دراسات لغوي ة: معيار الإعلامية لدى روبرت دي بوجراند وتجلياته في آيات القرآن الكريم: دراسة دلالية The Standard of Robert De Beaugrande s Standard of Informativity in the Quranic Verses: A Semantic Study Manifestatasi Robert De Beaugrande piawaian nilai maklumat dalam ayat-ayat Al-Quran: Satu Kajian Semantik نئ حنان مصطفى حممد إخوان بن عبدهللا ملخص البحث: يتناول هذا البحث موضوع اإلعالمية اليت تع ىن مبدى ما يتصف به النص من عناصر متوقعة مقابل عناصر غري متوقعة ومعلومة مقابل غري معلومة ابلنسبة للمتلقني ويقصد ابملتلقني يف هذا البحث متلقو القرآن الكرمي على وجه اخلصوص. ومبا أن النصوص القرآنية نصوص إهلية فمن املتوقع أن تتمي ز إعالميته من سائر النصوص البشرية ولذا يهدف هذا البحث إىل إبراز بعض جتليات اإلعالمية العامة يف القرآن الكرمي من خالل احملاور التالية: اآلايت املتشاهبة و"اللغة اجلديدة" واحلروف املقطعة واإلشارات العلمية يف القرآن. وقد مت مناقشة هذه احملاور املختصة ابلقرآن يف ضوء اإلطار العام ملبادئ نظرية اإلعالمية وبيان أثر هذه التجلي ات اإلعالمية يف التلقي عند اجلاهليني والعلماء القدامى واملعاصرين. وتوص ل الباحثان إىل أن القرآن حيتوي على درجات خمتلفة من اإلعالمية بعضها منخفض وهو احملكم من اآلايت وبعضها مرتفع وهو املتشابه من اآلايت وأن القدامى من املفسرين والعلماء قد بذلوا جهودهم يف خفض إعالمية القرآن الكرمي من خالل القرآن نفسه واحلديث الشريف وأقوال الصحابة والتابعني ومن خالل اإلشارات العلمية وكذلك أن القرآن حيمل رسالة خالدة يتماشى مع كل عصر من العصور يصد ق كل ما توصل إليه العلماء يف العصر احلديث وأن إعالميته تفوق إعالمية النصوص البشرية ألنه علم هللا فوقكل شيء. الكلمات املفتاحية: املعايري النصية - اإلعالمية - اإلعجاز اللغوي - اإلعجاز العلمي-العصر احلديث. Abstract: أستاذة مشاركة قسم الغلة العربية وآداهبا كلية معارف الوحي والعلوم اإلنسانية اجلامعة اإلسالمية العاملية مباليزاي ماليزاي. حماضر قسم الغلة العربية وآداهبا كلية معارف الوحي والعلوم اإلنسانية اجلامعة اإلسالمية العاملية مباليزاي ماليزاي. أرسل البحث بتاريخ: 2017/8/22 م وقبل بتاريخ: 2018/2/1 م.
جملة الدراسات اللغوية واألدبية This paper studies the topic of informativity which concerns about to what extent a text is expected or unexpected, known or unknown for the receivers, namely in this paper-the receivers of the Quran. As the Quran is the word of God, we believe that the Quranic texts have distinctive features of informativity as compared to human texts. Therefore, we carry out this study to highlight some of the general manifestations of informativity of the Quran based on the following themes: Allegorical verses, new language, Quranic initials, and scientific signs in the Quran. These Quranic themes were discussed in the light of general framework of informativity theory. Besides that, we also discussed the effects of informativity of the Quran on pre-islamic society traditional as well as contemporary Muslim scholars. We conclude that the Quranic texts comprise of different grades of informativity, some of them are low and it is the same as the concept of clear verses (muhkam) and some of them are high in informativity which are equivalent to the concept of allegorical verses (mutasyabih). Muslim scholars have put their utmost efforts to downgrade the informativity of the Quran using Quranic verses itself, hadith, companion sayings as well as the scientific signs. We also conclude that the Quran brings eternal message that consistent with all time and it asserts many of the scientific findings. Overall, we could say that the informativity of the Quran goes beyond the informativity of human texts because Allah s knowledge is beyond time and space. Keywords: Standards of Textuality Informativity - Linguistic Inmatibility - Scientific Inmatibility Abstrak: Kajian ini membincangkan tajuk nilai maklumat (informativity) yang berkenaan dengan sejauh mana sesuatu teks itu boleh dijangka atau tidak, boleh diketahui atau tidak bagi penerima (receiver) atau pembaca yang mana dalam kajian ini merujuk kepada penerima dan pembaca teks Al-Quran. Sebagai kalam Tuhan, kita beriman bahawa teks Al-Quran mengandungi ciri-ciri informatifiti yang istimewa berbanding teks ciptaan manusia. Atas dasar itu, kami menjalankan kajian ini bagi menjelaskan sebahagian manifestasi umum bagi ciri-ciri informatifiti Al-Quran berdasarkan tematema berikut: 1- Ayat-ayat mutasyabihat, bahasa baharu, huruf-huruf abjad pada permulaan surah, dan petanda-petanda saintifik dalam Al-Quran. Selain itu, kami juda membincangkan tentang kesan informatifiti Al-Quran terhadap masyarakat Arab jahiliyah dan para sarjana kontemporari. Kajian merumuskan bahawa Al-Quran mengandungi pelbagai peringkat informatifiti yang mana sebahagiannya rendah sekaligus bersamaan dengan konsep ayat-ayat muhkam manakala sebahagian ayat yang lain mengandungi informatifiti yang tinggi. Ini sejajar dengan konsep ayat-ayat mutasyabihat. Para sarjana Islam telah berusaha gigih untuk merendahkan tahap informatifiti Al-Quran menggunakan ayat-ayat Al-Quran sendiri, hadith, kata-kata para sahabat dan malahan petanda-petanda saintifik yang terkandung dalam Al-Quran. Umumnya, boleh kita katakan bahawa tahap informatifiti Al-Quran melangkaui batas nilai maklumat teks manusia kerana ilmu Allah tiada batasan masa dan ruang. Kata kunci: Standard Tekstualiti Nilai Maklumat Kemukjizatan Bahasa Kemukjizatan Saintifik. العدد األول-السنة العاشرة 4
