السيرة السياسية للنبي األكرم )هللىلص( وفق رؤية المستشرق األلماني يوليوس فلهوزن مدرس دكتور حسن جاسم دمحم حسين الخاقاني كلية اإلمام الكاظم )عليه السالم( للعلوم اإلسالمية الجامعة أقسام بابل العراق الخالصة يعد المستشرق االلماني يوليوس فلهاوزن المولود عام 3411 م في قرية هاملن بنواحي هانوفر من أبرز المستشرقين االلمان المهتمين بسيرة النبي األكرم ) (,عن طريق العديد من المؤلفات, وأفرد اثنان وعشرون صفحة في كتابه الدولة العربية حتى سقوط الدولة االموية عام 3091 م لدراسة سيرته العطرة,مركزا على الجانب السياسي في سيرته من وجهة نظره, حيث اعتبر السياسة هدفا مبكرا للنبي االكرم أراد الوصول اليها عن طريق الدي, و قسم الباحث دراسته الى ثالث محاور تناول المحور االول مكة والطائف البدايات االولى للنبوغ السياسي عند النبي االكرم ) (, وفيه وجهة نظر للمستشرق االلماني فلهاوزن حول ظهور الجماعة السياسية االسالمية من خالل الدين الناشئ في مكة, فيما تناول المحور الثاني سياسة النبي في المدينة التغيرات و الواقع المفروض ( قوة الدين في خدمة السياسة(, وتم فيه مناقشة اراء فلهاوزن حول سياسة النبي االكرم ) ( في المدينة ال سيما مع السكان من العرب واليهود, وكيفية توظيف الدين في خدمة السياسة, أما المحور الثالث فكان تحت عنوان مجابهة أعداء االمة, وهو مخصص للمجابهة التي حصلت بين المسلمين وقريش, وباقي أعداء االسالم السيما المنافقين واليهود, واعتمد الباحث المنهج التحليلي النقدي في دراسته راجيا الوصول الى الحقائق التي غابت عن فهم العقلية االستشراقية, معتمدا على عدد من المصادر االسالمية وهللا ولي التوفيق. DOI: 10.33193/JALHSS.35.2 31
The Political biography of the Noble Prophet (God s Blessings and Peace Be Upon him and His Family) According to a Vision of German Orientalist Julius Wellhausen Hassan Jassim Mohammed Hussein Al-Khakani College of Imam Kadhum (peace be upon him) of the Islamic Sciences University Sections of Babylon Iraq ABSTRACT The German orientalist Julius Wellhausen was born in 1844 in the village of Hameln in the areas of Hanover, one of the most prominent German orientalists interested in the biography of the Holy Prophet (r) through a number of books, and twenty-two pages in his book Arab State until the fall of the Umayyad state in 1902 to study his fragrant biography, On the political side of his biography from his point of view, where politics was an early goal of the noble Prophet wanted to reach it through my father, and divided the researcher study into three axes dealing with the first axis Mecca and Taif, the first beginnings of political nobility at the Prophet (r) Wellhausen On the emergence of the Islamic political group through the religion emerging in Mecca, while the second axis dealt with the policy of the Prophet in the city changes and reality imposed (the power of religion in the service of politics), and discussed the views of Wellhausen about the policy of the Prophet (r) in the city, And the third axis was under the title of confronting the enemies of the nation, which is dedicated to the confrontation that took place between Muslims and Quraish, and the rest of the enemies of Islam, especially the hypocrites and Jews, and adopted the critical analytical approach in his study, hoping to reach the facts that missed About understanding a guy Orientalism, relying on a number of Islamic sources and God is the guardian of success. 31
المقدمة الحمد هلل الواحد األحد, الفرد, الصمد, رب العالمين, الذي ميز أهل العلم على الجاهلين, وصلى هللا على رسول هللا األكرم, وعلى أهل بيته األطهار, وصحبه المنتجبين, الذين كانوا رحماء بينهم,أشداء على الكافرين. سيرة المصطفى األكرم ) ( لها وقعها الخاص في العقول, والقلوب, وهي تحمل بين طياتها صفات, وأعماال, و جهودا, و مثابرة أروع شخصية خلقها هللا تعالى على اإلطالق, وأخذت األقالم تسطر هذه السيرة العطرة في مجلدات, وكتب, وإن تفاوتت تلك الكتابات عند المسلمين, أو المستشرقين بين من نقل ما يتعلق بسيرته بأمانة وتجرد, ولم ي ص ب آخرون بنقلهم تدفعهم دوافع, منها: الدينية, أو السياسية, ومن بين الذين درسوا تلك السيرة هم المستشرقون, باعتمادهم على ما جادت به األقالم اإلسالمية, ومع ذلك طرحوا آراء خاصة بهم, انطلقت من فهم متفاوت لسير النبي األكرم ) (, و هم بين منصف, ومجحف. المدرسة االستشراقية األلمانية إحدى المدارس المهمة, وكانت دوافعها التبشيرية, والسياسية أقل حدة, خرجت بكثير من المؤلفات, ومنها مؤل ف المستشرق األلماني فلهاوزن الذي يعد في طليعة األلمان المهتمين بالسيرة عبر كتابه )المدينة قبل اإلسالمية وتنظيم دمحم للجماعة اإلسالمية في المدينة عام 3440 م( وكتابه )الدولة العربية حتى سقوط الدولة األموية عام 3091 م( وهو محط دراستنا حيث أفرد فيه بحدود اثنين وعشرين صفحة لدراسة السيرة النبوية من الجانب السياسي, وقد سميت بحثنا: السيرة السياسية للنبي األكرم ) ( وفق رؤية المستشرق األلماني يوليوس فلهاوزن. اتبعت فيه منهجية التحليل, والنقد بجانبيه السلبي واإليجابي, وتم تقسيم البحث على ثالثة محاور. تناول المحور األول مكة, والطائف البدايات األولى للنبوغ السياسي عند النبي األكرم ) (, وفيه وجهة نظر للمستشرق األلماني فلهاوزن حول ظهور الجماعة السياسية اإلسالمية من خالل الدين الناشئ في مكة. فيما تناول المحور الثاني سياسة النبي في المدينة التغيرات والواقع المفروض ( قوة الدين في خدمة السياسة(, وتم فيه مناقشة آراء فلهاوزن حول سياسة النبي األكرم ) ( في المدينة وال سيما مع السكان من العرب واليهود, وكيفية توظيف الدين في خدمة السياسة. وعنوان المحور الثالث مجابهة أعداء األمة, وهو مخصص للمجابهة التي حصلت بين المسلمين وقريش, وباقي أعداء اإلسالمية والسيما