أ مست هل الا سلوب ية بديلا علمية الا سلوبية تقديم: د. نبيل علي حسنين برز ت الا سلوبية علما جديدا معينة على مستوي التنظير والممارسة معا وتو جهات مكانا في الد ارسات اللغوية واللسانية الحديثة ولم الا سلوبية. من عبا ءة اللسانيات واستوت حالت دون أن تبقى علما متم ي از ذا مناهج خاصة البلاغة تتبوأ لنفسها يشفع لها بقاء كثير من مباحثها في و رغم العلاقة الحميمة بين الا سلوبية والبلاغة ونقاط الالتقاء الكثيرة بينهما ال ري يس بينهما لا يكمن في التفاصيل الدقيقة لكنه يتمثل في نقطتين أساسيتين هما: الا سلوبية وشمول يتها. فا ن الف ر ق علمية أولا : علمية الا سلوب ية : لقد مهد اتصال الا سلوبية بعلوم الل سان الحديثة الطريق أمامها لتنه ل من ع ل م يت ها وذلك مجر د تا ثير م في إنتا ج الخطا ب وتحليل ه وا د ارك أس ارره لت ت ع دى بتناول طرق علمي ة ت ست خ د الحديث في الجماهير إلى كيفية التا ثير فيهم. ف الا سلوبية " محاولة منهجية ت ر كز على ف هم ال ن ص من خلا ل ل فتها لا د ارك علاق ت ه ال داخلية وللك ش ف عن قيم ة بنيته الفنية التي يتجلى فيها معطيات م ضو وعها منحى علميا م ن حي ث أ ن غوي ة إلى قي م جمال ي ة وهي تنحو تح و ل ال حق اي ق الل م ج ر دة هي اللغة". تتجوهر حول مادة مفهوما الت جري د والت نظي م الت ق ن ي هذان الل ذان يم ي ازن ال علم نلمسهما إ ذا ت ا م ل نا ال علاق ات ف قوم على أ ساس د ارسة الا سلوب أو د ارسة الا بداع الفرد ي وتصنيف الا سلوبية ج يدا فهي ت انظر يوسف أبو العدوس الا سلوبية ال رؤية والت طبيق ص ٦١. أكد كثير من الا سلوبيين هذه العلاقة الحميمة بين البلاغة والا سلوبية فبيير جيرو يؤمن با ن الا سلوبية وريثة البلاغة وهي بلاغة حديثة ذات شكل مضاعف إنها علم التعبير ونقد الا ساليب الفردية. بيير جيرو الا سلوب والا سلوبية ص ٥. أما شكري عياد فيرى أن الا سلوبية ذات نسب عريق في العربية لذلك فا نه يصدر كتابه "مدخل إلى علم الا سلوب " بقولة "ولكنني إذ أقدم إليك هذا الكتاب لا أغريك ببضاعة جديدة مستوردة فعلم الا سلوب ذو نسب عريق عندنا لا ن أصوله ترجع إلى علوم البلاغة ". شكري عياد مدخل إلى علم الا سلوب ص ٧. ولمزيد انظر يوسف أبو العدوس الا سلوبية ال رؤية والت طبيق ص ٨٠ ٨٨. اربح بوحوش اللسانيات وتحليل النصوص ص ٥٨. ١
محددة في م ل ية التصنيف درجة الظواهر الناجمة وت ت بع الملامح المنبثقة ح ىت إذا بل غ ت ع مستخلصة من البحوث التجريب ية التجريد الذي يسم ح برص د أشكا ل الت عبير وقوانينه العا مة ال معطيات بدأت تتح سس وتتلم س المتوافقة أو المتخالفة مع ما استقر في الوعي النقد ي من المعرف ي والتقن ي فيها. والانتظام الاتساق ع الخطا ب ق بل ولاد ت ه باستخدام خلاص ات د ارسات ها للخطاب و ب ع دها م تتعام ل فهي وجو د الا ث ر الا دب ي وتال عليه وهي لا تنطلق في بحثها من قوانين سابقة أو فوجودها ساب ق ل افت ارضات جاهزة كما أ نه ليس من شا نها الحكم على قيمة العمل المنقود بالجودة أو الرداءة. أو معايير إلى حكمها في الاستناد معينة ومقاييس مرج و ة. يبلغ بها الت قويم الذي يسعى إلى غاي ة وبث الجماليات في النص. فالا سلوبية: علم يدر س المتغي ارت البلاغية إ ازءه ح س ب. في المنشي صو ةر إيصال المتغي ار ت م سل ما ت واشت ارطات تهدف إلى معنى ولا تا ثير والا قناع فك ةر أو الل سان ية إ از ء ال معيا ر الق ا ع د ي لا ثانيا : مو لي ة: ال ش يت س ع مجال الا سلوبية وفاي دتها لتدرس الخ ط اب الا دب ي من النواحي كل ها دون أن تهمل الطولي والعرضي. إذ إنها ام ت صت على المستوى المستوى الطول ي شيي ا من متعل قات ه على والصوتي ومعها مستويا ت الت حلي ل اللساني: ال نحوي والصرفي مستويات التحلي ل البلاغ ي ك لها العرضي عمليتي: ت ركيب الخ طاب اللغو ي جميع ه والمعجمي وغيرها. كما امت ص ت على المستوى وت حليل ه في مستوياته المتنوعة: الصوت والكلمة والجملة والفقرة والنص والخطاب. وربما يكون هذا الشمول هو نفسه الذي أدى في النهاية إلى تنحية البلاغة جانبا لتصبح تجاو زها ب عض م جزءا صغي ار لكنه مهم في سياق الا سلوبية العام. فقصور البلاغة وجمودها و ع د الا شكالات المعرف ية أتاح للا سلوبي ة أن تكون البديل. إذ إنها وقفت في د ارستها عند حدود التعبير ووضع مسمياته وتصنيفها وتجمدت عند هذه الخطوة ولم تحاول الوصول إلى بحث م ل الا د ب ي الكامل كما لم يتب ين لها بالضرو ةر د ارس ة اله ي ك ل الب ناي ي لهذا العمل. وكان ذلك الع تمهيدا لحلول الا سلوب ية في مجال الا بداع بديلا يحاول تجاوز الد ارسة الجزي ية القديمة وا قامة انظر اللسانيات وتحليل النصوص اربح بوحوش ص ٥٨. انظر المرجع السابق ص ٥٥. ٢
يبعد عملي بناء على كل قيمها وفي هذا الشكلية عن الجمال ية. السياق "يشير التي البلاغية تودوروف أرهقتها مصطلحات البلاغيين كادت بتعريفات إلى م حدودية مجال البلاغة حيث يقول إنها تغطي قد المبا ش ر " كما أ نها لم تعد تدرس كيف يقوم الا قناع واكتفت بصياغة أضاعت ه دف ها ال نفع ي الخطاب الجميل فا دى بها ذلك إلى التخلي عن الخطاب السياسي والقضاي ي إلى آخره. ولم م ل فيه. ث م إ نها تقلصت بعد ذلك أكثر فا كثر فلم تعد تعمل إلا في يبق لها إلا الا دب ميدانا ت ع حدود خصاي ص التعبير اللغوي للنص غير أن تطور الد ارسات اللغوية أدى إلى مولد اللسانيات وانفصالها عن الدرس البلاغي فلما استقلت هذه بنفسها نافست البلاغة في هذا الميدان أيضا واضطرتها إلى الانسحاب إلى جزء منه لتدرس ا لصورة فقط ولك نها لم تلبث فيه إلا عشية وضحاها فقد أخذت الد ارسات الا سلوبية معززة بالد ارسات اللسانية تغزو هذا الميدان كذلك وت ازحمها فيه... ومهما يكن فقد اختفت البلاغة من المناهج الد ارسية كمادة إجبارية كما آلت أقسامها إلى النسيان. قام ت الا سلوب ية ع لما وبهاتين الم يزتين المهمتين وبمم ي ازت كثيرة أق ل أهمية حديثا لما استقرت قواع ده ومناه جه ض م البلاغة في لواي ه واعتبرها أداة مه مة استطاع ألسنيا أ ن بها ي ن ز ل إلى خ صوص يا ت الت عبي ر في الت ركي ب وال دلال ة على السواء. وأصبحت هي البلاغة الجديدة التي يمكن بها تعليم قواع د كتابة النص أو ت ر كيب ه وت حليل ه على ح د سواء. وبناء على هذا مضا عف أو مزدوج: إذ هي