معيار اإلعالمية لدى روبرت دي بوجراند وجتلياته يف القرآن الكرمي: دراسة داللية مقدمة: من املسلم به أن نظرية بصفتها اإلعالمية البالغيني والنقاد منهم كانوا قد تطر قوا إليها يف والبديع نص ية موح دة مل تنشأ على أيدي القدامى العرب غري أن دراساهتم ملوضوعات البالغة مبا فيها البيان واملعاين فتناولوا معايري الغرابة والطرافة يف العناصر البالغية وهذا القرطاجين يف سياق حبثه يف احملاكاة - أي التشبيه- قس م التشبيه ابعتبار اعتياده وغرابته إىل ستة أقسام :حماكاة حالة معتادة وحماكاة حالة 1 مستغربة وحماكاة معتاد مبعتاد ومستغرب مبستغرب ومعتاد مبستغرب ومستغرب مبعتاد وجدير ابلذكر أن )املستغرب و)املعتاد من أهم ما تتناوله نظرية اإلعالمية وهو ما يتميز به النص من توقع املقابل عدم التوقع أو املعرفة مقابل عدم املعرفة وفضالا عن ذلك فإن البالغيني والنقاد قد وضعوا معايري الطرافة والغرابة لسائر الفنون البالغية األخرى فميزوا بتلك املعايري املألوف )الكفاءة اإلعالمية املنخفضة وغري املألوف )الكفاءة اإلعالمية املرتفعة من التعابري البالغية الوصف املبتكر جديدا من خمالفة الشعر القدمي أو أو وتتمثل اإلعالمية لديهم يف أن أيخذ الشاعر معىن من شاعر قدمي ويضيف إليه معىن 2 مبتكرا. وقد أشار إىل اإلعالمية الشيخ عبد القاهر اجلرجاين عندما مي ز النص احملتمل الدالالت النص احملتوي على معىن واحد حيث قال: )واعلم أنه إذا كان بيناا يف الشيء -أنه ال حيتمل إال الوجه الذي هو عليه حىت ال يشكل وحىت ال حيتاج يف العلم أبن ذلك حقه وأنه الصواب إىل فكر وروية- فال مزية وإمنا تكون املزية وجيب الفضل إذا احتمل يف ظاهر احلال غري الوجه الذي جاء عليه 3 وجها آخر. وأما يف العصر احلديث فت درس اإلعالمية يف حقل اللسانيات النصية بصفتها معيارا من املعايري النصية اليت وضعها بروجراند ودريسلري يف جمال لسانيات النص واليت كانت نقطة حتو ل إىل حنو النص وحيمل هذا العلم الفكرة األخرى من الفونيمات والكلمات من حنو اجلملة القائلة إن النص هو وحدة لغوية شأنه كشأن الوحدات اللغوية واجلمل. وتعد املعايري السبعة وهي: االتساق واالنسجام واإلعالمية والتناص والسياق والقصدية واملقبولية معايري شاملة حتكم اتصالية النص وكينونته. وسريكز هذا البحث على معيار "اإلعالمية" فقط وقد عر فها بروجراند ودريسلري أبهنا هي ما يت سم به النص من 4 توق ع يف مقاب ل عدم الت وقع أو املعرفة يف مقابل عدم املعرفة وبعبارة أخرى إهنا مدى ما يقف عليه 5 املتلقي من عناصر جديدة أو غري متوقعة عند اتصاله ابلنص. هتتم نظرية اإلعالمية بعناصر مفاجئة وغري متوقعة يف النصوص واملتدبر للقرآن الكرمي جيد أن بعض آايته حافلة مبعلومات وتنبؤات ومفاجآت ال ميكن الوصول إليها إال بعد متع ن وتدب ر دائبني وقد شغل هلذا الغرض علماء ومفس رون وفقهاء ولغوي ون فأل فوا من أجل خدمة هذه اللغة وكشف غرائبها مؤلفات يف شىت اجملاالت. ويف هذا الصدد يود الباحثان أن يوليا اهتمامهما على بعض عناصر اإلعالمية والعلوم يونيو 2018 م 5
جملة الدراسات اللغوية واألدبية اليت تعمل على خفض إعالميتها وتكشف أسرار القرآن وغرائبه وبيان االكتشافات العلمية احلديثة اليت تؤدي دورا مهما يف تفسري القرآن ما يدل على أن القرآن نصوص ذات جتليات إعالمية مرتفعة للغاية منذ أول وحي أنزل إىل الرسول صلى هللا عليه وسلم الساعة. أوال: اإلطار العام لنظرية اإلعالمية 1. تعريف اإلعالمية: عر ف روبرت دي بوجراند ودريسلري Robert De Beaugrande & Dressler( إىل أن يرث هللا األرض ومن عليها إىل قيام اإلعالمية أبهنا: )مقدار 6 ما تت سم به الوقائع النصية من توق ع يف مقاب ل عدم الت وقع أو املعرفة يف مقابل عدم املعرفة أو هي 7 )مدى ما يقف عليه املتلقي من عناصر جديدة أو غري متوقعة عند اتصاله ابلنص. وعر فها بوجراند يف دراسة أخرى له تعريفا إجرائياا بقوله: )...انحية اجلد ة والتنوع اليت توصف به املعلومات يف بعض املواقف. فإذاكان استعمال نظام يف صياغة نص ما يتكون من اهليئة اليت تبدو عليها العناصر املستعملة يف وقائع صياغة هذا النص فإن إعالمية عنصر ما تكمن يف نسبة احتمال وروده يف موقع معني )أي إمكانه وتوقعه ابملقارنة بينه وبني العناصر األخرى من وجهة النظر االختيارية. وكلما بعد احتمال الورود ارتفع مستوى الكفاءة اإلعالمية 8. فهي تشري إىل املدى الذي تكون فيه )العناصر أو املعلومات داخل النص معتادة يف معناها ويف أسلوب التعبري عنها وطريقة عرضها فتمثل عندهاكفاءة إعالمية منخفضة الدرجة 9 فتمثلكفاءة إعالمية علية الدرجة. أو تكون غري معتادة ويالحظ من هذه التعريفات أن مصطلح "اإلعالمية" يستخدم لبيان مدى جد ة املعلومات ومدى توقعها عند املتلقني فكلما كانت املعلومات جديدة وغري متوقعة زادت اإلعالمية وكلما زادت اإلعالمية زاد اهتمام املتلقي ابلنص وإذا استطاع أن يستوعب النص هذه اجلدة من على الرغم والصعوابت زادت رغبته يف مواصلة القراءة. فوجود عناصر اإلعالمية يف النص مفيدة وتساعد القارئ 10 على تنمية عقله وعلمه غري أنه يتوقف على مدى ما ميلكه القارئ من املعارف اجلاهزة ( Prior knowledge املتعلقة ابلنص املقروء وقدراته القرائية. ومع ذلك كله جيب على املنتج يف حماولته كسر توقع املتلقني أن حيذر كي ال يسبب صعوبتهم يف معاجلة املوضوعات إىل درجة الفشل يف أداء مغزى النص ومن مث يفقد املتلقون انتباههم فيرتكون قراءة النص كما أن عليه أال جيعل نصه مبتذالا سهالا حىت يؤدي إىل امللل وهبذا يفهم أن اإلعالمية مهمة يف إنتاج النص واستقباله إال أنه ال بد أن يكون يف قدر مناسب. العدد األول-السنة العاشرة 6
معيار اإلعالمية لدى روبرت دي بوجراند وجتلياته يف القرآن الكرمي: دراسة داللية 2. مراتب اإلعالمية: تقوم نظرية اإلعالمية على فكرة مفادها أن االعتياد يؤدي إىل سهولة اإلجراء وعدم االعتياد يؤدي إىل 11 صعوبة اإلجراء وهناك مراتب توض ح مدى إمكانية توق ع وقائع النص من عدمه. وقد قس م بروجراند ودريسلري اإلعالمية إىل ثالث مراتب: إعالمية الدرجة األوىل وإعالمية الدرجة الثانية وإعالمية الدرجة الثالثة. 12 أ. إعالمية الدرجة األوىل: وهي ما ع ب عنه بروجراند ب )احملتوى احملتمل لرتكيب حمتمل ويكون سهل الصياغة ومبتذالا وغري إعالمي وخري مثال على ذلك إشارة ) م نوع التدخني يف أماكن عامة فإهنا واضحة للغاية ويسهل توقع معناها من حيث االتساق واالنسجام فضالا عن وضوح السياق الذي ترد فيه اإلشارة فشكل الالئحة ب. ولوهنا تدل على وضوح اإلشارة وسهولة توقع معناها وهو تنبيه الناس على التدخني يف هذه األماكن. وهذه اإلعالمية الدرجة من األوىل فهي عدمية األمهية وعدمية اإلمتاع ابلنسبة 13 إىل املتلقي ألهنا متوقعة كما تسمح العناصر الواردة يف هذه الدرجة الدنيا بسهولة اإلجراء. إعالمية الدرجة الثانية: 14 احملتوى احملتمل يف الرتكيب غري احملتمل وهي ما ع ب عنها بوجراند ب )احملتوى غري احملتمل يف الرتكيب احملتمل أو ومن شأن هذا احملتوى أن يتسم ابلتحدي ومع ذلك ال يدعى له دائماا أنه مثري للجدل بال سبب. وتقع هذه اإلعالمية يف الغالب يف النصوص الشعرية واألدبية وهي الدرجة املعيارية أو االتصال العادي عند أكثر النصوص للتحقق من اتصاليتها وذلك ألنه إذاكان 15 النص حيتوي على اإلعالمية من الدرجة األوىل فقط فإهنا تكون مبتذلة وال حتظى بقبول املتلقي كما أن الوقائع تتجاوز حاالت االختيار شبه اآليل حيث توجد أدلة ختالف اختيار املتلقي األمر الذي يتطلب الرتجيح بني اخليارات املتاحة لكن االحتماالت اليت تقدمها الوقائع النصية تبقى داخل دائرة 16 خيارات املتلقي وتتسم وقائعها بقدر متوسط من الفرادة واجلدة وعدم التوقع والغموض. ج. إعالمية الدرجة الثالثة: وهي ما ع ب عنها بوجراند ب )احملتوى غري احملتمل يف الرتكيب غري 17 احملتمل. ومن شأن هذا احملتوى أن يكون صعب الصياغة ومثريا للجدل احلاد وحيتاج إىل انتباه أكثر ومصادر اإلجراء غري أنه أكثر جاذبية. إن من Discontinuities( وهي تعين أي اليت حتدث عندما يشمل التعليق على جزء أهم عناصر اإلعالمية للدرجة الثالثة االنقطاعات فقدان بعض املواد يف النص أو عند عدم التعليق والفجوات Gaps( (slot) Discrepancies( وهي تعين 18 ال يتضمن أي حمتوى تعارض األمناط املقدمة يف النص مع أمناط والتعارضات املعرفة املختزنة يف ذهن 19 القارئ وهذه العناصر غري معتادة وشديدة اإلاثرة لالنتباه ومن مث يصعب فهمها والسيطرة عليها 20 كما أن العناصر الواردة يف درجة أكثر ورودا لإلجراء فإهنا تستدعي عمق اإلجراء وحب االستطالع املعريف وعلى الرغم من ذلك فإن األمر يتوقف على قدرة املتلقي فإذا كان لديه كفاءة فبإمكانه يونيو 2018 م 7
