م هشام ومد سعيد 2004 م أداء املصري 2005 م أمة احلق علي الشريف 2006 م هائل علي املذايب 2007 م ه توزيع اجلائزة على مستوى ا افظات كما أعلن منتدى املثقف العريب ابلقاهرة ومؤسسة اإلبداع للثقافة واآلداب والفنون بصنعاء عن مسابقة يف القصة القصرية فاز هبا عدد من األدابء العرب واليمنيني حيث نل املركزين األول والثا القاصان اليمنيان: دري عبد الفتاح ووجدي األهدل وه ( 1 ) )إملقه( هو اسم آهلة مينية قدمية وقد أنشئ النادي عام 1999 م.وموقعه على الرابط التاق:. ( 2 ) ينظر موقع مؤسسة العفيف الثقافية على الرابط التاق:

73 التكرمي وتوزيع اجلوائز يف مقر املؤسسة بصنعاء )1(. هذا على املستوى ا لي أما عربي ا فقد فازت القصة القصرية اليمنية بعدد من اجلوائز هي على التواق وحبسب اجملموعات: وموعةنوجومنللقاص ومد أ د عثمان احلائزة على املرتبة الثالثة مناصفة يف جائزة الشارقة لإلبداع العريب الدورة الثانية 1998 م ووموعةنحيدث يف تنكا بالد النامسنألروى عبده عثمان احلائزة على املرتبة األوىل يف جائزة الشارقة لإلبداع العريب 2000 م ووموعةنألهنانهلدى العطاس احلائزة على املرتبة الثالثة يف جائزة إبداعات املرأة يف األدب الشارقة 2000 م ووموعةنزفرة ايدنينلنادية الكوكبا احلائزة على املرتبة الثانية يف جائزة الدكتورة سعاد الصباح لإلبداع الفكري واألديب الكويت 2000 م وكل ذلك احلصاد املثمر -حبسب رأي وجدان الصائ -نيؤكد حقيقة ال جدال فيها أن القصة اليمنية قد وصلت من خالل تقنياهتا املدهشة إىل مستوى يؤهلها ألن ترتبع على عر القصة العربية املعاصرةن )2(. وقد ال نذهب مع هذا احلكم املطلق لوجدان الصائ ولكنا نقول أبن القصة القصرية قد حققت حضور ا عربي ا الفت ا وخروج ا عن ا لية واستطاعت بتجاربكتاهبا الشباب أن تصل إىل مستوى متقدم يف املشهد القصصي العريب الراهن نوتبدو حصيلة التجربة السردية يف اليمن يفكتاابت املبدعني الشباب واملبدعات الشاابت على قدر من النض والتمثل التام ملا يسمى ابحلساسية اجلديدةنكما يرى املقال )3( وهذه احلساسية اجلديدة الا يصفها املقال تبدو يفكتاابت عدد من الشباب ممن ميثلون الصوت ( 1 ) ولة املثقف العريب العدد 12 يناير 2002 م السنة الثانية ص 32. ( 2 ) وجدان الصائ :نقو أنثوية )مقارابت أتويلية لبالغة الصورة يف اخلطاب األنثوي اليميننالشعري / السردين( صنعاء مركز عبادي للدراسات والنشر واداد األدابء والكتاب اليمنيني 2003 م 1 ص 148. ( 3 ) عبد العزيز املقال: مقدمة كتاب آمنة يوسف: شعرية القصة القصرية يف اليمن صنعاء مركز عبادي للدراسات والنشر واداد األدابء والكتاب اليمنيني 2003 م. 1 ص

74 األحدث واجليل الثالث من كتاب القصة اليمنية من خالل تقنيات السرد اجلديدة وطرائق التجريب على احلدث والشخصية والفضاء الزمين واملكا وأساليب اللغة وغريها. ولعل أبرز ما مييز هذه املرحلة إضافة إىل ما سبق هو هذا الثراء النصي والتزايد املط رد يف عدد الكتاب خالل هذه املرحلة وكذلك عدد اجملموعات القصصية الا بلغت أكثر من )145( وموعة خالل ستة عشر عام ا متثل بذلك كفة شائلة ملا أ نت عرب املرحلتني السابقتني وتمعتني إضافة إىل ما ينشر يف الصحف واجملالت الا رمبا يصعب حصرها واستقصاؤها. وابلنسبة ملشاركة القاصة اليمنية جند أن هذه املرحلة من أخصب املراحل الا برزت فيها الكتاابت النسوية بل وتفوقت يف بعضها بفوزها هوائز عربية ذات قيمة أدبية وإبداعية -كما رأينا- يف حنيكانت مشاركة املرأة خافتة نسبي ا يف املراحل السابقة إال من عدد يسري مل يتجاوز أصابع اليد الواحدة أصبحت يف هذه املرحلة ملء السمع والبصر تزاحم أخاها القاص ابقتدار فين وثقة إبداعية واضحة بل إن اإلبداع الذي تكتبه املرأة يف هذه املرحلة يكاد يتعادل معكفة إبداع الرجل وهذه حالة فريدة ودالة ألن غيبة املرأة -كما يالحف صالح فضل-نخالل قرون طويلة أدبي ا وعزوفها عن امتالح اللغة جعل حلضورها احلديث مذاق ا ثوراي يرتبط ابلتطور احلضاري يف مجلته ويعترب من أبرز لياته وكان ال بد هلذا احلضور أن ينبثق بكل قوته يف فن القص على وجه التحديد ألنه أكثر الفنون تشاك ال مع ما أتقنته املرأة خالل العصور الطويلة من صنع احلياة ورعايتها وحفف تفاصيلهان )1(. وذلك واضح على مستوى الكيف املتميز يف نتاج القاصات وعلى مستوى الكم حيث أصبح لدينا من القاصات ابإلضافة إىل من برزن يف املرحلة السابقة أداء مثل: هدى العطاس وآمنة يوسف صالح فضل: شفرات النص دراسة سيميولوجية يف شعرية القص والقصيد كتاابت نقدية 85 فرباير 1999 م ص 363. القاهرة اهليئة العامة لقصور الثقافة ) 1 (

75 وأفراح الصديق وأروى عبده عثمان وواسن احلوايت ونورا زيلع و ندية الكوكبا وجنالء العمري ونسيم الصرحي وهند هيثم وبشرى املقطري وراي أ د ونبيلة الزبري و ندية الرميي وسهالة ابشيخان وإميان عبد الوهاب يد وعفاف البشريي وأروى عاطف وأمرية عبد الرزاأل الرقيحي ومىن ابشراحيل وغريهن هؤالء ممن نشرن وموعا ل ت قصصية وأما من ينشرن يف الصحف واجملالت وملا جيمعن نتاجهن يف وموعا ل ت فالعدد أكثر. ومما سبق يتضح مقرتحنا يف هذه الدراسة يف تقسيم مراحل القصة القصرية يف اليمن إىل أربع مراحل هي التأسيسية والتقليدية والتجديدية والتجريبية وسنقوم يف دراستنا للقصة القصرية بني الرتاث والتجديد برصد املراحل الثالث األخرية من خالل اختيار عينة من اجملموعات القصصية ممثلة لكل مرحلة - متثيال كيفي ا وكمي ا- ودراستها من داخل النص القصصي لبيان عناصره وتقنياته ومجالياته الا يبوح هبا النص وتتضح هبا ثنائية الرتاث والتجديد يف كل مرحلة. -75-

76 - 76-

77 الفصل األول الحدث القصصي )من مشارف الرواية إلى ومضة األقصودة( -77-

78 - 78-

79 الفصل األول: احلدث القصصي )من مشارف الرواية إلى ومضة األقصودة( مقدمة نبدأ يف هذا الفصل ابحلدث القصصي وذلك حىت نسري على ه دي من املعطيات الا يقدمها التحليل النظري للسرد القصصي من خالل أهم مفاصل النصوص القصصية ومكو نهتا حبسب ترتيبها من الفعل )احلدث( والفاعل )الشخصية( الزمان واملكان وتقنيات السرد التشكيل اللغوي وألن القصة القصرية تكتسب وتركيز وسواء أكانت هذه األحداث رئيسة أم اثنوية ف هنا تقود إيقاع القص إىل غايته املتمثلة بوحدة األثر أو االنطباع أو بلحظة التنويركما يطلق عليها النقاد. وسنقوم يف هذا الفصل بقراءة احلدث يف بنيته من خالل املراحل الثالث وسنرى أن احلدث قد سار من االتساع - بتفاصيله الكثرية يف البداايت- إىل التقليل من هذه التفاصيل ولكن احلدث ظل مفكك ا نتيجة عدم ترابط وحداته الثالث التقليدية )بداية ووسط وهناية( يتماسك احلدث يف بنيته وينقسم إىل حدث متماسك حكائي - ميثل جانب الرتاث يف هذه املرحلة - وحدث متماسك قصصي يعتمد على حلظة التنوير ميثل التجديد فيها ويف املرحلة التجديدية سنالحف مسري احلدث يف ا اهني: ا اه تقليدي يظهر فيه الكثري من مالمح احلدث يف املرحلة السابقة وا اه ديدي يتمثل يف بروز أربعة أشكال ديدية هي: احلدث املتوازي واحلدث املتناص واحلدث الفانتاستيكي وحدث تيار الوعي ر ت بت هذه األحداث وفق ثنائية التماسك سحرها األساس -يف الغالب- من وجود احلدث القصصي الذي يتألف من وموعة من األحداث املنتقاة بعناية والتفكيك وثنائية الواقعي واخلياق أما املرحلة التجريبية ف ن احلدث قد سار فيها يف ا اهني -أيضا- وةا: ا اه ميثل احلدث التقليدي بثباته وا اه رييب يتمثل يف وورين اثنني: األول وور احلدث وأييت التجريب فيه من خالل احلدث الفانتاستيكي واحلدث اخلرايف واحلدث الكابوسي موظف ا العنصر اخلياق يف معاجلة قضااي واقعية: -79-

80 وجودية وسياسية واجتماعية وا ور الثا : الالحدث: وفيه يغيب احلدثكعنصر واضح مبفهومه التقليدي وأييت التجريب من خالل اللغة بنوعيها: املسهبة واملوجزة فتمثل اللغة املسهبة يف القصص الا يغلب عليها طابع التداعي اجملازي واللفظي ومتثل اللغة املوجزة املكثفة يف قصص الومضة الشعرية )األقصودة( وقصة الفكرة والقصة الكاريكاتورية وفيما يلي بيان ذلك. بنية احلدث يف املراحل الثالث )من مشارف الرواية إىل ومضة األقصودة( 1- بنية احلدث يف املرحلة التقليدية: من خالل استقراء النصوص يف هذه املرحلة يظهر أن احلدث القصصي قد أخذ ثالثة أشكال بنائية ميكن تقسيمها إىل ما يلي: احلدث الواسع )الروائي( واحلدث املفكك واحلدث املتماسك. - 1 احلدث الواسع )الروائي(: وهو احلدث الذي يتناول حياة الشخصية منذ امليالد أو الطفولة إىل مرحلة عمرية متأخرة فيأخذ مساحة زمنية واسعة من األحداث تطول عما يفرتض ابلقصة القصرية معاجلته والرتكيز عليه ابعتبارها ذات طبيعة موجزة ونفن خالصنكما يصفها أوكونور Frank Oconnor وتتناول موضوعها على أساس رأسي ال أفقي )1( وهذا يرجع -فيما يبدو- إىل اختال مفهوم القصة القصرية ابلرواية لدىكتاب هذه املرحلة وعدم وضوح احلدود الفاصلة بينهما. لصال الدحان احلدث الواسع ذي االنتقاالت السريعة فهي أطول )2( متثل قصةنأنت شيوعي" ( 1 ) فرانك أوكونور: الصوت املنفرد ترمجة ومود الربيعي القاهرة اهليئة املصرية العامة للكتاب 1993 م ص 9. ( 2 ) صال الدحان: أنت شيوعي عدن دار البعث للطباعة والنشر 1957 م 1 ونشرهتا ولة الكلمة مصورة عن طبعتها األوىل يف عدد مارس 1980 م وعليها اعتمد ن وسيتم اإلحالة يف املنت إىل أرقام الصفحات. قصةنأنت شيوعينص

81 قصص اجملموعة وتصور حياة الشخصية أبحداثها منذ الطفولة والتعليم يف الك ت ابنامل ع المةن االلتحاأل ابملدرسة يف تعز السفر إىل القاهرة فالدراسة هبا سنوات حىت الوصول إىل التوجيهية فالدراسة لسنتني يف كلية الطب فالعودة لليمن فالسجن كل ذلك يدخل يف بناء الرواية أكثر من القصة القصرية إضافة إىل ذلك ف ن القصة -وإنكانت تروى بضمري الغائب- ف هنا أقرب إىل سرد السرية الذاتية من خالل حياة القاص نفسه الذي متثل صورة لبطل قصته وهذا القص السري ذايت من أبسط القصص وأكثرها مباشرة ووضوحا ويفقد صال الدحان السيطرة على بنية القصة هنا وذلك -كما الحف أ د اهلمدا - نألن الرغبة يف التطويل وتوزيع احلدث وكثرة التفاصيل فيها يسلبه القدرة على امتالح أجزاء العمل وأنساقه املختلفةن )1(. أل د وفوظ عمر لكنه يف هذه القصة يبدو وجند احلدث الواسع أيضا يف قصةنمسألة كرامةن )2( أكثر متاسك ا - قياس ا على القصة السابقة- وهو يعتمد تقنيةنالفال ابح flashنيف back السرد حيث يبدأ ابسرتجاع أحداث من حياة الطفل من سن الرابعة حىت سن الشباب وذلك من خالل االنتقاالت السردية التالية:نإنه ميسك يط ذكرايته من الطرف األول أايم موت أبيه.. وهو يف الرابعة من عمره وعندما بقي دت رعاية أمه األرملة..ن نوأخذه عمه إىل منطقة كريرت حيث كان يعيش وأحلقه ابملدرسة االبتدائية هناح.. نشأ صاحبنا م دلال يغتاب الناس... وما إن تدرج إىل املتوسطة حىت غادرها حبجة أن أحد املعلمني عن فه إلةاله أعمال املنزل... وعندما بدأ صوته يغلف وساعده يشتد أخذ يقضي جل وقته يف األندية ووسط صخب املقهىن)ص 37( ومتضي األايم ويرفض عمه ذات يوم أن يسمح له ابخلروج ليال كعادته فيهدد ابلعودة إىل أمه فيمنعه فيحزم أمتعته ويذهب إىل أمه وهنا ينتهي الفال ابح وتبدأ أحداث يف حياته اجلديدة مع أمه وعلى الرغم من أن ما مضى من أحداث أراد منها القاص ( 1 ) أ د علي اهلمدا : دراسات يف القصة اليمنية املعاصرة مرجع سابق ص ( 2 ) أ د وفوظ عمر: اإلنذار املمزأل عدن دار اهلمدا 1983 م 2 قصةنمسألة كرامةن ص

82 التمهيد للتعريف ابلشخصية من خالل ماضيها ليصور لنا ضعف شخصية الشاب بسبب نشأته األوىل يف تدليل جعله هروبي ا يهرب من املدرسة جملرد تعنيف األستاذ وتصاحبه هذه احلالة معكل موقف يستلزم ثباات ومواجهة ومن هنا نلتمس مربرا للتطويل مبعىن أنه يعمد إىل ذلك عن إدراح ألةية الفال ابح ملا سيبين عليه من أحداث الحقة يف العيش مع أمه األرملة الا أيخذ منها املصروف يومي ا دون أن يسأل عن مصدر تلك النقود حىت يكتشف متأخرا بنفسه بعدكالم الناس أهنا تبيع نفسها وحني يكاشفها مبا رأى ودع ليال تضربه فيهرب اتركا املنزل ليبحث عن عمل لدى جنار يغلف عليه ألنهكاننيريد أن خيلق منه إنسا ن خشن ا بعد أن ملس فيه امليوعة بكامل صورهتانص )43( ولكنه يهرب منه وأيخذ بقية حسابه فيصرفه يف أايم يعود بعدها إىل أمه خانعا ليأخذ مصروفه منهانونسي الكرامة إىل األبدنص) 43 (. وهنا جند أن القصة ذات بداية يظهر فيها احلدث واسعا وممتدا مبا ميثل إىل حد ما فضاء روائيا وإن كان القصد منه -كما أسلفنا- بيان نشأة الشخصية الضعيفة مبا سيرتتب عليها من فهمنا حلاضرها ولكنها قد أثقلت القصة ومن حيث البنية ف ن القصة تسري يف خط سبيب منطقي بوحداهتا الثالث من بداية ووسط وهناية شأن غريها من القصص التقليدية. كما تتسع أحداث قصةنلعنة الكأ"")ص ( يف نفس اجملموعة مبا يقرتب هبا مما ميكن تسميته مبشروع رواية تطول أحداثها يف مخس عشرة صفحة تتعدد فيها الشخصيات وتكثر األحداث وعلى ذات املنوال تقوم قصةنخطيئة زينبن) 65-67( وعلى النقيض من القصة الا سبقتها أتيت اتصرة يف ثالث صفحات لكن أحداثها متتد منذ طفولة زينب قبل موت أبيها حىت شباهبا فزواجها وما تالقيه من زوجها حىت تقع يف اخلطيئة وتنحرف بسبب الظروف وذلك يف انتقاالت سريعة متقفزة مبا ميثل ما أطلقنا عليه اسمنمشروع الرواية املفككةن وذلك ألن البداية تنفصل عن بقية القصة فالرتكيز من املفرتض أن يكون على زينب الشخصية الرئيسة لكن البداية أتيت مهتمة ابحلديث عن عالقة الراوي بوالد - 82-

83 -83- زينب وهونالشيل سعدنوحيتل ذلك الفقرة األوىل من منت القصة ذي الفقرات اخلمس حبيث ميكن االستغناء عن تلك الفقرة -البداية- دون أن يضر النص شيء ألن حديثه عن صفات الشيل اجلسدية بلحيته الكثيفة ووجهه الوقور الكشك الذي ميلكه وقراءاته له يف رمضان من الكتب مقابل قطعة نقود كل ذلك لكي يؤكد معرفته ابألسرة من زمن بعيد ولوكان بدأ القصة من الفقرة الثانيةنمل يرزأل الشيل سعد بولد ذكر قط خيلفه يف رعاية األسرة بلكان نصيبه ثالث بنات...ن)ص 65( ملا أتثرت بنية القصة ولكانت أكثر متاسكا. وأتخذ الطريقة ذاهتا يف األحداث الكثرية منذ الطفولة حىت الرجولة قصتان من وموعةنالرمال لعبد سامل ابوزير ةا قصةنالدنيا اجلديدة )ص 68( وقصةنإنسان ئائعن)ص 73( الذهبيةن )1( وكال القصتني ذات بنية تقليدية مثلثة وتروى بضمري الغائب ومتتاز القصة األوىل ابستخدام رؤيتني سرديتني يف آن واحد من خالل الرؤية املصاحبة حيث يشرتح الراوي بضمري املتكلم يروي بضمري الغائب حياة الشخصية كرالو عليم يعرف ماضيها وحياهتا مبا ميثل الرؤية اخللفية وسنقف عند رصد هذه الرؤى ابلتفصيل يف الفصل الثالث. وأتيت قصةناألرض اي سلمىن )2( مد عبد الوق ذات أحداث واسعة مبا يشكل مشروع رواية لكنها متماسكة ألن القاص من الذكاء واملوهبة مبا جيعله يعا اتساع احلدث ابستخدام تقنية جديدة مل تكن مستخدمة - أو مبعىن أدأل مل جندها لدى قاصي هذه املرحلة من قبله - وهي طريقة املونولوج الواعي أونالذاكرة اإلراديةن-كما يسميها مارسيل بروست )3( - وليس على طريقة تيار الوعي وهذه التقنية ( 1 ) عبد سامل ابوزير: الرمال الذهبية قصص ومسرحيات عدن منشورات الصبان وشركاهم 1982 م. 2 ( 2 ) ومد عبد الوق: األرض اي سلمى بريوت دار العودة د 1986 م. ( 3 ) ينظر: روالن ابرت: الرؤاي اإلبداعية )مؤلف مشرتح( ترمجة: أسعد حليم القاهرة مكتبة هنضة مصر 1966 م 1 ص 89 وينظر: جنيب العويف: مقاربة الواقع... مرجع سابق ص 541.

84 التجديدية على أسلوب سرد احلدث يف املرحلة التقليدية دسب مد عبد الوق كأحد الرواد يف استخدامها وإن كانت تقنيات: التذكر وحديث النفس أو الفال ابح قد استخدمت بشكل جزئي يف عدد من القصص السابقة لكن أن تكون القصة كاملة على شكل املونولوج الواعي ف ن ومد عبد الوق أول مستخدميها يبدأ املونولوج الواعي يف القصة بقوله:ندعت صوات كأنه ةسات رقيقة يقول: سلمى أخري ا ها أنت تواجهني نفسك جيب أن تقوق احلقيقة ال داوق التهرب من نفسك فلن ينفعك ذلك... حاوق أن تتذكري منذكم غاب عنكندرهمنزوجك.. من مخس سنواتكاملة اي سلمى..ن )1( وهبذا املونولوج تسرد أحداث حياهتا منذ أن تزوجت قبل عشر سنوات وكيف حدث الزواج وفرحها كطفلة يف السادسة عشرة ابلزواج الذي ال تعرف معناه سوى أهنا ستلبس ثو اب جديد ا ومجي ال وتفرح هبا النساء وانتقلت إىل منزل زوجها ف ر حة العتقادها أهنا ستتخلص من أعماهلا الكثرية الشاقة يف منزل أبيها لكنها بعد أسبوع الزواج األول متارس حياة يومية مملة وشاقة منذ الفجر حىت وقت الليل املتأخر لتستلقي منهكة من كثرة العمل يف املنزل واحلقل مبا تقوم به من توفري احلطب واملاء والعمل الدائب الذي ال يرتح هلا فرصة للراحة وال حىت للصالة سفر زوجها للمرة األوىل والثانية وغيابه األخري الذي طال ملدة ست سنوات وهكذا ت سرد األحداث وتصف أفكارا كثرية متر بذهن سلمى -عن طريق املونولوج- عن حياهتا املعذبة الا ال تستطيع معها أن تنال زوجها لغيابه وال حىت أن تتخلص منه حبب جديد بدأ يشاغلها مع رفيق طفولتهانح س انن ولكنها ترفض ورد االستسالم للشعور به ألنه كزوجها سيرتح األرض ويهاجر وتدفن أحاسيسها املقهورة يف األرض فتتفا يف خدمتها -زراعة ورعاية - ويف تربية طفلها فمن هلما سواها فال د مفر ا - شأنكل اليمنيات - من أن تغرس حب األرض يف ولدها الصغري أبعوامه اخلمسة فتتعهد أن تعلمه كيف حيب أرضه فال يرتكها حىت ال يكرر مأساة أبيه وينتهي املونولوج كما بدأ ابحلديث عن الصوت الذي تسمعه وهو املنبعث من داخلها فيقول النص أخري ا:نوغاب الصوت وسلمى تنظر ( 1 ) ومد عبد الوق: قصةناألرض اي سلمن ص 83.

85 ن حواليها يف ذهول ومياه األمطار تتساقط يف نغمات حاملة على األرض فتنساب جداول إىل مدرجات الزراعة وتعانق جذور الزرع األصفر وهتبه احلياةن)ص 88(. تروى القصة بضمريين - مبا ميثل ما أداه ابختني Mikhailنابلقص Bakhtin متعدد األصواتن polyphonic narrative أي القص الذي ال تسيطر عليه وجهة نظر واحدةن )1( وهي خاصية روائية يف األصل حيث أن جوهر الرواية - حبسب جو ناثنكولر Jonathan Culler يكمن يف حشدها ألصوات أو خطاابت اتلفةن )2( - ولكن القاص من املوهبة واإلحساس ابلقصة القصرية مبا جيعله يؤطر هذين الصوتني يف ضمري الغائب الراوي املراقب الذي يظهر بشكل جزئي يف بداية القصة ويف هنايتها يسيطر ضمري املخاطب والذي يستخدم ألول مرة يف القص يف هذه املرحلة وإن كان على شكل مونولوج والع صوت ميثل ذاات أخرى لسلمى تواجهها وددثها عن نفسها وختاطبها خطااب مباشرا بنأنتن وهذه الرؤية السردية - دديدا متثل التجديد يف إطار املرحلة التقليدية. واحلق أن القصة دتوي على قدر من الدايلوجية تتمثل يف صوت سلمى وموقفها من اجملتمع ومن زوجها ومن حسان من ولدها ولكنه غري مكتمل لسيطرة املنولوجية الا جعلتها ال خترج عن خصائص القصة التقليدية الا يهيمن فيها وعي متفردنفهي ال تعرتف ابحلقوأل املتساوية أللوان الوعي يف مواجهة الواقع واحلبكة واحلوار والشخصيات يف النص املنولوجي ختضع مجيع ا إلرادة املؤلفن كما يقول السيد إبراهيم )3( فالشخصيات اثبتة كنماذج بشرية حبيث تصبح سلمى وذج ا للفتاة اليمنية ( 1 ) ينظر: صربي حافف: اخلصائص البنائية ل قصوصة ولة فصول اجمللد الثا العدد 4 )يوليو-أغسطس- سبتمرب 1982 م( ص 30 ويراجع مقدمة ومد برادة لكتاب ميخائيل ابختني: اخلطاب الروائي القاهرة دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع 1987 م 1 ص ( 2 ) جو ناثن كولر:مدخل إىل النظرية األدبية ترمجة:مصطفى بيومي عبد السالم القاهرة اجمللس األعلى للثقافة م ص 122. ( 3 ) السيد إبراهيم: آفاأل النظرية األدبية احلديثة القاهرة مركز احلضارة العربية 2008 م 1 ص

86 الريفية املقهورة اخلاضعة للزواج املبكر والعمل واملعا نة نتيجة هلجرة الزوج وكذلك بقية الشخصيات فتغدو أشبه ما تكون ابملتحدث الردي بلسان املؤلف ووجهة نظره اإليديولوجية. وأتيت مشاركة القاصة يف هذه املرحلة منسجمة مع طبيعة احلدث الواسع )الروائي( شأهنا شأن لشفيقة زوقري تعرض القاص مع زايدة واضحة يف التفصيالت واحلشو ففي قصةننبضات قلبن )1( القصة أحدااث كثرية وتفصيالت حياة مطولة تغلب عليهاناإلنشائيةن-كما أداها جنيب العويف )2( -فمنذ كانت ندية- بطلة القصة - يف املرحلة الثانوية تعيش يفكنف والديها تبدأ القصة بوصف تلك احلياة اهلادئة وترقية األب يف عمله وفرح األسرة بذلك سفر األبوين للنزهة والعالج يف اخلارج والبنت يف االمتحا نت الثانوية بعد االمتحان خترج إىل امليناء الستقبال أبويها واالنتظار ومعرفة حادث السفينة الا تغرأل فيها األم وينجو األب أبعجوبة ويعود وحيد ا وصدمة ندية ملوت أمها إهنا تعيش مرحلة صعبة خيرجها األب من تلك الصدمة بتذكرة سفر إىل القاهرة ويف مصر تعيش أايم ا يف سياحة ومرح وخروج مع أصدقاء تتعرف عليهم هناح وتتعرف على أ د فتحبه على الرغم من قوله هلا أبنه متزوج وأب لطفلني فتتطور عالقتهما إىل حب كبري ويتزوج أبوها ابمرأة أخرى تعرف ذلك فتتأزم بسببه يسافر أ د إىل عدن ويرتكها يف مصر فال تستطيع البقاء فتلحق به وهناح تتعرف على زوجة أبيها وعلى تغريه يف حياته اجلديدة من سهر وشرب مع األصدقاء فتضيع البنت أكثر وتتعلق أب د مرة أخرى فتلتقي به مرارا ويرفض أبوها أن يعامل هلا للدراسة اجلامعية يف مصر ويطلب منها العمل فتسبقه للبحث عن عمل لدى أ د وتستمر عالقتها به كمنقذ وتسافر معه ذات يوم يف رحلة إىلنأبنينويف بيت صديقه اخلاق ينام معها ليلته ويشرب ويفقدها براءهتا فتعود عند الفجر معه وهي تبكي ملا حدث ويف الطريق ونتيجة للسهر واإلرهاأل وأثر الشراب يصابون حبادث مروري تتعرض فيه هي لفقد النظر ( 1 (شفيقة أ د زوقري: نبضات قلب بريوت منشورات املكتب التجاري للطباعة والتوزيع والنشر 1970 م. 1 ( 2 ) جنيب العويف: مقاربة الواقع... مرجع سابق ص

87 -87- وتستمر على تلك احلالة يف أزمة نفسية ملا فقدته من شرفها وبصرها ويتقدم هلا أ د للزواج وهو ندم فرتفض طلبه الذي تعده شفقة عليها ويسافر األب وزوجته معها إىل لندن للعالج فتشفى من مرضها ويعود هلا بصرها ميوت األب وتعود مع الزوجة وحيدتني وحني دس ابلفقد والضياع مرة أخرى أيتيها أ د ويطلب الزواج منها ويعرتف هلا حببه وأبنه غري متزوج وليس لديه أطفالكما قال هلا عند أول لقاء وإ ا فعل ذلك ليخترب حبها له ويفرحان هبذه النهاية السعيدةك حدى هناايت األفالم العربية يقول كمال الدين ومدنومل ختل هذه القصص - يقصد ماكتبته املرأة يف الستينيات - من التأثر أبحداث الرواايت العربية العاطفية والسينما املصرية امليلودرامية حد اقتباس جانب من تعابريها وصورهان )1( وهي مالحظة على جانبكبري من الصواب. وإذا كان النقاد يف السبعينيات ومنهم عبد احلميد إبراهيم قدناعتربوا معاجلة هذه البداايت النسائية مبنظار النقد املوضوعي شيئ ا ثقي ال حىت ال يعرقل املسرية و اصة وأن املرأة يف ظل تلك الظروف حساسة إال أن هذه النظرة التقييمية بعد زمن بعيد عن السبعينيات دتاج إىل وميكن أن تتوقف ألقل سببن )2( منظار النقد املوضوعي الذي داشاه النقاد آنذاح ومن هنا ميكن القول أبن هذه القصة الا ال ميكن اعتبارها قصة قصرية وال تصنيفها ضمن الرواية وإن جاءت يف 88 صفحة مقسمة إىل 12 مقطع ا ألهنا ال ترقى إىل مستوى الرواية ببنيتها الفنية واملوضوعية ولكنها قصة طالت بسبب األحداث الكثرية وما دتويه من تفصيالت صغرية ووصف حلركات الشخصيات وأحداث احلياة اليومية من مأكل وملبس ووصف للمالبس الا ترتديها وغري ذلك من احلشو ومن أمثلته يف زايدة الكلمات الا ال دمل جدي دا يف الداللة -مثال - قوهلا:نوابملفتاح الذي بيدي فتحت ابب غرفا ودخلتهان)ص 35( وأما احلشو يف احلدث فكثري ومن أمثلته يف النص: دخول الطفلة الصغرية وحوارها معها حوار ا يستغرأل ثالث صفحات ( 1 (كمال الدين ومد:القول املباح يف أدب املرأة القصصي ولة الثقافة العدد 27 السنة 4 نوفمرب 1996 م ص 86. ( 2 ) عبد احلميد إبراهيم: القصة اليمنية وجيل السبعينيات )دورايت( مرجع سابق ص 38.

88 ال معىن له يف تطوير احلدث يف القصة وإ ا هو من احلشو الزائد والثرثرة يف القصة حيث ال ينبين عليه غرض سوى أن تقول هلا الطفلة أهنا لطيفة ومجيلة ألهنا دعت مدير الفندأل يصفها بذلك. ولعل مرد ذلك احلشو والتفاصيل يعود - يف بعض وجوهه - إىل طبيعةكتابة املرأة فيما قد يشبه السرية الذاتية والا يكون من أوضح خصائصها كما يرى نقادها ناألسلوب املهووس ابلتفاصيل فالنساء ال يهملن تفصيلة واحدة يتمكن من تذكرها ألنكل التفاصيل هلا عالقة إبحساسها بطبيعة ما حدثن )1(. وميكننا إمجال ما سبق ابلقول أبن احلدث الواسع )الروائي( يف املرحلة التقليدية قد جاء على صور ثالث: احلدث الواسع ابنتقاالته السريعة املتباعدة متثله قصةنأنت شيوعينوقصةنمسألة كرامةن واحلدث الواسع الذي ميثل مشاريع روائية لكنها مفككة البناءكما يف قصةنلعنة الكأ"ن وقصةنخطيئة زينبن وقصةنالدنيا اجلديدةن نوإنسان ئائعن احلدث الواسع الذي ميثل مشاريع روائية متماسكة البناء متثلها قصةناألرض اي سلمىن وقصةننبضات قلبن وجيمع تلك القصص من حيث البنية أهناكادت ختلو من حلظة التنوير يف هنايتها وذلك هو اجلوهر املميز بني أن يكون القاص يكتب قصة قصرية أو أنه خيتصر رواية طويلة يف صفحات قليلة ولذا ف ن الرواية كما يقول رشاد رشدي نميكن أن تنتهي أبي شكل من األشكال ومع ذلك يظل معناهاكامال أما القصة القصرية فيتحدد معناها بنهايتها أي بنقطة التنوير الا يربز فيها الكاتب معىن املشهد أو املوقف الذي يصورهن )2(. Suzanne Juhasz. Towards a Theory of form in Feminist Autobiography, ) 1 ( in"women-sنننق ال Autobiography: Essays in criticism عن خريي دومة: رواية السرية الذاتية اجلديدة )قراءة يف بعضنرواايت الكاتباتنيف مصر التسعينيات( القاهرة ولة كلية اآلداب جامعة القاهرة اجمللد 63 العدد 1 يناير 2003 م ص ( 2 ) رشاد رشدي: مرجع سابق ص 113.

89 - 2 احلدث املفكك: ونقصد به احلدث الذي تنبين عليه القصة القصرية يف وحداهتا الثالث حبيث تبدو هذه الوحدات عن الوسط والنهاية أو تكوننالنهاية مفتعلةنوغري منطقية أو غري مرتابطة كأن تكوننالبداية منفصلةن )1( أن يكون الوسط غري متناسب مع البداية والنهاية فال يشكل حلقة مقنعة ذات انسياب منطقي وترابط يشد وحدات القصة ببعضها. واحلدث يف هذا النوع من القصص -وإن جاء كما نصنفه هنا مفكك ا- ميثل مرحلة متقدمة يف فهم القاصني لطبيعة النوع القصصي فتقل فيه األحداث املتسعة زمنيا وتركز فيه القصة على عدد قليل من الشخصيات ولكن ما يزال يشوهبا شيء من التفكك يف البنية القصصية. ومثال ذلك فيما ميثلنالبداية املنفصلةن قصةنبقية حسابن )2( أل د وفوظ عمر حيث تبدأ القصة بوصف مطول للمنزل والعائلةناملكونة من ثالث عشرة نسمة وهي تسري هنا وهناح فيوحي ق هذا املنظر أنين أعيش حق ا يف )السوأل الطويل( وهذه السرر املبعثرة املهرتئة احلبال الا تشغل ثالثة أرابع املنزل.. وهذه )األكبان( األربعة الا نصبت يفكل ركن منه لبعض أفراد العائلة املتزوجني كل هذا يف منزل حيوي )از ن( و )دارة( فقط.. هذا عالوة على أرض املنزل املكتظة بشىت القاذورات وبراز األطفال والا أكل الزمان عليها وشرب.. كل هذا يضاعف من سخطي على احلياة فتتزاحم يف رأسي شىت األفكار وآالف األسئلة.. ملاذا ن أصحاب هذه األرض ومالكها نعيش فيها عيشة التقشف واحلرمان بينما الضيوف ميرحون يف منازل فسيحة فخمة وهزة بكامل وسائل السكن احلديثة.. ومنازلنا ن على األصح ال ميكن أن تعيش فيها إال احليوا نت م..ن)ص 61(. ( 1 ) استفد ن يف هذا التوصيف من دراسة حسن البنداري: فن القصة القصرية عند جنيب وفوظ القاهرة مكتبة األجنلو املصرية د 1988 م. ( 2 ) أ د وفوظ عمر: قصةنبقية حسابن ص

90 هذه البداية الا تتحدث عن املكان وضيقه والعيش فيه واملقارنة بينه وبني مساكن األجانب توحي أبن املوضوع سيكون مرتبطا هبذه البداية ولكن احلدث الذي تركز عليه القصة بعد ذلك اتلف ويبدأ ابلضبط من منتصف القصة حني يلزم الراوي )األ ن/املتكلم( الفرا بسبب املرض ومل يستطع الذهاب للعمل فيغيب ثالثة أايم وعندما يرجع بعدها إىل عمله الذي يديره أحد الكتبة األجانب يستقبله املديرنبسيل من األسئلة واالحتجاجات العديدة الا ليس هلا هناية.. وأخذ ميطر بوابل من أقذع السباب.. ضاراب بكراما عرض احلائط ومل أحتمل ذلك فثارت اثئريت.. ومل أمتالك شعوري فدفعت عين بعض السباب.. وهنا فقط قال إنين )مرفوت( وإن بقائي يف اإلدارة أصبح يف حكم املستحيلن)ص 63( أييت يف اليوم التاق ويستلم بقية حسابه لتنتهي القصة بعودته مبكرا إىل منزله وسؤال األم له عن سبب العودة فيقول:نورفعت رأسي ببطء وقلت هامسا: أ ن و اي أمه خرجت من الشغل وهذي بقية احلساب.. وبسرعة نكست رأسي حىت ال أرى اتساع عيين أمي.. ويدها وهي تدأل على صدرها من فر الدهشةن)ص 63(. وبذلك جند أن البداية على الرغم من طوهلا مل تكن مربرة وال مرتبطة ببنية القصة بشكل يفيد احلدث الحق ا وهنا يظهر التفكك يف تلك البنية الا يفرتض أن تكونكلكلمة فيها ذات وظيفة وأةية حيث أن القصة القصرية ال وال فيها للزايدة فالزايدة غري املربرة يف هذا الفن اخلالص نقص يف القيمة الفنية. ويتمثل احلدث املفكك يف قصص هذه املرحلة -أيضا- يفنالنهاية املفتعلةنوالا قد تبدو غري منطقية مبا يتناسب وبنية القصة نفسها من البداية والوسط ورمبا مبا يتناسب أيضا مع منطقية الواقع الذي تلتزم به القصة التقليدية نألن وتوى وهناية قصة قصرية موجزة -كما يقول إخينباوم- ةا حلم حلم ودم دم - 90-

91 بدايتهان )1( وهذا النوع من احلدث املفكك بنهاايته املفتعلة يظهر يف عدد من قصص املرحلة سنقف على لعبد سامل ابوزير تتمثل البداية يف ت ذ ك رنأم اخلرين-الا اوزت الستني مثال هلا يف قصةناملتسللونن )2( من عمرها- أحداث الليلة املاضية األليمة حيث تتذكر زوجها الذي خرج ابألمس بعد داع أصوات الرصاصنليدافع عن قريته وليفتدي ثورته الا أطاحت ابمللكية الباغية فقتله املتسللون.. قتلوه ألنه شيل كبري ال يقوى على القتال..ن)ص 24( عرفت أم اخلري كل ما حدث لزوجها من الشاب النبيل الذي يقود القرية والا يذكرها بولديها اللذين سافرا إىل احلجاز يبحثان عن عمل ليقتاات منه تتواىل األحداث فيعاود املتسللون اهلجوم على القرية وتطلب أم اخلري سالحا لتقاتل به وتصر على أن تدافع عن القرية وتثأر لزوجها نوأخذت ترسل نرياهنا إىل هؤالء املتسللني فتحصدهم حصدا ومل ميض وقت طويل حىت حلقت الطائرات يف داء القرية وأخذت متطرهم سيال من قذائفها النارية فقضت على معظمهم وفر الباقون على وجوههم..ن)ص 26( إىل هنا يكون الربط بني البداية والوسط متماسكا ومنطقيا ولكن أييت االفتعال يف النهاية حني تقرتب أم اخلري من منزهلا بعد أن هدأت املعركة وقد بل منها اإلعياء مبلغ انوما زال الظالم يلف القرية وأخذت ختطو يف حذر شديد فالطريق مل تتبني هلا بعد ولكن ما إن قربت من ابب مسكنها حىت تراءى هلا شبح رجلني حياوالن فتح ابب منزهلا وكأهنما يريدان أن يسترتا وراءه ويف ملح البصر صوبت بندقيتها على الشبحني وأطلقت رصاصتني أردهتما قتيلني يف احلال وما إن اقرتبت من جثتيهما حىت صعقتم فلم يكن هذان املتسلالن عرب احلدود سوى ولديها اللذينكا ن مسافرين.. فتوالها ذعر شديد ولكن واحد ا منهما - وكان ال تزال به بقية من رمق - رأى الذعر الذي أصاهبا فتمتم والوطن غري اه م فليس لنا من جزاء ملا اقرتفناه يف حق والوطن غري ااطب ا إايها يف صوت واهن: - ال تبتئسي اي أم املوت من)ص 27(. ( 1 ) اخينباوم: حول نظرية النثر مقال ضمنكتاب نظرية املنه الشكلي مرجع سابق ص ( 2 ) عبد سامل ابوزير: قصةناملتسللونن ص

92 هذه النهاية تبدو مفتعلة من أكثر من جانب أوال : أن الولدين قد خرجا دت قهر الظروف االجتماعية والفقر ليبحثا عن عمل يقتااتن منه -كما يقول النص- فهما مل يهراب بطرا من نعيم ومل يرتكا الوطن ساعة حرب أتيت عودهتما يف تلك الليلة واضحة االفتعال وموهتما بيد األم ال مربر له فلم يقرتفا يف حقها ذنب ا مباشرا وال يف حق والوطنكما يقول االبن ومل يكن يف أحداث القصة ما جيعل القارئ يتوقع مثل هذه النهاية حبيث يقتنع هبا عند وقوعها كما يبدو االفتعال -أيضا- يف عدم منطقية أن امرأة مسنة يف الستني تقوى على ل السالح والقتال يف الليل -رغم شجاعة املرأة اليمنية والريفية دديدا- ولكن الغريب الدقة يف التصويب برغم الظالم على الشبحني برصاصتني ال اثلث هلما ترديهما قتيلني وكأهنا أحد القناصني املهرة كما يظهر االفتعال يف عدم الرتابط بني منكان السبب يف قتل زوجها وبني هذه النهاية املأساوية الا ختسر فيها الولدين بعد الزوج ويكون املربر -يف النص- أنهنال جزاء هلما إال املوت ملا اقرتفاه يف حق والوطننومل تبني لنا القصة جرم ا أو ذنب ا مقنعا يستحقان من أجله هذه النهاية وبيد األم دديدا. يظهر احلشو يف هناية القصة الاكان ميكن أن تنتهي عند املقطع السابق والذي به انتهت القصة ابلفعل ولكن أييت املقطع األخري بال معىن نوهنا رفعت أم اخلري الفجر يف تلك الساعة يغمر القرية بنوره عندما ردد صوت املؤذن قو اي ولجال:.)27 رأسها املطرأل وقد بدأ أكرب أكربن)ص هذه اإلضافة ال تفيد شيئ ا يف بنية القصة وال يف احلدث سوى أهنا افتعال ابحلشو بعد افتعال النهاية وهي كما يسميها شلوفسكي Shklovskyنابلنهاية الوةية الا تتشكل يف العادة من وصف للطبيعة أو الوقتن )1( ويف ذلك مؤشر واضح على غياب وعي القاص الكامل يف هذه املرحلة صوصية ( 1 ) ف. شلوفسكي: بناء القصة القصرية والرواية مقال ضمن كتاب نظرية املنه الشكلي مرجع سابق ص

93 نوع القصة القصرية الا يكون من الطبيعي فيهانالتوقف عند القمة الا ه بلوغهانكما يقول اخينباوم )1(. أما احلدث املفكك غري واضح الرتابط بني وحدات القصة الثالث من بداية ووسط وهناية فيتضح يف اذج قصصية كثرية يف هذه املرحلة أخذ أبرز اذجه يف عدد من قصص علي ابذيب الا دتويها وموعةنممنوع الدخولن )2( ويظهر ذلك التفكك والضعف مبا يشكل ترهال واضح ا يف بنية القصة القصرية يف عموم اجملموعة ابتداء بقصةنممنوع الدخولنالا دمل عنوان اجملموعة مرورا بقصةنحتيا مصرن ونتصبحوا على سياسةن ونالقرارنوغريها وسنقف عند واحدة من هذه القصصكمثال يغين عن البقية ن( - أهنا تصبحون - جند القصة دتوي على 3( ويدل عليها ففي قصةنتصبحوا على سياسة واملفرتض لغة حديث مطول من أحاديث احلياة اليومية فيه رصد مرآوي للحياة يف زمن اخلمسينيات ابإلشارة إىل ظروف املعيشة يف عدن يف ذلك الوقت وحديث عام يف السياسة وهي متثل القصة السياسية املسيطرة على القصص يف جنوب اليمن والا استقر يف األذهان كما يقول عبد احلميد إبراهيم وبنوع خاص يف فرتة اخلمسينيات أن مفهوم القصة يرتبط ابملعركة... فكانت القصة السياسية يف اجلنوب جزء ا من األحداث السريعة تتميز ابالنفعال والتوتر واالنتقال املفاجئ واختفاء الصراع واالحتفاء ابملثالية والبطولة اخلارقة وارتفاع صوت القاص وكأنه خيطب يف وفل أو ينشد أنشودة بطوليةن )4( نوهذا جعل النربة السياسية الزاعقة تغلب على هذه القصصنكما يقول الطاهر أ د مكي )5( لذا ال وجود حلدث ينتظم القصة من البداية وليست ذات فكرة وددة أو واضحة فليس سوى أحاديث كثرية عن كل شيء ( 1 ) اخينباوم: حول نظرية النثر املرجع السابق ص 113. ( 2 ) علي ابذيب: ممنوع الدخول عدن منشورات الصبان وشركاه 1966 م. 1 ( 3 ) نفسه: قصةنتصبحوا على سياسةن ص ( 4 ) عبد احلميد إبراهيم: ألوان من القصة اليمنية مرجع سابق ص ( 5 ) الطاهر أ د مكي: مقدمة كتابناتارات من القصص القصرية يف 18 بلد ا عربي ا القاهرة الناشر مركز األهرام للرتمجة والنشر 1993 م 1 ص

94 وحوار يدور يف مقهى حيتوي عددا كبريا من الشخصيات الا تبل ثالث عشرة شخصية تزدحم هبا القصة إضافة إىل انفتاح احلوار على حضور واميع كثرية من الطالب والعمال العاطلني الذين جيلسون يف املقهى هذه الكثرة يف الشخصيات ويف احلوار الذي يصل إىل حد الثرثرة حول مواضيعكثرية ومنها متابعة الراديو وما يبثه من أخبار حول انسحاب إسرائيل من األراضي املصرية تعليق اجلميع عليه وحديث أ د - الشخصية ا ورية- عن التنظيم وعن الشركات األجنبية وعدم حصول املواطن اليمين على فرصة عمل - كحسني )إحدى الشخصيات( هذه املواضيع بكثرهتا وعدم الرتكيز على أحدها وبسببكثرة الشخصيات ا شورة -أيض ا- أفقد القصة ترابطها وغاب اهلدف عنها فبدت أشبه ما تكون ابلثرثرة الفارغة يف السياسة حبيث يرتاجع احلدث الذي به يقوم بناء القصة ليصل هبا إىل حلظة التنوير الا متيز القصة القصرية عن غريها وهذا ما جعل القاص-كما يقول عبد علواننيضحي ابلعنصر الشكلي على حساب املضمون ويبهت وحدة األثر ويسهب إسهااب قصداي هدفه التثقيف اترة والتوثيق اترة أخرى أو أن التعليم هو الغاية اجلمالية الا تتوخاها القصةن )1( ونتيجة هلذا الرتاجع فقد ظهرت القصة مائلة إىل بنية املقال - أو أي نوع آخر - أكثر منها إىل بنية القصة مبا ميكن أننيشبه خرقة مهلهلةن- كما يقول روبرت لوشر-. )2( ( 1 ) عبد علوان: من مالمح القص عند علي ابذيب مقال ضمن كتابهنالقصة اليمنية املوقف واألسلوبن كتاب إلكرتو صادر عن ندي القصة اليمنية )إملقة( على الرابط التاق: ( 2 ) روبرت لوشر: متوالية القصة القصرية مرجع سابق ص 93.

95 - 3 احلدث املتماسك: ويف هذا النوع تت ابع األحداث وتنسجم يف متاسك أيخذ بعضها بزمام بعض فتظهر فيها القصص ملتزمة ابلبنية املوابسانيةكما يسميها النقاد ذات الوحدات الثالث والا تعد أكثرن وذجية وسيادة وامتثاال للعروض القصصي التقليدين )1( -كما يقول العويف - وتبدأ هذه البنية املثلثة يف الغالب من حلظة هدوء )البداية( يتصاعد خطها تدرجيي ا يف ا اه التوتر واالضطراب )الوسط( هتدأ األحداث يف خط االرختاء )النهاية( وهي بذلك تناظر الوحدات التقليدية املعروفة من املقدمة -العقدة- التنوير وعلى هذه البنية أتيت قصصكثرية يف هذه املرحلة وأتسيس ا على تلك الكثرة أطلقنا على هذه املرحلة مسمى التقليدية ومثة قصص أخرى تبدأ بلحظة اضطراب بدال عن اهلدوء تتبعها ذروة االضطراب حىت تنتهي القصة بلحظة اهلدوء من جديد. تعد القصص الا أتخذ هبذه البنية املثلثة أكثر قصص املرحلة متاسك ا يف احلدث ونضج ا واستيفاء لفهم القاصني ألبعاد هذا النوع األديب وحدوده الفنية. وينقسم احلدث املتماسك يف إطار هذه املرحلة وفقا للبنية السردية املثلثة -سابقة الذكر- إىل قسمني رئيسني يسريان وفق جدلية الرتاث والتجديد يف طريقني على النحو التاق: أ - احلدث املتماسك ذو الطبيعة احلكائية: ومتثل قصص هذا النوع ببنيتها التقليدية احلكائية ما ميثل الرتاث من خالل مفهومنالتثبيتنالذي أطلقناه اصطالحا على ا افظة على الشكل السردي وعدم اخلروج عنه ويظهر ذلك يف القصص الا دمل يف مضموهنا حكاية منطقية هلا بداية ووسط وهناية ال خترج عن السببية يف تتابع األحداث كما أهنا ال خترج عن املفهوم املوروث من أن القاص إ ا حيكي حكاية ما يشد هبا القارئ ويوصله من حلظة البدء حىت اخلتام بطريقة منسابة ومشوقة وكأنه يسأل دومانوماذا حدث بعد ذلك نمبا ميثل جرثومة احلكاية ( 1 ) جنيب العويف: مقاربة الواقع... مرجع سابق ص

96 داخل القصة. وهذا النوع من القصص هو الغالب يف هذه املرحلة متثله قصص صال الدحان ومعظم قصص أ د وفوظ عمر ما عدا قصة واحدة كما تنقسم قصص عبد سامل ابوزير إىل قسمني ميثل األول منهما هذا النوع احلكائي وميثل األخر قصص حلظة التنوير. وأتيت قصص ومد عبد الوقكاملة - على الرغم من نضجها الفين - يف إطار هذه البنية وكذلك ثالث قصص من وموعة علي ابذيب وهي قصةنو قصة اي بوخليلن ونواحد منهمن وناحلاج سيفن ونفس األمر مع الثالث القصص األوىل لشفيقة زوقري وهي قصةننبضات قلبن ونأرملة شهيدن ونانتصر نن. ب - احلدث املتماسك ذو الطبيعة القصصية )حلظة التنوير(: وهذا النوع من احلدث يكون أكثر ميال إىل مفهوم القصة القصرية و ديد ا يف طبيعتهاكنوع أديب يقوم على االهتمام مبا أداهنإدجار آالن بونوغريه من منظري القصة القصرية بلحظة التنوير أو االكتشاف أو وحدة األثر واالنطباع وقد استقرت القصة القصرية يف األدب اإلمريكي ويف مقدمتها قصص بونالا وقد أخذ بنيت على مبادئ: وحدة البناء واألثر الرئيسي عند منتصف احلكاية والنربة القوية اخلتاميةن )1( هذا النوع من القصص القصرية يف البداية ببال اجلدية فأضعف بعض الكتاب من أثر املفاجأة ابستعمال ميوالت هتذيبية أو عاطفية بيد أهنم احتفظوا دائما مببدأ البناء. ويف هذا النوع من القصص - الا متثل خطوة ديدية داخل املرحلة التقليدية ذاهتا يف القصة اليمنية - يظهر حرص القاص يف بناء احلدث على االحتفاظ بلحظة التنوير واملفارقة حىت النهاية حبيث يبين قصته منذ البداية مبهارة وتركيز مرور ا ابلوسط لكي سد حلظة التنوير غاية البناء الفين املتماسك للقصة ( 1 ) اخينباوم: حول نظرية النثر مرجع سابق ص 117.

97 فيقل اهتمامه ابحلكاية لصال القصة املكثفة. وبنظرة عامة ف ننا ال جند مثل هذه القصص لدى صال الدحان وجند قصة وحيدة يف وموعة اإلنذار املمزأل أل د وفوظ عمر هي قصةنأبو ن علينبينما تكثر لدى عبد سامل ابوزيرنحبسه الفناننكما يصفه عبد احلميد إبراهيم )1( يف وموعة الرمال الذهبية كما يف قصةنالسكرانن ونعندما نلتقين ونطريق اخلطيئةنونليلة من عمرين ونال تذكريينن لتختفي بعد ذلك يف قصص كل من ومد عبد الوق وعلي ابذيب وإنكان األخري تغيب يف قصصه احلكاية والقصة مع ا يف معظم قصص اجملموعة وتظهر يف قصة وحيدة يف وموعة نبضات قلب لشفيقة زوقري وهي قصةنممدوحن. ولعل السبب يف ذلك كما يالحف مسعد مسرور نيعود لدى علي ابذيب وجيله إىل عدم القدرة على فهم املقومات األساسية هلذا الفن واخللط بينه وبني األشكال األدبية األخرى مثل املقالة السياسيةن )2(. - 2 بنية احلدث يف املرحلة التجديدية: يسري احلدث يف هذه املرحلة يف ا اهنيكبريين: اال اه األول يبقى يف مدار الرتاث من خالل املألوف السائد يف طبيعة بناء احلدث كما كان عليه يف املرحلة التقليدية وإن كان ينزع إىل اخلروج على ذلك املألوف قلي ال ببعض التقنيات الا سنالحظها أثناء القراءة واال اه اآلخر مييل إىل التجديد بتقنياته املستحدثة وفيما يلي قراءة لبنية احلدث يف ا اهيه: ( 1 ) مقدمة اجملموعة ص 5 وينظركتابهنالقصة اليمنية املعاصرةن مرجع سابق ص 66. ( 2 ) مسعد أ د صال مسرور: الواقعية يف القصة اليمنية القصرية من عام م أتصيل ونقد رسالة دكتوراه )اطوطة( جامعة أسيو كلية اآلداب 2006 م ص

98 ا لجتاه األول: التقليدي )الرتاث(: كما الحظنا يف املرحلة التقليدية من اتساع يف احلدث يصل ببعض القصص إىل طبيعة الرواية جند يف هذه املرحلة عددا من القصص يتسع احلدث فيها مبا ميثل رواية متماسكة وذلك كما يف لرمزية اإلراي وقصةنضوء الفجرن )2( قصةنالرهينةن )1( مسن )3( لزيد مطيع دماج. مد صال حيدرة وقصةنخلف الشمس فقصةنالرهينةن-مثال- دكي حياة امرأة مينية تعيش مستلبة يف زمن اإلمام مبا تعانيه من قهر زوجها - شيل القبيلة- ومبا متثل حياة كاملة من قبل الزواج حىت يصبح ابنهانومودنذو الثالث عشرة سنة رهينة لدى اإلمام سجنها لسنوات تنتظره وهي يف سجن أبيه فتحكي قصتها لكل غا ل د ورائح من جوار )النوبة( *** الا حبست فيها كيفكانت تعيش يف قريتها اطوبة لشخص دبه فيمر الشيل مرة ويراها ويطلب الزواج منها وبسطوته أيخذها غصب ا حني ترفض وينكل أبهلها ويرسل رجاله فيشردوهنم فيهرب أخوها وميوت أبوها قهر ا فيجعلها يف داره خادمة ذليلة مقهورة وال يعاملها كزوجة واآلن تنتظر ابنها الغائب الرهينة لدى اإلمام ليخلصها من سجن أبيه ومن قبل حيكي لنا االبن )الراوي العليم( مواقف من حياة أمه وظلم أبيه وزوجاته األخرايت هلا وكيف أخذوه عنوة من بني يديها رهينة لدى اإلمام ابلقوة يف مشاهد طويلة ومتتابعة ومثلها تبىن القصتني األخريني )ضوء الفجر وخلف الشمس...( يف اتساع األحداث وامتداد الزمن. ( 1 ) رمزية عباس اإلراي : عله يعود صنعاء وزارة اإلعالم والثقافة مشروع الكتاب م ص ( 2 ) ومد صال حيدرة: السحب املسافرة بريوت دار ابن خلدون عدن وزارة الثقافة والسياحة 1980 م 1 ص ( 3 ) زيد مطيع دماج: اجلسر بريوت دار اآلداب 1986 م 1 ص *** النوبة: مبىن يشبه املئذنة لكنه أقصر يستخدم للحراسة.

99 كما يظهر احلدث املفكك يف بنية القصة يف هذه املرحلة أيضا من خالل احلشو وكثرة الشخصياتكما يف قصا:ناهلجرة مرتنين وناللعبةنلسعيد عولقي )1( كما يظل حضور القصص ذات النهاايت املفتعلة يف هذه املرحلة واضحا ولكنه أييت ندر ا متثله قصةنمناذج من دائرة ا لنتظارن )2( مد حيدرة وفيها تدور أحداث القصة حول مشاكل شخصياهتا اخلمس الا بسببها جيتمعونكل يوم يفنابرنليتحدثواكثريا ويثرثروا يف قضااي خاصة ومفاهيم عامة عن االشرتاكية والبريوقراطية والتكنوقراطية وغريها ويواجهون مشاكلهم ابلغيبوبة بد ال عن الصحو حىت يفيقوا يف اليوم التاق وقد أثر فيهم موت البحار االسكتلندي الذي سقط يف احلفرة ليلة أمس حني خرج من البار سكرا ن لتأيت النهاية الا مل تكن مربرة أو نتيجة طبيعية للبداية والوسط مبا ميثل افتعاال جيعل ذلك احلدث الشخصيات تفيق ودل مشاكلها بنهاايت سعيدة. كل ما سبق ميثل تراجعا يف مسرية بنية احلدث وميال إىل الرتاث مبفهومنالتثبيتنالذي حيد من تطور القصة القصرية ويشدها إىل الثبات والرتاجع. وجند احلدث املتماسك الذي يعتمد على الوحدات الثالث من بداية ووسط وهناية حاض را يف ع دد من قصص هذه املرحلة التجديدية وبنسبةكبرية ولن نتوقف لديها ولكننا سنرصد جانب اإلضافة فيها أو مبعىن آخر سنرصد واولة التجديد يف بنية ذلك احلدث املتماسك ويتمثل التجديد يف ثالثة أوجه تظهر يف: توظيف احللم وتوظيف احلكاية وتوظيف الرمز. ( 1 ) سعيد عولقي: اهلجرة مرتني بريوت دار الفارايب عدن دائرة التأليف والنشر بوزارة الثقافة والسياحة م ص ص ( 2 ) ومد صال حيدرة: قصةنالسحب املسافرةن ص

100 - توظيف احللم: يف قصةنالوليمةن )1( مد مثىن يتم توظيف احللم كجزء من بنية احلدث الذي يروي حياة أحد املهمشني يف حبثه املتواصل عن الوالئم الا يقيمها األغنياء فيذهب إليها ليسد رمقه بني فرتة وأخرى ويظل يذرع الشوارع يف املدينة والرمال يف القرى الساحلية حبث ا عن الطعام وهو دوم ا مصدود عنهنبسبب مرتدي األحذية اخلشنةن )2( وأييت احللم يف القصة منسجما مع هذا السعي يف البحث عن الوالئم والطعام فيحلمنأبن سلم ا قد ضرب أبطنابه إىل أعماأل األرض وأطرافه يف السماء وقال واحد من املتسولني: يد شرطي ومل السماء تقيم وليمة. صعد إىل السماء وراعه أن السماء ال تفرأل بني البشر فلم ]تطالهه * تشده ذراع أكل بنهم وشرب حبرارةن)ص 11( وقبل أن يهبط حاول أن مي زنبيله ابلفتات ليكفيه وأوالده فتزل قدمه فيسقط فيستيقف من احللم جائعا كما نم وميضي يف الكثبان امللتهبة كمن تعز عليه احلياة مهما كانت مرارهتا ولكنهم بعد أايم وجدوه مصلو اب بني أعماأل الكثبان الرمليةن)ص 13( وهكذا جند أن احللم يوظف متداخال مع أحداث القصة وكأنه حيمل جوهر القصة للرتكيز على فكرة البحث عن لقمة العيش حىت يف السماء الا تقيم وليمة هلؤالء ا تاجني ويلمسون لديها املساواة الا يفتقدوهنا يف األرض ويصبح غاية مسعاهم يف الصحو واحللم هونأن مي زنبيله من الفتاتن)ص 11( وهكذا أييت توظيف احللم ليفتح نفذة للتجديد يف بنية القصة التقليدية ذات احلدث املتماسك. -توظيف احلكاية: يتمثل يف احلكاية اإلطارية القصة داخل هذا اإلطار احلكائي وتظهركتجديد يف بنية احلدث ( 1 ) ومد مثىن: يف جوف الليل القاهرة دار اهلنا 1976 م 1 صنعاء مركز عبادي 2003 م 2 وعلى الطبعة الثانية اعتمد ن ص ( 2 ) ومد مثىن: قصةنالوليمةن ص * سنستخدم القوسني املعكوفني لإلشارة إىل اخلطأ اللغوي أو النحوي يف النص القصصي.

101 مد صال حيدرة حيث تبدأ القصة بدخول أستاذ املتماسك وذلككما يف قصةنالوشم األسودن )1( األدب العريب يف اجلامعة والذي يكتب على اللوحة: عناصر املوضوع ويطلب من الطالب اإلنشاء قائالنأبن لكل منا قصة يف حياته.. والقصص الا تستحق االستماع واحلفف والتخليد هي تلك الا تضم بني صفحاهتا فصوال خارقة للعادةن)ص 57( ليقف طالب من الصفوف اخللفية كان يبدو متقد الذكاء فيقص حكايته وهي قصة الوطن وذكرايت الطفولة ألحد أبناء الثوار واستشهاد أبيه ونضاله وهكذا تدخل احلكاية اإلطاريةكمربر يلتمس القاص به التغيري يف بنية معهودة ملضمون مكرر. لزيد دماج وأما احلكاية الشعبية الكاملة فنجدها يف قصص هذه املرحلة يف قصةنالب د ةن )2( لعبد الكرمي الرازحي وهي تروي حكاية ذات أصل شعيب ولكنها تعيد صياغتها وقصةنرأس التيسن )3( فتأيت أشبه ما تكون إبعادة سرد احلكاية دون أن دمل ديدا أو فكرةكما يف القصة األوىل )البدة( وقد تكون ذات توظيف رمزي أكثر عمق اكما يف القصة الثانية )رأس التيس( وسنقف لديها الحق ا. - توظيف الرمز: أييت مستأثر ا بعدد من القصص الا يكون هلا معنيان: ظاهر وخفي أو بنيتان: سطحية وعميقة ومثاله يف قصةنقراءة للفرح واحلزن يف حياة امرأةن وقصةنالسحب املسافرةنحليدرة )4( ويف قصةنسفر لزيد دماج ويف هذه القصص الرتاب اليما ن وقصةنالبشارةنلعبد الفتاح عبد الوق )5( ويف قصةنامرأةن )6( ( 1 ) ومد صال حيدرة: قصةنالوشم األسودن ص ( 2 ) زيد مطيع دماج: قصةنالبدةن ص ( 3 ) عبد الكرمي الرازحي:موت البقرة البيضاء بريوت دار الفارايب م قصةنرأس التيسن ص ( 4 ) ومد صال حيدرة: السحب املسافرة ص وص ( 5 ) عبد الفتاح عبد الوق: البشارة صنعاء وزارة الثقافة واإلعالم 1985 م ص و ص ( 6 ) زيد مطيع دماج: قصةناجلسرن ص

102 أتيت البنية السطحية لتصف حياة شخصية من الناس ذكر ا أو أنثى يف حني بنيتها العميقة تكون ذات داللة رمزية يف الغالب تعرب عن اليمن إبنساهنا املعاصر أو بتارخيها العريق فمثال قصةنامرأةنلدماج تروي حياة يومية ألحد املوظفني وتتلخص أحداثها يف وصف امرأة يراقبها الراوي كل يوم تتناول فطورها يف حانوت الزالبياء فيصفها مبفاتنها ويبين عاملا من احلب اخلياق معها دون أن حيدثها بكلمة واحدة ويتطور حبه هلا وللمكان الذي جيدها فيه يومي ا وهي لس معهم بينما تقبع النسوة األخرايت إبزاء فتحة الزقاأل العتيق اجملاور اتفيات خلف ستائرهن امللونة وكان يعتقد أهنا دتك به وحده مبفاتنها وهنديها عند دخوهلا وخروجها من املكان فلما وجدها تفعل مع اآلخرين ما ظنه خاص به حاول ترح مكان إفطاره املعتاد إىل غريه لكنها تالحقه يف تنقالته من ابب السباح إىل سوأل امللح فباب اليمن ابب شعوب ليجدها نفسها يف كل مكان يذهب إليه ومن هنا يظهر طابع الرمزية هلذه املرأة الا تتحول يف هناية القصة إىل رمز لليمن هماهلا وطبيعة مفاتنها ويدل عليه نص القصة بوضوح يف قولهنوكم كانت تزاحم خلق وهي خارجة من احلانوت كعادهتا حىت تصل إىل مكا فتزحيين حبركة كنت أشعر أبهنا مل تقصد إاثريت هبا ولكن ذلك تكرر للمرة املائة.. للمرة األلف.. للمرة الدهر واحلقب وهو يتكرر حىت اآلن..ن)ص 90( ويف واولة اهلروب منها ليس سوى رمز للهجرة الا حياول اليمين أن يعاتب هبا وبوبته اليمن الا ال يستغين عنها مهما راوده حلم االغرتاب ف ن حبها يعيده إليها ألن صورهتا ال تغادره حيثما كان أو انتقل. وهكذا تتجاوز القصة يف هذه املرحلة تقليديتها مبا تضيفه إىل بنيتها من تشكيل جديد من خالل الرمز حياول القاص بوعي أن خيرجها من طيه الشكل املوروث املعتاد. وأما احلدث الذي يعتمد على حلظة التنوير والذي أييت امتدادا للشكل التقليدي وميثل النض املكتمل ملفهوم القصة القصرية يف هذه املرحلة فيتحقق يف عدد من القصص داخل كل وموعة على حدة وسنشري إىل تلك القصص ابلرصد إمجاال حبسب ورودها يفكل وموعة على النحو التاق:

103 مليفع عبد قصةنموسم التب األخرين ونواضطرب الطابور فجأةنمن وموعة بكارة العروس )1( الر ن. وقصةنالوليمةن ونحق ن وناألضواء امللونةن ونالنجوم مل تبدد وحشتنانمن وموعةنيف جوف مد مثىن. الليلن )2( حلسن اللوزي. وقصةنمزيد ا من اإلصرارنمن وموعةناملرأة الا ركضت يف وه الشمسن )3( وقصةنثالث حكاايت: 1- بعد الغروب 2- املظهر واجلوهر 3 -الوهم الزائفنمن وموعةنالسحب املسافرةن )4( مد حيدرة. وقصةنصاحبة البيتن وناستغاثة يف مكتب الوزيرن ونحادثة يف الباب اخللفين ونواملالك لرمزية اإلراي. اجلديدن ونأشرفنمن وموعةنعله يعودن )5( وقصةنالبيجامةنمن وموعةنالعم مس ف رن )6( لزين السقاف. لعبد الفتاح عبد الوق. وقصةنثوب العيدنمن وموعةنالبشارةن )7( لعبد الكرمي الرازحي. وقصةنموت البقرة البيضاءن 8 ( 1 ) ميفع عبد الر ن: بكارة العروس عدن مؤسسة 14 أكتوبر 1975 م.ص ص ( 2 ) ومد مثىن: وموعةنيف جوف الليلن ص ص ص ص ( 3 ) حسن اللوزي: املرأة الا ركضت يف وه الشمس بريوت دار العودة 1977 م. 1 ص ( 4 ) ومد صال حيدرة: قصةنالسحب املسافرةن ص ( 5 ) رمزية اإلراي : وموعةنعله يعودن ص ص ص ص ص ( 6 ) زين السقاف: العم مسفر عدن دار اهلمدا م. ص ( 7 ) عبد الفتاح عبد الوق: قصةنالبشارةن ص ( 8 ) عبد الكرمي الرازحي: قصةنموت البقرة البيضاءن ص

104 هذه القصص مجيعا تقوم يف بنيتها على العناية ابملفارقة املدهشة أو ما يسمى بلحظة التنوير أو حلظة األزمة وهذه اللحظة هي اللحظة األثرية للقصة القصرية حلظة الكشفنولذلك تسمى أيضا ابإلشراقاتن )1( حبيث تغدو بنية القصة منذ البداية يف سعي إىل بيان هذه اللحظة وهي ختتلف عما سبق من البنية التقليدية ذات الطابع احلكائي -كما صنفنا من قبل- ألن القصة ذات حلظة التنوير أتيت مركزة وال وجود للحشو فيها فهي بنية متماسكة من أولكلمة فيها حىت الوصول إىل حلظة التنوير بنهاية القصة. ا لجتاه اآلخر: التجديدي: يتمثل التجديد يف بنية احلدث هنا يف أربعة أشكال سارت وفق معيارين كبريين ةا: معيار التماسك والتفكيك يف احلدث من نحية ومعيار الواقعي واخلياق من نحية أخرى وهذه األشكال األربعة هي: احلدث املتوازي وفيه يظهر احلدث املتماسك متاسك ا اتم ا - يف احلدثني املتوازيني مع ا- ألنه مبين على التتابع املنطقي الواقعي واحلدث املتناص وفيه أييت احلدث مفكك ا نوع ا ما هذا التفكك ينت جر اء التناص مع أحداث أخرى )واثئقية أو حكائية أو سريية( وهذا التناص الذي يتخلل احلدث القصصي يفكك متاسك البنية من نحية ومن نحية أخرى يفقد احلدث واقعيته التامة لريبطه فاأل من اخليال التصاله ابحلكاية والسرية الشعبية والشكل الثالث: احلدث الفانتاستيكي يكون مفكك ا يف وحداته بسبب البعد عن منطقية التتابع نتيجة لزايدة عنصر اخليال ولكنه ال حيقق الفانتاستيك املطلق أو ا ض ألن القاص يربر ألحداثه -عن وعي- إم ا ابلشراب وأثره أو ابحللم أو ابلسخرية أما الشكل الرابع: حدث تيار الوعي فهو الذي يتوقف فيه احلدث - إىل ح ل د ما- بسبب تفككه التام -إن جاز الوصف- ولذا فهو ال واقعي وال خياق أيض ا ألنه يهتم بتداعيات النفس غري املرتابطة والا تتألف من هذا وذاح يف ( 1 ) صربي حافف: اخلصائص البنائية ل قصوصة )دورايت( مرجع سابق ص

105 مزي اتلط ولكن هذا الشكل على النحو النموذجي املتمثل يف قصة تيار الوعي يكاد يكون غري موجود يف القصة القصرية يف اليمن ولكننا و ز ا وقفنا على هذا الشكل وأديناه حبدث تيار الوعي لوجود خيط ابهت من احلدث يربط القصة يف تتابعها واآلن نفصل ما أوجز نه على النحو التاق: 1- احلدث املتوازي: وفيه تبىن القصة على حدثني متجاورين متماسكني واقعيني يسريان يف خط متوالز حىت النهاية نيف نسق من التقريب واملقابلة بني وتويني أو سردين هبدف الربهنة على تشاهبهما أو اختالفهمان وهو ما يسميه تودوروف. Tنابلتناوب Todorov مضي فا إايه إىل الشكلني املهمني يف أنواع احلكي وةانالتتابعنونالتضمنينمعتربا هذا النوع من أشكال القصص قد قطع كل صالته ابحلكي الشفوي الذي مل يعرف التناوبن )1( ويظهر ذلك يف قصةنثقوب يف جدار الصمتن )2( حيوا مد مثىن تعقد القصة موازنة بني حدثني متداخلني ابلتناوب من خالل قصة الفيلم اهلندي وقصة خدجية يف ثالثة مناظر تبدأ من حلظة عرض الفيلمنبلكون السينما يف الطابق األعلى يض ابملتفرجات والساعة تشري إىل بدء العرضن)ص 60 ( وخدجية حاضرة مع النساء تتابع عرض الفيلم تتواىل املشاهد وتتوازى معها بطريقة الفال ابح مشاهد من حياة خدجية يف تناغم واضح وتواز حىت النهاية يذكرها مشهد الفاكهة وأكل البطل مع وبوبته ومعابثته هلا حبكايتها مع التفاحة الا أحضرها ذات يوم زوجهانعبيدن وكيف طلب منها غسلها التهمها لوحده وهي تبلع ريقها نهجم على جسدها الصغري كالنسر ينهشه بنهم ابل ةست ببكائية مكتومة: - رجالنا ظلمةن)ص 62 (. ويستمر التوازي يف املنظرين التاليني حبسب تقسيم القصة إىل مناظر ثالثة: يصف املنظر الثا مشهدا للطبيعة يبدو فيه البطل يف حالة فرح يغين ويرقص مع حبيبته وتظهر على الشاشة كلمات احلب T.Todorov: les categories du recit litteraire. communications n ) 1 (.p 140 edi. Seuil. نقال عن سعيد يقطني: القراءة والتجربة حولنالتجريبنيف اخلطاب الروائي اجلديد ابملغرب الدار البيضاء دار الثقافة 1985 م 1 ص 152. ( 2 ) ومد مثىن: قصةنثقوب يف جدار الصمتن ص

106 العذبة الا تقرأ ترمجتها إحدى احلاضرات فتتذكر خدجية كيف ز ف ت إىل بيتنعبيدنقبل عشرين سنة وكيف لوها كدمية صغرية وهي ال تعرف معىن لذلك نفتلقفتها يدا عبيد اخلشنتانكصياد البحر عندما يلتقط دكة وقبل أن تفيق من غيبوبة الذكرايت دسست أبطراف أصابعها موضع اجلرح القدمي... من ضربة احلذاء اخلشنة الا سددها عبيد إىل وجههان)ص 63 (. ويكون املنظر الثالث واألخري أكثر إيقاعا يف تناوب احلدث و اوره بني أفعال البطل يف إنقاذ حبيبته من العصابة وما يعانيه من صعوابت ومغامرة حىت يصل إليها يف قبو بعد أن يفجر ويتخلص منكل أفراد العصابة ويعانقها بقدسية تتذكر مقارنةكل ذلك -وابلتداخل معه يف آ لن- زايرهتا ألسرهتا ذات مرة وكيفكانت تتمىن مرافقة زوجها فال يذهب معها ال حيضر إلعادهتا من القرية وتعودنبرفقة رجل عجوز والصمت والوحشة يلفان الطريق وعواء كالب الرباري املرتددكاألننين)ص 65 (. هذا التوازي بني احلدثني ينجح القاص يف احلفاظ عليه حىت هناية القصة مبا يكسبها ديدا يف البنية مل أتلف مثله القصة القصرية من قبل ومثل هذه القصة يف توازي حدثني وتناوهبما أتيت قصةنليكن مليفع عبد الر ن وقصةنالبحث عن طريق مان )2( حلسن اللوزي جحش ا املدعو حبييبن )1( لزيد مطيع دماج وهكذا تتزايدكتقنية ديدية يف هذه املرحلة. وقصةناجلسرن )3( 2- احلدث املتناص: يعد التناص )4( من اإلجراءات احلديثة يف دراسة عالقة النصوص ببعضها ذلك ألنه ميثلنعالقة ( 1 ) ميفع عبد الر ن: قصةنليكن جحش ا املدعو حبييبن ص ( 2 ) حسن اللوزي: قصةنالبحث عن طريق مان ص ( 3 ) زيد مطيع دماج: قصةناجلسرن ص ( 4 ) مفهوم التناص )Intertextuality( ظل يتبلور منذ أن صاغته جوليا كريستيفان Juliaنيف Kristeva عدة أحباث هلا كتبت بني 1966 و 1967 م وصدرت يف ولا اتل كالنQuel TelنونكريتيكننCritiqueنوأعيد نشرها يف كتابيهانالسيميوطيقان وننص الروايةن ويف مقدمة كتابندوستوفيسكينلباختني ولئن كانت كريستيفا هي الا أطلقت مصطلح التناص ف ن لباختني كما جيمع على ذلك الباحثون فضل السبق يف دليل الظاهرة دون أن يستعمل هلا املصطلح نفسه وال أية كلمة روسية تقابله راجع : ومد عنا : املصطلحات األدبية احلديثة

107 حضور متزامن لنصني أو أكثر داخل إطار نصي واحد سواء حرفي ا وتنصيص ا أو ابإلشارة كما يف االستشهاد والتضمني وهو أبسط أنواع التناص وأكثرها وضوحا بينما يتسع مفهومه كما يرصده وليد اخلشاب مستفيدا من كريستيفا - ليشمل عالقة معىن ومضمون وأثر ونتائ خطاب ما منطبعني يف نص مغايرن )1( وذلك أكثر أنواع التناص عمق ا ويظهر يف املعىنكنتيجة إمجالية وسواء أكان التناص على سبيل االستشهادنوالتضمنينأم من حيث املعىن ف ن له وجوده يف قصص هذه املرحلة ففي قصةنرأسان يف ئربة سيفن )2( حلسن اللوزي يتم تضمني حدث من وثيقة -كما يسميها - بعنوان جانيب يف بناء القصة هذا احلدث املضمن كوثيقة اترخيية مرتبط بنسي القصة العام فحني تقوم أحداث القصة على سيد حياة إنسان اثئر يف زمن اإلمام يتوقع يف صحوه ومنامه أن يسقط رأسه بضربة سيف بيد العكفي )احلرس اخلاص لإلمام(نالذيكان إنسا ن طيبا ورقيقا فعصبوا عينيه رقة سوداء.. وحشوا صدره ببهارات احلقد.. حىت دولكائنا آخر ق د من حجرن)ص 99( يتوقع سقو رأسه ألنناإلمام أقسم ألبيه أبنه سوف ي سقط رأسني يف ضربة سيفن تتداعى صور الشهداء يف طابور النضال الوطين ولكنها متتد لدى القاص يف بعدها التارخيي والرمزي إىل أفق أكثر عمقا حني يتصوركل الشهداء يف ساحة واحدة وهو معهمنأوثقو ابلسالسل العمياء وجرجرو فوأل أمي األرض وحني أوصلو إىل ساحة اإلعدام يف امليدان الفسيح مل تباغتين الفجيعة وأ ن أرى مئات الرؤوس اجملندلة.. امللقاة على األرض..كان بني الرؤوس اجملندلة رأس احلسني نفسه.. خيرج اآلن من داخله رأس جديد آه أهذا رأس علي بن الفضل أعرفه جيدا كما أعرف نفسي هاهو خيرج اآلن منه رأس اللقية.. خيرج من رأس اللقية رأس ا د م ه شم...ن)ص.)99-98 هذا التداعي الرمزي لصور الشهداء يقف وراء اهلدف الوطين للقصة من حيث تصوير رموز من الشهداء منذ احلسني ) ( علي بن الفضل أحد الثوار على األئمة قدميا ناللقيةن أحد الثوار املعاصرين وبطل انقالب عام 1955 م هذا الزمن واحلدث املتعاقب أييت يف بنية القصة على شكل القاهرة الشركة املصرية العاملية للنشر لوجنمان 1997 م 2 ص 47. ( 1 ) وليد اخلشاب: دراسات يف تعدي النص القاهرة اجمللس األعلى للثقافة )الكتاب األول( د م ص 15. ( 2 ) حسن اللوزي: قصةنرأسان يف ضربة سيفن ص

108 كابوس ينتهي ابليقظة ويطلب الراوي من زوجته أن تضمه وتدثره حني يصل إحساسه إىل الذروة برؤيته لرأسه يقطع واجلثث تتساقط بعضها فوأل بعض يف طابور طويل -وفيه إشارة إىل من قتلهم اإلمام أ د من الثوار بعد عام 1948 م- و لكن هناية القصة أتيت مباشرة تعلو فيها نربة املناسباتية وذلك ما هبط من مستواها الرمزي يف األخري حني يقولناحتضنتين ودثرتين بلحم جسدها الساخن كاألرغفة الطازجة واخلارجة من فرن اآليت.. من بعيد بعيد جدا من حيث ال تقطع الرؤوس وأتيت أفراح سبتمرب.. الثورةن)ص 101 ( والقصة فيها حداثن: حدث معاصر يف زمن الثورة يتناص مع حدث اترخيي أييت مضمنا يف بنية القصة كوثيقة اترخيية تربط بينهما املشاهبة بني زمن اإلمام اجلديد وزمن إمام آخر قدمي مارس نفس الفعل تقول الوثيقة - معتذرين عن اإلطالة يف التضمني-:ندرح موكب املطهر إىل مدينةنموكلنعاصمة آل الطاهر ومقر سلطاهنم وكان هبا زهاء ألفني وستمائة شخص ق ت ل منهم ثالمثائة شخص كصدمة أوىل وأ س ر الباقني عن آخرهم فأمر املطهر بضرب أعناأل ألف شخص من األسرى.. وكان يؤتى هبم زمرا.. فتضرب أعناقهم بني يدي املطهر وهو راكب على بغلته حىت غمر الدم حوافر البغلة.. أمر كل أسري أن حيمل رأسا من رؤوس القتلى.. وأرسل اجلميع إىل والده يف صنعاء.. فكان لدخوهلم صنعاء وقع عظيم ورهيب مل يعهد مثله يف الزمن احلديث والقدمي.. وملا وصلت األسرى إىل املقام اإلمامي ضربت الرؤوس وسقط ألفا رأس يف ضربة واحدة.. انتهت الوثيقةن)ص 100 ( هذا احلدث - بغض النظر عن واقعيته ومصداقيته التارخيية من عدمه - يتناص مع حدث القصة وخيدم نسيجها الذي يريد القاص تصويره وهي بذلك تقنية ديدية يف هذه املرحلة تعتمد على عرض حد ل ث متنا لص مع حدث آخر قدمي أييت هنا تضمينا دون اإلشارة - ابلطبع - إىل مصدر هذه الوثيقة وليس ذلك مما يعين مبدع القصة فهو ال يؤر ولكنه يستعني ابلتاريل لتأكيد فكرة القهر ونظام احلكم اإلمامي ابلرتكيز على أحداث معينة فيه. وإذا كان التناص التضميين قد جاء م وظ ف ا للتاريل كما يف القصة السابقة ف نه أييت موظ ف ا

109 للحكاية الشعبية كما يف قصةنرسالة إىل أمن )1( مد مثىن تلك احلكاية الا دمل عنوانناللص الشرير واحليوان الطيبنوالا دكيها األم لولدها يف طفولته أبحداثها الا تتلخص يف سريها املتعانق مع بنية القصة -الرسالة- الا يكتبها إىل أمه من غربته ويسرد هلا حكاية حلم رآه ابألمس هذا احللم يتناص مع احلكاية الشعبية احلاضرة يف ذهنه دوما وهو يعيد سردها مذكرا أمه هبا ومتذكرا كلماهتا يف كل حلظة وملخص احلكاية يف وحداهتانأن ل صا شري را قو اي يسرأل اجلوهرة يف الا خيتزهنا احليوان الطيب أعماأل بطنه ينام الليل ويف الليل يدب عرب الظالم... ويقذف اجلوهرة من ابطنه وسط احلقل فيهتدي هو على ضوئها ويسري الناس واملسافرون ويسمر العشاأل على ضوئها.. ومع الفجر أيخذها يف بطنه من جديد يعود من حيث أتى وينام النهار.. ت ر ص د ه الل ص الشرير.. وكبس على اجلوهرة بكومة من الطني حىت انطفأ ضياؤها أطبق عليها وفر هبا.. ف ت ش عنها احليوان الطيب يف الصحراء وجاب الرباري وملا مل جيدها انفجر من احلزنن)ص (. هذه احلكاية أتيت م ن ج م ة يف بنية القصة ومتداخلة مع نسيجها ويعيد الرجل/ الراوي ألمه تفسري معناها وقد ك رب وش ب عن الطوأل وفهم ليكتشف أن اللص الشرير ليس قواي كما كان يتصوره ولكنه ماكر وضعيف و نن نحه القوة والقدرة من خوفنا وجبننان)ص 119 ( حيكي ألمه حكاية احللم واجلري وراء اجلوهرة ذات الداللة األعمق لتدل على احلياة وحقيقة السعي وراء الدنيا والغربة جلمع املال وحب اإلنسان المتالح املعرفة املتمثل يف هذه اجلوهرة كل ذلك تدل عليه قصة احللم واجلري وراء اللص الذي أخذ اجلوهرة واجلميع يلهث وراء احلصول عليها ومير الزمننخيط التجاعيد يف وجوهنا وتنغرس أشواح الوهن يف عيوننا نركض وجنوع... ولكن ذلك مل يفقد ن القدرة على األمل والركض حىت النهاية رمبا أسقط هنا أو هناح بال حراح ورمبا ميوت البعض منان)ص 121 ( هذا اجلري املتواصل ي ر اق ب عرب النوافذ وشرفات املنازل من النساء واألطفال والشيو وفيه إشارة واضحة إىل غربة اليمين وسعيه املستمر وانتظار ( 1 ) ومد مثىن: قصةنرسالة إىل أمن ص

110 أهله لعودته تعرب عنه حكاية احللم الا تستمر يف تصوير حالة السباأل وجهد الناس يف متابعة اجلوهرة ألخذها من اللص وحني ينتهي هبم املطاف إىل واصرة اللص يقف فيهم شاب ذكي خطيبا ويطلب منهم العفو عن ذلك الرجل -كعادة العرب عند املقدرة - وأيخذ اجلوهرة منهنويقلبها بني يديه ويرمي هبا إىل أعلى يستعيدها يف فرح وينطلق وهو يقول: هذه هي اجلوهرة سأعيدها للحقل. ويف ريبة أخذت أعيننا تشيعه وهو يضيع يف دروب الطريق لعله لص آخرن)ص 125 ( هكذا تستمر احلكايةكما يستمر احللم والسعي الذي ال ينتهي وتظل النهاية مشرعة على أفق الرمز واستمرارية احلياة ويبىن احلدث متناص ا مع احلكاية يف ترابط ومتاسك يكسب القصة مجاال ورمزية يف آن واحدكما ي ب ني عن قدرة قاص ي هذه املرحلة التجديدية على التعامل بصنع ل ة ومتك لن من بناء قصصهم حبرفية ومهارة منفتحني على املوروث الشعيب ليوظفوه ويعيدوا صياغته من خالل معناه وليس فقط من خالل تضمينه حرفيا أو نصيا وهذا ما حققته هذه القصة وهي دمل من حيث املضمون داللة رمزية فاجلوهرةكما يقول القاص نفسهنأقصد اجلوهرة الضائعةنالثورةنبصريح العبارة هذه اجلوهرة الا سرقها بعض أبطال نوفمرب منا... أما ن فقد ذهبنا مجاعات وأراتال نبحث عنها يف احلفر واملدارج والنتوءات حىت وجد نهان )1(. وكما ه توظيف احلكاية الشعبية هنا فقد وظفت قصةنالقوي واألقو ن )2( لسعيد عولقي السرية الشعبية من خالل التناص مع معناها العام مبا تدعو إليه من فكرة اخلالص من القهر يف استنهاضها واستلهامها لشخصية البطل اإلجيايب -كما سنعاجله يف الفصل القادم- ولكن ما يهمنا هنا هو التناص مع احلدث ذي البنية السريية وهو ما دققه هذه القصة الا تروي أحدااث بطولية يقوم هبانمخيس العفيفينكبطل يدافع عن وطنه ومل خيضع للمستعمر اإلجنليزي واستطاع بعدد قليل من رجاله ال يزيد عددهم عن مخسني رجال أن يقض مضجع ضبا القيادة العليا الربيطانية يف مستعمرة عدن بل ووصلت ( 1 ) ومد مثىن: شهادةكاتب على نفسه ولة الثقافة اجلديدة ص ( 2 ) سعيد عولقي: قصةنالقوي واألقوىن ص 33.51

111 أخبارهم إىل أروقة وزارة املستعمرات يف عاصمة اإلمرباطورية الربيطانية هذه األحداث يرويها رالو يشبه راوي السرية هونعبده تشوتيهنوجيعلها مفتتح أداره قبل أن حيكي بطوالتنعنرتةنونأيب زيد اهلالقناللذين ال يقل عنهمانمخيس العفيفينبطولة وقدرة مبا يصوغه عنه كل يوم من بطوالت ومغامرات وتروي القصة يف وملها حدثني كبريين يسريان يف تواز وكم يف القصة وهي بذلك متثل مرحلة متقدمة يف بناء احلدث املتوازي ويف نفس الوقت املتناص هذان احلداثن ةا: حدث دفاعنمخيس العفيفينورفضه للخضوع للمستعمر والسالطني وكيف استطاع أن ي كو ن جيشا صغريا يقاتل بفدائية فتبدأ حلظة احلدث روج كتيبة من اجلنود املستعمرين إىل اجلبال الا يتوقع وجوده فيها وقد وضعوا اخلطة العسكرية لإليقاع به واعتقاله أو قتله تتقدمهم فرقة انتحارية يوقعون ميس يف الفل ويتبادلون إطالأل النار فيقتلون عددا كبريا من أصحابه ويصمد هو ومثانية أشخاص معه يتقدم العدو فريفض مخيس االستسالم ويدعوهم لالشتباح ابلسالح األبيض )اجلنايب( لكنهم أيسرونه ويذهبون به يرسف يف األغالل إىل السلطان يرغمونه على الركوع فريفضنلن أركع أ ن مل أركع ملخلوأل مثلي قط ويبصق يف وجه السلطانن)ص 44 ( جيلد ويعذب لكنه يصمد يف بسالة مبين ا أنه األقوى ااطبا السلطان بقوله:نأ ن أقوى منك. نعم متلك السالح واملال والسلطة واألتباع لكين أقوى منك تستطيع أن تقتلين نعم. لكنك ال تستطيع أن تقهر وترغمين على الركوع لذلك أ ن األقوىن)ص 46 ( ميوت مخيس بني يدي زابنية السلطان ويدفن يف مكان وهول ويسجن من بقي من رجاله. هذه األحداث تتوازى يف بنية القصة مع أحداث كثرية من حياة راوي القصةنعبده تشوتيهنالذي تصوره لنا القصة منذ الطفولة وكيف كان يعمل أجري ا يف منزل التاجر اهلندوكي وأيخذ أبوه أجرته أتخذها أمه بعد موت األب حىت تتزوج وتنقطع أخبارها وحني يشب أيخذ أجرته لنفسه ال يعرف له أسرة وال بيتا غري بيت ذلك اهلندوكي ويصبح بسبب معرفته ابلقراءة أحد رواد املقهى وراويته مبا يقرأه هلم من بطوالت عنرتة بن شداد وأيب زيد اهلالق وحني بلغته أخبارنمخيس العفيفينأصبح ال يستهل أمسياته -111-

112 إال هبا ودول ذلك البدوي اليمين البسيط إىل بطل ال يقل شأ ن عن عنرتة وأيب زيد وأصبحت حكاايته أفضل مفتتح تبدأ به والس السمرنوكلما ارتفع شأن مخيس يف عيون الناس.. ]كلماه أوغل عبده يف نس األساطري البطولية من حوله ومن شدة تعلق الناس هبذه الشخصية آمن عبده تشوتيه نفسه هبا.. و سدت يفكيانهكله.. ووجد نفسه دون أن يدري يتعامل معها يف خيالهكما يتعامل العبد مع معبودهن)ص 43 44(. ويتحد مصري الراوينعبده تشوتيهن مبصري بطله املقاوم لالحتاللنمخيس العفيفين حني مينع من قبل ا قق املمثل للسلطة )اجلمعدار حسني( من رواية حكاايت مخيس و اصة بعد أن قتل لكنه يستمر ويرفض الصمت فيعذب حىت املوت وهو يكرر ماكان قد قاله مخيس عن فكرة القوة فيقول ااطب ا معذبيه:نتستطيعون قتلي نعم. لكنكم ال تستطيعون قهري تلك هي القضية لذلك فأ ن أقوى منكمن)ص 51 (. هذه النهاية لكال البطلني ذات داللة مهمة يف بنية القصة ا كمة البناء الا دكي -بواقعية- قضية املقاومة يف زمن االستعمار وتبدو واقعية القصة يف هنايتها مبوت الرجلني قتال لكنها تستمد بذلك ما ترغب يف سيده من أثر بفكرة الرفض ومقاومة القوة مبا هو أقوى وهو الصمود وعدم الرضو حىت ولو كانت النتيجة هي املوتكنهاية منطقية. وهبذا تكون القصة قد جنحت يف بنيتها مبستوايهتا املرتاكبة من حدث متواز من نحية وتناص مع معىن السرية الشعبية بروحها وفكرهتا من نحية أخرى فتنس مجيعا يف متاه خيرج لنا قصة متميزة على مستوى البنية واملضمون معا وهي بذلك متثل مرحلة التجديد يف مستواه األكثر تعقيدا ومهنية مبا ميثل فهما لدى قاصي املرحلة لفكرة التجديد يف بناء القصة وممارسة ذلك التجديد ابقتدار.

113 - 3 احلدث الفانتاستيكي: يعرف جاح فوازين.J Voisine احلدث الفانتاستيكي إبجياز أبنهنالغريب أو املضاد للواقعن )1( بينما يبسط شعيب حليفي القول ويوضحه أبنهنحدث يستطيع أن ميتص األسطوري والفولكلوري والرمزي والشعري.. فاحلدث الفانتاستيكي يبحث عن تنويعات عدة ختتلف مصادرها وطرأل معاجلتها تلتقي حولنال مألوفيةناحلدث وفوأل طبيعيتهن )2( وقد ساعد على انتشار استخدام مثل هذا احلدث املنا الفين شبه العام للنه التعبريي القائم على أسلوب املبالغة يف تضخيم الشخصيات واألحداث أو دقريها وذلك هن جيل السبعينيات -كما يقول علي جواد الطاهر- منكتاب القصة ذوي النزعات التقدمية منهم بصفة خاصةن )3( ويظهر احلدث الفانتاستيكي يف هذه املرحلة لدىكاتبني اثنني ةا: عبد الفتاح عبد الوق وعبد الكرمي الرازحي وأييت لدى األول مربرا ابلشراب أو احللم كما أييت لدى اآلخر مربرا ابحللم أو ابلسخرية -كما سنرى- ونقصد بكونه مربر ا أبن الفانتاستيك يف احلدث يسبق أو ي لحق بتعليق والع من الراوي أبن ما رآه من أحداث أو عرب عنه سببه أنهكان مثال أو أنه رآه يف حلم وبذلك فدخول الفانتاستيك يف نسي القصة أييت بوعي ومنطقية حبيث ال يصدم القاري أو مبعىن أصح ال يرتح له أفق التوقع مفتوحا فهو بذلك ما يزال يسري يف مدار منطقي. لعبد الفتاح عبد الوق يبدأ احلدث الفانتاستيكي من ففي قصةنالبحر يلفف األشياء القذرةن )4( حلظة انفصال الراوي عن زمالء الرحلة ونزوله - والكأس يف يده - إىل البحر وسباحتهنحىتكلت عضالته و مد الدم يف شرايينه ويبدأ املقطع الثا -نبصاأل امللكةن- ليصف احلدث الفانتاستيكي وقد دفعته ( 1 ) جاح فوازين: ما األقصوصة ترمجة: عبد النيب ذاكر مراكش دار تينمل 1995 م 1 ص 91. ( 2 ) شعيب حليفي: شعرية الرواية الفانتاستيكية القاهرة اجمللس األعلى للثقافة د 1997 م ص 120. ( 3 ) علي جواد الطاهر:تعريف ابلرواية والقصة اليمنية ولة اليمن اجلديد عدد 8 السنة 17 أغسطس 88 م ص 35. ( 4 ) عبد الفتاح عبد الوق: قصةنالبحر يلفف األشياء القذرةن ص

114 أايدي اإلخطبو بعد أن غاص يف البحر لريى عاملا مده شانشع نور إهلي من وجه املرأة اجلالسة على حجلر لؤلؤ لي...كان حشدكبري من عرائس البحر ينظر إق مندهش ا ف ق د م ت إحدى الوصيفات وي و نولتين وارة كبرية كأذن الفيل أشارت آمرة أبن أشرب وتواها تراجعت خطوات إىل اخللف جرت وي طوقتين بذراعيها اللدنتني أطفئت األنوار فقدت بصري من جديد ال أري.. قرعت امللكة جرس الصحو فقدمت منها الوصيفة وةست يف أذنيها.. رمقتين امللكة ابمشئزاز حامت حوق كل العرائس وفرس البحر غريب قذر.. غريب قذر..ن)ص 79 ( ويستمر احلدث الفانتاستيكي يف وصف عامل البحر مربرا ومرتبطا بعامل احلكاايت وحورايت البحر يف وعي القاص بتوظيفه لعامل احلكاايت وهو يقدمها هنا كتجربة خاصة به من خالل نزوله للبحر سكرا ن فيعيش احلدث الفانتاستيكي رابط ا إايه بني الواقعي واخلياق يف بنية وكمة يقصد من ورائها التأكيد على حكمة ما وهي أن ذلك العامل نقي مجيل جيعله مبمارسته اخلاطئة قذرا مفضوحا يف عامل احلورايت وجيب أن يل ف ف ألن األشياء القذرة مكاهنا فوألنكل األشياء القذرة فوأل.. فوألن)ص 80 ( حبسب تعليق امللكة احلورية. -وهو منها- أما احلدث لدى الرازحي فيأيت يف عدد من قصصه بطريقة ملفتة يف عموم وموعةنموت البقرة البيضاءن ويدخل يف نسي تلك القصص م رب را ابحللم حين ا وابلسخرية الالذعة أحيا ن أخرى -كما هو أسلوبه العام ككاتب ساخر يف معظمكتاابته القصصية والشعرية واملقالية - وقد أييت احلدث الفانتاستيكي لديه مرتبطا ابخلرافة وخيال البسطاء من الناس يف تربير أشياء ال يعرفوهنا حبكم عزلتهم عن احلضارة يف إىل جين متخ لف القرى البعيدة حيث يتحول لديهم ار زهرة البائعة املسكينة يف قصةنعام احلمارن )1( يف شكل ار وهو زوجها وأي اعتداء عليه أو على زهرةكما يقولنالفقيه الذي ين ظ ر إليهكخبري يف شؤون العامل اخلفينسيتسبب يف حرب طاحنة بني قريتنا وقرية اجلن ويف هناية القصة متوت زهرة متأثرة ( 1 ) عبد الكرمي الرازحي: قصةنعام احلمارن ص 7 14.

115 هروحها بعد أن رماها األطفال ابحلجارة وسخروا منها بتحريض من الكبار وأييت ارها يف موعده - يوم الثالاثءكما اعتاد - وحيدانوراح يدور يف نفس املكان الذي اعتادت زهرة أن لس فيه لبيع دجاجاهتا كان ينهق بشكل متواصل وبصوت مؤمل مييل إىل البكاء وملدة ثالثة أايم ظل احلمار ينهق ويدور يف نفس املكاننوأتيت النهاية الفانتاستيكية والساخرة معانوفجأة وفيما كان قرص الشمس امللتهب يتوارى اتفيا وراء قمم اجلبال... حدث هرج ومرج وراح الناس - وقد اشرأبت أعناقهم - يتدافعون هنا وهناح ويصرخون مذعورين أكرب طار احلمار.. لقد كان يوما ال ينسى.. وحىت اآلن مازال أهاق قريتنا يتذكرون ار ز ه ر ة الذي طار واختفى بني الغيوم وما زالوا يؤرخون لكل شيء هبذا العام الذي يسمونه عام احلمارن)ص 14 (. يستمر التربير اخلرايف للحدث الواقعي التارخيي فحني ضربت الطائرات ويف قصةنالطيور الغريبةن )1( العسكرية الربيطانية عددا من قرى ومدن مشال اليمن ف ن أهل إحدى هذه القرى -كما تروي القصة - يفسرون ذلك احلدث الغريب بطريقة فانتاستيكية وفقا لتفكريهم األسطوري املستمد من ثقافتهم القدمية من عامل احلكاايت أبهنا طيور غريبة وخيتلفون يف دديدهانفيقول فقيه القرية إنه طائر الغضب وقال فالح م س ن : إنه سلطان اجلراد بينما انتشرت رائحة االختالف بني رجال القرية كانت النساء قد اتفقن على أنه طائر املوتن)ص 32(. وهكذا حيو ل الرازحي احلدث الواقعي إىل حد ل ث فانتاستيكي من خالل زاوية الرؤية الا ينظر هبا هؤالء الناس بتفكريهم اخلرايف املسيطر عليهم. وكما رأينا احلدث الفانتاستيكي يف القصتني السابقتنينعام احلمارنونالطيور الغريبةنم رب ر ا ومرتبط ا ابخلرافة واخليال الشعيب لسكان القرية البسطاء ف ن احللم يف قصص أخرى للرازحي أييت م رب ر ا للحدث ( 1 ) الرازحي: قصةنالطيور الغريبةن ص

116 الفانتاستيكي ويبدو ذلك واضحا من خالل العنوان أوال -كعتبة أوىل للنص - وذلك يف مثل قصةنحلم فقصةنحلم مزدوجنتقوم على حدثني متداخلني لعاملني وفضائني: مزدوجن وقصةنكوابيس الرازحين )1( عامل احللم وعامل الواقع وفضاء أمريكا وفضاء القرية يربر ذلك التداخل تقنية توظيف احللم ولوال احللم ملا أمكن للمتلقي أن يتقبل هذا القفز بني الفضائني بطريقة متداخلة ومستمرة أييت احلدث الفانتاستيكي يف تصوير العامل اآلق يف أمريكا حبركة الوقاته من بشر وكائنات فالبعوض ذري والذابب إلكرتو والفئران زجاجية وحىت رجال اجلمرح آلينينوحني أ ىن أحدهم لتفتيش حقيبا سقطت من رأسه قملة إلكرتونية ايفة... فقال ق بصوته اآلق: إهنا قملة أمريكية وأضاف وهو يربت علىكتفي ال ختف ستتعود على احلضارةن)ص 61 ( ويتنقل يف شوارع أمريكا لريى رواد املقهى اآلليني ومديرته املرأة البالستيكية تقوده خطواته املذهولةنإىل ول لبيع قطع غيار للنساء البالستيكيات يرى فيه امرأة ختلع ثدييها املهرتئني وتشرتي بدال عنهما ثديني نفرين ومكورين وأخرى ختلع ساقيها الباليني وتضعهما يف برميل القمامة...ن)ص 68 ( هذا العامل اجلافكما يراه القاص يربطه دوما بقريته وسكاهنا الطيبني وحببيبتهنقبولنالا يبكي بني يديها مما شاهده من عامل جاف وهو معكل حدث غريب جيد صورهتا ماثلة أمامهكجمال قريته ولنب بقرهتم البيضاء وأتيت هناية القصة مبينة أن ما رأيناه من عامل غريب مل يكن سوى حلم ويف الصباح حي د ث أم ه وكأنه يهذي أبشياء كثرية فتقول له األم:نأنت على غري عادتك اي ولدي أمريكا هذه سحرتك.. وستسحرح أكثر لو سافرت.. خالص ال تسافر أخشى لو سافرت أن تشرب لنب بقرة الزجاج هذه وتنسى أمك والبقرة البيضاءن)ص 69 (. وهكذا أييت احلدث الفانتاستيكي ممتزجا ابحللم ليعرب عن فكرة يريد القاص بياهنا تتمثل يف آلية احلضارة ودول اإلنسان نفسه فيها إىل آلة أو مجاد مقار ن بني حياة الريف اليمين - دديدا- برباءة أهله ومجال طبيعته وبني عامل احلضارة املتقدم ليته وهي وجهة نظر الكاتب بطريقة ساخرة وصادمة نوعا ما ( 1 ) الرازحي: قصةنحلم مزدوجن ص 56 وقصةنكوابيس الرازحين ص

117 وإذاكان قد صور ذلك وجعل احلي آلة والكائن مجادا ف نه يف قصص أخرى -وابلفانتاستيككتقنية ختييلية مولدة للحدث- الا يؤنسن اجلماد ويشخصه فيخاطبه وحياورهكما يف قصةناألعمى وعصاهن )1( ال تظل ورد عصى ميسكها األعمى بل تتحول إىل وبوبة يبثها حبه وعهده أن ال خيوهنا مع عصى أخرى أو ينساها -بروح ساخرة ف ك ه ة- وأتيت حلظة النهاية الرتاجيدية وةا يعربان الشارع على إيقاع أغنية املوتنكانت العصا الا طارت عالي ا يف اهلواء قد سقطت جثة هوار جثة األعمى كانت اجلثتان اللتان عربات الشارع إىل رصيف املوت تطفوان فوأل بركة راء من الدم ودملقان يف داء املدينة إىل امرأة خضراء داور العمياءن)ص 51 ( وبنفس الطريقة تتحول الشجرة يف قصةنأخيت الشجرةن )2( األوالد ودبهم والقاص من الذكاء واملوهبة مبا ال جيعل مثل هذا التشخيص يقع يف دائرةناالستحياءنكما سده الكتابة ل طفال مبجرد دريك اجلماد والكائنات األخرى ولكنه يعمقه ابلداللة الرمزية فتغدو الشجرة معادال للوطن وليست ورد أخت يريد أن يقول من وراء حوارها موعظة أو يطرح معلومة ولكنه ميتد هبا من حيث الداللة ويتسع وما دل على غصوهنا من أنواع الطيور والعصافري ليست سوى العائدين من غربتهم ليبنوا بيوهتم عليها ويستقروا هانئني يف أعشاشهم. ويتطور احلدث الفانتاستيكي بدالالته الرمزية من خالل دميله هو كابوسي معقد وذلك كما يف قصةناملرأة الزرقاء ومذحبة النوار"ن )3( حيث تغدو املرأة الزرقاء شجرة تطول وتعرض لتعرب بسخرية عن عاملني: متقدم ومتخلف ويف عبثية خيتلط فيها احللم ابلرمز يف تشابك عجيب كما يقول نص القصة:نحلمت املرأة الزرقاء املتكئة على حائط ظهرها بطائر يدس منقاره املشتعل يف فمها اخلاق من األسنان ورأت يف احللم بطنها وهي تنتفل وتتكور فأجهشت ابلبكاء واهنمر من عينيها سيل من أطفال األرصفة العميان وخيل إىل املرأة الزرقاء أن جسدها يطول ويعرض ويستحيل مدينة من دورين يف الدور ( 1 ) الرازحي: قصةناألعمى وعصاهن ص )2( الرازحي: قصةنأخا الشجرةن ص ( 3 ) الرازحي: قصةناملرأة الزرقاء ومذحبة النوارسن ص

118 األعلى يسكن أ نس بال رؤوس يف بيوت بال سقوف مسيجة هبراوات تلبس عمائم وبرانيط ويف الدور األسفل تسكن هبائم برؤوس بشر وذيول قرود..ن)ص 75( إنه عامل ممسو مشوه حيمل دالالت كثرية يفتحه احلدث الفانتاستيكي على أفق من تعدد املعىن. وال يقف األمر يف رمزيته - يف هذه القصة- عند حدود احللم بل يتجاوزه ويستمر يف اليقظة فندخل من حدث غريب يف احللم إىل مسل آخر أكثر غرابة يف اليقظةنواستيقظت املرأة الزرقاء من احللم ف ذا هي شجرة يف رصيف مرصوف بنوارس مهشمة املناقري والدم ينزف من جذعهاكأهنا امرأة فاجأها احليض وتكتشف املرأة /الشجرة أهنا عارية بال نوارس تغطي عورهتا فرتكض مذعورة بال قدمني صوب حائط البحر يتبعها حشد من أطفال األرصفة العمياننهنا تتحول الشجرة إىل معادل للوطن ونوارسها ليست سوى اليمنيني يف ركضهم الدائم صوب البحر يف رحلة اهلجرة األزلية لكنه هنا أييت بذكاء ومكر سردي حيسب للرازحي كقاص ساخر وعميق يتخفى يف دالالته السياسية الرمزية بذكاء لغته اجملازية وحدثه الفانتاستيكي ولعل املقطع التاق من القصة فيه من النقد السياسي الالذع ما يدل على ذلك الذكاء السردي الذي يطرح فيه القاص آراءه حبرية متخذ ا من احلدث الفانتاستيكي وجاء وأفق ا فني ا نمن بني أشجار اللهب العمالقة خرج قرد راح يكرب ويتعملقكان القرد يزحف يف شوارع املدينة ملتهماكل ما يف طريقه من بشر وعرابت وأعمدةكهرابء من دكاكني وعمارات... وبدأ القرد وقد استقر يف أعلى الشجرة يعطس حبماس أمام قبيلة من القرود.. والقرود تقاطع عطسه ابلتصفيق احلار واهلتافات العالية ويف ختام عطاسه التارخيي شأ القرد الكبري فكان أن دوت الساحة الغرباء بتصفيق وهتافات قبيلة القردة الا اندفعت هائجة...وراحت متحالفة مع قبيلة الغرابن ختوض معركة طاحنة ضد ما تبقى من عائلة النوارسن)ص 76(. وبذلك استطاع عبد الكرمي الرازحي أن يستخدم احلدث الفانتاستيكي ابقتدار متخذا منه أبعادا رمزية ملا يريد التعبري عنه وعلى يديه أصبح هذا احلدث رافدا ديداي مهما يف هذه املرحلة

119 حدث )تيار الوعي(: 4 أتيت قصص هذا الشكل قليلة جد ا - إن مل نقل إهنا ندرة - يف هذه املرحلة حبيث ال ميكننا الوقوف مع التجاوز عن الشرو قليال سوى على قصتني ةا:نأعباء رسالةن )1( حلسن اللوزي لسعيد عولقي وةا دمالن مالمح تيار الوعي الذي يبتعد هبما عن البنية القصصية ونالكرنفالن )2( التقليدية لكنه -كما يقول خريي دومة نمل ينقلب هبا إىل البنية املضادة كانت ال تزال هناح إمكانية ما الستعادة هذه القصص وحكيها... يف هذه القصص درجات متفاوتة من تكسري التتابع السبيب واحلكي اخلطي حبيث ميكن اعتبارها مرحلة وسطى تتضمن درجات متعددة بني القصة التقليدية الا تلتزم التزاما واضحا بتتابع األحداث ودخوهلا يف وذج )بداية وسط هناية( مهما تنوعت تقدميات اخلطاب هلذه العناصر والقصة املضادة الا عمدت إىل التخلي عنكل هذا والتخلي عن اإلحساس ابلزمن اخلارجي وهذا الذي جعلنا نعدها من قصص الالحدث وفق هذا التوصيف وقيمته يف بناء النص القصصين )3( ويقدم فيها وإذاكان لتيار الوعي تقنيات قدمية تقليدية تتمثل يفنمناجاة النفس والتحليل الداخلين )4( الوعي على و منطقي ومنظم وقد استخدمته بكثرة قصص هذه املرحلة واملرحلة التقليدية ولكن تقنياته احلديثة والا تتمثل يف املونولوج الداخلي بنوعيه املباشر وغري املباشر واالنطباعات احلسية والدراما الذهنية أتيت ندرة يف قصص هذه املرحلة فال جند منها سوى هاتني القصتني وةا ال خترجان عن املونولوج الداخلي فتستخدم قصةنأعباء رسالةن املونولوج الداخلي املباشر بضمري املتكلم يف حني تستخدم قصةنالكرنفالناملونولوج الداخلي غري املباشر بضمري الغائب وحبسبنةفرينيف التفريق بينهما ف ن ( 1 ) حسن اللوزي: قصةنأعباء رسالةن ص ( 2 ) سعيد عولقي: قصةنالكرنفالن ص ( 3 ) خريي دومة: تداخل األنواع يف القصة املصرية القصرية مرجع سابق ص 192. ( 4 ) أحالم حادي: مجاليات اللغة يف القصة القصرية قراءة لتيار الوعي يف القصة السعودية م بريوت الدار البيضاء املركز الثقايف العريب 2004 م 1 ص

120 املونولوج غري املباشرنيقدم فيه املؤلف الواسع املعرفة مادة غري متكلم هبا ويقدمهاكما لو أهناكانت أتيت من وعي شخصية ما هذا مع القيام إبرشاد القارئ ليجد طريقه خالل تلك املادة وذلك عن طريق التعليق والوصف وهو خيتلف عن املونولوج الداخلي املباشر أساسا يف أن املؤلف يتدخل فيه بني ذهن الشخصية وبني القارئن )1(. أتيت قصةنأعباء رسالةنللوزي ذات املونولوج الداخلي املباشر بتداعيات وأفكار تتأمل يف الذات واحلياة وتنداح متفرقة يف بنية القصة الا يظهر فيها وخيتفي خيط قصصي ميكننا تلخيصه -حبسب معيار خريي دومة- يف أنه أحب وفشل يف حب ابنة شيل القبيلة الذي رفضه فتأتيه احلبيبة لرتكع أمامه تتوسل وتبكي تطلب منه اهلرب معها لكنه يظل صامتا ولكن هذا اخليط الباهت يكاد خيتفي وسط سيل التداعيات الكثرية والا ال يربطها حدث واحد يف وملها ولكنها تتابع يف ذهن الراوي وتتوالد بطريقة تتداخل فيها اجلمل حىت دون عالمات ترقيم فاصلة -كهذا النص-:نقليلون هم الذين حني يسخرون يتحطمون فلماذا أكون أ ن منهم هذا ما قرأته يف مرآة تكسرت وكنت شديد االعتداد مبا تعكسه ف جدد حيايت أطري إىل دنيا بعيدة أسافر أقرأكتااب جديدا أتناول وجبات اتلفة...ن)ص 52 ( تزداد هذه حبسب يوسف نوفلكنقطة التداعيات ومتضي هبا القصة دون رابطكما تظهرنالالزمة اللفظية املوظفةن )2( انطالأل شائعة تتكرر يف النص مثان مرات هذه الالزمة هي لفظتا:نامللل والسأمنوالا ديل ابستمرار إىل جو نفسي مأزوم ال جديد فيه يغري راتبة احلياةنتفاقم امللل والسأم مد احلياة علها راكدة العفن أيكل جوانبها ميكنين أن أتنبأ حبال الدنيا بعد مئات السنني حوق مرآة األمس مثل اليوم... واحلياة هي هي إال أن امللل والسأم قد قضيا علينا وهكذا يفعالن مع غري نكانوا قبلنا أو أتوا بعد ن..ن)ص 53 (. وقد يعود ظهور ا اه تيار الوعي لدى حسن اللوزي إىل طبيعة إنتاجه املتنوع بني الشعر والقصة وذلك ألن قصة ( 1 ) روبرت ةفري:تيار الوعي يف الرواية احلديثة ترمجة: ومود الربيعي القاهرة دار غريب د 2000 م ص 66. ( 2 ) يوسف حسن نوفل: القصة بعد جيل جنيب وفوظ القاهرة دار املعارف د. د. ت ص

121 تيار الوعي كما يقول ليون إيدل نقريبة ج دا من الشعر ألنكاتبها ال ميلك إال وسيلة واحدة يستطيع أن خيلق عمله الفين هبا وهذه الوسيلة هي الكلماتن )1(. وأما قصةنالكرنفالنلسعيد عولقي ذات املونولوج غري املباشر ف هنا تظهر من خالل شخصيةنعم صخرنالشخصية الرمزية املعربة عن شخصية اليمين املناضل الذي أفىن عمره يف الدفاع عن الثورة وتعرض للجوع وللسجن واألمل من أجلها هاهو ميوت يف سجنه منفردا دون أن يشعر به أحد واحتفاالت عيد الثورة على أشدها هذا هو خطها السردي ملخصا يف حني بقية أحداث القصة تبدو غري مرتابطة أو متتابعة بسبب تيار الوعي الذي جيعلها عائمة ممتدة يفكل زمن وبال زمن أحيا ن تظهر متفرقة يف ذهن عم صخر يرويها لنا ضمري الغائب حينا أو حييلنا عليها ليرتح عم صخر يظهرها بصوت األ ن حينا آخر ناستسلم عم صخر ل رأل.. وأخذ جيمع التب ويلعق ورأل الشام ليعد لنفسه لفافة تب يرحل هبا إىل أعماأل نفسه لينبش فيها ركام الذكرايت بني أطالل املاضي كأ ا مل يكن حليايت مطلع الذكرايت البعيدة يف القرية يف زنزانة السجن يف املدينة واإلصرار.. اإلصرار على احلياة يف القرية ويف الزنزانة.. والقمر يبزغ وأيفل وال يوحي بشيء..ن )2( وهكذا تستمر األفكار والذكرايت يف تداعيها بال رابط وكأهنا هلوسات وموم ولكنها تعرب عن أزمة الشخصية وصدمتها يف الواقع الذي مل يقدر هلا فعلها الثوري والنضاق فتنتهي حياتهكما تنبأ هبا األب من قبل وعاشها وهي تتحقق معه اآلننسوف تبتلع السجون دائما أشرف الناس وميضي اللصوص يف الشوارعن)ص 56 (. وهكذا ميثل الالحدث أو )تيار الوعي( تقنية ديدية يف هذه املرحلة على الرغم من قلة استخدامه لذلك ف هنا مل تكتمل فتشكل ما يعرف بقصة تيار الوعي الا لو وجدت بشروطها املعروفة ملثلت نقطة تطورية و ديدية وسوبة يف خط سري القصة القصرية اليمنية ولكننا ل سف مل جندكاتبا يعتين هبا حق ( 1 ) ليون إيدل: القصة السيكولوجية ترمجة:ومود السمرة بريوت منشورات املكتبة األهلية 1959 م ص ( 2 ) سعيد عولقي: قصةنالكرنفالن ص 56.