يق رر جيرو وصلاح فضل: أ ن الا سلوب ية بلاغة حديثة ذا ت ش ك ل علم الت عبي ر وهي نقد الا ساليب الفردية ومن ثمة فهي ف ن للتعبير الا دب ي وقاعدة في الوقت ن سف ه وهي أيضا أداة نقدية تستخدم في تقويم ف ن كبار الكت اب. لك ن د و رها هذا لم يتكون دفعة واحدة بل أخذ ينمو ببط ء تدريجي يكتسب خلاله العلم الجديد تحديدا دقيقا لموضو ع ه وأ هدا ف ه (٤) ومناه ج ه ويتبين ما ورثه من أمته ل يخت بره ويفيد منه. البلاغي فا سلوبية ويشير هذا إلى أ ن الا سلوبية لا تعني القطيعة الكاملة مع الت ارث التعبير عند شارل بالي مثلا تنبع من البلاغة القديمة وا ن كانت تستخدم وساي ل تحليلية حديثة كما أن كثي ار من البحوث التي قدمتها البلاغة للصور والا شكال التعبيرية ما ازلت مصد ار جدي ار محمد عبد المطلب البلاغة والا سلوبية ص ١٩١. الا سلوبية الرؤية والتطبيق يوسف أبو العدوس ص ٦١. انظر بيير جيرو الا سلوب والا سلوبية ص ٥. وصلاح فضل علم الا سلوب مبادي ه وا ج ارءاته ص ١٣١ ١٣٤. (٤) انظر صلاح فضل علم الا سلوب مبادي ه وا ج ارءاته ص ١٣٤. ٣
با ن يؤخذ في الاعتبار في قسط وافر منه حيث نجد مجموعة من الملاحظات والتعريفات التي لا يستطيع الباحث الا سلوبي أن يهملها. وقد احتفظ جاكوبسون من ت ارث البلاغة القديم بهذا الج زء المتصل بالصور والا شكال المتمثلة في الاستعارة والمجاز والكناية. ليفسرها على ضوء مبادئ علم اللغة الحديث ويوضح كيفية توظيفها الفني في الا دب الا مر الذي يجعل كثي ار من الباحثين الا سلوبين يعتقدون أن المادة التصنيفية الهاي لة التي تركها الا قدمون في البلاغة ما ازلت صالحة للاستعمال في جزء كبير منها المستوى الداللي المستوى النحوي مستويات التح المستوى الصرفي المستوى الصوتي الخطاب النص ليل األسلوبي الفقرة االستعارة المجاز الكناية مستويات التحليل البالغي الجملة الكلمة الصوت التشبيه يوسف أبو العدوس الا سلوبية الرؤية والتطبيق ص ٨٨. ٤
أثار ت ع ل م ية الا سلوب ية نقاشات ك ثيرة علمية الا سلوبية وخلافات واسعة بين الباحثين فتا رجح الا مر بين معارض ومؤ يد ف ا ما المؤيدون فقد كثرت في تعريفاتهم لذلك كلمة " علم " ورديفاتها " موضوعية " ومشتقاتهما لل دلالة على علمية الا سلوبية منها. وأما المعارضون فقد خلت تعريفاتهم يتحمس مثلا عبد ال سلام المسدي وهو ال سبا ق إلى نقل المصطلح وترويجه بين الباحثين " لعلمية الا سلوبية في غير موضع من مؤلفاته التي أفردها للحديث عن الا سلوبية ويرى أن التفاعل مع العقلنة التدريجية التي شهدتها العلوم الا لسنية عامة والتفاعل مع مناهج البحث المعاصر المستمدة من الا لهام العلماني قد أكسب الا سلوبية مشروعية العلم " تعزي از للف كرة الد اي رة في خلده. ولذلك ن اره يفرد عنوانا خاصا في كتابه أسماه " العلم وموضوعه " بسبب " تطور نظرية المعرفة في الفلسفة المعاصرة العقلنة والعلمانية ". ويرى عبد السلام المسدي أن علمية الا سلوبية قد جاءت وميل ونزوع العلوم اللسانية إلى (٤) ويذهب المذهب ن ف سه سعد مصلوح إ ذ يمي ل " إلى اعتبا ر الا سلوب ي ة علما " بل يذهب إلى " أبعد من ذلك حين يقر ر أن لعلم الا سلوب عددا من العلوم تندرج تحته مثل: علم الا سلوب التا ثيري وعلم الا سلوب الموضوعي " (٥) غير أن هذا التفكير في اند ارج علوم تحت علم واحد مستبعدة " فالذي يعده من باب العلوم المندرجة هنا مستند إلا ليس له من ما يقر ره علم الا سلوب وليس له من منهج تناول مصطلحات علم الا سلوب خير الدين محمد مقامات بديع الزمان الهمذاني د ارسة أسلوبية ص ١١. ولمزيد انظر عبد السلام المسدي الا سلوبية والا سلوب ص ١٨٢٨. عبد السلام المسدي الا سلوبية والا سلوب ص ٢٩. المرجع نفسه ص ٢٤٢٣. (٤) خير الدين محمد مقامات بديع الزمان الهمذاني ص ١٢. (٥) المرجع نفسه ص ١٢. ولمزيد انظر سعد مصلوح علم الا سلوب وال مصارة على المطلوب ص ٢١٧. ونور الدين السد الا سلوبية في النقد العربي الحديث ص ٤٨٤٧. ٥
وليس له من منهج سوى منهج الا صل. فهذه اتجاهات انطلقت من الا صل برؤى متمايزة ". ويشير صلاح فضل في غير موقع من كتابي ه : " علم الا سلوب " و" بلاغة الخطاب وعلم النص " إلى علمية الا سلوبية أيضا. ويضاف إلى ذلك أن المن ظر الا ول للا سلوبية " بالي " ي ارها علما قاي ما بذاته. ويضع الا سلوبية في الزاوي ة ذات ها التي ذكرنا ك ل من "ماروزو وك ارسو" حيث نادى كل منهما بشرعية الا سلوبية وعداها علما له مقوماته وأدواته الا ج اري ية وموضوعه ودعم هذا ال أري " جاكبسون " و "هنريش بليث " و " ميشال ريفاتير " ( ) و " ستيفن أولمان " (٦) ستاروبنسكي " و" باختين " ( ٥) ( ٤) وسواهم من الباحثين من مثل عبد القادر المهيري و " (٧) وطه وادي ونور (٨) وعبده ال ارجحي (٩) الدين ال سد (١٢) وأحمد درويش (١١) و " فريد هوسن هولن " (١٠) شبلنر " (١٤) عياد. و " بيير جيرو " و " برند شبلنر (١٣) وعدنان بن ذريل وشكري (١٥) ومنذر عياشي وعم ارن الكبيسي ومازن الوعر و خير الدين محمد مقامات بديع الزمان الهمذاني ص ١٢. انظر صلاح فضل علم الا سلوب ص ٨٢٨٣ وص ١١٦ وص ١٤٥١٤٦ ص ١٥٣. وصلاح فضل بلاغة الخطاب وعلم النص ص ٣٤. ومحمد عبد المطلب البلاغة والا سلوبية وص ٣٥٧٣٥٩. ٦ شكري عياد اتجاهات البحث الا سلوبي ص ٢٩. ( ) انظر عبد السلام المسدي الا سلوبية والنقد الا دبي ص ٤٣. وانظر عزة آغا ملك الا سلوبية من خلال اللسانية ص ٨٤. (٤ ( نور الدين السد الا سلوبية في النقد العربي الحديث ص ١٠. ولمزيد انظر عبد السلام المسدي الا سلوبية والا سلوب ص ١٢٥١٧. (٥) نور الدين السد الا سلوبية في النقد العربي الحديث ص ٥. (٦) محمد عبد المطلب البلاغة والا سلوبية ص ٣٥٧. (٧) فتح أحمد سليمان الا سلوبية ص ٥. (٨) نور الدين السد الا سلوبية في النقد العربي الحديث ص ٤٨. (٩) عبده ال ارجحي علم اللغة والنقد الا دبي ص ٢٠. (١٠) برند شبلنر علم اللغة والد ارسات الا دبية ص ١٢٥. (١١) رجاء عيد البحث الا سلوبي ص ١٤٣. (١٢) أحمد درويش د ارسة الا سلوب بين المعاصرة والت ارث ص ١٥٤١٥٦. (١٣) عدنان بن ذريل النقد والا سلوبية ص ١٧١ ص ٢٩٦ ص ٢٩٧ ص ٣٠٦. عدنان بن ذريل اللغة والا سلوب ص ١٤٠. (١٤) شكري محمد عياد اللغة والا بداع ص ٥. (١٥) بيير جيرو الا سلوب والا سلوبية ص ٥ وص ٨.
