الحبيب الجنحاني ج ؿط غ ج ؼ ذ جإل ال التاريخ اإلقتصادي و اإلجتماعي
فهرس المىضىعات ضمى ٠ ج م جأل ي : ج طك ي جاللط حو جالؾط حػ ف ؿط غ ى جإل ال ج ف جال ي : ج ط ظ ١ جاللط حو ج ح ف ج ؼ ج ج ى ج ف ج ػح : ج طؿح ز ف ؿط غ ى جإل ال ج ف ج ػح ع : ج جػس ف ؿط غ ى جإل ال ج ف ج جذغ : ظح ج طك ي جاللط حو جالؾط حػ ج ف ج هح : ج ط ١ ح ج ؼح ظح ج طك ي ج م ج ػح : ج ى ٠ س ج ؼ ذ ١ س جإل ال ١ س : ج ك ١ حز جاللط حو ٠ س جالؾط حػ ج ف جال ي : ج طؿح ز ف ج غ خ ج ؼ ذ جإل ال ج ف ج ػح : ج م ١ ج : ج ك ١ حز جاللط حو ٠ س جالؾط حػ ١ س ج ف ج ػح ع : ضح ش : ج ك ١ حز جاللط حو ٠ س جالؾط حػ ١ س ج ف ج جذغ : ؿ ح س : ج ك ١ حز جاللط حو ٠ س جالؾط حػ ١ س ج ف ج هح : أ وغ ص : ج ك ١ حز جاللط حو ٠ س جالؾط حػ ١ س ج ف ج حو : ج ؼاللس ج ؿى ١ س ذ ١ ج ى ٠ س ج ٠ ف ج م ج ػح ع : و ج حش ف ج طح ٠ م جاللط حو جالؾط حػ ج ف جال ي : ١ ح س ج هالفس جأل ٠ س ضؿح ج غ خ ال ١ ح ف ج ١ ىج ج ح ج ف ج ػح : ق وحش ج ه ج ؼ ف ج غ خ طمس ج ه ١ ؽ ف ى جإل ال : ج ؿ ج د جاللط حو ٠ س جالؾط حع ج ف ج ػح ع : ج ١ ح س ج ح ١ س ى س ج فح ١ ٠ س ج ف ج جذغ : ج ١ ح س ج ح ١ س ى س ج جذط ١ س ج ف ج هح : ظح ى ١ س جأل ف ج غ خ جإل ال ج ف ج حو : جإللطحع ف ج ؿط غ ج ؼ ذ جإل ال : ج ف ج ح س ج ف ج حذغ : جذ ن ى ج طط ج ؼ ج ف ج غ خ ج ؼ ذ جإل ال ج ف ج ػح : ج ه ف ١ س جاللط حو ٠ س جع ج فح ٠ جأل ف ذالو ج غ خ ج ف ج طح غ : ٠ رمحش ج حتغ ألذ ج ؼرح ى ؾ ١ : ى طح ٠ م جاللط حو جالؾط حػ ج غ ذ ج حو ج جؾغ
تقذيم ئ ج ى ج حش جاللط حو ٠ س جالؾط حػ ١ س طح ٠ م ج ؿط غ ج ؼ ذ جإل ال ف ج ؼ ج ١١ ح ض جي ل ١ س فمى ج ط ذؼ ج إ ن ١ ج ؼ خ ج ؼح ٠ ذ ج ؿ ج د ج طح ٠ م ج ؼ ذ جإل ال ى ج جالضؿح ذم ف جأللطح ج ؼ ذ ١ س قط ج ١ ؼ ١ فح ذ ل حو ج ح ح ؼط ى أ ح ح ف ١ ىج جألذكحظ جاللط حو ٠ س جالؾط حػ ١ س طح ٠ م جإل ال ػ أػ حي ذؼ ج ط ل ١ ج إ ن ١ جألؾح د أ و ف ج ج ىو أ أ ١ ى ذا ح ذؼ ئ ح ح ئ ٠ ؿحذ ١ ح ف ض ١١ أ جء ؾى ٠ ىز ػ ؾ ج د ط ج ك ١ حز جاللط حو ٠ س جالؾط حػ ١ س ؿط غ ج ؼ ذ جإل ال ى ػىو إالء ح فطة ث ١ ال ٠ ى ػح ج غ ذس ف جأل ح ٠ جال ط جل ١ س يجض ح ذح غ ج طط ج ىر ١ ج ػ فط ى س جال ط جق ف ج ف ج ػح ج م ج ؼ ٠. ئيج قح ح ج طؼ ف ئ أ ح ق ي ج ػحش ج ك خ ج ؼح ١ س ج ػح ١ س فا ح ؿى أغ ر ٠ ط ح ي ج ق جإل ال أ ح ج غ خ جإل ال ج ١ ط فمى قظ ذى ج حش ؾى ٠ س نالي ج جش جألن ١ ز و فص ػ ل ح ٠ ح س يجش أ ور ١ ف ضح ٠ م ج غ خ ج ؼ ذ أؾحذص ػ أ ث س ذم ١ ص ط قس جش ٠ ٠ س ى ٠ حذغ ج طح ٠ م ج ١ ح ج ٠ طغ ػ أوػ ح ػ نط ١ ج أ الذى ى ج حش جاللط حو ٠ س جالؾط حػ ١ س. لى ٠ ط حءي ج ء ح ػ ل ١ س ج حو رحو ذحإلؾحذس القظ ١ أ حو ج طح ٠ م جاللط حو جالؾط حػ ج جش جألن ١ ز ج طؼ مس ذح ؼ ج ١١ ل ١ س ؾىج. ج ط ش ف ئ جػط ى ح أ ال ذح جش : أ- ػ ج حو ج ؼ فس ال ١ ح وطد ج ؿغ جف ١١ ج ؼ خ ى ح قح ح أ م أ ح "ل جءز" أن. خ-ػ و ج س ج ى ٠ س جإل ال ١ س ج غ ذ ١ س ق د أ ح ١ د ج ؿ ١ س ج كى ٠ ػس ف و ج س ج ى ذ فس ػح س ١ القع ج مح ب ج طؼ ح ح جأل ح ١ د نالي ف ي ج ىطحخ. ئ ؾ س "ف رح ش" : " ١ ص حن ظ ٠ س ف ١ حن ئي ضح ٠ م" لى أ ركص ١ ز ذح غ أ ح ح ض جي ضمحذ ذحقط ج ئ م ذح طؼح ف ف أ ح ٠ ػىو ور ١ ج إ ن ١ ف ١ ٠ ؼط أ ثه ج ٠ ٠ ك ج طح ٠ م ػ ى ف ج ك ١ حز ج ١ ح ١ س ؿط ؼحش أ ٠ ىحو.
)1( ئ ج ء ٠ ؼ فؼال ذ ء ج طكى ٠ ى ق ١ ٠ م أ : " ١ ص حن ظ ٠ س ف ١ ضح ٠ م" ئ ح ١ ئ ضؼ ٠ و س ظ ٠ س ذ ؤ ٠ س ج طاللح أ و ػ حن ئي - ضح ٠ ه ي ٠ حذغ ػ ٠ كطحؼ ئ ؤ ٠ س ح لى ضى ؤ ٠ س حترس طفك ؼ ح لى ؼطر ح هطثس فط ق ؼ ح ى ض ف ج ؤ ٠ س أ أ ح ف ظ ح أل )1( جال ٠ الع ػ ج حو ال ٠ ىف قى ح ذ غص ج حو وػحفس ض ع ن ح ئيج وح ص ج كح س ضط ذطحذغ ج طؿى ٠ ى ف وػ ١ ج م ح ٠ ح ج ط جألؾ ذس أ ػ ىت جأل ث س فط رف ضط ق ح إننا نوافق هشام جع ط ح ن رى أن المإرخ ل س ذلك الذي تصل مثابرا- بالمصادر العد دة المتنوعة فحسب بل ذلك الذي عرؾ أ ضا ك ؾ هتدي إلى بداهة النظرة ح ن تخلص من األحكام المسبقة ألسالفه و لكننا نخالفه الرأي ح ن ذهب بع دا ف قول : إنه نبؽ على المإرخ أن عامل ماد ته كرجل س اس له شعور بالتار خ و بالواقع البشري. انظر : 906. p. H.Djaït, l Islam ancien récupéré à l histoire, Annales, E.S.C., juillet-août, 1975, إننا نخالفه ف ذلك ألن هذا االتجاه قد إدي ف النها ة إلى تس س التار خ وهو نقطة ضعؾ ف الدراسات العلم ة المنهج ة ال تقل خطرا و روت ن ة عن التار خ الوقابع أو التار خ اله كل المصاب بداء التحجر العقابدي و قد أساء هذا الداء إلى المدرسة التار خ ة الماركس ة لما تحجرت ف ظل النظم الستال ن ة ووظفت خدمة ألهداؾ س اس ة و إ د ولوج ة متكلسة. )2( ج ط ٠ مس أ ى نط ز ج طحتؽ ٠ ى أ ٠ ط ي ه نح ؼ طحق ؤ ٠ س طىح س م ح ٠ ح ج ؿط غ ئ ج ؼ ذحش ج ط جػط ص ر ١ ح طؼىوز و ح ذؼ ج حيؼ إلذ ج ػ ١ س ج م ح ٠ ح ج طؼ مس ذح ه ذح طح ٠ م جاللط حو جالؾط حػ : أ ال - ؾ ت ١ س ج ؼ فس فح طح ٠ م ج ؼ ج ج ٠ غ ذح ح ف ج ى ج س ٠ ىحو ٠ ك ف ق ١ حز ج ى ٠ س ى ىح ج ى ال ٠ ػ ئال رس ل ١ س ؿ ع ى ح ج ؿط غ ج ؼ ذ جإل ال ل ١ س ال ض ج ؼ جإل ال فك د ذ جػط ص )3( ج ىج ١ ؼ ج مى ٠ س لح غ ذح. ئ ج طح ٠ م ج ؿ ت ج ح ض ف ذ ج حو ج ؼ فس قط ج ١ لى ؾؼ ذؼ ج جؾغ ضمغ ف نطأ ؿ ج ف ٠ ط ػ ف ج كى ػ ج ى نالي ج ؿ ء ج ؼ ف أ جأل ػ س ج ؿ ت ١ س ج ىل ١ مس ضط ج ١ ػ ؾ ١ غ ج إ ن ١ ف ط ؿحالش أذكحغ ل ١ س ظ ٠ س ضط ذ ر ١ س قم جنط ح : ػ ج طح ٠ م. غح ١ ح - ج ى ٠ س ضرطس ذح ٠ ف ج ضرح ٠ ح ػ ٠ ح ى ؼ حض ح ػ ٠ ف ج ؿط غ ج ؼ ذ جإل ال ف ج ؼ ج ١ ١ ل ١ س ح ؼ ف ػ ج ٠ ف ؼ ف أوػ جألق ١ ح ػ ٠ ٠ ك ج ى ٠ س.
