ديناميات التحول الاجتماعي بالأقاليم الجنوبية للمغرب
|
|
- هاشم الترجمان الصالح
- منذ 5 سنوات سابقة
- المشاهدات:
النسخ
1 مؤلف مجاعي ديناميات التحول االجتماعي باألقاليم اجلنوبية للمغرب أحباث ودراسات سيجد القارئ املغربي والعربي بشكل عام بني ثنايا هذا الكتاب جمموعة من املقاالت العلمية اليت أجنزها ثلة من الباحثني الشباب ومبشاركة أساتذة باحثني ببعض اجلامعات املغربية حول قضايا اجتماعية خمتلفة. وهي دراسات وأحباث متعددة التخصصات جتعل من ديناميات التحول االجتماعي موضوعا للتفكري والبحث ومن األقاليم اجلنوبية للمغرب خمتربا للتحليل والتجريب اإلمربيقي. إنها أعمال تزاوج بني خمتلف مناهج ومقاربات العلوم االجتماعية واإلنسانية ل ت ع د لنا طبقا معرفيا غنيا ومتكامال يرتاوح بني دراسة التحول يف نظام الرعي واملكان السكين ومظاهر البداوة يف اجملال احلضري والتحوالت اجملالية والدميوغرافية وغريها. فضال عن مقاربة إشكاالت أخرى ترتبط أساسا مبواضيع اهلجرة والتنمية احلضرية والنشاط التعاوني باجملالت الصحراوية. مؤلف مجاعي ديناميات التحول االجتماعي باألقاليم اجلنوبية للمغرب أحباث ودراسات The Dynamics of Social Transformation in The Southern Provinces of Morocco تنسيق: حممد بوالنعناع رقم التسجيل: B VR. الطبعة األوىل : 2019 Germany: Berlin Gensinger.Str: democraticac.doc
2 املركز ادلميوقراطي العريب Democratic Arab Center Strategic, Political & Economic studies ديناميات التحول االجتماعي باألقاليم اجلنوبية للمغرب 2019 العنوان باإلجنليزية The Dynamics of Social Transformation in The Southern Provinces of Morocco مؤلف مجاعي املشاركون يف الكتاب: علي ماء العينني سامل وكاري بكار املرجتي فاطمة محومي حممد بوالنعناع سعيد بوماط حممد بنعتو كوثر لبداوي. منسق الكتاب: حممد بوالنعناع حاصل على الدكتوراه يف علم االجتماع من جامعة حممد اخلامس كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بالرباط. طبعة األوىل 2019 املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 2
3 املؤلف امجلاعي عنوان املؤلف: ديناميات التحول الاجامتعي اب ألقالمي اجلنوبية للمغرب 2019 رمق تسجيل الكتاب :B VR. عدد صفحات الكتاب: 234 صفحة الطبعة : ا ألوىل 2019 النارش: املركز ادلميقراطي العريب لدلراسات الاسرتاتيجية والسياسية والاقتصادية. برلني _أأملانيا ال يسمح ابعادة اصدار هذا الكتاب أأو اي جزء منه أأو ختزينه يف نطاق استعادة املعلومات أأو نقهل بأأي شلك من ا ألشاكل دون اذن مسبق خطي من النارش. مجيع حقوق الطبع حمفوظة: للمركز ادلميقراطي العريب برلني- أأملانيا All rights reserved No part of this book may by reproducted. Stored in a retrieval System or tansmited in any form or by any meas without prior Permission in writing of the publishe املركز ادلميقراطي العريب لدلراسات االسرتاتيجية والسياسية والاقتصادية Germany: Berlin GensingerStr: 112 Tel: 0049-Code Germany mobiltelefon : book@democraticac.de املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 3
4 فهرس المحتويات تقديم...5 علي ماء العينين )جامعة محمد الخامس بالرباط(: الرعي بالصحراء من نمط للعيش إلى اقتصاد السوق: دراسة ميدانية بجهة الداخلة وادي الذهب...9 سالم وكاري )باحث في تاريخ الجنوب المغربي/ أسا(: المكان السكني بالصحراء من الخيمة إلى الدار بين استمرار التصورات والممارسات وتحوالتها...33 بكار المرتجي )باحث في الجغرافيا(: مظاهر البداوة في المجال الحضري بمدن جنوب المغرب: دراسة لحالة مدينة طانطان...45 فاطمة حمومي )جامعة محمد الخامس بالرباط(: من الترحال إلى الحركية: سيرورة التحضر وخصائص التوسع الحضري بمدينة العيون محمد بوالنعناع )باحث في علم االجتماع / الرباط(: التحول الديموغرافي في ظل ظاهرة التحضر بالمدينة الصحراوية: حالة مدينة أگلميم سعيد بوماط )جامعة ابن زهر أگادير(: هجرة العودة ودورها في التنمية الحضرية: حالة مدينة گلميم محمد بنعتو )جامعة ابن زهر أگادير(: طاطا وأسا والزاك الواحة والمدينة شبه الصحراوية في مواجهة التغيرات المناخية والتمدين الديمغرافي واستشراف السياحة بالمجاالت الحدودية المغربية كوثر لبداوي )جامعة محمد الخامس بالرباط(: التمثالت االجتماعية للنشاط التعاوني بجماعة "أسرير" إقليم گلميم: مقاربة سوسيو- أنثروبولوجية املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 4