(٤) و " أستن وارين " الوعر و " رنيه ويلك " ومحمد عبد (٥) ولولوع بعض المطلب. العلماء السابقين وتحمسهم الشديد للقضية حرص بعضهم على أن يحتوي العنوان كلمة " علم " للفت النظر والانتباه ولتوجيه الا ذهان إلى هذه المنهجية العلمية. ومن هذه الكتب على سبيل المثال: علم الا سلوب لصلاح فضل مدخل إلى علم الا سلوب واللغة والا بداع ي ومبادئ علم الا سلوب العرب الا سلوبي ( لشكري عياد. والبلاغة العربية وعلم الا سلوب (ضمن اتجاهات البحث الطبيعي كباقي المعارف الا نسانية أن يمتعض بعض ومن بعلمية الا سلوبية ويقفوا من ذلك موقف المعارض ولا ننا لا نريد أ ن الا ارء المعارضة استكمالا للبحث الموضوعية الباحثين فا ننا سنا تي على ذكرها ثم مناقشة القضية من القول نشيح بوجهنا عن بشيء من ووضع كل صغيرة وكبيرة في الحسبان من أجل الحصول على إق ارر يطمي ن العلمي. ولن نقف مع هذا الحزب أو ذاك بل مع ما ترجحه التداعيات النهاي ية له البحث للمناقشة الموضوعية العلمية فللعلم منهج واضح هو داي ما يتعامل مع قوانين وش اري ع جادة ومتناسقة لا حياد فيها ولا شذوذ فا ذا ظهر الشذوذ وا لا فهو في نمط التفكير الذي أخطا التعامل. على العموم إن الا ارء المعارضة لعلمية الا سلوبية آ ارء مبتورة فا ن ذلك العيب في المنهج لا تستند إلى دليل أب ل ج وأصحابها قلة تمتماتهم غير واضحة. وطبيعي أن يكون الا مر كذلك ما دام أصحاب تلك الا ارء في أغلب الا حيان يميلون إلى استنباطات غير عقلية سنرى. ومن هؤلاء العلماء كمال أبو ديب الذي يذهب إلى " ن ز ع كما علمية العلمية عن الا سلوبية ار أ ن القول بعلمية الا سلوبية ومحاولة اكتشاف الخصاي ص الفردية في كل كيان معتب لغوي يشكلان أم ار يصعب فيه التوحيد بينهما ويرى أنه من الصعب أن نوحد بين اكتشاف الخصاي ص الفردية المكونة التي لا يمكن أن تؤدي إلى مجموعة من القوانين المعرفي. تحكم تطور الحقل التي ومن هنا فا ن الجمع بين العلمية وعدم القدرة على الوصول منذر عياشي مقالات في الا سلوبية ص ٢٩. عم ارن الكبسي إشكالية الجدل المعرفية بين النقد والا سلوبية ص ٦٣. مازن الوعر الاتجاهات اللسانية المعاصرة ودورها في الد ارسات الا سلوبية ص ١٤١. (٤) عبد السلام المسدي الا سلوبية والا سلوب ص ٢٤. محمد عبد المطلب البلاغة والا سلوبية ص ١٨٣١٨٤. (٥) محمد عبد المطلب البلاغة والا سلوبية ص ١٨٤. ٧
المعرفي يشكلان عاي قا يحول دون إعطاء الا سلوبية إلى القوانين التي تحكم الحقل مصطلح العلمية. ويحدد كمال أبو ديب غاية العلم بسعيه إلى اكتشاف سلسلة من القوانين التي تحكم المادة موضوع العلم ". إن هذا الاعتقاد الغريب الذي يذهب إليه كمال أبو ديب ينفيه الواقع ويثبت عكسه فالا سلوبية " وا ن تحركت في مجال اكتشاف الخصاي ص الفردية المكونة للن ص فهي تسعى إلى اكتشاف قوانين النص الذي تتعامل معه وهي قوانين وا ن كانت تصور استخدامات فردية إلا أنها مستمدة من نظام عام كمال أبو والاستخدامات الفردية تتبع في سيرها تلك تنتظمه قوانين عامة كتلك التي ينادي بها ديب القوانين العامة المكتشفة أصلا ولو نظرنا إلى القوانين الطبيعية أرينا أنها تتشكل من حالات فردية تنطلق منها تلك العلوم لوضع قوانين عامة إذ إن كل حالة طبيعية العالم الطبيعي ليصل منها إلى القوانين العامة التي تضبط تنتظم في قوانين معينة خاصة بها ويا تي سير هذه الحالات ونحن إذا نظرنا إلى الا سلوبية وجدنا أنها في أحد ميادينها تسعى لمثل هذا التوجه فهناك علم الا سلوب العام الذي يجعل من أهدافه تقديم قوانين عامة للاستخدام اللغو ي وهو في مثل تقديمه لمثل هذه القوانين إنما ينطلق من حالات فردية تتجلى فيها سبل الاستخدام الخاص للغة ". ثم إن الجمع بين العلمية عند أبو ديب وعدم القدرة على الوصول إلى القوانين التي تحكم تطور الحقل المعرفي مسا لة ليس لها علاقة بالبحث الا سلوبي وعلميته بقدرة الا ف ارد العاملين على تحويل النتاي ج إلى قوانين وقد شغلت القضية جوزيف ميشال الذي قال: لاقتباسها من علوم أخرى كالا لسنية ب ال علمية أساسي. بشكل وا نما " ولا تصبح الا سلوبية علما والا حصاي ية ". وباختصار يمكن القول إن مسيرة التجار وطبيعة ت كون العلوم تنفي ذلك. ولهذا فا ن تقبل هذا ال أري أمر بعيد فعلم الفيزياء مثلا علم مستقل غير أنه يستفيد من علم الرياضيات ويعتمد عليه علم الكيمياء والا حياء كذلك. وعلى العموم لا ويستفيد من تناقض أو تعارض بين العلمية و"الا سلوبية سعد مصلوح علم الا سلوب والمصادرة على المطلوب ص ٢١٩. أو خير الدين محمد مقامات بديع الزمان الهمذاني ص ١٢. خير الدين محمد مقامات بديع الزمان الهمذاني ص ١٣. جوزيف ميشال شريم دليل الد ارسات الا سلوبية ص ٣٨. ٨
للاستعانة ببعض العلوم المساعدة في مجال بحوثها كعلم الا صوات ود ارسة الا لفاظ التاريخي ود ارسة اللغات العامة التي هي فرع منها بل والنحو المعياري والنحو يمكن أن نجد مدخلا هنا أيضا لعلم النفس وعلم الاجتماع وعلم الجمال والبلاغة المتجددة. والا حساس وكلها تساعد بلا شك في تحديد العلاقة كما وكيفا كما تحدد الظروف والملابسات التي تم فيها تحديد هذه العلاقة بين التعبير فليس على دارس الا سلوب أن يا خذ موقفا معياريا من هذه العلوم المجاورة بل عليه أن يا خذ منها ما يناسب مهامه فيما يتعلق بد ارسة الا ساليب " وعلى العموم "لقد أصبح مصطلح تداخل العلوم interdisciplinarite حقيقة ثابتة وملموسة خاصة في مجال الد ارسات اللغوية". وتمتد مساحة الباحثين المعارضين لتشمل رجاء عيد الذي يدعي " أن بعض المحللين الا سلوبيين يزعم أنه ينبغي أن يدرس الا دب د ارسة علمية وهذا أمر مشكوك فيه ومن الصعب أن يحدث ذلك لا سباب متعددة " منها أن " الا سلوبية مهما يمتد مجالها فا نها لا تستطيع أ ن ت مت د لتغطي حقول الد ارسة الا دبية بخصاي صها المتعددة وتفرداتها (٤) الفنية المختلفة " وأن إحصاءاتها العددية الدقيقة زب د " لا ننا نتذوق النص بصورته و جدانا بعمله متا ثرين شعوريا الكلية الشاملة وفي استم اررنا في ق ارءته ندرك حد سا و ن ق نع ولا شعوريا بوساي له الفنية التي لاتحتاج إلى إثبات عددي كما يشبه ج ارهام ذلك بقوله: إننا نشعر مثلا (٥) الح اررة ". با ن الجو بارد من غير أن نحتاج إلى أن نتا كد أو نستشير مقياس وفي مواجهة هذا التصلب في إبداء الرأي حري القول إن الا سلوبية باتجاهاتها المختلفة تستطيع بلا شك تغطية حقول الد ارسة الا دبية بخصاي صها المتعددة وتفرداتها الفنية المختلفة خاصة إذا ما علمنا أنها تستفيد وتنهم في اتجاهاتها المختلفة من علوم ومناهج ومذاهب ومدارس مختلفة وعديدة ثم إن هذه الا حصاءات ليست زبدا ولا أعدادا لا معنى لها ذلك أنها خطوة داعمة أولى يتبعها خطوات من الشرح والتحليل والفحص تكون الخطوة الا خيرة كما يظنها رجاء عيد فهي إذن ليست الهدف ولا وا ن التشبيه الذي محمد عبد المطلب البلاغة والا سلوبية ص ٢١٧. ٢١٦ سعد مصلوح في التشخيص الا سلوبي الا حصاي ي للاستعارة ص ٦. رجاء عيد البحث الا سلوبي مع اصرة وت ارث ص ١٨٣. (٤) المرجع نفسه ص ١٨٣. (٥) المرجع نفسه ص ١٨٣. ٩