جملة الدراسات اللغوية واألدبية خفض درجة اإلعالمية ومن مث يتوصل إىل االستيعاب وأما إذا كان ال ميلك من الكفاءة ما ميك نه من االستيعاب فإن احتمال الفشلكبري ويؤد ي إىل مشكلة خطرية. وإذا قلنا مثالا: )جذع شجرة فإن ذلك ال يثري إال قليالا من االهتمام ألن ذلك سبق اختزانه يف الذهن من حيث هو وصلة حمددة من نوع )جزء من... فإذا نسب إىل الشجرة جذوع متعددة فإن ذلك سيجعلنا أكثر اهتماماا على الرغم من أنه ال خيلو من اإلرابك )ليس منوذجياا ولكنه مسموح به ومن هنا يكون من املرتبة الثانية فإذا كانت الشجرة دون جذع أصالا فإهنا على أي حال تتفرغ يف اهلواء وهنا نتوجس من التعارض بني ذلك وبني الوصلة احملددة )املرتبة الثالثة. ومثال آخر يف التورية وهي أن يطلق لفظ له معنيان أحدمها قريب واآلخر بعيد ويراد به البعيد أحد الشعراء: يقول أ ق ول و ق د ش د وا إىل احلرب غارةا د ع وين فإين آكل اخلبز ابجل ب 21 فاجلب له معنيان: معىن قريب وهو اجلب الذي يؤكل ومعىن بعيد وهو ضد الشجاعة واملراد هنا هذا املعىن البعيد والقرينة أقول )و ق د ش د وا إىل احلرب غارةا وإن كان املعىن القريب هو املتبادر ألنه جاء مع أكل اخلبز. 3. آليات رفع اإلعالمية: يراد هبا اآلليات اليت تعمل على إجياد عناصر غري متوقعة ما ترفع هبا إعالمية النصوص وقد اقتصر بروجراند ودريسلر على ثالث آليات فقط لرفع اإلعالمية وهي: حيث تكون املواد مفقودة من بنية نصية االنقطاعات Discontinuity( Discrepancies( 22 املتلقي. أي نقص املعلومات والفجوات Gaps( والتناقضات حيث تكون أمناط املعلومات الواردة ال تتطابق مع أمناط املعلومات املختزنة عند غري أن الباحث ني مل يوض حا ابلتفصيل كل واحد من اآلليات وقد جلأ أحد الباحثني إىل تفصيلها حيث أضاف إليها بعض اآلليات اليت تتناسب مع مفهوم اجلدة والتنوع والغرابة اليت تتناسب مع اللغة العربية وهي يف غالبها من العناصر البالغية املعهودة عند العرب وهي: 23 التقدمي والتأخري والفجوات النصية )احلذف واالستعارة والكناية وأسلوب احلكيم واملشرتك اللفظي والعنونة والتوظيف األسطوري والفضاء النصي والتصحيف املقصود. وميكن إضافة عنصرين آخرين ومها: التورية وأتكيد املدح مبا يشبه الذم وأتكيد الذم مبا يشبه املدح. وذكر أحد الباحثني بعض آليات رفع اإلعالمية من خالل املقامات اللزومية للسرقسطي وهي: 24 العدد األول-السنة العاشرة 8
معيار اإلعالمية لدى روبرت دي بوجراند وجتلياته يف القرآن الكرمي: دراسة داللية أ. اخلروج على املألوف بلزوم ماال يلزم مقامة إىل أخرى. ب. مقاماته. حيث أاثر الكاتب اهتمام املتلقي بتعدد أشكال اللزوم من على مستوى اختيار الكلمات وذلك إبتيان الكاتب بكمية كبرية من الكلمات غري املألوفة يف ج. استخدام الكلمات الوظيفية لبناء السجع عليها كقول السرقسطي: )علي هبا علي إيل هبا إيل. د. اإلعالمية القصصية وتتمثل هذه اإلعالمية يف اجلدة اليت ميثلها اختيار احملتوى أو الفكرة األساسية يف املقامات حيث وصف السرقسطي شخصية الشيخ الواعظ أبنه حمتال ونص اب. 4. ختفيض درجة التعقيد: يف عامل النص يعطي املنتج التأثري وعلى املتلقي أن ميلك كفاءة لفهم النص وذلك عن طريق ختفيض اإلعالمية. ويعت ب التخفيض هنا مبثابة حل مشكالت النص وغموضه وذلك للبحث عن معان لدوال غامضة تدل عليها الوقائع النصية وبيان سبب اختيار املعاين وكيفية إمتامها إىل استمرارية وقائع 25 االتصال من جديد بعد أن فصلت من ذهن القارئ. يقوم املتلقي بتخفيض درجة التعقيد وذلك يف ثالثة اجتاهات وهي: أ. 26 التخفيض الرجوعي أو اخللفي Downgrading( Backward لتحديد ما إذا كان العنصر املعقد يفسره آخر سابق عليه. ب. التحفيض التقدمي أو األمامي) Downgrading Forward يف النص لتحديد ما إذا كان العنصر املعقد يفسره شيء الحق له. ابلعودة إىل الوراء داخل النص ابالنتظار ملعرفة التطورات الالحقة ت. التخفيض اخلروجي Downgrading( Outward بتذكر احلاالت املشاهبة يف الذاكرة أو اللجوء ملعرفتنا عن العامل لتحديد سبب يفس ر التعقيد املقصود هلذا العنصر. 5. مصادر التوقعات: تتم عملية خفض اإلعالمية عن طريق مصادر معينة يستخدمها املتلقي سواء أكانت من معرفته حول العامل أم من النص ذاته وذلك من أجل أن يتفاعل مع العناصر اجلديدة وغري املتوقعة وأال ينقطع اتصاله مع النص وفيما يلي مصادر توقعات املتلقي كما اقرتحها بوجراند ودريسلري العامل الواقعي ( real وهو عبارة عن معلومات خمتزنة وجتارب وقائعية جتعل الناس يرون العامل بطريقة معينة ويعد ما world صدق فيه من قبيل احلقائق مثل املعتقدات السائدة ككون األسباب هلا نتائج وكون املادة ال 27 تفىن...إخل. ومن مصادر التوقع التنظيم اخلاص للغة إذ يتوقع الناس يف العربية مثالا عدم التقاء 28 الساكنني وبناء اجلملة برتتيب معني كتقدمي املوصوف على الصفة وتقدمي الفعل على الفاعل...إخل. ويؤدي نوع النص دورا يف توقع املتلقي للغموض الذي يعرتيه أثناء القراءة حيث حيدد ذلك املعايري اليت يونيو 2018 م 9