المنافقين, واليهود. واستخدم الباحث عددا من المصادر اإلسالمية للرد والمقارنة مع آراء فلهاوزن, من أبرزها )تاريخ الرسل والملوك( للطبري المتوفى عام 139 ه, و)الكامل في التاريخ( البن االثير المتوفى عام 019 ه,و مصادر أخرى في مختلف االتجاهات, ومراجع تعنى بالجانب االستشراقي, منها كتاب موسوعة المستشرقين لعبد الرحمن بدوي. والحمد هلل رب العالمين الذي نرجو توفيقه ورحمته. البحث عند الحديث عن الرعيل األول من المستشرقين الذين درسوا السيرة العطرة للنبي األكرم ) ( ال يمكن تغافل )1( األثر الذي تركه المستشرق األلماني يوليوس فلهاوزن في هذا المضمار, فقد تناول في كتابه )الدولة العربية )2( من ظهور اإلسالمية حتى سقوط الدولة األموية ) سيرة النبي األكرم ) ( محاوال تسليط الضوء على السياسة التي اتبعها النبي األكرم ) ( في مكة والمدينة, والتطورات التي شهدتها هذه السياسة بعد تحوله الى المدينة, وبدء بناء الدولة اإلسالمية, وسنتعرف على ذلك من خالل المحاور اآلتية : المحور األول: مكة والطائف البدايات األولى للنبوغ السياسي عند النبي األكرم ) ( ربط فلهاوزن مسألة الهداية للدين الحق عند النبي األكرم ) ( بنهوضه لتبليغ الرسالة السماوية, وقد بدأ بنفسه أوال, وأول شيء غمر قلبه هو اليقين باهلل الواحد القادر على كل شيء, واليقين بيوم الحساب, إال أن هذا اليقين قد فاض عن حده, فكان ال بد أن ينقله إلى اخوته لينقذهم من الظلمات إلى النور والهداية, ولم يلبث حتى أنشأ جماعة )3( دينية صغيرة في مكة, وربط الهداية لدى النبي األكرم ) ( بيوم مبعثه الشريف فيه كالم, فالسيرة العطرة )4( للنبي األكرم تمدنا بكثير عن توحيد النبي قبل مبعثه الشريف, وتعبده في غار حراء دليل واضح على ذلك, والحنفية دين إبراهيم الخليل ) ( كانت موجودة في مكة وال سيما أن جد النبي عبد المطلب كان موحدا على الديانة الحنفية, ولم تكن عبادة األصنام في مكة حتى مقدم عمرو بن لحي الخزاعي باألصنام من الشام لتدخل مكة )5( أول مرة, وتصبح هي الديانة السائدة, و لعل الحديث الذي تال ذلك فيه مصداق عميق لما وصل له النبي األكرم ) ( من اليقين القاطع بالوحدانية, وتجليها في عبادته, وأحاديثه التي كان يصرح بها في مكة, على الرغم من 31
معارضة قريش لذلك, وفعال قد امتأل قلبه الشريف بالتوحيد ليفض عنه, وجاءت األوامر بأن يصدح بدعوته بين الناس, ويحاول إخراج الناس من الظلمات الى النور, ويذكرهم بيوم الحساب الذي ال بد منه كما يذ كرهم بنعيم الجنة والمكاسب التي سيجنيها اإلنسان المؤمن, ومن هنا بدأت الجماعة اإلسالمية كما يصفها فلهاوزن بالصغيرة بالظهور الى الناس, و يعبر فلهاوزن عن رابطة يعدها خلقية, وتجلت في أقدم سور القرآن تجمع بين المسلمين وهي اإليمان باهلل الواحد األحد ال يشرك معه أحد ويسعى الى نجاة روحه من شرور الدنيا وحطامها, وأن ينشد )6( الحق, والعدل, والخير, والرحمة, ويبدو أن فلهاوزن قد أصاب كثيرا عندما يصف الرابطة التي ارتبط بها المسلمون األوائل, وهم يحفلون بالوحي اإللهي, ونبي يملك من المقومات التي سبق فيها دعوته, فهو عند الجميع الصادق األمين, وسرعان ما تملك قلوب المسلمين شعور أخذ حيزا كبيرا من تفكيرهم, يبتغون من ورائه الوصول إلى مرضاة هللا تعالى لينالوا الجنة التي وعدهم بها النبي األكرم ) (, ويلتفت فلهاوزن إلى التشابه )8( )7( الموجود بين التوحيد في القرآن وبين ما جاء به عاموس النبي, أو في خطبة الجبل, واإليمان باهلل ال يكاد )9( يدخل القلب حتى يبعث فيه كما جاء في اإلنجيل, وال يمكن اعتبار ما جاء به فلهاوزن صحيحا من الناحية العملية بسبب التحريف الذي طال اإلنجيل, وتعدده, أما من الناحية النظرية فالتوحيد واحد في األديان السماوية كلها, وربما حاول فلهاوزن تأكيد ما جاء به المستشرقون من استمداد النبي األكرم ) ( للدين اإلسالمية والقرآن الكريم من اليهودية والنصرانية. ينتقل فلهاوزن صوب أول من أسلم, فيذكر أنهم من أصدقائه, وأقاربه, ومن الموالي, والرقيق, واعتبرهم النبي األكرم ) ( طالئع التباعه, الن طموحه كان ضم جميع أهل مكة إلى دينه بني عبد المطلب وبني هاشم )10( وقريش, ربما يحاول فلهاوزن اإلشارة إلى موضوع حساس بين المسلمين وهو من سبق في اإلسالمية, فإشارة األصدقاء يعني بها أبو بكر, وإشارة األقرباء إلى اإلمام علي ) (, وزوجته خديجة بنت خويلد ) (, و )11( وقد ذكر الطبري تسلسل من أسلم في بداية البعثة النبوية المشرفة, ويصف فلهاوزن إحساس النبي األكرم ) ( بالدولة أنه غير موجود كون دمحم عربي, واحساسه بالعشيرة والقبيلة, وهذا هو اإلحساس السائد آنذاك في مكة وشبه الجزيرة العربية, فال يوجد دولة بالمعنى الحقيقي, أو أرض محددة, أو موظفون يديرون شؤون الدولة, بل رؤساء قبائل فال يوجد سوى كيان اجتماعي بلغ درجة النماء, وهذا يعني أن ما موجود يمكن أن نطلق )12( عليه اسم أمة, وهي عند العرب أبر من األسرة, ويظهر أن فلهاوزن أعطى وصفا دقيقا للنظام السياسي في مكة, وما يحيط بها فليس هناك دولة بالمعنى الحقيقي, وإنما كان المأل هو المكان الذي يتم فيه حل القضايا االجتماعية, واتخاذ قرارات الحرب وغيرها, وكان النظام القبلي هو السائد بين أهل مكة والجزيرة, ومن هنا تكون الرابطة السائدة بين أهل مكة والجزيرة هي رابطة الدم والنسب, وبدأ دمحم كما يقول فلهاوزن بمحاولة تطبيق )13( رابطة جديدة وهي العقيدة الدينية التي تمكن من خاللها القضاء على رابطة الدم, ويشير فلهاوزن إلى الطموح السياسي المبكر عند النبي األكرم ) ( من خالل الشعور الذي يخالجه ببناء أمة كاملة موحدة من جميع أبناء )14( الجزيرة العربية, فهو لم يرض بجماعة دينية صغيرة, ومضطهدة في مكة, ويبدو أن فلهاوزن قد وقع في شرك التناقض, فالرابطة األسرية ورابطة الدم لم يكن عنها بد, والدليل أن القرآن الكريم قد بلغ النبي بأن يبدأ )15( بعشيرته األقربين, ولعل حادثة الدار خير مصداق على كالمنا, فقد بدأ النبي بعشيرته األقربين فعال دون غيرهم ليضمن لنفسه الحماية والمنعة, فال يمكن البدء أو االستمرار بالدعوة من دون العشيرة. وجعل فلهاوزن الطائف منطلقا للنبوغ السياسي عند النبي األكرم ) ( بعد أن لمس معارضة قوية من أهل )16( مكة لدعوته, والحقيقة أن فلهاوزن لم يتطرق إلى السبب الرئيس لترك النبي