ساقه لا ثبات ما ذهب إليه لا شا ن له بموضوع الحديث فهو لذلك مثال مشوش غير دقيق الحقيقي. ثم ومع إق اررنا بقدرتنا على الحكم ببرودة هذا إذا آمنا أن الا مثلة قابلة للتطابق الجو دون مقياس إلا أننا ننكر قدرتنا على التمييز بين جوين درجتهما متقاربة دون مقياس والا مر نفسه ينطبق على الا دب إذ كيف لنا دون مقياس الت مييز بين ظاهرتين ف إلى ذلك أ ن اللا خ ب ارء في الا دب يحتاجون إلى مقياس أدبيتين الفرق بينهما دقيق. أ ض يسيرون عليه ل ك ش ف الظواهر الا دبية التي يحتاجون إلى إب ارزها خاصة تلك الضعيفة التي لا يلمحها إلا الخب ارء نظ ار لطول عهدهم بالا دب. ويذهب مع التيار نفسه غريماس وكورتيس اللذان يقولان: " ليست الا سلوبية إلا البلاغي ولكونها استندت تارة إلى اللسانيات حقلا من الا بحاث ينضوي تحت التقليد وطو ار إلى الد ارسات الا دبية فا ن الا سلوبية لم تنجح في أن تنظم نفسها داخل علم مستقل ". ومع ذلك ف" إن ما يذهب إليه "غريماس وكورتيس" فيه شيء من المجازفة على الرغم من اعت ارفنا بما لهما من جهود في مجال الد ارسات الا دبية والسيميوطيقية على الخصوص ولك ن نفي العلمية عن الا سلوبية لا يستند إلى دليل علمي مقنع فالا سلوبية استفادت من الحقول المعرفية وبخاصة من اللسانيات ولكنها استطاعت أن تحدد شروط استقلالها علما قاي ما بذاته لد ارسة المتغي ارت اللسانية إ ازء المعيار ". وعلى النهج نفسه سار كل من " وليم امبسن " و" غ ارهام هوف " فوليم يرى " أنه ليس من المحتمل أن تكون الد ارسة الا سلوبية للا دب يوما علما من العلوم ولكن لاحاجة لها أن تكون فوضى من الا خيلة الذاتية ". وأما غ ارهام فيرى " أن جميع الادعاءات لتحويل الد ارسات الا دبية إلى علم أمر مشكوك فيه للغاية فمن الصعب تصور وضعية الا مور التي ستصل إليها د ارسة أسلوب المؤلف الفرد في الحالة التي لا جدال فيها للدليل ي وسيكون هناك داي ما متسع لتضارب الا ارء بصدد توزيع التا كيد والا همية النسبية العلم (٤) للسمات المختلفة الملحوظة ". نور الدين السد الا سلوبية في النقد العربي الحديث ص ١٩. المرجع نفسه ص ١٩. غ ارهام هوف الا سلوب والا سلوبية ص ٣٠. (٤) غ ارهام هوف الا سلوب والا سلوبية ص. ٥٤ ١٠
والحقيقة أننا ن لحظ هذا أن القضية المحورية التي يحاول أن يؤ كدها "وليم امبسن" و"غ ارهام هوف" تنطوي على كثير من التعميمات ثم إ ن آ ارءهما لا تستند إلى دليل قو ي إلا ما يشع ارن به ويميلان إليه ولذلك فا سبابهما واهية غير قوية ودليلهما ضعيف. ويمكننا في النهاية القول: " لا يمكن أن يعتم على الرصيد العلمي للا سلوبية العلمي من نتاي ج موضوعية يمكن الاستي ناس بها في التحليل الا سلوبية في الخطابات الا دبية ". لا ي ازل هناك تيا ر ثال ث ضعي ف وما حققته والموضوعي للوقاي ع يتضمن عددا من العلماء الذين يجعلون من الا سلوبية م ر حل ة تطورية ع ل ت الفن ولما تصل بعد إلى العلم في محاولة منهم للتوفيق بين وجهتي النظر السابقتين. فالا سلوبية عندهم " ليست علما حتى اليوم ولكن مع تقنيات تزداد في كل مرة دقة سوف تكون قاعدة علم في المستقبل ". ومن الذين ذهبوا هذا المذهب شكري عياد * وخير الدين محمد **. على أ ية حال يتمثل السبيل المعقود لحسم الشكوك حول قضية العلمية في إبعاد الا ارء السابقة كل ها وتنحيتها ثم إخضاع الا سلوبية للا سس العلمية التي حددها العلماء حدا للعلم مذهبا فا ن هي خضعت لها كانت علما أو طريقة. وا لا فهي غير ذلك مما قد نسميه منهجا أو لم تهدأ الروح العلمية منذ نشا ت الا نسان تبحث عن تلك الا سس التي تقوم بها ما وصلت إليه من نظريات ولما كان الق رن العشرون قر ن عددا من المقاييس العلمية فا ذا انطبقت على طريقة ا قت ر ن هذه المقاييس كما حددها العالمان الا مريكيان توماس كون francis dinneen في التالي : ال ع ل م بلا ش ك فقد وضع الباحثون ت بها العلمية. ويمكن أن نجمل thomas khun وف ارنسيس دنين ملاحظة الظواهر وأبنيتها وحدس المتماثل والمتشابه وصياغ ت ه..١ نور الدين السد الا سلوبية في النقد العربي الحديث ص ٢٠. إنريك أندرسون مناهج النقد الا دبي ص ١٨٠. * شكري محمد عياد النقد الا دبي بين العلم والفن ص ٢١٩ مع أنه في غير هذا المقال عدها علما. ** خير الدين محمد مقامات بديع الزمان الهمذاني ص ١٣. انظر مازن الوعر قضايا أساسية في علم اللسان الحديث ص ١٠١١ ص ١١٦. وانظر ميشال زكريا الا لسنية (علم اللغة الحديث) المبادئ والا علام ص ١٤١. ١١
سوق افت ارضات تفسر هذه الا حداث على أساس هذه التعليمات. التجريب والاستق ارء ( ) ال دينامي المستمر للتا ك د من ملاءمتها للواقع..٢.٣ ٤. بناء نظريات كلية قاي مة على هذه الافت ارضات قابلة للتطوير تفسر عمل اللغة بصورة عامة. من خلال وضع نماذج ضبط النظرية الكلية عن طريق:.٥ أ. استعمال النماذج والعلاي ق الرياضية الحديثة. ب. التحليل الرياضي الحديث. ج. الموضوعية المطلقة الدقيقة.. إق ارر النظرية واعتمادها لوصف القضايا وتفسيرها.٦ هذا ويجب أن تمتاز الا سس العلمية المتدرجة السابقة عند تطبيقها بالخصاي ص التالية : ١. التماسك أو الت اربط: حيث ويسعى إلى تفسير هذه القضايا المدروس. وحدة قاي مة بحد ذاتها يعالج العالم قضاياه انطلاقا من المبادئ الواحدة بصورة متكاملة فتعتمد المعايير ذاتها في تحليل التنظيم وهذا النهج ناجم بصورة أساسية عن الن ظرة إلى المادة المدروسة على أنها متماسكة تماسكا ذاتيا وملاي ما ظروف المادة. المنهجي واعتماد التبسيط أو الاقتصاد في عرض القواعد: إن ٢. الوضوح ضرورة اعتماد الوضوح والتبسيط ظاهرة أساسية ت ارفق المنهجية العلمية ذلك أن المادة المدروسة تنظيم قاي م على عناصر م ميزة فمن الطبيعي أن يتطلب وصف هذا التنظيم ١٢ ( ) الاستق ارء.٢.٣ وصف المادة المدروسة انطلاقا من ملاحظة قضاياها وتصنيفها واستقصاء قواعدها. التحويلي التوليد ي ( تتمث ل في ي ارها التحليل الحديث ) ١. صياغة فرضية معينة قاي مة على مجموعة من القواعد المتشكلة من الموارد العلمية. انظر ص ١١٧ فحص الفرضية الموضوعة وتطبيقها على مواد أخرى. إعادة الفرضية والبرهان عليها إذا أمكن. قضايا أساسية في علم اللسانيات الحديث مازن الوعر ( ٢ )انظر ميشال زكريا الا لسنية (علم اللغة الحديث ) ص ١٤٢١٤٣.