5 تقديم من المعلوم أن العمل الجماعي يعد خيارا جوهريا وأساسيا في البحث العلمي واألكاديمي ألنه يفتح أبوابا عديدة أمام الباحثين ذوي االهتمامات المشتركة لتقاسم المعرفة ومشاركتها مع بعضهم البعض ونقلها إلى باقي القراء والباحثين لالستفادة منها. انطالقا من هذه الرؤية ارتأينا أن نأخذ غمار هذه التجربة البحثية الهامة بكل روح عالية وجادة. وذلك رغم ما يمكن أن تواجهنا من صعوبات وتحديات كبرى والمتمثلة أساسا في غياب التمويل والدعم لنشر مثل هذا األعمال باإلضافة إلى غياب أو ندرة المراكز البحثية التي بوسعها أن تقوم بهذا الدور في الجامعات المغربية ثم االرتفاع المهول للتكلفة التي تطلبها دور النشر لطبع البحوث العلمية والتي تكاد تسترزق من جيوب الباحثين دون مراعاة ألهمية وقيمة نشر المعرفة والعلم في المجتمع. وبهذه المناسبة أشكر عظيم الشكر كل الباحثين الذين شاركوا بمساهماتهم القيمة في هذا العمل ووضعوا فينا كامل ثقتهم وتشجيعهم لنا إلخراج هذا الكتاب إلى حيز الوجود. كما أشكر القيمين على إدارة المركز الديمقراطي العربي ببرلين على قبولهم احتضان هذا اإلصدار وعلى تعاونهم ومساعدتهم في نشره. وفي هذا الشأن سيجد القارئ المغربي والعربي بشكل عام بين ثنايا هذا الكتاب مجموعة من المقاالت العلمية التي أنجزها ثلة من الباحثين الشباب وبمشاركة أساتذة باحثين بأهم الجامعات المغربية حول قضايا اجتماعية مختلفة. وهي دراسات وأبحاث متعددة التخصصات املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 5
6 تجعل من ديناميات التحول االجتماعي موضوعا للتفكير والبحث ومن األقاليم الجنوبية للمغرب مختبرا للتحليل والتجريب اإلمبريقي. إنها أعمال تزاوج بين مختلف مناهج ومقاربات العلوم االجتماعية واإلنسانية لتعد لنا طبقا معرفيا غنيا ومتكامال يتراوح بين دراسة التحول في نظام الرعي والمكان السكني ومظاهر البداوة في المجال الحضري والتحوالت المجالية والديموغرافية وغيرها. فضال عن مقاربة إشكاالت أخرى ترتبط أساسا بمواضيع الهجرة والتنمية الحضرية والنشاط التعاوني بالمجالت الصحراوية. وانطالقا من إمعان النظر في كل هذه األبحاث نخلص إلى التأكيد على مدى أهمية وقيمة دراسة ديناميات التحول االجتماعي باألقاليم الجنوبية للمغرب وذلك بناء على مقاربة علمية تأخذ بعين االعتبار تعدد المناهج وتنوعها من جهة واالنفتاح على مختلف تخصصات المعرفة اإلنسانية واالجتماعية من جهة ثانية. وتأسيسا على ذلك سعى هذا الكتاب إلى بناء صياغة علمية متكاملة تحيط بمختلف جوانب التحوالت الكبرى والعميقة التي عرفها واليزال يعرفها- المجال الصحراوي وما يرتبط بها من ظروف تاريخية ومحددات سوسيواقتصادية ومجالية معينة. وفي ذات السياق يمكن اعتبار هذا العمل إسهاما أساسيا في حقل الدراسات المتعلقة بالصحراء والتي ما فتئت تعرف تراكما هاما في اآلونة األخيرة. مما يبشر بإمكانات جوهرية في سبيل فهم هذا المجال ودراسة تحوالته االجتماعية واالقتصادية والسياسية والثقافية الشيء الذي بوسعه أن يؤدي إلى تعزيز مكانة المجتمع الصحراوي ضمن اهتمامات وتدخالت القائمين على التنمية بهذا البلد. بقلم محمد بوالنعناع الرباط في: 2019/03/25 املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 6
7 الرعي بالصحراء من نمط للعيش إلى اقتصاد السوق: دراسة ميدانية بجهة الداخلة وادي الذهب علي ماء العينين جامعة محمد الخامس بالرباط تقديم عرفت منطقة الصحراء في العقود األخيرة مجموعة منن التحنوالت والتغيرات التي أحدثت اختالال في نمط حياة أهلها مما جعلهم يجنحون إلى االستقرار وحياة المدينة والتحضر. وإن كانت أسباب هنذا االسنتقرار قند ارتبطنت بعوامنل بيئينة تمثلنت فني الجفناف واألوبئنة التني ضنربت المنطقة وأهلكت المواشي فإنها ترجع كذلك لعوامل سياسنية تمثلنت فنني حننرب الصننحراء أواسننط السننبعينات التنني قضننت علننى الترحننال والنشاط الرعوي بالمنطقة. إال أنه بعند نهاينة المعنارك وبداينة االسنتقرار النسبي بدأ السكان بالرجوع إلى النشاط الرعنوي ومزاولتنه منن جديند في إطار يختلف عما كان عليه سابقا. ولهذا كله سوف نحاول من خالل هذه الدراسة رصند حالنة التغينر التني أصنابت النشناط الرعنوي بانتقالنه منن نمنط للعنيش إلنى اقتصناد السوق. أوال: الرعي كنمط للعيش يعد الرعي من بين أهم األنشطة االقتصادية عنند أهنل الصنحراء إذ شكلت تربية المواشني وتنميتهنا محنور حيناتهم نظنرا ألهميتهنا منن الناحية الغذائية والمعيشية فضال عنن دورهنا وحضنورها االقتصنادي منن خالل المبادالت التجارية أو اسنتعمالها كوسنيلة للركنوب واجتيناز فينافي املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 7
8 الصحراء ونخص بالذكر هنا اإلبل ناهينك عنن حضنورها فني المناسنبات االجتماعية )الزواج الخطوبة العقيقة المآتم...( واألعياد الدينية. ويرجنع االهتمنام بدراسنة المجتمعنات الرعوينة إلنى األنثربولوجينا األلمانيننة حسننب األنثربولننوجي اإلسننباني خوليننو كننارو باروخننا ( C. 1 )Baroja حينث أبنان األنثربولنوجيين األلمنان عنن وجنود ثقافنة رعوينة متميزة انتشرت في مناطق شاسنعة منن العنالم القنديم وعرفنت فني عصور مختلفة لكنه يشير إلى أن ابن خلدون يعد أول من وصنف مالمنح هذه الثقافة إذ زود المدرسة التاريخية الثقافية بأطروحات نظرية عميقنة. ويرى باروخا في هذا الصدد بأن الرحل هم ممثلوا هذه الثقافة بالصنحراء النذين طالمنا وصنفتهم الكتابنات الفرنسنية بكبنار الرحنل les grandes ( 2 )nomades عن المستقرين. لتميزهم عن صغار الرحنل وأشنباه الرحنل الجبلينين وكنذلك ولقننند كنننان يخضنننع هنننذا النشننناط لمجموعنننة منننن الننننظم واالستراتيجيات المتحكمة فيه بدءا بالبنية االجتماعية المقسنمة لفئنات لكل منها اهتمامات ووظائف فحسان المحاربين أهل الشنوكة والسنالح والزوايننا المهتمننين بننأمور النندين والثقافننة واللحمننة أهننل الكسننب والمواشنني إلننى جانننب العوامننل البيئيننة المتحكمننة فنني تنقننل هاتننه المجموعات المرتبطة بوجود الكأل والماء فضال عنن الوضنعية السياسنية المضطربة التي يسنودها جنو العننف والحنروب أو منا كنان يصنطلح علينه محليا )غزي(. إال أنه بعد العودة لممارسة هذا النشناط لنم يعند كسنابق عهنده بحيث بدأ يفقد بعنض خصائصنه بعند الرجنوع لممارسنته منن جديند منن 1 Baroja, Julio Caro, Estudios Saharianos, Instituto de Estudios Africanos, Madrid, Bataillon, C., Intoduction : Nomades et Nomadisme au Sahara, Unesco, R, Oldenbourg Munich, املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 8