لمكة, والتوجه صوب الطائف للبحث عن مكان بديل يمكن من خالله أن يأمن على نفسه وأصحابه, إذ ف قد النبي عمه, وكفيله أبو طالب, ومن هنا أصبح لزاما عليه البحث عن مكان أكثر أمنا ألن من كان يقف بوجه أهل مكة, ويرد عليهم اعتداءاتهم على )18( )17( النبي لم يعد موجودا كما حصل في حادثة غياب النبي ليلة اإلسراء والمعراج, أو حادثة السال, كما أن وجود أبي طالب في حصار الشعب كان له األثر الكبير في تحمل النبي والمسلمين لما جرى داخل الشعب, ويمكن تلمس أثر أبي طالب في الحزن الكبير, والعميق الذي طال النبي عند وفاة عمه. والحدث األبرز الذي حصل للنبي األكرم كما يصفه فلهاوزن هو وصوله إلى يثرب, فيقول:" وأخيرا وضع قدمه في يثرب أعني المدينة, وكانت هجرته إليها حادثا جليال, بدأ به عهد جديد, على أن هذا العهد الجديد لم يكن معناه التنصل من الماضي تنصال مقصودا, الن دمحما [ عليه السالم[ لما صار رئيسا سياسيا بعد أن كان مبشرا ونذيرا لم يتنكر لنفسه... ولم يكن يفصل بين الجماعة السياسية, والجماعة الدينية, وهو إذا كان قد أراد أن يظل في المدينة على ما كان عليه في مكة من قبل, وهو أن يكون نبي هللا ورسوله, فلم يكن ذلك منه لعبا وال نفاقا, لكنه )19( في مكة لم يوفق, أما في المدينة فقد نجح وشق الطريق", ويبدو أن فلهاوزن كان محقا في هذا الوصف من أن عهدا جديدا, وحدثا جليال, فقد فتحت المدينة آفاقا جديدة للنبي بصورة خاصة, ولإلسالم بصورة عامة, وواقع 30
النبوة والرسالة الذي أيقن منه ظل مالزما له في المدينة, فهو النبي وهو الرسول, ومثلت المدينة كما أشرنا النجاح األكبر واألبرز, ومن هنا أصبح دمحما رئيسا سياسيا بنظر فلهاوزن بعد أن كان معارضا في مكة, واستطاع أن يطوع السياسة لخدمة مآربه الدينية, فهو لم يفصل بين الجماعة الدينية والسياسية, فأصبح الرئيس الديني )20( والسياسي في آن واحد, و لم يتخل عن هاجس ضم القبائل العربية إلى اإلسالمية, ربما ال يمكن اإلنقياد وراء جميع ما جاء به فلهاوزن, فالرئاسة السياسية التي يتحدث عنها لم تكن بعيدة أبدا عن الوحي اإللهي الذي ظل )21( مالزما للنبي وهذا ما تحدث به القرآن الكريم وم ا ي ن ط ق ع ن ال ه و ى إن ه و إ ال و ح ي ي وح ى,والرئاسة السياسية عند النبي األكرم) ( ال تعني التسلط, وال تعني العرش والخدم, والحشم بقدر ما تعني بناء أمة يمكن أن تشق طريقها نحو السمو, والرفعة, ونشر الديانة التي بعثه تعالى بها, وتمدنا كتب السيرة عن حياة التقشف التي )22( كان يعيشها النبي األكرم ) ( وهو يملك كل المؤهالت التي تجعله يعيش حياة الملوك والمترفين, لكن شيوع طابع النبوة والعصمة على حياته قد أبعده تمام البعد عن التفكير كحاكم سياسي بعيد عن الوحي اإللهي والنبوة, ويضيف فلهاوزن أن النبي قد بلغ في المدينة ما كان يصبو إليه, وقد أحدث هذا تغيرا واضحا ال فرقا ظاهريا, وذلك أن المعارضة عندما تصل إلى السلطة تغير في كل شيء, وان السياسة عند تطبيقها تبعد كثيرا عن الفكرة التي انطلقت منها كون الواقع غالبا ما يتغير, وهكذا أصبح دمحم رئيسا سياسيا, وتغير عما كان عليه عندما كان ال يزال طامحا بالرياسة, والحكومة الثيوقراطية من جهة السياسة الفعلية تغيرت عما كانت فكرة لذلك صار الطابع السياسي أكثر شيوعا من الطابع الديني, ثم يعود ليقول إن السياسة والدين امتزجا, وسارا معا يدا بيد, وإن كان قد,)23( جعل تمييز بين السياسة الدينية, والسياسة الدنيوية, وبقي للتقوى إلى جانب ذلك مكان في القلوب ويتضح من كالمه أن النبي األكرم) ( أصبح من طالب السلطة ال محالة, وتغيرت األحوال معه عما كان معارضا في بادئ األمر, ومعنى المعارضة هنا ال يمكن أن تقال إال لمن انتهج الخط السياسي, أما الخط الديني فهو تدبير إلهي الهدف منه تغيير معتقد خاطئ بآخر صحيح نابع من حاجات أصبحت م لحة حينما تصل الحال إلى عقيدة فاسدة بمعنى الكلمة ال تلتفت الى توحيد هللا تعالى, وجاءت السياسة التي اختطها النبي في المدينة معبرة عن واقع مرير مرت به كان ال بد من تغييره واالنتهاء من زمن القتال, واألحقاد بين األوس, والخزرج, ووضع حد النتهاكات اليهود, واذكائهم لروح العداوة بين العرب لتغذية الفتنة القائمة, واستمرار السيطرة االقتصادية, والعسكرية على يثرب. المحور الثاني : سياسة النبي في المدينة التغيرات و الواقع المفروض ( قوة الدين في خدمة السياسة( يتحدث فلهاوزن عن أثر اليهود والنصارى في تمهيد األرضية المناسبة للنبي إلرساء قواعد دولته, فاليهود كانوا كثر في المدينة الواقعة على حدود ذلك الجزء من شبه جزيرة العرب الواقع تحت التأثير اليوناني )24( الروماني, والنصراني- االرامي, وال نعرف عن أي أرضية يتحدث فلهاوزن وكل المعطيات التاريخية تشير إلى دور مريب مارسه اليهود ضد دولة المدينة تمثل بالتآمر مع مشركي قريش من جهة, ومن جهة أخرى محاولة قتل النبي األكرم ) (, وهناك ما يشير الى أن أحد أسباب استيطان اليهود في المدينة هو محاولتهم وئد )25( اإلسالمية, وقتل نبيه ) (, فكيف يمكن أن تحقق أرضية مناسبة لدولة المدينة أما التأثير النصراني, فهو ضعيف ال يمكن األخذ به, و إن كانت النصرانية تسير باتجاه قريب من اإلسالمية على وفق ما جاء في القرآن )28(,)27( )26( الكريم, وخاضت القوات اإلسالمية معارك ضد االمبراطورية الرومانية, منها معركة مؤتة وتبوك, و من هنا ال يمكن أخذ ما جاء به فلهاوزن على محمل الجد. ويعود فلهاوزن من جديد للحديث عن رابطة الدم في مكة والجزيرة عادا إياها أقوى في مكة من مثيالتها, وهي في األسر أقوى من العشيرة, ثم يتحدث عن الصراع الدامي بين األقارب في المدينة بين األوس والخزرج, فكان القتل وسفك الدماء شيئا مألوفا, ولم يجرؤ أحد على الخروج من حيه خشية التعرض للخطر, وسادت المدينة حالة من قلة األمن جعلت الحياة فيها غير ممكنة ويضيف قائال :"فكانت الحاجة ماسة إلى رجل يدخل في الفرجة المفتوحة بين الفريقين ويقضي على الفوضى لكن ال بد أن يكون رجال محايدا... ولذلك جاء النبي من مكة في )29( الوقت المناسب وكأنما نودي الى ذلك ", فعال كان فلهاوزن محقا عند الحديث عن رابطة الدم في مكة ذات التكوين القبلي المحض, واألسر التي سادت في مكة كانت الرابطة أقوى فيما بينها, وتجسد ذلك عند بني أمية, وبني هاشم, وبني مخزوم وسواهم من عوائل مكة, أما بشأن مقدم النبي األكرم إلى المدينة, فلم يكن محض صدفة )30( كما يحاول فلهاوزن أن يبينه, بل جاء عن تخطيط مسبق حصل في بيعة العقبة األولى, وبيعة العقبة )31( الثانية, ومن ث م إرسال من يعلم أهل المدينة القرآن الكريم, وأصول الدين حيث تولى ذلك مصعب بن عمير )32(, ويقع فلهاوزن في تناقض واضح عندما يتحدث عن قدرة النبي األكرم في إحالل العقيدة الدينية محل رابطة 31
