علم الكلام والتقويض المنهجي للحرية

النسخ

1 "عمم الكالم" صح ارء مآلى بالعظام اليابسة! )ىذه المقالة م يداة إلى محمد أركوف( حازم خيري "إنني في كل مرة يدنو مني اليأس ال البث أن أحس يدا حنونا تربت كتفي وأخرى تمؤل س ارجي زيت واذا بنوره يتجدد ويتألق ويتمدد واذا بي أبصر اثار أقدام ىنا وىناك فتستأنس روحي وتتجدد عزيمتي وتشتد وأدرك أنني لست وحدي في الطريق!" ميخائيل نعيمة ما أشد تشوه وق بح في أبناء أمتنا لمحرية! وما أخبث التخمؼ الذي انفؽ رواد فكرنا األنسني النبالء أعمارى في منازلتو) 1 (! انو تنيف عديد الرؤوس كثير الب ارثف وحاد األنياب! انو تنيف عظي جدا! انو تنيف مزدوج مشترؾ مف آخرية عربية/محمية ال تتورع عف تكريس اغت ارب شعوبنا ثقافيا ) 2 ( ومف آخرية غربية/عالمية تتحالؼ بد بارد مع مي ارثنا الم ر تنساب في أرضنا كأفعى تستأصؿ بدربة ما ػ تبقى ػ في نفوسنا مف مروءة وشرؼ! "يالذؿ قو اليعرفوف ما ىو الشرؼ وما ىو العار!" مقولة ارئعة لممفكر السوري أنطوف سعادة) 3 ( وصؼ فييا بدقة خنوثة التخمؼ العربي. تكوف ثمة بوف شاسع وفرؽ عظي في العز إال بيف الحياة ػ سعادة فيما يرى ػ والعيش! الحياة ال أما العيش فال يفرؽ بيف العز والذؿ وما أكثر العيش في الذؿ

2 حولنا! فكرنا األنسني بدوره يرى اف الحضارة ىي ما ي فكر فيو الناس وي حسوف بو ويفعمونو وىي القي التي يضفونيا عمى ما ي فكروف فيو ويحسوف بو ويفعمونو. صحيح اف أفكارى ومختمؼ إحساساتي وقيمي يمكف أف تنتيي إلى أعماؿ تؤثر تأثي ار عميقا في استعمالي لألشياء المادية غير أف الحضارة المادية أقؿ جانب مف جوانب الحضارة أىمية. الترؼ فالسمو الحضاري قاؿ إف اإلنسانية بو وتنميتو وتزويد واالبتكار. التخمؼ! حكي: ىي ىو الفرد ال يبمغ ذروتو إال في عقوؿ الناس وأفئدتي) 4 (! إف الجيالء ى الذيف يظنوف أف المباني الجميمة توافرت عمو برىاف إلى أقصى حد! حؽ مثؿ ىذه بالقدرة عمى اإلنساف "التربية ىي التي في الحضارة وليس ىناؾ ق ارءة تشيد برقي دائما وأبدا ىو األمور الحياة ىو الخالقة" حقو فنظمنا التربوية الم غرضة تستأصؿ ممكة النقد واالبتكار! عمى يسأؿ: ولمف تدريس الفمسفة في مجتمعاتنا عف وجود بؿ "تواطؤ" مثؿ ىذه التساؤالت ض رب عمى معممي ما يؤدي إلى بطريقة ػ في دفعيا الحضارة. شعور ومباىج الحياة وألواف الفرد ذلؾ الشيء الفذ الذي يجب مثؿ أمينة ومنظمة لألما. ىذا الرقي تجعمو بحريتو وك ارمتو كػ"التربية قاد ار االىتما الخالقة" النقد عمى ال توجد لألسؼ الشديد في مجتمعاتنا الموغمة في دربة ودأب بكؿ غرس اليقيف في العقوؿ والقموب صيرنا كيؼ عندنا يمكف عف تفسير إذف وذىابي في ىذا التعامي ما! عبر في "الفمسفة" التعامي ذلؾ ػ مف عقوؿ وقموب النشء "أمة مف غن"! مف جانب الواضح القائميف ىذا التجفيؼ المنيجي الم ستدا لمنابع التفكير الفمسفي ىذه المقالة استكشاؼ في إلى أحاوؿ حد قدر "عم الكال"! "التنطع"! جيدي لمحديث إمكانية وىؿ ثمة التحقؽ مف مدى وجاىة طرح فعمى ما يبدو ثمة تيو بالدنا كؿ ما أخشاه أف يكوف أبديا! في صح ارءه مصطمح في "عمم الكالم" الحضارة اإلسالمية: 2

3 ي ستخد مصطمح "الكال" ػ الذي يعني حرفيا "الحديث" أو "المفظ المنطوؽ" ػ في الترجمات العربية لألعماؿ الفمسفية اليونانية لمتعبير عف المصطمح اليوناني "لوجوس "Logos بكؿ معانيو المتنوعة الدالة عمى: "الكممة "Word و"العقؿ "Reason و"الح جة."Argument وي ستخد م صطمح "الكال" في تمؾ الترجمات العربية كذلؾ لمداللة عمى أي فرع مف فروع التعمي. واس الفاعؿ "متكمموف")في صيغة الجمع والمفرد منو: "متكم"( ي ستخد لمداللة عمى الشيوخ الممثميف ألي فرع مخصوص مف فروع التعمي. مف ىنا ظيرت ترجمات عربية)عف اليونانية( مف قبيؿ: الكال الطبيعي أصحاب الكال الطبيعي المتكمموف في الطبيعيات أصحاب الكال اإلليي المتكمموف في اإللييات..الخ. وبيذا المعنى أصبح مصطمح "الكال" ي ستخد عند مف يكتبوف بالعربية أصال ربما بتأثير مف ىذه الترجمات العربية عف اليونانية. عمى ىذا النحو ػ وطبقا لممستشرؽ ولفسوف) 5 ( ػ يتحدث يحيي بف عدي عف المتكمميف المسيحييف. ويتحدث الشيرستاني عف كال إمبدوقميس وكال أرسطوطاليس وكال المسيحييف في كيفية التجسد واالتحاد. ويتحدث ييودا الالوي عف قو ينتموف إلى نفس مدرسة المتكمميف أمثاؿ أصحاب مدرسة فيثاغورس ومدرسة إمبدوقميس ومدرسة أرسطو ومدرسة أفالطوف أو عف الرواقييف وعف فالسفة آخريف وعف المشائيف الذيف ينتموف إلى مدرسة أرسطو. ويتحدث ابف رشد عف المتكمميف مف أىؿ ممة االسال ومف أىؿ ممة النصارى أو عمى حد تعبيره المتكمموف مف أىؿ الممؿ الثالث. ويتحدث موسى بف ميموف عف المتكمميف األ وؿ مف اليونانييف المتنصريف ومف المسمميف. ويتحدث ابف خمدوف عف كال الفالسفة في الطبيعيات واإللييات.. إضافة إلى ىذا كمو ط بؽ مصطمح "الكال" دونما تقييد عمى نسؽ م عيف مف التفكير في الحضارة اإلسالمية ظير قبؿ ظيور الفالسفة س مي أعالمو بػ"المتكمميف" وكانوا عمى النقيض مف أولئؾ المفكريف الذيف أطمؽ عميي ببساطة منذ زماف أبو يوسؼ الكندي اس الفالسفة) 6 (. فكيؼ ظير في ثقافتنا العربية ىذا النسؽ مف التفكير الذي 3

4 يوصؼ ببساطة بأنو األفكار كالبشر في كتابو لحظات القي "كال" الميالد وما الكتابات التي تتناوؿ تاريخو ويمكف أف ت ض معا وم ارحؿ "فمسفة المتكمميف التطور في كتابات الشيرستاني وابف خمدوف) 7 ( وخرج لنا الحضارة د ارسات اإلسالمية ت ماثؿ في اعتمد عميو أساسا قيمتيا ىنا ىما السبيؿ لمف أ ارد اإلسال" و فؽ لخمو بعرض مكتبتنا وا ؼ ىاري ػ العربية فيميا! ولفسوف لتطور عم الكال عمى ما يبدو أو عمى األقؿ تقترب مف عمؿ ولفسوف الموسوعي ػ في ض في مف المييب. ولشد ما يخجمني استق ارر مفاتيح إرثنا الحضاري في يد المستشرقيف! كؿ ما اممكو ىو توخي الحذر قدر المستطاع فولفسوف وأمثالو إنما يخدموف حضارتي! ظيور وتطور الحضارة في "عمم الكالم" اإلسالمية: "السمؼ" الذيف صحبوا الصحابة. م صطمح أطمؽ عمى صحابة النبي وما وافؽ عميو ىؤالء السمؼ محمد) 575 ػ 632 ( ي عد أساسا وعمى التابعيف لمعصر األوؿ لمحضارة اإلسالمية. وسوؼ ن شير ػ ىنا ػ إلى "السمؼ" إما عمى أني األتباع األوؿ لديف اإلسال أو عمى أني أصحاب الفي الصحيح لمديف. كؿ حسبما يقتضيو السياؽ. التكاليؼ ىو الفقو. األصؿ الديني يشتمؿ وفؽ ما يرى ابف خمدوف: لالسال األوؿ يحتوي القس األوؿ عمى األحكا الذي تشكؿ مف تعالي القرآف عمى نوعيف مف التكاليؼ البدنية التي اإلليية والثاني تحدد تكاليؼ أبداف التكاليؼ القمبية. وىذا المسمميف ىو مصطمح يفيد في معناه األصمي الفي والمعرفة واستخد في أوؿ األمر بمعنى محدود ىو االجتياد أي استعماؿ ال أري الخاص لتقرير مسائؿ شرعية في غياب أي سابقة تنطبؽ عمى الحالة موضوع المسألة لكنو اكتسب فيما بعد المعنى األشمؿ لمداللة عمى التشريع بالمساف. اإلسالمي القائ عمى: القس الثاني مف التكاليؼ يتعمؽ القرآف السنة القياس الذي باإليماف اإلجماع. ي عرؼ بأنو تصديؽ بالقمب واق ارر ويتكوف مف عقائد ست تقررت في الديف تبعا لحديث النبي نفسو حينما س ئؿ 4