Robert S. Lopez, Annales, E.S.C., Juiller-Août, 1975, P. 899. Marcel Benabou, la résistance africaine à la romanisation, Paris, 1975. (3) )2( ئ ج ؼ فس ج ؿ ت ١ س ؿى ح وجن ج ى ٠ س ف ح فح ؿغ جف ١ ج ؼ خ ٠ طكىغ ػ أق ١ حء ؼ ١ س ق ١ ١ ٠ ئ ج ح ي ج ف ١ ؼس ج رح ج ك س ف ؿ ح س أ ف أ وغ ص أ ئ ل ج فثحش ج ؿى ٠ ىز ذ حض ١ ح ف ضح ش أ ح أق ١ حء ٠ رمس ج ؼح س ج ح ق ١ ج ٠ ف فال ؼ ف ػ ح ١ ثح ٠ و. غح ػح - ئ ط ١ ح جش ج ر ١ س ج فى ٠ س ف ق ١ حز ج ى ٠ س ج ؼ ذ ١ س جإل ال ١ س أ ح ور ١ ج ف ج طح ٠ م ج ػمحف ض ص ف ج لص ف ذ س غ ١ مس ئ ج طح ٠ م جالؾط حػ ى ح ؼ ف ض ١ ح جش ٠ ؼى ف ظ ح ر ١ س ج فثحش جالؾط حػ ١ س ج ١ ط ز ذح ى ؾس أ لى قح ح ف ج ف ج هح ذح طؿح ز ج غ ذ ١ س ج ذ ١ ذ ١ فثحش جؾط حػ ١ س ؾى ٠ ىز ذهح س فثس ج طؿح ج ط ح ض ١ ح جش ر ١ س ف فط ز ؼ ١ س. ئ ح جػ أ ج ج ؼ ج ط ج غ ال ٠ ه حش ح ض جي وػ ١ ج م ح ٠ ح ج ط ضؼ ح ئ ١ ح ف قحؾس ئ ج ٠ ى ج ركع ج طىل ١ ك ى ح ى لى ذ غ ح ىف ح أ ىحو ق ١ ٠ ذمطغ نط ز ؾى ٠ ىز ذح طح ٠ م جاللط حو جالؾط حػ ؿط غ ج ؼ ذ جإل ال ف ج ؼ ج ١١. أ و ف نحض س ج ج طمى ٠ ج ؾ جإل حع ئ ج مح ٠ ج طح ١ س : أ- لى ق ص أ ٠ ط ح ي ج م جأل ي ج ى ج س ق س ى جإل ال ج ؼ ج ج ى ذ فس أوق ف ق س ج طأ ١ ج ط جضه ح ج ح ٠ ج لى ز يؾح ٠ كط آ ال أ ض ف ئ محء أ جء ؾى ٠ ىز ػ ج م ح ٠ ح جاللط حو ٠ س جالؾط حػ ١ س ج ق س. * * نشرت أقسام من هذا الكتاب ف شكل أبحاث مستقلة و حتوي أ ضا على دراسات أخرى منشورة ف مجالت علم ة وأدخلت تعد الت على جم ع فصول الكتاب. ئ أؤ ػ ١ ك جإل ٠ ح ذأ ال ٠ ى ف ج م ح ٠ ح ج ١ ح ١ س ج ىر ج ط ػح ح ؿط غ ى جإل ال ذى ج طؼ ف ئ ج طط ج ػ فط ج ك ١ حز جاللط حو ٠ س ح جفك ج ج طط ضك ي ػ ج ى ح جؾط حػ وح أغ ذ ١ ف ضح ٠ م ج ؿط غ ج ؼ ذ جإل ال. خ- ٠ ط ح ي ج م ج ػح ج ى ٠ س ج ؼ ذ ١ س جإل ال ١ س ٠ ي ػ ح ٠ س ض و ذ ى ط ح ف ح ج ؼ ح ٠ س فح ى ج حش ق ي ج ج ؿح د ف ق ١ حض ح طؼىوز ئ ح ض ج ط و ١ ػ ق ١ حز ج ح ف ١ ح أ ػ ج م ح ٠ ح جاللط حو ٠ س جالؾط حػ ١ س ئي أ ح إوى ف ج ج ىو أ ج ى ٠ س ج ؼ ذ ١ س جإل ال ١ س ض ح ضفمى أ ١ ط ح ضطك ي ئ ل ٠ س أ ؿ و ؼر ضؿح ػ ى ح ضفمى و ٠ ح ١ ط ح ج ؼ ج ١ س ق ٠ ١ ط ح
جاللط حو ٠ س ض ص و ج س يؼ نح ج ى ج ؼ ذ ١ س جإل ال ١ س يؼ ٠ ط ذ ١ جش وح ف ١ ح ؼح ج ؿغ جف ج ى ٠ غ جف أ ذؼ ١ ى ج ى. ض ح ص غالظ و ج حش ج ج يؼ لى ػ ط ج ى ج غ ذ ١ س ج طح ١ س : ضح ش ؿ ح س أ وغ ص لى وح ح و قح ف ج طكح ج جؾ س ج ك ج ٠ س ذح جؾ س ج رك ٠ س ف ػ ج و ح ج ؼ ج ذرالو ج غ خ ػر رىس ج ح ه ج طؿح ٠ س ج طس ذ ١ ج حي ج ؿ خ جػط ىش ج طؿح ز ج ىر ج ىح س جء ج و ح ج ى ػس ضط ح ػ ذ حػط ١ غ ١ ط ١ ذ حتغ ج ؼ : ج د ج ل ١ ك لى أذ ح ج ظح ز ف ف ي طؼىوز ج ج ىطحخ. ١ جش ج ى ج ضرح ٠ ح ج ضرح ٠ ح غ ١ مح ذح ؼ ر ١ س ج مر ١ س ١ ح ١ ح و ١ ٠ ح جلط حو ٠ ح ػ ى ح م ي: ئ يؾح ؼ ١ ح ج ى ج ؼ ذ ١ س جإل ال ١ س ضر ١ ذح ؼ ر ١ س ج مر ١ س و ح ج أ ف ػىو ج ى ج غح ذ ١ س فا ي ه ٠ ط ئ ىح ١ س ج ؼاللس ج ؿى ١ س ذ ١ ج ى ٠ س ج ٠ ف ح وح ج ركع جألن ١ ف ج م ج ػح ج ى ج س ػ ج ؼاللس ج ؿى ١ س ذ ١ ج ى ٠ س ج ؿط غ ج ٠ ف ط مح ج م س ج ١ ز الذ ن ى ف ج مى س : " ح ٠ ى ح أ ج رى أ ك طمى ػ ١ أ ح ئيج فط ح أ جأل ح ؾى ح أ ١ س أوػ أ ج رى ج ٠ ذ حق ١ س ي ه ج ف ل ج أ أ ٠ ج ف ى ج ج ػى ج ئ ج ىػس ج ط ف ج ف ج ك ي ه ٠ ىي ػ أ أق جي ج ك ح ز ح ثس ػ أق جي ج رىج ز أ ح أ ح فطف ". ؼ- ئ ج ؼ ف أ ظح ز جال ك ح ج ؼ ج ف ذالو ج غ خ لى ذىأش ضر حض ح ف ج م ج هح ؿ ز طر غ أ ؾ ح ف ج م ج ػح أ ف ػ جذ ن ى لى قح ي ضف ١ ح ١ و إ ل فك د ذ و ح ى ػ ١ ح فمى ضفط ئ ظح ز ج طمحي ج ػم ج ك ح ئ ف حء ؾغ جف ؾى ٠ ى ف حء ج فس ج ح ١ س رك جألذ ١ ج ط ١ لى ذ ش ف ج م ج ػح ج ؿ - ج جذغ ػ ج ١ الو ذ جو ج س جأل ذ ١ س ج و ح ج ى جإل ٠ طح ١ س ذ فس نح س لحتال: "فح ح ى ج ج ؼ ى أق جي ضؿح جأل ج ج ١ س ج ج و ٠ ػ ج ١ ذح غ خ ف ف جض حع أق ج أوػ أ ٠ ك ١١ ذ ج ف...". ئ ج هد ضى ن ؾ ١ ىج لى ٠ ح قى ٠ ػح ظح ز ج طى ج ط ضؼ ١ ح ذ ىج ح ى ح ض د ج د ط ف ضف ١ ح. ضكح ج ح أ ٠ ح جذ ن ى ق ي أ رحخ ج ظح ز فأػط ج ؿ ج رد ج ؿ ال غف ػ ج ط و ١ ح ذأ ج م ج ػح ج ؿ ٠ ط د ئ ػ ضى ج فى ج ؼ ذ جإل ال جذ ن ى ج ؼال س ج ١ ثس ف ١ ٠ ػ قح س حو ز ئ م ف ٠ ىز. وق ذ رحلس ج رد ج ؿ ج ض ح ق ج ج هرس ٠ ث ١ ؼط ج رد جأل ف ىع ذ م ط ج ١ ز " وػ ز ج ؼ ج ضف ١ ى وػ ز ج ى د ذىػ ز جألػ حي ج ط رر ". ح فمىش ذالو ج غ خ ج ى ٠ ح ١ س ج ؼ ج ١ س ضى ش أق ج ح نف ىح ح ض حل ػ ج ح ضال ص أق جي أ ح " ج ط ج ئ ج فم ج ه ح س ؼفص ؾرح ٠ ط ح فم ص
أ جي و ح ذؼى أ وح ص و ي ج ١ ؼس حؾس ذ ح ػ ح ذ غه ج ف وػ ز ج ؿرح ٠ حش جض حع جألق جي ف فمحض أػط ١ حض قط مى وح ص جأل جي ض فغ ج م ١ ج ئ حقد كحؾحض حض وح ص أ جي ج ى س ذك ١ ع ق ؾ ج ىحضد ف ف ئ فطف أ ف ق ج حي ٠ طؼى ذ ح أل جق ج ؿ ى جألػط ١ حش فمحش ج غ جز" و ح ؾحء ف ج مى س. ى ج أ ركص أق جي ج غ خ ج ؼ ذ "ذؼى أ وح ػ ج ط ال ج رك ج ئ ذالو ج وج ف ٠ ي ح ذ ١ ج جألل ذ لس ج ١ و ح أ أوػ ح لفح نالء كح ئال ح ح ذ ١ ف ج رك أ ح ٠ مح ذ ج ط ي" و ح ٠ م ي حقد ج مى س ي ر ح ف ذكػ ح ػ جإللطحع ف ج ؿط غ ج ؼ ذ جإل ال رح آن ف ضف ١ ظح ز ضى ج ى ٠ س ج ؼ ذ ١ س جإل ال ١ س ف ج ق لى أو ج ج طى ئ ئ ١ ح ج ؿط غ و جذطىجء ج م ج حو ج ؿ ذ فس نح س أ ٠ ح أ ٠ غ ١ ح ظح ز جإللطحع ج ؼ ى غ ج ط ١ الء ج الؾمس ػ ج طس ٠ ػ ػح ال قح ح ػ ج ج طى ٠ ى ح ض ١ جذ ن ى ج م ٠ ف وطحذ ج هط ١ ذ غ ١ ٠ ذ ١ ف ١ ذ ١ وػ ز ج ه ف ج ؼ ى ٠ س ج ه جخ ج أ حخ ف ط ف ج م ج هح ج ؿ ف ١ م ي: "غ ون أ ١ ج ؿ ١ ذى ج ؿ ح ف س ص ط ١ أ ذؼ حتس ج ج غ نح ٠ س ػ ػ ح نح ١ س ىح ح أ ١ ح لى أذحو ج ذحء ج طرحخ طط ج ش ج ه جخ ٠ رك ذ ئال ذمح ٠ ح ج ح وأ أ جش لى ج ف ش ؾ ضغ ١ ش ك غالء جأل ؼح وػ ز ج ه ف ج ؼ ى ٠ س...". ض - أوط ذ 2004 ج كر ١ د ج ؿ كح
القسم األول ج طك ي جاللط حو جالؾط حػ ف ؿط غ ى جإل ال
الفصل االول ج ط ظ ١ جاللط حو ج ح ف ج ؼ ج ج ى - أود أن أمه د ف مطلع هذه الدراسة بمالحظات عامة ذات طابع تنظ ري : أ ال : إن الدراسات الحد ثة عن العصر الراشدي عد دة ومتنوعة ولكن جل ها تناول الجوانب الد ن ة والس اس ة العسكر ة واالجتماع ة أما الدراسات الت تعالج قضا ا التنظ م االقتصادي عامة والمال خاصة للمجتمع اإلسالم ف هذه الفترة المبك رة فه قل لة. غح ١ ح : إنن أم ل إلى االعتقاد بؤنه من الصعب فهم كث ر من القضا ا الخط رة الت واجهت الدولة العرب ة اإلسالم ة الناشبة ف المد نة وما نتج عن ذلك من تحو ل جذري ف ه اكل المجتمع العرب اإلسالم دون التعر ؾ بدقة إلى أسال ب التنظ م االقتصادي والمال الت برزت ف المد نة ؼداة هجرة الرسول عل ه الصالة والسالم إل ها وما مرت به هذه األسال ب من تطو ر وتحو ل. إن المصادر األولى المعروفة مثل أنساب األشراؾ للبالذري وتار خ الطبري وكتب الطبقات ومصادر الس اسة المال ة ف اإلسالم تحتاج إلى قراءة جد دة لمز د التعم ق ف البحث عن أسس المجتمع اإلسالم وهناك نوع آخر من المصادر لم تعتمد ف دراسة نشؤة اله اكل االقتصاد ة اعتمادا كاف ا وأعن بذلك كتب األصول وتصان ؾ فقه المعامالت )1(. غح ػح : إن المعرفة العلم ة الموضوع ة لهذه الجوانب بالذات ف التراث العرب اإلسالم تجعلنا ندرك عمق التجربة وروح االجتهاد ونجاعة الشورى والعمل الجماع ف مواجهة المسلم ن لقضا ا عصرهم ف هذه المرحلة الرابدة من التار خ العرب اإلسالم. وتنطلق محاولة التعر ؾ هذه من دراسة سمات المجتمع التجاري القرش وتناقضاته االقتصاد ة واالجتماع ة. ونود ف هذا الصدد إبراز أهم ة العامل الجؽراف ف فهم الح اة االقتصاد ة ف الجز رة العرب ة أوال ثم ف األقال م اإلسالم ة الجد دة ثان ا فقد كانت الح اة االقتصاد ة ف الجز رة العرب ة ف صدر اإلسالم تقوم أساسا على األنشطة التال ة : نشاط المزارع ن المستقر ن ف الواحات ف الشمال والوسط مثل المد نة وخ بر وفدك ومدابن صالح وتبوك أو ف منطقة ال من والمناطق الخصبة على سواحل البحر األحمر وبحر عمان.