122 عنايتها وال ندري السبب على وجه الدقة يف غياهبا الذي قد يرجع إىل صعوبتها من نحية أو إىل االهتمام مبشاكل اخلارج/ الواقع املتعثر قبل مشاكل الداخل/ الذات ويشري املقال يف حديثه عن زيد دماج أحد قاصي هذه املرحلة التجديدية مبا يؤكد ما نذهب إليه أبننالقاص غري مهتم مبتابعة األشكال أو االنبهار أبساليب التعبري القائمة على تيار الوعي أو الالوعي ألنه مشغول مبا هو أهم مشغول برصد إيقاع احلياة املتطورة سلب ا وإجيااب وهذه املهمة عله يبتعد عنكل ما يبدد مالمح الرؤية ويفتت العالقة بني فن القصة وأبعاد الواقع ومعطياتهن )1( وقد يرجع الغياب -أيضا- إىل أن ميداهنا األول هو الرواية ابتساعها فال تتحمله القصة القصرية ويشري بعض الباحثني إىل أن الصورة النموذجية املثالية للرواية النفسية املعتمدة على تيار الوعي مل تتحقق بشكل اتم حىت يف وال الرواية ويف الرواية العربية بوجه خاص فلم نر روايةكاملة تكتفي هبذا األسلوب فحسب بل ال بد من مظاهر متنوعة ألساليب أخرى )2( وعلى الرغم من ذلك ف ن املسلم به لدى النقاد أبن أسلوب تيار الوعي ارتبط وما يزال ابلرواية وفيها جيد متنفسه وحقل اربه و لياته وهو ما يضيق عنه شكل القصة القصرية املتسم ابلرتكيز واالقتصاد واملعتمد مضمو ن-كما يقول العويف نعلى املوجية الشعورية والالشعورية ال علىنالتيارناملسرتسلن )3( وعلىكل حال ف ننا ال نستطيع اجلزم أبن قاصي هذه املرحلة مل يكو ن على وعي هبذا النوع القصصي املعقد ويدل على ذلك -ولو بشكل بسيط- وجود القصتني السابقتني وقد يرجع السبب يف الغياب - إضافة إىل ما تقدم- إىل سيطرة النموذج التقليدي للقصة وغلبته على هذه املرحلة أيضا وألن قوانني القصة القصرية اخلاصة ال دتمل ما يف تيار الوعي من فيضان وتور وما وجد نه يف هاتني القصتني من مالمح تيارية علنا نرصدها كخطوة تطورية يف مسرية بنية احلدث يف هذه املرحلة على الرغم من أهنا مل ترأل هبا إىل أن ( 1 ) عبد العزيز املقال: مقدمة وموعةنالعقربنلزيد مطيع دماج بريوت دار العودة 1982 ص 9. ( 2 ) ينظر :عبد الرحيم الكردي: الراوي والنص القصص القاهرة مكتبة اآلداب د ص ( 3 ) جنيب العويف: مقاربة الواقع.. مرجع سابق ص 535.

123 متثل ظاهرة مستقلة ذات حضور واضح. - 3 بنية احلدث يف املرحلة التجريبية: من أكثر توصيفات البنية التجريبية اختصارا ما يذهب إليهنانريكي امربتنمن أهنانهي الا هتدف إىل البعد عن الرتكيبة املنطقية... وفيها يتم القيام مبخالفات حادة لقواعد النمو وترتيب الزمان واملكان مع نوع من الطباأل بني الوعي واملادة من نحية وكذا وجود رؤى سحرية للواقع واتساقها مع دوالت الشخصيات ابنقالهبا إىل ضمائر فوضوية من نحية أخرىن )1( ويقصد ابلضمائر الفوضوية تعدد وجهات النظر وتكاثر الضمائر السردية يف اجلملة الواحدة أحيا ن وجيمل أحد النقاد خصائص التجربة القصصية يف قطر عريب هو املغرب مبظاهر التحول يف البنية و التجريب وذلك يفنتكسري العروض القصصي بوحداته املوبسانية املعروفة وعدم أو قلة احتفاهلا ابملادة احلكائية واحلبكة القصصية.. واندايح اجلملة السردية والوصفية على عواهنها بال ضوابط حكائية ملموسة ومتماسكة وبال تفرقة أو متييز بني الشعري والسردي وبسيولة لغوية متحررة تفتقد الكثافة والرتكيز...ن )2(. ومفهوم التجريب يف هذه املرحلة يقصد به ما دققه الكتابة القصصية من انزايح عن السائد السردي يف املرحلتني السابقتني التقليدية والتجديدية وما تنجزه من اوز للعروض القصصي التقليدي مبا ميكن رصده واستبيان معامله ومفهومنجي ر بن-كما يرى سعيد يقطني- معناهناستخدام أدوات جديدة وإدخال عناصر جديدة وغري معتادةن )3( هذا اجلديد وغري املعتاد هو ما نريد الرتكيز عليه يف هذه املرحلة ( 1 ) امربت مرجع سابق ص 100. ) 2 ( جنيب العويف: القصة املغربية الت راكم الكمي ودوالت الكتابة القصصية حبث ضمن كتاب )أصوات وأصداء( وقائع األايم األوىل للقصة القصرية إعداد: أ د بوزفور وآخرون الدار البيضاء وموعة البحث يف القصة القصرية ابملغرب كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ابن مسيك 2001 م 1 ص ( 3 ) سعيد يقطني: القراءة والتجربة مرجع سابق 24.

124 مع بيان اجلانب الرتاثي أيضا يف مسرية القصة لتتضح ثنائية التضاد الا تقوم دراستنا على فرضية جدليتها و در اإلشارة هنا إىل نقطة مهمة نقداي واترخيي ا وهي تساؤل قد يربز يف هذا املقام مفاده أن التجريب كتقنية وتطبيق قد ظهر يف التجارب األدبية العربية يف أواسط السبعينيات فلماذا أتخر يف اليمن حىت هذه املرحلة من التسعينيات م فما حققته املرحلة التجديدية السابقة مل يصل إىل درجة ريبية من خالل االنزايح وتكسري العروض القصصي. ما ميثل جوااب ولعل يف ما ذكره عبد العزيز املقال من إشارة ذكية يف معرض تقدميه إلحدى اجملموعات القصصية ملثل هذا التساؤل حيث يقول:نوإذا كانت القصة القصرية يف عدد من األقطار العربية قد بدأت يف تقدمي اذج مستحدثة ينشغل هبا القاص كما ينشغل معها القارئ ابملعادالت التقنية واإلشكاليات النا ة عن الصياغة ف ن القصة اليمنية القصرية ما تزال بعيدة عن الوقوع يف إشكاليات من هذا النوع ألن كل اإلشكاليات النامجة عن أساليب التقنيات الكتابية ال توجد سوى يف حالتني اثنتني: إحداةا يتوقف وجودها على ظهور مستوى من التطور يصل معه شكل احلديث إىل حد التصادم احلاد مع الشكل األحدث منه ويتوقف ظهور احلالة الثانية على غياب القضااي واالكتفاء ابإلسراف يف الثرثرة اللفظية واالفتعال يف الوصف واال اه و ا اوالت الشكلية حبثا عن لقب املغامرة وختلف اجملتمع اليمين وقسوة معا نته جيعالن القاص اليما ينصرف عن الدخول يف معارح االستحداث واملغامرات الشكلية وإن كان انصرافه هذا قد أوقع جوانب من إنتاجه الفين أحيا ن يف اجلفاف الفكري واملباشرةن )1(. وهكذا ف ن اهتمام القاص ابلواقع ومضامينه املصريية قد انعكس على صياغته الفنية واإلبداعية عموما بتقدمي األولوايت فلم ي س ع إىل ما أداه املقالنابملغامرات الشكليةنقبل أن ي صف ي تركته الثقيلة من ( 1 ) عبد العزيز املقال: مقدمة وموعة البشارة لعبد الفتاح عبد الوق ص 18 وأعاد نشرها يف كتابهندراسات يف الرواية والقصة القصرية يف اليمن مرجع سابق ص

125 القضااي االجتماعية والتخلف فكانت القصة - حبسب فهم املرحلة- إحدى وسائل تلك املعاجلة وحني استقرت األمور اجتماعيا وثقافيا وثبتت أقدام التجديد يف البنية واملضمون القصصيكان على القاص يف املرحلة التسعينية أن يبحث عن األجد وأن يسعى إىل التجريب. وميكننا أن نرصد مالمح بنية احلدث القصصي يف هذه املرحلة يف ووريه: الثابت )الرتاث( والتجرييب )التجديد( وذلك من خالل تتبع احلدث يف عودته إىل التقليدية والتجديدية ويف نزوعه التجرييب وذلك على النحو التاق: أو ل: احلدث التقليدي: على الرغم من نزوع احلدث إىل التجريب يف هذه املرحلة -كظاهرة غالبة - إال أنه ال ختلو وموعة قصصية من وجود القصص ذات البنية التقليدية املعتمدة إما على البنية احلكائية وإما على حلظة التنوير ولكن ما مييز هذه القصص يف هذه املرحلة هي لغتها الا متيل إىل اإلجياز يف سرد احلكاية ببنيتها املثلثة لعبد الكرمي غا كما أن ألفراح الصديق وقصةنأشيائي الصغريةن )2( كما يف قصةنحكاية تفاحةن )1( طبيعة احلدث نفسه يف هذه القصص يكون موجزا ال حشو فيه. ومتيل القصص األخرى -املبنية على حلظة التنوير- إىل اللغة اجملازية يف صورة مكثفة ذات طابع يقرتب من الشعرية يف لغة هذه القصص وإنكان اجلانب السردي ما يزال هو الغالب يف تتابع البنية املنطقية وسيطرة السرد على الشعرية يف قصص هذا النوع الا أتخذ حيزا واسعا من نتاج هذه املرحلة ولكثرهتا سنشري إليها إمجاال ومنها: قصةناملرأةنألفراح الصديق وقصةنفرح الر ان القد وانكسارات يف أحالم ةية ومحامة فوز واشتعا لت حبجم الرائحة وجمانا الصخرةن مد عبد الوكيل جازم )3( ( 1 ) أفراح الصديق: عر البنات صنعاء اهليئة العامة للكتاب 1999 م. 1 ( 2 ) عبد الكرمي غا : عندما أكل الرصيف مؤخرة حذائه صنعاء مركز عبادي 2003 م. 1 ( 3 ) ومد عبد الوكيل جازم: حجم الرائحة صنعاء مركز عبادي و ندي القصة )إملقه( م.

126 وقصةنحاجز ومطر ووابل دم وأنانهلدى العطاس )1( وقصةن ل ةتلف ارتعاش ا يف النباخيتن مد أ د عثمان )2( وغريها. وليست البنية يف هذه القصص تقليدية متاما ولكنها تتلمس جوانب التجديد من خالل اللعب يف زمن السرد حبيث يقوم على خلخلة ترتيب احلدث يف التنويع بني االستباأل واالسرتجاع مبا يكسر - ىلإ حد ما- منطقية العروض القصصي وراتبته والقاص يعمد بذلك عن قصد إىل هذا التنويع حىت ال يقع يف تقليدية جافة ملا يكتب من قصص حديث يف زمن اتلف من أهدايته ضرورة التطوير يف األساليب ميثل ذلك ومد الغريب عمران )3( يف قصةنمر نفالقصة ذات بنية حكائية تقليدية لكنها ت ق دم مبهارة من خالل اللعب الفين يف زمن السرد بني الفال ابح واحلاضر وحبيث تبدأ القصة من الوسط جيعل األحداث تتعاقب بطريقة متداخلةكحركة بندولية اترة يف املاضي وأخرى يف احلاضر حىت تنتهي القصة وسنقف عند تفصيل الزمن السردي يف فصل قادم. ومثلها أتيت قصةنحسناء طب من السماءنلسامي الشاطيب )4( حبيث تبدو يف مشاهد أحداثها كأهنا غري مرتابطة يتداخل زمنها السردي مبا يتو ه القارئ لكنها دتفف بلحظة الربط الا تتضح مع حلظة التنوير يف هناية القصة. وأما القصص الا هتتم بلحظة التنويركبنية أساسية ألحداثها دون امليل إىل التجديد أو التجريب على اللغة فتظهر يف عدد من قصص هذه املرحلة نذكر منها على سبيل املثال قصةنقا اليهودنللغريب 2001 م 1 ص ( 1 ) هدى العطاس: ألهنا صنعاء مؤسسة العفيف الثقافية م. ( 2 ) ومد أ د عثمان: الفراغ املقابل صنعاء مركز عبادي 2002 م. 1 ( 3 ) ومد الغريب عمران: الظل العاري صنعاء اهليئة العامة للكتاب 1999 م. 2 ( 4 ) سامي الشاطيب: األنوات صنعاء مركز عبادي و ندي القصة )إملقه(

127 عمران وقصةناآللية املناسبة املتناسبةنلوجدي األهدل )1( ومعظم قصص وموعةنت ق ش ر منيمنلنادية )2(. الكوكبا اثنيا: احلدث التجرييب: يظهر التجريب يف احلدث يف هذه املرحلة يف وورين رئيسني األول: يتمثل يف وجود حدث ولكنه خيرج عن مألوف احلدث التقليدي يف واقعيته ومنطقيته ويظهر يف ثالثة أنواع هي: احلدث الفانتاستيكي واحلدث اخلرايف واحلدث الكابوسي وا ور اآلخر يتمظهر يف الالحدث ومعناه توقف احلدث املعروف يف بنية القصة ليتيح الفرصة بدرجة أكرب حلضور اللغة بنوعيها: املسهبة واملوجزة فتظهر القصة يف لغة التداعي اجملازي واللفظي إبسهاهبا وسيولتهاكما تظهر يف الطرف املقابل يف لغة التكثيف واإلجياز الذي يصل هبا إىل حد الومضة والا تنقسم بدورها - حبسب استقراء النصوص - إىل ثالثة أقسام هي: قصة الومضة الشعرية )األقصودة( وقصة ومضة الفكرة وقصة الومضة الكاريكاتريية وسيتم تفصيل ذلك يف مقاربتنا للنصوص يف ما يلي: 1 ( 1 ) وجدي األهدل: رطانة الزمن املقماأل صنعاء اهليئة العامة للكتاب 1998 م. 1 ( 2 ) ندية الكوكبا : ت ق ش ر غيم صنعاء إصدارات وزارة الثقافة والسياحة )ثالث واميع قصصية يف كتاب واحد( 2004 م

128 احملور األول: احلدث: احلدث الفانتاستيكي: 1 حني وقفنا على احلدث الفانتاستيكي يف املرحلة السابقة رأينا أن القاص كان يربر له إبحدى طريقتني: إما احللم أو اخلروج عن الواقع من خالل توةات الشراب الا خترج العقل عن طبيعته وهنا- يف هذه املرحلة - جند أن الفانتاستيك يف بناء القصص ال حيتاج إىل تربير أو أن القاص ال حيرص على تقدمي مربر ألحداثه فنحن أمام ما ميكن تسميته ابلفانتاستيك ا ض وجلوء القاص يف هذه املرحلة إىل احلدث الفانتاستيكي ينسجم مع االهتمام العام للتجريب الذي يسعى كما يقول ومد برادة - إىلنالنزوع لتكسري قوالب الواقعية الضيقة والبحث عن طرائق للرتميز ومترير االنتقادات االجتماعية والسياسية والدينيةن )1( وذلك ما يتناسب مع روح العصر ومع السعي إىل توليد واقعية جديدة نفالعامل املعاصر -كما يقول شعيب حليفي أتيت ردود أفعاله من عمق الكائن وهي اخلوف والرعب وحىت اجلنون وأعراضه االمتساخات الشاذة وهي أشياء تول د رعب ا وإدهاش ان )2( والفانتاستيكي Fantastic -كما يعرفه تودوروف - وت رج م عنه مبفهوم العجائيب نهو الرتدد الذي حيسهكائن ال يعرف غري القوانني الطبيعية فيما يواجه حداث فوأل طبيعي حسب الظاهرن )3(. هذا اإلدها املختلط ابلرعب أحيا ن الذي يقدمه احلدث الفانتاستيكي هو أحد الروافد املهمة يف التجريب القصصي وقد فطن إليه القاصون اليمنيون ولعل ومد الغريب عمران من أهم من استخدمه مدركا أةيته يف بنية القصة فوظ فه يف عدد من قصصه ويف وموعة الظل العاري ول الدراسة جند ( 1 ) ومد برادة: مقدمة كتاب تزفيتان تودوروف: مدخل إىل األدب العجائيب ترمجة: الصديق بوعالم القاهرة دار شرقيات 1994 م 1 ص 9. ( 2 ) شعيب حليفي: شعرية الرواية الفانتاستيكية مرجع سابق ص 38. ( 3 ) تزفيتان تودوروف: مدخل إىل األدب العجائيب مرجع سابق ص

129 فيها ثالث قصص ذات أحداث فانتاستيكية وهي قصةنأمين ونكفن الليلن ونقبلةن وتوظف هذه األخرية مثال حدث املوت بطريقة فانتاستيكية نوجز حدثها فيما يلي:نوقف سكان القرية على شكل مستطيل حول فم قرب جائع... استعد احلاضرون إلنزال جثماننجناةن.. انطلقت صرخة أحدهم وهو يزيل أغطية اجلنازة: - ال شيء...مم أين امليتة م صمت اجلميع نظروا إىل فوهة القرب يبحثون عن جواب أللف سؤالن )1(. هذه البداية املدهشة املرتبطة ابختفاء اجلثة يرتتب عليها تصعيد احلدث الفانتاستيكي الذي سيحركه وجودنعزرائيلنكشخصية أساسية يف القصة حبركته يف ظالم الوادي وأبخذه جلثماهنا وحركاته الغريبة املدهشةنانسحب هبدوء حىت ابب املسجد حيث استطاع دديد موقع جثماهنا أخذ يتأملها يف حزن وارتعش جسده... نبتت يف جوفه غصة حبجم العدم.. هنض بصعوبة وعاد مهروال إىل أطراف الوادي بعيدا حيث ال يسمعه أحد هناح.. استطاع أن يصر بكل قواه.. )ص 81(. هكذا جيسد لنا القاص احلدث وتتحول شخصيةنعزرائيلنإىل شخصية وبوب ف قد حبيبته تلبسه اسم املوت ولكن استمرار الفانتاستيك أييت منذ عودة عزرائيل مرة أخرى وقد استجمع قواه بعد أن بكى ومترغ يف الرتاب سكت هنض وا ه عائد ا و املسجد طى متسارعة مل يعد خياف من أحد وقف عند ابب املسجد ممسكا مقبضناجلنبيةناهلدوء يعم املسجد الصغري.. انطفأت الشموع واحدة تلو األخرى خطا و جنازهتا يف حذر مد يديه المس وجهها األصفر قبلها..ن)ص 81( متضي األحداث يف تتابع يبدو منطقيا لكنه يف إطار الفانتاستيك ملعاجلة معىن وجودي يتمثل يف قضية جوهرية مقلقة وهي املوت حني يستمر عزرائيل - بداللة االسم املرعب يف ذاته - يف حديثه معهانكيف ترتكيين ( 1 ) ومد الغريب عمران: قصةنقبلةن ص 79.

130 أنسيت عهد ن م أود أن أموت معك أو أن تنهضي معين)ص 82 ( يستنهضها للذهاب معه وأخذ يزيل ما تبقى على جسدها من أغطية - وهنا نعود إىل البداية وسبب غياب اجلثة - فهل هو إمعان يف الرعب بعد املوت فيكون اختفاء اجلثة وذهاهباكما يقول النص مع عزرائيل -كشخصية -نقذف ابخلرأل البيضاء وقد وقفت إىل جواره أعاد ترتيب األغطية علىنالقعادةنتشابكت أيديهما استدارا خارج املسجد يسابقان طلوع الشمس..ن)ص 82(. وهبذا ميثل احلدث الفانتاستيكي بنية ريبية يربط بني الواقع واخليال متخذا امليتافيزيقي املتمثل يف املوت -هنا- موضوعا للقص فتنفتح به على آفاأل التوقع وعالمات التأويل غري ا صورة ليرتح فينا أثر الدهشة الفنية كما أننا كي الفانتاستيكي - حبسب شعيب حليفي- ال ميكن أن يكون إال رعبا مبا أنه يعرب عن عامل آخر يوضح لنا تضاريس العامل الذي ياه ونعيشهن )1(. احلدث اخلرايف: 2 ميكن أن ميثل امتدادا للفانتاستيك مبعناه الواسع ولكنه يقرتب من اخلرافة أكثر من خالل ميداهنا اخلصب وهو احلكاية الشعبية مبا تكتنزه من رموز ذات داللة وإحياء جديد ملعاجلة فكرة ما وهذا هو الذي جعلنا نفرده هنا ولعل توظيف هذا احلدث بطريقة ريبية يف استيحاء روح احلكاية الشعبية وتفجري رموزهاكغطاء وكم وذكي لتمرير االنتقادات االجتماعية والسياسية هو ما حيقق التجريب يف هذه املرحلة وقد جنحت فيه إىل حد بعيد- أروى عبده عثمان يف وموعتهانحيدث يف تنكا بالد النامسن )2( و اصة يف أربع قصص يف اجملموعة هي: قصةنكيف استطا محادي األفلاب أن ابجلن مربطا ن وقصةنجرجوف مدينتنان وقصةنشبيك لبيكن وقصةن دث يف تنكا بالد النامسن حبيث تقومكل 2003 م. 2 ( 1 ) شعيب حليفي: شعرية الرواية الفانتاستيكية مرجع سابق ص 39. ( 2 ) أروى عبده عثمان: حيدث يف تنكا بالد النامس صنعاء مركز عبادي

131 قصة على حدث خرايف حلكاية شعبية ولكنها دمل داللة جديدة ذات بعد سياسي أو اجتماعي ومتتزج بواقع جديد تذوب فيه معامل احلكاية القدمية حىت تكاد تتماهى مع القصة فيما ميكن أن يطلق عليه ابحلكاية اجلديدة فاحلدث يف قصةنجرجوف مدينتنانأييت معتمدا على بنية احلكاية الشعبية حكايةناجلرجوفن ولكنها دمل داللة عميقة حيث ترمز إىل الظلم فاجلرجوف الذي كان يف احلكاية وحش ا خرافيا هو يف القصة شخصية اتلفةنفجرجوف مدينتنا دائم األزرة هبندام أطلس أملس وأهل مدينا ما زالوا يشك ون من ماهية ذلك الشيء الذي يظل يهتز خلفه عند مشيته وخيالئه أهو ذنب أم شيء آخرن )1( وإن كان ما يزال حيمل نفس طباع جرجوف احلكاية من مسل وقتل وأكل للحوم البشر لكنه هنا يتحول إىل رمز لكل مستغل يعيث ابملدينة فسادا بل إنه قدنشرخها نصفني وأحال شروخها أشالء.. وقبلها كان قد استهلك خالايها احلية وامليتة عاث بكينونتها فسادا ودمار ا هرأل حكايتها الدافئة بني أقدامه..ن)ص 39( وال ختفى الداللة السياسية من هذه األفعال جلرجوف املدينة املتمثلة يف شرور النفس وأعمال املستغلني يؤكد ذلك خطابهكزعيم يلقي على أشالء الغرفة السابعة -الا خيفي فيها ضحاايه يف احلكاية- خطبتهنانتصب على منرب الغرفة السابعة ليلقي على األشالء رسالته األخرية فتح موسيقى هادئة وبصوت هادئ قال: أما بعد: فمن قلب الغرفة السابعة أهدي لك هذه األمنية أمتىن لك ولزهر تيك كل خري.. ومع وبا..نوهيكلمات منمقة ختفي دتها السم واملوت أييت اخلالص من ع ر ل أل مازال ينبض يف تلك اجلثة وهو رمز للحياة الا تدب يف املرموز له وهو الوطن فكما عادت احلياة يف احلكاية من خالل اخلاه واإلصبع املدفونة تعود هنا أيضا من خالل العرأل النابض الذينكان يف الليل يتجذر ويف الفجر يسقى نفسه ابلدموع والندى ويغين أغنيته احلزينة: وامرمي وامرميه / عروقك يف بري زمزمه/ تصر هاح اإلصبع واخليتمه.. - ونالحف التغيري يفكلمات األغنية مبا يناسب املعىن اجلديد يف القصة - خترج من صبح مشمس جذور العرأل النابض من شرو بئر زمزمه أصابع ختتال وامتها ( 1 ) أروى عبده عثمان: قصةنجرجوف مدينتنانص 39.

132 الالمعة لتتحول إىل ليل مثقلة ابلرطب وتنتهي احلكاية اجلديدة بصراع بني اجلرجوف وبني النخلة يسفر عن انتصارها -كرمز للخري - على اجلرجوف الشرير الذي يفتضح أمره ويظهر ذيله املشوح القبيح ويضحك املنتصر يف األخري. هكذا يتم توظيف احلدث اخلرايف ليحمل داللة ريبية و ديدية معا ذات مضمون سياسي وطين ونفس األمر يتحقق يف القصص األخرى للكاتبة: فقصةنكيف استطا محادي األفلاب أن ابجلن مربطا ن )1( توظف احلكاية الشعبية متوازية مع القصة حبدثيها اخلرايف والواقعي يف نسي واحد حبيث يغدونمسعد اي جناهنيف القصة رمزا لإلمام الذيكان يطلق عليهنأ د اي جناهن ونتنكا بالد النامسنليست سوى اليمن ن ادينوهو اليمين البسيط لكنه ما يزال واقعا دت وطأة األفكار االجتماعية املتخلفة ومكرسا ملفاهيم اجلن املسيطرة على ذهنه وأذهان الناس وما يزال احلدث مفتوحا يف انتظار املخلص احلقيقي. ويف قصةن دث يف تنكا بالد النامسن )2( حيدث ذات األمر يف توظيف احلكاية الشعبية ابلشخصية املمسوخة ذات الذيل الطويل والشكل املوحش وملة بداللتها السياسية وأتيت قصةنشبيك أيضا ببنيتني متضافرتني للحكاية والقصة ولكنها تعا موضوعا اجتماعيا هذه املرة من خالل لبيكن )3( عالقة إنسانية لتصور ظلم الرجل للمرأة حني تكون مساملة وديعة وخوفه منها حبسب منطق احلكاية/القصة - حني تكون ذئبة أوكلبة شرسة يستلذ بعبوديته هلا. وهكذا نرى أن احلدث اخلرايف قد ه استثماره يف قصص الكاتبة مبا يفتح هلا أفقا ريبيا مهما من ( 1 ) أروى عبده عثمان: قصةنكيف استطاع ادي األفلل أن أييت ابجلن مربطني ن ص ( 2 ) أروى عبده عثمان: قصةنحيدث يف تنكا بالد النامسن ص ( 3 ) أروى عبده عثمان: قصةنشبيك لبيكن ص

133 خالل منجم احلكاية مبا دتويه من جوهر الدالالت الكامنة والا أاثرهتا ووظفتها لتقدمي الفكرة حبرية ومهارة وهي متثل تنويع ا يف القص من خالل القصة/احلكاية كما سنقف لديها يف الفصل الثالث. احلدث الكابوسي: 3 يعد هذا اال اه - الذي اقرتن ابلكاتب التشيكينفرانزكافكانKafka Franz والذي نشأ مع هناية الثلث األول من القرن العشرين - من روافد التجريب والتعبري الكابوسي أو الكافكاوي-كما يعرفه أحد كتاب القصة الكبار وأحد مستخدميه وهو يوسف الشارو -نيعين تصوير اجلو غري الواقعي بطريقة تبدو واقعية للغاية وهذا أشبه مبا حيدث يف الكابوس حيث نعا أحدا اث ال ميكن دملها لغرابتها ومع ذلك تبدوكأهنا تقع فعال وهذا اجلمع بني النقيضني هو ما مييز الكابوسن )1(. وتظهر القصص ذات احلدث الكابوسي لدى أربعة من قاصي هذه املرحلة وذلك يف قصةنالظل العارين ونأصابع امليالدن مد الغريب عمران ويف قصةنموت القائين ونأوهام العسلنلسامي الشاطيب وقصةنالطائرةنألفراح الصديق وقصةنعنرت )منروب(نلسمري عبد الفتاح )2(. وتتفق هذه القصص يف أهنا تنطلق من حدث واقعي عادي ما تلبث أن تتحول يف تطور احلدث إىل جو غريبكابوسي يصدم القارئ مبا ال ميكن فهمه وفق هذا اجلو املتناقض فحني تبدأ قصةنأصابع امليالدنابنتظار رومانسي للمحبوبة يف أحد املطاعم لكي حيتفل معها بعيد ميالدها وقد أعد لذلككل لوازم االحتفال من عشاء وحلوى وموسيقى هادئة تنتهي القصة هوكابوسي يبدأ يف التصعيد مع بداية القلق لتأخرها فيشرع يف تناول بعض املقبالت فيالحف وجود قطعة يظنها جزرةنفأخذ يضغط عليها مبقدمة امللعقة.. زاغت.. اتبعها إىل قعر صحن اخلزف الصيينم اندهش.. إهنا ال تتفتتمم التقطها بني ( 1 ) يوسف الشارو : مع القصة القصرية القاهرة اهليئة املصرية العامة للكتاب 1985 ص 273. ( 2 ) دري عبد الفتاح: رجل القش.. لعبة الذاكرة صنعاء مركز عبادي 2006 م

134 أصابعه أخذ يتذوقها اكتشف أهنا لذيذة.. سرح تفكريه.. إهنا ليست جزرةم إهنا قطعة حلم اختنقت الصرخة يف أعماقه... هنض بصعوبة والقطعة بني أصابعه.. استفرغ سقط أرضا.. خرجت من حنجرته صرخة قوية رددهتا جدران املطعم الواسع: إهنا إصبع آدمية إهنا إصبع أنثى مم إنين أعرفها هبذا الظفر الطويل.. أين البقية ن )1(. ن لسنا أمام قصة تروي حداث جنائيا أو جرمية قتل ولكنا أمام تصعيدكابوسي جيعل القصة تدين الواقع بقسوته وعدم منطقيته ميثلها رد فعل الناس لصراخه واكتشافه حني دلق حوله صاحب املطعم ورواده ينظرونننظر إليه املتحلقون بعيون جاحظة براقةكتماسيح خارجة للتو من أحراج ساحل قريب.. وقد علق اجلميع على مالوهم ابتسامة دون مالمح لوه إىل اخلارج أحدهم كان يواسيه قائال: - اطمئن إهنا أصابع إنسان ال نعرفهمم فلماذا االنزعاج من)ص 34 (. وهكذا ميثل اجلو الكابوسي بغرابته سبيال لبنية حدثية مدهشة ريبية من نحية من حيث الشكل ووملة -من نحية أخرى- أبفكار القاص املعربة عن قسوة املدينة الا يصل فيها األمر إىل أكل البشر ما داموا ال يعرفون صاحب اإلصبع فلماذا االنزعاج م قمة الربود يف الرد ومنتهى االستهانة ابإلنسان يف عامل غريب متناقض. ونفس اجلو الكابوسي يظهر يف قصةنالظل العارينيرمز لقسوة املدينة وماديتها ابلريقات اللزجة وهو يعرب الشارع يبحث عن ظلنشعر دت قدميه بلزوجة األرض السوداء غاصت أقدامه.. تعثر عدة مرات مبخلوقات تلحس وجهه.. أفزعه شكلها... يرقات ضخمة تزحف على األرض تلتهمكل شيء املالبس.. األحذية.. األرغفة كل شيء حىت األحالم.. الكرامة..كانت بعضها تزحف فوأل جلده تلعق أعضاءه ويف عينيه صر يستغيث فهو ال ميلك شيئ ا غري اخلرأل الا تغطي جسده يزحف وهي ( 1 ) ومد الغريب عمران: قصةنأصابع امليالدن ص 34.

135 -135- تنعق: صرف.. صرف.. دوالر.. إسرتليين.. صرفن )1(. وإذا كان احلدث الكابوسي يف قصانومد الغريب عمراننالسالفتني ال عالقة هلما ابحللم فال وجود إلشارة تدل على ذلك يف منت النص ف ن احلدث الكابوسي يف قصةنموت القائينلسامي الشاطيب أييت مربر ا ابملنام حيث تبدأ القصة بقوهلانتساقطت أسناهنا يف هناية املنام فجاء حاجب ا كمة بقرار نقل زوجها إىل بالد الساحلن )2( وتساقط األسنان هنا أييت أتويله يف هناية القصة الكابوسية مبوهتم مجيعا يف حادث انقالب السيارة يف حني ظلت الزوجة طوال السفر منشغلة مبنام األمس وحبلمها الغريب وأييت احلدث الكابوسي متخلال بنية القصة فتختلط اليقظة ابملنام يف السرد حبدثيهما ليتضح يف هناية القصة أن ما كان من أحداث إ ا هي رؤايكابوس يف املنامنيظهر هلا شخص غريب يعطيها السكني فتشر وجهها نصفني.. يعطيها املقص فتقص النصف اخللفي من شعرها.. تشق رداءها.. تنتزع ثديها األمين أبظافرها... تظهر ما داخل فمها يف املرآة فتتساقط أسناهنا يف هناية املنامن)ص 32 33(. لكن هذا الكابوس يتناسب وهناية القصة املأساوية وكأنه نبوءة دققت -كما يريد القاص- يف هناية السفر حنينانقلبت سيارة بقوة وقد بدا من الداخل وجه سائقها أ ر من بقع الدم وهانبه امرأة مشطورة إىل نصفني وطفل يتنفس احتضار ان)ص 33 ( ما سبق يربر فيه الكابوس ابحللم ولكنه تربير ال يفقد اجلو الكابوسي أتثريه يف بنية القصة وغرابة املصري الذي تنبأ به احللم ومل مينع ذلك من الوقوع يف تلك النهاية املأساوية. ومن احللمكنبوءة حلدثكابوسي يتحقق يف هناية القصة إىل احللمكاستشراف ملستقبلكابوسي مشوه ولكنه غري معلوم التحقق أتيت قصةنأوهام العسلنالا تنتهي ابحلديث عن احللم -أيضا-نيبدو أ أحلم.. سأخرج إىل السوأل وأشرتي الضوء ألأتكدن)ص 43 ( يظهر العامل الكافكاوي يف هناية ( 1 ) ومد الغريب عمران: قصةنالظل العارين ص 31. ( 2 ) سامي الشاطيب: قصةنموت القاضين ص 31.

136 القصة منفصال عما سبق ويظهر كأنه ملصق ببنية القصة ليضع هناية متفلسفة يف موضوع اإلجناب والتشاؤم من احلياة ولذة اجلنس املؤقتة مبا يدل على قسوة املصري املنتظر ألطفال مشوهني يف عامل متصلب إدناناشرتى الضوء وعاد.. من ]أدراجه العمارة كانت تتسرب مياه ملوثة انسلت من رحم األرض وهي دمل أطفاال حبجم ثقب اإلبرة يبحثون عن أرض خصبة وسط صالبة البال وبالدة املشاعر اإلدنتيةن )1(. ويرتبط احلدث الكابوسي بلحظة توقع خطر داهم كما يف قصةنالطائرةنألفراح الصديق يقرتن فيها ترقب انتظار انفجار طائرة بلحظة كابوسيةناقرتبت الطائرة أكثر من بيتها فزعت هم وجهها واحتبست الدموع يف عينيها حطت الطائرة فوأل ركن من سقف الدار كانت درتأل وتتأهب لالنفجار مل تكن تدري ماذا تفعل هترب وترتح النائمني م.. تصعد إىل السقف لرتى احلريق... أهل الدار مازالوا نياما والطائرة تتأهب لالنفجار..ن )2( هبذا يتم تصوير احلدث الكابوسي املرتبط ابخلطر املتوقع يف حلظة من حلظات االنتظار يقرتن فيه التوقع النفسي إبمكانية حدوث مثل هذا األمر يف الذي يستشعر خطرا ما فيصر وحيذر أ نس ا نئمني ال يدركون ما حوهلم ولذلك يرتبط احلدث الكابوسي حبالة نفسية ومبضمون اجتماعي يف التنبيه طر ودأل لقوم غافلني. ويف قصةنعنرت )منروب("لسمري عبد الفتاح ميثل احلدث الكابوسي بنية أساسية فيها من البداية حني يصور عنرت -مبا حيمله من بعد تراثي وقوة- عاجزا عن ميع أشالئه املبعثرة هنا وهناح فال قدمني وال رجلني بل رأس وجذع يطالب املارة أن يدلوه على أشالئه فال جيد من يعينه ولكنه يلقى السخرية من الرجل الذي خياطبه ويبدو كجندي آق يطلب منه أن يتدحرج ليبحث عن طريقه بنفسه وهو مشوه بال يدين وال قدمني وهو يصر مذكرا الناس بقوتهنأ ن فارس الليل أنبت من قلب الليل الذي ألبسين قطعة ( 1 ) سامي الشاطيب: قصةنأوهام العسلن ص 43. ( 2 ) أفراح الصديق: قصةنالطائرةن ص 42.

137 منه.. أ ن عنرت.. أشق الغبار وال يشق ق غبارن )1( لكنه يف النص عاجز مستلب حيمل داللة رمزية للضعف الذي يعيشه اإلنسان العريب حىت من خالل رموز قوته الا تقف عاجزة ضعيفة هي األخرى فال متلك سوى االبتعاد إىل حيث ال عودة إال حني اخلالص من هذا الواقع الكابوسي. إذن هذه األنواع من احلدث - فانتاستيكية وخرافية وكابوسية - هي اخلطوة التجريبية الا حققها قاص و املرحلة كخطوة اوزية يف بنية احلدث بكسر واقعيته املباشرة ليتخذوا من احلدث بغرائبيته وا ال تشكيلي ا لبنية القصة التجريبية ال تقف عند الواقع لتصو رهكما هو أوكما ينبغي أن يكون ولكنها ختلطه بعامل الداخل غري املنطقي أو غري الواضح أحيا ن فتبدو الذات القاص ة وكأهنا تصوغ سؤاهلا غري املفهوم من خالل غرائبية ما حيدث لتجعله صورة للحياة بغموضها وعدم فهمها ويعد ذلك خطوة ريبية يف طريق اوز احلدث نفسه كوحدة قصصية تقليدية داول قطع صلتها به يف قصة الالحدث. احملور الثاين: الالحدث )احلدث يف درجة الصفر(: نستعري توصيفناحلدث يف درجة الصفرنمن الناقد روالن ابرتBarthes * Roland ونعين به هنا أن احلدث القصصي قد قطع صلته يف هذا النوع التجرييب مبفهوم احلدث التقليدي فال وجود حلدث يف القصة وأصبح من املمكن اآلن للغة بذاهتا على حد تعبري إدوار اخلرا نأن تكون حد اث وأن تشكل دراماكاملة ومن املمكن للوصف فقط دون حكاية حدوتة - أن يقوم مقام احلدث أن ومن هنا ف ن ما تقوم عليه القصص ليس سوى أفعال لغوية تكون له فعالية احلدث وتشويقه أي ضا...ن )2( ت شبع فيها اللغة فضاء السرد وبنية القصة مبا يعطل احلدث فيها أو مبعىن آخر يوقف من سيطرته متيحا اجملال لتجريب اللغة سواء أكان ذلك بتداعيها اجملازي واللفظي أم بتكثيفها وتركيزها الذي يصل إىل حد ( 1 ) دري عبد الفتاح: قصةنعنرت )غروب(ن ص * من خاللكتابهندرجة الصفر للكتابةنترمجة: ومد برادة الراب الشركة املغربية 1985 م. 3 ( 2 ) إدوار اخلرا : الكتابة عرب النوعية القاهرة دار شرقيات 1994 م 1 ص 14.

138 الومضة مبستوايهتا الثالثة كما خترب ن القصص عند استقرائها من ومضة شعرية وفكرية وكاريكاتورية كما سنفصل ذلك فيما يلي: التداعي اجملازي واللفظي: 1 نقصد ابلتداعي اجملازي سيطرة اللغة اجملازية الوصفية على بنية القصة فتبدو لغتها مفارقة للنثرية اخلالصة وموازية للشعرية مبا يطلق عليه بعض النقادنابلتموي الغنائي الشعري للغة القصصيةن )1( فيغلب ذلك التداعي اجملازي العناصر املكونة للقص من حدث وشخصيات وغريها ويغدو هو العنصر املهيمن يف بنية القصة فتسري القصة يف ختوم الشعر فيصيبها إشعاعه - إن صح التعبري- ولكنه ال يفقدها ذاهتا فال تتجاوز نوعها فتصبح شعرا وض اكما أهنا مل تعد سردا خالصا ومن هنا ميكن اعتبار التجريب يف هذه احلالة مرتكز ا على التعامل مع اللغة اجملازية الوصفية. جند هذا التداعي يف عدد من قصص هذه املرحلة والا تتفاوت من حيث القلة والكثرة من وموعة إىل أخرى لكنه ميثل ظاهرة حبيث ال ختلو وموعة من وموعات هذه املرحلة من هذا النوع من التداعي فحني جند معظم قصص ومد أ د عثمان يف وموعةنالفراغ املقابلنمتثل هذا التداعي اجملازي كقصةنمخسة أقدام من اجلدار ونزوة بنصل واحد ورمادية وزرقاء وطريف انسياب مريب واليأ" يقع على قفاهنوغريها جنده ال خيتفي يف اجملموعات األخرىكما يف قصةنقرارنآلمنة يوسف )2( وقصةنالسري يف اجتاه القلبن وقصةنأوخير لونية للماءن مد عبد الوكيل جازم وقصةنما تيسر حللم )تكمن وراء الرد الذاكرة الصدئة ورائحة املوت(ن وقصةن ل شيء هذه املرة )دوران أجنحة متكسرة(ن وقصةنوتسألين الريح )تضاريس(نلسمري عبد الفتاح م ( 1 ) جنيب العويف: مقاربة الواقع... مرجع سابق ص 668. ( 2 ) آمنة يوسف: جوقة الوقت الالذقية دار احلوار للنشر والتوزيع

139 هذه القصص مجيعها تقدم فيض ا من اللغة اجملازية يف مقابل القليل من األحداث ونقف عند وذج اتصر هلذا التداعي اجملازي من قصةنالسري يف ا اه القلبن مد عبد الوكيل جازم والذي تبدأ القصة بقولهنأبصق آخر ما علق يف رجلي من احلديد أقدم نفسي الزرقاأل القمر أصافح الطريق املتعرجة ذات الرأس املوبوء ابحليات واألفاعي والعقارب لكنها ستحملين إىل القلب قد أجد احلديد برائحته البرتولية وأضوائه الصفراء ا مرة لكنه ويء املتأخر البليد فأ ن أريد السلطنة على الروح املصاحلة مع القلب واجلسد...ن )1( وتستمر القصة حىت النهاية هبذه اللغة اجملازية ا لقة. ويستهل دري عبد الفتاح قصةنوتسألين الريح )تضاريس(نبقوله:نوتغيبك األرض رماال تغطي خطواتك وهواء ينقل رائحتك للبعيد وحصى ينقش قدميك ابألمل وندى فسيح مييت فيك األمل. وتتوه يف املعا.. وحيدا.. الربد رفيقك.. واحلزن يفرغ فوأل رأسك األما امليتة ويغيبك املدى...ن )2(. هبذه اللغة ا لقة يف تداعيها اجملازي تنفتح قصص هذه املرحلة على التجريب وسيولة اجملاز وإسهابه م ر ك ز ة يف معظم نصوصها على الوصف حبيث ال يستطيع القارئ اخلروج من القصة يف الغالب بشيء مفهوم فتغدو القصة كما يقول مصطفى الراوي نيف إحدى وجوهها قصيدة من ال جييدكتابة الشعر ولذلك فقد تستغلق على املتلقين )3( وهذا االستغالأل أو الغموض يرجع إىل عدم وجود حدث واضح يف القصة ميكن اإلمساح يطه يف متابعة وراها إذ أن القارئ لفن القصة القصرية كفن سردي يتأهب هلا من خالل وفزات القراءة وأفق التوقع مبا خيتلف عن استعداده لقراءة الشعر أو اللوحة التشكيلية أو غريها من الفنون ذات النوع اخلاص حبدوده الفنية فحني جيد القارئ نفسه أمام نص اتلف ( 1 ) ومد عبد الوكيل جازم: قصةنالسري يف ا اه القلبن ص 34. ( 2 ) دري عبد الفتاح: قصةنوتسألين الريح )تضاريس(ن ص 137. ( 3 ) مصطفى ساجد الراوي: مرااي الصوت اآليت دراسات يف القص اليمين املعاصر صنعاء مركز عبادي واداد األدابء والكتاب اليمنيني 2004 م 1 ص

140 مغاير لتوقعه حيدث ذلك االستغالأل أو اإلهبام. ويرتبط ابلتداعي اجملازي سابق الذكر- ما أطلقنا عليه ابلتداعي اللفظي وهو الذي يفتح فيه الكالم بعضه بعضا على حد تعبري املقولة الشائعة ويكتب فيه القاص بتلقائية متيل إىل الشفاهية لذا تظهر يف النص املفردات العامية واألجنبية وغريها وهذا النوع من التداعي اللفظي يظهر يفكتاابت املقال عبد الكرمي يف وموعةنغريب.. الوقت الضائعن )1( وأخذ على ذلك مثاال من قصته األوىلنهلوسات.. زوج تعيسنيقول النص:نآه اي أ ن.. مع ا كنا من أعوام مخسة جنبا إىل جنب أوه وها أ ن وحدي وحيدي لثالثني ليلة بغيضة منتنة وإىل أجل غري مسمى..م نعم نعم.. أواه ماتت زوجا هي عينها.. زوجا أوال وطاسا اثنيا و )( اثلث ا.. ما.. كيف طاسا م وملاذا )( ستعرف ال تتسرع.. ماتت كيف م ال النسورينعفوانبردونن..هي مل متتكما ميوت الناس عادة وكما سأموت أ ن وأنت وغري ن.. أجل هي مل متت ميتة ربنا بل قتلت.. ها ها ها ها...ممنن )2(. هبذا التداعي اللفظي تنبين معظم قصص اجملموعةنوتتغلب لغة الكالم أكثر من لغة الكتابةن )3( حبسب عبارة خريي دومة حيث تبدو اجلمل قصرية وسريعةكأن الراوي يلقيها على مستمعيه وهناح عدم مراعاة لبنية اجلملة العربية املكتوبة واقرتاب من لغة احلياة بتلقائيتها وقد يكثر يف بعض املواطن يف النص حىت يغدو نوعا من احلشو همل اعرتاضية كثرية ذات إيقاع ساخر وتزداد السخرية يف تعليقاته على كل شيء يصادفه أو أييت يفكالمه حىت يف تصويب مفردات اللغة أو التعليق عليها واي وصرفيا كقوله:نلعلك ال تدري نقطة أهم هيكالتاق أو )كاآليت( وال أعرف أيهما أسبق ابلظهور للعربية وما ( 1 ) املقال عبد الكرمي: غريب.. الوقت الضائع صنعاء مركز عبادي ندي القصة )إملقه( 2001 م طاسا:الطاسة آلة موسيقية تشبه الدف يف شكلها وختتلف عنه يف طريقة الدأل عليها مبقارع ( 2 ) املقال عبد الكرمي: قصةنهلوسات.. زوج تعيسن ص 12. ( 3 ) خريي دومة: تداخل األنواع... مرجع سابق ص 188. من اخليزران)القاص(.

141 فائدة هذا التناسل الالودي...ن)ص 17 ( كل ذلك جيعل هذه القصة وأخواهتا متيل إىل املقالية لكثرة احلشو وحضور القارئ /املخاطب يفكل فقرة تقريبا ويف هذا خروج على مألوف الكتابة السردية ودخول يف املقالية املباشرة ذات الظل اخلفيف أو األسلوب الساخر. ومن اإلسهاب يف بنية الالحدث إىل اإلجياز والتكثيفكجانب مقابل يظهر يف األشكال الثالثة التالية: قصة الومضة الشعرية )األقصودة(: 2 يعد القاص زين السقاف من أوائل من استخدم مصطلح األقصودة فيما كان يكتبه يف الصحف دت هذا العنوان - يف نتاجه القصصي املتأخر وتلقفه النقاد بعد ذلك وأصبح يعيننالقصة القصرية جدا والا قد تصل إىل حجم الكف أو إىل أسطر معدودات وأحيا ن إىل السطر وهي بسبب توافر عناصر اإلجياز والتكثيف والرتكيز واإلحياء واإليقاع تقرتب من القصيدة مع سيادة عنصر السرد القصصي ابلدرجة الرئيسة وألجل ذلك ديت بناألقصودةنألهنا مع بني الشرو الفنية للقصة والقصيدة حبيث تصبح مالمح الشعر مسألة الحقة لسيادة القصة أوال ن )1( ومن هنا تبىن القصة على النقيض مما سبق معتمدة على اإلجياز وهذا النوع من القصص املوجز يسميها بعض النقاد بقصةناللقطة املركزةنأونقصة الدقيقة الواحدةن )2( ألهنا تعتمد يف استخدام اللغة على التكثيف واالختزال الذي يصل هبا حد الومضة وبذلك يظهر تداخل األجناس يف هذا اللون القصصي الذي يقرتب من الشعر ليصبح على حد توصيف إدوار اخلرا نتطريزا شعراي يستلهم فيض نبوءته اخلاصةن )3( ولكنه يف مقام آخر يسمي هذا النوع من ( 1 ) آمنة يوسف: شعرية القصة القصرية يف اليمن مرجع سابق ص 173. ( 2 ) صالح السروي: الذات والعامل دراسات يف القصة والرواية القاهرة اهليئة العامة لقصور الثقافة كتاابت نقدية )126( سبتمرب 2002 م ص 103. ( 3 ) إدوار اخلرا :احلساسية اجلديدة مقاالت يف الظاهرة القصصية دار اآلداب بريوت م ص

142 الكتابة بنالقصة القصيدةنويصفها أبهنانقصرية وأحيا ن قصرية جد ا حبيث تكاد تكون ومضة أو برقة أو التماعة أكثر قصد ا من لقطة وأكثر قصرا من شرحية واحلجم الزمين للقصة أعين احلجم الكتايب نفسه قصري إن هناح قدر اكبري ا من التكثيف ونالقصة - القصيدةنما تزال دتفف بقدر أو بنوع من السردية مما خيالف القصيدة البحت..ن )1(. ومن هنا تعد القصة القصرية -كنوع نأكثر األشكال األدبية اقرتااب من كثافة الشعر وتوهجه وتركيزهن )2( كما يقول صربي حافف وكما يؤكد منظروها منذ البدايةناقرتاهبا الكبري من النمط املثاق الذي هو القصيدة فهي تقوم بنفس دور هذه األخرية لكن يف واهلا اخلاص وال النثرن )3(. وقصص الومضة الشعرية )األقصودات( تظهر يف هذه املرحلة لدى كل من: آمنة يوسف وأفراح الصديق وهدى العطاس وومد القعود )4( ويف أقاصيص ندية الكوكبا القصرية. وسواء أ كان قاصو أم ممن يقتصر إنتاجهم على السرد هذا النوع ممن يكتبون القصة والشعر معاكآمنة يوسف وومد القعود وحده كالبقية ف ن لغة القصة يف إجيازها وظالل كلماهتا ذات طبيعة شعرية وسنشري إىل النصوص إمجاال نقف عند أ وذج واحد لكل قاص. ( 1 ) إدوار اخلرا : الكتابة عرب النوعية مرجع سابق ص 10 ويسميها بعض النقاد بنالقصة الشعريةنألهنا دافف على اهلوية املميزة للقصة ولكنه مع ذلك يستخدمنالقصة- القصيدةنلشيوعها النسيب ينظر: معجب بن سعيد الزهرا )إعداد( موسوعة األدب العريب السعودي احلديث نصوص واتارات ودراسات اجمللد الرابع: القصة القصرية الرايض دار املفردات للنشر والتوزيع والدراسات 2001 م 1 ص 48. ( 2 ) صربي حافف: اخلصائص البنائية ل قصوصة )دورايت( مرجع سابق ص 27. ( 3 ) اخينباوم: حول نظرية النثر مرجع سابق ص 116. ( 4 ) ومد القعود: هتاف اخليبة صنعاء دون نشر )املؤلف( 2004 م. 1 صدر آلمنة يوسف من الشعر: قصائد اخلوف 1997 م و انكسارات 2000 م. وصدر مد القعود: األمل أ نقا م والوردة بال قبيلة 2004 م وغريها.

143 يف وموعةنجوقة الوقتنآلمنة يوسف جند معظم القصص ذات ومضة شعرية وكذلك وموعةنهتاف اخليبةن مد القعود أما وموعةنعر البناتنألفراح الصديق فنجد فيها قصةنتقليدن وقصةنزليخان وما تكتبه دت عنواننأقاصيصن ويف وموعةنألهنانهلدى العطاس نقف على قصةنلغتهان ونئجي اليبابن ونانثيا لتن وأما ندية الكوكبا - فعلى الرغم من اعتماد قصصها على حلظة التنويركما سبقت اإلشارة إال أن ما تكتبه دت مسمىنأقاصيصنيغلب عليه طابع الومضة الشعرية. يشري عبد العزيز املقال إىل مالحظة مهمة يف مقدمته جملموعة آمنة يوسف وهينأن إنقاذ القصة القصرية من الثرثرة ومتطيط العبارات وتكرارها يف غري ما احتياج سوف أييت على يد الكاتباتن )1( وهذا ما يتحقق ابلفعل يف معظم إنتاجهن الذي مييل إىل االختزال والتكثيف وأتيت معظم قصص وموعة جوقة الوقت فيما ال يزيد عن صفحة من القطع الصغري فهذه قصةناحندارن تقول بلغتها املوجزة وظالهلا املوحية:نيف آخر املنعطف الشرقي عند كومة من الرمل وبقااي الرفات.. تتقدم امرأة ابهتة اللون مستديرة اخلطو مسفوحة العينني نصف مومياء تتوقف تنحين قليال متد يدها اليمىن إىل نفذة مظلمة يف الكو اجملاور.. فتقفز قطة شاحبة املواء إىل الضفة األخرى من النهر املائل إىل اال رار.. واب اه املنعطف الغريب ترحل أبشد ما ميكن اللحاأل به.. تبعد. تبعد. تبعد.. يتالشى كل شيء فيها عدا ضفرية نفرة وزوااي ا دارن )2(. وهنا نشري إىل اخلطوة التجاوزية يف نتاج الذات القاصة التجريبية للمرأة يف أهنا متيل إىل اإلجياز والتكثيف لتختلف عن الذات القاصة التقليدية الاكانت متيل فيها -كما رأينا- إىل االهتمام ابلتفاصيل واحلشو يف األحداث والوصف وفيها دليل على مدى وعي القاصات مبا يكتنب وبثبات خطواهتن ( 1 ) آمنة يوسف: وموعةنجوقة الوقتن املقدمة ص 6. ( 2 ) آمنة يوسف: قصةنا دارن ص 38.

144 التجريبية ومتكنهن من كتابة األقصودات. تنس أفراح الصديق أقاصيصها يف أسطر معدودة تبىن يف بعضها على سطر واحد:نحبست دموعها فجاء ذات يوم وقد غرقت يف غرفتهان )1( هبذا التكثيف الشديد تضيق العبارة فتتسع الرؤية وتنفتح على خيال املتلقي لريسم عاملا من التوقع حلياة إنسان كاملة ختتفي وراءنحبست دموعهانمبا هلا من ظالل املعا نة والتضحية مما تقوله مجلة واحدة بدال من صفحات كثرية كانت ترويه القصة التقليدية. ومثلها أتيت قصةناخضاللنهلدى العطاس:ناضلة ابلشاي كانت امللعقة ترقص وسط الفنجان.. بعد أن ذاب السكر مسجاة كانت على الطبق إبةالن )2(. القصة تقول كثري ا إبجياز شديد تقرأ يف حلظة لكن أتملها بعد القراءة يطولكثريا ويربط األشياء )امللعقة( ابإلنسان وعامله ابملرأة وحياهتا يف جدلية احلاجة واالستغناء )سد احلاجة( زمن طويل من احلياة يقطعه اإلنسان يف رحلة عمر تقطعه هذه )امللعقة( املخضلة ابلشاي يف حلظة إذابة السكر إهنا لغة مكثفة تشعل يف وميضها فضاء من التأمل. وتقدم قصةنعودةنلنادية الكوكبا سرية طويلة يف أفعال ثالثة:نأبظافر حاضرها هنشت صدأ ذكرايهتا هبرها ملعاهنا سرى بريقها يف أوصاهلا.. سكون.ن )3(. وخيتزل ومد القعود يف وموعتهنهتاف اخليبةنالا ال تتجاوز معظم قصصها السطرين والثالثة خيتزل الكالم الكثري والعبارات الطنانة فيما يقدمه من مواضيع كثرية اجتماعية وفكرية وسياسية بلغة الومضة الشعرية فيقول مثال يف قصةنانتصارن:نبساأل واحدة وعني مفقودة عاد اجلندي من ساحة املعركة منتص ر ا ( 1 ) أفراح الصديق: قصةنأقاصيصن ص 39. ( 2 ) هدى العطاس: قصةناخضاللن ص 20. ( 3 ) ندية الكوكبا : قصةنعودةن ص.164

145 إال أنه وجد أطفاله يطاردون الرغيف يف براميل القمامة مم..ن )1(. إهنا قمة الدهشة تصوغها اللغة إبحيائها الكثيف الذي يرتح وس ا عميقا يف نفس القارئ مبا خيلفه فيه من وحدة األثر أبسطره القليلة وهبذا ف ن القصة القصرية يف تطورها إىل القصة القصرية جد ا أو )األقصودة( دتفف بنواة النوع وخصائصه وهي تنتقل من طورها املتسع إىل طورها املختزل املكثف وحبيث ال تتحول إىل شعر وإن المسته ألن اخلطاب القصصي كما يقول سعيد يقطني نحيكي قصة بينما اخلطاب الشعري غري احلكائي يقول شيئ ا وبني حكي القصة وقول الشيء مسافة بني القصصي والشعري فاألول ينت كل هذا من خالل إنتاجه القصة أو إعادة إنتاجها إنكانت منجزة أما الثا فمن خالل القول ينت لغته وزمنه وفضاءه اخلاصن )2(. قصة ومضة الفكرة: 3 وهي أيضا ذات بنية موجزة مكثفة ولكنها هتتم ابلفكرة الا تطرحها أكثر من اهتمامها ابللغة الشعرية ومتثلها ابلدرجة األوىل قصص ومد القعود الا ترتبط مبواضيعكثرية : سياسية واجتماعية تقدمها يف إجياز شديد فتلمح ابلفكرة واملوضوع أكثر مما تصرح هبا أو ت فص لها ومن ذلك مثال فكرة اهلجرة وهي -كموضوع مكرر يف قصص املراحل مجيع ا أتيت يف هذه املرحلة معتمدة على االختزال كما يف قصةنصقيعن-مثال-نوعاد من غاابت اإلدنت والتعب تشده ذكرى.. تشجيه طفولة.. تسكره أطياب احلقول يف الصباحات الندية.. غامت عيناه ابحلزن حني احتضن قريته.. وجدها بال عذرية...أبناؤها انفر عقد مودهتم وليل درهم كل يف صوب يلهث ليزيد من رصيده ولو من دم ( 1 ) ومد القعود: قصةنانتصارن ص 15. ( 2 ) سعيد يقطني: القراءة والتجربة مرجع سابق ص 90.

146 اآلخرين..مم طلقة أعلن فيها صوته مصرع آخر األحالم بطيئا سريعا عاد أدراجه إىل صقيع املتاهةن )1(. ومثل هذه القصة ذات ومضة الفكرة مثة اذجكثرية يف وموعةنهتاف اخليبةنللقعودكما جندها أيضا- يف قصةنطبيعة املرأةن وقصةنمطرود من اجلنةنلوجدي األهدل ويف قصةنالبحر الزجاجينألفراح الصديق وقصةنأقصوصة الشاعرةنلسامي الشاطيب. قصة الومضة الكاريكاتورية: 4 كانت القصة القصرية عاملي ا يف مرحلتها التقليدية عندنبونوغريه قد استقرت على الثالثة املبادئ الا وقفنا لديها من قبل من وحدة البناء واألثر الرئيسي عند منتصف احلكاية ونربة قوية ختامية وظلت هذه القصة القصرية ترتاوح بني االقرتاب أو االبتعاد من الوصف الصحفي لكنها احتفظت دائما صيصتها اجلادة: التهذيبية أو العاطفية السيكولوجية أو الفلسفية لكنها يف شكلها األكثر حداثة قد خطت يف ا اه األحدوثة -كما يقول اخينباوم-نمربزة دور الراوي الظريف أو مدخلة عناصر املعارضة والسخرية األدبية لقد أخضعت املفاجأة اخلتامية ذاهتا للعبة احلبكة وتوقعات القارئ وكشفت عن قصد أنساأل البناء فلم تعد هلا إال داللة شكلية ب س ط التحفيز واختفى التحليل السيكولوجين )2( إذاكان ذلك شأن القصة القصرية يف تطورها العاملي ف هنا قد مرت لدينا يف مرحلة التجريب بتلك اخلطوات ومن هنا ندرح النمو الطبيعي داخل النوع القصصي الذي سارت فيه القصة القصرية اليمنية ويظهر التجريب يف هذا النوع من القصص ذات الطبيعة الساخرة أو الكاريكاتريية الا ترتح من خالل ومضتها املضحكة أثر ا اتل فا يف املتلقي يتوازى إىل حد ما مع ما يرتكه فن الكاريكاتري من ة ذكية وتعليق خاطف وذلك مبا ميكن أن يدخل يف نطاأل تداخل اخلطاابت ولكنه ما يزال مالصقا لنوعه القصصي فهو فيما يبدو ( 1 ) ومد القعود: قصةنصقيعن ص 46. ( 2 ) اخينباوم: حول نظرية النثر مرجع سابق ص 120.

147 يستعري روح الكاريكاتري ولكن يف قالب السرد وهذا ما برع فيه إىل حدكبرينوجدي األهدلنيف عدد من قصص وموعتهنرطانة الزمن املقماألنو اصة يف قصةنخطر سريع ا لشتعالن وقصةننقل قدمن وقصةناحلزبية يف أرحام النساءن وقصةنالعميل رقم واحدنوقصةنعنيدة ابلوراثةن وقصةنعملية فدائيةن. ففي قصةنخطر سريع ا لشتعالنمثال أتيت الومضة الكاريكاتورية فيها هكذانكان يسري يف شارع القمر مسرعاكعادته فجأة خرجت امرأة من ول عطورات واصطدم هبا اصطدام ا مأساو اي.. قال هلا ورجا: )إ..مل أنتبه(. قالت املرأة وهي متسك بثديها األيسر رمبا جراء شعورها ابألمل: )ما عاد األسف ينفع.. قل ق أين تسكن (..ن )1(. ومما سبق يف بيان بنية احلدث ميكننا القول أبن مثة أشكاال بنائية ثالثة انتظمت مسرية القصة القصرية يف اليمن يف مراحلها الثالث تتطابق إىل حد بعيد مع أشكال القصة العربية كما يرصدها سيد البحراوي وهينالشكل املثلث والشكل الدائري والشكل املستقيم املتعرجن )2( والشكل األول: املثلث أتيت فيه البداية والوسط والنهاية ويعترب الشكل الكالسيكي للقصة القصرية وكما كتب به رواد الفن القصصي العامليني والعرب كتب به اجليل األول أصحاب املرحلة التقليدية يف القصة اليمنية وذلك يف النماذج األكثر نضجا وقراب من مفهوم القصة القصرية ويف هذا الشكل تكمن بؤرة التوتر يف الوسط ومع استحكام العقدة ويف الغالب تنبين القصة على هذه البؤرة الا هي اهلدف كما يؤكد البحراوي. والشكل الثا الدائري ال يتبىن مفهوم الوحدات الثالثية ولكنه يوزع حلظات التوتر على ومل ويط الدائرة غري أن هذا الشكل ال خيلو من إحدى حلظات التوتر الا هي أكثر توترا من بقية اللحظات يف القصة يف موقع ما منها هذه إمكانية واإلمكانية األخرى أن تتكامل حلظات التوتر يف القصة كلها كي تعطي وحدة من التوترات النا ة عن قراءة العمل ككل وليس يف جزئية واحدة منه ويظهر هذا الشكل ( 1 ) وجدي األهدل: قصةنخطر سريع االشتعالن ص 7. ( 2 ) سيد البحراوي: مالمح القصة القصرية املصرية املعاصرة )دورايت( مرجع سابق ص 49 وما بعدها.

148 -كما رأينا- يف احلدث املتوازي واملتناص والفانتاستيكي الذي ه رصده يف املرحلة التجديدية وفيه تتوزع حلظات التوتر على ويط تلك األحداث نتيجة التساعها وعدم بقائها على الشكل التقليدي املثلث البنية. وأما الشكل الثالث: املستقيم املتعرج فيقرتب يف خصائصه العامة -كما يقول سيد البحراوي )1( من الشكل الثا فيما عدا مسألة الدائرية ذلك أن القصة يف هذا الشكل تسري يف شكل متوجات صاعدة هابطة ومتداخلة )يف القصة اجليدة( وال تنتهي بنهاية وددة وعلى الرغم من ذلك ف ن حلظات التوتر الا تتوزع على هذه التموجات ال تنجو أبدا من سيطرة إحداها أو بروزها على غريها. ويف هذا الشكل يظهر بوضوح اختالف االستخدام اللغوي فعلى الرغم من أن القصة القصرية يف أشكاهلا املختلفة تتميز أساس ا ابلكثافة واإلجياز والدقة يف استخدام اللغة إال أن هذا الشكل -ومثله الشكل الدائري أيضا- يتميز ابلبحث عن لغة أقرب إىل الشعرية وذلك ما يسيطر على إنتاج املرحلة التجريبية بشكل واضح. مع مالحظة أن هذه األشكال الثالثة مل تتوزع على املراحل الثالث بشكل متوال أو حبدية وانفراد واضحني بل جندها تتوزع أحيا ن يف مجيع املراحل ودديدا الشكلني األولني يف حني أصبح الشكل الثالث أييت ممتزج ا مع الشكل األول يف عدد من نتاج املرحلة التجريبية حيث يبدو التيار املتدفق من احلدث الداخلي/اخلارجي متوترا دائما ولكنه ينتهي عند نقطة وددة واضحة أو اتفية يف البداية أو يف الوسط أو يف النهاية أو يف أي مكان منها وتتميز بعض قصص املرحلة التجريبية بعودة النهاية -غري التقليدية-الا تبدو غري صرحية وغري فضفاضة )بل شديدة اإلجياز والتأثري( ولكنها حاضرة يف القصة حىت وإن مل تقلها حىت وإن اختلفت مواقعها وهي بذلك مؤشر رييب يف بنية القصة وهناح تنويعات كثرية جر هبا القاصون ( 1 ) نفس املرجع.

149 يف هذه املرحلة -كما سبق اإليضاح- من خالل التداعي اجملازيكما يف قصص ومد أ د عثمان ودري عبد الفتاح وبعض قصص ومد عبد الوكيل جازم أو التداعي اللفظيكما يف قصص املقال عبد الكرمي أو من خالل استخدام احلكاية اجلديدة لدى أروى عبده عثمان وتوظيف روح النادرة )الكاريكاتورية( لدى وجدي األهدل والرتكيز على الومضة الفكرية واألقصودة لدى ومد القعود وآمنة يوسف وهدى العطاس وأقاصيص ندية الكوكبا. ذاح هو املسار التطوري والفين لبنية احلدثكعنصر دال على الفعل القصصي ويف الفصل التاق سنتابع الفاعل القصصي لنرىكيف سارت الشخصية يف املراحل الثالث

150 - 150-

151 الفصل الثاني الشخصية القصصية )البطل الشخصية الذات( -151-

152 - 152-

153 الفصل الثاين: الشخصية القصصية )البطل- الشخصية الذات( مقدمة الشخصية القصصية هي ذلك الوجود الفين النظري الذي اصطلح عليه النقاد ابعتبارها كائنات من ورأل تتميز بنفسها عن مفهوم )الشخوص(ككيا نت حقيقية ذات هوية ورقم وطين موغلة يف الواقعية وعن مفهوم )األبطال( ككيا نت خارقة بصفاهتا األلوهية املوغلة يف اخليال وامليتافيزيقيا فتأيت الشخصية القصصية بينهما ذات حضور فين متخيل أيخذ من الشخوص واقعيتها ومن األبطال خياهلا ويرى بعض النقاد أن الشخصيةنكائن ورقي ينشأ إنشاء وهوكائن حي ابملعىن الفين لكنه بال أحشاء أو هوكائن قد من دات وعالمات وإشارات ميك ن منها خطاب ما فالشخصية إذن من عامل األدب والفن أو اخليال وهي ال تنتسب إال إىل عاملها ذاحن )1( وتتجلى يف القصة القصرية يف حلظة حادة متر هبا هذه الشخصية يف حلظة استكشاف وأزمة وسواء أكانت هذه الشخصية طية متر بلحظة أزمة معلومة السبب خارجي ا أو داخلي ا - أم أهنا شخصية مأزومة فعال تعكس أزمتها روح العصر وجوهره وهذه الشخصية القصصية يطمح هذا الفصل إىل متابعة مسريها عرب املراحل الثالث من حركة القصة القصرية يف اليمن. وبشكل عام يرصدها من انطالقتها من مفهوم البطولة ودديد ا البطل اإلجيايب الذي يفرض وجود ه وضع اجتماعي ووطين معني سرعان ما خيتفي لتحل وله الشخصية القصصية املأزومة وهي الا هتتم هبا القصة القصرية كنوع أديب له خصوصيته يف معاجلة هذه الفئة من الشخصيات املهم شة املغمورة فتربزها وتتحرح يف مدارها تغيب هذه الشخصية ودل الذات من خالل الضمائر فقط ول ها يف بنية القصة يف املرحلة التجريبية. ( 1 ) الصادأل قسومة: طرائق دليل القصة تونس دار اجلنوب للنشر )سلسلة مفاتيح( 2000 م 1 ص

154 ن ويهدف هذا الفصل إىل تعميق الرؤية بشكل خاص يف اذج وددة من خالل تتبع الشخصية املوصوفة ونقصد هبا الشخصية ذات األبعاد الثالثة )اخلارجي والداخلي واالجتماعي( وهي يف مسريها عرب املراحل الثالث من خالل ما أطلقنا عليه تطورا يف الدال ننتقل إىل مستوى أكثر ريد ا من خالل الشخصية الرمزية وذلك كتطور يف املدلول لنرى كيف و ظ ف ت هذه الشخصية الرمزية يف القصة وسيتضح أن مسريهاكان من الرمز املباشر الوطين إىل الرمز األكثر عمق ا يف بنية اجملتمع أبفكاره األسطورية واخلرافية املعربة عن واقعه أيض ا. نقف عند شخصية املرأة كنموذج ميثل حساسية وخصوصية يف تطور الشخصية القصصية يف املراحل الثالثكتطبيق نتابع فيه احلركة التطورية من اخلارج إىل الداخل ومن املوصوف إىل الرمز. البطل اإلجياي آخر أجيال البطولة: تغري مفهوم البطولة يف القصة القصرية فلم يعد هنالك أبطال يتمتعون بقدرات خارقة وبصفات اآلهلة أو أنصاف اآلهلة كما كان عليه البطل األسطوري يف الرتاجيداي األرسطية بشروطه املعروفة وقدره ا توم كما أن البطل الذي جسدته الرواية -كوريث للملحمة أو بتعبري ابختني ابعتبارها ملحمة الربجوازية - والذيكان ميكن التعرف على أنفسنا من خالله قد أصبح ضمن اتريل األدب القدمي وألن صوت الرواية هونصوت اجملتمعنلذا ف ننا جندكاتبها يعول كثري ا على ويد الشخصيات وعالمة جناحه يف هذا التجويد أن جيد قارئ الرواية نفسه قادرا على التعرف على ذاته اخلاصة يف واحدة على األقل من شخصيات الرواية الا يقرؤها وهذه الشخصيات تتدرج صعودا حىت تصل إىل شخصية البطلن )1( كما أن رواية الشخصيات كما يشري آالن روب جرييه Alain Robbe Griellet قد أصبحت ملكا للماضي فقد كانت من الصفات الا متيز حقبة معينة أعين احلقبة الا وصل فيها الفرد إىل ( 1 ) أوكونور: مرجع سابق ص 7.

155 ودهن )1( وحني تراجعت هذه الفردية وطغت عليها الواقعيةنضاع فردوس الفردية اخلصبة كما يشري عبد املنعم تليمة وتبدى فقر الشخصية وعزلتها وعكست اآلداب الربجوازية املعاصرة ال شخصية - ومن هذه اآلداب القصة القصرية ولذا ظهر نتيجة لكل ذلك البطل املغمور أوكما الشخصيةن )2( يسميه صربي حاففنالبطل املقلوبنالذي يشبه املسيح ولكن وهونليس على اجلبل يعف الناس يف قمة وده ولكنه املسيح على اجللجثة أو فوأل الصليب... يف والدته نوع من البطولة -بال شك- ولكنها تلك البطولة اهلادئة الصامتة بل أقول املقهورة بطولة اجللد واملعا نة واحلزن واحتمال الشدائدن )3(. ومن هنا ف ن البطل املثاق كما يسميه ومود السمرة نقد سقط وحل وله أبطال آخرون يف حياتنا اليومية ولكن على صور أخرى نراهم يف اجلماعات املناضلة املتكتلة املؤمنة إبنسانيتهان )4(. وهذا التحول يف مفهوم البطولة قد تطور يف اآلداب العاملية بتطور األبطالكما يقول شكري عياد:نمن ملوح وأمراء إىل أفراد عاديني طبق ا لتطور اجملتمعات اإلنسانية نفسها من وتمعات ميثلها امللك أو األمري إىل وتمعات ميثلها الفرد العادين )5(. ولسنا هنا بصدد التنظري ملفهوم البطولة واترخيه فقد هنضت بذلك دراسات ق ي مة ميكن العودة إليها ولكننا سنأخذ من مفهوم البطولة بعض مالوها الا أخذت هبا القصة القصرية اليمنية يف مسريهتا والا ظهرت مرتبطة ابلواقع االجتماعي يف فرتة ما قبل الثورة واالستقالل الوطين )عامي 1963 م( 1962 ويتمثل ذلك يفنالبطل اإلجيايبن كما يسميه شكري عياد وهونالذي ظهر يف اجملتمعات واآلداب ( 1 ) آالن روب جرييه: و رواية جديدة ت: مصطفى إبراهيم مصطفى دار املعارف 1972 م 1 ص 36. ( 2 ) عبد املنعم تليمة: مقدمة يف نظرية األدب مرجع سابق ص 144. ( 3 ) صربي حافف: اخلصائص البنائية ل قصوصة )دورايت( مرجع سابق ص 29. ( 4 ) ومود السمرة: يف النقد األديب بريوت الدار املتحدة للنشر 1974 م 1 ص 33. ( 5 ) شكري عياد:البطل يف األدب واألساطري القاهرة دار أصدقاء الكتاب للنشر ص

156 العاملية... والذي يعيش للجماعة ويف اجلماعةن )1(. وهذا البطل اإلجيايب ليس بط ال خارق اكما أنه ال تدعمه قوى غيبية ولكنه يستمد قوته من موقعه ومن مجاعته فشيل القرية يف قصةناإلنذار املمز ن )2( يرفض اية املستعمر واخلضوع إلرادته ويستمد ذلك من جلسائهنوقبل أن يبت الشيل يف األمر نق ل عينيه بني وجوه جلسائه أو ابألحرى برملانه الشعيب فقرأ على وجوههم الشاحبة آايت االستنكار واإلصرار على رفضه فالتقط الشيل الرسالة حبركة آلية ومزقها نصفني أعادها إىل الرسول اثنية وقال بصوت خينقه الغيف: ن يف االنتظار للرتحيب بكم وعاد الرسول إىل حكومتهن)ص 13 (. ومن هنا يتصاعد املوقف البطوق هلذا الشيل ومن معه وهو من البداية يدرح نتيجة رفض اإلنذار ومتزيقه ويعلم أن خصمه يفوقه ع د ة وعددا ولكن البطولة تتمثل يف املواجهة وقتال اخلصم والبطل هنا ال خيرج عن واقعه وعصره - فليس بطال خارق ا- فهو يواجه قوة استعمارية بعدد قليل من الرجال يعرف مصريهم وحني تبدأ املعركة غري املتكافئة ويرى املصابني بقذائف الطائرات ف نه يبكي وما بكاؤه إال ألنهنيرى الظلم واالستبداد ينتصران على احلق واحلريةن)ص 16 ( وهذا البطل ينتظره املوت كنتيجة حتمية هو يعرفها وينتظرها لكنه ال ينهزم وال يهرب بل يواجه إىل آخر حلظة من عمره ويتلقى النهاية بكل شجاعةنألنه يشعر شعورا عميقا أبنه سيظل حيا يف مجاعتهن )3( حىت وإن مات نوكماكان أسلوب مترد أهاق القرية أسلواب حضاراي وإنسانيا على الرغم من ختلف احلياة االجتماعية واالقتصادية كان أسلوب رد الفعل االستعماري وحشي ا وخاليا من الضمري اإلنسا فالقصة سد وحشية االستعمار ( 1 ) شكري عياد: املرجع السابق ص 168 ص 169. ( 2 ) أ د وفوظ عمر: قصةناإلنذار املمزألن ص ( 3 ) شكري عياد: البطل يف األدب واألساطري مرجع سابق ص

157 ن الربيطا.. وأن االستعمار مل يكن حيمل رسالة متدينيةنكما يقول عبد علوان )1( وهذا الشعور هو الذي يتجسد يف مالمح بطل إجيايب آخر هونمخيس العفيفينيف قصةنالقوي واألقو ن) 2 ( الذي يستطيع بعدد قليل من أتباعه ال يتجاوزون مخسني رجال أن يكو ن جيش ا لقتال املستعمرين فيذيقهم األمر ين مدافعا عن وطنه وحريته فيتحول لدى الناس إىل منقذ ت ر و ى حكاية بطوالته يف كل مكان ويزيد عليها راوية املقهىنعبده تشوتيهنأحدااث من خياله ويشبهه أببطاله اخلالدين أيب زيد اهلالق وعنرتة ولكن هذا البطل يقع يف أيدي جنود االستعمار وحي بس ابألغالل وي عذ ب لكي يركع للسلطان وللمستعمرين فريفض ويصمد حىت ميوت شاا ا وهو خياطب السلطان بكل ثقة وهو يف أسره بقولهننعم أنت متلك السالح واملال والسلطة واألتباع... لكنك ال تستطيع أن تقهر وترغمين على الركوع..لذلك أ ن أقوى منكن )3(. وهكذا تظهر شخصية البطل يف هاتني القصتني مبالوها املميزة كبطل إجيايب يقف على آخر مشارف البطولة مبفهومها التقليدي املستمدة من اجلماعة يف ظروفها االجتماعية املقهورة دت وطأة الظلم واالستعمار فيبدو البطل مقهورا - أيضا يهزم وينتهي ابملوت ولكن موته يرفعه وجيعله يعيش بني الناس لسمو هدفه الثوري التحرري والبطل الفاضل )اإلجيايب( واملؤذي )السليب( كما يقولنتوماشفسكي Boris Tomashevsky يلون غرض العمل األديب عادة ابنفعال فهو يثري إذن عاطفة إعجاب أو خجل وسوف يثري دائما حكم ا قيمي ان )4( وإذاكانت شخصية البطل يف القصتني السابقتني من حيث زمن الكتابة تنتميان إىل مرحلتني متعاقبتني التقليدية والتجديدية ( 1 ) عبد علوان: تطور الوعي يف قصص أ د وفوظ عمر ولة الثقافة اجلديدة العدد 1 السنة 20 فرباير 1990 م ص ( 2 ) سعيد عولقي: قصةنالقوي واألقوىن ص ( 3 ) سعيد عولقي: قصةنالقوي واألقوىن ص 45. ( 4 ) توماشفسكي: نظرية األغراض مقال ضمن كتابننظرية املنه الشكلين مرجع سابق ص 178.

158 ف هنما معا تعاجلان فرتة زمنية واحدة وهي فرتة ما قبل الثورة ولذلك ف ن شخصية البطل مبفهومها الذي طرحناه تقف عند هذين النموذجني مرتبطة بواقع وطين حيتم وجودةا حيث أنهنال يظهر بطل األبطال كما يقول أوكونور وذلك ماكان على مسرح العمل إال إذاكان اجملتمع قد أصابه ارتباح شاملن )1( حاصال ابلفعل يف تلك الفرتة ومن خيتفي البطل يف القصة القصرية لتحل وله الشخصية مبفهومها يف القصة والا تتناول األفراد العاديني يف أزمتهم الفردية. الشخصية املأزومة: القصة القصرية كما يؤكدنأوكونورن نمل يكن هلا بطل على اإلطالأل وإ ا هلا بدال عن ذلك مجاعة خاصة معزولة هلا مزاجها الذي مييزها عن غريها وهي مجاعة تعا من ألوان الضغو االجتماعية وهي تسعى جاهدة إىل متنفس أو خالصن )2( ويعود غياب البطل يف القصة القصريةكنوع إىل سببني مركزيني كما يرى خريي دومة نألهنا أوال تعزل الشخصية يف حلظة األزمة وحدها وألن حيزها ضيق اثنيا مبا ال يكفي لصناعة بطلن )3( وحني اختفى البطل وظهرنالالبطلنأو الشخصية ف ن القصة يف تنظريها وتطبيقها مع ا قد سارت يف طريلق ر س م مالمح هذه الشخصية وح د د صفاهتا ويقرر أوكونور أبن البداية احلقيقية لظهور هذه الشخصية قد أحدثهانأنطون تشيكوف Anton Chekhov ن) م( يف قصتهنموت املوظف املد ن نف ول مرة يظهر فيها الرجل الصغري يف القصص األمر الذي حيدد ما أعين ابلقصة القصرية أحسن مما ددده أية مصطلحات أخرى... إنكل شيء يفنأكاكي أكاكيفيتشنمن غرابة اده إىل غرابة وظيفته يبدو يف حالة وسطن )4( وهي احلالة الا ( 1 ) أوكونور: مرجع سابق ص 27. ( 2 ) نفس املرجع ص 7 ص.28 ( 3 ) خريي دومة: تداخل األنواع... مرجع سابق ص ( 4 ) أوكونور: مرجع سابق ص 25.

159 تنتفي معها دات البطولة وتظهر الشخصية املغمورة بتنويعاهتا املختلفة وهذه الشخصية هي الغالبة على نتاج القصة القصرية ألن هؤالء األفراد الذين تؤرقهم صبواهتم الصغرية املستحيلة التحقق كما يقول صربي حافف نجيالدون بكربايء ليحققوا بطولة اجلماعات املقهورة الا ال تين داول بالكلل أن تنال حظها من اإلنسانية فتتحطم أرواحها الرقيقة احلساسة اهلشة على صخور هذه ا اولة ولكنها مع ذلك ال تستسلم لليأس بل تواصل أحالمها العصية املستباحةن )1(. وحني نتحدث عن الشخصية هنا ف ننا نعين هبا ذلك الوجود الفين النظري الذي حيددها به النقاد ابعتبارهاكائنات ورقيةكما يقول ابرت )2( ولكنها تعتمل حبضورها الفين فتظهر يف القصة القصرية يف حلظة حادة من حياهتا هذه اللحظة كما يقول يوسف الشارو نوالشخصية فيها ليست يف حالة ثبات أو استقرار بل يف حالة أتزمن )3( ومن هنا تربز مقدرةكاتب القصة من وجهة نظر تقليدية يف تسجيل تلك اللحظة ويتوقف جناح القصة من عدمه على رصد هذه اللحظة الدقيقة. وتبدو الشخصية املأزومة يف املرحلة التقليدية يف القصة القصرية يف وملها ذات طبيعة وددة وهي أن أزمتها خارجية يف الغالب إما بسبب ما يقع عليها من ظلم احلكام وأعواهنم يف مشال اليمن )كشخصية أ د يف قصةنخيكسي ملن جا تع رنوقصةنأنت شيوعين وشخصية الولد يف قصةنشيء امس النفا نيف وموعة صال الدحان )4( أو بسبب املستعمر والشركات األجنبية يف جنوب اليمن كأزمة شخصيةنأم اخلرينالا تقتل ولديها )5( وشخصيةنأم عهدنالا يستشهد زوجها يف عملية فدائية ضد ( 1 ) صربي حافف: )دورايت( مرجع سابق ص 29. ( 2 ) روالن ابرت: مدخل إىل التحليل البنيوي للقصص ت:منذر عياشي مركز اإل اء احلضاري م ص 72. ( 3 ) يوسف الشارو : القصة القصرية نظراي وتطبيقي ا مرجع سابق ص 69. ( 4 ) صال الدحان:نأنت شيوعينقصص: اتكسي ملن جاء تعرب ص 10-5 نأنت شيوعينص نشيء اده النفاألنص ( 5 ) عبد ابوزير: قصةناملتسللونن ص 23.27

160 املستعمر )1( وبسبب الشركات األجنبية يفصلنأ دنمن عمله وحيل بدال عنه موظف أجنيب )2( ومثلهناحلاج سيفن )3(. وقد يكون سبب أزمة الشخصية ن ا عن اهلجرة واالغرتاب عن الوطن ومتثله شخصيةنسلمىنيف قصةناألرض اي سلمىن مد عبد الوق الا يهاجر زوجها ويرتكها وطفلها تعا الوحدة وتقوم ابلعناية ابألرض واألهل كما تظهر شخصية )الم ول د( نتيجة االغرتاب الطويل عن الوطن والعيش يف احلبشة - دديد ا - لفرتة يفقد فيها األطفال أصوهلم فيعانون من عدم االنتماء التام إىل وطن اإلقامة يف حني أهنم ال يعرفون وطن األب األصلي وال سبيل إليه فيعيشون حالة من الضياع والقلق وسوء املعاملة فتظهر أزمتها بسبب ذلك وتنهض برسم هذه احلالة شخصيات ومد عبد الوق يف وموعةناألرض اي سلمىنومنها شخصية قصةنعلى طريق أمسران. يضاف إىل أزمة الشخصية اخلارجية وقوعها دت وضع اجتماعي قا لس يدفعها إىل السرقة لتأكل كما يف قصةناللص.. والضمرينلصال الدحان أو يدفعها إىل اال راف فتغدو من ابئعات اهلوى كشخصية زينب يف قصةنخطيئة زينبنأل د وفوظ عمر وغريها. هذه النماذج من الشخصيات املأزومة مجيعها يكون سبب أزمتها خارجيا -كما الحظنا- ونتيجة لتكرارها وتنويعاهتا يف ارب القاصني تغدو الشخصية مألوفة و طية مرهونة ابلظروف القصصية الا ينسجها القاص حول تلك الشخصيات فيتم تصويرهانكشيء حي يلتقي به القارئ يف واقعه... ويكتفي القاص ابلتقا فرد حيمل ظالال من املؤلف ويكدس عليه املصائب ويسرد املآسي بطريقة إحصائيةن )4( ( 1 ) شفيقة زوقري: قصةنأرملة شهيدن ص ( 2 ) أ د وفوظ عمر: قصةنبقية احلسابن ص ( 3 ) علي ابذيب: قصةناحلاج سيفن ص ( 4 ) عبد احلميد إبراهيم: القصة والشخصية اليمنية ولة الكلمة العدد 43 مايو - يونيو 1977 م ص

161 كما يقول عبد احلميد إبراهيم وتتسم هذه األزمة يف معظمها- أبهنا ليست أزمة وجودية أصيلة يف حياة الشرحية الا تعرب عنها الشخصية لذا تكتسب هذه الشخصيات على رأي أحد الباحثني ندات ميلودرامية تعىن أساس ا لق جلو من التعاطف حيس به املتلقي حيال هذه الشخصيات على الرغم من عدم التعمق يف دواخلهان )1(. ولكن التعمق يف دواخل الشخصية املأزومة يبدو أكثر وضو حا يف املرحلة التجديدية حيث تظهر أزمتها يف الغالب داخلية نفسية ومن هنا ظهرت الشخصية املأزومة أكثر انكفاء على نفسها ويف ذات الوقت أكثر غموضا وتعقيدا فلم تعد تلك الشخصية البسيطة املسطحة نسبي ا والا ميكننفهمها من ورد ملسة واحدة يقوم هبا القارئن )2( على حد تعبري ومد يوسف جنم- ولكنها شخصية معقدة. وعندماكانت الشخصية املأزومة بسبب خارجي أتيت مستلبة مستسلمة ال متلك تغيري الواقع وال حىت مواجهته حبيث متثل دور الضحية فال متلك فعال للرفض وال حىت للمقاومة ألهنا يف الغالب غري واعية أبزمتها - وإن أدركت السبب أحيا ن- ف هنا ال متلك الوعي ملواجهته. ف ن الشخصية املأزومة داخلي ا ختتلف عنها فهي تسري يف أزمتها يف ا اهني اثنني: يتمثل األول يف واولة تغيري اخلارج وفق ا لرؤية الداخل ووعيه حىت ينسجم مع الواقع أو على األقل يقبل به ويسامله فيتعايش معه إىل حني رغم االغرتاب عنه واآلخر: يظهر حني ال ميلك القدرة على التغيري أو التعايش فينكفئ على النفس وقد ينفصل متام ا عن الواقع فيصل إىل حد القطيعة الكاملة معه والا تتمثل يف أعلى مستوايهتا وهو اجلنون وكل ذلك جنده واضح ا يف عدد من شخصيات هذه املرحلة. يظهر وذج الشخصية املأزومة داخلي ا يف املرحلة التجديدية يف ا اهها األول )تغيري اخلارج( على ( 1 ) هيثم احلاج علي: التجريب يف القصة القصرية دراسة يف قصة يوسف الشارو القاهرة اهليئة العامة لقصور الثقافة كتاابت نقدية )105( م ص 159. ( 2 ) ومد يوسف جنم: فن القصة بريوت دار بريوت للطباعة والنشر 1956 م 2 ص

162 سبيل املثال يف شخصيةنزعرتن )1( يف وموعةنبكارة العروسنمليفع عبد الر ن وهي شخصية فالح ميين بسيط مهمش يعا آالم ا نفسية وضغوط ا حياتية ج ر اء عدم إجنابه من زوجته بعد مخس سنوات من الزواج - يف حني أهنا رزقت بطفل من زوج سابق لكنه مات يعمل زعرت يف مزارع التب اخلاصة ابلسيد اإلقطاعي-والعدو يف نفس الوقت- وهو مضطر للعمل والكدح معه شخصية زعرت هذه سد طبقة الفالحني املهمشني هبمومها وطموحاهتا البسيطة لكنها على وعي أبزمتها الداخلية واخلارجية مع ا فزعرت مأزوم داخلي ا بسبب عدم اإلجناب وهتديد شرفه إبحلاح الزوجة على زايرة السيد لإلجناب حبكم ثقافتها الشعبية الساذجة ولكنه يدرح ذلك فريفضه بشد ةنليأذن ابلفرج لكن بدون أن تزوري السيد إال إذا كان السيد هو الذي سيأذن ابلفرج حق ا فهذا أمر آخر ال يتعلق بنا أ ن وأنت فترتكه وتنكمش على نفسهان )2( وأزمته اخلارجية املتوازية مع أزمته الداخلية تبدو يف استغالل جهده وكده حيث يعمل كآلة يف أرض هذا السيد اإلقطاعي مقابل اليسري من أعواد التب )السيقان( الا أيخذها أج را على عمله املتواصل واملضين تتصاعد األزمة الداخلية ابجلدب يف عدم اإلجناب ويعا بعد تعب احلقل تعب ا آخر أشد إيالم ا يف البيت يفننظرات زوجته وتلميحاهتا لضعفه وارتياهبا من رجولتهن)ص 23 ( فتسمم عليه ما تبقى له من هذه احلياة وهتدده يف كل حني بزايرة السيد فيدفعه كل ذلك إىل إدراح مصدر اخلطر وعدم االستسالم واخلضوع فيستبصر الطريق املناسب للخالص والذي يظهر يف هناية القصة حبمل بندقيته املعلقة على الشجرة حيث رأىنعلى أحد غصوهنا بندقية كالشينكوف وحزام ا وشو ا ابلرصاصن)ص 25 ( وقد أصبحت الثورة لديه وهي الفكرة اجلوهرية للقصة سبيال للخالص من اإلقطاع ومصدرا للسعادة ( 1 ) أتيت هذه الشخصية بنفس االسم يف عدد من قصص اجملموعة: يف قصة )موسم التب األخري( وقصة )املناجل والبنادأل( وقصة )رد االعتبار( وقصة )زعرت( كما أتيت صفاهتا ولكن يتغري اسمهاكشخصيةنكابسنيف قصة )الوضع الطبيعي اآلخر لرحم البهجة( وهي مجيعها تنويعات لشخصية جوهرية واحدة ( 2 ) ميفع عبد الر ن: قصةنموسم التب األخرين ص 24.

163 وانفراج األزمة. هذه الشخصية املأزومة داخلي ا د ر كت بفعل إجيايب لتغيري اخلارج يف حني استسلمت شخصيةنزبريناهلامشية املأزومة داخلي ا بسبب جهلها وفقرها وكذا شخصيةنأبو شنبنوغريها من شخصيات وموعةنيف جوف الليلن مد مثىن الا تتفاوت أزمتها بني الداخل واخلارج لكنها تستسلم للواقع اخلارجي فتموت -كشخصيةنزبرينيف قصةنالوليمةن ومجاعة املهاجرين الذين ميوتون يف حادث مروري يف قصةنالكراتان- أو تسقط كفاطمة يف قصةناملومسنحلاجتها للحنان واملالطفة بعد الغياب الطويل للزوج وقد تستسلم الشخصية للواقع فتهرب من املواجهة اتركة األرض لسيطرة الشيل الظامل يف القرية كما فعلنعمرنيف قصةنعندما تتداخل األشياءن نوتنزع معظم قصص ومد مثىن و البحث عن اإلنسان املقهور فأغلب أبطاله هم من الشرحية الشعبية املثقلة أبحزان احلاضرنكما يقول احلسامي )1(. هذه الشخصيات املأزومة مل تقاوم فكانت أزمتها الداخلية سبب ا يف تكسرها على صخرة الواقع اخلارجي فبدت هش ة ضعيفة هروبية. وإذا كان األمر يف األزمة هنا يف حقيقته ورد رصد ملظاهر مأساوية ديط ابلشخصيات فتكون سبب ا يف اهنزامها ويكون الداخل أحد أسباهبا ف ن هذه املظاهر ت ع د كما يبدو من بقااي التأثري الرومانتيكي ملفهوم البطولة وهي بقااي ختتلط ابلنزعة األرسطية يف تصوير البطل النبيل الذي تتكالب عليه القوى األمر الذي يهدف أساس ا إىل تعاطف املتلقي مع هذه الشخصية وهذا ما ميثل الرتاث يف شخصية هذه املرحلة يف حني ميثل التجديد يف رسم الشخصية النوع األكثر انكفاء وأتزم ا وانفصاال عن الواقع وهو الذي يمثل اال اه اآلخر )ا اه االنكفاء على الذات( والذي ال يقوى على فعل إجيايب وال حىت على فعل سليب - فيسقط أو يهرب )يهاجر( ولكنه يغيب عن الواقع وينفصل عنه ويعيش يف عامل خاص به ( 1 ) عبد احلميد احلسامي: التحول االجتماعي يف اليمن من خالل القصة القصرية )حبث غري منشور وهو البحث الفائز هائزة السعيد الثقافية يف دورهتا العاشرة 2006 م( ص

164 وهو عامل اجلنون وهو نوع من اهلروب أيض ا ولكنه هروب عن الواقع وليس فيه. وختتلف القصص يف رسم هذه الشخصية فمنها ما يهتم ببيان السبب ومنها ما جيعله غامض ا وجود اي أو فلسفي ا حبسب رؤية القاص الفنية ورؤية العامل واألخرية أكثر عمق ا يف رسم الشخصيات. وتطور ا يف مسرية القصة ا لتجديدية ومن اذج ذلك يف هذين املستويني )الواضح والغامض( يف القصة التجديدية أتيت شخصية ( ادي( يف قصةناجملنوننلزيد مطيع دماج والا تبني سبب الصدمة اخلارجية الا تقوده إىل أزمته الداخلية/اجلنوننحني ت ذك ر والده كان كواحدة من هذه النمل.. هبط إىل جوف املدفن ومل يعد مطلق ا.. مات لعدم توفر اهلواء.. وأطبق الشيل وحاشيته عليه حبجلر فوهة املدفنن )1( لذلك أصبح جنون ادي مرتبط ا هبذا الفعل ودركه ال يتعدى أتمله الدائم حلركة النمل وانعزاله عن الناس واخلوف منهم وحني ينامون جيمع األكوام املوزعة يف اجلرن يف موسم احلصاد بعد أن حددت لكل واحد من أفراد القرية - حبسب وجاهةكل شخص ومنصبه -كومة تناسب قدره فيقوم ادي لطها يفنكومة واحدة... ويكتفي بعد ذلك ابلنظر وقد اجتمع سكان القريةكلهم مندهشني ملنظر اجلرن وما حل به.. وتطورت ابتسامة ادي املميتة لتصبح ضحكة عالية مدوية تلقفتها اجلبال والسهول والوداين...ن)ص 58( وهو بذلك قد انفصل عن العامل اخلارجي ابنعزاله عن حياة أهل القرية ومبيته هوار قرب الوق وق ب ته الا اختذها منزال لكنه ظل يتعامل مع أهل القرية الذين قتلوا أابه مبنطقه الداخلي الصامت املنعزل وحني يقوم بفعل ما ف نه حيم له قدر ا من الفلسفة والسخرية: الفلسفة يف مساواة الناس بتسوية ح ص تهم من الذرة والسخرية ابلضحك عليهم وهو يتابع صدمتهم عن بع لد وقد د هشوا مبا حدث ألكوام الذرة بعد جهدهم يف توزيعها يف اجلرن هذه الفلسفة والسخرية املركبة ال تصدر عن ونون عادي ولكنها يف ذات الوقت دمل رؤية القاص االجتماعية لواقع القرية يف زمن اإلمام ( 1 ) زيد مطيع دماج: قصةناجملنونن ص 57.

165 تشبه هذه الشخصية يف بيان سبب اجلنون شخصية أخرى هي شخصيةنجودلةنيف قصةنموت البقرة البيضاءنلعبد الكرمي الرازحي تلكناملرأة األربعينية العمر الا كانت ذات أنوثة فاتنة فخرجت ذات مساء تصر وتستغيث ألن سيل الربوع - بعد ليلة عاصفة ممطرة- قد جرف بقرهتا ومصدر رزقها فخرج الناس شبه عراة وأنصاف نيام وراحوا يركضون وراء العمة جودلة الا انطلقت مثل م هلر مجوح القرية... وحني وصلت إليه وجدت بقرهتا البيضاء تطفو منتفخة وراحت هتبط املنحدر املؤدي إىل كريف * وسط مياه الكريفن )1( فيكون ذلك احلادث سبب ا يف جنوهنا وتعود منذ ذلك اليوم حىت تبل من العمر عتي ا وهي دد ث عن البقرة البيضاء حكااي ل ت خرافية وأعماال ولق تدفنها هوار قبورهم إىل إله تعبدها وتصبح البيضاء. خارقة حىت دوهلا إىل أسطورة ومن إىل رسوال للناس بزعمها لتدعوهم إىل شريعة البقرة ويف هذا النموذج من اجلنون قدر من تصوير إيديولوجيا التفكري االجتماعي يف القرية اليمنية البسيطة مبا دمله من أفكار ومعتقدات خرافية عل القاص يرسم صورة الشخصية يف قالب فين حيتوي قدر ا كبري ا من التخييل والعمق وال خيلو من نربة ساخرة سخرية مؤملة علنا نضحك مبا يشبه البكاء على هذا الفرد الذي يعيش هذه احلياة ومطمعه بسيط ي هزم وينكسر بل وجي ن الفتقاده مصدر رزقه الذي ال ميلك س واه ويتمثل يف هذه القصة مبوت البقرة وبعالقة اإلنسان بعناصر الطبيعة يف اجملتمع الريفي البسيط. ومن هنا يبدو التجديد يف واولة قاصي هذه املرحلة يف التناول األديب حلالة اجلنون كنموذج إنسا وهو مما يذكر مبحاوالت عربية نضجة تعاملت مع اجلنون كظاهرة أدبية يف قصصها وذلك يف ربة يوسف إدريس - مثال ن ا معقد ا رهيب ا من الفوضى الباطنية وتشتت * والا حاول هبا أن يواجه عامل كريف القرية: الك ر ي ف مكان تتجمع فيه مياه السيول نوهو ضرب من صهاري مجع املاء وحفظه منها ما يكون وفور ا أو منحوات دت األرض ومقضض ا ومسقوف انكما يشرح ذلك مطهر علي اإلراي يف معجمه:ناملعجم اليمين يف اللغة والرتاث حول مفردات خاصة من اللهجات اليمنية دمشق دار الفكر 1996 م ص ( 1 ) عبد الكرمي الرازحي: قصةنموت البقرة البيضاءن ص

166 االنفعال وهي ربة تقف على مستوى شامل من الطموحن )1( كما يرصدها عبد الر ن أبو عوف. وهكذا يظهر القاص اجملدد يف متكنه من التشكيل اجلماق والبناء املتناسق للشخصية الا تكث ف يف وعينا مالمح أزمة اجلنون كاشفة يف ذات الوقت عن جذورها وأسباهبا سواء كانت اجتماعية ( ادي و جودلة( أو سياسية كمجنون اللوزي كما سيأيت. أما املستوى الغامض يف عدم بيان سبب اجلنون وهو األكثر تعقيد ا على العكس من النماذج السابقة الواضحة فهو الذي ال تتطرأل القصة إىل بيان سببه وتبدو معه شخصية اجملنون متفلسفة ال تتوافق مع الواقع وهي تعي عدم التوافق بل وتصر ح بهنصمت وصار يفكر..كم هي األشياء الا دتاج إىل تدمري..لو أن ق لدمرت هذا العامل وبنيته من جديد ووليت اجملانني أمر إدارة دفته العرجاءمم إنكم ال تثقون يف اجملانني وهذا سبب الكارثةن )2(. إذن ف عادة بناء العامل وإدارة اجملانني له هي قضية هذا اجملنون الذي ال يتوافق مع العامل اخلارجي ألنه من وجهة نظره حيتاج إىل إعادة بناء فهو ونون غري عادي حيمل فكر ا ويتحدث عن قضااي سياسية ويعرب عن كرهه ل مم املتحدة ونيويورح بسبب غطرستهما ويتخيل اهنيارها وبصرختهنغدت أنقاض ا وغبار ا اثئر ا إنه يقف كزعيم ليخطب يف مجوع الكراسي الا أمامه - ويف ذلك رمز عميق هلوس بعض الزعماء يف اخلطابة - ويصفق له صاحب املقهى بعد إهناءكالمه إعجااب ملا قال ويطلب منه أن يكمل خطابه فيقول إنه ليس خطااب نوإ ا هو مشهد من مسرحية مل تكتمل بعدن)ص 60 ( ويف هذا اجلواب داللة لبعد سياسي وإىل هنا يبدو اجملنون وكأنه على وعي كامل بواقعه بطريقة رمزية عميقة لكنه ما يلبث أن يثبت انفصاله مرة أخرى عن هذا الواقع بقوله:نأعتقد أن من حق هذه اجلماهري العريضة الكراسي الا ( 1 ) عبد الر ن أبو عوف: يوسف إدريس وعامله يف القصة القصرية والرواية القاهرة اهليئة العامة للكتاب )مكتبة األسرة( 2005 م ص 161. ( 2 ) حسن اللوزي: قصةنحيدث أحيا ن يف اجلمجمةن ص

167 استمعت إق أن تذهب للصالة وتناول طعام اإلفطارممنوهنا تبدو املفارقة الساخرة الا يقصدها القاص هبذه الشخصية الا حي م لها أفكاره ورؤاه ف ن أصابت فذلك املراد وإن مل تصب فليست سوى شخصية ونونة ال عتب وال حرج يف هذايهنا. وهكذا تبدو الشخصية املأزومة املنفصلة عن الواقع ابجلنون -كأقصى حاالت التأزم واالنكفاء على النفس ورفض الواقع إحدى شخصيات القصة القصرية اليمنية األكثر عمق ا وتعقيد ا ملا دمله من رؤية فكرية يف مرحلتها التجديدية. ت غ بي ال شخصية وبروز الذات: وإذاكانت الشخصية املأزومة قد تبدت يف املرحلتني السابقتني هبذه الطريقة وسارت يف تصويرها من اخلارج إىل الداخل يف أزمتها ف هنا يف املرحلة التجريبية قد أخذت طابعني مغايرين مييل األول إىل الرتاث يف تثبيت نوع الشخصية املأزومة عند النمطني السابقني من التأزم اخلارجي والداخلي وهذا حبسب ما اتفقنا على النظر إليه فيه ثبات وا اه تراثي واآلخر مييل إىل التجديد ولكنه ينتقل مبفهوم الشخصية إىل طور جديد أكثر عمومية و ريد ا وهو الذات مبعىن أن الشخصية قد انتقلت نقلة مغايرة يف هذا الطور من املرحلة التجريبية وهي األجد إىل كوهنا مل تعد ذات مالمح وددة أو حضور جيعلها ذات أبعاد جسمية ونفسية وفكرية واجتماعية واضحة حيددها النصكماكانت عليه يف السابق بل إهنا أضحت ذواات أو فواعل فقط تتمثل يف الضمائر الا تتحرح مبوجبها ودرح احلدث فهي ليست سوى ضمرينأ ن وهونكثري ا ونأنتنقليال بنوعيها املذكر واملؤنث ويف هذه احلالة تتوارى الشخصية يف بناء القصةكما اختفى من قبل احلدث مبفهومه التقليدي وأصبحت الشخصية/الذات ورد عنصر اثنوي إن صح التعبري يف بناء القصة يقصد منه توصيل الفكرة الا غدت هي اهلدف الرئيس يف بنية القصة وأداهتا اللغة املكثفة املوجزة. وانتقال الشخصية -كمفهوم تراثي - إىل الذات -كمفهوم ديدي - هو اإلجناز الذي حيسب -167-

168 للقصة القصرية يف مرحلة التجريب. وتنقسم الشخصية يف هذه املرحلة أيضا إىل طني: ميثل األول البعد الرتاثي داخل مرحلة التجريب ويظهر يف عدد من الشخصيات املأزومة أزمة خارجية أببعادها اجلسمية واالجتماعية مثل:نفاطمة وهبية و امة فوزن... وغريهن ممن ينتظرن األزواج واألبناء املهاجرين ويعانني من الوحدة كما يف قصص وموعةنحجم الرائحةن مد عبد الوكيل جازم ومثل صفية الا تقع ضحية حبها اخلاطئ وسذاجتها القروية يف يد ابن املدينة العابث الذي يفقدها عذريتها فتواجه املوت وحيدة يف قصةنأنانهلدى العطاس ومثلها شخصيةنمرميناليتيمة الا يتهمها اجملتمع هرمية قتل مل ترتكبها تقودها إىل السجن املوت يف قصةنمر نللغريب عمران وأما شخصيةنالعف نلنادية الكوكبا ف ن أزمته تكون بسبب نشأته الضائعة يف بيئة مهمشة وصراعه فيها حىت يصبح رجال لكنه ال يقوى على املواجهة واالستمرار فينتهي إىل اجلنون هذه النماذج السابقة - وغريها - متثل األزمة اخلارجية للشخصية يف حني مثة شخصيات أخرى متثل األزمة الداخلية لعل من أبرزها يف هذه املرحلة شخصيةنهارون الرشيدناألستاذ اجلامعي الذي يعا الع نة فيقوده ذلك العيب اخل لقي إىل أن يتحول إىل سفاح نساء وقاتل غريب األطوار وهي شخصية معقدة يف بنائها ويف مستوى عرضها الفين أيض ا يف قصةنالعنانللغريب عمران تتحرح هذه الشخصية أبزمتها الداخلية حركة عدوانية تقودها إىل اجلرمية وهو رد فعل حاد وخطري يف حني قد تقود األزمة الداخلية الشخصية إىل ورد االستسالم والتعايش السلمي مع احلالة يف قصص أخرى يف هذه املرحلة كشخصية الزوج الذي يعا من مشكلة النسيان يف قصةنخ سرينلنادية الكوكبا وشخصية الزوجة الا تعا فقدان الذاكرة املؤقت الذي يعيدها إىل زمن الطفولة بسبب سقوطها من على املرجيحة يف قصةنئفائرنلنادية الكوكبا أي ضا

169 وبني هذين النمطني من الشخصيات - يف هذه املرحلة التجريبية- مثة شخصيات أخرى عديدة تعيش حاالت متفاوتة من التأز م تقل أو تزيد حبسب مقدرة القاص على تصوير احلالة واالعتناء ابلشخصية ولكنها يف وملها ال تشكل ظاهرة ملفتة فهي متر بنا مرور ا عابرا ال يرتح أثره العميق لذا ال تستطيع الشخصية أن دتفف حبياهتا لفرتة طويلة يف وجدان القارئ. وأما الشخصية الا أصبحت ذاات )ضمري ا( فقط أو ورد )فاعل( ف هنا ختتلفكذلك يف درجة التأزم الذي ترده القصة عنها ولكنها ال تنهض فتمثل حضورا قائما بنفسه لشخصية واضحة وددة األبعاد واملالمح ألهنا تتماهى مع بقية العناصر املكونة للقصة - ورمبا تكون أقلها حضورا - وتذوب يف الفكرة العامة للقصة أو تغيب يف ما أديناه ابلومضة -كشكل- ومن هنا تكاد ختتفي الشخصية وأزمتها معا وتظهر الذات الغائمة الا تنسرب يف الفكرة وتتوارى يف جزئيات السبكة القصصية ذات البنية اللغوية التجديدية القائمة على التكثيف والشعرية. ومن هنا نالحفكيف دركت الشخصية يف طريقة سريها من املرحلة التقليدية حىت التجريبية مبا ميثل حركة تصاعدية من البسيط الواضح إىل اجملرد الغامض من مفهوم البطل اإلجيايب مرورا ابلشخصية املأزومة خارجيا داخليا حىت وصلت إىل الذات الفاعلة )الضمري( الا تغي ب فيها البطل و الشخصية معا. وبعد هذا الرصد العام حلركة الشخصية يف القصة القصرية يف اليمن ميكننا أن نتوقف لقراءة أبرز اذجها وهي يف مسعاها الذي ال ينفصل عن حركة تطور القصة القصرية عموم ا بني قطيب الرتاث والتجديد لنرصدها وفق معيار السري من اخلارج إىل الداخل ومن السطح )اجلسد( إىل العمق )الروح( ومن املباشرة إىل الرمز وسنقف عند ثالثة اذج مت ث لها وهي: الشخصية املوصوفة والشخصية الرمزية وشخصية املرأة.