الدم, ولكنه لم يستطي تأسيس رئاسة دينية, ثم يعود ليقول ولما لم تكن سلطة سوى سلطته أخذت السلطة الدينية )33( مكان الصدارة, وصارت لها القوة وتوطدت أركانها, ثم يتحدث عن مواهب النبي الشخصية في إدارة األمور )34( في المدينة, ويظهر أن فلهاوزن قد ناقض نفسه فعال عندما نفى قيام الرئاسة الدينية ثم عاد ليعطيها قصب السبق في قيادة األمة, فمسألة التفويض اإللهي للنبي األكرم ال يمكن نفيها, بل هي حقيقة أثبتتها الوقائع, فالسماء )35( لم تتخل عن النبي األكرم) ( في كل األحوال وال سيما في معاركه األولى كما حصل في معركة بدر الكبرى, وغيرها من األحداث, وهذا يعطي انطباعا واضحا بأن النبي مفوض من هللا تعالى لقيادة األمة, أما عن الموهب الشخصية, فقد تمتع النبي األكرم بحكمة عالية جربها أعداؤه قبل أصدقائه, وهو الصادق األمين, ولعل حادثة )36( الخالف حول الحجر األسود تنم عن حكمة بالغة, وقوة شخصية, ويناقش فلهاوزن قوة الدين وتوظيفها سياسيا من لدن النبي األكرم ) (, فقد كانت األمور كلها تسير باسم هللا تعالى, فالجيش يسمى جيش هللا, وظهرت فكرة )37( الرياسة بين العرب عن طريق اإليمان, وأصبح النبي الرئيس, وال منافس له كونه النبي, ويبدو أن فلهاوزن كان مصيبا في هذا التوصيف فاألمة اإلسالمية الناشئة كانت بأمس الحاجة إلى رابط قوي يوثق عراها غير رابطة الدم, فحلت الرابطة الدينية محلها بين المسلمين, ووجد المسلمون أنفسهم أمام سلطة عليا ال يمكن الوقوف بوجهها من خالل السلطة القديمة, أو الرابطة القديمة ( رابطة الدم (, ولم يكن التفويض اإللهي بعيدا عن تناول النبي األكرم ) (, وال سيما أنه المرسل والمسدد من قبل هللا تعالى لبناء دين جديد يحتاج إلى السلطة الدينية والسياسية في آن واحد, ويعتقد فلهاوزن أن هذه الفكرة قد تم أخذها من اليهود كما حدث في الفرق بين عهد النبي )39( )38( صموئيل, وشاول, والنبي هو بنظره يمثل السيادة اإللهية في األرض, والحكومة الثيوقراطية هي )40( الحكومة التي ليس لها ملك أو سلطة مغتصبة موروثة, بل نبي هللا وشرع هللا, وفلهاوزن هنا مصيب أيضا عندما يتحدث عن السلطة اإللهية ولكنه ذو رأي قاصر عندما يحصر هذه السلطة بشخص النبي األكرم ) (, ولم )41( يتطرق إلى مسألة تنصيب اإلمام علي من قبل النبي في حادثة غدير خم, ويعقد فلهاوزن مقارنة بين حكومة النبي األكرم ) ( وبين النظام الجمهوري السائد في هذا اليوم, ففي النظام الجمهوري يكون الرئيس عبر االنتخاب, بينما في حكومة النبي ) ( يكون اإلجبار حاضرا الن األمر مناط بقدرة هللا تعالى وأوامره, ولم يعين النبي موظفين بالمعنى الحقيقي لكن تكليف من يشاء بمهام مؤقتة كان هو السائد على يكون هؤالء من أصدقائه )42( المقربين, ويبدو أن فلهاوزن يحاول أن يؤسس لمقالة أن حكم النبي األكرم كان حكما مفروضا على المسلمين, وهو واقع لكن الفرضية من أين أنها من هللا تعالى كون اإلسالمية بأمس الحاجة إلى التأسيس على أساس ال يمكن معه طرح األهواء, واالعتقادات الخاطئة, و ال يصح معه االختيار كما في النظام الجمهوري القائم على االنتخاب, ومن جانب تعيين موظفين, فطبيعة الدولة الفتية, والواقع االجتماعي لم يكن له حاجة إلى هكذا موظفين, وإن أشارت المصادر إلى تعيين اإلمام علي ) ( على قضاء اليمن, وتعيين والة على البحرين )43( وغيرها, كما أن جباة الزكاة كانوا بتكليف من النبي األكرم ) (, وفي بعض األحيان يتم تغييرهم إذا كانوا ال يتمتعون بالكفاءة والنزاهة, ومنصب الكاتب كان موجودا في عهد النبي األكرم ) ( أما ادعاؤه بأن اختيارهم على أساس الصداقة, فال يمكن االعتماد عليه الن موضوع الكفاءة هو الفيصل في االختيار. وابتعد فلهاوزن عن قول الحقيقية عند حديثه عن وثيقة المدينة, فهو ال يعدها دستورا, بل نظام أدخله النبي دمحم )44( وسط فوضى كبيرة بقوله :" ولم تتمخض فكرة السيادة عن أية صورة خاصة من صور الدستور ", عند الحديث عن صحيفة المدينة يتبادر إلى الذهن الحنكة السياسية والعبقرية الفذة التي انتهجها النبي األكرم ) ( فقد استطاع أن يذوب القبائل, والعشائر والبطون في بوتقة اإلسالم الكبيرة, وتحقق ما يرجوه وهو دمج هذه القبائل في رابطة بعيدة عن رابطة الدم, وحقا يستحق أن يطلق عليه المؤرخون المحدثون دستور المدينة, فقد نظم كل )45( صغيرة وكبيرة في المدينة, فكيف ال يستحق أن يكون دستورا, ويناقض فلهاوزن نفسه عندما يتحدث عن وحدة المدينة التي ضمنتها الوثيقة, فيصور ذلك بالقول :" وقد بدا كأنما ابتلعت الجماعة القائمة على أساس الدين )46( تلك الجماعات القديمة المقدسة القائمة على رابطة الدم ", وهذه الشهادة تكفي لبيان عظمة الوثيقة التي جعلت من سكان المدينة وحدة واحدة, بعد ذلك يشير فلهاوزن إشارة واضحة إلى تلك الوثيقة التي يقول إن األيام قد حفظتها لنا, وبين فيها دمحم النقاط الكبرى التي تنظم الحياة السياسية والعامة في المدينة, و كان معموال بها في )47( بادئ األمر, وتجلت بوضوح كلمة األمة محل النسب القديم وأصبحت المدينة أمة واحدة, ثم أخذ بسرد بنود الوثيقة التي تحدثت عن كل سكان المدينة أنهم من ضمن األمة التي سبق القول فيها, وإن دمحما ) ( هو القائد فيها وإليه ترد كل األمور, والتفت فلهاوزن إلى إبقاء النبي رؤساء القبائل على قبائلهم كما أبقى على بعض الديات والسيما التي جاء بها عبد المطلب, ولعل السبب واضح, فلم يشأ النبي األكرم تغيير كل شيء دفعة واحدة, فقد ال يحتمل المسلمون هذه التغييرات في حياتهم, والسيما أنهم حديثو العهد باإلسالم, فال يريد أن ينفروا منه بسبب هذه التعليمات, ويشير فلهاوزن إلى البند الذي يحدد القبائل في مسألة أخذ الثأر, فقد حددها النبي بحيث ال يجر هذا 34