أول ما يتطلب تفسير عناصره المؤلفة بصورة واضحة وجلية وبواسطة معايير وتفسيره وأساليب تحليلية محددة وفي هذا المضمار لا بد من اعتماد القواعد الا كثر تبسيطا والتي تصف وتفسر إلى حد كبير هذه المادة. ٣. الشمول واستنفاد القضايا اللغوية: في ظل الد ارسات العلمية حيث لا تتعدى المادة المتوفرة للباحث المحيط المادة المدروسة يرى العالم نفسه ملزما ببناء أنموذج شامل يفسر آلية ويعطي صورة واضحة عن البنى الكلية للمادة المدروسة. ويستنبط هذا الا نموذج بصورة منطقية من الافت ارضات الموضوعية التي تتناول الا حداث العلمية ويحتوي في ذاته التفسي ارت العاي دة لمكونات العلاقات التي تربط بينها بصورة شاملة ٤. الموضوعية: ومستنفدة القضايا العلمية. العلمي وينظم البحث وتتطلب الموضوعية التحقق من الافت ارضات المتعلقة بالبحث العلمي. لذا لا يتم موضوعيا اعتماد هذه الافت ارضات إلا بعد إخضاعها للتجر بة والتدقيق. ولكي يتسم البحث بالموضوعية لا بد من اعتماد الا ساليب الواضحة والملاي مة للتحليل العلمي. ويجب أ ن يتخذ البحث العلمي كما العادة أحد الاتجاهين التاليين عند تطبيقه: الاستق ارء ١. : induction وتصنيفها واستقصاء قواعدها. ويقوم وهو وصف العلم انطلاقا من ملاحظة قضاياه المنهج الاستق اري ي على اعتماد التعميم. ويقتضي التعميم أن تشمل النتاي ج الحاصلة من ملاحظة بعض الحالات الخاصة الفي ة كلها التي اري ي تنتمي إليها هذه الحالات. وتنحصر نتاي ج البحث العلمي الملاي مة في ظل نهج استق بما يتوصل إليه الباحث عن طريق ملاحظة القضايا وتصنيفها والقيام ببعض التعميمات العاي دة إليها. ولا يقتضي الاستق ارء العلمي معرفة الباحث السابقة للمادة التي يرغب في د ارستها. ٢. الاستنباط : Deduction ويعني د ارسة اللغة عن طريق وضع أ نمو ذ ج يف سر القضايا الم مك ن ملاحظتها ويدرس العلاقات القاي مة فيما بينها. وبهذا يكون النهج الاستنباطي وسيلة برهنة لذا ينطلق من المقدمات المنطقية الا ولية والمباشرة والمفترضة صحتها وصوابها للتوصل إلى التحقق من النتاي ج الحاصلة. ويتبع هذا النهج أساليب العلوم المسماة بالعلوم النظرية. وتجدر الا شارة هنا إلى أن النهج الاستنباطي يتطلب إلمام ١٣
الباحث بالمادة التي يرغب في د ارستها. وذلك كي يستطيع تصور العلاقات القاي مة في بنيتها والقوانين التي تقود أو توجه استعمالها. ومن البديهي القول إن أفضل نظرية استنباطية هي تلك التي تعطي التفسير الا كثر تبسيطا للقضايا المدروسة المعلومة والتي يمكنها أن تظهر في ذاتها القضايا الممكن تحقيقها بصورة لاحقة. يجب وأخي ار العلمي يتسم التفكير با نه يقوم على التمييز بين: التصنيفي : Taxinomique الذي يقتضي ل ح ظ أكبر عدد ممكن ١. النشاط العلمي من المعطيات المعدة للد ارسة وتصنيفها وفق ترتيب معين وبهدف تبيان الصلات أو العلاقات القاي مة فيما بينها. وبين : ٢. النشاط العلمي التنظيري :Theorisation الذي يتخطى هدف التصنيف فيسعى إلى وضع نظريات عامة أو نماذج فرضية واستنباطية من خلال عدد محدود من الملاحظات أو الاختبا ارت وتهدف هذه النظريات إلى تحليل المعطيات المتوافرة وغني وتفسيرها. إضافة إلى ذلك إنها تلتزم في الحقيقة بتكهن معطيات جديدة من خلالها. عن الذكر أن كل علم يمر بمرحلة تجميع المعلومات وتبويبها وترتيبها كمرحلة أولى بهدف تحديد موضوعاته. ذلك أنه والتعميمات المثيرة الاهتمام من دون البدء بترتيب من المستحيل وضع النظريات والافت ارضات التفسيرية المعطيات وا ن بصورة أولية. إلا أنه من الخطا الاعتقاد با ن مرحلة التنظير تقع فقط كامتداد لمرحلة التصنيف ذلك أ ن نوعي وليس كميا وهو بطبيعة التصنيفي إلى النشاط التنظيري عمل الانتقال من النشاط الحال عمل تجديدي تطويري. وعلى العموم يحتمل كل تنظير بعض المخاطر الفكرية في ذاته ويكون تحديا علميا النظرية أو أن ترفضها إلا أن الاختبا ارت والملاحظات المدروسة يمكنها أن تقر المعتمدة. لقد ألهبت المقاييس العلمية السابقة وضوابطها علماء العلوم الا نسانية المختلفة وبدأوا بتطبيقها على تخصصاتهم وكان من بينها فهي الا سلوبية. المقاييس أطر ي ت ع ي ن أخذها في الاعتبار عند ال ح ك م على علمية تخصص ما والا سلوبية منها. وضواب طها انظر ميشال زكريا الا لسنية (علم اللغة الحديث) ص ١٥٧١٦٠. انظر ميشيل زكريا الا لسنية (علم اللغة الحديث) ص ١٦٠١٦١. ١٤
وسا حاو ل في السطور القليلة التالية تطبيق هذه المبادئ والمقاييس على الا سلوبية م قبل كل فا ن هي انطبقت فهي علم وا لا فلا. ولكن قبل ذلك يجب أن نلاحظ "أ ن ال ع ل شيء هو مجموعة من الاتجاهات أو المبادئ التي تمنح الا عمال العلمي ة صبغتها المميزة. ولعل أهم هذه المبادئ يتمثل في الدقة والا حكام والموضوعية والاعتماد على التجريب الا مبيريقي والحتمية والاقتصاد في الجهد وعدم الجزم با بدية النتاي ج ". فمن حيث الدقة والا حكام إلى تحديد ما هم عازمون الشخصية. على بحوثهم على د ارسته سعى الا سلوبيون بطرق متعددة ووضع نتاي جهم في صور رقمية وبتدقيق شديد واضح بدل الانطباعات ومن حيث الموضوعية فالا سلوبيون يحاولون منع تحي ازتهم الخاصة من التا ثير وفي بعض الحالات يستعينون بالمساعدين لا ج ارء البحث مما يجعلهم يتخذزن موقف الحياد إ ازء موضوع الد ارسة. " لا يسعها أن تتجاهل طبيعة الموضوع المبحوث عنه والموضوعية التي ينزع إليها علم الا سلوب تؤكدها لفتة القاي مة على سوابق الا دبي وتقاليد فنية ثابتة في ساي ر الا داب وهذا يقتضي من بين ما يقتضيه تعالي العمل الفنمنولوجي. على صاحبه بحيث يتحقق له وجود في ذاته على ما يهتدي إليه النظر وا لى ذلك ذهب " رينيه وليك