- - النشاط الرعوي و شمل ترب ة الماش ة والمساهمة أ ضا ف نشاط قوافل النقل. تجارة القوافل وكان القرش ون سادتها وه تجارة بع دة المدى تربط ب ن التجارة البحر ة ف الموانا الجنوب ة للجز رة وب ن المناطق الساسان ة والب زنط ة ف الشمال أي ب ن منطقت ن خط رت ن من مناطق التجارة الدول ة ومبذ : منطقة البحر األب ض المتوسط ومنطقة المح ط الهندي. وهكذا فقد أصبح العالم اإلسالم بعد حركة الفتح شكل وحدة د نام ة ب ن هذ ن المجال ن االقتصاد ن الكب ر ن : المح ط الهندي والبحر األب ض المتوسط اللذ ن ات حدا ف العصر الهل ن ثم انفصال إلى عالم ن متنافس ن وقد انصهرت المنطقتان من جد د بفضل )2( الفتح اإلسالم وأصبحتا تمث الن منطقة اقتصاد ة موح دة متكاملة تحت را ة اإلسالم وبذلك أضحى المجتمع اإلسالم مثل قلب تقاطع المسالك الكبرى للتجارة الدول ة عصربذ. وبرزت نوى مد ن ة ف المناطق الب زنط ة والساسان ة المفتوحة ح ط بها حزام زراع سد الحاجات االستهالك ة الجد دة لألمصار النابشة ولمدن الحجاز وال س ما عاصمة الدولة الناشبة : المد نة. ولقد عز ز مخزون الذهب اآلت من القصور الساسان ة ومن الكنابس الب زنط ة القوة االقتصاد ة للعالم اإلسالم إثر الفتوحات ومن المعروؾ أن معالم هذا التطور قد بدأت تبرز منذ العصر الراشدي. وال مناص من التساإل ف نها ة هذه المالحظة عن السمة األساس ة القتصاد الجز رة العرب ة خالل الفترة الت ندرسها هنا )40-1 ه / 622 661 م( إنن أم ل إلى االعتقاد أنه اقتصاد رعوي بالرؼم من أهم ة النشاط التجاري وال نؽفل عن اإلشارة هنا إلى أن النشاط التجاري اقتصر ف هذه المرحلة على أسواق المدن الرب س ة ف الحجاز مثل مكة والمد نة وعلى أسواق األمصار اإلسالم ة الجد دة. جذؼح : إن لسمات المرحلة التؤس سة لنواة المجتمع العرب اإلسالم ف المد نة وتنظ م شإون الناس ف شتى مجاالت الح اة ال وم ة ف هذا المجتمع شؤنا وأي شؤن ف إرساء قواعد الدولة العرب ة اإلسالم ة الناشبة فقد كانت ه اكلها رؼم بساطتها دق قة واضحة وأصبحت قدوة للمسلم ن ف جم ع العصور وال ؼرو فقد وضعت أسس مفاه م وق م ثابتة للمجتمع اإلسالم. وتمث ل المفاه م االقتصاد ة الجد دة أصال من أصول الرإ ة اإلسالم ة للمجتمع. إنه من الطب ع أن تتؤث ر هذه المفاه م بالمعط ات االقتصاد ة لمجتمع الجز رة قب ل ظهور الدعوة أو لألقال م الجد دة قب ل الفتح ولكنها تعتبر جد دة ف نظرنا ألنها أصبحت تمث ل أس ا راسخا من أسس نظرة شمول ة متكاملة. " ه ونذكر من هذه المفاه م الؽن مة "فكانت أول ؼن مة ؼنمها أصحاب دمحم )3( ؼن مة سر ة عبد الله بن جحش سنة 2 للهجرة وأثناء معركة ؼزوة بدر ف نفس السنة )4( إلى الناس فحر ضهم ونفل كل امرئ منهم ما أصاب ونزلت إثر خرج رسول هللا ذلك سورة "األنفال" )مدن ة رقم 8( فقد روي عن أب أمامة الباهل قال: "سؤلت عبادة بن
الصامت عن األنفال فقال : ف نا معشر أصحاب بدر نزلت ح ن اختلفنا ف النفل وساءت ب ن المسلم ن ف ه أخالقنا فنزعه هللا من أ د نا فجعله إلى رسوله فقس مه رسول هللا عن بواء قول على السواء فكان ف ذلك تقوى هللا وطاعة رسوله وصالح ذات )5( واعلموا أنما ؼنمتم من شا فإن هلل خمسه الب ن" ثم قس مت الؽنابم حسب اآل ة الكر مة وكان وللرسول ولذوي القرب وال تام والمساك ن وابن السب ل إن كنتم آمنتم باهلل... )6( )7( ف ؼزوة بن ق نقاع سنة 2 للهجرة. أول خمس قبضه رسول هللا ومنها مفهوم الصدقة فقد فرضت الصدقات ف السنة التاسعة للهجرة وفرق ف ها عماله على الصدقات وحد دها ف رسالته إلى ملوك حم ر قابال: رسول هللا "... وما كتب على المإمن ن من الصدقة من العقار عشر ما سقت الع ن وما سقت السماء وكل ما سق بالؽرب نصؾ العشر وف اإلبل ف األربع ن ابنة لبون وف ثالث ن من اإلبل ابن لبون ذكر وف كل خمس من اإلبل شاة وف كل عشر من اإلبل شاتان وف كل أربع ن من البقر بقرة وف كل ثالث ن من البقر تب ع جذع أو جذعة وف كل أربع ن )8( من الؽنم سابمة وحدها شاة". ومنها مفهوم العشر والف ء والجز ة والخراج وؼ رها من المفاه م االقتصاد ة )9( األساس ة. نح ح : إن تنظ م شإون االقتصاد ف المجتمع اإلسالم نطلق من ضرورة التوف ق ب ن احترام ثمرة المجهود الشرع للفرد وب ن مصلحة المجتمع وما تقتض ه هذه المصلحة من القضاء على جم ع مظاهر االستؽالل والثراء الفاحش وأسباب االنتفاضات االجتماع ة الناتجة عن اتساع الهو ة ب ن الفبات االجتماع ة. إن الدارس للح اة االقتصاد ة ف عصر الخلفاء الراشد ن قؾ على نظرة واضحة ف تحق ق العدل االجتماع وتضامن جم ع فبات المجتمع اإلسالم. وال ؼرابة ف ذلك فقد بادرت فبات الضعفاء والمساك ن بنصرة الدعوة الجد دة سؤل هرقل ملك الروم أبا سف ان بن حرب عن أتباع الرسول عل ه الصالة والسالم قال : " فؤخبرن عن أتباعه منكم من هم قال : قلت الضعفاء والمساك ن واألحداث من )10( الؽلمان والنساء وأما ذوو األسنان والشرؾ من قومه فلم ت بعه منهم أحد" وقد كان لعدي بن حاتم : عامة المسلم ن األوابل من الفقراء قال الرسول " ا عدي بن حاتم إنما منعك من الدخول ف هذا الد ن ما ترى من حاجتهم! )11( ) عن المسلم ن( فو هللا ل وشك ن المال ف ض ف هم حت ى ال وجد من ؤخذه...". فقد جاءت الدعوة الجد دة تقاوم مظاهر الثراء الفاحش ف نطاق رإ تها االقتصاد ة وذلك بالرؼم من احترامها للملك ة الخاصة فقد روى إبراه م بن عبد الرحمان بن عوؾ أنه قال : عن أب ه عن رسول هللا " ا بن عوؾ إنك من األؼن اء ولن تدخل الجنة إال زحفا فؤقرض هللا طلق لك قدم ك قال ابن عوؾ وما الذي أقرض هللا ا رسول هللا قال تبدأ بما أمس ت ف ه قال أمن كل ه فقال إن أجمع ا رسول هللا قال نعم قال فخرج ابن عوؾ وهم بذلك فؤرسل إل ه رسول هللا
جبر ل قال مر ابن عوؾ فل ضؾ الض ؾ ول طعم المسك ن ول عط السابل و بدأ بمن عول )12( فإنه إذا فعل ذلك كان تزك ة ما هو ف ه ". واتخذ اإلسالم من الصدقة وس لة لتوز ع الثروة توز عا أقرب ما كون من العدل االجتماع فقد سمع ز د بن شر ك الفزاري قول : "أنا ف زمن عمر بن الخطاب أرعى البهم قلت من كان بعث عل كم قال مسلمة بن مخلد وكان ؤخذ الصدقة من أؼن ابنا )13( ف رد ها على فقرابنا". وتتبوأ مصلحة الجماعة واألمة المرتبة األولى أ ام األزمات والمحن فقد فك ر عمر بن الخطاب رض هللا عنه عام مجاعة الرمادة ف إسكان المعوز ن والجابع ن النازح ن من الباد ة ف ب وت من حالته أحسن من أهل المد نة فقد حد ث عب د الله ابن عمر عن نافع عن ابن عمر : "أن عمر قال لو لم أجد للناس من المال ما سعهم إال أن أدخل على كل أهل ب ت عد تهم ف قاسمونهم أنصاؾ بطونهم حت ى ؤت هللا بح ا فعلت فإنهم لن هلكوا على )14( أنصاؾ بطونهم". ولما الحت بوادر الثراء بعد بدا ة الفتوحات قلق الخلفاء الراشدون وخشوا أن إد ي اتساع الهوة ب ن الفبات االجتماع ة إلى الفتنة واالضطراب فقد روي عن عبد الرحمان بن عوؾ أنه قال : " دخلت وما على أب بكر الصد ق رحمة هللا عل ه ف عل ته الت مات ف ها فقلت له : أراك باربا ا خل فة رسول هللا فقال أما أن على ذلك لشد د الوجع ولما لق ت منكم ا معشر المهاجر ن أشد عل من وجع. إن ول ت أموركم خ ركم ف نفس فكلكم ورم أنفه أن كون له األمر من دونه وهللا لتتخذن نضابد الد باج وستور الحر ر ولتؤلم ن النوم على الصوؾ األذرب كما ؤلم أحدكم النوم على حسك السعدان والذي نفس ب ده ألن قد م أحدكم فتضرب عنقه ف ؼ ر حد خ ر له من أن خوض ؼمرات الدن ا ا هادي الطر ق جرت إنما هو وهللا الفجر أو )15( البجر". و بلػ األمر حد ا ف نها ة خالفة عمر رض هللا عنه جعله قول جملته الشه رة : " لو استقبلت من أمري ما استدبرت ألخذت فضول أموال األؼن اء فقس متها على فقراء المهاجر ن". م ل كث ر من الدارس ن لفترة صدر اإلسالم إلى إبراز المشاكل الس اس ة والصراع ب ن مفاه م جاهل ة مثل مفهوم القب لة ومفاه م إسالم ة جد دة مثل مفهوم األمة ف تحل لهم لبدا ة التحو ل الذي عرفه نظام الدولة العرب ة اإلسالم ة ابتداء من خالفة عثمان رض هللا عنه ولكننا نعتقد أن أشد مظاهر ذلك التحول خطورة ما تصل منه بالتحو ل ف الرإ ة االقتصاد ة والتجاوز ف تطب ق كث ر من المفاه م االقتصاد ة الت تمث ل أسس تلك الرإ ة فال ؼرابة إذن- أن كون اإلصالح المال الذي حاول إدخاله عمر بن عبد العز ز على ه اكل الدولة األمو ة اقتداء بتجربة العصر الراشدي أعمق األعمال الت قام بها وأخطرها )16( شؤنا.