)48( الثأر إلى ثأر آخر, بل تحدد في المجني والمجني عليه, ومسألة رد العدوان من قبل القبائل كان حاضرا في توجهات النبي األكرم) ( في الوثيقة, وقد أشار إليه فلهاوزن كونه من األولويات المهمة التي تؤسس لدولة قوية )49( متحدة, فقد الزمت القبائل بالدفاع عن المدينة كوحدة واحدة, وعليهم أن يتحدوا ضد من يبغي منهم, كل هذه )50( البنود وغيرها التي لم نذكرها, البالغ عددها سبعة وأربعين بندا وال يعترف به فلهاوزن كدستور فكيف يكون الدستور يا ترى وهو يخرج من فكر قائد بدأ بإنشاء الدولة للتو, فلم يتركها دون قانون ودستور يدير شؤونها بكيفية تضمن حق الجميع. المحور الثالث : مجابهة أعداء األمة كانت بداية فلهاوزن في هذا المحور موفقة, فقد تحدث عن أعداء اإلسالمية قريش الذين فر منهم النبي حسب )51( قوله, و نشأت من غارات صغيرة حرب كبيرة متمثلة بمعركة بدر الكبرى, وهذه الحرب ساعدت أكبر مساعدة على توطيد كيان الدولة, واالنتصار الذي حققه المسلمون في بدر, و الذي لم يكن في الحسبان جعل الناس يتلمسون التسديد اإللهي في صحة الدين, وقد ساعد ذلك مساعدة غير مألوفة في زيادة نفوذ دمحم, وفي كسر )52( شوكة أعدائه وفي تثبيت اإلسالم, ويبدو أن كالم فلهاوزن قد أصاب كبد الحقيقة تماما, فقد مثلت معركة بدر وما سبقا من سرايا وغزوات منعطفا كبيرا في تثبيت أركان األمة اإلسالمية, ثم جاء النصر الكبير في معركة بدر ليشكل دعامة قوية لإلسالم وتهديدا كبيرا لقريش ال سيما تجارتها مع اليمن والشام التي أصبحت تحت مرمى الغارات اإلسالمية المتكررة والمتربصة بقريش وتجارتها عبر العديد من الغارات الموفقة أحيانا, والتي تعود من )53( دون تحقيق أي نتيجة سوى التهديد المستمر لقريش, ولم يستمر فلهاوزن في توفيقه الذي أشرنا له ال سيما عندما يكون الكالم عن المنافقين واليهود فيقول :" ولم يبق اإلسالم على تسامحه, بل شره في األخذ بسياسة اإلرهاب في داخل المدينة, وكانت إثارة مشكلة المنافقين عالمة على ذلك التحول... ولكن موقف اليهود كان )54( أسوأ من موقف المنافقين فيقول الواقدي إنه تحول بعد وقعة بدر إلى غير مصلحتهم تحوال كبيرا, وحاول دمحم )55( [ عليه السالم[ أن يظهرهم بمظهر المعتدين الناكثين للعهد" ولم يستطع فلهاوزن أن يبتعد عن الرأي االستشراقي السائد حول مظلومية اليهود في المدينة, ويتعكز فلهاوزن على ما قاله الواقدي من تحول سياسة النبي األكرم) ( تجاه اليهود غير آبه بما ينقله عن تأمرهم مع المشركين, ومحاوالتهم المتالحقة لخلق البلبلة داخل )56( المدينة, وزيادة على ذلك محاولتهم قتل النبي األكرم) ( كلما سنحت لهم الفرصة, فبدأ بغزو بني قينقاع, ثم تتالت الغزوات ضدهم لينتهي األمر بطردهم من المدينة, وقتل رجالهم, وسبي نسائهم, وذراريهم في غزوة بني )57( قريظة بعد نزولهم لحكم سعد بن عبادة, وفلهاوزن يعد هذه األسباب واهية وغير كافية لمعاملة اليهود بهكذا قسوة, وإخراجهم من أراضيهم, ومنحها للمهاجرين الذين يمثلهم بالحرس الخاص للنبي األكرم ) (, وهم بعد هذه الغزوات ومصادرة أموال, وأمالك اليهود لم يعودوا بحاجة الى مساعدات األنصار, فقد أصبحوا من )58( المالك, و هنا يتجرد فلهاوزن من حياديته ليقف إلى جانب اليهود المظلومين حسب اعتقاده من سياسة النبي, وتمثيله للمهاجرين بالحرس الخاص ال يصمد أمام الواقع, فقد كان األنصار من أهل المدينة موضع اعتزاز من قبل النبي, وقد أوضح ذلك في مناسبات عدة والسيما في غزوة الطائف بعدما أعطى للمؤلفة قلوبهم أمواال أكثر )59( منهم. معركة أحد هي المحطة األخرى لفلهاوزن حيث إعداد قريش لجيش كبير لرد االعتبار من المسلمين بعد الخسارة في بدر وتحقق لهم ما أرادوا, ولكن لم يستثمروا هذا النصر حسب رأيه, وتمكن دمحم أن يتجاوز الخسارة ويعيد رسم سياسة تمكنه من إعادة قوته من جديد, وفشلت قريش في هجوم ثان على المدينة لكنه فشل, على )60( الرغم من تحالفهم مع اليهود, وحلفائهم من القبائل العربية, هذا ما حدث فعال في معركة أحد بعد تخلي من وضعهم النبي األكرم ) ( من رماة السهام على الجبل لحماية ظهر المسلمين من سرية خالد بن الوليد التي كانت تتربص بالمسلمين محاولة إيجاد ثغرة لاللتفاف على المسلمين من خلف الجبل وهذا ما حصل فعال وخسر المسلمون المعركة, ولكن هذه الخسارة لم تع ن استسالم النبي لها, بل استوعبها وبدء بترتيب صفوف المسلمين )61( من جديد, ويشير فلهاوزن بعد ذلك إلى معركة الخندق, عندما تحالفت قريش مع حلفائها من القبائل واليهود, لكن المعركة انتهت بعودة المشركين من دون تحقيق أي نتيجة بعد أن تفاجئوا بوجود الخندق, و كان لإلمام علي )62( بن أبي طالب ) ( دور كبير في خسارة قريش لهذه المعركة, وبدأت العديد من القبائل تدخل في اإلسالم انضماما سياسيا في بادئ األمر, و من ث م انضمام ديني لإلسالم, فتحول المسلمون من طور الدفاع إلى طور )63( الهجوم, ويلتفت فلهاوزن من جديد الى أثر اليهودية والنصرانية على اإلسالم مدعيا أن دمحما كان يتوقع استقباال كبيرا وترحيبا من لدن اليهود الن ما جاء به يتطابق مع اليهودية كون االثنين ديانات سماوية, لكن اليهود لم يعترفوا به نبيا, كما أنهم لم يعترفوا بالوحي, على الرغم من اتفاقهم السياسي مع النبي في بادئ األمر, كل 30
م ذلك جعل النبي يعتبر اليهود, بل حتى النصارى خصوم له, وبدء بإجراءات لإلنفصال عن الديانتين من خالل جعل الجمعة بدال عن السبت واألحد للصالة الجامعة, وألغى صيام يوم عاشوراء عند اليهود وهو صيام يوم الغفران عند اليهود, وأحل صيام رمضان محل صيام األربعين عند النصارى, وجعل اآلذان محل البوق )64( والجرس, وأخذ يقترب من دين إبراهيم اقترابا إيجابيا, لعل رأي فلهاوزن في توقع النبي األكرم ) ( استقباال الفتا من اليهود في المدينة ال يمكن أن يعتد به, فلم يرحب اليهود أبدا بالنبي على الرغم من تأكدهم أنه النبي )65( المرسل, القرآن الكريم أشار إلى ذلك بوضوح, أما مسألة التغييرات التي أحدثها النبي األكرم) ( في األيام والصوم, فهذا أيضا مجروح, فمعتقدات المسلمين لم تأت اعتباطا, بل جاءت عبر الوحي اإللهي المبلغ للنبي )66( األكرم ) (, أما النصارى, فقد أشار لهم القرآن الكريم أيضا على أنهم األقرب من اإلسالم, ويتشبث )67( فلهاوزن برأيه بأن دمحم مبلغ لما جاء في التوراة واالنجيل بلسان عربي, والى العرب بصورة خاصة, وفي هذا تجن كبير على نبوة دمحم ) ( وإن كان اإلسالم متمما للديانات