5 اإليماف عف خيره وشره. "الكال" ]1[ ال يوجد فقاؿ: م ناقشة أف تؤمف باهلل ومالئكتو وكتبو ور سمو واليو اآلخر وتؤمف بالقدر تمؾ العقائد مرحمة عمم الكالم يرى ولفسوف فيما اإليمانية ىي التي ت شكؿ السابق عمى االعت ازل: ي ستخد بيذا المعنى االصطالحي. الشيرستاني انو كاف ىناؾ عطاء) 699 ػ 748 ( وربما استخدا مصطمح وأف "عم كال" "عم الكال". ما يجعمنا نعرؼ عمى وجو الدقة متى أصبح لفظ غير أننا رونؽ الكال ابتدأ مف عيد وبحسب ولفسوف نفي مف عبا ارت سابؽ عمى نشأة االعت ازؿ عمى يد واصؿ ابف ىاروف الرشيد) 786 ػ 859 (. يمكف أيضا االستدالؿ عمى وجود كال سابؽ عمى الكال االعت ازلي مف "المتكمميف" الذيف كانوا يناقشوف وضع مرتكبي الكبيرة في عمى االعت ازؿ. بمناقشة مسألة حرية سياؽ في ومف استخدا مصطمح اإل اردة ازدىروا قبؿ قيا االعت ازؿ استنادا إلى ابف خمدوف ػ المعتزلة فالمشاركوف بقولو "أصحاب الجمؿ" عف آ ارئي اف عند ابف سعد) 765/764 ػ 854 ( "يتكم" الذي اإلسال إلى أولئؾ اإلشارة في أثارتو فرقة المرجئة السابقة عند ابف قتيبة) 828 ػ 889 ( عند غيالف الدمشقي السابؽ عمى المعتزلة. توضيحو لكيفية تأسس "عم الكال" وعمى أي نحو كاف ذلؾ التأسيس األحواؿ الفكرية التي كانت سائدة االختالفات حوؿ مسائؿ العقائد أدت في مناقشة مشكالت مف قبيؿ: استخدموا مف الفريقيف عند أولئؾ المتكمميف يصؼ لنا في الحضارة إلى قيا فيما يتعمؽ اإلسالمية الذيف ولفسوف ػ قبؿ "عم الكال" التشبيو والقدر ومرتكب الكبيرة وموقؼ بدال مف مجرد اقتباس نصوص مف القرآف منيجا معينا في االستدالؿ دفاعا والسنة توصموا بو إلى استدالالت مف مستعا ار مف الفقو حيث كاف نصوص القرآف والسنة تمؾ. كاف ذلؾ المنيج االستداللي مستخدما فيما يتعمؽ بمسائؿ الشرع التى كانت تحك الفعؿ وكاف معروفا بمنيج القياس "بمعنى أما بالنسبة لمسائؿ المماثمة". االعتقاد التى أصبح يطبؽ عمييا حديثا منيج القياس ىذا فكانت مسائؿ تتصؿ بػ"الكممة المنطوقة" وأصبح ىذا التطبيؽ الحادث لمنيج 5

6 القياس يسمى في الفقو أو الكال "الكال" أى ما ي قصد حرفيا مف الفرؽ التى ظيرت مسائؿ العقيدة. "الكال المنطوؽ". عمى مجرد التشابو وأدلتو مستمدة مف النقؿ. في غير أف ولفسوف حضارتنا تناوؿ اختالفات بعينيا تتعمؽ بمسألتيف الصحيح عف اهلل. ظيرت االعت ازؿ الصحيح وألغ ارض االسالمية ايمانيتيف: وأكثر منيا كثيرة د ارستو لفمسفة المتكمميف والمنيج االختالفات في قائ سواء حوؿ حضارتنا االيماف باهلل أى االيماف بالتصور وااليماف بالقدر أى االيماف بسمطاف اهلل عمى األفعاؿ االنسانية. فيما يتعمؽ بياتيف المسألتيف االيمانيتيف اختالفات في وىي االختالفات التي حضارتنا أدت إلى مجاالت ع رفت اصطالحا بػ"الكال". حتى قبؿ فمقد قيا وبحسب ابف خمدوف كانت اختالفات السابقيف عمى المعتزلة عف التصور عف اهلل ىي تمؾ التى تتعمؽ بآيات التشبيو في القرآف. االختالفات األوصاؼ التى و صؼ اهلل بيا في القرآف. وكاف مصدر فمف ناحية ورد فيو وصؼ المعبود بالتنزيو المطمؽ الظاىر الداللة مف غير تأويؿ في أكثر مف آية وىي سموب كميا وصريحة في بابيا) 8 (. ومف ناحية أخرى وردت في القرآف آي أخرى توى التشبيو. ىذه اآليات والتى قد ي ارىا البعض متباينة أدت بحسب ابف خمدوف إلى آ ارء ثالثة: ػ سم السمؼ بتأويؿ ألني الذيف غمبوا أدلة فيما يرى التنزيو ابف خمدوف ػ اهلل فآمنوا بيا ول يتعرضوا لمعناىا ببحث وال تأويؿ. ال أري السابؽ و جدت قمة مف بآيات التشبيو في القرآف فم يتعرضوا أوال لمعناىا عمموا استحالة التشبيو وقضوا بأف اآليات مف كال "المبتدعة") 9 (. التشبيو الصريح مخالفة بذلؾ آي التنزيو المطمؽ. ظير التأويؿ مف خالؿ صيغة: خمدوف ػ ما جس ال كاألجسا. ثانيا بجانب أولئؾ الذيف تبنوا مني فرقتاف رئيسيتاف: أما الثانية االختالؼ الثاني الذى ظير قبؿ نشأة المعتزلة ىو ػ حوؿ قدرة اهلل. كاف يتعمؽ باالعتقاد بقدرة اهلل. وىذا االختالؼ في األولى توغمت فحاولت التوفيؽ ومف ىنا فيما يرى الشيرستاني وابف نتج أيضا عف اآليات الق آرنية فمف ناحية توجد آيات تقرر أف ىناؾ بعض وقائع الحياة االنسانية 6

7 وبعض أفعاؿ االنساف مقدرة مف اهلل سمفا عمى حيف توجد آيات تقرر أف االنساف يتمتع بحرية معينة يمارس بيا أفعالو مف ناحية أخرى. ووفقا لما يقرره الشيرستاني فإف ال أري األصيؿ فى االتباع تمثؿ في اتباع تمؾ اآليات التى ت ظير أف القدرة المييمنة عمى الفعؿ االنساني مرجعيا إلى اهلل. وفي أواخر عيد الصحابة حدثت بدعة معبد الجيني وغيالف الدمشقي ويونس األسواري في القوؿ بالقدر وانكار إضافة الخير والشر إلى القدر. حولوا وألني القدر مف اهلل إلى االنساف ازعميف أف االنساف وليس اهلل ىو الذى يحدد أفعالو الخاصة ع رفوا بػ"القدرية". فرقة القائميف باالختيار تفسير اآليات المعارضو ليما. قارئي الكري بأكثر مف مرحمة كانت مع محاوالت عمى الفعؿ وعمى ذلؾ "القدرييف" وفرقة القائميف الشاؽ مسيره في يشير ولفسوف إلى ىاتيف الفرقتيف عمى أنيما: و الم رىؽ بالجبر تميزت شخصية كؿ منيا عف األخرى. عم الكال المعتزلي)بفترتيو: الخمفاء لحمؿ أئمة ىذه المحاوالت غير الفمسفية السمؼ عمى االعت ازؿ وظيور العنيفة "سبؽ التقدير". نحو المحظة ال ارىنة مر ػ البداية والفمسفية( والفرقتاف حاولتا وكما سنرى ومف بعده ػ وىو ما ع رؼ بػ"المحنة" عم الكال األشعري عم الكال ػ الحقا ث ػ جاءت ردود وما ط أر عميو بعد ذلؾ مف تغيي ارت أحدثيا الباقالني والغ ازلي وأخي ار نيوض ابف تيمية وابف القي الحياء مذىب السمؼ عمى طريقة الحنابمة ومقاومة غمو الغاليف في خمط الفمسفة. ]2[ أطمؽ لفظ لشد ما مرحمة عمم الكالم "المعتزلة" المعتزلي: يصعب ػ بحسب المستشرؽ نمينو) 15 ( ػ معرفة ألى سبب وبأي معنى أوؿ ما أطمؽ عمى أصحاب المذىب الذى كاف في القروف الثاني والثالث وال اربع لميجرة خصما خط ار لمذىب أىؿ السنة في عمى المعتزلة ذلؾ ألنو يتوقؼ "الكال". مثؿ ىذه المعرفة حؿ مسألة مف أى المسائؿ التاريخية وىي مسألة أصوؿ حركة وطابعيا األصمي. نمينو ي عرفنا بأشير اآل ارء في ىذا الصدد) 11 (: 7

8 المعتزلة رواية أخرى( الكبيرة: ال أري األول: رواية ن سج حوليا طائفة مف األقاصيص أصحابيا يشتؽ مف اعت ازؿ واصؿ ابف عطاء الغ ازؿ)أو اعت ازؿ عمرو بف عبيد بف باب لمحسف البصري) 642 ػ 728 ( اس في أو اعت ازلو لمجماعة عموما في مسألة مرتكب مؤمف ىو أ كافر والتفاصيؿ تختمؼ قميال باختالؼ الروايات. فعمى حسب بعضيا جاء اس المعتزلة مف العبارة التي قاليا الحسف في تمؾ المناسبة لتمميذه القدي: "اعتزؿ عنا". 118 ىػ وعمى حسب البعض اآلخر كاف قتادة بف دعامة المحدث أوؿ مف وضع ىذا االس مشي ار إلى عمرو بف اتباعو بسبب اعت ازلي الحسف. تعتبر أف في مجمميا ىذه الروايات وعمى كؿ حاؿ "المعتزلة" لفظ يتضمف نوعا مف الذ واتياما واضحا بالخروج عمى السنة والجماعة. الر أي الثاني: المستشرؽ اشتينر) 12 ( القرف الثالث اليجري تسمي المعتزلة أحيانا باس لفئة 117 ىػ عا المتوفي عبيد والى نفر أو مف فميما يكف مف اختالؼ الروايات فإف اس أطمقو عميي أىؿ السنة وأنو و اعتمادا عمى نصوص عربية متأخرة عف أف المعتزلة اس عا يرى "القدرية" انفصمت عف الجميور وانشقت عميو ولكف بمضي الزمف أصبح ىذا االس في أوائؿ القرف الثاني لميجرة عمما عمى مذىب خاص. كانت مف بيف فرؽ االسال أىميا وأكبرىا خط ار. انتشرت انتشا ار بطيئا. عف المعتزلة بؿ عف إذ يتكم ابف قتيبة المتوفي "القدرية". وىو ما مع أنو عرؼ اس المعتزلة. قد ي فسر عمى أف ىذه الفرقة أيضا يبدو الشتينر أف ىذه التسمية قد 889 عند ذكره لمذاىب عصره ال وعمى ذلؾ فالنواة األولى اذا انكار القدر المطمؽ ويشير لفظ "القدرية" إلى مضموف لمذىب المعتزلة كانت المذىب فيو مف الناحية الظاىرية الشكمية إذا أكثر تحديدا وأوضح داللة مف لفظ "معتزلة". ث لما أظيروا آ ارء مخالفة في مسائؿ عديدة أخرى مثؿ صفات اهلل وطبيعة القرآف والوعد والوعيد ومسائؿ ثانوية أخرى لذا استبدؿ بيا لفظ "معتزلة" ول تعد بدت ىذه التسمية ػ بعد ذلؾ تستعمؿ شيئا فشيئا. غير كافية ػ "القدرية" 8