9 طننرف بنندو الصننحراء الننذين أصننبح غننالبيتهم يعيشننون حينناة المدينننة واالسننتقرار األمننر الننذي انعكننس علننى الممارسننة الرعويننة. وهننو مننا سنحاول التطرق له خالل المحاور التالية: 1 (االستقرار وتأثيراته على النشاط الرعوي بعند سننوات الحنرب والجفناف واألوبئنة التني قضنت علنى الثنروة الحيوانية ) ( التي شكلت لقرون عديدة المحرك األساسني للبنية االقتصادية واالجتماعينة بنل والسياسنية لمجتمنع الصنحراء هنذه الوضننعية أدت بالبنندو إلننى ققاالسننتقرار اإلجبنناريقق ومننا ترتننب عنننه مننن انعكاسات على نمط عيشنهم حينث وجند هنؤالء الرحنل أنفسنهم قند فقدوا نمط حياة ظل قائما خالل قرون وبالتنالي لنم يعند أمنامهم سنوى النزوح المكثف نحو مختلف المراكز الحضرية وما كان له منن تنأثير علنى وضننعية السننكان فنني مختلننف مننناحي الحينناة وذلننك بظهننور أنشننطة اقتصادية جديدة مرتبطة بالعيش بالمدينة و بداية اعتماد السكان على العمل المأجور أو المساعدات التي تقدمها الدولة. إال أن هذا لم يغني السنكان عنن التفكينر فني العنودة لممارسنة حياة البداوة والترحال خاصة عند كبار السن الذين ألفوا هنذا الننمط فني العيش وبالفعل بعد أن وضعت الحرب أوزارها بدأ مجموعة منن السنكان في شراء الماشنية خاصنة بعند المبنادرات التني قندمتها الدولنة بحينث عملت على االهتمام بتربية الماشية نظرا لما لهنذا القطناع منن أهمينة في الحياة السوسيوثقافية لساكنة المنطقة. إال أن هنذه العنودة سنتعرف مجموعنة منن التغينرات أولهنا على مستوى المجنال التغينر إذ سنيعرف المجنال الصنحراوي تقسنيما جديندا بحيث سيتم تقسيمه إلى قسنمين بعند بنناء الجندار األمنني السنادس الذي يسمى محليا ب )الربط أو السننتور( حينث يصنل طولنه 550 كلنم. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 9
10 وقد بني مابين فبراير وأبرينل سننة 1987 النذي اسنتعمل كإسنتراتيجية للحنند مننن هجمننات البوليسنناريو للوصننول للمننناطق اآلهلننة بالسننكان والمناطق االقتصادية وتندخل هنذه التقنينة العسنكرية فني نطناق توقنع الهجمننات والعمننل علننى إيقافهننا والتحضننير لردهننا )الشننكراوي :2007.)173 الشيء الذي سيجعل مجموعة من المراعني والمنناطق المهمنة في المجال تصبح خارج الجدار )زوگ ميجك لجنواد الندوگج...( بنل إن هنذه المراعني حسنب المبحنوثين تعند أهنم المراعني وأجودهنا كمنا سيفرض هذا الجدار نوعا جديدا في الحد من حركية الرحنل تضناف إلنى تلك التي أحدثها االسنتعمار بوضنع الحندود التني ورثتهنا الندول الوطنينة بالمنطقنة حينث سنيفرض علنى الرحنل االبتعناد عنن الجندار األمننني بمسافة معينة رغم المساعدة التي يقدمها الجيش أحيانا فني الوصنول إلى المراعي القريبة من الجدار التي تكون عادة غنية بفعل عدم رعيهنا بسرعة بعد هطنول األمطنار خاصنة فني سننوات الجفناف التني تعرفهنا المنطقة. أما في فترات نزول األمطار تعرف المنطقة استقبال الكسنابة منن مختلف األقاليم والجهات األخرى من المملكة خاصة من جهتي العينون- الساقية الحمراء وجهة گلميم واد نون من طرف مربي اإلبل واألغننام وبشنكل كبينر بالنسنبة لمربني األغننام الشنيء النذي يجعنل مراعني المنطقنة تعنرف نوعنا منن االسنتنزاف بسنرعة خاصنة أن هنذه األعنداد الكبيرة من القطعان التي ال يتحملها الوسط الطبيعي النذي يحتناج إلنى فترة زمنية معيننة حتنى ينتمكن منن رعني نباتنه ومنرد ذلنك لسنهولة الوصول إلى المراعي بعد ربط المنطقة بالطرق المعبندة التني تنربط كنل من تشال وأوسرد بالداخلة التي ترتبط بباقي الجهات كما أن اسنتعمال الوسائل الحديثة للنقنل خاصنة الشناحنات سنهل منن الوصنول بسنرعة املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 10
11 للمراعي بعدما كان الوصنول إلنى مراعني تينرس وغيرهنا منن المراعني يتطلب أسابيع بل أحيانا شهور هذه الفترة التي تكون فيهنا النباتنات قند أصبح باإلمكان الماشية انتجاعها. وهنا أصبحنا أمام اتجاهات رعوية جديدة سواء في فترات الجفناف التي تعرف انتقال الكسابة إلى باقي الجهات الجنوبية األخرى بل المدن الداخلية للمملكة والعودة إلى المنطقة فنور ننزول األمطنار فيهنا وهكنذا أصبحنا أمام شكل من االنتجاع بعدما كان أغلب رحل المنطقنة يتنقلنون لمسافات بعيدة يصل مداها أحيانا ألكثنر منن 3000 كيلنومتر ليصنبحون أشباه رحل أو مستقرين يتنقلنون لمسنافات قصنيرة داخنل مجنال عنرف تغيرا عما كان عليه في السابق. إن هذه العودة الجديدة لم تعرف تغيرا على مستوى المجال فقط بل حتى علنى مسنتوى القيمينين والمسنؤوليين عنن النشناط الرعنوي وعنن تربينة الماشنية وتسنيير شنؤونها وذلنك بندخول متندخلين جندد أهمهننم المصننالح الجدينندة التنني أحنندثتها الدولننة التنني تهننتم بننالثروة الحيوانية بالمنطقة وبروز فئات جديدة التي نتجت عن تراتبية تختلف التراتبية التي تطرقنا لها سابقا. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 11 عن 2 (التراتبيةةة الجديةةد أو التقسةةيم اللجةةوي الجديةةد للنشةةاط الرعوي إن العودة الجديدة للممارسنة الرعوينة عرفنت تمنايزا جديندا عمنا كاننت علينه فني السنابق سنواء منن خنالل الفئنات التني تتنولى تربينة القطيع وطرق تسييره أو من خنالل الفئنات المالكنة لهنذا تختلف عما كان عليه سنابقا )حسنان الزواينا األتبناع...(. القطينع التني إذ منع حلنول الدولة استبدلت التنظيمات التقليدية بأجهزة عصرية منن إدارات ومصنالح ومؤسسات فالمحارب الذي كان يقوم بالوظيفة العسكرية حلنت الدولنة
12 والجهاز العسكري واألمن مكاننه. وققالنزاويقق النذي كنان يتنولى الوظيفنة الدينية والتعليمية حلت المدارس والمعاهد والمحناكم القضنائية موقعنه كما أن فئة األتباع والموالي المسؤولة عن النشاط الرعوي لم تعد هني فقط المالكة والمسؤولة عنن تربينة المواشني إلنى جاننب بنروز العمنل المننأجور وظهننور مهننن جدينندة التنني ارتبطننت بالمؤسسننات والمصننالح المستحدثة دور كبير فني تغيينر هنذه التراتبينة داخنل المجتمنع خاصنة على المستوى الوظيفي. وبالرغم من أن أهمية العمل المأجور واالشتغال بالوظنائف التني أصبحت تعمنل بهنا معظنم السناكنة إال أن هنناك فئنات أفرزتهنا الوضنعية السياسننية التنني عاشننتها المنطقننة وهنني نخبننة جدينندة أو نسننميها ققاألرستقراطية الجديدةقق هذه الفئة التي تضم رجال األعمال الذين هنم في غالبيتهم من رجال اإلدارة والسياسة و األعيان التقليديين المقنربين من دواليب الدولة هذه الشريحة التي أدخلت تمنايزا جديندا منن حينث تدبير القطيع وتسييره أو من حيث نوعية امتالكه ذلك أن هذه الشريحة تمتلك الكثينر منن القطعنان خاصنة اإلبنل التني تتطلنب مسنارح واسنعة ورعناة مهنرة و بنار وافنرة الميناه كمنا أن تكناليف اقتناءهنا قصند تربيتهنا مرتفعة الثمن مقارنة مع أنواع المواشي األخرى ققالغننم والمناعزقق التني ال تتطلب مسارح واسعة وال ترحاال طويال نظنرا لطبيعنة القطينع وضنرورة تواجده الدائم قرب نقاط الماء هاته األنواع األخيرة تمتلكها فني الغالبينة بعض الموظفين البسطاء أو بعض السكان الذين ال عالقة لهنم بالوظنائف عملهننم الوحينند هننو تنميننة القطيننع وبيعننه للمجننازر بالمدينننة أو فنني المناسبات االجتماعية والدينية. وهكذا أصبح قطاع الثروة الحيوانية مجاال مهمنا لالسنتثمار وإينداع األموال خاصة قطيع اإلبل بالنسبة لهذه الطبقة التي أدخلنت نوعنا منن املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 12
13 السلوك والتقنيات الجديدة. وهنا يتبين لنا أن القطينع الزال يسنكن فني ذاكرة اإلنسان الصحراوي رغم ما أتاحته له المدينة من راحنة واسنتقرار ولذلك وبالرغم منن أن هنذه التغينرات قند جنذبت البندو إلنى أننواع منن األعمال غير مرتبطة بعملية رعي الحيوان إال أنهم لم يتركوا تمامنا رعني الحينوان بنل ظلنوا يمارسنونه كعمننل أساسن ي بجانن ب أي عمنل خننر )محجوب.)246 :1974 ومن مظاهر التغير الذي مس النشناط الرعنوي أن أصنبح الرعني حرفة رجالية على حد تعبير محمد بالراشد في دراسته لمنطقة الظاهر التونسنية وهنو منا نجند تأكيندا لنه منن خنالل متابعتننا الميدانينة حينث يمكنك التنقل وال تجد إال الرجال في الغالب )راعي الوكناف أو المالنك( بعدما كان التنقل عبارة عن خيام أو ققلفريگقق إذ يضم إلى جانب الرجنال النساء وألطفال الذين كان لهم أدوار في العملية الرعوية. وهكذا تراجع االقتصاد العنائلي وصنار الرعني حرفنة رجالينة إذ لنم تعد معظم النساء ترافق القطيع بشكل كبير إال لفتنرة قصنيرة منن العنام وهي عادة فترة ققلخريفقق بحيث يكون الحليب متوفرا فضال إلنى اعتندال الطقس. الشيء الذي سيكون له انعكاس على مجموعنة منن المهنام التي كانت تقوم بها المرأة كخياطنة الخيمنة وبنائهنا بحينث كنان الرجنل يعين الموضع وهي تباشر العمل وتنفنذه مسنتقلة أحياننا هني وبناتهنا وبمساعدة الراعي أو األبناء أحيانا أخرى. ومن واجباتهنا كنذلك أن تجمنع الحطب وتهيئ الطعام وغيرها من الوظائف واألعمال )الخطينب :2008.)95 وهو ما يعنني أن الحينوان لنم يعند النشناط الوحيند لمختلنف أفنراد العائلة لنذلك غندى حضنور النسناء قنرب القطينع ظرفينا وهنذا منا يتأكند بشنكل جلني منن خنالل غيناب شنبه تنام لنألدوات الرعوينة النسنائية )أمشغب( الذي كانت تستعمله المنرأة لركنوب اإلبنل بنل تغينب الخيمنة املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 13
