جامعة الشهيد حمة لخضر بالوادي كمية العموم االجتماعية واإلنسانية قسم العموم االجتماعية شعبة عموم التربية مركز الضبط (الداخمي - الخارجي) لدى تالميذ السنة الثالثة ثانوي د ارسة ميدانية وصفية مقارنة عمى عينة من تالميذ المرحمة الثانوية حسب متغيري (الجنس - اإلعادة) - مذكرة مكممة لنيل شهادة الماستر في عموم التربية تخصص إرشاد وتوجيه إعداد الطالبة هاجر عبد الصادق إش ارف األستاذ محمد رضا شنة 4102 م / 4102 الموسم الجامعي
قال تعالى كما في شكر وتقدير ت قو ل ن ل ش ي ء إ ني ف اع ل ذ ل ك غ د ا إ ال أ ن ي ش اء الل و ال إذا كان ىناك من شكر فيو هلل عز وجل أولا وأخي ا ا ر الذي أعانني عمى إتمام ىذا العمل ارجية منو التوفيق. دائما ىي سطور الشكر تكون في غاية الصعوبة عند صياغتيا ]الكيف ربما ألنيا تشعرنا دوما بقصورىا وعدم إيفائيا حق من نيديو ىذه األسطر واليوم اخترت بعض ىذه الحروف ألجسد عبا ارت شكر وامتنان. ل يسعني وقد لألستاذ أنييت إعداد ىذا العمل إل أن أتقدم بالشكر "شنة محمد رضا" أتوجو بجزيل الشكر إلى األستاذة الجانب الجزيل الذي تفضل باإلش ارف عمى ىذا العمل. "غرغوط عاتكة" التي لم تبخل عمي بوقتيا اإلحصائي والتي كان ليا المساىمة الفاعمة في إنجاز ىذا الجيد. ولن أنسى تقديم الشكر إلى أستاذة المغة الفرنسية بثانوية ديدي صالح ببمدية حساني عبد الكريم *الزقم* وخالص شكري وتقديري وأقدم جزيل الشكر بثانوية "عبد الصادق أسماء". ألساتذة قسم عمم النفس بجامعة الوادي. لمطاقم التربوي واإلداري وتالميذ البكالوريا محمد العيد آل خميفة بالدبيمة. وأخي ار شك ار لكل من كانوا سندا لي في ىذا المشوار. ]23 * ىاجر*
ملخص الد ارسة تيدف ىذه الد ارسة إلى معرفة مستوى مركز الضبط)الداخمي-الخارجي( لدى تالميذ السنة الثالثة ثانوي حسب متغيري الجنس واإلعادة والعوامل المؤثرة في تحديد رغبة التمميذ نحو النجاح جاءت ىذه الد ارسة لت جيب عمى التساؤل التالي ىل يختمف مركز الضبط(الداخمي-الخارجي) لدى تالميذ البكالوريا المعيدين وغير المعيدين حيث تم استخدام المنيج الوصفي المقارن واعتمدنا عمى االستبيان كأداة لجمع البيانات تم تطبيقو عمى عينة عشوائية بسيطة حجميا) 512 ( تمميذ ا )ذكور- إناث( من مختمف الشعب آداب وفمسفة آداب ولغات عموم تجريبية تسيير واقتصاد ىندسة كيربائية بثانوية محمد العيد آل خميفة بدائرة الدبيمة والية الوادي العام الد ارسي 5112/5112. والختبار فرضيات الد ارسة تم استخدام اختبار "ت" لد ارسة الفروق في مركز الضبط تبعا ل )الجنس-اإلعادة( توصمنا إلى عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية في مركز الضبط)الداخمي-الخارجي( لدى اإلناث المعيدات وغير المعيدات. عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية في مركز الضبط)الداخمي-الخارجي( لدى الذكور المعيدين وغير المعيدين. عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية في مركز الضبط)الداخمي-الخارجي( لدى تالميذ البكالوريا ت عزى لمتغير الجنس. عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية في مركز الضبط)الداخمي-الخارجي( لدى تالميذ البكالوريا المعيدين وغير المعيدين. وبعد تفسير ومناقشة نتائج الفرضيات معتمدين عمى اإلطار النظري كخمفية سابقة تم اقت ارح بعض التوصيات التي من شأنيا أن تساىم في رسم توجو التمميذ بصفة عامة باختالف العوامل التي تؤثر عمى ىذا التوجو.
RESUME Notre étude a pour objectif de connaitre le niveau du locus de control (interne et externe) chez les élèves des classes terminales selon les variables (sexe/le redoublement). On a utilisé la méthode descriptive comparative et on a appuyé un questionnaire comme un outil de recherche. On appliquant un échantillon au hasard simple composé de (215) élevés (garçons et filles) de toutes les filières lettres et philosophie/langues étrangères science expérimentales /gestionéconomie et génie- électrique du lycée Mohammed El-Eid El-Khalifa de la commune du Débila, wilaya d El-Oued durant l'année scolaire 2014/2015. Pour examiner les hypothèses de l'étude, on a utilisé le (T-test) pour étudier les différences dans le changement d'étude qui est le locus de control en relation avec les deux variables (sexe/ le redoublement), les résultats de l'étude sont comme suit Il n' ya pas des différences statistiquement significatives dans le locus de control (interne/externe) entre les filles redoublées et non redoublées. Il n' ya pas des différences statistiquement significatives dans le locus de control (interne/externe) entre les garçons redoublés et non redoublés. Il n' ya pas des différences statistiquement significatives dans le locus de control (interne/externe) entre les 3AS avec le variable(sexe). Il n' ya pas des différences statistiquement significatives dans le locus de control (interne/externe) entre les élèves des 3AS redoublés et non redoublés. Après l'interprétation et la discussion des résultats des hypothèses sur la cadre théorique, certaines recommandations conseils ont été proposées qui contribuent et aident à l'orientation des élèves en générales.
فهرس المحتويات الصفحة أ ب ج د - و ز 9-8 شكر وتقدير ممخص الد ارسة بالعربية ممخص الد ارسة بالفرنسية فهرس المحتويات فهرس الجداول مقدمة المحتويات.................. 11 11 11 11 11 16 16 16 إشكالية الد ارسة التساؤالت الفرعية الفرضيات أهمية الد ارسة أهداف الد ارسة حدود الد ارسة الجانب النظري الفصل األول مشكمة الد ارسة ومتغي ارتها.................. التعاريف اإلج ارئية لمفاهيم الد ارسة بعض الد ارسات السابقة...... -1-1 -3-1 -1-6 -7-8 12 12 11 13 تمهيد الفصل الثاني مركز الضبط............ 1- مفهوم مركز الضبط )الداخمي-الخارجي( 1- مصادر مركز الضبط )الداخمي-الخارجي( 3- أبعاد مركز الضبط )الداخمي-الخارجي(
11 16 18 31 33 37 12 12 12 11 11 11 17 18 12 12 12 12 11 11......... 1- العوامل المؤثرة في مركز الضبط )الداخمي-الخارجي( 1- خصائص األف ارد ذوي الضبط الداخمي/ الخارجي...... 6- مركز الضبط و نظرية التعمم االجتماعي 7- قياس مركز الضبط 8- الدين ومركز الضبط خالصة الفصل تمهيد... الجانب الميداني الفصل الثالث إج ارءات الد ارسة الميدانية............... 1- منهج الد ارسة 1- الد ارسة االستطالعية 3- عينة الد ارسة االستطالعية 1- أداة الد ارسة االستطالعية وخصائصها السيكومترية...... 1- الد ارسة األساسية 6- األساليب اإلحصائية المستخدمة خالصة الفصل تمهيد... الفصل ال اربع عرض ومناقشة نتائج الد ارسة.................. 1- عرض نتائج الد ارسة 1-1- عرض نتائج الفرضية اإلج ارئية األولى 1-1- عرض نتائج الفرضية اإلج ارئية الثانية 3-1- عرض نتائج الفرضية اإلج ارئية الثالثة 1-1- عرض نتائج الفرضية العامة
13 13 11 16 19 62 61 61 71............... 1- مناقشة وتحميل نتائج الد ارسة 1-1- مناقشة وتحميل نتائج الفرضية اإلج ارئية األولى 1-1- مناقشة وتحميل نتائج الفرضية اإلج ارئية الثانية 3-1- مناقشة وتحميل نتائج الفرضية اإلج ارئية الثالثة 1-1- مناقشة وتحميل نتائج الفرضية العامة خالصة الفصل خالصة عامة واقت ارحات قائمة الم ارجع المالحق............
