جملة»اإلهليات األكاديمية«جامعة غازي عنتاب السلفية يف تاريخ الفكر اإلسالمي تطورها التارخيي وخصائصها العامة أ. د. فرحات قوجا جامعة هيتت - كلية اإلهليات

النسخ

1 جملة»اإلهليات األكاديمية«جامعة غازي عنتاب السلفية يف تاريخ الفكر اإلسالمي تطورها التارخيي وخصائصها العامة أ. د. فرحات قوجا جامعة هيتت - كلية اإلهليات اخلالصة: السلفية: ليس من شك أهنا تفكري تقليدي وحمافظ للقرون الثالثة األوىل لإلسالم حيث متثل نموذجا لفهم اإلسالم والتفسري والتطبيق وهي تدافع يف سبيل حفظ هذا النموذج. عندما نمعن النظر يف تاريخ الفكر اإلسالمي وثقافته يف نطاقه الواسع يمكن أن نبحث التطور التارخيي للفكر السلفي حتت أربعة عناوين هي: 1- السلفية من حيث املبدأ املنهجي. 2- السلفية كنظرية منهجية. 3- السلفية كتيار ديني وسيايس. 4- السلفية كنظام متطرف وحمارب. ولقد حاولنا يف السطور التالية أن نجمع خصائص السلفية العامة يف سبع نقاط هي: 1- قبوهلم التسليم والتفويض يف شأن صفات اهلل ومتشاهبات اآليات وردهم التأويل. 2- إيامهنم بدمج اإليامن والعمل. 3- تأكيدهم أن القرآن كالم اهلل غري خملوق. 4- إيامهنم بأفضلية النقل يف عالقته بالعقل. 5- عدهم القرآن والسنة متساويان يف الرتتيب نفسه. 6- قبوهلم آراء السلف وتطبيقاهتم كح ج ة ومصدر ديني. 7- إيامهنم بأن اخلالفة حق لقريش. ولقد كانت املناقشات حول السلفية يف تاريخ الفكر اإلسالمي تدور يف فلك هذه النقاط وما متخض عنها من نتائج. الكلامت املفتاحية: السلفية أهل احلديث املذهب احلنبيل الوهابية سلفية السعودية 31

2 السلفية يف تاريخ الفكر اإلسالمي: التطور واخلصائص عدد»السلفية«İslâm Düşünce Tarihinde Selefîlik: Tarihsel Serüveni ve Genel Karakteristiği ÖZET Selefîlik (selefiyye); İslâm ı anlama yorumlama ve yaşama konusunda İslam ın ilk üç neslini model olarak kabul eden ve bu modelin korunması mücadelesini veren gelenekçi ve muhafazakâr bir anlayıştır. İslam düşünce ve kültür tarihine makro bir bakışla bakıldığı zaman selefîlik düşüncesinin tarihsel serüveni; metodolojik bir ilke olarak selefîlik sistematik bir nazariye olarak selefîlik dinî ve siyasî bir akım olarak selefîlik radikal ve savaşçı bir yapı olarak selefîlik şeklinde dört başlık altında incelenebilir. Biz burada selefî düşüncenin karakteristik özelliklerini yedi noktada toplamaya çalıştık: Bunlar: 1) Allah ın sıfatları ve müteşâbihler konusunda tevili reddedip teslim ve tefvîzi benimsemeleri; 2) İman-amel birlikteliğine inanmaları; 3) Kur ân ın mahlûk olmadığını savunmaları; 4) Akıl - nakil ilişkisinde naklin üstün olduğuna inanmaları; 5) Kur ân ve sünneti eşit kategoride saymaları; 6) Selefin görüş ve uygulamalarını dinî bir kaynak ve otorite olarak kabul etmeleri; 7) Hilafetin Kureyş kabilesinin hakkı olduğuna inanmaları. İslam düşünce tarihinde selefîlikle ilgili yapılan bütün tartışmalar bu temel kabuller veya bunların sebep olduğu komplikasyonlar çevresinde gerçekleşmiştir. Anahtar Kelimeler: Selefiyye Ehl-i hadis Hanbelî Mezhebi Vehhâbîlik Suudî Selefîliği. Salafism in The History of Islamic Thought: Its Historical Journey and General Characteristics Abstract Salafism is a conservative and traditional understanding which takes the first three generations of Islam as the model for understanding interpreting and living Islam. Salafism's historical experience can be analyzed as Salafism as a methodological principle as a systematic theory as a political and Islamic movement and as a radical and warrior structure. In this study the characteristics of Salafism can be grouped under seven main points. Those are 1) Their denial of interpretation on God's Attributes and mutashabih while defending tafwid 2) Their belief on unity of faith and act 3) Their defend the idea of the Quran is not created 4) Their claim that naql is superior to reason 5) Their claim on equality of Quran and Sunnah 6) Taking salafs' views and practices as a religious source and as an authority. 7) Believing that Caliphate is the right of Kuraysh tribe. All the discussions on Salafism in the history of Islamic thought are based on those basic premises. Keywords: Salafism Ahl al-hadith Hanbali Sect Wahhabism Saudi Salafism. 32

3 جملة»اإلهليات األكاديمية«جامعة غازي عنتاب املدخل»معنى السلفية«: السلفية يف اللغة بمعنى من أتى أوال أو سابقا ومن بقي يف املايض. ويف اصطالح تاريخ الفكر اإلسالمي: جيل الصحابة الذين صحبوا الرسول ^ وجيل الذين بعدهم من التابعني وبناء عىل هذا التعريف يصبح السلفي من متسك بآراء الصحابة والتابعني يف الفكر اإلسالمي وأما السلفية فهي تفكري يدعو اىل احلفاظ عىل آراء الصحابة والتابعني بشدة ويف املناقشات العامة م ن أحلق جيال ثالثا وهو جيل أتباع التابعني بعد جييل الصحابة والتابعني. ويعرف أصحاب الفكر السلفي أنفسهم بأهنم:»أهل اآلثار وأهل احلديث وأهل السنة واجلامعة وأهل احلق والصفاتية واإلثباتية والسلفية واحلنبلية والظاهرية...«وأما املخالفون هلم فيصفوهنم بأهنم:»آثارية وحشوية ومشبهة...«)1(. نعم استجاب اجليل األول من الصحابة لدعوة الرسول ^ واشرتكوا معه يف معارك التوحيد وضحوا يف سبيل ذلك بالغايل والنفيس ومحلوا القرآن وسنة النبي أوال ثم حضارة اإلسالم وفكره ثانيا إىل األجيال الالحقة ولقد قال الرسول ^: «خ رري الن اس ق ررين ث م ال ذ ين ي ل و ن رم ث م ال ذ ين ي ل و ن رم ث م ي يء أ رقو ام ت رسب ق ين ه ش ه اد ت ه. رم ي م ين ه و ي م د ه )2(» ش ه اد ة أ ح وهلذه األسباب احرت م ت آراء السلف الصالح يف الثقافة اإلسالمية وع د ات باع هذه اآلراء من حسن إسالم املرء ولكن بعض األفراد واجلامعات يف املجتمع اإلسالمي قد وضعوا هذا االحرتام للجيل األول يف مركز حياهتم الدينية والدنيوية كمبدأ منهجي تقليدي وحمافظ للقرون الثالثة األوىل حيث يمثل أنموذجا لفهم اإلسالم والتفسري والتطبيق وجيادلون يف املحافظة عىل هذا النموذج )3(. التطور التارخيي للسلفية: عند النظر إىل الفكر اإلسالمي وتاريخ ثقافته من املنظور الكيل نرى الفكر السلفي قد وصل إىل يومنا هذا بعد مراحل عملية تارخيية يمكننا أن نقسمها إىل أربعة مراحل هي: )1( ملعنى السلفية انظر: Serüveni, Adem Apak, İslam Tarihi Boyunca Selef ve Selefîlik Kavramlarının Anlam Tarihte ve Günümüzde Selefîlik, Milletlerarası Tartışmalı İlmi Toplantı, Kasım 2013, Topkapı Eresin 33.Hotel, İstanbul 2014, s ; M. Sait Özervarlı, Selefiyye, DİA, XXXVI, )2( البخاري فضائل األصحاب 1: شهادات 9. )3( السلفية: مرحلة زمنية مباركة ال مذهب إسالمي حممد رمضان البوطي دمشق دار الفكر