170 أو ل: الشخصية املوصوفة )تطور يف الدال(: نقصد هبا تلك الشخصية الا حيددها النقاد أببعادها الثالثة والا يلخصها حسني القبا يف ثالثة جوانب هي: اجلانب اخلارجي )الربا ( ويشمل املظهر العام والسلوح الظاهري للشخصية واجلانب الداخلي )اجلوا ( ويشمل األحوال النفسية والفكرية والسلوح النات عنهما واجلانب االجتماعي ويشمل املركز الذي تشغله الشخصية يف اجملتمع وظروفها االجتماعية بوجه عام )1( يف حني جيعلها يوسف الشارو أربعة أبعاد هينالبعد اجلسمي واالجتماعي والنفسي والفكرين )2( مقسم ا البعد الداخلي إىل: نفسي وفكري ولعل تقسيم القبا أكثر دديد ا وكل بعد من أبعاد الشخصية يفضي إىل اآلخر حىت يتم تصويرها نبضة مكتملة حية يف حني قد يقتصر الوصف على بع ل د دون آخر ومن هنا تتفاوت اهتمامات القاصني ودرجة عنايتهم ببناء الشخصية وحبسب هذه العناية الا تسري بوصف الشخصية من اخلارج إىل الداخل من الربا إىل اجلوا نستطيع أن نرصد مسرية الشخصية يف تطورها ونقف عند مفاصلها يف مراحلها الثالث لننظر كيف لت عملية بناء الشخصية. بداية ميكن اخلروج مبالمح عامة للشخصية يف املرحلة التقليدية من خالل استقراء نصوصها حيث تظهر معظم الشخصيات فيها موصوفة بصفاهتا اجلسدية اخلارجية وقد يظهر اجلانب االجتماعي ندرا يف حني خيتفي اجلانب الداخلي )اجلوا ) يف وصف الشخصية يف هذه املرحلة ولو مضينا يف التدليل على ذلك ف ننا سنجد أمثلة كثرية حبيث أتخذ هذه الصفات بعد ذلك طابع ا وذجي ا مقولب ا فالرجل يبدونذا عضال ل ت قوية.. وحيمل شاراب كث ا غزير الشعر طويل القامةن )3( أو أنهنيعلق على وجهه حلية كثيفة ( 1 ) حسني القبا : فن كتابة القصة القاهرة املؤسسة املصرية العامة للتأليف واألنباء والنشر الدار املصرية للتأليف والرتمجة )د. ( )د.ت( ص 70. وينظر: ومود السمرة: يف النقد األديب مرجع سابق ص ( 2 ) يوسف الشارو : القصة القصرية نظراي وتطبيقي ا مرجع سابق ص ( 3 ) أ د وفوظ عمر: قصةنأبو ن علين ص 19.

171 الشعر... ومن وجهه الوقوركان يظهر جالل الشيب وت طل حنكة الك رب..ن )1( يف حني يظهر الشاب بصورة عامةنيف السادسة والعشرين ذو شارب صغري وأنيق ونظارات تبدو خلفها عيون شابة حاملة قوية وواثقة من نفسها وصلعة صغرية تزحف هبدوء لتسيطر على الرأس ذي الشعر األسودن )2( وقد تتجاوز القصة وصف اجلسد لتصف الطباع ولكنها تظل برؤية خارجية جاهزة ت ك ال فيها الصفات النبيلة للشخصية بال حساب فشخصية علي يف قصةنلعنة الكأ"نمثالنمرح إىل أقصى حدود املرح.. ال تفارأل االبتسامة شفتيه.. يتقدكشعلة من النشا دائب احلركة يتمتع بعفة اللسان وال يتكلم إال ابتزان وتفكري عميق على قسط وافر من الذكاء وسرعة البديهة حنون تكمن يف قلبه الشفقة لكل الناس وال يسعى مطلق ا ألن يغضب اآلخرين..ن )3(. كما توصف املرأة أبهنانبيضاء الوجه... هلا عينان ]سوداوانه فيهما جاذبية وأسنان متسقة بيضاء ختتفي خلف شفتني تضيقان ابلدماءن )4( أو أهنانفتاة يف مقتبل العمر ترتدين)ابلطو(نورداي وقد ا سر عن ساقني ممتلئني يف لون احلليب..ن )5( أو أهنا دراء بلون النب قصرية ممتلئة اجلسم ذات شعر أسود..ن )6( إىل غري ذلك من الصفات اجلسدية الا ال ختتلف كثري ا يف وملها عما سبق ومبا أن معظم هذه الشخصيات توصف من اخلارج-كأهنا أ ا جاهزة- ف هنا تغدو لدى بعض القاصني اثبتة مستهلكة مستدعاة-أحيا ن من موروث الشعر العريب القدمي يف صورته األكثر استهالك ا وتكرار ا حني ت شب ه املرأة ابلبدر ونظراهتا ابلسهام القاتلة فشخصية الفتاة الا يتابعها الراوي من على النافذةنيطل ( 1 ) أ د وفوظ عمر: قصةنخطيئة زينبن ص 65. ( 2 ) ومد عبد الوق: قصةنالدرس األخرين ص 28. ( 3 ) أ د وفوظ عمر: قصةنلعنة الكأسن ص ( 4 ) أ د وفوظ عمر: قصةنجريرة العدلن ص 27. ( 5 ) عبد سامل ابوزير: قصةنالسكرانن ص 31. ( 6 ) ومد عبد الوق: قصةنامرأةن ص 5.

172 وجهها املشرأل علي كالبدر يف دائه وعيناها اجلميلتان ترسالن إق من آن آلخر سهامها القاتلةن )1(. هذه الصفات اجلسدية تقود إىل تنميط آخر مييز شخصيات هذه املرحلة التقليدية حيث تنقسم تلك الشخصيات - يف وملها- إىل خرية وشريرة فاخلرية هي ذات الصفات اجلسدية اجلميلة واملتناسقة والقوية وهي ومودة الصفات عالية األخالأل ولذا فهي تتمتع ابلرباءة واخلري املطلق ومن هنا ف ن الكاتب يقود ن إىل التعاطف معها يف أزمتها الا متر هبا يف حني أتيت الشخصية املناوئة أو املعيقة -على حد توصيف البنيويني- ذات طبيعة شريرة شر ا مطلق ا و اذجها يف قصص هذه املرحلة تتمثل يف شخصية األجنيب املستعمر واهلندوسي املستغل يف الشركات األجنبية يف عدن فرتة االستعمار ويف شخصية اجلندي الربيطا أو عسكري اإلمام )العكفي( وكذا يف شخصية الصديق املناوئ للشخصية الرئيسة يف القصة والذي ي صو ر أبنهنرجل شرير ال تفارأل رائحة اخلمر فم ه ميلك دعة قبيحة لدىكل من يعرفونه... وعلى رأسه عمامة خيفي دتها أعماال يعجز إبليس عن عملها.. ويف عينيه بريق ينذر ابلشر الدفنين )2( كما يبدو الزوج املنحرف دائم انعربيدا له ما لض أسود يف دنيا النساءن )3( أونكذئ لب كاسلر يريد أن ميزأل كراما -] الزوجة الطيبة ه أبسنان العهر والرذيلةن )4(. وبذلك تبدو الشخصيات كالدمى حيركها القاص للتعبري عن موضولع أخالقي -يف الغالب- أكثر منها شخصية فنية ألن هذا التنميط )Type( جيعلها ذات بنية سطحية )Flat( يف حني تقل )Raound( الا تستطيع أن تتجاوز طها وخترج عن قالبه الضيق يف هذه املرحلة. الشخصية النامية )5( ( 1 ) عبد سامل ابوزير: قصةنليلة من عمرين ص 65. ( 2 ) أ د وفوظ عمر: قصةنلعنة الكأسن ص 50. ( 3 ) نفسه: قصةنخطيئة زينبن ص 66. ( 4 ) نفسه: قصةنجريرة العدلن ص 28. ( 5 ) متثل الشخصية النامية يف قصص هذه املرحلة شخصيةن نديةنيف قصةننبضات قلبنلشفيقة زوقري.

173 وأتخذ الشخصية يف املرحلة التجديدية طريقني: األول مييل إىل الرتاث حبيث يستمر يف معاجلة الشخصيات على نفس الوترية الا عاجلتها هبا املرحلة التقليدية من الصفات اجلسدية وثنائية اخلري والشر املطلقني ومن تبدو الشخصيات فيها طية سطحية متثل ذلك عدد من شخصيات قصص وموعةنعل ه يعودنلرمزية اإلراي فصورة األم املنتظرة البنها املهاجر أو ابنها الرهينة اثبتة تكاد تكون أ وذج ا لكل شخصية مماثلة يف القصة اليمنية عموما وكذلك شخصية اخلالة )زوج األب( فهي قاسية شريرة )قصة حادثة يف زقا ( ووتلة ملكان األم وغرفة األب كما يف )قصةنالبديلةن وقصةنأشرفن( وتكاد لذلك تكون ذات صورة مكررة يف مجيع هذه القصص فكأهنا تنويعات لشخصية واحدة ومثلها بعض شخصيات حسن اللوزي الا تعا موضوع ا قومي ا كقضية فلسطني من خالل قصةنهيا بنانف ن شخصياهتا ابهتة ال روح فيها وإن أخذت أداء مثل ومد وزايد وليلى الفلسطينيني. وأما بعض شخصيات قصص زيد مطيع دماج فتبدو ذات دور معروف وموروث مثل شيل القرية وفقيهها وعدهلا وعاقلها وفئة املزاينة والدواشني واألخدام... فهي اذج بشرية يف كل قرية مينية أكثر منها شخصيات ذات أبعاد خاصة وقد تتعدد الشخصيات يف القصة الواحدة فتثقلها األداء الكثرية مما يؤثر على فنيتها حبيث ال أتخذ كل شخصية حقها من احلضور مما ينايف طبيعة القصة القصريةنالا مل كما يقول عز الدين إداعيل - فيؤثر ذلك تنشأ لتحليل عددكبري من الشخصيات لضيق حيزهان )1( سلب ا على بنيتها ومن أمثلتها يف هذه املرحلة قصةناهلجرة مرتان وقصةناللعبةنلسعيد عولقي الا تتجاوز شخصياهتا الثالث عشرة شخصية يف كل منهما لذا تبدو ابهتة عجلة وغري ادومة وكما يالحف أحد الكتاب يف تعليقه على قصةناللعبةنأبننعدد الشخصيات واختالف طموحاهتم وتفكريهم قد أفسد على القاص حياكة القصة وائتالفها حول الفكرة الرئيسيةن )2( وقد تتعدد الشخصيات يف القصة ( 1 ) عز الدين إداعيل: األدب وفنونه القاهرة دار الفكر العريب م ص ( 2 ) عبد قيسان: القصة اليمنية القصرية آراء ومالحظات صنعاء مركز عبادي 2005 م 1 ص 30.

174 القصرية - من الناحية النظرية - ولكن شريطة أن ختدم فكرة واحدة أو موقف ا واحد اكما قررنبونيف تعريفه الشهري وقد جنحت قصةناجلسرنلدماج يف ا افظة على املوقف الواحد على الرغم من كثرة الشخصيات وانفتاح القصة على واميع من املثقفني والطلبة والسياسيني واملارة على اجلسر واجلالسني على املقهى... والكل يراقب سقو السيارة مبن فيها من أ نس يف النهر وهي داول اخلروج ولكن على الرغم من كثرة الشخصيات إال أهنا تصب يف فكرة واحدة تتمثل يف السلبية املطلقة هلذه اجلموع وعدم فاعليتها حيال ما حيدث فال ميلكون تغيري ا وال فعال إجيابي ا إلنقاذ الغرقى. وهكذا ف ن ما سبق ميثل الرتاث يف حني أييت التجديد يف عدد من القصص الا تبىن شخصياهتا متوائمة بين جوانبها الثالثة: اخلارجي والداخلي واالجتماعي فتبدو مكتملة نبضة فشخصية زعرت كما سبقت اإلشارة توصف وصف ا خارجي انبقدميه احلافيتني.. وكاهله اهلزيلن )1( كما يوصف الداخل وما تعانيه الشخصية من آالم نفسية بسبب ظلم السيد اإلقطاعي واخلوف على شرفه وكرامته كما أنه يف بع د ه االجتماعي فالح بسيط كادح لكنه يستطيع تقييم األمور فينتمي إىل التنظيم ويصبح رمز انللفالح املتمرد على األوضاع.. والقادر على قلب ميزان القوى لصاحله يف مسألة األرضن )2( -كما الحف علي حسني خلف - وهكذا تسري الشخصية يف وها الطبيعي نتيجة هلذا الصراع فتغدو ذات قضية وطنية وب ع لد فكري مؤثر يف القارئ يعززه موقفها املرتتب على كل ذلك يف اختاذ طريق الثورة للخالص من معا نهتا النفسية واحلياتية ولذلك كانت هذه الشخصية أ وذجا حي ا للشخصية املكتملة البناء والفاعلية والعمق ومثلها أتيت شخصيةنأبو ومدنيف قصةناألئواء امللونةن مد مثىن وشخصيةنخدجيةنالا أجاد حسن اللوزي سيدها يف قصةناملرأة اليت ركضت يف وه الشمسنفهي ذات صفات جسدية وهلا مكانتها االجتماعية كفتاة متعلمة وموظفة هي يف صفاهتا النفسية سوية حبيث تكاد تنبض ابحلياة فهينتعرف ( 1 ) ميفع عبد الر ن: قصةنموسم التب األخرين ص 22. ( 2 ) علي حسني خلف: بكارة العروس والقصة القصرية يف اليمن مقدمة وموعةنبكارة العروسن ص 10.

175 نفسها جيد ا.. صلبة ال ميكن أن تنكسر... وهي قبل ذلك كله أنثى رقيقة و نضجة وهي مرهفة األحاسيسكأجنحة الفراشات الزاهية أبلوان الطيف وهي نعمة كالسر الكامن يف ابطن تكوين مادة احلريرن )1( هبذه العناية واللغة تقدم شخصية خدجية أببعادها ويتضح موقفها الفكري من احلجاب وتتمكن من اخلروج بثياب جديدة سافرة الوجهكامرأة عصرية تشارح يف احلياة اجلديدة بكل ثقة وإصرار ولذا ف ن الشخصية يف هذه القصة - وابلتاق يف معظم قصص هذه املرحلة التجديدية مل تعد سطحية بل أصبحت أكثر عمق ا وحضور ا فنيا ومن هنا صارت أخلد يف ذهن القارئ مبا دمله من داللة عميقة وبعد إنسا حقيقي. ويف حني وصلت الشخصية يف هذه املرحلة إىل هذا املستوى ف هنا يف املرحلة التجريبية قد اختلفت فمنها ما بقي مهتم ا ببناء الشخصية هوانبها الثالثة -كما يف املرحلة السابقة -كبعض قصص الغريب عمران ومنها شخصيةنمرمين وقصص ومد عبد الوكيل جازم فهذه الشخصيات وغريها متثل جانب الرتاث يف هذه املرحلة يف حني سارت الشخصية يف القصص األخرى يف طريق الذات -وهو الغالب- وقد أخذ هذا السري عدة خطوات أةها االهتمام ابألشياء وتشخيصها إىل جوار االهتمام ابلشخصية ومن هنا أييت التشيؤ وهو يف واقع األمر قد بدأ بشكل بسيط منذ املرحلة التجديدية ودديد ا يف قصةنسفر الرتاب اليمايننلعبد الفتاح عبد الوق حني خياطب الرتاب ويسمعه يناجيه ويتم بينهما حوار ختيلي طويل ولكن مع اإلدراح الواعي بني حدود الشخصية وبني الرتاب كرمز للوطن والتشيؤ يف هذه القصة أييت تكميلي ا حبيث ال يغدو الشيء أهم من الشخصية وال يطغى حضوره عليها وهبذا يعد خطوة يف الطريق إىل التشيؤ الكامل الذي سيظهر الحق ا مع هناية املرحلة التجديدية يف قصص عبد الكرمي الرازحي وتغدو فيها األشياء هي الشخصيات الرئيسة يف القصةكالعصا والشجرة والقمر وغريها يف تصوير يعلي فيه القاص من عامل األشياء على حساب الشخصية الا تتوارى خلف األشياء وذلك ميثل ( 1 ) حسن اللوزي: قصةناملرأة الا ركضت يف وه الشمسن ص

176 خطوة مهمة يف طريق التجريب يتناسب مع الرؤية العامة للقاص ني اجلدد ومن قبلهم الروائيون العامليون والا غدت رؤيتهم كما تقول آمال فريد نترفض الشخصيات ألن عاملهم يعطي األولوية ل شياء وألن هذه املدرسة تسمي نفسها مدرسة النظرة Ecole du regard ف ن الكتاب يصورون األشياء تصوير ا موضوعي ا يكاد يكون فوتوغرافي ا ال يغفل أدأل التفاصيل تصوير ا يضفي على هذه األشياء حضور ا يفوأل حضور الشخصيات الا تبدو ابهتة ال روح فيها وحني تتالشى أةية الفرد وتطغى األشياء على الواقع يصبح هذا الواقع غري إنسا ن )1(. وإىل جوار االهتمام ابألشياء بدأت الشخصية يف املرحلة التجريبية ترتاجع وتقل عناية القاص هبا حىت ه تغييبها وسطع الشيء كبديل عنها - لوقت قصري- ولكن قبل غياب الشخصية الكاملكانت حني ت قد م أتيت مشوهة حبيث مل تعد على ما كانت عليه من الكمال واجلمال والصفات احلميدة ولكنها يف الغالب دمل تشويها أو عيب ا خ لقي ا ففي القصص الا ما زالت تعتين بتصوير الشخصية يكون حضورها مشوه ا إىل جوار أزمتها النفسية كأن تكون عوراءنملعت العني الوحيدة أليب اببتسامة طويلة وهو خيطو عتبة بيتنا اجلديدن )2( أو أن تكون مبتورة األطرافنخلع ذراعه اليمىن البالستيكية.. ووضعها على الطاولةن )3( أو تكون ذات مرض نفسي يقودها إىل اجلرمية بسبب حالة العجز كقصةنالعنانوغريها كما أهنا أصبحت تقدم يف قالب من التهكم والسخرية تقرتب يف صفاهتا من الشكل الكاريكاتوري املمسو كشخصيةناملسؤول األول يف احلزب الذي ميلك أعظم أنف ي عد إحدى معجزات الدنيا السبعن )4( كما قد ( 1 ) آمال فريد:القصة القصرية بني الشكل التقليدي واألشكال اجلديدة ولة فصول اجمللد 2 العدد 4 يوليو- سبتمرب 1982 م ص ( 2 ) ومد الغريب عمران: قصةنقاع اليهودن ص 57. ( 3 ) ومد الغريب عمران: قصةنالعننين ص 52. ( 4 ) أروى عبده عثمان: قصةنحزب الفحتات الغويطن ص 47.

177 يظهر للشخصية ذنب ا فتحتار أين تضعه وختفيه فمداعس شوصان األعور ونالحف السخرية يف االسم أيض ا ناعتكف وتشاور مع نفسه بعد أن اجتمع هبا أصدر لنفسه قرار ا يقضي بلف األذ نب حول اخلصرن )1( وحىت املرأة الا كانت توصف أبحلى الصفات وال يبخل القاص ابلثناء على شكلها اخلارجي اجلميل دوم اكع ر لف م ت بلع لدى القاصني ف هنا أصبحت تقدم يف قصص املرحلة التجريبية على هذا النحو املضحكنذات األنفاس القمائمية والراتنجية املكتنزة ابللحم كعمود الشاورمة النيئ.. وال يكف فمها الشهوا عن املض طيلة اليومن )2( أو أهنانتلك الفتاة الشبيهة مبقطورة وشوة قطن ان )3( وذلك إمعان يف تقزمي الذات الفردية وبيان حقيقتها وإنزاهلا من برجها العاجي برؤيتها الرومانسية وجعلها أكثر واقعية بل إن الواقع قد أهاهنا يف معظم األوقات وكل ذلك قاد إىل خطوة أخرى غابت فيها بعد ذلك األشياء - أو التشيؤ-كما تغيبت الشخصية يف عمل القاصني لتصبح الذات/الفاعل هي احلاضرة من خالل الضمائر فقط فال جند يف القصص األكثر ريب ا سوى هذه الضمائر الا تشري إىل الشخصيات كفواعل والا يقول عنها ابرتنميكننا أن نقول إنه ليس مثة قصة واحدة يف العامل من غري شخصيات أو ولكن هذه الفواعل من جهة أخرى وهي جد عديدة ال ميكن أن تكون على األقل من غرينفواعلن )4( ال موصوفة وال مصنفة ابسم مصطلحاتنالشخصياتنوجيب أن نعلن أن الشخص ليس سوى عقالنية نقدية يفرضها عصر ن على فواعل سرديةن )5(. هذه العقالنية النقدية الا فرضها العصر كفواعل سردية م ه د حلضورها التشيؤ الشخصية املشوهة فتحولت بعد ذلك إىل ورد ضمائر تدل على الذوات. ( 1 ) أروى عبده عثمان: قصةنحيدث يف تنكا بالد النامسن ص 66. ( 2 ) وجدي األهدل: رطانة الزمن املقماأل قصةنبدل فاقدنص 22. ( 3 ) وجدي األهدل: رطانة الزمن املقماأل قصةنهارد لكن ص 14. ( 4 ) روالن ابرت: مدخل إىل التحليل البنيوي للقصص مرجع سابق ص ( 5 ) نفس املرجع والصفحة.

178 ومما سبق ندرحكيف سارت الشخصية يف بنائها أببعادها املختلفة من اخلارج إىل الداخل من النمطية والبساطة إىل اخلصوصية والعمق مرورا ابلتشيؤ والتشويه والسخرية وصو ال إىل ت غ ي ب الشخصية وحلول الذات ولها من خالل الضمائر. اثني ا: الشخصية الرمزية )تطور يف املدلول(: يقل حضور الشخصية الرمزية يف املرحلة التقليدية أو مبعىن أدأل يقل توظيف الرمز يف بناء الشخصية فال جندها يف قصص هذه املرحلة سوى يف قصتني ةا:نالغولن مد عبد الوق ونمدينتنا لن تنساهنلعلي ابذيب ففي األوىل الا تروي صراع هند مع الغول يف احلكاية الا يقصها الراوي لصديقته ال خيطئ القارئ من الوهلة األوىل يف معرفة الرتميز يف القصة حبيث يكون الغول رمز ا لإلمام الظاملنلقد أصبح الغول ملك اجلبل بال منازعن )1( ونالغول يسيطر على كل شيءك له جديد على األرضن)ص 19( وتغدو هند ا املرأة الفقرية رمز ا لليمن تقتل اخلوف واألسطورة يف داخلها وتتحرح فيها األمومة من أجل أن ختلص ولدهاناليمين إنسان الغدنمن مرضه وأتيت ابلعالج وهو قلب الغول وتنهض بعد قتاهلا معهنهسدها الفا وشعرها األسود الناعم وقد اسرتسل علىكتفيها وسالت عليه قطرات دمن)ص 23 (. فالشخصية الرمزية هنا واضحة يف املدلول ال خترج عن مضمون وطين ينسجم مع أعمال ومد عبد الوق القصصية والروائية أيضا وكما يالحف ومد زحريينأبن رؤى القاص تتجلى يف اإلميان املطلق ابنتصار اإلنسان اليمين على كل املآسي واألزماتن )2( ومثلها الشخصية يف قصةنمدينتنا لن تنساهنوهي يف القصة بال اسم ورد ضمرينهونلتحمل بعد ا عام ا وتظهر صفات هذه الشخصية من حديث الناس ( 1 ) ومد عبد الوق: قصةنالغولن ص 18. ( 2 ) ومد عبده زحريي: ومد عبد الوق إضاءة للطريق الصعب يف زمن أصعب ولة اليمن اجلديد العدد 8 السنة 12 سبتمرب أكتوبر 1983 م ص

179 عنها وعن أفكارها املتفتحة هذه الشخصية سد فكرة الشخص الثائر على األوضاع املتخلفة يف البلد والذي حيل على مدينتهم من خارجها ويدعوهم للحرية فيتفاعل مع الناس وخيتلط هبم وكأهنم يعرفونه منذ زمن بعيد فيجد له أنصار اكما يعاديه آخرون وتظهر بعض صفاته اجلسدية على لسان علوان العسكري يف امليناء وهي صفات ال دددهكشخصية ولكنها تعمق بعده الرمزي:نيقسم أنه رآه على ظهر ابخرة منذ شهرين ولقد عرفه بقامته الطويلة ونظراته الصارمة وابتسامته الرزينة.. غاب وسط الزحامن )1(. وهبذه الصفات العامة تغدو الشخصية رمز ا للمخل ص الذي حيمل فكر ا درراي دتاجه الشعوب املغلوبة يف زمن االستعمار وهو يتحول إىل فكرة أكثر منه شخصية حقيقية فيظل حيا مع الناس وال تنساه املدينة وكلما مر الزمن يزدادون به تعل ق ا وتغدو قصتهنمثاال حي ا للبطولة والنبل والكفاحن)ص 53 ( ومن هنا تصبح الشخصية الرمزية ذات طابع إيقاظي ثوري ترسم شخصية املخل صكما أسلفنا. ولكنها إمجاال ال خترج ويتسع حضور الشخصية الرمزية يف املرحلة التجديدية يف عدد من القصص عن الرمز لليمن أو الثورة أو اليمين مناضال ومهاجر ا وكثري ا ما تتداخل هذه الرموز ببعضها يف ترابط مستمر وتتفاوت من حيث املباشرة و العمق )يف املدلول( فتكون مباشرة إىل ح ل د تفقد معه رمزيتها يف قصةنبكارة العرو"نمليفع عبد الر ن فعلى الرغم من واولة القاص اإلتيان هبا يف ثوب صادم نوعا ما من خالل اجلنس لكنه غري مقنع حيث تنتظر األم العاشقة/املعشوقة )اليمن( ابن ها املهاجر يف ك ل بلد وابنها اآلخر الضعيف الذي يستعني بغريه ألنه أعرج وأييت على داببة يف 62 من دورة الشمس إشارة إىل اتريل الثورة عام 1962 م فال يستطيع دريرها وهي اتبئة داخل حصنها فال تسلم قيادها ( 1 ) علي ابذيب: قصةنمدينتنا لن تنساهن ص 53. تبل إحدى عشرة شخصية هي: بكارة العروس مليفع عبد الر ن والكرنفال وحسن وأميمة لسعيد عولقي وقراءة للفرح واحلزن يف حياة امرأة مد حيدرة و سفر الرتاب اليما والبشارة لعبد الفتاح عبد الوق وامرأة وابئعة الذرة والفىت مبخوت لزيد مطيع دماج ورأس التيس لعبد الكرمي الرازحي.

180 بل تقاوم حىت يستطيع الشاب العاشق أن يتغلب على ضعفه ويصل إليهان اضطجعت له بشغف وح لب متنحه كنوزها الثمينة الدفينة دت غشاء بكارهتان )1( وهذه النهاية الواضحة تضعف بناء القصةكما متسل الرمز وتتحول فيها القصة إىل نوع من األدب الدعائي املناسبايت الذي يغرأل يف أرقام اترخيية ملتزم ا بقضااي الثورة مما يؤثر على فنية القصة ورمزيتها مع ا. يف حني أتخذ الشخصية الرمزية بعد ا أكثر ريد ا وتطور ا يف املدلول من خالل شخصيةنعم صخرنيف قصةنالكرنفالنلسعيد عولقي وهي تعرب عن شخصية اليمين املناضل الذي أفىن عمره يف الدفاع عن الثورة ويتعرض للسجن من أجلها هاهو ميوت دون أن يشعر به أحد واحتفاالت عيد الثورة على أشدها وأتيت شخصيةنالعم حسننيف قصةنحسن وأميمةنلعولقي أيض ا وكأهنا امتداد لشخصيةنعم صخرنالسابقة حبيث يظهر عم حسن - هوار كونه مقاتال ببندقيته من أجل حبيبته )أميمة( الا ليست سوى اليمن - فالح ا ميني ا أصيال يقوم برعاية األرض وزراعة البستان ابلزهور وتظهر شخصيةنأميمةنيف أكثر من موطن يف القصة متحولة من ورد امرأة حبيبة إىل رمز للثورة لليمن ولكن حسن وأميمة ال يلتقيان لكوهنما رمزان للحلم يف التالحم والوحدة بني الشطرين اليمنيني فالقصة دتوي على حديث مطول عن اتريل اليمن املعاصر وعن الثورة ابنطالقتها األوىل واولة إجهاضها يف الشمال من خالل حرب امللكيني واجلمهوريني صراع قوى اجلبهة بني الشطرين وعلى الرغم من هذا املضمون التارخيي الوطين ف ن الشخصية ظلت - إىل ح ل د ما - وتفظة بتماسكها وبتجردها الذي يدل على الرمز العام لليمين املناضل/الفالح و بوبته اليمن )أميمة( والا ينتهي العمر وملا يلتقيا ويف ذلك منحى واقعي لعدم دقق األهداف من الثورةكاملة وما موت الزهرة الذاوية إال رمز لغروب زمن مضى ولكننعندما شرع يف احلفر ليدفنها رأى برعم زهرةل صغرية جديدية بدأت تتفتحن )2( ويف ذلك استمرار ( 1 ) ميفع عبد الر ن: قصةنبكارة العروسن ص 69. ( 2 ) سعيد عولقي: قصةنحسن وأميمةن ص 109.

181 ل مل القادم واملستقبل األمجل حيثنما زال يف البستان زهور أخرىن)ص 109 (. وبذلك داول القصة من خالل رموزها أن دتفف بفنيتها حىت آخر مشهد فيها لذا تبدو أكثر عمق ا يف وصف الشخصية الرمزية مما سبق. ويستمر الرمز عن اليمن وابنتها الثورة يف قصةنقراءة للفرح واحلزن يف حياة امرأةن مد حيدرة ولعل غموض الرتميز هو الذي دعا وسن يوسف إىل اعتبار هذه القصةنأحجية رك بت من مقاطع.. ولكن القاص يف واقع األمر استخدم تقنية االنتقال من العادي إىل الرمزي ساةت يف زايدة الغموضن )1( حبيث تظهر صفات الفتاة الا تتجه من كوهنا شخصية عادية فتتحول إىل رمز للثورة واخلالص واألم الولودة/اليمن متر الم املخاض الذي ينت عنه فتاة مجيلة تكل م الناس يف املهد وال تقبل اخلضوع للتجارب ألهنا تتجاوز الطفولةكمرحلة متعارف عليها ومن هنا تظهر رمزيتها يف هذا التحول من ورد مولودة عادية إىل مولودة رمزيةنفترتح ميكرفو نت املراسلني والصحفيني األجانب وتطبع على جبني أمها قبلة وقالت بلهجة خاطفة: تغليب على آالمك.. سنلتقي مع الفجر هناح قرب معرب البئر دت الشجرة احلبيبةن )2(. وأما الشخصية الرمزية يف وموعة البشارة لعبد الفتاح عبد الوق فال خترج عن الرمز للثورة وعاملها فشخصية العجوز يف قصة البشارة متثل رمز ا للقدمي بكل أفكاره وتصرفاته ودفاعه عن اإلمام والشاب رمز للجديد لليمين الثائر املتعلم املثقف الذي يستشهد بشعرنبسننينالروسيكما أنه معجون برتاثه الشعيب ومولع به من خالل ترديده لشعر الغناء اليمين وأما صديقهم القنبلة -هبذا املسمى- فليس سوى رمز للثورة يف حني أن فتاة اجلبل القروية الا دافف على أغلى ما لديها لتهبها ملن سيحررها إ ا هي اليمن ( 1 ) وسن يوسف: القصة يف الوطن العريب طرابلس ليبيا املنشأة العامة للنشر والتوزيع واإلعالن كتاب الشعب العدد 1 95 نوفمرب 1985 م ص 348. ( 2 ) ومد صال حيدرة: قصةنقراءة للفرح واحلزن يف حياة امرأةن ص

182 هماهلا األصيل أتيت البشارة والا تعين الثورة واخلالص. وال تقل شخصية ذابح الرتكي وسعدية والعصا يف قصةنالثالثةن 1 يف رمزيتها عما سبق فهي تد ل على مضمون وطين واحد ولكن بتنويعات اتلفة فهي ترمز لليمين بتارخيه ولليمن هماهلا ومفاتنها وللثورة واملقاومة إبرادهتا املتحررة على التواق. فتحمل رمز ا لكل ميين مهاجر تظهر يف شخصية هذا الرجل وأما قصةنسفر الرتاب اليماينن )2( الذي ال حيمل ادا معين ا ولكنه حيمل يف جيب معطفه صر ة قدمية ك تب عليها )تراب ميا عقيق( وهو يف غربته يستنشق هذا الرتاب وحين إليه وميارس معه طقوس ا تصل به إىل حد العبادة حيث يضعه على الطاولةنيظهر الرتاب األ ر واخلرز األ ر فقر ب أنفه حىتكاد يالمس ثروته وصل ى..ن)ص.)31 وإذاكان اليمين املهاجر يف رحلته قد حمل الرتاب يف جيبه ويفكيانه -كفرد يف هذه القصة - ف ن السفر اجلماعي يف رحلة البحث عن الذات املفقودة واستعادهتا قد جسدته بذكاء وعمق قصةنرأس التيسنلعبد الكرمي الرازحي وهي قصة عميقة الداللة والرمز توظف فيها احلكاية الشعبية واخلرافة وعامل )اجل رب ت ( وهم الوقات غريبةنوحو ينامون يف النهار... وإن كانوا أقرب إىل البشر منهم إىل الوحو ن )3( نجيلسون القرفصاء ينامون بعيون مفتوحة متوهجةن)ص 100 ( وهم بذلك ميثلون اآلخر - من بين البشر ولكن بصورة فانتاستيكية مغرقة يف البشاعة - هذا اآلخر يستغل جهد اليمين املهاجر فيحول دمه إىل ذهب هؤالء خيطفون )سعود( ابنة سعدان املرأة الساذجة ذات البعد الرمزي من خالل االسم الذي يبدو أنه ورف عن السعيدة كرمز اثبت وقدمي لليمن السعيد وتبدو هذه الشخصية يف ( 1 ) عبد الفتاح عبد الوق: قصةنالثالثةن ص ( 2 ) عبد الفتاح عبد الوق: قصةنسفر الرتاب اليما ن ص ( 3 ) عبد الكرمي الرازحي: قصةنرأس التيسن ص 99.

183 بالهتها وغبائها معربة عن حال البالد دت وطأة أفكار اخلرافة وسلبية الناس واستسالمهم فتجعل )اجلربت( سبب ا يف اختطاف سعود البلهاء هذه الانتبدو طفلة يف الثالثني من عمرها.. ولوال ثدايها اللذان كا ن مكورين ومنتفخني كبطيختني لظن من رآها أهنا ورد طفلة مل تتعد التاسعةن)ص 94 (. تبدأ رحلة البحث اجلماعية من رجال القرية وشباهبا - دون النساء- الستعادةنسعودنفيرتكون القرية ويذهبون للبحث ويواجهون مصاعبكثرية حيثنيتسلقون حصن النسور فتهب عاصفة شديدة من جهة البحر وملة أبمطار غزيرة أطفأت الفوانيس واملشاعل... فراحوا يزحفون يف الظالم بني املطر والريح يف طريق كحد السيف مشدود بني هاويتنين)ص 99( هذا الزحف ليس سوى رحلة املصاعب الا يواجهها اليمين املهاجر يف رحلته كما أن البحر الذي تشري إليه القصة ميثل املنفذ الذي كان يعرب منه اليمين إىل العامل وهم يف رحلتهم يصلون الليل ابلفجر ليصلوا إىلكهف املوت وأتخذ الرحلة بعد ا أسطوراي ميثل هجرة أزلية ويلتقي الواقعي ابلفانتاستيكي يف السرد فبعد أن ينزل احلاج نجي وأوالده الثالثة سعدان احلطاب وبعده نزل أكثر من عشرين رجال بواسطة احلبال ف هنم مل يعودوا منكهف املوت )رحلة اهلجرة( فضلت النساء يف القرية تنتظر عودهتم مجيع ا ولكن الرجلني اللذين بقيا على الصخرة وكا ن ميسكان ابحلبل لينزل الرجال إىلكهف املوت دجرا مع الزمن - ابنتظار عودة من نزل- ودوال إىل قرنني ابرزين لصخرة النسور الا يسموهنا اآلننرأس التيسن)ص 101( يف حني أن الشخصية الرمزية سعود قد دولت إىل سراب وخيبة أملنرأوا سعود البلهاء جالسة القرفصاء تلد أطفا ال ميتنيكالضفادع لكنهم وقد اقرتبوا منها مل يروا شيئ ا سوى ثديها الذي راح ينأى ويتباعدن)ص 100(. ومن هنا تتعمق الشخصية الرمزية وتغدو ذات رؤية وجودية تعرب عن مصري الشخصية اليمنية وصراعها مع اهلجرة الا يدفعها إليها واقعها اخلرايف املليء ابملخلوقات الغريبة ألهنا ال د ذاهتا فتظهر رؤيتها للعامل ممزوجة مبخلفات األفكار السحرية واخلرافية فال تفهم واقعها إال يف إطار مؤد أبفكار عجائبية ألهنا مل تصل إىل حد النض املعريف واالجتماعي شأن شخصيتها الرمزية )سعود( على الرغم من

184 سنها الثالثيين ولكنها ال تستطيع أن ددد مصريها أو تعرف مسعاها لذاكانت الشخصية الرمزية العميقة معربة عن استالب املرحلة وعجزها وال نكاد جند يف القصة اليمنية قصة مثل هذه يف تطور مدلوهلا املوغل يف خصوصية القرية أبفكارها واملتجذر يف نفس الوقت يف عمق الرمز حبيث تبتعد إىل ح ل دكبري عن املباشرة وتعا قضية جوهرية يف حياة اليمين وهي قضية اهلجرة ولكن بطابع رمزي ذكي يف عمق داللته. وبني هذين املستويني من تصوير الشخصية الرمزية مثة اذج أخرى متفاوتة ولكن هذين املستويني يظهر فيهما مدى تطور الشخصية الرمزية وتعمقها من الرمز املباشر إىل الرمز املؤسطر العميق الذي -كما يسميها جورج لوكا - Georg Lukacs يف مرحلة حيملنسيماء فكرية للشخصيةن )1( التجديد يف حني تظهر الشخصية الرمزية يف املرحلة التجريبية ذات طبيعة ال خترج عن موروث ما سبق يف اذجها األكثر ميال إىل الرتاث وهي ذات الشخصيات الواضحة لذا ف ن الشخصية الرمزية يف هذه لسامي الشاطيب املرحلة ال تتجاوز بعدها الوطين كما يف املراحل السابقة فتأيت شخصيةناللقيطةن )2( رمز ا لليمن بتارخيها الطويل كما تندم الشخصية الرمزية للمحبوبة بصنعاء املدينة/الوطنكما يف قصةنصنعاء ل تعرفيننللغريب عمران وابحلياة عموم اكما يف قصةنللقمر وجهاننلنفس الكاتب. يف حني أتخذ الشخصية الرمزية بعد ا سياسي ا يف قصص أروى عبده عثمان من خالل شخصياهتا الشعبية )مسمى ومضمو ن ( فجودلة رمز اليمننالا ال يعشقها إال اجلبناء واألنذالن )3( وشخصياتنعلي املقشنن ومداعس شوصان األعورنتغدو رموز ا ساخرة للمشايل والقيادات املتسلطة يف البلد )تنكا(/اليمن يف اجملموعة عموم ا وفيما عدا ذلك يف هذه املرحلة التجريبية ف ن الشخصية الرمزية ترتاجع وتكاد ختتفي ( 1 ) جورج لوكا : دراسات يف الواقعية ترمجة: نيف بلوز بريوت )ود( املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع 2006 م 4 ص 24. ( 2 ) سامي الشاطيب: قصةناللقيطةن ص ( 3 ) أروى عبده عثمان: قصةنجودلةن ص 30.

185 متام ا يف بقية اجملموعات القصصية وذلك لغياب الشخصية عموم ا وحضور الذات كضمائر ورده. وقد يبدو من نحية أخرى أن هذه الذوات/الضمائر تنفتح على أفق التأويل وتعدد القراءات فتغدو من قبيل آخر تنوعا واسع ا للشخصية الرمزية الا ميكن قراءهتا بسبب ريد مرموزها وعدم دديدها بشخصية معينة قراءة أتويلية رمزية يف عدد من القصص الناضجة فنيا ذات البناء اللغوي املكثف من قصص هذه املرحلة التجريبية. اثلث ا: شخصية املرأة )تطور يف الدال واملدلول(: تبدو شخصية املرأة يف املرحلة التقليدية غري منفصلة عن بناء الشخصية بوجه عام كما سبق توضيحها وال خترج يف اذجها عن ا بوبة واملومس والزوجة واألم فهي يف الغالب توصفكجس ل د خارجي إنكانت حمبوبة أو عشيقة وهي يف هذه احلالة تركز على وصف مفاتنها األنثوية فتبدونبيضاء الوجهن )1( نعلى قسط وافر من اجلمال والوداعة واالتزان يف حديثها سحر صوت عبد الوهاب الذي يتراقص يف أذنيك حني تسمعهن )2( وال خترج الصفات يف الغالب عننالساقني الرخاميتني والوجه املشرأل والشفتني املكتنزتني والعينني السوداوين..ن )3(. وأما شخصية املرأة املومس فهي أتخذ نفس الصفات اجلسدية ويعد ومد عبد الوق ممن أفاض يف رسم هذه الشخصية يف عدد من قصصه يف هذه املرحلة فاملرأة لديه مثرية دوم ا ويرتبط حضورها ابجلنس ولكنها قد تغدو يف مواطن كثرية ل مستلبة مستسلمة للرجل فهي ليست سوى جسد و اصة املرأة املهمشة أو املول دة أو احلبشية الا تظهر صورهتا اثبتة ومكررة وكأهنا امرأة واحدة فهيندراء بلون النب ( 1 ) أ د وفوظ عمر: قصةنجريرة العدلن ص 27. ( 2 ) أ د وفوظ عمر: قصةنخطيئة زينبن ص 65. ( 3 ) عبد سامل ابوزير: قصةنليلة من عمرين ص 65.

186 قصرية ممتلئة اجلسم ذات شعر أسودكخيو الليل وعينني واسعتنين )1( وعندما دضر املرأة فهي إم ا بغي مومسكقصةنامرأةن أونقصة عند امرأةن أو تعا من احلرمانكاملرأة الا وجدها يفنسوأل السبتنتراقب صراع احلمار مع احلبل الذي حياول الفكاح منه ليذهب فيواقع األاتن وهنا ارتبا بعامل احليوان ومعايشة له فتساعده وتفك رابطهنوجلست بعيد ا تنظر ويف عيوننا شيء ما مشرتح.. امرأة شابة يف الثالثني يلمع يف عينيها الظمأن )2( وحني يصف املرأة ومعظم النساء لديه بال اسم لتدل على جنس النساء عموما حىت وإنكانت ابئسة شحاذةكتلك الشابة الا تتكسب ابلرقص على أغنية هتامية يف السوأل ف نه يصف جسدها فقط وال يعنيه سواه ولو أن القاص ركز على اإلحساس املرتبط مبعا نة هذه الشابة الا تتكسب هسدها فرتقص لتأكل مما قد جيود به املتفرجون يف هذا السوأل البائس لكان قد دفع ابلشخصية خطوات أكثر عمق ا ولكنه يكتفي ابحلديث عنها مع املرأة ا رومة -سالفة الذكر- فال يصف منها سوى جسدها وما أاثرته فيه أثناء الرقصنحبركاهتا اللولبية املثرية وفمها نصف املفتوح ولساهنا وهي متر به على شفتيها املمتلئني علين أغيب يف دوامة من البؤسن)ص 54 ( ولكن البؤس الذي يعنيه ال يتناسب مع البؤس الذي تعيشه الفتاة فبؤسه نت عن شهوة يف حني بؤسها نت عن فاقة اضطرهتا للرقص لتأكل يف حني يتأملها هو وغريه فال يهمهم سوىنعينيها السوداوين اللتني فيهما نداء وشفتاها خطيئة وجسمها جحيم من اللذةن)ص 54 ( و ال أدري أي لذة ميكن أن تثريه هذه الفتاة السوداء التعيسة يف موقفها هذا م. إال أن القاص يريد من خالل اجلنس تصوير الوضع االجتماعي السيئ يف اليمن وحالة الكبت واحلرمان املرتبط ابلتخلف والفقر فمكنه ذلك كما يقول عبد الر ن عبد اخلالق نمن الدخول إىل عمق العالقات االجتماعية التقليدية وتعريتهان )3( ( 1 ) ومد عبد الوق: قصةنامرأةن ص 11. ( 2 ) ومد عبد الوق: قصةنسوأل السبتن ص 53. ( 3 ) عبدالر ن عبداخلالق:املرأة واجلنس يف أدب ومد أ د عبد الوق ولة احلكمة العدد 193 يوليو 1992 م ص 46.

187 وتكون املرأة يف قصص ومد عبد الوق وردكائن ضعيف مستلب ال متلك إرادة فبمجرد أن يدعوها للجنس توافق- دت قهر احلاجة -نتغتسل وتذهب لتحضر بعض القات وتعود وينام معهان )1( وأما املرأة احلبشية فهي امرأة اعتادت علىنترويض أطفال آخرين مثلهمن )2( يتحرشون هبا فتقبلهم وتضمهم إىل صدرها وتنصرف ألهنا مشغولة مبوعد آخر أو أهنا تتكسب ابجلنس وتدعو إليه فعلى طريق أدرانهناح أكثر من عشرة أبواب ينام خلفها سرر... وعلى السرر وعند األبواب نساء يبعن شيئ ا لكل طارأل والسرر تنادي اجلميعن )3( وقد تدعوه بشكل مباشر إىل املمارسةنفتلك املومس كانت تنظر إ ق عرب الشارع وكنت ش ب ع ا.. وغمزت بعينيها وكانت قهقهات مت الطريق الضجرةن)ص 116 (. وليست شخصية املرأة يف هذه املرحلة سوى صورة لواقعها االجتماعي فهي ضحية للجهل وسيطرة الرجل الذي يعيش دت قهر املستعمر أو النظام اإلقطاعي املتخلف فيكون ضحية له وميارس رد فعله على املرأة ومن هنا ف ن صورة املرأة وضعفها ليس إال دليال على وضع اجتماعي مقهور يعيشه الرجل قبل املرأة ولعل ومد عبد الوق قد وظف صورة املرأة بدالالت دمل بعد ا سياسي ا حيث تغدو املرأة يف عدد من قصصه رمز ا للوطن ويف ضعفها واستالهبا مؤشر ملا يعانيه البلد من استالب وخضوع. وأما شخصية الزوجة يف قصص هذه املرحلة ف هنا طية ال يهتم القاص ابلوقوف لديها فهي ورد امرأة قد تكون ريفية جاهلة وذلك واقعها كشخصيةن يدةنالا تنتقل من الريف إىل املدينة ساذجة وبسبب جهلها وتواضع مجاهلا ينتهي مصريها إىل الطالألن )4( أو أهنا وردنسلعة اشرتاها من السوأل بثمن وأحبها ألنه صرف فيها نقود ان )5( وقد تصور على أهنا زوجة صابرة منتظرة للزوج الغائب الذي ( 1 ) ومد عبد الوق: قصةنعند امرأةن ص 63. ( 2 ) ومد عبد الوق: قصةنامرأةن ص 12. ( 3 ) ومد عبد الوق: قصةنعلى طريق أدران ص 116. ( 4 ) صال الدحان: قصةنأنت شيوعين ص ( 5 ) نفسه: قصةنأيش ادك ن ص 32.

188 الا تعيش يف عمر السادسة هاجر منذ أعوام وتركها ترعى األرض وتريب األطفالكشخصيةنسلمىن )1( والعشرين وكأهنا يف سن الكهولة والعجز تدفن أحالمها وشباهبا وهي تنتظر الزوج الغائب فتعكس بذلك -كما يقول وهب رومية -نحياة املرأة اليمنية يف الريف بعامة وصورة اجملتمع املتخلف القاسي وتبدو الغربة قدر ا عاتي ا يلف اجلميعن )2( وهي صورة تتكرر معكل زوجة مينية تنتظر غائبها يف معظم القصص ولذا ف ن شخصية الزوجة تتحول إىل صورة طية يف هذه املرحلة ومثلها شخصية األم الا ميكننا القول أبهنا ذات وصف يكاد يكون واحد ا يف مجيع القصص فهينذات ي ل د حنونن )3( ن نح إىل الصمت وتطيل الصالةن )4( أونتبكي وختفي عينيها أبصابعها النحيلة املصفرة حال وداعهن )5( أو تكون مالذ ا ومصدر أمان البنتهانبنظراهتا العميقة ووجهها احلنون وصوهتا الدافئ الرقيقن )6( وهبذا تكون صورة األم عامة اثبتة ال تقدم جديد ا. أما يف املرحلة التجديدية فتظل صورة الزوجة واألم على طيتها يف بعض اذجها - ممثلة بذلك جانب الرتاث يف حني أييت التجديد يف صورة املرأة املتحررة من القيود االجتماعية حبسب رؤية القاص وطموحه - درر ا خاطئ ا - ويف صورة املرأة الطاوة إىل التحرر السليم عن قيود اجتماعية ابلية كما أييت التجديد يف تنويعات تتمثل يف شخصية املرأة املشعوذة واملرأة اجملنونة. ( 1 ) ومد عبد الوق: قصةناألرض اي سلمىن ص ( 2 ) وهب رومية: مشكلة اهلجرة يف أعمال ومد عبد الوق القصصية ولة اليمن اجلديد العدد 6 السنة 16 يونيو 1987 م ص 79. ( 3 ) أ د وفوظ عمر: قصةنبقية احلسابن ص 63. ( 4 ) علي ابذيب: قصةنديا مصرن ص 9. ( 5 ) علي ابذيب: قصةنالقرارن ص ( 6 ) شفيقة زوقري: قصةننبضات قلبن ص 9.

189 أتيت صورة الزوجة الصابرة املنتظرة يف عدد من القصص مثل قصةنعل يعودنلرمزية اإلراي وغريها وقد تبدو مستسلمة يف بعض األحيان حيث تتعرض للسقو بسبب الغياب الطويل للزوج واحلاجة إما إىل إخراجه من سجنه )قصةنصورت يف الظاللن( أو احلاجة إىل احلنان والكالم املعسول الذي تفتقده يف زوجها المس ن )قصةناملومسن( أو احلاجة للزوج الشاب الذي يعف ها بدال عن العنوسة الا تعيشها )قصةنوأحس مت بظمأ مكبوتن( ومجيعها مد مثىن ومثلها شخصية األم الا ال تتجاوز املرحلة السابقة يف صورهتا النمطية كقصةنالوشم األسودن مد حيدرة وقصةنأحالم أمنلرمزية اإلراي وغريها ولكن تظهر صورة األم أكثر فاعلية وواقعية يف قصتني من قصص هذه املرحلة ةا: قصةنموعد مع األمواجنلسعيد عولقي وقصةنالرهينةنلرمزية اإلراي ففي األوىل يكون ل م حضور فاعل حني تزور ابنها ف ت ط لع على حقيقة سجنه و د زوجته وحفيدها يف حالة من اجلوع واخلوف شديدة فتطعمهم وتبدأ يف السعي والصرا من أجل ابنها لدى دوائر احلكومة لتخرجه من سجن )الناخوذا( )1( املستغل ولكنها بعد أشهر من السعي تصاب ابليأس وتفقد اسها ومتوت كمد ا أمام ابنها وهو يف زنزانته يف حني تصاب أم الرهينة يف قصةنالرهينةنلإلراي حبالة من اهليسترياي واجلنون بعد أخذ ولدها من بني يديها ليو د ع كرهينة يف قصر اإلمام فال تستطيع إنقاذه وتصر ابنفعال فت حبس هي األخرى يف سجن األب/شيل القبيلة ودكي قصتها هبذر لكل غا ل د ورائح يف بطن الوادي هااتن الشخصيتان تصوران حالة اجتماعية ال تتجاوز املرأة فيها واقعها مبرارته وصعوبته وال تستطيع ههدها الضعيف ختليص ولدها من حبسه أو رهنه وإن دركت بدافع األمومة يف واولتها البائسة الفاشلة ولكنها كشخصية فنية متثل استثناء يف خطوة أكثر عمق ا يف رسم شخصية األم مما مر بنا من قبل. وأما اخلطوة األهم يف رسم شخصية املرأة يف هذه املرحلة بطريقة ديدية فهي الا تظهر يف وموعةنبكارة العرو"نمليفع عبد الر ن حيث تبدو صورة املرأة فيها متحررة أكثر من واقعها احلقيقي ( 1 ) الناخوذا: هوكبري البحارة.

190 فهي الا تذهب إىل الرجل يف داره وتيقظهكل صباح يف الساعة التاسعة وتبدأ أبسلحتها املهيجةنفتلقي عليه القبلة األوىل الا انطلقت خافتةكأهنا من مسدس صامت والثانية انطلقت سريعةكصارو والثالثة سرت طويلة النفسكفتيل لغم وجهازي العصيب يتعبأ ابلبارود مبادة ال يت. إن. يت الناسفة شديدة االنفجارن )1( هذا اهلجوم املسلح هبذه املصطلحات العسكرية تقوم هبا املرأة الا تذهب إليه وتدعوه إىل اجلنس وتقول بكل ثقةنستحميين مؤقت ا حبوب منع احلملن واستخدام القاص للجنس على لسان فتاة اثئرة على البيتكما يف قصةناخلوف ذو اللون األصفرن وقصةنالدرب الذي ل ينتهين وقصةنليكن جحشا املدعو حبييبنإ ا أييت كما يالحف ومد صال الشنطي يف حديثه العام عن ارب عربية مماثلة نكطريقة للصدام مع اجملتمع... انسياق ا مع روح الرفض اجلامح لكل شيءن )2( فهو يستخدم عبارات مباشرة وجارحة ومفردات تنتمي إىل قاموس السباب حني تشتم أهلها أبقذع األلفاظ فهمنكالبن ونخنازيرن )3( ألهنم مينعوهنا من اخلروج والذهاب إليه وهي بذلك -كما يرى علي جواد الطاهر رد فعل لصورة املرأة يف قصص الرواد الا يشكلها الرجل حسب رغبته لكنها يف قصص اجليل لكن هذه الثورة واجلرأة املبال فيها ليست واقعية بل هي صورة اجلديد كما عند ميفع تثور على التقاليدن )4( ملا يريدها عليه القاص ابلرتوي إليديولوجيا الفكر املاركسيكفكر رائ يف جنوب اليمن يف ذلك الزمن - أكثر مما تعرب عن املرأة نفسها يف البيئة اليمنية يف تلك املرحلة وذلك ما الحظه أ د ومد عطيةنفالقصة تدعو إىل التحرر من واقع مغلق بينما شخصياهتا تتمتع بكل التحرر والقيم اجلديدة يف ( 1 ) ميفع عبد الر ن: قصةناخلوف ذو اللون األصفرن ص 49. ( 2 ) ومد صال الشنطي: القصة القصرية املعاصرة يف اململكة العربية السعودية ندراسة نقديةن الرايض دار املريل للنشر ه 1987 م ص 334. ( 3 ) ميفع عبد الر ن: قصةنالدرب الذي ال ينتهين ص 19. ( 4 ) علي جواد الطاهر: تعريف ابلرواية والقصة اليمنية )دورايت( مرجع سابق ص

191 الواقع القصصين )1( لذا ال تبدو الشخصية يف هذه احلالة ذات عمق حقيقيكما أهنا ال دمل قضية ذات معىن غري كوهنا تريد التحرر ملمارسة الرغبة برؤية مراهقة مع من د بندون أن يفلسف موقف ا أو خيدم احلركة الفنيةنعلى حد تعبري عبد احلميد إبراهيم )2( فذلك ليسكل شيء يهم املرأة ولو فطن القاص إىل تكريس الدعوة خلروج املرأة ودررها ال عن القيم ولكن عن الظالم الذي عاشت فيه يف عصر استالب كينونتها وبقائها رهينة الدار متخلفة جاهلة ولو فعل ذلك لكان أجدى يف رسم الشخصية يف أهم مفاصل معا نهتا ولكن هذه ا اولة الا نزعم أهنا مل تكن على قدر من النجاح ألهنا قد ضلت طريقها هبذه الصورة لدى هذا القاص ف هنا لدى قاص آخر هو حسن اللوزي قد جنحت إىل ح ل دكبري حيث أصبحت املرأة لديه أكثر تواز ن وعمق ا فلم تعد جسد ا فقط كما أهنا ليست داعية للجنس وال تكملة للصورة القصصية ومل يعد حضورها سلبي ا أو مفتع ال حبسب إيديولوجيا املؤلف لرتوي فكلر ما ولكنها غدت ذات حضور مؤثر وشخصية مكتملة متوازنة دمل قضية جوهرية أصيلة يف وجودها فمن أجل أن تكون امرأة معاصرة متحررة من القيود الا ك ب لتها وأط رت بنات جنسها عن املشاركة احلقيقية يف اجملتمع كان ال بد أن تقف أمام هذه التقاليد الا ال ختدمها وتقف يف مواجهتها مبنطقية وهبدوء مصر ة على موقفها من احلجاب ليس موقف الرافض متام ا ألن اجملتمع لن يقبل ابلسفور التام وهي تعي ذلك ولكنها تريد اخلروج ابحلجاب الشرعيكاشفة الوجه فقط بثياب عصرية تغطي جسدها وتتيح هلا احلرية يف عملها وااطبة زمالئها فتحرأل مالبسها القدمية الشرشف وتقاوم إبصرار رفض والدها وعنفه لتفرض إرادهتا ابحلجة واإلقناعكفتاة متعلمة ويقبل األب روجها إىل العملكما أرادت. ولذلك فشخصية املرأة خدجية هنا أكثر عمق ا مبا دمله من فكر يف طريق احلياة املعاصرة ولعل اللوزي هو أهم منكتب عن املرأة يف هذه املرحلة وكأنه -كما يقول عبد امللك مراتض -نقد خ لق ( 1 ) أ د ومد عطية: يف القصة اليمنية القصرية مرجع سابق ص 20. ( 2 ) عبد احلميد إبراهيم: القصة اليمنية وجيل السبعينيات ولة الكلمة العدد 45 مارس 1978 م ص

192 ليكتب عن املرأة الا منحها بسطة واسعة للدفاع عن مكانتها يف احلياةن )1( وحىت حني يصورها يف موقف جنسي وحلظة ضعف ف هنا أتيت واقعية نبضة فهي ترفض إحلاح جارها الشاب ومغازلته املستمرة هلا على الرغم من حاجتها لبعدها عن الزوج لسنوات عشر وهي منتظرة لكنها دافف على نفسها ودعتها ما استطاعت فتصد ه تشتمه تضربه وحني يهجم عليها ترفض بشراسة كالنمرة الضارية تعارض متانع تتظاهر ابلتأ ترتدد ودار وهذاكما يقول مراتضنشأن ي لحف يف سلوح أي امرأة كرمية.. ولكن نتيجة هذا الوصال اجلنسيكانت وخيمة حيث قتل الرجل واملرأة مع انوبعد فرتة من الزمن حدث أن خرجت من ذلك البيت جنازاتن لرجل وامرأةن )2( فاجملتمع ال يتساهل يف مثل هذه األمور فيسمح لرجل وامرأة مبمارسة اجلنس بصورة غري شرعية على مرأى ومسمع منه بدون عقابن 3 ويف هذه النهاية للقصة داللة فلسفية كما يقول عبد احلميد إبراهيم نألنه بذلك يقرتب من القصة احلديثة الا عل من موضوع اجلنس ميدا ن تتكشف فيه القدرية ووضع اإلنسان يف الكون وتطرح فيه تساؤالت وواوالت لالقرتاب من فهم األلغازن )4(. ومن التجديد يف هذه املرحلة ظهور تنويعات يف شخصية املرأة ومن أمثلتها شخصية الكاهنة املشعوذةنسيدة بنت علوانناملرأة الا تشفي الناس يف القرية بربكة الوق ابن علوان بزعمها وهي امرأة توصف يف القصة أبهنانكاهنة ذات أنف معقوفكمنقار بومةن )5( مل تتزوج ألن ابن علوانكان ح ب ها تقولنخدمت ترابه منذكنت صبية.. أغرتين الرايالت الفضية وأضواء الشموع عندما سال دم احليض ( 1 ) عبد امللك مراتض:مالمح الشخصية يف القصة اليمنية املعاصرة املعرفة العدد 4 السنة 1 يوليو 1988 م ص 15. ( 2 ) حسن اللوزي: قصةنالعطشن ص 17. ( 3 ) عبد امللك مراتض: مالمح الشخصية يف القصة اليمنية املعاصرة )دورايت( مرجع سابق ص 19. ( 4 ) عبد احلميد إبراهيم: القصة اليمنية وجيل السبعينيات )دورايت( مرجع سابق ص 34. ( 5 ) عبد الفتاح عبد الوق: قصةنقل له يزور قربين ص

193 على أعقايب منعتين روح ابن علوان عن البحث.. جعلتين أحيا كراهبة وتبتلت لهن)ص 36( هذه الشخصية هلا دور مهم يف القصة حيث متثل مدى سيطرة األفكار الشعبية على الناس يف القرية وقد ألبسوها دور ا مقدس ا حىت تشفي الناس من األمراض ومنها مرضنالريح احلمراءن)الشلل( الذي أصاب هند ا حىت أودى حبياهتا بعد ذلك وهذه الشخصية استطاع القاص أن جييد ردها ويبني مدى ضعفها وجهلها وشبقها يف حقيقة أمرها على العكس مما يراها عليه الناس من ادعاء العفاف وذلك من خالل ماكانت تقوم به من حركات فاضحة مع ذلك الشاب املراهق وما تظهره للنساء من براءة وتدين ولذلك فقد كسبت القصة القصرية تنويع ا جديد ا يف شخصية املرأة ومن هذه الشخصيات ما يصل هبا إىل حد الرمزكشخصية )سعود( -كما رأينا- ومنها ما يصورها جافة آلية تصل هبا إىل حدود التشيؤكما يف قصةنحلم مزدوجنللرازحي فاملرأة األمريكية الا رآها داخل بوفية مل تكن سوىنامرأة من البالستيكن )1( والا اصطدم هبا يف املصعدنفتاة بالستيكية مجيلة سقط من صدرها ثداين حبجم بيض النعام وصرخت الفتاة وقد رأت ثدييها يتدحرجان يف املصعد اآلق بني أرجل املارة..ن)ص 68( وعلى الرغم مما يف هذا التصوير من اخليال وعنصر احللم والفانتاستيك املسيطر على جو القصة إال أن شخصية املرأة ال تنفصل عن هذا العامل اآلق يف نسي متناغم يعطي الشخصية بع دا فانتاستيكيا وي عد الرازحي من أكثر القاصني يف هذه املرحلة التجديدية تنويع ا واعتناء برسم شخصية املرأة فهي متثل حضور ا ملموس ا يف قصصه و اصة املرأة املهمشة املغمورة مثلنز هرةن )2( ابئعة الدجاج الا دضر مع ارها اهلزيل كل ثالاثء لتبيع دجاجها يف القرية وجيعلنا نتعاطف معها يف مأساهتا اهلزلية الا تنتهي مبوهتا. ومثلها شخصيةنج ل يلةنابنة احلداد الا ترفض أمه زواجه منها ألهنا تريده أن يتزوجنبواحدة من بنات الناس وليس ( 1 ) عبد الكرمي الرازحي: قصةنحلم مزدوجن 62. ( 2 ) عبد الكرمي الرازحي: قصةنعام احلمارن ص 7 14.

194 اببنة حدادن )1(. وأما زينب البنت السمراء الا أحبها منذكان يف العاشرة ف نه يسيء التصرف معها دوم ا حيبها ألهنا أول فتاة تعل ق هبانوأول مرة رأيت قمر ا أسود مجيال يطل من نفذة بيت من بيوت قريتنا املعلقة يف منحدر اجلبلن )2( ولكنه يف كل مرة يلقاها ال جييد معاملتها رمبا ألهنا سوداء حبشية مول دة حيبها يف الباطن لكنه يسخر منها يف الظاهر تعبري ا عن وضع اجتماعي معني تعيشه املرأة يف تلك القرية. كما متثل شخصيةنجودلةنتنويع ا اتلف ا يف شخصية املرأة لدى القاص تعرب عن ونونة القرية املساملة الا يعتين الرازحي بردها فهي تتميز حبكاايهتا عن البقرة البيضاء الا تتحول لديها إىل أسطورة ويغدو جنوهنا وولعها هبذه البقرة ذا داللة عميقة يف رسم الواقع املأزوم املتخلف يف حياة القرية اليمنية وتصوير العامل الداخلي والنفسي هلذه اجملنونة وكيف تفكر وكيف تتحرح كل ذلك قدمها يف صورة فنية جعلت الشخصية حية مكتملة وذات أبعاد أتملية ولعل الرازحي كفنان يلتقط شخصياته مبهارة من قاع اجملتمع وجييد وصفها ويف كل مرة حي م لها بعد ا جديد ا يضرب بتأمالته يف أعماأل اجملتمع بعاداته وطريقة تفكريه نيف ربة ثرية ابلرمز واإلحياء وأبعد ما يكون عن النثرية الدعائية املباشرةنحبسب تعبري ثناء أنس الوجود )3(. وأم ا يف مرحلة التجريب ف ن شخصية املرأة تسري يف ا اهني أيضا ا اه تراثي ال خيتلف فيه حضورها عما سبق وإمجاال فهي يف بعض صورها مستلبة ضعيفة كما يف قصص وجدي األهدل )نقل ( 1 ) الرازحي: قصةنجليلةن ص ( 2 ) الرازحي: قصةنالكيسن ص.15 ( 3 ) ثناء أنس الوجود: رؤية الواقع يف القصة اليمنية القصرية بعد ومد عبد الوقنعرض وتفسرين ولة أصوات العدد 2 شتاء 1994 م ص 141 وأعادت نشره يف كتاهبانقراءات نقدية يف القصة املعاصرة القاهرة دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع 2000 م. 1

195 قدم( و )ملوو وولوو واحد(... أو ينظر إليها نظرة جنسية ال ختلو من سخرية حني يعتربها عاهرة دوليةنمجعت حوهلا مخسني رج ال ينتمون خلمسني دولة اتلفةن )1(. واملرأة ادوعة ضعيفة أمام إغراء الرجل وغدره يف قصص الكاتبات كشخصيةنصفيةنيف قصةنأنانهلدى العطاس وهي يف معظم قصص أفراح الصديق غري واثقة من نفسها ألهنا مطاردة من الرجل الذي يريد اغتصاهبا فقط فالرجال ذائب )الراتب الشحاذ - البائع املتجول ابن اجلريان(كلهم وغريها. يفهمون انطالأل الفتاة وبراءهتا يف التصرف معهم فهم ا جنسي اكقصةنحكاية تفاحةن )2( وشخصية املرأة حني أتيت كذات فقط يف قصص هذه املرحلة التجريبية ف هنا ال خترج عن هذا املدار من االستالب والضعف فهي دون اسم )ورد الضمرينهين(كما يف عددكبري من قصص املرحلة وإذا ما كان هلا ادا ف نه ال يعطيها خصوصية معينة وال يعمق ذلك االسم داللتها كشخصية حية ففي قصص لكنها ليست املقال عبد الكرمي -مثال - مثة أداء مثل: فنون انشراح شغاف نينا داء قنال.. )3( سوى أداء ال تتجاوزها إىل سيد الشخصية وتظل صورة املرأة يف تثبيتها الرتاثي واضحة يف عدد من قصص ومد عبد الوكيل جازم متمثلة يف شخصية املرأة املنتظرة للزوج املهاجر )شخصية غانية أو األبناء واألحفاد املغرتبني )شخصية احلجة هبية( )5( وهي ال تقدم جديد ا فكما ورثت عن وفاطمة( )4( أمها وجدهتا االنتظار ورثت شكلها القصصي يف بناء الشخصية بصورهتا الفنية الثابتة. بيد أن التجديد يف هذه املرحلة أييت من زاوية املرأة نفسها القاصة األنثى الا تقدم شخصية املرأة ( 1 ) وجدي األهدل: رطانة الزمن املقماأل قصةندعارة بال حدودن ص 37. ( 2 ) أفراح الصديق: قصةنحكاية تفاحةن ص 26. ( 3 ) املقال عبد الكرمي: قصةنزغاريد الدموعن ص ) 4 ( ومد عبد الوكيل جازم: قصةنفرح الرحيان القدمين ص ( 5 ) نفسه: قصةنانكسارات يف أحالم هبيةن ص

196 تقدمي ا اتلف ا حيسب هلا حيث علها ذات حضور واقعي وشخصية فاعلة قوية يكاد يكون حضورها الا ترسم فيها الزوجة للرجل طاغي ا على الرجلكما يف قصص ندية الكوكبا كقصةنخ سرين )1( حركته يف الذهاب إىل السوأل والشراء وهي حاضرة معه بشخصيتها القوية الا متثل له هاجس ا مقلق ا جيعله يتبع تعليماهتا كطفل صغري بغض النظر عن حالة النسيان الا يعا منها والا جعلتها القاصة بذكاء مربر ا للسيطرة عليه وتظهر سكونية الرجل واستسالمه أمام حالة املرأة النفسية يف قصةنئفائرن )2( ومثلها تبدو صورة الرجل ضعيفة اثنوية يف قصةنبقااين )3( حني تعود الزوجة )الداللة( ابئعة البخور والا ختدم يف األعراس إىل املنزل تريد إشباع حاجتها الفسيولوجية والنفسية فال يستطيع الرجل مهدود احليل بعد طوال يوم من التجوال يف الشوارع كبائع متجول أن يرضيهانولكنها رغم ذلكنتنهمركما مل تفعل منذ زمن مل ترضها بقاايه الا التهمت بشراسة رائحة العود قبل أن يدير هلا ظهره ويغط يف نوم عميقن)ص 183 ( وهي تعا هذا املوضوع )اجلنس( بلغة حذرة توحي أكثر مما تصرح وال نكاد نقف على قصة أخرى غري هذه يف إنتاجها يف حني أن هدى العطاس أتخذ صورة املرأة يف قصصها بعدين متناقضني فهي إما مستلبة ضعيفة إىل حد السذاجة كشخصيةنصفيةن أو أهنا جريئة مغامرة متجاوزة لواقعها نتتسم ابجلرأة يف أتمل اجلسد األنثوي وعالقة املرأة ابلرجل.. ويصبح فيها الرجل )مومس ا( يتقاضى أجر ا من املرأة لقاء سهرهتا معهنكما يقول حاه الصكر )4( نوقفا يف غرفته اردل نقة برية دملت صحارى رغبته املكبوتة منذ سنني وبعد فرتة ظن أنه قد أبرح الناقة اجلموح فرتجل عنها وغرأل يف سباتهن )5( ( 1 ) ندية الكوكبا : قصةنخط سرين ص ( 2 ) ندية الكوكبا : قصةنضفائرنص ( 3 ) ندية الكوكبا : قصةنبقااين ص ( 4 ) حاه الصكر: انفجار الصمت الكتابة النسوية يف اليمن دراسات واتارات صنعاء مركز عبادي واداد األدابء والكتاب اليمنيني 2003 م 1 ص ( 5 ) هدى العطاس: قصةنأدوارن ص 89.

197 ويتغلغل النص إىل أعماأل اإلحساس صوصية اجلسد واللقاء بني احلبيبنينمجعت أشياءه الصغرية أقفلت وفظا على آخر نظرة سالت من عينيه آخر قطرة عرأل تركها على قميصه الداخلي آخر قبلة وضعها على مكان ما من جسدين )1( طريقة غري مسبوقة يف القصة اليمنية تعرب بظالل الكلمات عن موضوع اجلنس ومن زاوية املرأة الا تدفع للرجلناندهش حني رأى ظرف ا مطروح ا إىل جواره تناوله ارتعش عندما برز من داخله مبل نقدين )2( وإذاكان النص القصصي لدى هدى العطاس عامة كما يرى صربي مسلم نال يتخذ من اجلنس واجهة سهلة أو عالمة فارقة تسمه بل إنه يسمو إىل رحاب إنسانية أكثر سعة وأبعد أفق ان )3( ف نه ال خيلو من فحولة نسائية حبسب تعبري سامي سويداننإذ جند حضور ا قواي ومتفوق ا للمرأة على الشخصيات الرجولية املرأة مسيطرة يف عالقاهتا مع الرجل هي الا متلك زمام املبادرة والقدرة على التقرير وتتميز بسمات فحولية ابرزة بينما يظهر الرجل اتبع ا هلا خاضع ا لشهيتهان )4( ولعل القاصة هبذا تتخذ موقف ا متحيز ا للمرأة رمبا كرد فعل ملا حدث لصفية أو ملا دس به من اهل الرجل للمرأة يف وتمع قبلي بدوي وهي أحق ابالنتصار والتحيز لبنات جنسها - ما يف ذلك ضري- ولكنه مل يكن على قدر من العمق والوعي فجاء هذا التحيز أشبه ما يكون ابلنزأل الفين إن صح هذا التوصيف فلم يالمس أعماأل شخصية املرأة أببعادها االجتماعية وحاجتها احلقيقية واملالحف على أسلوب هدى العطاس امليل إىل اللغة الشعرية بسماهتا البالغية حبيث تشكل تلك اللغةنحجا اب مجالي ان )5( - حبسب تعبري معجب الزهرا يغطي ويسرت بقدر ما يكشف ويغري ومن هنا داللة اللعبة الكتابية على ( 1 ) هدى العطاس: قصةنتنضيدن ص 66. ( 2 ) هدى العطاس: قصةنأدوارن ص 89. ( 3 ) صربي مسلم: اآلفاأل واجلذورنفضاءات األدب اليمين املعاصر الشعري السردي - املسرحين صنعاء مركز عبادي واداد األدابء والكتاب اليمنيني 2004 م 1 ص 157. ( 4 ) سامي سويدان: أحباث يف النص الروائي العريب بريوت مؤسسة األحباث العربية 1986 م 1 ص 32. ( 5 ) معجب الزهرا : موسوعة األدب العريب السعودي احلديث مرجع سابق ص

198 لعبة اجتماعية سائدة يف أي وتمع يراقب بصرامة عالقة الرجل ابملرأة. وحني دولت الشخصية يف هذه املرحلة التجريبية إىل ذات ف ن شخصية املرأة مل تنفصل عن ذلك املنحى العام وأخذت طريقها املشابه يف التشيؤ كما حدث للشخصية عموم ا ابحلديث عن الشجرة والفراشة والتفاحة وغريها كشيء مؤنث نهلا طابع التشويه يف وصف املرأة بل واملسل كما حدث يف دويلها إىلكلبة أو ذئبة شرسة قصةنشبيك لبيكنألروى عبده عثمان( وإن جاء ذلك التحول واملسل مرتبط ا بعامل احلكاية والفانتاستيك الشعيب ولكنه من قبيل آخر حيمل فكرة التشويه يف صورة املرأة وصل إىل السخرية ابلشكل الكاريكاتوري -كما أوضحنا من قبل- وفيها تقزمي للذات والضحك منها وعليهاكما حدث يف عموم املرحلة التجريبية ولعل من القاصني م ن ميثل هذه النغمة الساخرة بشخصية املرأة بوضوح وهو وجدي األهدل حيث يصف شخصية البدة - )وهي الشخصية اخلرافية يف احلكاية الشعبية الا دول الرجل إىل ار أو أي الوأل حيوا آخر إذا أعجبها وتتزوجه( - وصف ا ساخر ا وجيعلها معادال لشخصية املرأة و اصةكاتبة القصة القصرية الا يقول على لساهنانكنت أرجو أن أصبح بده ولكنكما يبدو ف نه ال يوجد فرأل حقيقي بني أن أكون بده أوكاتبة قصة قصريةن )1(. وهبذا ف ن شخصية املرأة قد سارت على وفق مسار الشخصية عموم ا يف املراحل الثالث من اخلارج إىل الداخل ومن النمطية إىل العمق مرور ا ابلتشيؤ السخرية من الذات وإذاكانت يف املرحلة التقليدية قد جاءت متناسبة مع وضع املرأة االجتماعي والثقايف يف وتمع متخلف أمي يف عمومه مل جيد الرجل فيه حظه من العلم واملعرفة فض ال عن املرأة ف هنا يف املرحلة التجديدية ال تنفصل عن واقعها كثري ا فتظل تبحث عن دقيق الذات يف وتمع نهض ولكنها ال د من القاصني من يكرس هذا التحول ( 1 ) وجدي األهدل: رطانة الزمن املقماأل قصةنأنسنة الكتابة النسائيةن ص

199 واالعتناء بشخصية املرأة خال بعض النماذج الناضجة فنيا الا وقف لديها حسن اللوزي والتنويع يف اذج املرأة الذي عاجله مبهارة عبد الكرمي الرازحي وحني بلغت املرأة سن الرشد ابلعلم واملعرفة واحلضور االجتماعي والثقايف يف املرحلة التجريبية مل جند حضورها كشخصية فنية يتناسب مع واقعها فيما عدا رد الفعل النسائي والتحيز للمرأة يف بعض أعمال ندية الكوكبا وهدى العطاس ألن الشخصية يف هذه املرحلة التجريبية قد أعلت من شأن الذات والضمائر ومن تصوير األشياء والفواعل كبدائل للشخصية

200 - 200-

201 الفصل الثالث ال اروي وتقنيات السرد -201-

202 - 202-

203 الفصل الثالث: الراوي وتقنيات السرد مقدمة ميثل الراوي حجر الزاوية يف شبكة العالقات الا تتكون منها بنية العمل السردي )قصة أو رواية( فهو العنصر النشط واملتحرح دوم ا يف كل اال اهات وبناء على حركته النشطة املراوغة تلك وتعدد مواقعه تكتسب القصة ذلك التنوع الالهنائي يف السرد وفق ا لثنائية املؤلف )الذات( والشخصية )املوضوع( ويظهر الراوي بدرجات متفاوتة من الوضوح فقد يذكر صراحة ويكون ذا هوية حقيقية )وهذا ما جنده عادة يف اخلرب الذي يقصه يف العادة شخص حقيقي( أو ذا هوية متخيلة عندما يكون ذا اسم لكن هذا االسم ال حييل على مسمى حقيقي وإ ا هو منشأ إنشاء )مثل أيب هريرة يف رواية املسعدي أو عيسى بن هشام يفكتاب املويلحي( وقد يكون الراوي بال هوية وال اسم فيكون خفيا ي ستنبط من بعض القرائن أو اإلشارات أو الضمائر الواردة يف اخلطاب وقد ب نينستنزال F.Stanzelن أن الراوي من إنشاء القصصية الكاتب شأنه شأن الشخصيات 1 ومن خالل ظهوره الواضح اجللي أو اختفائه أو اختاذه موقع ا وسط ا بني الظهور واخلفاء مستعينا يف حركته تلك ابستخدام الضمائر الثالثة وغري ذلك من إمكا نت دركه الدائم بناء على تعامله مع اللغة ميكن أن يكون لكل قصة قصرية كما يرى نقادها ومبدعوها عدد ال حيصى من األشكال وطرائق السرد ختتلف ابختالف زاوية الرؤية السردية وتطويع اللغة. وسنركز يف هذا الفصل على الراوي وتقنياته من خالل ثالثة واور رئيسة: تتمثل يف موقعه الذي تتحدد مبوجبه الرؤية السردية )اخللفية واملصاحبة واخلارجية( يف عالقته ابلزمان واملكان وما يرتتب عليه من بيان زمن القص وزمن احلكاية وسري الزمن الطبيعي والزمن النفسي وكذلك املكان وموقف الراوي من النظر إليه يف اتساعه وابنوراميته ويف دديده وارتباطه ابحلالة النفسية والشعرية. ( 1 ) الصادأل قسومة: طرائق دليل القصة مرجع سابق ص

204 سنقف عند عالقة الراوي بقطبية املؤلف والشخصية ودركه قراب وبعدا بينهما مبا ينت عنه من تنويعات قصصية تقرتب من جنس القصة القصريةكنوع وتتميز عنها صوصيتها الا يتحكم فيها مدار الثالثية الشهرية )الغنائية وامللحمية والدرامية( وما ميكن إضافته إليها من مدار التصويرية إن صح لنا االجتهاد ومن خالل احلركة غري املستقرة للكتابة بني هذه املدارات وحبسب موقع الراوي تتشكل التنويعات املختلفة للقصة القصرية بني احتفاظها ببنيتها اخلالصةكنوع أديب خالص ونقي وبني مشاهباهتا ل نواع األدبية األخرى اخلالصة أيضاكالشعر والرواية واملسرح والرسم وهي املناطق البينية الا تقف فيها القصة القصريةكعنصر حر متحرح مراوغ ال يلتزم حد ا ولكنه يتحرح يف هذه املدارات متخطيا احلدود مبا قد يكتسبه من إشعاعات تلك األنواع ولكنه ال يفقدها متاسكها النوعيكجنس أديب ودد وكل ذلك يلعب فيه الراوي دورا مركزاي من خالل تعدد مواقعه بزاوية الرؤية احلساسة والا تتشكل مجالياهتا مبهارة ودقة شديدين وفيما يلي تفصيل ذلك: أو ل: الرؤية السردية والوظيفة )أ( الراوي: متثل تقنية الراوي يف السردايت احلديثة أهم التقنيات الا تسعى الدراسات إىل رصدها ألن الراوي مل يعد ذلك املتحدث املنفصل عما يروي كما كان عليه يف السردايت القدمية كالسرية الشعبية واحلكاية واملقامة وغريها ولذا فقد تعددت أشكال الرواة من رالو ظاهر أو عليم )متدخل أو وايد( إىل خفي موضوعي كما سنرى كما تعددت مواقع الراوي وتنوعت وظائفه وقد اهتمت الدراسات البنيوية واألسلوبية احلديثة بدراسة الراوي يف النص حىت غدت دراسته شرط ا يف فهم عناصر السرد القصصي ولذا ف ن الراوي يف حقيقته ليس سوى أسلوب صياغة أو بنية من بنيات القص شأنه شأن واملكان واحلدث وغريها الشخصية و الزمان

205 وقد اختلف النقاد العرب يف دراساهتم الا تعرضت للراوي على تفاوهتا يف استخدام مصطلح اثبت م وح د وهي مشكلة اصطالحية ترتبط ابستخدام عددكبري من املصطلحات املتداولة بطريقة توحي ابلرتادف دون إدراح حقيقي ملا بينها من اختالفات تعود ابألساس إىل إغفال اجلذور النقدية والفلسفية الا أنتجت مثل هذه املصطلحات فمن الباحثني من يطلق عليهنوجهة النظرنكرتمجة حرفية للمصطلح اإلجنليزي Henry وهو التعبري الذي استخدمه بداية نهنري جيمس point of view Jamesن )1( ومنهم من يطلق عليه مصطلح املنظور )2( وقد عرف هذا املصطلح حضور ا مكثف ا يف نظرية علم السرد منذ هناية القرن التاسع عشر ألن وظيفته األساسية هي تشخيص احلدث الروائي وتقدمي القصة ال يتم إال عرب منظور سردي يعا عالقات السارد مع اآلخرين ومع العامل يفرض على الراوي وجهة نظر ما ومنذ ذلك احلني عرف )املنظور( تطورات عديدة مع الرواية احلديثة حيث تصد ع فيها مفهوم املنظور الواحد املخصص للحقيقة الواحدة وأصبح منظورات متعددة بينما كان املنظور الواحد يتحكم يف توجيه قارئه من خالل منظور أيديولوجي واحد خينقكل املنظورات األخرى. وإذاكان )املنظور( perspective مصطلح ا مستمد ا من الفنون التشكيليةنالرتباطه ابلرسم والفنون البصرية األخرىن )3( كما يقولنبوريس أوسبنسكي Borisن Uspensky ف نه ن قل إىل اجملال الروائي ليوظ ف ( 1 ) أجنيل بطرس دعان: دراسات يف الرواية العربية القاهرة اهليئة املصرية العامة للكتاب )د. ( 1987 م ص 91. وينظر: London, Roger Fowler : A Dictionary of Modern Critical Terms,.Henley and Boston, 1973, p. 149 ( 2 ) جريار جنيت: خطاب احلكاية حبث يف املنه ترمجة: ومد معتصم وعبد اجلليل األزدي وعمر حلي القاهرة اجمللس األعلى للثقافة 1997 م 2 ص 197 وما بعدها وينظر: سيزا قاسم: بناء الرواية مرجع سابق يراجع الفصل الثالث: بناء املنظور الروائي ص ص ( 3 ) بوريس أوسبنسكي: شعرية التأليفنبنية النص الفين وأ ا الشكل التأليفين ترمجة: سعيد الغا ي و نصر حالوي القاهرة اجمللس األعلى للثقافة 1999 م

206 نقداي ويعرب عن )رؤية( النفس املدركة ل شياء إنه )وجهة النظر( الا دكم وضع الراوي يف القصة ف ذا كان )الراوي( هو الشخص الذي يروي السرد ف ن )الرؤية( هي الطريقة الا ينظر هبا الراوي إىل األحداث عند تقدميها أو هي وجهة نظره ومن هنا جاء تالزم هذين املصطلحني وتداخلهما فال رالو دون رؤية وال رؤية دون رالو وقد عرفت الرؤية تسميات كثرية فبعضهم يسميها )وجهة النظر( ويسميه صالح فضلناملظهرن :Aspect وهو الطريقة الا يتمثل هبا القاص أحداث احلكاية ويصفه أبنه الذي كان يسمى يف األدبيات النقدية السابقة بوجهة النظرن )1( وآخرون يسموهنا )زاوية الرؤية( أو )بؤرة السرد( أو )التحفيز( أو )حصر اجملال( أو )التبئري( )2( أو )الرؤية السردية( وغريها من املصطلحات )3( ولعل تسمية )وجهة النظر( هي األكثر شيوع ا وعلى اخلصوص يف الدراسات األجنلوأمريكية الا تركز على )الراوي( الذي من خالله تتحدد )رؤيته( إىل العامل الذي يرويه أبشخاصه وأحداثه ويقول السيد إبراهيم أبننواين بوث قد سبق بكالمه عن وجهة النظر ما قال به جنيت الذي اصطنع لذلك مصطلح )البوأرة( focalization ولكن جنيت يرى أن مصطلح وجهة النظر ال مييز بني الراوي والشخصية الا يتم رؤية األحداث من منظورها هي فعادة ما يكون الراوي وصاحب املنظور متباينني يف عملية ( 1 ) صالح فضل: بالغة اخلطاب وعلم النص الكويت سلسلة عامل املعرفة العدد 164 أغسطس 1992 م ص.300 ( 2 ) ينظر جريار جنيت: خطاب احلكاية ص 201 ويستخدم مصطلح التبئرينألنه األكثر ريد ا بعض الكثرة والذي يتجاوب من جهة أخرى مع تعبري بروكس ووارين: بؤرة السردن ص 201 وينظر: سعيد يقطني: دليل اخلطاب الروائي )الزمن السرد التبئري( الدار البيضاء املركز الثقايف العريب 1989 م. 1 ( 3 ) للمزيد من التفريق بني هذه املصطلحات ودديد دالالهتا بدقة ينظر: دراسة شحات ومد عبد اجمليد: بالغة الراوي طرائق السرد يف رواايت ومد البساطي القاهرة اهليئة العامة لقصور الثقافة )كتاابت نقدية 111( أكتوبر 2000 م ودديد ا )املدخل: الراوي ووجهة النظر مفاهيم نظرية( ص ص

207 القصن )1(. )2( وستأخذ الدراسة هنا مبصطلح الراوي كذات اثنية للمؤلفكما يقول بوث C.W.Booth ملا يتضمنه من معىن متأصل يف الذاكرة العربية ومألوف منذ زمن بعيد وذلك لثباتهكمصطلح عريب عريق من حيث االستخدام ليس مبفهومه يف األدب الشعيب ولكن بتجدده من حيث الداللة ومشوله للتعبري عن الذات املتخيلة الفنية الا درح شخصيات وأحداث القصة أو الرواية يف العمل السردي. والراوي يف حقيقة وجوده الفين -كما يرى عبد الرحيم الكردي نهو أداة لإلدراح والوعي وأداة للعرض وابإلضافة إىل ذلك ف نه ذات هلا مقوماهتا الشخصية الا تؤثر إجيااب أو سلب ا على طريقة اإلدراح وعلى طريقة العرض وهو هبذا يقف يف املنطقة الا تفصل بني املؤلف والشخصيات واملنطقة الا تفصل بني القارئ والنص وبني العامل الفين املسجل يف النص والصورة اخليالية للعامل نفسه عندما يتشكل من جديد يف ذهن قارئ هذا النصن )3(. وكما تقول سيزا قاسم:نف ن الروائي عندما يقص ال يتكلم بصوته ولكنه يفوض راواي ختيلي ا أيخذ على عاتقه عملية القص ويتوجه إىل مستمع ختيلي أيض ا يقابله يف هذا العاملن )4(. وهم بذلك يؤكدون ما ذهب إليه ابرت من قبل من أن الراوي والشخوص ليست واقعية أو حية وإ ا هي كائنات من ورأل أساس ا وال ميكن أبي حال اخللط بينها وبني املؤلف )املاد ي( لذلك فهو يرى أن الذينيتكلم يف القصة ليس الذي يكتب )يف احلياة( والذي يكتب ليس الذي هو موجودن )5(. ( 1 ) السيد إبراهيم:نظرية الرواية دراسة ملناه النقد األديب يف معاجلة فن القصة القاهرة دار قباء م ص 104. ( 2 ) C.W.Booth ; Distance et point de vue. in poetique du recit. نقال عن سعيد يقطني: القراءة والتجربة مرجع سابق ص Seuil/Points.1977.p ( 3 ) عبد الرحيم الكردي: الراوي والنص القصصي مرجع سابق ص 18. ( 4 ) سيزا قاسم: بناء الرواية مرجع سابق ص 183. Roland Barthes, Introduction alanalyse structurale des recits, in poetique, 1977 seuil du recit,editions du نقال عن ومد جنيب العمامي: الراوي يف السرد العريب املعاصر ) 5 ( رواية الثمانينيات بتونس تونس دار ومد علي احلامي صفاقس كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية سوسة 1

208 ومثة تصنيفات كثرية للراوي لعل من أكثرها دديد ا ما قدمهننورمان فريدمان Norman والذي رتبه مبا يدل على مقدار املسافة بني الراوي ومادة الرواية يف مثانية أصناف هي: Friedmanن )1( الراوي العارف بكل شيء واملقتحم للقصة.)العليم املتدخل( الراوي العارف بكل شيء وا ايد. )العليم ا ايد( شاهد العياننأ نن. )أ ن الشاهد( نأ ننالشخصية الرئيسية. )أ ن البطل( العارف بكل شيء املتعدد املنتقى. )العليم االنتقائي املتعدد( العارف بكل شيء املنتقى. )العليم االنتقائي الوحيد( الشكل املسرحي. الكامريا وهبذا التصنيف نرى االنتقال التدرجيي من وجهة نظر املؤلف الذاتية يف املصنف األول إىل ما ميكن اعتباره املوضوعية الكاملة يف املصنف األخري حيث تقدم املادة دون تدخل من املؤلفكما لوكانت تنعكس على عدسة الكامريا مارين ابملصنفني اخلامس والسادس اللذين يعتمد فيهما املؤلف على وعي عدد من الشخصيات أو وعي شخصية منتقاة واحدة لنقل مادته )2(. وقد اهتم النقاد بطبيعة العالقة بني الراوي والشخصيات ومدى إحاطة الراوي ابلوقائع واحلقائق الا يتكون منها العامل التخيلي -كتطوير للتصنيف السابق- وبناء عليه ه تقسيم العالقة بني الراوي 2001 م ص 9. Norman Friedman:"point of view in fiction: The Development of a ) 1 ( critical concept,"the Theory of the Novel"op. cit, p112 نقال عن إجنيل بطرس دعان: مرجع سابق ص وينظر: جريار جنيت: خطاب احلكاية مرجع سابق ص ( 2 ) ينظر: إجنيل بطرس دعان: مرجع سابق ص 109.

209 والشخصية إىل ثالثة أقسام طبق ا لتقسيم الناقد الفرنسينجان بويون.J Pouillon )الزمن والرواية( 1945 م وذلك على النحو التاق: ن )1( يف كتابه الرؤية مع: وتتساوى فيها معرفة الشخصية مبعرفة الراوي. الرؤية من اخللف: ويكون الراوي فيها عليم ا بكل شيء ويط ا ابألحداث. الرؤية من اخلارج: ويكون الراوي فيها أقل معرفة من الشخصيات وقد اتبع هذا التصنيف عدد من النقاد الفرنسيني البنيويني وقد استعاد تودوروف تصنيفنبويوننمع بعض التعديالت الطفيفة ليبدو على النحو التاق: الراوي > الشخصية )الراوي يعلم أكثر من الشخصية(. الراوي = الشخصية )الراوي يعلم ما تعلمه الشخصية(. الراوي < الشخصية )الراوي يعلم أقل مما تعلمه الشخصية( )ب( الرؤية السردية: بناء على ما تقدم ف ننا سنعتمد يف دراستنا للرؤية السردية على التصنيف األخري لنبويوننمع االستفادة أيضا من تصنيفنفريدماننيف بيان أن دديد موقع الراوي بني قطبية املؤلف والشخصية قر اب من األول )املؤلف( أو بعد ا عنه يف مقابل قربه من الثا )الشخصية( أو بع دا عنه هو الذي حيدد هذا التمايز يف الرؤى الثالث: )اخللفية واملصاحبة واخلارجية( بني الذايت )الراوي العليم املقتحم والراوي العليم ا ايد( والذايت املوضوعي )الراوي الشاهد والراوي املراقب( واملوضوعي )الشكل املسرحي والكامريا(. وإذا كان النقاد قد جعلواكل صنف من هذه األصناف الثالثة ميثل القص يف مرحلة معينة كما تقول سيزا قاسم حيث أن القصنمن الوراءن الرؤية اخللفية متيز القص الكالسي يف حني أن القص احلديث يتميز ابملنظورنمعن أما املنظور الثالث وهونالرؤية من اخلارجنف نه مل أيت إال من ابب ( 1 ) 82 Gallimard,1946.pp79 J. Pouillon Temps et Roman, Paris, نقال عن سيزا قاسم: مرجع سابق ص وينظر: جريار جنيت: خطاب احلكاية ص

210 التجريب أو يف بناء مشرتح مع املنظورين السابقنين )1( ف ننا سنتتبع ذلك يف القصة القصرية يف اليمن لنرى مدى دقق هذه الفرضية يف مراحلها الثالث ومدى استخدام هذه الرؤى السردية يفكل مرحلة مع الوقوف عند أهم النقا املمثلة للرتاث والتجديد يفكل مرحلة سنتبعها ببيان الوظائف البارزة للراوي كظاهرة عامة واضحة يفكل مرحلة من املراحل. 1- الرؤية اخللفية: يطلق عليها بعض النقادنالرؤية اجملاوزةنيقول صالح فضلنوهذا النوع هو الشائع يف القصص التقليدية حيث يعرف الراوي أكثر من شخصياته وال يعنيه أن يشرح لناكيفية وصوله إىل هذه املعرفة فهو يستطيع برؤيته اجملاوزة أن خيرتأل جدران املنزل الذي يصفه ومججمة البطل الذي يتحدث عنه وشخصياته ال متلك دونه سر ا وال تعرف عن مصريها شيئ ان )2(. وهذه الرؤية تستخدم ضمري الغائب )هو( يف الغالب ولذا يتميز فيها الراوي إىل نوعني: الراوي العليم بكل شيء واملقتحم والراوي العليم بكل شيء وا ايد مع التنبه إىل أن الضمري الذي يستخدمه الراوي يف القصة ليس مؤشرا حاد ا حيدد عالقة املؤلف ابألحداث -كما يقول صالح فضل-نفقد تكون القصة مبنية على الغائب بينما متثل يف حقيقة األمر أعمق أبعاد ضمري املتكلمكما نرى يف أايم طه حسنين )3( ومن هنا ف ن دديد مقدار معرفة الراوي ابلنسبة إىل شخصياته هي املعيار األكثر دقة يف بيان الرؤية السردية. ومن خالل إحصاء هذه الرؤية اخللفية ابلقياس إىل أخواهتا يتضح أهنا أكثر الرؤى استخدام ا يف 1998 م 1 ص 291. ( 1 ) سيزا قاسم: مرجع سابق ص 185. ( 2 ) صالح فضل: نظرية البنائية يف النقد األديب القاهرة دار الشروأل ( 3 ) نفس املرجع: ص.293

211 املراحل الثالث وبتحديد سريع نقول إن عدد القصص -عينة الدراسة- هو )478( قصة تستخدم الرؤية اخللفية منها )307( قصة مبا نسبته % 64.2 يف حني أتخذ الرؤية املصاحبة )156( قصة بنسبة % 32.6 وأتيت الرؤية اخلارجية يف )15( قصة بنسبة % 3.2 فقط. ومن هنا نستنت أن الرؤية اخللفية هي الغالبة يف مجيع املراحل ولكن التجديد فيها يتحقق يف تقليص سلطة الراوي العليم املقتحم للسرد إىل الراوي العليم ا ايد فحني جنده متدخال حبضوره امللفت يف القصص األوىل من املرحلة التقليدية حىت يف القصة الا تستخدم ضمري املتكلم للتعبري عن الراوي املشارح متحرية الرؤية املصاحبة لكن يتدخل الكاتب هبذا التعليق يف ختام القصة بقوله:نهو حق ا مل يتأملكما أتمل اليوم وكان أمله بسبب انتفاضة ضمريه ترى هل سيشبعه ضمريه من )1( وهذا ما يسميه جنيت بناالنصراف السردينليدل على االنتهاكات وهي تطفل من السارد أو املسرود له على الكون حني جندهكذلك يف هذه املرحلة ف نه يتخلى عن بعض سيطرته يف املرحلة التجديدية القصصين )2( فيكثر الراوي ا ايد الذي يعلم الكثري عن شخصياته وأحداثه ولكنه يدع هلا الفرصةكي تعرب عن نفسها مبواقفها ومتابعتها ابلوصف ومتثيل األحداث دون أن يطلق أحكام ا مباشرة أو تعليقات ختامية ومن هنا ف ن الرؤية اخللفية تكاد تقرتب من الرؤية املصاحبة من خالل حيادية الراوي ومن اذج هذه الرؤية - مثال- قصةنانتفا ن )3( لزين السقاف حيث يقف الراوي وايدا يف وصف حال هذه املرأة الا جاءت من الريف بصحبة أخيها بعد غياب زوجها لعامني تشكو انتفاخا يف البطن يكتشف الطبيب سره وتتوسل إليه بنظراهتا أال يفضحها ويقنع الطبيب أخاها بوجوب بقائها يف املستشفى حىت تتخلص من ذلك االنتفا فيرتكها األ ويزورهاكل شهر مرة ويتعهدها الطبيب ودون أن تتطور العالقة بني ( 1 ) صال الدحان: قصةناللص والضمرين ص 45. ( 2 ) جريار جنيت: مرجع سابق ص 246. ( 3 ) زين السقاف: قصةنانتفا ن ص 29.34

212 الطبيب واملرأة أو نعرف ماضي املرأة أو سبب ذلك االنتفا تضع املرأة انتفاخها وأييت الطبيب إىل املستشفى يف اليوم التاق ليسمع كالم املمرضات أبن املولود رمبا قد مات بسبب أهنا هسمها الثقيل قد خنقته وهي نئمة وعندها يدرح الطبيب و ن معه أهنا قتلته فيذهب إىل داره مهموما وينام. الراوي يف هذه القصة يكتفي مبتابعة األحداث دون التدخل أو التعليق فال يكاد يعرف شيئا عن هذه الشخصية وال عن زوجها أو ظروف فعلتها وال حىت ما يدور يف نفسها قبل حدث التخلص من املولود وكذلك مل نطلع على دافع الطبيب يف مساعدهتا وال على شعوره بعد قتلها للطفل وال يظهر منهم مجيعا سوى أفعاهلم اخلارجية الا تصفهم مبا ميكن للقارئ أن يستنتجه دون تدخل من الراوي. وتستمر هذه احليادية وتزداد لدى الراوي يف املرحلة التجريبية حىت تكاد تقرتب من تقنية العدسة املراقبة/الكامريا الا داول الوصول إىل قدر كبري من املوضوعية فالراوي بضمري الغائب مل يعد له من املعرفة واخلصوصية سوى استخدام الضمري أما الراوي ف نه قد تنازل عن مجيع سلطاته املعرفية واكتفى ابلرصد بعني شفافة تنقل ما تراه. والرؤية اخللفية يف املرحلة التجريبية تسري يف ا اهني أيض ا: ا اه الراوي العليم ا ايد ويظهر يف القصص الا ما زالت تعتمد البنية التقليدية )احلكائية والقصصية( -كما سبق الوقوف عليها يف الفصلني السابقني وأمثلتها قصص الغريب عمران وأروى عثمان وسامي الشاطيب و ندية الكوكبا واال اه اآلخر ميكننا أن نطلق عليه الراوي العليم الشفاف إن جاز لنا ذلك- ألنه موجود وكأنه غري موجود حيث تبدو القصة وكأهنا ال وجود للراوي فيها ملا تتيحه من أفق توقعي واسع للقارئ يف إنتاج املعىن بسبب وازية اللغة املستخدمة إبجيازها وتكثيفها ومتثل هذا اال اه قصص آمنة يوسف وهدى العطاس وومد القعود

213 2- الرؤية املصاحبة: وهذا النوع شائع يف القصص احلديثة -كما يقرر النقاد- وال تتجاوز معرفة الراوي هنا قدر معرفة شخصياته نوميكن أن نالحف هنا تعددا يف املراتب فرمبا حكيت القصة بضمري املتكلم أو بضمري الغائب لكنها دافف دائم ا على أن تقدم رؤية شخصية منها ل حداث... ويالحف أن هذه مرحلة أنض وأرقى يف التناول القصصي من السابقةن )1(. وقد ظهرت هذه الرؤية يف املرحلة التقليدية عند القاصني األكثر مت ك نا من فن القصة القصرية ونضجا مثل ومد عبد الوق كما يف قصةنأبو ربي وسو السبت و عند امرأة ولون املطر وعلى طريق أمسرانففي هذه القصص يظهر الراوي املراقبنبضمري املتكلمنويصف األحداث والشخصيات من خالل حركته وتنقالته يف قدرة فائقة تلتقط تلك العناصر مبا يكاد يشبه العدسة املراقبة وتتحقق الرؤية املصاحبةكما يف هذه الفقرة على سبيل املثال -نوراح يف إغفاءة لطيفة.. وكانت أوراأل القات تغيب يف فمه.. ورأيت فتاة يف السادسة تدق بوجهها الطفوق عرب ألواح خشبية يف قلب الدكان. كان وراء البضائع منزل ما كانت عيناها مجيلتني وضفائرها سوداء كاحلرير وفيها طفولة عذبة ن )2( هكذا يصف الراوي املراقب عامله ابملتابعة الدقيقة الالقطة ملا يتحرح أمامه وما يالحظه من أحداث وشخصيات. وهبذه الرؤية املصاحبة أتيت معظم قصص املرحلة التالية )التجديدية( ويكثر فيها الراوي املراقب أكثر من البطل املشارح ولكن التجديد الذي يتحقق يف هذه املرحلة يتمثل يف مزج رؤيتني سرديتني يف بعض القصص كأن دتوي القصة على الرؤية اخللفية والرؤية املصاحبة وذلك يف القصص الا تستخدم التجديد يف احلدث -كما وقفنا لديه كاستخدام احلدث املتوازي يف قصةنثقوب يف جدار الصمتن مد مثىن ( 1 ) صالح فضل: نظرية البنائية... مرجع سابق ص ( 2 ) ومد عبد الوق: قصةنعلى طريق أدران ص 120.

214 حيث تستخدم الرؤية اخللفية فيما يتعلق بقصة خدجية وماضيها وحياهتا الا يقدمها الراوي العليم بتقنيةنالفال ابحن يف حني أتيت الرؤية املصاحبة يف عرض قصة الفيلم اهلندي على شاشة السينما وخيرب ن الراوي املراقب عن أحداثهكما ري أمامه ومن هنا ف ن التجديد يف الرؤية السردية يف هذه املرحلة يرتبط ابلتجديد يف بنية القصة عموما ومثل ذلك أتيت قصةنرسالة إىل أمنلنفس الكاتب الا توظف احلكاية فرتوي احللم ابلرؤية املصاحبة وتروي احلكاية الشعبية وذكرايته مع أمه ابلرؤية اخللفية ومثلهما قصةنالثالثةنلعبد الفتاح عبد الوق حيث تستخدم الرؤية اخللفية بضمري الغائب للحديث عن ماضي الشخصيات الثالث الرؤية املصاحبة الا ترافق حركة هذه الشخصيات وأفعاهلا وتنقالهتا بني الناس من خالل ضمري املتكلم ليقفكل واحد منهم متحداث عن نفسهن ن الثالثة: أ ن ذابح الرتكي.. أذكر ويذكر قصة حياته النضالية ومثله بقية تلك األايم هاكم يدي انظروا عيين انظروا آاثر البارود..ن )1( الشخصيات يف القصة وهي )سعدية والعصا(. وهكذا جند أن الرؤية املصاحبة يف هذه املرحلة تستعني أو تلتقي ابلرؤية اخللفية يف القصص الا تكون أكثر تعقيدا يف بنيتها ابستخدامها للحدث املتوازي املوظ ف للحكاية أو للرمز أو يف بنية القصص الا تستخدم احلدث املتناص وذلك ابلتأكيد قد أكسب القصة القصرية نقلة ديدية أكثر من ذي قبل ارتبط بتعدد احلدث تعدد يف الرؤية السردية يف بنية القصة الواحدة. أما يف املرحلة التجريبية ف ن الرؤية املصاحبة تسري يف مسارها السابق من خالل الراوي املراقب ابلدرجة األوىل و اصة يف القصص ذات البنية احلكائية والقصصية كما أشر ن إليها من قبل- يف حني تتأثر الرؤية املصاحبة يف القصص ذات التكثيف واإلجياز ابلغنائية وذلك بسبب طبيعة تلك القصص وقرهبا من دائرة الشعرية لذا تظهر عليها صفة البوح واإليقاع التكراري القريب من خصائص الشعر ميثل ( 1 ) عبد الفتاح عبد الوق: قصةنالثالثةن ص 74.