فهرس الجداول الجدول )21( )21( )23( )21( )21( )26( )27( )28( )29( عنوان الجدول يوضح عينة الد ارسة االستطالعية يمخص صدق اختبار مركز الضبط يوضح المجتمع األصمي لمد ارسة يوضح عينة الد ارسة )الذكور-اإلناث( المعيدين يوضح عينة الد ارسة )الذكور-اإلناث( غير المعيدين يوضح الفروق في مركز الضبط لدى اإلناث المعيدات وغير المعيدات يوضح الفروق في مركز الضبط لدى الذكور المعيدين وغير المعيدين يوضح الفروق في مركز الضبط لدى تالميذ البكالوريا ت عزى لمتغير الجنس يوضح الفروق في مركز الضبط بين تالميذ البكالوريا المعيدين وغير المعيدين الصفحة 11 13 11 16 16 12 11 11 11
مقدمة يرتكز اىتمام عمماء النفس عمى د ارسة الشخصية اإلنسانية ومعرفة محدداتيا والعوامل المؤثرة فييا وتفسير السموك الصادر منيا وقد أدى ىذا االىتمام إلى تنوع الد ارسات المتعمقة بيا فمنيم من تناول الجانب العقمي والبعض اآلخر اىتم بالجانب الوجداني واالجتماعي وي عد مركز الضبط من المفاىيم األكثر شيو عا في عمم النفس االجتماعي والشخصية وذلك لقدرتو عمى التنبؤ بدوافع الفرد وسموكو في مواقف الحياة المختمفة بحيث ي عتبر مركز الضبط المدى الذي يؤمن فيو األف ارد بأن ما يحدث ليم محكوم داخميا وىذا يرجع لمجيوداتيم الذاتية أو أنيا محكومة خارجيا بالصدفة أو قوى خارجية كما أن مركز الضبط بناء شخصي يشير إلى إد ارك الفرد وقدرتو عمى التحكم في األحداث. وتتضح األىمية التربوية لمد ارسة الحالية في كونيا حاولت معرفة الفروق في مركز الضبط )الداخمي-الخارجي( بين تالميذ البكالوريا بمختمف الشعب تب عا لمتغيري)الجنس - اإلعادة ) وحرص ا منا عمى التكوين الجيد من جية واإلجابة عمى األسئمة المطروحة من جية أخرى عمدنا لمقيام بد ارسة ىذا الموضوع وتسميط الضوء عميو في مرحمة التعميم الثانوي. حيث ق سمت الد ارسة الفصول التالية الفصل األول جانبين إلى جانب نظري وآخر ميداني وتضمن الجانب النظري تحديد المشكمة التساؤالت والفرضيات أىمية وأىداف الد ارسة حدود الد ارسة والتعريفات اإلج ارئية الخاصة بالد ارسة وبعض الد ارسات السابقة. والفصل الثاني فصل مركز الضبط تمييد لمفصل وأوردت الباحثة بعض التعريفات لمركز الضبط مصادره وأبعاده بعض العوامل المؤثرة فيو خصائص الفئتين ذوي الضبط الداخمي وذوي الضبط الخارجي ثم طرق قياسو والضوابط الشرعية التي توجو مركز الضبط وخالصة لمفصل. الجانب الميداني أما من خالل الفصل الثالث فتم التطرق لتمييد بسيط لمفصل إلى إج ارءات الد ارسة الميدانية عرض منيج الد ارسة ومن ثم الد ارسة االستطالعية إج ارءاتيا وأىدافيا فأدوات الد ارسة األساسية وخصائصيا السيكومترية وعينة البحث واألساليب اإلحصائية المتبعة في معالجة المعطيات الم ستمدة من الميدان فخالصة لمفصل. والفصل ال اربع تم عرض تمييد لمفصل ثم عرض ومناقشة نتائج الد ارسة فخالصة لمفصل. 8
وتم وضع خالصة عامة لمد ارسة واقت ارحات ثم المالحق. بعد ذلك قائمة الم ارجع التي تم توظيفيا الباحثة 9
الجانب النظري
الفصل األول مشكمة الد ارسة ومتغي ارتها اإلشكالية. التساؤالت والفرضيات. -1-2 أهمية أهداف الد ارسة. الد ارسة. -3-4 5- الد ارسة. حدود التعريفات اإلج ارئية لمد ارسة. -6 بعض الد ارسات السابقة. -7
21 اإلشكالية -1 لإلنسان حاجات كثيرة ومتنوعة بعضيا مرتبط بالعوامل الداخمية والبعض اآلخر مرتبط بالعوامل الخارجية ومنيا ما التوتر الذي يشعر بو ىو مرتبط بيما معا فبعض ىذه الحاجات قد ت حدث نو عا من اإلنسان)بن عمارة ب.س السموك وعواممو فنقول أننا نسمك كما نريد فنحن أح ارر ومسئولون عن 843( فنحن كثير ا ما نتكمم عن طبيعة أفعالنا والتأثير إدارة في بيئتنا وأحيان ا أخرى نقول أننا في عالم مميء بالضوابط والمغريات التي ال تتيح لنا فرصة التحكم وضبط سموكاتنا فنحن تحت رحمة ىذه العوامل وال مسؤولية لنا عمى أفعالنا 1003 )بوزيد 84( ىذه النظرية الثنائية ألبعاد السموك عبر عمييا Rotter" "Julian )2611( من خالل نظريتو التعمم االجتماعي وىذا "Social Learning" بمفيوم شيير بمركز الضبط )الداخمي-الخارجي( بحيث يقوم ىذا المفيوم عمى أن األف ارد يختمفون من حيث إد اركيم لموقع القوى المسيرة لألحداث في حياتيم ألن موقع ىذه القوى إما أن يكون داخم ي ا.)External( وا ما أن يكون خارج يا )Internal( وي عد مركز الضبط سمة من أىم سمات الشخصية التي حظيت باىتمام الباحثين والدارسين في عمم النفس االجتماعي والشخصية وتعديل السموك السيما في اآلونة األخيرة ما أكدتو بعض الد ارسات المعاصرة التي تناولت مركز الضبط في العالقة بطائفة إطار من الظواىر التي تتضمن أبعاد ا شخصية وعمميات معرفية ونفسية وىذا ما أكدتو د ارسة )2631("Verma" حول عالقة كل من قوة األنا ومصدر الضبط الداخمي واالت ازن والذكاء االنفعالي والدافعية لالنجاز التي توصمت األربع أشارت د ارسة al" Wood et األكاديمي عمى عينة من المتنوعين عرقي ا أنو يوجد ارتباط دال إلى إيجاب ي ا بين المتغي ارت و ")1006( في عالقة بين موضع الضبط والنجاح أظيرت التي أن طالب التحكم الخارجي كانوا أقل في المستوى الد ارسي وتميز طالب التحكم الداخمي بوجود است ارتيجيات النجاح األكاديمي وحتى عالقاتيم االجتماعية كانت جيدة كما أكدت د ارسة العجز المكتسب لدى البطالين ذوي مركز التحكم الداخمي والخارجي الذكور واإلناث- عمى تأثير عامل الجنس في تحديد طبيعة مركز "سمية مزغيش") 1020 ( بعنوان -د ارسة مقارنة بين الضبط داخم يا كان أو خارجي ا وىذا ما يدعم فرضيات الد ارسة الحالية إذ يتبين لممطمع عمى األبحاث التي اىتمت بمركز الضبط ارتباطو بمتغي ارت نفسية واجتماعية تعد إيجابية منيا الصحة النفسية التوافق النفسي التحصيل العالي...الخ)فيمي 212( 2690 وما ليذه السمة من قدرة عمى التنبؤ
بدوافع بالفرد وأدائو وسموكو في مواقف الحيات المتباينة التجريبية منيا واالجتماعية كما أنيا أحد الجوانب الميمة في تنظيم التوقعات إلى 28 اإلنسانية وتحديد مصادرىا فضال عن كونيا أحد المكونات اإلرتباطية بين سموك الفرد وما يحدث بعده من نتائج تساعده عمى أن ينظر انجا ازتو وأعمالو والى نجاحو أو فشمو عمى ضوء قد ارتو وما يستطيع القيام بو من مجيودات مبذولة ومثابرة في تحقيق أىدافو وما يرجوه من نتائج لسموكو وما ق ار ارت حيال ىذا السموك)النيال.)986 2664 يتخذه من فمن حيث الموقف التربوي والتحصيل العممي كما جاء في كتاب "Phares" أن الطمبة المنضبطين داخميا كان تحصيميم أعمى من تحصيل الطمبة المنضبطين خارجيا وذلك لشعورىم أنيم المسئولون عن نجاحيم أو فشميم بما يبذلونو من جيد أو ما يتوانون بو من جد وكد)دروزه 1009 449( وىذا ما لوحظ خالل بعض المقابالت التمييدية التي أجرتيا الباحثة مع تالميذ البكالوريا في سيرىم نحو تحقيق أىدافيم سواء كانت اجتماعية أو أسرية أو د ارسية فتمميذ البكالوريا منذ التحاقو بالثانوية يضع نصب عينيو رفع مستواه الفكري والتعميمي وىذا تحت جممة من العوامل النفسية واالجتماعية فنجده يسعى استكمال إلى مشواره لمنجاح الد ارسي المتمثل في االلتحاق بالجامعة ويتفاوت التالميذ في تحصيميم ومستويات تعمميم حتى عندما تتساوى كافة الظروف لذلك افترض العمماء وجود عوامل إلى تؤدي ىذا التفاوت أىميا مركز الضبط)الداخمي-الخارجي( الذي عرفو " Worill et )2632("Still عمى أنو متغير يصف التوقع العام لمفرد حول العالقة بين مجيوده وميا ارتو وىدفو في النجاح والتفوق فعمى سبيل المثال يميل الطالب ذو الضبط الداخمي عزو إلى نجاحيم أو فشميم لميا ارتيم الخاصة وجيدىم الشخصي أو إلىماليم أما الطالب ذو الضبط الخارجي فيميمون عزو نجاحيم إلى أو السيئ( أو أن االمتحان كان سيال إلى أو فشميم أو صع با)أحمان عوامل خارجية مثل الحظ )الحسن.)101 1021 وباعتبار مركز الضبط سمة نفسية ت كتشف من خالل مالحظة توجو اعتقادات الفرد حول عالقة المعز ازت بسموكو أو بعوامل خارجية وبذلك فإن مركز الضبط جزء من منظومة االعتقادات لدى الفرد والمعتقدات ذو شأن في التربية فيي تبمور خبرة األف ارد وتساعدىم عمى تذليل الصعاب والتغمب عمى ما يواجييم من تناقضات واشكاليات بل ىي توجو السموك وتعين األف ارد عمى تقبل البيئة المحيطة بيم)الجحيشي إب ارىيم وحنا 229( فإننا 1008 نجد الكثير من التالميذ يصابون بفشل واحباط عند الرسوب في شيادة البكالوريا فيقع تحت