4 السلفية يف تاريخ الفكر اإلسالمي: التطور واخلصائص عدد»السلفية«۱- املرحلة األوىل: السلفية كمبدأ منهجي: يف هناية القرن األول وبداية القرن الثاين اهلجري انقسم علامء احلديث والفقه إىل مدرستني: مدرسة أهل الرأي يف العراق ومدرسة أهل احلديث يف احلجاز بسبب اختالف البيئتني املكانيتني وطرق النظر وتفسري النصوص الرشعية ومكانة العقل بني كل ذلك وكان لكل مدرسة أستاذ وتالميذ يدافعون عن فكر أستاذهم بطبيعة احلال )4(. ولقد أخذ أهل احلديث واآلثار يف فهم النصوص وتفسريها بأقوال أصحاب الرسول والتابعني وتطبيقاهتم بعد القرآن والسنة يف كل من جماالت التفسري واحلديث والفقه بام يف ذلك موضوعات العقيدة والتي جاءت سابقة عىل غريها من املوضوعات ورفضوا األخذ بالرأي واملنطق. وقد انقسم العلامء املنتسبون هلذا املنهج يف الفقه مع وجود اختالفات بسيطة بينهم إىل مالكية»أتباع املذهب املالكي«وشافعية»أتباع املذهب الشافعي«وحنبلية»أتباع املذهب احلنبيل«وظاهرية»أتباع املذهب الظاهري«)5( وس م ي املنتسبون هلذا املنهج يف علم الكالم باسم:»أهل السنة اخلاصة«أو باسم»املتقدمون«ولكن مع بداية القرن الرابع اهلجري وخاصة مع ظهور أيب احلسن األشعري )ت: 938( 324/ وأيب منصور املاتريدي )ت: 947( 333/ بدأت مرحلة جديدة يف علم الكالم ونشأ تياران جديدان باسم العامل ني : األشعرية )أتباع املذهب األشعري( واملاتريدية )أتباع املذهب املاتريدي( وس م ي املنتسبون هلذين املذهبني باسم:»أهل السنة العامة«)6(. وقد اعرتضت جمموعات من العلامء أغلبيتهم من أتباع أمحد بن حنبل )ت: 855( 241/ مسرية هاتني املدرستني اجلديدتني يف العقيدة مدعني أهنم يمثلون أهل السنة احلقيقية ولقد حاولوا يف ذلك العرص طرح املبادئ األساسية لألفكار السلفية يف مؤلفاهتم كأمحد بن حنبل يف كتابه:»الرد عىل الزنادقة واجلهمية«والبخاري )ت: 855( 256/ يف كتابه:»خلق أفعال العباد«وابن قتيبة )ت: 889( 276/ يف كتابه:»تأويل خمتلف احلديث«وأبو سعيد الدارمي )ت: 894( 280/ يف كتابه:»الرد عىل اجلهمية«ونشأ يف هذا العرص وما بعده كثري من علامء احلنابلة من الذين يعتنقون السلفية مثل أيب بكر اخلالل )ت: 923( 311/ وأيب حممد الربهباري )ت: 941( 329/ وأيب بكر عبد العزيز بن جعفر )غالم اخلالل( )ت: / ابن البطة و( )4( الفكر السامي يف تاريخ فقه اإلسالمي حممد احلسن احلوجي حتقيق عبد العزيز عبد الفتاح القاري مدينة 1979 )383/2-34 )384 و.Hayreddin Karaman, Fıkıh, DiyanetVakfı İslam Ansiklopedisi (DİA), XIII )5( املعارف ابن قتيبة النارش ثروت عكاشة القاهرة 1969 ص 494. وكتاب امللل والنحل الشهرستاين النارش عبد العزيز حممد الوكيل القاهرة 1968 )10/2-11( وإعالم املوقعني ابن قيم اجلوزية حتقيق حممد حمي الدين عبد احلميد القاهرة /1( )294 و 509; X, Abdullah Aydınlı, Ehl-ihadîs, DİA, X, 507; Salim Öğüt, Ehl-ihadîs, DİA,.Esat Kılıçer, Ehl-re y, DİA, X, 523.İzmirli İsmail Hakkı, Yeni İlm-i Kelâm, Ankara 1981, UmranYayınevi, s. 61 )6(

5 جملة»اإلهليات األكاديمية«جامعة غازي عنتاب العقربي )ت: 997( 387/ والقايض أيب يعىل الفراء )ت: 1066( 458/ والرشيف أيب جعفر اهلاشمي )ت: ( 470/ وأيب الوفاء بن عقيل )ت: ( 513/ وأيب الفرج بن اجلوزي )ت: 597/ 1200( وموفق الدين بن قدامة )ت: 1223(. 620/ مناهج ومبادئ السلفية يف جمال العقائد والفقه كاآليت: االبتعاد عن التصور يف حق اهلل سبحانه وتعاىل يف اآليات املتشاهبة كاجلسم وتقديس وتصديق مجيع ما بلغ به النبي ^ تصديقا بالتسليم الكامل والتصديق والقبول بالعجز والنقصان يف فهم القضايا الصعبة»االعرتاف بالعجز«وعدم السؤال بأسئلة ال داعي هلا يف املسائل التي مل نطلع عىل كنهها»السكوت«وعدم الترصف العقيل وتأويل األلفاظ غري املفهومة»اإلمساك«وعدم الرسح يف التفكري والبحث فيام يتعلق هبذه املسائل»الكف«والتفويض وترك هذه املسألة اىل أهلها يف علم اهلل )7(. واستمدت السلفية وجودها تقريبا طوال ستة قرون بأهنا تفكري تقليدي وحمافظ يف شتى العلوم مثل العقائد والكالم والتفسري والفقه من القرن الثاين حتى القرن الثامن اهلجري بمعنى آخر حتى زمن تقي الدين بن تيمية )ت: 1327( 728/ الذي وفر الصحوة اجلديدة يف املذهب احلنبيل. 2- املرحلة الثانية: السلفية كنظرية منهجية: حتول الفكر السلفي مع اإلمام املجادل تقي الدين بن تيمية املنتسب للمذهب احلنبيل )8( من املبادئ املنهجية وكونه هنجا حمافظا إىل»نظرية«إسالمية منتظمة ومتسقة الفكر. برز ابن تيمية - بتحليله املختلف جتاه جماالت التوحيد والتصوف والفلسفة وانتقاده النهج السلفي - إىل مستوى املجدد. منتسبو الفرتة األوىل من الفكر السلفي - مع دفاعهم عن النهج السلفي الذي بني عىل هذا النهج وبناء )7( إجلام العوام عن علم الكالم )داخل جمموعة الرسائل الغزايل( الغزايل بريوت دار الكتب العلمية )42/1( و İzmirli İsmail Hakkı, Yeni İlm-i Kelâm, s ; Bekir Topaloğlu, Kelâm İlmi (Giriş), İstanbul 1981,.DamlaYayınevi, s )8( الدرر الكامنة يف أعيان املائة الثامنة ابن حجر )تقي الدين ابن تيمية حياته وكتبه( بريوت دار اجليل ) /1( والبداية والنهاية ابن كثري بريوت 1981 )135/14-141( والذيل عىل طبقات احلنابلة ابن رجب بريوت دار املعارف -387/2( )408 و 125- II, Carl Brockelmann, Geschichte der ArabischenLitteratüre (GAL), Lieden 1943, 7; a.mlf., Suppl., II, ; Henri Laoust, La Bibliographied IbnTaymiyyad apres Ibn Kathîr, Français de Damas, (BÉO), IX (Damas ), ; a.mlf., Le Institut Orientales 'Études Bulletind Revue des ÉtudesIslamiques, (RÉI), XXVIII (Paris 1960), s.1- Bahrîdes, Hanbalisme sous les Mamlûks 71; D. P. Little, The Historical and Historiographical Significance of the Detention of Ibn Taymiyya, International Journal of the Middle East Studies, IV/3 (Cambridge 1973), ; Ferhat Koca, İbn 35.Teymiyye, Takıyyüddîn, DİA, XX,

6 السلفية يف تاريخ الفكر اإلسالمي: التطور واخلصائص عدد»السلفية«أساس منهجي - مل يضعوا نظرية من وحدة متامسكة ومتناسبة بعضها ببعض وإنام قدموا وجهات النظر للمعارضني هلم وألفوا كتبهم يف إطار انتقاد األفكار. وأما ابن تيمية وقد وضع موقفا إجيابيا يف الفرتة التي تعاين من احلروب الصليبية واملغولية من أجل تعزيز العقيدة اإلسالمية ووحدة األمة يف إطار القرآن والسنة قدرهتا»العقالنية الدينية«ومل يتخذ موقفا سلبيا ناقدا رجعيا وانام اختذ دورا إجيابيا وفعاال. الفكر السلفي عند ابن تيمية يتمثل يف الرجوع إىل الكتاب والسنة بدال من استخدام العقل يف أصول الدين. فالطريقة النبوية تق ض بعدم احلديث عن اهلل بالرأي واتباع طريق الصحابة والتابعني واتباع العلم بعد ترك منطق اليوناين والفلسفة والكالم )9(. سمي ابن تيمية وأتباعه يف تاريخ الفكر السلفي ب»املتأخرون«ومن بني أتباعه عديد من العلامء ومن أشهر طالبه ابن قيم اجلوزية )ت: 1350/751( وابن رجب )ت: 1392( 795/ وعالء الدين عيل بن سليامن املاوردي )ت: 1480/885( ورشف الدين موسى بن أمحد احلجاوي )ت: 1560/968( ومنصور بن يونس آل البهويت )ت: 1641( 1051/ فتلك الفرتة التي اختذت فيها السلفية صورة نظرية منهجية منظمة واصلت نظريتها حتى حممد عبد الوهاب الذي تسبب يف فتح عهد جديد من الفكر السلفي احلنبيل. )10( 3- املرحلة الثالثة: السلفية كتيار سيايس وديني: تبدأ هذه املرحلة بعد بيعة حممد بن عبد الوهاب املولود يف الدرعية )ت: 1792( 1206/ لألمري حممد بن سعود يف تاريخ / عىل أن يكون احلكم آلل سعود ونسله واملشيخة البن عبد الوهاب ونسله وتبايعا عىل النرصة يف السلم واحلرب يف منطقة نجد بشبه اجلزيرة العربية وهذا التاريخ ال يشري إىل حتول الدولة من الطور البدوي إىل الطور السيايس الكبري فقط بل يشري إىل سيادة املذهب احلنبيل والفكر السلفي كفكر رسمي للمملكة العربية السعودية. والوضع السيايس يف هذه الفرتة يشري إىل االحتياج املتبادل بني ابن سعود وابن عبد الوهاب ذلك أن األول منهام حيتاج إىل الثاين يف تثبيت أركان ملكه والثاين بدوره حيتاج إىل سلطان األول لنرش مذهبه الفكري )11(. )9( جمموع الفتاوى ابن تيمية )النارش عبد الرمحن بن القاسم( القاهرة 1404 )349/12-350( )469/16-476(. )10( تاريخ نجد حممود شكري االلويس مكة 1349 أمحد فهمي مطر الشيخ حممد بن عبد الوهاب عبقري العرص وأستاذ اجليل جملة البحوث االسالمية الرياض 1985/1405 )233/3-247( وعبد اهلل صالح العثيمني الشيخ حممد بن عبد الوهاب حياته وفقهه روما 1991/2 ص و s..étudesarabes Dossiers, no. 82, Roma , )11( تاريخ نجد مرحلة حممد بن سعود حسني بن الغنام النارش نرصالدين األسد القاهرة 1982/1402 )77/ وتاريخ اجلزيرة العربية يف عرص شيخ حممد بن عبد الوهاب حسني اخللف بريوت ص , ,157 36