14 أحيانا كذلك المرتبطة هي األخنرى بوجنود المنرأة علنى عكنس األدوات الرعوية الرجالية التي ال تزال تستعمل خاصة ققالراحلةقق التي يسنتعملها الرعاة في ركوب اإلبل. ومن المؤكد أن تراجع دور المرأة في حياة القطينع ال يعنني ركونهنا أو استقرارها بالبيت إنما يعنني انصنرافها إلنى أعمنال ووظنائف أخنرى ومهما يكن من أمر فإن األركان التي بنى عليها النمط الرعوي قد اهتزت إذ تقلصنت األراضني التني كنان يتنقنل عليهنا الرحنل وغابنت الجماعنة البشرية التي كانت ترافق القطيع وتحولت إلى مجموعة من الرجال لهنا هرميتهنا الخاصنة ونظنام تنأجير يتسنم بطغينان المقابنل النقندي علنى المقابل العيني الذي كان سائدا في السابق. فهذه المجموعة الرجالية أو الهرمينة الرعوينة الجديندة التني تضنم الراعي إلى جانب الوكاف أو المالك أحيانا فبالنسبة للراعي الذي يأتي في أسفل هاته الهرمية الذي كنان يعند منن بنين القنائمين علنى تربينة وتنمية القطيع إال أنه منذ العودة لممارسنة النشناط الرعنوي وقنع تغينر كبير في مهامه فضنال عنن أجرتنه التني أصنبحت نقدينة شنهرية بعند أن كانت عينية حولية إذ أن مدة العقند التني كاننت تنربط الراعني بمنالكي الحيوانات التي عهد إليه برعايتها كانت تقدر بحنول كامنل و يترتنب عنن ذلك العقد حقوق وواجبنات بالنسنبة إلنى الراعني كمنا بالنسنبة لمالنك القطيع أو مالكيه. ومن أهم هذه الواجبات على الراعني حفنا الماشنية وسنقيها ومعالجتهنا والبحنث عنن شنواردها وترويضنها ققلندبقق وهنذا منا يشير إليه المختار بن حامدون كذلك:» وعلى الراعي حفا البهيمة من الضالل والمخاطر واختينار المرعنى وطلنب الضنالة وأفضنل الرعناة هنو املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 14
15 3 النذي يمينز ثنار اإلبنل ويعنرف وجهتهنا إذا نزعنت إلنى جهنة منا «حامدون.)112 :1994 أما منن أهنم حقنوق الراعني علنى المالنك تنوفير راحلنة )ولند 4 )ازوزال ) لحمل المؤن واألمتعة التي أخذت السيارة اليوم جزءا من وظائفها حاليا بالنسبة للقطيع حيث يحمل عليه مؤونته من طعام وشراب كذلك يبحث به عن الشوارد من اإلبنل كمنا ينوفر المالنك أحياننا لنه النزاد والكسناء باإلضافة إلنى بعنض الحقنوق األخنرى كعندم التعنويض فني حالنة نفنوق إحدى المواشي أو ضنياعها إن لنم يكنن هنناك تقصنير مننه إلنى جاننب إمكانية التصرف في القطيع كأن يمنح بعض النوق على منن يشناء لكنن يبقى تصرفا محدودا في ظل وجنود المالنك هنذه الحقنوق التني تطنرق لبعضها صاحب جوامع المهمات في إطار حديثه عنن الركيبات بقوله: اإلجنارة عنند قبيلنة «..ويكون األجير يسرح ويروح على مكان المواجير وتنارة يذهب بتلك اإلبل يطلب بها المرعى إن كنان رب اإلبنل يتنردد علينه منرة بعد مرة إلى أن تصير النوق حلوبات فيذهب بشنيء مننهن و يأتينه بمنا كان عند الخيمة واألجير مصدق عندهم وال ضمان عليه فيما كان يرعى فيه إال أن يظهر عليه تعد أو تفريط فعليه الضمان ولألجير أن يمننح نياقنا من اإلبل التي يرعى فيها على من شاء ومرة يكون عنده اإلذن منن رب اإلبل وتارة ال يكون عنده وال ضمان عليه فيما منح سواء بنإذن أو بغينر إذن إن منحها على من مثله والذي يأخذه األجير من الناس الذي يمنح عليهم يكون له ال لنرب اإلبنل وال يحسنبه علينه منن األجنرة» الحي.)80 :1992 )ولند عبند 4 ازو زال: ذكر اإلبل المخصي المعد لحمل المؤن واألمتعة. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 15
16 لكنن هنذه الواجبنات أو الحقنوق بالنسنبة للراعني سنتعرف بعنض التغير بعد ظهنور ققالوگنافقق النذي أصنبح يلعنب دور الوسنيط بنين المالنك والراعني حينث سنيتولى بعنض المهنام التني كنان يتوالهنا الراعني أو ققالسارحقق هذه الكلمة التي أصبحت تحمل حمولة قيمية دونية بالنسنبة لممارسي هذه الحرفة أو أن يشترك فيها معه حيث وأدواره حفا و مراقبة القطيع. منن مهنام الوگناف كما أن منن مهامنه مراقبنة أمناكن التسناقطات ومندى وفنرة المناء والعشب و مدى نندرتها والسنبل التني يجنب أن تسنلكها القطعنان نحنو المراعي مع ضنرورة إخبنار المالنك لتنوفير العلنف للمواشني فني فتنرات الجفناف والجدبققالشندةقق ويراعنى فني اختينارقق الوگنافقق أن يكنون منن ذوي الخبرة بالماشية وبالمسارح ومواطن اآلبار مع ضرورة معرفة قينادة السيارة والحالة الميكانيكية لها إال أنه شرط ثنانوي حينث تجد أيضا السائق وراء القطعان التي احتلنت مكنان القيادة. باإلمكنان املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 16 أن ققأشيفورقق المختص بقينادة السنيارة المكلفنة بالسنير اإلبنل فني حنال عندم اتقنان 3 (تربية المواشي: االستثمار الجديد )االرتباط بالنقد( ققالوكنافقق هكذا بعد أن أصبحنا أمام بيرقراطينة تدبيرينة للقطينع تقنوم علنى التقسيم الجديد لألدوار والوظائف لكنن بمسنحة ذكورينة خالصنة. وهننا يظهر لنا أن الفئات التابعة التي كانت تقنوم بالسنهر علنى رعني وتربينة الماشية لم تعد هي الفئة التي تقوم بتولي هذه األشغال خاصنة فني ظل وجود هذه المقاولة الرجالية التدبيرية للقطيع التي تتقاضى أجورهنا نقدا و شهريا بعدما كان عينيا حوليا حيث يقدر اليوم منابين ) dh ( يتقاضى الراعني أجنرا شنهريا كنأجرة شنهرية وهنذه داللنة علنى قيمة النقود وتحول كبير في كيفية أداء األجور التي كان يتقاضاه الراعني