ضغط البيئة المحيطة بو من والدين وأخوة ناىيك عن المجتمع واألق ارن والجي ارن في محاوالت منيم إلقناعو بإعادة السنة في صنف ىذا األخير بأنو من ذوي الضبط الخارجي عمى اعتبار اعتقاده بأن العوامل التي أدت إلى رسوبو وكذلك التي دفعتو إلعادة السنة عوامل خارجية كالقدر والحظ أو صعوبة االمتحان أو أي ظروف بيئية أخرى عمى غ ارر البعض اآلخر فيعزون نجاحيم أو فشميم إلى ذواتيم ففي حالة النجاح يرجع التمميذ السبب إلى قد ارتو وميا ارتو وجيوده وفي حالة الفشل يرجع السبب إلى إىمالو وتياونو وعدم حرصو. بناء ا عمى ما تم عرضو تأتي ىذه الد ارسة لإلجابة عمى التساؤالت التالية - هل يختمف مركز الضبط)الداخمي-الخارجي( بين تالميذ البكالوريا المعيدين وغير المعيدين 2- التساؤالت الفرعية ىل توجد فروق ذات داللة إحصائية في مركز الضبط )الداخمي-الخارجي( لدى اإلناث المعيدات وغير المعيدات ىل توجد فروق ذات داللة إحصائية في مركز الضبط )الداخمي-الخارجي( لدى الذكور المعيدين وغير المعيدين ىل توجد فروق ذات داللة إحصائية في مركز الضبط )الداخمي-الخارجي( لدى تالميذ البكالوريا ت عزى لمتغير الجنس -3 الفرضيات الفرضية العامة - يختمف مركز الضبط)الداخمي-الخارجي( بين تالميذ البكالوريا المعيدين وغير المعيدين. الفرضيات اإلج ارئية - توجد فروق ذات داللة إحصائية في مركز الضبط)الداخمي-الخارجي( لدى اإلناث المعيدات وغير المعيدات. - توجد فروق ذ تا داللة إحصائية في مركز الضبط)الداخمي-الخارجي( لدى الذكور المعيدين وغير المعيدين. - توجد فروق ذات داللة إحصائية في مركز الضبط لدى تالميذ البكالوريا تعزى لمتغير الجنس 24
4- أهمية الد ارسة لكل د ارسة أكاديمية أىميتيا التي تدفع الباحث إلى سبر أغوارىا ومحاولة التوصل إلى نتائج تجيب عمى تساؤالتو ويكون طريقو في ذلك األدوات المختمفة لمبحث العممي ومناىجو مع استخدامو بطريقة عممية موضوعية والبحث العممي في عمم النفس يسعى لتحقيق ىدفين رئيسيين أوليما عممي والثاني عممي. والد ارسة الحالية اىتمت بالسنة الثالثة ثانوي حيث تنتقل ىذه األخيرة بالتمميذ من مجرد التفكير في النجاح أو إلى عدمو اختيار مسار د ارسي وميني واسع النطاق ومتعدد التخصصات في الجامعة وكون النجاح ىو السبيل الوحيد الذي يمكنو من مواكبة أق ارنو وااللتحاق بالجامعة فإننا نجد أن الكثير من التالميذ يصابون بإحباط وفشل عندما يرسبون ويرفضون إعادة السنة تحت تأثير جممة من العوامل الداخمية والخارجية عمى غ ارر البعض اآلخر فيعتبرون الرسوب كمحفز لمعدل عال في السنة المقبمة وىذا البحث سيسمط الضوء عمى بعد ىام من أبعاد الشخصية اإلنسانية الذي لو تأثير مباشر عمى ق ار ارت التمميذ فيما يخص مستقبمو الد ارسي أالا وىو مركز الضبط لدى تالميذ البكالوريا المعيدين وغير المعيدين والعوامل المؤثرة فيو. وكمحاولة أولى عمى مستوى جامعة الوادي في تخصص والتوجيو سنتطرق اإلرشاد لد ارسة متغير ىام يتدخل وبشكل كبير في توجيات التالميذ في مختمف الم ارحل الد ارسية عموم ا وفي السنة ثالثة ثانوي عمى وجو الخصوص. 5- أهداف الد ارسة لكل عمل يقوم بو الفرد ىدف أساسي يحدده قبل الشروع في التخطيط لتحقيقو وأىداف ىذا العمل تتمخص كاآلتي التعرف عمى مركز الضبط)الداخمي-الخارجي( لدى أف ارد العينة. التعرف عمى الفروق في مركز الضبط)الداخمي-الخارجي( بين التالميذ المعيدين وغير المعيدين. إلقاء مزيد من الضوء عمى مفيوم الضبط من حيث نشأتو وتطوره وخمفيتو الثقافية. محاولة التعرف عمى أىم األسباب التي تؤثر في رغبة تمميذ البكالوريا حول السنة أو عدمو. إعادة 29
21 حدود 6- الكشف عن العوامل النفسية واالجتماعية والمدرسية وغيرىا التي تؤثر في مركز الضبط )الداخمي-الخارجي( لدى تمميذ البكالوريا)المعيد-غير المعيد(. الد ارسة الحدود الحدود السنة الجغ ارفية الزمنية الد ارسية ثانوية تمت محمد الد ارسة العيد في آل شير خميفة أفريل بدائرة 1029.1029/1024-7 الحدود التعاريف البشرية اإلج ارئية تالميذ لمفاهيم الثالثة السنة الد ارسة - سواء مركز نتائج. مركز - قد ارتو مركز - عوامل -8 ية ليذه الضبط االيجابية الضبط وجيوده بعض بما الضبط خارجية فقد أو بعد ىو السمبية الداخمي من المبذولة الخارجي كالصدفة الد ارسات أنو الد ارسات تعذر اكتفت من أي ىو أبعاد طرفو ىو والقدر السابقة عمى بد ارسات من قيام قيام الباحثة وما الشخصية خالل الشخص والحظ. تتقاطع يتخذه الشخص الحصول تقاط عا ثانوي كيفية ينشأ بنسب من المعيدين إد ارك ق ار ارت بنسب عمى جزئيا د ارسات حول مركز الضبط )الداخمي-الخارجي( انطالق ا الفرد انجا ازتو إ ازء انجا ازتو د ارسات متغير في الدبيمة م وغير من مع لمعالقة والية بداية المعيدين. مصدر ونجاحاتو مواقف ونجاحاتو تتقاطع مركز بين أو الحياة. أو تقاط عا الوادي. الثالثي التعزيز سموكو الضبط فشمو فشمو كميا في وما من الثالث المواقف يتموه واخفاقاتو واخفاقاتو وفيما مع من إلى إلى الد ارسة الحال ذكر يمي د ارسة "صفاء األعسر") 2693 ( بعنوان بعض المتغي ارت المتحكمة في الضبط )الداخمي-الخارجي(. ط بقت عمى) 210 ( طالبة يدرسون بم ارحل التعميم الثانوي والجامعي طبقت عمييم اختبار مركز التحكم من إعداد الباحثة مقياس"روتر" لتكميل الجمل لمتوافق النفسي االجتماعي أوضحت أن األف ارد األكثر توافقا كانوا يتجيون نحو التحكم الداخمي. وتوصمت لمطالب الجامعي "دروزة") 2668 ( بعنوان الضبط الداخمي وعالقتو بالتحصيل األكاديمي استخدمت عينة عشوائية بمغ عددىا) 190 ( طالب ا وطالبة من جامعة
النجاح الوطنية كنموذج لمتعميم التقميدي و) 190 ( طالب ا وطالبة من جامعة القدس المفتوحة كنموذج لمتعميم المفتوح طبقت عمييم مقياس مركز الضبط والتحصيل األكاديمي إال وجدت أن طمبة التعميم المفتوح أميل الطمبة الذكور في كمتا الجامعتين كانوا أميل أنيا إلى االنضباط الداخمي من طمبة التعميم المفتوح وأن إلى االنضباط الداخمي من الطالبات اإلناث وأن طمبة التخصص العممي في امتحان الثانوية أم ي ل من طمبة التخصص األدبي وأن الذين يعممون أميل إلى االنضباط الداخمي من الذين ال يعممون )دروزة -443 1001.)446 وفي نفس السياق توصمت د ارسة الضبط وقمق االختبار والتحصيل لمقياس مركز الضبط بعد تقسيميم إعطائيم وبعد Moss" )1004("Carden et Bryunt et بعنوان مركز لدى طمبة الكميات حيث تم تعريض) 224 ( طالب ا جامعي ا مجموعتين تكونت إلى كل مجموعة من) 99 ( طالب ا اختبا ارت قمق االنجاز والتأجيل والتحصيل األكاديمي تبين أن الطمبة ذوي الضبط الداخمي كانوا األفضل في التحصيل األكاديمي)بني خالد.)461 1006 أما د ارسة "مدور مميكة") 1004 ( بعنوان العالقة بين وجية الضبط وأنماط التفكير في ضوء بعض المتغي ارت)الجنس التخصص المستوى التكويني( لدى عينة من متربصي معاىد التكوين الميني عمى عينة بمغ عددىا) 291 ( متربص ا ومتربصة من المعيد الوطني المتخصص في التكوين الميني طبقت عمييم مقياس وجية الضبط مقياس التفكير الناقد ومقياس التفكير العممي توصمت الدر اسة إلى أنو ال توجد عالقة دالة بين وجية إحصائي ا الضبط الداخمية وأنماط التفكير العممي والناقد في ضوء بعض المتغي ارت باختالف)الجنس التخصص المستوى التكويني( )مدور مميكة.)14 1004 كما توصمت د ارسة " ازىية خطار") 1009 ( حول أىمية التداخل بين مركز التحكم وقمق االمتحان لمنجاح في البكالوريا بمغت العينة) 106 ( تمميذ ا وتمميذة من) 09 ( ثانويات اختيار ا عشوائي ا إلى استخدمت مقياس مركز التحكم يتضمن) 40 ( بند ا توصمت من خالل ىذه الد ارسة وجود فروق بين الطمبة ذوي التحكم الداخمي والطمبة ذوي التحكم الخارجي فيما يخص أدائيم في امتحان البكالوريا بحيث تحصل ذوي التحكم الداخمي عمى متوسط األداء ق در ب )22.91( في مقابل متوسط )3.99( لذوي الضبط الخارجي التعقيب عمى الد ارسات السابقة )بوالميف.)41 1006 29