السماوية إال أنه ليس له حاجة ألن يبلغ ما جاء في التوراة واإلنجيل والسيما وأن كتب كلتا الديانتين قد تم تحريفه باتجاه يصب في مصلحة رجال الدين والحكام, فال يمكن للنبي األكرم) ( أن يكون مبلغا لما جاء فيهما, ويصر فلهاوزن على مغالطاته عندما يعتبر العودة صوب )68( مكة في الصالة, ومحاولة عودته إليها قد أسست لعيد وثني فيها تحقق عبر تقبيل الحجر األسود في الكعبة, ويبدو أن فلهاوزن يجهل الشعائر اإلسالمية إذ مسألة تقبيل الحجر عبادة, وإن كان فيها خالف فقهي بين )69( المسلمين, إال أن الجميع يقدس هذا الحجر, وهو ليس عيدا وثنيا كما يدعي فلهاوزن. تحول فلهاوزن سياسيا صوب فتح مكة في العام الثامن للهجرة, وقد فتحها دمحم صلحا بعد أن تم االتفاق مع ابي سفيان سرا, كما يتحدث عن جاذبية مكة الدينية التي حافظ عليها النبي, بل زادت بريقا, بعد القضاء على األماكن الوثنية في شبه الجزيرة العربية, كما أنه عمد على إكرام كبار قريش عبر ما سماه تآلف القلوب, ويعيد فلهاوزن سبب اهتمام النبي بمكة حبه الفطري لمسقط رأسه, إلى حد أن األنصار خافوا أن ينقل العاصمة الى مكة بسبب )70( هذا الحب الفطري لكنه لم يعمد على ذلك, ويظهر أن فلهاوزن يجهل شعائر اإلسالم, فال يمكن لكل من يتتبع الشعائر اإلسالمية أن يغفل عن أهمية مكة بالنسبة للمسلمين, وهذا ما فرضه هللا تعالى عليهم في القرآن الكريم من )71( خالل آيات الحج المفروضة على المسلمين وهو أحد فروع الدين الرئيسة لدى المسلمين, أما ما يتعلق بالمؤلفة )72( قلوبهم, فهو ليس تكريم كما يدعي فلهاوزن, بل خشية من هؤالء أن يبقوا على عداوتهم لإلسالم, وألن المال يمثل لهؤالء أمرا في غاية األهمية عمد النبي األكرم ) ( الى دفع خطرهم على اإلسالم بالمال, وعدم اتخاذ مكة عاصمة للمسلمين بدال من المدينة ال يمكن تحديده من خالل الفطرة كما يدعي فلهاوزن, بل تقرره األوضاع السياسية, واالقتصادية, والعسكرية, فقد وفرت المدينة ملجئا آمنا للنبي األكرم ) ( والمسلمين, وال يمكن إنكار هذه األفضال. صور فلهاوزن مسألة الدخول في اإلسالم من قبل القبائل العربية بعد فتح مكة عمال سياسيا خالصا في نظر )73( النبي بقوله :" وعلى هذا كان الدخول في اإلسالم عمال سياسيا وانضماما إلى األمة في المدينة ", ويتحدث )74( فلهاوزن هنا عن عام الوفود الذي تال فتح مكة واخضاع هوازن, وأشار إلى تسابق القبائل للدخول في اإلسالم الذي وصل إلى حد أن من يتنازع ضمن نفس القبيلة فأحد المتنازعين يلجأ إلى دمحم لضمان النصرة على الطرف )75( اآلخر, وإن كانت مسألة دخول القبائل إلى اإلسالم عمال سياسيا, فهو ليس مأخذا على النبي, بل منقبة حولت هذه القبائل صوب اإلسالم سياسيا ومن ث اإلنصهار في اإلسالم, وتعاليمه. تحدث فلهاوزن في نهاية صفحاته التي أفردها للحديث عن السيرة النبوية عن نجاح النبي األكرم ) ( في إنشاء مملكة هللا على األرض, وليس ثمة ما يعيبه في هذا التوجه, فقد انشأها كما يقول فلهاوزن على األساس الطبيعي الذي وجده أمامه, وإن كان في بعض األحيان يلجأ إلى وسائل غير مقدسة للوصول إلى ضرورات )76( عملية معينة من غير أن يسند ذلك إلى هللا, وهذا ال يسوغ للمؤرخ أن يعده منافقا, ويبدو أن فلهاوزن مارس في رأيه هذا المنهجية االستشراقية التي ال تقدس أحدا, وال تجعل خطوطا حمراء أو ثوابت ال يمكن التعدي عليها, )77( فالقرآن الكريم ينزه النبي األكرم من هكذا أفعال عندما ينعته بالخلق العظيم, أو حينما يحيل كل ما يقوم به إلى السماء الداعمة له, والناصرة له, ولكن يبدو أن ما يحرك فلهاوزن صوب هذا القول البعيد كل البعد عن الحقيقة هو الميل صوب اليهود الذين يعدهم قد ظلموا بفعل سياسة النبي األكرم) ( ضدهم, و التي أدت إلى إخراجهم من المدينة. 19
الخاتمة بعد االنتهاء من كتابة هذا البحث المتواضع توصل الباحث إلى النتائج اآلتية: 3- اعتبر فلهاوزن السياسة هدفا للنبي األكرم ) ( أراد من خالل الدين أن يصل إليه, وهذا ما كان يصبو إليه منذ تليقه الوحي وحكم الجزيرة العربية كلها كان هدفه األسمى الذي حققه من خالل الدين. 1- لم يتوان فلهاوزن عن إظهار انحيازه لليهود في المدينة, وعد إجراءات النبي األكرم ) ( معهم ارهابا استخدمه النبي بعد نصره في معركة بدر الكبرى, فقام بإخراجهم من أراضيهم, ومدنهم, ومنحها للمهاجرين. 1- يعتقد فلهاوزن أن النبي األكرم) ( تعامل مع أهل مكة من خالل العاطفة التي كانت تملئ عقله, وقلبه, وتعلقه بموطنه األصلي مكة, فترك مكة تحتفظ بمكانتها الدينية والتجارية, وهو لم يكن منصفا في ذلك فمكة هي قبلة المسلمين, ولها مكانة خاصة في قلوبهم الى اليوم. 1- أراد فلهاوزن فرض رأيه حول سياسة النبي األكرم) ( مصرحا بأنه لم يتوان عن استخدام وسائل غير مقدسة لتحقيق أهدافه, وهو في ذلك انتهج منهج أسالفه من المستشرقين الذين ال يعترفون بقدسية الرسالة السماوية, وعصمة النبي األكرم. 1- ردف فلهاوزن تصرفات المعارضة السياسية بالواقع الذي تكون تحت تأثيره لذلك اختلفت تصرفات النبي األكرم) ( كما يعتقد في المدينة اختالفا جذريا بعد أن أصبح زعيما سياسيا, ولم يعد تحت رحمة قريش. الهوامش )1 ) فلهاوزن : ولد في إقليم نيدرزاكسن وتخرج من جامعة جيتنجن, وشاعت حول اسمه مالحظات شديدة في الربع األخير من القرن التاسع عشر الميالدي بعد وصفه لتطور أدب العهد القديم بأسلوب ثوري وبلغة رائعة, وحورب من قبل رجال الالهوت المسيحي, وكتب ضده الوزير البريطاني جالد ستون كتابا مليئا بالسخرية. ينظر : بدوي, موسوعة المستشرقين, ص 139-194 هويدي, االستشراق األلماني, ص 10. )2 ) قام بنقل هذا الكتاب الى العربية عن األلمانية الدكتور دمحم عبد الهادي ابو ريده بمراجعة الدكتور حسين مؤنس, ونقله عن االنكليزية يوسف العش, وتناول المؤلف فيه قيام الدولة اإلسالمية في عهد النبي األكرم ) (, وعهد الخلفاء الثالثة االوائل, ثم أفرد فصال اسماه علي و الحرب االهلية االولى, وتناول فيه مقتل عثمان بعدها تحول صوب دولة بني أمية حتى سقوطها. ينظر: بدوي, المرجع نفسه, ص 190. )3 ) الدولة العربية, ص 3. 