9 ال أري الثالث: المستشرؽ اجنتس جولدتسيير) 13 ( يشير ػ كما يشير المؤرخوف ػ بمناسبة بف عطاء وزميمو بف عبيد ومعتزليف آخريف متأخريف كذلؾ إلى ميولي الصوفية وزىدى أى إلى بعدى عف زخرؼ الدنيا وشيواتيا ويورد شاىدا قديما عمى استعماؿ لفظ "معتزؿ" بمعنى ازىد أو متعبد. يقوؿ جولدتسيير: "معنى ىذه الكممة)المنشقوف(. ولست أريد أف أكرر ىنا األسطورة التى عني الناس بروايتيا مف أجؿ تبرير ىذه التسمية وانما أريد أف أقرر أف التفسير الحقيقي ليذه التسمية ىو أف البذور األولى ليذا المذىب كانت دوافع صادرة عف التقوى والتعبد وكاف الباعثوف عمى ىذه الحركة رجاال متعبديف زىادا معتزليف) ازىديف( ث اتصمت الحركة بالدوائر العقمية فاتخذت شيئا فشيئا موقؼ المعارضة بإ ازء المعتقدات الدينية السائدة" ال أري ال اربع وىو أري نمينو نفسو: اختار المعتزلة األولوف ىذا االس أو عمى األقؿ تقبموه بمعنى "المحايديف" أو "الذيف ال ينصروف أحد الفريقيف المتنازعيف)أىؿ السنة والخوارج( عمى اآلخر" في المسألة الدينية الخطيرة مسألة "الفاسؽ". وما دامت ىذه المسألة قد أخذت حظيا مف األىمية بسبب المنازعات السياسية والحروب األىمية في القرف األوؿ لميجرة فمف الطبيعي أف يكوف اس المعتزلة قد أ خذ عف لغة السياسة في ذلؾ العصر. فكاف المعتزلة الجدد المتكمموف في األصؿ استم ار ار في ميداف الفكر والنظر لممعتزلة السياسييف أو العممييف. كانت الجماعة األولى مف المعتزلة المتكمميف تشمؿ عمى وجو االحتماؿ أشخاصا اختمفت آ ارؤى حوؿ بعض المسائؿ الدينية األخرى. حتى انو في القرف األوؿ وأوائؿ القرف الثاني كانت بعض المسائؿ الدينية)مثؿ الجبر واالختيار( غير واضحة المعال والحدود ول يكف مف المستطاع القطع بأي اآل ارء المتعارضة يجب اعتباره مف أقواؿ أىؿ السنة أو أقواؿ غيرى. فم يكف االجماع قد ت في ىذا الباب بطريقة قطعية. فكاف اس المعتزلة المتكمميف في األصؿ يشير إذا إلى النقطة الوحيدة المميزة لمذىبي عف مذىب أىؿ السنة والجماعة. وىذه النقطة قد فقدت أىميتيا مف بعد بانقضاء الحروب األىمية بالنسبة لمسائؿ الخالؼ الدينية األخرى)القدرة 9

10 الصفات خمؽ القرآف النقؿ والعقؿ( التى رسخت شيئا فشيئا وطغت عمى تمؾ النقطة مف ج ارء رد الفعؿ المت ازيد ضد ثبات أىؿ السنة ورسوخو. أو بعبارة أخرى كانت ىذه التسمية تسمية جزئية في وقت مف األوقات مثؿ تمؾ التى اتخذىا المعتزلة مف بعد أحيانا لمداللة عمى بعض النقط الخاصة في تعاليمي داللة خاصة مثؿ "القدرية" "العدلية" "الموحدة". عمى أية حاؿ وبدوف التوقؼ كثي ار عند ىذه اآل ارء المتباينة حوؿ أصؿ تسمية المعتزلة يرى ولفسوف أف مرحمة عم الكال المعتزلي غير الفمسفي دامت ق اربة القرف مف وقت ظيور المعتزلة وحتى ظيور ترجمة االعماؿ الفمسفية اليونانية الى المغة العربية في النصؼ األوؿ مف القرف التاسع الميالدي. ث حدث بعد انقضاء قرف عمى زمف بف عطاء أف تأثرت المعتزلة بالفمسفة اليونانية واكتسبت طابعا جديدا. "ث طالع بعد ذلؾ شيوخ المعتزلة كتب الفالسفة حيف ف سرت أيا المأموف. فخمطت مناىجيا بمناىج الكال وأفردتيا فنا مف العم وسمتيا باس الكال. إما ألف أظير مسألة تكمموا فييا وتقاتموا عمييا ىي مسألة الكال فس مي النوع باسميا واما لمقابمتي الفالسفة في تسميتي فنا مف فنوف عممي بالمنطؽ. والمنطؽ والكال مت اردفاف)كما أف الكممة اليونانية Logos أي العقؿ والمنطؽ تعني أيضا الكال(". ي الحظ في فقرة الشيرستاني ىذه أف مذىب االعت ازؿ يتوزع بيف فترتيف: فترة غير فمسفية وأخرى فمسفية. في الفترة األولى السابقة عمى التأثر بالفمسفة اليونانية استخد المعتزلة ما يوصؼ بأنو مناىج الكال. والتى يرى ولفسوف أف الشيرستاني يشير بيا إلى تمؾ التطبيقات المتنوعة لمقياس الفقيي عمى االختالفات التى ظيرت في نطاؽ ما ي سمى بالكال قبؿ االعت ازؿ حوؿ مسألتيف: األولى مسألة التصور الصحيح عف اهلل خاصة مشكمة التشبيو. الثانية مسألة االعتقاد في القدرة. 10

11 أري ولفسوف ىذا يتسؽ مع وصفو لألحواؿ الفكرية التي كانت سائدة في الحضارة االسالمية قبؿ قيا االعت ازؿ ذلؾ الذى أوردناه فيما سبؽ بشيء مف التفصيؿ في سياؽ عرضنا لكيفية تأسس عم الكال عند متكممي ما قبؿ االعت ازؿ. أما مناىج الفالسفة التي يشير الشيرستاني في حديثو إلى خمط المعتزلة اياىا بمناىج الكال فيرى ولفسوف امكانية الزع بأف الشيرستاني كاف يقصد بيا أمريف: أوال ربما كاف يقصد أف المعتزلة ػ بتأثير مف الترجمات العربية لألعماؿ الفمسفية اليونانية ػ قد بدأوا يستخدموف مصطمح القياس الم اردؼ لكممة )14(syllogism أما عف مصطمح القياس بالمعنى القدي لممماثمة analogy المستخد في الفقو فإني أحموا محمو مصطمح التمثيؿ. تبرير ىذا االفت ارض ىو أف آخريف مف الذيف خضعوا لتأثير ىذه الترجمات مف المسمميف قد بدلوا معنى القياس الذى يدؿ عميو لفظ المماثمة analogy إلى القياس الذى يدؿ عميو لفظ.syllogism وأحموا محؿ القياس بمعناه الفقيي القدي مصطمح التمثيؿ.ىكذا نجد ابف سينا والغ ازلي عمى سبيؿ المثاؿ يستخدماف القياس بمعنى syllogism والتمثيؿ بمعنى الػanalogy ػ الذى يقو استخدامو في الفقو عمى أساس التشابو بيف األشياء ػ. وبعد ذكر مصطمح التمثيؿ يالحظ ابف سينا أف ىذا ىو الذى عرفو أىؿ زمانو بالقياس ويالحظ الغ ازلي أف ىذا ىو الذى يسميو شيوخ الفقو وشيوخ الكال القياس. ثانيا يمكف افت ارض أف الشيرستاني كاف يقصد بكالمو أيضا أف المعتزلة المتفمسفيف قد أصبحوا عمى د ارية بتصور أرسطو لمػ analogy وىو ما ع بر عنو في العربية بػ"المساواة" وخمطوه بالقياس الفقيي الذى أصبح المصطمح العربي الجديد الداؿ عميو ىو "التمثيؿ" أى التشابو. المماثمة عند أرسطو ل تكف قائمة كما ىو الشأف في الفقو عمى مجرد التشابو بيف األشياء. فالمماثمة عنده ىي المساواة في النسب) وأ العالقات( والتي يصورىا بأنو عندما ي حمؿ مصطمح الخير عمى العقؿ وعمى البصر فإف ذلؾ يكوف عمى طريؽ المشاكمة analogy بمنزلة ما أف العقؿ في النفس كقياس 11

12 البصر في البدف. ما يريد الشيرستاني ػ بحسب ولفسوف ػ المستخد في الفقو والذى يقو عمى المتفمسفيف خمطوا التمثيؿ الذى يستخدمو أرسطو بمعنى التساوي في النسب أو العالقات.. قولو ىو اف المعتزلة مجرد التشابو بالتمثيؿ مع التمييز بيف فترة ببساطة البداية وصؼ الشيرستاني لنشأة االعت ازؿ غير فمسفية وأخرى لواصؿ ابف عطاء لكف اس أبي اليذيؿ) 15 ( يصفو فإنو يصفو بأنو طالع كتب الفالسفة. المذيف مف أجميما متفمسفة المعتزلة تبنى "وكانت طريقتي تسمى عم الكال: يتفؽ ابف خمدوف إلى األخير فاشارة فمسفية في تاريخ االعت ازؿ واضحة في وصفو منذ اسمو بأنو عندما يرد بأنو اتبع أري الفالسفة واحد مني أي مف المعتزلة. وبالمثؿ اس النظا) 16 ( ابف خمدوف يتابع الشيرستاني فيعطي ذات السببيف االس القدي يقوؿ لمذىبي. "كال" ابف خمدوف: إما لما فييا مف الحجاج والجداؿ وىو الذى يسمى كالما واما أف أصؿ طريقتي نفي صفة الكال ػ أي قد القرآف ػ". ]3[ محاوالت حمل أئمة السمف عمى االعت ازل: مع قيا فرقة المعتزلة التي استخدمت واستبقت لمذىبيا اس "الكال" "الكال" بالتدريج عمما عمى المعتزلة. بعض الخمفاء االعت ازؿ وحمموا أئمة السمؼ عميو رد فعؿ السمؼ عمى ىذا قصيرتيف: ىو القمع تضييؽ الخمفاء المعتزلة احداىما في عمى نحو ما ػ منيج الكال ػ ذكرنا حتى عندما أصبح طابع مذىبي فمسفيا أصبح مصطمح الشيرستاني وابف خمدوف يروياف لنا ػ وىو ما ع رؼ بالػ"محنة" إلى قيا عم كال سني يناىض المعتزلة. عمى السمؼ يخبرنا عنو الشيرستاني وبعد أف يذكر اس أبي موسى المزدار) 17 ( ػ كيؼ تبنى وكيؼ أدى في فقرتيف ارىب المعتزلة بما واحد مف شيوخ االعت ازؿ يضيؼ قائال : "وفي أيامو جرت أكثر التشديدات عمى السمؼ لقولي بقد القرآف". وفي فقرة أخرى ػ وىو يتحدث عف المعتزلة ػ "ونصرى..جماعة مف خمفاء بني العباس عمى قولي بنفي الصفات وخمؽ القرآف". يقوؿ: 12