جملة الدراسات اللغوية واألدبية توجه عملية التلقي فالقصص اخليالية والتقارير العلمية وشعر احلداثة وغري ذلك من النصوص هلا من 29 اخلصائص ما تضو ئ به مسارات تلقي النص وفضالا عن ذلك ميكن للمتلقي أن يستعني ابلسياق املباشر يف النص مصدرا للتوقعات إذ ت فهم اجلمل والعبارات من خالل السياق سواء أكان مكانياا أم زمانياا. اثنيا : التجليات العامة لإلعالمية يف القرآن الكرمي سيتحدث الباحثان عن هذه التجليات يف النقاط األساسية اآلتية: 1. اآلايت املتشاهبة: يرى الباحثان أن كل مسائل اإلعالمية يف القرآن الكرمي قد حصرها قوله تعاىل: هو الذي أنزل عليك 30 الكتاب منه آايت حمكمات هن أم الكتاب وأخر متشاهبات ففي هذه اآلية تصريح واضح من هللا سبحانه وتعاىل أن آايته ليست على مستوى واحد من اإلعالمية فبعضها حمكم منخفض اإلعالمية وبعضها متشابه مرتفع اإلعالمية. يرى ابن كثري أن احملكمات يراد هبا بينات واضحات الداللة ال التباس فيها على أحد وأما 31 املتشاهبات فهي ما حتتمل داللتها موافقة احملكم أما الط بي فقد أورد اختالفات السلف يف مفهوم احملكم واملتشابه فقال بعضهم إن احملكم هو اآلايت املعمول هبا والناسخة املثبتة واملتشابه هو املنسوخ واملرتوك العمل به وقال آخرون إن احملكم ما مل حيتمل من التأويل إال وجهاا واحدا وأما املتشابه فهو ما احتمل من التأويل أوجها مث ذكر الراجح من هذه األقوال فاحملكم هو ما عرف العلماء أتويله وفهموا معناه وتفسريه واملتشابه من القرآن ما مل يكن ألحد إىل علمه سبيل ما استأثره هللا بعلمه دون ح ل قه 32 مثل اخل ب عن وقت خروج عيسى بن مرمي ووقت طلوع الشمس وغريه. و ما سبق اتضح أن احملكم هو الظاهر والواضح الداللة وال حيتاج إىل التأويل وهبذا تكون اآلايت احملكمة مبثابة اإلعالمية من الدرجة األوىل كما ع ب عنها بروجراند ودريسلري: )احملتوى احملتمل لرتكيب 33 حمتمل. ومن اآلايت اليت تندرج حتت هذه الدرجة قوله تعاىل: ق ل ه و هللا أ ح د حيث ال سبيل لتأويلها وتفسريها إال مبعىن واحد ما قاله بروجراند ودريسلر: )احملتوى غري احملتمل يف الرتكيب احملتمل اآلايت اليت اختلف املفسرون يف تفسريها إىل أقوال و)احملتوى غري احملتمل يف الرتكيب غري احملتمل أتويلها وتفسريها فهي ما استأثره هللا بعلمه. أو أما املتشابه فهو الغامض الداللة وحيتاج إىل التأويل وهذا يتوافق مع 34 أي الدرجة الثانية ومن ذلك )احملتوى احملتمل يف الرتكيب غري احملتمل 35 أي الدرجة الثالثة ومن ذلك اآلايت اليت ال سبيل إىل واملتشابه ليس على ضرب واحد ما ينوه إىل درجات من اإلعالمية اليت ذكرها أحد الباحثني على 36 ثالثة أضرب وهي: العدد األول-السنة العاشرة 10
معيار اإلعالمية لدى روبرت دي بوجراند وجتلياته يف القرآن الكرمي: دراسة داللية.1 ضرب ال سبيل إىل الوقوف عليه كوقت الساعة وخروج دابة األرض وحنو ذلك الدرجة الثالثة..3 وهذا إعالمية من 2. ضرب لإلنسان سبيل إىل معرفتهكاأللفاظ الغريبة واألحكام املطلقة وهذا إعالمية من الدرجة الثانية ألن هناك مصادر )كاحلديث ميكن من خالهلا أن يطلع اإلنسان على ما أشكل عليه. ضرب مرتدد بني األمرين جيوز أن خيتص حبقيقة معرفته بعض الراسخني يف العلم وخيفى على من دوهنم. وهذا إعالمية من الدرجة الثانية أو الثالثة. 2. اللغة اجلديدة: اجلد ة هي إحدى خصائص اإلعالمية حيث إن ما ال يتوقع دائماا يتصف ابجلدة والغرابة والفرادة فكلما كان عنصر ما جديدا كان أغرب وأعجب وغري متوقع. ويف سياق احلديث عن هذا النوع من اإلعالمية جيب أن أنخذ يف االعتبار املتلقني األوائل هلذا الكتاب الكرمي وهم العرب اجلاهليون واجل د ة اللغوية هي أو ل جتليات اإلعالمية اليت تلق وها يف بداية نزوله فقد كان القرآن الكرمي جديدا على اجلاهليني لغة وتنظيماا وفكرا وتعت ب هذه اجلد ة إعجازا لغواي ا اإلعجاز أحد الباحثني بقوله: )اإلعجاز اللغوي وقد بني سبب صدارة هذا النوع من أسبق إىل األذن وأظهر إىل العني من إعجاز املعاين الذى يتطلب إعمال الذهن ومن مث تركز االهتمام األعظم لكثري من املفسرين على اللغة واألسلوب 37 والصياغة والنحو والصرف. ومن هنا تتجل ى حكمة إعالمية القرآن الكرمي وذلك ابإلتيان ب "اللغة اجلديدة" حىت تلفت انتباه املتلقني وهم عرب اجلاهلية املعروفني بفصاحتهم وبالغتهم. لقد أنزل هللا سبحانه وتعاىل القرآن الكرمي يف بداية نزوله على العرب اجلاهليني وكانوا يف فرتات نزوله أمة لغة وبيان وشعر وإن نصوص القرآن الكرمي خري مثال على أبعاد نظرية اإلعالمية ملا فيها من عناصر اجلد ة وعدم التوقع اليت حار أمامها فصحاء العرب من مشركي مكة فمنهم من أعجب به فخضعوا له ومنهم من أعجب به ومل خيضعوا له وعدم التوقع اجلد ة يف كل ما حيتويه القرآن والتسآل الذي يبدر الكرمي هنا: ما الذي صدمهم إهنا عناصر اجلواب: من كلمات ومصطلحات وتعبريات وتراكيب أو بعبارة أخرى ميكن القول أبن القرآن جاء ابلتجديد اللغوي والفكري للعرب. 38 ويرى أحد الباحثني أن اإلعجاز اللغوي ال يقتصر على ما يسميه العبقرية القرآنية من مجالياته ودقة تعابريه اليت كان قد درسها القدامى بل اإلعجاز اللغوي عنده هو إتيان القرآن الكرمي ب "لغة جديدة" وتكمن هذه اجلدة يف األلفاظ واملصطلحات عن األعراف النحوية واللغوية واألبعاد البالغية. وهناك وجود لألدوات اليت حتمل معاين جديدة ومنها: واألدوات والرتاكيب والتعبريات العالقات اللغوية واخلروج 39 يونيو 2018 م 11
جملة الدراسات اللغوية واألدبية أ. األداة )كان اليت انفرد القرآن حىت اآلن ابستخدامها مبعىن )إ ن : كان هللا على كل شيء 40 قديرا. ب. األداة )قد التقديرية اليت تسبق املضارع عادةا وقد استخدمها القرآن مبعىن أختها التحقيقية اليت 41 تسبق املاضي: قد يعلم هللا املعوقني منكم. ج. أداة االستفهام )هل اليتكثريا ما يتحول معناها يف القرآن إىل )قد : هل أتى على اإلنسان حني 42 من الدهر مل يكن شيئاا مذكورا. 43 د. أداة النفي )ال اليتكثريا ما أتيت مبعىن اإلثبات )نعم أو مبعىن )ح قاا : فال أقسم ملوقع النجوم. 44 ه. األداة )إم ا اليت قد أتيت مبعىن )إن : فإم ا تذهب بك فإان منهم منتقمون. و. األداة املركبة )كما اليت يتحول معناها أحياانا إىل )لقد : كما أرسلنا فيكم رسوال منكم يتلو 45 عليكم آايتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب واحلكمة ويعلمكم ما مل تكونوا تعلمون. ز. األداة االستثنائية )حاشا -ابأللف-تصبح يف القرآن )حاش التنزيهية ومن غري ألف- مع 46 إسنادها للفظ اجلاللة: وقلن حاش هلل ما هذا بشرا وقوله تعاىل: قلن حاش هلل ما علمنا عليه 47 من سوء. و ما تقدم يتضح لنا جانباا واحدا من جوانب اجلدة اللغوية يف القرآن الكرمي ومن اجلدير ابلذكر أن هذه األدوات قد تصبح مألوفة عند بعض احملدثني أبهنا ميزات اللغة القرآنية لكثرة اطالعهم على التفاسري وحبثهم معانيها عن لكنها مل تكن مألوفة عند عرب اجلاهلية الذين تلقوا هذه اآلايت ألول وهلة هبذه اجلدة اللغوية فال بد أن تكون النصوص القرآنية إذا مرتفعة اإلعالمية إذ إنه جاءت أبدوات وتعابري ختالف أعرافهم اللغوية وختالف أفق توقعاهتم اليت كانوا تعودوا عليهما فال عجب أن أصابكثريا من فصحاء املشركني "اإلحباط اللغوي" عندما تلقوا القرآن ومسعوه من أفواه الصحابة رضوان هللا عنهم. يف هذا الصدد جيب أن نتصو ر كيف كان يستقبل اجلاهليون األلفاظ القرآنية ومصطلحاهتا وتراكيبها ألول وهلة لنستشعر مفهوم اإلعجاز اللغوي الذي كان مير هبا هؤالء من اجليل األول وال ميكن أن نتصورها بوجهة نظران حنن اآلن ألننا أصبحنا متعودين على هذه املصطلحات منذ أو ل قراءتنا للقرآن وهذه الصدمة اليت يواجهها اجلاهليون تطلب منهم شدة االنتباه لفهم أغراضه. هناك بعض املصطلحات اليت دمهت العرب اجلاهلني من سورة املدثر منوذجاا ومنها: 48 - الر جز )مصطلح جديد: أي األصنام أو العذاب استخدمت الكلمة جمازا ملعرفة معناها إذ كانوا يعرفون معبودهم ابألصنام والتماثيل. ويتطلب إجراء اخلفض - الناقور )صيغة جديدة: وهو الصور الذي ينفخ فيه إسرافيل ترى كيف فهم اجلاهلي معىن هذا املصطلح اجلديد الذي طرأ عليه وهو من الغيبيات - صعودا )صيغة جديدة ومعىن جديد وقيل إنه اسم جبل يف جهنم. العدد األول-السنة العاشرة 12