17 في الماضي الذي كان أجره سنوي وال يكون نقديا بل هو عبارة عن ذكر 6 5 من اإلبل ققمخلول قق أو ققجدع قق بالنسبة لرعاة اإلبل الذين كان يدفع لهنم حسب مهارة الراعني مننهم ومعرفتنه بأمورهنا وكنذلك حسنب أعندادها ونفس الشيء بالنسبة ألنواع المواشي األخرى. إال أن هذا األجر النقدي المرتفع للراعي في المقابل منع المهنام الموكولة إليه أصنبح محنل ريبنة وشنك منن طنرف المنالكين والمنمنين الصغار نظرا الرتفاعه سنة بعد أخرى وهو ما السارح» بقوله عبر عنه أحد منالك القطينع كان وعاد كان هو المكلف بتربية اإلبل وتكوامها وأداويها وسقيها امال ذرك عاد خاسر يتم اللي ايحاني منين يوفا الشهر يكنوالك 7 عطيني اوقياتي «ومعناه أن السارح كان مسؤوال ومنوطة به الكثير منن المهننام مننن قبيننل عننالج الماشننية وسننقيها والبحننث عننن شننواردها ققالضوالقق أما اليوم فينتظر انتهاء الشهر حتى يطالب بأجرته. هؤالء الرعاة الذين ينحدر أغلبهم من الجارة موريتانيا بعندما كنان االعتماد في بندايات سننوات العنودة للنشناط الرعنوي فني التسنعينيات إلنى توظينف رعناة غنالبيتهم منن الوافندين علنى المنطقنة منن مندن الشننمال )أگاديننر تارودانننت اسننفي قلعننة السننراغنة...(. إال أن فنني السنوات األخيرة عرفت المنطقة وفود مجموعة من الرعاة الموريتنانيين البناحثين عنن فنرل للعمنل دون نسنيان بعنض المهناجرين منن إفريقينا جنوب الصحراء الذين يتم تأجيرهم مؤخرا من طرف بعض المنمنين لكنن بدرجة أقل نظرا لقلة خبرتهم في تربينة الماشنية ورعيهنا خاصنة اإلبنل بالرغم من قيمة أجرهم المنخفض مقارنة مع الرعاة الموريتانيين النذين ينحدر معظمهم منن والينات الشنرق الموريتناني و بناألخص منن منطقنة مخلول: ذكر اإلبل الذي يبلغ عمره سنة ومثل ذلك بالنسبة لألنثى )المخلولة(. جدع: ذكر اإلبل الذي يبلغ عمره ثالث سنوات ومثل ذلك بالنسبة لألنثى )جذعة(. مقابلة مع كساب يوم 18/05/2014 املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 17
18 8 ققالنعمة قق التي تعتبر منطقة رعوية بامتيناز باإلضنافة إلنى أن انتمناءهم ألسر رعوية تعيش على تربية المواشي )األبقار اإلبل األغننام(. األمنر الذي ساعدهم على تكوين معارف حول تربية الماشنية وتندبير شنؤونها خاصة اإلبل الذين يعرفون رعيها منذ الوالدة على حسب تعبير أحدهم هؤالء األجراء الذين أكد أحدهم أنه منذ سنة بالصحراء كراعي ومن ثم أصبح ققوكافقق مننذ سننوات وقند كنان للمنطقة بسبب األجر المرتفع بالمنطقنة بقولنه وهو يشتغل وفنودهم «...الراتنب هنون وهنوك ماهو سنياني هنون العملنة طالعنة علنى هنوك أجنرة شنهر هنون أجنرة 9 شهرين لهيه الراتب هوك ما يتخطى ألف درهم...». سنقف ومعناه أن األجر الذي يتم تقاضيه فني موريتانينا النذي ال يتجناوز (1000dh أوقينة موريتانينة( فني أفضنل األحنوال حسنب المبحوثين الذين قمنا بمقابلتهم أما فيمنا يخنص أجنر الوكناف بمنطقتننا المدروسة فيتجاوز أجرة الراعي حسب الترتيب ققالبيروقراطني الجديندقق إذ يتراوح ما ببين dh( يتولى مهمة رعاية وتسيير مجموعة ) وأحيانا يصنل إلنى من القطعان 5000dh إذا كنان ولعل ما يلفت االنتباه أن هذا العقد الذي تغير في مدته وفي أجنره لنم يفقند طابعنه الشنفوي فقد ظل إلى اليوم محكوما بققالكلمةققوإلى الينوم ال يوجند عقند مكتنوب بين أطراف العملية الرعوية على حد علمنا أو من خالل المبحوثين رغنم بعض األصوات التي أصبحت تنادي مؤخرا بتقنين ذلنك خاصنة منن طنرف األجراء )الرعاة والوكافة( الذين ال يحصلون أحيانا على أجورهم من طنرف بعض مستأجريهم. 8 النعمة : تقع والية النعمة في أقصى الشرق الموريتاني على بعد نحو 1200 العاصمة نواكشوط بمحاذاة الحدود الموريتانية الشرقية والجنوبية الشرقية مع دولة مالي. 9 مقتطف من مقابلة مع أحد الرعاة يوم 17/05/2014 في بادية تيرس. كلم شرق املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 18
19 4 (القطيع والنخبة في الصحراء هكننذا يالحننا أن الرعنني أصننبح يتطلننب إمكانيننات كبيننرة لننذلك فالمستفيد من االستثمار فني مجنال تربينة الماشنية حالينا هنو الفئنات الثرينة فني حنين يبقنى أغلنب المنمنين والكسنابة الصنغار أمنام عجنز مسنتمر فني هنذا االرتفناع وهنذا التغينر فيمنا يخنص األجنور اننه ظهنور لتفاوتات اجتماعية وطبقينة فمنالكي هنذه القطعنان منن فئنة المقناولين كما رأينا سنابقا ومنن منن رجنال اإلدارة والسياسنة النذين يسنتقدمون الرعاة ]السراح والوكافة[ بشكل كبير نظنرا لحجنم قطعنانهم فني حنين يقومون بمباشرة مهامهم في المدينة من عقنارات وشنركات أو مناصنب إدارية أو سياسية إننا أصبحنا أمام ظهور ما أسنماه بورجنوب ققبرجوازينة ماشيةقق bourgeois) )livestock bourgeoise (l élevage التي أهدافها تتماشى مع أهنداف البرجوازينة التني خلقتهنا الدولنة والقطناع التجناري )دحمان.)239 :2006 إلى جانب ذلك تعد هنذه قق النخنبقق الحضنرية الجديندة بالصنحراء التني أدخلنت أسناليب التجديند فني تنمينة المواشني وتقنينات الرعني المجلوبة بحيث أن هذه النخبة الجديدة كان لها دور مهم فني انتشنار التقنينات الرعوينة الحديثنة نظنرا لقربهنا وأسنفارها نحنو مجموعنة منن المراكز خاصة في مدن الشنمال التني تعنرف أسنواق فالحينة تبناع منن خاللهننا مجموعننة مننن اآلليننات والتقنيننات الزراعيننة والرعويننة الحديثننة الشيء الذي مكن هذه الفئة من أن تكون على مقربة من خر التقنيات في مجال الرعي لذلك تظل صاحبة التجديد في العملينة الرعوينة كمنا أنهنا أول مجنرب لتلنك التقنينات التني تعنرف رواجنا كبينرا بعند ذلنك بنين الكسابة. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 19