4( ) ابن هشام, السيرة, /3.311 5( ) ابن هشام, المصدر نفسه, /3.13 )6 ) الدولة العربية, ص 3. )7 ) عاموس النبي : ويعني باليهودية ( حمل ), و هو من قرية تقوع التي تبعد ستة أميال عن بيت لحم, وهو من طبقة فقيرة كان يرعى الغنم, و هو أحد األنبياء اإلثني عشر الصغار وقد عاصر هذا النبي هوشع و إشعياء وتواجد في حوالي سنة 119 ق م في فترة ح كم يربعام الثاني على مملكة إسرائيل وهو من مملكة يهوذا مملكة الجنوب وقد اتجه نحو الشمال لكي يتنبئ بسقوط إسرائيل بسبب عصيانها على هللا, توفي عام 111 ق. م. ينظر : أحمد فاضل, انجيل برنابا,.119,110 )8 ) خطبة الجبل : وهي الخطبة التي القاها السيد المسيح و تسمى شريعة العهد الجديد أو عظة الجبل وضح فيها احدى وعشرون قضية تنظيمية تشكل لب االنجيل والعهد الجديد, و مطلعها ولما رأى الجموع صعد الى الجبل.فلما جلس تقدم اليه تالميذه. ففتح فاه وعلمهم قائال. طوبى للمساكين بالروح. الن لهم ملكوت السموات. طوبى للحزانى. النهم يتعزون. طوبى للودعاء. النهم يرثون االرض. طوبى للجياع والعطاش الى البر. النهم يشبعون. طوبى للرحماء. النهم يرحمون. طوبى لألنقياء القلب. النهم يعاينون هللا. طوبى لصانعي السالم. ينظر انجيل متي. االصحاح الخامس. )9 ) الدولة العربية, ص 1. )10 ) الدولة العربية, ص 1. 11( ) تاريخ الرسل والملوك, /1.14-11 )12 ) الدولة العربية, ص 1,1. )13 ) المرجع نفسه, ص 1. )14 ) المرجع نفسه, ص 1. )15 ) حادثة الدار :حصلت عندما نزلت اية " وأنذر عشيرتك األقربين حيث طلب النبي من اإلمام علي إعداد مأدبة لبني هاشم, وبني عبد المطلب, ولم يتمكن من الحيث في المرة األولى لمقاطعته من قبل أبي لهب, وأعاد الكرة ثانية. للمزيد من 13
االطالع ينظر : ابن اسحاق, السيرة ص 311 الطبري, تاريخ الرسل والملوك, 1 01,01. / ابن األثير الكامل في التاريخ, /1.01 )16 ) الدولة العربية, ص 1. )17 ) ابن سعد, الطبقات الكبرى, 3/ 131-131 البخاري, الصحيح, 1/ 111-111 )18 ) السال, وهو الكيس الذي يحيط بجنين البقر بعد والدته قام كفار قريش بوضعه على كتف النبي ) ( ففعل ابو طالب ذات الفعل بهم للمزيد ينظر : الكليني, الكافي, 3 110 / االمام أحمد, المسند, 3/. 131 )19 ) الدولة العربية, ص 0. )20 ) الدولة العربية, ص 0. 21( ) سورة النجم, اآلية :.1,1 )22 ) ابن سعد, الطبقات الكبرى, 3/ 199 )23 ) الدولة العربية, ص 0. )24 ) الدولة العربية, ص 0. )25 ) الطبري, جامع البيان, 3/ 110 ابن حجر, العجاب في بيان االسباب, 3/ 140. )26 ) ول ت ج د ن أ ق ر ب ه م م و د ة ل ل ذ ين آ م ن وا ال ذ ين ق ال وا إ ن ا ن ص ار ى ذ ل ك ب أ ن م ن ه م ق س يس ين و ر ه ب ان ا و أ ن ه م ال ي س ت ك ب ر ون, سورة المائدة, اآلية : 41 )27 ) مؤتة : حدثت عام 4 ه عندما أرسل النبي األكرم جيشا الى خارج الجزيرة لمالقاة الروم بقيادة جعفر بن ابي طالب, وزيد بن حارثة, وعبد هللا بن رواحة, واستشهد الثالثة. للمزيد ينظر: ابن هشام, السيرة, 1/ 410-411 الواقدي, المغازي, 1/ 100-111 ابن سعد, الطبقات الكبرى, 1/ 10 )28 ) تبوك : حدثت غزوة تبوك عام 4 ه, حيث اراد النبي األكرم الخروج لمالقاة الروم, ولم يحصل فيها قتال بعد انسحاب الروم, وفيها تخلف العديد من المسلمين بحجج واهية. لالطالع على المزيد. ينظر: الواقدي, المصدر نفسه, 1 ال/ 3913-040. )29 ) الدولة العربية, ص 1. )30 ) لالطالع على تفاصيل بيعة العقبة االولى. ينظر: ابن هشام, السيرة, 1 101- / 101. )31 ) لالطالع على تفاصيل بيعة العقبة الثانية. ينظر: ابن هشام, المصدر نفسه, 1-190. 100 / )32 ) مصعب بن عمير : هو مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي, سبق المسلمين الى المدينة عند الهجرة, استشهد في معركة أحد وهو يدافع عن اإلسالمية, وعن رسول هللا. ينظر. ابن سعد, الطبقات, 1-313 330 / الذهبي, سير اعالم النبالء, 310 / 3.314 )33 ) الدولة العربية, ص 4,1. 34( ) الدولة العربية, ص 4. )35 ) اشار القرآن الكريم الى ذلك بقوله تعالى بل ى إ ن ت ص ب ر وا و ت ت ق وا و ي أ ت وك م م ن ف و ر ه م ه ذ ا ي م د د ك م ر بك م ب خ م س ة آ ال ف م ن ال م ال ئ ك ة م س و م ين سورة آل عمران, اآلية : 311. )36 ) استطاع النبي األكرم بحكمته أن يوقف التنازع بين قبائل قريش, بل والذهاب الى الحرب, من جراء التنازع على شرف من يرفع الحجر االسود. للمزيد من االطالع. ينظر: ابن اسحاق, السيرة 310. / 3 )37 ) الدولة العربية, ص 4. )38 ) صموئيل : هو قائد في اسرائيل القديمة ذكر في سفر صموئيل.وهو نبي وأ شير إليه في القرآن الكريم من غير أن يذكر اسمه, وهو أول االنبياء العبرانيين بعد موسى عليه السالم, وأخر القضاة, وال يعرف مؤلف سفر صموئيل االول,أو الثاني. ينظر: : التوراة واالنجيل, موقع Arabicbible )39 ) شاول : وهو أول ملك على بني اسرائيل نصبه الني صموئيل الذي كان يمثل الزعيم الروحي لليهود, اما شاول فكان الزعيم االداري والعسكري تمكن في بداية ملكه من هزيمة اعدائه, ولكن بعد أن شاخ خسر المعركة الفاصلة. ينظر: التوراة واالنجيل, موقع Arabicbible. )40 ) الدولة العربية, ص 0. )41 ) غدير خم, أعلن النبي األكرم ) ( االمام علي خليفة للمسلمين عام 39 ه بحضور أعداد غفيرة من المسلمين بعد عودته من حج الوداع, بعد أن أبلغه جبرائيل )عليه السالم( بضرورة تبليغ ذلك الى المسلمين. للمزيد من االطالع ينظر : مسلم, الصحيح, 1 311 / النسائي, الخصائص, ص 13-10 الحاكم, المستدرك, 1 390 / ابن كثير, تفسير القرآن العظيم, 1.331 / )42 ) الدولة العربية, ص 0. 43( ) عبد هللا بن قدامة, المغني, /33.110 44( ) الدولة العربية, ص.39 )45 ) الجاللي, تدوين السنة الشريفة, ص 03. 11