معيار اإلعالمية لدى روبرت دي بوجراند وجتلياته يف القرآن الكرمي: دراسة داللية - س ق ر )لفظ جديد: أي جهنم. - اجملرمني )صيغة مل يعرفها الشعر اجلاهلي هبذا املعىن. هذه اجلدة اللغوية واملخالفات اللغوية والنسقية تب ا ني أن القرآن أييت على خالف ما أيلفه اإلنسان اجلاهلي من الشعر إذ لو أتى هللا هبذا النسق نفسه ملا حظي ابنتباه الفصحاء بقدر انتباههم للنسق القرآين اجلديد هذا فنرى مثال ترتيب ال سور وفن االلتفات. هذه بعض جتليات إعالمية "اللغة اجلديدة" اليتكان يواجهها العرب اجلاهليون والتسآل اآلن: كيف كانوا خيفضون هذه الكمية الكبرية من عناصر اإلعالمية وهم كانوا أمة ال جتيد القراءة والكتابة إال قليل منهم منه ال سبيل إىل التعرف على هذه الغرائب واجلد ة إال أبن جيالسوا الرسول صلى هللا عليه وسلم ويسمعوا ألن مل يكن لديهم دراسات ونظرايت وتفاسري ميكن هلم من خالهلا التوصل إىل معاين األلفاظ اليت جاء هبا القرآن وذلك ألهن م أدركوا إعجاز القرآن بفصاحتهم العربية وذوقهم البالغي الغريزي وانلوا 49 حظهم من هداه بفاعلية عقوهلم النبيلة وذكائهم واستعدادهم الفكري. اثلثا : احلروف املقطعة )سر ال يعلمه إال هللا( إذا كانت هذه األلفاظ اجلديدة قد أهبرت فما ابهلم ابحلروف املقطعة اليت ابتت ألم حم يس كهيعص وغري ذلك س را العرب القدامى وبعضها كانت معروفة لديهم قبل اإلسالم من أسرار القرآن استأثرها هللا بعلمه وهي فواتح السور ومن املؤك د أن تكون هذه احلروف مفاجأة عظيمة جد ا هؤالء اجلاهليني ألن مثل هذا النسق من احلروف مل يعهدوه من قبل. مثل: لدى و ما أدى إىل ارتفاع إعالمية هذه احلروف أنه مل يرد عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أنه تكلم يف معانيها وإن أورد الط بي يف تفسريه أن فريقاا من اليهود سألوه عن شأن هذه احلروف إال أنه صلى هللا 50 عليه وسلم مل خي بهم بسر معاين هذه احلروف. وللعلماء يف هذه احلروف ما يزيد عن عشرين قوالا وأرجحها أهنا لبيان إعجاز القرآن وقد أورده الط بي 51 يف تفسريه جامع البيان ومنها: 1. أن احلروف املقطعة أمساء القرآن وقال هذا قتادة وجريج وابن جريج. 2. قال بعضهم أمساء السور وقال هبذا الرأي: عبدالرمحن بن زيد بن األسلم. 3. هي أمساء هللا تعاىل وقال هبذا الرأي ابن عباس. 4. هي حروف مقطعة من أمساء وأفعال كما قال ابن عباس وسعيد بن جبري: ألم أي "أان هللا أعلم". 5. وقال بعضهم : هي حروف من حساب اجلمل. وغري ذلك من األقوال. يونيو 2018 م 13
جملة الدراسات اللغوية واألدبية والظاهر عند الباحثني-وهللا أعلم- أن هذه احلروف من املتشابه الذي استأثر به وأهنا داللة هللا على إعجاز القرآن الكرمي ومن مث ابت سر ا يعجز البشر عن تفسري معانيه واملتأمل هلذه األقوال يعلم أن تعدد هذه التأويالت يدل على أن هذه احلروف يف الدرجة الثالثة من اإلعالمية بل أعلى من ذلك. وعلى الرغم من ذلك فقد حاول بعض املفس رين خ ف ض هذه اإلعالمية عن طريق الرجوع إىل بعض املمارسات اليتكانت معهودة قبل اإلسالم عند العرب واليهود غري أهنا كانت خمتلفة متاما عن أسلوب 52 القرآن. وميكن اعتبار هذه اإلعالمية من الدرجة الثالثة ألهنا خارجة عن قائمة اخليارات أو االحتماالت ألن الوقائع النصية اندرة الوقوع أو غري متوقعة كما تعددت اخليارات غري أن القرائن 53 اندرة جدا حىت إن الرسول صلى هللا عليه وسلم مل يتكلم يف هذا الشأن. 54 و م ا مارسه العرب يف استخدام احلروف املقطعة قول الشاعر: قلنا هلا قفي فقالت قاف أرادت: قالت وقفت. أراد: إن شر ا فشر و أراد: إال أن تشاء. املتأم ل هلذا البيت جيد أن ه 55 ابخلري خريات وإن شر ا فا وال أريد الشر إال أن ات من املمكن أتويله إىل نظرا وروده يف سياق معني يسهل أتويله خبالف احلروف املقطعة القرآنية فإهن ا تبقى مرتفعة اإلعالمية بل هي أعلى درجات اإلعالمية يف كل النصوص املوجودة على وجه األرض ألن هللا سبحانه وتعاىل استأثر هبا يف علمه فهي ختتلف عن األخبار الغيبية األخرى اليت استأثر هللا هبا يف علمه كموعد الساعة فهي على الرغم من جهلنا هبا إال أن هللا سبحانه وتعاىل قد أخ بان بعالماهتا وأشراطها على لسان رسوله املصطفى خالل أحاديثه يط لع على تلك األشراط وينظر ملا حوله ويتدبره وإشارات تدل على معانيها الصحيحة احلقيقية. فاملسلم إبمكانه أن وأما احلروف املقطعة فلم يكن هناك من أتويل هذا وال تزال هذه احلروف سرا من أسرار الكون إىل يومنا هذا فال توجد اجتهادات جديدة لدى 56 املتأخرين واملعاصرين يف معاين هذه احلروف وحقيقتها ما خيفض هبا اإلعالمية بل لقد أدى ذلك 57 ببعضهم إىل القول ابلصرفة أي أن هذه احلروف قد صرفت عن حتد يها. وعلى الرغم من ذلك ابتت هذه املسألة موضع اهتمام الباحثني املعاصربن إذ حاول بعضهم فك شفراهتا عن طريق البحث يف 58 املناسبات بني السور املفتتحة ابحلروف غري أهنا ال تزيد على أن تكون مناقشة آلراء املتقدمني وحتليلها. وفضالا عن ذلك هناك حماولة رائعة من أحد الباحثني حتاول مقاربة هذا اإلعجاز من خالل 59 اإلعجاز الصويت من منظور اللغات السامية لضرورهتا يف فك كثري من القضااي الغامضة يف العربية وخباصة القرآن الكرمي. العدد األول-السنة العاشرة 14
معيار اإلعالمية لدى روبرت دي بوجراند وجتلياته يف القرآن الكرمي: دراسة داللية رابعا : اإلشارات العلمية احلديثة يف القرآن انقسم العلماء يف هذه املسألة إىل فريقني أوالا فريق مؤيدين مبا فيهم اإلمام الغزايل والسيوطي وابن أيب الفضل املرسي والقاضي أبو بكر بن العريب واثنيا فريق املعارضني وهم اإلمام الشاطيب والشيخ حممد 60 شلتوت. ومتيل هذه الدراسة هذه إىل رأي الذين قالوا بوجود إشارات علمية يف القرآن الكرمي وترى أن هللا تعاىل مل ينزل القرآن على الفصحاء أو اللغوين أو املهتم ني ابللغة أو العرب خاصةا بل أنزله على الناس أمجعني فإذاكان القرآن الكرمي املتصف ابإلعجاز قد أعجز الفصحاء اجلاهليني ابإلعجاز البياين فإنه يف هذا عصر التكنولوجيا احلديثة وصورة املعلومات قد أهبر العلماء يف جمال العلوم من خالل اإلشارات العلمية اليت ذكرت يف القرآن الكرمي منذ ألف وأربعمائة سنة املاضية وقد اقتضت حكمة هللا أن جعل آخر هذه األمة أمةا تتميز ابلتقدم العلمي والتطور املعريف وذلك من خالل توافق اإلشارات العلمية املستمدة من القرآن الكرمي مع االكتشافات العلمية احلديثة ما يدل على مشول القرآن علوما ومعارف مل يعلم هبا أي شخص من العرب القدامى وحىت العلماء املسلمني يف العصور الذهبية إذ يقول هللا تعاىل يف شأن آايته: س ن ر ي ه م آاي ت ن ا يف اآلف اق و يف أ ن ف س ه م ح ىت ي ت ب ني ل ه م أ ن ه الح ق. 61 خيتلف تلقي املسلمني القدامى لآلايت العلمية عن تلقي مسلمي احلاضر فقد كانت تلك اآلايت عند القدامى نصوصاا مرتفعة اإلعالمية لورود عناصر غري متوقعة عن املعىن املراد لكنها ابلنسبة إىل املعاصرين