واستخدمت بم ارجعة الد ارسات السابقة التي تم ذكرىا نالحظ أن أغمبيا اتبعت المنيج الوصفي االستبيان كأداة كما أ ان اختيرت العينة من مجتمعات مدرسية أو جامعية فعند اإلمعان في نتائج الد ارسات نالحظ وجود بعض جوانب االتفاق فمن خالل د ارسة "صفاء األعسر" أكدت أن مركز الضبط بعد نفسي ىام في الشخصية بحيث أسفرت نتائجيا أن الفرد المتوافق نفسيا يتمتع بضبط ود ارسة "Carden et Bryunt et Moss" داخمي مرتفع عال وىذا ما اتفقت معو د ارسة "دروزه" من خالل إلى اإلشارة وجود عالقة موجبة بين مركز الضبط والقمق وىذا ما يؤكد أن مركز الضبط سمة من سمات الشخصية التي تؤثر بشكل مباشر عمى أداء الفرد األكاديمي والعممي ضمن ىذا مجمل نتائجيا تشير إلى اإلطار كانت د ارسة " ازىية خطار" في وجود فروق بين الطمبة في أدائيم في امتحان البكالوريا لذوي الضبط الداخمي وىذا ما تؤكده فرضيات الد ارسة الحالية بشكل عام. بناء ا عمى ما تم عرضو نستخمص أن معظم الد ارسات توجيت إلى استقصاء العالقة بين مركز الضبط بصفة خاصة كونو يشكل عامال وعالقتو بمتغي ارت أخرى وكان بار از بشكل كبير في األبحاث التربوية ىا م ا في التأثير عمى أداء الفرد العممي وتحصيمو جمي األكاديمي كما اتضح ا ومن خالل إطالعات الباحثة أن مركز الضبط لم يحظى باالىتمام الكافي في الجامعات الج ازئرية وأممنا أن تكون ىذه الد ارسة إضافة عممية جديدة لممكتبة المركزية بجامعة الوادي. 23
يناثلا لصفلا طبضلا زكرم.ديهمت -1 موهفم زكرم طبضلا.)يجراخلا-يمخادلا( -2 رداصم زكرم طبضلا.)يجراخلا-يمخادلا( -3 داعبأ زكرم طبضلا.)يجراخلا-يمخادلا( -4 ضعب لماوعلا ةرثؤملا يف زكرم طبضلا -يمخادلا(.)يجراخلا -5 صئاصخ درا فلأا يوذ طبضلا يمخادلا /.يجراخلا -6 زكرم طبضلا ةيرظنو ممعتلا.يعامتجلاا -7 سايق زكرم.طبضلا -8 نيدلا زكرمو طبضلا.)يجراخلا-يمخادلا( ةصلاخ.لصفلا
تمييد ي عد مركز الضبط من أبرز العوامل التي تتداخل مع غيرىا لتحدد توجيات الفرد وأىدافو المستقبمية وعمى ذلك ي عد ىذا المتغير من بين الموضوعات التي أجمعوا عمماء النفس والدارسين في ىذا المجال عمى أىميتو وبدورنا سنخصص ىذا الفصل لمتطرق إلى أشمل التعريفات لمركز الضبط والعوامل التي تساىم في تشكيمو عند الفرد ثم مكانتو في نظرية التعمم االجتماعي فسمات فئتي الضبط الداخمي والخارجي أبعاده ومصادره وجية نظر الدين وأخي ار وسائل قياسو. 1- مفيوم مركز الضبط )الداخمي- الخارجي( يعتبر مصطمح مركز الضبط من المفاىيم الميمة في عمم النفس وذلك عمى الرغم من حداثة ىذا المفيوم مقارنة بالمفاىيم النفسية األخرى التي سبق لعمم النفس بمجاالتو المتعددة البحث فييا ود ارستيا حيث أنو يشكل محور تفاعل بين الفرد وبيئتو وبالتالي لو أث ار واسع ا عمى سموكو ويعد Rotter" )4391("Julian أول من قدم ىذا المفيوم في نطاق نظريتو عن التعمم االجتماعي ثم قام )4391("Phares" بتبني ىذا المفيوم في د ارسات الشخصية حتى أصبح مفيوم وجية الضبط من الموضوعات واسعة النطاق)الخثعمي 09(. 0222 وتعددت المصطمحات لمفيوم وجية الضبط ومنيا مركز الضبط مصدر التحكم موضع الضبط...الخ بحيث نجد من أبرز وأشمل التعريفات التي أوردىا بعض الباحثون كالتالي فقد عرف )4311("Rotter" مركز الضبط بأنو اختالف األف ارد في تعميم توقعاتيم حول مصادر التعزيز فيعتقد األف ارد ذوو الضبط الداخمي أن التدعيمات التي تحدث في حياتيم تعود إلى سموكيم وقد ارتيم بعكس األف ارد ذوو الضبط الخارجي الذين يعتقدون أن التدعيمات والمكافآت في حياتيم تسيطر عمييا قوى خارجية كالحظ والصدفة والقضاء والقدر)بحري وشويعل.)409 0241 وأشارت )4321("Lefcourt" إلى أن مركز الضبط يعتبر بعدا من أبعاد الشخصية ويؤثر في العديد من أنواع السموك وأن االعتقاد لدى الفرد بأنو يستطيع التحكم والسيطرة في أموره الخاصة والعامة يسمح لو باالستم ارر عمى قيد الحياة دون ضغط ويتمتع بحياتو ومن ثم يمكنو التوافق مع البيئة التي يعيش فييا )مر ازقة 19(. 0222 02
وفي نفس السياق ترى )4321("Coseany" أن مركز الضبط كمتغير 04 من متغي ارت الشخصية ييتم بالمعتقدات التي يحمميا الفرد بخصوص أي العوامل ىو األكثر تحمال لمنتائج اليامة في حياتو من خالل إد اركو لمعالقة السببية بين السموك ونتيجتو وىذا ما يجعل األف ارد يختمفون في تفسير معنى األحداث الم دركة بالنسبة ليم بسبب طبيعة التعزيز الم توقع ليذه األحداث في م يميمون أكثر إلى تك ارر السموك الجديد لتدعيمو إيجابي ا)بركات 0222.)49 أم ا "سيير كامل أحمد") 4330 ( فترى بأن مركز الضبط يتعمق بعقيدة الفرد عن أي العوامل ىي األقوى واألكثر تحكما في النتائج اليامة في حياتو العوامل الخارجية)خنفر.)01 0242 الذاتية.. أم العوامل ويعرف "جبريل") 4332 ( مركز الضبط بأن و درجة اعتقاد الفرد بمسؤوليتو الشخصية لما يحدث لو مقابل أن يرجع ذلك إلى عوامل أو قوى خارجية ليست ضمن سيطرتو أو تحكمو )حمدونة وآخرون.)44 0222 في حين نجد أن "عمي") 0224 ( عرفو عمى أنو قدرة الفرد وسيطرتو عمى الطريقة التي يدرك بيا العوامل التي سبب نجاحو أو فشمو واخفاقو في اتخاذ ق ارر ا معين ا إ ازء موقف معين في السيطرة عمى الموقف متحكم ا وبفاعمية بما يجري معتمد ا في ذلك عمى خصائصو الشخصية الداخمية )أي من داخل الفرد كالقدرة والقابمية( أو عمى ظروف )خارج إ اردة الفرد كالحظ والصدفة()عبد الر ازق حسين ب.س.)122 وعوامل خارجية أم ا مركز الضبط في نظر "فاطمة أحمد عمي أنو وأحمد محمد الحسن شنان") 0244 ( ىو المدى الذي يؤمن فيو األف ارد بأن ما يحدث ليم محكوم داخميا وىذا يرجع لمجيوداتيم الذاتية أو أن يا محكومة خارجي ا بالصدفة أو قوى خارجية)أحمد عمي أنو وشنان.)421 0244 بينما عرف "الجحيشي") 0221 ( مركز الضبط عمى أن و أسموب وطريقة معرفية يعمم عمى وفقيا الفرد التوقعات واالعتقادات وعمميات اإلد ارك عبر المواقف الحياتية المختمفة بما يتناسب مع ميمو وتوجياتو في تفسير األحداث)محمد شياب.)42 0242 وكنتيجة لمجمل التعريفات التي ذ كرت أعاله يمكن القول أن مركز الضبط بعدا ىاما من أبعاد الشخصية ينشأ من مصادر التعزيز التي يحصميا الفرد في المواقف الحياتية المختمفة أي إلى كيفية إد اركو لمعالقة بين سموكو وما يتموه من نتائج فقد يدرك الفرد ىذه العالقة عمى أنيا تتوقف عمى سموكو والخصائص الشخصية التي يمتمكيا وبالتالي يكون
االعتقاد داخمي أو أن يدركيا عمى أنيا نتيجة قوى خارجية بعيدة عن قد ارتو وبالتالي يكون االعتقاد خارجي. -2 مصادر مركز الضبط )الداخمي-الخارجي( إن المصادر التي يعزو إلييا األف ارد أسباب حصوليم عمى التعزيز متعددة سواء بالنسبة لفئة الضبط الداخمي أو فئة الضبط الخارجي ويحدد "بشير معمرية" ىاتو المصادر فيقول إذا كان التعزيز مضبوط ا بالعالم الداخمي لمفرد فإن مصادره المحتممة ىي ما يمي -1-2 الذكاء والقد ارت العقمية فالفرد يعتقد وىو مسئول عما ينالو من ثواب أو -2-2 -3-2 خصائص ىي كما -1 الميارة والكفاءة السمات االنفعالية والم ازجية أ نو يستطيع فيم البيئة وضبط أحداثيا لصالحو عقاب. وذلك من خالل االستفادة من الخب ارت السابقة لمسيطرة عمى البيئة. فالفرد ي ك ون اعتقاد ا حول نفسو بأ نو يتوفر عمى تجعمو يتحكم في األحداث البيئية وينال التعزي ازت المرغوبة وىذه الخصائص الثقة بالنفس االكتفاء الذاتي الطموح المثابرة والجدية...الخ. أم ا إذا كان الحصول عمى التعزيز مضبوط ا يمي الصدفة أو الحظ حيث يعتقد بالقوى الخارجية فإن مصادره المحتممة الفرد أن العالم غير قابل لمتنبؤ أو التأثي ارت االجتماعية الغير خاضعة لمعقل من وجية نظره ىي المسئولة عن نتائج سموكو. -2 سمف ا. -3 القدر فالفرد يكون في اعتقاده بأن و ال يمكن أن يغير من مسار األحداث ألنيا م قدرة اآلخرون واألقوياء فالتعزيز يكون في أيدي اآلخرين كاآلباء والمسئولين وىؤالء ال يستطيع أن يؤثر فييم ألن و ضعيف)بدوي وزكور ب.س.)041-042 بناء ا عمى ما تم عرضو فإننا نستطيع أن نعتبر مؤش ارت فئة الضبط الداخمي تجعل الفرد يحتفظ باعتقاد مؤداه أن مصادر النجاح أو الفشل تحركيما قوى ذاتية داخمية ومن ثم ي قبل عمى مواجية المواقف الحياتية ويكون ذلك دافعا قويا نحو االنجاز في مجاالت حياتو كونو يدرك أن و بإمكانو السيطرة عمى األحداث وتغيير مجرياتيا بيده أ ما عن مؤش ارت فئة الضبط الخارجي تجعل الفرد يعتقد أن مصادر النجاح والفشل تكمن خارج ذاتو وىو بذلك يخضع في تسييره إلى قوى خارجية ال يؤمن بأ نو يممك القوة لتغيير األشياء. 00