7 جملة»اإلهليات األكاديمية«جامعة غازي عنتاب والنسق الفكري للتوحيد عند ابن عبد الوهاب يتمثل يف أنه ال يكفي توحيد اهلل تعاىل يف أسامئه وصفاته وأفعاله وذاته بل جيب عىل املكلفني توحيده تعاىل يف أفعاهلم يعني التوحيد العميل وبناء عليه فمن مل حيقق التوحيد هبذا املفهوم الوهايب فهو كافر حالل الدم واملال للموحدين. ويقصد من اآليات املتشاهبات املعنى الظاهر ولذلك ال جيوز التأويل بخالف الظاهر. والتوسل كفر والشفاعة ال تطلب إال من اهلل ولذلك فال مرشد إال القرآن وحيرم أن تطلب الشفاعة من أحد سوى اهلل حتى األنبياء وأي يشء ليس يف القرآن والسنة فهو بدعة وكل بدعة ضاللة والعقل ليس دليال رشعيا لذا ال يستدل باالجتهاد والقياس واالستحسان خارج النصوص املوجودة واألمر باملعروف والنهي عن املنكر واجب رشعي حتى لو استلزم األمر احلرب يف سبيله )12(. فبسبب ما مرت به الدولة العثامنية من أحداث خارجية وداخلية يف هذه الفرتة ضعفت سيطرهتا عىل األقاليم واكتفت بسلطة الوالة العثامنيني الذين مل يكونوا قادرين عىل صد اخلطر الوهايب حينذاك فلم ترسل جيشا ملتابعة احلركة الوهابية يف املنطقة فدخل الوهابيون السعوديون الطائف ومكة 1924 واملدينة وجدة )13( ونتيجة لذلك أعلن األمري السعودي عبد العزيز آل سعود نفسه ملكا للحجاز سنة 1926 ثم ملكا عىل نجد 1927 ثم وقع مع الربيطانيني معاهدة جدة )14( يف تاريخ 27 أيلول 1927 التي تنص عىل اعرتاف بريطانيا للسعوديني بالسيطرة عىل احلجاز ثم اعرتافهم باململكة العربية السعودية عىل احلجاز ونجد معا سنة )12( انظر لنشأة احلركة الوهابية وتطورها وأفكارها إىل: M. J. Crawford, Wahhâbî ulamâ and the Law, , Oxford 1980; Aziz al-azmeh, Islams and Modernities, London 1993, s ; Hüsnü Ezber Bodur, Dini İhya Hareketi Olarak Vehhabiliğin Doğuşu, Gelişmesi, Sosyo-politik ve Ekonomik Neticeleri (Yayımlanmamış DoktoraTezi), Ankara 1986 (Ankara Üniversitesi Sosyal Bilimler Enstitüsü); S. M. Zwemer, The Wahhâbîs; their origin, history, tenets, and influence, Journalof the Transactions of the Victoria Institute, XXXIII (London 1901), ; G. J. L. Soulie, Formes et action actuelle du Wahabisme, African et l Asie, 74 (1966), 3-10; Michael Cook, On the Origins of Wahhâbism, JRAS, III/2, 2 (1992), ; Mahmudul Haq, Wahhabi Tradition: Origins and Impact, The Gulf in Transition (ed. M. S. Agwani), Delhi 1987, s ; G. Rentz, Wahhabism and Saudi Arabia, The Arabian Peninsula: Society and Politics (ed. D. Hopwood), London 1972; Yusuf Ziya Yörükan, Vahhabîlik, Ankara Üniversitesi İlahiyat Fakültesi Dergisi, Ankara 1953, c. XXVII, s ; M. Safiullah, Wahhâsm: A Conceptual Relationship Between Muhammad Ibn Abd al-wahhâb and Taqiyy al-din Ahmad Ibn Taymiyya, HamdardIslamicus, X/1 (Karachi 1987), )13( تاريخ الدولة السعودية أمني سيد 2-1 الرياض مطبعة دار امللك عبد العزيز صالح الدين املختار وتاريخ اململكة العربية السعودية يف ماضيها وحارضها 2-1 بريوت دار مكتبة احلياة. )14( ملعاهدة جدة انظر: II,.J. C. Hurewitz, Diplomacy in the near and middle east, New York 1958, 37

8 السلفية يف تاريخ الفكر اإلسالمي: التطور واخلصائص عدد»السلفية«1932 ومنذ تأسيس اململكة وحتى اليوم احتفظت احلركة الوهابية ومؤسسها ابن عبد الوهاب بمكانته املرموقة لدهيا. ومل يقترص تأثري الفكر الوهايب من الناحية الدينية عىل اجلزيرة العربية وحدها بل امتد تأثريها إىل شامل أفريقيا والرشق األدنى )15(. ويف يومنا هذا من أهم املمثلني للفكر السلفي داخل اململكة العربية السعودية»هيئة كبار العلامء«و»رابطة العامل اإلسالمي«و»إدارة البحوث«كهيئات رسمية ومن يقوم بتعليم الدين يف اجلامعات. ومن أشهر هؤالء األشخاص عبد العزيز بن عبد اهلل بن باز املتوىف 1999 وحممد نارص الدين األلباين املتوىف 1999 وحممد بن صالح بن العثيمني التميمي املتوىف 2001 ومقبل الوادعي املتوىف املرحلة الرابعة: السلفية كتيار جهادي راديكايل: منذ احتالل االحتاد السوفيتي ألفغانستان يف سنة 1979 ظهرت املقاومة لالحتالل من داخل املجموعة القومية والدينية املختلفة عىل املدى الطويل ونتيجة هلذا الوضع خرجت مجاعات من الالجئني األفغان إىل البالد املجاورة وال سيام باكستان حيث عاشوا حياة شديدة وتعلم أوالدهم يف املدارس الباكستانية عىل يد معلمني حمليني وأجانب أثناء سنوات احلرب العرشة وكان عىل رأسهم معلمون باكستانيون وسعوديون وغريهم من دول أخرى قد ترشبت الفكر السلفي. وبعد طرد السوفييت من أفغانستان تصارع املقاومون لالحتالل فيام بينهم من أجل السلطة فرفض هؤالء الطالب الذين تتلمذوا عىل السلفيني هذا الرصاع ومثلوا دورا جديدا فيه وعىل الرغم من أهنم حنفيو املذهب إال أهنم اتفقوا مع زعيم القاعدة أسامة بن الدن املتوىف 2011»السعودي السلفي«يف موضوع اجلهاد يف أفغانستان فبذلك خرجت أفغانستان عن كوهنا ميدانا للمجاهدين األفغان إىل ساحة تدريب عاملية للجامعات املسلحة املتطرفة. ويف هذه الفرتة ضعف تأثري السلفية الكالسيكية املمثلة بابن باز وابن عثيمني وظهر جيل جديد من السلفية يسمون بشيوخ الصحوة أمثال: سلامن العودة وسفر احلوايل ونارص العمر وعائض القرين وإبراهيم )15( تأثريالوهابية خارج اململكة العربية السعودية: L. Kaba, The Wahhabiyya Islamic Reform and Politics in French West Africa, Evanston, Illinois 1974; M. S. Zaharaddin, Wahhabism and its influence outside Arabia, The Islamic Quarterly, XXIII/3 (1979), ; Muhammad Mohar Ali, Impact of the Salafia Movement on the South Asian Subcontinent, MecelletüKülliyyeti l-ulûmi l-ictimâiyyeti, IV (Riyad 1980), 3-15; A. H. Green, A Tunisian Reply to a Wahhabi Proclamation: Texts and Contexts, In Quest of an Islamic Humanism (ed. A. H. Green), Cairo 1984, s ; H. EzberBodur, Orta Asya da Militan İslâmcı Hareketlerve Vahhabilik, Dinî Araştırmalar, 2004, c. VII, sy. 20, s ; RifatTürkel, Etkileri Açısından Vehhabilik (Suudi Arabistan Dışı Ülkeler Örneği), The Journal of Academic Social Science Studies, 2013, c. VI, sy. 8, s

9 جملة»اإلهليات األكاديمية«جامعة غازي عنتاب الدويش وحممد بن سعيد القحطاين لكنهم مل يوافقوا أقراهنم من السلفيني اجلدد يف كل يشء حيث رفضوا ونقدوا إعالن أسامة بن الدن شيخا للمجاهدين وكذلك رفضوا تكفري العلامء من غري بينة وكذلك العمليات التفجريية يف البالد اإلسالمية وجهاد العدو أينام كان وع دوه خمالفا للقانون اإلسالمي )16(. وصار احتالل الواليات املتحدة ألفغانستان والعراق بعد حادث احلادي عرش من أيلول 2001 م ذا أثر كبري يف ظهور اجلامعات التكفريية املسلحة من خالل الدعم املايل للسلفيني السعوديني واملدارس العلمية واملنظامت واجلمعيات اخلاصة يف دول الشامل اإلفريقي. فتحولت الفكرة السلفية املحافظة إىل عكسها مما أبعدهم عن متثيل الفكر السلفي إىل فكر إرهايب راديكايل تكفريي واغرتبوا بذلك عن روح اإلسالم واملسلمني وردوا نتيجة لذلك كل القيم األخالقية والدينية والتجربة التارخيية والثقافية للمسلمني ومتسكوا بالدين الظاهر بدال من جوهره. فخرج الفكر اإلقصائي واالستبدادي منهم والذي ال ي رى عند السلف املتقدمني أو اخللف املتأخرين. وجتاهد احلركة السنية السلفية واملنظامت الراديكالية التابعة هلا يف إعطاء قدسية خاصة لعرص من العصور الذي يرون فيه احلل الشامل لكل األزمات احلالية مما يضع العامل اإلسالمي وغريه يف مأزق اليوم وعىل الرغم من أن هذا الفكر خمالف لقوانني الفطرة وتغري الزمان فإهنم حياربون من أجل احلفاظ عىل قدسية هذا العرص مع تغري الزمان كالتي نقضت غزهلا من بعد قوة أنكاثا. اخلصائص العامة للسلفية: كام هو ملخص يف األعىل كان للسلفية أسلوب متدين ومبدأ ممنهج وبعد ذلك أصبحت هلم نظرية منظمة شاملة ذات تيار سيايس ديني حتولت أخريا إىل تنظيم دموي متطرف. حيث بمجرد ذكر السلفية تتوارد شكوك خمتلفة حول ما جيب فهمه منها. ولقد حافظت السلفية عىل األسلوب ذاته ذي املنهج املحافظ حتى هذه اللحظة بحيث يوجد بعض األفراد واملجموعات وإن كانت أعدادهم قليلة تقوم بتحليل النصوص بالطريقة التقليدية ذاهتا وتطلق يف البداية عىل نفسها:»أهل احلديث«و»أهل األثر«أو»احلنابلة«... وهلذا السبب قد يكون حتديد خصائص الفكر السلفي يف خمتلف املراحل فكرة خادعة. لذلك سنحاول بقدر اإلمكان أن نضع بني أيديكم خصائص الفكر السلفي عرب التاريخ اإلسالمي وباقي املدارس الفكرية األخرى وما يميزه عنها وذكر خصائصه مبارشة مستفيدين من مصادره ومبتعدين عن أي منهج تعميمي. Mehmet Ali Büyükkara, Günümüzde Selefîlik Ve İslamî Hareketlere Olan Etkisi, Tarihte Ve Günümüzde Selefîlik, Milletlerarası Tartışmalı İlmi Toplantı, Kasım2013, Topkapı Eresin Hotel, )16( 39.İstanbul 2014, s