لنحاول بعد هذه المالحظات التمه د ة التعر ؾ عن كثب إلى أبرز مظاهر الح اة االقتصاد ة والمال ة ف العصر الراشدي. إن اتساع نطاق الدولة اإلسالم ة الفت ة بعد بدا ة مرحلة الفتوحات وهجرة القبابل إلى األمصار الجد دة فرض التفك ر ف إنشاء ه اكل إدار ة ومال ة تضبط شإون الدولة والرع ة فؤنشؤ عمر رض هللا عنه الدواو ن "وهو أول من دو ن للناس ف اإلسالم )17( الدواو ن وكتب الناس على قبابلهم وفرض لهم العطاء " وكانت هذه اله اكل بس طة جد ا شرؾ عل ها الخل فة بنفسه فقد رفض عمر أن ت خذ كاتبا قارا قوم له بشإون الد وان حدث أبو الدهقانة قال : "ق ل لعمر بن الخطاب : إن ها هنا رجال من األنبار له بصر )18( بالد وان لو اتخذته كاتبا! فقال عمر : لقد اتخذت إذا بطانة من دون المإمن ن" ولم كن الد وان ف هذه المرحلة المبكرة عن ه كال إدار ا أو مال ا كما تطو ر ف ما بعد بل فهم من النصوص أنه كان مجر د سجل تضم ن أسماء المسلم ن الذ ن لهم الحق ف العطاء رض هللا تعالى فقد حدث حزام بن هشام الكعب عن أب ه قال : "رأ ت عمر بن الخطاب عنه حمل د وان خزاعة حتى نزل قد دا فنؤت ه بقد د فال ؽ ب عنه امرأة بكر وال ث ب )19( ف عط هن ف أ د هن ثم روح ف نزل عسفان ف فعل مثل ذلك أ ضا حتى توف ". أما ف األمصار الجد دة ح ث قس مت الخطط على قبابل مختلفة فقد كان العطاء وزع عن طر ق )20( العرفاء والنقباء واألمناء بعد أن تم ت عمل ة تعر ؾ الناس. قال عط ة ابن الحارث : "قد أدركت مابة عر ؾ وعلى مثل ذلك كان أهل البصرة كان العطاء دفع إلى أمراء األسباع وأصحاب الرا ات والرا ات على أ ادي العرب ف دفعونه إلى العرفاء والنقباء )21( واألمناء ف دفعونه إلى أهله ف دورهم" وقد تطو ر مفهوم العطاء وأسلوب توز عه من عهد الرسول هللا عل ه الصالة والسالم إلى عهد عمر ولكن هدفه األساس لم تؽ ر أوال فهو مال هلل جب أن وزع على المسلم ن فلكل مسلم الحق ف ه ولذا جب أن صله وإن )22( بق ف ب ته وثان ا فقد فرضت األعط ة واألرزاق ألهل المد نة وللقبابل الت هاجرت إلى األمصار الجد دة لبال شؽل المسلم ن أي ش ء عن الجهاد والقتال ف سب ل الدعوة الجد دة وقد فك ر عمر رض هللا عنه ف آخر خالفته ف تؽ ر طر قة التوز ع فقد روي عن ز د بن أسلم عن أب ه قال : "سمعت عمر بن الخطاب قول وهللا لبن بق ت إلى هذا )23( العام المقبل أللحق ن آخر الناس بؤولهم والجعلن هم رجال واحدا". وبالرؼم من بساطة هذا التنظ م المال فقد كان دق قا هدؾ إلى تحق ق العدالة ف التوز ع فقد قال عمر : "وهللا لبن بق ت ل ؤت ن الراع بجبل صنعاء حظه من هذا المال )24( وهو مكانه". وروى سلمان أن عمر قال له : "أملك أنا أم خل فة فقال له سلمان : إن أنت جب ت من أرض المسلم ن درهما أو أقل أو أكثر ثم وضعته ف ؼ ر حقه فؤنت ملك ؼ ر خل فة )25( فاستعبر عمر". إن الس اسة المال ة ه إذن محك الحكم على طب عة النظام الس اس فال أبا بكر وعمر ول ان الس اسة المال ة عنا ة كبرى ؼرابة أن نجد خل فت رسول هللا و ضعان مقا س دق قة ألسال ب التصر ؾ ف أموال األمة وقد أصبح التساهل ف تطب قها سببا رب س ا ف التململ والنقمة كما سنرى ذلك ف خالفة عثمان رحمه هللا.
أي تنظ م مركزي مال حتى بعد فتح مكة واتساع نفوذ المد نة لم نشا الرسول بل ترك للقبابل ك انها واكتفى بإرسال ممث ل ن عنه إلى مختلؾ أقال م الجز رة لنشر مبادئ الدعوة الجد دة ولجبا ة الزكاة والعشور ولكنه وضع مبدأ أساس ا من مبادئ المحاسبة رجال من األزد على صدقات بن سل م دعى ابن الل ت ة المال ة فقد استعمل رسول هللا فهال جلست ف ب ت أب ك "فلما جاء حاسبه فقال هذا ما لكم وهذا هد ة فقال رسول هللا فحمد هللا وأثنى عل ه وقال أما حتى تؤت ك هد تك إن كنت صادقا ثم خطب رسول هللا بعد فإن استعمل الرجل منكم على العمل ف ؤت ن ف قول هذا ما لكم وهذا هد ة ل أفال جلس ف ب ت أب ه وأمه حتى تؤت ه هد ته إن كان صادقا وهللا ال ؤخذ أحد منكم منها ش با )26( بؽ ر حق ه..." و بدو أن بعض الصحابة قد تحر جوا من هذه المراقبة المال ة الشد دة ف عهدي أب بكر وعمر فقد قدم معاذ من ال من بعد وفاة النب عل ه الصالة والسالم على أب بكر فقال : "ارفع حسابك فقال له أحسابان حساب هللا وحساب عندكم وهللا ال أل لكم عمال )27( أبدأ". وقد تطو رت أسال ب المحاسبة ف عهد عمر رض هللا عنه فكان إذا بعث عامال له على مد نة كتب ماله وقد قاسم ؼ ر واحد منهم ماله إذا عزله منهم سعد بن أب وقاص )28( وأبو هر رة وقصته مع عتبة بن أب سف ان وتؤث رها ف ما بعد معروفة فقد استعمله على كنانة فقدم معه بمال "فقال : ما هذا ا عتبة قال مال خرجت به مع واتجرت ف ه قال : ومالك تخرج المال معك ف هذا الوجه! فص ره ف ب ت المال فلما قدم عثمان قال ألب سف ان : إن طلبت ما أخذ عمر من عتبة رددته عل ه فقال أبو سف ان : إنك إن خالفت صاحبك قبلك ساء رأي الناس ف ك إ اك أن ترد على من كان قبلك ف رد عل ك من )29( بعدك" ثم تطو رت طرق المحاسبة فؤصبح عمر رسل مراقب ن لمحاسبة العمال ف األقال م فؤرسل دمحم بن مسلمة لمحاسبة عمرو بن العاص وال مصر وكتب إل ه : "أما بعد فإنكم معشر العمال قعدتم على ع ون األموال فجب تم الحرام وأكلتم الحرام وأورثتم الحرام )30( وقد بعثت إل ك دمحم بن مسلمة األنصاري ل قاسمك مالك فؤحضره مالك والسالم". وقد لم حنا إلى أن الحرص على األموال العامة وسد جم ع األبواب أمام استؽالل المنصب والنفوذ لإلثراء كمنان وراء هذه الس اسة المال ة الدق قة ومحاسبة كل من تول ى عمال من أعمال الدولة الناشبة محاسبة شد دة وإن كان من كبار الصحابة مثل أب هر رة فقد روي عن عمر أنه قال : "لو مات جمل ض اعا على شط الفرات لخش ت أن سؤلن هللا )31( عنه". وكان عمر حم النق ع لخ ل المسلم ن و حم الربذة والشرؾ إلبل الصدقة وكانت خ ل المسلم ن موسومة ف أفخاذها "حب س ف سب ل هللا" وكذلك الشؤن بالنسبة )32( إلبل الصدقة فقد كانت لها عالمة تم ز ملك تها لب ت المال وكان أبو بكر وعمر شرفان بؤنفسهما على مراقبة كل ما مت بصلة إلى الملك ة العامة ولم ستط عا فرض هذه المقا س الشد دة على المسإول ن عن ه اكل الدولة الناشبة وعلى جم ع المسلم ن وف مقدمتهم كبار الصحابة إال بفضل الس رة المثال ة الت سارا عل ها ف ح اتهما الشخص ة رحمة هللا عل هما والقض ة األولى الت واجهها الصحابة بعد ب عة أب بكر بالخالفة ه ك ف ة اإلنفاق على أسرة الخل فة ك تفر غ لتس ر شإون المسلم ن فقد كان أبو بكر "رجال تاجرا فكان ؽدو كل وم إلى السوق ف ب ع و بتاع وكانت له قطعة ؼنم تروح عل ه وربما خرج هو بنفسه ف ها وربما كف ها فرع ت له وكان حلب للح أؼنامهم... فمكث