-3 أبعاد مركز الضبط البعد الداخمي 1-3. إلى ويشير )Internal Locus of Control( مدى اعتقاد الفرد بأن األحداث التي تحصل لو ىي تحت سيطرتو فالشخص الداخمي في مركز الضبط أكثر قدرة عمى وفعالية عمى إد ارك نفسو وفيميا وىو يعتمد عمى أنو المقرر لمصيره والمتحكم في ذاتو وقد ارتو وميا ارتو وىو المسؤول المباشر عنيا فإذا فشل أو نجح يعتبر نفسو المسؤول المباشر عن نجاحو أو فشمو فيقول "فرج عبد القادر طو" في ىذا الخصوص أن الشخص السوي ىو الذي تعمم أن يتنازل عن لذ ات قريبة عاجمة في سبيل ثواب آجل أبعد أثر ا وأكثر دوا ما ا نظ ر لقدرتو عمى القادر. )12 4322.2-3 البعد الخارجي إلى ويشير أدائيم وسموكيم في مختمف )Externel Locus of Control( إد ارك عواقب األمور)عبد طو مدى اعتقاد الناس من خاللو أن ىناك قوى ومؤث ارت خارجية تتحكم في شؤون الحياة كالحظ والصدفة والقضاء والقدر والذي يشير اعتقاد الشخص أن األحداث التي تحصل أو التي قد تحصل لو مستقبال إلى ال تعتمد عمى ما يقوم بفعمو واألمور التي يرغب في الحصول عمييا أو الحاجات التي يشبعيا تبدو وكأنيا تعتمد عمى حضور اآلخرين أو من قوى خارجية. اإل اردة ويرى )4321("Jhonson" أن البعد الخارجي ىو اعتقاد الفرد بأن القوى الخارجة عن سموكو)الشافعي تقرر ما يحدث لو وبالتالي فيو عاجز عن.)00 4332 التحكم في بيئتو أو نتائج من خالل ما سبق فإن التمييز بين البعدين الداخمي والخارجي يتعمق بإد ارك الفرد بأنو أكثر أو أقل سيطرة عمى بيئتو حيث يعتقد الداخميين بأن التكاليف واإلثباتات تعتمد عمى قد ارتيم بينما يعتقد الخارجيين بأن ىذه النتائج محددة بواسطة قوى خارج أنفسيم ومن الممكن أن يحصل الداخميين عمى اإلحساس بالمنزلة المتحققة وبأنيم مؤىمين لالنجاز. 4- العوامل المؤثرة عمى مركز الضبط )الداخمي-الخارجي( يرتبط مركز الضبط ببعض العوامل التي تؤثر بشكل كبير في تحديد مصدره ومن أىم ىذه العوامل ما يمي 1-4- أساليب المعاممة الوالدية 02
01 تعد األسرة ىي النواة والمصدر الرئيسي لتنشئة الفرد فمنيا يشبع رغباتو وحاجاتو وفييا يكتسب خب ارتو وعاداتو وأىم القيم والمعتقدات وبالتالي يتكون لدى الفرد مصدر الضبط. فنجد أن أساليب المعاممة الوالدية التي تتسم بالقبول ارتبطت ارتباط ا موج ب ا مع القبول الداخمي بحيث يرى وأكد "Phares et Lamiell" أن الفروق بين األف ارد في وجية الضبط من المحتمل أن تكون م كتسبة فالفرد الذي يعيش في أسرة تشجع األنشطة التي يترتب عمييا مكافئة أو تدعيم ينمو لديو اعتقاد بأنو يستطيع القيام بعمل األشياء الصالحة والنافعة وتجنب عمل األشياء الضارة والسيئة بينما إذا كانت خيا ارت الفرد داخل األسرة غير ثابتة "Jalejs et all" الضبط والتوجيو لمنتائج. أن وجية الضبط ليست إال ا شعو ر أو إحسا سا متعم ما لقدرة الفرد عمى فاألف ارد الذين يتصفون بالضبط)الداخمي-الخارجي( يكونون غالبا من ا سر تتسم بالحب والديمق ارطية والنظام والمعايير المستقرة إضافة إلى أ نيا توفر ألبنائيا الرعاية النفسية وتدفعيم إلى تحمل المسؤولية واتخاذ الق ار ارت في ظل إعطائيم الحرية الكافية إلدارة شؤون حياتيم الخاصة األمر الذي يرسخ لدييم مفيوم الجيد الذاتي كمصدر أو كسبب لمحصول عمى تعزيز من قبل اآلخرين. -2-4 المستوى الثقافي تشير د ارسة "الديب" إلى أن ىناك فروق ا بين ذوي مركز الضبط الداخمي والخارجي وترجع ىذه الفروق إلى اختالف المستوى الثقافي واألكاديمي لألف ارد ويرى أنو كمما انخفض مستوى مؤىالت الفرد العممية انخفضت معو درجتو في الضبط الداخمي وىو ما يؤكد أن لثقافة المجتمع والبيئة التي يعيش فييا الفرد أثر ا في تحديد وجية الضبط لديو. -3-4 المستوى االجتماعي واالقتصادي يمعب المستويان االجتماعي واالقتصادي لمفرد دور ا ىا ما في تحديد وجية الضبط لديو حيث إن المكانة االجتماعية واالقتصادية تساعد عمى تنمية أو إعاقة مدى شعور الفرد في إمكانية التحكم في أحداث الحياة والسيطرة عمييا فأبناء الطبقة االجتماعية واالقتصادية المخفضة يميمون إلى الضبط الخارجي نظر ا لوجود فيم غير واضح لمصادر التعزيز في ظل غياب الشعور باستقالل وتشجيع القد ارت في حين أن أبناء الطبقة االجتماعية واالقتصادية المرتفعة يميمون إلى وجية الضبط الداخمي لتوفر عوامل اإلحساس بالكفاءة
والقدرة عمى تغيير مجرى األحداث لما ينشئون عميو من استقالل وتشجيع الفروق الفردية)العفاري 09.)00 0244-4-4 العمر الزمني حيث أشارت بعض الد ارسات مثل د ارسة )4311( )4313( ود ارسة "Lao" "Pinja" أن مركز الضبط يتأثر ويتغير باختالف م ارحل العمر فالضبط الداخمي يبدو منخفضا في مرحمة الطفولة ثم يزداد مع التقدم في العمر في مرحمة الم ارىقة ثم في مرحمة الشباب والرشد كما أن عامل نمو الذات يجعل الفرد يكون صورة ايجابية عن ذاتو وبالتالي يكون لديو اعتقاد بأن و مس ؤول عن األحداث التي تحدث لو بغض النظر عن طبيعة ىذه األحداث وىذا ما يسمى بفئة الضبط الداخمي في حين يميل الفرد ذو التقدير السمبي لذاتو إلى االعتقاد بعدم تحمل مسؤوليتو اتجاه األحداث التي تحكميا قوى خارجية وبالتالي يعتقد في فئة الضبط الخارجي لكنو يحمل صورة فاشمة عن ذاتو)خنفر.)24 0242-5-4 المستوى الد ارسي ت شير بعض الد ارسات إلى تأثير المستوى الد ارسي عمو وجية الضبط الداخمي فقد أكدت د ارسة "المومني والصمادي" عمى وجود فروق دالة في مركز التحكم بين الطالب في مختمف الم ارحل الد ارسية حيث يميل طالب الصفوف العميا إلى التحكم الداخمي. واتفقت د ارسة "الحربي") 0221 ( مع النتائج السابقة حيث أظيرت الد ارسة أن طالب الد ارسات العميا )ماجستير دكتو اره( أكثر ميال كمما ارتفع المؤىل الد ارسي يزداد الميل إلى التحكم الداخمي. الجنس -6-4 لمركز التحكم الداخمي وىذا ما يشير أ ن و إلى اتضح من بعض الد ارسات وجود فروق في وجية الضبط تبعا لمجنس فقد وجدت "فاطمة حممي" فروق ا لصالح اإلناث في مصدر الضبط الداخمي والحظ "الزيات" وجود تأثير دال وموجب لمجنس عمى مصدر الضبط لصالح الذكور وذكرت الد ارسات األجنبية والتي تورد أن اإلناث "ناديو التيو" نتائج بعض أكثر ميال لوجية الضبط الخارجية وقد يعود ذلك إلى إطار الثقافة التقميدية التي تكون أساليب السموك مرتبطة بالدور الجنسي لكل من الرجل والم أرة والتي قد تكون أكثر جوانب الثقافة مقاومة لمتغير حيث أن األنثى تخضع لقوى خارجية تؤثر عمى حياتيا وقد يكون ذلك السبب في أن الخارجية في إد ارك مصادر التدعيم)العفاري اإلناث. )01-02 0244 وجية الضبط إلى أقرب