10 السلفية يف تاريخ الفكر اإلسالمي: التطور واخلصائص عدد»السلفية«1- صفات اهلل: التحول من التأويل إىل التفويض ومن التفكري إىل التشبيه: فمن أسس الدين اإلسالمي توحيد اهلل واإليامن به وهذا اإليامن يلخ ص بالشكل التايل»ال إله إال اهلل حممد رسول اهلل«ويف اجلملة السابقة تتضمن أسامء اهلل وصفاته وحتتوي عىل معان ومفاهيم تنسب إىل الذات االهلية. حيث اتفق علامء املسلمني عىل أن اهلل متصف بصفات الكامل ومنزه عن كل نقص وعيب وعىل هذا األساس قسموا صفات اهلل إىل جمموعتني: صفات سلبية )تنزهيية( وصفات ثبوتية. الصفات السلبية: نفي الصفات التي ال تليق بمقام األلوهية. وهي بإثبات: الوجود القدم البقاء الوحدانية القيام بالنفس وخمالفة احلوادث ونفي ضدها. الصفات الثبوتية: وهي: وجود اهلل مع كامل صفاته الذاتية والفعلية وهي احلياة والعلم واإلرادة والقدرة والسمع والبرص والكالم التكوين وعدا ذلك توجد يف النصوص بعض الصفات السلبية االستثنائية أال وهي»الصفات اخلربية«وهي تندرج حتت جمموعة منفصلة هي:»اليد والوجه والنزول...«والتي حتمل مفاهيم يشرتك فيها البرش )17(. ويرى»أمحد بن حنبل«أن الصفات املذكورة هلل تعاىل يف القرآن والسنة هي صفات توقيفية ال يمكن فهم نسبتها بالعقل ألن معرفة هذه الصفات البد من الرجوع فيها إىل النصوص القرآنية لتفسريها وذلك للعصمة من اخلطأ ألن العقل ال يعرف ماهية صفات اهلل وأفعاله وكيفياهتا. ويرى»أمحد بن حنبل«أن اهلل تعاىل له صفات:»العلم واحلياة واإلرادة والقدرة والكالم والسمع )18( والبرص ألن من صفاته تعاىل يف القرآن العامل«و»احلي والقادر...«( )19 فهو: عامل بعلمه وقادر بقدرته وكل صفات اهلل تعاىل أزلية قديمة. والذات اإلهلية كذلك فصفات اهلل تعاىل صفات قديمة أزلية بقدم اهلل تعاىل )20(. ومن آرائه أيضا أن توصيف اهلل تعاىل هبذه الصفات املذكورة يف القرآن ال يدخل يف معنى التشبيه. وكام أن تشبيه اهلل بصفات خلقه خطأ فكذلك عدم التشبيه بالصفات املذكورة يف النصوص خطأ آخر )21(. فالتخلص هلذا السبب من رأي التشبيه والتنزيه املفرط البد فيه من تقبل صفات اهلل املذكورة يف القرآن ومعرفة ماهيتها وتفسري كيفيتها والتفريق بينها وبني صفات اخللق. ويرى أمحد بن حنبل أن الصفات اخلربية اليد الوجه النفس الغضب الرضا هي صفات ختص اهلل بذاته وال يمكن إعطاؤها معان جمازية ألن هذه الصفات يعرفها كل إنسان وال يؤوهلا عىل معان أخرى. )22(.BekirTopaloğlu, Esmâ-ihüsnâ, DİA, XI, 404, 410, 412 )17( )18( سورة األعراف: 7. )19( سورة الذاريات: 58. )20( اعتقاد االمام املنبل أيب عبد اهلل أمحد بن حنبل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي )293/2-300(. )21( الرد عىل الزنادقة واجلهمية )عقائد السلف( أمحد بن حنبل النارش عيل سامي النشار االسكندرية 1971 ص 90. )22( اعتقاد اإلمام املنبل أيب عبد اهلل أمحد بن حنبل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي )249/2(. 40

11 جملة»اإلهليات األكاديمية«جامعة غازي عنتاب ويرى أيضا أن اهلل قبل خلق الكون عامل قادر متكلم خالق. كام أنه له صفاتا أزلية كذلك له أفعاال أزلية أيضا. هي استواء نزول جميء الرضا الغضب هذه أفعال ختص اهلل تعاىل قديمة بقدم ذاته. يرى أبو سعيد عثامن بن سعيد الدارمي من ممثيل الفكر السلفي أن مجيع أسامء اهلل وصفاته أزلية ألن اهلل عامل قادر متكلم وخالق قبل خلق العامل وأن الصفات ليس عني الذات وال غريه وأن صفاته الفعلية أزلية مثل صفات الذات وأن كال من صفات االستواء والنزول واملجيء والرضا والغضب أفعال متعلق بذات اهلل تعاىل قديمة )23(. ذاته. ويرى ابن تيمية أن الصفات املتعلقة بذاته قديمة لكن هذه الصفات ليس هلا فاعل هلذا السبب نفي صفات التوحيد وأسامء اهلل احلسنى يعترب خطأ كبريا ألن مفهوم األلوهية يمكن تصوره يف الذهن ال يف الواقع. كذلك صفات اهلل تعاىل ليست منفصلة عن ذاته وال يوجد مفهومات تشري إىل أن الصفات مركبة بينها وبني فالفكرة السلفية والتي حوهلا ابن تيمية إىل نظرية منظمة فيام بعد حوهلا حممد بن عبد الوهاب إىل حركة سياسية هدفها توحيد اهلل تعاىل )24( وقسمها إىل ثالثة أقسام: توحيد الربوبية توحيد األلوهية )توحيد العبادة( وتوحيد األسامء والصفات )25(. توحيد الربوبية: اإليامن باهلل اخلالق للعباد الرزاق حمي العباد بعد موهتا واإليامن بالقضاء والقدر من اهلل تعاىل. وتوحيد األلوهية )توحيد العبادة(: اخلضوع هلل بالعبادة وحده من عباده يعني اإليتاء بالصالة والصيام الزكاة واألضحية وكل العبادات والطاعات هلل وحده. التوحيد يعني القيام بالعبادات بكل صفاهتا وأفعاهلا هلل تعاىل وحده وأداء العبادات كام جاءت يف الكتاب والسنة. ويرى ابن تيمية أن التوحيد املذكور املبالغ فيه هو نظرية وحدة الوجود التي تدعي احللول واالحتاد الفكري بني العامل ورب العاملني. وكذلك طلب الناس من األنبياء واألولياء املدد واملساعدة والدعاء Dârimî, er-red ale'l-cehmiyye (nşr. GõstaWiestam), Leiden 1960, s , 82, 90; Yusuf ŞevkiYavuz, Dârimî, Osman b. Saîd Akaide Dair Görüşleri, DİA, VIII, 497. Dârimî nin sıfatullah hakkındaki görüşleri için bk. Kamil Çakın, Ebû Said ed-dârimî nin Allah ın Sıfatları ile İlgili Bazı Görüşleri,.Dinî Araştırmalar, Ankara 2000, c. III, sy. 8, s )23( )24( اقتضاء الرصاط املستقيم ابن تيمية النارش نرص بن عبد الكريم العقل الرياض 1404 ص İbnTeymiyye nin tevhit anlayışı hk. bk. İbnTeymiyye, Tevhidü l-esmâve s-sıfat, (İsim ve Sıfat Tevhidi), (trc. Heyet), Tevhid Yayınları, İstanbul 1996; Hüseyin Aydın, İbnTeymiyye de Allah Tasavvuru, Kelam Araştırmaları, 4/2, (2006), s ; Berat Sarıkaya, İslam Düşüncesinde Tevhid İbnTeymiyye )25( 41.Örneği, Gümüşhane 2013