215 ذلك قصص آمنة يوسفكنموذج أكثر وضوح ا تقول يف قصةنئجي نعلى سبيل املثالنيف كل آون ل ة تنتابين فيها األبواأل من حوق أنكفئ على حلميم أتلمس شوق ا ينقلين إىل حياة بدائيةم لو يستطيعم... يف حجريت أخلع أذ ألقي هثا على أي شيء كان ودو ا انتباهمن )1(. وهبذا تضيق دائرة الرؤية املصاحبة -كما تضيق غريها من الرؤى- الا تكون فيها معرفة الراوي مساوية للشخصيات ألن الرؤية تتجه أكثر إىل الذات من خالل لغة الشعرية املكثفة ومن هنا تتجه زاوية الرؤية إىل الغنائية بشكل واضح. 3- الرؤية اخلارجية: هذه الرؤية هي أكثر الرؤى بعدا عن التقليدية وميال إىل التجريب-كما يذهب النقاد- ويقول عبد امللك مراتض:نإن اصطناع ضمري املخاطب يتيح للعمل السردي أن يستبد هملة من االمتيازات يف وال السرد احلداثي إذ اصطناع ضمري الغائب يعين أن السرد يكون موجه ا و األمام انطالق ا من املاضي على حني أن اصطناع ضمري املتكلم يعين أن السرد يكون موجه ا و الوراء انطالق ا من احلاضر بينما اصطناع ضمري املخاطب يقوم مقام )هو( ومقام )أ ن( يف الوقت ذاته فكأن هذا الشكل السردي اجملسد يف اصطناع ضمري املخاطب يف رأي ميشال بيطور على األقل هو أكمل األشكال السردية وأحدثها خصوص ان )2(. ويرى صالح فضل أهنانال تعدو أن تكون مزع ما أدبي ا إذ إهنا لو ط بقت حرفي ا الستعصى علينا فهم القصة وهي تستفيد من بعض حيل التكنيك السينمائي يف املشاهد الذكية الغنية عن التعليق أو التأويل ( 1 ) آمنة يوسف: قصةنضجي ن ص 64. ( 2 ) عبد امللك مراتض: دليل اخلطاب السردي معاجلة تفكيكية سيميائية مركبة لرواية زقاأل املدأل اجلزائر ديوان املطبوعات اجلامعية )سلسلة املعرفة( 1995 م 1 ص 198.

216 وعمل مونتاج وايد هلا وتتمثل يف بعض أنواع الكتابة املعاصرة وإنكانت أقل شيوعا بكثري من احلالتني السابقتنين )1(. تظهر هذه الرؤية اخلارجية -قليلة ابلفعل- يف القصص اليمنية ومتثلها دديدا تلك القصص الا تعتمد احلوار يف بنيتها كتقنية مسرحية حبيث يكون حضور الراوي فيها موضوعي ا إىل ح لدكبري وال يتحقق ذلك سوى يف قصة واحدة يف املرحلة التجديدية هي قصةناللجامنلزين السقاف )2( يف حني يظهر بشكل أكثر يف املرحلة التجريبية مع تدخل الراوي بني حني وآخر تدخال سينارستي ا إن جاز هذا الوصف من خالل تعليقاته البسيطة الرابطة للحوار كما يف قصةنالكماشةن وقصةنبعيدا عن بياض املصابيحن مد أ د عثمان )3( وقصةنحريةنلنادية الكوكبا. )4( وإذا ما اتبعنا هذه الرؤية السردية اخلارجية من خالل ضمري املخاطب )أنت( يف استخدامه عرب املراحل الثالث ف ننا جند أن هذا الضمري قد است خ د م يف املرحلة التقليدية على و ودد ال خيرج عن نوعني: األول خطاب مباشر للقارئ أييتكدليل على اإليهام ابلواقعية أوكأثر من آاثر الشفاهية واملقالية يف بنية القصة مثال ذلكنقول الراوي يف قصةناللص والضمرين:نوال بد أنكم ستسألون من أ ن.. أ ن إنسان مثلكم له شخصية...اخلن )5(. واآلخر: يستخدم يف حال املناجاة وحديث الشخصية لنفسها و اذجهاكثرية يف القصص ال ختلو منها قصة تقريبا بل قد تبىن القصة أبكملها على املخاطب كقصةناألرض اي سلمىن مد عبد ( 1 ) صالح فضل: نظرية البنائية مرجع سابق ص 292. ( 2 ) زين السقاف: قصةناللجامن ص ( 3 ) ومد أ د عثمان: قصةنالكماشةن ص وقصةنبعيدا عن بياض املصابيحن ص ( 4 ) ندية الكوكبا : قصةنحريةن ص.151 ( 5 ) صال الدحان: قصةناللص والضمرين ص

217 نال الوق وهي كتقني ل ة ت عد ديدية يف هذه املرحلة التقليدية حيث يستخدم املونولوج املباشر يف صوت خياطب سلمى طوال القصة بضمري املخاطب )أنت ( ولكن ضمري املخاطب هذا أييت يف دائرة الرؤية اخللفية مبعىن أن الراوي يظل فيها يعرف أكثر من الشخصية وإن كان استخدم ال )أنت( ف ا هو بديال عن ال )هو( وهذا النوع من السرد كما يشري براين ريتشاردسون Brian Richardson يسمى سرد ا بضمري املخاطب فهو ورد مونولوج موجه إىل مستمع حقيقي أو متخيلن )1(. وقد أييت ضمري املخاطب كنوع من احلضور مع غريه من الضمائر جملرد واولة التجديد يف أسلوب العرض والبحث عن شكل ديدي فيدخل مع هذه الضمائر املتعددة كما يف قصةنالسحب املسافرةن مد صال حيدرة حيث تستخدم القصة ضمري املخاطب للحديث مع الشخصية الثانية يف القصة والقصة عموما ال دمل أداء فهي ورد ضمائر: )أ ن( الراوي و )هي( األنثى/الرمز و الراوي خياطب ال )أنت ) يف مقاطع كثرية يف القصة مبودةنلو كنت معي ترقب القمر عندما أتذكرح وحيدا أدرح أنين مل أكن أعبث حينما كنت ال أفارقك يف طفولتنا...ن )2(. أما يف املرحلة التجريبية فتمر الرؤية اخلارجية على قلتهاكتقنية ريبية بثالثة مستوايت: املستو األول: مزجها مع الرؤية اخللفية كما يف قصةنسحنة الغروبن وقصةناهنيار اجلدار اآلخرن مد عبد وسن حيث متتزج الرؤيتان مع ا وال يكاد يفصل بينهما فاصل فتنطلق من ضمري املخاطب إىل الغائب بتناوب مستمر طوال القصة كهذا النموذج:نيشخص وجهك تقدير ا مثين ا لكنك مستثقل الدعوة إىل املؤاخاة الا ظل رأسك ينتفل هبا... جيرح التفلت : يكفي أهنا أتتنس بقربكم هناح األوالد يطأون عتبة بيتها اجملاور.. لقد علت عالقة طيبة فوأل ضرتني تشتعل بينهما احلرائق فيسا الكبار والصغار بشرر ( 1 ) ينظر:براين ريتشاردسون:السرد بضمري املخاطب فنيته ومعناه ترمجة:خريي دومة ولة نزوى العدد 50 أبريل 2007 م ( 2 ) ومد صال حيدرة: قصةنالسحب املسافرةن ص 45.

218 األلفاظ والنظراتن )1(. وهكذا ترتاوح الرؤية اخلارجية مع اخللفية يف هذه القصة والقصة األخرى وقد تتناوب الرؤية اخلارجية )أنت( مع الرؤية املصاحبة من خالل ضمري املتكلم كما يف قصةنوتسألين الريح )تضاريس(نلسمري عبد الفتاح يقول:نويتالشى الفضاء حولك.. وديطك الصخور.. يف قلب الصخر ترميك الريح.. يف قلب الصخر ختفي الريح فريستها بعيد ا عن العيون. يلتصق ي ظلي قبل أن أطفئ ئوء الغرفة بثوان فأعيد تعريض جسدي للضوء...ن )2(. وهكذا يستخدم السرد بضمري املخاطب ببنط خفيف يف حني يستخدم البنط العريض لضمري املتكلم وتظل القصة هبذه الطريقة حىت النهاية بلغة وازية -كما نرى يف الشاهد الذي أورد نه - وبتقنية الفضاء الطباعي الذي يدل فيه البنط العريض على تغري الضمري والرؤية السردية كما أنه من املالحف أن القاص يستخدم ضمري املخاطب يف معظم قصص اجملموعة للتعبري عن شخصية مأزومة نفسي ا إما ابخلوف الشديد من املوت نتيجة احلرب والقصف كالقصة األوىلنزمن للحرب )ثالث نقا (نأو بسبب احلرية وحالة التيه الا تعيشها الشخصية حيث يستخدم هذا الضمري للمواجهة كنوع من مواجهة احلالة وتعريتها بطريقة التحقيق واالعرتافات يقول يف القصةنتنهض وأنت تبحث عن شيء من الشجاعة يوقفك لتصر يف وجه اجلثة أبنك ال دب الكوابيس وأن كل شيء أمامك ورد وهم وأن كل هذا ال يؤثر فيك.. غري أن تلك اهلياكل العظمية يف منتصف املمر علك تصر أبعلى صوتك ويغمى عليك لتسقط داخل غرفتك..ن )3( ومن هنا ي عد ضمري املخاطب وسيلة أخرى من الوسائل ما بعد احلداثية كما يقول براين ماكهيل Brian Mchale -نتستخدم أحيا ن ألغراض عدوانية وانتقامية جارحة 74 1 ومد عبد وسن: هدنة األصيل صنعاء مركز عبادي 2002 م قصةناهنيار اجلدار اآلخرن ص ) 1 (.75 ( 2 ) دري عبد الفتاح: قصةنوتسألين الريح )تضاريس(ن ص 139. ( 3 ) دري عبد الفتاح: قصة )زمن للحربنثالث نقا ن( ص

219 وتستخدم إلزعاج القارئ أو لتصوير انشقاأل الذات أو لصناعة حالة غرائبية مفتوحة على كل االحتماالتن )1(. أما السرد بضمري املخاطب فيعر فهنبراين ريتشاردسوننأبنهنالسرد الذي يضع بطله يف صورة ضمري املخاطب ويكون هذا البطل عادة هو الشخص الوحيد الذي يرى العامل من بؤرته كما أنه هو أيض ا املروي عليه يف العمل على وجه العموم ودكى القصة يف أغلب األحوال يف الزمن املضارع وبعض األشكال تتضمن كذلك استخدام ا للزمن الشرطي والزمن املستقبلن )2( وأكثر أشكال السرد بضمري املخاطب هو ما يسميهنريتشاردسوننبنالشكل النموذجينوهو أيض ا الشكل األكثر التصاق ا أبشكال السرد التقليدية ففيه د كى القصة عادة يف الزمن املضارع وحول بطل واحد هو الذي يشار إليه بضمري املخاطب وتشريناألنتنإىل الراوي واملروي عليه أيض ا )3(. ومثل هذا الوصف جنده يف بعض قصص دري عبد الفتاح و اصة يف قصته األوىلنزمن للحرب )ثالث نقا (نيظهر الضمري يف الزمن املضارع كما يف هذه العبارةنترجع ظهرح للباب ويثري فيك ملمسه البارد مشاعر اتلفة سرعان ما ترتكها لتنهض وتتأكد من تلك احلركة الصغرية الا صدر عنها صوت خافت هوار الدوالب:نإهنا الفئرانن هكذا انزاح جانب من شفتيك لتلقي ابلعبارة بشيء من اإلعجاب والدهشة.. مل تستنكر عالمات االنتشاء يف وجهك لسماعك صوات ينبض ابحلياة بل اقرتبت من مصدر احلركة..ن )4( وضمري املخاطب )األنت( يف هذه القصة كما هو احلال يفكل استخدامه يهدد االستقرار االنطولوجي للعامل القصصي -كما يقول ريتشاردسون- وكذلك يتوجه الضمري ابلضرورة إىل القارئ ابإلضافة إىل الشخصية ا ورية نألن )األنت( Brian Mchale: Postmodernist Fiction, Methuen, London, 1987, pp: 223 ) 1 ( 225 ويراجع: خريي دومة: رواية السرية الذاتية اجلديدة... مرجع سابق ص 49. ( 2 ) براين ريتشاردسون:)دورايت( مرجع سابق. ( 3 ) نفس املرجع. ( 4 ) دري عبد الفتاح: قصةنزمن للحرب )ثالث نقا (ن ص

220 ميكنها أن تشري أيض ا إىل القارئن وميي ز ريتشاردسون بني ثالث صي للسرد بضمري املخاطب: وهي الصيغة النموذجية والصيغة الشرطية والصيغة املوجهة إىل الذاتن )1(. ومن املالحف أن القصة القصرية اليمنية قد استخدمت الصيغة النموذجية يف بعض كتاابت دري عبد الفتاح ومل تتجاوزها إىل الصيغتني األخريني وذلك فيما بني أيدينا من عينة الدراسة. وقد يستخدم الضمري بنربة شعرية عالية موظف ا للحكاية الشعبية كما يف قصةنعلي اباب )أايدايت حلم هارب(ن نيقول:ناستدر هسدح املرهق و الباب واهدأ عندما ترى من الباب السماء )علي اباب( هرب النوم منك فطارده يف اخلالء )علي اباب( حبال اخليمة هتتز على وقع خيول من بعيد وتضاعف احلمرة يف عينيك.. دسس براويز جدار اخليمة وأتكد من أن اخليمة هتتز )علي اباب( اخليمة هتتز على وقع خيول من بعيد. ال ختف )علي اباب(..ن )2(. نالحف هنا التداعي يف اخلطاب وسيطرة اإليقاع الشعري من خالل اللغة اجملازية والتكرار الذي متثله مفردةنعلي ابابنكالزمة إيقاعية. وهكذا ف ن ضمري املخاطب يتضافر مع رؤية أخرى )الرؤية اخللفية دديدا( مبا حيقق معادلة الراوي > الشخصية وهبذا ف ن ضمري املخاطب يتكامل مع غريه من الضمائر يف املستوى األول أما يف ( 1 ) عر فنا املقصود ابلصيغة النموذجية كما يف املثال ونوضح البقية هنا يف إجياز- فاملقصود ابلصيغة )الشرطية( لدى ريتشاردسونن هي أن تكتب القصص بضمري املخاطب أبسلوب دليل املستخدم أو املرشد إىل مساعدة النفس والصيغة )املوجهة إىل الذات( تعين التوجه املباشر إىل األنت الذي يكون أحيا ن هو نفسه القارئ الفعلي للنص تتجاور قصته مع شخصيات القصة وقد تندم فيها إهنا إضفاء للطابع السردي على شكل من أشكال احلديث وهو ما ال يتبدى إال يف شواهد صافية نسبي ا يف نصوص ابلغة القصر أما يف األعمال األطول فيتم السرد ابلتناوب بني ضمري املخاطب وضمريي الغائب واملتكلمنينظر: براين ريتشاردسون: املرجع السابق. ( 2 ) دري عبد الفتاح: قصة )علي ابابنأهدايت حلم هاربن( ص

221 املستو الثاين: ف ن الرؤية اخلارجية أتيت يف مقابلة األ ن )الرؤية املصاحبة( فيتساوى حضورنأنت نمعنأ ننأو يتوازى معه يف عموم القصة وميثل ذلك املقال عبد الكرمي يف وموعتهنغريب.. الوقت الضائعنيف أربع قصصكاملة من وموع مخس قصص هي وتوى اجملموعة ويف هذا املستوى من الرؤية ميكن القول أبن الراوي يتساوى مع الشخصية يف زاوية الرؤية فهو وإنكان يستخدم ضمري املخاطب لكنه حيتفف بشخصية الراوي املتكلم ويظل خياطب متلقي ا افرتاضي ا يف عموم قصصه مبا يكسب واولته التجريبية هذه قدر ا من التلقائية الشفاهية من حيث استخدام الكثري من مفردات اللهجة العامية واجلمل االعرتاضية الكثرية والشد الدائم للمتلقي بروح الدعابة يقول مثال يف مستهل إحدى هذه القصةنصص واااي * مم مل تتعرف علي اي صديقي.. طبيعي طبيعي جدا أوه أوه..مم ذهولك صار.. دهشتك طاغية بعيونك الزائغة وفكك األسفل املتدق بالهة..ن )1( ومن نحية اثنية يظل الراوي وافظا على التوازي بني الضمريين )أنت أ ن( طوال القصة - والقصص الثالث األخرى - مع احلفاظ على زاوية الرؤية املصاحبة فهو ليس راواي متدخال ولكنه يصف األحداثكما تبدو بعد وقوعها. أما املستو الثالث: وهو الذي تتحقق فيه الرؤية اخلارجية بصورهتا املثالية وفق معادلتها )الراوي < الشخصية( فال نكاد جندها يف هذه املرحلة التجريبية. وهذا يدل على ارتبا هذه املرحلة بتقاليد التقنيات السردية املألوفة وأييت ريبها يف تداخل الرؤى السردية ومزج أكثر من رؤية يف بناء القصة. وقبل االنتقال من هذه النقطة ال بد من التوضيح أبن الرؤية السردية أمشل من استخدام الضمري وأكثر ارتباط ا مبعادلة الراوي وتدخله ابلنسبة للشخصيات الا يعرف عنها وما استخدام الضمري أبنواعه الثالثة إال جزء من التوسل ليات هذه الرؤى وبعبارة أخرى ف ن السرد أبحد الضمائر الثالثة ال يكون مقصور ا على رؤية سردية بعينها فقد تروى القصة بضمري األ ن وفيها رؤية خلفية. * صص واااي: كلمة صومالية ترمجتها: )هكذا( نالقاصن. ( 1 ) املقال عبد الكرمي: قصةنهلوسات.. زوج تعيسن ص

222 تلككانت هي الرؤية السردية أبنواعها الثالثةكما تبدو يف القصة القصرية اليمنية ولكنكيف سارت الوظيفة السردية م )ج( الوظيفة السردية: مل يعد الراوي ورد نقل للحكاية أو موصل للمعرفة بل إن دوره قد دول يف الدراسات السردية احلديثة و اصة البنيوية إىل رؤية يتحدد العامل الذي ينظر إليه بلون خصائصها الذاتية كما أن األحداث الا يرويها تتحدد قيمتها حبسب اقرتاهبا أو ابتعادها عن هذا الراوي وهبذه الرؤية تتحدد وظائفه وهلذا ف ننجريار جنيتنقد نظر إىل وظائف الراوي مبا يتجاوز دوره التقليدي املتمثل يف ورد اإلخبار عن األحداث وجعل له وظائف أخرى يقول عنها:نيبدو غريب ا للوهلة األوىل أن يسند إىل أي سارد كان دور آخر غري السرد مبعناه احلصري أي واقعة أن يروي القصة لكننا نعلم جيد ا يف الواقع أن خطاب السارد -الروائي أو غري الروائي- ميكن أن يضطلع بوظائف أخرىن )1( يلخص هذه الوظائف الا يعزوها إىل الراوي يف مخس وظائف يرتسم فيها خطىنجاكوبسون Romanنيف Jakobson استنباطه لوظائف اللغة وهذه الوظائف هي: 1 الوظيفة السردية: ويقصد هبا ذلك الدور العريق الذي يقوم به الراوي وهو اإلخبار عن احلكاية وتوضيحها وشرحها. 2- الوظيفة املباشرة أو )وظيفة التنسيق( -كما يرتمجها دري املرزوقي ومجيل شاكر 2 وكذا شعيب حليفي -: ويسميها جنيتنوظيفة اإلدارةن ويرتمجها السيد إبراهيم بوظيفة التوجيه ( directing 1986 م ص 104 ( 1 ) جريار جنيت: خطاب احلكاية مرجع سابق ص 265. ( 2 ) دري املرزوقي ومجيل شاكر: مدخل إىل نظرية القصة بغداد دار الشؤون الثقافية 1 وينظر: شعيب حليفي: شعرية الرواية الفانتاستيكية مرجع سابق ص 139 وما بعدها

223 )Function 1 وهي تناظر وظيفة التعدية عند جاكوبسون ومن خالهلا يشري الراوي أو يلمح إىل أشياء وراء السرد ابلتنظيم الداخلي للخطاب ابلكتاابت والعالمات وأدوات الربط أو السياأل والتذكري ابألحداث أوكاإلشارة إىل انتماء الشخصية إىل طبقة اجتماعية أو مستوى وظيفي معروف أو غري ذلك. 3 وظيفة اإلبالغ والتوصيل: أونالوظيفة الندائيةنبتعبري جنيت وهي وظيفة تتعلق مبواجهة الراوي ملن يروي له نوتتجلى يف إبالغ رسالة للقارئ سواءكانت تلك الرسالة احلكاية نفسها أو مغزى أخالقي ا أو إنساني ان )2( وواولة إجياد شكل من أشكال التواصل عن طريق اإليهام ابلتحاور والتفاهم املشرتح بعد االتفاأل على مبادئ االتصال وهذه الوظيفة تعيد إىل الذاكرة وظيفا جاكوبسون التواصلية والطلبية. 4 الوظيفة التعبريية: وهذه الوظيفة تتطابق -كما يقول جنيت مع الوظيفة االنفعالية عند جاكوبسون وهذه الوظيفة تظهر هالء يف تلك اإلحياءات الذاتية املعربة عن مشاعر الراوي وانفعاالتهكما يف القصص املعتمدة على قالب الرسائل واملذكرات الشخصية واالعرتافات إذ ال تظهر منها سوى صورة الراوي البطل وهو يرفع عقريته معرب ا عما يعانيه أو يشعر به أو يتأمل فيه. 5 الوظيفة اإليديولوجية: وختتص مبا يضطلع به الراوي من تعليم أو تبشري أو تنوير فكري أو تربوي أو الدعوة إىل مذهب سياسي أو اجتماعي أو ديين. ومثة وظائف أخرى تضاف إىل ما طرحه جنيت لعل من أةها: 6 وظيفة التأليف أونالوظيفة اجلمالية: وهي الا أطلق عليها توماشفسكينالتحفيز التأليفين )3( ( 1 ) السيد إبراهيم: نظرية الرواية مرجع سابق ص 166. ( 2 ) دري املرزوقي ومجيل شاكر: مرجع سابق ص 104. ( 3 ) توماشفسكي: نظرية األغراض كتاب نظرية املنه الشكلي مرجع سابق 193.

224 وقوام هذه الوظيفة يعتمد على دويل احلياة الفجة إىل صورة فنية عن طريق رؤية الراوي وصوته فبواسطة هذا التحويل يسوأل الكاتب هذه احلياة يف صورة ميكن إدراكها وتمعة فرؤية الراوي هي الا تنظم أجزاء هذه احلياة ابعتبارها ربة أو خربة إنسانية مسرتجعة على صفحة ذاكرة واعية وعندئ ل ذ تتحول القصة إىل منظومة مرتابطة لو ن ز ع منها خيط النفر عقدها فيزداد العمل الفين انسجام ا وتركيز ا وتناغم ا كلما ازداد الرتكيز على هذه الوظيفة. 7 وظيفة التغريب: وهي الا أشار إليها بداية الناقد الروسينشلوفسكي Chklovskiنويقصد من التغريب النظر إىل األشياء برؤية جديدة فالكاتب عندما جيعل أحداث قصته منظورة من زاوية رالو ف نه يبديها يف صورة تكسر راتبة الواقع وتظهره بعيون غريبة يقول شلوفسكي يف هذا الشأننفقد جعل تولستوي أعمالنفاغنرنم غر بة وذلك عندما وصفها من وجهة نظر فالح ذكي... وعرفت الرواية اإلغريقية القدمية هذا النسق عندما وصفت املدينة من وجهة نظر فالحن )1( وهو ما يسميه -أيضا بنسق اإلفراد حيث يرى شلوفسكي أن األنساأل تستهلك و دد نفسها ابستمرارنإن الفن جياهد أن جيعل رؤيتنا ل شياء جديدة وهذا هو ما نسميه نسق اإلفراد.. وهو يتجدد إىل ما الهناية وذلك لكي ال يتحول إىل ط متكررن )2( فالراوي خيرج األشياء من كوهنا موجودة وجود ا وايد ا إىل كوهنا أشياء ذات داللة ويقطعها من سياقها احليايت إىل سياأل آخر فينن وهذا هو مفهوم االنزايح أو اال راف كما يطلق عليه نقاد البنيوية وفيه تتحقق الشعرية أو األدبية الا يطمح إليها املبدع يف دقيق خصوصية عمله األديب. وابستقراء النصوص القصصية -عينة الدراسة- يظهر أن الوظائف السابقة تتحقق يف املراحل ( 1 ) ف. شلوفسكي: بناء القصة القصرية والرواية كتاب نظرية املنه الشكلي مرجع سابق ص 138. ( 2 ) نفس املرجع ص.11

225 الثالث بطرأل متفاوتة ولكنها متضي يف تطور صاعد ففي املرحلة التقليدية يغلب على وموعاهتا الوظيفة السردية والوظيفة املباشرة )التنسيقية( والوظيفة اإلبالغية التواصلية كما يف اجملموعات الثالث: أنت شيوعي وممنوع الدخول ونبضات قلب وتستخدم الوظائف ذاهتا يف بقية اجملموعات األخرى وزايدة عليها تظهر الوظيفة اإليديولوجية كرافد جديد فيما يتعلق ابملضمون الوطين يف قصص هذه املرحلة كقصةناإلنذار املمز نأل د وفوظ عمر وقصةنالغولن مد عبد الوق وكذلك القضااي االجتماعية ذات الطابع الوعظي األخالقي والتنويري كقصةنجريرة العدل ولعنة الكأ" وخطيئة زينبنأل د وفوظ عمر وقصةنالسكران وطريق اخلطيئة واملروونلعبد سامل ابوزير وغريها. يف حني تظهر الوظيفة اجلماليةنالتأليفيةنبشكل قليل يف القصص األكثر فنية وقراب من بنية القصة القصرية ذات االهتمام بلحظة التنوير وذلك يف عدد من قصص عبد سامل ابوزير مثل قصةنعندما نلتقي والنافذة املفتوحة وليلة من عمري و ل تذكريينن وتكثر أيض ا يف قصص ومد عبد الوق تكاد تكون مجيعا ذات وظيفة مجالية لتميز كاتبها ووعيه بفن القصة القصرية الا ويف املرحلة التجديدية تستمر تلك الوظائف بطريقة متفاوتة أيضا ولكن اجلديد أن تتفرد وظيفة واحدة ابلسيطرة على وموعة كاملة أتخذ طابع ا مميز ا كسيطرة الوظيفة اإليديولوجية على وموعة ميفع عبد الر ننبكارة العروسنيف مضموهنا الوطين وتكريس الفكر االشرتاكي على مدار قصص اجملموعة. ويظهر التجديد أيض ا - يف هذه املرحلة من خالل الوظيفة التعبرييةكما يف قصةنأعباء رسالةنللوزي وقصةنالكرنفالنلسعيد عولقي. وتستمر تلك الوظائف بتنويعاهتا ما بني سردية وتنسيقية وإيصالية ومجالية وإيديولوجية يف بقية اجملموعات بطريقة متفاوتة تزيد مرة هنا وتقل أخرى هناح وقد ترتاجع إىل الوظائف الثالث األوىل كما يف وموعةنعل ه يعودنلرمزية اإلراي وقد تزيد الوظيفة اجلمالية مع شيء من التغريب كما يف وموعةنموت

226 البقرة البيضاءنللرازحي حيث أييت االنزايح أو التغريب من خالل وصف عامل أمريكا املتحضر اآلق بعيين قروي بسيط جاء لريى الفارأل بني ماكان يعيشه يف القرية وبني هذا العامل البالستيكي اآلق بشخصياته وأحداثه وسواء أكان ذلك عن طريق احللم -كما أراد إقناعنا الراوي- أم احلقيقة ف ن الغاية من اإلدها قد دققت وظهرت بوضوح وظيفة التغريب يف هذه اجملموعة. أما يف املرحلة التجريبية ف ن الوظائف الا جندها غالبة على قصص املرحلة ال خترج عن الوظيفة التأليفية اجلمالية - وهي الغالبة - وقد تتضافر معها يف عدد من اجملموعات ابلتناوب وظيفة التغريبكما يف قصص هدى العطاس وومد أ د عثمان وعبد الكرمي غا وومد القعود. وقد تسيطر الوظيفة التعبريية على القصص ذات البوح الشعريكما يف وموعة آمنة يوسف أو قد تتمازج مع غريها من الوظائفكالتغريبيةكما يف وموعة أفراح الصديق أو التأليفيةناجلماليةنكما يف قصص ومد عبد الوكيل جازم. وقد تنفرد الوظيفة التغريبية مستقلة بفضاء اجملموعةكما يفنرطانة الزمن املقماألنلوجدي األهدل. وهبذا جند أن الوظائف السردية يف هذه املرحلة األخرية مل تعد ترتاجع إىل الوظائف البسيطة الا ظهرت يف املرحلة التقليدية ولكنها ظلت تراوح بني الوظيفة التأليفية اجلمالية وما هو أبعد منها عن املباشرة كالوظيفة التعبريية - املرتبطة ابلبوح والشعرية - ووظيفة التغريب. وإذا كانت قد ظهرت بعض القصص ذات الوظيفة اإليديولوجيةكما يف قصص أروى عبده عثمان كما قد يبدو ظاهرها ولكنها يف واقع األمر اتلفة يف معاجلة املضمون السياسي أو الوطين وذلك بتوظيف احلكاية فكانت الوظيفة السردية أتويلية غري مباشرة ألهنا دتفي ابلوظيفة اجلمالية ابلدرجة األوىل يف حني أييت املوضوع أتملي ا إحيائي ا يتلبس زي احلكاية

227 اثنيا: عالقة الراوي ابلفضاء القصصي )الزمكانية( )أ( : الزمان: الزمان واملكان متالزمان ال ينفصالن يف بناء القصة وما الفصل بينهما إال من ابب اإلجراء املنهجي كما أنكل العناصر املكونة للقصة إ ا هي بنية متال ة من العالقات الا ال ميكن حبال من األحوال عمل أي عنصر منها مستقال عن غريه فال ميكن تصور حدث ال تقوم به شخصية يف زمان ما ومكان معني ولكننا نقرب الرؤية طور ا لتشريح هذا العنصر دون ذاح حىت نستطيع اخلروج مبالمح تصنيفية للكيفية الا تنبني عليها القصة القصرية يف مسريهتا املرحلية. وقد وقف نقاد السردايت منذ البداية لدى التفريق بني الزمن العام يف سريورته األبدية وزمن القصة املتحرر عن الزمن العام الذي ختتاره القصة متميزة به عن بقية الزمن كما يقول صربي حافف -نحبيث ال يبدو وكأنه زمن مقتطع من سياأل زمن عام ال نعرفه بل هو زمن متكامل مستقل له ماضيه اخلاص وابلتاق له حاضره املتميز ومستقبله الذي ميكن اكتشافه والتنبؤ بهن )1( ويسميه جنيتنزمن احلكاية الذي ليس إال زمن ا كاذاب أو زمن ا عرفي ان )2( كما أهنم ميزوا بني أزمنة عدة تتعلق بفن القص هي حبسب سيزا قاسم-نأزمنة خارجية )خارج النص(: زمن الكتابة زمن القراءة وضع الكاتب ابلنسبة للفرتة الا يكتب عنها وضع القارئ ابلنسبة للفرتة الا يقرأ عنها وأزمنة داخلية )داخل النص(: الفرتة التارخيية الا ري فيها أحداث الرواية مدة الرواية ترتيب األحداث وضع الراوي ابلنسبة لوقوع األحداث تزامن األحداث تتابع الفصول..ن )3( ومن النقاد من يقسمها إىل أربعة أزمنةكما يقولنعبد امللك مراتضنأبن ( 1 ) صربي حافف: اخلصائص البنائية ل قصوصة )دورايت( مرجع سابق ص 28. ( 2 ) جريار جنيت: خطاب احلكاية مرجع سابق ص 109. ( 3 ) سيزا قاسم: بناء الرواية ص 37 وينظر: عبد العاق بوطيب: إشكالية الزمن يف النص السردي فصول اجمللد

228 هذه األزمنةنأعنت النقاد أنفسهم ابلتوقف لديها ثالثة اصة: زمن املغامرة أو زمن احلكاية وزمن الكتابة وزمن القراءة وقد أضفنا ن زمن ا رابع ا أطلقنا عليه زمن ما قبل الكتابة )زمن املخاض اإلبداعي(ن )1( على أن الزمن الداخلي )داخل النص( هو الزمن الذي عاجلته الدراسات النقديةكما اعتىن به املبدعون ألنه الزمن اللغوي املرتبط ببنية القصة واملنا هبم النظر يف عالقاته واكتشاف مجالياته. وقد ه النظر إىل الزمن يف عالقته ابلسرد من حيث عناصره املكونة وترتيبها من املاضي واحلاضر واملستقبل ومن حيث الرتتيب الزمين ل حداث يف مسريها املتتابع )املنطقي اخلطي أو املتداخل املضطرب( ومن حيث سرعة النص وبطؤه وكذلك من حيث كونه زمن ا حسي ا )موضوعي ا( أو زمن ا نفسي ا )ذاتي ا(. وكل ذلك كان التنظري له بوجه خاص يف حقل الرواية كغريه من التنظريات يف السردايت عموم ا - ولكن متت االستفادة منه يف القصة القصريةكما اوزته إىل غريةا من األنواعكالشعر -مثال نوذلك من منطلق أن الزمن متسلط على األشياء واألحياء مجيعا وذلك حىت يف الكلمات الا هلا ظالهلا الزمنية كالشيل والعجوز والطفلنكما يقول عبد امللك مراتض )2(. ولكن تظل القصة القصرية أكثر تلك األنواع حساسية للزمن حبكم طبيعتها املكثفة فالقصة متثل صراع ا مع الزمن إهنا واولة مركزة للوصول إىل نقطة ما من اإلشراأل يتضح فيها املاضي واحلاضر واملستقبل على و متسالو وكما يقول أوكونورنمبا أن حياة أبكملها ال بد أن دشد يف بضع دقائق ف ن هذه الدقائق ال بد أن ختتار بعناية حقيقية وأن تضاء بنور داوي ذلك النور الذي ميكننا من التفرقة بني العدد 2 صيف 1993 م ص 130. ( 1 ) عبد امللك مراتض: يف نظرية الرواية حبث يف تقنيات السرد سلسلة عامل املعرفة) 240 ( ديسمرب 1998 م ص 225. ( 2 ) نفس املرجع ص.208

229 املاضي واحلاضر واملستقبل كما لوكانت هذه األزمنة مجيع ا ماثلة مع ان )1( ألهنا تقوم على احتقاب هنر الزمن اجليا نيف هذه القارورة الزمنية والفنية املركزة: القصة القصريةنحبسب وصف العويف )2(. ومن كل ما تقدم من األزمنة املتنوعة سنقف على ما يكون للراوي فيه من حضور واضح يف عالقته بتحديد مسار الزمن يف بنية القصة ولعل ذلك يتمثل بشكل واضح يف عالقته بسرعة النص وبطؤه والتحكم فيه من حيث كونه زمن ا حسي ا أو زمنا نفسي ا. وميكن هنا تتبع الزمن يف املراحل الثالث للقصة القصرية اليمنية حيث جند من خالل استقراء النصوص قيد الدراسة - أن الزمن يف املرحلة التقليدية قد ددد بثالث خصائص رئيسة هي: األفقية والتتابعية وسيطرة الفعل املاضي وذلك على النحو التاق: األفقية: 1 وفيها يسري الزمن يف خط أفقي حسي تظهر فيه حركة الزمن حبسب سري األحداث يف منطقيتها السببية من أ إىل ب إىل ج إىل د وبناء على هذه األفقية يتسع املدى الزمين للقصة وينتشر حبيث يشمل سنوات ومراحل مديدة ومن هنا يبدو زمن احلكاية أطول وأوسع من زمن القول. يظهر ذلك يف القصص ذات احلدث الواسع الروائي الا وقفنا لديها يف الفصل األول مثل قصةنأنت شيوعينللدحان ونمسألة كرامةن و"لعنة الكأ"نأل د وفوظ عمر ونالدنيا اجلديدةن ونإنسان ئائعن لعبد ابوزير وناألرض اي سلمىن مد عبد الوق وننبضات قلبنلشفيقة زوقري ومثلها القصص الا يتصف احلدث فيها ابلتفكك كما أسلفنا فهذه القصص مجيع ا تتصف ابألفقية ( 1 ) أوكونور: مرجع سابق ص 32. ( 2 ) جنيب العويف: مقاربة الواقع... مرجع سابق ص 126.

230 التتابعية: 2 وهي مرتتبة على اخلاصية السابقة حيث تقوم على أفقية الزمن وحسيته وسعة مداه خاصية التتابع يف خيطيته فيلتزم النص خط ا تصاعداي ومتسلسال من البداية إىل الوسط إىل النهاية يف تتابع ملتزم وميثله يف قصص هذه املرحلة ما أطلقنا عليه ابلقصص ذات احلدث املتماسك وهي الا تعتمد على البنية الثالثية الا ردهانموابساننوغريه من أقطاب القصة القصرية إبداع ا ونقد ا كقانون مميز للقصة القصرية وقد استخدم القاصون تقنيات مساعدة يف توسيع املدى الزمين للقصة أةها االسرتجاع )الفال ابح( وهو كما يعرفه جنيتنكل ذ كر الحق حلدث سابق للنقطة الا ن فيها من القصةن )1( وهي اآللية األثرية يف نصوص املرحلة التقليدية الا مارستها كوسيلة سهلة لسد فراغات النص وتقدمي خلفية تفسريية ل حداث والشخصيات ويسري زمن القص يف تتابعه من احلاضر إىل املاضي إىل احلاضر مرة أخرى فاملاضي البعيد وهكذا فيربز دور الراوي يف دكمه ابلزمن إما بشكل مباشر من خالل تدخله يف شرح املواقف وإزالة الغموض وتقدمي الشخصيات وهي أتخذ بيد القارئ و فهم ما يريده الكاتب ويف هذه الصورة نكاد نلمس حضور الراوي بشكل مباشر أوقد يتخفى الراوي ويكون أكثر حيطة حني جيعل االسرتجاع أييت عن طريق الشخصية نفسها يف القصة وهي الا تلقي الضوء على مناطق غامضة داخل الشخصية أو تدفع ابألحداث و الذروة. وإىل جوار تقنية االسرتجاع تستخدم تقنيات أخرى يف هذه املرحلة مثلنالوصفيةنوهي الا يتوقف معها الزمن وتسمىنالوقفةنحبسب تصنيف جريار جنيت )2( حيث تكون مساحة النص الهنائية يف حني أن سرعة احلدث = صفر وهي مستخدمة يف قصص املرحلة بكثرة يف وصف الشخصيات واملكان ومثلها أتيت بقية التقنيات مثلناحلذفن)الثغرة( وكثري ا ما تكون أداهتا املباشرة يف هذه املرحلة هيكلمة ( 1 ) جريار جنيت: خطاب احلكاية مرجع سابق ص 51. ( 2 ) نفس املرجع ص 109 وما بعدها.

231 )فجأة( الا ال تكاد ختلو منها وموعة قصصية يف املرحلة التقليدية وتستخدم لداللتني: األوىل: اختزال الزمن وحذف الكثري من األحداث مثلنوفجأة انتقل ذلك الطفل إىل طور الرجولةن )1( وناالبن ليس له من عمل سوى البطالة واالتكال على والده وفجأة مات الوالدن)ص 74 ( والداللة األخرى هي الربط بني حدث سابق وآخر الحق ومثال ذلك يف قصةنالسكرانن حيث تتكرر أربع مرات يف القصة لربط األحداث ببعضها وأتيت على هذا النحو:ناربد وجهه فجأة وجحظت عيناه وقد داةته ذكرى حياته السالفةن )2( نووجد نفسه فجأة يف الشارع حيث هو تلك الساعةن)ص 30 ( نوصار يهذي بكلمات غري مفهومة وفجأة جحظت عيناه وقد أبصر أمامه شبح ا لفتاةن)ص 31 ( نوانتهت الفتاة إىل هناية الشارع وعرجت إىل شارع آخر وهو يعدو وراءها متعثر ا بكل شيء أمامه وفجأة مل يدر إال وقد طار جسمه يف اهلواء..ن)ص 31 (. كما تستخدم بقية التقنيات - أيض ا -نكاملشهدن وناجململن)التلخيص( يف حني أن حلظات املونولوج املستخدم تكون يف حديث النفس واملناجاة وأتخذ حيزا واضح ا يف قصص املرحلة وهي أتيت شبيهة بلحظات االسرتجاع من حيث أهنا ال تغري ورى الزمن القصصي يف تتابعيته بل أتيتكما يقول العويفنكروافد اثنوية ومؤقتة هلذا اجملرى سرعان ما تعود للتالشي فيه ومرد ذلك إىل ضحالة الزمن النفسي وطفو الزمن احلسين )3(. سيطرة الفعل املائي: 3 احلديث عن الفعل املاضي بداية يقود ن إىل احلديث عن املضارع )احلاضر( واملستقبل ولسنا هنا بصدد الوقوف طويال حول هذه األفعال ولكننا أخذ مبا ذهب إليهنابرتنيف أن استعمال الزمن سامل ابوزير: قصةنإنسان ضائعن ص 73. ( 1 ) عبد سامل ابوزير: قصةنالسكرانن ص 29. ( 2 ) عبد ( 3 ) جنيب العويف: مقاربة الواقع.. مرجع سابق ص 138.

232 املاضي يف احلكي )املكتوب( وردنخدعة فنية أوكذبة مكشوفة Mensongeن manefeste )1( وكأنه واقع دت أتثري التقاليد السردية الشفوية الا هي األصل يف هذا األمر وإال ف ن الراوي يف احلقيقة ال يسرد ما جرى وإ ا يسرد ما جيري يف ايلته وهو يفرغ النص السردي على القرطاس نفاملاضي يف السرد املكتوب وفق هذه الرؤية يعين احلاضر على احلقيقة ألن السرد يتعلق ابللحظة الا الكاتب فيها أما ماضيه الذي يسرد منه أو حيكي عنه فهو ورد خدعة سردية وقعت له ابلعدوى الشفويةن )2( ويؤكد أ د مشس الدين احلجاجي هذا األمر حيث يذهب إىل أن استخدام عنصر الزمن املاضي يرتبط ابلقصص الشعيب أصال - حيث املاضي املطلق الذي ال يرتبط بلحظة معينة وأييت استخدام القصص احلديث له نتيجة أتثرها بتقنيات القصص الشعيب. )3( وأما املستقبل فال حضور له وال وجود يف السرد التقليدي ألنه سيتحول إىل تنبؤ وضرب من التخمني واخلوض يف الغيبنألن الراوي إ ا يقص حكاايت خيالية من إنشاء قرحيته تتعلق مباضي الزمن يف طور وحباضره املشبع ابملاضي يف طور آخرنكما يقول مراتض )4(. ولكن على الرغم من الكذبة املكشوفة أو اخلدعة الفنية فيما يتعلق ابستخدام الزمن املاضي ف ن القص يف املرحلة التقليدية قد استخدم الفعل املاضي على سبيل احلقيقة يف معظم القصص وليس أدل على ذلك من اإلكثار من استخدام الفعلنكانن- الفعل السردي التقليدي - وهونأم البابن- لو p.27 R.Barthes,Ledegre zerodel ecritureinl univerers du roman, نقال عن ) 1 ( عبد امللك مراتض: يف نظرية الرواية مرجع سابق ص 232. ( 2 ) نفس املرجع: ص.233 ) 3 ( ينظر: أ د مشس الدين احلجاجي: األسطورة والعلم دراسة يف قنديل أم هاشم القاهرة ولة القاهرة العدد 87 4 صفر 1409 ه 15 سبتمرب 1988 م ص 13. ( 4 ) عبد امللك مراتض: يف نظرية الرواية مرجع سابق ص 232.

233 استعر ن مصطلح النحاة - ألنه الفعل الذي ينحو ابلقص منحى زمني ا إخباراي ماضواي وقدكثر حضوره بنفسه يف عددكبري من قصص هذه املرحلة بل إنه يتكرر يف بعض القصص عشرات املرات )1( أو ابألفعال املاضية األخرى الا دتفف بسيطرة الزمن املاضيكآلية وية وسردية اثبتة. ومرد هذه السيطرة للفعل املاضي يعود إىل ضعف اإلحساس ابلزمن وأبةيته لدى قاصي املرحلة وسيطرة الزمن احلسي على الزمن النفسي الغالب إال من بعض األوصاف الا قد تدل على موقف نفسي أونواملساء ال يتجاوز الوصف العابر حىت يتجذر يف دخائل النفس كالقول مثالنيف عصر يو ل م مشئومن )2( يقبل كئيب ا ثقيال ن )3( وغريها ف ن هذه األوصاف ال تتعدى هذه اللمحة الا تقف عند وصف احلالة بطريقة عابرة وال تتجاوزها إىل أبعد من ذلك. ومن خالل األ وذج السابق - أو املقياس- لطبيعة الزمن يف املرحلة التقليدية ميكننا متابعة رحلة الزمن يف املراحل الالحقة وقياسه وفق ا للمعيارية السابقة حيث جند أن املرحلة التجديدية يستمر فيها الزمن ابخلواص السابقة من األفقية والتتابعية واملاضوية متام ا يف عددكبري من القصص وهو الذي ميثل اجلانب الرتاثي يف قصص هذه املرحلة يف حني أييت التجديد من خالل تعميق الزمن النفسي وقد سار ذلك ابلتدري حيث بدأ الزمن احلسي يطع م ابلزمن النفسي قليال قليال ففي قصةناملومسن مد مثىن على سبيل املثال - يسري الزمن يف طريقه احلسي التتابعي يف اسرتجاعاتكثرية من احلاضر إىل املاضي فاحلاضر املاضي البعيد )الطفولة( حىت تنتهي القصة ابللحظة الراهنة الا هي نتيجة للزمن املاضي ولكن ترتكز القصة يف حلظة تنويرها على تعميق الزمن النفسي يف صورة ندم يصل ابلقصة إىل ( 1 ) يف قصةنعلى طريق أدران مد عبد الوق مثال يتكرر الفعل كان )56( مرة ويف قصةنموت إنساننيتكرر أكثر من 20 مرة. ( 2 ) أ د وفوظ عمر: قصةناإلنذار املمزألنص ( 3 ) شفيقة زوقري: قصةنأرملة شهيدن ص 111.

234 ذروهتاناجتاحت النوبة صدرها بشد ة.. فأجهشت.. قضم فمها أطراف الوسادة عندما انتصف الليل مخدت الشهقات وافرتت الشفاه عن ابتسامة مقرورة... فبدا الليل كأ ا يبكي يف صمت وسكونن )1( فالليل هو الذي يبكي حلال الشخصية وعليها ومن هنا يربز الزمن النفسي قليال هوار الزمن احلسي. يتساوى حضور الزمنني بل ويكادا يتوازاين يف بعض قصص املرحلة ولكن ذلك يرتبط بطبيعة مضمون القصة فمثال يف قصةنالسفينةنيبدو اإلحساس مبرور الزمن احلسي موازاي للزمن النفسي بسبب حالة اخلوف والقلق من الغرأل الا علهم يف وسط البحر ال جيدون مفرا وال سبيال للنجاة ولذا ف ن اإلحساس ابلزمن بنوعيه )احلسي والنفسي( أيخذ دور البطولة يف وصف اللحظات الا متر عليهم وهم يتابعون الشمس كدليل وحيد على مرور الوقت يف عرض البحر وتشبثهم ابلنهار يف واولة للخالص من حالة التيه وسط البحر يف هذه الرحلةنبعد حلظات مل تكن وسوبة يف عمر الزمن انكسر قرص الشمس خلف اجلبل ومتزقت أجزاؤه شظااي ابكية وابتلعتها داء الغروب.. تكاتفت سحب اخلريف...ن )2( ولعلنا ندرح إيقاع األزمة النفسية واإلحساس ابلزمن من خالل مفردات:نتكسر متزأل شظااي ابكية...نالا تعرب عن حالة القلق واخلوف من دطم السفينة الا تقلهم واإلحساس مبا قد يصيبهم ج راء ذلك من دطم لقرص الشمس ولكن من دطم قرص النجاة )السفينة( - - ليس يظهر حاهلم يف الرتابط والتكاتف الذي قاموا به ابلفعل يف التجديف للخالص من هذه الورطة فنتكاتف السحب اخلريفيةنليست سوى داللة نفسية وزمنية لتكاتفهم يف واولة النجاة من الغرأل ومن هنا جند أن الزمن قد ا ه ا اه ا نفسي ا يف موازاته ابلزمن احلسي وقد لعب دورا بطولي ا متناغم ا مع طبيعة احلدثنالليل يعم ويوغل يف جهامته والريح تعبث يف أجسامنا املتجمدة وتدفع ابلسفينة مشال.. غربن)ص 58 ( ولكن هذا الزمن النفسي ال يلبث أن يعود إىل تبعيته للزمن احلسي املتمثل يف النهاية السعيدة املغلقة حني تقول القصةنيف أواخر الليل كانت قوارب ( 1 ) ومد مثىن: قصةناملومسن ص 44. ( 2 ) ومد مثىن: قصةنالسفينةن ص 57.

235 الصيادين ديط بسفينتنا املشرفة على الغرألنفيعود الزمن إىل حسيته املسيطرة على القصة ولوكانت ت ر ك ت مفتوحة لسار الزمن يف تصاعده النفسي وحقق خروج ا على تقليديته ولكنها طبيعة املرحلة املرتددة بني الرتاث والتجديد فيما يتعلق ابستخدام الزمن كما هي حال العناصر األخرى أيض ا. وال يتغلب الزمن النفسي على الزمن احلسي بصورته النموذجية إال يف عدد قليل من القصص وذلك يف القصة التيارية والا هي غري متحققة متاما -كما أشر ن- سوى يف قصتني ةا:نأعباء رسالةنللوزي ونالكرنفالنلعولقي حبيث يظهر الزمن النفسي متجذ ر ا وقد أييت يف عدد من القصص الا تتوسل بتقنيات تيارية من خالل املونولوج أو الدراما الذهنية وأيخذ الزمن النفسي فيها دة الشخصية املضادةكما يف قصةناللحظات بعدهان حيث يزداد اإلحساس ابلزمن بسبب حالة الضيق الا متر هبا الشخصية جراء موت احلبيبة ولذا تظهر كراهيته للزمن الذي يبدو يف القصة كشخصية مضادة يكرهها بسريها البطيء وجيد ثقلها البال على نفسه لذا فهو حياول قتل الوقت قتل نفسه حني وصل اإلحساس لديه إىل ذروته من اليقني أبنه لن يشفى من حبها سوى ابللحاأل هبا إىل الزمن املؤبد )ا ملوت( أو الالزمن وهنا يتعاىل دور الزمن حىت يتحول إىل شخصية مضادة وليس ورد عامل خارجي د س به األشياء وتقاس بل غدا هو جوهر قضيته وعدوه يف نفس الوقت فأصبح إحساسه به لشدته ال يقاس ابلطول أايم ا أو شهور ا بل يقاس ابللحظة والذي يبدأ منذ العنوانناللحظات بعدهانومن هنا تظهر سيطرة الزمن النفسي وتنبين عليه القصة يف وملها. ومن تنويعات التجديد يف التعامل مع الزمن يف هذه املرحلة أييت تعالق الزمن مع الفانتاستيك فال يرتبط ابلزمن احلسي وال ابلزمن النفسي بقدر ارتباطه ابلفعل الفانتاستيكي فيكتسب منه ال زمنيته مبفهومها ا دد ولعل أهم من يلعب هذه اللعبة من قاصي هذه املرحلة التجديدية هو عبد الكرمي الرازحي يف عدد من قصصه فمثال يف قصةنالكيسنيغيب الزمن احلسي والنفسي مع ا يف الزمن الفانتاستيكي -235-

236 حيث يتحول الكيس * إىل داللة زمكانية خيالية ومداها حياة اليمين وفضاؤه املمتد فحني يستيقف هذا الراوي يف جوف الكيس بعد النوم ف نه ال خيرج منه ولكنه حيلق به وتتشعب املضامني واألحداث داخل هذا الكيس لعدم دديد الزمان يف القصة أصال وتصبح ورد تداعيات ال يقيدها منطق الزمن يف سريه وإ ا يربطها الراوي املتمركز -حبكاايته- داخل عامله اخلاص ويرى العامل من تلك النقطة الا ال ت رى يف اخلارج -)الزمن الواقعي(- سوى ضيق العيش واملشاكل بينما الرباحكله والصيد كل الصيد يف جوف الكيس املدهش الذي يتشبث به الراوي ويكون عامله الفانتاستيكي حبركته وتنقله الزمكا ألننعامل ما وراء الكيس عامل كريهن) 1 ( - حبسب قول الراوي- ويزداد إحساسه ابلزمن الفانتاستيكي بطريان الكيس يف كل مكان وعرب الزمان إذ ال حدود منطقية دده يف ذلك ويستمر يف دليقه وأفكاره ووصف أحداثه من الطفولة إىل الرجولة حىت خيتار نقطة النهاية الا يشكلها الزمن -أيضا-كنتيجة ملروره أبن ددثه األم طالبة منه اخلروج من الكيس فقد خرج أبوه من السجن وعاد عمه من البحر وهبذا ف ن الزمن قد أصبح لعبة فنية يف يد الراوي يف املرحلة التجديدية يربطه مرة بفعل الفانتاستيك -كما مر-كما أنه قد يتجه به إىل املطلق من خالل أسطرته يف موضوع الغربة كما يف قصةنيف جوف الليلن مد مثىن فلحظة االنتظار للمغرتبني الا مير هبا اآلابء يف القرية كزمن حقيقي متتد إىل البعيد وتتحول إىل زمن غابر غري ودد املالمح زمن أسطوري يشك ل ه حديث الشيل عن زمن الرماد يف قصته الا ي سل ي هبا احلاضرين وهي يف نفس الوقت توصيف من نحية موازية للحال الراهنةنحسن ا سأحدثكم عنه يف األزمنة الغابرة خرج الفقراء حفاة مقرعي الرؤوس يستغيثون هطول املزن وبعد أايم هطل الرماد وانذر يف العيون فم الناس منه بطوهنم * الكيس: غطاء من قما وكم اخلياطة يدخل فيه الشخص وقت النوم ويربطه على نفسه حىت مينعه ذلك من احلشرات الطائرة والزاحفة )البق والقمل( عند النوم وكانت عادة النوم يف الكيس مشهورة ومعروفة يف اليمن إىل وقت قريب. ( 1 ) عبد الكرمي الرازحي: قصةنالكيسن ص 20.

237 -237- وكببوا لرؤوسهم أغطية تقيهم شواظ الشمس...ن )1( ولكن صابر هذا يتحول إىل أسطورة بعد ذلك من خالل الزمن الذي حيوله من شخصية عادية - تروي حكاايت الناس للناس - إىل زمن يقول النصنوكان صابر معلق ا ابلفجوة وقد دول إىل قطعة من سواد الليلن)ص 85 ( والزمن يف هذه القصة هو البطل ألن الشخصيات ليست سوى شكل من أشكاله يف تعاقبه وامتداده وحكمته يف عمره الكبري فالزمن هو املضمون والشخصية مع ا مير ويتعاقب وال ينقطع فصابر الشيل والعجوز والرجل املسنكلهم شخصيات زمنية دمل من خالل داللتها ظالال زمنية يفكوهنم طاعنني يف السن ولذا ف هنم ينطلقون إىل املطلق وتتحول قضيتهم إىل أسطورة وزمنها زمن خرج عن ودداته احلسية والنفسية إىل الزمن األسطوري. ويف هذه املرحلة التجديدية رأيناكيف بدأ الزمن النفسي أيخذ موقعه يف القصة ولكن ليس معىن ذلك سيطرته وخلو النص من النوع اآلخر- أي: الزمن احلسي - وإ ا يعين درجة رجحان أحد الزمنني على اآلخر دون أن يكون له السيطرة املطلقة اخلالصة وللزمن النفسي يف النص معيار للقياس يتمثل يف تقنية املونولوج القصصي وحبسب تقسيمنبروستنألنواع املونولوج جند أنه ينقسم إىل نوعني ةا:نالذاكرة اإلرادية ويقارب املونولوج الواعي والذاكرة الالإرادية ويقارب املونولوج الالواعين )2( وحبسب استخدام هذا املونولوج جند أن األول: يتخذ ثالثة مظاهر وواتئر هي: )التذكر-والنجوى- والتخيل( وهذه املظاهر تكثر يف القصة التقليدية كما أهنا ال ختتفي يف نصوص املرحلة التجديدية و اصة الا متيل إىل التثبيت الرتاثي وأما الذاكرة الالإرادية /املونولوج الالواعي ف نه النوع الذي يتميز ابلتدفق التلقائي والسيولة النفسية من غري ما ضوابط أو روابط واعية وهو الذي يظهر يف احللم الصريح -مثال- ويف هذاين الذاكرة وتداعيها احلر - وهو بذلك يقرتب كما يقول العويف نسبي ا من تيار الوعي دون أن يكون إايه نظر ا ( 1 ) ومد مثىن: قصةنيف جوف الليلن ص 80. ( 2 ) ينظر: روالن ابرت : الرؤاي اإلبداعية مرجع سابق.

238 للطقوس واملواصفات اخلاصة بتيار الوعي )1( ويظهر هذا النوع من احللم يف عدد من قصص املرحلة التجديدية مثل قصةنليس حلم انلزين السقاف وقصةنأحالم ليلة ساخنةنلعبد الفتاح عبد الوق وقصةنحلم مزدوجنلعبد الكرمي الرازحي وغريها يف حني أييت التداعي احلر أو هذاين الذاكرة إىل ح ل د ما - يف قصةنالبيجامةنللسقاف وقصةنالبحر يلفظ األشياء القذرةنلعبد الفتاح عبد الوق. وأما يف املرحلة التجريبية ف ن الزمن يسري يف ا اهني متقابلني: األول تراثي يستخدم الزمن احلسي ولكن إبجياز شديد يتناسب وطبيعة استخدام املرحلة للغة املكثفة وكذا الزمن النفسي يف صورته من املونولوج الواعي وغري الواعي وإبجياز أيض ا واآلخر: ديدي يسري فيه الزمن مثل غريه من عناصر القصة يف هذه املرحلة التجريبية صوب التكثيف واالختزال وال ينفصل - مبا هو عنصر حيوي يف القصة - عن بقية العناصر املضغوطة املشك لة للبنية السردية ويغدو الزمن رمزاي ااتال يغيب يف تالفيف اللغة الشعرية فيكون حضوره مرتبط ا بشعرية القصة حني تستهل به القصة يف هذا النص -مثال-نالسابعة من سقو القمر يف يد التحدي وأصابعي هشة.. السابعة من انكفاء الشمس على موج أصابعي.. السابعة من تصادم الوقت على نفذيتن )2( وهنا يغدو الزمن املتمثل يف لفظةنالسابعةنالا تشري إىل الساعة من ليل -نوقت سقو القمرن- أو من هنار -نانكفاء الشمسن- تغدو وردكلمة تتكرر فتنتقل من داللة دديد الزمن إىل وظيفة شعرية إيقاعية من خالل التكراركالزمة إيقاعية تدخل يف وال الشعرية أكثر منها يف وال السردية وذلك لتتناسب والنزوع الشعري للقصة يف بنيتها اإلمجالية ويستمر الزمن هبذه اآللية يف عدد من قصص املرحلة التجريبية ذات الطابع املكثف وأما القصص الا متيل إىل اإلسهاب يف اللغة والا أطلقنا عليها وصف التداعي )اجملازي واللفظي( ف هنا تعتمد ما يسمى ابملونولوج اإلنشائي/أو فقدان الذاكرة وفيها يكاد يفتقد الزمن بنوعيه احلسي والنفسي وال ميثل للقاص أةيةكربى بقدر اهتمامه ( 1 ) جنيب العويف: مقاربة الواقع... مرجع سابق ص ( 2 ) آمنة يوسف: قصةنجوقة الوقتن ص 9.

239 ابلتداعي اجملازي واللفظي. ولعل من أبرز ما ميتاز به الزمن يف هذه املرحلة أيضا هو أن استخدام الفعل املاضي )كان( يف القصص أييت ليس على سبيل احلقيقة املاضوية للفعل ولكن على سبيل ما أطلق عليهنجريار جنيتنابخلدعة الفنية كما يف قصص وجدي األهدل أو أييت على سبيل التوظيف الشكلي للحكاية كما يف قصص أروى عثمان يف حني يظهر الفعل املضارع عن قصد ووعي يف توظيفه من ق ب ل القاص يف عدد من قصص املرحلة وهذا النمط من السرد هوناملتواقتنكما يسميه جنيتنوهو احلكاية بصيغة احلاضر املزمن للعملن ومن حيث ترتيبه هلذه األ ا جند أن هذا النمط املتواقت من أكثر األ ا تعقيد ا يف حني أن األ ا األخرىنكالالحقنوهو املوقع الكالسي للحكاية بصيغة املاضي ولعله -كما يرى جنيت- األكثر تواترا مبا ال يقاس وهوكثري يف القصص الا مرت بنا ونالسابقنوهو احلكاية التكهنية بصيغة املستقبل عموما ولكن الشيء مينع من إجنازها بصيغة احلاضر 1 ويتيح ق ص ر املساحة النصية للقصة التجريبية التحكم يف الفعل حبيث تنبين بعض القصص على هذا الفعلناملتواقتن كما يف قصةناحندارنآلمنة يوسف حيث جند القصة تقوم على سبعة أفعال )تتوقف تنحين متد تقفز ترحل تبعد يتالشى( هذه األفعال مت ح ض القصة للزمن املضارع فتجعلها متحركة آنية وفيه نوع من التجريب الذي سعت القصة - بقصد إىل متثله على مستوى الزمنكما سعت إىل متثيله على غريه من املستوايت. )ب( املكان: يدخل املكان يف نظرايت السرد كعنصر رئيس ال ميكن اوزه أو إغفاله يف أي عمل سردي فالشخصيات دتاج مكا ن حلركتها وأفعاهلا والزمن حيتاج مكا ن حيل فيه ويسري منه وإليه بل إن املكان - ( 1 ) ينظر: جريار جنيت: خطاب احلكاية ص 231.

240 لدى بعض النقاد - ي عد ب عد ا مكمال لبعدي الشخصيات واألحداث وإسقاطه يسربل العمل اإلبداعي بغموض يصعب على القارئ تلقيه -كما يقول ومد جربيل- الذي يعد العمل السردي مكو ن من ثالثة وقدكان النظر إىل املكان يف البداايت القصصية ال يعدو كونه عناصر هي الشخصية واحلدث واملكان )1( إطار ا البد منه إلجناز العمل السردينوقد اكتفوا بوصفه وصف ا سكوني ا جامد ا أقرب للتقرير العلمي واجلغرايف مع حرصهم على توظيفه خلدمة العناصر األخرىن )2( كما يقول صالح صال. ولعل سبب انصراف النقاد التقليديني عن دراسة املكان هو انشغاهلم ابملضامني الفكرية واالجتماعية والسياسية للعمل السردي ومن هنا كان حضوره تكميليا وقد يبدو ابهت ا يف الغالب. وقد أخذ القاصون يف النظر إىل املكان بطريقتني: األوىل تعد ه مكا ن معهودا حقيقيا حبيث تذكره ابده وصفاته يف بلد ما أو قرية ما حىت يساعدها على اإليهام ابلواقعية كخاصية تقليدية حيث عل األحداث تتحرح يفنصنعاء أو إب أو عدننأو يف إحدى القرى كقرية النجد وغريها وهم بذلك يعدون املكان مساعدا على واقعية األحداث ومؤشر ا مهم ا عليه والطريقة األخرى - وهي األكثر نضج ا واقرتااب من جنس القصة القصرية- هي الا تصور املكان تصوير ا قصصي ا خيالي ا قد يشبه غريه من األمكنة الا نعرفها ولكنه يتفرد صوصيته الفنية فاملكان هنا كما يقول صربي حاففنمكان مصاغ مبصطلح غري بصري.. إنه مكان ال تستطيع أن تراه وإن كان إبمكانك تصوره إنه مكان يف زمن وةي هو الزمن األقصوصي مكان مصاغ من ألفاظ ال من موجودات أو صورن )3( وال ميكن تصور مكان بال زمان أو كما يسميهنميشال بوتور Michelنابلتاريلنفاألماكن Butor هلا دائم ا اترخيها سواء أكان ذلك ( 1 (مقدمة كتاب ومد جربيلنمصر املكان دراسة يف القصة والرواية القاهرة اجمللس األعلى للثقافة 2000 م ص 2.90 ( 2 ) صالح صال: قضااي املكان الروائي يف األدب املعاصر القاهرة دار شرقيات 1997 م 1 ص 13. ( 3 ) صربي حافف: اخلصائص البنائية ل قصوصة )دورايت( مرجع سابق ص

241 ابلنسبة للتاريل العام أم ابلنسبة لسرية الشخصن )1( ولعل من هنا قامت رؤيةنميخائيل ابختنينللكرنوتوب Chronotope أو الزمكانيةكشر يف تالزمهما وهي تعين التفاعل األساسي للعالقات املكانية الزمانيةكما استوعبها األدب والا تقوم فكرهتا على استحالة الفصل بينهمان )2(. وهكذا ف ن مسرية أحدةا وحضوره يقتضي تبعية صنوه وحيث رأينا الزمن يسري يف املرحلة التقليدية وفق ا للخصائص الثالث الرئيسة من األفقية والتتابعية واملاضوية فيغلب لذلك الزمن احلسي ويتسع ف ن املكان -وفق ا لذلك- قد أتثر هبذه املساحة الزمنية فغدا ذا طبيعة واسعة ابنورامية يدور يف ويطنيكبريين ةا فضاء القرية بصورهتا املعهودة يف الذهن حبيث قد ال جند يف قصص املرحلة التقليدية شيئ ا من الوصف الدقيق للطبيعة الريفية سوى بعض اإلشارات إىل اجلبال الشااة أو الوداين دون التوقف لوصفها- ولو بشيء يناسب طبيعة القصة القصرية - وغالب ا ما يذكر الريف مرتبط ا ابملقاومة ضد املستعمركما يف قصةناإلنذار املمز نأل د وفوظ عمر أو مرتبط ا ابهلجرة وترح األرض ترعاها النساء والشيو كما يف قصةناألرض اي سلمىن مد عبد الوق وغريها وا يط الكبري اآلخر هو فضاء املدينة الواسع الذي أييت يف معظم قصص هذه املرحلة لكنها ال خترج عن كوهنا ورد شارع عام أو مدينة ما ت ذكر ابدها )عدن صنعاء أديس أاباب أدرا...( لتحيل إىل اإليهام ابلواقعية يف القص ومن خالل الراوي الذي يتابع بعدسته املصاحبة يتسع الفضاء املكا فيلتقط مشاهد عامة ميكن أن نشبهها بتقنيةنعني الطائرنحبسب مصطلح بوريس أوسبنسكينعندما تستدعي احلاجة لتقدمي وصف علوي للمكان أشبه مبا يشاهده الطائر عند دليقه فوأل املكانن )3(. وهذا ما يتحقق يف قصةنطريق الصان وقصةنعلى طريق أمسران مد عبد الوق وغريةا من ( 1 ) ميشال بوتور: حبوث يف الرواية اجلديدة ت:فريد انطونيوس بريوت ابريس منشورات عويدات م 104. ( 2 (راجع أمينة رشيد: تشظي الزمن يف الرواية احلديثة القاهرة اهليئة املصرية العامة للكتاب 1998 م ص 11. ( 3 ) بوريس أوسبنسكي: شعرية التأليف مرجع سابق ص

242 القصص وقد يقد م املكانك طار فقط ل حداث وللشخصياتكما يف قصةننبضات قلبنلشفيقة زوقري حيث ال يقف لديها الراوي رغم تنقالته يف فضاءات كثرية من عدن إىل القاهرة إىل عدن إىل أبني إىل لندن فالعودة إىل عدن ولكننا ال جند وصف ا خلصوصية املكان وال شعورا خاص ا ابملقام فيه ليرتح بصمته اخلاصة الا تبقى يف الذهن كما يقول مراتضنأبن ما يبقى من آاثر قراءتنا ألي عمل أديب يتمثل غالب ا يف أمرين مركزيننأوهلما احليز وآخرةا الشخصية الا تضطرب يف هذا احليزن )1( فنحن يف هذه القصص قد نتذكر الشخصية ولكن املكان الذي دركت فيه ال يتجاوز كونه إطار ا حلركتها. وقد ظهر يف املرحلة التقليدية وصف للمكان مرتبط ابحلالة الشعورية ولكنه أتى من زاوية الراوي بضمري املتكلم الذي يصف ربة خاصة يف حلظة املرض -مثال - فهي مكملة لرسم صورة اإلحساس ابملرض الذي يكون متوقع ا فيه موت الراوي فيصدم مبوت األب الصحيح املعاا لتصعيد شعور الفقد والفجيعة يف موت األب أييت الوصف للمكان منسجم ا مع هذا اجلونيف أحد أركان منزق الكئيب الذي يقع يف شارع ضيق موحش... أخذت أجول بنظري يف أرجاء ذلك املنزل املتداعي ها أ ن أرقد على حصرية فوأل سرير ممزأل من احلبال.. بينما انتثرت بعض األدال الرثة على أجزاء جسمي واولة بذلك بعث بعض الدفء يف جسمي املريض واجلدار ما به اي ترى لقد بدأ يتشقق وضرب مث ال رائع ا يف الر ة حبيث إنه آوى عشرات من احلشرات يف جوفه..ن )2( وهذا الوصف للجدار يذكر بنصيحة ليو نردو دي فنشي للرسامني.. أن يتأملوا شق ا يف جدار قدمي ففي تلك اخلطو الا ردها الزمان على تلك اجلدران -كما يقول غاستون ابشالر القدمية خارطة للكونن )3( - Gaston Bachelard وكأن الراوي يف ( 1 ) عبد امللك مراتض: يف نظرية الرواية مرجع سابق ص 155 واحليز لديه هو املصطلح البديل للمكان أو الفضاء. ( 2 ) أ د وفوظ عمر: قصةنفجيعة أيبن ص 34. ( 3 ) غاستون ابشالر:مجاليات املكان ترمجة:غالب هلسا بريوت )ود(املؤسسة اجلامعية للدراسات ص.140

243 هذه القصة حياول من خالل املكان أن يرسم خارطة حلالته املرضية والنفسية وخارطة للمكان البائس الذي يعيش فيه وفيما خال هذه القصة ال نكاد نقف على وصف للمكان يتجاوز اإلطار العام لرسم احلدثكخلفية عامة ابنورامية أو ديكورية حلركة الشخصية. وأتيت املرحلة التجديدية ليسري فيها وصف املكان يف طريقني متقابلني: تراثي ال يغادر ما درج عليه القاصون من تعامل مع املكان يف املرحلة السابقة و ديدي يتمثل يف ا صار املكان ورؤيته عن قرب بد ال من الرؤية الواسعة القلقة البانورامية السابقة يف بعض القصص- حبيث تضيق زاوية الرؤية للمكان وترتبط ابحلالة النفسية للرائي واملكان يف القصة القصرية كما تقول سامية أسعد نمكان خياق يتخذ أشكاال عد ة وهو على عالقة وثيقة ابلشخصيات الا تؤم ه وتسكنهن )1( فيغدو املكان وبواب أو مكروها كساكنيه ففي قصةناملناجل والبناد ن على سبيل املثال يظهر املكانكعنصر حيوي متفاعل مع موضوع القصة فاألرض دس ابلقهر ألن من يزرعها مقهور فهي مملوكة إلقطاعي ظامل مستغل وزعرت ورفاقه من الفالحني ليسوا سوى أرقامنمسح اثن عينيه واثلث ورابع ف ذا رابية من امللح واجلراح تتكوم ممتدة بني قاماهتم املنحنية وبني أقدام القهر على بعد أمتار منهمن )2( ودت شجر األثل يقبع رمز القهرنوكيل السيدنبعصاه يراقبهم لذا توصف تلك الشجرة أبهنا ذاوية مرة وقدمية أخرى ألهنا متثل مصدر ا عدائي ا هلم بسبب من جيلس دتها ومن هنا يصبح املكان رديف ا للشخصية يف اإلحساس ابلقهر وتنعكس رؤية الذات بشعورها النفسي على فضائها الذي تعيش فيه حب ا أو كره ا بل وقد تشارح احلواس يف تذوأل الشخصية للفضاء فيغدونللفجر يف املدينة طعم فاتر أما يف الريف فللفجر نكهة خاصة وطعم مميزكالطني املزروع بعد ارتوائهنوال شك أن هذا التذوأل تذوأل نفسي مل جند مثله فيما سبق من القصص. ( 1 ) سامية أسعد:القصة القصرية وقضية املكان القاهرة فصول اجمللد 2 العدد 4 يوليو-أغسطس-سبتمرب 1982 م ص ( 2 ) ميفع عبد الر ن: قصةناملناجل والبنادألن ص 27.

244 ويتحول املكان رويد ا رويدا يف تعميق الشعور به حىت يتلبسه الرمز ويغدو معاد ال لإلنسان اليمين فاجلبل الذي يرمز لطبيعة اليمن بشكل عام ال ينفصل عن خصائص إنسانهناجلبل حيتضنين وحيتضن املدينة وأحاول أن أحتضنه بذراعي الصغريتني وأختيلك ذائب ا فيه متضمن ا كل خصائصه.. اهليبة والوقار والصرب والصمود والعشب والنماء أنت جبلن )1(. وكما تنوع الزمن من خالل تعالقه ابلفانتاستيك كان للمكان ذات التنوع حيث يتحولنالكيسنيف قصة الرازحي سابقة الذكر- إىل مكان متحرح عرب املكان كبسا الريح يف احلكاية الشعبيةنأيقنت أن الكيس ال بد سيطري... سآمر الكيس أن يطري بنا إىل بالد احلبش..ن )2(. وقد أييت املكان اخلرايف مرتبط ا ابحلدث اخلرايف أيضا فهذا ادي يف قصةناجملنوننال جيد سكان قرية النجد تفسري ا ملا هو فيه من جنون سوى أنه قدنرأى ابنة شيل قرية اجلن القريبة منهم ذات يوم عند الغروب وهو يف طريق عودته من سوأل السبت تستحم عارية يف بركة اجلن فهام هبان )3( وهلذا ف ن التزامه ابملكوث هوارنحجر النملنله طقوسه املمتدة وجذوره يف اعتقاد هؤالء الناس عن اجملاننينفحمادي جيلس دت شجرة الدوم اليابسة متكئ ا علىنحجر النملنأو حجر الليل كما يسمونه أحيا ن وهو حجر أسود كبري يشاع أنه مسكون أبرواح النمال امليتةن)ص 32 ( نالحف اسرتسال الراوي يف أسطرة املكان يال فانتاستيكي ونحنفأرواح هذه النمال خترج من قلب هذا احلجر املظلم عند أو بعد غروب الشمس فينتشر الظالم روجها ويكون الليلن)ص 32 ( وهذا تفسري أسطوري لظاهرة طبيعية وميضي النص يف أسطرة املكان أيض ا ابلتخييل وآلية السرد احلكائية فعل )يقولون( يف القصةنيقولون إن اجملانني يعشقون هذا احلجر ألن أرواحهم هي األخرى تسكن فيه بعد موهتم وكل اجملانني الذين ع ر ف ت هم قرية النجد ( 1 ) ومد صال حيدرة: قصةنالسحب املسافرةن ص 45. ( 2 ) عبد الكرمي الرازحي: قصةنالكيسن ص 20. ( 3 ) عبد الكرمي الرازحي: قصةناجملنونن ص 33.

245 يقضون هنارهم متكئني على هذا احلجر األسود األبيض الغامضن)ص 33 (. نالحف فيما سبقكيف استخدم الراويكلمةنيقولوننالا ديل إىل عامل حكائي وهول املصدر ليربر معرفته الا ترتبط ابخليال الفانتاستيكي حول هذا املكان اخلرايف من وجهة نظر أيديولوجية ألهل هذه القرية املعزولة عنكل معرفة إال من معرفتهم اخلرافية املشبعة بروح اخليال الشعيب. ولذا ف ن املكان مل يعد إطار ا للحدث فقط بل أصبح يف هذه املرحلة مشار كا يف لعبة السرد سواء أكانت نفسية أم فانتاستيكية ال يقل أةية عن احلدث أو الشخصية أو الزمن. أما يف املرحلة التجريبية فاملكان فيها تراثي يف عدد من القصص الا تتعامل معهك طار للحدث وإنكانت قد اوزت اإليهام ابلواقعية إىل اإلحساس ابملكان من خالل التأنق يف وصفه ابللغة اجملازية ولكنها ال تنهض به إىل أبعد من ذلك وميثل هذا اال اه قصص ندية الكوكبا وسامي الشاطيب وعبد الكرمي غا وبعض قصص دري عبد الفتاح. واملقال عبد الكرمي وأما اال اه التجرييب فيتعامل مع املكان ابعتباره واحد ا من ثالثة أ ا الشعري واملكان الرمزي: هي املكان احلقيقي واملكان - 1 املكان احلقيقي: يتميز املكان يف هذه القصص أبنه مل يعد ابنورامي ا أو ديكور اي ولكنه مكان وصور ودد فهو وردنول عطورن)ص 7 ( كما يف قصص وجدي األهدل )1( - أونزقاأل خال من أزقة قاع اليهودن)ص 8( أونطاولة مبكتبة دار الكتب العامةن)ص 10 ( وغريها تدور فيه الفكرة املوجزة وقد يكون أكثر ريدانكربميل قمامةنأو مقعد أو ساعة حائط أو لوكندة شعبية أو شارع حييل إىل فضاء املدينة بشكل ( 1 ) وجدي األهدل: رطانة الزمن املقماأل قصةنخطر سريع االشتعالن ص 7 وقصةنامرأة قصرية القامةن ص 8 وقصةنافتح النافذة لو دحتن ص

246 عام كما يف قصص ومد القعود وغريه ويف هذا املكان املوجز تناغم مع اإلجياز العام والتكثيف الشديد يف األحداث والشخصيات الا ترتكز على ورد األفعال والضمائر -كما بينا سابقا- يف بنية القصة القصرية يف هذه املرحلة. وقد يوصف ذلك املكان احلقيقي أبوصاف مسهبة يف القصص الا تعتمد ما ت ق د م وصف ا أديناه ابلتداعي اللفظي واجملازي حبيث جند قصةكاملة مثل قصةننزوة بنصل واحدن )1( م ف ص ال جللسة رجل يف املقيل منذ بدايتها يف مكان ما ال خترج عنهنمن مفرجه العاق يقتطع لنفسه زاوية ونحة تستنشق األفق من نفذة وتزفره من أخرىن)ص 27 (. حىت النهاية وهي أ وذج جيد لوصف املكان إبسهاب شديد من خالل عني الكامريا الا تتابع كل حركة والتفاتة للجالس مع العناية بوصف املكان الا تقدم وصف ا مسهبا ومثلها قصةن ل شيء هذه املرة )دوران أجنحة متكسرة(نلسمري عبد الفتاح )2( للمكان وطبيعته حبركة كائناته من الصراصري واإلنسان الكسول الغريب الذي يشارح تلك الكائنات حياهتا فينام النهار ويصحو معها ليال يف ذلك البيت القدمي. املكان الشعري: 2 وهذا املكان يظهر يف أ وذجني من القصص: األول ينطلق فيه الراوي من )فضاء حقيقي( معروف كصنعاء مثال أو منزله يف القرية أو بعض األداء احلقيقية ل هنار واجلبال وما شاهبها ولكنه يصفها وصف ا شعراي يقرتب هبا من الغنائية الا تقرتب هبا من الشعرية حىت تتحول األماكن إىل معشوقة كهذا الوصف الذي يقدمه الغريب عمران لصنعاءنمنذ رآها أول مرة.. ج ن هبا تعلق مبآذهنا بعيون نوافذها سار يهمس لشفائفها البتسامتها لزخارف الواجهات الياجورية وقد تلحف بستائر نسائها وتعو د على ( 1 ) ومد أ د عثمان: قصةننزوة بنصل واحدن ص ( 2 ) دري عبد الفتاح: قصةنال شيء هذه املرة )دوران أجنحة متكسرة(ن ص

247 أزقتها خطوها.. متىن أن تقرتب أكثرن )1(. وقد يتماهى الوصف للمكان يف معزوفة حب شعرية بني الراوي و مكو نت املكان يف حلظة التوتر الا تصع ده حلظة اللقاء والعودة إىل املنزل -كما يف قصةناإلايبنجلازم - نهتامسك األعشاب وتنز من رقادها الينابيع الضائعة ددثك الفراشات وتقف على حواف جسدح العصافري العابرة يف أسراب.. الدار ينظر إليك بعيونه األربع وفمه الضاحك..ن )2( بل إن هذا التصعيد الوجدا يف وصف املكان قد يصل إىل أن ينقلب السرد إىل قصيدة شعر تنتهي به هذه القصةنكأنه أراد أن يصف املكان فغىن حيث أدركته رقة الشعر حلنينه إىل منزل الطفولة والصبا فلم يسعفه سوى الشعر وذلك ألن حلظة التوتر الشديد تقف وراء البحث عن النغم وتلك نظرية قدمية وشائعةكما يرى النقاد )3( : "أحبث على تشكيلة الطفل الصغري وعن أصابع منسقة بسقف الطا وعن عينا يف الدرجات ئائعتا وعن أشياء منسية..")ص 9(. ذلك أ وذج الفضاء احلقيقي أما األ وذج اآلخر: فهو مكان ال ينطلق من وجود حقيقي بقدر انطالقه من وجود ختيلي شعري ابألساس وهو )الفضاء املتخيل( من خالل وجودهكمفردة موصوفة كما يف جوقة الوقت آلمنة يوسف - نشباح شاحبن)ص 14 ( أو مضافةنوالتصقت بشباح القمرن)ص 16 ( أو ابستخدام التشبيهنكان القمر واسع ا كبحر مدينتها البعيدةن)ص 16 ( أو ( 1 ) ومد الغريب عمران: قصةنصنعاء ال تعرفينن ص 15. ( 2 ) ومد عبد الوكيل جازم: قصةناإلايبن ص 8. ( 3 ) راجع: أ د درويش: تقنيات الفن القصصي عرب الراوي واحلاكي القاهرة الشركة املصرية العاملية للنشر لوجنمان 1998 م 1 ص

248 االستعارةنأتسرب من سلم الطائرة قبل أن تقلع بصديقا احلياةن)ص 18( أونبنت أعشاشها يف مججمان وهكذا فاملكان ال خيرج عن هذا التوصيف الشعري يف اجلملة القصصية وال يوصف أبكثر من ذلك وقد يعتمد على التكرار لتصعيد اإلحساس به -كما هي تقنية شعرية ابألساس- لتصاعد احلالة الشعورية كما يف قصةنت ط ل عنهلدى العطاس )1( وفيها تتكرر مجلة )كان منسوب املياه يرتفع وخرير لشالالت السيل يدوي صداه بتناغم( تتكرر مخس مرات وبتغيري يف بعض مفرداهتا لتتصاعد معها القصة إىل حلظة الذروة املتمثلة بغرأل اجلسد )منسوب املياه يرتفع ويرتفع حىت غامت الصور مجيع ا وطفا اجلسد املنتفل إىل األعلى وأخذت رفه املياه( ومن هنا ف ن التكرار يف اجلملة املكانية -إن صحت التسمية- تلعب يف السرد دورا شعراي يف قصص هذه املرحلة التجريبية. املكان الرمزي: 3 ويف خطوة أكثر ريد ا يتحرح املكان إىل الرمزية ولكنه أييت من خالل توظيف احلكاية الشعبية ففي وموعة أروى عبده عثمان يقوم املكان بدور املوتيف املتكرر الرابط لعامل احلكاية بعامل القصة الا وظفت تلك احلكاية بطريقة رمزية كما سبق الوقوف لدى إشارات منها- فنتنكا بالد النامسنالا تعرفها القاصة أبهنانبالد صنعها اخليال الشعيب وهي البالد الا يذهب إليها اإلنسان وال يرجع منها أبدان )2( تتحول إىل رمز لفضاء حقيقي م ق ن لع هبذه الشفافية الشعبية حيث تتكرر )47( مرة يف سبع قصص من اجملموعة * يظل متعالق ا بعامل احلكاية ولكن ترميز تلك احلكاية اجلديدة ال خيتفي فمانتنكانسوى اليمن الا يغدو املكان فيها وعاء لرمز سياسي وفكري تؤديه القصة بذكاء شديد ظاهره فيه احلكاية وابطنه من قبله الرمز فتأيت بنية ( 1 ) هدى العطاس: قصةنتطلعن ص ( 2 ) أروى عبده عثمان: قصةنكيف استطاع ادي...ن ص 15. * هذه القصص هي:كيف استطاع ادي األفلل أن أييت ابجلن مربطني وحكاية ملكد ر نن وحزب الفحتات الغويط و شبيك لبيك و حيدث يف تنكا بالد النامس وراب اجلزمة وتنكا تشرب من بئر طا

249 القصة الا رب شكل احلكاية اجلديدة وتوظفها كبنية لتطرح أفكارها ونقدها لظواهر اجتماعية وفكرية وال يبتعد املكان عن هذه الرمزية يف الوظيفة. ومن هنا يصبح املكان جوهراي يف بنية القصة التجريبية ال يقل عن غريه من العناصر املكونة للسرد فيتوازى يف رمزيته مع بنية القصة عموم ا. اثلثا: الراوي وتنويعات القص إذا كان النقاد قد ذهبوا بعد جدل واسع إىل أن الفارأل بني القصة القصرية والرواية ليس فارق ا يف الطول ولكنه فارأل يف طبيعة الفن نفسه ويف الراوي فمن هنا يظهر أةية الراوي يف دديده للنوع فالراوي يف الرواية يتميز بثنائية الصوت الذي يكشف عن قالب النص الروائي املتسع األرجاء املتضارب املشارب لذا يظهر الراوي أكثر حرية وحركة يف نقل عامل الشخصيات أبفعاهلا وأفكارها فضال عن أفكار الكاتب ومقاصده يف حني أن راوي القصة القصرية يتميز أبحادية الصوت فهو -كنوع القصة- يعرب عن صورة مركزة موحية يبدو صوت الراوي فيها كصوت الشاعرن الف العامل الروائي الذي هو حياة ممتدة متضاربة اللهجات واألفكارنبتعبري عبد الرحيم الكردي )1(. ويف داخل هذا النوع القصة القصرية مثة تنويعات قصصية سنرصدها يف مسرية القصة القصرية يف اليمن حبسب استقرائنا لنصوصها -ا ددةكعينة للدراسة - عرب مراحلها الثالث والا يتضح فيها أن الراوي هو احللقة الواصلة ذات األةية الفنية واإلجرائية يف دديد الفوارأل الدقيقة يف تلك التنويعات قراب أو بعد ا من األقطاب األربعة الا تتحرح يف مدارها تلك األنواع وهي الا حددها النقاد ابلثالثية الشهرية منذ أرسطو )الغنائية - امللحمية الدرامية( والا متثل األصل يف تقسيم تلك األنواع ومدار دركها حبسب وذج خريي دومة يف دراستهنتداخل األنواع يف القصة املصرية القصريةنوالا اعتمد ن عليها اعتمادا مفيد ا يف تقسيمنا هذا مع إضافة قطب رابع تكتمل به مدارية احلركة ميكننا تسميته ب )التصويرية( ليضاف إىل ( 1 ) عبد الرحيم الكردي: الراوي والنص القصصي مرجع سابق ص

250 الثالثية السابقة إن صح لنا االجتهاد وذلك حبسب الشكل التاق: الرواية ملحمية الشعر غنائية القصة القصيرة المسرحية درامية الرسم تصويرية ونقصد ابلتصويرية هنا ما يدخل يف فن التصوير بنوعيه: الثابت )التشكيل( واملتحرح )السينمائي( وقد أصبحت العالقة بني فن القصة وفن التصوير عالقة قوية كما يقول السعيد الورقيناستفادت فيها

251 القصة من اخلصائص الفنية لفن التصوير يف مدارسه وا اهاته املتعددةن )1( حيث إن هذا القطب التصويري ميثل عصر ن املتطور والذي يسميه عبد املنعم تليمة بعصر الصورة أونحضارة الصورة الا قفزت قفزة هائلة يف منتصف القرن العشرين وصارت احلصيلة )ثورة( عظمى تيسر للفنان عملهن )2( ولعل هذا القطب التصويري مبعطيات التكنولوجيا احلديثة ومجالياته الفنية اهلائلة قد وصل إىل مستوى الثالثية العريقة بتارخييتها وحضورها الفين و ن ال نفرتض استقامة هذا القطب منفرد ا بذاته أو منفصال عن األقطاب الثالثة العريقة -)الغنائية وامللحمية والدرامية(- بل ينطلق يف خصوصيته ووجوده منها كما أننا ال ندعي أنه قطب مكتشف ولكنه قطب من حقه أن يسل ط عليه الضوء ويفع ل. وليس هنا وال التنظري هلذا القطب )التصويري( ولكن ما يدعو إىل إبرازه هو بيان حركة تنويعات القص وفق ا هلذه املدارات املتقابلة املتداخلة يف آن واحد وما تفصيلها إال إجراء شكلي توضيحي ملا حقه االتصال والتداخل أساس ا. ومن خالل اإلجراء النظري هذا وربطه بنوع القصة القصرية وتداخلها وفق وركاهتا القطبية الرابعية ومداراهتا سيتحدد لنا تنويعات القص يف املراحل الثالث للقصة القصرية يف اليمن مستعينني برابط أساس حيرح ذلك التنويع ويتحرح به وهو الراوي. ووفق ا ملسرية القصة القصرية يف مراحلها وابستقراء نصوصها -ول الدراسة- تبني أن القصة القصرية -كنوع خالص نقي مستقر الصفات- قد خرج عنها تنويعات اتلفة ترتبط حبسب تطور هذا الفن من شكله األكثر بساطة وبعد ا عن القصة القصرية -)املقالة القصصية(- إىل الشكل األكثر تعقيد ا ( 1 ) السعيد الورقي: القصة والفنون اجلميلة القاهرة اهليئة العامة لقصور الثقافة )مكتبة الشباب 57( 1 يونيو 1997 م ص 98. ( 2 ) عبد املنعم تليمة: آتزر الفنون موضة عارضة أم اتريل جديد للفن م القاهرة ولة ا يط الثقايف العدد 1 نوفمرب 2001 م ص

252 وخصوصية يف التجريب )القصة/احلكاية والقصة/اللوحة والقصة القصرية جد اناألقصودةن( وذلك عرب ما قطعته القصة القصرية يف رحلتها الطويلة ويف كل ذلك نتلمس حضور الراوي وفهمه لطبيعة القص ومعرفة حدود نوعه بل واملضي يف التجديد عن وعي وقصد. أو ل : يف املرحلة التقليدية ند أن التنويع - يف شكل البسي - قد ظهر يف نوا واحد هو املقالة القصصية. - املقالة القصصية: الحظنا عند دراستنا للحدث وجود احلدث الواسع الروائي ومن هنا ظهر االختال لدى قاصي هذه املرحلة يف مفهومهم للقصة القصرية كنوع واعتبارها رواية ملخصة وهلذا فال نعد هذا اخللط من التنويع وذلك البتعاد الفنني -الرواية والقصة- عن بعضهما ابعتبارةا جنسني منفصلني ومتميزين نوع ا. ومن هنا فما حدث ليس سوى قصور يف إدراح حدود النوعني ولعل هذا القصور هو الذي سيربز أ- يض ا- يف املقالة القصصية كتنويع قريب من طبيعة القصة القصرية نفسها ولكنه حبكم املرحلة يرتبط بوظيفة الفن اإلصالحي الوعظي وبطبيعة املقالة نفسها الا كانت منتشرة يف مرحلة البداايت وانتشار الصحافة. ميثل واملقالة القصصية ظهرت مرتبطة بظهور القصة اليمنية يف املرحلة التأسيسية -كما وقفنا من قبل يف مدخل هذه الدراسة - وهلذا فلدينا مستواين من املقالة القصصية: املستوى البسيط املباشر وهو الذي - حبسب قول عبد ركييب نالشكل األديب األوق لبداية القصة القصريةن )1( والراوي فيه أو ابألصح الكاتب يبدأ مبقدمة خطابية وعظية ويتبعها بسرد للحوادث وقد يعكس هذا فيبدأ بسرد ( 1 ) عبد خليفة ركييب: القصة القصرية يف األدب اجلزائري املعاصر القاهرة دار الكاتب العريب للطباعة والنشر د. اإليداع بدار الكتب 1969 م ص

253 وبوصف للمناظر أو احلوادث يعقب ذلك طبة أو مبقال قصري يؤكد فيه اهلدف والفكرة الا يكتب من أجلها 1 ومن هناكانكاتب املقال القصصي يكتب ويف ذهنه املقال ال القصة. و اذج ذلك يف القصة اليمنيةكثرية منذ نصنأ ن سعيدنللرباأل مرورا مبعظم قصص البداايت املنشورة يف صحيفةنفتاة اجلزيرةنوغريها من الصحف. ولن نقف عند تفصيل ذلك خلروج هذا النوع البسيط عن مدار دراستنا وحدودها الزمنية ولكن ما يعنينا -يف هذا املقام- هو املستوى الثا وهو املتطور شكال وتطوره نت عن غلبة احلوار فيه والسرد واختفاء حضور الكاتب بشكل مباشر من خالل تعليقاته الوعظية ويتمثل ذلك يف بعض قصص علي ابذيب وابلتحديد يف قصةنتصبحوا على سياسةنففي هذه القصة -مثال - يصبح احلوار هو السمة الرئيسة حيث تبدأ القصة هكذا:ن-احلقيقة اي مجاعة أننا جيب أن نعمل حاجة.. وال نكتفي مبجرد الكالم.. ال.. الزم لرج للناس أو.. ولكن صوات ارتفع يقول بث متعمد: قصدح مل السيف ولرج.. ال اي وسن يف الوقت احلاضر غري ممكن يف ظروف قاهرة متنع..ن )2(. وهكذا يستمر احلوار وفيه تظهر مواصفات املقالة القصصية الا حددها النقاد من اختفاء نسيب للسرد والوصف وظهور احلوار الدائم يف السياسة والثقافة والفكر عموم ا كما يتميز احلوار فيها بوجود نوعني منه ةا: احلوار املوجز املعرب واحلوار الطويل الذي حيتوي قدر ا من اإلنشائية واخلطابية وكالةا موجود يف قصةنعلي ابذيبن وإن كان يدور حول موضوع واحد هو ت ق د م الشعوب األخرى وأتخر ن ن واحلديث عن موضوعات سياسيةكثرية ترتبط إبسرائيل والعرب واحلال اليمنية الداخلية وكل ذلك من خالل حوار الشخصيات الكثرية يف هذه القصة ويقوم احلوار يف هذه القصة على الطابع السجاق الذي يصفه أ د السماوي أبنهنمن طبيعة املقال الذي ييسر عرض األطروحة والنقيضة ومقارعة احلجة ابحلجة وقد ال يقوم احل ج اج على جدل بني الطرفني املقاق واخلصم بل قد يتخذ طابعا سجالي ا يكون فيه ( 1 ) نفس املرجع ص.55 ( 2 ) علي ابذيب: قصةنتصبحوا على سياسةن ص 29.

254 طرفا ا ادثة غري قابلني إبنصات أحدةا إىل اآلخر وإ ا يلجآن إىل نوع من التبكيت القائم على العنف يف اللففن )1( وذلك يظهر من خالل تعنيف أ د سن يف القصة حني يقاطعه يف حديثهنفأ د عندما يبدأ الكالم يبدو أنه ال يريد أن يصل إىل هناية فقد كان ميتاز بطول األ نة واملقدرة على النقا والتحدث ساعات طويلة يف موضوع واحدن )2( ومن هنا أتيت املقاطعة احلادة واملتهكمة من الشخصيات األخرى وأبرزها شخصية وسن. وقد ساعد على استخدام املقالة القصصية يف هذه املرحلة كما يرى منظروها نمرونة شكل املقالة الذي جيعل اآلاثر األدبية الا تقف يف مكان ما بني القصة القصرية واملقالة كثرية جد ان )3(. وقد قال دوجالس هيس يف مقالة مطولة نإن احلد الفاصل بني املقاالت القصصية والقصص القصرية ال وجود له وأن حرب احلدود كما يسميها كانت قائمة بني القصة القصرية والرواية وبينها وبني وذلك ألنه جيمع بني النوعني الفكرة الواحدة الشعر أما بينها وبني املقالة فكانت هناح هدنةن )4( والقصر وعالقة الكاتب والقارئ فيهما هلا جذور شفاهية. ومن هنا ف ن هذه املقالة القصصية هتتم بقضااي سياسية ممتدة من فلسطني إىل مصر احلديث عن الوضع االجتماعي يف البلد وواولة توعية الناس أبةية التنظيم ودور الشعب يف التحرر وغريها من ( 1 ) أ د السماوي: املقال السردي... إبراهيم عبد القادر املاز أ وذجا ولة عامل الفكر الكويت العدد 4 اجمللد 35 أبريل يونيو 2007 م ص 226. ( 2 ) علي ابذيب: قصةنتصبحوا على سياسةن ص 30. ( 3 ) شكري عياد: القصة القصرية يف مصر مرجع سابق ص 111. ( 4 ) Douglas Hesse :A Boundary Zone: First-Person Short Stories and Narrative Essays in"short Story Theory at a Crossroads", edited by Susan Lohafer and Jo Ellyn Clarey, Louisiana State University Press,1989,p

255 القضااي فيتحقق فيها ما ذهب إليهنشكري عيادنيف صفات املقالة القصصية الا من خصائصهانالرغبة يف التعبري عن العامل النفسي للكاتب متحراي من جوانب هذا العامل ما ال يفضح وال يؤذي وال يفجأ بشذوذه وعنفه بل ما يصلح أن يكون مادة لطيفة للسمر وذلك على عكس ما تتميز به القصة القصرية من الشعور ابألزمة ذلك الشعور الذي تدين له القصة بظهورها و وهان )1(. وهبذا تكون املقالة القصصية قد ظهرت يف املرحلة التقليدية كتنويع للقصة القصرية يتناسب مع طبيعة املرحلة ووظيفة األدب فيها ووظيفة الراوي اإليديولوجية أيض ا وألن الشكلني جيمع بينهما -كما يقول خريي دومة-نالق ص ر وعالقة الكاتب القارئ فيهما هلا جذور شفاهية كما أن الفكرة الواحدة املسيطرة قد تصبح موضوع ا للقصة واملقالةن )2(. اثني ا: يف املرحلة التجديدية يظهر تنويعان للقصة القصرية يتمثالن يف ما ككن أن نسمي ب قصة تيار الوعي وحلقة القصص القصرية. 1- قصة تيار الوعي: ال ختلو أي قصة منذ القدم من آاثر تيار الوعي يف صورته األولية املرتبطة بتداعي األفكار والصور ومناجاة النفس ألهنا من آليات التفكري اإلنسا وكما يقرر خريي دومةنفكما أن الغنائية يف القص قدمية قدم القص نفسه فكذلك تيار الوعين )3( ويف رصده ملدى الغنائية يف تيار الوعي يقول:نومثلما تتسرب الغنائية بدرجات متفاوتة يفكل نوعيات القصص ألنه ال سبيل إىل إقصاء املؤلف /الشاعر /الراوي عن قصته مهما تكن درجة موضوعيتها فكذلك يتسرب تيار الوعي بدرجات متفاوتة أيض ا يفكل نوعيات القصص ألن القص ال يرصد حركة اخلارج وحدها بل يتحتم أن يرصد قدرا مما يدور يف أذهان ( 1 ) نفس املرجع ص.76 ( 2 ) خريي دومة: تداخل األنواع... مرجع سابق ص 102. ( 3 ) املرجع السابق ص.159

256 الشخصيات وقدرا من أتمالهتم وأحالمهم..ن )1(. وهبذا يكون لتيار الوعي حضور قدمي ولكنه يف صورته األكثر ديد ا ميثل تقنية روائية يف األساس ألن اتساع الرواية يتيح لتيار الوعي أن يرسم الشخصية مبختلف جوانبها من اخلارج ومن الداخل بتشتتها وأحالمها يف املاضي واحلاضر وهي لذلكنتقنية تسعى إىل رسم هوية ذهنية ووتوى ذهين هذا هو موضوعهان )2( و تنقسم تقنيات تيار الوعي -حبسب تصنيف الباحثني- إىل تقنيات تقليدية يقدم فيها الوعي على و منطقي ومنظم مثل: مناجاة النفس والتحليل الداخلي وتقنيات حديثة أتيت على صورة اتلفة تتمثل يف: املونولوج الداخلي بنوعيه املباشر وغري املباشر واالنطباعات احلسية والدراما الذهنية )3(. ومبعيار خريي دومة الذي أخذ به هنا يف معىن املصطلح العام املرتبط بفكرة التداعي وفيضان ا توى الذهين والعاطفي للرواة والشخصيات يف مواقف معينة حىت وإن مل يط هذا الفيضان على العمل كله أو مل يصل به إىل اضطراب سرايقن )4( ف ننا جند يف قصص املرحلة التجديدية تنويع ا ابستخدام قصة تيار الوعي يتمثل يف قصتني سبق الوقوف لديهما ةا قصةنأعباء رسالةنللوزي وقصةنالكرنفالنلسعيد عولقي يغلب فيهما التداعي الذهين أونالدراما الذهنيةنالذي تثريه حلظة أتزم الشخصيتني ويكون مبعثه قصة حب فاشلة يف األوىل ورحلة نضال وطين فاشلة تنتهي ابلسجن يف الثانية ومن هنا تسيطر فكرة الغنائية ويفيض الداخل فال جيد الراوي أنسب من تقنية تيار الوعي لكي يسرتسل يف رصد ما جيري داخل ذهنه وذهن شخصياته من تداعيات وفيضان ذهين وهو تنويع ديديي يف هذه املرحلة يظهر مصاحب ا حللقة القصص القصرية. حلقة القصص القصرية cycle( :)Short story 2 حلقة القصص كما يعرفهانفورست اجنرام Forestنهينوموعة Ingram من القصص القصرية ( 1 ) نفس املرجع: ص.160 ( 2 ) نفس املرجع ص.161 ( 3 ) ينظر: أحالم حادي مرجع سابق ص 40 ص 54. ( 4 ) خريي دومة: تداخل األنواع... مرجع سابق ص 162.