13 مع فقرتي الشيرستاني يتفؽ ىذا القوؿ الخمدوني: بعض الخمفاء عف أئمتي إيسار كثير مني ودمائي". الشيرستاني: رسمية لمدولة وفاتو فحمؿ الناس عمييا وخالفي أئمة السمؼ وثمة 1 ػ اصدار الخميفة المأموف سنة واتي أىؿ السمؼ باالبتداع. اشا ارت إلى ثالث حقائؽ تاريخية "ول قنيا ػ أي عقيدة االعت ازؿ ػ فاستحؿ لخالفي تشي بيا فقرتي 827 لمرسو أعمف فيو أف االعت ازؿ عقيدة 2 ػ اصداره ت بموجبو امتحاف أىؿ السمؼ في عقيدتي. المعتص وحتى السنة الثانية مف حك المتوكؿ سنة قارئي الكري قد يكوف مالئما ػ وقبؿ بػ"المحنة" ألىمية ذلؾ الحدث وخطورتو. لمرسو آخر في سنة سنة ػ استم ارر المحنة أثناء حك الخميفة 847. المضي قدما ما حدث ىو أف البحث بالكال أصبح موضوعا لو خطره في باب الجدؿ حتى أفضى ذلؾ قضاء الييئة الحاكمة عمى المعتزلة أولئؾ الذيف ذىبوا إلى القوؿ ػ القاء الضوء عمى ما ع رؼ فيما ي ارد باتصاؼ اهلل إلى آخر األمر بأف الكال إذا كاف صفة هلل فالبد أف يكوف أزليا قديما موجودا قبؿ العوال كميا واال فإف اهلل إذا كاف قد تكم في الزماف فقد مسو تحمؿ وقد سبحانو وتعالى التغيير وصار مال يكنو مف قبؿ. االستحالة عمى اهلل وعمى ىذا فاف الكال إذا كاف صفة هلل وكاف القرآف ليذا الكال فالبد أف يكوف عمى ىذا االعتبار قديما ألنو كال اهلل. امتحاف ال ذىب الخميفة المأموف المعتزلي إلى أف اعتبار القرآف يجوزه إال ثابتو اإليماف. سمطاني وقد قاسوا كثي ار والقوا عنتا لسوء الحظ واشتد وال يجوز أف تسجيال مخموقا في الزماف تعصب المعتزلة آل ارئي شديدا فيما بعد مف ج ارء اضطيادى ألىؿ أيا السمؼ الذيف تمسكوا تمسكا شديدا بالمذىب القائؿ بقد القرآف ول يسرفوا في تفسيره حرفيا وأقروا عددا جما مف السنف التى ذاعت في الناس. عمى أنو قد أصبح واضحا جد الوضوح إباف القرف ال اربع لميجرة أال مفر مف بعض التسمي بما ذىب إليو المعتزلة إذ تبمبمت أفكار الناس ومست الحاجة إلى تعزيز قواعد الديف مف جديد عمى ضوء األفكار 13

14 اضطمع وقد الشائعة. األشعري) 873 ػ 935 (. ظؿ وفي ابف خمدوف وىا ىو والثاني بيذا األمر يوجز الخطير رجالف: األوؿ أبو منصور الماتريدي المتوفي سنة 944 ) 18 (. لنا رد فعؿ السمؼ با ازء الػ"محنة" أبو الحسف بقولو: "وكاف ذلؾ سببا النتياض أىؿ السنة باألدلة العقمية عمى ىذه العقائد دفعا في صدور ىذه البدع". ما ي اره ولفسوف مف عمى منيج القياس التمثيمي الفقيي قيا سابؽ عمى أف تعبير االحتجاج بالعقؿ يستخدمو ابف خمدوف لمداللة االعت ازؿ واكتسب اس الكال القائ عمى معطيات نقمية والذى استخد في وقت واضحا يكوف تماما أف ما يعنيو ابف خمدوف بيذه العبا ارت ىنا ىو أف أئمة السمؼ قد تبنوا في استدالالتي نتيجة لممحنة منيج القياس الكالمي السابؽ عمى المعتزلة. تماما إلى أىؿ السنة ىؤالء بأني والمحاسبي وىي األسماء التي توصؼ "المتكمموف". ابف خمدوف بالفعؿ يشير بعد ىذه الفقره وي دخؿ فيي ابف كالب والقالنسي ػ مف جانب الشيرستاني ػ وذلؾ في إشارة إلى نمط الكال غير الفمسفي السابؽ عمى االعت ازؿ. المتكمموف المذكورة أسمائي توا ناضمت عقب المحنة فيما جماعة يتعمؽ بمشكمة الصفات بما في ذلؾ كالما " "أمتف بأنيا واحدة فقط مف جماعات ثالث لمسمؼ "قد القرآف". غير أنيا ورغ كونيا مف جممة السمؼ باشرت عم الكال وأيدت عقائد السمؼ بحجج كالمية وب ارىيف أصولية مما يعني استخداميا الثالث جية مف منيج أخرى يصؼ الشيرستاني المماثمة الجماعتيف بأنيما ناىضتا المعتزلة ال عمى قانوف كالمي الذى كاف مستخدما ػ قبؿ قيا المعتزلة عند بعض السمؼ أنيما تشبثتا بمنيج المسمميف األوائؿ وتعمقتا اقناعي يشير ب أري الكالمي السابؽ عمى المعتزلة. مف األولييف أي بدوف استخدا ىذه الجماعات ػ بؿ عمى قوؿ اقناعي بظاىر الكتاب والسنة. منيج القياس بمعنى تعبير عمى قوؿ ولفسوف إلى ما يسميو أرسطو بالقوؿ الخطابي فالخطابة عنده ممكة اكتشاؼ الوسائؿ الممكنة لالقناع باالشارة إلى أي موضوع كاف. 14

15 ىكذا انقس السمؼ في حوالي منتصؼ القرف التاسع حوؿ مشكمة آيات التشبيو في القرآف إلى جماعات ثالث. األولى: جماعة الحنابمة الذيف رفضوا ػ عمى حيف أنكروا التشبيو ػ مناقشة آياتو الواردة في القرآف. الثانية: جماعة مف الحشوية الذيف رفضوا ػ وقد أخذوا آيات التشبيو عمى ظاىرىا ػ مناقشة تمؾ اآليات التي تحظر التشبيو. الثالثة: جماعة الكالبية الذيف أولوا آيات التشبيو في القرآف طبقا لممنيج الكالمي أي منيج القياس التمثيمي عمى نحو ما ىو مستخد في الفقو وعبروا عنو بصيغة "جس ال كاألجسا". ومف قمب ىذه الجماعة الكالبية انبثؽ عم الكال األشعري بعد قرف مف الزماف وذلؾ في عا 912. وكما قرر الشيرستاني: "فاف جماعة ػ يقصد الكالبية ػ باشروا عم الكال وأيدوا عقائد السمؼ بحجج كالمية وب ارىيف أصولية وصنؼ بعضي ودرس بعض حتى جرى بيف األشعري وبيف أستاذه الجبائي مناظرة في مسئمة مف مسائؿ الصالح واألصمح فتخاصما وانحاز األشعري إلى ىذه الطائفة الكالبية فأيد مقالتي بمناىج كالمية وصار ذلؾ مذىبا ألىؿ السنة والجماعة". ]4[ عمم الكالم األشعري: في فقرة البف خمدوف وبعد أف يقرر أف األشعري كاف إما المتكمميف ػ يقصد الفرقة المكونة مف الجماعات الثالث السالفة الذكر ػ يصفو بأنو توسط بيف الطرؽ ونفى التشبيو وأثبت الصفات المعنوية وقصر التنزيو عمى ماقصره السمؼ وشيدت لو األدلة المخصصة لعمومو ث يضيؼ عمى ذلؾ أنو أثبت جميع الصفات بطريؽ النقؿ والعقؿ. ولفسوف يرى أف ما يقصده ابف خمدوف مف عبارتو طريؽ النقؿ والعقؿ ىو نفسو الجدؿ القائ عمى العقؿ مضافا إليو الدليؿ المستمد مف النقؿ المستخد وصفا لممنيج القياسي في الفقو. أيضا نجد عند ابف خمدوف وصفا لتطور الكال األشعري. يبدأ ابف خمدوف بتحديد عا لخصائص الكال في فقرة أخرى يقوؿ فييا بعد أف قرر أف المذىب األشعري عمى نحو ما أكممو أتباعو أصبح واحدا مف أحسف الفنوف النظرية والعمو الدينية: "إال أف صور األدلة فييا ػ في طريقة األشاعرة ػ جاءت بعض 15

16 األحياف عمى غير الوجو القناعي ػ أي جاءت غير مطابقة لقواعد البرىاف المنطقي ػ لسذاجة القو وألف صناعة المنطؽ التى تسير بيا األدلة وتعتبر األقيسة ل تكف حينئذ ظاىرة في الممة ولو ظير منيا بعض الشيء ل يأخذ بو المتكمموف لمالبستيا لمعمو الفمسفية المباينة لعقائد الشرع بالجممة فكانت ميجورة عندى لذلؾ". ي الحظ ىنا أف ابف خمدوف ال يقوؿ لنا إف المذىب األشعري ل يعتمد في صياغة أدلتو عمى الفمسفة وال يقوؿ إف أدلتو صائبة منطقيا في بعض األحياف. كؿ ما يقولو ىو أف أدلتو جاءت بعض األحياف عمى غير الوجو القناعي والمقصود بقولو بعض األحياف: عندما كاف يمكف أو عندما كاف يمز أف تكوف األدلة مقدمة في صيغة منطقية أي قياسية فإنيا ل تقد عمى ىذا النحو وربما كاف في ذىف ابف خمدوف ىذا الدليؿ الكالمي عمى حدوث العال الذى وصفو مؤخ ار بأنو دليؿ مف حدوث األع ارض المكونة ألج ازء العال. ويأتي ىذا الدليؿ كما صاغو عديد مف المتكمميف كمي مف األشاعرة في صيغة غير قياسية غير أف ابف سوار المسيحي عندما عرضو عمى لساف المتكمميف رتبو في صيغة منطقية. ث أبدى مالحظة قاؿ فييا: ىذا قياسي إذا ن ظ النظ الصناعي. ابف خمدوف أيضا يذكر تغييريف حدثا في عم الكال األشعري: التغيير األول: أحدثو الباقالني المتوفي عا واذ يبدأ الباقالني بمقدمة مف الواضح انيا تشير إلى أري أرسطو في أنو مف الممكف أحيانا أف نصؿ إلى نتائج صحيحة مف مقدمات ازئفة فإنو يقرر أف أدلة العقائد االيمانية تتوقؼ عمى وجوب االعتقاد بمقدمات ىذه العقائد بمعنى أف بطالف األدلة يؤذف ببطالف المدلوالت. وىكذا انتيى إلى أف ألدلة العقائد أو المقدمات التي تقو عمييا األدلة نفس المكانة أو أنيا تابعة لمعقائد االيمانية في وجوب اعتقادىا حتى اف اليجو عمييا ىو ىجو عمى العقائد االيمانية. بناء عمي ىذا فإف ما يقولو ابف خمدوف مف أف الباقالني أكد وجود الجوىر الفرد والخالء ينبغي أف ي في بمعنى اف المذىب الذري ػ الذى كاف لفترة طويمة 16