20 5 (تأثير التكنولوجيا على النشاط الرعوي لقد كان لتأثير التكنولوجينا أثنر واضنح علنى النشناط الرعنوي منن خنالل اسنتعمال مجموعنة منن التقنينات حينث عمنل القيمنين علنى النشاط الرعنوي النقل علنى االسنتفادة منن التكنولوجينا ممثلنة فني وسنائل خاصة السيارة التي أحدثت ثورة كبيرة فني مجتمنع الرحنل بعندما كان يتم االعتماد على اإلبنل بشنكل خنال فني الترحنال وحمنل المنؤن واألمتعة لعموم مجتعات الرحل القطعان سواء كان إبال مألوفة بل أصبح تواجدها أمرا ضروريا ذلك أن تواجد السيارة مع كل قطيع منن أو غنم أصبح أمرا طبيعيا وهني ظناهرة لنم تكنن إذ توصل احتياجات البدو من منؤن وأعالف للماشية كما تستخدم لنقلها نحو األسواق فني مواسنم البينع إلى جانب ذلك تستعمل لنقنل الميناه وفني البحنث عنن ضنالة اإلبنل أو الغنم والماعز وغيرها من األدوار. ويستغل رحل الصحراء سيارات الدفع الربناعي بشنكل كبينر نظنرا لقوتها على اختراق مجاهل الصنحراء وبيئتهنا النوعرة منن كثبنان ورمنال كما أن سرعتها وطاقتها االستيعابية في حمل المنؤن واألمتعنة دور فني اختيارهنا عنن غيرهنا حينث يظهنر للعينان تواجندها بكثنرة فني األقناليم الجنوبينة تويوتا بصنفة عامنة ومنن بنين األننواع المسنتعملة بكثنرة نيسان...(. )النندروفر وإلى جانب السيارات يمتلك بعض المنمين الشناحنات والجنرارات التي تستعمل بكثرة من مالك األغنام والماعز حينث تسناهم فني نقنل المواشني منن مكنان إلنى خنر معوضنة علنى نحنو منا ضنعف المراعني وخاصة في سنوات الجفاف. أيضنا تسنتخدم لنقنل المناء منن اآلبنار نحنو المراعي خاصة أثناء فصل الصيف النذي تزيند فينه الحاجنة للمناء بشنكل يومي لألغنام والماعز على خالف اإلبل التي تصبر عن الماء ألينام فيمنا املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 20
21 يعرف بققالقبقق أيضا لتحملها لقطع عشرات الكيلومترات نحنو اآلبنار وهنو ما ال تقدر عليه األنواع األخرى )الغنم والماعز( الشيء الذي يتطلب نقل المياه نحوها عبر الشاحنات والجنرارات بالنسنبة للكسنابة الكبنار ونقلنه بالسيارات بالنسبة للمنمين الذين ال يتوفرون على إمكانية توفير هناتين الوسيلتين نظرا لحجم قطعانهم الصنغيرة التني ال تتطلنب كمينات كبينرة من المياه. ولم يقتصر تأثير وسائل النقنل علنى ذلنك و إنمنا تجناوزه ليشنمل نقل الرعاة أنفسهم من مكان إلى خر وذلك بعدما أصنبح التنقنل علنى الطريقننة التقليديننة أمننرا عسننيرا باإلضننافة إلننى تواجنند السننيارات والشاحنات أصبح تواجد محركات الت ضخ المياه المسنتخدمة لسنقي المواشي من اآلبارققالحسيانقق بعندما كاننت تسنتعمل الندواب فني ذلنك من خالل ققارباطقق هذه المحركات التي ساهمت في اسنتنزاف الفرشنة المائينة ونقنص حجنم الميناه فني اآلبنار النذي يعبنر عننه محلينا بقنول ققالحاسي واكحقق خاصة في المواسم التي تعرف قلنة فني التسناقطات المطرية. إال أن فاعليتها فني جلنب المناء بسنرعة وعندم انتظنار ترتينب األدوار للسقي الذي كان يتطلب سناعات منن االنتظنار النذي يعبنر عننه بقولققالحاسي محجومقق أصبحت جزءا من التقنيات المستعملة عند كنل كساب على الرغم من هذه التقنيات السنابقة )السنيارات الشناحنات والجرارات الت ضخ المياه( تحتناج للصنيانة الدائمنة واإلصنالح المسنتمر الذي أصبح يكلف الكساب مبلغا مهما في مصاريف رعني قطيعنه هنذا دون ذكر الوقود المستعمل في اشتغال هذه اآللينات النذي يعنرف تزايندا في أسعاره. هنذا باإلضنافة أننه إلنى فني السننوات األخينرة أصنبحت تقنينات االتصال من قبيل الهاتف النقنال تعنرف اسنتعماال مكثفنا منن جنل مربني املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 21
22 المواشي بفعل وصنول شنبكات الهناتف ألجنزاء منن المنناطق الداخلينة باإلضنافة إل الرادينو وسنيلة النربط منع العنالم الخنارجي ومنا يعرفنه منن أحداث باإلضافة إلى اسنتخدام اإلننارة داخنل الخينام عنن طرينق تقنينة الطاقة الشمسية. وهذا ما يظهر لنا أن انفتاح مجتمع الرحنل علنى مختلنف السنبل التي تمكنهم من المحافظة على بعض معالم حياتهم وذلنك منن خنالل االستفادة من كل الوسائل التكنولوجية الحديثة التي أدت إلى تغير كثير من جوانب الثقافة المادية لحياة البدو )حنا 213(. 1984: ثانيا: الرعي واقتصاد السوق إن عالقة الرعي الحالي بالسوق مرتبط بنالتغير النذي حندث فني قيمة امتالك المواشي. فقد تحولت الماشية من قيمة اسنتعمالية إلنى قيمة اقتصادية تبادلينة تحكمهنا النقنود واقتصناد السنوق خاصنة بعند ققتهافنتقق الحضنريين الجندد النذين قناموا باسنتثمار أمنوالهم فني شنراء المواشي حيث أصبحت اآلن إنتاجية القطيع عند هؤالءققالمنمين الجددقق تراعي الربح وأصبح تسويق الماشية في المنطقة يتم في إطار عالقنات زبانة شخصية بين بعض رجال األعمال والوسنطاء لينتم تسنويق الجاننب األكبر في السوق المحلية. إال أن هننذا ال يعننني مننوت الجانننب الرمننزي مننن حيننث امننتالك الماشية التي توظف فني العالقنات االجتماعينة والمناسنبات العائلينة وكذلك في التباهي مابين األسر والقبائل بحيث أنها ال تزال رمنز للغننى المادي و الرمزي خاصنة اإلبنل ذلنك أن مالكهنا منن أهنل الصنحراء يعند غنيا ثريا بحيث أنه ال تقدر ثروة الشخص منهم بما عنده منن أمنوال بنل تقدر بما عنده من اإلبل فالبدوي يقدر ثروته وغناه بمنا عننده منن اإلبنل. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 22