257 الا ترتبط إحداها ابألخرايت إىل درجة يتعدل معها فهم القارئ لكل قصة من خالل فهمه للقصص األخرىن )1(. وهناح تسمياتكثرية هلذا الشكل القصصي مثل: وموعة القصص القصرية املتكاملة و متوالية القصص القصرية والروفيال )مصطلح منحوت من الرواية والنوفيال( على اعتبار أن املنطقة الوسطى نفسها الا تقع فيها النوفيال كصورة مباشرة من العالقة بني القصة القصرية والرواية ف ن حلقة القصة القصرية متثل الصورة غري املباشرة. ولكن مصطلح )حلقة القصص( هو الذي أخذ بهناجنرامن-كأحد أهم منظري هذا الشكل- ألصوله العريقة الا ترتبط ابحللقات امللحمية Epic Cycles من نحية وألنه ميثل تيمة وورية واحدة من نحية أخرى نكمجموعة من القصائد أو القصص أو املسرحيات الا تربطها تيمة وورية واحدةن )2( ويظهر مسعى حلقة القصص القصرية يفنأن تسيطر على عامل متكسر بطبيعته وتدخله يف نسق مانكما يقول خريي دومة وهو شكل شديد املراوغة لوقوعه يف منطقة وسطى بني الرواية ووموعة القصص العادية ومييزنخريي دومةنمبعاونةناجنرامنبني ثالث نوعيات من حلقات القصص وفق ا لدوافع مؤلفيها يف تنظيمها وترتيبها ووفق ا للمرحلة الا ظهرت هلم فيها الفكرة املوح دة بني القصص وذلك على النحو التاق )3( : 1- احللقة املؤلفة: من البداية على أهنا كل متصل مثلما تؤلف الرواية يف الغالب أي أن املؤلف حينما كتب القصة األوىل يف اجملموعة كان يف تصوره املخطط الشامل جملموعته وكيف يشكل هذه اجملموعة كال متص ال أو حلقة. Forest Ingram, Representative Short story cycles of the Twentieth ) 1 ( century نقال عن خريي دومة: تداخل األنواع... ص 267. ( 2 ) خريي دومة: تداخل األنواع... ص ( 3 ) نفس املرجع ص

258 احللقة املكملة: احللقة الا يبدأ املؤلف يف كتابة قصصها مستقلة عن بعضها ا لبعض لكنه يربط يكتشف بعد قليل اخليط العميق الذي بني قصصها فيكملها يف النهاية متعمد ا حبيث يصل هذا اخليط الرابط إىل مداه ويكتمل تصميم اجملموعة ورمبا ينشرها على أهنا رواية. احللقة املرتبة: احللقة الا يتم ميع قصصها وترتيبها حبيث تشكل نسق ا ما وإىل النوع الثالث )احللقة املرتبة( تنتمي وموعةنموت البقرة البيضاءنللرازحي حيث يظهر الرتتيب املضاف يف النهاية على يد الكاتب يف هذه اجملموعة فهي أبعد ما تكون عن الرتابط الذي جيعلها متيل إىل الرواية كما يف النوع األولناملؤلفةنأو إىل املنطقة الوسطىناملكملةن ولكنهانمرتبةن والذي جيعلنا نعد هذه اجملموعة ضمن حلقة القصص القصرية عدد من املربرات أةها: وجود إحدى عشرة قصة يف هذه احللقة من وموع سبع عشرة قصة يظهر فيها تقنيات أو تيمات موحدة تضم القصص إىل بعضها البعض وأهم هذه التيمات: - وجود مكان واحد هو قريةنالنجدنبفضائها الواسع وطبيعتها اجلبلية وصفات أهلها وخصائص معيشتهم يف مجيع القصص وتفكريهم اخلرايف كمنطقة منعزلة عن احلضارة والعامل غارقة يف إيديولوجيتها اخلاصة واهتمامات أهلها البسيطة وذلك هو ما مييز هذا الفضاء بوحدته الا يصفهانصربي حاففنأبهنانليست وحدة جغرافية فحسب ولكنها وحدة ثقافية واجتماعية تتعدد فيها اللغات واالهتمامات وتتنوع فيها املشاكل واهلموم ولكن يظل فضاؤها عنصر ا من عناصر التجميع ال التفريق بني هذه اللغات واهلموم املتباينةن )1(. - وجود ما ميكن أن جنعله شخصية وورية إىل جوار شخصية الراوي وهينالبقرة البيضاءنالا ال ختلو ( 1 ) صربي حافف: الرواية واحللقات القصصية وإشكاليات التجنيس القاهرة ولة فصول اجمللد 12 العدد 1 ربيع 1993 م ص

259 قصة من القصص من اإلشارة إليها كرمز رابط لفضاء القرية وحبيث ال تغدو البقرة ورد حيوان أليف عادي بل تتحول إىل رمز هلوية القرية تظهره العمة جودلة الا ن بسبب ما حدث لبقرهتا وأدى إىل موهتا فتتحول لديها البقرة إىل معبود تدعو الناس إىل شريعته وهذه الشخصية ا ورية تظهر منذ البداية بقصد من املؤلف حني يكتب يف اإلهداءنإىل روح أمي فاطمة بنت علي إداعيل الا أرضعتين حليب األساطري وإىل روح بقرتنا البيضاء الا أرضعتين أسطورة احلليبن )1(. وميثل الراوي يف هذه القصص رابط ا مهما يف أنه يروي بضمري املتكلم معظم هذه القصص مبا يشكل تيمة وورية أخرى متتاز هبا حلقة القصص وهي تيمة روائية يف األصل كما يرى خريي دومة تتمثل يف الرتمجة الذاتية أو ما يقرتب منها والقيمة األخرى هي وصف مكان ما أو إقليم ما ب ن ا س ه وعاداته وخصوصياته وهااتن التيمتان قد دققتا يفنموت البقرة البيضاءن حيث وجد ن ت رمجة ذاتية حلياة الراوي منذ أنكان طفال يف قصةنعام احلمارن وقصةنالكيسنحىت صار رجال حيلم ابلسفر إىل أمريكا مع عمه يف قصةنحلم مزدوجنوغريها ويف نفس الوقت يكتب ترمجة للمكان الذي ارتبط معه بعالقة يمة خاصة. ولعل مما يدل على رسو هاتني التيمتني يف ذهن القاص وارتباطهما احلميم واجلوهري حبياته ظهورةا مرة أخرى يف شكل أديب آخر بطريقة أكثر غنائية وذلك يف ديوان شعر بعنواننالسرية الشعبية لقرية العكابر.. الشيخة زعفرانن )2( حيث ال خترج هذه السرية عن عامل القرية بكل تفاصيله وكذلك شخصياته: جودلة سعود اجملنون سعيد الزيط البقرة البيضاء...وغريها فتغدوكل شخصيات احللقة القصصية وفضائها ظاهرة يف وعاء آخر ونوع آخر وهو الشعر ونالحف أهنا على الرغم من قالبها الشعري اجلديد ما زالت مرتبطة بسرديتها يف ا توى ويف العنوان أيض ا من خالل مصطلحنالسرية ( 1 ) عبد الكرمي الرازحي: وموعةنموت البقرة البيضاءن ص 5. ( 2 ) عبد الكرمي الرازحي:الشيخة زعفران-السرية الشعبية لقرية العكابر صنعاء منشورات وزارة الثقافة والسياحة 2004 م

260 الشعبية..ن فهو ال يقدم ديوا ن شعر اي خالص ا بقدر تقدميه سرية شعبية شعرية لعامله اخلاص عامل القرية األثري بفضائه وشخصياته وةومه. ومن هنا ف ن تنويع حلقة القصص القصرية يف هذه املرحلة أييت ديد ا للشكل القصصي ألن حلقة القصصكما يرى نقادهانشكل حديث بل شديد احلداثةن )1( وإنكان هلا عالقة وثيقة ابحلكاايت وذلك ما جنده ابلفعل من نزوع يف قصص الرازحي إىل فضاء الفانتاستيك وعامله اخلرايف -كما الحظنا ذلك يف دليالتنا السابقة لعدد من قصصه - ومبا يؤكد من نحية أخرى أن هذه اجملموعة تصنف ضمن حلقات القصص القصرية لكل ما سبق من عرض خصائصها وتيماهتا. اثلث ا: املرحلة التجريبية وتظهر تنويعات القص فيها يف ثالثة أنوا هي: القصةكاحلكاية والقصةكاللوحة والقصة القصرية جد ا: القصة ك احلكاية: 1 يرى النقاد أن احلكاية قد مرت بثالثة عصور هينعصر النشأة وعصر اكتشاف احلكاية وعصر العودة إىل احلكاية واألخري عصر ن الذي عاد فيه أكثر منكاتب إىل النبع األصلين )2(. كما أن احلكاية من حيث خطاهبا ترتاوح بني وجودين:نخطاب تقول فيه نفسها فتكتفي به بيا ن و ال تتعداه إىل غري ما تقول وهذا هو الشكل الشعيب املعروف تقليداي وخطاب عله غطاء خلطاب آخر يتوارى خلفه ما تريد أن تقول وهذا هو الشكل احلكائي الثقايف املستحدثنكما يقول منذر عياشي )3( ومن هنا ف ن الشكل األول يبين نفسه على غري التأويل ولذا فهو بسيط وشعيب يف حني أن الثا يبين نفسه على التأويل من ( 1 ) خريي دومة: تداخل األنواع... مرجع سابق ص 281. ( 2 ) ومد خضري: احلكاية اجلديدة ع مان مؤسسة عبد احلميد شومان طباعة وتوزيع دار أزمنة 1995 م 1 ص 13. ( 3 ) منذر عياشي:مقدمة وموعةنتقول احلكايةنلفاضل السباعي دمشق أشبيلية للدراسات والنشر ص

261 حيث الداللة وهلذا فهو معقد وثقايف. وإىل هذا النوع األخري تنتمي قصص وموعةن دث يف تنكا بالد النامسنألروى عثمان حيث توظف احلكاية توظيف ا أتويلي ا ثقافي ا وحيث أن بعض النقاد ومنهم خريي دومة يعد هذا النوع من القصص ضمن حلقات القصص القصرية ابعتبارها وموعة حكاايتكما يف حكاايت ومد مستجاب الا تشبه إىل ح ل د ما حكاايت أروى عثمان لكننا جندها أقرب ما تكون إىل أهنا متثل القصة /احلكاية على اعتبار أهنا قصص معاصرة مغرقة يف حداثتها وواقعيتها وإ ا توظف احلكايةكنوع من التجريب يف الشكل تبدأ به القصص يف مستهلها مبا يوحي ابحلكاية الشعبيةنكان يف واحد وما واحد إال ومن عليه ذنب فليستغفر هذا الواحد ادهن ادي األفللن )1( وتنتهي به أيض اكقالب حكائينومن هنا اعذرو أيها األعزاء أل مل أستطع أن أختتم احلكاية ابلنهاية التقليدية وعاشوا يف سعادة دائمة وإن صدقنا فالصادأل وإن كذبنا أستغفر ن)ص 14 ( فمن املقدمة والنهاية يظهر وعي القاصة مبا تكتب وإ ا تستعري شكل احلكاية لتقدم قصة قصرية مبحتوى أتويلي ألهناكما تقول ال تستطيع وذلك شر القصة/احلكاية وما جيب فعله أن ختتتم احلكاية ابلنهاية التقليدية وذلك أحد مؤشرات الوعي بطبيعتها وبذلك تتضح األرضية الا تبىن عليها القصة -حبسب توصيف فرايل غزول-نأبن األعمال األدبية )الروائية( تكون مؤسسة على أرضية أسطورية وأخرى على حكمة شعبية وأخرى على صورة شعريةن )2( ويف وموعة أروى عثمان جندها مؤسسة على أرضية احلكاية الشعبية. ومن هنا ف ن القصص السبع الا يف اجملموعة أتيت لتقدم من خالل بنية القصة/احلكاية وتوى سياسي ا هتكمي ا ساخر ا بقضااي معاصرة تتناول قضية التخلف الوطين يف الدفاع عن تنكا/)اليمن( والتحرر ( 1 ) أروى عبده عثمان: قصةنكيف استطاع ادي األفلل أن أييت ابجلن مربطني ن ص 9. ( 2 ) فرايل جبوري غزول:مساةة الرواية العربية يف أساليب القص العاملية ضمنكتاب)األدب العريب تعبريه عن الوحدة والتنوع( إشراف:عبد املنعم تليمة بريوت مركز دراسات الوحدة العربية وجامعة األمم املتحدة م ص

262 مننمسعد اي جناه / )اإلمام(نولكنها تنفتح ابالستمرار يف النهاية املفتوحة علىكل ما يعيد البالد إىل التخلف بسبب اجلهل واخلرافة واإلميان ابجلن وأفعاهلمكما يف قصةنكيف استطا محادي األفلاب...نأو طرح ةوم الوطنكما يف قصةنجودلةنأو السخرية الالذعة من األحزاب وطريقة عملها القائمة على املصلحة الشخصيةكما يف قصةنحزب الفحتات الغوي نوغريها ومن هنا ف ن القصة احلكاية دمل أتويال سياسي ا كما أهنا تنويع رييب يستخدمه قاصو املرحلة ليقولوا رأيهم بذكاء وعمق وبسخرية الذعة ال لك معها إال الدهشة وأتمل األمل. ويلعب الراوي يف القصة /احلكاية دور ا جوهراي يف أنه يقوم -كما يقول خريي دومة نبكسر الشكل الدرامي العضوي للقصة القصرية الكالسيكية ويف الوقت نفسه ال خيضع لقوانني احلكاية الشعبية وإن استخدمها فهو يكتب احلكاية الشعبية ولكنككاتب حديث يعي الفارأل بني احلكاية الشعبية والكتابة احلديثةن )1( ولكن هذا الراوي يستخدم قوانني هذا احلكي -بوعي رييب- وهي القوانني الا يسميهانأكسل أولريك Axelنبنالقوانني Olrik امللحمية للقصص الشعيب وأةها قانون التكرار والرقم 3 وقانون اخليط الواحد للحبكة وقانون الوضعية األوىل والوضعية النهائية ألحداث القصةن )2( وهذا ما حققته قصص أروى عبده عثمان يف وموعتهانحيدث يف تنكا بالد النامسن. القصة ك اللوحة: 2 ليس املقصود هبا ذلك الرافد األوق من روافد القصة القصرية الا ددث عنها النقاد و نقشوها دت والقصة مسميات الصورة /الصورة واالسكتش وغريها ولكن املقصود منها هنا ما ذهب إليه خريي دومة ( 1 ) خريي دومة: تداخل األنواع... مرجع سابق ص 292 ويراجع مقال نبيلة إبراهيم: عاملية التعبري الشعيب القاهرة ولة فصول اجمللد 3 العدد 4 يوليو- أغسطس- سبتمرب 1983 م ص 30 وما بعدها. ( 2 ) ينظر: خريي دومة: تداخل األنواع... مرجع سابق ص

263 من اعتبارهانشيئا يرتبط هوهر القصة القصرية نوع ا أدبي ا فالقصة القصرية يف جوهرها شكل مكا ينهض على ميد الزمن عند حلظة مهمة تعميق هذه اللحظة من خالل الرسم يف املكان وشحن الكلمات بطاقات مضيئة... ليست القصة/اللوحة ورد وصف أو تصوير اثبت بل إن احلدث والصراع الدرامي جزء جوهري كامن وفع ال يف هذا الوصفن. 1 ومتثل عدد من قصص ومد أ د عثمان يف وموعةنالفراغ املقابلنهذا النوع من القصة/اللوحة وجند فيها ما أداه خريي دومة ابللوحة الوصفية وكذا اللوحة احلوارية يف قصةنمخسة أقدام من اجلدارنمثال جند الوصف منذ البداية مرتبط ا ابحلدثنيستيقف متأخر ا عن السرب يغادر شرنقة نومه ويقف مبواجهة اجلدار اخلرب لزمانه زارع ا قامته املنحنية قلي ال الناحلة كثري ا يف األرضية الرخوة واملعتمة لوكره وعلى مسافة مخسة أقدام من اجلدار.. مخسة أقدام مسافة كافية لكي يتسىن ملرآة صغرية معلقة قبالته أن دتوي احتواء كامال الوجه البيضاوي الشاحب..ن )2( وهكذا يستمر الوصف للجدار ول شياء ا يطة ابلشخصية طوال القصةنمصطبة خشبية طاعنة يف السن مصطبة تتوارى يف ظالل شجرة خو عقيمة يف زاوية مساحة مستطيلة معشبة يف فناء كلية اآلداب...ن)ص 12 ( وتستمر اللوحة الوصفية ويف هذا النوع من الصعب القول إهنا دكي قصص ا ومن الصعب أن يقال أيض ا إهنا ال دكي شيئ ا لوجود حدث )حركته من املنزل إىل الشارع إىل الكلية( وشخصيات )الراوي وعصفور( صديقه املوصوف دون حضور يف القصة ولكن هذا النوع من القصصنال تنهض على راب السببية وال يربط بني أجزائها نوع من التالحم الدرامي أو العضوينكما يالحف خريي دومة )3( وهبذا فقصص هذا النوع الوصفية تتوقف عند حدود الرصد الذي يبدو وايد ا ومقصور ا على ما ديط به احلواس )البصر دديد ا( ومتيل إىل تقدميه ( 1 ) املرجع السابق ص.213 ( 2 ) ومد أ د عثمان: قصةنمخسة أقدام من اجلدارن ص 11. ( 3 ) خريي دومة: تداخل األنواع... مرجع سابق ص

264 يف لغة وازية. وجند مثاال للوحة احلوارية كجناح اث لن للقصة/اللوحة- يف قصص ومد أ د عثمان كما يف قصةنبعيد ا عن بياض املصابيحن وقصةنالكماشةن وهي تقوم على احلواركتقنية مسرحية درامية منذ البداية:ن املساء أسود و ن زرأل لدي فكرة م مل ال نلطل سواده بزرقتنا اي هلا من فكرة م مدهشة حق ا لننفذها يف احلال... انتظروا انتظروا حلظة ماذا لو حدث ولطخنا املساء بسواده ن )1( هبذه الطريقة تستمر اللوحة احلوارية حىت النهاية حبيث يبدو الراوي بعي دا ومغرت اب وتظهر الصيغة الدرامية بشكلها الصايف من خالل احلوار فتظل املعلومات وصورة فيما تقوله الشخصيات -غري املعروفة أو املوصوفة ابلطبع- ومن هنا ف ن اللوحة احلوارية يف هذا النوع تكون أكثر غموض ا ألهنا ال ترتبط مبوضوع واضح فليس سوى هذا احلوار اجملازي عن سواد املساء وزرقة املتحاورين الا ال تظهر يف أكثر من كوهنا فلسفة مغرقة يف الغموض واإلهبام تتماهي فيها الذات غري ا ددة ابملساء ابملصابيح واأللوان. ويف هذه القصة يتحقق ما ذهب إليهنأوكونورن-ابلفعل - من أننا ادثة تصبح أشبه مبحادثة الشاربني ومدمين املخدرات أو املتخصصني يف اإلجنليزية األساسيةن وهذا مرد الغموض يف هذه اللوحة احلوارية ألن السر فيها ال ينكشف حىت النهايةنفاحلوار يدور حول شيء وهول لكن ال احلوار وال ( 1 ) ومد أ د عثمان: قصةنبعيدا عن بياض املصابيحن ص

265 الراوي يقوالن لنا عنه شيئ ا فهما يدوران حوله ويقرتابن لكن دون أن حيددا شيئ ان )1( وإذا كان الراوي ال يكاد يتدخل يف هذه القصة ف ن حضوره يف قصةنالكماشةنأييت سينارستي ا يف بداية القصةنبوثبة واحدة ى موطئ قدميه جانب ا وأعاد زرع قامته يف طريقه مد إليه يده الشبيهة بكماشة..ن) 2 ( تستمر اللوحة احلوارية ويكون احلوار فيها من طرف واحد والطرف اآلخر صامت يدل على صمته الفضاء الكتايب من خالل النقا هكذا: - - أيش ادك واسم أبيك من دب أكثر اباب واال ماما ن)ص 46( وأييت تعليق الراوينودون أن مينحه فرصة اللتقا األنفاسن يتابع احلوار: وكم عمرح يف أيش من صف تدرس... - كملت الثانوية من)ص 48(. وهكذا متضي القصة احلوارية على شكل أسئلة تلقى من طرف واحد تتابع دورة حياة هذا اإلنسان الصامت من الطفولة حىت الشيخوخة ويظهر الراوي معلق ا يف ثنااي القصة يف هنايتها ليضع حبضوره إطار ا لفكرة اللوحة احلوارية يف اختزال الزمن حيث يقولنوما أن دررت يده من بني فكي الكماشة الا ( 1 ) خريي دومة: تداخل األنواع... مرجع سابق ص ( 2 ) ومد أ د عثمان: قصةنالكماشةن ص 45.

266 فقدت أسناهنا من فر االستخدام حىتكانت الشيخوخة قد مرت بعجالهتا عليه الفة أحافريها األخدودية على وجهه ملطخة رأسه بزيتها األبيض..ن)ص 49(. وهبذا ف ن اللوحة احلوارية أتيت مركزة وموضوعية إىل ح ل د بعيد ألهنا تستخدم تقنية مسرحية ابلدرجة األوىل ولكنها ال تفصلها عن بنيتها القصصية من خالل الراوي الذي يشري إليها بطرف مراوغ عن حضوره وإمساكه يو السرد الشفافة. وما مييز القصة/اللوحة ويربطها ابلغنائية كما يقول خريي دومة هو اهتمامها ابللغةنفحني ال نكون أمام قصة تعتمد على التتابع الزمين والسبيب واملنطقي ل حداث أو تعىن بتشويق التسلسل حني نكون أمام شكل مكا ف ن هذا يستدعي مباشرة اهتمام ا خاص ا ابألسلوب واللغة: مادة التشكيلن )1( ومن هنا نالحف االهتمام ابجملاز واإليقاع يف القصة/اللوحةكهذا املقطعنيصفف الريشات الطويلة لرأسه الريشات الطويلة املضرجة حبمرة غسقية يصففها دوم ا إىل اخللف متيح ا هلا انسيااب حاني ا ومالصق ا جلدران مججمته الصغرية املدورةن )2( كل هذا اجملاز واإليقاع لوصف خصالت من شعره لكنها لوحة تركز يف وصفها على األشياء ابلتقا صورة مكانية يف قالب من اللغة اجملازية. وهبذا ف ن القصة/اللوحة تظهر يف هذه املرحلة التجريبية كتنويع على يد قاصي هذه املرحلة الذين ال يفتأون يف قلق دائلم وحبث عن شكل جديد يتجاوز املألوف القصصي يفكل واولةكتابية جادة وذلك يف نظر النقاد مسعى القص احلداثي وما بعد احلداثي الذي يعادي مفهوم النمط أو النوع األديبنمبا هو مطروح من قصديةكسر البنية التقليدية على مستوى اخلطاب... لنزع هالة التقديس املصاحبة للبنية القصصية وجعلها بنية قائمة على االخرتاأل احلر من ق ب ل قارئ يعتمد التأويل مبا جيعله مشارك ا للمبدع )3( م( ( 1 ) خريي دومة: تداخل األنواع... مرجع سابق ص 234. ( 2 ) ومد أ د عثمان: قصةنمخسة أقدام من اجلدارن ص 11. ( 3 ) ومد مصطفى سليم:القصة وجدل النوع رؤية توصيفية وببليوجرافيا للقصة القصرية املصرية )1975 القاهرة الدار املصرية اللبنانية 2006 م 1 )بتصرف( ص

267 القصة القصرية جد ا )األقصودة(: إذاكانت القصة اللوحة تقوم على املبالغة يف جانب من جوانب الغنائية يف القصة القصرية -كما يقول خريي دومة- وهو جانبناللقطةنوما تستدعيه مننشكل مكا ن ونإخفاءنيالئم الشعر ف ن القصة القصرية جد ا تقوم هي األخرى على املبالغة يف جانب آخر من جوانب الغنائية يف القصة القصرية وهونالق ص رنوما يستدعيه من تركيز وتكثيف وكشف كال الشكلني قائم على االختزال األول خيتزل العامل يف لوحة اثبتة والثا خيتزله يف ة عميقة عابرة )1(. وأبرز ما ميثل االختالف بني النوعني هو وضعية الراوي يفكل منهما : فالراوي يف القصة/اللوحة يبدونوايد ا ومتواراي متام ا حبيث يرتح للصورة اخلارجية وللحوار املسرحي إمكانية التعبري عن ذاته والتأثري يف القارئ بينما الراوي يف القصة القصرية جد ا يتخذ موقف ا مغاير ا إذ يقف يف مواجهة مجهوره ااطب ا ومعلم ا سو اء اعتمد الكشف الدرامي أونالعربةناملضمرة يف لقطته أو اعتمد علىناملناجاةناملباشرة يف صورة قصيدة غنائية )2(. ويرى املنظرون هلذا النوع األديب أبنهنقدمي جد ا إال أنه بدأ ابلتالمح بوصفه نوع ا أدبي ا قادر ا على اإلمتاع واإلقناع ويتوافر على عناصر وتقنيات عله خيتلف عن الشكل احلكائي القدمي ويعد تطوير ا له عليهن )3( ومن خصائصهكما يرصدها أ د جاسم احلسنينالطرافة واإلدها وعمق األثر وبناء واإليقاع القصصين )4(. ويف املرحلة التجريبية جند تنويع ا يف القص من خالل القصة القصرية جد ا الا تظهر يف عدد من 2004 م 1 ص 8. ( 1 ) خريي دومة: تداخل األنواع... مرجع سابق ص 249. ( 2 ) نفس املرجع: ص.250 ( 3 ) يوسف حطيين: القصة القصرية جد ا بني النظرية والتطبيق دمشق األوائل للنشر والتوزيع ( 4 ) يراجع: أ د جاسم احلسني: القصة القصرية جد ا دمشق دار عكرمة 1997 م. 1

268 القصص لعل أوضحها ما أييت يف أربع وموعات قصصية هي:نرطانة الزمن املقماألنلوجدي األهدل وبعض قصص وموعةنألهنانهلدى العطاس ووموعةنجوقة الوقتنآلمنة يوسف ونهتاف اخليبةن مد القعود. هذه اجملموعات تستمد شكلها من تراث تعليمي قدمي -كما هو شأن القصة القصرية جد ا كنوع- من أشكال القص الشعيب: النادرة أو النكتة على وجه اخلصوص وذلك ما يربز يف وموعة وجدي األهدل الا سبق أن جعلناها يف الفصل األول ضمن قصص الومضة الكاريكاتورية الحتوائها على هذه الروح الفكهة ذات األصل الشعيب -املطور ابلطبع بشكل القصة احلديثة- وهذا ميثل الطرف املتجه و السردية إذا ما افرتضنا أن هناح قطبني تتحرح فيهما القصة القصرية جدا ةا: )السردية والشعرية( فالقصص ذات الطبيعة الرتاثية السردية الا تشبه النادرة متيل إىل قطب السردية كما أن الطرف املقابل املتجه و الشعرية يستمد من شكل شعري تعليمي قصري هو فن اإلبيجراما * وهو ذلك الفن الذي ميتاز ابخلفة واحلد ة والسرعة والقصر ويتوخى التأنق الشديد يف اختيار ألفاظه وذلك ليقع موقع ا أخاذا يف النفس ويدور على األلسنةن )1( ويشرينفخري قسطنديننقال عن طه حسني يف كتابهنجنة الشوحنأبن * اإلبيجراما:كلمة مركبة يف اللغة اليو ننية القدمية منكلمتني ةا: epos و graphein ومعناها الكتابة على الشيء ويف البداية كانت تعين النقش على احلجر يف املقابر إحياء لذكرى املوتى أو دت متثال ألحد الشخوص. أصبحت الكلمة تدل على الشعر القصري الذي كانت تصور فيه عاطفة من عواطف احلب أو نزعة من نزعات املدح أو اهلجاء وقد استفاض هذا النوع األديب يف العصور احلديثة لدى شعراء أوراب وأمريكا بعد أن ه صقله يف القرنني السابع والثامن عشر على يد فولتري يف فرنسا وشيلر يف أملانيا وغريةا. و يف األدب العريب مل يظفر بنماذج تعلن عن وعي أصحاهبا به و صوصيته وشروطه إال على يدي طه حسني يفكتابهنجنة األشواحن-كما يقول عز الدين إداعيل قد قدمه يف الشكل النثري يف حني قدمه عز الدين إداعيل يف الشكل الشعري من خالل ديوانه الذي حيمل عنوانندمعة ل سى.. مؤخرا شكري عزيز املاضي مقاال بعنوان )دمعة ل سى...دمعة دمعة للفرحنمع مقدمة مهمة هلذا النوع وقد نشر عنه للفرح إشكالية مصطلحناإلبيجرامانإىل روح الراحل الكبري عز الدين إداعيل(يف صحيفة الدستور على الرابط التاق: ( 1 ) فخري قسطندي: فن اإلبيجراما عند طه حسنيندراسة يف جنة الشوحن ولة فصول اجمللد 3 العدد 4 يوليو

269 هذا الشعر القصري استخدمه األوروبيون حديث انويقصدون به النقد واهلجاءن )1( وإىل هذا الطرف اإلبيجرامي متيل قصص ومد القعود ذات النقد االجتماعي واهلجاء ل وضاع الفكرية والسياسية الا تصل حد اهلتاف ابخليبة وإىل القطب الشعري نفسه -ولكن يف صورته الغنائية ذات البوح- متيل قصص آمنة يوسف يف وموعتهانجوقة الوقتن. وقد تتشابه القصة القصرية جد ا مع قصيدة النثر -مع احتفاظ كل منهما هنسه املستقل- يف أهنما متيالن إىل الق ص ر على غرار اإلبيجراما وجيب أن تكون قصرية لتوفر عنصر اإلشراأل متأثرين بنقاد قصيدة النثرنالذين يعتربون أن قصيدة النثر جيب أن تتأسس على مبدأ اإلجيازكي تكون ابلتاق ذات طبيعة إشراقيةن )2(. ويتشابه القاص احلديث مع الشاعر احلديث يف أنه مل يعد قادر ا إال على احلديث عما يعرف -ابالنغماس يف الواقع املوضوعي واالنسحاب من العامل اخلياق أو امليتافيزيقي غري املتعني- وعما خيضع لسلطة احلواس وهكذا يصبح اليومي واملألوف والعرضي والعابر هو وال شعرية القصيدة وهو يف نفس الوقت موضوعهاكما تصبح احلواس هي أدوات الشاعر األساسية يف الكشف عن مفردات العامل ونفس األمر بدأ يشد القاص يف مرحلة التجريب ومبا يكاد معه ختتفي احلدود الفاصلة بني األنواع. ومتتاز هذه القصص مجيع ا أبهم ما ميثل القصة القصرية جد ا من أهنا شكل حديث يعرب عن وعي رييب تربز أهم مظاهر حداثته يف اإلخفاء ودعوة القارئ إىل املشاركة الواسعة يف إنتاج الداللة. وبشيء من التفصيل نقول إن وجدي األهدل يف وموعتهنرطانة الزمن املقماألنيلتقط موضوعات صغرية من احلياة اليومية وبذكاء الفنان ينفل فيها من روح التأمل يف طباع النفس وأغوارها ويف احلياة مبتناقضاهتا ما يدفع أبفق التوقع إىل املشاركة يف إنتاج املعىن فهو يصطاد الفكرة من سلوح بسيط أو أغسطس - سبتمرب 1983 م ص 86. ( 1 ) نفسه ويراجع مقدمة جنة الشوح لطه حسني دار املعارف مبصر 1962 م ص 12. ( 2 ) عبد العزيز موايف: قصيدة النثر من التأسيس إىل املرجعية القاهرة اجمللس األعلى للثقافة 2004 م ص

270 موقف عابر أو حلظة رد فعل سريعة يكون مدارها يف الغالب الرغبة يف األنثى -كما يف معظم قصصه- وقد تقوم هذه القصص القصرية جد ا على صور من الشقاوة يف التعامل مع هذا املخلوأل اللطيف الغامض -ابلنسبة للراوي- وهو برباءة املراهق يتلمس أبصابع الدهشة عامل املرأة من خالل مواقف بسيطة لريوي ظمئ ا وجوداي كما يف قصةنامرأة قصرية القامةن ونافتح النافذة لو مسحتن ونطبيعة املرأةن ونهارد لكن ونألقيت حمبتها يف سر نوغريها ويتمكن القاص من أن خيلق من املوقف العادي أو احلدث البسيط العابر الذي قد مير بنا دون أن نتوقف لديه يقف هو ليتأمله رابطا له بدالالت أعمق يال توليدي من نحية وبلغة موجزة ومكثفة من نحية أخرى ويؤطر ذلككله ابلكاريكاتورية الا تربط هذا النوع أبصله الشعيب املتمثل يف النادرة كروح تتخفى وراء الفكرة ونضرب على ذلك مثال بقصةننقل قدمنلنرى طبيعة هذا النوع وروح كاتبه ولغته يف هذا األ وذجنتركتهما لوحدةا يف الغرفة يتفاوضان بينما جلست أ ن يف الغرفة األخرى وقليب يغليكمقالة..كان صوت زوجي العجوز )83 عام ا فقط( يعلو حين ا وحين ا آخر يعلو صوت الشاب الل جوج ابن جرياننا الذي أعياه االنتظار ومن كانت نفذته تطل على سرير نومنا املسكنيم وأخري ا خرج الرجالن وعليهما ]عالئم ه الرضا والسرور وكان زوجي العجوز حيمل كيس ا مملوء ا ابلنقود بينما كان الشاب حيملين أ ن..ن )1(. يف قصصنآمنة يوسفنجند هذا التنويع من القصة القصرية جد ا يسري اب اه الشعر من خالل الرتكيز والتكثيف يف اللغة ودوران معظمها يف جلو واحد تسيطر عليه فكرة العالقة بني الرجل واملرأة )األستاذ وتلميذته( يف تنويعات البوح والرغبة غري املعلنة ويتكرر هذا اجلو يف عموم اجملموعة مبا جيعلها ذات إيقاع واحد تصور من كل حلظة شعورية بنية قصصية ذات ن ف لس شعري وهذا اجلو الواحد يقرتب من قطب الشعرية الا عل الراوي فيها يعيش حالة وجدانية تشبه تلك الا يقع دتها الشاعر. ( 1 ) وجدي األهدل: رطانة الزمن املقماأل قصةننقل قدمن ص

271 ويف قصصنهدى العطاسنجند عالقة الذات ابآلخر ال هي ابل هو يف القصص القصرية جد ا يف اجملموعة واضحة يف لغة شفافة موحية مواربة تقع على حافة حذرة بني اخلفاء والتجلي ألن الرغبة مدارها ولذا ف هنا أتيت بلغة وجبة بغطاء شفاف و ذلك ما يدركه - أيضا مصطفى الراوي حني يقول:نيف النص تتعاقب لغات ثالث األوىل لغة القص املواربة والثانية لغة الشعر ا لقة أما األخرية فهي لغة الواقعة التسجيلية أدوتها القاصة ضمن سياقها النصي لتمنح قصتها شيئا من احلياة بعد أن انبجست شاعرية اللغة لتحوم بعيد ا عن منطقة اإلاثرة ضاغطة على مساحات اخليال العاطفي لتنيمها فال تبقي من احلادثة إال داللتها وشعريتهان )1(. تقول إحدى القصصنحبيبها استدرجت معه النوم اندس ا إىل جوار بعضهما.. لفها بذراعيه وانتظمت أنفاسه.. فكرتم هل حيتضنها أم يغلق عليها بيديهن )2(. وتقوم قصصنومد القعودنالقصرية جد ا على فكرة املفارقة الا يتميز هبا فن اإلبيجراما -إىل جوار خصائصه األخرى سابقة الذكر- فاختيار األلفاظ املوحية الا يركز عليها ومد القعود بعناية واالعتماد على املفارقة هو ما يعطي هذا النوع خصوصيته وجيعله أكثر ديد ا و ريب ا وسنقف على هذا النص لنرى مدى دقق ذلك التشابه يقول يف قصةنانتصارن:نبساأل واحدة وعني مفقوءة عاد اجلندي من ساحة املعركة منتصر ا إال أنه وجد أطفاله يطاردون الرغيف يف براميل القمامة ممن )3(. ومما سبق يتضح أن تنويعات القصة القصرية يف اليمن قد سارت يف مدار تطوري من الشكل األقرب إىل الذاتية وتدخل الراوي العليم حبضوره الواضح يف املقالة القصصية - يف املرحلة التقليدية- إىل الشكل املعتمد على تيار الوعي وفيضان الداخل من خالل رصد ما جيري داخل ذهن الراوي وشخصياته شكل حلقة القصص القصرية الا يربز الراوي فيها وهو يقدم ترمجة ذاتية أو ما يقرتب منها له وللمكان ( 1 ) مصطفى الراوي: مرجع سابق ص 55. ( 2 ) هدى العطاس: قصةنحريةن ص 66. ( 3 ) ومد القعود: قصةنانتصارن ص 15.

272 أبهله وخصوصيته يف املرحلة التجديدية أتيت املرحلة التجريبية لنجد الراوي يتجه فيها إىل تقدمي أفكاره بطريقة أتويلية غري مباشرة فيقدم بني يديه شكل احلكاية ليف ه م منها مغزاها ويكون الراوي بذلك يف حصن عن املباشرة ابلذكاء واحليطة التأويلية اللذين يقيانه من الوقوع يف بساطة الشكل احلكائي. يقف الراوي وايد ا ومتواراي متام ا ليرتح للصورة اخلارجية -بنوعيها: )الوصفية واحلوارية(- اجملال للتعبري عن ذاته والتأثري يف القارئكما يف القصة/اللوحة ويف املقابل قد يتخذ الراوي موقف ا مغاير ا حبضوره يف مواجهة مجهوره كما يف القصة القصرية جد ا ولكن هذه املواجهة ال تقوم على الشكل األو ق للراوي العليم ولكنها تعتمد الكشف الدرامي من خالل اللقطة املكثفة أو يف صورة البوح أو املفارقة يف القصة القصرية جد اناألقصودةن وهي بذلك تفتح أفق ا واسع ا للقارئ ليشارح يف إنتاج املعىن على النقيض متام ا من أفقه الذي كان ال يدع له الراوي العليم فيه واال ألن ينت شيئ ا وهذا هو املنحىن التطوري يف مسرية الراوي وعالقته ابلتنويع القصصي بني قطيب الرتاث والتجديد يف املراحل الثالث للقصة القصرية يف اليمن. وميكن من خالل الشكل التوضيحي التاق بيان ما سبق لنرى مدار تنويعات القصة القصرية يف اليمن حبسب موقعها من القصة القصرية وحركتها املدارية يف قطبية النوع من غنائية وملحمية ودرا مية وتصويرية ويف هذا التنوع ما يدل على التطور الدائم والبحث عن ديد وتشكيل مستمر داخل النوع األديب القصصي نفسه الذي يسعى إىل واوزة الثابت والبحث عن التجديد يفكل مرة :

273 ملحمية قصة تيار الوعي حلقة القصة القصيرة المقالة القصصية القصة/ الحكاية غنائية القصة القصير جدا القصة القصيرة درامية الراوي القصة/ اللوحة تصويرية -273-

274 - 274-

275 الفصل ال اربع تشكيل اللغة في العتبات والنص القصصي -275-

276 - 276-

277 الفصل الرابع: تشكيل اللغة يف العتبات والنص القصصي مقدمة بعد أن تناولنا عناصر البناء القصصي من حدث وشخصية وعالقة للراوي ابلزمان واملكان وما يرتتب عليه من تنويعات القص نتناول يف هذا الفصل اللغة الا هي جوهر العملية اإلبداعية ومادهتا وأصل تكوينها. ومن خالل اللغة وكيفية تشكيلها يف بناء النص يرتتب على ذلك أدبية النص وشعريته والقصة كيان لغوي ميثل بعالقاته من سرد وحوار بنية مكتملة دقق خصوصيتها الفردية برتكيبها اللغوي ومجلها وأسلوهبا الذي يتنوع بتنوعك ت اهبا بل ورمبا بتنوع كل قصة بذاهتا من خالل ثنائية املوضوع والتشكيل وحني نقرتب من جزئيات التشكيل ومفاصله يتضح لنا خصوصية لغة القصة وتتمايزكل مرحلة من املراحل الثالث بلغتها اخلاصة وبنائها املختلف وسنرصد ذلك يف ثالثة واور هي: وامليتانصية. أوال: العتبات: ونتناول فيها العنوان واخلطاب املقدمايت والنصوص االستهاللية. اثني ا: التفاعل النصي: بني النص القصصي وغريه من النصوص من خالل املناصة والتناص اثلث ا: املنت القصصي أو اجلملة القصصية وطبيعتها يف احلوار ويف السرد وسنوضح يف التحليلكيف سارت هذه اللغة ومن خالل النماذج ستتضح مسريهتا من النثرية إىل الشعرية وما ترتب على ذلك من انزايح يف لغة املنت القصصي واقتراب من فضاءات الشعر يف لغة املرحلة التجريبية. أو ل : العتبات اهتمت الدراسات السردية احلديثة بدراسة العتبات ويعد نجريار جنيتنمن أهم البنيويني الذين أوقفوا اهتماماهتم على تفصيالت العمل السردي ومنها العتبات وقد رصد يفكتابهنالعتبات seuils 1987 منذلك مبينا العالقة بني هذه العتبات وما بعدها من املنت القصصي وموضح ا كيف أن تلك العالقة مفيدة يف مقاربة النص اإلبداعي وفهمه واخلروج بنتائ نقدية عميقة ومفيدة يف قراءة النص

278 وسندرس هذه العتبات -كما سبقت اإلشارة من خالل العنوان واخلطاب املقدمايت والنصوص االستهاللية. )1( العنوان : )أ( العنوان الرئيس للقصة: يعد العنوان عالمة دالة على النص وخطااب قائما بذاته لكونه جزء ا مندوا يف النصكما يقولنليو هوح Leohoekن )1( وميثل شبكة داللية يفتتح هبا النص والعنوان -بوعي من الكاتب- يهدف إىل تركيز انتباه املتلقي على اعتبار أنه تسمية مصاحبة للعمل األديب مؤشرة عليه. ويتيح العنوان للقارئ الدخول إىل عامل النص دخوال شرعي ا -كما يقول ومد عبد املطلب نفتناسي العنوان أو إةاله جيعل التعامل مع النص -عموما- تعامال غري شرعي وعدم الشرعية يتبعه نوع من السلوح املغلو حىت يضطر الكاتب أحيا ن إىل القفز والتسلق واالختطاف وينتهي به األمر إىل امتالح النص امتالك ا مشوه ا أو منقوص ا..ن )2(. وقد بدا للباحث من خالل استقراء عناوين القصص يف املرحلة التقليدية أهنا عناوين واضحة ومباشرة تدل على وتوى القصة منذ البداية بوضوحكعناويننأنت شيوعي خطيئة زينب السكران امرأة ممنوع الدخول انتصر ن... وغريها وكلها عناوين تعرب عن وتوى القصة دون غموض أو مواربة وهي ال تبتعد عن طبيعة املرحلة الا تبحث عن القارئ ودبب هذا اجلنس النثري إىل نفسه فتسلم له من العنوان مفاتيح الولوج دون مواربة أو غموض ومن هنا يتناسب العنوان مع وتوى القصة ابعتبارها العتبة ( 1 ) ينظر: Leo hoek: La Marque Probleme du Roman, ed. Seuil p 145 نقال عن شعيب حليفي: هوية العالمات يف العتبات وبناء التأويل القاهرة اجمللس األعلى للثقافة 2004 م ص 9. ( 2 ) ومد عبد املطلب:بالغة السرد القاهرة اهليئة العامة لقصور الثقافة كتاابت نقدية) 114 ( سبتمرب 2001 م ص

279 األوىل. وأتسيس ا على ذلك ف ن تركيب العنوان يف هذه املرحلة ال خيرج عن من اجلملة ا لمسية وأييت على أوجه: إما أن يكون ادا مفرد ا م ع ر ف ا مثل:ناملتسللون السكران املربوح الغول اللطمة السر القرار...نأو اد ا نكرة مثلنأشواح امرأة..نأو معرف ا ابإلضافةنجريرة العدل فجيعة أيب بقية احلساب طريق اخلطيئة شجرة الشيطان طريق الصني سوأل السبت أرملة شهيد...نوهو خرب ملبتدأ وذوف مقدر هبذا أو هنا وقد أييت العنوان مكو ن من املبتدأ واخلرب معا مثلنأنت شيوعي أين حسن أبو ن علي...ن. وأما النم الثاين: فيأيت العنوان فيه ظرف ا يتعلق ابلزماننعندما نلتقي ليلة من عمري... أو يتعلق ابملكاننعند امرأة.. وهو قليل ابلقياس إىل النمط السابق واألقل منه النم الثالث: الذي يكون فيه العنوان مجلة تطول نسبيا حبيث تستويف معىن اتم ا يفهمه املتلقي وذلك مثل:نال تذكريين األرض اي سلمى ومدينتنا لن تنساه و قصة اي أبو خليل...نوالعنوان األخري مجلة تعجبية يتضح فيها الصيغة العامية يف عدم إعراب املنادى وبقائه على حال النطق كما يف اللهجة )اي أبو خليل(. هذه األ ا الثالثة السابقة هي الا ال خترج عنها عناوين املرحلة التقليدية من حيث الرتكيبكما أهنا من حيث الداللة ال دمل غموض ا أو استعارة أو انزايح ا فهي مباشرة دالة على مضمون القصة وعالمة واضحة عليها. وأما املرحلة التجديدية فيضاف إىل تلك األ ا السابقة - الا تستمر يف عناوين بعض قصصها ط النعوت والصفات من خالل اجلملة املوصولة مثل:نالدرب الذي ال ينتهي املرأة الا ركضت يف وه الشمس...نكما يكتسب النمط اجلملي طابع ا استعاراي أكثر غموض ا مما كان عليه يف املرحلة السابقة فتظهر العناوين اجلملية ذات طابع غامض- نوع ا ما- ومما حيتاج معه إىل توقف لفهم العنوان وأتويله وذلك ال يتأتى إال من خالل الولوج إىل النص وفك عالقة االرتبا بني العنوان وما بعده وفهم

280 تلك العالقة ومن ذلك مثال هذه العناوين:نالوضع الطبيعي اآلخر لرحم البهجة إشارات موجبة يف تفاعالت الزمن احلاضر حيدث أحيا ن يف اجلمجمة قراءة للفرح واحلزن يف حياة امرأة البحر يلفف األشياء القذرة النهاية ا زنة لقمر املدينة...نهذه العناوين وغريها نالحف أهنا بدأت متيل إىل الغموض من خالل تلبسها بغاللة من اجملاز الذي جيعل القارئ يقف متأمال هلذا الرتكيب يف مجلة العنوان الذي يبدو أكثر تعقيد ا وال ينفصل عن منت القصة بعد ذلك فهو مؤشر على اختالف لغة القصة وأسلوهبا الذي يتحول إىل قص غري مباشر متام ا ألنه حيتوي على قدركبري من اللغة اجملازية يف بنيته ختتلف عما كانت عليه لغة القص النثرية املباشرة يف املرحلة التقليدية. داال ومن هنا يكون العنوان مؤشر ا مهم ا وغري منب ل ت عن املنت القصصي إذ ميثل عتبة واضحة ومدخ ال ملا سيأيت بعده يف منت القصة بلغتها القصصية األكثر عناية ابجملاز والرمز. تنماز عناوين املرحلة التجريبية بظاهرة الغموض واحلذف حبيث يشتغل احلذف على املستوى الرتكييب للعنوان بينما يشتغل الغموض على املستوى الدالق. وأتيت العناوين من حيث الرتكيب -يف معظمها- موجزة منكلمة واحدة وتكثر يف معظم العناوين يف اجملموعات وهي يف داللتها ذات نفس شعري وكأهنا متيل إىل اختيار املفردات املتكررة يف القاموس الشعري -وإنكانتكل مفردة صاحلة ألن تكون ذات إيقاع شعري إمجاال ولكن نقصد شيوع استخدام مثل هذه العناوين يف لغة الشعر- وذلك مثل هذه العناوين:نةسة بوح مغامرة انكسار اخضالل إغماضة امتزاج انبجاس دفق حرية مرااي أفق أفول...نوهذه العناوين دتفف بدالالت كثرية من التأويالت ألهنا نكرة يف مبناها وكأهنا نواة صغرية وملة ابكتناز التأويالت يف معناها. وأتيت العناوين األخرى ذات النمط اجلملي يف هذه املرحلة أكثر غموضا ومراوغة وهو ما يتناسب وطبيعة التجريب يف اللغة والبنية عموم ا وهلذا جند العناوين غريبة وذات نفس شعري قابلة لتعدد التأويل

281 عل املتلقي يقرأ العنوان حبسب ثقافته وأفق توقعه اخلاص فحني جند عناوين مثلنألقيت وبتها يف سريت امرأةكثرية أعلى من لفتات االستغراب أدس رأسي دت أقرب صخرة ابب يداري انسالق... ف ننا نتأ كثريا يف فهم العنوان وقد نرجئه حىت نقرأ النص القصصي نربطه مبا فهمناه من منت النص يف عملية فهمكلي للنص وحىت بعد القراءة قد لرج بتأويل واحد ملعىن النص ومعه العنوان من أتويالت عدة يقبلها النص ألن لغته أصبحت ذات تكثيف شعري ووازي وصنعة خاصة تبتعد عن املباشرة والنثرية حبسب وتندرج يف الشعرية وهبذا يتم النظر إىل النص والعنوانكعتبة على اعتبار أنهنإنتاجيةن )1( تعبري جوليا كريستيفا.Julia Kristeva وأييت ط جديد يف العناوين متتاز به املرحلة التجريبية وهو النمط التعجيب ويف هذا النمط كما يشري شعيب حليفي نيتأسس العنوان من التعجب الذي له أدوات كثرية مكونة تفضي به إىل خلق حرية وتعجب من شيء مألوف أو غري مألوف كما يتعجب أيض ا دون أدوات وهو ما خيتزنه العنوان الفانتاستيكين )2( فعنوان مثلنكيف استطاع ادي األفلل أن أييت ابجلن مرب طني م وكذا عنواننحيدث يف تنكا بالد النامسم..نيقود إىل التعجب - سواء من خالل األداة )كيف( أو الرتكيب الذي يقود إليه فضول املعرفة هلذا الذي )حيدث( م- ويفتح على غري املألوف منذ العنوان الذي لن يكون بعيد ا عن بنية القصة يف حدثها الفانتاستيكي كما أن العنوان التعجيب قد أييت من خالل املوروث الثقايف والعادات يف التعامل مع املرأة فنحرمي.. أعزكم نفيها الكثري من التهكم ومما يثري العجب من نظرة الذكور وسطوهتم على األنثى جملرد أن ذ كر احلرمي دتاج إىل اعتذار من السامع فال بد أن يتبعها ابلدعاء له بقولهنأعزكم نوكأنه جملرد ذكركلمةنحرمينقد وقع يف إساءة ملن يستمع للكلمة أتيت القصة للتعبري عن عامل املرأة ( 1 ) جوليا كريستيفا: علم النص ترمجة: فريد الزاهي مراجعة عبد اجلليل نظم الدار البيضاء دار توبقال للنشر م ص 21. ( 2 ) شعيب حليفي: هوية العالمات... مرجع سابق ص

282 وحياهتا بني عصرين: ما ل ض مزدهر وصلت فيه بلقيس إىل احلكم والم ل ك وحاضر ورد ذكرنبلقيسن اسم الشخصية يف القصة حيتاج إىل اعتذار للسامع يف سياأل ثقايف متخلف وصلت إليه بلقيس احلاضر. ومن هنا ف ن داللة العنوان يف طه التعجيب يكون أكثر التصاق ا مبحتوى القصة بعده وهو يقدم اخلارأل وينت ذهو ال وحرية لذا ف ن العنواننخيرب ن عن النص وهو يف نفس الوقت خيبئ عنا لعبتهنحبسب تعبرينليو هوحن )1(. ومثة تركيب يف عناوين هذه املرحلة أييتكظاهرة ملفتة يف قصصندري عبد الفتاحن وليس يشبه غريه من العناوين عند أي قاص قبله وهو أن عناوين قصصه أتيت مركبة من عنوانني: عنوان على ميني الصفحةنزمن للحربنوآخر على يسارهانثالث نقا نويوضع العنوان الثا بني عالما تنصيص وكأنه عنوان اثنوي أو عنوان شارح مثال: علي ابابنأهدايت حلم هاربنوتستمر هذه التقنية يف معظم قصص اجملموعة وهذه العناوين فيما يبدو أهنا ريب على أصل تراثي جنده يف عناوين ا كي القدمي مثل عنواننألف ليلة وليلةنوهو العنوان الرئيس أييت عنواهنا التفصيلي أو الشارح الفرعي الذي ذيلت به للتفسري وهونقصة شهرزاد العجيبة حبكاايهتا املطربة الغريبةكلها طرائف أدبية ولطائف غرامية نوادر فكاهية وصور مجالية رائعة أساطري حب بلوحات فنية خالبةن )2( ولكن عناوين القصص يف هذه املرحلة التجريبية ال تتخذ من العنوان الفرعي أو الثا سبيال للتفسري أو الشرحكماكان عليه العنوان الكالسيكي بقدر ما جيعله أكثر غموض ا وأبعد أتويال ألنه ينسجم مع طبيعة لغة املرحلة التجريبية إمجا ال والا ال يقوم فيها العنوان على دديد اإلجابة ووضوح املسمىكعناوين املرحلة التقليدية بقدر ما حيقق العنواننعالمة 2003 م ( 1 ) نفس املرجع والصفحة. ( 2 ) ألف ليلة وليلة...: دار نوبليس بريوت

283 تواصلية وثقافية تنجز قصد التواصل مع العامل كما يقول ليو هوح - فضال عن كونه رسالة من مرسل إىل متللق حبمولة مكثفة هي عالمة تضع داال ومدلو ال مرجع ا ينتمي للصريورة الثقافيةن )1(. وهبذا ندرح أن العنوان يف املرحلة التجريبية أب اطه املختلفة مل يعد يعرب ابلضرورة عن احلدث أو الشخوص أو يكون واضح ا مباش را بقدر ما صار يشكل عصيا ن للنص -وحبسب تعبري شعيب حليفي- نفال ميثل غري اإلشراقة الغافية يف ابطنه ومن مثة فهو غواية ال تقدم لنا شيئ ا بقدر ما تفاجئنا وتفتننان )2(. وأصبح اختاذ العنوان الرئيس وانتخابه للمجموعة يف هذه املرحلة ضرب من التجريب ال ينفصل عن البنية الكلية للقصص فنجد مثال يف وموعةنالفراغ املقابلن مد أ د عثمان أنه ال يتخذ عنوان اجملموعة من إحدى قصصها ولكنه أييت من مجلة أو عبارة أثناء السرد )ص 67 ( يف قصة بعنواننطريف انسياب مريبنكما تؤخذ عناوين القصص األخرى يف اجملموعة من مج ل وكلما ل ت أو عبارات ترد أثناء السرد يف النصوص فمثال قصةن ل ةلف ارتعاش ا يف النباخيتنف ن هذا العنوان أييت مأخوذا من السرد ووتزأ من هذه اجلملةنمروره السريع ال خيلف ارتعاش ا يف النبااتت املصطنعة على جوانب ممرات الفناء اجلامعين )3( ويف اقتطاع عناوين القصص هبذه الطريقة من كلمات النص داللة ريبية وقد اختلفت نظرة القاصني أنفسهم إىل طبيعة العنوان حبيث مل يعد العنوان لديهم يدل على أنه معرب عن فكرة القصة وجامع مانع تواها بقدر ما هو عبارة شعرية ذات إيقاع وازي يف النص ترد أثناء السرد فيستحسنها القاص وجيعلها عنوا ن للقصة لعل ذلك هو كل ما حيدث. ( 1 ) ينظر شعيب حليفي: هوية العالمات.. مرجع سابق ص 17. ( 2 ) نفس املرجع و الصفحة. ( 3 ) ومد أ د عثمان: قصةنال خيلف ارتعاشا يف النبااتتن ص

284 )ب( العناوين اجلانبية يف القصة: ظل عنوان القصة الرئيس هو الوحيد يف قصص املرحلة التقليدية دون أن يكون هناح عنوان آخر يف بنية القصة ويف قصص املرحلة التجديدية بدأ استخدام العناوين اجلانبية ويعد نومد صال حيدرةنأكثر القاصني عناية هبذه التقنية الشكلية ففي وموعةنالسحب املسافرةنجند أكثر من قصة دتوي على عناوين جانبية داخل القصة فمثال قصةنقراءة للفرح واحلزن يف حياة امرأةنأتيت على شكلكتاب حني ت ع ن و ن فقراهتا هكذا:نالغالف الصفحة األوىل التصدير الصفحة الثانية البداية الصفحة الثالثة الصفحة الرابعة... حىت الصفحة العاشرة الغالف األخري ويف أسفل الغالف/الصفحةكتبت عبارة تقولنحقوأل الطبع وفوظةن )1(. ويتساءل عبد العزيز املقالنعن الغاية وراء هذا التجديد وعن اهلدف الكامن وراءكل هذه العناوين يف قصة واحدة.. وهل اهلم الرئيس للكاتب اجلديد هو الشكل وهل تتناا الشكلية مع الواقعية ن )2( جييب عن بعض تلك األسئلة أبن ذلك يرجع إىلنأن األساليب التقليدية يفكتابة القصة قد اندثرت وما من قاص إال وقد حاول اخلروج من أسر البناء التقليدي ومن أسر التقريرية وكسر حدة املباشرةنوهذا توضيح للمنحى التجديدي الذي دول إىل ظاهرة عند قاصي هذه املرحلة ولكنه يتحدث عن عالقة هذا التجديد الشكلي ابملضمون فريى أننهذه ا اوالت والتجارب يف وال ديد القصة ليست هدف ا يف حد ذاهتا وليست الشكلية سوى إحدى الوسائل اجلديدة لتمثيل املضامني اجلديدة بشر أال يفقد القاص واقعه وأن يظل ممسك ا يط التواصل مع اآلخرينن )3(. ( 1 ) ومد صال حيدرة: قصةنقراءة للفرح واحلزن يف حياة امرأةن ص 21. ( 2 ) عبد العزيز املقال: السحب املسافرة والبناء الفين للقصة القصرية مبحث يف كتابه دراسات يف القصة والرواية اليمنية مرجع سابق ص ( 3 ) نفس املرجع والصفحة.

285 ونالحف من كالم املقال أنه قد وقع يف تغليب جانب املضمون ويعترب أن الشكل-)الشكليةكما يسميها(- ليس سوى اتبع لسيطرة هذا املضمون وملفهوم واقعية األدب والتزامه الذي يشرت فيه أال يفقده القاص وهو رأي يتناسب مع مفهوم النقد الواقعي واال اه الوطين الذي يتبناه املقال واخلاص مبرحلته ولكن ما يعنينا هنا هو اإلشارة إىل أن القاص حاول ديد املضمون املتكرر الذي كان عليه الكتابة فيهكالتزام واقعي ووطين حبسب رؤية النقاد يف عصره -وهي الرؤية السائدة وذلك أنه ع رب عن حكاية الثورة وقصة نضال الثوار وهروهبم إىل مشال الوطن والعكس وصور معا نة أبنائهم وظروف ال نشأهتم يف بيوت ثوار من خوف وقلق على األب املناضل فهو إذن موضوع مطروأل لذا مل جيد سبيال سوى التجديد من خالل الشكل فكان لزام ا عليه كقاص ودد وهو يعرض ملوضوع مكرر أن يلجأ إىل الشكل يف طريقة العرض يف واولة للهروب من الوقوع يف راتبة تكرار املضمون ومن هناكان للعناوين اجلانبية وتقسيم القصة إىل عناصر دور وظيفي و ديدي -كما يف القصة سابقة الذكر - ويف قصةنالوشم األسودنحليدرة أيضا تتوزع العناوينكما يلي: )عناصر املوضوع ا يط الطبيعي املطر املطر الدم الدم هواجس مبكرة املراعي اخلضراء االنقطاع.. املفاجأة السجن طواعية الوصية على الطريق( هذه العناوين اجلانبية بدالالهتا عل القاص جييد تقدمي املادة املألوفة يف وعاء غري مألوف ولذا يكون الشكل والعنوان أحد عناصره سبيال للتجديد. وتستمر تقنية العناوين اجلانبية -ولكن بطريقة أقل- يف اجملموعات األخرى وذلك لغرض يتناسب وبنية القصة نفسها كما يف قصةنزعرتنمليفع عبد الر ن حيث ي ستخدم عناوين جانبية طوال القصة لتدل على التكرار الذي يعا منه زعرت يف راتبة احلياة ومللها: )يف الصباح يف الظهرية يف املساء - يف الليل- يفكل الشهور -يفكل عام- فيما بعد املوت( وتتكرر هذه العناوين بعد ذلك حىت هناية القصة. وأما يف قصةنثقوب يف جدار الصمتن مد مثىن ف ن العناوين اجلانبية تكون أساسية ومنسجمة مع بنية القصة من خالل توزيع القصة إىل مناظر )املنظر األول واملنظر الثا واملنظر الثالث واألخري(

286 وذلك ألهنا ترتبط بتقنية بناء القصة الذي يرتبط -هو نفسه- ببنية احلدث املوازي من خالل تقنية العرض السينمائي )قصة الفيلم اهلندي( وعرض قصة خدجية وهلذا ف ن العنوان اجلانيب يف القصة أييت ضروراي ومهم ا لتوضيح بنية القصة إمجاال. وأما يف املرحلة التجريبية ف ن العناوين اجلانبية تقل ولعل ذلك يعود إىل طبيعة البنية القصصية املكثفة يف هذه املرحلة والا ال تتجاوز الصفحة الواحدة يف بعضها و اصة يف األقصودات ومثة استخدام خاص للعنوان اجلانيب جاء يف وموعةنحجم الرائحةن مد عبد الوكيل جازم حيث أييت العنوان اجلانيب يف عدد من قصصه فمثال يف قصةنمحامة فوزنعنوان أول: شاهد ظالق متحرح رصد امة فوز آن ملا غمض يف القصة ولكي نقرب األمر ابملثال:نقول إنه يف قصةن امة فوز السقو والعنوان الثا / اخلتامي: شاهد ظالق وايدن ونفس التقنية يستخدمها جازم يف معظم قصص اجملموعة وهو بذلك يوظف العنوان اجلانيب مبا ميثل تعليق ا ختاميا للقصة قد يبدو أشبه ما يكون بدليل إيضاح للقصة أو مفتاح ختامي هلا -إن صح التعبري- فبعضها تعليق يوضح أمر ا غامض ا أو ميد القصة بنوع من البعد الرمزي وهذا العنوان اجلانيب/اخلتامي خيتلف عن عناوين املرحلة السابقة يف الوظيفة فهو ال أييت عنصر ا ميثل االستمرارية للقصة ولكنه ميثل عنصر ا مفارقا وتزأ من بنية القصة لكنه يف حقيقة حضوره يضع مفارقة غري متوقعة وأييت يف النهاية ليوضح ما غمض من بنية القصة أو ليفتح أفق ا للتأويل والتأمل أو لإلدها وقد يبدو يف بعض القصص أقرب ما يكون إىل ما يستخدمه بعض السينمائيني من تقنية تصويرية )تعتمد على مشهد ما( يظهر يف بداية الفيلم لتشويق املشاهد للحدث ولكنه يف القصة القصرية لدى القاص ومد عبد الوكيل جازم أييت يف النهاية ليرتح يف القارئ ومضة أتمل أو يعطيه مفتاح اإلجابة -مثال - بعد أن ه سرد قصة هذه العجوز الا متوت إثر سقوطها وبعد أن رصد لنا احلدث خطوة خطوة مبا جيعلنا نتوقع أن مثة جرمية قتل قد حصلت هلذه املرأة الوحيدة يف منزهلا النائي أييت العنوان اخلتامي - )شاهد ظالق وايد( وما بعده - موضح ا ذلكنعندما عربت العجوز امة فوز الباب خلفت هب وا التواءين لكي تدخل اب اب

287 جنوبي ا.. إال أن الشيخوخة والكرب خا نها.. انتهت إىل فضاء مميتن )1( ومن هنا تضع النهاية تفسري ا ملصرع تلك العجوز وتلك إحدى وظائف العناوين اجلانبية كما عاجلتها قصص هذه املرحلة. )2( اخلطاب املقدما : يندرج اخلطاب املقدمايت ضمن ما يسمى ابخلطاابت املوازية للنص واملؤس س ة له وقد حاولت الدراسات النقدية احلديثة مقاربة هذا اخلطاب انطالق ا من كونه عنصر ا من عناصر النص وابت حق ال جديد ا للبحث والتحليل يف الدراسات النقدية املعاصرة ومن هنا أتيت أةيته حيث ال تنفصل املقدمة عن النص ألهنا قد أنتجت حوله لتتصل به اتصا ال مباشر ا وهي تسهم يف فك بعض رموز النص الا قد ال يتأتى للكاتب تبسيطها داخل النص وميكن القول إن املقدمات بصفة عامة تدخل يف نطاأل أنواع النصوص االفتتاحية )ذاتيةكانت أو غريية( الا هتدف إىل إنتاج خطاب على مشارف النص الذي تسبقه. ويرى النقاد أبن اخلطاب املقدمايت يعمل من أجل وظيفتني: نوظيفة لإلضاءة وأخرى للتلميع إضاءة التصور الفكري للمؤلف -القاص هنا- وتنوير املتلقي اآلخر ابجلوانب اإلجيابية من هذا التصور والذي هو يف هناية املطاف متعلق ابلكتابة أو بقضية من قضاايها الا يعاجلها النصن )2(. وتعد املقدمة من منظور جنيت عنص را نصي ا واذاي وداخلي ا وهي أيض ا إما أصلية )مواكبة للطبعة األوىل( أو الحقة )تصاحب الطبعة الثانية( أو متأخرة )عادة ما ت كتب بن ف س الوصااي النقدية يف مرحلة متأخرة من عمر الكاتب( هذه املقدمات يفرتض أن يكتبها الكاتب ذاتهنمقدمة ذاتيةن أو يكتبها ( 1 ) ومد عبد الوكيل جازم: قصةن امة فوزن ص 25. ( 2 ) شعيب حليفي: هوية العالمات... مرجع سابق ص 41.

288 غريهنمقدمة غرييةنو صوص أصناف الم قد مني مييز جنيت بني ثالثة منهم )1( : األول: املقدم احلقيقي: ) P.Reel )إسناد مهمة التقدمي لشخصية حقيقية وواقعية. الثا : املقدم املتخيل: Imaginaire(.P( نسبة التقدمي إىل شخصية من صنع خيال الكاتب. الثالث: املقدمة املنسوبة إىل شخصية واقعية عن طريق اخلطأ.)P.Apocryhe( ومن حيث طبيعة املقدم ف نه إما أن يكون نقد ا متخصص ا وتشكلكتابته خطااب مواز اي -غرياي - حيفز املتلقي ويعطيه بوارأل يف الفهم والرتكيب أو قاص ا )مبدع ا( ال يلجأ إىل أدوات نقدية صارمة وإ ا يلجأ إىل ح س ه اجلماق فيكون تقدميه نص ا إبداعي ا يقف فيه على مواطن اجلمال. وهذه األنواع للمقد مني ترسم املعىن وتؤو له كما أهنا تفضي إىل أنواع أخرى ثالثة تعضد ما سبق وهي )2( : )أ( مقدمة تقريظية: تكون ارية وإشهارية تتوخى توجيه القارئ وإعطائه حكم ا مسبق ا على قراءته هذا النوع من املقدمات حيول دفة املعىن الذي قد يؤوله املتلقي إىل اجلهة الا يريدها املؤلف وهو النوع الذي يكتبه يف غالب األحيان الناشر. )ب( مقدمة نقدية: وهي الا تدخل يف حوار مع الكاتب وهتدف يف العمق إىل إبراز أصالة املكتوب. )ج( مقدمة موازية للنص: وتكون مستقلة ومباشرة توجه انتباهنا للتيمات واألسئلة املطروحة وهذا النوع األخري من املقدمات هو اخلطاب الذي ميتلك األدوات الا تقرتب بشكل مباشر من املتلقي ( 1 ) 166.p Gerard Genette: Seulis. نقال عن عبد املالك أشهبون: خطاب املقدمات يف الرواية العربية الكويت ولة عامل الفكر اجمللد 33 العدد 2 أكتوبر ديسمرب 2004 م ص 91. ( 2 ) شعيب حليفي: هوية العالمات.. مرجع سابق ص

289 حبيث أن املقدمة الا يكتبها نقد ما واملفصولة عن النص ال تبحث عن غري النص. وهكذا ف ن األنواع الثالثة األوىل من اخلطاابت املقدماتية تنظر إىل املقدمة من جانبكاتب اخلطاب الذي ي ق د م رؤيته يف حني تنظر األنواع الثالثة األخرى إىل املقدمة من زاوية املكتوب ونوعيته. وأتسيس ا على ما سبق ف ن اخلطاب املقدمايت للمجموعات القصصية ول الدراسة ال خيرج عن هذه األنواع ففي املرحلة التقليدية جند ثالاث من اجملموعات القصصية هلا خطاب مقدمايت وهي )أنت شيوعي اإلنذار املمزأل الرمال الذهبية( وموعة )أنت شيوعي( هلا مقدمة أصلية مواكبة للطبعة األوىل بقلم ومد على األكوع وهو مناضل وشخصية عسكرية هلا دورها يف حركة 1955 م ولذا ف ن مقدمته أتيت وم لة برؤية تقريظية واستنهاضية ويتحدث فيها عن صعوبة طباعة تلك اجملموعة من جهة الكاتبنالذي يستصعب إصدار كتاب صغري كهذا كما يستصعب بناء عمارة سامقة يف السماءن)ص 2 ( يستنهضنالشخصيات البارزة واملوسرين على مساندة الكتاب وإصدار الغذاء الفكري للجمهورن وجيدها فرصة للدعوة إىلنإنشاء مؤسسة وطنية لنشر الثقافة بني الشعب حيث سيساةون يف تنمية الوعي الثقايف بني مجيع املواطنني الذين يعيشون يف فراغ فكرين)ص 3 ( ومن هنا تعد املقدمة فرصة للدعوة إىل استنهاض الناس ولفت انتباههم إىل دور األدب والفكر يف عملية التحرر الوطين وأةيته كنضال شعيب ولذا ف ن املقدمة دمل طابع ا إيديولوجي ا فكراي يتناسب وطبيعة الكاتب وزمنه ونظرته أيض ا ل دب والقصة دديدا حيث إنه يرى أننهذا الكتاب حيمل إىل القارئ صور ا صادقة حلياة أ نس كأهنم يتحركون على صفحاته ومينحوننا العظات والعرب واحلكمةن)ص 3 ( وندرح فهمه للقص أبنه ع ظة وعربة فهو لذلك يقدم وظيفة اجتماعية إصالحية. يطلق يف ختام مقدمته عبارة مجيلة استعارية تعرب عن رايدة القاص صال الدحان يف النشر حيث اعتربهنأول من ل املكنسة ليكنس هبا مسرح اخلوف أمام مؤلفي القصصن)ص 3(. أتيت مقدمتان الحقتان هلذه اجملموعة عند إعادة طباعتها عام 1980 م من قبل ولة الكلمة

290 املقدمة األوىلنذاتيةنيشكر فيها القاص ولة الكلمة إلعادة نشر اجملموعة ويبني شرطه عليهم أبن تعاد حبالتها دون تغيري حىت يف األخطاء الا احتوت عليها ويبني موقفه من اجملموعة الا ينظر إليها أهنانليست سوى وثيقة ال دوي غري شذرات مراهق لعلها تغين اجليل اجلديد عن ا اكاة و علهم يرتفعون إىل ذ رى اإلبداع احلقيقيةن ويف هذا املوقف نظرة تقييمية الحقة من القاص نفسه لعمله البكر مبا حيتويه من قصور فين تغري موقفه وه بعد النض الفكر ي والعمري لدى القاص ولكن ذلك مل ي غري من أةية اجملموعة ورايدهتا ويدخلكالمه يف ابب التواضع. واملقدمة األخرىنغرييةنكتبها عبد العزيز املقال وفيها حيكي قصتني حدثتا له مع اجملموعة: احلكاية األوىل حدثت عام 1957 م عند صدورها وكيف استقبلها الطالب يف املدرسة الثانوية يف زمنها مع مجاعة من الناهبني الذين ش ك لوا بداية احلركة الثورية واحلكاية الثانية: حدثت له معها عام 1972 م وهو يف القاهرة حيث قرأها الكاتبنعبد التواب يوسفنيف إحدى الندوات يف اداد األدابء املصريني ودعاه حلضور هذه الندوة وأثناء الندوة قد م دراسته عن قصةنأيمس امسكن وبني كيف أن هذه القصة قد أعطت الناقد تصور ا عن حياة اإلنسان اليمين تغين عن عشرات الكتب يف التاريل أو يف علم االجتماع يبني املقال يف مقدمته األسباب الا دعت ولة الكلمة إلعادة نشر اجملموعة وذلك ألةيتها التارخيية والفنية ي نهي إضاءته مبالحظتني: األوىل أن اجمللة رأت أن تعيد النشر دون تعديل أو تصحيح لكي ت عرب عن وضع اجملموعةكما صدرت عليه ألول مرة والثانية: أنه لن يتحدث عن القيمة الفنية للمجموعة واكتفى ابلتعليق على العنواننالذي يؤكد الوعي املتقدم للرفيق صال الدحان ويثبت أنه استطاع منذ وقت مبكر أن يكشف أن أعداء احلياة وعصابة واكم التفتيش قد أضافواكلمة أخرى إىل قواميسهم القدمية الا تظم كلمات: كافر زنديق وعصري وهذه الكلمة هينشيوعين وذلك لريهبوا هباكل عاشق للعدل

291 واحلريةن )1(. إىل وهكذا جند املقدمة تدخل يف وال املقدمة املوازية للنص الا تكون مستقلة ومباشرة توجه انتباهنا ظروف صدور اجملموعة وأةيتها وعالقة املقد م ابلنص املقد م له من خالل احلكايتني إشارات سريعة ألسباب إعادة النشر هلذه اجملموعة دون التعرض ابلتقييم الفين للمجموعة حبجة أن ذلك مرتوح للقارئ وقد يقف لديها يف فرصة قادمة بقولهنأرجو أن يتوفر ق الوقت الكايف يف األايم القليلة القادمة لكتابة دراسة شاملة عنهانوملا يتحقق ذلك حىت اآلن. وأييت اخلطاب املقدمايت يف وموعةناإلنذار املمز نمن خالل مقدمتني: األوىل أصلية مع الطبعة األوىل بقلمنأ د سعيد ابخبريةن 1960 م والثانية: الحقة مع الطبعة الثانية بقلمنفريد بركاتن 1983 م وكال املقد مني شخصيات أدبية هلا مكانتها االجتماعية املرموقة ومتتاز املقدمة األوىل صائص املرحلة التقليدية من خالل اإلشارة إىل حركة النشر يف بداية الستينيات والدعوة إىل مساندهتا -كما هو اهلم يف مقدمة الدحان السابقة- وبيان بعض املعوقات واإلشارة إىل الرقابة الا متنع بعض املناضلني املعروفني من النشر وهي رقابة استعمارية ابلطبع حيثنحيتجز بعض النتاج القيم الشريف يف آخر حلظة من إمتام إعداده مطبعي ا فال يرى النورن )2(. وتضطلع املقدمة ابإلشارة إىلنأةية املطبوعات الا تسهم يف معاجلة الظروف الراهنة للبالد ومواجهة الواقع املر الذي تعيشهنوتشري إىل أننشعبنا اليوم خيوض معركته من أجل دقيق التحرر الوطين والتقدم االجتماعي والوحدة ويف سبيل اجناز هذه املهمات جيب أن جنند كل قوا ن ووسائلنا وإمكانياتنان. ينظر إىل وظيفة األدب والقصة أحد أركانه وحبسب فهم املرحلة - ابعتبارها سالح ا غري بسيط ويتحدث عن دور القصة يف هذه املعركة يف أهنا:نتنشر بني أكرب وموعة من مجاهري الشعب وأن تعرب ( 1 ) عبد العزيز املقال: مقدمة اجملموعة ص 47. ( 2 ) أ د سعيد ابخبرية: مقدمة وموعة اإلنذار املمزأل أل د وفوظ عمر ص 5.

292 عن كثري من املواضيع الا ال تستطيع املقالة مثال لسبب أو آلخر أن تعرب عنها وجيب أن تسري يف اخلط السليمن وهذاناخلط السليمنهو -كما قال آنف ا - التعبري عن قضااي الوطن وااللتزام ابلدور النضاق. وهبذا يكون اخلطاب املقدمايت معرب ا عن مرحلته ومتوازاي مع رؤية األدب ووظيفته يف هذه املرحلة وال ينفصل عن مضمون اجملموعة. وأما املقدمة الالحقة لفريد بركات ففيها رؤية نقدية اتصرة تقييمية عن اجملموعة ومكانتها يف نتاج القاص وزمنها برؤية الحقة حبكم زمنكتابتها املتأخر 1983 م. وأما اجملموعة الثالثةنالرمال الذهبيةنف هنا دتوي على مقدمة بقلمنعلي ومد الصبانن وهي أصلية فيها إشارة إىل املؤلف وظروف حياته يف إطار حياة اجملتمعككل يف ذلك الزمن ) 1965 م( وفيها إملاحات إىل طبيعة العصر والظروف مبا يقدم رؤية موازية للنص تصب يف احلديث عن سرية الكاتب وماضي حياته وقصصه األوىل وفيها ترحيب ابجملموعة وكاتبها متيل إىل األسلوب التقريظي ملا بني املقد م واملقد م له من عالقة مودة من نحية ولكونه هو الناشر من نحية أخرى. ويعتذر عن تقدمي أية رؤية نقدية حبجة عدمنالتجين على القارئ الكرمي بفرض آرائي يف هذا الكتيب بل أترح له أن يقول رأيه وأن يشكر يف موطن الشكر وينتقد يف مواضع االنتقادن )1( ملفت ا انتباه القارئ وراجي ا لهنأن يغفر اهلفوات وأن حياول تعديل املائل واملعوجن يدعو للكاتبنالص ا أن أيخذ بيده وأن جيعل التوفيق والنجاح حليفه..ن)ص 20( وأما املقدمة الالحقة فهي دراسة مستلة منكتابنالقصة اليمنية املعاصرة لعبد احلميد إبراهيم وفيها تقييم للمجموعة ولغريها من قصص الكاتب برؤية نقدية متعمقة. ومن هنا نالحف أن اخلطاب املقدمايت يف املرحلة التقليدية أييت يف نصف عدد اجملموعات هلذه ( 1 ) علي ومد الصبان: مقدمة وموعةنالرمال الذهبيةن ص

293 املرحلة وهو غريي يف أغلبه وما جاء منه مواكب ا للطبعة األوىل دديدا حيمل صفات املرحلة وزمنها من فهم لطبيعة األدب ودوره النضاق مبا يقدم نص ا موازاي للمنت القصصي مع بيان وظيفة األدب يف عصره ودور القصة يف املعركة التحررية للشعب ويعمد القاص إىل شخصيات وطنية واعتبارية لتقدمي عمله وهبذا املعىن يغدو دور التقدمي األول هو تدشني النص وافتتاحه وكل تدشني يعين ابلضرورة التعريف هبذا النص من حيث هو ميثاأل تواصلي من نوع خاص جيري التوقيع عليه بني الكاتب والقارئ. وهلذا تصبح عملية القراءة كما يقول عبد املالك أشهبون نمشروطة إبدراج املتلقي بطريقة غري مباشرة يف النسق املعريف العام للكتاب والذي تشكل املقدمة أحد مداخله األساسيةن )1(. ويف املرحلة التجديدية جند ست وموعات قصصية هي )بكارة العروس -يف جوف الليل- املرأة الا ركضت يف وه الشمس - السحب املسافرة - عله يعود - البشارة( من عشر وموعات دتوي على خطاابت مقدماتية هي مقدمات غريية مجيعها ملقدمني حقيقيني ما عدا واحدة وهي )املرأة الا ركضت يف وه الشمس( فاملقدم فيها متخيل جاء بتوقيع )واحد من الناس( ومخس منها ذات مقدمات أصلية مواكبة للطبعة األوىل وواحدة ذات مقدمة الحقة هي )السحب املسافرة( حيث دتوي على عبارات منكلمات للنقاد: عبد العزيز املقال وسهري القلماوي و عبد احلميد إبراهيم عن أعمال القاص السابقة والالحقة وعن وموعته األوىل الا تسبق هذه اجملموعة يف عبارات وتزأة بعناية متيل إىل التقريف. وفيما عدا مقدما وموعةنبكارة العروسنبقلم علي حسني خلف ومقدمةنالبشارةنبقلم عبد العزيز املقال اللتني دمالن طابع ا نقداي تدخالن فيه مع الكاتب واجملموعة يف حوار يهدف يف العمق إىل إبراز أصالة املكتوب ف ن املقدمات األخرى ذات طابع ترحييب وتقريف سريع ال يقدم رؤية نقدية. وما يهمنا يف املقدمتني النقديتني هو اإلشارة إىل أهنما تركزان يف طرحهما على التجديد يف ( 1 ) عبد املالك أشهبون: خطاب املقدمات يف الرواية العربية مرجع سابق ص

294 اجملموعتني ورصد بعض املالمح التجديدية فيهما ففي مقدمة علي حسني خلف لبكارة العروس )1( وقوف عند دراسة اجملموعة من خالل عرض مضموهنا وتقسيم احلديث فيه إىل أربعة واور هي: طبيعة البطل: ويتحدث عن البطل املشرتح يف عدد من القصص ممثال يف شخصيةنزعرتن ويرصده يف مجيع القصص مبين ا مالوه وانسجامه يف دوره النضاق. اجلنس والعادات: ابعتبارها تكثر يف قصص اجملموعة وتصدم القارئ يف بعض مواطنها لكي توصل رسالة دريرية للمرأة يتناسب مع فكر القاص. الرمزية والتداعي: ويصل فيها الناقد إىل أن الرمز يف القصص ليس غامض ا فهو وشفاف. واضح املوقف: موقف أديب تقدمي خيلص الناقد إىل أن اجملموعة برمتها تقدم موقف ا طبقي ا إيديولوجيا ينحاز إىل االشرتاكية العلمية هذه الدراسة النقدية املوازية يف املقدمة تتجاوز النظرة التقريظية لت قد م رؤية أعمق للنص وتعطي القارئ الفكر الذي تنتمي إليه اجملموعة وكاتبها. ومثلها مقدمة وموعةنالبشارةنلعبد العزيز املقال وهي ختتلف عن بقية مقدماته الا متيل إىل اإلجياز عادة - حيث جندها يف هذه اجملموعة ذات طبيعة نقدية موازية يقدم فيها الناقد نظرة موجزة عن القصة القصرية يف اليمن بتقييم سريع من خالل اذجها املتواضعة حبسب تعبريه منذ الثالثينيات إىل أواخر اخلمسينيات احلديث عن توارث النضالكما تتوارث الشهادة يتوارث األدب متخ ذا من ذلك مدخال للحديث عن القاص عبد الفتاح عبد الوق ابإلشارة إىل أخيه القاص ومد عبد الوق وامتداد األ لرؤية أخيهنفكانت قصصه األوىل يفكثري من أبعادها الفكرية والفنية استمرارا أصيال ومتابعة متطورة ( 1 ) علي حسني خلف: بكارة العروس والقصة القصرية يف اليمن مقدمة وموعةنبكارة العروسن ص

295 تستلهم أروع ما يف إبداع الشقيق الراحل من صفات ودات يف طموح أكرب إىل اقتحام املناطق ا ظورة وامتالح أهم عناصر التشكيل القصصي احلديثن )1( وحول فكرة التشكيل هذه داول وقفات املقد م الالحقة مع قصص اجملموعة بيان التطور يف املضمون والرمز يف قصةنالثالثةنالا يقف الناقد عند عرض مقاطع طويلة منها وحيللها هبدوء رابط ا هلا ابلنضال الوطين جليل ما بعد الثورة يف معركتهم التحديثية املصريية معترب ا إايهانأهم وأخطر قصص اجملموعة فهي أكثر قدرة على متثل هذه املعادلة اجلامعة بني التاريل القريب واحلاضر واملستقبلن)ص 15 (. وخيتم حديثه يف رؤية فنية موجزة عن التجديد يف اليمن وطبيعة أولوايت املضمون ومعاجلته ابعتباره الرتكة األهم لدى القاص/وكل أديب دون اخلوض يف الشكل وقبل مالحقته من خالل السعي وراء التجريب يف التشكيل قبل املضمون الذي جيعل القاص اليميننينصرف عن الدخول يف معارح االستحداث واملغامرات الشكلية بسبب ختلف اجملتمع اليمين وقسوة معا نتهن)ص 18 (. ومن هنا ف ن اخلطاب املقدمايت هلذه املرحلة يتناسب يف طرح جوهر قضية التجديد متوازاي مع النصوص سواء أكان هذا اخلطاب م ر ح با ابلتجديد و لياته وتقنياته )مقدمة بكارة العروس( أم متفهم ا لقلته واالهتمام ابملضمون أكثر من مغامرات الشكلكما يف )مقدمة البشارة( أم موض حا ماذا يعين أن يكون األدب منتمي ا وال يركز على قضية التجديدكما يف مقدمة )وموعة املرأة الا ركضت يف وه الشمس( حيث هتتم املقدمة ببيان املرحلتني اللتني مر هبما إنتاج حسن اللوزينمرحلة اختبار الشعور ابمتالح ملكة كتابة القصة ولو عن طريق تقليد اآلخرين يف بناء القصةنواملرحلة األخرى هي مرحلة التفرد وأتكيد الذات اإلبداعية القصصية وهبذا يتضح تركيز املقدمة على احلديث اجململ عن إنتاج القاص وتطوره ومن هنا نرى اختالف املقدمات يف طرح قضية التجديد -كما أشر ن - بني مرحب هبا وراصد لبعض مالوها وبني من يعدها اثنوية كما يراها املقال - مرتبطة ابألولوايت حيث يعد التجديد ( 1 ) عبد العزيز املقال: مقدمة وموعةنالبشارةن ص 7.

296 الشكلي كما يراه املقال مقرو ن ابلتخلص أوال من التخلف االجتماعي حىت ال يكون التجديد وردنثرثرة لفظية وافتعال يف الوصف واال اه و ا اوالت الشكلية حبث ا عن لقب املغامرةن )1(. وعلى كل ف ن اخلطاب املقدمايت يف هذه املرحلة كما سبق القول غري منفصل عن روح املرحلة التجديدية فهو يدرح مطالبها ويتوازى مع أهدافها وابلتاق ف ن اخلطاب املقدمايت أييت منتمي ا إىل النص اإلبداعي وتكميليا معه ألنه حياول االقرتاب من جوهر أسئلة املرحلة وقضاايها اجلوهرية والا يتمثل التجديد فيها كأهم طابع مييزها. وإذا كانت املرحلة التجديدية قد ع و لت على اخلطاب املقدمايت بدليل وجوده يف أكثر من نصف عدد اجملموعات )6 وموعات من 10 وموعات( ف ن هذا اخلطاب يقل يف املرحلة التجريبية حيث ال جند سوى ثالث وموعات فقط من ست عشرة وموعة تعمد إىل اخلطاب املقدمايت وهذه الثالث اجملموعات )جوقة الوقت والظل العاري وعندما أكل الرصيف مؤخرة حذائه( يكون املقد م فيها واحد ا وهو الشاعر والناقد عبد العزيز املقال ومتيل إىل اإلجياز حبيث ال تتجاوز الصفحتني ويتم الرتكيز فيها كمعلم مشرتح يف مجيع هذه املقدمات على طبيعة اللغة املكثفة يف القصص الم قد م هلا ابعتبار أن لغتهانترتح يف نفس القارئ من االنطباعات اخلاطفة عن الشخصيات الا تسعى إىل تصويرها ابلكلمات ما ترتكه القصائد ذاهتان )2( وإن هذه اللغة التجريبية احلداثيةنمل تعد لغة جافة خرساء بل صارت طرية و نبضة تتحرح من السرد إىل احلوار ومن الواقع إىل اخليالن )3( وهو من خالل رصده السريع هلذه اللغة يرصد التحول يف مسار الكتابة القصصية يف مرحلتها التجريبية حيث يقولنأزعم أن النصوص املنشورة يف هذا الكتاب تصلح لتكون وذج ا جيد ا ألسلوب التحول الذي طرأ على القصة القصرية عند األجيال ( 1 ) املرجع السابق ص.18 ( 2 ) عبد العزيز املقال: مقدمة وموعةنجوقة الوقتن ص 5. ( 3 ) عبد العزيز املقال: مقدمة وموعةنالظل العارين ص

297 اجلديدة منكتاهبان )1(. واملقال يفكل مقدماته السابقة جملموعات هذه املرحلة التجريبية يؤكد على ما متتاز به لغة القصة من اختالف عما سبقها من املراحل ومن هنا تكون املقدمة غري منبتة عن النص القصصي التجرييب الذينيسعى من خالل أسلوبه الشعري املعتمد على التكثيف والرتكيز واملناوئ للحشد والزوائد الكالمية أن خيلق عند املتلقي حالة شعورية تشبه تلك الا تكون عند متلقي الشعر إن مل تكن هي نفسهان )2( وتبقى مالحظة مهمة ال تنفصل عن روح املرحلة امليالة إىل الشعر وهي أن من يعمد من القاصني إىل وضع خطاب مقدمايت جملموعته ال يذهب إىل نقد متخصص يف السرد ولكنه يطلب ذلك من شاعر أوال و نقد يف وال الشعر اثني ا وهو الدكتور املقال وإنكان ال خيفى قدره كرائد يقود موجة احلداثة والتحديث يف اليمن منذ السبعينيات ولعل يف ذلك مؤشر آخر يدل على طبيعة هذه الكتابة القصصية املتجاوزة ذات التكثيف الشعري الذي متيل إليه املرحلة التجريبية سواء أكانت على مستوى اخلطاب املقدمايت كما يعنينا هنا أم على مستوى النص القصصي إمجاال. )3( النصوص ا لستهاللية: متثل النصوص االستهاللية -كاإلهداء والعبارات املأخوذة من نصوص أخرى أو من أدابء مشهورين- عتبة ذات داللة بعالقة هذا النص االستهالق مبحتوى القصة بعده فهي مؤشر يهدف من ورائه القاص إىل أتكيد فكرة مركزية يف النص توجزها هذه العبارة أو ذلك اإلهداء ومن هنا أتيت أةية النظر إليها فليست زائدة -ال يلتفت إليها يف دليل النص- ولكنها من مفاتيح التأويل الا ال جيب أن يغفلها الدارس وألةية ذلك سنقف عند بعض هذه النصوص االستهاللية يف مسرية القصة القصرية ( 1 ) عبد العزيز املقال: مقدمة وموعةنعندما أكل الرصيف مؤخرة حذائهن ص ( 2 ) نفس املرجع والصفحة.

298 لنرصد التطور يف فهم دورها لدى القاصني من خالل استخدامها ففي املرحلة التقليدية ال تتجاوز كوهنا عبارة موجزة مأخوذة من منت القصة كما يف قصةنشيء امس النفا نللدحان وقصةنجريرة العدلنأل د وفوظ عمر ومجيع قصص وموعةنممنوع الدخولنلعلي ابذيب الا أتخذ عبارة من كالم الراوي أو إحدى الشخصيات يف القصة فتجعله يف مستهل القصة أو يف صفحة مستقلة بعد العنوان لتبدو ذات داللة مقصودة يف مضمون القصة فمثال يف قصةنجريرة العدلنجند بعد عنوان القصة هذا النص االستهالقنال بد للفضيلة من ركائز متينة تسندها ودميها وإال أصبحت وسيلة للعهر وسلم ا ألصناف الشرور واملوبقاتن )1( وهي من كالم املرأة داخل القصة ويعد تصديرها دلي ال على أن القاص يريد ترسيل هذا املفهوم لدى القارئ بل وت بىن القصة على هذا اهلدف ومثلها أتيت بقية االستهالالت لتدل على تبئري الفكرة يف كل قصة من القصص حيث يهدف القاص إىل اختيار أهم مجلة أو عبارة يف القصة وتصدر هبا وتنتقى هذه العبارة بعناية حىت تدل على روح القصة وفكرهتا اجلوهرية ولكنها يف تلك القصص مأخوذة من كالم القاص نفسه ومن منت قصته وليست من كالم اآلخرين. ومما يدل على بساطة هذه االستهالالت ومباشرهتا أهنا قد تستخدم اإلهداء لتدل على واقعة حقيقية ملن تنس القصة حوله كما يف قصةنأين حسن نللدحان والا تعرب عن قصة واقعية لزميل القاص الذي لقي حتفه يف حادث مروري فتقوم القصة على وصف ذلك احلدث وعالقة القاص هبذا الزميل وأييت اإلهداء متمم ا ومؤكد ا لطبيعة القصة الا تسجل حداث واقعي ا حيث يقول فيهنإىل روح زميلي حسن العمودي.. ذكرى صباح رهيب يف 18 أبريل 1955 منوهبذا يؤكد اإلهداء كنص استهالق على رابطة العالقة ابلنص وأهنما منسجمان داللي ا وبنيواي. يف املرحلة التجديدية أتيت النصوص االستهاللية مأخوذة منكالم اآلخرين لتفتح عالقة تواصل ( 1 ) أ د وفوظ عمر: قصةنجريرة العدلن ص 23.

299 ثقافية وإنسانية بني وتوى النص القصصي وبني االستهالل والذي يكون غالب ا مأخوذ ا منكالم أديب كبري كما جند يف وموعةنبكارة العروسنحيث تستهل قصةنليكن جحش ا املدعو حبييبنبعبارة وأتيت لنمكسيم جوركينتقول:نحب النساء ليس حب ا صافي ا فهن حيبنب ما يشعرن أهنن حباجة حلبهن )1( القصة بعدها مليئة بدالالت احلب والرغبة اجلنسية وكأ ا هذه اجلملة املبئرة للمحتوى تعقد جدلية بني ما يسعى القاص إىل إثباته من خالل بطلة القصة الا تبدو أكثر انطالق ا وحرية يف عالقتها مبن دب وتسعى إىل ممارسةكل ما بوسعها من طاقات احلب ولكن القاص جيعل مؤشر البداية يف اجلملة االستهاللية جلوركي دلي ال على طبيعة املرأة وما تسعى إليه ويثبته من خالل تفاصيل كثرية يف القصة. ومثلها أتيت مجلة استهاللية يف قصةنالسحب املسافرةن مد صال حيدرة منكالم الشاعرنرامبون على هيئة حوار: نمن دب أيها الرجل الغريب السحب. السحب البيضاء السحب البيضاء املسافرة..ن هذا االستهالل يتناسب مع روح الشعر وشعرية اللغة الا ست طعم هبا القصة يف بنيتها منذ العنوان وعالقته ابحلوار االستهالق -حيث يؤخذ عنوان القصة من هذا النص االستهالق- ارتباطه بشعرية النص عموم ا يظهر أةية النسي الواحد يف بنية القصة وواولة إكساهبا طابع ا إنساني ا من خالل االستهاللية لشاعر حبجم رامبو الذي ت ستحض ر روحكلماته يف هذا النص القصصي. اجلملة ( 1 ) ميفع عبد الر ن: قصةنليكن جحش ا املدعو حبييبن ص ( 2 ) ومد صال حيدرة: قصةنالسحب املسافرةن ص 45.

300 وفيما عدا هذين النصني جند اجلملة االستهاللية ال خترج عن اإلهداء:نإىل سبتمرب املنقذن )1( كما يف قصةنرأسان يف ئربة سيفنليكون اإلهداء مرتبط ا ابملضمون الوطين أو اإلهداء إىل صديق: مسمى - كما يف قصة موت البقرة البيضاءنإىل عبد اللطيف الربيعن- أو غري مسمىنإىل صديقي الطيبنكما يف قصة البشارة وقد يكون اإلهداء أكثر داللة يف تعميق اجلو اخلرايف للقصةكما جند يف قصةندموع بن الذي جيعل إهداءها إىلنأم الصبياننوهي شخصية خرافية يف املوروث الشعيب اليمين من عامل حنكلن )2( اجلن وهو إهداء يتناسب مع طبيعة القصة ذات األبعاد اخليالية والسرايلية ومبا فيها من إشارات إىل عامل اخلرافة حيث يقول يف بعض مجل النصنصر ن ثالث دجاجات مشوية بنار وقودها صفحات مشس املعارفن)ص 103 (.وهكذا يرتبط اإلهداء كنص استهالق بطبيعة النص القصصي وجوه العام. وأما املرحلة التجريبية ف ن النصوص االستهاللية يف القصص تقتصر على اإلهداء إىل القاصني أو الشعراء اجملايلني مما يؤكد روح الصلة اإلبداعية بني قاصي هذه املرحلة وشعرائها وكأهنم يقصدون من وراء هذا اإلهداء أتكيد فكرة مشرتكة يف تالقح فكري إبداعيكما جند يف إهداء قصةنموت القاضينلسامي الشاطيب حيث يوجهها هكذانإىل وجدي األهدل أينا سيقرتح موات مجيال هلذا اهلباء من )3( وكأننا يف منافسة فكرية وإبداعية ودفيز للكتابة أيض ا من خالل سؤال اإلهداء. وجند إهداءات بعض القاصني لبعض يف وموعاهتم مبا يشكل ظاهرة ملفتة حيث تتكرر أداؤهم وقد ال تدخل يف وال اجملامالت الثقافية إن صح لنا هذا التوصيف بقدر ما هي نزوع إىل تواصل فكري وهلم ثقايف وإبداعي مشرتح يؤكد كل قاص تواصله مع زميله يف فكرته أو مشروعه اإلبداعي. ويف وموعةنغريب.. الوقت الضائعنيستخدم القاص إىل جوار اإلهداء -إىل اسم ودد أو إىل ( 1 ) حسن اللوزي: قصةنرأسان يف ضربة سيفن ص 95. ( 2 ) عبد الفتاح عبد الوق: قصةندموع بن حنكلن ص 94 وما بعدها ( 3 ) سامي الشاطيب: قصةنموت القاضين ص 31.

301 موصوفنالصديق النادر... أو الوحيد يف النقاء بينهم القصة بل ومع مضمون اجملموعة كاملة والا تعا نص ا استهاللي ا ألحد األدابء يتناسب مع روح -كما سبقت اإلشارة موضوع الزواجكتيمة اثبتة يف عموم اجملموعة ومن هنا ف ن العبارات االستهاللية تنسجم مع القصص فنجد عبارات ل أوبرين وبيارداح وغسان كنفا وفالدميري بوكوف وجيمس جويس تدور مجيعها حول فكرة الزواج واملرأة وهو اختيار دقيق واستهالل لعبارات مبأرة بعناية مثل قولهنالعقل دينامو يتوقف عن العمل مرتني مع الزواج.. وعند املوت أوبردين ن )1(. وهكذا تبدو هذه النصوص االستهاللية ذات هدف توجيهي مرتبط هوهر النص ويعطي داللة تواصلية تعرب عن ثقافة القاص واطالعه على النتاج العاملي وتواصله مع أدابء جيله تو اص ال فكر اي و ود اي من نحية ومن نحية أخرى تعرب عن عناية القاص بنصه منذ العنوان اجلملة االستهاللية الا ال أتيت عبث ا أو مباشرة كتقنية شكلية منكالم القاص- ولكنها تسعى إىل تبئري الفكرة اجلوهرية يف النص وكأهنا مرآة حساسة توضع منذ بداية النص لتحدد مساره وتكثف فكرته. اثني ا: التفاعل النصي بعد وقوفنا عند عتبات النص نل اآلن إىل فضاءاته وذلك من خالل النص القصصي وتفاعله مع نصوص أخرى ونستخدم هنا مصطلح نالتفاعل النصينالذي أيخذ به عدد من النقاد ومنهم سعيد يقطني )2( وي عد مصطلحنالتفاعل النصينأعم من مصطلحنالتناصن وأفضل يف الداللة مننالتعاليات النصيةنالا هي مقابل transtextualite عند جنيت لداللتها اإلحيائية البعيدة فبما أن النص ينت ضمن بنية نصية سابقة فهو يتعالق هبا ويتفاعل معها دويال أو تضمين ا أو خرق ا ومبختلف األشكال الا 2001 م 2 ص ( 1 ) املقال عبد الكرمي: استهالل لقصةنهلوسات.. زوج تعيسن ص 11. ( 2 ) أنظركتابه انفتاح النص الروائي بريوت الدار البيضاء املركز الثقايف العريب -301-

302 تتم هبا هذه التفاعالت وسنقف على ثالثة أنواع للتفاعل النصي مستفادة من دراسة جنيت وهي )1( : املناص ة: )Paratextuality( وهي البنية النصية الا تشرتح مع بنية نصية أصلية يف مقام وسياأل معينني و اورها وافظة على بنيتهاكاملة ومستقلة وهذه البنية النصية قد تكون شعر ا أو نثر ا وقد تنتمي إىل خطاابت عديدة كما أهنا قد أتيت هامش ا أو تعليق ا على مقطع سردي أو حوار وما شابه وزايدة يف التوضيح ف ن املناص هي النصوص الا ترد بنفسها مستقلة داخل النص وهي أنواع منها: مناص سردي )حكاية أو قصة داخل قصة( أو مناص ديين )آايت أحاديث...( أو مناص أديب )شعر مثل حكمة..( أو اترخيي )وثيقة أو حدث اترخيي( أو مناص شعيب )أغا شعبية..( وقد أتيت هذه املناصات ألغراض ولتحقيق أبعاد منها: املماثلة من خالل نص يشبه نص ا وحالة تستدعيه أو املعارضة: ليعارض حالة حبالة أخرى متعارضة معها أو التفسري: ليوضح ابلنص شيئ ا ما يريده يف النص السردي. وهذه األغراض الثالثة دقق وظيفة مجالية وبالغية بكوهنا تعمق اوبنا وفهمنا للنص عن طريق االنزايح عن التعبري املباشر واملناص - إذن وابختصار- يشبه التضمني واجملاورة التناص: )Intertextuality( إذاكان التفاعل النصي يف النوع األول أيخذ بع د التجاور فهو هنا أيخذ بعد التضمني كأن تتضمن بنية نصية ما عناصر سردية أو تيمية من بنيات نصية سابقة وتبدو وكأهنا جزء منها لكنها تدخل معها يف عالقة هذه العالقة هي قانون جوهري كما تقول كريستيفا نإذ هي نصوص تتم صناعتها عرب امتصاص ويف نفس اآلن عرب هدم ( 1 ) جريار جنيت: طروس: األدب على األدب, Palimpsestes ترمجة: La litlerature ومد خري البقاعي ضمن كتابنآفاأل التناصية املفهوم واملنظور القاهرة اهليئة املصرية العامة للكتاب 1998 م ص ويراجع: سعيد يقطني: انفتاح النص الروائي مرجع سابق ص

303 -3 النصوص األخرى للفضاء واملتداخل نصيان )1( وهي ما عله ضمن ثنائية اهلدم /البناء يف النص. وإذاكان املناص أييت ليجاور النص ف ننا يف التناص -كعملية أكثر تعقيد ا- جند املتناص أييت مندو ا ضمن النص حبيث يصعب على القارئ غري الم ك و ن أن يستطيع تبني وجود التناص أحيا ن إذا غاب عنه دديد املتناص كبنية نصية مدوة يف إطار بنية نصية أخرى هي أصل إنه مبثابة صيغة اخلطاب املنقول غري املباشر الذي يتكلم فيه الراوي بصوته وهو يتحدث عن صوت اآلخر )الشخصية(. امليتانصية: )metatextuality( وهي نوع من املناصة لكنها أتخذ بعد ا نقداي وض ا يف عالقة بنية نصية طارئة مع بنية نصية أصل وتشبه امليتانصيةكعالقة بني النص وامليتانص من حيث طبيعتها الرتكيبية والبنيوية املناصة إال أن نوع التفاعل خيتلف بينهما داللي ا. يف امليتانصية جند التفاعل يقوم على أساس النقد أي أن امليتانص أييت نقد ا للنص وكما تتنوع املناصات )سرد ا وشعر ا( فكذلك امليتانص قد يكون أدبي ا )نقد أديب( أو أيديولوجي ا )ويدخل يف اإليديولوجي كل ما يتصل بقضااي اجتماعية وسياسية وفكرية عامة( أو اترخيي ا أو ما شابه إال أن العالقة الا يقيمها دائم ا مع النص كما يقول جنيت - هي يفنأدى صورها عالقة نقديةن )2( وفيما يلي تفصيل ذلك. )1( املناصات: من خالل النظر يف النصوص القصصية عينة الدراسة يف مراحلها الثالث يتضح ابالستقراء أن أو املناص يف املرحلة التقليدية ال خيرج عن املثل سواء كان شعبي ا:نمن أمه ابلدار عاد قرصه حارن )3( ( 1 ) جوليا كريستيفا: مرجع سابق ص 79. ( 2 ) جريار جنيت: طروس مرجع سابق ص 137. ( 3 ) أ د وفوظ عمر: قصةنمسألة كرامةن ص 39.

304 فصيح ا:نعادت حليمة لعادهتا القدميةن )1( نما طار طري وارتفع إالكما طار وقعن )2( نإىل حيث ألقت أو مثال مستفاد ا من ثقافة أجنبية قد أييت من خالل القراءة نتوقفنا لنقرأ بكل خشوع رحلها أم قشعمن )3( مثال يقول: إن عود الثقاب األخري ينطفئ طاملا أنت حباجة إليهن )4( أو أييت مستفاد ا من معايشة وتمع مسيحي كاحلبشة -كما لدىنومد عبد الوقنحني يردد مقولة مثلنوغاب الرجل دت األرض وكانت كلمات املسيح ترن يف أذ طوال الطريقنفليدفن املوتى مواتهمن )5(. هذه املناصات -على قلتها- ال خترج عن نوع املثل وأتيت مندوة يف سياأل النص لتحقق يف استدعائها غرض املماثلة فهي تستحضر لتدعم موقف ا مماث ال يكون املثل شاه دا عليه ويقدم مجلة مو جزة لتثبت داللته فيكون املثلكمناص هو األفضل يف دقيق تلك الغاية. وأما املرحلة التجديدية ف ن املناصات تتنوع وتتجدد فهي مل تعد متمثلة يف املثل فحسب بل تنقسم إىل ما يلي: )1( مناص ات أدبية: وهي األكثر حضورا يف النصوص ودتل فيها األغا الشعبية املرتبة األوىل لكثرة حضورها يف عدد من النصوص ونذكر منها مثال :نعطاء.. اي رب ايكر.. عطاء.. اي مزوج احلر ن )6( ناي دموعي ( 1 ) صال الدحان: قصةنأنت شيوعين ص 19. ( 2 ) صال الدحان: قصةنأنت شيوعينص 19. ( 3 ) أ د وفوظ عمر: قصةنبقية احلسابن ص 63. ( 4 ) صال الدحان: قصةنأين حسن ن ص 40. ( 5 ) ومد عبد الوق: قصةنموت إنسانن ص 100. ( 6 ) ميفع عبد الر ن: قصةنالوضع الطبيعي اآلخر لرحم البهجةن ص 32.

305 سيلي.. بللي منديلي.. بنت عمي حبلى.. خلي بوها حتبلن )1( وأغنيةنأ ل اي طري اي خلضر.. وين ابلقاو اليلةن )2( وهذه األغا واألهازي تتناسب وطبيعة االحتفال الذي ترصده القصة لكابس الشخصية الرئيسية فيها مثلها أتيت األغا الا يرددهاناب علينيف قصةنالكراتنينوهو يسلي نفسه هبا أثناء قيادته لشاحنته ناي فاتين وقف ابللنمس ل جتري.. وقف وعاتبيننوهي من غناء السائقني حيث جند فيها طبيعة عملهم من خالل مفردات: اللنش ري وقف... أتيت بقية األغا يف القصةنبدري عليك بدرين ونأسأل نوم الليل عن حبييب" )3( وتتداعى األغا يف ذهنه يف سفره الطويل حيث أتيت أغا البحر بلهجة هتامة يرددها الناخوذه يقود شاحنته ويسلي ابألغا رحلته. ويف قصةنالسفينةن )4( البحر خذ من البحر أصداف وأمساك.. جدف ةمة وخوض با أمواج.. )أبو علي(:ناي ابيك شوف البحر لهل اهلمم يعطي أرزاق.. أما الكساىل فتاهوا با أمواج ن )5( وهي ذات معىن واضح ومفردات فصيحة يف معظمها ومثلها أتيت أغنية عاطفية يف قصةنيف جوف الليلنوهي تعبري عن االنتظار الطويل الذي تعاجله القصة فيأيت املناص األديب من خالل األغنية ممثال لفكرهتا:نيل يل.. يل.. يوم اي قمري.. يوم وصول شاواجه ابلفل شاكيد عذول ك حا الطريق ابلورد شافرش ل.. السلى ( 1 ) نفس املرجع ص.34 ( 2 ) وين ابلقاح: أين سألقاح نواب تدخل على الفعل املضارع فتعمل عمل السني للتسويف وذلك يف اللهجات ذات الطابع البدوي القبلينينظر:مطهر علي اإلراي :املعجم اليمين يف اللغة والرتاث مرجع سابق ص 45. ( 3 ) ومد مثىن: قصةنالكراتنين ص 33. ( 4 ) ومد مثىن: قصةنالسفينةن ص 45. اي ابيك: اي ذاهب نابح: ذهب ابللهجة التهامية تسأل عن شخص فيقال لك ابحنينظر: مطهر علي اإلراي مرجع سابق ص 88. ( 5 ) ومد مثىن: قصةنالسفينةن ص 49. يوم السلى:يوم الفرحة شاواجهه:سأواجهه )تستخدم الشني يف اللهجة بدال عن سني التسويف مع الفعل املضارع( شاكيد:سأكيد شافرشه له:سأفرشه له جهيش سبوله:السنابل الطرية املشوية على النار نواجلهيش -305-

306 وطع م بيدي جهيمس سبول " )1(. وحني تقوم فكرة القصة على العودة إىل البالد أتيت األغنية مهيجة للشوأل ودالة عليه ومنها هذه األغا :نأخفض جناح اي طري.. وردين بالدين )2( ومثلهانمسافرين اي ليتنا معاكم.. شامحل لكم زاد الطريق وماكمن )3(. وتستمر املناصات الغنائية دليال على روح القصة ففي انتظار الثورة الا هي احلل وهي احلبيبة يف قصةنالبشارةنأييت املناص الغنائي معرب ا عنها وإنكان يف ظاهره احلنني إىل احلبيب البشري ولكن رمزه أعمق يف انتظار الثورة )احلبيب الرمزي( الذي يتلبس الرمز فيها بناء القصة كاملة : نبيين وبا خلي خبوت ووادي... طب ب وا راز العباد وهللا العظيم لو ما تساعدوين... ل ش م ل حبييب با جفون عيوينن )4(. ومن املناصات الغنائية ما أييت ليعرب عن مرحلة زمنية من اتريل اليمن ففي عدنكان مركبنالبسنوهو فرنسي صاحب أسطول حبري معروف يف مدينة عدن قبل االستقالل كان يهاجر عليه اليمنيني إىل أماكن اتلفة فيأيت ضمن سياأل قصةنخلف الشمس مسنلزيد مطيع دماج:ناي مركب )البس( ايبو دقلا... ايليتنا كنت رابنك شاسري بك الر والبحرين... وهللا ةون الذي خانكن )5( ما أكل مشواي يف سنابله من الذرة الرفيعة والشاميةنينظر: مطهر علي اإلراي : مرجع سابق ص 154. ( 1 ) ومد مثىن: قصةنيف جوف الليلن ص 81. ( 2 ) ومد مثىن: قصةنإىل أرض السعيدة إىل أرض الشمسن ص 89. ( 3 ) زين السقاف: قصةنيف الليل أمرن ص 69. ال شل حبييب: ألخذن حبييب. ( 4 ) عبد الفتاح عبد الوق: قصةنالبشارةن ص 65. ( 5 ) زيد مطيع دماج: قصةنخلف الشمس مسن ص

307 ومن املناصات األدبية غري الغنائية هناح النصوص الشعرية الا تعرب عن ثقافة القاص وتدل على ديد موارد ثقافته ويظهر ذلك يف التعبري عن ثقافة الشباب يف قصةنالبشارةنكرمز لعهد جديد منفتح على العامل نامتص الشاب لعابه وضحك راح ينشد مقطع ا من قصيدة )يسنني( : مندا أيقظيين ساعة الفجر ك اي أمي الصابرة ك علي أن أمندو عر تالل الطريق أللقى ئيف ا عزيز ان )1(. وقد دضر املناصات األدبية من خالل تضمينها يف القصة على امتداد السرد لتتوازى املناصات مع فكرة القصة وتنسجم معهاكشواهد كما يف قصةنأحالم ليلة ساخنةنالا تضمن نصوص ا شعرية من مصدر غري واضح أو ودد قد يكون من واوالت القاص نفسه أتيت ست مرات يف القصة ومنها:نوالعصر هو العصر واإلنسان هو اإلنسان نفس األايم نفس األعوام فلماذا اي شعيب إنسانك ل كشي ول قدمان ل يصنع شيئ ا ول كفان من )2(. )2( مناص ات خيرةية: وهي ذات طبيعة توثيقية أتيت يف القصة بكياهنا املستقل وذلك مثل هذا املناص يف قصةنرأسان يف ئربة سيفنتقولندرح موكب املطهر إىل مدينةنموكلنعاصمة آل الطاهر ومقر سلطاهنم وكان هبا زهاء ألفني وستمائة شخص ق ت ل منهم ثالمثائة شخص كصدمة أوىل وأ س ر الباقني عن آخرهم.. فأمر املطهر بضرب أعناأل ألف شخص من األسرى.. وكان يؤتى هبم ز م ر ا.. فت ضرب أعناقهم بني يدي املطهر وهو راكب على بغلته حىت غمر الدم حوافر البغلة.. أمر كل أسري أن حيمل رأسا من رؤوس القتلى.. وأرسل اجلميع إىل والده يف صنعاء.. فكان لدخوهلم صنعاء وقع عظيم ورهيب مل يعهد مثله يف الزمن احلديث هو الشاعر الروسي سريجي يسينني م يعد من أملع شعراء روسيا يف القرن العشرين. ( 1 ) عبد الفتاح عبد الوق: قصةنالبشارةن ص 62. ( 2 ) عبد الفتاح عبد الوق: قصةنأحالم ليلة ساخنةن ص

308 والقدمي.. وملا وصلت األسرى إىل املقام اإلمامي ضربت الرؤوس وسقط ألفا رأس يف ضربة واحدةن )1(. هذه الوثيقة ترد كاملة يف نص القصة لتكون مماثلة لفكرة النص الذي يعا موضوع ا وطني ا من خالل احلديث عن اإلمام أ د وسياسته يف ضرب األعناأل متام ا كما كانت هذه الوثيقة دكي عن فرتة زمنية سابقة حلكم اإلمام ومن هنا ف ن املناص يدعم فكرة القصة وينسجم وبنيتها يف تعميق الفكرة الواحدة ومثل هذا املناص الواثئقي / التارخيي أييت نص ينسبه القاص إىل لينني يف قصةنأتمالت يف هناية منري متوقعةنحني يورد السارد هذا النصنقالنليننينيف التوجيه الذي صاغه قبل ثورة أكتوبر:نجيب أن تكون لكل مواطن حرية مطلقة يف اعتناأل أي معتقد يرغب فيه أو عدم اعتناقه وال يسمح أبي متييز يف احلقوأل بني املواطنني حسب معتقداهتم بل جيب حتما إلغاء أية إشارة إىل معتقد املواطن الديين يف الواثئق الرديةن )2( ويف هذا املناص أتكيد لفكرة القصة الا تسعى إىل مناقشة قضااي إيديولوجية على امتداد القصة يف حوار بني بطلة القصة )هي( - دون دديد مالوها اخلاصة - و)هو( وتقوم القصة على جدلية التحاور بينهما وطرح قضااي دينية واجتماعية وسياسية. )3( مناص ات سردية: وأتيت موجزة أقرب ما تكون إىل اإلشارات منها إىل الشرح والتطويل وذلك مثل حديث شخصيةنابعلينعن قصة سيف بن ذي يزن وحكاايته املتنوعة وهو حيدث نفسه بقولهنماذا تقول احلكمة القدمية اي ابعلي نسيف بن ذي يزن سافر إىل مصر القدمية ورمى حبات خرز على األرض اجملدبة فمن يومها والنيل يتدفق على أرض مصر..ن )3( ويف قصةنقل ل يزور قرينأتيت هذه اإلشارةنجلست جنيب ( 1 ) حسن اللوزي: قصةنرأسان يف ضربة سيفن ص 100. ( 2 ) ومد صال حيدرة: قصةنأتمالت يف هناية غري متوقعةن ص 69. ( 3 ) ومد مثىن: قصةنالكراتنين ص 31. قصة سيف مع النيل كما ترد يف سريته ليست كما يوظفها القاص هنانبرمي

309 ج- ص 1 سيدة ابن علوان حكت قصة الفارس الذي اغتصب بنت السلطان وهرب إىل بالد اجلانن )1(. هذه املناصات أتيت لتفتح آفاق ا سردية لدى القارئ وهي مص وغة غالب ا بطريقة احلوار غري املباشر من خالل تقدمي السارد شخصية معينة يف القصة تقوم بسرد حكاية أخرى داخل النص. حكاية موجزة وهلا استقاللية نسبية من حيث امتالكها لبداية وهناية ويسمي تودوروف هذه احلالة بنالتضمنينالذي هو إدخال قصة يف قصة أخرىن ومن النقاد من يطلق على هذه احلكاية الناشئة يف داخل احلكاية األكربنسرد من الدرجة الثانيةن )2(. حبات اخلرز على األرض اجملدبة... اخلن ولكنها تتعلق بكتابناتريل النيلنالذي ال يعلم أحد مكانه ومن حيوز عليه يتمكن من تغيري ورى النيل إىل أية جهة يشاء ومبا أن احلبشة يف حرب مع مصر فاألحبا يرومون دويل ورى النهر عنها حلرماهنا من املاء. وقد جعل امللكنأفراحنهذا الكتاب حلوا ن البنته شامة من سيف الذي قرر الزواج منها فواأل على اإلتيان به ومل يكن سيف يعرف أن تلك مكيدة دبرها املاكرنسقرديوننأحد أتباع ملك احلبشةنسيف أرعدنللتخلص منه بدفعه إىل هالح وقق فالكتاب يوجد يف مكان الشيلنجيادنأحد األولياء الزاهدين الذي خيربه أن الكتاب يف مدينةنقيمرنوأن وهول دونه املوت فيمر سيف بصومعة ملكهانقمروننقد حصنها ابألرصاد والسحر منع ا لوصول أي غريب إليها إضافة إىل ذلك فهي تقع خلف حبار شاسعة وخطرة وال وسيلة إليها إال ركوب دابة متوحشة تريد التهام الشمس فتالحقها من شروقها إىل غروهبا وحاملا تصل الشاطئ اآلخر وقت الغروب وقد أعياها التعب حىت تضرب رأسها على صخوره فتنام طوال الليل وحاملا تشرأل الشمس تالحقها ود دا إىل أن تبل شاطئ البحر من الناحية األخرى فتكرر ذهاهبا ورجوعهاكل يوم واولة التهام قرص الشمس وليس أمام سيف سوى االختباء على ظهر تلك الدابة لتنقله إىل ما وراء البحار صوب مدينة قيمر ويتم األمر لسيف طبق ا ملا أخربه به الشيل وبعد مغامراتكثرية يدخل املدينة وحيصل على الكتاب يف سلسلة طويلة من األعمال البطولية مبعونة السحرة فتطارده جيو امللك قمرون لكنه ينجو من املوت إذ خيتفي على ظهر الدابة املتوحشة الا تعيده إىل املكان الذي انطلق منه فيعود حامال الكتاب إىل امللك أفراح... )سرية سيف بن ذي يزن القاهرة املطبعة الكربى 1294 ه ج.(45-2 ( 1 ) عبد الفتاح عبد الوق: قصةنقل له يزور قربين ص 41. ( 2 ) ينظر: دري املرزوقي ومجيل شاكر مدخل إىل نظرية القصة مرجع سابق ص 100.