كذلك بالسنح ستة أشهر ثم نزل إلى المد نة فؤقام بها ونظر ف أمره فقال : ال وهللا ما تصلح أمور الناس التجارة وما صلحهم إال التفر غ لهم والنظر ف شؤنهم وال بد لع ال مما صلحهم فترك التجارة واستنفق من مال المسلم ن ما صلحه و صلح ع اله وما )33( ب وم و حج و عتمر وكان الذي فرضوا له ف كل سنة ستة آالؾ درهم". وبالرؼم من أن هذا الحد األدنى الذي فرضه له الصحابة بعد التشاور ل تفرغ لتس ر شإون المجتمع ال كف إال لسد الحاجات االستهالك ة الضرور ة وهو مال حالل أقره المسلمون مقابل تفر غ الخل فة لمباشرة شإون الدولة فقد تحر ج منه أبو بكر وكؤن ه خش أن كون قد أحدث سابقة ربما توسع من بعده ف فهمها "فلما حضرته الوفاة قال: ردوا ما عندنا من مال المسلم ن فإن ال أص ب من هذا المال ش با وإن أرض الت بمكان كذا للمسلم ن بما أصبت من أموالهم فدفع ذلك إلى عمر ولقوحا وعبدا ص قال وقط فة ما )34( تساوي خمسة دراهم فقال عمر : لقد أتعب من بعده". ولما بو ع عمر جمع الناس بالمد نة واستشارهم ف ما حل له من ب ت المال لإلنفاق على ع اله فقال : "إن كنت امرأ تاجرا ؽن الل ع ال بتجارت وقد شؽلتمون بؤمركم فماذا ترون أنه حل ل من هذا المال فؤكثر القوم وعل عل ه السالم ساكت فقال: ما تقول ا عل فقال : ما أصلحك وأصلح ع الك بالمعروؾ ل س لك من هذا المال ؼ ره فقال )35( القوم : القول قول ابن أب طالب". وكان المبلػ الذي فرض له ساوي ما فرض المسلمون ألب بكر وهو مبلػ مثل حدا أدنى لالنفاق على الضرور ات واشتد ت الحاجة بعمر وشعر كبار الصحابة بذلك وفكروا ف ز ادة ز دونها إ اه ف رزقه ولكنهم لم جرأوا على مخاطبته ف الموضوع فعهدوا باألمر إلى ابنته حفصة زوجة الرسول عل ه الصالة والسالم فاشتد ؼضبه عندما بلؽه االقتراح واتخذ من تقش ؾ الرسول ف ح اته )36( الخاصة مثاال وقدوة ولكن الدرهم ن اللذ ن كان نفقهما وم ا على نفسه وعلى ع اله لم ف ا بتسد د الحاجات الضرور ة فاضطر الخل فة عمر إلى التجارة ولكن ل س له رأس مال تجر به فلجؤ إلى االستقراض من الخواص ورفض االستقراض من ب ت المال )37( للتجارة وقد رأ نا أنه سمح به الحدى المسلمات ولكن الخصاصة اضطرته إلى السلفة )38( من ب ت المال وكان ع دها عندما ستلم عطاءه مثل بق ة المسلم ن وقد اتبع عمر هذه الس اسة المال ة ف الوقت الذي بدأت ف ه األموال والؽنابم تتدف ق على المد نة من األقال م الؽن ة الت فتحها المسلمون وأصبحت خاضعة لسلطة المد نة فقد روي عن ابن عمر قوله : " كان عمر قوت نفسه وأهله و كتس الحل ة ف الص ؾ وربما خرق اإلزار حتى رقعه فما بدل مكانه حتى ؤت االب ان وما من عام كثر ف ه المال إال كسوته ف ما رأى أدنى من العام الماض فكل مته ف ذلك حفصة فقال : "إنما اكتسى من مال المسلم ن وهذا بلؽن " )39(. والبد هنا من إبداء المالحظات التال ة : أ ال : إن شدة عمر ف س استه المال ة واالقتصاد ة بصفة عامة تخضع لنظرته إلى مال هللا وهو مال عامة المسلم ن فقد قال : " إن أنزلت نفس من مال هللا منزلة مال )40( ال ت م إن استؽن ت استعففت وإن افتقرت أكلت بالمعروؾ".
كان درك ج دا أهم ة استقامة المسإول وتؤث رها ف ح اة المجتمع فقد كان )41( قول : " إن الناس لم زالوا مستق م ن ما استقامت لهم أ متهم وهداتهم". إن هذه االستقامة ه الت جعلت أبا عثمان النهدي قول : "والذي لو شاء أن تنطق قنات نطقت لو )42( كان عمر بن الخطاب م زانا ما كان ف ه م ط شعرة". غح ١ ح : غح ػح : إن الس اسة المال ة الشد دة الت طبقها عمر على نفسه قد فرضها على أهله )43( وعش رته وأقرب الناس إل ه. قد أشرنا إلى أن الحاجة قد كانت تضطره إلى االستسالؾ من ب ت المال وقد شؽلته هذه القض ة وهو مطعون صارع آالم الموت ولم هدأ باله إال بعد أن ضمنها ابنه عبد )44( الله. إن محاولة تقد م بعض أسس الس اسة المال ة ف هذه الفقرة تهدؾ إلى الكشؾ عن األصول الثابتة لهذه الس اسة من جهة وإلى التؤث ر العم ق ف مجرى األحداث الس اس ة واالجتماع ة الت عرفتها المد نة ابتداء من مرحلة التحو ل ف خالفة عثمان رحمه هللا من جهة ثان ة كما سنرى ف ما بعد. أما اإلمام عل رض هللا عنه فقد حاول أن س ر ف نفس الدرب الذي سار ف ه أبو بكر وعمر فاشتد على قر ش بعدما استراحت من شدة عمر ف خالفة عثمان رحمة هللا عل هما وكانت لشدته نتابج س اس ة واقتصاد ة ولكن تؽ ر األوضاع واضطرابها لم سمح له بتطب ق س اسة اقتصاد ة تحتاج إلى استقرار س اس لتإت أكلها فال ؼرابة أن حاول عل رض هللا عنه اقتفاء خطوات عمر فقد أخذ المسلمون برأ ه ف فرض ما حل لعمر من ب ت مال المسلم ن وكان أم ر المإمن ن حر صا على معرفة رأي عل بالذات فسؤله : ما تقول أنت ف ذلك قال ؼداء وعشاء فؤخذ عمر بذلك ولم ؤخذ برأي عثمان بن عفان ح ن قال له : "كل وأطعم". ولما توف اإلمام عل خطب ابنه الحسن ف مسجد الكوفة فقال : "... ما ترك )45( صفراء وال ب ضاء إال سبعمابة درهم فضلت من عطابه أراد أن شتري بها خادما". إن الحد ث عن الس اسة المال ة ف المجتمع العرب اإلسالم الت وضعت أصولها ف العصر الراشدي إدي حتما إلى التساإل عن جهاز ب ت المال ووظ فته ف هذه المرحلة المبكرة من نشؤة الدولة اإلسالم ة قد كان الجهاز المال بس طا جد ا ف البدا ة شؤنه ف ذلك شؤن بق ة ه اكل الدولة وكانت وظ فة ب ت المال جمع أموال المسلم ن لتوز عها ول س لخزنها فقد كتب عمر إلى أب موسى قابال : " أما بعد فؤعلم وما من السنة ال بقى ف ب ت المال درهم حتى كسح )46( اكتساحا حتى علم هللا أن أد ت إلى كل ذي حق حق ه". وترجع مسإول ة اإلشراؾ عل ها إلى الخل فة نفسه ف المد نة أو إلى العمال ف األمصار وقد أحدث منصب عامل ب ت المال "وكان أبو كرب عامال على ب ت مال )47( عثمان" وكان عبد هللا بن مسعود على ب ت مال الكوفة والعامل سعد بن أب وقاص والبد من المالحظة هنا إلى أن عامل ب ت المال شعر باستقالله ف ضبط شإون الب ت والمطالبة بإعادة ما اقترض منه ولو كان المقترض الخل فة أو العامل فقد رأ نا صاحب
ب ت المال ؤت الخل فة عمر تقاضاه ما استقرض وأتى ابن مسعود سعدا فقال له : "أد المال الذي قبلك" فؽضب العامل سعد بن أب وقاص من طلب ابن مسعود ولما لم ت سر له )48( قضاء القرض عزل الخل فة عثمان سعدا وأقر ابن مسعود. و تضح من المصادر أن ب ت المال قوم بعمل ات القرض ف حاالت مع نة وكان مكان ب ت المال ف دار الخل فة بالمد نة أو ف دور العمال ف األمصار فلما حصر عثمان رض هللا عنه وأحرق المحاصرون باب الدار أمر عثمان أبا كرب رجال من همذان وآخر من األنصار : "أن قوما على باب ب ت المال ول س ف ه إال ؼرارتان من )49( ورق" وأمر عمر سعدا عامله على الكوفة أن نزل من القصر منزال مما ل ب وت )50( األموال و ؽلق البق ة وقد فرضت أحداث مع نة اجتهادا حول التصرؾ ف توز ع ما ف ب ت المال وقد كون االجتهاد من أحد الصحابة ول س بالضرورة من الخل فة فقد أخبرتنا المصادر بؤمر عل بكسر باب ب ت المال وتوز ع ما ف ه على الناس عندما كان )51( عثمان محاصرا. أما موارد ب ت المال فه خمس الؽنابم وأنواع الضرابب المعروفة ف النظام الجباب اإلسالم والموظفة على المسلم ن من صدقة وأعشار أو على أهل الذمة من جز ة وخراج )52( وقد ذكرنا ف ما سبق المفاه م االقتصاد ة الجد دة الت تعكس الرإ ة االقتصاد ة لإلسالم )53(. )54( ومن الخطط المال ة الت استقلت منذ عهد عمر خطة عامل الخراج فقد "ول ى عمر سعد بن مالك صالة ما ؼلب عل ه وحربه فول ذلك وول ى ) عن عمر( الخراج النعمان وسو دا ابن عمرو بن مقرن سو دا على ما سقى الفرات والنعمان على ما سقت )55( دجلة..." وكان ذلك سنة 16 للهجرة وول ى ف نفس السنة حرب الموصل ربع بن األفكل والخراج عرفجة بن هرثمة وقد كان جابر بن عمرو المزن على خراج السواد )56( ح ن قتل عثمان. * * * إن تطو ر األسواق ف مكة والمد نة أوال ثم ف األمصار ثان ا أد ى إلى إحداث خطة سع د بن العاص بعد د ن ة اقتصاد ة وه خطة المحتسب وقد استعمل رسول هللا الفتح على سوق مكة واستعمل عمر على سوق المد نة وكان الخلفاء الراشدون شرفون بؤنفسهم على شإون السوق فقد روي عن الشعب : "ان عمر رض هللا تعالى عنه كان )57( طوؾ ف األسواق و قرأ القرآن و قض ب ن الناس ح ث أدركه الخصوم" ولما مص رت األمصار وكثر سكانها وتعد دت أسواقها اضطر عمر أن ضع قاعدة عامة س ر عل ها أهل األسواق فقال : "األسواق على سنة المساجد من سبق إلى مقعد فهو له حتى )58( قوم منه إلى ب ته أو فرغ من ب عه". ولم كتؾ عمر بمراقبة األسواق ف النهار بل حرس القوافل التجار ة الت وصلت )59( ل ال إلى سوق المد نة ومن المعروؾ أنه أول من عس ف عمله بالمد نة.