12 السلفية يف تاريخ الفكر اإلسالمي: التطور واخلصائص عدد»السلفية«والتوسل هبم وتقديسهم وزيارهتم بقصد التعبد وهذا شائع عند أصحاب الطرق واملنتسبني هلم من املريدين وما يقومون به من الذكر والرقص واملوسيقى والتي ترض بعقيدهتم وجتر الناس إىل الرشك واخلرافات ونحوها )26(. ويرى حممد بن عبد الوهاب أن مفهوم توحيد العبادة يعني طلب الدعاء واملساعدة واألضحية والتوكل وسائر العبادات فقط من اهلل تعاىل دون غريه. هلذا السبب العالقة بني العبد والرب البد أن تكون مبارشة دون وساطة أو شفيع ونحوها من األفعال الباطلة. عىل نحو ذلك من يقوم بزيارة القبور والسفر بقصد التربك وتعليق األماين وطلب الدعاء له يعترب مرشكا. وأما توحيد األسامء والصفات املذكورة يف القران والسنة فيجب اإليامن واإلقرار هبا دون املساس هبا من حتريف أو تعديل وغريها )27(. ويرى ابن عبد الوهاب أن الرأي غري وارد يف النصوص بأن )اهلل جسم جوهري أو عريض( ومن يدافع 28( عن هذا الرأي يصفه بالشخص املبتدع ( ألن من خصائص املنتسبني للفكر السلفي أن اليد والوجه والنزول واالستواء وغريها )29( صفات قديمة خيتص اهلل هبا. ويقول: إن هذه الصفات ليست ذاتية وليست أيضا بغري ذاتية يعني أنه يدور حول حلقة مفرغة مثال: يرى الدارمي أن اهلل يدرك باحلواس ألن القران ذكر حادثة كالم اهلل مع سيدنا موسى بدون واسطة كذلك يف اآلخرة سريى املؤمنون رهبم وسيتكلم معهم )30(. فكيفية»الرؤية«و»الكالم«مهام كانت تدل عىل واسطة تدرك باحلواس كام أخربنا هبا عدا عن ذلك من ال يدرك باحلواس ال يدل عىل وجوده مع أن وصف اهلل تعاىل خالق غري خملوق. )31( فتدل هذه اآلية عىل أن اهلل موجود حقيقة ال يدركه الذهن ما عدا رب العاملني وكل خملوق له صفات وأفعال حمدودة. وهناك آيات تدل عىل أن الرمحن عىل )32( العرش استوى وأن اهلل تعاىل يف السامء إذا أراد أن جيعل اخللق يف باطن األرض أو أن ينزل عليهم حجارة )26( جمموع الفتاوى البن تيمية -199/1( )243 توحيد األسامء والصفة و (İsim ve Sıfat Tevhidi), (trc. Heyet), Tevhid Yayınları, İstanbul 1996; Hüseyin Aydın, İbnTeymiyye de Allah Tasavvuru, Kelam Araştırmaları,.4/2, (2006), s ; Berat Sarıkaya, İslam Düşüncesinde Tevhid İbnTeymiyye Örneği, Gümüşhane 2013 )27( جمموع الفتاوى البن تيمية )199/1-243(..Mustafa Öz, Muhammed b. Abdülvehhâb -İlmîŞahsiyeti, DİA, XXX, )28( Haberî sıfatlar hakkındaki tartışmalar için bk. Metin Yurdagür, Haberî Sıfatları Anlamada Metod, Erciyes Üniversitesi İlahiyat Fakültesi Dergisi, 1983, sy. 1, s ; Ömer Aydın, Haberî Sıfatları )29( Anlama Yolları, İstanbul Üniversitesi İlahiyat Fakültesi Dergisi, 1999, sy. 1, s ; a.mlf., Kur ân da Geçen Belli başlı Haberî Sıfatların Te vîli, İstanbul Üniversitesi İlahiyat Fakültesi Dergisi,.2000, sy. 2, s )30( سورة النساء: 164 سورة آل عمران: 77 سورة القيامة: 22. )31( سورة القصص: 88. )32( سورة طه: 5 سورة امللك: 16 سورة الفاطر: 10.

13 جملة»اإلهليات األكاديمية«جامعة غازي عنتاب من السامء وكلامت الثناء تصعد إليه ونحوه من اآليات التي تدل عىل أنه يف السامء. فحدود اهلل تعاىل نقلت إلينا باألدلة النقلية يعني أن حدوده ال يعرفها غري ذاته سبحانه وتعاىل )33(. عىل ما سبق نرى أن الفكر السلفي تقلب بني التنزيه والتشبيه يف مسألة صفات اهلل تعاىل وعند ابن تيمية يرى أن الصفات املذكورة يف الكتاب والسنة هلل تعاىل ال يمكن تأويلها ألهنا تؤدي إىل التشبيه والتجسيم. مع ذلك فإن بعض صفات اهلل وإن كانت حتمل نفس صفات اخللق لفظا ومعنى إال أن صفات اهلل الدالة عليه ختتلف يف حقيقتها عن صفات اخللق )34(. هذا اآلراء املنسوبة إىل أئمة السلفية عن صفات اهلل وأسامئه نجد من يوافقهم من أهل احلديث»مالك بن أنس«الذي قال: االستواء معلوم والكيفية جمهولة واإليامن هبا واجب والسؤال عنها بدعة )35(. فنرى من ذلك أن تفويض هذه املسألة هلل تعاىل والتسليم هبا وعدم تأويلها كاملشبهة هو أحد أسس السلفية وأن اخلواص التي ذكرهتا من قبل عن املشبهة وقوهلم يف التقديس التصديق العجز السكوت اإلمساك جيب تفويضها اىل أهل العلم وإىل اهلل سبحانه وتعاىل. بذلك نرى أن السلفية مل تؤول صفات اهلل كاملشبهة وإنام تأمر باإليامن هبا وتف وض علمها اىل اهلل تعاىل ألن فهم معاين وألفاظ هذه املسائل والنصوص املتعلقة هبا تؤدي إىل التشبيه. مع أن اهلل تعاىل أرسل إلينا هذا القران لنقرأه ونفهم معانيه بلغة عربية فصيحة واضحة )36(. ولو وجدت آية يصعب فهمها لوجدنا آيات أخرى ترشحها أو أحاديث نبوية رشيفة ترشحها عند عدم وجود دليل يوضحها - كام تدعي السلفية - أو أن هذه املسائل ترك فهمها بشكل مقصود لكي حياول الناس فهمها ورشحها عىل األسس العامة للقرآن الكريم كام روى مالك بن أنس عن فقيه التابعني ربيعة بن أيب عبد الرمحن )33( رد اإلمام الدرامي الدرامي عثامن بن سيد املرييس النارش حممد محدي بريوت دار الكتب العلمية ص و Yusuf 43.ŞevkiYavuz, Dârimî, Osman b. Saîd - Akaide Dair Görüşleri, DİA, VIII, )34( جمموع الفتاوى البن تيمية -1/3( 5 )25-27 و M. Sait Özervarlı, İbn Teymiyye Takıyyüddin-İtikadî.Görüşleri,DİA, XX, 406 )35( أصول الدين عبد القاهر بن طاهر التميمي البغدادي دار الكتب العلمية بريوت ط / ص 113 وتفسري القاسمي حماسن التأويل حممد مجال الدين القاسمي النارش حممد فؤاد عبد الباقي دار احياء الكتب العربية القاهرة )704/2( و Kasar, İbn Teymiyye, İstiva Risalesi (trc. Heyet), İstanbul 1996, Tevhid Yayınları Veysel Kur ân da Müteşâbihât tan İstivâ Kavramı, Harran Üniversitesi İlahiyat Fakültesi Dergisi, 1997,.sy. 3, s ; Yusuf Şevki Yavuz, İstivâ, DİA, XXIII, )36( يوسف: 2 الرعد: 37 النحل: 103 طه: 113 الشعراء: 190 الزمر: 28 فصلت: 44 3 الشورى: 7 الزخرف: 43 األحقاف: 1.

14 السلفية يف تاريخ الفكر اإلسالمي: التطور واخلصائص عدد»السلفية«)37( قوله: إن اهلل تعاىل أنزل كتابه عىل نبيه وترك بعض األماكن املبهمة لنبيه لكي يرشحها بسنته وترك أيضا بعض املوضوعات للرأي. هذه املوضوعات التي مل يتم رشحها ختالف حكمته وعلمه سبحانه وتعاىل الذي ال يطالب عباده بيشء مل يوضحه )38( املناسب وإن هذه األفعال البد أن يعرفها املكلف هبا. )39( لكن كثريا من علامء األصول يقولون: إن الرشيعة أتت لبيان املبهم يف الوقت فأصحاب الفكر السلفي دافعوا عن فكرة أنه من اخلطأ تأويل صفات اهلل تعاىل كاملشبهة وأظهروا عجزهم يف هذا األمر الذي أدى يف هناية املطاف إىل جهل كثري منهم يف هذه املسائل ولقوا ردودا قاسية كثرية من أصحاب األفكار الباطنية التي أصبحوا فيام بعد ألعوبة بأيدهيم. 2- اجتامع اإليامن والعمل: األخالقية الصارمة والتكفري: اإليامن عند أمحد بن حنبل: قول وعمل أو تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل باجلوارح )40(. وعند أهل احلديث اإليامن قول وعمل وأيضا اإليامن النية مع القول والعمل. وااليامن يزيد وينقص يعني أن اهلل تعاىل يزيد اإليامن وينقصه واإليامن يزيد بالطاعات وينقص باملعايص )41(. ويرى أمحد بن حنبل أن العمل من ضمن اإليامن ورد عىل املرجئة التي ترى أن اإليامن الكامل تصديق قلبي فقط. وينسب ألمحد بن حنبل رأي بأنه ال يكفر أي شخص يتجه إىل القبلة ويصيل هلل تعاىل وكذلك له أيضا رأي بأنه يكفر أصحاب البدع الذين يقولون أقواال مغايرة عن أهل السنة يف موضوعات تتعلق بأسس اإليامن وصفات اهلل تعاىل )42(. وبحسب املصادر هناك روايات تؤيد أنه كفر أهل البدع ومن يؤيدهم )43(. )37( الفقيه واملتفقه اخلطيب البغدادي حتقيق: عادل بن يوسف العزازي اململكة العبية السعودية دار ابن اجلوزي )501/1(. )38( أبو احلسني البرصي املعتمد يف أصول الفقه حتقيق حممد محيد اهلل دمشق 1964 )251/ ( وأصول الرسخيس حتقيق أيب الوفاء األفغاين بريوت 1973 )29/2 73( واملحصول يف علم أصول الفقه فخرالدين الرازي حتقيق طه جابر العلوان الرياض /3( )323 و Tahsis, Ferhat Koca, İslam Hukuk Metodolojisinde 44.İstanbul 1996, s. 122, , 229 )39( اإلحكام يف أصول االحكام ابن حزم بريوت 1985/1405 دار الكتب العلمية )60/4-64( والوجيز يف أصول الفقه عبد الكريم زيدان بريوت 2006/1427 مؤسسة الرسالة ص )40( كتاب السنة أمحد بن حنبل بريوت 1985/1405 ص 81 وطبقات احلنابلة ابن أيب يعيل )130/1( واعتقاد اإلمام املنبل عبد الواحد ابن عبد العزيز التميمي (301/2(. )41( رشح السنة أبو حممد حسن بن عيل بن خلف الربهباري مكتبة دار املنهاج الرياض 1426 ص 52 وأبو عثامن إسمعيل بن عبد الرمحن الصابوين عقيدةالسلف وأصحاب احلديث دار العصمة ص 264. )42( كتاب السنة أمحد بن حنبل ص وابن أيب يعيل طبقات الدارمي والرد عىل اجلهمية )26/1-.) )43( كتاب السنة أمحد بن حنبل ص والطبقات ابن أيب يعيل )95/1(.