و " أوستن وارين " فالعمل الا دبي عندهما موضوع لمعرفة قاي مة بذاتها فلا هو حقيقي كالتمثال ولا عقلي كتجربة الض وء والا لم ولا مثالي كالمثلث وا نما هو نسق من القواعد والا فكار المثالية التي تتداخل فيما بينها ولا سبيل إليه إلا من طريق التجارب الفردية الما خوذة من الت اركيب اللغوية ويتا لف من عدة مستويات " التخيلي.. والصفات الميتافيزيقية.. وا لى قريب من ذلك ما الصوتي.. والنحوي.. العالم كان قد ذهب إليه الفيلسوف البولندي " رمان إنجارتن " ingarden roman تثبيتا للموضوعية أخذا من فنمنولوجيا هسرل". صلاح فضل بلاغة الخطاب وعلم النص ص ٢٧. صلاح فضل بلاغة الخطاب وعلم النص ص ٢٨. وانظر رينيه ويلك وأوستن وارين نظرية الا دب ص. ١٥١ الظاهري. ظاه ارتية هسرل. لطفي عبد البديع التركيب اللغوي للا دب ص ١١٣١١٢. ١٥
أما التجريب الا مبيريقي ) الملاحظة المباشرة ) فيعتقد علماء النفس أنها " قد تكون من أفضل مصادر المعلومات " شرط " أن تكون البيانات المؤكدة مستمدة من د ارسات تجريبية لباحث يعتد باختبا ارته ". والواقع أن الا سلوبية تا خذ به تحت ما يسمى الحدس الا ولي أثناء الق ارءات الا ولية. ( ٤) الطبيعية".. وفيما يتعلق بالحتمية فالا سلوبية تا خذ أيضا ويقصد بها " الاعتقاد با ن كل بعلاقة العناصر المدروسة الا حداث لها أسبابها بعضها بالا خر داخلي ا وخارجيا أما الاقتصاد في الجهد فهو واضح في اتباع الا سلوبية " سياسة مقننة للتفسي ارت يجب اختبارها أولا وتفضل التفسي ارت المعقدة على البسيطة إذا ثبت أن هذه الا خيرة غير (٥) مناسبة ". وأخي ار فا ن الا سلوبية تؤمن بعدم الجزم بصحة النتاي ج البحثية متقبلة للنقد ومستعدة لا عادة تقويم نتاي جها التي تتصور صحتها لو ظهر دليل يبر ر ذلك تعتبرها (٦). " إنها لا أي نهاي ي ة ولا قاطعة " بل موقوتة بالمرحلة البحثية التي وصل إليها العلم بالظاهرة في حينها ومن ثم فهي داي ما قابلة للتعديل والتطوير والتنحية في ضو ء المستجدات البحثية ومن الملاحظ إضافة لما سبق أن أهم ما يميز الد ارسة الا سلوبية هو أن وجهتها العلمية هي وجهة وصفية ( ) تصنيفية. فهي تحلل وتسجل وتصنف بدقة دون الحكم على النتاي ج ذلك أنه إذا كان من مهمة المحلل الا سلوبي أن يسجل ما حلله بدقة فاي قة وبموضوعية فليس من مهمته أن يضع قواعد معينة يمكن من خلالها تعليل استخدام اللغة واستعمالها بالرغم من رغبة المحلل أن يكون في موضع موضوعي. بشكل ولا ن إمكانية تطبيق المقاييس السابقة على الا سلوبية يمكنه من وضع قواعد ا ومكانية استخدامها لها كلها واردة فا ن من الطبيعي أن نجعل منها لذلك " علما حديثا يشبه بقية العلوم ويتوسل بالوقت صلاح فضل بلاغة الخطاب وعلم النص ص ٢٨. المرجع السابق ص ٢٨. ) ٣) انظر شكري عياد اتجاهات البحث الا سلوبي ص ١١٤٧٩. (٤) صلاح فضل بلاغة الخطاب وعلم النص ص ٢٨. ١٦ (٥) المرجع السابق ص ٢٨ ٢٩. (٦) المرجع نفسه ص ٢٩. ( ) انظر عدنان بن ذريل النقد والا سلوبية ص ٢٩٦ ٢٩٧.
نفسه أهدافا ووساي ل خاصة به يعتمد على العموم والتجريد في صياغة القواعد لغة شكلية قاي مة على رموز متعاقبة تفسر المعطيات اللغوية التحاليل اللغوية واختبارها ". ويتبنى وتسهم بصورة مباشرة بتعميم وا ن أهملنا السابق وقلنا إن " كلمة العلم يمكن أن تطلق على كل معرفة منتظمة أو كل معرفة نافعة " أو هو في أبسط صوره " الا رشادات المستخلصة من الخبرة". وا ذا كان من المرجح أن يج م ع ك ل الدارسين " على أن العلم بموضوع ما يجب أن يشتمل *** ** * على قضايا كلية يمكن أن نسميها أحكاما عامة أو قواعد أو قوانين تنطبق (٤) ن أن تعرض مما يدخل تحت هذا الموضوع ". وأن كل عالم يجب أن على كل حال ة ي مك أن يعتمد على واحد من هذه الا نواع الثلاثة ليسمى تخصصه علما. فا ننا بكل أريحية يمكننا أن نطلق كلمة علم على الا سلوبية فهي في أسوأ لما نسميه الحكم العام. كما يمكن أن يقال : واضحة ومنهجا مستقلا يضبط الاحتمالات وأبعدها يمكن أ ن تخضع إن الا سلوبية يكفيها كي تكون علما الت ازمها خطة عمل حركتها " فالعلم ليس إلا منهجا في التفكير وكل علم يستخدم المنهج الذي يتوافق مع خواصه الذاتية فا ن لم يجد من المناهج ما يناسبه أو (٥) استحدث منها ما يساعده على أداء مهامه " وعلى هذا " فليست العلمية موقوفة داي ما داي ما على حقاي ق ثابتة أو شبه ثابتة في ذلك بل المهم المنهج الذي يتعامل ( ١ )ميشال زكريا الا لسنية (علم اللغة الحديث ) ص ١٤٣. ( ٢ )شكري عياد داي رة الا بداع ص ١٥. ( ٣ )المرجع السابق ص ٣٠. * القاعدة: حكم تصنيفي تعميمي لا يستتبع الخطا والصواب تخالفه بعض الحالات مثال " كل الطيور تبيض ولا تلد " وأنت لا تقول إن النظرية أخطا ت لا ن الخفاش يلد ولا يبيض ولكن كل ما يقال هو إنه ليس بطير ومن ثم لا يشمله الحكم العام. ** القاعدة وتتميز با نها تهيمن على الحالات الجزي ية وما خالفها حكمنا عليه بالخطا أو الشذوذ وهي لذلك تستتبع الحكم بالصواب أو الخطا. ***القانون ويتميز بانطباقه على كل حالة جزي ية تدخل في نطاقه وعندما تتعارض الحالة الجزي ية مع القانون يجب أن نعيد النظر في القانون. ولمزيد انظر شكري عياد دا ي رة الا بداع ص ١٥ ١٦. ( ٤ )المرجع نفسه ص ١٥. (٥) محمد عبد المطلب البلاغة العربية ق ارءة أخرى ص ٢. ١٧