املطلعني على القرآن الكرمي واحلقائق العلمية يعلمون أهنا إشارات علمية من اخلالق سبحانه وتعاىل- مع اختالف وجهات النظر يف هذا األمر- ويرى األستاذ مصطفى صادق الرافعي أن األوائل كانوا يهتم ون 62 ابجلانب العقدي يف تفسري األايت القرآنية اليت فيها إشارات علمية ومل أيخذوها حقائق علمية ولكن هذه احلالة تغريت اآلن ألن حكماء العصر قد خاضوا يف املسائل العلمية واكتشفوا اإلشارات الدالة على قدرة هللا حىت غدت النظرايت العلمية املعاصرة تضيف قيمة جديدة على تفاسري القدامى. أو ابلقرآن صاحلة لتفسري آايت هللا بطريقة جديدة هذا وقد كانت مصادر تفسري القرآن عند األوائل تقتصر على مخسة مصادر وهي: تفسري القرآن ابحلديث أو أبقوال الصحابة أو أقوال التابعني أو االستناد إىل ألفاظ العرب فإن ومن مث اإلعالمية اليت تكمن يف احلقائق العلمية ال بد من خفضها عن طريق االكتشافات العلمية الثابتة ما ي بز إعجاز القرآن الكرمي. وال شك أن اإلعجاز العلمي أهب ر كل مه تم ابلقرآن والعلوم الكونية وهكذا شأن النصوص املرتفعة اإلعالمية إهنا تشو ق القر اء بكسر توق عاهتم العقلية ومن مث تزيد من اإلقبال على القرآن ولذلك أسلم يونيو 2018 م 15
جملة الدراسات اللغوية واألدبية كثري من العلماء الكبار بسبب اإلعجاز العلمي كما كان يتأثر الفصحاء العرب ابألسلوب البياين املعجز يف األايم األوىل من نزول الوحي. ويف هذا الصدد ميكننا الوقوف عند بعض اآلايت اليت حتتوي على إشارات علمية ونالحظ بعض االختالفات يف تفسري بعض اآلايت اليت مل يكشف عن إعالميتها وحقيقتها العلمية املفسرون القدامى: األوىل- رضوان هللا 64 63 قوله تعاىل: بلى قادرين على أن نسوي بنانه ورد يف تفسري الط بي أقوال من الصحابة ابن عباس عنهم ومنهم وهللا على أن جيعل بنانه كحافر الدابة رضي هللا عنه: )لو شاء جلعله خفا أو حافرا وقال قتادة: )قادر أوكخف البعري ولو شاء جلعله كذلك فإمنا ينقي طعامه بفيه. 65 ونقل ابن كثري هذا املعىن عن ابن عباس وجماهد وعكرمة واحلسن وقتادة والضحاك وابن 66 جرير. وقال الفر اء: )أن جنعل أصابعه مصمتة غري مفصلة كحف البعري. ومن املالحظ يف هذه التفاسري أن القدامى فهموا "تسوية البنان" مبعىن تسوية أطراف األصابع لدرجة تشبهها أبصابع الدابة والبعري. غري أن االكتشافات اجلديدة من خالل األحباث العلمية الدقيقة أثبتت أن هذا التعبري )أن نسو ي بنانه ليس جمرد تشبيه أو متثيل وإمنا هو يف حقيقة أمره ظاهرة علمية يذهل أمامه كل متدبر للقرآن وقارئ له. ومن املفسرين الذين أشاروا إىل هذا اإلعجاز العلمي صاحب تفسري امليزان من أن "تسوية البنان" هنا قد يراد هبا بصمات األصابع اليت اكتشف العلماء أهنا وسيلة فعالة للتعرف على هويةكل إنسان حيث إ ن كل إنسان ميلك خطوطاا ميزة من غريه وهذه اإلعالمية من الدرجة الثانية لورود بدائل تدل على املعىن قل املراد ومن املبادئ اليت اعتمدت عليها نظرية اإلعالمية نظرية املعلومات القائلة ابملبدأ : )كلما 67 احتمال اإلرسال إلشارة من اإلشارات قل توقع املستقبل هلا وكلما قل توقع املستقبل هلاكان أغرب وكلما كان أغرب كان أوقع يف النفس وهنا تكمن اإلعالمية. فقد وعلى الرغم من ذلك ال نقول إن القدامى ال يعرفون احلقائق العلمية البتة من خالل القرآن فاهلل سبحانه وتعاىل قد أنبأهم بقدر ما توصلوا إليه من صناعة احلديد مثالا حيث قال: ل ق د أ ر س ل ن ا ر س ل ن ا اب ل ب ي ن ات و أ نز ل ن ا م ع ه م ال ك ت اب و ال م يز ان ل ي ق وم الن اس اب ل ق س ط و أ نز ل ن ا احل د يد ف يه أب س ش د يد و م ن اف ع ل لن ا س 68 و ل ي ع ل م ا لل م ن ي نص ر ه و ر س ل ه اب ل غ ي ب إ ن ا لل ق و ي ع ز يز. وقد عرف القدامى حقيقة نزول احلديد من الفضاء من خالل الرواايت عن الصحابة رضوان هللا عنهم نقل الط بي عن عكر مة عن ابن عباس قال: ثالثة أشياء نزلت مع آدم صلوات 71 70 69 السندان والكلبتان وامليقعة وهكذا ورد يف تفسري ابنكثري. هللا عليه: العدد األول-السنة العاشرة 16
معيار اإلعالمية لدى روبرت دي بوجراند وجتلياته يف القرآن الكرمي: دراسة داللية الثانية- قوله تعاىل: وترى اجلبال حتسبها جامدة وهي متر مر السحاب : 72 لقد أو ل هذه اآلية كثري من املفسرين القدامى أبهنا تصف أهوال يوم القيامة وما حيدث فيها من سري اجلبال ونسفها ودك ها وزلزاهلا. قال ابن كثري: )تراها كأهنا اثبتة ابقية على ما كانت عليه وهي متر مر السحاب أي : تزول عن أماكنها كما قال تعاىل: يوم متور السماء مورا وتسري اجلبال سريا وقال: ويسألونك عن 73 اجلبال فقل ينسفها ريب نسفا فيذرها قاعا صفصفا ال ترى فيها عوجا وال أمتا 76 75 نسري اجلبال وترى األرض ابرزة... أحوال اجلبال يوم القيامة. 74 وقال تعاىل: ويوم حيث ربط هذه اآلية هبذه اآلايت األخرى اليت تصف وبناء على هذا التأويل والتفسري نقول إن هذه اآلية تعت ب ذات إعالمية من الدرجة الثالثة عند املفس رين األوائل حيث كانوا يعتقدون أن مرور اجلبال هو أوصاف ألحوال القيامة. وقد استنبط بعض العلماء احملدثني من هذه اآلية حركة األرض من حركة اجلبال قياساا إىل حركة السحاب وبذلك يكونون قد عارضوا تفسري األوائل يف أن سري اجلبال هنا إمنا يكون يوم القيامة وذلك 77 لألدلة اآلتية: أ. ورد يف اآلية كلمة )حتسبها واحلسبان هو الظن وال جمال للظن يف يوم القيامة ألن الناس سريون أهواهلا رأي العني. ب. خيتلف سياق هذه اآلية عن اآلايت األخرى اليت تتحدث عن حركة اجلبال القيامة فالسياق يوم سياق بيان لصنع هللا )صنع هللا الذي أتقن كل شيء وبطبيعة احلال ختتلف عن تلك اآلايت اليت تستخدم كلمات مثل: النسف والزلزال والدك والعهن املنفوش وغري ذلك. ج. قوله تعاىل يف ختام السورة: )وقل احلمد هلل سرييكم آايته فتعرفوهنا. وهبذا يكون العلماء احملدثون قد خف ضوا هذه اإلعالمية من الدرجة الثالثة إىل الدرجة الثانية بناء على مصدر حديث وهو االكتشافات العلمية احلديثة ما يدل على أن النصوص القرآنية نصوص حي ة ورسالتها خالدة لإلنسان كل أيخذ به على قدر الظروف واملوارد املتاحة يف عصره. وقال صاحب كتاب اإلسالم يف عصر العلم مبي ناا احلكمة من تلميح هذه احلقائق وعدم التصريح هبا: )ويف احلق أن يف القرآن دالالت متعددة جاءت عن طريق اإلشارة ال صريح العبارة مراعاة ملقتضى احلال يف خفائها وعدم إحساس الناس هبا فلو أن القرآن صارحهم حبركة األرض وهم حيسبوهنا ساكنة لكذبوه وحيل بينهم وبني هدايته فكان من احلكمة البالغة ومن اإلعجاز البالغي يف األسلوب أن ينبه الناس يف كتاب هللا إىل آايته سبحانه وتعاىل يف حركة األرض حول حمورها ويف حركتها حول الشمس مبختلف اإلشارات إىل نتائج كل من احلركتني من ا عليهم هبا 78 وحث اا هلم على اكتناه أسباهبا. يونيو 2018 م 17