ونش ر هنا الى أن األسواق رتبت حسب المهن مثل سوق البزاز ن بالمد نة وكان ألهل السوق وزان ضع ف كفة الم زان البضاعة وف الكفة األخرى الدراهم وقد كان )60( أهل مكة زنون وأهل المد نة ك لون. ومن المهن المال ة المرتبطة باألسواق مهنة الصراؾ وقد وجدت منذ عصر النبوة واكتسبت شؤنا كب را بعد الفتوحات ودخول ما كان مخزونا من ذهب ف القصور الساسان ة والكنابس الب زنط ة ف الدورة االقتصاد ة. ونش ر ف هذا الصدد إلى أن المشاكل االقتصاد ة الت أثارت الناس على الخل فة عثمان بن عفان تع نه بعد اتساع السوق الحارث بن الحكم مراقبا لسوق المد نة ل راع أمر المثاق ل والمواز ن فتسل ط بعد وم ن أو ثالثة على باعة النوى واشتراه لنفسه فلما رفع ذلك لعثمان أنكره عل ه وعزله )61( وقد روي أنه جعله على سوق المد نة وجعل له كل وم درهم ن. و مكن تقس م األسواق ف العصر الراشدي إلى صنف ن : أسواق موسم ة وأسواق وم ة قارة وكانت أسواق المد نة واألمصار الجد دة تمث ل قطب جذب لهجرة سكان الباد ة إلى األمصار من جهة وعنصرا حس اسا ف العالقة الجدل ة ب ن المد نة والر ؾ من جهة ثان ة. * * * إن الحد ث عن األسواق طرح مسؤلت ن متصلت ن بالتنظ م المال ف عصر الخلفاء الراشد ن : المسؤلة االولى تتعلق باألسعار فمعلوماتنا عنها نادرة مشتتة ال تسمح بالمقارنة ب ن أثمان مختلؾ البضابع أو بمحاولة بس طة للمقارنة ب ن االسعار وأجور العامل ن ف المهن المختلفة ولكننا نعتقد أن معرفة أسعار بعض البضابع الت ذكرت عرضا هنا وهناك ف مصادر الفترة المبكرة من نشؤة المجتمع العرب اإلسالم قد تسمح ف بعض الحاالت بالتعر ؾ إلى القوة الشراب ة وتطو رها لدى فبة اجتماع ة مع نة على األقل. فرس ابتاعه بالمد نة حد ث أبو حثمة عن أب ه قال : "أول فرس ملكه رسول هللا )62( من رجل من بن فزارة بعشر أواق..." وحدث موسى بن دمحم بن إبراه م الت م عن أب ه قال "كانت القصواء من نعم بن الحر ش ابتاعها أبو بكر وأخرى معها بثمانمابة بؤربعمابة فكانت عنده حتى نفقت وه الت هاجر درهم وأخذها منه رسول هللا )63( عل ها..." واشتري لعابشة رض هللا عنها جمل بثمان ن د نارا وف روا ة أخرى )64( بمابت د نار وقد طلب ف ه صاحبه ألؾ درهم واشترى لها بعد وقعة الجمل )65( األشتر مالك بن الحارث من سوق البصرة جمال بسبعمابة درهم. من ولنا بعض المعلومات المتفرقة عن سعر المالبس مثال فقد اشترى رسول هللا )66( سوق البزاز ن بالمد نة سراو ل بؤربعة دراهم وابتاع اإلمام عل قم صا سنبالن ا بؤربعة دراهم ولبس عثمان بن عفان بردا مان ا ثمنه مابة درهم ورأى دمحم بن رب عة بن الحارث على عثمان مطرؾ خز بمابت درهم وكان عبد الرحمان بن عوؾ لبس البرد
أو الحلة تساوي أربعامابة أو خمسمابة و بدو أنها من المنسوجات الحر ر ة وقد رخص )67( له ف لبس الحر ر. ونالحظ ف نها ة هذه الفقرة عن األسواق أن أصحاب الحرؾ ف المد نة كانوا من الموال والفبات االجتماع ة الضع فة وأن األ دي المهرة ف الصنابع كانت قل لة بها ف )68( العصر الراشدي. أما المسؤلة الثان ة فه قض ة العملة المتداولة ف األسواق ف العصر الراشدي ونبادر إلى القول : أ ال : إن قض ة العملة بالذات تبرهن على التسامح الد ن الذي عرؾ به صدر اإلسالم من جهة وعلى الروح العمل ة ف تنظ م ح اة الناس فبالرؼم من القوة العسكر ة والس اس ة للدولة الفت ة ف المد نة وخضوع مناطق شاسعة لها كانت تابعة للساسان ن والب زنط ن وتدفق معدن الفضة والذهب على ب ت المال فلم تضرب عملة جد دة ف )69( العصر الراشدي بل استعمل المسلمون العملة الساسان ة والب زنط ة المتداولة إلى خالفة عبد الملك بن مروان )86-65 ه( وهو الذي ضرب ألول مرة عملة إسالم ة فقد استعمل المسلمون إذن ف عصر النبوة وف أثناء العصر الراشدي دراهم ساسان ة عل ها صور الفرس أو دنان ر عل ها صور ونقوش ب زنط ة وقد كان الحكم المركزي ف المد نة قادرا على إنشاء دار للضرب بها وسك عملة إسالم ة بحتة ولكن هذه الخطوة تؤخرت عقودا عد دة من الزمن احتراما لمنافع الناس االقتصاد ة واتقاء لحدوث اضطراب ف الدورة التجار ة مكن أن سب ب ف ه أي تجد د ف المجال النقدي. ومن المعروؾ ف تار خ الحركة النقد ة العالم ة أن س طرة الدولة اإلسالم ة الناشبة على األقال م الساسان ة والب زنط ة إثر الفتوحات قد ؼ ر الخر طة النقد ة وطرح ف السوق التجار ة العالم ة ابتداء من منتصؾ القرن األول الهجري الكم ات الذهب ة الضخمة من الذهب المكنوز ف الخزابن الساسان ة بعد أن اتجه الذهب قب ل الفتوحات اإلسالم ة من )70( الؽرب )ب زنطة( إلى الشرق الساسان. غح ١ ح : إن المحاولة األولى إلدخال تؽ ر جزب على العملة المتداولة ف العصر الراشدي هو ضرب عمر بن الخطاب رض هللا عنه الدراهم على الطراز الساسان ف السنة الثامنة من خالفته أي سنة 20 للهجرة ونقش عل ه صور زدجرد الثالث وكسرى الثان وكتب عل ها اسم الملك ومد نة الضرب والتار خ بالحروؾ البهلو ة ولكنه نقش ف نفس الوقت بالحروؾ الكوف ة "بسم هللا" و "بسم هللا رب " وكتب على بعضها "ج د". ومن الواضح أن الهدؾ من هذا )71( التؽ ر ضبط الدرهم الشرع ل كون أساس التعامل ب ن الناس خصوصا وأن أنواع الدراهم وأوزانها كانت مختلفة والدراهم الت ضربها عمر ه الدراهم الت أطلق عل ها اسم الواف ة الست فابها الوزن األساس للدرهم وسم ت كذلك بالدراهم البؽل ة وتزن مثقاال أي وزن الد نار الذهب 8 دوانق وه 20 ق راطا والدانق 2/5 ق راطا و ساوي الد نار الشرع الذهب )72( 4 250 ؼراما )أو 4 265 ؼراما(. غح ػح : تدل النصوص على أن العملة الفض ة أو الذهب ة وه الدنان ر الهرقل ة كانت تعتبر بضاعة وتستعمل عد ا ووزنا وك ال فقد جاء ف صح ح مسلم عن جابر قال : "اشترى من النب عل ه السالم بع را بؤوق ت ن وبدرهم أو درهم ن فلما قدم المد نة وزن ل ثمن البع ر فؤرجح"
)3( )73( ولكننا نقرأ ف طبقات ابن سعد أن أبا هر رة قدم على عمر من البحر ن بخمسمابة ألؾ درهم فقال عمر للناس : "إنه قدم عل نا مال كث ر فإن شبتم أن نعد لكم عددنا وإن شبتم أن نك له )74( لكم ك ال" وكانت مهنة الص اؼة منتشرة ف المد نة وال س ما ب ن السكان ال هود فقد أخذ الرسول عل ه الصالة والسالم ف ؼزوة بن ق نقاع من ال هود سالحا كث را وآلة ص اؼتهم ولم )75( كن لل هود أرضون وإنما كانوا صاؼة. ونالحظ أن مصطلح الفلوس كان معروفا ف العصر الراشدي و بدو أن الفلوس كانت تمثل العملة المتداولة ف أ دي الفبات الفق رة. لما أخرج معاو ة أهل أب ذر إلى الربذة خرجوا ومعهم جراب ثقل د الرجل فقال : "انظروا إلى هذا الذي زه د ف الدن ا ما عنده! فقالت امرأته : أما وهللا ما ف ه د نار وال )76( درهم ولكنها فلوس كان إذا خرج عطاإه ابتاع منه فلوسا لحوابجنا". * * * )1( إن القاعدت ن األساس ت ن للتنظ م االقتصادي والمال الذي حاولنا لحد اآلن إبراز بعض أصوله الثابتة هما التجارة والزراعة. ج ج ف جأل ي من المإلف ن المعاصر ن النادر ن الذ ن استعملوا هذا النوع من المصادر المرحوم الش خ عبد الح الكتان ف كتابه "الترات ب اإلدار ة" ب روت 1347 ه جزآن فقد جمع ف ه مادة ثر ة بطر قته التقل د ة ف التؤل ؾ. )2( انظر ف هذا الصدد : مور س لومبار اإلسالم ف فجر عظمته دمشق منشورات وزارة الثقافة واإلرشاد القوم 1979 ص 18 وما ل ها عبد العز ز الدوري مقدمة ف تار خ صدر اإلسالم ب روت 1961 المطبعة الكاثول ك ة ص 28 وما بعدها. وانظر عن دور العامل االقتصادي ف حركة الفتح : المصدر نفسه ص 45 وما بعدها. الطبري تار خ الرسل والملوك القاهرة دار المعارؾ 1969-1960 ج 2 ص 414. )4( )5( المصدر نفسه ص 448. المصدر نفسه ص 458. )6( )7( السورة 8 اآل ة 41. الطبري سبق ذكره ج 2 ص 481. )8( المصدر نفسه ج 3 ص 121. )9( راجع عن هذه المفاه م مصادر الس اسة المال ة ف اإلسالم : أبو وسؾ عقوب بن إبراه م كتاب الخراج القاهرة المطبعة السلف ة 1352 قدامة بن جعفر الخراج وصناعة الكتابة بؽداد وزارة الثقافة واإلعالم 1981 أبو عب د القاسم بن سالم كتاب األموال القاهرة مكتبة الكل ات األزهر ة 1968 الماوردي األحكام السلطان ة القاهرة 1298 ه أبو على دمحم بن الحس ن الفراء األحكام السلطان ة القاهرة مصطفى الباب الحلب 1966 وؼ رها. )10( )11( )12( الطبري ج 2 ص 648. المصدر نفسه ج 3 ص 115. ابن سعد كتاب الطبقات الكب ر ل دن 1321 ج 3 القسم األول ص 93.