15 جملة»اإلهليات األكاديمية«جامعة غازي عنتاب ويرى أمحد بن حنبل وبعض علامء السلفية أن اإليامن والعمل مع بعضهام يستوجبان إقامة الصالة فتاركها قصدا كافر )44(. فالذين حيملون أفكار السلفية من الناس أو اجلامعات ويؤولون اإليامن والعمل هبذا الشكل يؤدي هبم إىل األخالقية الصارمة والتكفري. وهبذا الطريقة يتهمون اآلخرين بالكفر حينام ال يكون اإليامن والعمل جمتمعني يف جوانب احلياة السياسية واالجتامعية والثقافية واالقتصادية ويف الفرد واملجتمع. عدا عن ذلك فإن هذا النهج يف التوحيد»توحيد املعبود - توحيد العمل«موافق ملفهومهم ويعدون ذلك نتيجة طبيعية. من جانب آخر تطور الفكر السلفي يف تلك الفرتة وأصبح اإليامن والعمل معا أداة حتول من أجل احلصول عىل السلطة وكذلك أيضا إنشاء املسلم الكامل ذي السلوك السوي الذي يقوم بالعمل الصالح يف كل حياته الذي أصبح فيام بعد»العمل التنظيمي«وصفا يوصف به أعضاء التنظيامت السلفية الراديكالية. 3 -القرآن ليس بمخلوق: احلامية االجتامعية للوضع الراهن: بدأ النقاش يف العرص الثاين اهلجري عن )45( موضوع خلق القران هل هو خملوق أم ال ومع بداية هذا النقاش بدأ بعض من اليهود والنصارى أو الفالسفة بالتأثري يف الفكر اإلسالمي وظهر ذلك يف النقاش احلاصل يف مسألة صفات اهلل األزلية ونحوها )46( ورأينا أن املجتمع اإلسالمي يف النهاية ناقش موضوع خلق القرآن ضمن إطار صفة»الكالم«هلل تعاىل ألن هذه املعضلة داخلة يف الفكر اإلسالمي من ناحية معرفة صفات اهلل املوضوعات.»الكالم«وماهية القرآن وأسلوبه وحمتواه من فقال علامء اجلهمية واخلوارج واملعتزلة والشيعة بأن القرآن كالم اهلل املشكل من احلروف واألصوات اخلارجة عن ذاته من خملوقاته كاللوح املحفوظ وجربيل والنبي. وبحسب رأهيم فإن من قرأ القرآن يفهمه ألنه ال خيتلف عن كالم الناس هلذا فإن القرآن خملوق وحمدث. قال علامء أهل السنة من األشاعرة واملاتريدية: عند احلكم بأن القرآن خملوق أو عدمه جيب التفرقة بني Ahmed bin Hanbel, Usûlü s-sünne (Ehl-i Sünnetin Esasları), (trc. EbûMuaz Seyfullah Erdoğmuş), )44( yy.,ts., s. 5 ( Ebû Osman İsmail b. Abdirrahman es-sâbûnî, Akîdetü s-selef ve ashâbi l-.hadîs, s Muharrem Akoğlu, Mihne Sürecinde Mu tezile, İstanbul ts., İz Yayıcılık, s. 104; Ramazan Yıldırım, )45( Halku l-kur an Meselesinin Politik İstismarı, Milel ve Nihal: İnanç, Kültür ve Mitoloji Araştırmaları.Dergisi, 2011, c. VIII, sy. 1, s )46( انظر يف هذا املوضوع: XV, 371.Yusuf Şevki Yavuz, Halku l-kur ân, DİA;

16 ت) يف. ت) يف السلفية يف تاريخ الفكر اإلسالمي: التطور واخلصائص عدد»السلفية«لفظه ومعانيه عن بعضهام وإهنم يرون أن معناه القائم بذات اهلل تعاىل املتجرد عن اللفظ أزيل وغري خملوق أما األلفاظ القرآنية )كالم اللفظ( املنزل لفهم البرش فهو خملوق. وتر ى الكرامية أن صفة الكالم تأيت بمعنى قدرته عىل التحدث وهذه الصفة أزلية أما القرآن املتكون من كالم إهلي فهو خملوق )47(. ويرى كثري من أهل احلديث وعلامء السلف مثل جعفر بن حممد الصادق )ت: 765/148( ومالك بن أنس عبد اهلل بن مبارك )ت: 797/181( ووكيع بن اجلراح )ت: 812/197( وعبد الرمحن بن املهدي : 198 /813 أو 814( واإلمام الشافعي وأمحد بن حنبل أن القرآن هو كالم اهلل غري خملوق ولفظه ومعناه قائم بذات اهلل تعاىل. واإليامن بأن القرآن خملوق كفر وعىل أن القران املكتوب واملسموع وكالم اهلل ثابت بالنص )48( وإمجاع االمة. وأن القرآن ليس جمرد اللفظ أو املعنى بل متكون من اللفظ واملعنى معا والقرآن ليس األلفاظ املنزلة عىل حممد ^ بواسطة جربيل فقط بل مع األلفاظ واملعاين قائم بذات اهلل تعاىل )49(. ووفقا البن تيمية فإن كلمة اللفظ والتالوة والقراءةكام تأيت بمعنى»القراءة«تأيت بمعنى»املقروء«يمكن )50( أن يعني القول بقصد القرآن أن التلفظ خملوق خطأ ألن القران بلفظه ومعناه أزيل وغري خملوق حني أن بعض العلامء السلفيني مثل أبو حاتم الرازي )ت: 890/277( وابن منده )ت: 1005/395( وابن محيد : 1012/403( يرون باإلضافة إىل كتابة القرآن أن األصوات والرسوم غري خملوقة أيضا )51(. حتولت مسألة خلق القرآن إىل أزمة سياسية يف عهد العباسيني فاملأمون من اخللفاء العباسيني )ت: 833/218( طريقه إىل طرسوس يف السنة 833/218 وأثناء إقامته يف الرقة كتب اىل إسحاق بن إبراهيم وكيله يف بغداد مبينا أن مسألة خلق القرآن أصبحت قضية سياسة رسمية للدولة )52(. )47( رشح األصول اخلمسة القايض عبد اجلبار القاهرة 1988 ص و Pezdevî, Ebü l-yüsr Muhammed 46 s Ehl-i sünnet Akâidi (trc. Şerafeddin Gölcük), İstanbul 1980, Kayıhan Yayınevi, و أبو املعني النسفي دمشق 1990 املعهد العلمي الفرنيس )259/1-299(. )48( سورة اجلن: 1. )52( تاريخ الطربي أبو جعفر حممد بن جرير الطربي دار معرفة القاهرة 1979 )631/7-634(. تبصرية األدلة )49( كتاب السنة أمحد بن حنبل ص 36 وكتاب األسامء والصفات أبو بكر أمحد بن حسني البيهقي حتقيق: عامد الدين أمحد حيدر دار الكتاب العريب بريوت )374/1-408( واملعتمد يف أصول الدين أبو يعىل الفراء بريوت /89( )156 و XV, 373.Yusuf Şevki Yavuz, Halku l-kur ân, DİA; )50( جمموعة الرسائل واملسائل ابن تيمية دار الفكر بريوت ص 358 و.) /1(.Yavuz, Halku l-kur ân, DİA; XV, )51( درء التعارض العقل والنقل ابن تيمية