17 جزءا مف النظرية الفمسفية لعم الكال ػ الدينية قد أصبح عند الباقالني جزءا رئيسيا مف المعتقدات التغيير الثاني: الكال األشعري كالما فمسفيا. األشعري وبو تمت طريقة األشعرية المتأخريف. في تمؾ القواعد ويوجز ابف خمدوف واستخد قاعدة لمتدليؿ عمى بعض المعتقدات أحدثو الغ ازلي) 1559 ػ 1111 ( ويمكف الدينية ذاتيا. وصفو بأنو جعؿ نمط فعمى خالؼ الباقالني الذى وصفو ابف خمدوف بأنو تمميذ ابف خمدوف يصؼ طريقة المتأخريف ىذه عمى النحو التالي: الغ ازلي بأنو الذى أدخؿ طريقة إني نظروا أوال والمقدمات في فف الكال لألقدميف فخالفوا الكثير منيا بالب ارىيف التى أدتي إلى ذلؾ وربما أف كثي ار منيا مقتبس مف كال الفالسفة في الطبيعيات والمعروؼ أف الغ ازلي أنو يتضمف صعوبات يطوؿ الكال وااللييات أحج عف اتخاذ المذىب الذري دليال عمى مسائؿ االعتقاد بحجة في حميا. في أف بطالف الدليؿ يؤذف ببطالف المدلوؿ. أرسطو ثانيا نبذ أولئؾ المتأخروف أري الباقالني وىو ما يعني بامكانية الوصوؿ إلى نتائج صحيحة مف مقدمات ازئفة لمبرىنة عمى أمور العقيدة. فيما خالفوا فيو مف العقائد االيمانية. الخاصية األولى والخاصية وصفو لموقفو مف عم الكال في سيرتو الذاتية القوؿ إنو ابتدأ بطمب عم الكال ػ بحسب ولفسوف ػ قوؿ اف يمكف اتخاذه سبيال ثالثا إف طريقة المتأخريف ربما أدخموا فييا الرد عمى الفالسفة الثالثة لطريقة المتأخريف التي قدميا الغ ازلي تعكس فحصمو وعقمو. "المنقذ مف الضالؿ" وعمى حيف يمدح وفي مبادرتو إلى الغ ازلي المتكمميف لدفاعي عف عقيدة أىؿ السنة وح ارستيا عف تشويش أىؿ البدعة إال أنو يخطئي باعتباريف: إلى تسميميا: األوؿ إني اعتمدوا في ذلؾ عمى مقدمات تسمموىا مف خصومي واضطرى إما التقميد أو إجماع األمة أو مجرد القبوؿ مف القرآف واألخبار. ريب فإف المذىب الذري ىو ما كاف يعنيو الغ ازلي ىنا. والثاني قولو: وبال إف الذيف اشتغموا بالرد عمى الفالسفة مف المتكمميف ل يصرفوا عنايتي لموقوؼ عمى منتيى عمومي ول يكف في كتب المتكمميف مف كالمي حيث اشتغموا بالرد عميي إال كممات معقدة مبددة 17

18 ظاىرة التناقض والفساد ال يظف االغت ارر بيا بغافؿ عامي فضال عمف ي دعى دقائؽ العمو. وقد حاوؿ ىو أف يعالج في "تيافت الفالسفة" ىذا القصور. ابف خمدوف ل يعرض لنيوض ابف تيمية) 1263 ػ 1328 ( وتمميذه ابف قي الجوزيو) 1292 ػ 1355 ( الحياء مذىب السمؼ عمى طريقة الحنابمة ومقاومة غمو الغاليف في خمط الفمسفة. المقريزي يقوؿ في خططو: إف مذىب الحنابمة الذى أحياه ابف تيمية كاف لو أنصار بمصر. ث ضعفت اليم عف الد ارسات القوية لعم الكال ول يبؽ بيف الناظريف في كتب السابقيف إال تحاور في األلفاظ وتنافر في األساليب عمى أف ذلؾ في قميؿ مف الكتب اختارىا الضعؼ وفضميا القصور. محمد عبده في رسالة التوحيد يتفؽ مع ىذا ال أري. الوجود ال ارىف لعم الكال يقو عمى التنافس بيف مذىب األشعرية ومذىب ابف تيمية. أنصار ىذا األخير يسموف أنفسي اليو بالسمفية) 19 (. مالحظات حول المنبت الحضاري ل"عمم الكالم": األفكار األقواؿ ػ "حيثما تكوف ال ازئفة يستجير بيا الحاكمة ون ازىة ال ارئجة األفكار الحاكمة ازئفة فمف الغباء أف يممؾ المرء ما تبدو نعيما سابغا بحيث يستحسف أف ندعيا وشأنيا" بقوة في مجتمعاتنا المستضعفوف وي مك ف ليا المتخمفة ػ ال تخمو مف عبيد المصالح وخونة نفسا حرة "...الخ. نفع بؿ ىي عيف النفع األوطاف! األنسني ػ وعمى خالؼ ىؤالء جميعا ػ ال يممؾ ترؼ احتماؿ زيؼ أو حتى التعامي عنو وكيؼ يفعؿ وقد عاىد ربو ونفسو أف ينشد الحقيقة وأف يذود الموت دونيا! حضارتنا أف بشرؼ عف الحرية ػ ىدية اهلل األنسني ال ي جيد في قدر ما يشفيو الظمأ! أمس الحاجة نبع الماء ػ "مف مثؿ ىذه حيف األفكار بأمانة حتى ي م كف ليا في األرض أو يذوؽ "فف الطاعة" وال يقبؿ أف يكوف ذئبا ألخيو االنساف! لقمؽ األنسنييف وتساؤالتي. إال مف ال ينشده ذاؽ الظمأ! كما غميؿ األنسنييف ال يشفيو الماء 18

19 مف ىنا أستأذف قارئي الكري في ابداء بعض المالحظات الحضاري لعم الكال حتى الحاكمة م ستفزة بعض الشيء "المسكوت عنيا وأعني بو أ ين غير حضارتنا! مالحظاتي ال أبغي مف و ارئيا ىذه سوى بوعي أو بالوعي" في مجتمعاتنا! قد تبدو فضح فأى لمبعض زيؼ ػ أو فكرة حوؿ المنبت بعض ساذجة أو معتقد و تمبث أف تقوى وتنتشر بغض النظر عف درجة الخطأ الكامنة فييا متى أنصارىا بأني "جماعة" وىو ما ي طمؽ عميو لوبوف "العدوى النفسية") 25 (. األنسني. ولشد ما تتشابو ظاىرة "العدوى النفسية" عند لوبوف بػ"االغت ارب الثقافي" األفكار ػ ال صؼ في قكرنا ففي تثمينيا لقدر اإلنساف في الذود بشرؼ عف حرية عقمو وقمبو تذىب رؤيتي الم قترحة لمفكر األنسني إلى القوؿ بأف تطور التاريخ اإلنساني إنما ي عد نتاجا لص ارع طويؿ ومرير بيف إنساف)ذات( ليستعيف بيا عمى ترويض الحياة وبيف)آخر( العبث بمقد ارت رفاؽ الحياة! بعينيا لتكريس تنازؿ أخيو)الذات( الشاممة ػ ليظؿ ىذا األخ المسكيف)الذات( يستيمؾ فقط ما يجود عميو بو المغترب ىندي ال يممؾ سوى حرية عقمو وقمبو التي وىبو الخالؽ إياىا ي صر عمى االستئثار بالحرية ليتسنى لو فػ)اآلخر( في فكرنا األنسني عادة ما يعمد إلى آليات عف حقو في نقد وتطوير ثقافتو ػ أعني طريقة حياتو )اآلخر( قدرتو عمى النقد والتطوير وال يممؾ ال فرؽ في فكرنا األنسني النفوس تشويو..ا خ!ل أو مغتربا ذليال طيمة مقامو في ضيافة الحياة عبد المصمحة حتى أنو بمرور الزمف يفقد االنتظار! إال بيف آخر عربي أو صييوني واسترقاقيا ال يخفؼ مف و ارءه أخ م سم أو عربي أو صييوني أو غربي..الخ. ػ ىدية اهلل بيدؼ أيضا لمبشر وعميو ػ فداحتو ال ت جيزه ق اربة حضارية أو دينية أو قومية..الخ! أعمد في ىذه الجزئية تطييره مما نبت فيو مف لتعرية اآلخرية المحمية فيي أفكار حاكمة ػ بحؽ ػ أو أمريكي أو سعودي أو وكارثية تبعاتو أف يقؼ اغتصاب الحؽ الم قدس في الحرية لحرث المنبت الحضاري لعم الكال ليس فقط ازئفة ت عيؽ التمكيف لغرسنا األنسني ولكف قيء حضارتنا وعارىا الثقيؿ. 19

20 لمحقيقة عمى أية حاؿ لنبدأ انفتاح حضارتنا بواكير مف ػ حرثنا ػ الح ر الن شداف عمى وسنجد أنو ليس ىناؾ ما يدعو إلى الظف بأف العرب الذيف ائتمفت مني جيوش الخمفاء األوؿ الظافرة يختمفوف عف عرب اليو اختالفا ما ىو حاصؿ معنا يكف ثمة ب د مف أف حب ػ اليو) 21 ( يوجد باعث قوي الحقيقة إلى يدفعي ون شدانيا ىذا عمى نحو ػ يؤرقي ل أسالفنا بينا. مف خالؿ البحث والتقصي ول الرحب. الفضاء التوسع واالنتشار االسالمي الم مفت تبعو تحوؿ الكثيريف مف المسيحييف والييود إلى ديف االسال. وبذلؾ تعرض العرب المسمموف لفكر آخر مف مفكريف ينتموف لعقائد وايديولوجيات أخرى في تناولي لمتساؤالت األساسية عف ولقد وجدت فئة مف أبناء حضارتنا االسالمية االنساف الوليدة والوجود. انو مف الممكف أف تتقد ويتطور فكرىا أو عمى األقؿ يصبح أكثر ترتيبا وانتاجية إذا تقبمت وطوعت بعضا مف عمميات التفسير والتقسيمات الطبيعية والنظرية التى كانت موجودة قبميا بقروف. وىكذا ارقت ليذه الفئة الم جتيدة وأرسطو..الخ واكتشفت فييا ذخيرة وجوب تزخي حضارتيا الناشئة بيا. وبالد ما بيف النيريف والفرس والينود لحضارتنا. مف أسالفنا فكرية أعماؿ فيثاغورس وسق ارط وأفالطوف قد ت اركمت فشعرت حياليا بامكانية بؿ أيضا وبشكؿ كبير أثرت في كؿ التطور انجا ازت قدماء المصرييف الفكري خالؿ القروف األولى ومف الالفت لالنتباه بوجو عا فيما يرى تيرنر) 22 ( الترحيب الذى احتضف بو العمماء المسمموف الت ارث المتنوع الذى اكتشفوه في ممتمكاتي الجديدة حيث حظي ىذا الت ارث باالحت ار قبضتي وسائؿ و نظمت لالستفادة منو. مدينة جند دشابور في جنوب غرب فارس والتى فتحيا العرب ػ 836 عا وقعت في ػ أصبحت مرك از لنشر المعارؼ العممية والفمسفية لالغريؽ وآخريف في جميع أنحاء االمب ارطورية االسالمية. وقد انتعش فييا مجتمع كبير مف النسطورييف 20