310 )4( املناص الد يين: أييت املناص الديين يف هذه املرحلة موظف ا يف قصةنزعرتنكتعليق على دورة احلياة متمث ال ايت القرآن الكرمي هكذانيف الصباح: الدقيق والفاصوليا والشاي والكدح.. و) يرزأل من يشاء بغري حساب( يف الظهرية: األرز والصيد والشاي والقات.. و )ما من دابة يف األرض إال وعلى رزقها( يف املساء: الدقيق والفاصوليا والشاي والكحول.. و )ربك الغفور ذو الر ة( يف الليل: قلي ال من النوم وكثري ا من فعل احلب.. و)الرجال قوامون على النساء( يفكل الشهور: دفع وتسديد ونفقات.. و)تبارح الذي بيده امللك( يفكل عام: فم جديد.. و)البنون زينة احلياة الدنيا(... يف ما بعد املوت: )للذكر مثل حف األنثيني(ن )1( وهكذا ي كرر يف القصة يف دورة أخرى ويف هذا النص نالحف اإلجياز والرتكيز يف بنية القصة ويف دورة حياة الشخصية املقهورة دت مطالب احلاجة ولوازم العيش البسيطة واليومية وكيف أييت املناص من القرآن الكرمي ليفتح للنص آفاق ا أيديولوجية يقف منها القاص موقف ا معارض ا و نق دا لطبيعة احلياة واالستسالم هلذه الراتبة وهو يشي مبوقفه الفكري )االشرتاكية العلمية( وأن السبب يعود إىل هذه الفلسفة الدينية عند الناس فال يغريون واقعهم الت ع س. وأما املرحلة التجريبية ف ن املناصات أتتي فيها مرتبطة ابلقصص ذات الطبيعة التراثية )التقليدية( يف هذه املرحلة وأتيت على نوعني فقط ةا: املناصات األدبية واملناصات السردية: 1 -املناصات األدبية: وهي مجيعها مناصات شعرية غنائية إما للتعبري عن ذكرايت الطفولة وأغا األمسيات الرمضانية وتسمى كما يرصدها عبد الربدو ابلتماسي وفيها يتنقل األطفال أب نشيدهم يف احلارات من ( 1 ) ميفع عبد الر ن: قصةنزعرتن ص 75.

311 منزل إىل آخر يف لياق رمضانن )1( كما يف قصةنأمينللغريب عمران حيث يورد هذه األهزوجة الطويلة الا يرددها األطفال ومنها: "أ ل مسى بسم رمحن رحيم... أ ل مسى والسعادة والنعيم أ ل مسى عم رو اي بو الولد... أ ل مسى والولد شياب البلد مساييت...أ ل مسى حسب ما هي عاد..إخل" )2(. أ ل مسى ود ويل وقد يكون املناص معرب ا عن فرتة زمنية قدمية ترتبط بزمن القصة ففي عهد اإلمامكان للجنود طقوس خاصة يف أ نشيدهم املعروفة ابلزوامل ** ويف بنية القصة أييت املناص املعرب عن تلك الفرتة يوردها القاص يف مناصات شعبيةكاملة / زوامل يف قصةنمر نوهي القصة ذات الطبيعة احلكائية كما سبق الوقوف لديها وفيها هذا املناص الذي نورده كامال : نبسم هللا الرمحن مفتاح السماء من فو خلق هللا كوليتنا وهديتنا لحسن طريق كسالم اي بن املام اي للي طلعتك جنب امظالم كاي ذروة الباهوت اي دول علي كسالم اي للي يف مقام السيف منا ابلسالم آ لف كما هبت الريح يف منصون امقات كتبله ويل العهد ذي هز املشار واليمن والشام ( 1 ) عبد الربدو : الثقافة الشعبية ارب وأقاويل القاهرة دار املأمون للطبع والنشر د 1988 م ص 123. أال: استفتاحية مسى: مساء ودوق: أدوا ق: أعطو واملعىن: أنه حيييهم مبساء سعيد ويطلب عطاءهم ( 2 ) ومد الغريب عمران: قصةنأمينص 25. ** الزوامل مجع زامل: وهو فن: إنشادي يؤدى أبصوات مرتفعة واتلطة يؤديه الرجال يف صفوف متماسكة متحركة شعرا من الرجزنويلجأ إىل الزامل أبناء اليمن عندما يكونون يف حالة خصام أو حرب وكذلك يف األعراس وينشدون فيه واملناسبات املختلفة فيقف قائدهم - وهو يف الغالب جييد نظم الزوامل - ير ز بضعة أبيات بلهجته العامية فيتلقفها القوم وينغموهنا أبصواهتم ينشدوهنا مجيع ا إلاثرة احلماس ودفيز اهلممن. يراجع: صال بن أ د احلارثي: الزامل يف احلرب واملناسبات دمشق مطبعة الكتاب العريب 1990 م ص 68 وما بعدها وحسني سامل ابصديق: يف الرتاث الشعيب اليمين صنعاء مركز الدراسات والبحوث اليمين 1993 م 1 ص 249.

312 كسيف اخلالفة ذي ل الراايت كطاعت لسيدي عصمرة وسلمت لبن اإلمام كألمحد ويل العهد طناه اخلالفة كما قال البد ا أان من جنبكم ألذلكم كحل احلضى واحنا نيبس كل ريقن )1(. نالحف أن هذا املناص الطويل نسبي ا والذي يورده السارد كامال هو من أ نشيد و زوامل اجلند الذين يعلنون به الوالء لإلمام أ د وما حيمله من مدح وتكريس للطاعة والوالء دليل على مرحلة أبكملها لعب فيها الزامل دورا مهما يف حياة اليمين معرب ا بصوته العاق عن نشوة الطاعة وثقافتها وإيديولوجية اخلضوع واالستسالم للواق وهو مؤشركبري على تلك املرحلة لذا أييت يف القصة ليحقق هلا نقلة موفقة يف رسم الزمن تظهر القصة به يف زمنها القدمي وظروف العيش وعادات اجملتمع فيغدو املناص أحد التيمات الدالة على الزمن واملضمون يف الوقت ذاته. وأتيت املناصات األدبية األخرى من خالل األغا يف قصةناملرأةنجند هذه العبارةناليوم صحوت ابكر ا واألغنية )عذبين طويل القامة.. ذي شعره وصل لقدام ) على شفان )2( وهي أتيت يف السرد عرضا للتعبري عن حالة يومية ددث للناس عندما تسيطر عليهم أنغام أغنية ما وكلماهتا فيكون املناص ذا داللة نفسية وتصويرية ويف قصةنفرح الر ان القد ندضر األغنية لتدل على موضوع هجرة اليمين وت رك ز على منطقة تسمىندردوهنيف احلبشة وهي الا كان يهاجر إليها اليمنيون قدميا بكثرة فتخصها األغنية ابلذكر وأتيت كمناص لتوضح موقعها الوجدا العدائي عند شخصية القصة الا تدعو عليها بقوهلا: )3( "وا دردوه لك حبر تغرقي ب.. كيف تفرقي احملبوب عن حبيب " وتستخدم يف نفس اجملموعة مناصات غنائية أخرى ترتبط حبال املرأة الوحيدة املفارقة لزوجها ( 1 ) ومد الغريب عمران: قصةنمرمين ص ( 2 ) أفراح الصديق: قصةناملرأةن ص 48. ( 3 ) ومد عبد الوكيل جازم: قصةنفرح الرحيان القدمين ص 13.

313 املهاجر وهي متثل يف السرد متنفس ا للتعبري عن املشاعر من خالل األغنية رفيقة الوحيد وسلوى املفارأل ل حباب مثل:ن)حني مت بكي مت دقي مت مرادم البيت( تلتفت لتصلي وترسل روحها ابلدعاءن )1( ونرى كيف أييت املناص داخال يف بنية السردكجزء ملتحم معه نرفعت جديت حلظتها حنينها بزامل شفاف ينذر بقدوم الليل: )ليال ب واخيت.. وأين منلسيت ك ل صربيت الدخن.. و لكشر ) ** " )2(. هذه املناصات الغنائية تدعم السرد وأتيت منسجمة مع بنية القصةكجزء من التعبري عن املشاعر أو كنوع من املنولوج وهي أتيت -كما الحظنا - يف القصص ذات الطبيعة الرتاثية يف بنيتها وأما النوع الثا من املناصات فهو: 2 -املناصات السردية: وهي أتيت يف بنية القصة كتقنية للحكاية داخل احلكاية لتفتح أفق ا خاص ا يف السرد عن طريق التذكر كما يف قصةنذئب نبا نفتكون متماثلة مع حالة بطلة القصة املضطربة الا تتذكر قصص ا حفظتها منذ ( 1 ) ومد عبد الوكيل جازم: قصةناشتعاالت حبجم الرائحةن ص 27. يستخدم القاص مفهوم الزامل يف غري ما اصطلح على تسميته فهو يقصد به األغنية الشعبية والزامل مصطلح اتلف يدل على نوع إنشادي رجاق سبق تعريفه. وذلك خطأ لدى القاص يف فهم املصطلح ** ) 2 ( غلسا:نالغلس يف هلجات اليمن ليس إال الظالم أول الليل مع ضياء آخر النهار بعكس القاموسية الا تعين الغلس فيها: ظالم آخر الليل مع ضياء أول الصبحنينظر مطهر اإلراي : مرجع سابق ص 673 فغلسا هنا تعين أتخريت عن العودة للمنزل حىت قبيل املغرب صربا الدخن: حصدت الدخن نوصرب كلمة عربية مينية قدمية وردت يف النقو مبعىن قطعنكما يفيد مطهر اإلراي مرجع سابق ص 542 والدخن: نوع من حبوب الذرة وال كشريت: وال مجعا حبوب الكشر وهو نوع من البقوليات يشبه اللوبيا واملعىن: ملاذا أتخريت فال أنت حصدت الذرة وال مجعىت الكشر أي ال أتيا ابلسهل وال ابلصعب من األعمال على الرغم من أتخرح. ومد عبد الوكيل جازم: قصةناشتعاالت حبجم الرائحةن ص 32.

314 الطفولة فيها روح اخلوف أو قصص ا قرأهتا حديث ا يف صحيفة فتكون القصة املناص ة داخلة يف بنية سرد القصة األصلية هكذا:نادعين اي حراسي وال تقاطع حكايا اليتيمة يف إحدى اللياق الباردة السوداء كنت يف غرفا تذكرت حكاية األرنبة وصغارها الا درسناها يف املرحلة االبتدائية حينما نصحتهم بعدم فتح ابب اجلحر أليكائن.. وعدم اخلروج للعب حىت تعود خوف ا من مكر الذئب وخفت أكثر وأ ن أتذكر ما نشرته الصحف ابألمس القريب حول حادثة قتل شابة دراء وجدها املارة جثة هامدة يف اخلط الدائري اجلنويب للعاصمةم مل ميسها اجلناة فقط انتزعوا سنتها الذهبية... وقبلها ددث الناس حول حادثة يف أحد األحياء عندما استغل اخلطيب خلو منزل خطيبته إال منها دخل إليها وبعد حلظات تركها مذبوحة...ن )1(. هذه املناصات بتكثيفها لإلحساس ابخلوف واجلرمية تعيشها بطلة القصة وهي ترويها ملن دبه وفيها تعميق لنفسيتها وهي تنتظر الرجل أي رجل- لينقذها من هذه اهلواجس الا دولت إىل عقدة نفسية وهبذا تكون املناصات السردية ذات طبيعة داللية عميقة يف بنية القصة لتوضح دخائل نفس البطلة وأزمتها وهي تروي قصص ا من ذاكرهتا ومن ويطها تستمر معها منذ الطفولة يف حكاية األرنبة والذئب وحىتناألمس القريبنحبسب قوهلا من خالل ما تنشره الصحف ويتناقله الناس وقد أتيت املناصات مرتبطة ابجلو الفانتاستيكي أيض اكما يف قصةنأنسنة الكتابة النسائيةنلوجدي األهدل وتدخل يف السرد من خالل الفعلنيقالنالذي هو فعل احلكي اخلرايف املطلقنيقال إن شابة هلا مجال النجوم وهباء السمن وبشرة اجلنب عشقتها امرأة عجوز )بدة( عندما رأهتا يف زينتها ليلة عرسها فدخلت يف أذهنا..ن )2( دكي حكاية فانتاستيكيةكاملة وهبذا ف ن املناصات السردية تتناسب مع بنية القصة لتعزز هدفها وترتبط كما سبقت اإلشارة مع القصص ذات الطبيعة احلكائية والنمط الرتاثي يف املرحلة ألن ما عداها من ( 1 ) ومد الغريب عمران: قصةنذئب نبايتن ص 95. ( 2 ) وجدي األهدل: رطانة الزمن املقماأل قصةنأنسنة الكتابة النسائيةن ص 50.

315 القصص ال تتناسب بنيتها املكثفة املوجزة الشعرية للمناصات الكاملة وهي متيل إىل اإلشارات التناصية كما سنرى أكثر من املناصات املفصلة ذات الطبيعة التضمينية. )2( الت ناص : حيضر التناص يف قصص املرحلة التقليدية يف نوعني فقط ةا: التناص السردي و التناص الديين ويف التناص السردي يكون موجز ا ومفسرا يف نفس الوقت مبعىن أنه أييت به واضح ا ال يتيح للقارئ اكتشافه بل يعطيه املصدر أيض ا فمثال يف قصةنخيكسي ملن جاء تع رن يقول النصنآه حىت أنت اي سعاد م هكذا انتهى احتجاجه متام ا كما انطلقت آخر عبارة من فم يوليوس قيصر عندما اغتيل على يد زميله بروتسن )1( وكذلك يف قصةنأنت شيوعينيقول:نتف ا لك أيتها املدرسةم دخلتك وأ ن ]جوعانه وخرجت منك وأ ن ]جوعانه متام ا كقصة الثعلب الذي دخل البستانن )2(. وهبذا يكون التناص بسيط ا ومباشر ا وقد أييت يف بعض قصص هذه املرحلة أسلوبي ا مبعىن أن بنية القصة نفسها تتناص مع بنية احلكاية الا تعتمد على تقنية القصة داخل القصة وتظهر هذه التقنية التناصية األسلوبية يف قصةنلعنة الكأ"نأل د وفوظ عمر حيث تسرد قصة بطلهانعلينمع أسرته وظروف عيشها ومشاجرته مع أبيه بعد اكتشاف أخته لزجاجة اخلمر يف غرفته قصته مع صديقه وحبثه عنه ومعرفته بعد مدة ملكان اختبائه واطالعه على قصة حياته من خالل دفرت مذكراته الذي يقرأه الصديق وعلي نئم حكايته مع صديق آخر آواه واختالفه معه يف مشاجرة تنتهي به إىل املستشفى مصااب وبصديقه إىل الشرطة وهنا جند أن هذه القصة تتداخل فيها احلكاايت ومثلها قصةنالغولن مد عبد الوق والا يروي فيها الراوي حكاية الغول لصديقته يف يوم شديد الربودة وهو ميزج بني القصة واحلكاية ( 1 ) صال الدحان: قصةناتكسي ملن جاء تعرب ن ص ( 2 ) نفسه ص.14

316 الرمزية الوطنية والا سبق وقوفنا لدى رمزها الوطين يف الفصل الثا وويف هاتني القصتني أييت التناص األسلويب موظف ا الشكل الرتاثي للحكي )من خالل احلكاية اإلطارية( ومستخدم ا طريقة السؤال التشويقي املتمثل بوضوح يف سؤالنولكن كيف حدث هذا من أونماذا حدث بعد ذلك ن ومثل هذا السؤال يظهر أيض ا كتناص أسلويب يف قصةنالسرن وقصةنواحد منهم"لعلي ابذيب. وأما التناص الديين فيأيت مرتبط ا مبفردات وعبارات تتناص بشكل واضح مع القرآن الكرمي على اعتبار أنه األ وذج األسلويب األمثل والذي جيب أن حياكى وأييت مشبع ا بثقافة الكاتب الدينية فيظهر يف كلماته أثناء السرد مثل:نوقد ظهرت آاثر أصابعه على رقبته بيضاء من غري سوءن )1(. أما التناص يف املرحلة التجديدية فيأيت على نوعني: بسيط ومركب: البسيط يكون من خالل التشبيه ليحيل إىل حكاية تستدعيها القصة يف حضورها الذهين الذي يذك ره به موقف مشابه حيدث للشخصية فتستدعي املوقف السابق وال يدخل التناص هنا يف عالقة أبعد من املشاهبة حبيث ال يقوم على جدلية التعارض أو اخلروج بداللة جديدة مفارقة ألن التناص برؤية ابرتنوال عام للصي اجملهولة الا يندر معرفة أصلها استجالابت ال شعورية عفوية مقدمة بال مزدوجنين )2( ولكن التناص هنا يقف الذي عند ورد اإلحالة إىل السرد القدمي سواء أكان هذا السرد تراثي اكما يف عنوان قصةنيف الليل أمرن )3( حييل إىل قصة امرئ القيس ومقولته الشهريةناليوم مخر وغد ا أمرنوابلتاق تستحضر حكايته أمكان السرد شعبيا كقوله:نفبدا أبو ومد عربهاكأحد أبطال األسطورة القدمية من ألف ليلة وليلةن )4( أمكان حكاية ( 1 ) عبد سامل ابوزير: قصةناملربوحن ص 82. ( 2 ) روالن ابرت:نظرية النص مقال ضمنكتاب آفاأل التناصية ترمجة: ومد خري البقاعي مرجع سابق ص 42. ( 3 ) زين السقاف: قصةنيف الليل أمرن ص ( 4 ) ومد مثىن: قصةناألضواء امللونةن ص 69.

317 شعبيةنوأصبحت أسطورة شعبية متداولةكأسطورة الدودحيةن )1( - وهي حكاية شعبية مينية مشهورة تروي قصة حب تركت فيها املرأة )الدودحية( قريتها وهربت مع من أحبت متخفية يف ثياب رجل وتعرضت للمخاطر - أمكانت سرية شعبيةكما يف قصةنالفىت مبخوتنحيث أييت التشبيه يف السرد ليحيل على السرية ك شارة بسيطة موجزة يقول الراوي:ناستطعت أن أنفذ هلدي وببدلا املتسخة والفىت مبخوت ما زال جيندل ما حوله من الغيالن كأنه سيف بن ذي يزن أو عنرتة بن شدادن )2(. أما النوع اآلخر وهو التناص املركب فيدخل معه النص القصصي يف مماثلة ومفارقة أكثر من ورد التشبيه أو الذكر العارض وذلك أبن يتواش مع القصة يف عالقة جدلية فقد أييت امتدادا لطبيعة لغة القصة اجملازية الشعرية يف قصةنالعطمسنللوزي ففي هذه القصة ت ستحضر قصة يوسف وزليخا وذلك ابستخدام عالما القصة القرآنية البارزتني وةا: الثوب )القميص( - الذي يقد من دبر - والسكني فالراوي ميد ظالل القصة القرآنية يف بنية قصته هكذانظننت أهنا ستخرج من الغرفة تغلق الباب وتصر لتجمع احلارة وت شه دهم علي وسوف تقد ثياهبا من دبر لتقول هلم أبنين اقتحمت بيتها وحاولت اغتصاهبان )3( أتتي عالمة )السكني( وتوظفها القصة توظيف ا آخر فيه صراع ودفاع عن النفس وهي غري داللتها يف القصة القرآنية لكنها كمفردة ديل إىل املصدر القرآ نفجأة أخرجت السكني من جيبها وهوت به على رأسي أمسكت بيدها حاولت أن أخلصها منها..ن)ص 16( ويف قصةنالقادمة من املوتنلعبد الفتاح عبد الوق جند التناص بني فكرة إرغام الفتاة الصغرية على الزواج يف واقعها اليوم مع قصة الوأد ل نثى يف اجلاهلية نالعروس الصغرية مهيأة للوأد التفت البدوي إىل ابنته بعد أن أعد احلفرة ضم ( 1 ) زيد مطيع دماج: قصةنخلف الشمس مسن ص 25. ( 2 ) زيد مطيع دماج: قصةنالفىت مبخوتنص ( 3 ) حسن اللوزي: قصةنالعطشن ص 16.

318 جفونه ابتلع لعابه...ن )1( يروي قصة الوأد املتكررة لطفلة تنفض الغبار عن مالبس أبيها وهو يضعها يف احلفرة وتستمر القصة يف سرد حالة الوأد لتصل إىل الفكرة الا تريدها يف النهاية بقول القاصنذلك هو وجه اإلله الذي ستقابلينه بعد حني سيهديك لعبة وبرتقالة قميص ا أبيض وجناحني وبعد أن يتكور صدرح سيهبك رو ا فضي ا عندما فتحت جفون عينيها بعد البعث الثا وجدت نفسها حبيسة العورة..ن)ص 108(. تقوم القصة على فكرة االنتصار حلرية املرأة بني زمنني ما لض ي ئ دها وحيرمها احلياة متام ا وحاضر يئدها بزواج غري متكافئ أو بزوج ظامل قا لس كما يف القصة لذا فالتناص مع احلكاية القدمية جاء موفق ا لريبط حال املرأة بني عصرين متباعدين لكن الفكرة تظل واحدة وإن اختلفت األساليب يف الوأد حني تبتلى املرأة بظلم فادح ممن ال يفهمها وال يدرح معىن احلياة فتنتهي حياهتا ابلطالأل الذي يصبح بداية للحرية واألمل يف جنينها املرتقب وعملها اجلديد الذي تقوم به وهي ترسم املستقبل من خالل الغزل والنسي أللوان من املالبس يف حياة أكثر حرية وثقة. وتتشرب قصةناجملنوننللرازحي ابلقصص الديين ولكن بلغتها اخلاصة يف عالقة د او لر مع القصة األوىل/الدينية ومن ذلك قوله:ناملفاتيح هنا يف جيب أمي الصخرة.. ال أحد مبقدوره احلصول عليها.. لو فكر أحدكم ابالقرتاب من أمي الصخرة ليسرأل مفاتيحكنوزي.. ستنشق أمي الصخرة عن نقة من نر تلتهم األخضر واليابس املاشي واجلالس.. إنين أحذركم..ن )2( وهنا دضر قصة نقة صال والصخرة تستدعيها صخرة اجملنون الا تصف حالة تقديس اجملنون هلا وحواره معها ومع الناس الذين ال يفهمونه وهو تناص يقوم على املماثلة ولكنه حيمل روح املعرفة الدينية لدى الشخصية املختلة ويدعمها حضور ( 1 ) عبد الفتاح عبد الوق: قصةنالقادمة من املوتن ص ( 2 ) عبد الكرمي الرازحي: قصةناجملنوننص 80.

319 رموز دينية أخرى مثل اخلضر الذي ينادي أبننيفسحوا الطريق لسيدي اخلضر نظفوا الطريق أمامه من شوح اخلطااي ومسامري الذنوبن)ص 80 (. وقد أييت التناص املركب أكثر تعقيد ا يف أسلوبه و دي دا يف توظيفه يف هذه املرحلة وذلك من خالل التناص مع األسلوب السردي للحكاية الشعبية دون التناص مع مصدر معني أو حكاية بذاهتا ويظهر ذلك يف معظم قصص عبد الكرمي الرازحي الا تتناص مع بنية احلكاية الشعبية مبا دتوي عليه من خرافة وأفكار فانتاستيكيةكما يف قصةنعام احلمار والكيس وموت البقرة البيضاء ورأ" التيس..نوقد وقفنا عند بيان بنيتها من قبل وأييت التناص أيض ا مع فكرة السرية الشعبية يف بنيتها ويظهر ذلك يف بناء القصة كما يف قصةنالقوي واألقو نلسعيد عولقي الا تتناص مع بنية السرية الشعبية لعنرتة وأيب زيد اهلالق وهي تعرض لبطوالت عفيف اخلميسي وعبده تشوتيه ومن هنا تدخل يف تنا لص أكثر تعقيد ا و ديد ا من خالل بنية احلدث املتناص كما فصلنا ذلك يف الفصل األول -. وهبذا ف ن أسلوب التناص يف هذه املرحلة قد تطور من ورد اإلحالة السطحية إىل عمق البنية القصصية وهو ينتقل من التناص يف اجلانب الشكلي Formal إىل اجلانب الثيمايت Thematic كما يقول السيد إبراهيم )1( وهبذا يتحقق التجديد يف استخدام هذه التقنية العميقة. ويظهر التناص يف املرحلة التجريبية أكثر إجياز ا وإملاح ا ليناسب التكثيف يف طبيعة السرد فيها وميكن تقسيمه إىل نوعني: تناص املفردات وتناص األسلوب األول: يدخل يف بناء اجلملة من خالل مفرداهتا الا تتناص يف الغالب مع مفردات القرآن الكرمي والذي يعتمد تكثيف العبارة وإجيازها املوحي ومثال ذلك يف النصوص القصصية ما يلي:نفسأغيب يف ثغر شبا ل ح آخر يعصمين من السرقةن )2( نوألقيت ( 1 ) راجع : السيد إبراهيم: آفاأل النظرية األدبية احلديثة مرجع سابق ص ( 2 ) آمنة يوسف: قصةنمقايضةن ص 14.

320 وبتها يف سريتن )1( وهكذا دضر عدد من املفردات والرتكيبات يف القصص الا ديل إىل أسلوب القرآن الكرمي بكل وضوح ومنها:نكان يذهب لريعى األبقار وعندما يراها من بعيد وهي متسك بعصا رفيعة هتش هبا على غنمهان )2( نكانت تلك زليخا العزيز وهذه زليخا اآلن.. ثالث مرات متتاليات تراود فتاها عن نفسهن )3( نوعن موافايت بقصاصات حىت من املهمالت الا تشرح صدري وتيسر أمري ودلل كربة من فؤادين )4( ومنها ما يشري إىل شخصية من قصص القرآن الكرمي كشخصية مرمي بنت عمراننوخترج من دارها جلمع الرطب املتساقط من النخيل... تسر لبحر السماء ما يعتل يف نفسها تعود جلمع منحة اجلذع املقدسن )5(. وقد أييت التناص مع مفردات من الرتاث الشعري كما يف قصةناشتعا لت حبجم الرائحةنكقولهنكنت عندما أعرب يف الطريق املطلة على تبة صغرية قد ال يلحظها العابر ألتفت إىل ركام حجري صغري وإذا أل عنقي يف مقاومة االلتفات تلفتت يف دواخلي مرااي احلننين )6( وهو تناص مع قول الشريف الرضي: خفي عيين ف م مذ وتلف ت مت مت... عين الطلول تلف ت القلب )7( وقد أييت التناص مع مفردات من مواقف تراثية مشهورة كمقولةنميدد أبو حنيفة وال يباقنحيث ( 1 ) وجدي األهدل: رطانة الزمن املقماأل قصةنوألقيت وبتها يف سريتن ص 20. ( 2 ) أفراح الصديق: قصةنال أحدنص 24. ( 3 ) آمنة يوسف: قصةنزليخان ص 56. ( 4 ) املقال عبد الكرمي: قصةنهلوسات زوجن ص 23. ( 5 ) هدى العطاس: قصةنوشمن ص 70. ( 6 ) ومد عبد الوكيل جازم: قصةناشتعاالت حبجم الرائحةن ص 26. ( 7 ) ديوان الشريف الرضي بريوت دار صادر ودار بريوت د م اجمللد األول ص

321 يستخدم القاص معناها يف هذا النصنأريد الوصول إىل وطن داخلي أمد عليه رجلي وال أابق إىل مصطبة داخلية تكون حبجم طفولان )1(. وهكذا يدخل التناص يفكالم القاص انسيابي ا وكأنه من عباراته اخلاصة يف تركيب دواله ومن حيث املعىن نح إىل دالالت جديدة ولكنها ال خترج عن كوهنا تناص ا مرك زا وموحي ا ال تفقد جذوره ا األوىل. وأما القسم اآلخر: وهو التناص األسلويب فيدخل يف بنية القصة نفسها ويظهر ذلك يف استخدام أسلوب اخلرب -مثال-كما يف عدد من قصص وجدي األهدل الذي جيعل التناص مع الرواية اخلربية الرتاثية أساس ا لبنية القصة فيقول:نعن مجل هتامي أعزب قال حدثنا رجل يعمل يف عصر السمسم قال...ن )2( أونحدثنا وجدي األهدل قال دعنا ومد القعود يروي أوكقولهنحدثتنا الصبية الدينارية قالت:..ن )3( حادثة طريفة وقعت معه يف مبىن الصحيفة وهو متخذ ولسه بروضة اجلامعة والناس حوله وتمعة قال: وهكذا يستخدم األسلوب ذاته يف عدد من القصص )األلعاب الورقية و أنسنة بينما أ ن جالس...ن )4( الكتابة النسائية وفرصة تعارف وصورة البطال وحكاية القصص األربع...( حبيث أيخذ شكل اخلرب ويف ذلك يعمد القاص إىل التجريب يف الشكل القصصي فيتحول اخلرب كما يقول سعيد جبار نمن شكله البسيط إىل شكل مركب أكثر تعقيد ا وتفصي ال يفقده نسبي ا خصوصياته النوعية ويدفعه ابلضرورة إىل االندماج يف نوع آخر قد يكون قصة أو حكايةن )5( وهو بذلك حيقق توظيف ا تراثي ا لتقنية سردية قدمية ( 1 ) ومد عبد الوكيل جازم: قصةنالسري يف ا اه القلبن ص 34. ( 2 ) وجدي األهدل: رطانة الزمن املقماأل قصة بدل فاقدن ص 22. ( 3 ) وجدي األهدل: صورة البطال عمان األردن دار أزمنة 1998 م 1 قصةنولد الكوتشينةن ص 19. ( 4 ) وجدي األهدل: صورة البطال قصةنصحف األلف الثالثن ص 25. ( 5 ) سعيد جبار:اخلرب يف السرد العريب الثوابت واملتغريات الدار البيضاء شركة النشر والتوزيع املدارس 2004 م 1 ص

322 يف بنية نصية ريبية ومن هنا يظهر الرتاث يف القصة القصرية يف اليمن مبفهوم التوظيف وهو املفهوم اآلخر هلذا املصطلح كما أخذ به يف هذه الدراسة وحدد نه يف املدخل أبننا نعين ابلرتاث أمرين: التثبيت والتوظيف والتوظيف هنا يبدو جليا يف استخدام القاص ألنواع تراثية هي )اخلرب واحلكاية و قصص العشاأل( ابلتجريب على الشكل ذي املضمون التجديدي بتأويله وحداثته ومن هنا تعتمد هذه القصص على توظيف اخلرب ألنه بطبيعته املكثفة ي عد أقرب األشكال الرتاثية إىل بنية القصة احلداثية. وإىل جوار اخلرب تستخدم القصص التجريبية يف تناصها أسلوب احلكاية الشعبية كما يف قصصنأروى عبده عثماننالا تبىن على التناص الكامل لشكل احلكاية ولكن مبحتواها احلديث الذي ميتاز ابلطابع التجرييب من حيث املضمون الساخر واللغة املكثفة وقد أوضحناه من قبل. ومن صور األسلوب الذي تتناص معه قصص املرحلة التجريبية - أيضا - قصص وحكاايت العشاأل القدمية ويكون ذلك من خالل الفكرة ولكنها ختتلف عنها من حيث طبيعة اللغة كما يف قصةنواحداننهلدى العطاس فهي دكي قصة حب بني رجل وامرأة يذهبان إىل شاطئ البحر ويقعدان على صخرة وتدور بينهما حوارات موجزة وموحية:نهكذا خيل إليها ونقلته إليه فابتسم مشاكس ا إايها لعينيها الصاخبتني أردف: أرى أن الشمس زفت إىل البحر وهذه دماء البكارة... هبت نسائم ابردة اقرتاب من بعضهما دثرها بذراعيه ار فت قليال تكورت ملتصقة ابلدفء اإلنسا املنبعث من جسده وهو يضغطها إليه يف متاه ل.. عندما حاصرهتما ةهمات حاقدة وهتافات مراتبة.. حينها تزلزل العر الذي يعتقد أنه كصخرة وهواي يعتليان الفضاء املمتد بني عرشهما والبحر اخلافق حبن لو تعلقا بعضهما الفني وراءةا ةهمات حقد وما يشبه الفضيحة وأقنعة خاوية. بعد أايم أنبأت شرطة خفر السواحل عن اكتشافها جلثة واحدين ملتصقةن )1( ( 1 ) هدى العطاس: قصةنواحدانن ص 14.

323 هذه القصة بنهايتها فيها تناص معكثري من قصص العشق العربية حيث نقرأنأن جارية رمت نفسها إىل املاء تبعها غالم فألقى بنفسه وراءها ف ذا هبما متعانقان وميتاننكما يرد يفكتاب تزيني األسواأل )1( ونالحف الفرأل يف اللغة بني نثرية القصة القدمية وشعرية القصة التجريبية فبني مجلةنف ذا هبما متعانقان وميتاننومجلةنجثة واحدين ملتصقةنتكمن طبيعة اللغة وخصوصيتها و ديدها على الرغم من أن الفكرة والنهاية تكاد تكون واحدة. )3( امليتانص ية: جند امليتانصية يف املرحلة التقليدية تقوم على طبيعة النقد للنص السردي األسطوري املتمثل يف األسطورة اليمنية القدمية الا تقول:نإن فأر ا كان ينحت يف سد مأرب حىت هتدمن أييت ذلك يف حوار شخصيةنأبو ربيهنلصديقه الراوي سعيد يف قصةنأبو ربيهنوهو خيالف تلك األسطورة ويبني بلهجته العامية نقده هلا ويبني السبب احلقيقي الهنيار السدنقالوا سد مأرب هتدم.. ومن هدمه فأر صغري.. شوفكذابني هم هدموا السد بفسادهم ما قدروا يبنوا سدود اثنية هربوا.. يقول )لقدكان لسبأ يف مسكنهم آية جنتان عن ميني ومشالكلوا من رزأل ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور( أيوه اي سعيد بلدة طيبةكانت معا ن..ن )2( يستطرد يف احلديث عن املاضي واحلضارة اليمنية القدمية ويذكرنبلقيسنأول امرأة ينتخبها الشعب ملكة جيعل السبب يف الرتاجع عن تلك احلضارة هو اهلروب من املواجهة والبقاء يف الوطن لبنائه وتعمريه مقار ن بني ماض وحاضرنشوف إىل فني توصلت حضارتنا وأيش معا ن ذي احلني كلنا هربنا خلينا احلرمي يف البالدن)ص 44(. ( 1 ) راجع داود األنطاكي الضرير:تزيني األسواأل بتفصيل أشواأل العشاأل دقيق وشرح: ومد التنوخي بريوت عامل الكتب 1993 م ص 300 وما بعدها وراجع بعض هناايت احلب العذري وموت احلبيبني يف كتاب عبد احلميد إبراهيم:قصص العشاأل النثرية يف العصر األموي القاهرة دار الثقافة م ص 299 وما بعدها ( 2 ) ومد عبد الوق: قصةنأبو ربيهن ص 44.

324 والقاص هبذا يقدم رأاي نقداي يف نص األسطورة القدمية مؤكد اكالمه بنص القرآن الكرمي ومبين ا موقفه من اهلجرة ومن ترح البالد للنساء واهلرب من املواجهة ويبني قناعته الا يكررها أبنه ليس هناح أفضل من بالده ولكنها دتاج إىل أ نس حيبوهنا ويبنوهنانبالد ن كلها ذهب و قد قال يف القرآن ما يف أحسن من بالد ن آه جنة بس تشتهي نس تشتهي رجالن)ص 44(. إذن فامليتانصية هنا تبني موقف القاص النقدي من األسطورة الا عل سبب اهنيار السد يعود إىل الفأر يف حني هو يرفض ذلك وجيعل السبب هو الناس الذين يهربون من مواجهة الواقع ويلجأون إىل اهلجرة ف ةاهلم وتقصريهم هو السبب وإال ألعادوا بناء السد مرة بل ومرات أخرى. ويف املرحلة التجديدية يقتصر حضور امليتانصية على النقد األيديولوجي يف عدد من قصص ميفع عبد الر ن وترتكز ابلتحديد يف موقف القاص من قضااي دينية إسالمية حياول إاثرهتا والتموقع برؤيته النقدية يف إاثرة اجلدل حوهلا وتصويرها من جانب واحد وذلككما يف رأيه حول النحر يف احل الذي يصفه بقوله:نويوم حيل بنا العاشر من ذي احلجة يف كل عام تصيب مئات األلوف من املسلمني هسترياي ذبح املواشي ف ذا بنا قد هدر ن املاليني من هذه الثروة يف يوم واحد فقطن )1(. أو أتيت امليتانصية يف نقد نص البعث وإنكان ال يورد القاص نص ا ودد ا ولكنه معروف ابلتأكيد من نصوص القرآن الكرمي والسنة النبوية حيث أييت رأيه فيه تشكيك ا واالفة هلذه القضية إمجا ال من وجهة نظر املثقف االشرتاكي يف القصة يف حواره مع صديقته:ن ما رأيك أنت. هل ميكن أن يبعث املوتى من حلودهم بعد أن تلتهم ديدان األرض كل حلمهم وتتحول عظامهم إىل رماد وتراب م كما يقال إهنم سيبعثون لكن ال للعودة إىل األرض. ولو سيبعثون من موهتم على العموم. - - ( 1 ) ميفع عبد الر ن: قصةناملطر واجلبل وأ ن وصديقين ص

325 تقريب ا. ال أريد قياسات. ما رأيك احلاسم شخصي ا م بصراحة. عقلي حيدثين أن احلكاية فيها مبالغة...ن )1( هذه اآلراء النقدية لنصوص دينية اثبتة من الدين ابلضرورة تتضافر معها آراء تتعلق ابلذات اإلهلية يف تشبيهات ال تليقكأن يقولنأايم مضت سوداءكأسناننا..كان فيها طارة من القصدير اللماع واجلنة ابلونة خضراء منفوخة دلق يف األعاق..ن )2( أو قولهنفأحاديثها مع األطفال دائم ا عنكون عجينة تسلي األطفال أنفسهم بتشكيلها يف وقت سابق..ن )3(. وهكذا أتيت امليتانصية يف هذه املرحلة للتعبري عن نقد إيديولوجي يف طرح أفكار غريبة تتسرب خالل النصوص القصصية تلمس بوضوح يف قصص ميفع عبد الر ن. ويف املرحلة التجريبية جند وجدي األهدل يستخدم امليتانصية بطريقة خيالية وفنية تتناسب وأسلوبه املميز يف مجال اللغة وذكاء الفكرة حيث يطرح رؤيته النقدية يف اآلداب والفنون بطريقة غري مباشرة وإن كانت تدل على رأيه النقدي يف النهاية ولكنه يقدمه بطريقة خيالية من خالل ما تقوله إحدى شخصيات قصصه وهي شخصية مستدعاة من التاريل هي شخصيةنابن زهرنتطرح آراءها على ورر صحيفة ملحق الثورة الثقايف لينشرها رد ا على ابن رشد فيقدم تلك اآلراء امليتانصية عن الشعر والفن التشكيلي وغريها من الفنون بطريقة ساخرة الذعة وبلغة تراثية مسجوعة حيث يقول:نوأما بغداد فقد اشتهرت بني العباد بفن الشعر احلر وهو شيء بني الشعر والنثر خنثى - أعاذ ن منه - فهو شعر ( 1 ) ميفع عبد الر ن: قصةناخلوف ذو اللون األصفرن ص 53. ( 2 ) ميفع عبد الر ن: قصةنرد اعتبارن ص 71. ( 3 ) ميفع عبد الر ن: قصةنهوامش للوصاية على املال والنفسن ص

326 يركبهكل شاعر و نثر ويلو به ويساحقهكل متعيلم وساخر وأما دمشق فقد اشتهرت بفن التشكيل وهو لعمري فن وبيل له يف ذوي العقول تنكيل ورساموه من أوق التهويل و نقدوه من أوق التهليل ومشرتوه من مدعي األصل النبيل...وأما صنعاء فقد اشتهرت بفن الربع وهو فن جيلب يف النفس الفزع ال إبداع فيه وال ب د ع وفن حاله ال يتحول هو لعمرح فن مستقذع وأما عواصم املغرب العريب فقد اشتهرت ابلنقد وهو لعمر أمك مشتق من احلقد وهم كداخل جحر ضب حبث ا عن ألعاب السرد فما نهلم من دخوهلم جحر الضب إال الطرد...ن )1( وهبذا األسلوب الطريف على لسان شخصية اترخيية هي )ابن زهر( تفتعل عداء مع شخصية أخرى اترخيية هي )ابن رشد( يطرح أفكا ر ا نقدية وآراء حول عدد من متخذ العواصم والدول ا منكل عاصمة رم ز ا لفن أديب اشتهرت به ويقول رؤيته امليتانصية بشكل ومل ويربر ذلك ابلرؤية التارخيية للشخصية املت خي لة ولكنها قد دمل ر ؤى القاص نفسه وأييت ريبه من خالل استدعاء الشخصية الرتاثية وهو التوظيف الذي يربره يف اخلتام أبنه حلمنفانصرف من حلمي واستيقظتن)ص 29(. ويلعب القاص وجدي األهدل التقنية نفسها يال فين يف قصةنحكاية القصص األربع اللوا هربن من درج امل لفنليقدم نص ا ميتانصيا عن القصص حيث يتحدث يف قصةكاملة عن تشاجر وخصام مخسني قصة فيما بينهن يف أيهن تستحق الطباعة فتقدم كل قصة مربرها يف تقدمي نفسها للطباعة يتفقن على عمل تسع قوائم انتخابية تفوز منهن قائمة مكونة من أربع قصص فقط - هن قصص اجملموعة )صورة البطال( لكوهنن مننالقصص الباراسيكولوجية الا تعجب الناس كثري ا وجيب االعرتاف أن فيها طاقات فنية أفضلن )2( ويدور بينهن حوار طويل بروح ساخرة و نقدة بتفضيل بعضهن لبعض وينتهي ابحلكم النهائي وإعالن النتيجة والقول أبن القصص الفائزة مزقت ست ا وأربعني قصة قتلت ( 1 ) وجدي األهدل: صورة البطال قصةنصحف األلف الثالثن ص 25. ( 2 ) وجدي األهدل: صورة البطال قصةنحكاية القصص األربع اللوايت هربن من درج املؤلفن ص

327 ببشاعة دون معرفة املؤلف تقوم هذه القصص األربع ابهلرب ويتدخل كاتبهن ابلتعليق يف ختام القصة بقولهنتركتهن يهربن إىلكل مكان يف العامل يرغنب فيه.. ليست أخطاؤهن من ذنيب.. إنين أعلن - وهذه احلكاية شاهديت - أبنين أخلي مسئوليا من تلك القصص اهلارابتن)ص 48(. هذه الطريقة امليتانصية عن نوع أديب خاص هو القصة القصرية أييت دي دا يف هذه املرحلة وهبذه الطريقة الفنية واإلبداعية وتوضع هذه القصة من حيث الفضاء الكتايب يف ختام اجملموعة كقصة مستقل ل ة دكي قصة القصص وشهادة املؤلف حوهلن مبا يشبه التقدمي وتربير االختيار ولكن بطريقة قصصية خيالية وفنية دسب لوجدي األهدلكقاص ورب حياول كل مرة أن يتجاوز نفسه ويقدم توظيف ا جديد ا على مستوى املضمون والشكل. وهبذا ف ن امليتانصية يف املراحل الثالث تسري من النقد األديب من خالل احلكاية أو األسطورة إىل النقد اإليديولوجي الفكري والديين إىل النقد األديب مرة أخرى لكن بطريقة أوسع لفنون األدب املختلفة: شعر فن تشكيلي نقد... -ولو بطريقة سريعة وموجزة- وصوال نصوص القاص وتقدميها بطريقة خيالية وفنية. إىل فن القصة القصرية نفسه يف تقييم وهكذا جند اختالف غاايت التفاعل النصي يف كل مرة فهو يف املناصات يؤدي وظيفة أتكيدية يف تدعيم الفكرة من خالل التفاعل مع املناص ويف التناص يكون أعمق يف استنبا النص األصلي والتحاور معه أو الدخول يف عالقة حجاجية أو جدلية ويف امليتانصية يقدم رؤية نقدية تتفاعل مع النص األصلي وتطرح وجهة نظر جديدة. اثلث ا: اجلملة القصصية )احلوار والسرد( أو ل - تقنيات احلوار: يعد احلوار يف القصة القصرية عماد املشهد وواسطته يف الظهور وألن القصة القصرية هلا استقاللية -327-

328 واضحة يف البناء والفضاء واإلفادة من العناصر السردية األخرى فقد امتلكت خواصا ميزت احلوار فيها وهي خواص كما يقول فاتح عبد السالم ناستمدت إمكا نهتا من روح الفردية والذاتية يف املعاجلة والتوحد العاق ألجزاء النص يف ا اه واحد يقود الشخصية واحلدث يف القصة القصريةن )1( وأييت ذلك استناد ا إىل أنه -كما تشري ماري لويز برات-نيوجد يف القصة القصرية شيء ال جنده يف الرواية عادة وهو إحساس عارم ابلتوحد اإلنسا ن )2( فضال عن أن طبيعة القصة القصرية متيل إىل التكثيف يف استخدام احلواركي ال مييل إىل اإلطالة يف شروح وتفاصيل األمر الذي قد حيدث يف الرواية حبكم عناصرها وبنائها. وسنتناول يف موقفنا هذا من تقنيات احلوار أنواعه )خارجي وداخلي( ولغته وعالقته ابلس رد 1- أنوا احلوار: ينقسم احلوار من حيث النوع إىل خارجي وداخلي: فاحلوار اخلارجي هو األكثر شيوع ا بني أنواع احلوار يف القصة القصرية إذ له وجود واضح يف أية قصة تضم شخصيتني بينهما وشيجة تربطهما حبدث وزمان ومكان واحلوار اخلارجي عامل أساس يف دفع العناصر السردية إىل األمام حيث يرتبط وجوده ابلبناء الداخلي للعمل القصصي معطي ا له متاسك ا ومرونة واستمرارية )3( وكما يوضح شكري عيادنف ن احلوار حبسب توصيفنتشارلس مورجان Charlesنتقطري Morgan ال تقرير ووسيلة شكلية للنفاذ إىل جوهر األشياءن )4(. ( 1 ) فاتح عبد السالم: احلوار القصصي تقنياته وعالقاته السردية بريوت املؤسسة العربية للدراسات والنشر م ص 29. ( 2 ) ماري لويز برات: القصة القصرية بني الطول والقصر ترمجة: ومود عياد ولة فصول اجمللد 2 العدد 4 يوليو أغسطس سبتمرب 1982 م ص 49. ( 3 ) فاتح عبد السالم: مرجع سابق ص ) 4 ( تشارلس مورجان: الكاتب وعامله: ترمجة: شكري ومد عياد القاهرة مؤسسة سجل العرب)مطبعة املعرفة( 1

329 وسواء أكان هذا احلوار اخلارجي مباشر ا تناوبي ا بني شخصيتني أو أكثر أم غري مباشر من خالل تقدمي أحاديث الشخصيات ملخصة تلخيص ا يتضمن ما ميكن أن يدور على ألسنتهم فاحلوار غري املباشر ينقل عن املاضي أقواال وأحدااث وحركات لشخصيات أدت أفعا ال يرى الكاتب من األةية نقلها إىل سياأل احلاضر وافظ ا على هيكلة الفكرة والتصور متصرف ا هبيكلة البناء القوق من حيث زمنه وإشاراته التخاطبيةن )1( وسواءكان احلوار خارجي ا مباشر ا أو غري مباشر ف ن القصة القصرية اليمنية يف مراحلها مجيع ا قد عرفت هذا االستخدام من احلوار ووظفته يف بنائها ولكن املهم هنا هو احلديث عن أ ا هذا احلوار حيث جند ابستقراء النصوص القصصية يف مجيع املراحل أن النم اجملرد من احلوار اخلارجي هو األكثر شيوع ا واستخدام ا يف قصص املرحلة التقليدية وهذا النمط هوكما يعرفه فاتح عبد السالمناحلوار الذي ينشأ بفعل املوقف الذي يضع املتحاورين يف وضع معني داخل املشهد ليقرتب يف تكوينه إىل حد كبري من ا ادثة اليومية بني الناس فهو حديث إجرائي متأسس على رد فعل سريع أو إجابة سهلة أو تبادل كلمات ال دتمل التأويل املتعدد ألنه إجاابت متوقعة عن أسئلة عادية ليست فيها رؤية خاصة وال يتضح منها موقف عميق يف مسألة فكرية أو اجتماعية أو سياسية أو عاطفيةن وأييت ذلككهذا األ وذج من احلوار يف قصةنال تذكرييننلباوزير:نودار احلديث هكذا فيما بينهما: األوىل: مش دي درية اللي مسافرة لندن اخلميس الواجي الثانية: أيوه.. هي دي. األوىل: اي عيين عليهام دي عادها جاهلة مسكينة كيف ابتسوي لوحدها يف لندن م وخفت أن تفوت فرصا الوحيدة فطرحت عليهن هذا السؤال. اب تروح تتعلم مش كده م ومل أجد جوااب م ص 284. ( 1 ) فاتح عبد السالم: مرجع سابق ص 91. الواجي: القادم بلهجة عدن جاهلة: صغرية السن كيف ابتسوي : كيف ستصنع.

330 لسؤاق...ن )1(. ويعد احلوار اجملرد من أكثر أنواع احلوار يف املرحلة التقليدية يف القصة اليمنية ويقرتن ذلك بفهم القاصني لقضية الواقعية يف الفن إذ يتجه احلوار اجملرد فيها إىل واكاة الواقع بطريقة مباشرة. وأييت النمط الثا من احلوار اخلارجي وهو: الرتميزي مرتبط ا ابلقصة الا تنزع نزعة رمزية يف فكرهتا وشخصيتها أو إىل التلميح واإلمياء بعيد ا عن التقريرية أو املباشرة الظاهرة فهي حني أتيت يف قصة واحدة يف املرحلة التقليدية -هي قصةنالغولن مد عبد الوق- والا وقفنا عند فكرهتا ودليلها يف الفصل الثا عند احلديث عن الشخصية الرمزية - ف هنا تكثر يف عدد من قصص املرحلة التجديدية ذات النزعة الرمزية كما يف قصةنقراءة للفرح واحلزن يف حياة امرأةنحليدرة وقصةنالبشارةنلعبد الفتاح عبد الوق وقصةنرأ" التيسنلعبد الكرمي الرازحي ففي قصة حيدرة أييت هذا احلوار:نكان الصيدق يداري حرجه من أتثرها البال - سأصدقك على الدوام ليس إىل هذا احلد. ال أقصد الناحية الطبيعية... تتفاوت أوضاعنا على خارطة اجملتمع.. ن البسطاء تقسم أخالقنا ابلصدأل.. وال نتخذ من الكذب وسيلة للتجارةن )2( وأما النمط الثالث من أ ا احلوار فهو النمط املركب )الوصفي أو التحليلي( وهذا النمط هو األكثر عمق ا ألن فيه تدور عني ا اور بطيئة فهي عني متأملة ل شياء واحلاالت هلا القدرة على الوصف ( 1 ) عبد سامل ابوزير: قصةنال تذكريينن ص 92. ( 2 ) ومد صال حيدرة: قصةنقراءة للفرح واحلزن يف حياة امرأةن ص 13.

331 العميق وإبداء الرأي ودديد وجهة نظر جلية رمبا تعرب عن موقف أو التزام أو معارضة فضال عن أهنا عني دلل مبخيلة نبضة حية فتقرأ سطور ا غري ظاهرة على سطوح األشياء يف الواقع فاحلوار فيهاكما يقول فاتح عبد السالم:نمركب من قدرتني أساسيتني: األوىل: قدرة واصفة والثانية: قدرة وللة مستغورة لذلك تكون دة الرتكيب حقيقة هذا النمط من احلوار وقد يكون الوصف مقتضب ا أو طويال التحليل إذ أييت بني ة خاطفة وأتمل بطيء مدققن )1(. وكذلك شأن ويظهر هذا النمط يف قصص املرحلة التجديدية ذات البعد اإليديولوجي يف نقل األفكار والتصورات حول اجملتمع واحلياة والدين ويظهر ذلك يف قصص ميفع عبد الر ن )الدرب الذي ال ينتهي املناجل والبنادأل ليكن جحش ا املدعو حبييب.. وغريها( وكذلك قصص سعيد عولقي )اهلجرة مرتني اللعبة اخلالفة( وعند حسن اللوزي يف قصة )حيدث أثناء املخاض( ولدى ومد صال حيدرةكما يف قصة )ذو السحنة اجملبولة ابلدم و اذج يف دائرة االنتظار اخلوف ذو اللون األصفر وأتمالت يف هناية غري متوقعة( وسيطول بنا املقام لو مضينا يف التمثيل لكل منها ولكن رابطها مجيع ا هو اختاذ احلوار طريق ا للوصف والتأمل يف طرح األفكار ووجهة النظر الا يريد القاص توصيلها ويظهر ذلك مجيع ا يف مثل هذا احلوار من قصةناخلوف ذو اللون األصفرن: ن... أضافت تستفسر بطفش: - لكن ما الرابط بني عمري وما حدث لك ليلة أمس م عندما نقبل ابلدايلكتيك ونستوعبه جيد ا سنتمكن من إجياد الصالت والروابط ملختلف األمور يف حياتنا أعمار ن يف الواقع حلقات مفرغة نعبئها أبي شيء اترخيي أو اتفه حبسب ظروفنا وتفكري ن ورغباتنا وعندما نعبئها ابلتوافه ال تلبث أن تفرغ ولتها وتبقى فارغة. اي أخي ال نينممكلمين عن أشياء أفهمها ( 1 ) فاتح عبد السالم: مرجع سابق ص 66.

332 ماذا أعمل لك إنك تنتمني ألحدث أجيال هذا القرن وال تفهمي معىن أن لاف عندما يبعث موات ن من جديد. - وأ ن ماذا أعمل لك إذا كنت ونو ن أو فيلسوف ا م - هذا مشكل ولول منذ زمن كانوا قدمي ا ينعتون ابجلنون من يفكر هبموم اآلخرين ومبستقبل وجودهم أما الفلسفة فلم تعد رموز ا غامضة و ال ألغاز ا ورية. لقد أنزهلا من عر الطالسم رجال يسموهنم )الشيوعيون( بل وأجل من ذلك أهنم منحوها للبسطاء من الناس للذين مينحون احلياة قيمتها ومجاهلا وعظمتها..ن )1(. - هذا احلوار حيمل قدر ا من الوصف اليدولوجيا القاص ويبني موقفه من احلياة والفكر. ما سبق يتعلق ابحلوار اخلارجي أما احلوار الداخلي فهو ينقسم بدوره إىل مونولوج وقد ظهر يف قصةناألرض اي سلمىن مد عبد الوق كتقنية غالبة على بنية القصة عموما كما جاء كتقنية مستخدمة جزئيا يف قصةنالقرارنلعلي ابذيب وظهرت بعد ذلك يف عدد من قصص املرحلة التجديديةكقصةنحسن وأميمةنلسعيد عولقي وقصةنقراءة للفرح واحلزن يف حياة امرأةنحليدرة وغريها أما املناجاة وحوار النفس فهي أيض ا موجودة بشكل بسيط يف قصةنأنت شيوعينللدحان وقصةنالسرنلباذيب يف حني تكثر يف قصص املرحلة التجديدية كقصةنالدرب الذي ل ينتهينمليفع عبد الر ن وقصةنالكراتا و إىل أرض السعيدة إىل أرض الشمسن مد مثىن وقصةناللحظات بعدهانحلسن اللوزي وناملالك اجلديدنلرمزية اإلراي ونالصر يف مدينة مجيلةنلعبد الفتاح عبد الوق. أما تيار الوعي فهو ال يكاد يظهر سوى يف قصتني من قصص املرحلة التجديدية ةا قصةنأعباء رسالةنللوزي وقصةنالكرنفالنللسعيد عولقي سبق الوقوف لديهما. ( 1 ) ميفع عبد الر ن: قصةناخلوف ذو اللون األصفرن ص

333 يف حني أن التخيل )أحالم اليقظة( والذي يقصد به -كما يعرفه ودي وهبة وكامل املهندس نالقدرة املسئولة عن استحضار الصور املرئية مفردة أو وتمعة يف الذهنن )1( وكما يقول فاتح عبد السالمنف ن التخيل أحد وسائل احلوار الداخلي حيث تقوم املخيلة بدور أتسيس طرف العالقة بني ذهن الشخصية والشيء املتخيل الذي تنعكس صوره وحاالته يف عالقة حوارية داخلية وال يدخل يف هذا النطاأل من البحث التخيل الذي يقوم به السارد وإ ا الشخصية القصصية بقولهنخيل إليها أن أو خيل إق...ن )2(. هذا النوع من التخيل جنده يف قصةنامرأةنلزيد دماجنوشخصية الراوي شخصية جوهرية يف القصة مشاركة يف صناعة احلدث تقول:نخييل إق أبن ةوم ا مشرتكة معنا ألهنا عندما تنتهي من تناول وجبتها اليومية من )الزالبياء( وتنتهي اسرتاحتها الا تسرتأل من خالهلا النظر.. خترج من احلانوت لتتحر يب.. متر من جانيب وهي تفتعل الزحام.. دتك بنهديها هسدي كم كنت أشعر بنشوة ال مثيل هلا.. وكم كنت أعا من أثر ذلك االحتكاح طوال اللياق املؤرقة.. كنت أختيلها دائم ا..ن )3(. 2- لغة احلوار: ترتبط لغة احلوار بوعي السارد وقصده وطبيعة الشخصيات الا ينقل عنها احلوار وجيري على لساهنا وقضية لغة احلوار يف القصة قد شغلت األدابء منذ طه حسني الذي كان من أوائل الذين رفضوا العامية رفض ا اتم ا غري مقتنع حبجة من ذهب إىل أن العامية سيد للفن الواقعي ورأى أن من وظيفة األدب االرتقاء ابلواقع و صورة العمل اجلميل )4( وقد تبع هنجه عددكبري من األدابء يف التزام الفصحى ( 1 ) ودي وهبة وكامل املهندس:معجم املصطلحات العربية يف اللغة واألدب بريوت مكتبة لبنان 1979 م ص 52. ( 2 ) فاتح عبد السالم: مرجع سابق ص 143. ( 3 ) زيد مطيع دماج: قصةنامرأةن ص 85. ( 4 ) طه حسني: فصول يف األدب والنقد القاهرة دار املعارف 4 ص

334 أمثال جنيب وفوظ وحي حقي وآخرون ومن األدابء من كان على النقيض فدعا إىل العامية واعترب وجودها يف القصة واملسرحية ضرورة للسياأل العام للحدث ومتثيال للواقعية بيد أن كثري ا من األدابء هن منه االعتدال داعي ا إىل استعمال لغة وسطىنيصفها يوسف نوفل أبهنانفصيحة يف املفردات واإلعراب عامية من نحية تركيب اجلملة وداللة مفرداهتا وتعبرياهتا فصيحة تقرتب من االستعمال العامي إذا قرئت بتسكني أواخر كلماهتان )1( وهي )اللغة الفصعامية( كما يسميها زكراي احلجاوي ويعرفها هبذه العبارة اجملازيةنأبهنا لغة قصت فيها الفصحى شعرها وذوائب أصوليتها ونظفت فيها العامية بدهنا وابتسمت قلي ال لتخفي ما بني اعيدها من ةومن )2( ويرى صالح فضل أن اللغة هي جلد الرواية وكذا القصة وأهنا قد غريت جلدها عدة مرات فحاولت االنسال أوال من حضن لغة املقامات واألخبار والنوادر... عثرت مبشقة على أداهتا التعبريية الفصحى امليس رة... ولكنها مل تلبث أن هجرهتا على يد أجيال الروائيني احلقيقيني يف منتصف القرن العشرين ونشبت حينئ ل ذ معركة الصراع بني الفصحى والعامية الا انتهت بتوزيع األدوار بني السرد واحلوار وانتهت ارب كتابة السرد ابللهجات العامية إىل طريق مسدود عربي ا وإبداعي ا..ن )3(. وقد ظهرت هذه املستوايت من لغة احلوار مجيعها يف املنت القصصي اليمين يف املراحل الثالث ولكن ميكننا إمجاال اإلشارة إىل مسار هذه اللغة ابلقول أبن اجملموعات القصصية يف املرحلة التقليدية قد كثر فيها استخدام اللغة الفصيحة يف القصص ذات املضمون السياسي وما يرتبط فيها بفكر القاص نفسه وواوالت طرح أفكاره على لسان شخصياته حبيث تبدو وكأهنا تتكلم من منظور الكاتب وليس ( 1 ) يوسف نوفل: قضااي الفن القصصي القاهرة املطبعة العربية احلديثة 1977 م 1 ص 34. ( 2 ) ومد فتوح: لغة احلوار الروائي ولة فصول اجمللد الثا العدد 2 يناير فرباير مارس 1982 م ص 83. ( 3 ) صالح فضل: لذة التجريب الروائي القاهرة أطلس للنشر واإلنتاج اإلعالمي 2005 م 1 ص 14.وملزيد من رصد هذه القضية يراجع كتاب يوسف الشارو : لغة احلوار بني العامية والفصحى يف حركات التأليف والنقد يف أدبنا احلديث القاهرة اهليئة املصرية العامة للكتاب د 2007 م

335 مبنظور الشخصيات يظهر ذلك يف مثل قصة )املتسللون لباوزير والغول ولون املطر مد عبد الوق والقرار لباذيب وغريها( يف حني أن هناح قصص ا ذات مضمون اجتماعي تتحدث فيها الشخصيات بلغتها العامية كاللهجة العدنية يف قصص:نخيكسي ملن جاء تع رنللدحان نجريرة العدل ومسألة كرامةنأل د وفوظ عمر أو هلجة تعز وهلجة صنعاءكما تظهر يف قصةناي خبرين مد عبد الوق وغريها من القصص يف حني أن اللغة الفصيحة تستغرأل احلوار يف وموعات كاملة من قصص املرحلة التجديدية كما يف وموعة: )اهلجرة مرتني والسحب املسافرة والعم مسفر والبشارة( وعدد كبري من قصص ميفع عبد الر ن وعبد الكرمي الرازحي و اصة يف القصص ذات الطبيعة التجديدية يف بنية القصة. وترتدد لغة احلوار وترتاوح بني عامية ومفصحة يف القصص ذات البعد الرتاثي أو الا متيل إىل ا افظة على ثباهتا الرتاثي يف بنيتها وذلك مثل عدد من قصص ومد مثىن الا تراوح بني العامية و )الفصعامية( يف حني أن اللغة الفصحى تسيطر على لغة احلوار يف املرحلة التجريبية كما نرى يف خواصها إمجاال. -1 وبناء على ما سبق من تقنيات احلوار ميكننا استنتاج خواص عامة للحوار يف املرحلة التجريبية تبدو اتلفة عن تقنيات احلوار يف املرحلتني السابقتني وهذه اخلواص نوجزها فيما يلي: استخدام الفراغات يف احلوار أو الصمت الذي يعر فه فاتح عبد السالم أبنهنببساطةكالم غري منطوألن )1( هذا الصمت يكثر استخدامه يف احلوار يف قصص املرحلة التجريبية وأتيت اإلشارة إليه من خالل النقا )...( كما يف قصةنبوحنآلمنة يوسف وقصةنالكماشةنأل د ومد عثمان وغريها تقول قصةنبوحن مث ال: ناذهب.. وةا إىل اجلحيم. ن...ن لن أضعف على الرغم من احتياجي املاس إليهما اذهبم فقد خانتا معكم ن...ن ( 1 ) فاتح عبد السالم: مرجع سابق ص 50.

336 - إذن فسأغيب يف ثغر شباح آخر يعصمين من السرقةمن. 1 ولعل يف ذلك ديد على مستوى الفضاء الكتايب أيض ا حيث يتم استغالل البياض يف الصفحة والنقا بطريقة ريبية مل يلتفت إليهاكتقنية مهمة من قبل. -2 سيطرة اللغة الفصيحة على احلواركظاهرة اثبتة يف مجيع اجملموعات ذات التجديد بناء ولغة وحىت يف وموعةنحيدث يف تنكا بالد النامسنذات اجلو احلكائي الشعيب أييت احلوار - حىت على لسان النساء واألطفال - ابللغة الفصيحة وما أييت من قصص هذه املرحلة بلغة غري ذلك مفصحة أو عامية فهو أييت يف القصص الا متيل إىل الرتاث وطبيعة املرحلة التقليدية كما يف وموعةنحجم الرائحةن مد عبد الوكيل جازم وابلتحديد يف قصةنفرح الر ان القد نذات البنية احلكائية الرتاثية. 3- ميتاز احلوار يف قصص هذه املرحلة ابإلجياز الشديد من حيث طبيعة اجلملة احلوارية فهي ليست مجال طويلة ألهنا تتناسب وخاصية املرحلة يف تكثيف اللغة تعتمد بعض القصص يف هذه املرحلة على الصياغة املضمرة حبيث يتم فيها إخفاء أية إشارة إىل اسم املتكلم أو وصف حالته وقد أظهر القاصون التجريبيون اهتمام ا هبذا الشكل من الصياغة املضمرة إذكانوا يعمدون إىل واولة رصف األصوات املتحاورة بعضها إىل بعض دون تفاصيل سردية إشارية من الراوي تعبري ا عن أجواء ضبابية وكابوسية ورمزية ووجودية معينة يظهر ذلك مثال يف قصةنبعيد ا عن بياض املصابيحنأل د ومد عثمان: عندها سيلتبس األمر عليهم من جديد وخيلطون بيننا وبني املصابيح. وقد يعودون إىل منازهلم بصحبتها ويرتكوننا مزروعني على األرصفة بدال عنها ( 1 ) آمنة يوسف: قصةنبوحن ص 14.

337 - حينها سننادي عليهم أبصوات عالية...ن. 1 وتستمر هذه احلوارات املضمرة حىت هناية القصة. 5- القصص املوجزة جد ا قصص الومضة تعتمد كثري ا على احلوار يف بنائها حبيث يغدو هو األساس وذلك لطبيعة اجلدلية فيه وألنه حيتوي على قدركبري من شعرية اإلجياز تعتمد عليه قصص ومد القعود كثري ا فمثال قصةنتشجيعنأييت احلوار فيها هكذا:نأوقفين شرطي وقال ق: - غن ق عن احلرية - أ ن ال أعرف كيف أغين اي سيدي. - إذن ستغين هذه العصا. واهنال علي ضر اب حىت رقص صويت على غناء جسديممن) 2 (. ولعل القاص التجرييب هبذه الطريقة - من اإلجياز يف احلوار والتكثيف والصياغة املضمرة واستغالل الفراغ النصي وتركيز انتباه القارئ - حياول أن يوجد للحوار نفسه وظيفة شعرية على وفق مفهوم صنع املغايرة يف الشكل ويف تشكيل الصورة احلوارية واالستخدام الدالق الذي يؤديه الشعر عادة والذي يظهر بفضاءاته النصية الا تسعى إىل سيدها قصص املرحلة التجريبية على كل املستوايت من خالل عناصرها القصصية وتشكيلها اللغوي. 3- عالقة احلوار ابلسرد: تقوم عالقة احلوار ابلسرد على مفهوم العالقة بني التابع واملركز أو الطارئ والثابت أو الثانوي والرئيس فالسرد هو املركز والعنصر الثابت واملكون الرئيس ل دب القصصي الذي يتسم من خالله بطبيعته املميزة له نوع ا أدبي ا )narrative( أما احلوار فهو وافد من موقع الثبات والسيطرة واملركز يف الدراما إىل موقع املساعد أو الثانوي التابع يف القصة القصرية ويؤدي لقاء احلوار والسرد كما يقول ( 1 ) ومد أ د عثمان: قصةنبعيد ا عن بياض املصابيحن ص ( 2 ) ومد القعود: قصةنتشجيعن ص 9.

338 فاتح عبد السالم يف بنية اخلطاب القصصي وظائف جديدة تولد من تلك العالقة الناشئة لعل يف مقدمة تلك الوظائف: أو ال سعي الكتاب إىلكسر الراتبة الا ميكن أن تنت عن السرد املستمر اثني ا: حرص الكتاب على ريد شخوصهم من اإلسقاطات الذاتية وجعلهم يتكلمون يف إطار من املوضوعية واحلياد فضال عن الرغبة يف إعطاء الشخصية بعد ا درامي ا حيث إن من الصعب جناة الكاتب من أتثري أقدم الفنون األدبية وأعرقها فيه )1(. ومن هنا ف ن بنية اخلطاب القصصي لدى السرديني ينقسم إىل مكونني أساسني ةا: السرد وهو يف أبسط تعريفاته يعين اإلخبار والعرض الذينيعين احلوار بني الشخصياتن )2(. وابلنظر العام إىل عالقة احلوار ابلسرد جند أنه يف املدونة القصصية اليمنية يف مراحلها املتعاقبة أييت على نوعني: األول -وهو األكثر واألعم- يكون احلوار متمم ا للسرد ومتداخ ال مع نسيجه وبنيته لتوضيح فكرة أو بيان موقف والنوع اآلخر: أييت احلوار أساسي ا ومركزاي ويكون السرد متمم ا له ويظهر ذلك يف عدد ودود من القصص ميكننا اإلشارة إىل أدائها: وهي قصة )أبو ربي واي خبري وموت إنسان( مد عبد الوق و قصة )حتيا مصر وتصبحوا على سياسة( لعلي ابذيب من قصص املرحلة التقليدية وقصة )الدرب الذي ل ينتهي( مليفع عبد الر ن وقصة )هيا بنا( حلسن اللوزي وقصة )حادث يف زقا وصاحبة املنزل( لرمزية اإلراي من قصص املرحلة التجديدية ويف هذه القصص مجيع ا يغلب الطابع احلواري على السردي يف حني تقوم قصة )اللجام( للسقاف على احلوار ا ض ومثلها أتيت عدد من قصص املرحلة التجريبية تنزع إىل التجريب املسرحي حبيث يغدو شكلها أقرب إىل بنية املسرحية مع اإلبقاء على خيط السرد دقيق ا وغري مقطوعكما يف قصة )الكماشة( مد عثمان وقصة )حرية( لنادية ( 1 ) ينظر: فاتح عبد السالم: مرجع سابق ص 239. ( 2 ) سعيد يقطني: القراءة والتجربة مرجع سابق ص 94.

339 الكوكبا وغريها. وهذه القصص تغل ب الطابع احلواري ابعتباره تقنية ريبية تظهر فيه الدراما على السرد وتغلب يف جانبها التجرييب طبيعة املسرحية على القصة ولكنه يظل وافظ ا على آخر خيو السردية من خالل تدخل الراوي ابلتعليقات أو اجلمل االعرتاضية الا ال تقطع خيط القصصية املتبقي يف هذا التجريب. وبعد احلديث عن احلوار بتقنياته سنقف عند املكون اآلخر من لغة اخلطاب القصصي وهو السرد لننظر يف طبيعة اجلملة القصصية وبالغتها. اثني ا- اجلملة القصصية وبالمنة السرد : يف هذا ا ور سوف نالحف مسار اجلملة القصصية -بنية اللغة السردية- يف مراحلها الثالث وابلنظر يف املنت القصصي - عينة الدراسة - يبدو لنا بوضوح أن اللغة السردية قد سارت من النثرية اخلالصة يف املرحلة التقليدية إىل النثرية املطعمة ابجملاز يف التجديدية وفيها تنقسم قصص اجملموعات إىل قصص متيل إىل اال اه الرتاثي -حبسب تقسيمنا السابق- والا دتفف ابللغة النثرية اخلالصة وقصص تنزح إىل التجديد بلغتها اجملازية الا دمل فقرات شعرية تطرز هبا لغة السرد أتيت املرحلة التجريبية لتسود فيها اجلملة الشعرية يف القصص ذات الطابع التجديدي أيض ا. ولبيان ذلك سنعرض اذج من لغة السرد يف املراحل الثالث يف قصةنشيء اده النفاألن مثال يقول الراوي:نوجدت نفسي وحيد ا يف عدن وكان أهلي وحيدين يف اليمن وأيب وحيد يف السجن يقضي لياليه يف أحالم مزعجة تصور له املوت والسياف وهو يزوره.. ومات جدي بعد ستة أشهر من دخول والدي السجن.. مات وهو يصلي يف املسجد نتيجةنقذف الدمنومل يعمل له مقام يوم ورتمكبقية عباد وصرب ن مجيع ا.. وازددت ثباات ومل أغادر املدرسة وكنت أالقي االضطهاد والتقريع من أوالد الذوات...ن )1(. ( 1 ) صال الدحان: قصةنشيء اده النفاألن ص

340 نالحف أن هذه اللغة النثرية واضحة ال دتوي على اجملاز ولكنها تسعى يف هدفها إىل متابعة احلدث والزمن وبيان تطور األحداث وموقف الراوي وأهله مما حيدث هلم من صروف الزمن بسبب سجن األب وهي لغة تقريرية متثل يف وملها طبيعة اجلملة القصصية لدى صال الدحان يف وموعتهكما هي خاصية عامة ملعظم قصص املرحلة التقليدية وقد أتيت اللغة النثرية بوضوحها هذا مرتبطة بقدرة القاص على الوصف للمكان ووتوايته ولكن تظل لغة اجلملة نثرية خالصة وذلككما يف معظم القصص ولنأخذ مثاال على ذلك من وموعة ومد عبد الوق:كهذه العبارة من قصةنالدر" األخرين:نكان الفصل هادائ وثالثون طالب ا يتنفسون هبدوء وينظرون بعيون قلقة إىل الباب.. فبعد دقائق سيدخل املدرس ليلقي آخر دروسه يف األايم العادية ويف مثل هذه اللحظات يكون الفصلكامل الفوضى يتقاذف الطلبة ابلطباشري ويصيحون متلفظني بكلمات بذيئة وقد د أحدهم يف إحدى الزوااي يعبئ فمه ببقااي رغيف بينما عيون هنمة تتابع حركات يديه وفمه..ن )1(. هذه اللغة الواصفة تبدو يف منتهى الصفاء النثري اخلالص حيث ال جندها مهتمة ابجملاز أو ا سنات البالغية فهي تصف الواقعكما هو أمام عني الراوي بلغة نثرية. وليس معىن ذلك أن اجلملة القصصية يف املرحلة التقليدية ال تستخدم اجملاز فال يعدم وجوده يف السرد ولكنه أييت يف صورة ندرة لكي يؤكد فكرة ما من خالل التشبيه مثال -وهو أكثر صور البيان استخدام ا يف اجلملة القصصية التقليدية- ولكنه من حيث الرتكيب ال جيعل اجلملة غامضة أو مبعىن آخر ال يذهب هبا إىل فضاءات الشعرية ولكنه حيتفف ابلطبيعة النثرية ونقائها يف وضوح العبارة والفكرة مع ا. وتعتمد الصورة الوصفية على التشبيه حني يستخدم القاص الوصف يف اجلملة القصصيةكما يف قول ابوزيرنوأخذت النار تشب يف جسدي حني بسطت فراشها وامتدت عليه وقد سكب القمر ضوءه على جسدها الفاتن فصارت وهي على فراشها ( 1 ) ومد عبد الوق: قصةنالدرس األخرين ص 27.

341 كحلية من الذهب دقيقة الصنع وضعها صانعها يف صندوأل من املخمل األبيضن )1( هذه اللغة ذات املسحة الرومانسية تقوم على التشبيه )كحلية( واالستعارة )النار تشب يف جسدي( والتشبيه واالستعارة ةا الصور البيانية األكثر استخداما يف لغة القص يف هذه املرحلة وإذاكانت اجلملة القصصية النثرية تسمو همال استخدام التشبيه يف بعض قصص املرحلة ف هنا تقع أحيا ن -كما يف بعض اذج قصصية- يف التأثر بلغة الصحافة املباشرة واملقال املباشر ومن أمثلة ذلك ما جنده يف قصةنوهللا قصة اي ابو خليلنلباذيب كما يف هذه اجلمل الرابطةنوبطبيعة احلال فلم يكن أبو خليل يظنن )2( أونومن نحية أخرى فقد بدأت أم فاطمة تتحدثن)ص 75( وغريها. وأما املرحلة التجديدية ف ن اجلملة القصصية فيها أتيت على طني: مجلة نثرية خالصة ال ختتلف عن اجلملة يف املرحلة السابقة وهي الا تبىن عليها القصص ذات الطابع الرتاثي ومثاهلا معظم قصص ومد مثىن فاجلملة القصصية لديه ال دفل ابجملازات أو الصور البيانية الكثرية إال ما جاء منها عف وا وقد أصبح لتكراره يف االستخدام النثري املوروث ال ميثل انزايح ا يف املعىن بل أضحى مألوف ا يف استخدامه يف لغة القص النثرية وذلك مثلنخ ي م الليلن نمشو الدومن نطافت برأسه سحب من الذكرايتن نأينما سافر الرزألنوغريها من االستعارات أو التشبيهات ومثل هذه الصور البيانية أتيت يف عدد كبري من قصص هذه املرحلة لدى زين السقاف وعبد الفتاح عبد الوق وزيد مطيع دماج ورمزية اإلراي وعبد الكرمي الرازحي وأييت التجديد يف اجلملة القصصية يف النمط الثا وهو الذي يقوم على عناية القاص ابجلملة من خالل ثالثة معامل: األول: وجود دال حيمل عمق ا يف القصة ويتم استخراج مدلوالته املتنوعة وتفجري معانيه الكامنة بتقليباهتا يف القصة ويغدو هذا الدال هو املركز )البؤرة( أو العنصر اللغوي املهيمن ويتضح من خالله ( 1 ) عبد سامل ابوزير: قصةنالنافذة املفتوحةن ص 54. ( 2 ) علي ابذيب: قصةنو قصة اي أبو خليلنص 70.

342 قدرة القاص على تعميق الرمز واللعب على تيمة واحدة فمثال والبناد يغدو )العرأل( يف قصةناملناجل نمليفع عبد الر ن دا ال موحي ا يربط بنية القصة بتنويعات استخدامه فهو أييت للداللة على الشقاء وعلى كدح العمال األجراء يف أرض السيدنعرأل يندفع ملح ا وجراح ا كجسد زعرت.. ميسح اث لن عينيه واثلث ورابع ف ذا برابية من امللح واجلراح تتكوم ممتدة بني قاماهتم املنحنية وبني أقدام القهر على بعد أمتار منهمن )1( ويستمر العرأل داال على القهر والشقاءنةس زعرت لنفسه ورفع رأسه ومسح العرأل من جبينه ليبادره وكيل سيد األرض القابع عند الشجرة صائح ا به اشتغل اي زعرتن)ص 30 ( ويف الليل يكون للعرأل داللة أخرى ترتبط ابللذةنمتسك حزمة من عناهنا األسود الطويل تدس نصفك السفلي بني ساقيها يتصبب منك عرأل ابرد ال يشبه عرأل النهارن)ص 29(. يكون للعرأل داللة أخرى ت ستنهض فيها اهلمم وتتحول الوجوه واألجساد العارقة إىل غضب يف وجه اإلقطاع والظلم فتغدونرؤوس سادة األرض واملساجد ووكالئهم ومرتزقتهم تغوص اليوم رابيةكاحلة من ملح عرأل أجساد رفاأل زعرت وجراحها تغوص يف طوفان هادر من دقات الطبول والقلوب املشحوذة ابلغبطة والغضبن)ص 31 ( أييت النصر وتنقلب األحوال ويعم الناس خري الثورة ويكون العرأل دا ال على اجلهد الذي جاء ابلنصر وغسل األرض بلذة النشوة والنصرنمتتد غابة الرجال والبنادأل واملناجل شااة تعرب املسافة الطويلة بني جبني الشمس وبني الطوفان اهلادر يف أعماقهم دطم حوائط القهر واخلوف من اجلوع يف دايرها تغسل األرض بعرأل ابرد شهي -كعرأل مضاجعة النساء- تطرز األرض ابلتعاونيات واملدارسن)ص 31 ( وهكذا يغدو الدال مبأر ا يف املعىن ورابط ا للفكرة على امتداد القصة وهبذا يظهر التجديد يف بناء اجلملة القصصية حيث يعتين القاص بتيماته ويوظفها لتعميق املعىن. والثاين: أن تكون اجلملة القصصية ذات طبيعة نثرية ولكنها تطرز بلغة شعرية أو تردف همل ( 1 ) ميفع عبد الر ن: قصةناملناجل والبنادألن ص 27.

343 شعرية ويكون ذلك ابلتناوب بينهما كما يف قصةنالسحب املسافرةن مد حيدرة ففي هذه القصة أتيت اجلملة القصصية ذات طابع نثري يف بعضها ولكنها نثرية مجالية مل تعد مثل نثرية املرحلة السابقة خالصة يقول:نجنعلهم يعتقدون أننا نصل إىل حد املواجهة ابلسالح األبيض عندما نتحارب.. ولكننا ول احلرب الا يبتغون لنا من خلفها الدمار إىل فرصة إلعادة إصالح ما عطب يف الشراين املمتد بني قلبينان )1( ويستمر السرد واحلوار ويتخلله قالب لغوي شعري يقول فيه:نآه.. ما أمجل احلزن حني يصري كوشم على وجه فاتنة يعجز عن كتم أنفاسها وجييء احلبيب فيلثمها.. تكفهر الوجوه الا تكره العشق والشوأل ال تستطيب احلياة على كوكب احلب هتوى بديال عن الورد شوح الصحارى.. وما أبشع االغرتاب عن الذات يف الذات...ن)ص 48( هذه اجلملة الشعرية الا تصل إىل عشرة أسطر يف القصة فيها -كما يقول املقال-نإثراء لصوت الشعر وخنق لصوت اخلطابة ويصل الصوت الشعري يف بعض القصص إىل درجة الشعر احلقيقي املوزون الذي لن ترتدد أية ولة عربية جادة عن نشرهكشعر لهكل مقومات الشعر احلديث كهذا املقطع املتواري يف ثنااي قصة السحب املسافرة والذي ميثل قصيدة مستقلة من القصائد املدورة احلديثةن )2(. والقاص يعي أنه يكتب شعر ا ويشري إىل ذلك حني يتساءل بعد أن أييت ابملقطع السابق بقولهنإنه يشبه الشعر.. أهي ملكة مفاجئة م لن تكون وحي ا شيطاني ا أ ق إهنا يفكل األحوال االنفجار الربكا بعينهن)ص 48(. ومن هنا ندرح أن اجلملة الشعرية تتوازى يف السرد وتزاحم حبضورها اجلملة النثرية يف نتاج هذه املرحلة التجديدية كملمح يسعى القاص فيه إىل البحث عن آليات لتجديد اللغة كما حدث يف عناصر القصة األخرى من حدث وشخصية وزمكانية ولعل ذلك يظهر بشكل أوضح يف القصص الا تتحدث ( 1 ) ومد صال حيدرة: قصةنالسحب املسافرةن ص 46. ( 2 ) عبد العزيز املقال: دراسات يف الرواية والقصة القصرية يف اليمن مرجع سابق ص 310.

344 عن مضمون مكرر كاملضمون الوطين أو السياسي فيبحث القاص عن لغة ديدية متيل إىل الشعر ليتجاوز راتبة املوضوع وما قد يعتقد أنه سيوقع بقصته يف املباشرة. الثالث: أن تقوم اجلملة القصصية يف عموم القصة على اللغة اجملازية ويكثر ذلك يف عدد من قصص حسن اللوزي ذات الطبيعة التجديديةكما يف قصةنالعطشنمثال حني تقوم اللغة القصصية - يف موضوع مكرر كموضوع الرغبة اجلنسية واملرأة الا يهاجر عنها زوجها فتكون مطمع ا للتحرشات على لغة وازية شعرية يف عموم القصة وتظهر اجلملة القصصية يف هذا اإلهاب املطرزنآه ها هي بكارة األرض بني يديكم تقشر نفسها.. وتستلقي ساخنة وموجعة دت أقدامكم.. من ق بسيف أبقر به بطون الغيوم العنينة وأمنعها من االسرتسال يف عاداهتا السرية.. من ق ابمرأة أسكب يف اندالقة جسدها حريقي ومتزقي الغريزي واسرتخي كطفل أرهقه اللعب يف ظل هنديها الشاانين )1(. ويربط بني املرأة واألرض بلغة املمازجة بني فعل اجلنس وفعل اإلخصاب من خالل اجلملة الشعرية الواصفةنواألرض على امتداد حواسي ومشاعري تتشكل يف هيئة أنثى نضجة وجائعة ابغتها الرجال املتضورون فتعرت أمامهم ضاحكة ومرختية الوداين والسهول واهلضاب لتغسل بفيوض الفرح الغريزي وتدو بنشوة االرتواء اجلسديةن)ص 16 (. ونالحف شعرية اللغة يف قصص أخرى من اجملموعة حبيث تظهر اللغة اجملازية يف مواطن متفرقة من جسد القصة مثاهلا:نويكون يف جسد الليل املسجى فجوات ممتدة االتساع متزأل مرير برمح داخل أنسجة السكونن )2( وقولهنوهكذا انقطع حبل الرحم الذي مل يكن مشدود ا ومل أتصور يوم ا أن ينفلت بسهولة من دت سرة أخي ليفصلين عنهن)ص 65 ( ومثل قوله:نلكن الدموع يف عيين دولت إىلكائنات صماء.. إىل حجارةن)ص 67 ( وهبذه اجملازات واالستعارات الا يقصد إليها القاص ويعتين هبا يف لغته القصصية ( 1 ) حسن اللوزي: قصةنالعطشن ص 12. ( 2 ) نفسه: قصةنحيدث أثناء املخاضن ص 61.

345 يرتفع مستوى السرد من ورد االهتمام بنقل احلدث أو تصوير الشخصية إىل اإلمتاع ابلصورة البيانية والعناية ابللغة اجلمالية وتشكيالهتا ومن هنا يتضح مدى التجديد الذي سعت إليه القصة يف مرحلتها التجديدية. وأتيت املرحلة التجريبية لتقوم فيها اجلملة القصصية على بالغة متميزة وأكثر انسيااب يف الشعرية وذلك من خالل تقنيات تكوينية يف اجلملة القصصية ذاهتا وقبل أن نعرض ملالمح اجلملة القصصية التجريبية نشري إىل أن لغة القصة يف هذه املرحلة قد سارت يف ا اهني اثنني-شأن بقية العناصر-: تراثي يثب ت طبيعة اللغة القصصية النثرية وإنكانت أكثر إجياز ا وتكثيف ا كما يف بعض قصص الغريب عمران و ندية الكوكبا وغريةا يف حني يقوم بعضها على حضور اجلملة الشعرية متوازية مع اجلملة النثرية كما كانت عليه يف املرحلة السابقة -أيض ا- ومثال ذلك قصةنحسناء طب من السماءنلسامي الشاطيب حيث يتعانق فيها النص النثري مع الشعري هكذا:نغن ت اجلدران بنسق موسيقي يصلب الذاكرة ما ت يف قلبها استقباال للضيف اجلديد: أيها اآل من أزمنة سحيقة منىن هاهنا تغمض الشمس عينيها هاهنا تفتح الشمس عينيها هنا يشعل اإلنسان ابجلمر حسرات ويضيء قمر املكان أفردي أيتها العتمات قرها 1 وأئيئي قمر الزمان " ونالحف أن اجلملة الشعرية تتميز يف هذه املرحلة ابلشكل الكتايب أيض ا حيث ت رسم على الورأل ببنط آخر مائل دون أن يشري القاص يف النص إىل أنه يكتب شعر ا وهذا هو االختالف بني الطريقة يف ( 1 ) سامي الشاطيب: قصةنحسناء هتبط من السماءن ص 49.

346 املرحلة التجديدية وهذه املرحلة ففي هذه اجلملة الشعرية تواش مع مجلة السرد النثرية دون فواصل و تصاعد احلس الوجدا هو الذي يقود إليها فال جيد السارد مناصا من هذه اللغة الا تبدو أكثر داللة وغوص ا يف أعماأل النفس للتعبري عن موقف وجدا وقد أشر ن من قبل إىل قصةناإلايبن مد عبد الوكيل جازم الا تقرتب فيها مجلة السرد من مشارف الشعر و اصة يف وصفها للدار واألشواأل إليها يف تصاعد وجدا ينهي القصة هبذا املقطع الشعري:نأحبث لك اآلن عن ساقية من الثل حتفظ حنينك إن ذهبت إىل الودا حتفظ حنينك إن رجعت ويف حقول حقائبك خبئ نشيد الرعد...ن 1 ومن هنا يتكون هذا اال اه الرتاثي حبضور اجلملة الشعرية بكياهنا املستقل كرديف للجملة النثرية وأما اال اه اآلخر التجديدي وهو الذي متتاز فيه اجلملة القصصية واص شعرية خالصة ف ن مالوه تظهر يف ثالث توصيفات هي: التكثيف اإليقاع والتكرار االنزايح وفيما يلي تفصيل ذلك. 1 -التكثيف: مل تعد اجلملة القصصية ذات تركيب طويل أو حشو يف املعىن واأللفاظ بل ا هت إىل القصر والتكثيف ويعد التكثيف من أهم مميزات بنية القصة القصرية إمجاال إال أهنا يف قصص املرحلة التجريبية صارت أكثر وضوح ا ومي ال إىل تكثيف التكثيف. تقوم معظم قصص آمنة يوسف ووجدي األهدل وأفراح الصديق وهدى العطاس وومد القعود وعبد الكرمي غا وومد أ د عثمان على اجلملة املكثفة جد ا ويظهر ذلك التكثيف يف إجياز األحداث والوصف وعدم اإلطناب يف األلفاظ ولنأخذ على ذلك هذا املثال من قصص ومد القعود والا يظهر ( 1 ) ومد عبد الوكيل جازم: قصةناإلايبن ص 9.

347 فيها التكثيف يف اختصار الزمن واحلدث والشخصيات حبيث تبدو بنية القصة مكتملة يف هذه األسطرنيف ليلة ممطرة ابلسكون انتشرت فيها رائحة احلرب وشوهدت يف فضائها بروأل األفكار. هب األب من صمته مذعور ا ليطمئن على حبة قلبه وجده ساة ا مع عقله يضاجع فكرة.. أ نمله ترتعش ابلكتابة فوأل ورقة عذراء بدأت دمل مثرة ذلك االستغراأل والنزف واالرتعا..مم بكل عنف الصدمة املوجعة وبكل اشتعال الفضيحة أطلق األب ذعره على مستقبل ولده: - يف بيتنا مصيبة.. يف بيتنا أديب.ن )1(. نالحف هنا كيف يتحول السرد إىل مجل موجزة كأهنا إشارات موحية ختتزل أحدااث وعبارات كثرية كانت القصة التقليدية تبسط فيها القول وتصف فيها احلال وصف ا مطوال نويف ذلك تقدمي لوجهة نظر القاص هبذه اللغة الا مل تعد لغة سرد وظيفتها احلكي كما تقول نبيلة إبراهيم بل أصبحت لغة الرتكيز على األشياءن )2( ويف هذا التكثيف متاس واضح مع اللغة الشعرية بل إهنا أهم خواصها وهي ما مييز التجديد الذي جاء به كتاب القصة اجلدد يف هذه املرحلة التجريبية وذلك يف واوالهتم العديدة يف البحث عن األشكال التعبريية اجلديدة واستعارة هذه اخلصوصية الشعرية الا ديل احلدث كما يقول ومد بنيسنإىل رمز حبيث ال ترد ن إىل احلدث مبا هو وكما هو إ ا ترد ن على داللته أو أبعاده نقلة حواسنا ووعينا يف أفق مجاق ختيلي قوامه اللغة وعالقاهتان )3( يف النص السابق داللة دمل قدر ا من األمل يف عامل ال ي قد ر ل ديب قدره تبينه األسطر القليلة الا دملها لغة القصة يف إجياز شديد يصف حالة الكتابة وحلظة اإلبداع )أ نمله ترتعش ابلكتابة فوأل ورقة عذراء( ومثرته ذلك االستغراأل والنزف واالرتعا فتحمل إلينا لغة القصة رسالتها املشفرة فحنيكان األديب قدمي ا ذا شأن يفرح الناس بنبوغه ( 1 ) ومد القعود: قصةنأديبن ص 52. ( 2 ) نبيلة إبراهيم: فن القص يف النظرية والتطبيق القاهرة مكتبة غريب د. د. ت ص. 245 ( 3 ) ومد بنيس: الشعر العريب احلديث بنياته إبداالته الدار البيضاء دار توبقال 1990 م 1 ص 172

348 ويفخرون به يتحول يف وتمع اليوم -املادي- إىل فضيح لة ي صدم هبا األب وال يتورع عن إطالأل كلمة مشحونة بكل دالالت الفجيعة وهي )يف بيتنا مصيبة( هذه القصة أ وذج ا للموضوعات اجلديدة الا أضحت هتتم هبا القصة التجريبية والا تتعلق أبسئلتها وأشيائها اخلاصة يف وصف حال اإلبداع واملبدعني وهو مضمون مل تكن القصة التقليدية )ذات املضامني والقضااي الكربى( هتتم به أو تعد ه موضوع ا هلا. 2 -اإليقا والتكرار: وةا خاصيتان شعريتان تستعريةا اجلملة القصصية السردية وال نقصد ابإليقاع هنا ورد الوزن ولكن نعين به انسجام اجلمل يف طوهلا وترابطها حبيث تبدو اجلملة القصصية ذات وصف قائم على ما يشبه اإليقاع الشعري تتكرر فيهكلمة ماكمفتاح للجملة القصصية وتغدو أقرب إىل طبيعة النص الشعري وقد تستخدم ما يسمى ابأل نفورا Anaphora أو تكرار الصدارة وهينتقنية تستخدم يف الباالد واألغا وكذلك يف عدد من األشكال األدبية األخرىن )1( ومثال ذلك يف قصةنال شيء هذه املرة )دوران أجنحة متكسرة(نلسمري عبد الفتاح تتكرر مجال معينة بصدارة واحدة هكذا:نيف املرة القادمة سأحضر معي قليال من الزيت...ن)ص 123 ( نيف املرة القادمة سأ ل معي علبة ثقاب...ن)ص 124 ( نيف املرة القادمة سأشرتي...نوهكذا تتكرر أكثر من تسع مرات يف القصة وتتحول إىل إيقاع يتجاوز الصدارة ليعرب عن راتبة احلياة الا يعانيها الراوي/املتكلم مبا يوحي ابمللل والتكرار الذي يعيشه فتغدو هذه اجلملة الصدارية مقصودة تساهم يف تصوير تفكري الشخصية وتساهلها بكل شيء فهي تؤجل كل أعماهلا إىل مرة قادمة ال أتيت يف الواقع. وقد يستخدم القاص يف هذه املرحلة التكرار من خالل مفردة معينة حيملها دالالت اتلفةكما يف هذا النص من قصةنطريف انسياب مريبن مد أ د عثماننوحني أذهب يف النوم سرعان ما أجد أهوي يف جلة الذهول ملرأى قاما تعربها أشباح ذعر تتخشب ملرأى ذاببة ذاببة تسد مداخل ( 1 ) J. A. Cuddon: A Dictionary of literary terms. Andre Deutsch, Pp

349 أحالمي ذاببة تزور يف كهوف مججما ذاببة يف ظالم غرفا ذاببة تتعقبين.. ذاببة هائلة توشك أن تنقض علي ومكرب أزيزها العاق يطفئ يف مسمعي آخر صدى آلخر صدى آلخر صدى.. آلخر األنفاسن )1(. على الرغم من هذا اجلو الكابوسي يف األحالم املزعجة إال أن التكرار هو الذي زاد من اإلحساس ابلضيق وتصوير اللحظة وجنح يف خلق جو نفسي من خالل اإليقاع والتكرار ل )ذاببة( يف بداايت اجلمل القصرية ول )آخر صدى(كنهاية انسيابية إيقاعية تعتمد على اللفف للتعبري عن هناية احلالة الكابوسية الا يعيشها الراوي. ومثلها أتيت قصةنتطل عنهلدى العطاس والا تتكرر فيها مجلة )كان منسوب املياه يرتفع...( مخس مرات يف القصة ليدل هذا التكرار على ذكرى حزينة وعميقة يف القصة ويف نفس شخصية القصة ويتدرج التكرار مع إضافات جديدة يفكل مرة يتدرج يف السرد مع تداخل التكرار عن ارتفاع منسوب املياه والذي يظهر يف النهاية مع ا. -مع التكرار اخلامس- سر هذا اإلحلاح على تصوير ارتفاع منسوب املياه كتكرار يبدو وكأنه مشهد سينمائي يتداخل بصورته مع وصف سري احلياة لفتاة مغلوبة على أمرها تتحدث عن حياهتا اليومية العادية يف املنزل وتصف أعمال املنزل كما تصف أمها وذكرايت تزوجيها من ابن خالتها الذي تتداخل صورته مع صورة األب اجللف اخلشن حىت تنتهي القصة ابلغرأل ويطفو اجلسد الغريق املنتفل إىل األعلى وكيف جرفته املياه الاكان يرتفع منسوهبا وهذا التكرار يف اجلملة إبيقاعه ليس إال م عض د ا لطبيعة الفكرة الا تعاجلها القصة وتنسجم فيها اللغة الشعرية مع املضمون لتعرب عن هناية مأساوية ملشكلة متكررة ال سبيل إىل حلها تتكرر معكل فتاة مينية ترزح دت قهر اجتماعي وختلف أبوي ومن هنا ندرح أن اإليقاع والتكرار يف اجلملة القصصية مل يعد ورد شكلكتايب دد به لغة القصة -وإنكان يؤدي هذه الوظيفة- ولكنه أضحى تشكيال لغواي ملح ا يف بنية القصة ومضموهنا حبيث ينسجم الشكل اللغوي واملضمون مع إجياز عناصر القصة يف قالب رييب واحد تتالحم فيه هذه املكو نت ( 1 ) ومد أ د عثمان: قصةنطريف انسياب مريبن ص

350 3 -ا لنزايح: يعد االنزايح من أهم املفاهيم يف الشعرية املعاصرة وحيث يغدو اللفف انزايح ا ال ميكن القبض على مفهوم موحد له وهذا ما يضمن له -كما يذهب إىل ذلك األسلوبيون- خلق لغة من لغة أي االنطالقة املرحلة كما يسعى الشعراء من الكتاب اجلدد أيض ا إىل التجريب يف اللغة عموم ا إلمياهنم أبن اخللق األديب العظيم إ ا هو اوز للقواعد الفنية التقليدية ومترد عليها ومن هنا سعت اللغة القصصية احلديثة إىل أن -كما يقول املسدي- ويسعى قاصو هذه من لغة موجودةنفيبعث فيها لغة وليدة هي لغة األثر الفينن )1( تتجاوز بنفسها من كوهنا ورد قناة حلمولة الدالالت إىل غاية تستوقفنا لذاهتا مبعىن أن الكاتب هنا -كما يقول عبد القادر بن سامل-نيكسر طية دال/مدلول ويتمرد على هذه املعادلة الا قيدت حقل اإلبداع طويال وخيضع متنه خلطاب انزايحي يعتربهنريفاترينخرق ا لقواعد اللغة حين ا وجلوء ا إىل ما ندر من الصي آخ حين ا رن )2( واالنزايحكما يعرفه أ د ويسنهو استعمال املبدع للغة مفردا ل ت وتراكيب وصور ا استعماال خيرج هبا عما هو معتاد ومألوف حبيث يؤدي ما ينبغي له أن يتصف به من تفرد وإبداع وقوة جذب وأسرن )3(. وجند أمثلة كثرية هلذه اجلمل القصصية االنزايحية يف هذه املرحلة ومن ذلك مثال هذا األ وذجنأقبل املساء فنزعت يدي الثقيلتني من على كتفي املرهقني ووضعتهما هواري على طاولة هرمة غبت يف 1 1 ( 1 ) عبد السالم املسدي: األسلوبية واألسلوب الكويت دار سعاد الصباح 1993 م 4 ص 117. ( 2 ) عبد القادر بن سامل: مكو نت السرد يف النص القصصي اجلزائري اجلديد دمشق اداد الكتاب العرب 2001 م ص 37. ( 3 ) أ د ومد ويس: االنزايح يف منظور الدراسات األسلوبية كتاب الرايض يصدر عن مؤسسة اليمامة الصحفية م ص 8.

351 ثغر نومي اآلق لعلين أجد بقاايي األخرى...ن )1(. اخلارجن )2(. وتقول هدى العطاس يف قصةنفجوةن:نيومي كان ملتئم األصابع غري أن.. فجوة يف الكف سربت هذه اللغة القصصية االنزايحية مل تعد ورد نقل للمعىن بل أضحت هي املعىن واهلدف مع ا هي الدال واملدلول اجلماق يف آن واحد ومن هنا خت ل ق فتنتها اجلمالية ودقق شعريتها وكما يقول صالح فضلنف ن الكلمة يف السرد إذا انتزعت دور البطولة من بقية العناصر واستقلت بشعريتها عن شبكة العالقات السردية أخذ العمل القصصي/الروائي مييل اه الغنائية ويصبح شعراي ابملعىن ا دد للكلمةن )3(. وكما أن اجلملة القصصية يف هذه املرحلة قد أخذت مبعامل اجلملة الشعرية وطبيعتها يف الرتكيب من خالل املعامل واخلواص السابقة ف هنا أيض ا فمثال قد قلدهتا حىت يف التشكيل ويف طريقة الكتابة يف الفضاء النصي يف قصةنبوحنآلمنة يوسف تكتب مقاطع القصة بتشكيل شعري وكأهنا تكتب قصيدة مدورة تستعري يف أسطرها شكل التدوير هكذا: "قمر ا ككنين أن أدنو من أكثر من ذي قبل.. وككن أن كسك بكلتا يدي وأن يشدمها إىل يدي كي أصعد مع ذلك الزور الصغري الذي ينتظران عند ئفة النهر ( 1 ) آمنة يوسف: قصةنمقايضةن ص 14. ( 2 ) هدى العطاس: قصةنفجوةن ص 67. ( 3 ) صالح فضل: بالغة اخلطاب وعلم النص مرجع سابق ص 294.

352 الدافئ واألمساو املشاكسة...". 1 وكأن القاص يف هذه املرحلة ال يدخر سبيال يف ريبه واقرتابه من الشعر مضمو ن وشك ال ومثل هذا التشكيل الكتايب أتيت قصةنما علق ين مد أ د عثمان الذي جيعل هنايتها ذات شكلكتايب شعري: نأان من جترأ على معصية املوت.. أان من هتك أقنعت وعر نواايه لتسخريي مطية يعر عليها من ئفة روح إىل أخر وجيدر ي ما هو أعلى من الزهو: إحسا" مل يتخلق بعد يوشك أن يتخلق يتخلق اآلن.. خيرك ا لنسائم الليل مهمة كنس ما علق ي من موت..ن ( 1 ) آمنة يوسف: قصةنبوحن ص 49. ( 2 ) ومد أ د عثمان: قصةنما علق يبن ص 57.

353 ونالحف أيض ا طبيعة النهاية املكثفة واهلادئة من خالل التشكيل الكتايب الذي ينتهي كلمة كلمة وكأنه يصور هناية سكونية يتناسب فيها شكل الكتابة مع مراد القاص يف هذه النهاية الا تتقطر إحساسا -كتقطريكلماهتاكلمة كلمة - ينسجم يف التعبري مع اإلحساس املعنوي بذرات املوت الا علقت به كغبار يعلق بروح شفافة تتخلص منها بكنسها من على عاتقها. هكذا تغدو اللغة الشعرية مضمو ن وشكال ذات طبيعة انزايحية وإيقاعية مكثفة عل التجربة اجلديدة يفكتابة القصة القصرية يف اليمن يف املرحلة التجريبية تقود إىل أتسيس أرضية هتدف إىل واورة النص النثري وواولة خلخلة بنياته التقليدية بدءا من التشكيل اللغوي إىل فضائه اجلماق الكلي. ومن هنا نالحف اقرتاب جنسي الشعر والنثر وسعيكتاب القصة يف هذه املرحلة -كما سعى غريهم من األدابء والشعراء- إىلكسر نظرية تنافر األجناس األدبية الا فهمت من منظور نقدي كالسيكي على أهنا ذات حدود وموانع منفصلة ألن قصص هذا اجليل التجرييب -جيل التسعينيات- سعت ألن تؤسس أدبيتها عرب تشكيالهتا األسلوبية ممثلة يف اللغة حيث تبدو الكلمة إشارة حرة يف التجربة اجلمالية تؤثر حبمولتها يف نفس املتلقي وقد واصلت القصة القصرية العربية إمجاال - تنوعها و ريبها يف اللغة بثقة غري عادية -كما يقول إبراهيم نصر يف شهادته نبل وذهبت يف التجريب إىل حدود الالعودة أحيا ن حني راحت ختتلط ابلقصيدة مغيبة احلدث ابللغة أو مغيبة احلدث واللغة معا من أجل الظفر هوهرةا ال بشكلهما وظهرت القصة القصرية ج دا الا استلهمت القصيدة بشكل خالأل..ن )1( وإذاكان ذلك شأهنا عربي ا فهي يف اليمن ال ختتلف عن هذا املسار وال نضيف جديد ا حني نقول إن اللغة الشعرية فيها من الطاقة ما جيعلها تكشف عن معا لن ابوءة ضمن بنية النص العامة أقلها إمكانية التأويل وإخضاع النص إىل توليد دالالت المتناهية كما أن اللغة الشعرية هي دول الذات ( 1 ) إبراهيم نصر : )درير وتقدمي( كتاب أفق التحوالت يف القصة القصرية شهادات ونصوص بريوت املؤسسة العربية للدراسات والنشر 2001 م 1 ص

354 من موقع دا يكون يف أغلب األحيان أسري الفكرة/املوضوع إىل فضاء للتخييل ومعانقة األرحب )1(. ولعل هذا التالقح بني اجلنسني قد بدأ مع الكتاابت اجلديدة )قصة وشعر ا( بشكل يلفت االنتباه خصوص ا حني ساند النقد األديب احلديث هذا التحول فعبد امللك مراتض يرىنأن تلك النظرة القدمية مل تعد لصيقة مبفهوم النثر والشعر بل غدت ضيقة جد ا يف العهود املتأخرة حيث النثر أضحى يقرتب من لغة الشعر ليؤسس شاعريته مبفهومها اجلماقن )2(. وحيتشد القاص يف هذه املرحلة عندكتابة قصته ليوظفكل طاقته اللغوية والفنية ليؤسس هرم ا مجالي ا يستعريه من فضاء الشعر حيث تلتمس تلك احلرية الا مينحها هذا الفضاء للراوي فال حيس ابختناأل أو حاجز قصري يرغمه على النزول إىل لغة مؤطرة يف بوتقة اجلاهز فهو يعي -ويظهر ذلك من خالل السرد- أنه جيرب إمكانية تداخل اللغتني لغة الشعر/ لغة النثر على غرار ما تذهب إليهننتاق ساروتنمن أهنا مل تعد تستطيع وضع حدود فاصلة بني النثر الروائي والشعرن )3(. وهذه الصياغة يف اجلملة القصصية السردية ببالغتها اخلاصة الا ظهرت يف ربة هذا اجليل من التسعينيني قد أصبحت تنافس الشعر اجلديد منافسة شديدة حبيث أصبحت القصة إذا مل تكن شعر ا فهي ليست قصة. ومن هنا ف ن ماكان متباعد ا بني األجناس األدبية وفق ا لفلسفة النقد الكالسيكي قد تقارب برؤى النقاد اجلدد وبتطبيقات األدابء الشيء الذي دفع إىل توظيف إمكا نت اللغة بشكل انفتاحي يعززها اخلطاب النقدي اجلديد مبساءالت تنظريية أعاد هبا تشكيل اخلطاب اإلبداعي اجلديد حبيث مل تعد اللغة من حيث مجاليتها وأتويالهتا حكر ا على القصيدة بل تعددت لتفرض طقوسها اإلحيائية على القصة فهي 1983 م 1 ص 5. ( 1 ) ينظر: عبد القادر بن سامل: مكو نت السرد... مرجع سابق ص 46. ( 2 ) عبد امللك مراتض: النص األديب من أين وإىل أين اجلزائر ديوان املطبوعات اجلامعية ( 3 ) انظر: عبد امللك مراتض: املرجع السابق ص 33.