جملة الدراسات اللغوية واألدبية اخلامتة: ما سبق بيانه يف جتليات إعالمية القرآن الكرمي تبني ما أييت: 1. ات ضح لنا أن القرآن الكرمي ال يكون على درجة واحدة من اإلعالمية فبعض آايته تقع يف اإلعالمية من الدرجة األوىل 79 أي حمكم واضح الداللة كقوله تعاىل: ق ل ه و هللا أ ح د وبعضها من اإلعالمية من الدرجة الثانية أي متشابه إال أنه ميكن أتويله أو ميكن اختيار أحد أتويالته كاآلايت اليت أو هلا 80 العلماء يف غريب القرآن الكرمي كقوله تعاىل: ال ت ف ر ح إ ن هللا ال حي ب الفر ح ني وذلك ألن اآلية ألو ل وهلة تثري نوعاا من املفاجأة والغرابة لكنها بعد اخلفض جاء الفرح هنا مبعىن )البطر وبعضها من الدرجة الثانية وميكن أتويلها لكنها استغرقت مدة طويلة من الزمن كاآلايت اليت فيها إشارات علمية فإهنا مل يتوصل العلماء إىل التأويل العلمي هلا إال يف القرون األخرية من السنة امليالدية وبعضها متشابه وال ميكن خفض إعالميته أبدا كاحلروف املقطعة ووقت قيام الساعة وغري ذلك من األمور الغيبية اليت استأثر هللا هبا يف علمه. وبناء على ذلك نقول إن درجات اإلعالمية القرآنية واضحة وابرزة مثل درجات اإلعالمية اليت وضعها بروجراند ودريسلري. 2. لقد بذل العلماء قدمياا وحديثاا قصارى جهدهم يف ختفيض إعالمية القرآن الكرمي إذ ال ميكن فهم القرآن والوقوف على أسراره إال ابلرجوع إىل مصادر خمتلفة وابستيعاب أنواع كثرية من التخفيض أمامياا أو خلفيا ختفيض التابعني.3 إعالمية القرآن ختفيضا خارجياا العلوم ويكون إذا كان عن طريق القرآن نفسه وهو مبثابة تفسري القرآن ابلقرآن كما ميكن إذا كان عن طريق األحاديث أو االستناد إىل ألفاظ العرب أو واالكتشافات العلمية احلديثة. أقوال أو أقوال الصحابة أو إن إعالمية القرآن هلا ح ك م وأغراض وأمهها اإلعجاز وإمتاع املتدبرين واحلث على تدبر آايت كتاب هللا جل وعال القدامى. ومن جانب اإلشارات العلمية تتجلى حكمة إعالمية القرآن يف مراعاة املتلقني كما ميكن أن يستخلص من هذا البحث أن هللا سبحانه وتعاىل قد جعل يف هذا القرآن مفاجآت وأمورا غري متوقعة مراعياا ظروف املتلقني فلماكان اجلاهليون أمة فصاحة وبيان فإن املفاجآت تكون يف اجلانب البياين وملا كان املعاصرون أمة علم وتكنولوجيا فإن املفاجآت تكون يف اإلشارات العلمية وهذه اإلشارات مل يعلمها القدامى وهنا تكمن إعالمية القرآن الكرمي ما يدل على أن القرآن نص يتالءم مع كل العصور وكل األزمان كما ميكن أن نثبت هنا أن إعالمية القرآن الكرمي إعالمية النصوص البشرية أحياانا. تفوق العدد األول-السنة العاشرة 18
معيار اإلعالمية لدى روبرت دي بوجراند وجتلياته يف القرآن الكرمي: دراسة داللية هوامش البحث: 1 ص 90. 2 3 4 انظر: القرطاجين حازم مناهج البلغاء وسراج األدابء حتقيق: حممد احلبيب ابن اخلوجة )القاهرة: دار الكتب الشرقية د.ت خضري حممود خليف املعايري البالغية يف اخلطاب النقدي العريب القدمي ط 1 )عمان: دار غيداء 2012 م ص 231. اجلرجاين عبد القاهر دالئل اإلعجاز ط 3 )القاهرة: مطبعة املدين 1992 م ص 286. انظر: Beaugrande, Robert Alain De & Dressler, Wolfgang Urich, Introduction to Text Lingustics, London:Longman, 1981, p. 8. 5 انظر: املرجع السابق ص 139. 6 7 8 9 املرجع السابق نفسه ص 8. نفسه ص 139. دي بوجراند روبرت النص واخلطاب واإلجراء ط 2 ترمجة: متام حسن )القاهرة: عامل الكتب 2007 م ص 249. انظر: حميسن حممد عبد الرضا و مشكوركاظم العو ادي "اإلعالمية يف الدرس البالغي العريب: دراسة يف ضوء علم النص" جملة اللغة العربية وآداهبا ع) 1 2013 م ص 61. انظر: Graesser, A.C, McNamara, D.S, Louwerse, M.M, Chai, X. Coh-Metrix: Analysis of Text on Cohesion and Language, Behaviour Research Method, Instruments & Computers, 36 (2), 2004, p. 194. 11 انظر: Beaugrande & Dressler, Introduction to Text Linguistics, p. 141. 12 دي بوجراند روبرت النص واخلطاب واإلجراء ص 24. 10 13 14 17 21 18 19 20 انظر: املرجع السابق نفسه. انظر: نفسه. 15 انظر: Beaugrande & Dressler, Introduction to Text Linguistics, p. 143. 16 انظر: عبدالرمحن حممد اإلعالمية أبعادها وأثرها يف تلقي النص: دراسة نظرية حتليلية )رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه يف اللغة العربية اجلامعة اإلسالمية العاملية مباليزاي 2007 م ص 33. دي بوجراند روبرت النص واخلطاب واإلجراء ص 24. انظر: املرجع السابق ص 120. انظر: املرجع السابق نفسه ص 25. انظر: نفسه ص 24. نقالا عن: عباس فضل حسن البالغة العربية فنوهنا وأفناهنا: علم البيان والبديع ط 12 )عمان: دار النفائس 2009 م ص 327. 22 انظر: Beaugrande & Dressler, Introduction to Text Linguistics, p. 159. 23 انظر: عبد الرمحن حممد أبعاد اإلعالمية وأثرها يف تلقي النص ص 79-61. يونيو 2018 م 19
جملة الدراسات اللغوية واألدبية 24 25 26 27 28 انظر: انظر: حممد غزة شبل علم لغة النص النظرية والتطبيق ط 1 )القاهرة: مكتبة اآلداب 2007 م ص 73-69. انظر: السابق. Beaugrande & Dressler, Introduction to Text Linguistics, p.144. 29 انظر: دي بوجراند روبرت النص واخلطاب واإلجراء ص 26. انظر: املرجع السابق نفسه. انظر: Beaugrande & Dressler, Introduction to Text Linguistics, p. 148. سورة آل عمران اآلية 7. 30 31 32 33 34 35 36 انظر: ابنكثري إمساعيل بن عمر تفسري ابنكثري ط 6 )الرايض: دار السالم 2004 م ج 1 ص 476. انظر: الط بي حممد بن جرير جامع البيان عن أتويل آي القرآن تفسري الطربي )القاهرة: دار احلديث 2010 م ج 3 ص 97. سورة اإلخالص اآلية 1. دي بوجراند روبرت النص واخلطاب واإلجراء ص 24. ص 44. 37 38 السابق. انظر: اجمليد عبد اجمليد ايسني املبىن واملعىن يف اآلايت املتشاهبات يف القرآن الكرمي ط 1 )بريوت: دار ابن احلزم 2005 م البنا مجال تفسري القرآن الكرمي بني املفسرين القدامى واحملدثني )القاهرة: دار الشروق 2008 م ص 37. انظر: ساعي أمحد بسام املعجزة إعادة قراءة اإلعجاز اللغوي يف القرآن الكرمي ط 1 )هريندون املعهد العاملي للفكر اإلسالمي 2012 م ص 23-19. 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 انظر: املرجع السابق ج 2 ص 21-18. سورة األحزاب اآلية 27. سورة األحزاب اآلية 18. سورة اإلنسان اآلية 1. سورة الواقعة اآلية 75. سورة الزخرف اآلية 41. سورة البقرة اآلية 151. سورة يوسف اآلية 31. سورة يوسف اآلية 51. انظر: السابق نفسه ص 212. انظر: مشس مرمي اإلعجاز الطيب يف القرآن: دراسة نقدية حتليلية ط 1 )بريوت: دار اهلادي 2005 م ص 56. انظر: الط بي حممد بن جرير جامع البيان عن أتويل آي القرآن تفسري الطربي ج 1 ص 179. انظر: املرجع السابق ص 170. انظر: صاحل فضل عباس احلروف املقطعة يف أوائل السور )رسالة ماجستري يف أصول الدين جبامعة النجاح الوطنية فلسطني 2003 م ص 93. 53 54 55 عبدالرمحن حممد اإلعالمية أبعادها وأثرها يف تلقي النص: دراسة نظرية حتليلية ص 33. ابنكثري إمساعيل بن عمر تفسري القرآن العظيم ط 6 )الكويت: مؤسسة الراين 2011 م ج 1 ص 52. نقالا عن: املرجع السابق نفسه. العدد األول-السنة العاشرة 20