17 جملة»اإلهليات األكاديمية«جامعة غازي عنتاب 4 العالقة بني النقل والعقل وتقديم النقل عند التعارض: من أهم اخلواص املميزة للتفكري السلفي عن غريه من مناهج التفكري اإلسالمية األخرى موقف أهله من العالقة بني النقل والعقل ونود أن نعطي بعض املعلومات القصرية عن كل من مفهوم»الن قل«و»العقل«قبل الدخول يف توضيح رأهيم وملحوظاهتم يف هذا املوضوع. يف املعنى اللغوي يأيت العقل بمعنى»اإلمساك والتقييد واملنع واحلجز«)53(. وبتعريف»واصل بن عطاء«)ت: 131 ه/ 748 م(:»املصدر املزود باحلقيقة«)54(. وبتعريف»القايض عبد اجلبار«)ت: 451 ه/ 1025 م(:»هو عبارة عن جمموع املعلومات التي جتعل اإلنسان مسؤوال عن أعامله وتفكريه«. ووصف»أبو منصور املاتريدي«رمحه اهلل العقل بأنه:»اليشء ال ذ ي جيمع ب ني امل ج ت م ع و يفرق ب ني ال ذي ح قه )55(. وبالنسبة»للباقالين«من متكلمي األشاعرة فهو:»معرفة الكائن واملمكن والواجب«)56( الت ف ر يق«. وأما بالنسبة»للغزايل«)ت: 505 ه/ 1111 م( فهو حيازة املعرفة بطريق التجربة ومعرفة الرضوري كوجوب الواجب وإمكان املمكن وعدم إمكانه. ويقول أيضا:»هو قوة حيازة املعرفة الكائنة يف طبيعة اإلنسان«)57(. ويرى إمام السلفي ة»أمحد بن حنبل«أن العقل طبيعة موجودة يف اإلنسان منذ الوالدة )58(. وأما»ابن تيمية«فقال سواء سم ينا العقل ع ر ضا أو صفة فإنه الغريزة الت ي توصل اإلنسان إىل املعرفة الصحيحة املفيدة وتوج ه سلوكه )59(. وانطالقا من هذه التعريفات املتباينة لعلامء املذاهب املختلفة يف علم الكالم فالعقل هو الذي يستطيع أن ينتج معلومات نظرية مستخدما البدهييات ويعر ف الكائنات ويفرس ها بشكل ذي مغزى وهو جيري عملية التفكري ويضاف لذلك: أنه امللكة الذهنية التي متيز اإلنسان عن باقي الكائنات احلي ة )60(. وكل املتقد مني يف علم )53( املفردات يف ألفاظ القرآن الراغب األصفهاين بريوت د.ت. دار املعرفة ص 342 وابن منظور لسان العرب بريوت د.ت. دار صادر )458/11-466(. )54( العقل عند املعتزلة حسني زينة بريوت 1978 ص و II, 242.Yusuf Şevki Yavuz, Akıl, DİA, )55( املغني يف أبواب التوحيد والعدل القايض عبد اجلبار القاهرة 1963 ص )56( أبو منصور املاتريدي كتاب التوحيد إسطنبول 1979 ص 5 املكتبة االسالمية. )57( كتاب الكشاف الصطالحات الفنون التهانوي 1984 )1033/2(. )58( مشكاة األنوار الغزايل القاهرة 1964 ص 48 ومعيار العلم بريوت د.ت. دار األندلس ص 286. )59( جمموع الفتاوى ابن تيمية )287/9(. Yusuf Şevki Yavuz, Akaid İlminde Vahyin ve Aklın Yeri, Akaid ve Kelâm İlminde Vahyin ve Aklın )60( 47.Yeri Tartışmalı İlmî İhtisas Toplantısı Ekim 2012, İstanbul 2013, s

18 السلفية يف تاريخ الفكر اإلسالمي: التطور واخلصائص عدد»السلفية«العقيدة والكالم والفقه وأصوله أطلقوا عىل األدلة املعتمدة عىل العقل»األدلة العقلية«. وأما كلمة النقل فهي يف اللغة تأيت بمعان خمتلفة كاإليصال والنقل واحلمل والتمرير والتوضيح. أما اصطالحا: فهي تعني نقل كالم الغري كام هو ويقال للشخص الذي ينقل»الن اقل«. ويف االصطالح الديني تستخدم كلمة النقل بمعنى نقل النصوص أو األحكام الدينية بطريق السمع بني الناس )61(. واملقصود من كلمة النقل الواردة يف عبارة»العالقة بني النقل والعقل«: األدلة الرشعية التي تستند كل مقد ماهتا إىل الس مع ألن ثبوت هذه األدلة - وخصوصا يف القرون األوىل - مرتبط بالسمع لذا سم يت ب»األدلة السمعية«. وبالنسبة لعلامء اإلسالم فالقرآن والسنة )األحاديث( واإلمجاع تأيت عىل رأس مصادر املعرفة التي وصلت إلينا بطريق النقل. وقد اتفق كل علامء اإلسالم ومنهم السلفية عىل اعتبار القرآن دليال نقليا. واتفقوا أيضا عىل أن األحاديث التي نالت درجة التواتر هي أدلة نقلية. فإذا جئنا إىل األحاديث التي مل تنل درجة التواتر نجد أن قسام من علامء املعتزلة رد هذه األدلة متاما يف جمال العقيدة واستدل معظ مهم بتلك األحاديث لكن برشوط معينة. وأما معظم علامء األشاعرة واملاتريدية فقد قبلوا أحاديث اآلحاد إذا مل تكن معارضة لروح القرآن. ويف موضوع اإلمجاع وإن كنا نجد بعض علامء املعتزلة كأيب إسحاق النظ ام )ت: 231 ه( يزعم أن اإلمجاع ليس دليال يف العقيدة لكن معظم علامء الكالم قبلوا اإلمجاع دليال مؤكدا للنصوص )62(. أم ا إمام السلفية أمحد بن حنبل فريى أن السنة بيان حاسم يف تعيني داللة القرآن ومعناه وأن الدين يمكن أن ي ت عل م بالسن ة فحسب! وأن م ن يعملون لتعلم الدين من القرآن دون االستعانة بالسنة قد ضلوا الطريق الصحيح )63(. وهلذا يرى السلفي ة السنة داخلة يف مفهوم الدليل النقيل - عىل ما سنبحث فيه بعد قليل - نظريا ومساويا للقرآن للكريم. وتقسيم السنة من حيث الثبوت إىل متواترة وآحاد ليس له كبري أمهية عملي ا عند السلفية ألنه من املمكن القول إن اإلمام أمحد بن حنبل كام قبل بإفادة التواتر العلم القطعي فقد تبنى أيضا القول إن حديث اآلحاد يفيد العلم القطعي! )61( انظر كلمة»نقل«يف: كتاب الكشاف الصطالحات الفنون التهانوي إسطنبول / Yusuf Şevki Yavuz, Delil - Kelam, DİA, IX, 137 )62(.Muhammed Ebû Zehra, Ahmed İbni Hanbel(trc. Osman Keskioğlu), Ankara 1984, s. 240, 241, 250 )63(

19 جملة»اإلهليات األكاديمية«جامعة غازي عنتاب فمثال يف رواية عن أيب بكر املر وزي: سئل اإلمام أمحد:»هنا رجل يقول اخلرب يوجب العمل لكنه ال يوجب العلم«فاستنكر ذلك وقال:»ال أدري ماذا يعني هذا!«)64(. تفريق. فمن املمكن أن يستنتج من هذا جعل أمحد بن حنبل العلم املتحص ل من خرب الواحد والعمل واحد دون ويف مسألة اإلمجاع عندما سئل:»ماذا تقول يف اخلروج عن أقوال الصحابة يف مسألة أمجعوا فيها «فقال:»هذا قول قبيح قول أهل البدع حتى لو اختلف الصحابة ال خي رج عن أقواهلم«)65(. وقد قال ابن تيمية: إن اإلمام أمحد قبل إمجاع الصحابة والتابعني وتبع التابعني )66(. ويظهر من كل هذا بشكل واضح أن األدلة املقبولة يف جمال العقيدة بالنسبة للسلفية هي: القرآن والسنة بكل أنواعها املتواترة واآلحاد وإمجاعات األجيال الثالثة األوىل. واآلن من املمكن أن نتحدث عن العالقة بني النقل والعقل بعد أن ع رفت ماهيتهام. عموما اتفق املتكل مون )علامء الكالم( عىل أن العقل مصدر املعرفة األسايس. والتباينات واالختالفات املوجودة يف األحكام العقلية حول موضوع ما ال تعود إىل العقل ذاته بل إىل عدم وصول صاحبه إىل املستوى الكايف من التفكري العلمي أو ألنه مل يأت بالرشوط التي ي وجبها هذا املستوى )67(. مقابل النقل. واملتكلمون إذ ات فقوا عىل أن العقل مصدر املعرفة اختلفوا يف حتديد ما يعر ف ه مما ال يعر ف ه وحول مكانه وزعم املعتزلة أن الدليل العقيل وحده كاف يف االستدالل وأن األفعال حتوي يف ذاهتا حسن ا وقبحا وأن هذا يمكن إدراكه بمعزل عن الد ين وأن هذا احلسن والقبح هو مقتىض أوامر ونواهي الش ارع سبحانه وتعاىل. أما األشاعرة فدافعوا عن أن العقل ال يستطيع معرفة قبح األشياء من حسنها وأن هذا ممكن بالبيان الرشعي وأن ليس لألشياء حسن وقبح ذايت يوجب أمر اهلل هبا أو هنيه عنها بل ذلك احلسن أو القبح ال ي عرف إال بأمر اهلل به أو هنيه عنه وأن أفعال اهلل سبحانه ال ي نسب إليها احلسن والقبح )68(. )64( العدة أبو يعيل الفراء )899/3-900(. )65( عبد اهلل بن أمحد بن حنبل رواية ابنه عبد اهلل بريوت 1988 ص وأبو يعيل الفراء العدة )1059/4(. )66( املسودة يف أصول الفقه ابن تيمية القاهرة 1983 ص )67( كتاب التوحيد أبو منصور املاتريدي ص 5-4 و es-sâbûnî, Pezdevî, Ehl-i sünnet Akâidi, s. 8-22; Nûreddin 49.Mâtürîdî Akaidi (trc. Bekir Topaloğlu), Ankara 1991, Diyanet İşleri Başkanlığı Yayınları, s )68( املستصفى من علم األصول الغزايل القاهرة 1904/1322 )57/1-59( وفواتح الرمحوت حممد بن نظام الدين االنصاري القاهرة 1904/1322 )33/1(.