355 عند قاصي اجليل اجلديدنلغة شعرية خترأل قانون اللغة العادية لتقوم على التجربة الباطنةنكما يصفها جان كوهن. )1( Jean Cohen هذا التطور يف املفاهيم النقدية واإلبداعية و دد فضاءات اإلبداع -كما يرى عبد القادر بن ساملنليس على مستوى القصة فحسب بل على صعيد احلركة اإلبداعية يف العامل العريب حيث غدا املبدع يف القصة والشعر على السواء يؤمن أن الفن قوامه اللغة الا تتحول إىل حقل للتأمل فيتصاعد فعل الدوال يف بناء النص وهذا بغض النظر عن األجناس األدبية والنظرة التقليدية الا اعتربت أن للقصة لغتها الواصفة الا ال ينبغي أن دلق بعيد ان )2(. ويبدو أن التداخل يف األجناس األدبية -وابلتحديد بني الشعر والقصة- يرجع إىل أن القصة اجلديدة مل تعد تكتفي ابملرجعية النثرية جلنسها بل تعدت ذلك إىل تناصية مع املنت الشعري املعاصر الذي سبق يف مترده هو اآلخر طية الصورة القدمية الا مثلتها البالغة العربية التقليدية فقد ذهبت لغة الشعر احلديثة تغامر يف األرحب واألجد وابلتاق حدث التالقح بني لغة الشعر ولغة القصة بفعل هذه املزاوجة حبيث مل يعد حيس بذلك التباعد بني اجلنسني عدا ما يتعلق ببعض تقنيات القصة من الناحية الفنية وعن مدى استفادة القصة من الشعر خاصة يذهب عبد املنعم تليمة إىلنأن بعض القصص تكاد تكون قصائد شعرية وإنه ينبغي أن نعلم أن القصة القصرية يف حدها احلقيقي وعند منتجيها احلقيقيني إن هي إال قصائدن )3( ويعود ذلك يف نظره إىل أنه ليست هناح لغة شعرية وإ ا هناح تعامل شعري مع اللغة ( 1 ) جان كوهن: بنية اللغة الشعرية ترمجة: ومد الوق وومد العمري الدار البيضاء دار توبقال 1985 م 1 ص 204 ويراجع الباب السابع: الوظيفة الشعرية من كتاب جون كوين: النظرية الشعرية )بناء لغة الشعر اللغة العليا( ترمجة: أ د درويش القاهرة دار غريب 2000 م 4 ص 223 وما بعدها. ( 2 ) عبد القادر بن سامل: مرجع سابق ص 47. ( 3 ) عبد املنعم تليمة: مدى استفادة القصة من األجناس األدبية األخرى )مقال( مرجع سابق ص

356 فالتعامل الشعري مع اللغة عند الشاعر هوهو عند القاص. إن ك ت اب القصة يف املرحلة التجريبية -يف اذجها األكثر ديد ا- قد سعوا إىل اوز اخلطاب القدمي لقاصي املراحل السابقة والذي ركز على املضامني )السياسية واالجتماعية املباشرة منها والرمزية( الا كانت تصاغ وتنس دت وطأة املرحلة الا تبارح مثل هذه املضامني واخلطاابت وتؤكد عليها إبداع ا ونقد ا مما أدى إىل تغييب املنحى اجلماق حلساب سيطرة املضمون والفكرة ألن أفق النص اجلديد -كما يقول العويف-نقد وىل ظهره لتلك األسئلة والتيمات الكربى والساخنة الا نضح هبا األفق القصصي السابق وا ه صوب أفق آخر مغاير لينحشر يف الدوائر املغلقة وينشغل ابألشياء الصغرية وحيكي ةومه على طريقتهن )1( وهبذا ف ن التجريب يقف لدى القاصني يف د ل د حقيقي للموهبة والقدرة اإلبداعية وتبدو مغامرة التجريب وسوبة مبا حيفها من ااطر اجملازفة ابلنوع األديب الا قد توقع القاص يف هوس مالحقة التجريب فيكون ذلك -كما يقول عبد أبو هيف-نغري و ل د وال خيدم القصة القصرية وال اإليصال ألن هذه املبالغة واإليغال تبدو سيد ا صارخا للمثاقفة الا تعوأل التطور األديب وتعوأل اإليصال مع ان )2( ولكن تلك املغامرة واملثاقفة تؤيت مثارها اإلبداعية املتميزة لدى القاصني احلقيقيني مبا ي ك س ب النوع األديب ثراءه وتنوعه ولعل املرحلة التجريبية هرأة اخلطاب النقدي اجلديد مبحموالته اللسانية والفكرية هو الذي أسهم يف تشكيل لغة قصصية اتلفة جعلت جيل التسعينيات خيوضون غمار التجريب وحياولون إخضاع اللغة التعبريية إىل ط أسلويب جديد مك نت ك ت اب هذه املرحلة من التمرد النسيب على سكونية اللغة والتفكري اجلدي يف وجوب استغالل كل طاقاهتا الكامنة وهي ما جعلت اجلاد ين من اجملربني يف هذا الفن يتحركون طى وسوبة وحبذر شديد يف التعامل مع هذا الفن املراوغ اجلميل مبا ميثل إضافة حقيقية يف هذا املضمار يف حني جند نصوص ا أخرى لدى قاصني مل تكتمل لديهم أدوات اإلبداع وملا تدخل م ص 40. ( 1 ) جنيب العويف: عوامل سردية الراب دار نشر املعرفة 2000 م 1 ص ( 2 ) عبد أبو هيف:عن التقاليد والتحديث يف القصة العربية دمشق اداد الكتاب العرب

357 قصصهم يف صميم التجريب واحلداثة ولعل مرد ذلك -كما يقول العويف ونوافقه الرأي- يعود إىل أن هؤالء القاصنينيفهمون التجريبكأنه لغو قصصي ومتييعن )1( وال نذهب بعيد ا يف االدعاء أنكل قاصي املرحلة من التجريبيني قد جنحوا يف ذلك فحني جند اذج على قدر من الوعي وحسن األداء يف توظيف اللغة وبعث كوامنها اجلمالية ف ن هناح اذج أخرى قد وقعت يف الغموض وأصبحت اللغة مشوهة وكسيحة يف قصصهم ولن نقف طويال عند هذه النماذج فنكتفي ابإلشارة إىل وموعةنهدنة األصيلن مد عبد وسن الا دتوي على عدد من العبارات الغريبة يف بنائها وأسلوهبا حبيث تتحول إىل مفردات حوشية غريبة ال تتناسب وطبيعة املرحلة من حيث االستعمال للغة وال من حيث طبيعة اللغة الشعرية املوحية ويظهر ذلك يف عدد من استهالالت قصصه كقوله:نوانثقب ضوء الفجر وظل يتفشك جاد ا ادش ا ومشلي ا صفحة السماء املغتمة اترك ا خطوط ا شهباء وبقع ا مشخطة مفخطة تضغط على هذا االستهالل غري الواضح من خالل تركيبه جيعلنا يف حرية الروح اململقة يف أن تبحث عن تقييم..ن )2( وغموض من هذا االستخدام المتقعر للمفردات غري الواضحة )يتفشك مشليا اململقة...( ومتتلئ معظم قصص هذه اجملموعة ابشتقاقات ومفردات غريبة مثل )اصطه االنقراع اخلطران التذري تطشش الغؤور األ نشيط... وغريها( وبعضها أتيت الغرابة واإللغاز فيها من خالل تركيب اجلملة حبيث ال يتضح املراد من هذا الرتكيب يف اجلملة كما يف قولهنوتدافع دقات القلب املروع قاب االنفجار مستقرأ وسوب أمام ان)ص 16( أونيف الغرفة ثالثة حديثهم يتعالق بفحاحة مل تسمح ابلنظر إىل القادم اجلديد يف وهلة مزلقة الضب إىل وجار الظرابنن)ص 18(. هذه الرتاكيب واملفردات الغريبة ليس فيها من التجريب -كما يتصور القاص- سوى الغموض ورمبا الفشل يف خلق لغة متميزة وبذلك ف هنا ال تنال ريب ا وال دافف على صفاء العبارة القصصية النثرية يف ( 1 ) جنيب العويف: مقاربة الواقع... مرجع سابق ص ( 2 ) ومد عبد وسن: قصةنسحابة النهارن ص 95.

358 فضال شكلها القدمي ويعود ذلك لدى هؤالء القاصني إىل أهنم مل يفطنوا إىل أسرار الكتابة القصصية عموم ا عن التجريبية فتمر بنا نصوصهم مرور ا عاب ر ا وتعطينا إحساس ا أبهنا -على أحسن األحوال- ليست سوى متارين قصصية على هامش الكتابة وهلذا ف ن ك ت اب القصة يتفاوتون يف املوهبة كما يتفاوتون يف جناح التجربة وعمقها. ولكن التجارب الناجحة يف املرحلة التجريبية يعود مدار جناحها إىل امليل يف واورة اللغة واستغالل أبعادها اإلحيائية واالنزايحية يف نصوصها املتميزة وهو ما جعل املنت القصصي عند القاصني اجملربني خطااب تغلبت فيه الوظيفة الشعرية وغدت القصة عند هذا اجليل التسعيين لوحة قابلة لتأويالت القراءة وغري واصرة أببعاد داللية اثبتة. أفق تطبيقي حتليل ثالث قصص قصرية من املراحل الثالث : نتناول يف هذه املقاربة التحليلية يف ختام الدراسة - ثالثة نصوص قصصية من املراحل الثالث تكاد تعا موضوع ا واحد ا وهو اجلنس وقد رأينا تثبيت املضمون حىت تتضح بشكل جلي طريقة التشكيل واختالفها يف بناء القصص مبا يبني خصائص كل مرحلة على حدة مع التأكيد بداية على أن القصص الثالث هتتم بلحظة التنوير كبنية جوهرية يف نوع القصة القصرية. لعبد سامل ابوزير ونالعطشن )2( حلسن اللوزي هذه النماذج القصصية هي :نطريق اخلطيئةن )1( هلدى العطاس. ونأدوارن )3( )1( عبد سامل ابوزير: قصةنطريق اخلطيئةن ص )2( حسن اللوزي: قصةنالعطشن ص )3( هدى العطاس: قصةنأدوارن ص

359 يف القصة األوىلنطريق اخلطيئةنيقوم احلدث على التتابع املنطقي والسببية حيث تنطلق السيارة وعليها فتااتن وشاابن ةا )أ د وعادل( وتسري يف ا اه البحر إىل ساحل أبني ويف الطريق حيدثنا الراوي العليم بضمري الغائب مبا يدور يف ذهن أ د )الشخصية الرئيسة( من أفكار وصراع ذهين حول هذه التجربة الا خيوضها ألول مرة وطاملا كان يستمع إىل أصدقائه وهم يروون مغامراهتم مع البنات وهو يستغرب من جرأهتم ويدور يف ذهنه صراع خيرب ن به الراوي العليم بني االستمرار واالنصرافنهاتف يقرعه على ما هو مقدم عليه... وهاتف أخذ يشجعه ويزين لهن )ص 40( ويسرتجع األسباب الا دفعته إىل هذا األمر فقدكان ملتزم ا مل يسع يف احلرام وقد فكر يف الزواج وأعد له عدته من منزل متواضلع وعمل ورتم وطلب الزواج من ابتسام الفتاة الا كان يتصور أهنا الفتاة املناسبة ولكنها اشرتطت عليهنأن يرتح هلا حريتها يف البيت تدخل وخترجكما تشاء ورفض هو ذلك ألن كرامته ال تسمح له بذلكن )ص 41( فتسبب له ابتسام بذلك الرفض والشر أزمة شديدة فيضرب عن الزواج بعد هذه ا اولة ويقرر أن ميضي يف أي طريق أمامه حىت ولو مشى يف طريق اخلطيئة. تلك إذن هي البنية املنطقية حلبكة القصة البداية فيها عرض للمكان والزمان واألشخاص يف وسطها عقدة القصة كما يف البنية الكالسيكية وبيان ملاذا اختار هذا الطريق والدوافع الا قادته إىل هذا األمر تبقى النهاية املتمثلة يف حلظة التنوير كشر نوعي للقصة القصرية والا دققها هذه القصة من خالل هيكلها املوروث فحني تصل السيارة إىل ساحل أبني ويعبق اجلو بنسيم البحر ويطل القمر ويتهيأ كل شيء أيخذ عادل إحدى الفتاتني وينطلق هبا بعيد ا وقد خ ل ف وراءه ضحكة قوية أرت هلا أ د الذي التفت يف حيا ل ء إىل اجلسم الذي يشاطره السيارة وقد أجلم اخلوف لسانه وعاله ارتباح مفاجئ... ومرت فرتة من السكون مل يقع نظر أحدةا على وجه اآلخر.. وملا رفع أ د عينيه إىل الفتاة مل يصدأل ما رأى...نوهنا تضع القصة حلظة املفارقة املركزة الا سعت إليها منذ البداية وجاء بعد هذا التمهيد األخرينفلم تكن الفتاة الا أمامه سوى ابتسام.. ابتسام الا رفضته زوج ا هلا.. وارتضت به

360 خاطئ ا يف طريق اخلطيئة.ن )ص )43 دقق هذه النهاية الصورة النموذجية للقصة التقليدية برتكيزها على حلظة املفارقة املدهشة يف ختام القصة وهي خصيصة جوهرية يف بىن القصص التقليدية عموم ا إن الشخصيات )أ د عادل ابتسام..( ذات أداء دقق واقعية القصة كما هتتم هبا املرحلة وهذه الشخصيات موصوفة فعادل صديق مغامر مرح منطلق وله ارب كثرية مع الفتيات يف حني أن أ د على النقيض منه فهو خجول ملتزم رومانسي يبحث عن زوجة مثالية لكنه ينهزم ويتأزم من أول واولة فاشلة حني تشرت عليه احلرية املطلقة م ن ظنها الزوجة املناسبة وهنا يربز املوقف الذي يريد الراوي الرتكيز على رسالته األخالقية من خالله يف فهم حرية املرأة املعادلة - يف فهمه لالنفالت وتبدو فيها شخصية ابتسام فتاة مغرورة وجاهلة وليست مثقفة كما كان يتوهم وهي ال تنسجم مع الصورة الا ردها لنفسه عن الزوجة املنتظرة وهبذا تظهر ص وة ر املرأة )ابتسام والفتاة األخرى( مشوهة يف حلظة استسالم للجنس دون تعميق ملربراته ودون أن يوضح لنا الراوي ملاذا تبدو شخصية ابتسامكذلك م وما هي مربراهتا م فتغدو قالب ا جاهز ا للنموذج الغرائزي املنحرف واملتهم فهي سبب للخطيئة من وجهة نظر ذكورية متعالية تصادر رأيها بل وتصادر حضورها أيض ا فصوهتا غائب طوال القصة فال يظهر يف حوار وال يف سرد فليست سوى مكمل للمشهد القصصي ومن هنا تظهر خصيصة واضحة للمرحلة التقليدية يف تعاملها مع الشخصيات وقد سبق وقوفنا لديها أبهنا سطحية وغري مقنعة يف الغالب ألهنا إما خرية ل وإما شريرة فابتسام هنا شريرة يف حني أن أ د شخصية خرية مثالية قادته ظروف صدمته بسبب ابتسام إىل طريق اخلطيئة. إن الزمن يف القصة زمن حسي يبدأ ابنطالأل السيارة مساء ومضيها يف شوارع عديدة وتوقفها يف أماكن كثرية حىت وصوهلا إىل ساحل أبني يتخلل ذلك )اسرتجاع )Flashback يتذكر فيه أ د ما كان حيدثه به أصدقاؤه عن مغامراهتم كما يتذكر تلك الليلة الا ظن فيها أبنه قد وجد ضالته عندما خطب ابتسام ويتذكر رفضها وشروطها عليه ويعتمد الزمن يف القصة على سري األحداث يف الزمن

361 احلاضر املاضي )بتفاصيله( احلاضر مرة أخرى حىت هناية القصة وأما املكان ف نه ميثل مكان القصة القصرية ابمتياز فهو ال حيتاج إىل وصف كثري ويف اختياره هبذه الطريقة ما يدل على النتيجة البديهية عندكتاب القصة القصرية كمال تقول شو نألن املشهد هنا ميكن وصفه بسرعة وأن خربة القارئ أبماكن مشاهبة ستغنيه عن تفاصيل كثرية وأن السرد سيكون وكوم ا حبدود اإلطار الطبيعي للمكان..ن )1( تذكر القصة من األماكن )السيارة والشوارع الا وهبا الطريق إىل البحر والوصول إىل نقطة ما من ساحل أبني( وأتيت الوقفة لوصف املكان- مبا يعطي االنطباع واإلحساس ابلواقعيةكما - قبل هناية القصة ولكي ميهد للحظة التنوير حيث يوصف جو البحرنوقد عبق اجلو يقول البنيويون )2( بنسيم البحر البارد اللطيف الذي امتزج برائحة العطر فسرى إىل نفوسهم وانتشت به قلوهبم وأخذت أرواحهم هتيم يف دنيا احلب والغرامن )ص 42( هذه اللحظة فيها وصف بلغة رومانسية كخصيصة تقليدية حني تعا موضوع ا كاجلنس ف هنا تلجأ إىل العبارات الوصفية الفضفاضة لت ل م ح أكثر مما تصرح فنجد )صفحة البحر رجراجة تت أل أمام أنظارهم واألمواج ترتاقص مع خلجات قلوهبم واجلو الشاعري اجلميل والليلة املقمرة..( إىل آخر تلك العبارات ا لقة يف رومانسيتها. هذه اللغة الا تبدو وكأهنا قوالب جاهزة موروثة يبدو فيها اجملاز مألوف ا ووفوظ ا وهو مما يكثر يف قصص املرحلة التقليدية وميثل مع لغة السرد النثرية الواضحة طبيعة بناء اجلمل السردية يف املرحلة التقليدية والا يسيطر فيها الفعل املاضي فعل السرد املتفرد منذ بداية القصة ويكون واضح ا أبفقيته وتتابعيته هكذانانطلقت السيارة بصيدها الثمني وقد عبق يف أرجائها عطر نسائي نفاذ أخذ يسري إىل حواس أ د وهو قابع يف استحياء هانب عادل...ن )ص 39( وهكذا يستمر السرد أبفعاله املاضية مع العناية ببعض الزخارف اللفظية الا تدل على ثقافة الراوي التقليدية وتظهر يف استخدام بعض ( 1 ) Valerie Shaw: The Short Story, p 154. )2( راجع : السيد إبراهيم : آفاأل النظرية األدبية احلديثة مرجع سابق ص

362 ن: املفردات القاموسية: )ترتامى إىل دعه الفتاتني القابعتني خلفه هاتف ي قر عه...( أو بعض ا سنات كاجلناس الناقص بني )عبق و قبع( أو السجعكما يف قوله )ينذرهم أبن مثل تلك األعمال هلا عواقب وخيمة ال تتناسب مع حياته املستقيمة...( وغريها مما يرد يف مجل السرد. إذن فهذه القصة ذات بنية تقليدية دقق شرو القصة القصرية من خالل الرتكيز على موقف واحد وشخصية واحدة رئيسة )أ د( يف حني أن ابقي الشخصيات )عادل ابتسام الفتاة األخرى( مع بقية العناصر )الزمن احلسي واملكان املألوف( متثل جوا تكميلي ا يقود إىل وحدة االنطباع ويساعد على الوصول إليهاكغاية مقصودة منذ بداية القصة وتيمة حلظة االكتشاف -هذه املصحوبة إبشراق ل ة ما أو مفارق ل ة ما هي التيمة املالزمة لشكل القصة القصرية التقليدية والا حققتها قصةنطريق اخلطيئةنبشكل واضح. يف قصةنالعطمسنحلسن اللوزي يبدو العنصر املهيمن هو عنصر الشخصية فالراوي هو شخصية القصة واملتكلم فيها بضمري ال )أ ن( والرؤية فيها هي الرؤية اخللفية براويها العليم ا ايد مع حضور الضمري الثالث )هو( ولكن يف هناية القصة بل يف سطرها األخري ليضع تعليق ا للنهاية الا ال ميكن أن يضعها الراوي )أ ن املتكلم نفسه( ألنه ببساطة كان قد ماتنبعد فرتة من الزمن حدث أن خرجت من ذلك البيت جنازاتن لرجل وامرأةن )ص.)17 لكن ملاذا هذه النهاية الفجائعية وكيف أوصلنا الراوي إليها م ترسم الشخصية )أ ن/الراوي( أحداثها مع التعريف املباشر بنفسها - فبعد مناجاة اجلارة الغائبة يف مستهل القصة يقول الراوي :نتلك الا كنت أخاطبها جاريت احلسناء الا هاجر زوجها من عشر سنوات مضت... وميضي يف تعريفنا هبا وبظروف حياهتا يعرف نفسه بشكل مباشر أيض ا هكذا أما أ ن فشاب مل يتجاوز الثالثني من عمره.. غري مثقف أكملت تعليمي اجلامعي.. ال أحب األحاديث السياسية.. مللتها.. كنت وأ ن يف الغربة أتلذذ ابحلديث عن الوطن والثورة والسلطة والتغيري وحتمية احلل

363 االشرتاكي...ن)ص 10( فنتعرف عليه وهو يصف طموحاته مع زمالئه يتحدث عن واقعه اليوم بعد عودته إىل الوطن وتسلمه للوظيفة احلكومية الا يصرف نصف راتبه منها على أسرته يف القرية والنصف اآلخر يعيش به يف املدينة ويصرفه على السكن واملطاعم واملقاهي والعصارين وتظهر أزمته يف أنه ال يستطيع الزواج ويتقدم إىل أحدهم خاطب ا ابنته وومال أبمله ومبوروثه الديين يف أن النيب قالنالتمس ولو خامتا من حديدنولكنه يرد عليه أبنه لن يزوج ابنته إال مسة عشر ألف رايل كما فعل جاره اببنتهن )ص 11 ( يعرض عليه مخسة آالف فريفض تزداد حالته سوء ا ويسيطر عليه هاجس الرغبة يف جارته الا تعيش وحيدة مثله- منذ غاب عنها زوجها وقد زرع يف بطنها طفال مل يعرفه و مات ذلك الطفل قبل سنوات ولكنها تؤمن بعودة زوجها وتنتظره وتعيش على ما تبيعه يف السوأل من اخلبز ودلم بعودته ككل مينية كتب عليها أن تنتظر الزوج املهاجر دلم أبن زوجها على الرغم من عدم أتكدها من حياته كما يتخرص الناس-سيعوضها سنني احلرمان وسيزرع يف بطنها أطفاال آخرين لكن هذا اجلار املتعطش تالحقه رغبته فيتحر هبا وحياول مرار ا التلصص عليها ويتخيل صور ا فوتوغرافية وسينمائية كما يقول لعالقة جنسية معها لكنها ترفض واوالته املتكررة والا تنتهي يفكل مرة ابلصد وأحيا ن ابلصفع أو البصق على الوجه تزداد حالته سوء ا ورغبة يف إطفاء حاجته فيشكو إىل صديق يدله على شخص ما يسيء فهمه فيحضر له غالم ا يف السادسة عشرة من عمره ويسأله ما رأيه فيه م فيثور ويلعنه ويلعن ما وصل إليه مما قد يقوده إىل هذه الغاية الا ال ترضاها حىت احليوا نت ويشعر ابلغثيان بعد أن يطرد الرجل والغالم مشيعني بشتائمه وانفعاله ولكنه يعيد واولته مع جارته فيتحر هبا يستعطفها وحياورها مبناجاة وغرام ترفضه يف كل مرة وتصده ويف إحدى اللياق يعود نشوا ن يطرأل عليها الباب بشدة وهو يصر أبن تفتح له ويف خوف داوره خشية الفضيحة عند اجلريان لكنه يقتحم الباب ويهجم عليها تتفاداه يدخل إليها تستسلم إلصراره على الدخول ويف الداخل تقوده إىل إحدى الغرف وتطلب منه اجللوسنظن أهنا ستغلق الباب وتصر لتجمع احلارة وتشهدهم عليه وسوف تقد -363-

364 ثياهبا من دبرن )ص 15( - ويظهر هنا اإلشارة التناصية السريعة للقصة القرآنية قصة يوسف وزليخا- لكنها مل تفعل ذلك ودضر سكين ا وداول أن هتوي به على رأسه فيقاومها ويدور بينهما عراح طويل يشبه عراح ا اوالت الكثرية السابقة فهي عنيدة ال تستسلم بسهولة نكنت أتوقع أن تصر أو تستغيث فلم تفعل... لكن العراح طال وتفاقم وأخذ أشكاال وتعرجات اتلفةنوالراوي يلجأ إىل اللغة الغنائية كلما تعلق األمر ابلرغبة اجلنسية كقولهنهي ابلقرب مين قمة شااة توشك أن تلني وأ ن يف كفي سرائر الرايح والرايح دمل املزن.. واملزن حبلى ابملطرنيف هذه املتوالية يربط الراوي بني رمز الرغبة يف املرأة وبني األرض ا تاجة لالرتواء مبا حيقق داللة العطش الذي دمله القصة عنوا ن هلا فهو املزن واملرأة عطشى كما أن األرض عطشى تنتظر املطر وتنتظر الرجال املهاجرين وهنا يندم الرمز واملرموز ويتحداننحيث تتشكل األرض يف هيئة أنثى نضجة وجائعة ابغتها الرجال املتضورون فتعرت أمامهم ضاحكة ومرختية...ن)ص 16(. وينتهي ذلك العراح هناية منطقية مستسلمة للرغبة وملبية لدعوة احلاجة والغريزةنهاهي تسقط السكني الا تلمع يف يدها املخذولة.. وبدأت تقوم مبناورات حلرب جديدة وأخذت تنشب أسناهنا وأظفار حرماهنا يف حلمي وأ ن أغمد أضالعي واحرتاقي املتنامي يف حلمها.. هي وأهلث..وقليال تتوجع وتتأوه وأ ن أزفر قلي ال أخذت األصوات هتمد وتنتحر.. حىت ةد ن مع ا.. و شأت األرض بفرح طفوق وأصدرت زفرة رضا مرتامية األطرافن)ص 17(. نالحف امتياز القصة ابلبناء العميق للشخصية من اخلارج ومن الداخل سواء كانت للرجل أو للمرأة وإن كانت الشخصيات ال دمل أداء حىت دقق نوع ا من العمومية لكل حالة مشاهبة وما يدور يف ذهن الشخصيتني ونفسياهتما يركز عليه الراوي/الشخصية ويوضحه فيأيت منطقي ا متدرج ا حبسب سري األحداث الا دركها الرغبة املتهيجة كحبكة مسيطرة والا ال تستطيع الشخصية إطفاءها بطريقة شرعية بسبب اجملتمع )األب الطماع الظروف االقتصادية القاهرة للشباب التقاليد الصارمة( فال سبيل

365 سوى اإلحلاح على وتاج آخر )املرأة املنتظرة للغائب( فكالةا وروم ومتعطش لكن سلوكهاكان طبيعي ا عنه من قبل أبنه سلوح امرأة حرة تقاوم وتتمن ع شأنكل كما وقفنا لدى قول عبد امللك مراتض )1( كرمية وافظة يف بيئتها ولكن الرغبة وإصرار الشاب وواوالته املتكررة أالنت ذلك الرفض ومن أد أو حىت نل منها ما نلت منه ولكن ماكان للمجتمع أن يرتكهما ينعمان دون عقاب وهذا ميثل النمط العقايب من القصص-كما يقول السيد إبراهيم -نالا يكون شاغلها األكرب مسألة القوانني واخلروج عليها وما ينت عن ذلك من عقاب واجب على االفيهان )2( ومن هنا أتيت فجائعية النهاية ومنطقيتها يف آن مع ا وقد جاءت مركزة مبا ميثل خصوصية املفارقة املدهشة أيض ا يف أنهنبعد فرتة من الزمنن ومل يقل يف اليوم التاق أو بعد ما حدثكذا.. ولكن داللة ذلك توحي أبهنما قد استمرا يف عالقتهما ولكن اجملتمع ا افف بطبعه مل يرتكهما فعاقبهما بتلك النهاية الغامضة غري وددة الفاعل وهي لذلك مأساة وجودية عربت عن نفسها يف ثياب اجلنس وجاءت قضية املصري يف مستواها التجريدي فقد خرجا من ذلك البيتنجنازتني لرجل وامرأةن وعلى الرغم من هذه النهاية املربرة إال أهنا هناية غري تقليدية ملا دمل من دالالت اجتماعية وموقف من العامل من وجهة نظر الراوي فيها قدر من اإلدانة هلذا اجملتمع القاهر الذي يسدكل الطرأل املشروعة ويف نفس الوقت حيكم على الفرد ابملوت والنهاية املفجعة إذا ما مارس حقه يف احلياة والرغبة واجلنس هنا يف مثل هذه النهاايت كما يقول غاق شكري -نيعرب عن ذروة احلياة واملأساة مع ا أي أنه يعلن حلظا الوجود والعدم يف آن واحدن )3(. تقوم القصة على بنية ثالثية من اضطراب إىل توتر إىل هدوء من حاجة إىل األنثى إىل السعي يف إطفاء الرغبة- )أبكثر من واولة تظهر : العادة السرية اللوا وكالةا مرفوض( - إىل اإلشباع وإمخاد )1( عبد امللك مراتض: مالمح الشخصية يف القصة اليمنية املعاصرة مرجع سابق )دورايت( ص 18. )2( السيد إبراهيم: نظرية الرواية مرجع سابق ص 54. )3( غاق شكري : أزمة اجلنس يف القصة العربية القاهرة دار الشروأل 1991 م 1 ص

366 تلك الرغبة لكنها تقرتن ابملوت ومن هنا تتضح الثنائيات الا قامت عليها هذه القصة يف بنيتها العميقة من جدلية وصراع بني احلياة واملوت الذكر واألنثى الرغبة واإلحجام اجملتمع والفرد اخلطيئة والتطهري ومتثل داللةنالعطشنداللة جوهرية يف بنية القصةكاملة ابتداء من عنواهنا الذي ميثل مدخ ال شرعي ا لفهم هذه املفردة - وكعنوان جيد - فالعطشكلمة وملة بكل دالالت الرغبة يف اإلرواء وجامعة للرمز وظله يف القصة بني املرأة واألرض والذي ميازج السرد بينهماكتيمة مستمرة يف بنية القصة وحبيث ال تغيب يف كل مناجاة تتخلل السرد )يف ستة مواضع( وهي مناجاة غنائية تتميز فيها اللغة بقدر عال من اجملاز الذي يقطع السرد كظاهرة ملفتة ويتداخل معه يفكل موضع تعزف فيه القصة إيقاع الرغبة يف اجلنس وأتيت هكذانأتشقق كاألرض عطش ا كالصحراء أتفتت يف ريح النار يتساقط جسدي حلم ا ورتق ا ودم ا داكن ا ولزج ا بعيد ا عنك اللحظة منشار خيرتأل رأسي ببطءكسلحفاة خبيثة ومدربة...ن)ص 9(. هذه اللغة اجملازية تتجاور مع لغة السرد الوصفية املباشرة يف رصد سري األحداث وحوار الشخصيات وهي ميزة واضحة يف قصص حسن اللوزي ولكنها ابلتاق متثل ظاهرة عامة يف قصص املرحلة التجديدية حيث تتجاور اللغتان )الوصفية واجملازية( وتعتين اللغة اجملازية ابنتقاء املفردات ودميلها ابلصور البالغية الا تعطيها قدر ا من الشعرية والغنائية ولكنها ال تسيطر على لغة القصة يف وملهاكما سيحدث يف املرحلة التجريبية. يف قصةنأدوارنهلدى العطاس يكون العنصر املهيمن فيها هو اللغة ففي حني ال يكون احلدث والشخصيات سوى أن )هو( يرى )هي( يف الشارع فيدعوها من على سيارته فتذهب معه أو يذهبا مع ا ويف غرفته يعتلي الناقة اجلموح وينام ويف الصباح ال جيدها بل جيد مبلغ ا نقداي يف ظرف هواره هذا هو احلدث الذي ختتزله القصة إىل أقصى درجات االختزال واإلجياز حبيث يكاد يغيب العنصر التمهيدي الذي رأيناه أيخذ مساحة نصية واسعة يف القصتني السابقتني فهو هنا يتقلص إىل أقصى حدوده ألنه يقوم بضغط إضايف يف القصة القصرية جد ا فال ي رى من هذه اللحظة إال قمتها

367 تظهر القصة معتمدة يف أسطرها العشرين على صيغة الفعل املاضي - الذي أييت ليس على سبيل احلقيقة املاضوية للفعل ولكن على سبيل ما أطلق عليهنجريار جنيتنابخلدعة الفنية- فيما عدا فعل مضارع وحيد يبدأ به النص ليحدد الزمن بقوله )يسب الليل لونه سريع ا يف هذه األرجاء والشوارع شبه خالية سوى من هسيس بعض املارة وهدير السياراتن )ص املختصرة هي التمهيد والبداية وفيها دديد الزمان واملكان إبجياز شديد 88( هذه العبارة السابقة هملها الثالث أييت عنصر اإلاثرة واالستجابة -)الوسط أو العرض( - ابختصار ومن خالل األفعال املاضية املوجزة الا تدفع حركة السرد إىل األمام دون وقفة أو عنصر إبطاء ويف مجل قصرية متوازنة : نرأ جذعها يتهاد كشرا ظل يتابعها بعيني ويده على مقود سيارت خيل إلي أن شعرها يعانق الريح ويشاكس اهلواء قال لنفس : من زمن مل نعد نر شعر ا مجي ال لمرأة ينتضي اجلرأة مع الريح هكذا بعد أن احتجز الشعر يف منرف املناديل الغليظةن )ص.)88 - هذه األفعال السردية املتتابعة تنقسم إىل الرؤية للخارج )املثري( من خالل فعلي: )رأى وظل يتابع(نجذعها املتهادي وشعرها اجلريءن والرؤية للداخل )االستجابة(نخيل إليه و قال لنفسهن إن هذه املرأة اتلفة بسلوكها اجلريء املخالف للبيئة االجتماعية الاناحتجز فيها الشعر ابملناديل الغليظةنفحني حاذته وأطلق من سيارته نداء عاطفي ا )التفتت نحيته ابدة دلفت إىل الداخل( استجابة سريعة أييت احلوار الوحيد بينهما يف القصة وهو غري مباشر بصيغة الراوي الغائب :ن سأهلا عن وجهتها فردت عليه : أين وجهتك أومأ بيده إىل األمام فابتسمت من زاوية شفتيها قائلة: إذن أنت معي وضحكا مع ا.. هلذا الرد ممن

368 احلوار يف القصة التجريبية مهم ملا ميتاز به من طبيعة التكثيف الذي يناسب تكثيف القصة التجريبية وملا يرده من بيان لطبيعة الشخصيات والا يغين فيها احلوار عن الوصف املطول الذيكانت تعتمد عليه القصة التقليدية ومل ختل منه القصة هنا على الرغم من أنه جاء بصيغة غري مباشرة هي صيغة الراوي املسيطر على السرد حىت ال تفلت القصة عن إيقاعها املتوازن السريع والذي سارت عليه من البداية حىت اخلتام فال زوائد ت ذكر فيها بل إن كل مفردة ال تغين عنها مفردة أخرى يف إحكام نسجها فيظهر يف بنيتها ما أشار إليهنإخينباومنمن الشرطني األساسيني يف القصة القصريةنأوهلما صغر احلجم واثنيهما أتثري احلبكة على النهايةن )1( ويف هذه القصة جند الشخصية بال اسم كخاصية مالزمة يف معظم القصص التجريبية تتحول إىل شيء ورد )هنا ذكر وأنثى( وينصب االهتمام على األزمة من خالل اللغة ذاهتا ومتثل كلمة )مع ا( داللة جوهرية يف هذه القصة وهي وملة مبعىن الندية والتساوي وتتكرر مرتني )ضحكا مع ا و مع ا يف غرفته اردل نقة برية دملت صحارى رغبته املكبوتة منذ سنني..( فلماذا أييت الرتكيز علىنمع انهذه هنا م رمبا لتبني أن هذه املرأة ليست سلبية ملن قد يظن أهنا استسلمت لسيطرة الرجل فهي متاثله ف رادهتا مقدمة عليه وإنكان سيسري إىل األمام فهو معها وليست معه إهنما يردالن مع ا ويظهر إصرار الراوية األنثى يف موقفها مع الشخصية األنثى الا تدعم متيزها بتحيز واضح حبيث تظهرها قوية وند ا وليست أقل منه فهما يضحكان مع ا ابلتساوي وال يضحك عليها بل هي من سيضحك يف اآلخر ساخرة منه و)مع ا( كما اردل الناقة اردلتها هي أيض ا فهي وإنكانت مردلة فهي راحلة أيض ا ولعل )مع ا( هنا كدال تذكر ن همال استخدامها لدى امرئ القيس مع فرسه )املكر املفر املقبل املدبر مع ا( ومن هنا أتيت شاعريتها وإعجازها ويف القصة ما يعزز هذه الندية والرغبة امللحة على التكافؤ حني يظننأنه قد أبرح الناقة اجلموحن ولكنها يف الواقع هي من أبركته ألنه حني ترجل عنها غرأل يف سباته ومل تقل يف نومه ألن داللة السبات أكثر تعبري ا عن شدة النوم واالستغراأل فيه نتيجة اإلرهاأل. ) 1 (بوريس م.إخينباوم: أو.هنري ونظرية القصة القصرية القاهرة ولة فصول اجمللد 3 العدد 3 يونيو 1983 م ص

369 ويف النهاية الا تربزها القصة القصريةكلحظة تنوير جوهرية يظهر ما تقصد إليه هذه النهاية من إظهار تفوأل هذه األنثى مبا قد ميثل صدمة لثقافة الرجل يف وتمع ذكوري ومبا يؤكد داللة الفحولة النسائية وأهنا هي األقدر على السيطرة وذلك يف املفاجأة الا علهنيندهش ويرتعشن مع ا حني يستيقف يف الصباح على حرارتني:نحرارة الشمس املنبعثة من فجوة يف النافذة املغلقة وحرارة الفرا املتبقية من ليلة البارحةن - ونالحف عناية القاصة هنا بتوازي اجلمل واختيار األلفاظكبناء معماري منظم يسود على طول بنية القصة فتأيت النهاية املدهشة وكما ظن من قبل وبعض الظن إ نأنه قد أبرح الناقة اجلموح يتثاءب يف الصباح فارد ا ذراعيه كفارس عاد من غزوته منتصر ا جير وراءه السبااينلكنه يفيق على الصدمة الا ال ترضي غروره كفارس ذكر حني مل جيدها أوال حني أتخذه املفاجأة اثني انواندهش حني رأى ظرف ا مطروح ا إىل جواره.. تناوله وارتعش عندما برز من داخله مبل نقدين )ص 89(. موضوع اجلنس هناكما تعاجله هذه القصة برؤية املرأة وبطولتها -مل تعد فيه املرأة مستلبة ضعيفة مستسلمة إلرادة الرجل أتخذ أجرها مقابل ليلة دافئة بل أصبحت هي صاحبة اإلرادة والندية والطرف األقوى يف املشاركة وتبدلت فيها األدوار وهو ما يدل عليه عنوان القصة كعتبة أوىل ولكنه ال أيخذ ليه ووضوحه - ابعتباره عنوا ن حداثي ا غري مباشر إال مع حلظة التنوير وبعد قراءة القصة كما أن لغة القصة يف التعبري عن هذا املوضوع ليست مباشرة فهي دمل ظالال شعرية وإحياء شفاف ا )اردل نقة أبرح الناقة اجلموح ترجل عنها...( كما أن اختيار دال الناقة يوحي لفيته العربية وخصوصية رمزه للبيئة العربية وكذا لقدرهتا على التحمل فهي ليست ضعيفة أو متهاوية بل هي نقةندملت صحارى رغبته املكبوتةنوهي نقة )برية( و)مجوح( يف نفس الوقت فما قد ظنه من سهولتها ومدنيتها البارزة يف جذعها املتهادي وشعرها اجلريء )يف الشارع( ف هنا نقة مجوح )يف غرفته( وكلما جاءت الكلمات يف القصة قليلة واجلمل مكثفة كان علينا أن نتأمل ظالهلا البعيدة ومن هنا تظهر أةية اللغة مبجازاهتا يف القصة والا ال ختلو كل مجلة من مجلها القصرية املتوازنة من الصور البالغية كالتشبيهات )جذعها يتهادى كشراع( )وتثاءب فارد ا ذراعية كفارس... اخل( واالستعارات الكثرية)يسب الليل لونه هسيس املارة شعرها يعانق الريح ويشاكس اهلواء بشت هبا عيناه اللتان لونتا ابالفرتاس... اخل( هذه التشبيهات واالستعارات أعطت النص إبجيازها ودالالهتا ب عد ا شعراي فلم تعد معه لغة السرد لغة نثرية مباشرة بل أضحت يف أفق موالز للنص الشعري وأتيت اللغة كما يقول إدوار اخلرا ن- ورد اللغة

370 يف مكان السرد ومن هنا كانت الشعرية وور ا أساسي ا وليست ورد حيلة تقنية أو عنصر ا بني عناصر أخرىن )1( وتلك هي اخلصيصة الا تتميز هبا قصص هذه املرحلة التجريبية يف عموم بنيتها النصية. مما سبق يف التحليل األفقي للقصص الحظنا ما تتميز بهكل مرحلة على حدة وفيما يلي نالحف اخلطو الرأسية للقصص الثالث فنرىكيف سارت اللغة من النثرية املباشرةكما يف قصة )طريق اخلطيئة( إىل اللغة النثرية املطعمة ابجملاز واملتجاورة معها من خالل املناجاة يف )العطش( إىل العناية ابجملاز وإيقاع اجلمل املتوازنة يف )أدوار( مبا ميثل املنحى املتصاعد للغة والعناية بشعريتها يف املراحل الثالث. كما أن العنصر املهيمن يفكل قصة ميثل إىل ح ل د بعيد خصائص املرحلة فهو يف القصة األوىل مهتم بعنصر احلدث ومنطقية تتابعه وفق السببية وهو ما هتتم به ومل قصص املرحلة التقليدية يف حني أن العنصر املهيمن يف القصة الثانية هو الشخصية مبا تعانيه من حلظة أزمة خارجية وداخلية وصر اع مع الواقع ويف الثالثة تظهر اللغة عنصر ا جوهراي يتغلب على بقية العناصر الا تبدو اتزلة إىل أقصى حدود االختزال والتكثيف وتنوب عنها لغة القصة بشعريتها وحضورها املهيمن الذي مي ي غي ب من تلك العناصر. فراغات ما ويسري موضوع اجلنس يف القصص الثالثكتيمة جوهرية مسار ا دا ال على فهمكل مرحلة لواقعها ولطريقة معاجلتها هلذا املوضوع أيض ا فهو يف القصة األوىل سبيال لال راف واخلطيئة )رؤية أخالقية( املرأة فيه مستلبة ال صوت هلا يطلبها الرجل وأتخذ مقابل ذلك أجر ا ويف الثانية يكون اجلنس مطلب ا فسيولوجي ا ملح ا )برؤية نفسية واجتماعية( الرجل هو املبادر وامللح واملرأة متمنعة ولكنها تستجيب وتشارح يف النهاية وتدفع ما يدفعه الرجل )حياهتما( ويف الثالثة مزاج ا يدعو إليه اجلمال واألنوثة )برؤية مجالية تذوقية( الرجل هو املبادر واملرأة هي الند ولكنها تتغلب يف النهاية وتظهر فحولتها وهي الا تدفع وهبذا نالحف املدار التطوري املتصاعد لرؤية اجملتمع ممثال ابلراوي يفكل للمرأة وموقفه منها وإنكانت يف القصة األخرية رمبا تبدو متجاوزة لواقعها مبا جيعل من خصوصية هذه احلالة مطمح ا ختيلي ا وفني ا لواقع مرجو أكثر منه واقع ا حقيقي ا- فيه رد فعل أنثوي لقهر ذكوري مزمن لكنه حيتوي قدر ا من املبالغة الساخرة. )1( إدوار اخلرا : الكتابة عرب النوعية مرجع سابق ص

371 وهذا ما يقود ن إىل أن نسأل سؤال جنيت الدائم من الذي يرى هنا م وهو سؤال يتصل بوجهة النظر الا يتبناها النص ففي )طريق اخلطيئة( تبدو الرؤية اخللفية هي املسيطرة والراوي فيها عليم متدخل كعادته يفكل القصص التقليدية - إن حضور الراوي أييت انعكاس ا آلراء املؤلف وموقفه من الواقع ورؤيته للعامل وهي يف وملها رؤية أخالقية تقييمية تضع أحكام ا مسبقة تصل إىل حد السيطرة على الشخصيات وأفكارها ويغيب صوهتا إال من صوت الراوي املتفرد املتدخل فهو يسلب شخصياته أصواهتا اخلاصة ووجهة نظرها فيغيب صوت املرأة مثال كمشارح يف األحداث يف قصةنطريق اخلطيئةن وحيرمها من ورد احلوار وجيعلها متهمة ختضع ملوروث قدمي وصارم دمل أعباءه وحدها فهي سبب لال راف وطريق للشيطان واخلطيئة. ويف )العطش( تتجاور الرؤية اخللفية مع الرؤية املصاحبة من خالل ضمري املتكلم فالراوي عليم ولكنه وايد وحياول أن يعطينا يف ذات الوقت رؤية مصاحبة من خالل تقنياهتا:كاحلوار الذي يوضح دخائل الشخصيات وعاملها وكذلك من خالل سري األحداث الا يقود بعضها بعض ا إىل هناية منطقية وغري تقليدية متام ا تتمثل الرؤية املصاحبة مبوضوعيتها يف قصة )أدوار( من خالل الراوي الذي يصف ما يرى دون علم مسبق فهو رال و شفاف يلتقط بعني الكامريا ما يدور أمامه وحيقق قد ر ا من املوضوع ية وبذلك نالحف املسار التطوري أيض ا يفكل مرحلة من املراحل الثالث من الذاتية )بوظيفتها السردية واألخالقية( إىل الذاتية/املوضوعية مع ا )بوظيفتها التوصيلية التعبريية( إىل املوضوعية )بوظيفتها اجلمالية(

372 - 372-

373 اخلامتة سعت هذه الدراسة إىل بيان املراحل الا ش ك لت القصة القصرية يف اليمن من خالل أجيال ثالثة بعد جيل الرواد األوائل الذين حاولوا االقرتاب من نوع القصة القصرية يف بداية نشأهتا منذ أربعينيات القرن العشرين وهذه األجيال الثالثة قد تشك لت على أيديهم مراحل ثالث هي التقليدية والتجديدية والتجريبية سارت فيها القصة القصرية يف اليمن خالل نصف قرن من الزمان يبدأ منذ عام 1957 م وينتهي بعام 2006 م كمحطة هناية توقفت لديها الدراسة وملا تنتهيكمرحلة -. ولضبط مسريها وإيقاعها فقد اختذت الدراسة ثنائية الرتاث والتجديد معيار ا لرصد الثابت واملتغري يف كل مرحلة حبيث حددت مفهوم الرتاث ليس مبعىن التأصيل للقصة القصرية ولكن مبعىن التثبيت ويقصد به ا افظة على املألوف والسائد من النمط الكتايب للقص مبا يتحول إىل تقليد اثبت وهو ب ذلك عكس التجديد حبيث متيلكل مرحلة من املراحل الثالث إىل ا افظة على القوالب أو الطريقة املعهودة يف مرحلتها دون اخلروج عنها أو اوزها مبا يشدها إىل طرف الثابت أو قطب الثبات يف مقابل الطرف املتحرح مبفهوم التجديد الذي يدل على احلركة املستمرة يف ديد عناصر القصة القصرية وتقنياهتا وهكذا ف ن الدراسة قد سعت يف وملها إىل دليل عناصر بناء القص ابلنظر إىل النصوص يف ذاهتا وبنيتها ورصد تطورها مرحلي ا ومن خالل ثنائية الرتاث والتجديد. ومما توصلت إليه الدراسة من نتائ بشكل عام يتضح ما يلي: أن القصة القصرية قد تضافر يف إنتاجها وظهورها يف بداية األربعينيات عدة عوامل أةها: التعليم والصحافة الوعي ابآلخر والثقافة األجنبية من خالل اإلطالع على الكتب والقصص والسينما وغريها أثر النوادي األدبية ودورها يف احلياة الثقافية وصعود الطبقة الوسطى. تطورت القصة القصرية يف مراحل وقد قسمت الدراسة هذه املراحل كما سبقت اإلشارة

374 إمجاال إىل أربع مراحل هي: املرحلة التأسيسية ) م( وتبدأ مع ظهور ا اوالت القصصية األوىل وتنتهي بعام 1957 م وهو العام الذي ظهرت فيه أول وموعة قصصية يضمهاكتاب واحد وقد مرت هذه املرحلة طوتني ةا: مرحلة التوليد وفيها تظهر أوىل ا اوالت القصصية املتولدة عن املقالة فيما كان يكتبهنأ د الرباألنعلى صفحات ولة احلكمة بصنعاء وكذا البداايت الرائدة لنحامد خليفةنوغريه والا نشرت يف صحيفة فتاة اجلزيرة بعدن واملقال القصصي يف هذه البداايت قد مجع يف أسلوبه بني املقال األديب واإلصالحي يف مقابل خفوت فنية القص وقد رصدت الدراسة يف املدخل أبرز خصائص القصص يف هذه املرحلة التوليدية وبينت أهنا ال خترج عن كوهنا قصصا إخوانية وقصص ا أخرى من وحي القراءة وقصصا ذات بع ل د اجتماعي إصالحي مباشر. وأتيت اخلطوة الثانية الا وصفت مبرحلة التجنيس ألهنا شهدت يف عام 1950 م والدة أول قصة قصرية فنية وذلك على يدنومد سعيد مسوا نهي قصةنسعيد املدرسن ويف هذه املرحلة ظهرت أداء جديدة من أمثال: أ د شريف الرفاعي وومد سامل ابوزير إىل جوار قاصي مرحلة التوليد وقد أنتجوا ابقتدار- عدد ا من القصص القصرية الفنية. أما املرحلة الثانية: املرحلة التقليدية ) م( فيمثلها ما أدته الدراسة ابجليل األول منكتاب القصة القصرية بعد جيل الرواد سابق الذكر وفيها استقرت القصة القصرية بتقاليدها الفنية وخصائصها لدى هذا اجليل وقد وقفت الدراسة يف دليل ست وموعات لستة قاصني ميثلون هذه املرحلة وهم صال الدحان الذي اقرتب من املعاجلة السياسية واالجتماعية وأ د وفوظ عمر الذي كان يبحث عن عيوب وتمعه األخالقية وعبد سامل ابوزير الذي استخدم ريشة الفنان يف رصد املواقف اإلنسانية املختلفة وعلى ابذيب الذي ا اب اه الواقعية ذات املضمون السياسي وومد عبد الوق الذي سعى إىل تصوير الواقع بلمسات إنسانية فسيحة يف حني جاءت ربة شفيقة الزوقري موغلة

375 يف الواقعية احلياتية. وقد وقفت الدراسة على دليل العناصر البنائية هلذه املرحلة وما بعدها من املراحل يف تتبع احلدث والشخصية والزمكانية والتشكيل اللغوي وتوصلت إىل عدد من النتائ سنرصدها الح قا. اثلث ا: املرحلة التجديدية ) م( وميثلها اجليل الثا من القاصني وهو جيل السبعينيات الذي توفرت له ظروف سياسية واجتماعية تكاد تكون مستقرة وأصبحت القصة لديه لو ن أدبي ا شائع ا من خالل رصيد اجليل األول وكذا اتساع املدونة القصصية بوجود اجملالت األدبية املتخصصة الا لت صوت املرحلة فكثر اإلنتاج القصصي نشر ا وتداو ال و ديد ا وقد ساد جيل هذه املرحلة روح التجديد واملغامرة املستمرة حبث ا عن األشكال اجلديدة واجلمالية فلم يتوان القاصون عن استخدامكل ما تصل إليه آفاقهم اإلبداعية من أدوات تعبريية وتقنيات رصدهتا فصول الدراسة. رابع ا: املرحلة التجريبية ) ( وميثلها اجليل الثالث جيل الشباب من التسعينيني وهو اجليل األحدث واألكثر مغامرة و ريب ا وقد انطلق زمني ا مع الوحدة اليمنية واستطاع كت اب القصة يف هذه املرحلة أن حيصدوا اجلوائز ولي ا وعربي ا وأن يثروا الكتابة القصصيةكم ا وكيف ا وت ع د هذه املرحلة من أخصب املراحل الا برزت فيها الكتابة النس وية وكثر عدد القاصات وأما من حيث التجريب على عناصر القصة وتنويعاهتا فقد أصبحت هذه املرحلة ذات طبيعة خاصة يف التعامل مع اللغة والتقنيات القصصية التجريبية كما رصدهتا فصول الدراسة وسعت إىل بيان مالوها وذلك وفق عناصر بناء القصة ومن نتائ االستقراء والرصد واملقاربة تبني ما يلي: سار احلدث القصصي من االتساع بتفاصيله الكثرية يف عدد من قصص املرحلة التقليدية يف البداايت مبا يقرتب من تفاصيل روائية إىل التقليل من هذه التفاصيل ولكن احلدث ظل مفكك ا نتيجة عدم ترابط وحداته الثالث التقليدية بسبب البداية املنفصلة عن الوسط والنهاية أو بسبب النهاية املفتعلة ولكن مثة قصص يبدو احلدث فيها متماسك ا يف بنيته وينقسم إىل

376 حدث متماسك حكائي مييل إىل طابع رواية احلكاية وتفصيالهتا وآخر يعتمد على الرتكيز على حلظة التنوير واألول تراثي يف حني أن اآلخر ديدي داخل املرحلة التقليدية ذاهتا. وأتيت املرحلة التجديدية لرتصد الدراسة مسري احلدث فيها يف ا اهني: تقليدي ي ث بت صفات احلدث كما كان عليه يف التقليدية. ويظهر يف عدد من قصص املرحلة وآخر ديدي يتمث ل يف بروز أربعة أشكال ديدية هي: احلدث املتوازي واحلدث املتناص واحلدث الفانتاستيكي وحدث تيار الوعي وقد نظر ن إىل هذه األحداث وفق ثنائية التماسك والتفكيك وثنائية الواقعي واخلياق. يف حني يتمث ل التجديد يف املرحلة التجريبية يف وورين اثنني: األول وور احلدث وأييت التجريب فيه من خالل طبيعة احلدث الفانتاستيكي واخلرايف والكابوسي موظفا العنصر اخلياق يف معاجلة قضااي سياسية واجتماعية بطريقة فنية ومعتمد ا على اللغة املوحية وا ور الثا : الالحدث وفيه يغيب احلدثكعنصر واضح مبفهومه التقليدي وأييت التجريب من خالل اللغة بنوعيها املسهب واملوجز فتمثل اللغة املسهبة يف القصص الا يغلب عليها طابع التداعي اجملازي واللفظي ومت ثل اللغة املوجزة املكث فة يف قصص الومضة أو ما أدته الدراسة ب)األقصودات(. ظهرت شخصية البطل اإلجيايب يف القصة القصرية يف املرحلة التقليدية والتجديدية عند معاجلة فرتة زمنية واحدة هي فرتة ما قبل الثورة مرتبطة بواقع وطين حيتم وجودها وهو احلاجة إىل البطل املدافع عن الوطن ضد املستعمر األجنيب ولكن سرعان ما اختفت هذه الشخصية لتحل ولها الشخصية املأزومة وهي الا تعاجلها القصة القصرية كنوع أديب. كانت أزمة الشخصية يف املرحلة التقليدية أزمة خارجية يف الغالب بسبب خارجي إما نتيجة ل ظلم احلكام وأعواهنم يف مشال اليمن أو بسبب املستعمر والشركات األجنبية يف جنوب اليمن أو بسبب اهلجرة واالغرتاب لدى اجلميع مشاال وجنو اب- يف حني أن شخصية املرحلة التجديدية - -

377 بدأت أزمتها تظهر - يف الغالب - داخلية نفسية ومن هنا ظهرت أكثر غموض ا وتعقيد ا ومثلتها شخصية العامل الكادح وشخصية اجملنون وفيها معاجلة هلذه الشخصية األخرية يف بعديها: الواضح الذي يظهر فيها سبب اجلنون أو الغامض الذي يتحول إىل رؤية فكرية وفلسفة وموقف حبيث تبدو هذه الشخصية املأزومة أكثر عمق ا وتعقيد ا. دركت الشخصية يف طريقة سريها من التقليدية حىت التجريبية مبا ميثل حركة تصاعدية من البسيط الواضح إىل اجملرد الغامض من مفهوم البطل اإلجيايب مرور ا ابلشخصية املأزومة خارجي ا داخلي ا حىت وصلت إىل شخصية الفواعل )الضمائر فقط( الا قد يغيب فيها البطل والشخصية معا. الشخصية املوصوفة ظهرت يف املرحلة التقليدية بصفات جسدية خارجية وقد يظهر اجلانب االجتماعي ندر ا يف حني خيتفي اجلانب الداخلي )اجلوا ) يف وصفها فتغدو طية يف بعض القصص مما يقودها إىل تنميط آخر مييز شخصيات املرحلة فتبدو فيها الشخصيات إما خرية خري ا وض ا - وإما شريرة. ويف املرحلة التجديدية تسري الشخصية يف طريقني: األول: تراثي تثبت فيه معاجلة الشخصية أبسلوب املرحلة التقليدية واآلخر ديدي تتظافر فيه صفات الشخصية من خارجية وداخلية واجتماعية فتبدو مكتملة نبضة فكما توصف وصف ا خارجي ا ف هنا ال تغفل معا نهتا النفسية فتقنع القارئ ابلشخصية القصصية أمامه. - - ويف املرحلة التجريبية بدأ االهتمام ابلشخصية يرتاجع وتقل عناية القاص بصفاهتا حىت يتم تغييبها ويظهر الشيء حين ا والفاعل أحيا ن أكثر كبديل عنها ومع هذا التغييب للصفات كانت تقدم الشخصية مشوهة حبيث مل تعد على ماكانت عليه من الكمال واجلمال والصفات احلميدة املطلقة بل برز الشكل الكاريكاتوري يف بعض اذجها ليعكس رؤية ساخرة أو فكرة ما يف بناء القصة ومبا يقرهبا من الواقع احلقيقي لإلنسان املطحون يف اجملتمع احلديث -377-

378 مل نعد جند يف القصص التجريبية سوى تلك الضمائر الا تشري إىل الشخصياتكفواعل وردة دون صفات. أتيت الشخصية الرمزية ذات مدلول وطين يف املرحلة التقليدية للتعبري عن احلاكم الظامل وواولة التخلص منه وفكرة الشخص الثائر الذي يتحول إىل رمز للمخلص يف حني يتسع حضور الشخصية الرمزية يف املرحلة التجديدية ولكنها ال خترج يف وملها عن الرمز لليمن أو للثورة أو لإلنسان اليمين املناضل واملهاجر وهي تتفاوت من حيث املباشرة والعمق فتأيت مباشرة إىل حد تفقد معه رمزيتها )كقص ةنبكارة العروسنمليفع عبد الر ن( يف حني أن أخرى عل اذج من الشخصية الرمزية ذات رؤية وجودية تعرب عن مصري الشخصية اليمنية وصراعها األزق مع اهلجرة )كقصةنيف جوف الليلن مد مثىن( وقد تظهر رؤيتها للعامل مرتبطة مبخلفات األفكار عب السحرية واخلرافية للقرية اليمنية )كقصةنرأس التيسن وغريها من قصص د الكرمي الرازحي( كما أهنا ال خترج يف املرحلة التجريبية عن الرمز الوطين يف القصص الا متيل إىل الرتاث. شخصية املرأة يف املرحلة التقليدية ال تنفصل عن بناء الشخصية بوجه عام ولكنها ال خترج يف اذجها عن ا بوبة واملومس والزوجة واألم وهي يف الغالب توصفكجس ل د خارجي أو ذات دور طيكشخصية األم يف حني أهنا يف التجديدية تكون أكثر حضورا فتصور عواطفها الداخلية ورؤيتها للحياة فتبدو أكثر مشاركة وفاعلية يف واقعها كما تظهر تنويعات أخرى يف شخصية املرأة كشخصية الكاهنة املشعوذة )سيدة بنت علوان( وشخصية اجملنونة )جودلة( والشخصية الرمزية )سعود( يف حني تبدو شخصية املرأة يف املرحلة التجريبية يف بعض صورها مستلبة وضعيفة كما يف عدد من قصص وجدي األهدل وأفراح الصديق ويف آحاد من قصص هدى العطاس وأييت التجديد يف شخصية املرأة من زاوية القاصة األنثى نفسها الا تقدم شخصية املرأة تقدميا قواي جيعلها ذات حضور فاعل وقوي. - -

379 بل يكاد حضورها يكون طاغي ا على الرجل ومسيطر ا عليهكما يف بعض قصص ندية الكوكبا أو يف بعض قصص هدى العطاس الا تبدو ذات فحولة نسائية تدفع للرجل مقابل ليلة ليالء ولعل ذلك رد فعل أو نزأل أنثوي ملا قد دسه املرأة من خضوع مزمن واترخيي للرجل يف وتمع ذكوري من وجهة نظر بعض القاصات ولكن ذلك يظهر بلغة فنية عالية ذات حجاب مجاق شفاف يف معظمه يغط ي ويسرت بقدر ما يكشف ويغري. من خالل إحصاء الرؤية السردية يف قصص الدراسة الا بلغت )478( قصة اتضح أن استخدام الرؤية اخللفية أييت يف املراحل الثالث يف املرتبة األوىل بعدد )307( قصة مبا نسبته % 64.2 يف حني أتخذ الرؤية املصاحبة )156( قصة بنسبة % 32.6 وأتيت الرؤية اخلارجية يف )15( قصة بنسبة % 3.2 ومن هنا ف ن الرؤية اخللفية هي الغالبة يف مجيع املراحل ولكن التجديد فيها يتحقق يف تقليص سلطة الراوي العليم املقتحم للسرد إىل الراوي العليم ا ايد وتستمر هذه احليادية وتزداد لدى الراوي يف املرحلتني الالحقتني التجديدية والتجريبية - حىت تقرتب من تقنية العدسة املراقبة/ الكامريا الا تسعى إىل قدركبري من املوضوعية من خالل الراوي العليم الشفاف. ظهرت الرؤية املصاحبة يف املرحلة التقليدية عند القاصني األكثر متك ن ا من فن القصة القصرية مثل ومد عبد الوق يف بعض قصصه وأتيت هذه الرؤية يف قصص أكثر من نتاج املرحلة التجديدية حيث يكثر فيها الراوي املراقب أكثر من البطل املشارح كما أن التجديد يتحقق أيض ا يف هذه املرحلة مبزج أكثر من رؤية سردية يف بعض القصص التجديدية والا تستخدم احلدث املوازي واملتناص والفانتاستيكي أما يف املرحلة التجريبية ف ن الرؤية املصاحبة تتأثر ابلغنائية يف القصص ذات التكثيف واإلجياز وذلك بسبب طبيعة تلك القصص وقرهبا من دائرة الشعرية لذا تظهر عليها صفة البوح واإليقاع التكراري القريب من خصائص الشعركما

380 وضحت الدراسة. يف حني تظهر الرؤية اخلارجية قليلة يف قصص املراحل الثالث وتتمثل ددي دا يف القصص الا تعتمد احلوار يف بنيتهاكتقنية مسرحية وال يتحقق ذلك سوى يف قصة واحدة - يف التجديدية - يف حني يظهر بشكل متفاوت يف التجريبية مع تدخل الراوي تدخال سينارستي ا بني حني وآخر من خالل تعليقاته البسيطة الرابطة للحوار والرؤية اخلارجية متر مبستوايت ثالثة يف هذه املرحلة األخرية املستوى األول: متتزج فيها الرؤية اخلارجية مع الرؤية اخللفية واملستوى الثا أتيت فيها الرؤية اخلارجية يف مقابلة األ ننالرؤية املصاحبةن فيتساوى حضور الضمرينأنتنمع الضمرينأ ننأو يتوازى معه يف عموم القصة أما املستوى الثالث وهو الذي تتحقق فيه الرؤية اخلارجية بصورهتا املثالية وفق معادلتها )الراوي > الشخصية( فال نكاد جندها يف هذه املرحلة التجريبية وهذا يدل على ارتبا هذه املرحلة بتقاليد التقنيات السردية تداخل الرؤى السردية ومزج أكثر من رؤية يف بناء القصة املألوفة وأييت ريبها يف توصلت الدراسة من خالل استقراء النصوص إىل أن الوظيفة السردية قد استخدمت يف املراحل الثالث بطرأل متفاوتة ولكنها مضت يف خط تصاعدي ففي املرحلة التقليدية يغلب على وموعاهتا الوظيفة السردية والوظيفة املباشرة )التنسيقية( والوظيفة اإلبالغية )التواصلية( يف حني رفدهتا بعض القصص بوظيفة إيديولوجية تتعلق ابملضمون الوطين واالجتماعي ذات الطابع الوعظي األخالقي يف حني ظهرت الوظيفة اجلماليةنالتأليفيةنبشكل قليل يف القصص األكثر فنية وقراب من القصة القصرية نوع ا وددا مهتما بلحظة التنوير يف عدد من قصص عبد ابوزير وومد عبد الوق ويف املرحلة التجديدية استمرت تلك الوظائف بطريقة متفاوتة ولكن اجلديد يف هذه املرحلة هو أن تنفرد وظيفة واحدة ابلسيطرة على وموعة كاملة كغلبة الوظيفة األيديولوجية على وموعةنبكارة العروسن ويظهر التجديد -أيض ا- يف هذه املرحلة من - -

381 خالل حضور الوظيفة التعبريية. وأما املرحلة التجريبية ف ن الوظائف الا جندها غالبة على قصص املرحلة ال خترج عن الوظيفة التأليفية اجلمالية وقد تتضافر معها يف عدد من اجملموعات ابلتناوب وظيفة التغريب أو تنفرد هذه األخرية مبجموعات مكتملة ذات بنية مكثفة موجزة وهبذا جند أن الوظائف السردية يف هذه املرحلة مل تعد ترتاجع إىل الوظائف البسيطة الا ظهرت يف التقليدية ولكنها ظلت تراوح بني الوظيفة التأليفية اجلمالية وما هو أبعد منها عن املباشرة كالوظيفة التعبريية املرتبطة ابلبوح والشعرية ووظيفة التغريب. بينت الدراسة أن عالقة الراوي ابلفضاء القصصي )الزما واملكا ) عالقة وطيدة يلعب فيها الراوي دور ا جوهراي مبينة أن الزمن يف املرحلة التقليدية قد ددد بثالث خصائص رئيسة هي األفقية والتتابعية وسيطرة الفعل املاضي ويستمر الزمن يف املرحلة الالحقة بذات اخلواص يف بعض قصصها يف حني أييت التجديد من خالل تعميق الزمن النفسي الذي سار متداخال مع الزمن احلسي متوازاي معه حىت ينفرد يف عدد من قصص تيار الوعي - على قلتها - ومن تنويعات التجديد - يف تعامل قصة هذه املرحلة التجديدية مع الزمن - تعالقه مع الفانتاستيك فال يرتبط ابلزمن احلسي وال ابلنفسي بقدر ارتباطه ابلفعل الفانتاستيكي فيكتسب منه ال زمنيته مبفهومها ا ددكما يف عدد من قصص الرازحي وكذا حيضر الزمن األسطوري أو املطلق حيث يتحول الزمن إىل بطل للقصة تغدو الشخصيات فيه شكال من أشكاله يف تعاقبه املمتد فيغدو الزمن هو املضمون والشخصية مع ا مير ويتعاقب و ال ينقطع ولذا ف ن شخصيات القصة يف هذا النوع تنطلق إىل املطلق وتتحول قضاايها إىل أسطورة وزمنها خيرج عن ودوديته احلسية والنفسية إىل الزمن األسطوري أو الالزمن ويف املرحلة التجريبية يسري الزمن يف ا اهني متقابلني األول تراثي يستخدم الزمن احلسي ولكن إبجياز شديد يتناسب وطبيعة استخدام املرحلة للغة املكثفة وكذا الزمن النفسي يف صورته من املونولوج الواعي وغري الواعي وإبجيالز

382 أيض ا واآلخر ديدي يسري فيه الزمن مثل غريه من عناصر القصة يف هذه املرحلة صوب التكثيف واالختزال وال ينفصل عن بقية العناصر املضغوطة املكونة للبنية السردية ويغدو الزمن رمزاي ااتال يغيب يف تالفيف اللغة الشعرية. ال يقل حضور املكان عن صنوه الزمان يف بنية القصة ولكنه يسري من االتساع والبانورامية إىل التحديد حبيث تضيق زاوية الرؤية للمكان وترتبط ابحلالة النفسية للرائي ويتحول املكان يف تعميق الشعور إىل مكان رمزي يغدو معادال لإلنسان اليمينكاجلبل الراسل مثال يف الطبيعة اجلغرافية اليمنية الذي يصبح معاد ال للثبات واملقاومة والعطاء وكما تنوع الزمن من خالل تعالقه ابلفانتاستيك كان للمكان ذات التنوع وأييت املكان اخلرايف مرتبطا ابحلدث اخلرايف )كما يف قصة اجملنون( ولذا ف ن املكان يف املرحلة التجديدية مل يعد إطار ا للحدث فقط بل أصبح مشارك ا يف لعبة السرد سواء أكانت نفسية أم فانتاستيكية ال يقل أةية عن العناصر األخرى أما يف املرحلة التجريبية فاملكان فيها تراثي يف عدد من القصص الا تتعامل معه ك طار للحدث وإن كانت قد اوزت اإليهام ابلواقعية إىل اإلحساس ابملكان من خالل التأنق يف وصفه ابللغة اجملازية يف حني أييت اال اه التجرييب فيتعامل مع املكان ابعتباره واح دا من ثالثة أ ا هي: )املكان احلقيقي( ويكون موجزا وددا أو )املكان الشعري( - )معروف ا أو متخيال ) - يتضح فيه العالقة الغنائية و املكان يف أسلوب اللغة الشعرية الواصفة وتظل كذلك موجزة أو املكان الرمزي وهو األكثر ري دا وأييت من خالل توظيف احلكاية الشعبية ويغدو املكان موتيف ا رابط ا لعامل احلكاية الشعبية بعامل القصةكما يف قصص أروى عبده عثمان. أوضحت الدراسة أن حركة الراوي يف قطبية رابعية هي )الغنائية امللحمية الدرامية التصويرية( قد جنم عنه تنويعات يف بنية القصة القصرية تعتمد على هذه احلركة قراب وبعد ا من - -

383 تلك القطبيات األربع وقد ظهرت هذه التنويعات حبسب تطور الفن القصصي من شكله األكثر بساطة وبعد ا عن القصة القصرية وهو املقالة القصصية يف التقليدية إىل الشكل األكثر دي دا يف بنية القصة يف املرحلة التجديدية وجنم عنه نوعان ةا: قصة تيار الوعي وحلقة القصص القصرية وصوال إىل الشكل التجرييب كالقصة/احلكاية والقصة/اللوحة والقصة القصرية جد ا )األقصودة(. يف فصلنتشكيل اللغة يف العتبات والنص القصصين توصلت الدراسة إىل عدد من النتائ أةها: - أن عناوين القصص يف التقليدية عناوين واضحة ومباشرة تدل على وتوى القصة منذ البداية دون غموض وهي بذلك ال تبتعد عن طبيعة املرحلة الا تبحث عن القارئ ودبب هذا اجلنس النثري إىل نفسه فتسلم له من العنوان مفتاح الولوج دون مواربة أو غموض ولذلك ف ن تركيب العنوان يف هذه املرحلة ال خيرج عن ط اجلملة االدية )ادا مفردا م عرفا كاملتسللون...( أو )معرف ا ابإلضافة كخطيئة زينب...( أو )نكرةكامرأة...( أو ط العنوان الظرف املتعلق ابلزمان )ليلة من عمري( أو املكان )عند امرأة...(... أو ط اجلملة الواضحة )األرض اي سلمى...( ولكنها مجيع ا ويف أ اطها الثالثة ال دمل غموض ا أو انزايح ا فهي مباشرة دالة على مضمون القصة بشكل أساس أما املرحلة التجديدية فيضاف إىل األ ا الثالثة السابقة املستخدمة فيها أيض ا ط النعوت من خالل اجلملة املوصولة )املرأة الا ركضت يف وه الشمس...( كما يكتسب النمط اجلملي طابع ا استعاراي أكثر غموض ا ال يفه م من العنوان بل ير جئ الفهم إىل ما بعد القراءة للقصة يف حني تتصف عناوين املرحلة التجريبية بظاهرة الغموض واحلذف حبيث يشتغل احلذف على املستوى الرتكييب للعنوان بينما يشتغل الغموض على املستوى الدالق ويضاف ط جديد إىل عناوين التجريبية وهو النمط التعجيب )كيف استطاع ادي األفلل...اخل( ومثة تركيب يف العناوين أييتكظاهرة ملفتة يف قصصندري عبد الفتاحن -383-

384 وهو وجود عنوانني للقصة على ميني الصفحة وعلى يسارهانعلي اباب )أهدايت حلم هارب(ن... وال يكون العنوان اجلانيب أو الثا شارح ا أو مفسر ا بل يبدو أكثر غموض ا وأبعد أتويال ليحقق العنوان بذلك عالمة تواصلية وتثاقفية توسع أفق التوقع للقارئ. إن اخلطاب املقدمايت يف املرحلة التقليدية أييت يف نصف عدد اجملموعات هلذه املرحلة وهو غ ري ي يف أغلبه وما جاء منه مواكب ا للطبعة األوىل دديد ا حيمل صفات املرحلة وزمنها من فهم لطبيعة األدب ودوره النضاق مبا يقدم نص ا موازاي للمنت القصصي مع بيان وظيفة األدب يف عصره ودور القصة يف املعركة التحررية للشعب ويعمد القاص إىل شخصيات وطنية لتقدمي عمله و اعتبارية اخلطاب املقدمايت يف املرحلة التجديدية أييت يف أكثر من نصف عدد اجملموعات )6 من 10 وموعات( ويتناسب يف طرح جوهر قضية التجديد متوازاي مع النصوص سواء أكان هذا اخلطاب املقدمايت مرحب ا ابلتجديد و لياته وتقنياته )مقدمة بكارة العروس( أم متفهم ا لقلته واالهتمام ابملضمون أكثر من مغامرات الشكل كما يف )مقدمة البشارة( أم موضح ا ماذا يعين أن يكون األدب منتمي ا وال يركز على قضية التجديد كما يف )مقدمة املرأة الا ركضت يف وه الشمس( ويف كل ذلك ف ن اخلطاب املقدمايت غري منفصل عن روح املرحلة التجديدية فهو يدرح مطالبها ويتوازى مع أهدافها ألنه يقرتب من جوهر أسئلة املرحلة وقضاايها يف حني يقل اخلطاب املقدمايت يف املرحلة التجريبية فال جنده سوى يف )3 من 16 وموعة( تعمد إىل م قد م واحد هو الشاعر عبد العزيز املقال ومتيل إىل اإلجياز حبيث ال تتجاوز صفحتني وي تم الرتكيز فيها كملمح مشرتح فيها مجيعا على طبيعة اللغة املكثفة يف القصص املقد م هلا مؤكد ا على ما متتاز به لغة القصة من اختالف عما سبقها من املراحل وتبقى مالحظة مهمة ال تنفصل عن روح املرحلة امليالة إىل الشعرية وهي أن من يعمد من القاصني إىل وضع خطاب - -

385 مقدمايت ال يذهب إىل نقد متخصص يف السرد ولكنه يطلب ذلك من شاعر و نقد يف وال الشعر وهو الدكتور املقال وعلى الرغم من كونه عالمة نقدية ودديثية ابرزة لليمن عموم ا إال أن يف اختيار القاصني له مؤشر ا آخر يدل على طبيعة هذه الكتابة القصصية املتجاوزة ذات التكثيف الشعري. تطور الفهم يف استخدام النصوص االستهاللية ودورها لدى القاصني ففي املرحلة التقليدية ال تتجاوز كوهنا عبارة موجزة مأخوذة من منت القصة تنت ق ى لتدل على فكرة القصة اجلوهرية ولكنها مأخوذة من كالم القاص نفسه ومن منت قصته وليست منكالم اآلخرين ويف املرحلة التجديدية أتيت النصوص االستهاللية منكالم اآلخرين لتفتح عالقة تواصل ثقافية بني وتوى النص القصصي وبني االستهالل سواءكان هذا االستهالل مأخوذ ا منكالم أديبكبري وهو الغالب أو يقتصر على اإلهداء لسبتمرب املنقذ أو لصديق مسمى أو غري مسمى يف حني أن املرحلة التجريبية تقتصر النصوص االستهاللية فيها على اإلهداء إىل القا ص ني أو الشعراء اجملايلني للقاص مما يؤكد روح الصلة اإلبداعية بني أدابء هذه املرحلة وكأهنم يقصدون من وراء هذا أتكيد فكرة مشرتكة يف تالقح فكري إبداعي يؤكد فيهكل قاص تواصله مع زميله يف مشروعه اإلبداعي يف حني يقرتن ذلك يف وموعة وحيدة هي وموعة املقال عبد الكرمي أبن يصاحب اإلهداء ألحد األدابء األصدقاء نصا استهاللي ا منكالم أحد األدابء الكبار - عاملي ا وعربيا -كجمس جويس أو غسانكنفا... لتدور مجيعها حول موضوع ودد مرتبط بفكرة القصة ومن فكرة اجملموعة إمجاال وهي فكرة الزواج واملرأة. يف التفاعل النصي يسري املناص يف املرحلة التقليدية يف مسار ودد فال خيرج عن املثل سواء كان شعبي ا أو فصيحا أو مستفاد ا من ثقافات أخرى أتيت مندوة يف سياأل النص لتحقق يف استدعائها غرض املماثلة وأما املرحلة التجديدية ف ن املناصات تتنوع وتتجدد وتنقسم إىل شعبية مناصات أدبية )أغا نصوص شعرية( ومناصات اترخيية توثيقية ومناصات سردية )موجزة( ومناص ديين )من القرآن الكرمي( أما املرحلة التجريبية ف ن املناصات أتيت مرتبطة ابلقصص ذات الطبيعة الرتاثية وترد على نوعني - فقط - ةا املناصات األدبية واملناصات

386 السردية وما عداها من القصص ال تتناسب بنيتها املكثفة الشعرية مع املناصات الكاملة ولذا ف هنا متيل إىل اإلشارات التناصية أكثر من املناصات. يظهر التناص يف قصص املرحلة التقليدية يف نوعني فقط ةا: التناص السردي والتناص الديين ويف كليهما أييت واضح ا ال يتيح للقارئ اكتشافه بل يعطيه املصدر أيض ا وقد أييت متناصا م ع بنية احلكاية الشعبية أما التناص يف املرحلة التجديدية فيكون على نوعني: بسيط ومركب: البسيط أييت من خالل التشبيه ليحيل إىل حكاية تستدعيها القصة مثال )حكاية تراثية حكاية شعبية...اخل( أما التناص املركب فيدخل معه النص القصصي يف مماثلة ومفارقة أكثر من ورد التشبيه أو الذكر العارض فيدخل مع القصة يف عالقة جدليةكالتناص مع قصة يوسف عليه السالم وزليخا أو التناص مع قصة وأد األنثى يف اجلاهلية وما جيري هلا اليوم من وأد اجتماعي حبكم العادات والتقاليد أو عالقة اجملنون وصخرته الا يقف عليها بصخرة الناقة وقصة صال... وقد أييت التناص املركب أكثر تعقيد ا يف أسلوبه وأكثر ديد ا يف توظيفه يف هذه املرحلة وذلك من خالل التناص مع األسلوب السردي للحكاية الشعبية أو السرية دون التناص مع مصدر معني أو حكاية بذاهتا وهكذا نالحف أن أسلوب التناص قد تطور من ورد اإلحالة السطحية إىل عمق البنية القصصية يف حني يظهر التناص يف املرحلة التجريبية أكثر إجياز ا وإملاح ا وينقسم إىل تناص املفردات وتناص األسلوب ويف تناص املفردات يكون مع مفردات القرآن الكرمي أو الرتاث الشعري العريب ولكنها على الرغم من تناصها مع مصدر واضح سابق ف هنا نح من حيث املعىن إىل دالالت جديدة وأما التناص األسلويب فيدخل يف بنية القصة نفسها ويظهر ذلك -يف التجريبية- يف استخدام أسلوب اخلرب )قصص وجدي األهدل( أو أسلوب احلكاية الشعبية )قصص أروى عثمان( أو قصص العشاأل القدمية )بعض قصص هدى العطاس( ولكنها مجيع ا ترتكز يف ريبها على املضمون الرمزي املوحية. واللغة املكثفة امليتانصية تسري من النقد األديب يف التقليدية - من خالل احلكاية أو األسطورة القدمية إىل النقد اإليديولوجي الفكري والديين إىل النقد األديب مرة أخرى لكن بطريقة أوسع لفنون األدب املختلفة: شعر فن تشكيلي نقد... ولكن بطريقة سريعة موجزة وكذا ميتانصية للقصة - -

387 القصرية نفسها من خالل تقييم نصوص القاص وتقدميها بطريقة خيالية وفنية )كقصة حكاية القصص األربع اللوايت هربن من درج املؤلف لوجدي األهدل(. الحظت الدراسة يف بناء اجلملة القصصية أن احلوار أبنواعه - اخلارجي والداخلي - قد استخدمته القصة القصرية يف مجيع مراحلها وأن النمط اجملرد من احلوار اخلارجي هو األكثر شيوع ا واستخدام ا يف قصص املرحلة التقليدية يف حني أن النمط الرتميزي يكثر يف قصص املرحلة التجديدية ذات النزعة الرمزية وكذا النمط املركب الوصفي أو التحليلي الذي حيرص على نقل األفكار والتصورات حول اجملتمع واحلياة والدين. يف لغة احلوار ك ثر استخدام اللغة الفصيحة يف قصص املرحلة التقليدية ذات املضمون السياسي وما يرتبط منها بفكر القاص نفسه وواوالت عرض أفكاره على لسان شخصياته يف حني أن قصص املضمون االجتماعي تتحدث فيها الشخصيات بلغتها العامية وأبرزها اللهجة العدنية والتعزية والصنعانية وقد تستغرأل اللغة الفصيحة احلوار يف وموعاتكاملة من قصص املرحلة التجديدية و اصة يف القصص ذات الطبيعة التجديدية وترتدد لغة احلوار وترتاوح من عامية ومفص حة يف القصص ذات البعد الرتاثي يف حني تسيطر اللغة الفصيحة على التجريبية ومن أهم ديداهتا وخواصها استخدام الفراغات يف احلوار أو احلوار يف املرحلة الصمت واإلجياز الشديد يف احلوار واالعتماد على الصياغة املضمرة حبيث يتم فيها إخفاء أية إشارة إىل اسم املتكلم أو وصف حالته إن قصص الومضة )األقصودات( تعتمد كثري ا على احلوار يف بنائها حبيث يغدو هو األساس يف بعض اذجها وذلك لطبيعته اجلدلية واعتماده على قدر م ن شعرية اإلجياز. استنتجت الدراسة أن مسار اجلملة القصصية بنية اللغة السردية يف املراحل الثالث قد سارت من النثرية اخلالصة يف التقليدية إىل النثرية املطعمة ابجملاز يف التجديدية وفيها تنقسم قصص اجملموعات إىل قصص تراثية دتفف ابللغة النثرية اخلالصة وقصص تنزح إىل التجديد بلغتها اجملازية الا دمل فقرات شعرية ت طر ز هبا لغة السرد أتيت املرحلة التجريبية لتسود فيها اجلملة الشعرية يف القصص األكثر ديد ا وتظهر مبالوها يف التكثيف واالنزايح مما أكسبها اتساع ا يف التأويل والدالالت. واإليقاع والتكرار

388 ومما توصي به الدراسة: مجع نتاج الرواد منكت اب القصة مما تفر أل من نتاجهم يف الصحف والدورايت الا توشك على االنقراض نتيجة عدم العناية بتوثيقها يف املكتبات العامة ألهنا متثل ذاكرة الكتابة القصصية يف اليمن وألةية تعبريها عن املرحلة اترخيي ا واجتماعي ا وثقافي ا وكذا إعادة طباعة ما سبقت طباعته من وموعات قصصية ونفدت منذ زمن بعيد حىت تكون يف متناول الباحثني واملهتمني. حث املؤسسات العلمية واألكادميية وكذا اهليئة العامة للكتاب على طباعة األعمال القصصية والسردية واإلبداعية عموم ا ونشرها وتوفريها يف يد القارئ أبسعار مناسبة وفق سياسة نشر دورية ومستمرة. ما قامت به الدراسة من رصد ببليوجرايف للقصة القصرية إبداع ا ونقد ا يف جهد فردي مع االستفادة من جهود سابقة - سعت فيه إىل وضع صورةكاملة للمشهد القصصي منذ بدايته عام 1940 م حىت 2006 م أتمل من املؤسسات الردية أن تتبىن نشره وأن يكون بداية الستكمال الباحثني واملؤسسات الردية ملثل هذا التوثيق يف واالت السرد والشعر واألدب عموم ا بفنونه املختلفة وذلك ألن مثل هذا العمل الببليوجرايف مسئولية ثقافية وقومية تتيح للباحثني واملهتمني توفري الوقت واجلهد والوصول إىل رؤية واضحة وتراكمية وفق قاعدة بيا نت واضحة ومتوفرةكما توصي الدراسة ابستغالل التطور الكبري يف التكنولوجيا احلديثة والوسائط املتعددة للتوثيق والنشر مع ا

389 املصادر واملراجع أول ا: المصادر )أ( اجملموعات القصصية: )1 آمنة يوسف: جوقة الوقت الالذقية دار احلوار للنشر والتوزيع 1997 م. 1 )2 أ د وفوظ عمر: اإلنذار املمز عدن دار اهلمدا 1983 م. 2 )3 أروى عبده عثمان: 2003 م. دث يف تنكا بالد النامس صنعاء مركز عبادي للدراسات والنشر 2 )4 أفراح الصديق: عرش البنات صنعاء اهليئة العامة للكتاب 1999 م. 1 )5 حسن اللوزي: املرأة اليت ركضت يف وه الشمس بريوت دار العودة 1977 م. 1 )6 )7 رمزية عباس اإلراي : عل يعود صنعاء وزارة اإلعالم والثقافة مشروع الكتاب م. زيد مطيع دماج: اجلسر بريوت دار اآلداب 1986 م. 1 )8 زين السقاف: العم مسفر عدن دار اهلمدا 1984 م. 1 )9 سامي الشاطيب: األنوات صنعاء مركز عبادي للدراسات والنشر و ندي القصة )إملقه( 2001 م (سعيد عولقي: اهلجرة مرتا بريوت دار الفارايب عدن دائرة التأليف والنشر بوزارة الثقافة والسياحة 1980 م 1 11 (دري عبد الفتاح: رجل القمس.. لعبة الذاكرة صنعاء مركز عبادي 12 (شفيقة أ د زوقري: 2006 م. 1 نبضات قلب بريوت منشورات املكتب التجاري للطباعة والتوزيع والنشر 1970 م. 1

390 1957 م 1 ونشرهتا ولة 13 (صال الدحان: أنت شيوعي عدن دار البعث للطباعة والنشر الكلمة مصورة عن طبعتها األوىل يف عدد مارس 1980 م م (عبد الفتاح عبد الوق: البشارة صنعاء وزارة الثقافة واإلعالم 1991 م (عبد الكرمي الرازحي: موت البقرة البيضاء بريوت دار الفارايب 16 (عبد الكرمي غا : عندما أكل الرصيف م خرة حذائ صنعاء مركز عبادي للدراسات والنشر 2003 م. 1 2 سامل ابوزير: الرمال الذهبية قصص ومسرحيات عدن منشورات الصبان وشركاهم 17 (عبد 1982 م م (علي ابذيب: ونوا الدخول عدن منشورات الصبان وشركاه 2002 م (ومد أ د عثمان: الفراغ املقابل صنعاء مركز عبادي 20 (ومد صال حيدرة: السحب املسافرة بريوت دار ابن خلدون عدن وزارة الثقافة والسياحة 1980 م م. 1 وسن: هدنة األصيل صنعاء مركز عبادي 21 (ومد عبد 1 22 (ومد عبد الوكيل جازم: حجم الرائحة صنعاء مركز عبادي و ندي القصة )إملقه( 2001 م. 23 (ومد عبد الوق: األرض اي سلمى بريوت دار العودة د 1986 م م (ومد الغريب عمران: الظل العاري صنعاء اهليئة العامة للكتاب 2004 م (ومد القعود: هتاف اخليبة صنعاء دون نشر )املؤلف( 2003 م (ومد مثىن: يف جوف الليل صنعاء مركز عبادي 1 27 (املقال عبد الكرمي: منريب.. الوقت الضائع صنعاء مركز عبادي ندي القصة )إملقه(

391 2001 م. 28 (ميفع عبد الر ن: بكارة العرو" عدن مؤسسة 14 أكتوبر 1975 م ( ندية الكوكبا : ت ق ش ر من ي م م صنعاء إصدارات وزارة الثقافة والسياحة )ثالث واميع قصصية يف كتاب واحد( 2004 م (هدى العطاس: ألهنا صنعاء مؤسسة العفيف الثقافية 2001 م (وجدي األهدل: رطانة الزمن املقما صنعاء اهليئة العامة للكتاب 1998 م. 1 : صورة البطال عمان األردن دار أزمنة 1998 م. 1 )ب( القصص املنشورة يف الدوريات : 32 (أ د شريف الرفاعي: قصةنعذاب أليمن ولة املستقبل العدد 8 السنة األوىل نوفمرب 1949 م. - قصةنضريبة لذةن صحيفة الشباب العدد 1950/3/18 م قصةنا روم شبايبن صحيفة الشباب العدد 1950/4/15 م قصةنالقيد املعبودن صحيفة النهضة العدد 95 السنة 1951/10/11 م. 2 - قصةناجلسدن صحيفة النهضة العدد 99 السنة 1951/11/8 م (حامد خليفة: قصةنالفتاة نور إهلين فتاة اجلزيرة العدد 102 السنة الثالثة 4 يناير 1942 م. - قصةندمية املاخورن فتاة اجلزيرة العدد 109 السنة الثالثة 22 فرباير 1942 م. - قصةندوحة الشعر 1 ن فتاة اجلزيرة العدد 114 السنة الثالثة 29 مارس 1942 م. - قصةندوحة الشعر 2 ن فتاة اجلزيرة العدد 115 السنة الثالثة 5 أبريل 1942 م. - قصةنالرسالةن فتاة اجلزيرة العدد 154 السنة الرابعة 17 يناير 1943 م

392 - قصةنالفن مقربة العبقرين فتاة اجلزيرة العدد 419 السنة التاسعة 2 مايو 1948 م. - قصةنهل أرضيتك أيتها احلسناء ن فتاة اجلزيرة العدد 444 السنة التاسعة 7 نوفمرب 1948 م. 34( زة علي لقمان: قصةنفىت أحالمهان فتاة اجلزيرة العدد 265 السنة السادسة 1 أبريل 1945 م. 35( ومد سامل ابوزير: قصةنالسارألن صحيفة النهضة العدد 52 السنة الثانية 1950/11/30 م. - قصةنكال ن بشرن صحيفة النهضة العدد 87 السنة الثانية 1951/8/9 م. - قصةنلذةن صحيفة النهضة العدد 92 السنة الثانية 1951/9/20 م. 36 (ومد سعيد مسوا :نسعيد املدرسن صحيفة النهضة العدد 1950/9/14 م (ومد علي لقمان: قصةنعبده الشرطين فتاة اجلزيرة العدد 267 السنة السادسة 15 يونيو 1945 م. ثاني ا: المراجع - القرآن الكر. )أ( املراجع العربية القدمية: ألف ليلة وليلة: دار نوبليس بريوت 2003 م. 1 داود األنطاكي الضرير: تزيا األسوا بتفصيل أشوا العشا التنوخي بريوت عامل الكتب 1993 م. 1 سرية سيف بن ذي يزن القاهرة املطبعة الكربى 1294 ه. دقيق وشرح: ومد )ب( املراجع العربية احلديثة:

393 -393- )1 آمنة يوسف: شعرية القصة القصرية يف اليمن صنعاء مركز عبادي للدراسات والكتاب اليمنيني 2003 م. 1 )2 والنشر واداد األدابء إبراهيم أبو طالب: املورواثت الشعبية القصصية يف الرواية اليمنية صنعاء منشورات وزارة الثقافة والسياحة 2004 م. 1 )3 إبراهيم نصر : )درير وتقدمي(كتاب أفق التحو لت يف القصة القصرية شهادات ونصوص بريوت املؤسسة العربية للدراسات والنشر 2001 م. 1 )4 )5 إحسان عباس: القصة القصرية فن اجملتمع احلضري دراسة يفكتاب )القصة العربية أجيال وآفاأل( وموعة من األدابء كتاب العريب )24( 15 من يوليو 1989 م سلسلة فصلية تصدرها ولة العريب. أحالم حادي: مجاليات اللغة يف القصة القصرية قراءة لتيار الوعي يف القصة السعودية م بريوت الدار البيضاء املركز الثقايف العريب 2004 م. 1 )6 أ د درويش: تقنيات الفن القصصي عر الراوي واحلاكي القاهرة الشركة املصرية العاملية للنشر لوجنمان 1998 م. 1 )7 أ د علي اهلمدا : دراسات يف القصة اليمنية املعاصرة صنعاء إصدارات وزارة الثقافة والسياحة 2004 م. 1 )8 أ د ومد ويس: ا لنزايح يف منظور الدراسات األسلوبية كتاب الرايض يصدر عن مؤسسة اليمامة الصحفية 2003 م. 1 )9 إدوار اخلرا : احلساسية اجلديدة مقا لت يف الظاهرة القصصية دار اآلداب بريوت 1993 م. 1 - الكتابة عر النوعية القاهرة دار شرقيات 1994 م. 1 10( أمينة رشيد: تشظي الزمن يف الرواية احلديثة القاهرة اهليئة املصرية العامة للكتاب 1998 م. 11( أجنيل بطرس دعان: دراسات يف الرواية العربية القاهرة اهليئة املصرية العامة للكتاب د.

394 1987 م. 12( ابرح جاي وون )صال(: نظرية األدب واللغة عند سالمة موسى تقدمي: عبد املنعم تليمة القاهرة مكتبة اآلداب 2004 م م. 1 13( بشار مطهر: املدخل إىل اإلعالم اليمين القاهرة دار الكتب العلمية 14( جونرت أورت )مستشرأل أملا (: دراسات يف القصة اليمنية القصرية صنعاء مركز عبادي للدراسات والنشر واداد األدابء والكتاب اليمنيني 2004 م. 1 15( حاه الصكر: انفجار الصمت الكتابة النسوية يف اليمن دراسات واتارات صنعاء مركز عبادي واداد األدابء والكتاب اليمنيني 16( حسن البنداري: فن القصة القصرية عند نيب حمفو 1988 م م القاهرة مكتبة األجنلو املصرية د 17( حسني سامل ابصديق: أئواء على القصة العربية احلديثة صنعاء مركز عبادي للدراسات والنشر 1996 م. 1 18( حسني القبا : فنكتابة القصة القاهرة املؤسسة املصرية العامة للتأليف واألنباء والنشر الدار )19 املصرية للتأليف والرتمجة د. د. ت. خريي دومة: تداخل األنوا يف القصة املصرية القصرية م القاهرة اهليئة املصرية العامة للكتاب 1998 م. 1 20( رشاد رشدي: فن القصة القصرية القاهرة مكتبة األجنلو املصرية د. د. ت. 21( رايض القرشي: النقد األدي احلديث يف اليمن النشأة والتطور صنعاء مكتبة اجليل اجلديد م. 1 22( سامي سويدان: أحباث يف النص الروائي العري بريوت مؤسسة األحباث العربية 1986 م.

395 23( سعيد جبار: اخلر يف السرد العري الثوابت واملتغريات الدار البيضاء شركة النشر والتوزيع املدارس م. 1 24( السعيد الورقي: القصة والفنون اجلميلة القاهرة اهليئة العامة لقصور الثقافة )مكتبة الشباب )57 )25 1 يونيو 1997 م. سعيد يقطني: القراءة والتجربة حولنالتجريبنيف اخلطاب الروائي اجلديد ابملغرب الدار البيضاء دار الثقافة 1985 م. 1 - حتليل اخلطاب الروائي )الزمن السرد التبئري( الدار البيضاء املركز الثقايف العريب م. 1 - انفتاح النص الروائي النص والسياأل بريوت الدار البيضاء املركز الثقايف العريب 2001 م. 26( دري املرزوقي ومجيل شاكر: مدخل إىل نظرية القصة بغداد دار الشؤون الثقافية 1986 م. 1 27( السيد إبراهيم: نظرية الرواية دراسة ملناه النقد األديب يف معاجلة غن القصة القاهرة دار قباء 1984 م م م. 1 - آفا النظرية األدبية احلديثة القاهرة مركز احلضارة العربية 28( سيد حامد النساج: تطور فن القصة القصرية يف مصر القاهرة دار املعارف 29( سيد مصطفى سامل: جملة احلكمة اليمانية وحركة اإلصالح يف اليمن صنعاء مركز الدراسات اليمنية 1976 م. 1 30( سيزا قاسم: بناء الرواية دارسة مقارنة لثالثية جنيب وفوظ القاهرة اهليئة املصرية العامة للكتاب د م. 31( سيف علي مقبل: دراسات يف التارياب اليمين املعاصر صنعاء مركز عبادي 2000 م. 1 للدراسات والنشر

396 32( شاكر عبد احلميد: سيكولوجية اإلبدا الفين يف القصة القصرية القاهرة دار غريب 2001 م. 33( شحات ومد عبد اجمليد: بالمنة الراوي طرائق السرد يف رواايت ومد البساطي القاهرة اهليئة العامة لقصور الثقافة )كتاابت نقدية 111( أكتوبر 2000 م. 34( شريبط أ د شريبط: تطو ر البنية الفنية يف القصة اجلزائرية املعاصرة ) م( دمشق منشوارت اداد الكتاب العرب 1997 م. 35( الشريف الرضي )الديوان( بريوت دار صادر ودار بريوت د م. 36( شعيب حليفي: شعرية الرواية الفانتاستيكية القاهرة اجمللس األعلى للثقافة د 1997 م. - هوية العالمات يف العتبات وبناء التأويل القاهرة اجمللس األعلى للثقافة 2004 م. 37( شكري عياد: القصة القصرية يف مصرندراسة يف أتصيل فن أديبن القاهرة دار املعرفة م. - دائرة اإلبدا مقدمة يف أصول النقد القاهرة دار إلياس العصرية د 1987 م. - البطل يف األدب واألساطري القاهرة دار أصدقاء الكتاب للنشر والتوزيع م. 38( صادأل عبده علي: احلركات السياسية وا لجتماعية يف اليمن م بريوت مؤسسة دار الكتاب احلديث الشارقة دار الثقافة العربية 1992 م. 1 39( الصادأل قسومة: طرائق حتليل القصة تونس دار اجلنوب للنشر )سلسلة مفاتيح( م. 40( صربي مسلم: اآلفا واجلذورنفضاءات األدب اليمين املعاصر الشعري السردي املسرحين صنعاء مركز عبادي واداد األدابء والكتاب اليمنيني 2004 م. 1 41( صالح السروي: الذات والعامل دراسات يف القصة والرواية القاهرة اهليئة العامة لقصور الثقافة كتاابت نقدية )126( سبتمرب 2002 م

397 42( صالح صال: قضااي املكان الروائي يف األدب املعاصر القاهرة دار شرقيات 1997 م )43 صالح فضل: بالمنة اخلطاب وعلم النص الكويت سلسلة عامل املعرفة العدد 164 أغسطس 1992 م. - نظرية البنائية يف النقد األدي القاهرة دار الشروأل 1998 م. 1 - شفرات النص دراسة سيميولوجية يف شعرية القص والقصيد القاهرة اهليئة العامة لقصور الثقافة كتاابت نقدية )85( فرباير 1999 م. - لذة التجريب الروائي القاهرة أطلس للنشر واإلنتاج اإلعالمي 2005 م. 1 )44 الطاهر مكي: مقدمةكتابنخمتارات من القصص القصرية يف 18 بلد ا عربي ا القاهرة الناشر مركز األهرام للرتمجة والنشر 1993 م. 1 45( طه حسني: جنة الشوو دار املعارف مبصر د. - فصول يف األدب والنقد القاهرة دار املعارف 1962 م. 4 د. ت. 46( عباس خضر: القصة القصرية يف مصر منذ نشأطا حا سنة 1930 م القاهرة اهليئة العامة لقصور الثقافة 1 2 مارس 2002 م. 47( عبد احلميد إبراهيم: قصص العشا النثرية يف العصر األموي القاهرة دار الثقافة 1972 م م. 1 - القصة اليمنية املعاصرة بريوت دار العودة 1977 م. 1 - ألوان من القصة اليمنية املعاصرة بريوت دار العودة 48( عبد الر ن أبو عوف: يوسف إدريس وعامل يف القصة القصرية والرواية القاهرة اهليئة العامة 49( عبد الرحيم الكردي: للكتاب )مكتبة األسرة( 2005 م. الراوي والنص القصص القاهرة مكتبة اآلداب ( عبد السالم املسدي: األسلوبية واألسلوب الكويت دار سعاد الصباح 1993 م. 4

398 51( عبد العزيز املقال: الشعر املعاصر يف اليمن بريوت دار العودة 1974 م. - دراسات يف الرواية والقصة القصرية يف اليمن بريوت املؤسسة اجلامعية للدراسات 1999 م. 1 والنشر 52( عبد العزيز موايف: قصيدة النثر من التأسيس إىل املرجعية القاهرة اجمللس األعلى للثقافة 2004 م. عبد القادر بن سامل: مكوانت السرد يف النص القصصي اجلزائري اجلديد دمشق من منشورات 53( 2001 م. 1 اداد الكتاب العرب الربدو : الثقافة الشعبية جتارب وأقاويل القاهرة دار املأمون للطبع والنشر د 54( عبد 1988 م م. 1 احلبشي: املقامات اليمنية صنعاء دار اليمن الكربى 55( عبد خليفة ركييب: القصة القصرية يف األدب اجلزائري املعاصر القاهرة دار الكاتب العريب 56( عبد للطباعة والنشر د. اإليداع بدار الكتب 1969 م م. 1 الزين: اليمن ووسائل اإلعالمية بريوت دار الفكر املعاصر 57( عبد 2005 م. 1 قيسان: القصة اليمنية القصرية آراء ومالحظات صنعاء مركز عبادي 58( عبد أبو هيف: عن التقاليد والتحديث يف القصة العربية دمشق منشورات اداد الكتاب 59( عبد 1993 م. 1 العرب 1 60( عبد امللك مراتض: النص األدي من أين وإىل أين اجلزائر ديوان املطبوعات اجلامعية 1983 م. - حتليل اخلطاب السردي معاجلة تفكيكية سيميائية مركبة لرواية زقاأل املدأل اجلزائر ديوان 1995 م. 1 املطبوعات اجلامعية )سلسلة املعرفة( - يف نظرية الرواية حبث يف تقنيات السرد الكويت سلسلة عامل املعرفة )240( ديسمرب 1998 م

399 61( عبد املنعم تليمة: مداخل إىل علم اجلمال األدي القاهرة دار الثقافة د م م م. 2 - مقدمة يف نظرية الأدب القاهرة دار الثقافة د م. 62( عز الدين إداعيل: األدب وفنونه دراسة نقدية القاهرة دار الفكر العريب 63( علي ومد عبده: حكاايت وأساطري كنية صنعاء دار الكلمة 64( عمر اجلاوي: مقدمة رواية ميوتون غرابء مد عبد الوق بريوت دار العودة 1986 م. 65( غاق شكري : أزمة اجلنس يف القصة العربية القاهرة دار الشروأل 1991 م ( فاتح عبد السالم: والنشر احلوار القصصي تقنياته وعالقاته السردية بريوت املؤسسة العربية للدراسات 1999 م. 1 67( كوثر عبد السالم البحريي: للكتاب د 1985 م. أثر األدب الفرنسي يف القصة القصرية القاهرة اهليئة املصرية العامة 68( ودي وهبه وكامل املهندس: معجم املصطلحات العربية يف اللغة واألدب بريوت مكتبة لبنان 1979 م. 1 69( وسن يوسف: القصة يف الوطن العري طرابلس ليبيا املنشأة العامة للنشر والتوزيع واإلعالن كتاب الشعب العدد م نوفمرب 1985 م. 70( ومد بنيس: الشعر العري احلديث بنياته إبداالته الدار البيضاء دار توبقال 71( ومد جربيلنمصر املكان دراسة يف القصة والرواية القاهرة اجمللس األعلى للثقافة 2000 م. 72( ومد خضري: احلكاية اجلديدة ع مان مؤسسة عبد احلميد شومان طباعة وتوزيع دار أزمنة 1995 م. 1 73( ومد الرميحي: القصة العربية أصوات ورؤى جديدة كتاب العريب )31( 15 يناير 1998 م. 74( ومد صال الشنطي: القصة القصرية املعاصرة يف اململكة العربية السعودية ندراسة نقديةن

400 الرايض دار املريل للنشر ه 1987 م. 75( ومد عبد املطلب: بالمنة السرد القاهرة اهليئة العامة لقصور الثقافة كتاابت نقدية )114( سبتمرب 2001 م. 76( ومد عبد امللك املتوكل: الصحافة اليمنية نشأطا وتطورها القاهرة مطابع الطوهي 1983 م. 77( ومد عنا : املصطلحات األدبية احلديثة القاهرة الشركة املصرية العاملية للنشر لوجنمان م. 2 78( ومد مصطفى سليم: القصة وجدل النوا رؤية توصيفية وببليوجرافيا للقصة القصرية املصرية ) م( القاهرة الدار املصرية اللبنانية 2006 م. 1 79( ومد جنيب العمامي: الراوي يف السرد العري املعاصر رواية الثمانينيات بتونس تونس دار ومد علي احلامي صفاقس كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية سوسة 2001 م م م. 1 80( ومد يوسف جنم: فن القصة بريوت دار بريوت للطباعة والنشر 81( ومود السمرة: يف النقد األدي بريوت الدار املتحدة للنشر 82( مصطفى ساجد الراوي: مرااي الصوت اآل عبادي واداد األدابء والكتاب اليمنيني دراسات يف القص اليمين املعاصر صنعاء مركز 2004 م. 1 83( مطهر علي اإلراي : املعجم اليمين يف اللغة والرتاث حول مفردات خاصة من اللهجات اليمنية دمشق دار الفكر 1996 م. 1 )84 معجب بن سعيد الزهرا )إعداد( موسوعة األدب العري السعودي احلديث ودراسات اجمللد الرابع: القصة القصرية الرايض دار املفردات للنشر 2001 م. نصوص واتارات و التوزيع و الدراسات 1 85( منذر عياشي: مقدمة وموعةنتقول احلكايةنلفاضل السباعي دمشق أشبيلية للدراسات والتوزيع والنشر

401 86( ندرة عبد القدوس::نماهية نيب... الرايدةن صنعاء اداد األدابء والكتاب اليمنيني ومركز عبادي م. 1 87( نبيلة إبراهيم: فن الق ص يف النظرية والتطبيق القاهرة مكتبة غريب د. د. ت. )88 جنيب العويف: مقاربة الواقع يف القصة القصرية املغربية من التأسيس إىل التجنيس بريوت الدار البيضاء املركز الثقايف العريب 2000 م م. 1 - عوامل سردية الراب دار نشر املعرفة 89( هيثم احلاج علي: التجريب يف القصة القصرية دراسة يف قصة يوسف الشارو العامة لقصور الثقافة كتاابت نقدية )105( 2000 م. 1 )90 القاهرة اهليئة وجدان الصائ : نقوش أنثوية )مقارابت أتويلية لبالغة الصورة يف اخلطاب األنثوي اليميننالشعري/السردين( صنعاء مركز عبادي للدراسات والنشر واداد األدابء والكتاب اليمنيني 2003 م. 1 91( وليد اخلشاب: دراسات يف تعدي النص القاهرة اجمللس األعلى للثقافة )الكتاب األول( د م. 92( ميىن العيد: تقنيات السرد الروائي يف ئوء املنه البنوي بريوت دار الفارايب 1990 م. 1 93( يوسف حطيين: القصة القصرية جد ا با النظرية والتطبيق دمشق األوائل 2004 م. للنشر و التوزيع 1 94( يوسف الشارو : القصة القصرية نظر اي وتطبيقي ا القاهرة كتاب اهلالل ع 316 أبريل 1977 م. - مع القصة القصرية القاهرة اهليئة املصرية العامة للكتاب 1985 م. 95( يوسف نوفل:القصة بعد جيل نيب حمفو القاهرة دار املعارف )د. - قضااي الفن القصصي القاهرة املطبعة العربية احلديثة ( )د.ت( م. 1

402 )ج( املراجع املرتمجة: 96( آالن روب جرييه: حنو رواية جديدة ت: مصطفى إبراهيم مصطفى دار املعارف 1972 م )97 إنريكي أندرسون إمربت: القصة القصرية النظرية والتقنية ترمجة: علي إبراهيم علي اجمللس األعلى للثقافة 2000 م. 1 98( آاين رايد: القصة القصرية ترمجة: مىن مؤنس القاهرة اهليئة العامة للكتاب منويف القاهرة 1990 م. 1 99( بوريس أوسبنسكي: شعرية التأليفنبنية النص الفين وأ ا الشكل التأليفين ترمجة: سعيد الغا ي )100 و نصر حالوي القاهرة اجمللس األعلى للثقافة 1999 م. تزفيتان تودوروف: مدخل إىل األدب العجائيب ترمجة: الصديق بوعالم القاهرة دار شرقيات 1994 م. 1 )101 تشارلس مورجان: الكاتب وعامل : ترمجة: شكري ومد عياد القاهرة مؤسسة سجل العرب )مطبعة املعرفة( 1964 م. 1 )102 جاح فوازين: ما األقصوصة ترمجة: عبد النيب ذاكر مراكش دار تينمل 1995 م. 1 )103 جانكوهن: بنية اللغة الشعرية ترمجة: ومد الوق وومد العمري الدار البيضاء دار توبقال 2000 م م. 1 - النظرية الشعرية ترمجة: أ د درويش القاهرة دار غريب )104 جورج لوكا : دراسات يف الواقعية ترمجة: نيف بل وز بريوت )ود( املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع 2006 م. 4 )105 جوليا كريستيفا: علم النص ترمجة: فريد الزاهي مراجعة: عبد اجلليل نظم الدار البيضاء دار توبقال للنشر 1997 م. 2 )106 جو ناثن كولر: مدخل إىل النظرية األدبية ترمجة: مصطفى بيومي عبد السالم القاهرة اجمللس األعلى للثقافة 2003 م. 1

403 جريار جنيت: خطاب احلكاية حبث يف املنه ترمجة: ومد معتصم وعبد اجلليل األزدي وعمر حلي القاهرة اجمللس األعلى للثقافة 1997 م. 2 راي ب. وست: القصة القصرية يف أمريكا ترمجة: درية عزام بريوت دار صادر بريوت ابالشرتاح مع مؤسسة فرنكلني 1961 م. 1 دار روبرت ةفري: تيار الوعي يف الرواية احلديثة ترمجة: ومود الربيعي القاهرة دار غريب د 2000 م. روالن ابرت: الرؤاي اإلبداعية )مؤلف مشرتح( ترمجة: أسعد حليم القاهرة مكتبة هنضة مصر 1966 م. 1 - مدخل إىل التحليل البنيوي للقصص ترمجة: منذر عياشي حلب مركز اإل اء احلضاري 2002 م. 2 غاستون ابشالر: مجاليات املكان ترمجة: غالب هلسا بريوت )ود( املؤسسة اجلامعية للدراسات فرانك أوكونور: الصوت املنفرد ترمجة ومود الربيعي القاهرة اهليئة املصرية العامة للكتاب 1993 م. ليون إيدل: القصة السيكولوجية ترمجة: ومود السمرة بريوت منشورات املكتبة األهلية 1959 م. 1 ميخائيل ابختني: والتوزيع اخلطاب الروائي ترمجة: ومد برادة القاهرة دار الفكر للدراسات والنشر 1987 م. 1 )107 )108 )109 )110 )111 )112 )113 )114 )د( املراجع األجنبية: 1 Cuddon, J. A.: A Dictionary of literary terms. Andre Deutsch, Fowler, Roger : A Dictionary of Modern Critical Terms,London, Henley and -403-

404 Boston, Harris, Laurie Lanzen, Fitzgerald, Sheila: Short Story Criticism, Detroit, Michigan, cale Research Company, Hesse, Douglas : A Boundary Zone: First-Person Short Stories and Narrative Essays in"short Story Theory at a Crossroads", edited by Susan Lohafer and Jo Ellyn Clarey, Louisiana State University Press, Baton Rouge and London, Mchale, Brian: Postmodernist Fiction, Methuen, London, Shaw, Valerie: The Short Story: A Critical Introduction,Longman, London and New York, New Encyclopaedia Britannica, 15 TH Edition, Volume 23. )ه( الرسائل اجلامعية واألحباث غري املنشورة: صبيح مزعل اجلابر: نشوء وتطور القصة القصرية يف اليمن بوخارست 1991 م. )رسالة دكتوراه غري منشورة( جامعة عبد احلميد احلسامي: التحول ا لجتماعي يف اليمن من خالل القصة القصرية )حبث غري منشور فائز هائزة السعيد الثقافية يف دورهتا العاشرة 2006 م(. مسعد أ د صال مسرور: الواقعية يف القصة اليمنية القصرية من عام م أتصيل ونقد )رسالة دكتوراه غري منشورة( جامعة أسيو كلية اآلداب 2006 م. )1 )2 )3 )و( املقاالت يف الدوريات والكتب: 1( آمال فريد: القصة القصرية با الشكل التقليدي واألشكال اجلديدة ولة فصول اجمللد

405 العدد 4 يوليو سبتمرب 1982 م )2 )3 )4 )5 )6 )7 )8 أ د السماوي: املقال السردي... إبراهيم عبد القادر املازين أمنوذجا ولة عامل الفكر الكويت العدد 4 اجمللد 35 أبريل يونيو 2007 م. أ د مشس الدين احلجاجي: األسطورة والعلم دراسة يف قنديل أم هاشم القاهرة ولة القاهرة العدد 87 4 صفر 1409 ه 15 سبتمرب 1988 م. أ د وفوظ عمر: خيرياب القصة اليمنية القصرية ولة احلكمة العدد 26 يناير 1974 م. أ د ومد عطية: يف القصة اليمنية القصرية ولة الكلمة العدد 47 مايو 1978 م. إخينباوم: حول نظرية النثر ضمنكتاب )نظرية املنه الشكلي نصوص الشكالنيني الروس( ترمجة: إبراهيم اخلطيب بريوت مؤسسة األحباث العربية والشركة املغربية للناشرين املتحدين 1982 م. براين ريتشاردسون: السرد بضمري املخاطب فنيت ومعناه ترمجة: خريي دومة ولة نزوى العدد 50 أبريل 2007 م. بوريس م. إخينباوم : أو. هنري ونظرية القصة القصرية القاهرة ولة فصول اجمللد 3 العدد 3 يونيو 1983 م. تودوروف: 9( مقو لت السرد األدي: ترمجة احلسني سحبان وفؤاد صفا ولة آفاأل املغربية العدد 1988 م ( توماشفسكي: نظرية األمنراض ضمنكتاب )نظرية املنه الشكلي نصوص الشكالنيني الروس( ترمجة: إبراهيم اخلطيب بريوت مؤسسة األحباث العربية والشركة املغربية للناشرين املتحدين 1982 م. 11( ثناء أنس الوجود: رؤية الواقع يف القصة اليمنية القصرية بعد حممد عبد الويلنعرض وتفسرين ولة أصوات العدد 2 شتاء 1994 م.