( ١) مع هذه الحقاي ق ". وبهذا فا ن العلوم " تتحول إلى العلمية تبعا لا سلوب التفكير ومنهجية البحث ودقة رصد الظواهر والكشف عن أبعادها التي تفسرها وكل ذلك يتيح للمعرفة أن تتحول إلى علم ". والحقيقة أننا " إذا حاولنا أن نبحث عن علة نشوء العلوم نجد أن العلم أيا كان لا ينشا إلا لا حد سببين: إما لا نه يجد مادة جديدة في البحث لم يسبق إليها علم من العلوم الا خرى وا ما أنه ينشا لعثوره على منهج في تناول العلم سبق إليها علم آخر ولكن بمنهج مغ اي ر * مادة من وا ذا حاولنا أن نبحث عن علة اكتساب الا سلوبية صفة العلمية وفق التصور السابق فا ن الا سلوبية لم تعثر على مادة جديدة في البحث فقد سبقتها إليها الكثير من العلوم المعروفة ولكن الذي يكسب الا سلوبية هذه العلة عثورها على منهج جديد في تناول مادة العلم ". ولهذا يعد الا ق ارر بعلمية الا سلوبية والارتياح إلى هذا ناتج مما " تميزت به الا سلوبية من منهج بحث في التعامل مع اللغة (٤) العلوم المختلفة لا وظواهرها على نحو جعلها تتميز " به عن غيرها. فمن "المعروف أ ن (٥) تنمو وتثمر إلا بفضل استقلال مناهجها ومبادي ها التي تستقى من موضوع د ارستها". إذ إذ لم تكن شيي ا ملموسا في بدايات هذا القرن حقيقة الا ن وأصب حت استقلت مناهج معالجة الا سلوب ود ارسته كما استقلت من قبل مبادؤها موضوع د ارستها. لا يمكن فقد إنكارها. التي تستقيها من وهكذا " ولي ن شكك كثير من النقا د في شرعية هذا العلم الوليد فا ن ما يمتاز به من دقة في التحليل ومن سعي نحو الموضوعية واقت ارب منها ومن استقلال في المنهج ومن تفرد في الموضوع ومن اعتماد على وقاي ع لغوية ملموسة في مكانة العلم بما يمتاز به من ضبط ودقة ومناهج يطلق بوصفه مساوقا لمصطلح علم الا سلوب " الد ارسة قد أهلته ليتبوأ بحث. وبذا أصبح مصطلح الا سلوبية ( ٦). وبهذا تصبح الا سلوبية " معرفة محمد عبد المطلب البلاغة العربية ق ارءة أخرى ص ٣. محمد عبد المطلب البلاغة العربية ق ارءة أخرى ص ٣. * انظر حوار أج اره حسب االله يحيى مع عبد السلام المسدي ص ٣٩. خير الدين محمد مقامات بديع الزمان الهمذاني ص ١١١٠. (٤) المرجع نفسه ص ١٠. (٥) محمد مندور النقد المنهجي عند العرب ص ١١. (٦) المرجع نفسه ص ١٠. وانظر فتح االله أحمد سليمان الا سلوبية ص ٩. ١٨
إنساني متخصصة تحليلية تجريدية غايتها إد ارك الموضوعية في حقل يكشف السلوك في المفارقات العمودية الا فقية ". عقلاني ومنهج مشروعا هما: ونستطيع بعد أن نجمل السابق في نقطتين تجعل من علمية الا سلوبية أم ار استقلاليتها: حيث إنه قد تحدد ما هو داخل في اختصاصها وما هو خارج عن هذا الاختصاص إذ إن داي رة اختصاصها قد تحددت بالنص دون سواه وحين يكون النص هو محور الد ارسات والتحليل الا سلوبي " وموضوع الد ارسة فا ن حديثنا يصبح أكثر الت ازما بموضوع العلم واتباعا لمواصفاته المقررة ". وفي الحقيقة لقد تخلصت العلوم الطبيعية بفضل اعتمادها على وقاي ع مادية ملموسة من إشكالية العلمية وتحديد مادتها ولذا لما بدأت الا سلوبية اعتماد المادة الملموسة وهي النص وتحديد مادتها وهي اللغة بدأت العلمية حتى بلغتها. اكتمال أدوات ها التحليلية: فقد اكتملت أدواتها التحليلية وتشربت مقاييس العلمية على مستوى الشكل كي تحقق لها قدرة فحص المهام الدلالية التي الا دبي تتحملها المفردات والت اركيب في النص والخطاب طرقها العلمية الخاصة في الا قناع والتوجيه (٤) وعرض النتاي ج مقاييس يلتمسها العالم الطبيعي والرياضي على ح د طبيعة الد ارسات الا سلوبية يلحظ أول ما يلحظ إذ أصبح لها وهي طرق أو سواء. والمطلع على "سيادة النزعة العلمية الصارمة وهي تلك النزعة التجريبية المعملية التي تا ثرت منها العلوم النظرية بمثيلاتها في الد ارسات العلمية. وهذه النزعة جعلت الد ارسات النظرية تبتعد المسبقة والا حكام العامة المجملة وتستلزم أن تكون تجربة محددة وفروض علمية تؤيدها أو تعدها تجارب عن الا حكام نقطة البدء من واقع يمكن إخضاعها (٥) للقياس والم ارجعة مثل التجارب الا حصاي ية المعملية في بعض الا حايين". ( ١ )عم ارن الكبيسي إشكالية الجدل المعرفية بين النقد والا سلوبية ص ٦٣. محمد عبد المطلب البلاغة العربية ق ارءة أخرى ص ٣٦. سعد مصلوح الا سلوب د ارسة إحصاي ية ص ١٣. ( ٤ )محمد عبد المطلب البلاغة العربية ق ارءة أخرى ص ٣٦. ( ٥ )أحمد درويش د ارسة الا سلوب بين المعاصرة والت ارث ص ١٥٤ ١٥٥. ١٩
وببساطة إن الا سلوبية " تعتمد المنهجية العلمية الواضحة إ ذ تنطلق من ومحددة معايير ثابتة لتحديد عناصر اللغة وتصنيفها وتفسيرها " بعد أن عمدت إلى بناء مصطلحاتها وا لى تجديد مفاهيمها معتمدة المنهجية الواضحة التي تتوسل إقامة فرضيات فعالة عبر الملاحظات المحددة والمؤقتة أحيانا وتفسر هذه الفرضيات الملاحظات وتتوسع بها أحيانا وأحيانا تهمل بعضها إلى أن تصل إلى إق ارر نظرية معينة ". وليسمح لي بعد هذا التنبيه الا ختبارية التي ت ستعمل " التجارب المضبوطة التي تعريفا دقيقا بطريقة موضوعية محققة مثبتة " تزيد منها إلى أن العلمية التي أتحدث عنها هنا هي العلمية يجب أن تعرف عناصرها وفعاليتها والتي تعتمد إلى حد بعيد الدقة المطلقة ويتحقق ذلك لها بتوافر المقاييس والا صول الثابتة والمجال أو المادة المحددة في البحث والمصطلحات المحددة في التعامل مع الظواهر والمادة المقصودة بالد ارسة. ولا يعني ما ذكرنا على ينبغي أن تكون علما منضبطا " الا طلاق أن الا دب علم إذ هو ف ن (٤) فلسفة وموضوع ومنهج يشتمل على معايير موضوعية " ولك ن د ارسة الا دب الد ارسة فقط هذا ويحتاج العلم إلى أن تكون له للقياس والوصف والاستنباط ومن ثم لا بد لد ارسة الا دب من استيفاء هذه الشروط لكي تكون جديرة با ن تحتل مكانها (٥) بين العلوم ". ويمكن توضيح ذلك بالمثال التالي: " الناس عادة عندما يتكلمون عن التنجيم يتناولون أمره بشتى الخ ارفات والرجم بالغيب وا ن كان موضوعهم هو النجوم والا فلاك التي تسير في دربها وفي الطرف الا خر عندما يتكلم العلماء عن الفلك فا نما (٦) يتناولونه تنا ولا علميا وا ن كانوا يتحدثون عن الظاهرة نفسها ". ميشال زكريا الا لسنية (علم اللغة الحديث ) ص ١٣٩. المرجع نفسه ص ١٤٠١٤١. مازن الوعر قضايا أساسية في علم اللسان الحديث ص ٤٣. (٤) سعد مصلوح الا سلوب د ارسة إحصاي ية ص ١٢. ولنظر رجاء عيد البحث الا سلوبي معا صرة وت ارث ص ١٤٣. (٥) سعد مصلوح الا سلوب د ارسة إحصاي ية ص ١٢. في الا صل " نفس الظ ا هرة " والصواب ما أثبتناه. (٦) رجاء عيد البحث الا سلوبي مع اصرة وت ارث ص ١٤٣. ٢٠