21 وى أعضاء طريقة مسيحية اتيمت باليرطقة وأجبرت عمى الف ارر مف األ ارضي المسيحية في نياية القرف الخامس الميالدي. استضافت المدينة ولفترة طويمة مجموعة متميزة مف المفكريف واألطباء كاف الكثير مني يتكم االغريقية والسنسكريتية والسريانية وىي ليجة آ ارمية كانت منتشرة في تمؾ المنطقة. وقد عرفت ىذه المجموعة المغة العربية بعد قدو العرب مباشرة. الخمفاء المسمموف دعموا برنامجا مكثفا لترجمة مخطوطات "الفمسفة" و"الطب" وبقية العمو إلى المغة العربية. كانت كمية الترجمة التى انجزت في جند شابور حدثا غير مسبوؽ في التاريخ ويمثؿ منذ بدايتو جيدا عمى المستوى العالمي. انخرط فيو كثير مف المسيحييف والييود إلى جانب المسمميف. وفي أغمب األحياف كاف ذلؾ يت اعماال لق ار ارت ممكية تعكس اىتما الخمفاء وأعضاء الحاشية والحكومة ليس فقط بالعمو العممية مثؿ الطب والفمؾ ولكف أيضا بالموضوعات األقؿ تداوال مثؿ التنجي والسيمياء. القروف األولى لحضارتنا شيدت أيضا تأسيس مكتبات عظمى وم اركز لمتعمي في كؿ مكاف. وقد قامت أشير ىذه الم اركز في مواقع السمطة. عمى سبيؿ المثاؿ ازدىر بيت الحكمة في القرف التاسع في بغداد حيث ل يكف مرك از لمترجمة فحسب بؿ لمد ارسات أيضا. ىكذا وفي أقؿ مف أربعة قروف مف التوسع االسالمي كاف الفالسفة وعمماء الرياضة وعمماء النبات واألطباء والجيولوجيوف والسيميائيوف وزمالؤى في العمو األخرى العامموف في جميع األنحاء االسالمية قد أتموا عمال ػ فذا ػ في الكشؼ عف الت ارث الثقافي الميوؿ الذى وصؿ إليي مف الحضا ارت األخرى السابقة عميي. وكما ىو متوقع أثار ىذا االنفتاح المعرفي اليائؿ ػ عمى الموروث االنساني ػ مخاوؼ فئة أخرى مف أسالفنا البد وأنيا ضمت بيف صفوفيا عناصر حسنة النية ارودىا القمؽ عمى خصوصية حضارتنا الوليدة ػ آنذاؾ ػ وال مشكمة في ىذا! عمى العكس كانت الخشية كؿ الخشية لو أف مثؿ ىذا االختالؼ الخصب إ ازء مسألة االنفتاح المعرفي قد غاب! فال أحط مف أف ت ستنسخ الرؤى أو أف ي عاد تدويرىا! 21

22 ػ 2 ػ 4 ػ 5 بيد أف اليائؿ ل يمبث كيذه خطيرة قمؽ أصحاب النوايا الحسنة مف أسالفنا األوؿ أف وجد مف ي ازيد ساعد عمى تمريرىا "النقاء بفكرة وي نادي عميو ىذا االنفتاح إ ازء الحضاري ػ رغ استحالتيا نظريا ػ أمور عديدة الم طمؽ"! مف بينيا: المعرفي فكرة 1 ػ أف لالنسانية ت ارثا غزي ار مف المعتقدات والقي قد يكوف متباينا في ظاىره في حيف أنو يعبر في صميمو اقت ارف والتطوير عف وجيات نظر تدافع بط ارئقيا الخاصة عف االنفتاح المعرفي عمى ما يبدو البحث والتقصي) 24 (. لعد بانبيار امتالؾ حرية االنساف وك ارمتو) 23 (. مستفز عمى الم حاكاة وليس النقد م ربؾ وتكالب أسالفنا تجارب سابقة في ن شداف الحقيقة مف خالؿ 3 ػ وفود عمو سيئة السمعة أنصار االنفتاح المعرفي بالفقو وتورطي مف شيوع القوؿ بانو لو كاف "اليا النبوة" شيوع االشتغاؿ بالبحث والتقصي) 26 (. المصالح ذلؾ تكريس وخاصة الخمط أولي األمر الم ربؾ ونجاح ودفعيا لألما واالسال كأصؿ ديني أبد اآلبديف الخانؽ عمى تعيدىا بنقد أو تطوير. في بال أري كالسحر والتنجي. مسائؿ حقا لما اختفى عمى دينية شائكة) 25 (. 6 ػ الم ازيدة عمى االنفتاح المعرفي في ىؤالء بيف االسال كحضارة م كتمؿ عبيد المصالح في مساعيي اآلثمة الحضاري الم طمؽ"! وبالطبع أزرىا! وبموغي حد الكماؿ"! عقوؿ وقموب أبناء حضارتنا بؿ أ اردوا تغميؼ أنتجيا م ازيدتي بشر "حقيقة م ميمة" والدءوبة ج ؿ اشتغاؿ الخوؼ م حبي الحقيقة وبالتالي ومف ث لمنبي مف جانب عبيد برقائؽ دينية عبر ال لي يحؽ يجوز لبشر نقدىا إلى ػ ال ارمية السداؿ الستار الحديدى ػ ل يقنعوا أو يكتفوا بالتمكيف لفكرة "النقاء فكرة أخرى عمى النسيج نفسو ت عضد األولى وتشد مف ل يكف ثمة فكرة أنسب وال أفضؿ مف المناداة فكرة والتفاخر باألنساب قبؿ االسال التوقير والقداسة) 27 (. سبيؿ لنقده وتطويره! "عصمة األسالؼ بػ كيذه فضال عف اتساقيا وتناغميا مع مي ارث العصبية كانت كافية الحاطة فما صنعتو يد األسالؼ أليسوا األمناء عمى اليا النبوة "المعصوميف واألقرب تاريخنا الحضاري ػ عمميا وليس نظريا رضواف اهلل. إلى بسياج مف ػ" ال 22

23 ولممصادرة عمى مطالبة أنصار االنفتاح المعرفي مناوئيي مف أنصار الستار الحديدي كاف البد مف بي وتحقيرى في عيوف أبناء حضارتي و ازد وىو ما ت في بالحؽ ػ آنذاؾ ػ "ضربة استباقية" استيدفت عمى نحو بالفعؿ مع التعايش التشيير غاية في االتقاف مسميات بحسب ما تشي روايات المؤرخيف الم حايديف والموثوؽ بي. فقد شاعت و ارجت ل تخؿ مف غرض كالػ"الفئة الصالحة" و"الفئة الضالة/أىؿ البغي" و"الفتنة"..الخ) 28 (. الطيف بمة الم سميات ضد في كؿ ما شيدتو مسيرتنا الحضارية مف االشتغاؿ بن شداف سوؿ الحقيقة لو ضميره االشتغاؿ عبر وىكذا وعمى الرغ مما لقيتو أو البحث والتقصي! الطويمة والمريرة الم طالبة حتى مف بحؽ توظيؼ ليذه أبناء حضارتنا عمو األوائؿ أو القدماء)وىو اس أ طمؽ عمى تمؾ العمو التي نفذت إلى المنبت الحضاري االسالمي بتأثير المؤلفات المأخوذة عف الكتب اليونانية تأثي ار مباش ار أو غير مباشر في مقابمة عمو العرب كبيرة في صدر حضارتنا وشمموىا برعايتي فقد ظؿ أو الثقة االطمئناف إلى دارسي مف عناية خاصة الفقو( االسالمية ػ عمى نحو ما ذكرنا ػ حث عمييا الخمفاء العباسيوف ىناؾ دائما عمو انصار العزلة األوائؿ. ينظروف وكمما ازدادت شوكة في شيء مف الشؾ وعد ىذه الفئة المناىضة لالنفتاح المعرفي كاف عد الثقة لدى البيئات االسالمية بإ ازء االشتغاؿ بعمو األوائؿ أشد وأعنؼ. ىؤالء سمطاف بمعناه الدقيؽ بؿ امتد الوحيد التجنب المؤتمف وأقد مثؿ لذلؾ ما شعر بو في عيد المتوكؿ. ىو إلى المصحؼ كؿ الم قدس الفيمسوؼ الكندي مف قمؽ وخوؼ بعد عودة ىذا النحو مف عد الثقة ل يقتصر عمى ما ي نشد خارج وسنة المسم الصالح فيما يرى أنصار العزلة باعتباره خط ار عمى ديف االسال. اطار النبي) 29 (. عميو أف الحقيقة الم ميمة التى "التفمسؼ" مصدرىا يتجنب االنفتاح المعرفي أشد فكؿ انح ارؼ عف طريؽ المرشديف الدينييف الرئيسييف كاف القو يعزوف السبب فيو إلى االنفتاح المعرفي إذا كاف صاحب ىذا 23

24 االنح ارؼ قد اتصؿ بيا عف قرب أو عف بعد. فتاج الديف السبكي يرى أف السبب الذى جر الخميفة المأموف إلى القوؿ بخمؽ القرآف ىو ىذا المقدار الضئيؿ الذى عرفو مف عمو األوائؿ. ويذكر لنا أف العامة يرجعوف أقواؿ الغ ازلي في مسائؿ كثيرة بما ال يتفؽ ومذىب أىؿ السنة في عصره يتحمؿ مف اىتما إلى تأثره بعمو األوائؿ بالفمسفة عمى الرغ مف ػ. أقوالو ػ والغ ازلي ل يستطع مطمقا أف مف ىنا يسيؿ تفي كيؼ أف الكثيريف ممف كانوا يحرصوف عمى حسف السمعة كانوا يسبموف قناعا عمى د ارساتي الفمسفية مظيريف اشتغالي بيا تحت ستار عم مف العمو الحسنة السمعة. المتوفي سنة وأوضح مثاؿ ليذا واف ل يكف ىو المثاؿ الوحيد محمد بف عمى عنو أنو فيذكروف 436. بف الطيب "كاف إماما عالما يعم كال األوائؿ" إال أنو خشي أىؿ زمانو فم يشأ الظيور ص ارحة بمظير الفيمسوؼ فأخرج مذىبو في صورة الكال" التي ل تكف مع ذلؾ حائزة لرضى أىؿ السنة في عصره ىي األخرى. أقؿ نسبيا كانت خط ار مف التفمسؼ كونيا نمت في تربة فقيية. "عم ولكنيا ومف أجؿ ىذا كمو فقد كاف مما يثير الغبطة ويبعث عمى الرضا أف ي قاؿ إف واحدا مف الفالسفة قد رجع ساعة موتو ػ أو في شيخوختو ػ عف ضالالت الفمسفة وأكاذيبيا وأنكر التفمسؼ ػ حب الحقيقة ونشدانيا ػ ي روى الذى استيداه طواؿ محياه. مثؿ ىذا في ليجة يمازجيا سرور المنتصر الظافر عف عال كفيؼ البصر ىو حسف ابف محمد بف نجاء األربمي مقابمة ل تكف طيبة. زمانو المتوفي سنة 665 الذى كاف حسف ىذا اماما عالما بعمو بالتنكر ليا فأخرج ما عنده في صورة "الكال"! عاصر ابف خمكاف وجرت بينو وبينو وفي مف المسمميف وأىؿ الكتاب وأتباع الفمسفة كي يأخذوا عنو. ساعة الموت ىي: "صدؽ اهلل العظي وكذب ابف سينا"! ثمة حادثة أخرى الم ضحكة الم بكية ػ تتجمى بيد انو األوائؿ كاف يتقي أىؿ دمشؽ كاف يجتمع خمؽ كثير ويرووف أف آخر كممة قاليا طريفة لشد ما ترتبط بحديثنا أشد االرتباط في تفاصيميا ػ سطوة األفكار ال ازئفة عمى نحو فج وصارخ! كمنا يعرؼ الثائر 24