)13( المصدر نفسه ص 234. )14( المصدر نفسه ص 228. )15( الكامل للمبرد القاهرة د ت ج 1 ص 6 وما ل ها الطبري ج 3 ص 429 وما ل ها. )16( انظر دراستنا ضمن هذا الكتاب عن س اسة الخالفة األمو ة تجاه المؽرب والس ما ف الم دان المال. )17( الطبري ج 4 ص 209. راجع عن أسباب تدو ن الدواو ن وطر قة توز ع العطاء : المصدر نفسه ص 209 وما بعدها ابن سعد سبق ذكره ج 3 القسم األول ص 202 وما ل ها ص 212 وما بعدها الجهش اري كتاب الوزراء والكتاب القاهرة مصطفى الباب الحلب 1938 ص 16 وما ل ها. )18( الطبري ج 4 ص 202. )19( المصدر نفسه ج 4 ص 210 وما ل ها ابن سعد ج 3 القسم األول ص 214. )20( راجع عن "إعادة تعر ؾ الناس" الطبري ج 4 ص 49. )21( المصدر نفسه. )22( راجع خطبة عمر : المصدر نفسه ج 4 ص 216. )23( ابن سعد ج 3 القسم األول ص 217 )24( الطبري ج 4 ص 211. )25( المصدر نفسه. )26( الترات ب اإلدار ة سبق ذكره ج 1 ص 237. )27( المصدر نفسه. )28( راجع : ابن سعد ج 3 القسم األول ص 221. 203 )29( الطبري ج 4 ص 220 راجع قصة استقراض هند ابنة عتبة مبلؽا من ب ت المال للتجارة وشكواها الوض عة وموقؾ عمر من ذلك : المصدر نفسه ص 221. )30( ابن عبد الحكم فتوح مصر وأخبارها ل دن مطبعة بر ل 1920 ص 146. وروي أن سبب مقاسمة عمر بن الخطاب العمال شعر كتب به إل ه : أبلػ أم ر المإمن ن رسالة فؤنت ول هللا ف المال واألم ر فال تدعن أهل الرسات ق والجزى س ؽون مال هللا ف األدم الوف ر فؤرسل إلى النعمان فاعلم حسابه وأرسل إلى جزء وأرسل إلى بش ر وال تنس ن النافع ن كل هما وصهر بن ؼزوان عندك ذاوف ر وال تدعون للشهادة إنن أؼ ب ولكن أرى عجب الدهر من الخ ل كالؽزالن والب ض كالد مى وما ل س نسى من قرام ومن ست ر ومن ر طة مطو ة ف ص انها ومن ط أستار معصفرة حمر إذا التاجر الهندي جاء بفارة من المسك راحت ف مفارقهم تجري نب ع إذا باعوا ونؽزوا إذا ؼزوا
فؤن ى لهم مال ولسنا بذي وفر فقاسمهم نفس فداإك إنهم س رضون إن قاسمتهم بالش طر قال عمر إنا قد أعف ناه من الشهادة وقاسمهم نصؾ أموالهم والنعمان هو النعمان بن بش ر وكان على حمص وصهر بن ؼزوان أبو هر رة كان على البحر ن. انظر : المصدر نفسه ص 147 وما ل ها. )31( )32( ابن سعد ج 3 القسم األول ص 220. نالحظ ف هذا الصدد ندرة الخ ل وكثرة اإلبل التابعة لب ت المال فقد روي عن ز د بن شر ك الفزاري أنه قال : "عقلت عمر بن الخطاب حمل على ثالث ن ألؾ بع ر كل حول ف سب ل هللا وعلى ثلثمابة فرس وكانت الخ ل ترعى ف النق ع" المصدر نفسه. )33( الطبري ج 3 ص 432. )34( المصدر نفسه. وف روا ة أخرى قال أبو بكر : "انظروا كم أنفقت منذ ول ت من ب ت المال فاقضوه عن فوجدوا مبلؽه ثمان ة آالؾ درهم ف وال ته" المصدر نفسه ج 3 ص. 433 )35( المصدر نفسه ج 3 ص 616. وروي عن أسلم قال : "قام رجل إلى عمر بن الخطاب فقال : ما حل لك من هذا المال فقال : ما أصلحن وأصلح ع ال بالمعروؾ وحل ة الشتاء وحل ة الص ؾ وراحلة عمر للحج والعمرة ودابة ف حوابجه وجهاده" المصدر نفسه. )36( )38( راجع حواره مع حفصة : المصدر نفسه ج 3 ص 617. )37( حد ث ح ى بن حماد والفضل بن عنبسة أن عمر بن الخطاب بعث إلى عبد الرحمان بن عوؾ وقال الفضل فبعث إلى رجل من أصحاب النب عل ه السالم قاال جم عا ستقرضه أربعة آالؾ درهم فقال للرسول : "قل له ؤخذها من ب ت المال" ثم ل ردها فلما جاءه الرسول فؤخبره بما قال شق ذلك عل ه فلق ه عمر فقال أنت القابل ل ؤخذها من ب ت المال فإن مت قبل أن تجا قلتم أخذها أم ر المإمن ن دعوها له وأوخذ بها وم الق امة ال ولكن أردت أن آخذها من رجل حر ص شح ح مثلك فإن مت أخذها قال ح ى من م راث وقال الفضل من مال " ابن سعد ج 3 القسم األول ص 199. روي عن عمران "أن عمر بن الخطاب كان إذا احتاج أت صاحب ب ت المال فاستقرضه فربما عسر ف ؤت ه صاحب ب ت المال تقاضاه ف لزمه ف حتال له عمر وربما خرج عطاإه فقضاه" المصدر نفسه ص 198. )39( )40( )41( المصدر نفسه ص 222. المصدر نفسه ص 197. المصدر نفسه ص 210. )42( )43( المصدر نفسه. فقد رأى مر ة جار ة تط ش هزاال فقال عمر : "من هذه الجار ة فقال عبد الله هذه إحدى بناتك قال وأي بنات هذه قال ابنت قال ما بلػ بها ما رأى قال عملك ال تنفق عل ها فقال إن وهللا ما أؼر ك من ولدك فؤوسع على ولدك أ ها الرجل" المصدر نفسه ص 198. )44( نورد وص ة عمر ف هذا الشؤن نظرا ألهم ة النص ودق ته ف تقد م نموذج من نماذج الس اسة المال ة ف اإلسالم : روي عن عثمان بن عروة قال : "كان عمر بن الخطاب قد استسلؾ من ب ت المال ثمان ن ألفا فدعا عبد الله بن عمر فقال بع ف ها أموال عمر فإن وفت وإال فسل بن عدي فإن وفت وإال فسل قر شا وال تعدهم قال عبد الرحمان بن عوؾ أال تستقرضها من ب ت المال حتى تإد ها فقال عمر معاذ هللا أن تقول أنت وأصحابك بعدي أما نحن فقد تركنا نص بنا لعمر فتعز ون بذلك فتتبعن تبعته وأوقع ف أمر ال نج ن إال المخرج منه ثم قال لعبد الله بن عمر أضمنها فضمنها قال فلم دفن عمر حتى أشهد بها ابن عمر على نفسه أهل الشورى وعد ة من
األنصار وما مضت جمعة بعد أن دفن عمر حت ى حمل ابن عمر المال إلى عثمان بن عفان وأحضر الشهود على البراءة بدفع المال" المصدر نفسه ص 260 انظر ا ضا ص. 244 )45( المصدر نفسه ص 26. بدو أن الوضع العسكري والس اس الذي كان عل ه اإلمام عل بعد وقعة الجمل قد جعله تصر ؾ تصرفا ؼر با لفت االنتباه ف ح نه فلما فرغ سنة 36 ه من ب عة أهل البصرة "نظر ف ب ت المال فإذا ف ه ستمابة ألؾ وز ادة فقس مها على من شهد معه الوقعة فؤصاب كل رجل منهم خمسمابة وقال : لكم إن أظفركم هللا عز وجل بالشام مثلها إلى أعط اتكم وخاض ف ذلك السبب ة وطعنوا على عل من وراء وراء" الطبري ج 4 ص. 541 )46( ابن سعد ج 3 القسم األول ص 218. )47( )48( الطبري ج 4 ص 412. راجع كامل النص : المصدر نفسه ص 252. )49( )50( المصدر نفسه ص 412. كتب إل ه قول : "بلؽن أنك بن ت قصرا اتخذته حصنا و سم ى قصر سعد وجعلت ب نك وب ن الناس بابا فل س بقصرك ولكنه قصر الخبال أنزل منه منزال مما ل ب وت األموال وال تجعل على القصر بابا تمنع الناس من دخوله وتنف هم به عن حقوقهم ل وافقوا مجلسك ومخرجك من دارك إذا خرجت" المصدر نفسه ص 47. )51( )53( راجع تعل ق رقم 45. )52( إن أنواع الجبا ة ف اإلسالم معروفة وقد أسهبت الحد ث عنها المراجع المختصة انظر باالضافة إلى المصادر المذكورة ف تعل ق رقم : 9 عبد العز ز الدوري مقدمة ف التار خ االقتصادي العرب ب روت دار الطل عة 1969 نفس المإلؾ مقدمة ف تار خ صدر اإلسالم سبق ذكره الترات ب اإلدار ة سبق ذكره ج 1 ص 391 وما بعدها دابرة المعارؾ اإلسالم ة )الطبعة الثان ة الفرنس ة( د نت الجز ة واإلسالم ب روت منشورات دار مكتبة الح اة 1960 دمحم ض اء الد ن الر س الخراج والنظم المال ة ف اإلسالم القاهرة دار المعارؾ الطبعة الثالثة 1969 إبراه م فإاد أحمد عل الموارد المال ة ف اإلسالم القاهرة دار الشرق العرب 69-1968. إن هناك بعض المحاوالت الجد ة المعاصرة الهادفة إلى ربط هذه الرإ ة االقتصاد ة بالنظام االقتصادي الدول الجد د انظر مثال : اإلسالم والنظام االقتصادي الدول الجد د البعد االجتماع تونس دار سراس للنشر.1982 )54( كان عم ال الخراج ف العصر الراشدي من العرب المسلم ن ولما تؽ رت الس اسة المال ة ف العصر األموي برزت ظاهرة استعمال األعاجم ف جمع الجبا ة وف دواو ن الخراج وقد وضح أسباب ذلك عب د هللا بن ز اد قابال : "كنت إذا استعملت العرب كسر الخراج فإذا أؼرمت عش رته أو طالبته أو ؼرت صدورهم وإن تركته تركت مال هللا وأنا أعرؾ مكانه فوجدت الدهاق ن أبصر بالجبا ة وأوفى باألمانة وأوهن بالمطالبة منكم مع أن جعلتكم أمناء عل هم لبال ظلموا أحدا" مقدمة ف تار خ صدر اإلسالم سبق ذكره ص 8. ومن المعروؾ أن األمو ن ؼ روا كث را ف الس اسة المال ة وبعدوا عن األصول الت وضعت ف العصر الراشدي إذ نجدهم قد وظفوا مكوسا ؼ ر معروفة ف النظام الجباب اإلسالم وقد حاول الخل فة عمر بن عبد العز ز العودة إلى األصول األولى ف إصالحه المال. إننا نخالؾ ف هذا الصدد األستاذ الدوري ح ن إكد أن األمو ن "ساروا على األسس الت عرفت ف عصر الراشدي مع تعد الت اقتضاها العرؾ المحل والتطو ر وه بمجموعها أصلح وأعدل من نظم البالد قبل مج ء اإلسالم" نفس المصدر. راجع ف هذا الصدد دراستنا عن س اسة الخالفة األمو ة تجاه المؽرب وال س ما ف الم دان المال. )55( )56( )57( الطبري ج 4 ص 23 المصدر نفسه ص 422. المصدر نفسه ص 213 انظر أ ضا ص 213 190 ابن سعد ج 3 القسم األول ص 239. )58( )59( المصدر نفسه ص 45 وما ل ها. ابن سعد ج 3 القسم األول ص 202.