406 12( جريار جنيت: طرو": األدب على األدب Palimpsestes, La litlerature ضمن كتابنآفاأل التناصية املفهوم واملنظور ترمجة وتقدمي: ومد خري البقاعي القاهرة اهليئة املصرية العامة للكتاب 1998 م. 13( خريي دومة: رواية السرية الذاتية اجلديدة )قراءة يف بعضنرواايت الكاتباتنيف مصر التسعينيات( القاهرة ولةكلية اآلداب جامعة القاهرة اجمللد 63 العدد 1 يناير 2003 م. 14( روبرت لوشر:نمتوالية القصة القصرية كتاب مفتوحن مقالة يف )كتاب القصة الرواية املؤلف( دراسات يف نظرية األنواع األدبية املعاصرة ترجمة وتقدمي: خريي دومة القاهرة دار شرقيات 1997 م. 1 15( روالن ابرت:نظرية النص ضمنكتابنآفاأل التناصية املفهوم واملنظور ترمجة وتقدمي: ومد خري البقاعي القاهرة اهليئة املصرية العامة للكتاب 1998 م 16( سالم عبود: مراحل تطور القصة القصرية يف اليمن ولة الثقافة اجلديدة العدد 4 السنة 18 مايو 1988 م. 17( سلطان نجي: دور اجلمعيات والنوادي يف جماةة السياسة التعليمية يف عدن ولة الرتبية اجلديدة العدد 3 2 سبتمرب ديسمرب 1982 م. 18( سهري القلماوي: مقال يف املقال ولة اهلالل العدد 12 السنة 74 ديسمرب 1966 م. 19( سيد البحراوي: مالمح القصة القصرية املصرية املعاصرة القاهرة ولة الثقافة اجلديدة )عدد خاص عن القصة القصرية( العدد أبريل 1988 م. 20( صربي حافف: اخلصائص البنائية لةقصوصة ولة فصول اجمللد الثا العدد الرابع )يوليو أغسطس - سبتمرب( 1982 م. - الرواية واحللقات القصصية وإشكاليات التجنيس القاهرة ولة فصول اجمللد 12 العدد 1 ربيع 1993 م. 21( عبد احلميد إبراهيم: القصة والشخصية اليمنية ولة الكلمة العدد 43 مايو يونيو 1977 م

407 - القصة اليمنية وجيل السبعينيات ولة الكلمة العدد 45 مارس 1978 م. - مسرية القصة اليمنية ولة اليمن اجلديد العدد 1 أبريل 1979 م. 22( عبد الر ن عبد اخلالق ومد: املرأة واجلنس يف أدب حممد أمحد عبد الويل ولة احلكمة العدد 193 يوليو 1992 م. 23( عبد العاق بوطيب: إشكالية الزمن يف النص السردي فصول اجمللد 12 العدد 2 صيف 1993 م. 24( عبد العزيز املقال: مالمح الثورة يف القصة اليمنية القصرية ولة الثقافة العدد 51 يناير فرباير 2000 م. 25( عبد سالم نجي: مسوا رائ أد أعا ا لستعمار منو إبداع عدن ولة احلكمة العدد 42 السنة اخلامسة أغسطس 1975 م )عدد خاص عن القصة القصرية يف اليمن(. 26( عبد علوان: تطور الوعي يف قصص أمحد حمفو عمر ولة الثقافة اجلديدة العدد 1 السنة 20 فرباير 1990 م. - من مالمح القص عند علي ابذيب مقال ضمن كتابهنالقصة اليمنية املوقف واألسلوبن كتاب إلكرتو صادر عن ندي القصة اليمنية )إملقة( على الرابط التاق:. 27( عبد املالك أشهبون: خطاب املقدمات يف الرواية العربية الكويت ولة عامل الفكر اجمللد 33 العدد 2 أكتوبر ديسمرب 2004 م. 28( عبد امللك مراتض: مالمح الشخصية يف القصة اليمنية املعاصرة ولة املعرفة العدد 4 السنة 1 يوليو 1988 م. 29( عبد املنعم تليمة: مد استفادة القصة من األجنا" األدبية األخر )واضرة يفكتاب: قضااي القصة احلديثة إعداد وتقدمي: ربيع الصربوت القاهرة اهليئة العامة للكتاب )املكتبة الثقافية 489( م. - آتزر الفنون موضة عارضة أم اتريل جديد للفن م القاهرة ولة ا يط الثقايف العدد 1 نوفمرب 2001 م

408 30( علوي عبد طاهر: النوادي األدبية والثقافية يف عدن قبل ا لستقالل الوطين ولة دراسات مينية العدد 14 ديسمرب 1983 م. 31( علي جواد الطاهر: تعريف ابلرواية والقصة اليمنية ولة اليمن اجلديد العدد 8 السنة 17 أغسطس 1988 م. 32( علي ومد لقمان: احلياة األدبية يف عدن فتاة اجلزيرة العدد يناير 1942 م. - النوادي يف امليزان فتاة اجلزيرة العدد 137 فرباير 1942 م. 33( فاطمة موسى: تطورات جديدة يف القصة القصرية العربية ولة إبداع القاهرة العدد 8 السنة 2 أغسطس 1984 م. 34( فخري قسطندي: فن اإلبيجراما عند ط حساندراسة يف جنة الشوحن ولة فصول اجمللد 3 العدد 4 يوليو أغسطس - سبتمرب 1983 م. 35( فرايل جبوري غزول: مسامهة الرواية العربية يف أساليب القص العاملية ضمنكتاب )األدب العريب تعبريه عن الوحدة والتنوع( إشراف: عبد املنعم تليمة بريوت مركز دراسات الوحدة العربية وجامعة األمم املتحدة 1987 م. 1 36( فيكتور شكلوفسكي: بنية الرواية وبنية القصة القصرية ترمجة: سيزا قاسم ولة فصول اجمللد الثا العدد الرابع سبتمرب 1982 م. - بناء القصة القصرية والرواية ضمنكتاب )نظرية املنه الشكلي نصوص الشكالنيني الروس( ترمجة: إبراهيم اخلطيب بريوت مؤسسة األحباث العربية والشركة املغربية للناشرين املتحدين 1982 م. 37( كمال الدين ومد: القول املباح يف أدب املرأة القصصي ولة الثقافة العدد 27 السنة 4 نوفمرب 1996 م. 38( ماري لويز برات: القصة القصرية با الطول والقصر ترمجة: ومود عياد ولة فصول اجمللد 2 العدد 4 يوليو أغسطس سبتمرب 1982 م. 39( ومد عبده زحريي: حممد عبد الويل إئاءة للطريق الصعب يف زمن أصعب ولة اليمن اجلديد العدد 8 السنة 12 سبتمرب أكتوبر 1983 م

409 40( ومد علي حي : جملة احلكمة وتطور النثر القصصي يف اليمن ولة احلكمة العدد 155 السنة 18 ديسمرب 1988 م. 41( ومد فتوح: لغة احلوار الروائي ولة فصول اجمللد الثا العدد 2 يناير فرباير مارس 1982 م. 42( نبيلة إبراهيم: عاملية التعبري الشعيب القاهرة ولة فصول اجمللد 3 العدد 4 يوليو أغسطس سبتمرب 1983 م. 43( جنيب العويف: القصة املغربية الرتاكم الكمي وحتو لت الكتابة القصصية حبث ضمنكتاب )أصوات وأصداء( وقائع األايم األوىل للقصة القصرية إعداد: أ د بوزفور وآخرون الدار البيضاء وموعة البحث يف القصة القصرية ابملغرب كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ابن مسيك 2001 م. 1 44( وهب رومية: مشكلة اهلجرة يف أعمال حممد عبد الويل القصصية ولة اليمن اجلديد العدد 6 السنة 16 يونيو 1987 م. )ز( مواقع اإلنرتنت: موقع اداد الكتاب العرب: موقع ولة نزوي: موقع القصة اليمنية )إملقه( : موقع مؤسسة العفيف: موقع صحيفة الدستور: )1 )2 )3 )4 )5-409-

410 - 410-

411 1- صالح الدحان: بيومنرافيا القاص ا الذين تناولتهم الدراسة )مرتبا حبسب خيرياب صدور جمموعاطم( مواليد 1941 م يف قرية )األشعاب( يف عزلة )األغابرة( يف نحية )القبيطة( وافظة تعز ساب قا وتتبع اليوم وافظة حل. صحفي أديب مؤلف. انتقل مع أبيه إىل مدينة عدن فدرس يف بعض مدارسها التحق مبركز تدريب املعلمني فيها وخترج منه سنة 1956 م فعمل مدرس ا يف بعض مدارس مدينة عدن وا ه إىل الصحافة فعمل مع األستاذ )عبد بن عبد الرزاأل ابذيب( يف صحيفة )الطليعة( وراسل عدد ا من الصحف اليمنية والعربية ويف عام 1970 م أصدر صحيفة )الشرارة( يف مدينة عدن. ويف عام 1972 م أصدر ولة )الصناعة والتجارة( يف مدينة تعز كما عمل يف ولة )اليمن اجلديد( ومدير ا لتحرير صحيفة ) 13 يونيو( وورر ا يف صحيفة ) 26 سبتمرب( ويف عام 1990 م أسس وأصدر صحيفة )البورزان( يف مدينة صنعاء. وإىل جانب النشا الصحفي فقد عمل مستشار ا لوزارة اإلعالم والثقافة بعدن ويف سكراترية ولس الوزراء وشارح يف أتسيس اداد األدابء والكتاب اليمنيني ويف أتسيس نقابة الصحفيني اليمنيني وهو عضو يف اداد األدابء والكتاب العرب عضو يف االداد العام للصحفيني العرب. وع ني عضو ا يف اجمللس الوطين وهو أول برملان ميين عام 1969 م وسافر إىل دول عديدة عربية وأجنبية وشارح يف مؤمترات عديدة.كما قام برتمجة بعض أعمال الزعماء الصينيني مثل:نماوتسيون ن ونهوتشيه منهن وترجمكتاب: )اتصر اتريل الصني(. حصل على عدد من األودة منها: وسام الفنون من الدرجة األوىل سنة 1988 م ودرع نقابة الصحفيني سنة 2001 م ودرع صحيفة ) 26 سبتمرب( 2002 م ودرع مؤسسة السعيد للثقافة والعلوم سنة 2002 م. من مؤلفاته: -1-2 أنت شيوعي. وموعة قصصية. صدرت عام 1957 م عن )دار البعث للطباعة أغان خضراء. صدر عام 1962 م عن مطبعة الفجر يف مدينة عدن. والنشر(.

412 3- حكايا مع الرئيس. صدر عام 2003 م. مواليد أحمد محفوظ عمر: 1936 م الشيل عثمان عدن. تعلم يف عدن حىت أهنى دراسته الثانوية. حاصل على شهادة تدريب املعلمني. التحق هناح الثقافة جليش االداد يف عدن وعني مدرسا يف املدرسة االبتدائية مديرا هلا عام 1956 م. ند وتدرج من صف ضابط إىل ضابط وامتحا نت يف الثقافة واملواد الرتبوية كاللغة اإلجنليزية برتبة نقيب بعد اجتيازه عدة دورات عسكرية والرايضيات واجلغرافيا ورسم اخلرائط وفك الرسائل العسكرية املشفرة.. عني مديرا ملدرسة اجملندين و نئبا للمدير اإلجنليزي جلناح الثقافة )قطاع اجملندين(.. يف عام 1969 م غادر اجليش والتحق ابلسلك الرتبوي املد وعمل يف املدارس االبتدائية واملتوسطة والثانوية.التحق عام 1975 م مبركز البحوث والتطوير الرتبوي مديرا لتحرير ولة )الرتبية اجلديدة(.حاصل على وسام اآلداب والفنون أواخر السبعينات.حاصل على وسام االستقالل عام 1990 م.كر مه ندي القصة اليمين عام 2000 م يف العاصمة صنعاء وانتخبه األعضاء املؤسسون رئيسا فخراي لنادي القصة. يعد أحد األعضاء املؤسسني الداد األدابء والكتاب اليمنيني وافظة عدن. صدر له اجملموعات القصصية التالية: 1983 م. 2-1 اإلنذار املمزأل األجراس الصامتة 1974 م. - 3 اي أهل هذا اجلبل 1978 م. - 4 الناب األزرأل 1980 م. - 5 قطرات من حرب ملون 1988 م )كتيب حيتوي على بعض الذكرايت بقالب قصصي(. 3- عبد هللا سالم باوزير:

413 مواليد عام 1938 م غيل ابوزير وافظة حضرموت.)ت 2004 م(. درس االبتدائية أه تعليمه املتوسط ابملعهد الديين مبدينة غيل ابوزير. يف عام 1954 م رحل إىل عدن للعمل وهو يف السادسة عشرة من العمر وذلك بعد مرض والده وقد أصبح العائل الوحيد ل سرة. كون نفسه ثقافيا ابطالعه على النماذج القصصية العربية والعاملية. مارس هواية الرسم وشارح يف العديد من معارض الفن التشكيلي يف اخلمسينيات والستينيات. كتب للطفل بعض القصص والتمثيليات الا نشرت مبجلة األطفالنوضاحن ونالطفولةن ويف بعض الصحف األخرى ومنها: صحيفة 14 أكتوبر الثوري الثقافية...عمل يف مهن متعددة آخرها كان مدير ا ألحد ا الت التجارية بعدن. نشر أول أعماله األدبية يف صحيفة الطليعة يف املكال عام 1961 م. صدر له اجملموعات القصصية التالية: 1- الرمال الذهبية 1965 م 1982 م ثورة الربكان 1968 م 1983 م سفينة نوح وحكاايت أخرى 1 81 م 2001 م احلذاء 1987 م. 5- سقو طائر اخلشب 1991 م. 6- اي طالع الفضاء )قصة طويلة( 1995 م. 7- أايم يف بومباي )من أدب الرحالت( 1998 م. 8- واولة اغتيال حلم 1999 م. 9- استعادة الزمن املفقود )سرية ذاتية( 2003 م. 10- أ ن واحلياة )سرية ذاتية( 2007 م. 4- محمد عبد الولي: مواليد 12 نوفمرب 1939 م مبدينة دبربرهان )أثيوبيا( والده ميين وأمه أثيوبية. درس يف مدرسة اجلالية -413-

414 ص- ع- اليمنية يف أديس أاباب. زار اليمن أول مرة وعمره 6 سنوات عام 1946 م ولفرتة قصرية عاد إىل اليمن يف املرة الثانية عام 1954 م وتزوج يف نفس العام سافر إىل القاهرة للدراسة يف عام 1955 م. ط ر د من مصر يف يونيو عام 1959 م بتهمة االنتماء إىل )اليسار( سافر إىل موسكو ودرس يف معهد جوركي لآلداب. عاد إىل اليمن بعد قيام ثورة 26 سبتمرب 1962 م. شغل عدة مناصب يف مكتب رئيس اجلمهورية أصبح قائما أبعمال سفارات اجلمهورية العربية اليمنية يف كل من: موسكو وبرلني ومقديشو. وأخريا مديرا عاما لشركة الطريان اليمنية. أسس الدار احلديثة للطباعة والنشر بتعز.س ج ن ملدة يف عام 1968 م مثانية أشهر يف عام 1972 م. له من زوجته املرحومةنم ش لىن: أيوب وبلقيس. ومن زوجته السويدية: سارة وفاطمة. توا يف حادث انفجار طائرة كانت تقل دبلوماسيني من جنوب اليمن بتاريل 1973 م. 4/ 30/ صدر له األعمال التالية: 1- األرض اي سلمى )قصص( 1966 م. 1-2 ميوتون غرابء )رواية( 1971 م. - 3 شيء اده احلنني )قصص( 1972 م. 1 4 نعاء مدينة مفتوحة )رواية( 1978 م. - 5 عمنا صال العمرا )قصص( 1986 م. 1-6 رحيانة )قصص( 2005 م. 1 5 لي عبد الرزاق باذيب: مواليد 1938 مبدينة الشحر وافظة حضرموت. أمضى طفولته يف مدينة عدن دت وطأة االستعمار الربيطا وهو األ األصغر للمناضل الكبري عبد ابذيب مؤسس أول اخلالاي املاركسية يف جنوب اجلزيرة العربية. درس يف مدرسة ابزرعة اخلريية اإلسالمية وأهنى دراسته الثانوية ورغم جناحه يف دراسته الثانوية ابمتياز وترشيحه للدراسة من مجعية خريية للدراسة العليا يف مصر إال انه مل يتمكن من

415 السفر نظر ا لظروف أسرته آنذاح. اشتهر علي ابذيب ككاتب صحفي سياسي تقدمي ابرز ففي اخلمسينيات كتب يف عدد من الصحف وتوىل مسؤولية سكراترية أكثر من صحيفة مدي ر ا صحيفة النهضة يف األعوام ) صدى يف لتحرير )البعث( و)اجلنوب العريب( وكتب يف ( انقطع عن الكتابة لفرتة وعاود نشاطه الكتايب يف العام يف صحيفة الطليعة الا صدرت يف تعز. هذا النشا الصحفي والسياسي من األديب لقي أرجاء الوطن العريب. مما حدا ابلكاتبني ومود تيمور وأنور املعداوي أن يكتبا عن النهضة األدبية يف عدن. اعتقل مع وموعة من ممثلي قادة القوى الوطنية يف سجن زجنبار كرد فعل على نشاطه السياسي وكتاابته الناقدة )الالذعة(. من مؤسسي حزبناالداد الشعيب الدميقراطينأحد أبرز األحزاب اليسارية يف اجلزيرة آنذاح. عاود الكتابة يف صحيفة األمل عام 1965 م واعتقل مرة أخرى يف مارس عام 1968 م. كان من الذين أسهموا يف تكوين احلركة النقابية يف صفوف املعلمني ولعب دو ر ا كبري ا فيها. تبوأ عدة مناصب منها: وكيال لوزارة الثقافة واإلرشاد ومن سفري ا يف مجهورية أملانيا وعاد إىل أرض عني مدي ر ا الوطن. ملركز الدراسات والبحوث يف األعوام )75-73 (. وبعد توحيد فصائل العمل الوطين الثالث ناجلبهة القومية والطليعة واالداد الشعيب الدميقراطينأصبح عض و ا يف اللجنة املركزية للتنظيم السياسي املوحد الذي انبثق من عملية التوحيد. عني يف يناير 1976 وزير ا ابلوكالة ويف العام 1978 أصبح عضو ا يف املكتب السياسي وسكرتري ا رائسة ولس الشعب األعلى يف مجهورية اليمن الدميقراطية الشعبية آنذاح. يف لرئيس ولس الوزراء ووزير ا مؤس سا عضو ا لإلعالم ومن نئب ا للثقافة والسياحة ووزي ر ا لإلعالم للجنة املركزية وعض و ا 1981 يف هيئة العام تعني نئب ا لرئيس هيئة مجعيات الصداقة مع الشعوب وكان الفقيد الداد األدابء والكتاب اليمنيني وعضو ولس النواب يف دولة الوحدة وكان من الرواد األوائل حلركة السلم والتضامن وعض وا يف ولس السلم العامل ي. من أعماله: 1- حركتنا الوطنية إىل أين

416 2- ممنوع الدخول )وموعة قصصية(. 3- وموعة قصصية ترمجة من اللغة اإلجنليزية للكاتب ارسكنيكالدويل )مل تطبع(. 4- مقاالت ممنوعة:ترمجة من اللغة اإلجنليزية للكاتب السياسي الربيطا اهلندي رامل -5 وموعة شهادات واقعية حول جرائم ومؤامرات االستعمار الربيطا توا عام 1991 م. 6- شفيقة زوقري: ابلت. يف املستعمرات. مواليد 1942 م كريرت عدن. تلقت علومها يف عدن وخترجت يف دار املعلمات. عملت معلمة. عضوة يف اداد نساء اليمن. أول ظهور هلا من خالل قصصها الا أذيعت يف إذاعة عدن يف الستينيات. نشرت يف عدد من الصحف واجملالت وهي من أسرة مثقفة. منحت اجلائزة األوىل يف مسابقةنأسبوع الشبابنيف شهر مايو 1968 م عن قصتهانأرملة شهيدن. الرتبية والتعليم مديرة للمدرسة املوحدة يف عدن. صدر هلا: - 1 نبضات قلب 1970 م. 2- حرمان وضالة أخرى 1977 م. هلا اهتمامات ثقافية يف وال األطفال. تعمل يف وزارة ميفع عبد الرحمن: مواليد سبتمرب 1951 م الشيل عثمان عدن. درس االبتدائية واملتوسطة قبل االستقالل الوطين والسنة األخرية من اإلعدادية يف عام 1968 م. يناير 70 م. أهنى الثانوية الزراعية يف معهد نصر الزراعي بلح عام عمل مصح حا لغواي يف جريدة 14 أكتوبر من يناير 68 حىت 73 م عمل مساعدا فني ا يف مركز ابلضالع األحباث الزراعية يف ا طة الزراعية بني أغسطس 73 ونوفمرب 75 م. يف ديسمرب 75 م انتقل للعمل يف الدائرة األيديولوجية بسكراترية اللجنة املركزية للتنظيم السياسي املوحد اجلبهة القومية. يف

417 أغسطس 76 م سافر للدراسة يف )معهد غوركي ل دب( مبوسكو ومنه حاز على درجة املاجستري يف عام 82 م ويف العام نفسه حاز على ميداليةنالتفوأل العلمينيف يوم العلم. عمل يف الدائرة اإليديولوجية بسكراترية اللجنة املركزية للحزب االشرتاكي اليمين. عضو اداد األدابء والكتاب اليمنيني منذ يوليو 75 م. صدر له اجملموعات القصصية التالية: 1- بكارة العروس 1975 م. 2- االستحمام مباء ورد الفرح 1983 م. 8- محمد مثنى: مواليد عام 1947 م مدينة احلديدة. قاص وروائي. خترج من مصر عام 1967 م بدبلوم من معهد الربيدناملدارس الثانويةن. بدأ حياته األدبية يف عام 1973 م. عمل يف وال الربيد تنقل يف عدة أعمال عمل يف وال الصحافة حىت عام 1976 م انتقل إىل مركز الدراسات والبحوث اليمين وما زال يعمل به. عضو اداد األدابء والكتاب اليمنيني منذ عام 1976 م وشغل فيه منصب املسئول الثقايف يف األمانة العامة أصبح أمين ا إداراي لفرتة ليست ابلقصرية.كتب القصة القصرية والرواية واملسرحية. ت رجم له عدد من القصص إىل اللغة اإلجنليزية والفرنسية. له ما يربو على عشرة مؤلفات يف القصة والرواية واملسرح. يكتب املقالة الثقافية واألدبية والنقدية ونشر يف عدد من الصحف ا لية والعربية. حصل على كأس الوطن العريب )كأس ومود البدوي( لفوزه ابجلائزة األوىل يف القصة العربية ابإلسكندرية عام 1990 م عن قصته )احلي اجلديد(. حاصل على عدد من الدروع والشهادات التقديرية منها: شهادة تقدير من مؤسسة )السعيد( مع فوزه هائزهتا السنوية يف وال اإلبداع األديب ودرع ندي القصة اليمنية )إملقه( عن مسرحيته )قوس النسر(. صدر له: 1 يف- جوف الليل )قصص( 1976 م 2003 م. 2-2 واجلبل يبتسم أيض ا)قصص( 1979 م

418 ربيع اجلبال )رواية ) 1983 م. - 4 مدينة املياه املعلقة )رواية( 1989 م. - 5 رحلة العمر )قصص( 2001 م. - 6 وسام الشرف )رواية( 2001 م. 7- الرجل احلشرة )قصص( 2001 م. - 8 قوس النسر )مسرحية ( 2001 م. - 9 صاحب اجلاللة )مسرحية( 2001 م. 9- حسن اللوزي: مواليد عام تلقى دراسته االبتدائية واإلعدادية يف صنعاء وأكمل دراسته الثانوية يف األزهر ابلقاهرة 1969 حصل على الشهادة اجلامعية من كلية الشريعة والقانون هامعة األزهر 1973 كما حصل على دبلوم الصحافة. عمل مدير ا ملكتب رئيس اجلهاز والعالقات العامة والثقافة 1981 وعقب قيام اجلمهورية اليمنية عني وزير ا للعالقات يف اجلهاز املركزي للرقابة وا وكيال لوزارة اإلعالم والثقافة للثقافة ويف عام اسبة 1973 مدير ا 1975 وزير ا وزي را عني 1991 لإلعالم للثقافة والسياحة سفري ا لليمن يف األردن وزير ا لإلعالم حىت اآلن. رأس درير صحيفة امليثاأل من عام 82 حىت رئيس فرع اداد األدابء والكتاب اليمنيني بصنعاء. له الكثري من الكتاابت الصحفية واألدبية والشعرية يف الصحف واجملالت اليمنية والعربية. صدر له: -1 أوراأل اعتماد لدى املقصلة )شعر( 1972 م. 2- املرأة الا ركضت يف وه الشمس )وموعة قصصية( 1977 م. 3- تراتيل حاملة يف معبد العشق والثورة )شعر( 1978 م. - 4 أشعار للمرأة الصعبة )شعر( 1979 م.

419 5- هنا الطقوس وهذا جسد امللكة )شعر( 1981 م صرا يف وكمة الصمت )مسرحية شعرية( 1981 م. فاحشة احللم )شعر( 1986 م. 8- لوحة الثورة )لوحة شعرية( تراتيل حاملة يف معبد العشق والثورة )أعمال نثرية(. -10 مواليد عام عام 1946 سعيد عولقي: الشيل عثمان عدن. تلقى تعليمه االبتدائي والثانوي يف مدارس عدن احلكومية وأكمل تعليمه الثانوي فيها. بدأ كتاابته الفنية واألدبية مبساةات متنوعة يف الصحف واجملالت ا لية منذ 1965 املستقبل. ونشر يف والت: أنغام الغد الفنون احلياة ويف صحف مثل: األايم فتاة اجلزيرة شارح كعضو مؤسس يف تكوين فرقة اجلنوب للمسرح عام 1965 كعضو مؤسس لفرقة املسرح احلديث يف 1969.كتب العديد من األعمال الدرامية لإلذاعة والتلفزيون. أل ف سبع مسرحيات مثلت على خشبة املسرح وظهرت على شاشات التلفزيون هي: )األرض مشروع زواج املهزلة اإلدارية الرتكة القوي واألقوى نداء األرض فوأل اجلبل(. عمل يف احلقل الصحايف كمحرر يف صحيفة 14 أكتوبر اليومية منذ عام 1970 وحىت 1978 وشغل مسئول قسم التحقيقات فيها. انتقل للعمل بوزارة الثقافة والسياحة عام والدراسات املسرحية وعمل كرئيس للقسم حىت عام 1978 وأسس قسم األحباث عمل يف دائرة التأليف والرتمجة والنشر بوزارة الثقافة والسياحة كرئيس لقسم التأليف يف عام 1979 عني مدير ا للدائرة. شارح يف أتسيس وإصدار ولة )الفنون( عن وزارة الثقافة والسياحة يف بداية عام 1980 وعملكمدير للتحرير فيها. عضو يف اداد الكتاب اليمنيني. انتخب يف عام رئيس ا 1987 الداد األدابء والكتاب اليمنيني )فرع عدن( وحىت هناية عام انظم إىل هيئة درير ولة احلكمة يف 1986 وحىت أصدر ولة )املنارة( الثقافية الفصلية الصادرة عن اداد األدابء والكتاب اليمنيني )فرع عدن( وترأس دريرها مابني

420 عام 1987 وعام عني عام 1990 مدير ا عا ما لإلدارة العامة للثقافة بوزارة الثقافة بصنعاء ويف عام عني مدير ا عا ما للمؤسسة العامة للمسرح والسينما. صدر له: 1- الرتكة )مسرحية( 1976 م. 2- اهلجرة مرتني )قصص( 1980 م. 3- السمار الثالثة )رواية( 1993 م. 4 شقلبانيات )مقاالت( 1993 م. -11 مواليد عام والكتاب اليمنيني. محمد صالح حيدرة: 1954 م لودر أبني. عضو منظمة الصحفيني منذ عام متخرج يف قسم الصحافة واإلعالم جامعة القاهرة م. عضو إداد األدابء متخرج يف الفلسفة والعلوم االجتماعية جامعة عدن. عضو جلنة نشر الكتاب اليمين. عمل سكرتري ا لتحرير ولة احلارس بعدن.عضو هيئة درير )الثقافة اجلديدة(. حاصل على جائزة الدولة يف الفنون واآلداب عام 1981 م. صدر له: 1- هائمة من اليمن )قصص( 1974 م. 2- مراهقة جد ا )قصص( 1978 م. 3- السحب املسافرة )قصص( 1981 م. 4- قضااي راهنة يف الثقافة اليمنية )دراسة( 1983 م. 5- ثنائية احللم الواقع )رؤية نقدية ملتغريات مينية( 1998 م. -12 رمزية عباس اإلرياني: مواليد 1954 م. ليسانس فلسفة وعلم نفس جامعة القاهرة 1977 م. ماجستري يف األدب السياسي اهلند 1986 م. عملت مستشارة لسفارة اليمن يف اجلمهورية التونسية. رئيس قسم البحوث والدراسات

421 بوزارة اخلارجية. عضو اداد األدابء والكتاب اليمنيني. رئيسة اداد نساء اليمن. هلا حضور بشكل مستمر يف الصحف اليمنية. صدر هلا: القات يقتلنا )رواية( 1969 م. 2- ضحية اجلشع )رواية( 1970 م. - 3 عله يعود )قصص( 1981 م. - 4 رائدات مينيات خالدات )كتاب( 1989 م. - 5 اخليال اإلبداعي عند األطفال )كتاب( 1989 م. - 6 القانون عروس )قصص( 1998 م. - 7 دار السلطنة )رواية اترخيية للناشئني( 1998 م. - 8 السماء متطر قطن ا )قصص( 1999 م. -13 مواليد عام 1940 زين السقاف: يف حضارم احلجرية تعز. تتلمذ يف علوم الدين واللغة على األساتذة يف قرية حضارم ويف أديس أاباب يف املدرسة السلفية ويف مدرسة اجلالية العربية وأكمل واجلامعية بكلية االقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة. عمل منذ خترجه دراسته الثانوية ابلقاهرة 1961 يف البنك املركزي اليمين وعني مندواب لليمن يف ولس الوحدة االقتصادية ع ني وكيال لوزارة الثقافة واإلعالم شغل منصب مدير معهد الدراسات املصرفية بصنعاء. عضو اداد األدابء والكتاب اليمنيني منذ أتسيسه أوائل السبعينيات وشغل منصب األمني العام لالداد عام.1993 القصرية يف الستينيات ونشر إنتاجه يف الصحف واجملالت اليمنية والعربية. املعاصرة واألدب احلديث وتعرف على عدد من املفكرين والك تاب واألدابء وطاف ابلكثري من البلدان العربية وحضر املؤمترات واملهرجا نت األدبية وغريها. بدأ كتابة الشعر والقصة تفتح يف مصر على الثقافة وغريها من مصر العرب

422 صدر له: - العم مسفر )وموعة قصصية( مواليد م. عبد الفتاح عبد الولي: تلقى تعليمه كما يقول:نقبل الثورة تعلمت ومل أعرف الكتاب عدا وفوظات ا لقرآن الكرمي يف مسجد قريتنا وسفينة النجاة والزبد مع فقيه القرية كنت أدرس يف بداية املرحلة اإلعدادية وبعد سنة من قيام الثورة ن قلت إىل مدرسة جديدة ادهانمدرسة الثورة اإلعدادية الثانوية بتعزن. سافر للدراسة يف موسكو. سافر للدراسة اجلامعية وخترج يف كلية احلقوأل هامعة السوربون.عمل يف البنك املركزي اليمين. إىل جواركتابة القصة فهو فنان تشكيلي. صدر له: البشارة )قصص( 1985 م. سقمة حارات )قصص( 1997 م. زيد مطيع دماج: مواليد 1943 م النقيلني وافظة إب. روايته الرهينة تعد من أشهر مائة رواية عربية يف القرن العشرين. ترمجت أعماله اإلبداعية وال تزال إىل معظم اللغات احلية. تويف يف 20 مارس 2000 م. صدر له: 1- طاهش احلوابن )قصص( 1973 م و 1980 م. 2-2 العقرب )قصص( 1982 م. - 3 الرهينة )رواية( 1984 م. - 4 اجلسر )قصص( 1986 م. - 5 أحزان البنت مياسة )قصص( 1990 م. - 6 االنبهار والدهشة )كتاب سردي( 2000 م.

423 املدفع األصفر )قصص( 2001 م. -16 عبد الكريم الرازحي: مواليد عام 1952 األعبوس وافظة تعز. بدأ حياته التعليمية بقراءة القرآن على يد فقيه القرية التحق مبدرسة البعث وواصل دراسته يف مدارس عدن حىت الصف الثا اإلعدادي حصل على الثانوية العامة من مدرسة مجال عبد الناصر يف صنعاء وخترج يف جامعة صنعاء شعبة الفلسفة واالجتماع بدأ حياته راعي ا اجليش وعامال يف مطعم للغنم وتنقل بني العديد من املهن واحلرف فعمل عمل بعد خترجه يف اجلامعة مدي ر ا لتحرير ولة اليمن اجلديد فباحث ا يف مركز الدراسات والبحوث اليمين. صدر له: -1 االحتياج إىل داء اثنية وجحيم إضايف )شعر( 1985 م. 2- نساء وغبار )شعر( 1991 م. 3- احلمامة )شعر( 1998 م. 4- موت البقرة البيضاء )وموعة قصصية( 1991 م. 5- طفل القوارير )شعر( 1999 م. 6- الشيخة زعفراننالسرية الشعبية لقرية العكابرن)شعر( 2004 م. مؤلفاته أخرى: ا را وخبا زا وجند اي يف للمطبوعات بوزارة اإلعالم مدي ر ا - حنجرة الشعب.- قبيلي يبحث عن حزب.- حكومة احلصان ووصااي احلمري.- قرية العكابر. مواليد -17 آمنة يوسف: 1966 م.شاعرة وقاصة و نقدة.حاصلة على الدكتوراه يف النقد األديب من كلية صنعاء ) 1999 م(. تعمل أستاذ اللغات جامعة صنعاء. مشارح اآلداب األدب احلديث والنقد يف قسم اللغة العربية والرتمجة جامعة بكلية

424 صدر هلا: 1- تقنيات السرد يف النظرية والتطبيق )دراسة( 1997 م. 2- جوقة الوقت )قصص( 1997 م قصائد اخلوف )شعر( 1997 م. 4- انكسارات )شعر( 2000 م. ش- 5 مواليد عرية القصة القصرية يف اليمن )دراسة( 2003 م. -18 محمد الغربي عمران: 1958 م وافظة ذمار. حاصل على ليسانس آداب قسم اتريل جامعة صنعاء ماجستري اتريل. اليمنيني. عضو ولس النواب: الثورة. صدر له اجملموعات القصصية التالية: وعلى دبلوم رئيس اللجنة التحضريية لنادي كتاب القصة اليمن. عضو اداد األدابء والكتاب الشراشف 1997 م. 2- الظل العاري 1998 م. 3- حرمي أعزكم 2000 م. - 4 ختان بلقيس 2002 م. 5- منارة سوداء 2004 م. ت رمجت بعض قصصه إىل الفرنسية واإلجنليزية. -19 مواليد فرباير وجدي األهدل: أول م. قصة نشرت له بعنوان )االنتظار( صحيفة 1973 م وافظة احلديدة.حاصل على بكالوريوس آداب قسم جغرافيا جامعة صنعاء 1996 م. نل جائزة القصة من مؤسسة العفيف الثقافية 1997 م.وجائزة مهرجان الشباب العريب

425 التاسع - ابإلسكندرية - )نص مسرحي( 1998 م.وجائزة رئيس اجلمهورية )يف القصة( مناصفة 1999 م.وحصل على املركز اخلامس يف صحيفة )أخبار األدب( مصر يف القصة 1998 م. ترمجت قصصه إىل الفرنسية. أول قصة قصرية نشرت له بعنواننأن تعود راجال ن يف صفحة د. عبد العزيز املقال بصحيفة 26 سبتمرب يف مارس 1995 م. صدر له : - 1 زهرة العابر -كوكتيل حكائي )قصص( 1997 م. - 2 صورة البطال )قصص( 1998 م. - 3 رطانة الزمن املقماأل )قصص( 1998 م. 4 ح- رب مل يعلم بوقوعها أحد )قصص( 2001 م. - 5 قوارب جبلية )رواية( 2002 م. - 6 ار بني األغا )رواية( 2004 م. 7- األغنية املسحورة )سيناريو فيلم سينمائي( 2006 م. 8 فيلسوف الكرنتينة )رواية( 2007 م. 9- السقو من شرفة العامل )نص مسرحي( 2007 م. 9- بالد بال داء )رواية( 2008 م. 20- أفراح الصديق: مواليد صنعاء.تعمل يف مركز الدراسات والبحوث.املسئول املاق لنادي القصة )إملقه( عند أتسيسه. صدر هلا: عر البنات )قصص( 1999 م. 21- أروى عبده عثمان: -425-

426 مواليد 1965 م مدينة تعز. ليسانس آداب فلسفة جامعة صنعاء. قاصة وابحثة يف الرتاث الشعيب. تعمل ابحثة ابلدائرة االجتماعية يف مركز الدراسات والبحوث اليمين. اليمنيني. عضوة يف اللجنة األساسية للعلوم اإلنسانية بقرار وزاري. نشطة عضوة اداد يف األدابء والكتاب مجع الفولكلور وأسست بيت املوروث الشعيب وقامت ابلنزول امليدا للمحافظات اليمنية لتسجيل بعض أشكال الرتاث الشعيب املادي والروحي. بدأت النشر أبداء مستعارة عام ( م(. نشرت الكثري من القصص و املقاالت والتحقيقات الصحفية املتنوعة يف صحف مينية وعربية. صدر هلا: - 1 حيدث يف تنكا بالد النامس..احلائزة على املركز األول عن جائزة الشارقة لإلبداع العريب اإلصدار األول يف دورته الرابعة 2001 م. وطبعة صدرت يف صنعاء عام 2003 م. 2 قراءة يف السردية الشعبية اليمنية )70 حكاية شعبية( 2006 م. هلا نشاطات صحفية متنوعة منها: 1- على الريق..)عمود أسبوعي( يف صحيفة الشورى شعبيات..)عمود أسبوعي( يف صحيفة اجلمهورية الثقافية منذ عام 1997 وانتقل إىل ملحق صحيفة الثورة الثقايف اللبنانية م. شاركت يف امللتقى العريب للربملا نت واإلعالميات سامي الشاطبي: مع املرأة العرب للتضامن مواليد 1977 م صنعاء.حاصل على الثانوية العامة وعلى دبلوم بروةكمبيوتر.ورر ثقايف. قاص وروائي. عضو اداد األدابء والكتاب اليمنيني.مؤسس رابطة كت اب السيناريو. صدر له: 1- األنوات )قصص( 2000 م. 2 -كائنات خربة )رواية( 2003 م.

427 ل مل مواسم أخرى )شبه رواية( 2003 م. - 4 القضاء على العنف يف اليمن )دراسة( 2004 م. - 5 املثقف واحلاكم )دراسة( 2005 م. 6- مذكرات مولد طيب)رواية قصرية( 2006 م مواليد م حيفان جامعة صنعاء محمد عبد الوكيل جازم: 1993 م. األعبوس وافظة تعز. يعمل مدرس ا. يف وور را حاصل على بكالوريوس تربية قسم اللغة العربية عدد من الصحف واجملالت الثقافية. حاصل على جائزة املرحوم هائل سعيد أنعم يف األدب عن روايتهنهناايت قمحيةن الدو رة السابعة 2003 م. أول قصة نشرها بعنواننالشارع اللعنينصحيفة الثورة عام 1989 م. صدر له: - 1 حجم الرائحة )قصص( 2001 م. - 2 هناايت قمحية )رواية( 2003 م. مواليد -24 المقالح عبد الكريم: 1976 م.حاصل على الثانوية العامة / أديب / 97 م.عضو مؤسس بنادي القصة اليمنية )إملقه(.عضو اللجنة التحضريية يف األسبوع الثقايف األول للقصة 2000 م وعضو اللجنة التحضريية يف األسبوع الثا للقصة والرواية 2001 م. املسؤول اإلعالمي يف اللجنة التحضريية لنادي القصة )إملقه(. حاصل على جائزة رئيس اجلمهورية يف اآلداب والفنون 2004 م. يعمل ور ر ا ثقافي ا - الدورة اخلامسة فن القصة / يف صحيفة الثورة/امللحق الثقايف.سكرتري درير ولة اليمنية الصادرة ع ن شركة اخلطو اجلوية اليمنية.رئيس درير ولة سرد/لسان حال ندي القصة )إملقه(. صدر له: 1- غريب الوقت الضائع )قصص( 2001 م.

428 - 2 حكااي صنعانية )قصص( 2003 م. 25- هدى العطاس: مواليد 1971 م دوعن وافظة حضرموت.حاصلة على ليسانس آداب علم اجتماع. حاصلة على دبلوم متهيدي ماجستري.حازت على جائزة العفيف الثقافيةنمناصفةن 1997 م. أول قصة نشرهتا بعنواننأننينيف صحيفة 14 أكتوبر 1992 م. هلا بعض الدراسات النقدية وتكتب أعمدة اثبتة يف الصحف اليمنيةكصحيفة الثقافية الصادرة يف تعز. صدر هلا: - 1 هاجس الروح هاجس اجلسد )قصص( 1995 م. - 2 ألنها )قصص( 2001 م. - 3 برأل يتدرب اإلضاءة )نصوص(. ثالث خطوات )يتضمن األعمال الثالثة السابقة( وزارة الثقافة 2004 م. 26- محمد أحمد عثمان: مواليد 1969 م وافظة تعز.حاصل على بكالوريوس اآلداب يف الفلسفة من جامعة صنعاء عام 1999.كما حصل على بكالوريوس اآلداب يف اللغة الفرنسية واألدب الفرنسي عام 2001.يعمل مدر سا. يكرس بعض ا من وقته لرتمجة الرواايت الفرنسية إىل جانب انشغاله ابلكتابة األدبية. حاصل على اجلائزة الثالثة يف فرع القصة القصرية يف مسابقة الشارقة األدبية بدولة اإلمارات العربية املتحدة عام 1999 م عن وموعته القصصية )وجوم(. صدر له: 1 وجوم )قصص( 1999 م. - 2 الفراغ املقابل )قصص( 2003 م

429 مواليد صنعاء محمد عبد هللا محسن: 1954 م أعبوس حيفان وافظة تعز. بكالوريوس تربية وأدب عريب من كلية الرتبية جامعة 1978 م.ماجستري يف الرتبية األساسية من جامعة ميشجن الشرقية الوالايت املتحدة األمريكية 1981 م.عضو اداد األدابء والكتاب اليمنيني. عضو ندي القصة اليمنية )إملقه(. يعمل يف ديوان وزارة الرتبية والتعليم موجه ا تربواي. صدر له: هدنة األصيل )قصص( 2002 م. عبد الكريم غانم: مواليد عام 1971 م اجلبزية مديرية املعافر وافظة تعز.شغل وظائف اتلفة يف اجملال الرتبوي.كتب يف العديد من الصحف واجملالت ا لية واإلقليمية.عضو اداد األدابء والكتاب اليمنيني. صدر له: 1- شظااي االنتظار )شعر(. - 2 عندما أكل الرصيف مؤخرة حذائه )قصص( 2003 م. -29 نادية الكوكباني: مواليد 1972 م مدينة تعز. حاصلة على بكالوريوس هندسة جامعة صنعاء. ماجستري هندسة جامعة صنعاء 2000 م. حاصلة على الدكتوراه يف قسم العمارة جامعة القاهرة جائزة سعاد الصباح. حائزة على اجلائزة الثانية يف امللتقى األديب الثا معمارية 2008 م.حائزة على جلامعة صنعاء. حائزة على جائزة رئيس اجلمهورية للشباب يف اإلبداع القصصي لعام 2001 م. عضوة جلنة مناهضة العنف ضد النساء. عضوة امللتقى الثقايف النسوي )لقى(. عضوة ندي القصة اليمين )إملقه(. شاركت والندوات العلمية يف اليمن وخارجه. هلا العديد من األحباث املنشورة يف وال ختصصها. نشر نتاجها القصصي يف العديد من الصحف واجملالت يف اليمن وخارجه. يف العديد من املؤمترات

430 صدرت هلا: - 1 دحرجات 2002 م. - 2 زفرة ايدني 2003 م. - 3 تقشر غيم 2003 م. وطبعت الثالث اجملموعات القصصية يفكتاب واحد )نصف أنف شفة واحدة( عام 2004 م. 4- حب ليس إال )رواية( 2007 م. 30- محمد القعود: مواليد 1962 م مدينة تعز. عضو اداد األدابء والكتاب اليمنيني.عضو اداد األدابء العرب. عضو نقابة الصحفيني اليمنيني. عضو مؤسس ابلنادي األديب اليمين. عضو مؤسس بنادي أصدقاء الكتاب. عضو مؤسس ابداد الكتاب السياحيني العرب.عمل وررا ثقافيا ورئيسا لتحرير عدد من الصحف.يشرف على امللحق الثقايف بصحيفة الثورة منذ عام 1990 م. صدر له: 1 -كتاابت بلون املطر )نصوص( 2000 م. - 2 األمل أ نقا )نصوص( 2001 م. - 3 نقو على الشفق )نصوص نثرية( 2000 م. 4 مج- هورية قعوداي العظمى )كتاابت ساخرة( 2002 م. - 5 الوردة بال قبيلة )نصوص شعرية( 2004 م. - 6 هتاف اخليبة )أقاصيص( 2004 م. 31- سمير عبد الفتاح: مواليد 1971 م جبلة وافظة إب. حاصل على بكالوريوس ارة قسم اقتصاد. يعمل موظف ا. فاز هائزة منتدى املثقف العريب يف القصة القصرية مناصفة مع وجدي األهدل عام 2002 م. قاص وكاتب

431 مسرحي. صدر له: رنني املطر )قصص( 2001 م. 1- بروفة أخرية ملسرحية النسيان )مسرحية( 2003 م. 2- رجل القش لعبة الذاكرة )قصص( 2006 م. 3- أربع مسرحيات يفكتاب واحد هي: )ركام الرجل صفر لعبة الفوضى الكونية النسيان - 4- بروفة أخرية ملسرحية النسيان( 2007 م. ابن النسرنالسقو ن )رواية( 2008 م

432 - 432-

433 .4 صدر للمؤلف 1.ملهما واحلروف األوىل )شعر( عن اهليئة العامة اليمنية للكتاب صنعاء 1999 م. 2. أنشودة للبكاء )شعر( عن مركز احلضارة العربية القاهرة 2000 م. 3. املورواثت الشعبية القصصية يف الرواية اليمنية )دراسة يف التفاعل النص ي( صنعاء منشورات وزارة الثقافة والسياحة 2004 م. صنعاء يف عيون الشعراء )نصوص شعرية اتارة من العصر اجلاهلي حىت العصر احلديث( صنعاء منشورات وزارة الثقافة والسياحة 2004 م. 5. أغاريد وأ نشيد )وموعة شعرية ل طفال( مؤسسة اإلبداع )صنعاء( ومنتدى املثقف العريب )القاهرة( 2005 م )الديوان احلائز على جائزة السعيد يف اإلبداع األديب الدورة الثامنة 2004 م( وطبعته مؤسسة السعيد عام 2009 م. 6. اتارات من القصة اليمنية القصرية القاهرة اهليئة العامة لقصور الثقافة سلسلة آفاأل عربية 2008 م. 1 )108( 7. يف علم العروض والقافية وفنون الشعر الفصيحة والشعبية صنعاء مركز املتفوأل 2009 م التحفة السنية يف معرفة معا احلروف النحوية: أتليف/ القاضي العالمة: عبد الر ن أب و طالب دقيق وتقدمي: د. إبراهيم أبو طالب صنعاء مكتبة خالد بن الوليد 2010 م. 9. تنويعات مسافرة )شعر( صنعاء مركز عبادي 2010 م. 10.أنغام الوجدان ( ي ني ات( صنعاء مركز عبادي 2010 م ببليوجرافيا السرد يف اليمن م )القصة القصرية الرواية أدب الطفل( صنعاء إصدارات وزارة الثقافة 2011 م. 12.حني يهب نسيمها )شعر أتمالت منكتاب الثورة( صنعاء مركز أوان 2012 م. 13.يف األدب الشعيب )فنون و اذج( صنعاء مركز املتفوأل 2013 م

434 14. )أ ن أحب عملي( ديوان شعر ل طفال كتاب ولة العريب الصغري بدولة الكويت العدد )250( شهر يوليو 2013 م املوافق رمضان 1434 ه. 15.)هيا ن غين اي صغار( ديوان شعر ل طفال دائرة الثقافة واإلعالم حبكومة الشارقة- بدولة.16 اإلمارات العربية املتحد 2013 م. من دفرت العمر )شعر( 2014 م 1 )نشر إلكرتو على موقعه(..17 ترانيم )شعر( 2014 م 1 )نشر إلكرتو على موقعه(..18 ديوان إبراهيم أبو طالب )يضم مخسة دواوين( صنعاء املتفوأل للطباعة 2015 م والنشر والتوزيع النص والصدى نقراءات نقديةنكتاب الرافد )107( ديسمرب 2015 م صادر عن دائرة الثقافة واإلعالم حبكومة الشارقة اإلمارات العربية املتحدة. دموع وأشجان )شعر( 2016 م 1 )نشر إلكرتو على موقعه(..21 للتواصل: أغاريد وأ نشيد للرباءة ندي أهبا األديب ومؤسسة االنتشار العريب 2016 م. 1 املوقع الشخصي للم لف: E.mail : abotalib70@yahoo.com

435 نبذة عن الكتاب )للغالف اخلارجي( )تطور الخطاب القصصي من التقليد إلى التجريب...القصة اليمنية نموذجا( حيقق اخلطاب القصصي العريب تطورا ملموسا ونوعيا مبا قطعه من شو واسع يف التنظري والتطبيق معا وهذه واحدة من األطروحات العلمية الا ترصد ذلك التطور مبراحله التحقيبية والتجنيسية متخذة القصة القصرية يف اليمن أ وذجا مبا دققه من حضولر واضح حيث غدت تتصدر املشهد الثقايف يف اآلونة األخرية يف خطوات تثري اإلعجاب وتدعو إىل التأمل والدرس وهي يف سريورهتا وصريورهتا قد اختزلت الزمن وقطعت أشواط ا كبرية منذ نشأهتا حىت اآلن لتغدو يف مقدمة األجناس األدبية ذيوع ا ورواج ا ونفوذ ا بعد أن كانت النوع األديب الذي ظل متواراي يف حاشية الشعر أزما ن حىت آن له أن خيرج عن صمته وميتلك صوته اخلاص ويكتشف إمكا نته العالية ومجالياته ويطرح أسئلته الكربى يف مساحته النصية الصغرية كفن مراوغ مجيل تستهوي غوايته املبدعني وتنتقل جذوته من جيل إىل آخر ليصنع ذاته وينعم بصفاته وقد بدأ فن القصة القصرية -كأحد فنون السرد - يفرض حضوره املتزايد يف غيبة عن متابعته بنظرات نقدية فاحصة وممنهجة تدعم حضوره وتفسر ظواهره وتتابع تطوره ومن هنا تنهض الدراسات النقدية وتلتفت إىل هذا الشكل األديب املهم فتتناوله مبقارابهتا النقدية املوازية لفهم مجالياته وتقنياته وأفكاره وهلذا يربز سؤال هذه الدراسة يف ماهيتها وأسباهبا حيث تسعى إىل مقاربة فن القصة القصرية يف تطوره كنوع أديب ميلك أسئلته اخلاصة وتقنياته الفارقة من خالل النظر يف عناصره املكونة له ويف مدار ثنائية الرتاث والتجديد يف كل مرحلة من مراحل القصة القصرية. د.إبراهيم أبو طالب

436 - 436-

اململكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة اجملمعة عماده خدمه اجملتمع كليه الرتبية بالزلفي دبلوم التوجيه واالرشاد الطالبي ملخص منوذج توصيف مق

اململكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة اجملمعة عماده خدمه اجملتمع كليه الرتبية بالزلفي دبلوم التوجيه واالرشاد الطالبي ملخص منوذج توصيف مق اململكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة اجملمعة عماده خدمه اجملتمع كليه الرتبية بالزلفي دبلوم التوجيه واالرشاد الطالبي ملخص منوذج توصيف مقرر )نظريات التعلم ) 435/434 ه منوذج توصيف مقرر دراسي

المزيد من المعلومات

REPUBLIQUE ALGERIENNE DEMOCRATIQUE ET POPULAIRE وزارة التعليم العالي والبحث العلمي Ministère de l enseignement supérieur et de la recherche scientifiq

REPUBLIQUE ALGERIENNE DEMOCRATIQUE ET POPULAIRE وزارة التعليم العالي والبحث العلمي Ministère de l enseignement supérieur et de la recherche scientifiq ماستر. 1 لسان ات تطب ق ة ق: 16 النظر ات اللسان ة إنجلز ة 2018-06-19 ش خ إدر س المنهج و المنهج ة فن ات البحث و الكتابة فارس حس ن الطرش التحل ل التول دي خالدي هشام المبادئ المنهج ة للتحل ل اللسان الهادي

المزيد من المعلومات

هيئة السوق املالية التعليمات املنظمة لتمل ك املستثمرين االسرتاتيجيني األجانب حصصا اسرتاتيجية يف الشركات املدرجة الصادرة عن جملس هيئة السوق املالية مبو

هيئة السوق املالية التعليمات املنظمة لتمل ك املستثمرين االسرتاتيجيني األجانب حصصا اسرتاتيجية يف الشركات املدرجة الصادرة عن جملس هيئة السوق املالية مبو هيئة السوق املالية التعليمات املنظمة لتمل ك املستثمرين االسرتاتيجيني األجانب حصصا اسرتاتيجية يف الشركات املدرجة الصادرة عن جملس هيئة السوق املالية مبوجب القرار رقم -65 3-2019 وتاريخ 1440/10/14 ه املوافق

المزيد من المعلومات

االسم الكامل: معيد. الوظيفة: رمي بنت سليمان بن أمحد امللحم. المعلومات الشخصية الجنسية سعودية. تاريخ الميالد 1407/4/19 ه القسم الدراسات اإلسالمية. البر

االسم الكامل: معيد. الوظيفة: رمي بنت سليمان بن أمحد امللحم. المعلومات الشخصية الجنسية سعودية. تاريخ الميالد 1407/4/19 ه القسم الدراسات اإلسالمية. البر االسم الكامل: معيد. الوظيفة: رمي بنت سليمان بن أمحد امللحم. المعلومات الشخصية الجنسية سعودية. تاريخ الميالد 1407/4/19 ه القسم الدراسات اإلسالمية. البريد الجامعي الرسمي reem_almulhem@hotmail.com الهاتف

المزيد من المعلومات

التقديم الإلكتروني

التقديم الإلكتروني فريق عمل البوابة اإللكرتونية جائزة الرتبية والتعليم للتميز 1534 1531 ه حتميل قالب الفئة املراد الرتشح بها من املوقع اإللكرتوني )اإلدارة واملدرسة املعلم املرشد الطالبي املشرف الرتبوي التميز اإلداري الطالب(

المزيد من المعلومات

حمتويات الدليل رقم الصفحة م املوضوع

حمتويات الدليل رقم الصفحة م املوضوع حمتويات الدليل رقم الصفحة م املوضوع w I C- C W .1.2.3.4 c- /c B C IP C+ C C C C+ IP C+ C+ -1-2 -3-4 -5-6 -7-8 -9 ثانيا : قبول القيد وااللتحاق مبرحلة الدبلوم ( C ) أ- ب- ( C ) ج

المزيد من المعلومات

حالة عملية : إعادة هيكلة املوارد البشرية بالشركة املصرية لالتصاالت 3002 خالل الفرتة من 8991 إىل مادة ادارة املوارد البشرية الفرقة الرابعة شعبة نظم امل

حالة عملية : إعادة هيكلة املوارد البشرية بالشركة املصرية لالتصاالت 3002 خالل الفرتة من 8991 إىل مادة ادارة املوارد البشرية الفرقة الرابعة شعبة نظم امل حالة عملية : إعادة هيكلة املوارد البشرية بالشركة املصرية لالتصاالت 3002 خالل الفرتة من 8991 إىل مادة ادارة املوارد البشرية الفرقة الرابعة شعبة نظم املعلومات االدارية الفصل الدراسى األول 3082/3082 1 إعادة

المزيد من المعلومات

. رصد حضور المرأة في وسائل اإلعالم المحلية 2017

. رصد حضور المرأة في وسائل اإلعالم المحلية 2017 . رصد حضور المرأة في وسائل اإلعالم المحلية 2017 المقدمة : عينة الدراسة الصحافة المطبوعة : الرأي والغد والدستور والسبيل. المواقع اإللكترونية : عمون وسرايا وخبرني والوكيل. التلفزيون : التلفزيون األردني ورؤيا.

المزيد من المعلومات

األزهر الشريف قطاع املعاهد األزهرية عدد أوراق اإلجابة )10( ورقة خبالف الغالف وعلى الطالب مسئولية املراجعة والتأكد من ذلك قبل تسليم الكراسة الرقم السرى

األزهر الشريف قطاع املعاهد األزهرية عدد أوراق اإلجابة )10( ورقة خبالف الغالف وعلى الطالب مسئولية املراجعة والتأكد من ذلك قبل تسليم الكراسة الرقم السرى األزهر الشريف قطاع املعاهد األزهرية عدد أوراق اإلجابة )10( ورقة خبالف الغالف وعلى الطالب مسئولية املراجعة والتأكد من ذلك قبل تسليم الكراسة الرقم السرى امتحان جترييب شهادة إمتام الدراسة الثانوية األزهرية

المزيد من المعلومات

قوائم التميز العلمي يف الوطن العريب 1 د. موزه بنت حممد الربان يف هذه السلسلة من الدراسات الوصفية حناول تسليط الضوء على التمي ز يف االنتاج العلمي العري

قوائم التميز العلمي يف الوطن العريب 1 د. موزه بنت حممد الربان يف هذه السلسلة من الدراسات الوصفية حناول تسليط الضوء على التمي ز يف االنتاج العلمي العري قوائم التميز العلمي يف الوطن العريب 1 د. موزه بنت حممد الربان يف هذه السلسلة من الدراسات الوصفية حناول تسليط الضوء على التمي ز يف االنتاج العلمي العريب املتمي يف خمتلف التخصصات الباحث ز الورقة املتميزة

المزيد من المعلومات

تجربة السقوط الحر

تجربة السقوط الحر 1. أهداف التجربة: أهداف التجربة: اهلدف األساسي يف هذه التجربة هو قياس مركب احلقل املغناطيسي املوازي لسطح األرض. إال أن هلذه التجربة توجد أهداف أخرى أهما: أ. التعرف على بعض قوانني املغناطيسية. ب. التعرف

المزيد من المعلومات

الذكاء

الذكاء ا ل ذ ك ا ء و ا ل ف ر و ق ا ل ف ر د ي ة ا ل ذ ك ا ء ع ل ى ا ل ر غ م م ن تشابه كافة أ ف ر ا د ا جل ن س ا ل ب ش ر ي ف ي م ظ ا ه ر ا ل ن م و ا مل خ ت ل ف ة أ ن ه ن ا ك ت ف ا و ت ا ف ي م ا ب ي ن ه م ف ي ا

المزيد من المعلومات

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم مراجعة امتحان نهاية الفصل األول { الفراق بني الزوجني } ملاذا شرع هللا عز وجل الزواج... ما أسس اختيار شريك العمر ما معىن النشوز وممن يقع كيف عاجل اإلسالم النشوز ابلنسبة للزوجة كيف عاجل اإلسالم النشوز ابلنسبة

المزيد من المعلومات

الجامعة الأردنية

الجامعة الأردنية ر 5 الجامعة األردنية كلية اآلداب/ قسم الفلسفة ================== المادة : إشكاليات في الفكر العربي المعاصر )دكتوراه( أستاذ المادة: أحمد ماضي رقمها: )4393032( بالنظر إلى تعذر د ارسة كافة اإلشكاليات كما

المزيد من المعلومات

2

2 2 دليل االلتحاق بجامعة الحدود الشمالية عمادة القبول والتسجيل العام الجامعي - 1440 1441 ه 3 كلمة سعادة عميد القبول والتسجيل أبنائنا الطالب والطالبات نرحب بكم يف عمادة القبول والتسجيل جبامعة احلدود الشمالية

المزيد من المعلومات

صندوق استثمارات اجلامعة ومواردها الذاتية ( استثمارات اجلامعة الذاتية ) مركز مركز استثمارات الطاقة املتجددة االستثمارات مركز اإلمام للمالية واملصرفية ا

صندوق استثمارات اجلامعة ومواردها الذاتية ( استثمارات اجلامعة الذاتية ) مركز مركز استثمارات الطاقة املتجددة االستثمارات مركز اإلمام للمالية واملصرفية ا صندوق استثمارات اجلامعة ومواردها الذاتية ( استثمارات اجلامعة الذاتية ) استثمارات الطاقة املتجددة االستثمارات اإلمام للمالية واملصرفية العقارية استثمارات تقنية املعرفة التنمية الصحية الوسائط املتعددة مركز

المزيد من المعلومات

) باألالف ( )صفحة 1 من 28( (حتى أغسطس 2017) اليمن منطقة العمليات اإلنسانية في عدن - لمحة عن الوضع اإلنساني : يستعرض هذا الموجز المعلوماتي للمحافظات مع

) باألالف ( )صفحة 1 من 28( (حتى أغسطس 2017) اليمن منطقة العمليات اإلنسانية في عدن - لمحة عن الوضع اإلنساني : يستعرض هذا الموجز المعلوماتي للمحافظات مع ) باألالف ( )صفحة ( (حتى أغسطس ) الي طقة العمليات اإلنسانية في عدن لمحة عن الوضع اإلنساني : يستعرض هذا الموجز المعلوماتي للمحافظات معلومات حول االوضاع اإلنسانية والعمل اإلنساني الجاري في كل محافظة وفي

المزيد من المعلومات

السيرة الذاتية للدكتور محمد شلال العاني

السيرة الذاتية للدكتور محمد شلال العاني السيرة الذاتية لألستاذ الدكتور أولا : معلومات شخصية: محمد شاللحبيب 1 - السم الرباعي واللقب: محمد شالل حبيب يوسف 2 - اللقب العلمي: أستاذ 3 - التحصيل العلمي: دكتو اره في القانون الجنائي 5 - عنوان السكن الحالي:

المزيد من المعلومات

Guidelines for gender-inclusive language in Arabic_Toolbox/ Self-paced activity: Apply the guidelines to a text تطبيق الوثيقة التي تحتوي على أفضل المم

Guidelines for gender-inclusive language in Arabic_Toolbox/ Self-paced activity: Apply the guidelines to a text تطبيق الوثيقة التي تحتوي على أفضل المم تطبيق الوثيقة التي تحتوي على أفضل الممارسات في سبيل صياغة شاملة للجنسين على نص مكتوب أو م قروء )ت ع ل م ذاتي( الهدف يتوجه هذا النشاط جلميع املوظفات واملوظفني يف منظومة األمم املتحدة. واهلدف هو إظهاركيفية

المزيد من المعلومات

البرنامج الهيدرولوجي الدولي الدورة الثانية والعشرون للمجلس الدولي الحكومي

البرنامج الهيدرولوجي الدولي الدورة الثانية والعشرون للمجلس الدولي الحكومي IHP/IC-XXII/2 Prov. باريس: 2016/5/19 األصل: إجنليزي البرنامج الهيدرولوجي الدولي الدورة الثانية والعشرون للمجلس الدويل احلكومي )باريس 17-13 حزيران/يونيو 2016( جدول األعمال المؤقت المشروح 1 افتتاح الدورة

المزيد من المعلومات

بسم الله الرحمن الرحيم الخطة الدراسية لدرجة الماجستير في قانون الملكية الفكرية ( مسار الشامل ) 022 ش 5 رقم الخطة أوال : أحكام وشروط عامة : ثانيا : ثال

بسم الله الرحمن الرحيم الخطة الدراسية لدرجة الماجستير في قانون الملكية الفكرية ( مسار الشامل ) 022 ش 5 رقم الخطة أوال : أحكام وشروط عامة : ثانيا : ثال بسم الله الرحمن الرحيم الخطة الدراسية لدرجة الماجستير في قانون الملكية الفكرية ( مسار الشامل ) 022 ش 5 رقم الخطة أوال : أحكام وشروط عامة : ثانيا : ثالثا : 0 2 شروط خاصة : تتفق هذه اخلطة مع تعليمات برامج

المزيد من المعلومات

هاروت وماروت كما وردت يف القرآن الكريم )من خالل تفسري ابن جرير الطربي - -ت 310 ه املسمى جامع البيان يف تفسري آي القرآن ) دكتور سناء بنت عبد الرحيم بن

هاروت وماروت كما وردت يف القرآن الكريم )من خالل تفسري ابن جرير الطربي - -ت 310 ه املسمى جامع البيان يف تفسري آي القرآن ) دكتور سناء بنت عبد الرحيم بن هاروت وماروت كما وردت يف القرآن الكريم )من خالل تفسري ابن جرير الطربي - -ت 310 ه املسمى جامع البيان يف تفسري آي القرآن ) دكتور سناء بنت عبد الرحيم بن عبد اهلل حلواني أستاذ مساعد بقسم الكتاب والسنة بكلية

المزيد من المعلومات

الشريحة 1

الشريحة 1 تعريف الفيزياء الفيزياء في الحياة اليومية الفيزياء في القران المراجع من يدرس الفيزياء هل ترغب في معرفة كيف تعمل األشياء من حولنا مثل الكمبيوتر والليزر والصواريخ الفضائية وهل ترغب في إيجاد تفسير لما يدور

المزيد من المعلومات

الخطة الاستراتيجية ( 2015 – 2020 )

الخطة الاستراتيجية ( 2015 – 2020 ) / كلية العلوم الاجتماعية ) 2018 2017 الخطة ( االست ارتيجية مركز التطوير األكاديمي وضبط الجودة 2 صفحة االسم أ. د. يونس الشديفات د. سطام الشقور د. عمر السقرات د. هايل البري د. رضوان المجالي د. مسلم الرواحنة

المزيد من المعلومات

جامعة عين شمس كلية الحاسبات و المعلومات كنترول الفرقة الرابعة بيانات الطالب )رقم الجلوس-الحالة الدراسية-االسم( النمذجة والمحاكاة نتيجة طالب الفرقة الر

جامعة عين شمس كلية الحاسبات و المعلومات كنترول الفرقة الرابعة بيانات الطالب )رقم الجلوس-الحالة الدراسية-االسم( النمذجة والمحاكاة نتيجة طالب الفرقة الر جامعة عين شمس كلية الحاسبات و المعلومات كنترول الفرقة الرابعة بيانات الطالب )رقم الجلوس-الحالة الدراسية-االسم( النمذجة والمحاكاة نتيجة طالب الفرقة الرابعة نظرية المترجمات / الفصل الدراسي االول - العام

المزيد من المعلومات

جامعة الانبار – قسم ضمان الجودة والاعتماد - السيرة الذاتية لعضو هيئة تدريس

جامعة الانبار – قسم ضمان الجودة والاعتماد - السيرة الذاتية لعضو هيئة تدريس االسم علي محمد عبد السيرة الذاتية) CV ( : 1 اوال : معلومات عامة 1.العنوان: العمل : جامعة التخصص:...األدب االندلسي..كلية االداب / قسم اللغة العربية الدرجة العلمية:...استاذ مساعد. العنوان البر د :......

المزيد من المعلومات

الشريحة 1

الشريحة 1 القيادة 1 القيادة -الم ادة - تعر فات الم ادة -الفرق ب ن الم ادة واإلدارة - عناصر الم ادة اإلدار ة - نظر ات الم ادة اإلدار ة 2 القيادة تنطوي الم ادة على عاللة تبادل ة ب ن من بدأ بالفعل وب ن من نجزه وهذه

المزيد من المعلومات

نـمو المتعلم

نـمو المتعلم ا مل ح ا ض ر ة ا خل ا م س ة: من و ا مل ت ع ل م. ا ل و ه ي ب أ. ن ع ي م ة ذ ل ك م ن ا ل ه د ف م ا ا ل ن م و ن ف س ب د ر ا س ة ع ل م ن ه ت م مل ا ذ ا ا ل ن م و ن ف س د ر ا س ة ع ل م م ن ا ل ه د ف ت ك م ن

المزيد من المعلومات

نموذج توصيف مقرر دراسي

نموذج توصيف مقرر دراسي التعريف باملقرر الدراسي ومعلومات عامة عنه : اسم ورمز املقرر الدراسي عدد الساعات املعتمدة اسم عضو هيئة التدريس املسئول عن املقرر الدراسي إنتاج واستخدام الوسائل التعليمية وسل) 2500 ( ساعتان أجماد سعود بن

المزيد من المعلومات

Morgan & Banks Presentation V

Morgan & Banks Presentation V المحرم 1433/ ديسمبر 2011 1 1 د. صنهات العتييب االستاذ بجامعة الملك سعود د. مسري الشيخ مستشار تطوير المصرفية اإلسالمية 2 علي اإلجابة الندوة تحاول التساؤالت التالية: املصرفية أين اإلسالوية يف البنوك التقميدية

المزيد من المعلومات

الرقابة الداخلية والرقابة الخارجية

الرقابة الداخلية والرقابة الخارجية الرقابة الداخلية - التدقيق الداخلي الرقابة الخارجية القاضي أفرام الخوري الرقابة الداخلية - التدقيق الداخلي والرقابة الخارجية الفقرة االولى : المقاييس العامة ألي نظام رقابي 1 هدف الرقابة : الرقابة على الوسيلة

المزيد من المعلومات

من نحن يف 2007 / 9 / 2 صدرت جريدة كصحيفة يومية وطنية شاملة تسعى إلى مواكبة التطورات احمللية و االقلميية والعاملية بشكل موضوعي ومبتكر إلى جانب تبني امل

من نحن يف 2007 / 9 / 2 صدرت جريدة كصحيفة يومية وطنية شاملة تسعى إلى مواكبة التطورات احمللية و االقلميية والعاملية بشكل موضوعي ومبتكر إلى جانب تبني امل من نحن يف 2007 / 9 / 2 صدرت جريدة كصحيفة يومية وطنية شاملة تسعى إلى مواكبة التطورات احمللية و االقلميية والعاملية بشكل موضوعي ومبتكر إلى جانب تبني املبادرات االبداعية وتستخدم يف سبيل الوصول إلى ذلك أحدث

المزيد من المعلومات

1

1 1 2 كلمة املدير العام للتعليم بمحافظة جدة 3 كلمة مدير إدارة املراجعة الداخلية بتعليم جدة... 4 مقدمه 5 فريق إعداد الدليل اإلجراي بإدارة املراجعة الداخلية 6 مسرد الدليل اإلجراي 7 العملية الهدف مجال التطبيق

المزيد من المعلومات

الرسالة األسبوعية/ الصف السادس 2018 / 9 - األحد 16 أولياء األمور الكرام : إليكم الرسالة األسبوعية وما سيتم إنجازه هذا األسبوع: األسبوع الماضي : تم اال

الرسالة األسبوعية/ الصف السادس 2018 / 9 - األحد 16 أولياء األمور الكرام : إليكم الرسالة األسبوعية وما سيتم إنجازه هذا األسبوع: األسبوع الماضي : تم اال الرسالة األسبوعية/ الصف السادس 2018 / 9 - األحد 16 أولياء األمور الكرام : إليكم الرسالة األسبوعية وما سيتم إنجازه هذا األسبوع: األسبوع الماضي : تم االنتهاء من مراجعة أهم المهارات النحوية وسيتم إرسال األوراق

المزيد من المعلومات

الدرس : 1 مبادئ ف المنطق مكونات المقرر الرسم عناصر التوج هات التربو ة العبارات العمل ات على العبارات المكممات االستدالالت الر اض ة: االستدالل بالخلف ا

الدرس : 1 مبادئ ف المنطق مكونات المقرر الرسم عناصر التوج هات التربو ة العبارات العمل ات على العبارات المكممات االستدالالت الر اض ة: االستدالل بالخلف ا الدرس : 1 مبادئ ف المنطق مكونات المقرر الرسم عناصر التوج هات التربو ة العبارات العمل ات على العبارات المكممات االستدالالت الر اض ة: االستدالل بالخلف االستدالل بفصل الحاالت االستدالل بالتكافؤ نبغ تقر ب

المزيد من المعلومات

مقدمة حظيت الصناعة المالية اإلسالمية منذ انطالقتها باهتمام كبير من قبل المختصين والباحثين والمؤسسات العلمية الداعمة في سبيل تطوير أدواتها لمواكبة النم

مقدمة حظيت الصناعة المالية اإلسالمية منذ انطالقتها باهتمام كبير من قبل المختصين والباحثين والمؤسسات العلمية الداعمة في سبيل تطوير أدواتها لمواكبة النم مقدمة حظيت الصناعة المالية اإلسالمية منذ انطالقتها باهتمام كبير من قبل المختصين والباحثين والمؤسسات العلمية الداعمة في سبيل تطوير أدواتها لمواكبة النمو االقتصادي المتسارع وإيجاد الحلول والفرص لتلبية الحاجة

المزيد من المعلومات

االبداع في صياغة المواقف المضحكة من خصائص الشخص ذو الذكاء: الفكاهي A. الذاتي B. اللغوي C. العاطفي D. االتصال الذي يتخذ فيه الفرد قراراته بناء على المع

االبداع في صياغة المواقف المضحكة من خصائص الشخص ذو الذكاء: الفكاهي A. الذاتي B. اللغوي C. العاطفي D. االتصال الذي يتخذ فيه الفرد قراراته بناء على المع االبداع في صياغة المواقف المضحكة من خصائص الشخص ذو الذكاء: الفكاهي A. الذاتي B. اللغوي C. العاطفي D. االتصال الذي يتخذ فيه الفرد قراراته بناء على المعلومات التي يتلقاها من حواسة هو االتصال: A. الجمعي B.

المزيد من المعلومات

مشروع قانون المحكمة الدستورية التقرير العليا الرابع والسبعون مشروع قانون مقدم من الحكومة تقرير لجنة الفصل التشريعى األول دور

مشروع قانون المحكمة الدستورية التقرير العليا الرابع والسبعون مشروع قانون مقدم من الحكومة تقرير لجنة الفصل التشريعى األول دور https://www.ilovepdf.com مشروع قانون المحكمة الدستورية التقرير العليا الرابع والسبعون مشروع قانون مقدم من الحكومة تقرير لجنة الفصل التشريعى األول دور االنعقاد العادى الرابع الشئون الدستورية والتشريعية

المزيد من المعلومات

Microsoft Word doc

Microsoft Word doc جامعة فيلادلفيا الكلي ة: الا داب والفنون القسم: التصميم الجرافيكي الفصل:الاول من العام الجامعي 2010/2009 المادة: النقد الفني مستوى المادة: الرابع موعد المحاضرة: نر ) 9:458:15 ( خطة تدريس المادة Course

المزيد من المعلومات

8 مادة إثرائية وفقا للمنهاج الجديد األساسي الثامن للصف الفصل الدراسي األول إعداد املعلم/ة: أ. مريم مطر أ. جواد أبو سلمية حقوق الطبع حمفوظة لدى املكتبة

8 مادة إثرائية وفقا للمنهاج الجديد األساسي الثامن للصف الفصل الدراسي األول إعداد املعلم/ة: أ. مريم مطر أ. جواد أبو سلمية حقوق الطبع حمفوظة لدى املكتبة 8 مادة إثرائية وفقا للمنهاج الجديد الساسي الثامن للصف الفصل الدراسي الول إعداد املعلم/ة:. مريم مطر. جواد و سلمية حقوق الطع حمفوظة لدى املكتة الفلسطينية رقم إيداع )017/614( من وزارة الثقافة تطل من املكتة

المزيد من المعلومات

Microsoft Word - Aliyat Ikhtilaf_ 13 Juillet.doc

Microsoft Word - Aliyat  Ikhtilaf_ 13 Juillet.doc آ ت ا ف ا وا ت ا ا ة ة [ 2 ا ر ا ا ا مائدة مستديرة نظمتها مؤسسة دار الحديث الحسنية 2009 10-9 / 1430 يومي الأربعاء والخميس 21-20 دجنبر بمشاركة نخبة من الأساتذة 3 آ ت ا ف ا وا ت ا ا ة ة هيئة الإشراف على

المزيد من المعلومات

نموذج السيرة الذاتية

نموذج السيرة  الذاتية بسم اهلل الرحمن الرحيم البيانات الشخصية االسم تاريخ ومكان الميالد الكلية القسم عمان العلوم التربوية المكتبات و المعلومات المؤهالت الد ارسية الدرجة العلمية التخصص الجهة المانحة لها 2012 دكتو اره علم المعلومات

المزيد من المعلومات

الحل المفضل لموضوع الر اض ات شعبة تقن ر اض بكالور ا 2015 الحل المفص ل للموضوع األو ل التمر ن األو ل: 1 كتابة و على الشكل األس. إعداد: مصطفاي عبد العز

الحل المفضل لموضوع الر اض ات شعبة تقن ر اض بكالور ا 2015 الحل المفص ل للموضوع األو ل التمر ن األو ل: 1 كتابة و على الشكل األس. إعداد: مصطفاي عبد العز الحل المفص ل للمضع األ ل التمر ن األ ل: كتابة على الشكل األس k ' cos s cos s e e ب( تع ن ق م العدد الطب ع بح ث كن العدد حق ق ا e e e arg حق ق معناه k منه k عل ه k ' k ح ث e ج( عدد مركب ح ث حساب ط لة العدد

المزيد من المعلومات

)) أستطيع أن أفعلها(( المادة : لغة عربية الصف و الشعبة: السابع االسم : عنوان الدرس: ورقة مراجعة )) العمل الفردي (( األهداف: أن يجيب الطالب على جميع اأ

)) أستطيع أن أفعلها(( المادة : لغة عربية الصف و الشعبة: السابع االسم : عنوان الدرس: ورقة مراجعة )) العمل الفردي (( األهداف: أن يجيب الطالب على جميع اأ )) أستطيع أن أفعلها(( المادة : لغة عربية الصف و الشعبة: السابع االسم : عنوان الدرس: ورقة مراجعة )) العمل الفردي (( األهداف: أن يجيب الطالب على جميع األسئلة بعد قراءتك * لنص الشعري بعنوان )أعطني الناي(

المزيد من المعلومات

مقدمة أ- إن البلاغة الفصل الا ول أساسية البحث من كلمة بلغ المعنى وصل المراد وصول رسالة لها كلام تسليمها واحد إلى آخر. و من الا صطلاح هي بلوغ المتكلم ف

مقدمة أ- إن البلاغة الفصل الا ول أساسية البحث من كلمة بلغ المعنى وصل المراد وصول رسالة لها كلام تسليمها واحد إلى آخر. و من الا صطلاح هي بلوغ المتكلم ف مقدمة أ- إن البلاغة الفصل الا ول أساسية البحث من كلمة بلغ المعنى وصل المراد وصول رسالة لها كلام تسليمها واحد إلى آخر. و من الا صطلاح هي بلوغ المتكلم في تا دية المعاني حدا له اختصاص ١ بتوفة خواص التراكيب

المزيد من المعلومات

استمارة تحويل طالب يتعلم في الصف العادي لجنة التنسيب إلى )التقرير التربوي( استمارة لتركيز المعلومات حول العالج المسبق الذي حصل علية الطالب\ة الذي يتعل

استمارة تحويل طالب يتعلم في الصف العادي لجنة التنسيب إلى )التقرير التربوي( استمارة لتركيز المعلومات حول العالج المسبق الذي حصل علية الطالب\ة الذي يتعل استمارة تحويل طالب يتعلم في الصف العادي لجنة التنسيب إلى )التقرير التربوي( استمارة لتركيز المعلومات حول العالج المسبق الذي حصل علية الطالب\ة الذي يتعلم في صف عادي, قبل تحويله إلى لجنة التنسيب.يجب تعبئة

المزيد من المعلومات

PowerPoint Presentation

PowerPoint Presentation عرض لنظام المعماري الاستراتيجي لمتابعة الأداء وتنفيذ الاستراتيجيات 1999 مقدمة تاسست عام في مصر شركة مساهمة خاصة من عام 2002 المقر الرئيسي بالقاهرة 35 موظف شركاء استراتيجيين في الشرق الأوسط خبرات دولية

المزيد من المعلومات

عرض تقديمي في PowerPoint

عرض تقديمي في PowerPoint .1.2.3 أولا هذا اإلجراء يقوم به أمين مركز مصادر التعلم بعد الدخول للصفحة الرئيسية من حسابه في نظام نور ثم إختيار مصادر التعلم يتم إضافة أوعية مصادر التعلم ) الكتب أقراص الليزر( من قبل أمين مركز المصادر

المزيد من المعلومات

مخزون الكلنكر الرجاء قراءة إعالن إخالء المسؤولية على ظهر التقرير المملكة العربية السعودية قطاع المواد األساسية األسمنت فبراير 2017 ٣٠ ٢٥ ٢٠ ١٥ ١٠ ٥ ٠

مخزون الكلنكر الرجاء قراءة إعالن إخالء المسؤولية على ظهر التقرير المملكة العربية السعودية قطاع المواد األساسية األسمنت فبراير 2017 ٣٠ ٢٥ ٢٠ ١٥ ١٠ ٥ ٠ ٢٥ ١٥ ٥ ٢٥ ١٥ ٥ ١١ ١٢ ١٣ ١٤ ١٥ ١٦ المخزون/الا نتاج - يمني المخزون - يسار ٤٨ ٧ ٥ ٦ ٤ ١٤ ٧٢ ٢١ ٥٥ ٢٢ ٧٨ ٢٨ ١١ ١١ ١٢ ١٣ ١٤ ١٥ ١٦ معدل النمو - يمني مستوى المخزون في القطاع - يسار ٤٩ ٤ ٣ ٢٥ ١٧ ٩ ١٤ ١١٥ ٩ ٥-٣٥

المزيد من المعلومات

جمعية زمزم للخدمات الصحية التطوعية بإشراف وزارة الشؤون االجتماعية تصريح رقم )411( نظام إدارة الجودة Quality Management System إجراءات الئحة تقنية املع

جمعية زمزم للخدمات الصحية التطوعية بإشراف وزارة الشؤون االجتماعية تصريح رقم )411( نظام إدارة الجودة Quality Management System إجراءات الئحة تقنية املع جمعية زمزم للخدمات الصحية التطوعية بإشراف وزارة الشؤون االجتماعية تصريح رقم )411( نظام إدارة الجودة Quality Management System إجراءات الئحة تقنية املعلومات زمزم 19 إعداد االسم : هاني عبدالعزيز فلمبان الوظيفة

المزيد من المعلومات

PowerPoint Presentation

PowerPoint Presentation دورة تدريبية لمعلمي ورؤساء أقسام الرياضيات من األحد /5 /31 إلى الخميس /6 /4 مركز التدريب والتطوير اإلدارة العامة لمنطقة الجهراء التعليمية برنامج التدريب : المنهج الوطني الكويتي إقبال المطيري الكفايات وأنواعها

المزيد من المعلومات

SKRIPS~1.RTF

SKRIPS~1.RTF في. الباب الثانى ا دونيس لمحة عن الفصل الا ول شخصية ا دونيس وفكرته ولد ا دونيس عام 1930 بم باسم علي ا حمد سعيد ا سبر ولكنه اتخذ لنفسه اسم ا دونيس (ا حد ا بطال الا ساطير الفينيقية) خروجا على التقاليد العربية

المزيد من المعلومات

الدِّيكُ الظَّرِيفُ

الدِّيكُ الظَّرِيفُ ﺍﻟﺪﻳﻚ ﺍﻟﻈﺮﻳﻒ ﻛﺎﻣﻞ ﻛﻴﻼﻧﻲ ال ديك ال ظر يف ال ديك ال ظر يف تا ليف كامل كيلاني كامل كيلاني رقم إيداع ١٦٤٠٧ / ٢٠١٢ تدمك: ٩٧٨ ٩٧٧ ٧١٩ ٠٠٨ ٤ مو سسة هنداوي للتعليم والثقافة جميع الحقوق محفوظة للناشر مو سسة هنداوي

المزيد من المعلومات

1

1 1 الشبكة السورية لحقوق اإلنسان )SNHR( هي منظمة حقوقية غير حكومية وذات غايات غير ربحية تأس ست في حزيران/ يونيو 2011 نتيجة لالزدياد الممنهج في انتهاكات حقوق اإلنسان في سوريا ذلك بهدف المساهمة في حفظ حقوق

المزيد من المعلومات

Diapositive 1

Diapositive 1 جامعة الدول العربية ااملركز العربي للوقاية من أخطار الزالزل والكوارث الطبيعية األخرى رقم 01 شارع قدور رحيم عمارة C.T.C( (centre حسين داي الجزائر رقم الهاتف: 0021323775779 رقم الفاكس :0021323775788 a55belhadjaissa@gmail.com

المزيد من المعلومات

مدارس الخندق الأهلية

مدارس الخندق الأهلية المملكة العربية السعوية وزارة التعليم اإلارة العامة للتعليم بالمينة المنورة مارس الخنق األهلية ابتائي * متوسط * ثانوي أسئلة اختبار الفصل الراسي الثاني الور: األول للعام الراسي: 9341-9331 ه رقم السؤال األول

المزيد من المعلومات

اث مقرر تاريخ فقه )111( للمستوى الثاني اسم املقرر ورمزه: فقه 111 اسم األستاذة: منال الدغي م. عدد ساعات املقرر يف األسبوع: 2 كلية/ الشريعة. املستوى/ ال

اث مقرر تاريخ فقه )111( للمستوى الثاني اسم املقرر ورمزه: فقه 111 اسم األستاذة: منال الدغي م. عدد ساعات املقرر يف األسبوع: 2 كلية/ الشريعة. املستوى/ ال اث مقرر تاريخ فقه )111( للمستوى الثاني اسم املقرر ورمزه: فقه 111 اسم األستاذة: منال الدغي م. عدد ساعات املقرر يف األسبوع: 2 كلية/ الشريعة. املستوى/ الثاين. )شعبة: 112 (. العام اجلامعي: الفصل الدراسي األول

المزيد من المعلومات

وزارة الترب ة بنك األسئلة لمادة علم النفس و الح اة التوج ه الفن العام لالجتماع ات الصف الحادي عشر أدب 0211 / 0212 األولى الدراس ة الفترة *************

وزارة الترب ة بنك األسئلة لمادة علم النفس و الح اة التوج ه الفن العام لالجتماع ات الصف الحادي عشر أدب 0211 / 0212 األولى الدراس ة الفترة ************* وزارة الترب ة بنك األسئلة لمادة علم النفس و الح اة التوج ه الفن العام لالجتماع ات الصف الحادي عشر أدب 2 / 22 األولى الدراس ة الفترة ************************************************************************************

المزيد من المعلومات

16 أبريل 2019 االطالق الرسمي للجائزة

16 أبريل 2019 االطالق الرسمي للجائزة 16 أبريل 2019 االطالق الرسمي للجائزة إطالق جائزة ولي العهد ألفضل تطبيق خدمات حكومية والموجهة لطالب الجامعات في المملكة األردنية الهاشمية نبذة عن الجائزة 300+ جامعة +30 حكومية وخاصة في المملكة األردنية

المزيد من المعلومات

Microsoft Word - إعلانات توظيف لسنة 2017

Microsoft Word - إعلانات توظيف لسنة 2017 الجمهوریة الجزاي ریة ا يمقراطیة الشعبية République Algérienne Démocratique et Populaire Ministère de l Enseignement Supérieur Et de la Recherche Scientifique Université d OumElBouaghi Sous Direction des

المزيد من المعلومات

Microsoft Word - حلقات 2الجودة لمدير التعليم مشروع نهائي عائشة.docx

Microsoft Word - حلقات 2الجودة لمدير التعليم مشروع نهائي عائشة.docx ا جل و د ة ح ل ق ا ت م ش ر و ع ١ ق ا ئ م ة ا مل ح ت و ي ا ت ا مل و ض و ع ك ل م ة ا مل ش ر ف ا ل ع ا م م ق د م ة ا ل ه ي ك ل ا ل ت ن ظ ي م ي حل ل ق ا ت ا جل و د ة و ص ف ا مل ش ر و ع و م ب ر ر ا ت ه و ا

المزيد من المعلومات

Joint Annual Meetings of

Joint Annual Meetings of Distr.: General 10 May 2018 Arabic Original: English األمم املتحدة المجلس االقتصادي واالجتماعي اللجنة االقتصادية ألفريقيا لجنة خبراء مؤتمر وزراء المالية والتخطيط والتنمية االقتصادية األفريقيين االجتماع

المزيد من المعلومات

Flyer حزمة التعليم والمشاركة بادر بالاستفادة من المنح الخاصة بعروض التعليم وأوقات الفراغ

Flyer حزمة التعليم والمشاركة بادر بالاستفادة من المنح الخاصة بعروض التعليم وأوقات الفراغ حزمة التعليم واملشاركة بادر باالستفادة من املنح الخاصة بعروض التعليم وأوقات الفراغ. www.mags.nrw م ن ميكنه الحصول عىل هذه اإلعانات لديك أنت أو طفلك الحق يف املطالبة باملعونات وفق ا لقانون الشؤون االجتامعيةII

المزيد من المعلومات

المدة : 5 دقي. النش ط : ال راءة. المست ى : قس التحضير.. 9 عن ان الدرس : أربط بين الص الحرف ( (. رق ال حدة : الك ءا ال عدي : يتعرف ع الص ) ( المسم ع ث

المدة : 5 دقي. النش ط : ال راءة. المست ى : قس التحضير.. 9 عن ان الدرس : أربط بين الص الحرف ( (. رق ال حدة : الك ءا ال عدي : يتعرف ع الص ) ( المسم ع ث . 9 أربط بين الص الحرف ( (. الك ءا ال عدي : يتعرف ع الص ) ( المسم ع ث يربطه ب لص ) ( المكت [ الحرف ] يميزه من خال تسمي مجم ع م شر الك ءة : يتعرف ع الص ) ( المسم ع ث يربطه ب لص ) ( المكت [ الحرف ] يميزه

المزيد من المعلومات

التقريرالسنوي لمالكي الوحدات البيت 52 الفترة من يناير 2017 إلى ديسمبر 2017 تقارير الصندوق متاحة عند الطلب وبدون مقابل

التقريرالسنوي لمالكي الوحدات البيت 52 الفترة من يناير 2017 إلى ديسمبر 2017 تقارير الصندوق متاحة عند الطلب وبدون مقابل التقريرالسنوي لمالكي الوحدات البيت 52 الفترة من يناير إلى ديسمبر تقارير الصندوق متاحة عند الطلب وبدون مقابل أ( معلومات صندوق االستثمار: 1. إسم صندوق اإلستثمار صندوق البيت 52 2. أهداف وسياسات االستثمار

المزيد من المعلومات

English C.V. أآرم فتحى مصطفى على الاسم :.مدرس الدرجة العلمية : مدرس بقسم تكنولوجيا التعليم - آلية التربية النوعية بقنا - جامعة الوظيفة الحالية : جنوب

English C.V. أآرم فتحى مصطفى على الاسم :.مدرس الدرجة العلمية : مدرس بقسم تكنولوجيا التعليم - آلية التربية النوعية بقنا - جامعة الوظيفة الحالية : جنوب English C.V. أآرم فتحى مصطفى على الاسم :.مدرس الدرجة العلمية : مدرس بقسم تكنولوجيا التعليم - آلية التربية النوعية بقنا - جامعة الوظيفة الحالية : جنوب الوادي مدير مشروع ميكنة المكتبات و المكتبات الرقمية

المزيد من المعلومات

قررت وزارة التعليم تدري س هذا الكتاب وطبعه على نفقتها الريا ضيات لل صف االأول االبتدائي الف صل الدرا سي الثاين كتاب التمارين قام بالت أاليف والمراجعة

قررت وزارة التعليم تدري س هذا الكتاب وطبعه على نفقتها الريا ضيات لل صف االأول االبتدائي الف صل الدرا سي الثاين كتاب التمارين قام بالت أاليف والمراجعة قررت وزارة التعليم تدري س هذا الكتاب وطبعه على نفقتها الريا ضيات لل صف االأول االبتدائي الف صل الدرا سي الثاين كتاب التمارين قام بالت أاليف والمراجعة فريق من المتخ ص صين طبعة 9 0 ه 08 09 م ح وزارة التعليم

المزيد من المعلومات

مؤتمر: " التأجير التمويلي األول " طريق جديد لالستثمار لدعم وتنمية المشروعات القومية والشركات الصغيرة والمتوسطة تحت رعاية : و ازرة االستثمار و ازرة اال

مؤتمر:  التأجير التمويلي األول  طريق جديد لالستثمار لدعم وتنمية المشروعات القومية والشركات الصغيرة والمتوسطة تحت رعاية : و ازرة االستثمار و ازرة اال مؤتمر: " التأجير التمويلي األول " طريق جديد لالستثمار لدعم وتنمية المشروعات القومية والشركات الصغيرة والمتوسطة تحت رعاية : و ازرة االستثمار و ازرة االتصاالت وتكنولوجيا المعلومات الهيئة العامة للرقابة المالية

المزيد من المعلومات

19_MathsPure_GeneralDiploma_1.2_2015.indd

19_MathsPure_GeneralDiploma_1.2_2015.indd تنبيه: األسئلة يف ( 15 ) صفحة. امتحان دبلوم التعليم العام للعام الدرايس 1436/1435 ه - 2014 2015 / م زمن اإلجابة: ثالث ساعات. اإلجابة يف الورقة نفسها. تعليامت وضوابط التقدم لالمتحان: الحضور إىل اللجنة قبل

المزيد من المعلومات

دليل ضريبة القيمة المضافة التأجير التمويلي

دليل ضريبة القيمة المضافة التأجير التمويلي دلیل ضریبة القیمة المضافة التا جیر التمویلي إعداد ادارة العملیات - شركة التا جیر التمویلي ما ضر بة القيمة المضافة ضر بة القيمة المضافة ضر بة غ مباشرة ت فرض ع جميع السلع وا خدمات ال ي يتم شراؤها و يعها

المزيد من المعلومات

SP-1101W/SP-2101W eciug niitallatini kciuq 1.0v /

SP-1101W/SP-2101W eciug niitallatini kciuq 1.0v / SP-1101W/SP-2101W eciug niitallatini kciuq 1.0v / 1014-05 1 I. معلومات حول المنتج 1-1. محتويات العبوة مؤتمر نزع السالح مع دليل التثبيت السريع مفتاح القابس الذكي دليل التثبيت السريع 1-2. اللوحة األمامية

المزيد من المعلومات

الهيئة الوطنية للتقويم واالعتماد األكاديمي المملكة العربية السعودية نموذج توصيف مقرر دراسي المؤسسة :جامعة المجمعة الكلية/القسم : كلية العلوم والدراسات

الهيئة الوطنية للتقويم واالعتماد األكاديمي المملكة العربية السعودية نموذج توصيف مقرر دراسي المؤسسة :جامعة المجمعة الكلية/القسم : كلية العلوم والدراسات الهيئة الوطنية للتقويم واالعتماد األكاديمي المملكة العربية السعودية نموذج توصيف مقرر دراسي المؤسسة :جامعة المجمعة الكلية/القسم : كلية العلوم والدراسات اإلنسانية حوطة سدير) قسم الكيمياء( أ(التعريف بالمقرر

المزيد من المعلومات

<4D F736F F D20C7E1CACDE1EDE120C7E1E3C7E1ED20E6C7E1DDE4ED>

<4D F736F F D20C7E1CACDE1EDE120C7E1E3C7E1ED20E6C7E1DDE4ED> قسم الا بحاث والتقارير المالية التحليل المالي الخضري والفني التحليل المالي والفني لسهم الخضري نبذة عن الشركة يتمثل نشاط شركة أبناء عبدالله عبدالمحسن الخضري في تنفيذ مشاريع المقاولات العامة والتي تشمل مشاريع

المزيد من المعلومات

اشارات رقم النتيجة الجلوس نتيجة امتحان التعليم المفتوح يناير )2016 ) 1 المستوى الثامن- شعبة االرشاد ( قديم ) جامعة عين شمس كلية االداب- التعليم المفتو

اشارات رقم النتيجة الجلوس نتيجة امتحان التعليم المفتوح يناير )2016 ) 1 المستوى الثامن- شعبة االرشاد ( قديم ) جامعة عين شمس كلية االداب- التعليم المفتو اشارات رق انتية اوس نتية اتحان اتعي افتوح يناير ) ) طاب ستد 0 ابراهي سيد ياسين 0 0 9 احد ران احد شحات 0 9 احد حد عاد فؤاد 9 0 رفع ثاث درات تاريخ عاصر خود ران وده حد 9 9 راى حد عبد افتاح 0 0 9 زينب ابراهي

المزيد من المعلومات

الجلسة الأولى: الابتكار والملكية الفكرية

الجلسة الأولى: الابتكار والملكية الفكرية الجلسة الثانية :الملكية الفكرية واالبتكار في المجتمعات األكاديمية الملكية الفكرية والمؤسسات األكاديمية دور الملكية الفكرية الجامعية إدارة الملكية الفكرية الجامعية وسياساتها ما الهدف األساسي الذي خلقت من

المزيد من المعلومات

2 nd Term Final Revision Sheet Students Name: Grade: 4 Subject: Saudi Culture Teacher Signature 1

2 nd Term Final Revision Sheet Students Name: Grade: 4 Subject: Saudi Culture Teacher Signature 1 2 nd Term Final Revision Sheet Students Name: Grade: 4 Subject: Saudi Culture Teacher Signature 1 Saudi Culture Gr.4 راجعة اجتاعيات للصف الرابع االبتدائي 1 /الئي الجدول با يناسب ناخ كة الكرة )صيفا شتاء(ن

المزيد من المعلومات

205 6 207 205, 5..7 إجمالي حجم التبادل التجاري لدول مجلس التعاون الخليجي مع جمهورية تركيا في العام 205 م مقارنة ب 6.0 مليار دوالر في العام 204 م وبنسبة انخفاض بلغت %5.4. قيمة العجز في امليزان التجاري السلعي

المزيد من المعلومات

طور المضغة

طور المضغة طىر المضغة ف خ ل ق ن ب ال ع ل ق ة م ض غ ة أد/ حنف محمىد مذبىل عضى الهيئة العبلمية لإلعجبز العلم ف القرآن والسنة يتم التحول سريع ا من علقة إلى مضغة خالل يومين )من اليوم 24 إلى اليوم 26( لهذا وصف القرآن

المزيد من المعلومات

) NSB-AppStudio برمجة تطبيقات األجهزة الذكية باستخدام برنامج ( ) برمجة تطبيقات األجهزة الذكية باستخدام برنامج ( NSB-AppStudio الدرس األول ) 1 ( الدرس

) NSB-AppStudio برمجة تطبيقات األجهزة الذكية باستخدام برنامج ( ) برمجة تطبيقات األجهزة الذكية باستخدام برنامج ( NSB-AppStudio الدرس األول ) 1 ( الدرس ) NSB-AppStudio ) 1 ( أهداف الدرس : بعد انتهاء هذا الدرس ستكون الطالبة قادرة على أن : )1 توضح مميزات برنامج ( NSB-AppStudio ) 2( تعدد لغات البرمجة المستخدمة في برنامج ( NSB-AppStudio ) 3( تذكر خطوات كتابة

المزيد من المعلومات

Public Sector Institutions Reform & Development (in Arabic)

Public Sector Institutions Reform & Development (in Arabic) خاتمة وشكر من المهم أن نوضح للقارئ أن هذا الا صدار ناتج عن إعادة صياغة وتجميع لست ورقات عمل أعدها فريق من الخبراء وما تضمنتها من دراسات تفصيلية وللقارئ الذى يرغب فى الرجوع إلى هذه الدراسات عليه أن يتصل

المزيد من المعلومات

جامعة عين شمس كلية التربية النوعية ة امتحان دور : ف نتيجة الفرقة : يناير األولى قسم تكنولوجيا التعليم الفرقة األولى العام الد ارسى : / ( عام

جامعة عين شمس كلية التربية النوعية ة امتحان دور : ف نتيجة الفرقة : يناير األولى قسم تكنولوجيا التعليم الفرقة األولى العام الد ارسى : / ( عام الفرقة 42 79 36 39 42 69 69 62 65 69 45 46 53 46 43 54 9 1 131 117 1 95 16 142 139 1 1 138 17 143 11 64 142 1 124 55 56 51 63 55 58 ابتسام كميل جوهر غبلاير اب ارهيم على اب ارهيم مصطفى احمد باتع عبد الحكيم

المزيد من المعلومات

جامعة حضرموت

جامعة حضرموت جاهعة حضرهوت التسجيل االلكتروني لمرحلة التنسيق بالجامعة عبر الموقع www.hu-registration.com الصفحة الرئيسية زر الدخول على النظام ف حالة التسج ل سابقا ولد ك اسم مستخدم وكلمة مرور زر تسج ل متقدم جد د اذا

المزيد من المعلومات

Microsoft PowerPoint - د . ابراهيم بدران ، بوربوينت.ppt [Compatibility Mode]

Microsoft PowerPoint - د . ابراهيم بدران ، بوربوينت.ppt [Compatibility Mode] الدكتور إب ارهيم بد ارن التعليم العالي والبحث والتطوير والا بداع في مجتمع المعرفة ١ ١٤/٤/٢٠١٤ عمان ١- بين التقدم والتخلف حالة التخلف حالة التقدم المعرفة اإلدارة اإلقتصاد التكنولوجي المؤسسية سيادة القانون

المزيد من المعلومات

دائرة التسجيل والقبول فتح باب تقديم طلبات االلتحاق للفصل األول 2018/2017 " درجة البكالوريوس" من العام الدراسي جامعة بيرزيت تعلن 2018/2017 يعادلها ابتد

دائرة التسجيل والقبول فتح باب تقديم طلبات االلتحاق للفصل األول 2018/2017  درجة البكالوريوس من العام الدراسي جامعة بيرزيت تعلن 2018/2017 يعادلها ابتد دائرة التسجيل والقبول فتح باب تقديم طلبات االلتحاق للفصل األول 2018/2017 " درجة البكالوريوس" من العام الدراسي جامعة بيرزيت تعلن 2018/2017 يعادلها ابتداء من عن فتح باب تقديم طلبات االلتحاق بإمكان الطلبة

المزيد من المعلومات

Microsoft Word - 55

Microsoft Word - 55 بطاقة الوصف الوظيفي (مدير داي رة العلاقات العامة) ا و لا معلومات خاصة بالوظيفة: المسمى الوظيفي الغرض الري يسي من الوظيفة الفي ة الموقع التنظيمي للوظيفة الجهة المسي ولة عن الوظيفة العلاقة مع الوظاي ف الا

المزيد من المعلومات

الأول في السي شارب((c#للمبتدائين

الأول في السي شارب((c#للمبتدائين شباب التنميه والبداع : امحد ياسني شلش ذ د الدرس األول: فتح فيوجل ستوديو وشرحه 2012 1 -هذا هوه البرنامج نقوم بفتحه نسخه 2012 فيوجل استوديو new )نضغط علي - 2 اي مشروع جديد( project المتبنأ هذه لغه فيوجل

المزيد من المعلومات

هللا مسب*** مداخلة السيد النائب مالل محمد فيما يتعلق بمناقشة الميزانيات الفرعية للقطاعات الحكومية التي تدخل ضمن اختصاصات لجنة البنيات األساسية والطاقة

هللا مسب*** مداخلة السيد النائب مالل محمد فيما يتعلق بمناقشة الميزانيات الفرعية للقطاعات الحكومية التي تدخل ضمن اختصاصات لجنة البنيات األساسية والطاقة هللا مسب*** مداخلة السيد النائب مالل محمد فيما يتعلق بمناقشة الميزانيات الفرعية للقطاعات الحكومية التي تدخل ضمن اختصاصات لجنة البنيات األساسية والطاقة والمعادن والماء والبيئة ***. ا لسيد الرئيس السادة

المزيد من المعلومات

Microsoft Word - Sample Weights.doc

Microsoft Word - Sample Weights.doc ورشة العمل الا قليمية حول تصميم العينات الدوحة ١٥-١٧ ا يار/ مايو ٢٠٠٧ ترجيح العينات ا عداد خميس رد اد مستشار العينات ١ المحاضرة الثامنة ترجيح العينات مقدمة ان عملية ترجيح العينة تعنى عملية اعادة وضع العينة

المزيد من المعلومات

الوحدة األولى المالمح البشرية للوطن العربي عنوان الدرس : سكان الوطن العربي أوال :أكمل الجدول التالي: 392 مليون نسمة %5.3 %39.9 %60.1 عدد سكان الوطن ال

الوحدة األولى المالمح البشرية للوطن العربي عنوان الدرس : سكان الوطن العربي أوال :أكمل الجدول التالي: 392 مليون نسمة %5.3 %39.9 %60.1 عدد سكان الوطن ال 0 الوحدة األولى المالمح البشرية للوطن العربي عنوان الدرس : سكان الوطن العربي أوال :أكمل الجدول التالي: 392 مليون نسمة %5.3 %39.9 %60.1 عدد سكان الوطن العربي: نسبة سكان الوطن العربي إلى سكان العالم: نسبة

المزيد من المعلومات

الــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ 2017 )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﻣﺎﺭﺱ 2018 الـرقم الــــق

الــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ 2017 )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﻣﺎﺭﺱ 2018 الـرقم الــــق الــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﻣﺎﺭﺱ 2018 الـرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنشاءات 1 مفصال حسب : مجموعات المواد والخدمات

المزيد من المعلومات

I تفريغ مكثف في وشيعة. 1 التركيب التجريبي: L = 40mH وشيعة معامل تحريضها C = 1μF مكثف سعته E = 6V العدة: مولد قوته الكهرمحركة ومقاومتها الداخلية r = 10

I تفريغ مكثف في وشيعة. 1 التركيب التجريبي: L = 40mH وشيعة معامل تحريضها C = 1μF مكثف سعته E = 6V العدة: مولد قوته الكهرمحركة ومقاومتها الداخلية r = 10 I تفريغ مكثف في وشيعة. التركيب التجريبي: = 4H وشيعة معامل تحريضها = μf مكثف سعته = 6V العدة: مولد قوته الكهرمحركة ومقاومتها الداخلية r = Ω وموصل أومي مقاومته.R = 3Ω يشحن المكثف عند وضع قاطع التيار K في

المزيد من المعلومات

المحاضرة الثانية عشر مقاييس التشتت درسنا في المحاضرة السابقة مقاييس النزعة المركزية أو المتوسطات هي مقاييس رقمية تحدد موقع أو مركز التوزيع أو البيانات

المحاضرة الثانية عشر مقاييس التشتت درسنا في المحاضرة السابقة مقاييس النزعة المركزية أو المتوسطات هي مقاييس رقمية تحدد موقع أو مركز التوزيع أو البيانات المحاضرة الثانية عشر مقاييس التشتت درسنا في المحاضرة السابقة مقاييس النزعة المركزية أو المتوسطات هي مقاييس رقمية تحدد موقع أو مركز التوزيع أو البيانات وهي مهمة في حالة المقارنة بين التوزيعات المختلفة وكان

المزيد من المعلومات

Microsoft Word - Ja doc

Microsoft Word - Ja doc قرار من وزير الشؤون الاجتماعية مؤرخ في 18 فيفري 2019 يتعلق بالمصادقة على الملحق التعديلي عدد 15 للاتفاقية المشتركة القطاعية لمعامل المشروبات الغازية غير الكحولية ولعصير الغلال والمياه المعدنية. إن وزير

المزيد من المعلومات

19_MathsPure_GeneralDiploma_1.2_2016.indd

19_MathsPure_GeneralDiploma_1.2_2016.indd تنبيه: األسئلة يف )11( صفحة. امتحان دبلوم التعليم العام للعام الدرايس 1437/1436 ه - 2015 2016 / م زمن اإلجابة: ثالث ساعات. اإلجابة يف الورقة نفسها. تعليامت وضوابط التقدم لالمتحان: الحضور إىل اللجنة قبل

المزيد من المعلومات

1 مراجعة ليلة امتحان الصف السابع في الدراسات اإلجتماعية. ********************************************************************************* األول السؤا

1 مراجعة ليلة امتحان الصف السابع في الدراسات اإلجتماعية. ********************************************************************************* األول السؤا 1 مراجعة ليلة امتحان الصف السابع في الدراسات اإلجتماعية. ********************************************************************************* األول السؤال : التعريفات:-.... 1. الموقع الفلكي :....2 أرخبيل

المزيد من المعلومات

الــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ 2017 )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 2017 الـرقم الـــ

الــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ 2017 )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 2017 الـرقم الـــ الــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ 2017 )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 2017 الـرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنشاءات 1 مفصال حسب : مجموعات المواد

المزيد من المعلومات

Slide 1

Slide 1 تصميم السيرة الذاتية كصفحات الويب د. احمد عادل اسماعيل عمادة المركز الجامعي لخدمة المجتمع و التعليم المستمر. WWW.Dr-Ahmed.Info Info@Dr-Ahmed.Info -------------- المرجع: www.support.office.com اهداف المحاضرة

المزيد من المعلومات

حقيبة الدورة التدريبية التخزين السحابي Google Drive حقيبة المتدربة إعداد املدربة : عزة علي آل كباس Twitter 1438 ه

حقيبة الدورة التدريبية التخزين السحابي Google Drive حقيبة المتدربة إعداد املدربة : عزة علي آل كباس Twitter 1438 ه حقيبة الدورة التدريبية حقيبة المتدربة إعداد املدربة : عزة علي آل كباس Twitter : @azzahkabbas azzahkabbas@gmail.com 1438 ه الهدف العام : إكساب املتدربات املعرفة بأساسيات الحوسبة السحابية وتطبيقاتها بشكل

المزيد من المعلومات

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم بسم هللا الرحمن الرحيم علي دبكل علي العبدلي العنزي. االسم: الصدر- المملكه العربيه السعوديه. مكان الميالد: الموافق 1-22- 1591. 1777-7-1 تاريخ الميالد: استاذ مساعد في قسم االعالم - كلية االداب- جامعة الملك

المزيد من المعلومات