01 نستنتج من خالل ما ذ كر أن ىناك عوامل عديدة تتداخل في تشكيل ىوية الفرد وبالتالي تتحدد عمى ضوئيا سماتو الشخصية فممركز الضبط دور ىام في تحديد توجيات األف ارد في ؤثر ويتأثر بيذه العوامل كالجنس المستوى الثقافي والعمر الزمني وتتجمى ىذه الدينامية باختالف درجات تأثير ىذه العوامل في تحديد مصدره. -5 خصائص األف ارد ذوي )الضبط الداخمي-الخارجي( ي عد اختالف األف ارد في مدى اعتقادىم بقدرتيم عمى التحكم في األحداث ومدى تحمميم المسؤولية اتجاىيا سواء كانت األحداث ناجحة أو فاشمة فإن ذلك البد أن يعكس فروقا ىامة في أنماط سموك األف ارد. ولقد لخص الضبط الداخمي والمتمثمة في - "صالح محمد أبو ناىية ")4323( البحث واالستكشاف لموصول الوصول - - - - إلى إلى حل المشكالت التي تعترضيم في البيئة. أىم الخصائص التي يتميز بيا أف ارد فئة المعمومات ثم استخدام ىذه المعمومات بفعالية في القدرة عمى تأجيل اإلشباع ومقاومة المحاوالت المغرية لمتأثير عمييم. المودة والصداقة في عالقاتيم مع اآلخرين. العمل واألداء الميني حيث تبي ن أن لدييم معرفة شاممة بعالم العمل الذين يعممون فيو والبيئة المحيطة بيم كما أنيم أكثر إشباعا ورضا عن عمميم. التحصيل واألداء األكاديمي حيث تبي ن ارتفاع مستوى تحصيميم الد ارسي وأساليبيم في حل المشكالت كما أن يم أكثر تفت حا ومرونة في التفكير وأكثر إبدا عا وأكثر تحمال والمشكالت العامة. - لممسائل الصحة النفسية والتوافق النفسي في م أكثر احت ارم ا لمذات وأكثر قناعة ورضا عن الحياة وأكثر اطمئنان ا وىدو ءا وأكثر ثقة بالنفس وأكثر ثبات ا انفعال يا وأقل قمق ا وأقل اكتئا ب ا وأقل إصابة باألم ارض النفسية)زى ارن 4331 الذين يعتقدون أن مصادر النجاح أو الفشل تكمن.)1 19( وعميو فإن أف ارد فئة الضبط الداخمي ىم في ذواتيم وىذا نتيجة لما تمقوه من تكوين الثقة بالنفس في مواجية المواقف المتخمفة والقدرة عمى تحمل المسئولية)لشيب ونيس 0241 أما فئة الضبط الخارجي فتتمخص خصائصيم كالتالي
01 - - - - يمقون تبعية أو مسؤولية وقوع األحداث عمى عوامل خارج أنفسيم مثل القدر أو الحظ أو الصدفة وىناك من النتائج ما تفيد بأن الضبط الخارجي يرتبط بدرجة عالية بالمعتقدات الغيبية وبخاصة مع المقاييس الفرعية مثل الروحانية وغيرىا. ىم أكثر سمبية وعدم مشاركة في تنخفض لدييم درجة اإلحساس يرجعون الحوادث االيجابية أو السمبية األحداث السمبية يرتبط لدييم باالعتمادية. اإلنتاج وأقل تفاعال. بالمسؤولية الشخصية عن نتائج أفعاليم الخاصة فيم إلى ما دون الضبط الشخصي ومن ثمة فإن عزو لدييم استعداد أكبر لمقمق واالكتئاب واالستجابة العصابية لمضغوط وتتضح اآلثار السمبية لعالقة القمق بوجية الضبط حيث ي عتبر القمق عامل مثبط لفاعمية واست ارتيجية المواجية)االنسحاب االجتماعي( لذلك يتمتع ذوي الضبط الداخمي بدرجة أعمى في إست ارتيجية الخارجي)بوزيد التفاوض والتي تفيد في وضع حمول لمص ارعات ىذا مقارنة بذوي الضبط.)91 0222 وعميو فإن أف ارد فئة الضبط الخارجي ىم الذين يعتقدون أن األحداث التي يعيشونيا ليست نتيجة سموكيم وخصوصياتيم الذاتية بل نتيجة لمصدفة القدر والحظ وآخرين أقوى منيم وتتعدى قدرة تحكميم )لشيب ونيس.)1 0241 من خالل ما قدمناه من عرض لسمات ذوي الضبط الداخمي وذوي الضبط الخارجي تبين لنا أن أصحاب الضبط الداخمي والخارجي يختمفون في وجية النظر عمى التحكم في السموك وضبطو بل وتحمل مسؤولية الفعل والسعي إلى مدى القدرة إلى تغيير وتكييف ما ينبغي تغييره أو تكييفو وبالتالي فالشخصيات ذوي الضبط الداخمي يحبون عمميم ويبذلون جيد ا عال يا فيو ويكونوا سعداء بيذا األداء أ ما ذوي الضبط الخارجي فيم يحبون التوجيو من اآلخرين ويستمدون سعادتيم من رضا اآلخرين عمى أدائيم. -6 أوال مركز الضبط و نظرية التعمم االجتماعي مكانة النظرية ومركز الضبط تبرز أىمية نظرية التعمم االجتماعي من خالل حاجة كل فرد منا تفسير سموكو إلى وسموك اآلخرين حولو ونجد أن بعض المدارس النفسية عجزت عن تفسير كل سموكيات اإلنسان خصوصا ما يتعمق بالسموك االجتماعي الذي تعتبره ىذه النظرية إحدى المحاوالت التي قامت لفيمو وذلك لما يحتويو من تصو ارت يمكن اعتبارىا ضرورية لتفسير سموك
اإلنسان إن ىذه النظرية بتأكيدىا عمى الجانب اإلنسان قيام المعرفي تساعد بشكل خاص عمى تفسير بسموك معين بعد اختياره من بين عدة سموكيات موجودة أصال في رصيده السموكي وكمما ازد السموك تعقيد ا كانت ىذه النظرية أكثر جدارة من غيرىا في تفسير ىذا السموك)الرشيدي.)40 0222 ويمكن تمخيص معادلة السموك التي صاغيا "Rotter" في احتمال صدور أي سموك في أي موقف سيكولوجي معين ىو دالة لمتوقع بأن ىناك السموك سوف يؤدي إلى معين في ىذا الموقف مع وضع قيمة ىذا التدعيم في االعتبار ويختمف الناس في تدعيم إد اركيم لمصدر التعزيز فبعضيم يرى أن التدعيم يأتي من الخارج بينما برى البعض أن مصدر التدعيم داخمي )خنفر ثاني ا.)22 0242 المسممات األساسية لنظرية التعمم االجتماعي يشير التعمم االجتماعي )4311("Phares" -1 إلى أن المسممات التالية تمثل المنطمقات األساسية لنظرية إن وحدة البحث في د ارسة الشخصية ىي التفاعل بين الفرد وبيئة ذات معنى حيث تتطمب د ارسة السموك االىتمام بالمحددات الشخصية والبيئية مع ا إذ أن السمات والحاجات والعادات ال تكفي وحدىا مما يجعل د ارسة األبعاد الموقفية أمر ال غنى عنو فاألف ارد يستجيبون لمبيئة بصورة ذاتية وذلك عمى أساس الخب ارت وأنواع السموك التي تعمموىا عبر تاريخيم فالخصائص الموضوعية لممثي ارت ليست كافية وحدىا بل البد من االىتمام بتفسير الفرد ليا ومن المالحظ في الوقت نفسو أن أبناء الحضارة الواحدة يشتركون في كثير من األفكار عمى صورة خب ارت مشتركة بينيم ولذا فإن االعتماد بشكل كمي عمى المحددات الذاتية يجعل الصورة منقوصة. 2- تركز النظرية عمى أن السموك االجتماعي المتعم م ومن ىنا ترى أن المحددات البيولوجية غير المتعم مة ليست ذات أىمية إذا ما قورنت بما ليا من أىمية بالغة في إطار نظريات اإلد ارك واإلحساس فمجال السموك اإلنساني ىو الذي يحدد المفاىيم ذات األىمية الكبرى لمد ارسة في ىذا المجال)العادلي 492(. 4324 3- وحدة الشخصية 02
03 إن نظرية التعمم االجتماعي ىي نظرية ديناميكية تفاعمية تركز عمى تفاعل الخب ارت السابقة مع الخب ارت األكثر عيدا أي تفاعل الشخصية مع الموقف الجديد كم أن يا ال تيمل ميول الفرد في اختيار الموقف المناسب الذي يتوافق مع خب ارتو السابقة)شخصيتو القاعدية( ولذلك فإن عممية التأثر والتأثير ىي عممية متعدية بين تأثير المواقف القديمة )الخب ارت( في المواقف الجديدة وتأثير المواقف الجديدة في المواقف القديمة وىذا يقدم وحدة مت ازيدة وت اربط ا واستق ارر ألنماط السموك الفردي ومن ذلك يصبح من اإلنسان اإلمكان التعرف عمى شخصية أكثر فأكثر بمرور الوقت بل ويمكننا التنبؤ بالسموك ونتائجو فالخب ارت الجديدة تتشكل مع الشخصية في ضوء الت اركم المعرفي)بوزيد.)12 0222-1 ترتكز النظرية عمى دور المحددات العامة والنوعية لمسموك وترفض مبدأ الفئات حيث يتميز الشيء عن نقيضو فقد كان عمماء نفس الشخصية يعتقدون أن المحددات الرئيسية لمسموك اإلنساني تكمن في ثبات سمات عامة وواسعة ىي المسئولة عن ثبات السموك عبر المواقف المختمفة ويبدو من المجدي ترجيح كفة االستعدادات أو المحددات الموقفية النوعية عن األخرى فموقف نظرية التعمم االجتماعي ىو د ارسة تأثير النسبي لكل من العاممين في المواقف المختمفة. السموك 5- اإلنساني يتميز بأ نو ىادف فقد يكون من أجل ىدف يناضل الشخص لتحقيقو أو من أجل استبعاد ضر يسعى لتجنبو وىذا يشير إلى مبدأ الدافعية في السموك)العفاري.)40 0244 ويرى "Rotter" أن سموك الفرد ال تحدده فقط طبيعة األىداف أو أىميتيا أو المعز ازت بل يتحدد أيضا عن طريق التييؤ الذىني أو التوقع بأن ىذه األحداث سوف تحدث ومن ىنا يعتبر أصحاب ىذه النظرية أن التوقعات محددات أولية لمسموك فالمعزز ات وحدىا ال تفسر السموك تفسير ا مالئ ما وبعبارة أخرى فإن الدرجة التي يتوقع عندىا األف ارد أ ن سموكيم سيؤدي إلى أىداف تحدد سموكيم كما يحدد المعزز أيضا عن طريق تحقيق اليدف ومن ثم مقدار التوقع سيتوقف عمى الخب ارت السابقة لألف ارد بأنواع السموك والنتائج التي يحصمون عمييا حيث تقود خب ارتيم الماضية الناجحة بسموك ما إلى القيام بالسموك مرة أخرى في حين أن فشل السموك في تحقيق اليدف سوف ينقص من توقع األف ارد ليذا السموك)الرشيدي 0222.)42 ثالث ا المفاىيم األساسية في النظرية