20 كملجلحلخلم السلفية يف تاريخ الفكر اإلسالمي: التطور واخلصائص عدد»السلفية«وأما املاتريدية فقد قالوا: إن العقل وحده ال يكون موجبا ولكن ال هيمل أيضا كام ادعى األشاعرة بل يع ر ف حسنا وقبحا لألشياء ولكن املوجب الوحيد احلقيقي هو اهلل سبحانه وأن العقل م عر ف لذلك الوجوب. )69( وأما املنسوبون للفكر السلفي فمع احتجاجهم بالعقل يف فهم النقل وتوضيحه إال أهنم رأوا العقل مصدرا حمدودا عاجزا بنفسه عن فهم احلقائق التي جاءت الرشيعة هبا فمثال حسب رأي»الدارمي«فإن املوضوعات التي اتف ق عىل إدراكها بالعقل )املعقوالت( ليست مما يستطيع الناس االتفاق عليها وذلك ما أشري إليه يف قوله تعاىل: لهمحمخممنج نحنخ مج )70( ولذا فلتحديد صح ة مبدأ عقيل ينبغي الرجوع إىل الكتاب والس ن ة )71(. ولقد عرب»ابن تيمية«دوما عن وجوب االتباع للقرآن متخذا هديه أساسا وقال: إن الصحابة والتابعني واألئمة مل يقبلوا أي منطق مناقض للقرآن ومل يتبن وا قط رأيا معارضا له )72(. ويف املقابل نرى فخر الدين الرازي )ت: 606( وهو من متكلمي األشاعرة يقول: إن األدلة النقلية ال تفيد القطعية واليقني حيث ينبغي أن يكون املعنى املستنبط وفقا للمعنى اللغوي وقواعد اللغة غري حمتو عىل كلمة ذات معان مرتادفة وال جماز وال إضامر وال نقل وال تقديم وال تأخري وال ختصيص وال نسخ وال مناقضة للعقل فإن وقع يشء من ذلك فإن الدليل النقيل يفيد الظن والعقيل يفيد القطع )73(. ولرد هذا املبدأ:»إذا تعارض العقل والنقل نأخذ بالعقل ونؤو ل النقل«والذي يسمى عند الرازي ومن تبعه ب»القانون الكيل«أل ف»ابن تيمية«كتابا واسعا بعنوان»درء تعارض العقل والنقل«أو»موافقة صحيح العقل لرصيح الن قل«. وشب ه موقف»الرازي«بموقف رجال الدين من اليهود والنصارى جتاه التوراة واإلنجيل وزعم أهنم يف موضوع األدب مع األنبياء أقرب من صاحب ذلك املوقف )يعني الرازي( )74(. ويرى ابن تيمية أن أهل احلق )علامء الس لف( ال يرد ون األدلة العقلية واألحكام التي يرى العقل )69( كتاب التوحيد أبو منصور املاتريدي ص وعقائد أهل السنة البزدوي ص وكشف األرسار عبد العزيز البخاري 230/4( -234 )236 و Hülya Alper, İmam Mâturîdî de Akıl-Vahiy İlişkisi: Aklın Önceliği ve Vahyin Gerekliliği, Milel ve Nihal: İnanç, Kültür ve Mitoloji Araştırmaları Dergisi, 2010, c..vii, sy. 2, s )70( سورة الروم: 32. )71( الرد عىل اجلهمية الدارمي ص 57 و Görüşleri, Yusuf Şevki Yavuz, Dârimî, Osman b. Saîd - Akaide Dair.DİA, VIII, 496 )72( جمموع الفتاوى ابن تيمية )16/ (. Fahreddin er-râzî, Meâlimuusûli d-din, Kahire 1905, s. 9; a.mlf.,el-muhassal, -Kelama Giriş (trc. )73( 50.Hüseyin Atay), Ankara 1978, s )74( درء التعارض بني العقل والنقل ابن تيمية )4-8/1(.

21 جملة»اإلهليات األكاديمية«جامعة غازي عنتاب صحتها لكنهم ال يقبلون االدعاء بإمكان وصول العقل ملا خيالف الكتاب والس ن ة يف حني أن كل ما تعارض مع الدين يراه العقل خطأ )75(. عىل أن علامء أهل السنة - عىل العموم - اتفقوا عىل وجوب تأويل احلكم الظاهري )الن قل( إذا تعارض مع احلكم الذي و صل إليه بدليل العقل ألن ما ينبغي تأويله هنا هو النقل ال العقل. فهذا ابن رشد )ت: 595 ه( يقول: إن كل املوضوعات التي تعرض يف الرش يعة وختالف الربهان لو بحثنا يف الرشيعة لوجدنا بالتأكيد - حت ى باعتبار الظاهر - شاهدا للت أويل العقيل )76( أو دليال رشع يا قريبا من مرتبة الشهادة لذلك التأويل وتفنيد أصل يشء لتصحيح تفاصيل ذلك اليش ء يعني تفنيد كليهام. )77( وأم ا»ابن تيمي ة«فريى أن العقل وحده ليس أصال وال دليال ينبغي اتباعه لذاته ولكن الرشيعة التي أنزلت من عند اهلل هي ثابتة بذاهتا ومستغنية عن عقلنا وعلمنا )78(. ومن جهة أخرى فمنهج الس لفية يف الدليل ليس خمت صا بالعقائد بل يشمل جمال الفقه وأصوله كذلك. فمثال ابن القي م )ت: 751 ه( عندما عد يف أصول الفتوى عند»أمحد بن حنبل«يف املرتبة األوىل الكتاب والس ن ة ذكر يف املنزلة الث انية فتاوى الصحابة. واإلمام أمحد عندما كان جيد فتوى لصحايب ال يعرف هلا خمالف مل يكن يبحث دليال آخر. وعندما جيد فتوى من هذا الن وع عن الص حابة مل يكن يقد م عليه عمال وال رأيا وال قياسا )79(. وحسب أصول الفتوى عند أمحد بن حنبل - رمحه اهلل - إذا مل يوجد يف مسألة نص أو قول أو رأي ألحد الصحابة وال أثر ضعيف أو مرسل ي طلب القياس ويعمل به رضورة. )75( درء تعارض العقل والنقل ابن تيمية ) /1( و - Takıyyüddin M. Said Özervarlı, İbnTeymiyye,.İtikadî Görüşleri, DİA, XX, 405 )76( فصل املقال ابن رشد القاهرة د.ت. داراملعرفة ص 33. )77( رشح األصول اخلمسة القايض عبد اجلبار ص 88 واملحصول يف علم أصول الفقه فخر الدين الرازي الرياض 1979 )112/3( واملوافق يف علم الكالم عض الدين اإلجيي القاهرة د.ت. مكتبة املتنبي ص 40. )78( موافقات صحيح املنقول لرصيح املعقول ابن تيمية بريوت 1985/1405 دار الكتب العلمية )82/1-83( و.M Sait Özervarlı, İbnTeymiyye in Düşünce Metodolojisi ve Kelâmcılara Eleştirisi, İstanbul 2008, İSAM Yayınları; Burhaneddin Kıyıcı, İbnTeymiyye de Akıl-Nakil İlişkisi (yayımlanmamış doktora tezi), Ankara Üniversitesi Sosyal Bilimler Enstitüsü, Ankara 2009; Bünyamin Abrahamov, Akıl-Nakil Uyumu Noktasında İbnTeymiyye nin Yaklaşımı (çev. Salih Özer), İslâmî İlimler Dergisi, 2009, c. IV, sy. 1-2, s )79( إعالم املوقعني عن رب العاملني ابن قيم اجلوزية القاهرة 1955 )30/1-31(.

22 السلفية يف تاريخ الفكر اإلسالمي: التطور واخلصائص عدد»السلفية«وروى أبو بكر اخلال ل )ت: 311( قال: سألت الشافعي عن القياس فقال: ي عمل به يف حال الرض ورة أو قال شيئا قريبا من ذلك )80(. وعىل هذا رأوا القياس بمنزلة»التيمم«فكام هم ال جييزون التيمم إال إذا غلب عىل الظن عدم املاء كذلك. )81( ال جييزون القياس إال إذا غلب عىل الظن عدم وجدان النص بعد بلورة هذا الفكر حول املناهج الن ص ية اجلامدة مل يبق من قيمة عملي ة لتفضيل أي رأي يف رصاع الن قل والعقل ألهن م بمناهجهم النقلية العالية هذه جعلوا العقل تابعا للن قل ورأوا الن قل أساس العقل بل وأن العقل عبارة عن الن ص ففي حني جيعل املعتزلة النقل تابعا للعقل جيعل الس لفية العقل تابعا للنقل وهكذا هذان القطبان املتضاد ان اتفقا عىل ضم النقل والعقل يف انتظام تام. )82( وهبذا االنتظام من السهل حل الرصاع بني النقل والعقل بالنسبة للسلفية ألنه ال يمكن التفكري يف تعارض»حقيقي«أصال بني:»صحيح النقل ورصيح العقل«ألن كال هذين الدليلني:»العقيل والنقيل«جيب أن يت فقا. فإذا حصل رصاع بينهام فإما أن النص ليس بصحيح أو العقل ليس برصيح )83(. ولكي ال يقع املنتسبون للفكر السلفي يف احتقان منهجي أعطوا يف هناية هذه املناهج النص ية اجلامدة أمهية خاصة لنية اإلنسان ومقصده )اإلرادة املوضوعية(. فبالنسبة للفروع الفقهية وس ع»احلنابلة«العقود واملعامالت املرتبطة هبا إذ املقصد والنية هي األساس يف إثباهتا انطالقا من مبدأ استصحاب احلال خصوصا حني ال متنعه النصوص فالنص هو األساس وليس القياس بينام احلنفية والشافعية ال حيكمون بصحة عقد أو بطالنه إال بارتباطه بقواعد اللغة والقياس فإن ذلك رشط معياري وموضوعي عندهم )84(. وثم ة نتيجة أخرى للمنهج النيص اجلامد وتقديم النقل عىل العقل وهي احلط من قدر املتكل مني وأهل )80( إعالم املوقعني ابن قيم اجلوزية )32/1(. )81( املسودة ابن تيمية ص Süleyman Uludağ, İslam Düşüncesinin Yapısı, İstanbul 1979, s )82( )83( موافقات صحيح املنقول ابن تيمية )76/1-79( ونفس املؤلف جمموع الفتاوى )338/3-360( )245/6(.) /19( ) /16( ) /10( )665/7( )84( إعالم املوقعني عن رب العاملني ابن قيم اجلوزية القاهرة )218/ ( )75/ ) )199/4( و Mezhebi, Ferhat Koca, İslam Hukuk Tarihinde Selefî Söylem: Hanbelî.Ankara 2002, s