)60( راجع عن األك ال المستعملة ف عهد الرسول عل ه الصالة والسالم وف عهد الخلفاء الراشد ن "الترات ب اإلدار ة" سبق ذكره ج 1 ص 428 وما بعدها. )61( المصدر نفسه ج 2 ص 36. )62( )63( الطبري ج 3 ص 173. المصدر نفسه ص 174 وما ل ها. )64( المصدر نفسه ج 4 ص.507 457 452 وقد كان سعر هذا الجمل مرتفعا بالنسبة لألسعار لما متاز به من صفات فقد وصفه صاحبه قابال : "ما طلبت عل ه أحدا قط إال أدركته وال طلبن وأنا عل ه أحد إال فته" المصدر نفسه ص. 457 )65( )66( المصدر نفسه ص 542 الترات ب اإلدار ة سبق ذكره ج 2 ص 33. )67( انظر ف هذا الصدد : ابن سعد ج 3 القسم األول ص 92. 40 39 18 إن معرفة رواتب بعض المسإول ن ف ه اكل الدولة الناشبة مثل عمال الصدقات أو عمال األمصار قد ساعد على معرفة حق قة األسعار المذكورة مع ضرورة اإلشارة إلى عدم وجود مقا س مضبوطة ألجور العامل ن ف المإسسات اإلسالم ة ف هذه المرحلة والمق اس الوح د هو ذلك الذي طبق على ما حل ألب بكر وعمر من ب ت المال ك تفرؼا لشإون األمة الجد دة وقد رأ نا أن ما حل جب أال تجاوز سد الحاجة الضرورة فما أصاب أكثر من رزقه المفروض فهو ؼلول أو سرقة وقد جاء ف الحد ثة الشر ؾ : "من استعملناه على عمل فرزقناه رزقا فما أخذ بعد ذلك فهو ؼلول" الترات ب اإلدار ة ج 1 ص. 265 فرض رسول هللا عل ه السالم لعتاب بن أس د ح ن بعثه إلى مكة أربع ن أوق ة كل سنة واألوق ة أربعون درهما ورزق عمر ع اض بن ؼنم ح ن وال ه جند حمص كل وم د نارا وشاة ومد ا المصدر نفسه ص. 264 )68( من المعروؾ أن عمر رض هللا عنه كان عارض ف جلب العلوج إلى المد نة فقد روي عن ابن شهاب قال: "كان عمر ال ؤذن لسب قد احتلم ف دخول المد نة حتى كتب المؽ رة بن شعبة وهو على الكوفة ذكر له ؼالما عنده صنعا و ستؤذنه أن دخله المد نة و قول إن عنده أعماال كث رة ف ها منافع للناس إنه حد اد نق اش نج ار فكتب إل ه عمر فؤذن له أن رسل به". المصدر نفسه ص 250. وؼالم المؽ رة هذا هو أبو لإلإة قاتل عمر. )70( )71( )69( بدو ان ما ذكر من محاولة اإلمام عل ضرب عملة بالبصرة سنة 40 ه = )660 م( كما ذكر لومبار ف كتابه "اإلسالم ف فجر عظمته" سبق ذكره ص 131 وما ل ها نت جة خطؤ حصل ف تار خ الضرب. راجع : ناصر الس د محمود النقشبندي الدرهم اإلسالم بؽداد مطبوعات المجمع العلم العراق 1969 ج 1 ص. 10 راجع عن موضوع العملة ف الجاهل ة وف صدر اإلسالم : المقر زي شذور العقود ف ذكر النقود تحق ق دمحم الس د عل بحر العلوم النجؾ المكتبة الح در ة 1967 )الطبعة الخامسة( ص 3 وما بعدها. راجع لومبار "اإلسالم ف فجر عظمته" سبق ذكره ص 121 وما بعدها. األوزان واألك ال الشرع ة المستعملة ف عصر النبوة وف العصر الراشدي ه عشرة: الدرهم والد نار والمثقال والدانق والق راط واألوق ة والنش والنواة والرطل والقنطار. )72( انظر : الدرهم اإلسالم سبق ذكره ج 1 ص 3. و فهم من بعض النصوص أن ضرب الفضة كان تم ف شهر المحرم فقد روي عن عب د بن عم ر قال : "إن المحرم شهر هللا عز وجل وهو رأس السنة ف ه كسى الب ت إرخ التار خ و ضرب ف ه الورق..." الطبري ج 2 ص 390. راجع أ ضا : الترات ب اإلدار ة ج 1 ص 413 وما بعدها. )73( الترات ب اإلدار ة سبق ذكره ج 1 ص 411 وما ل ها. )74( ابن سعد ج 3 القسم األول ص 216. )75( )76( الطبري ج 2 ص 481. المصدر نفسه ج 4 ص 285.
الفصل الثاني ج طؿح ز ف ؿط غ ى جإل ال ف الجز رة العرب ة وال س ما ف المجتمع القرش قب ل إن للتجارة تقال د عر قة )1( قد ظهور الدعوة اإلسالم ة "وكانت قر ش قوما تج ارا" ومن المعروؾ أن الرسول شارك قبل النبوة ف النشاط التجاري للمجتمع المك فقد خرج إلى الشام ف مال خد جة )2( بنت خو لد بن أسد تاجرا. إننا نم ل إلى االعتقاد بؤن س طرة قر ش على المسالك التجار ة الرابطة ب ن الجز رة من جهة وخصوصا الحجاز وب ن الحوض الشرق من البحر األب ض المتوسط عن طر ق بالد الشام وبحر العرب عن طر ق المرافا الجنوب ة من جهة أخرى وخش ة فقدان امت ازاتها وموارد ثرابها المرتبطة بدور وس ط ذي شؤن ف الدورة التجار ة الدول ة ومبذ مثالن العامل الحاسم والفع ال ف مقاومتها للدعوة اإلسالم ة وقد رأ نا ف ما تقدم أن جل أنصارها األوابل كانوا من فبة الضعفاء والمساك ن العابش ن على هامش مجتمع األرستقراط ة التجار ة المك ة وقد هد دت الدعوة الجد دة فعال مصالحها وخاصة بعد تؤس س الدولة العرب ة اإلسالم ة الناشبة ف المد نة فقد أصبحت قر ش عاجزة عن تحق ق أمن مسالك قوافلها التجار ة حدث أبو سف ان بن حرب قال : "كن ا قوما تجارا وكانت الحرب ب ننا وب ن رسول هللا قد حصرتنا حتى نهكت أموالنا فلما كانت الهدنة ب ننا وب ن رسول هللا لم نؤمن أال نجد أمنا فخرجت ف نفر من قر ش تجار إلى الشام وكان وجه متجرنا منها ؼزة فقدمناها ح ن ظهر )3( هرقل على من كان بؤرضهم من فارس وأخرجهم منها..." وقد عقد الرسول عل ه الصالة والسالم سنة 1 للهجرة لعمه حمزة بن عبد المطلب لواء أب ض ل تعرض لع رات سنة 2 للهجرة ف مابت ن من أصحابه عترض لع رات قر ش قر ش وؼزا الوسول ونالحظ ف هذا الصدد أن هذه القوافل قد كان توال ها جهاز متخصص من الحراس واألدالء والتجار ومجه زي القوافل فقد بلؽت ع رات قر ش المشار إل ها ألف ن )4( وخمسمابة بع ر وكان معها مابة رجل من قر ش باإلضافة إلى األدالء والحر اس وقد خافت قر ش بعد ؼزوة بدر طر قها الت كانت تسلك إلى الشام فسلكوا طر ق العراق "فخرج منهم تجار ف هم أبو سف ان بن حرب ومعه فضة كث رة وه عظم خبر الع ر وف ها مال كث ر وآن ة من فضة حملها تجارتهم... وانتهى إلى النب صفوان بن أم ة فخرج ز د بن حارثة فاعترضها فظفر بالع ر وأفلت أع ان القوم )5( وقسم األربعة األخماس على السر ة" فكان الخمس عشر ن ألفا فؤخذه رسول هللا وكان ت تحمل هذه القوافل أنواعا شتى من البضابع مثل اآلن ة والسالح والمنسوجات
والمواد التمو ن ة فقد مرت بعبد الله بن جحش وبق ة أصحابه بنخلة ب ن مكة والطابؾ )6( ع ر لقر ش تحمل زب با وأدما وتجارة من تجارة قر ش. ونقؾ ف دراستنا لفبة التجار ف المجتمع القرش المك على أسماء بارزة من التجار األثر اء فمنهم من بق على شركه مثل أب العاص بن الرب ع بن عبد العزى زوج ابنته ز نب "وكان أبو العاص من رجال مكة بن عبد شمس ختن رسول هللا )7( المعدود ن ماال وأمانة وتجارة" ومنهم من أسلم مثل العباس بن عبد المطلب فقد وقد كان ؼالما للعباس بن عبد المطلب متحدثا عن قال أبو رافع مولى رسول هللا )8( العباس : "وكان ذا مال كث ر متفر ق ف قومه" وكان عثمان رجال تاجرا ف الجاهل ة واإلسالم وكان دفع ماله قراضا أو مضاربة على النصؾ وقد جه ز ف )9( إحدى المرات قافلة تتؤل ؾ من ألؾ بع ر وسبع ن فرسا وكان أبو بكر معروفا أ ضا بالتجارة وبلؽت ؼلة طلحة بن عب د الله من حرفة البزازة ألفا واف ة كل وم )10(. إن س طرة الدولة االسالم ة على المسالك التجار ة الدول ة بعد فتح المناطق الساسان ة والب زنط ة قد نشطت التجارة ف الفترة الت ندرسها وأكسبتها د نام ك ة جد دة وأصبحت أسواق األمصار الجد دة تنافس أسواق مكة ف منطقة الحجاز. وال نؽفل عن اإلشارة هنا إلى المسؤلت ن التال ت ن : أ ال : أن اإلسالم رؼم احترامه للملك ة الفرد ة وللنشاط التجاري الشرع قد حاول أن ضع حد ا لمظاهر الثراء الفاحش وأن حافظ على وحدة المجتمع بالقضاء على عوامل االضطراب والفتنة وف طل عته اتساع هوة الفروق االجتماع ة وقد كانت هذه المحاولة دق قة واضحة ف عصر النبوة وف عهد الخل فت ن أب بكر وعمر ثم ف عهد اإلمام عل رض هللا عنه. غح ١ ح : قد كان للتجارة إلى جانب ملك ة األراض الواسعة دور كب ر ف بروز فبة "ارستقراط ة" إسالم ة ف العصر الراشدي كانت عالمة بارزة ف درب التحو ل الجذري الذي عاشه المجتمع العرب اإلسالم ابتداء من خالفة عثمان رض هللا عنه. * * * و ػ ح ف ج ح ٠ ج طؿح ج ؼح ف ق س ى جإل ال ) 10 أ( إن األبحاث الجد دة ونتابج بعض الحفر ات قد أثبتت بوضوح أن دور منطقة الخل ج العرب عامة وعمان خاصة ف المالحة والتجارة البحر ة دور عر ق رجع إلى ما قبل اإلسالم بعصور طو لة.