"Rotter" قدم الضبط )الداخمي-الخارجي( -1 إمكانية وقوع السموك عمى التدعيم والتعزيز. -2 ب- التوقع أربعة مفاىيم في نظريتو لمتعمم االجتماعي والتي انبثق منيا مفيوم مركز ىو إمكانية حدوث سموك ما في موقف ما من أجل الحصول ىو االحتمال الذي يعتقد بو الفرد أن تعزيز ا معي ن ا سيحصل كدالة لحدوث سموك مو معين في قف معين فيو احتمال يعتمد عمى الفرد ذاتو تحدده التوقعات السابقة المعممة نتيجة لسموك الفرد سموك ا معي نا تبعو تعزيز كما يحدده تاريخ التعزي ازت لديو والتوقع نوعان أ- نوع خاص يعتمد عمى القدر الذي اكتسبو الفرد من الخب ارت السابقة. نوع عام يعتمد عمى انتقال التعمم من مواقف أخرى يالحظيا الفرد)شياب 0222.)44-3 قيمة التعزيز ىي درجة تفضيل الفرد ورغبتو في حصول تعزيز ما إذا كانت فرص حصول أشكال التعزيز األخرى البديمة متساوية)العفاري.)42 0244-4 الموقف السيكولوجي فتعتبره النظرية بأن و المحدد اليام ج دا لمسموك وترى أن إىمال الوقف النفسي يقمل من فعالية التنبؤ بسموك الفرد بشكل جوىري والبد من تحميل الموقف تحميال ج ي دا من أجل التعرف عمى المؤث ارت السموكية التي قد تؤثر بشكل مباشر في قيم التعزي ازت والتوقعات لشخص ما)الشافعي.)43 4332 فمن خالل نظرية "Rotter" يتضح أن مركز الضبط ي بنى أسا سا عمى التوقعات والتدعيمات فإذا أدرك الفرد أن التدعيم الذي يصادفو مرتبط ا بسموكو فإن قوة أو ضعف احتمال صدور السموك عن الفرد في المواقف المشابية يتوقف عمى ايجابية التدعيم أو سمبيتو فالطريقة العامة الم حتممة لكي يحدث السموك في أي -7 موقف نفسي خاص تكون دالة عمى التوقع بأن السموك يقود إلى التدعيم المستقل في ىذا الموقف ومدى قيمة ىذا التداعي. قياس مركز الضبط من الممكن أن نقرر بادئ ذي بدء أن الخمفية النظرية لكل نشاط عممي لقياس وجية الضبط تقوم أساس ا عمى تعريف "Rotter" لمضبط الداخمي الخارجي لمتعزيز وت عد الفترة منذ منتصف الخمسينات وحتى أوائل السبعينات ىي الفترة التي نشطت فييا البحوث لقياس 22
الفروق الفردية في التوقع المعم م أو االعتقاد في الضبط الداخمي "Rotter" وتالميذه منذ عام) 4391 م(. 24 الخارجي حيث بدأت وتبدو أىمية وجية الضبط في حقيقة وجود أكثر من) 22 ( مقياس ا تقيس ىذا المفيوم وعمى الرغم من أن معظم ىذه المقاييس و ضعت لالستخدام مع فئات نوعية أو خاصة من األف ارد إال األف ارد فضال أ نيا أي ضا كانت تفتقر إلى نماذج متوازية لالستخدام مع قطاعات أخرى من عن أن لدييا دع ما محدو دا فيما يتعمق بصدق التكوين الفرضي وقد بدت ىذه العيوب واضحة وتظير باستم ارر في نتائج الد ارسات المتعمقة بصالحية ىذه المقاييس لمتطبيق حيث أن معامالت االرتباط بينيا شديدة االنخفاض عموم ا كما أ نيا تؤدي بالتحميل ي العامم إلى استخالص ب نى عاممية متباينة باإلضافة إلى أن حساب قيمة االرتباط بين ىذه المقاييس وأحد المتغي ارت النفسية أو التربوية تختمف من مقياس آلخر ويخمق عدم االتساق ىذا ارتباك وحيرة ألولئك الباحثين الذين يسعون لوصف مجموعة من المتغي ارت المرتبطة أو المؤثرة عمى وجية الضبط بشكل دقيق وحاد وبناءا عمى ذلك فيناك حاجة ماس ة لمقاييس وجية ضبط متوازية ت غطي فئات مختمفة من األف ارد وفي أعمار مختمفة وتسمح بمقارنة نتائجيا في الوقت نفسو. إن أول مقياس ص مم لقياس وجية الضبط ىو المقياس الذي صممو )4311("Rotter" في د ارستو التي ىدفت إلى توضيح أثر التعزيز والمكافأة عمى السموك وقد اعتمد أساسا عمى األدوات األولية ل )4391("Phares" و" 4391("James ( وىو يأخذ شكل االختيار الجبري ويتكون من) 02 الداخمي والثانية إلى المقياس م ؤلفا من) 03 فقرة( كل فقرة تتضمن زوجا من العبا ارت أحدىما تشير إلى الضبط الضبط الخارجي وقد أ ضيفت إلى الفق ارت السابقة) 21 فق ارت( ليصبح فقرة( إضافية و ضعت حتى ال يعرف المفحوص ىدف المقياس ولتقميل أثر االستحسان االجتماعي ويتم تصحيح ىذا المقياس عن طريق حساب إجابات األف ارد عمى االختيا ارت الخارجية بحيث ت عطى درجة لكل اختيار خارجي وىذا االختيار ي سج ل في اتجاه الضبط الخارجي بمعنى أن الدرجات المرتفعة فيو تنبؤ بارتفاع الضبط الخارجي لدى المفحوص ويقوم ىذا المقياس عمى مدى إد ارك الشخص لألحداث اليامة في حياتو وىل تتحدد بواسطة عوالم خارجية أو داخمية. لألطفال وانتقد Strickland" )4391("Nowick et ببناء مقياس الضبط الداخمي والخارجي ويرمز لو ب "CNS-IE" ويناسب األطفال في سن) 42-3 سنة( وقد قام باقتباس ىذا
المقياس وتعريبو "فاروق عبد الفتاح") 4324 م( وي ستخدم في تقدير أري الفرد فيما إذا كان يرى أن بإمكانو التحكم في األحداث من داخمو أو من خارجو ويتكون من) 12 سؤاال ( يقابل كل منيا زوجان من األقواس أسفل كممة)نعم( و)ال( وتشير الدرجة المرتفعة إلى الضبط الخارجي في حين تشير الدرجة المنخفضة إلى زيادة الضبط الداخمي. وأعد )4311("Brown" مقياس مركز التحكم المعدل حيث أجرى تعديالت عمى مقياس "ليفنسون) 4311 ( من خالل التحميل العاممي وتعديل بعض العبا ارت مع استخدام طريقة "ليكرت" في القياس وقد أثبتت نتائج التحميل ظيور ثالثة أبعاد لممقياس ىي أ- تحكم داخمي ( ارجع لمفرد( )1 بنود(. ب- تحكم خارجي )عوامل اجتماعية( )40 بندا(. ج- تحكم خارجي )قوى اآلخرين( )1 بنود(. وبذلك فأبعاد وجية الضبط بين مقياس "ليفنسون" ومقياس "ب ارون" واحدة بجانب ضم عامل جديد يشمل العوامل االجتماعية المتعددة. وأعد "نويسكي" و"دوك") 4314 ( مقياس وجية الضبط)الضبط الداخمي- الخارجي( لمكبار وقام بترجمتو إلى العربية "رشاد موسى" "صالح أبو ناىية") 4321 ( وييدف إلى تحديد موضع الضبط نوعي األف ارد بمعنى تحديد الذين يشعرون بأن إنجاز أي ىدف إنما يقع عمى عاتقو ومن مسؤولياتو والنوع اآلخر الذي يرجع النجاح أو الفشل في األعمال إلى الحظ والصدفة ويتكون المقياس من) 12 سؤاال ( وتصحح عبا ارتو إما بنعم أو ال وتحصل كل استجابة صحيحة عمى درجتين بينما تحصل االستجابة الخاطئة عمى درجة واحدة)الخثعمي.)19-11-12 0222 8- الدين ومركز الضبط )الداخمي-الخارجي( أوال مركز الضبط ووظيفة الدين يعتبر مركز الضبط أىم وأقوى وسيمة من وسائل الدين من خالل ما يقوم بو من وظائف في حياة الفرد والمجتمع واستق ارر النظم االجتماعية لذلك اىتم عمماء االجتماع بد ارستو ووضعوه عمى قمة النظم االجتماعية والدين نظام اجتماعي شامل ال يسمح ألي فرد أن يكون لو أر يا خا صا فيو أو يسمك سمو كا خار جا عميو فالدين يضبط السموك لمعبد بينو وبين ربو وبين الفرد ومجتمعو من خالل الثواب والعقاب ليس في الحياة الدنيا فقط وا نما أيض ا في اآلخرة. 20