25 المعروؼ بجماؿ الديف األفغاني وكمنا يعم قدر الرجؿ ومدى تأثيره ونفوذه في ثقافتنا العربية المعاصرة ففي مصر مثال تتممذ عمى يديو ونيؿ مف معارفو رواد ما اصط مح عمى تسميتو بعصر النيضة كمحمد عبده مصطفى كامؿ قاس أميف..الخ! إلى ىذه الدرجة الشديدة العمو وصؿ تأثير الرجؿ ونفوذه! ولقد وقعت اثناء اعدادي ليذه الد ارسة ػ وبالصدفة البحتة ػ عمى كتاب وثائقي خطير بعنواف: "جماؿ الديف األسد آبادي المعروؼ باألفغاني كما يقدمو ابف أختو مير از لطؼ اهلل خاف" م ترج عف الفارسية! الكتاب يحكي بالوثائؽ سيرة جماؿ الديف وي عضد في مجممو زعمنا بوقوع أبناء أمتنا في أسر أفكار ازئفة كالنقاء الحضاري وعصمة األسالؼ. خالصة الكتاب اف الثائر الطموح جماؿ الديف اي ارني األصؿ وأنو لما صم عمى السفر والطواؼ بالبالد االسالمية اليقاظيا مف سباتيا وجد أف انتسابو إلى اي ارف سيقؼ عائقا دوف دخولو ىذه البالد ودوف القيا بالدعوة فييا فمقب نفسو بػ"األفغاني" حتى يتمكف مف أف يجد أذنا صاغية بيف الشعوب السنية التى يزورىا ػ والتى تشكؿ أغمبية العال االسالمي ػ ول يكف أما جماؿ الديف لقب آخر يستطيع أف يحتمي بو غير "األفغاني" ألنو فضال عف أف أفغانستاف بالد سنية وأف لغتيا ىي الفارسية ػ كمغتو ىو ػ فإف مذىبيا ىو المذىب الحنفي الذى كاف المذىب الرسمي في الدولة العثمانية. فالتعصب المذىبي كاف عمى أشده خصوصا في عصري السمطاف عبد الحميد في تركيا والشاه ناصر الديف في إي ارف ولوال صنيع جماؿ الديف ىذا ما تيسر لو ويالمسخرية أف يحظى بثقة األزىرييف في مصر وىو شيعي) 35 (. وطبقا لمكتاب نفسو حقؽ انتساب السيد جماؿ الديف إلى األفغاف ىذا الغرض بؿ حقؽ لو نفعا آخر ىو أنو جعمو بعيدا عف متناوؿ ممثمي إي ارف وقناصميا في الخارج ألف أفغانستاف ل يكف ليا تمثيؿ في الخارج في ذلؾ الوقت كما كاف لالنجميز نفوذ 25

26 كبير فييا فكانوا يرعوف اتباعيا في الخارج. يسر ىذا لمسيد جماؿ الديف ميمة السفر إلى األقطار السنية كما يسر لو االقامة فييا بعد طرده مف إي ارف. وقد ازداد اص ارر جماؿ الديف عمى أنو أفغاني حينما ساءت عالقاتو بحكا اي ارف حتى يبعد الشر عف أسرتو في أسد آباد إذ جرت العادة في ذلؾ الوقت ػ وكما يحدث اليو في بالدنا ػ أف تؤخذ األسرة بجر أى فرد منيا ولو أف ىذا ل يغف أسرة جماؿ الديف فتيال ول يبعد عنيا الشر بعد اتيا جماؿ الديف باالشت ارؾ في تدبير قتؿ ناصر الديف شاه. وفي تفسيره الوجيو لما اكتنؼ موت جماؿ الديف في اآلستانة مف غموض أوضح الكتاب أف عريضة وصمت عف طريؽ عالء الممؾ سفير إي ارف في تركيا عمى خمفية االتيا الم شار إليو توا كشفت حقيقة أصؿ جماؿ الديف عند السمطاف العثماني بالدالئؿ القاطعة! ظير لمسمطاف أف جماؿ الديف إي ارني شيعي يختفي في ثياب األفغانييف ويتخذ المذىب السني ستا ار يحتمي بو فدبر دس الس لو وكانت ىي طريقة الخمفاء العثمانييف لمتخمص مف غير المرغوب في وجودى في الحياة! "األفغاني" ثائر عظي ال شؾ في ذلؾ ولوال أنواره لكاف الحاؿ في مجتمعاتنا الكسيرة فيما أرى أكثر انحطاطا مما ىو عميو! رح اهلل ذلؾ الثائر "الفارسي"! الفزع يصيبني حيف أفكر فيما كاف سيحصؿ لو أف األفغاني ل يفطف لمخازي أمتنا وانسياقيا غير المحسوب ػ بفضؿ عبيد المصالح ػ و ارء أفكار ازئفة كالنقاء الحضاري الم طمؽ وعصمة األسالؼ. كانت ثورتو حتما ست رفض وت رمى بكؿ ما ي نفر منيا! األكثر إثارة لمدىشة ػ كما لألسؼ ػ ىو عد انكار األفغاني لما احتاؿ ىو نفسو لتالفيو فيا ىو شكيب أرسالف يزوره ويدور الحديث بينيما حوؿ ما ر وي عف عبور العرب المحيط األطمنطي قديما واكتشافي أمريكا فيقوؿ السيد األفغاني) 31 (: "إف المسمميف أصبحوا كمما قيؿ لي االنساف كونوا بني آد أجابوه إف آباءنا كانوا كذا وكذا وعاشوا في خياؿ ما فعؿ آباؤى غير مفكريف بأف ما كاف عميو آباؤى مف 26

27 الرفعة ال ينفي ما ى عميو مف الخموؿ والضعة. ى فيو مف الخموؿ الحاضر قالوا: إف الشرقييف كمما أ اردوا االعتذار عما أفال تروف كيؼ كاف آباؤنا نع! قد كاف آباؤك رجاال ولكنك أنت أوالء كما أنت فال يميؽ بك أف تتذكروا مفاخر آباؤك إال أف تفعموا فعمي". الماضي الماضي كال األفغاني وىو ما يضاعؼ وتمجيده وال يخمو أيضا مف ال ازىر دوف أدنى ػ دعوة نسي األفغاني عمى ما ع رؼ عنو مف ثورة ون بؿ أسفي ال يخمو مف اق ارر ضمني بتنزيو مألوفة في أدبياتنا التنويرية تنبيو لحتمية تجنب ما عكر صفوه مف أ أنو تناسى كوف بناة مثمنا أدوا دورى وامتمكوا الج أرة عمى أف يحيوا تجربتي الخاصة وانو بعينيا استنسرت بيف ظي ارنيي لسنا استثناء ا أكاذيب مف ناموس الحياة! كالنقاء الم طمؽ وكماؿ األسالؼ. أفكار ػ الستعادة ازئفة. حضارتنا ذلؾ فيؿ بشر بما ليا وما عمييا ل توجد قط ػ عمى ما ىو معروؼ ػ حضارة تفردت باالبداع أو النقؿ أو خمت مف سمة تميزىا عف غيرىا مف الحضا ارت. حتى الحضارة الغربية عف المسألة لمحضا ارت نطاؽ األحداث لمطمس البحث الجارفة نفسيا غير يتمثؿ في ط ارئؽ الحياة ػ بكؿ زخميا ػ ل تشذ عف ىذا الناموس ولوال خروج ىذه الماثؿ لتناولتيا بشيء مف التفصيؿ) 32 (. التى أف تثيرىا دوافع الييمنة واالستغالؿ ىذه السمات أو ىذا الجوىر قد ت عرض سمات األصالة االنساني المشترؾ حيا يظؿ ويتردد صداه في الجيد الذى يبذلو االنساف لكي يفي محيطو ونفسو ولكي يعيف الطريؽ الذى سيتبعو مف قوى الطبيعة ولكي يسيطر بالتعاوف مع أمثالو عمى الطبيعة وعمى أعمالو ذاتيا وعمى تعابيره ولجعميا متالئمة مع القي والغايات التي يكتشفيا. ىذه الوجوه االنسانية ىي مف الوضوح في كبريات األعماؿ األصيمة حتى لت نسى بسيولة جممة العوامؿ الثقافية المؤثرة في عمؿ المبدع الذى ي نتج ألوؿ مرة شكال مف االبداع م ختمفا عف القدي. أو يعرض ألوؿ مرة مشكمة ما يحميا 27

28 بطريقة م بتكرة تكشؼ عف أخطاء الحموؿ القديمة ونقائصيا. ومع ذلؾ فإف ىذا الم بدع قد استفاد مف الت ارث االنساني م مثال في المواد التى ا نضجت سابقا واالىتما الذى تركز عمى القضايا الم عالجة والجيود المبذولة لمفي وحاجات المعاصريف وتقديرى. والواقع أف االطار الذى ينبسط فيو مثؿ ىذا الجيد االبداعي ىو مف األىمية بحيث كثي ار ما يحدث أف يكثر في عصر نشر المعرفة بمثؿ ىذه األمور األصالة سيؤدي إف ىو حدث الحضا ارت المختمفة أو حتى حضارت متنوعة عمى كوكب واحد المصب نفسو ت سكب أعمارنا الم طمؽ" واف وجدت مف ي حضارتنا االسالمية فالبدء مف العد النبي يممكوف إلى الدرجة التي ت ميزه بقوة. والتنقيب إلى اضعاؼ بيف أبناء الحضارة الواحدة. القصيرة. امتياز هلل وحده! واحد نير أقوؿ ىذا عما تتميز بو الحضا ارت نزعات الم ازيدة والتمييز ػ لسنا مف سمات في الشرؽ والغرب تعددت روافده مف نبع واحد ألبيف ازيد عمييا داخؿ حضارتنا ورغ اق ارري محمد وىو واضع المبنة األولى! القدرة بسمو قصد مدى زيؼ فكرة وخارجيا. ل األوؿ روادىا "النقاء بيف أبناء أتينا إال ػ وفي الحضاري تبدأ مف العد ول تؾ انقطاعا معرفيا عما سبقيا حتى في حياة يكتشؼ ىذا ويسر بسيولة منظمة لتاريخ االنساف عمى األرض.. عمى الق ارءة األمينة وال فقط أولئؾ الذيف الزمف ليس في انحدار كما عممونا) 33 ( وال يسير مف سيء ألسوأ كما ألقوا في روعنا منذ نعومة أظافرنا! واف عظ شأنو ػ فيو ممؾ خالص لنا! حاضرنا ػ واف كاف غير م رض ػ يظؿ أفضؿ مف الماضي ػ أسالفنا العظا الث ارء حضارتنا والحياة ودفعيما إلى األما! مجرد ن سخ م كررة وم عادة! انو ىدية ثمينة منحنا اهلل إياىا عمى نحو ما منح فرصتنا لنكوف أنفسنا ال فرصتنا لالسيا بقوة وشرؼ في تنقية الماضي وانتاج الحاضر والمستقبؿ ال أف نكتفي باستيالؾ ما أنتجو أسالفنا أو أبناء الحضا ارت األخرى! ال أمر مف الند عمى الحياة فمندافع عف وجودنا وحقنا فييا! ولنمح عف أنفسنا 28