وأخي ار الا يمان بعلمية الا سلوبية لا ي م ن ع أن يكون نشاطا بشريا لي س م ست لب ا من الممارسة البشرية الخطاءة بحيث لا ينتج حقيقة مطلقة أو وقاي ع مطلقة أو ثقة مطلقة فال نظرية العلمية نظرية من حيث الواقع تناظر الطريقة التي يرى فيها الا نسان العالم وتخضع رهنا لانتفاعه بها. ٢١
المصادر والم ارجع: إنريك أندرسون إمبرت مناهج النقد الا دبي ترجمة الطاهر أحمد مكي مكتبة القاهرة ١٩٩١ م. أحمد درويش د ارسة الا سلوب بين المعاصرة والت ارث مكتبة الزه ارن ال قاهرة (د. ت) برند شبلنر علم اللغة والد ارسات الا دبية الرب الدار الفنية للنشر ١٩٨٧ م. بيير جيرو جورج مولينيه د ارسة لا سلوب البلاغة وعلم اللغة النمطي: ترجمة محمود جاد الا سلوب والا سلوبية ترجمة منذر عياشي مركز الا نماء القومي بيروت (د.ت). تاريخ الا سلوبية تعريب عز الدين العامري وعبد المنعم الشنتوف العربي الفكر العدد ٨٥ ١٩٨٦ ٨٦ م. جوزيف شريم دليل الد ارسات الا سلوبية المؤسسة الجامعية بيروت ١٩٨٤ م. حسب االله يحيى عبد السلام المسدي وحوار عن الخطا اللغوي الا قلام العدد ١٩٨٦ ٨ م. خير الدين محمد مقامات بديع الزمان الهمذاني د ارسة أسلوبية رسالة ماجستير الجامعة الا ردنية عمان ١٩٩٦ م. اربح بوحوش اللسانيات وتحليل النصوص ٢٠٠٧ م. ط ١ جدا ار للكتاب العالمي عمان عالم الكتب الحديث إربد رجاء عيد البحث الا سلوبي معاصرة وت ارث منشا ة المعارف الا سكندرية ١٩٩٣ م. رجاء عيد تحليل الا سلوب والمنهج العلمي لد ارسة الا دب التربية عدد ٣ قطر ١٩٩٢ م. رينيه ويلك و أوستن وارين والعلوم الاجتماعية ١٩٧٤ م. نظرية الا دب ترجمة محيي الدين صبحي سعد مصلوح الا سلوب د ارسة لغوية إحصاي ية ط ١ دار البحوث العلمية. سعد مصلوح علم الا سلوب والمصادرة على المطلوب فصول شكري عياد اتجاهات البحث الا سلوبي العلوم الرياض ١٩٨٥ م. ط ٣ المجلس الا على للفنون والا داب المجلد ٥ العدد ١٩٨٥ ٣ م. شكري عياد اللغة والا بداع مبادئ علم الا سلوب العربي ط ١ ١٩٨٨ م. د ارسات أسلويبة اختيار وترجمة وا ضافة شكري عياد ط ١ دار العربي العدد ١٩٨٢ ٢٥ م. شكري عياد النقد الا دبي بين العلم والفن الفكر شكري عياد مدخل إلى علم الا سلوب ١٩٨٢ م. صلاح فضل النشا ة الا ولى لعلم الا سلوب الا قلام العدد ١٩٨٤ ٧ م. صلاح فضل إنتاج الدلالة الا دبية ط ١ مؤسسة مختار للنشر والتوزيع القاهرة ١٩٨٧ م. صلاح فضل بلاغة الخطاب وعلم النص ط ١ مكتبة لبنان ناشرون بيروت و الشركة المصرية العالمية للنشر لونجمان القاهرة ١٩٩٦ م. ٢٢
صلاح فضل علم الا سلوب مبادي ه وا ج ارءاته ط ٢ الهيي ة المصرية العامة للكتاب ١٩٨٥ م. عبد السلام المسدي العدد ١٩٨٢ ١ م. الا دبي الا سلوبية والنقد منتخبات من تعريف الا سلوب وعلم الا سلوب الثقافة الا جنبية عبد السلام المسدي الا سلوبية والا سلوب نحو بديل ألسني في نقد الا دب : الدار العربية للكتاب تونس ١٩٧٧ م. عدنان بن ذريل اللغة والا سلوب د ارسة اتحاد الكتاب العرب دمشق ١٩٨٠ م. عدنان بن ذريل النقد والا سلوبية بين النظرية والتطبيق د ارسة اتحاد الكتاب العرب دمشق ١٩٨٩ م. عزة آغا ملك الا سلوبية من خلال اللسانية الفكر العربي المعاصر العدد ١٩٨٦ ٣٨ م. عم ارن الكبسي إشكالية الجدل المعرفية بين النقد والا سلوبية األقالم عدد ١١١٢ األردن ١٩٩٣ م. غ ارهام هوف الثاني ١٩٨٥ م. الا سلوب والا سلوبية ترجمة كاظم سعد الدين دار آفاق كانون ١ العدد بغداد الع ارق فتح االله أحمد سليمان الا سلوبية مدخل نظري ود ارسة تطبيقية في شعر البارودي الدار الفنية القاهرة ١٩٩٠ م. لطفي عبد البديع التركيب اللغوي للا دب القا هرة مكتبة لبنان بيروت ١٩٩٧ م. مازن الوعر الاتجاهات اللسانية الم عا صرة ودورها في ٤ المجلس الوطني للثقافة والفنونن والا داب الكويت بحث في فلسفة اللغة والاستطيقا ط ١ الد ارسات الا سلوبية عالم الفكر مجلد الشركة العالمية للنشر ٢٢ عدد ٣ ١٩٩٥ م. مازن الوعر قضايا أساسية في علم اللسانيات الحديث ط ١ دار طلاس للد ارسات والترجمة والنشر ١٩٨٨ م. محمد عبد المطلب البلاغة العربية ق ارءة أخرى ط ١ مكتبة لبنان بيروت القاهرة ١٩٩٧ م. الشركة المصرية العالمية للنشر محمد عبد المطلب البلاغة والا سلوبية ط ١ مكتبة لبنان بيروت الشركة العالمية للنشر القاهرة ١٩٩٧ م. محمد عبد المطلب ق ارءات أسلوبية في الشعر الحديث الهيي ة المصرية العامة للكتاب القاهرة ١٩٩٥ م. محمد مندور النقد المنهجي عند العرب دار النهضة القاهرة (د.ت) منذر عياشي مقالات في الا سلوبية اتحاد الكتاب العرب دمشق ١٩٩١ م. ميشال زكريا الا لسنية ١٩٨٣ م. (علم اللغة الحديث) ط ٢ المؤسسة الجامعية للد ارسات والنشر والتوزيع بيروت ميشال زكريا الا لسنية التوليدية التحويلية وقواعد اللغة العربية للد ارسات بيروت ١٩٨٣ م. الجملة البسيطة ط ١ المؤسسة الجامعية نور الدين السد الا سلوبية في النقد العربي الحديث رسالة دكتو اره جامعة الج ازي ر الج ازي ر ١٩٩٤ م. ٢٣
يوسف أبو العدوس الا سلوبية ال رؤية والت طبيق ط ٢ دار المسيرة عمان ٢٠٠٧ م. ٢٤