ويبرز أثر الدين وبالذات اإلسالمي كأداة ضبط ذاتي داخمي واجتماعي خارجي فيما يشتمل عميو من تعاليم تمثل في مجمميا مجموع الضوابط والتي تظير في العبادات المتعمقة في العالقة بين العبد وخالقو سبحانو وتعالى وفي المعامالت التي تعكس العالقة بين األف ارد ومن ىنا فان من وجية نظره يمارس ضبط ا ذات يا داخم يا عمى الفرد من حيث ضبط النفس والسيطرة عمييا ويسعى في نفس الوقت إلحداث التوازن داخل نفس الفرد وىذا يعكس سموك الفرد خارجيا مع اآلخرين وفق ما يدركو الفرد وىذا ىو مركز الضبط الديني الداخمي الذي يؤثر ا تأثي ر ا مباش ر وفعاال في ثقافة المجتمعات ويعمل عمى توارثيا وعن عالقتو باالقتصاد نجد أن الدين األحكام وضع اإلسالمي وأصول التشريعات المنظمة لحياة اإلنسان فأقر ت الممكية الفردية وفتحت مجال المنافسة المحمودة والعمل عمى التفوق وجعل العالقات االقتصادية بين الناس تقوم عمى دعائم متينة من الصدق واألمانة واإلخالص والتعاون والعدل والتواصي بالبر واإلحسان والتكافل. ثاني ا الوازع الديني ودوره في مركز الضبط )الداخمي الخارجي( خمق اهلل سبحانو وتعالى النفس البشرية وىي تحمل نوازع الخير والشر فقال تعالى "و ن ف س و م ا س و اى ا) 7 (ف أ ل ي م ي ا ف ج ور ى ا و ت ق و اى ا) 8 (ق د أ ف م ح م ن ز ك اى ا) 9 (و ق د خ اب م ن د س اى ا) 9 (" }الشمس 11-7 {. فاهلل سبحانو وتعالى جعل الفالح والخيبة مرىونة بسعي اإلنسان لتزكية نفسو أو االنحطاط بيا إلى مياوي الرذيمة واإلنسان منذ بدء الخميقة خ ير بين طريقتين طريق الخير وطريق الشر ومن ذلك تبدأ رحمة المعاناة التي يعيشيا اإلنسان بين نوازع الخير والشر في نفسو والبد أن يستعين عمييا بما وىبو اهلل من نعم حتى يختار طريق اليداية لقولو تعالى "أ ل م ن ج ع ل ل و ع ي ن ي ن ) 8 (و لس ان ا و ش ف ت ي ن ) 9 (و ى د ي ن اه الن ج د ي ن )11(" }البمد 11-8 { لذلك فقد اإلسالم قرر ثالثة ضوابط نفسية واجتماعية يشكل مجموعيا مني جا متكامال الستق ارر المجتمع وىم الضابط الذاتي في داخل النفس اإلنسانية ويسمى "الضبط الداخمي" يتحقق تمكنت إذا -1 تعاليم الشريعة من نفس الفرد بحيث تشكل ضابطا خمقيا داخميا يحاكم نفسو بنفسو اإلنسان إد اركو وطريقة لألمور التي حث عمييا الدين وكيفية التعاطي معيا في ضوء عالقتو باآلخرين. 22
2- الضابط االجتماعي مصدره المجتمع ويسمى "الضابط الخارجي" يتكون من خالل إشاعة المعروف واألمر بو ومحاربة المنكر والنيي عنو لقولو تعالى "ك ن ت م خ ي ر أ م ة أ خرج ت لمن اس ت أ م ر ون بالم ع ر وف و ت ن ي و ن ع ن الم ن ك ر "}آل عم ارن 119 { حتى تصبح محددات السموك المقبول والسموك المرفوض فيو جزء من معايير مركز الضبط داخل الفرد والمجتمع ومركز الضبط الخارجي ينشأ من ارتباط القواعد القانونية بالدين لما ليا من سمطان عظيم في نفوس األف ارد فالناس يمتثمون لما يأمر بو الدين دون مناقشة ولذلك ي نظر لمدين في كل المجتمعات تقريبا عمى أنو الحافظ األول لمفرد والمجتمع في ضوء العالقة المتداخمة بينيما. 3- ضابط السمطة حيث تتولى تطبيق العقوبات الشرعية المقررة ألنواع المخالفات وىذه الضوابط تتكامل لتحقيق المعاني اإلسالمية لتصبح الحياة بيا أقرب إلى الكمال والسعادة والحضارة والرخاء والطمأنينة. ثالث ا الدين وآليات مركز الضبط )الداخمي-الخارجي( فالدين سمطة عميا تقوم عمى فكرة العقاب والثواب وىو نظام اجتماعي لو أثر كبير في تنظيم الفرد والمجتمع ألن العالقة وثيقة بين الدين وقواعد السموك ويؤكد الكثير من عمماء االجتماع عمى أىميتو في ضبط سموك األف ارد والجماعات معا كونو يتضمن عالقة ال تقوم بين رجل ورجل آخر فحسب ولكنيا تقوم بين اإلنسان وقوة أعمى منو فالدين يفرض ج از ء يمكن وصفو بأنو طوق اجتماعي كالخوف من غضب اهلل تعالى ولذلك فإن قواعد السموك الخمقي ال يمكنيا البقاء واالستم ارر بدون سمطة الدين واالعتقاد الديني. واذا تناولنا اإلسالم كخاتم الديانات فنجد أن مبادئو تقوم عمى ضبط اعتقاد واد ارك سموك الفرد ليحقق في النياية خير لمبشرية وسعادتيا وىذا ي عتبر "مركز الضبط الداخمي" وىو ليس ضبط ا ألىداف مادية أو وظيفية أو نحو ذلك ولكنو ضبطا يأتي كنتيجة حتمية إليمان الفرد واد اركو وتسميمو الكامل ألوامر اهلل وىذا ىو معنى اإلسالم وبالتالي يؤدي ذلك إلى تكوين الشخصية المسم مة وتعزيز وبناء المؤسسات االجتماعية والتربوية التي تضبط سموك األف ارد وتوجيو عمى أساس إسالمي. اربع ا اإلسالم وصور مركز الضبط 21
سوف نتناول أمثمة لبعض صور مركز الضبط)الداخمي-الخارجي( في اإلسالم ويتمثل ذلك في اآلتي 1- أركان اإلسالم أقر اإلسالم مبدأ الضبط الذاتي)الداخمي( واالجتماعي)الخارجي( منذ أن أمر اهلل سبحانو وتعالى رسولو "ص" بالصدع بالدعوة اإلسالمية حيث قال تعالى "ي ا أ ي ي ا الم د ثر )1( ق م ف آ ن ذر ) 2 ("}المدثر 2-1 { وقال تعالى"ف اص د ع بم ا ت ؤ م ر و أ ع رض ع ن الم ش ركي ن "}الحجر 94 { والصدع ىو من العالمات األولى لمضبط)الداخمي-الخارجي( وما أركان اإلسالم إال قواعد لمضبط )الداخمي-الخارجي( فشيادة أن ال إلو إال اهلل وأن محمد رسول اهلل واقامة الصالة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت اهلل الح ارم وىي في مجمميا ضوابط ذاتية داخمية وخارجية اجتماعية تحمل في مضمونيا وقاية ربانية من االنح ارف والزلل فالشيادة ضابط عقيدي يحمي الفرد من اإلش ارك باهلل وأم ا الصالة فيي وقاية وحماية لمفرد من الفحشاء والمنكر وىي حصن حصين ودرع متين يحمي الفرد من مؤث ارت ومغريات االنح ارف وأم ا الزكاة فيي تطيير لمنفس وتزكية ليا كما أن ليا أثر في بركة المال ونمائو إلى جانب أنيا سبيل في إق ارر التكافل االجتماعي بين أف ارد المجتمع وتكون سببا في حماية المجتمع من االنح ارف كمحاولة الحصول عمى المال بطرق شرعية وأم ا الصوم فيو ضبط لمنفس وضبط لغ ارئزىا وأن الصوم ال يكتفي عن االمتناع عن الطعام والش ارب وا نما صوم الجوارح عن المنييات والمحرمات وأم ا الحج إلى بيت اهلل الح ارم فيو تطيير النفس من شوائب الدنيا ستساوى في ذلك الغني والفقير القوي والضعيف إذن أركان اإلسالم شواىد حية لتقوية مركز الضبط داخمي ا وخارج يا ليسعد الفرد والمجتمع الذي يعيش فيو. 2- الضروريات الخمس وتشريع الحدود فالدين الحق مصمحة ضرورية لمناس ألنو ينظم عالقة اإلنسان بربو وعالقة اإلنسان بنفسو وعالقتو مع اآلخرين قال تعالى "و من ي ب ت غ غ ي ر اإلس ال م دين ا ف م ن ي ق ب ل من و و ى و في اآلخر ة من الخ اسرين " }آل عم ارن 85 { وقد وردت النصوص القرآنية والنبوية في تحديد ضوابط الشرع وآلياتو منطمقة من الحفاظ عمى الضروريات الخمس)الدين والنفس والعقل والعرض والمال( التي أقر تيا الشريعة اإلسالمية. 3- مصادر التشريع اإلسالمي 29
تعددت مصادر التشريع اإلسالمي وتنوعت ولكنيا في مجمميا ترسم لنا أشكاال لمركز الضبط )الداخمي-الخارجي( كأساس في قيام المجتمعات واستم اررىا ولذلك نجد أن الكثير من األمم السابقة أصابيا ما أصابيم بسبب بعدىا عن منيجيا اإلليي حيث قال تعالى "و ل ق د أ ى م ك ن ا الق ر ون من ق ب مك م ل م ا ظ م م وا و ج اء ت ي م ر س م ي م بالب ين ات و م ا ك ان وا لي ؤ من وا ك ذ لك ن ج زي الق و م الم ج رمين "}يونس 13 { إذن فالدين وااللت ازم بمنيج اهلل أصل تقدم األمم ورقييا وال نبالغ إذا قمنا أن أشكال مركز الضبط)الداخمي-الخارجي( مستقاة من مصادر التشريع الديني ويتضح األمر جمي ا في مصادر التشريع فالكتاب والسنة النبوية واالجتياد واإلجماع والقياس والمصالح الم رسمة وغيرىا كميا مصادر تتمثل بشكل أو بآخر في أشكال مركز الضبط النفسي واالجتماعي بما تتضمنو من شؤون األمة في العبادات والمعامالت واألحوال الشخصية وغيرىا تحمل في طياتيا تنظيم وضبط األف ارد)داخم يا وخارج يا( فاإلسالم يمتاز بشموليتو في مصادره والتي تحمل ألوان ا منت الضوابط الذاتية الداخمية والخارجية االجتماعية التي تجعل كل فرد يعرف حقوقو وواجباتو في اإلطار المتكامل والنسق االجتماعي المت اربط)أبو سك ارن اإليمان.)12-11-11-19-11 0223 وكخالصة لما سبق ذكره نجد أن مركز الضبط الداخمي في يتمثل في تقوية اإلسالم في القموب وغرس الوازع الديني في النفس البشرية وذلك من خالل التربية األخالقية لتعزيز مركز الضبط الداخمي ويتضح مما سبق أن اهلل سبحانو وتعالى وضع الش ارئع والقوانين من أجل استقامة البشرية وسعادتيا ولذلك وضع مبدأ الثواب والعقاب فالثواب يكون لمسائر عمى منيجو وص ارطو المستقيم والعقاب لممخالف أمره وبالتالي فإن ىذا األمر يعزز عند األف ارد مركز الضبط لدييم داخميا بينو وبين نفسو أو خارجي ا بينو وبين المجتمع. خالصة الفصل عمى اعتبار أن مركز الضبط واح دا من أىم أبعاد الشخصية اإلنسانية فقد حاولت الباحثة في ىذا الفصل اإللمام بأبرز جوانبو النظرية من حيث نشأتو وتطوره عند الفرد وكيف يمكن لسمة من سمات الشخصية أن تحدد اتجاىات الفرد من خالل التحكم في ق ار ارتو سواء في حياتو الد ارسية أو العممية. 21