معيار اإلعالمية لدى روبرت دي بوجراند وجتلياته يف القرآن الكرمي: دراسة داللية 56 احلكمي حيىي حممد "احلروف املقطعة يف القرآن الكرمي بني أتمالت املفسرين وخترجيات النحويني: دراسة حتليلية" جملةكلية اللغة العربية ع) 2 ص 104. 57 ص 181. 58 59 العو ادي مشكور كادم "التحد ي واملعاجزة ابحلروف املقطعة ومضات تقريبية للمعادلة اإلعجازية للقرآن" جملة كلية الفقه ع) 5 انظر: أبو عيسى فضل عباس صاحل اللطيف احلروف املقطعة يف أوائل السور )رسالة ماجستري جامعة النجاح د.ت. اتظر: انعيم مليكة "أتمالت يف فواتح السور من خالل تفسري الكشاف للزخمشري ويف ضوء اللغات السامية" جملة اجملمع ع) 9 2015 م ص 318-301. 60 انظر: األطرش رضوان مجال رسالة يف اإلعجاز القرآين )كواالملبور: مركز البحوث اجلامعة اإلسالمية العاملية مباليزاي 2007 م ص 266-261. 61 سورة فصلت اآلية 53. 62 63 64 65 66 67 انظر: الرافعي مصطفى صادق إعجاز القرآن والبالغة النبوية )بريوت: دار الكتاب العريب 2011 م ص 148. سورة القيامة اآلية 4. الط بي حممد بن جرير جامع البيان عن أتويل آي القرآن تفسري الطربي ج 10 ص 8322. انظر: ابنكثري إمساعيل بن عمر تفسري ابنكثري ج 1 ص 2945. الفراء حيىي بن زايد معاين القرآن ط 1 )القاهرة: دار السالم 2013 م ج 3 ص 1180. انظر: Claude E. Shannon & Warren Weaver, The Mathematical Theory of Communication, (Urbana: The University of Illinois Press, 1964 ), pp. 1-4. 68 سورة احلديد اآلية 25. 69 ما يطرق احلد اد عليه احلديد. 70 أداة من حديد يلقط هبا احلد اد احلديد أو اجلمر. 71 املطرقة. 72 73 74 75 76 78 79 80 سورة النمل اآلية 88. سورة الطور اآلية - 9 10. سورة طه اآلية 107. 105 سورة الكهف اآلية 47. ابنكثري إمساعيل بن عمر تفسري ابنكثري ج 1 ص 2109. 77 انظر: احلب ال حممد مجيل و اجلواري مقداد مرعي العلوم يف القرآن ط 1 )بريوت: درا النفائس 1998 م ص 28. الغمراوي حممد أمحد اإلسالم يف عصر العلم ط 1 )القاهرة: مطبعة السعادة 1973 م ص 233-232. سورة اإلخالص اآلية 1. سورة القصص اآلية 76. يونيو 2018 م 21
جملة الدراسات اللغوية واألدبية Reference املراجع ʿabd al-raḥmān, Muḥammad, al-ʾiʿlāmiyah ʾabʿaāduhā Wa ʾatharuha Fī Talaqqī al-naṣ: Dirāsah Naẓariyah Taḥlīliyah. (Rislah Dukturāh, al-jamiʿah al- ʾislamiyyah al-ʿalamiyyah Malaysia. 2007). ʾabu ʿudah, ʿudah Khalīl, al-taṭawwur al-dilālī Baina Lughah al-siʿr Wa Lughah al-qurān, 1 st Edition, (Amman: Maktabahah Al-Manār, 1985). Al- Hibāl, Muḥammad Jamīl & al-jawāri, Miqdād Marʿi, alʿulūm Fī al-qurān, 1 st Edition, (Beirut: Dār Al-Nafāis,1997). Al- Ṭabari, abu Jaʿfar Muḥammad Bin Jarīr, Jāmiʿ al-bayān ʿan Taʿwīl āy al- Qurān Tafsīr al-ṭabarī, (Cairo: Dār Al-Salām, 2005). Al- Ṭabari, abu Jaʿfar Muḥammad Bin Jarīr, Jāmiʿ al-bayān ʿan Taʿwīl āiy al- Qurān Tafsīr al-ṭabarī, (Cairo: Dār Al-Salām, 2010). Al- Ṭabari, abu Jaʿfar Muḥammad Bin Jarīr, Tafsīr al-tabarī Jāmiʿ al-bayān ʿan Taʿwīl āiy al-qurān: Taqrib Wa Tahzīb, (Damascus: Dār al-qalam, 1997). Al-ʿawwādī, Mashkūr Kāzim, al-taḥaddī Wa al-muʿājazah Bi- al-ḥurūrf al- Muqattaʿah Wa Madāt Taqrībiyyah Lilmuʿādalah al-ʾiʿjāziyah Lil-Qurān, Majallah Kulliyat Al-Fīqh, Vol. (5), 2007. Al-ʿawwādī, Mashkūr Kāzim, Muḥaisin, Muḥammad ʿʿabdul Ridhā, al- ʿilāmiyyah Fī al-dars al-balāghī al-ʿarabyyi: Dirāsah Fī Ḍauʾ ʿilm al- Naṣ, Majallah Al-Lughah Al-ʿarabiyyah Wa ādābuha, ʿadad(1) Sannah (17), 2013. Al-Bannā, Jamāl, Tafsīr al-qurān al-karīm Baina al-mufassirīn al-qudāmā Wa al- Mua sirīn, (Cairo: Dār al-shurūq, 2008). Al-Farrāʿ, Yaḥyā Bin Ziyād, Mʿāni al-qurān, 1 st Edition, (Cairo: Dār al-salām, 2013). Al-Ghamrāwī, Muḥammad ʾaḥmad, al-ʾislām Fī ʿaṣr al-ʿilm, (Cairo: Maṭabaʿah al-saʿādah, 1973). Al-Ḥakamī, Yaḥyā Muḥammad, al-ḥurūf al-muqattaʿah Fī al-qurān al-karīm Baina Taʾammulāt al-mufassirīn Wa Takhrījāt al-naḥwiyyīn: Dirāsah Taḥlīliyah, Majallah Kulliyah al-lughah Al-ʿarabiyyah, Vol 2. Al-Majīd, ʿabdul Majīd Yāsin, al-mabnā Wa al-maʿnā Fī Al-Ayāt al- Mutasyʾabihāt Fī al-qurān al-karīm, 1 st Edition, (Beirūt: Dār Ibn al- Hazm, 2005). Al-Nablusī, Muḥammad Rātib, Muwsuʿat Al-Iʿjaz Al-ʿIlmī Fī Al-Qurān Wa Al- Sunnah Ayat Allāh Fī Al-āfāq, 4 th Edition, (Damascus: Dar Al- Maktabahi, 2010). العدد األول-السنة العاشرة 22
معيار اإلعالمية لدى روبرت دي بوجراند وجتلياته يف القرآن الكرمي: دراسة داللية Al-Qartājanī, Hāzim, Manāhij al-bulaghāʿ Wa Sirāj al-ʾudabāʿ, (Cairo: Dār al- Kutub al-sharqiyyah). Al-Rāfaʿiy, Mustafā Sādiq, ʾiʿjāz al-qurān Wa al-balāghah al-nabawiyyah, (Beirūt: Dār al-kitāb al-ʿarabyyiyy, 2011). ʿamri, Muḥammad Amīn Khairullāh, Tījān al-bayān Fī Mushkilāt al-qurān, (Mosul:Maṭbaʿah Jamiʿah al-moṣil, 1985). Aṭrash, Raiḍwān Jamāl, Risālah Fī al-ʾiʿjāz al-qurāni, (Kuala Lumpur: al-jamiʿah al-ʾislamiyyah al-ʿalamiyyah Malaysia, 2007). Beaugrande, Robert Alain De & Dāressler, Wolfgang Ulrich, Introduction to Text Lingustics, (London: Longman, 1981). Beaugrande, Robert Alain De, al-naṣ Wa al-khiāb Wa al-ʾijrāʾ, 2 nd Edition, Tarjamah: Tammām Hasan, (Cairo: ʿālam al-kutub, 2007). Graesser, A.C, McNamara, D.S, Louwerse, M.M, Chai, X., Coh-Metrix: Analysis of Text on Cohesion and Language, Behaviour Research Method, Instruments & Computers, 36 (2), 2004. Hasan, ʿAbbās, Fadhl, al- Balāghah Al- ʿarʾabiyyah Funūnuha Wa Afnānuha: ʿilm al-bayān Wa al-badīʿ,(amman: Dār al-nafāis, 2009). Ibn Kathīr, Ismāʿīl Bin ʿumar, Tafsīr Ibn Kathīr, 6 th Edition, (Riyadhh: Dār al- Salām,, 2004) Ibnu Kathīr, Ismāīʿl Bin ʿumar, Tafsīr al-qurān al-ʿaẓīm, (Kuwait: Muassasat al-rayyān, 2011) Muḥammad, Ghazzah Shibl, ʿilm Lughah al-naṣ al-nazariyāt Wa al-tatbīq, (Cairo: Maktabahah al-adāb, 2007). Sāʿi, ʾaḥmad Bassām, al-muʿjizāt Iʿādat Qirāat Al-Iʿjaz Al-Lughawī Fī Al-Qurān Al-Karīm, 1 st Edition, (USA: International Institute of Islamic Thought, 2012). Sāliḥ, Fadhl ʿAbbās, al-hurūf al-muqaṭṭaʿah Fī ʾawāil al-suwar, (Risalah Majistīr, Jamiʿah al-=najāḥ al-waṭaniyyah, 2003). Shams, Maryam, al-ʾiʿjāz al- Ṭibiy- Fī al-qurān: Dirāsat Naqdiyyah Tahlīliyyah, 1 st Edition, (Beirūt: Dār Aal-Hādī, 2005). Shannon, C. E. & Weaver, W, The Mathematical Theory of Communication, (Urbana: The University of Illinois Press, 1964). يونيو 2018 م 23