)46 ) الدولة العربية, ص 31. )47 ) الدولة العربية, ص 33. )48 ) المرجع نفسه, ص 31. )49 ) المرجع نفسه, ص 31. )50 ) لالطالع على بنود وثيقة المدينة. ينظر : ابن كثير, البداية والنهاية, 1-110. 111 / )51 ) الدولة العربية, ص 31. )52 ) الدولة العربية, ص 31. 53( ) لالطالع على السرايا والغزوات, ينظر, الواقدي, المغازي, 0 / 3.311 )54 ) الواقدي: بو عبد هللا, دمحم بن عمر بن واقد الواقدي. ولد عام 319 ه في آخر خالفة مروان بن دمحم, وقيل قبل سنة ذلك بسنة. كما اختلفوا في وفاته فقيل : أنه قد توفي سنة 190 ه, وقيل : أنه توفى في ذي الحجة من سنة 191 ه وقال الخطيب البغدادي : أنه الواقدي توفي سنة 190 ه. ينظر : الخطيب البغدادي, تاريخ بغداد 19 / 1 ابن خلكان, وفيات االعيان, /31.013 )55 ) الدولة العربية, ص 31. )56 ) غزوة بني قينقاع : وحصلت بعد ان تعدى اليهود على امرأة عربية كانت جالسة لدى صائغ يهودي, عام 1 ه, فقام النبي األكرم بحصارهم حتى أذعنوا وتركوا حصونهم واراضيهم الى أذرعات. ينظر : الواقدي, المصدر نفسة, 310 -.341 )57 ) سعد بن عبادة : بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج ابن ساعدة ويكنى أبا ثاب, سيد الخزرج, شارك في غزوات النبي, وله العديد من المواقف ايرزها حمه على بني قريظة, توفي عام 31 ه في خالفة عمر بن الخطاب. ينظر : ابن سعد, الطبقات, 1-031. 031 )58 ) الدولة العربية, ص 30. 59( ) الواقدي, المغازي,.014,011 / 1 60( ) الدولة العربية, ص.30 )61 ) لالطالع على تفاصيل معركة احد. ينظر: الواقدي, المغازي, 3 190-300 / الطبري, تاريخ الرسل والملوك, - 113 341 / 1 ابن االثير, الكامل في التاريخ, 1.301-314/ )62 ) الدولة العربية, ص 30. لالطالع على دور االمام علي في معركة الخندق ينظر : الطبري تاريخ الرسل والملوك,.110 /1 )63 ) الدولة العربية, ص 31. )64 ) المرجع نفسه, ص 31. )65 ) ل ت ج د ن أ ش د الن اس ع د او ة ل ل ذ ين آ م ن وا ال ي ه ود و ال ذ ين أ ش ر ك وا سورة المائدة, اآلية : 41. )66 ) ول ت ج د ن أ ق ر ب ه م م و د ة ل ل ذ ين آ م ن وا ال ذ ين ق ال وا إ ن ا ن ص ار ى ذ ل ك ب أ ن م ن ه م ق س يس ين و ر ه ب ان ا و أ ن ه م ال ي س ت ك ب ر ون سورة المائدة, اآلية :41. )67 ) الدولة العربية, ص 34. )68 ) الدولة العربية, ص 34. )69 ) النووي, المجموع, 4/ 11 الشوكاني, نيل االوطار, 1 331 / الصافي, مناسك الحج, ص 334. )70 ) الدولة العربية, ص 30. )71 ) و ل ل ع ل ى الن اس ح ج ال ب ي ت م ن اس ت ط اع إ ل ي ه س ب يال و م ن ك ف ر ف إ ن ا ل ل غ ن ي ع ن ال ع ال م ين سورة آل عمران, اآلية : 01 )72 ) المؤلفة قلوبهم : هم الذين امن النبي األكرم )( شرهم على اإلسالمية باألموال ومنهم ايو سفيان و ولديه يزيد, و معاوية, وحكيم بن حزام وغيرهم. ينظر : الواقدي, 3.011 /1 / )73 ) الدولة العربية, ص 19. )74 ) عام الوفود : وهو من أبرز النتائج الذي تال فتح مكة عام 4 ه, حيث توافدت القبائل الى المدينة لتعلن اسالمها. ينظر: ابن هشام, السيرة, 041. 1/ )75 ) الدولة العربية, ص 13. )76 ) المرجع نفسه, ص 11. )77 ) و إ ن ك ل ع لى خ ل ق ع ظ يم, سورة القلم, اآلية : 1. 11
المصادر والم ارجع أوال : المصادر - القرآن الكريم. ابن االثير, علي بن دمحم الجزري, ( ت 019 ه / 3111 م(. 3- الكامل في التاريخ,دار صادر, ( بيروت- 3140 ه/ 3000 م(. ابن إسحاق: دمحم بن سيار,)ت 311 ه/ 401 ه(. 1- السيرة النبوية, تح: دمحم حميد هللا,مطبعة معهد الدراسات للتعريف, )القاهرة ب. ت(. الحاكم النيسابوري: دمحم بن عبد هللا النيسابوري)ت 191 ه/ 3931 م(. 1- المستدرك على الصحيحين, تح: يوسف عبد الرحمن, دار المعرفة,) بيروت- 191 ه/ 3931 م(. ابن حجر. احمد بن علي )ت 411 ه/ 3110 م(. 1- العجاب في بيان االسباب, تح : عبد الحكيم دمحم االنيس, ط 3, دار ابن الجوزي,) السعودية 3134 ه.)3004 ابن حنبل, احمد بن حنبل الشيباني)ت 113 ه/ 411 م(. 1- مسند احمد, دار صادر,)بيروت- ب. ت(. ابن الخطيب البغدادي: احمد بن علي,)ت 101 ه/ 3919 م(. 0- تاريخ بغداد, تح: مصطفى عبد القادر عطا, ط 3,دار الكتب العلمية,) بيروت ب. ت(. ابن خلكان : احمد بن دمحم )ت 043 ه/ 3141 م( 1- وفيات األعيان و أنباء أبناء الزمان, تح: إحسان عباس, ب.ط, دار النفائس,) بيروت - ب. ت(. الذهبي: دمحم بن احمد بن عثمان )ت 114 ه/ 3114 م(. 4- سير أعالم النبالء, تح: حسين األسد,ط 0, مؤسسه الرسالة,) بيروت ب. ت(. ابن سعد : دمحم بن سعد بن منيع )ت 119 ه/ 141 م(. 0- الطبقات الكبرى, دار صادر,) بيروت- ب. ت(. الطبري: دمحم بن جرير)ت 139 ه/ 011 م(. 39- تاريخ الرسل والملوك, تح: نخبة من العلماء, األعلمي,) بيروت- 3191 ه/ 3041 م(. 33- جامع البيان عن تأويل آي القرآن,تح: صدقي جميل العطار,)ب.مك- 3131 ه/ 3001 م(. عبد الرحمن بن قدامة : دمحم بن أحمد,) ت 041 ه / 3141 م (. 31- الشرح الكبير, دار الكتاب العربي, ( بيروت ب.ت(. ابن كثير: اسماعيل بن عمر, )ت 111 ه/ 3111 م(. 31- البداية والنهاية, تح: علي شيري,دار إحياء التراث العربي,)بيروت- 3194 ه/ 3044 م(. 31- تفسير القرآن العظيم, تح : يوسف عبد الرحمن المرعشلي, ط 3, دار المعرفة,) بيروت 3131 ه / 3001 م (. الكليني: دمحم بن يعقوب,)ت 110 ه/ 019 م(. 31 -الكافي, تح :علي اكبر الغفاري,ط 1,مطبعة حيدري,)طهران- 3133 ه/ 3003 م(. مسلم: أبي الحسين مسلم بن الحجاج )ت 103 ه/ 411 م(. 30- صحيح مسلم, دار الفكر,,) بيروت- 3114 ه/ 3019 م(. النووي : يحيى بن شرف, )ت 010 ه / 3111 م (. 31- المجموع, دار المعارف, ( بيروت ب. ت(. النسائي: احمد بن شعيب أبو عبد الرحمن )ت 191 ه/ 031 م(. 34- خصائص أمير المؤمنين,تح: دمحم هادي األميني, مكتبة نينوى الحديثة,) طهران- ب. ت(. ابن هشام: عبد الملك,)ت 134 ه/ 411 م(. 30- سيرة ابن هشام, تح: دمحم محي الدين عبد الحميد, مطبعة المدني,) القاهرة- 3141 ه/ 3001 م(. الواقدي: دمحم بن عمر)ت 191 ه/ 411 م(. 19- المغازي,تح :مار سدن جونس,ط 1,عالم الكتب,)بيروت ب. ت(. 11
ثانيا : المراجع احمد فاضل : سيف هللا 13- انجيل برنابا, ط 1, دار القلم,) الكويت 3191 ه / 3041 م(. بدوي: عبد الرحمن 11- موسوعة المستشرقين, ط 1, دار العلم للماليين,) بيروت- 3131 ه/ 3001 م(. الجاللي : دمحم حسين. 11- تدوين السنة الشريفة, ط 1, مطبعة مكتب االعالم اإلسالميةي,) قم 3134 ه / 3004 م(. الشوكاني : أحمد بن دمحم 11- نيل االوطار, ط 3, دار الجيل,) بيروت 3100 ه / 3010 م(. الصافي : لطف هللا 11- مناسك الحج, ط 3, مطبعة مهر,) قم 3131 ه / 3001 م(. فلهاوزن, يوليوس 10- الدولة العربية وسقوطها من ظهور اإلسالمية حتى نهاية الدولة األموية, ترجمة: دمحم هادي ابو ريدة,ط 1,لجنة التأليف والترجمة والنشر,) القاهرة- 3144 ه/ 3004 م(. هويدي, احمد محمود 11- االستشراق األلماني, تاريخه دوافعه وتوقعاته المستقبلية, مطابع دار التعارف,) القاهرة- 3119 ه/ 1999 م(. 11