29 ما ن عير بو وىو اننا أمة مف غن شكوانا األبدية يقؼ و ارءىا أف عصى ال ارعي غميظة! وأف ما يوضع أمامنا مف عمؼ واناث تتجاوز ما يسمح بو طوؿ "الحبؿ" ال ي وزع بيننا الذي ي حيط بمصائرنا! بالقسط! وأف حريتنا)!!( ال المستدا" مف جانب أبناء في مقالة سابقة لي ناقشت باسياب ذلؾ اإلخفاؽ " حضارتنا في ادارة عممية االنفتاح المعرفي ػ منذ جرت أوؿ محاولة بعد رحيؿ النبي لالنفتاح عمى الموروث اإلنساني) 34 ( وخمصت إلى ػ في الماضي ليست فقط عاجزة عف التعاطي مع عاجزة أيضا عمى نحو المعرفي إلى أف األقؿ لج المعرفي مف االنفتاح العصور "النقدي" ىذا االخفاؽ مضحؾ مبؾ الماضية عمى المستدا داخؿ اف عف التعاطي مع حضارتنا الوافد المعرفي في تعاطي وليس لقارئي الكري أف يخمط بيف قادرة ح رة بنفوس كتمؾ التي تجري بسخاء عمى عالمنا اإلسالمي الم ازيدة والتخفي والتي الم تقف ػ أبناء دعوة وكما اليو مجتمعاتنا الوافد المعرفي مف خارجيا بؿ نفسيا! الخارجي حضارتنا مي ارثيا الذاتي خمصت والداخمي مع فكرنا األنسني عمى النقد والتطوير وبيف دعاوي األلسنة في ال ى ألصحابيا و ارء ػ "ض الندوات والمؤتم ارت وفي مقدمتي مسوح االستنارة والحمية المعرفية! كذلؾ ػ اشكالية كانت ىي أعني الوافد في المقالة نفسيا كفيؿ بمحو أو عمى كيذه! لحتمية اقت ارف االنفتاح لالنفتاح اررية" األكاديمية المعرفي في أرجاء دكاترة القانوف المقدس ػ إال عبد الرحمف يقوؿ بدوي في تقديمو لكتاب "روح الحضارة العربية") 35 (: "أىمية الت ارث اليوناني بالنسبة إلى د ارسة الحضارة العربية أكبر بكثير جدا مف أىميتو بالنسبة إلى الحضارة الغربية األوروبية الفاوستية بالرغ مما قد يبدو في ىذا القوؿ ػ ظاىريا ػ مف غ اربة. ذلؾ أف مصير الحضارة العربية كاف أوثؽ ارتباطا ػ وبدرجة ىائمة ػ بالت ارث اليوناني مف ارتباط الحضارة األوروبية بيذا الت ارث اذ ىو الذى قسر الحضارة العربية عمى الدخوؿ في قالبو وىي ال ت ازؿ في مستيؿ نشأتيا فانطبعت 29

30 بطابعو ػ قبوال أو نفو ار وكالىما ىنا سواء ػ ىذا الطابع عنيا وال االنفكاؾ مف أسره. بكؿ وضوح بحيث ل يعد مف الممكف محو "أما الحضارة األوروبية المعاصرة والحديثة فقد اتخذت منو مجرد تكأة لموثوب حتى انيا ل تكد تت الوثبة اال وطرحتو ظيريا. وما ىذه الحركات التي تدعى النزعات االنسانية المحدثة والتى ن ارىا تتجدد أو تتردد مف حيف الى آخر في تاريخ الحضارة األوروبية الحديثة ػ مف عصر النيضة ماريف بفورة فنكممف وجتو حتى نصؿ إلى النزعة االنسانية المحدثة التى يمثميا فرنر ييجر العال األلماني المعاصر ػ آنذاؾ ػ وصاحب مجمة "الحضارة القديمة" ومف التؼ حولو وكتب في مجمتو ىذه ث جماعة جيو بيديو في فرنسا ػ نقوؿ اف ىذه الحركات نفسيا والشعور بالحاجة إلى بعثيا انما ىو أبمغ دليؿ عمى نسياف الحضارة االوروبية ليذا الت ارث بوصفو عامال ال ي ازؿ يحيا بكؿ قواه فييا وىذه الحركات انما يقصد منيا إلى تذكير تمؾ الحضارة بو حيف تنساه حتى تتخذ منو مرة أخرى تكآت لموثوب حينما يشعر أبناء تمؾ الحضارة بأني في حاجة إلى تمؾ التكآت. أما في الحضارة العربية فإف القو ل يكونوا بحاجة إلى شيء مف ذلؾ ألني ل ينسوا الت ارث اليوناني أبدا وكيؼ ينسونو وىو عنصر فعاؿ دائ الحياة في كؿ ما يفكروف فيو ويشعروف بو ويقدرونو! ماذا أقوؿ! بؿ كانوا عمى العكس مف ذلؾ في حاجة الى مف ينسيي اياه او يخفؼ عني ثقؿ وطأتو أو يرشدى إلى ينبوعي األصيؿ. ويمثؿ ىذه األحواؿ الثالث عمى التوالي: أبو بكر محمد بف زكريا ال ارزي وأبو عثماف الجاحظ وأبو حياف التوحيدي ث يمثؿ ىذه الحالة الثالثة ػ أعني االرشاد إلى الينبوع االصيؿ ػ شياب الديف يحيى بف حبس السيروردي المقتوؿ وىو الذى دعا إلى نزعة انسانية تصعد عف الروح العربية األصيمة. "واذا كاف سيقدر لنا ػ معشر العرب اليو ػ أف ننشيء حضارة جديدة فاف مشكمتنا اليو مع الحضارة األوروبية الحديثة والمعاصرة ػ وىي اآلف في دور النياية وافساح الطريؽ لحضارة مقبمة سيبزغ فجر ربيعيا في نياية ىذا القرف أو مطمع األلؼ 30

31 الثالث ػ ىي بعينيا نفس المشكمة التى عاناىا أسالفنا الذيف أنشأوا تمؾ الحضارة العربية. أف فيؿ لنا األسالؼ ". نحو قادرة يعضد نستنبط العبرة مف تمؾ التجربة ػ األليمة البائسة ػ التى عاناىا أولئؾ إلى ىنا ينتيي كال شديد الوضوح عمى التثميف زعمنا بػ"ض الندوات والمؤتم ارت م خيفة وتدجيف فيما أرى حضارتنا بطابعو عما ػ م خز دعوة ػ العمالؽ يزدىر معيا اررية" ىو حاصؿ لعقوؿ وقموب قارئي الكري السبيؿ أ وخارجيا قبوال أو نفو ار دعوة فكرنا األنسني عبد الرحمف لحتمية بدوي وىو ي عضد اقت ارف االنفتاح ىذا االنفتاح ويؤتي ثماره الح موة. في مجممو المعرفي ػ بنفوس كال بدوى وعمى ح رة أيضا دعاوي االنفتاح المعرفي التي تجري بسخاء عمى األلسنة في والتى ال تتجاوز تزويد في مجتمعاتي النشء. الوحيد الح ارز "أنسنية" ارفد ػ اليا كونيا "خطط اشغاؿ" الم تخمفة أيف ح مرتؾ أييا الخجؿ! أبناء مجتمعاتنا عمى نحو ػ كدعوتنا ػ انفتاح وتكأة بنفوس مف تجفيؼ لمنابع ح رة خصب يصير نحو المستقبؿ أسالفنا مع ما حصؿ قادرة معو النفتاح معرفي خصب فأصحابيا يتعاموف بدربة التفكير الفمسفي عمى النقد والتطوير الوافد المعرفي ال قالبا صمبا ندخؿ إليو القروف في البد وأنيا األولى. ىو مف داخؿ و نطبع وجدت عمى مر مستدا لعقوؿ تاريحنا الطويؿ مف يتحمس ليا ويناضؿ في سبيؿ التمكيف ليا. التدجيف ال وقموب أبناء حضارتنا البد وأنو أيضا وجد مف ينبو إلى تداعياتو الكارثية! ثمة تعامي إذف بؿ "صمت جانب مف فرعوني" ب ناة الوجداف االسالمي أساتذة الفمسفة كوني األمناء عمى الن شداف الحر لمحقيقة منيجي ليذا الوجداف مخيؼ" عزوؼ إلى أفضى الحقيقة عف " ػ وفي مقدمتي ػ المعاصر عما يجري مف تشويو وعف ن شدانيا. 31

32 ولسوؼ أحاوؿ فيما يمي تفسير ىذا التعامي أو "الصمت الفرعوني" م ستفيدا مما أوردتو سمفا بشأف "عم الكال"! فعمى ما يبدو ثمة تيو في صح ارءه ض رب عمى دارسي ومعممي الفمسفة في دوائرنا الفكرية واألكاديمية كؿ ما أخشاه أف يكوف أبديا! صح ارء "عمم الكالم" وتيو ال يرحم! آخرية محمية قمت في صدر الجزئية السابقة اف ثمة امكانية في مختمؼ الحضا ارت! ال تغفؿ آخرية ح رة قادرة عمى النيوض بمسئوليات التفكير الفمسفي. التفكير الفمسفي في يكوف بمقدورىا مثال االستفادة الدينييف الرئيسييف والذيف دائما ما بالييئات الحاكمة ػ بطبيعة الحاؿ تيديد عف لمصالح عمى نحو واسع النطاؽ تربطي قبوال أو رفضا وكالىما سواء يعبر بكممات قميمة عف معنى الطاعة في أعماقو إحدى وفي اإلفتاء. مف الميالي جرح إصبع ػ! في فكرنا مناىضة لمحديث عف األنسني امتالؾ الذات لنفس وضربت مثال بػ"حضارتنا"! "اآلخرية بحسب تجربتنا الحضارية استشيد ىنا فمف عندنا. المحمية" مف التأثير الواسع لمم رشديف لمييئة الحاكمة. ابنتو فجاءت وضوئيا )36(: "اسألي حمادا فمقد منعني أميري مف أميري بالغيب"! "النقمية" ثمة تمييز ػ أدخؿ تصرؼ كيذا)مف فقيو عظي( م مي ػ فيو وقائال عف العمو الفمسفية: أورده ابف خمدوف تحت ىذه األخيرة تسألو باإلما ال يستسيغو الفالسفة! في مقدمتو الشييرة صالت المريرة أبي حنيفة وىو فمقد منعو المنصور عف تأثير الد عمى فقاؿ اإلفتاء وما كنت بيف العمو ألعصى و "الفمسفية" كال مف الفقو والكال واصفا الفقو بأنو أصميا إف موضوع كؿ عم مف ىذه العمو ومشكالتو يعالجيا التي ومناىج االستدالؿ التي يستخدميا في حؿ ىذه المشكالت كؿ ذلؾ أصمو طبيعة الوجود اإلنساني مف حيث أف عاقؿ. كائف اإلنساف أما بالنسبة لمعمو النقمية فإنو ال مجاؿ فييا لمعقؿ فيما عدا أف العقؿ يمكف استخدامو في إلحاؽ الفروع مف مسائميا باألصوؿ أي 32