23 فهم يقولون : فالن يملك كذا من اإلبل ولكنك ال تسنمع أحندا يقنول : إن فالنا يملك ما يساوي كذا من النقود. وهكنذا صنار تنقنل الرعناة والقطعنان يراعني النربح فني اإلنتاجينة الحيوانينة بحيننث يننتم بين ع و تسننويق جننزء منن القطيننع بشننكل دوري الماشية )الغنم والماعز( في األسواق المتواجدة بالمديننة خاصنة فني فتننرة المناسننبات واألعينناد الدينيننة التنني أشننرنا إليهننا سننابقا )العينند األضنحى...( أمنا بالنسنبة لقطينع اإلبنل فينتم بيعنه عنن طرينق انتقنال الجزارين إلى البادية لشنرائها التني تكنون فني العنادة عبنارة عنن صنغار اإلبل التي تكون لحومها محببة عنند السنكان خاصنة النذكور بينمنا ينتم الحفاظ على اإلناث لضمان استمرارية تزايد القطيع ويتحكم في النثمن ظروف الجفاف والسوق إذ يعرف ارتفناع ألسنعار المواشني فني فتنرات الخصب أو تساقط األمطار حيث تكون حافزا هاما لرفع تلك األسعار دفعة واحدة أما في الفترات التي تعرف نقص في المرعى أو الجفناف يضنطر الكسابة خاصة المنمين الصغار على تسويق قطعانهم ليتفنادي عواقنب الجفاف و كذلك لتمويل مصاريف شراء األعالف لبقية القطيع التي تعنرف في فترات الجفاف ارتفاعا في األثمان رغنم المجهنودات التني تقنوم بهنا المصالح المختصنة التني سننتطرق لندورها الحقنا وأثنناء هنذه الظرفينة األخيرة تكون مناسبة لكبنار الكسنابة والمضناربين للحصنول علنى قطينع رخيص وإعادة تنميته. وعلى هذا األساس لم يعد ينظر إلى الحينوان بمواصنفات قديمنة مثل لون الناقة أو إذا كان البعير مروضا أو ال بل صار مقياسه الوحيد هنو الوزن بما يعني أن الحينوان غندى سنلعة تبناع وتشنترى وفقنا ألسنعار اللحم المرتبطة أساسا بنمط حياتي مديني )بالراشد 29(. 2001: املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 23
24 إلى جانب ذلك عرفت السنوات األخينرة بينع حلينب وألبنان اإلبنل وهي ظاهرة غير مألوفة عند أهل الصحراء حيث ارتبط الحلينب أو اللنبن بكرم الضيافة ومنحه عبر نظام ققالمنيحةقق بحيث ينتم مننح حلينب الننوق واالستفادة من ألبانها وإرجاعها بعد ذلنك كأحند أوجنه التضنامن والتنرابط هاته الممارسة التي عرفت طريقها إلى االنتفناء ذلنك أن حلينب وألبنان المواشي أصبحت مادة معروضة للبيع كغيرها منن منتوجنات المواشني وتعرف طلبا متزايندا فني السنوق االسنتهالكي الينومي للسنكان داخنل المدن بالصحراء كمنا أن بنروز مجموعنة منن التعاونينات المختصنة التني أصبحت تقوم ببسترة وتعليب هذه المادة للتصدير نحنو المندن الداخلينة في شمال المملكة ولو بشكل محتشم. الشنيء النذي يظهنر مندى التحنول فني االسنتفادة منن ملكينة المواشي وموادهنا وانتقالهنا منن قيمنة اسنتعمالية إلنى قيمنة مرتبطنة بالنقد واقتصاد السوق وما كان لهذا التحول في انتفاء أو تراجع مجموعة مننن الممارسننات والنننظم االجتماعيننة و التضننامنات الجماعيننة كنظننام ققالمنيحةقق الذي كان يعتبر أحد أوجنه التضنامن بنين أفنراد القبيلنة وأحند االستراتيجيات المتبعة للمحافظة على القطيع وتشتيته نذاك فني ظنل وجود األخطار المحدقة به خاصة في ظل سيادة جو الحروب والصراعات بين المجموعات القبلية التني انتفنت منع االسنتعمار ومنع حلنول الدولنة الوطنية. وهذا ما أشار إليه الباحث عبد الرحيم العطري بقوله» إن انتشنار النقند وانتفناء المقايضنة أدينا إلنى تنقيند العالقنات االجتماعينة وتراجنع االقتصناد العنائلي وإبنالء واقعنة العمنل المنأجور إن انتشنار النقند خلنق تراتبات جديدة وهو ما ستكون له ثار واضحة على مسنتوى التضنامنات املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 24
25 الجماعية التي ستتعرض للتراجنع فني مقابنل بنروز الفنرد واالتجناه نحنو االنتقال من إنتاج الكفاف إلى إنتاج السوق «التعاونيات المهنية لتربية المواشي )العطري.)55 :2012 إن التغيننر الننذي أصنناب النشنناط الرعننوي بحيننث لننم تعنند الثننروة الحيوانيننة تحننتفا بمفهومهننا التقلينندي مننن حيننث أن الحيننوان قيمننة اجتماعية بل أصبحت قيمتهنا يضناف لنذلك أنهنا قيمنة اقتصنادية ولنذلك بدأت في السنوات األخينرة اإلقبنال علنى تكنوين تعاونينات تهنتم بتربينة المواشي وتسويقها واالستفادة كذلك من منتوجاتها ولقد قامت الدولة بفتح الباب أمام إنشاء هنذا الننوع الجديند بعندما تنم انتفناء الممارسنات االجتماعينة والتنظيمنات السنابقة المرتبطنة بالمواشني)المنيحة منثال( كما أن هنذه التعاونينات تمثنل منوردا مالينا ألعضنائها إلنى جاننب ذلنك تسمح بتطوير السكان أنفسهم بأنفسنهم وإشنراكهم فني إدارة اإلنتناج عن طريق التدريب واإلرشاد والرفع منن المسنتوى المعيشني بنالرغم مننن غينناب إحصننائيات تهننم المجننال عننن عنندد التعاونيننات بالمنطقننة المدروسة التي غالبا ما تأخذ أسماء لجغرافية )تعاونينة أوسنرد تعاونينة واد الجنة تعاونية لكالت تيرس...( فنإن فني السننوات األخينرة عرفنت الجهة ككل ازديادا في عندد هنذه التنظيمنات حينث تنشنط بجهنة وادي النذهب مجموعنة منن التعاونينات ولجمعينات خاصنة فني ميندان تربينة المواشي. و يبلغ عدد التعاونيات المرخص لها حنندود سنننة 2011 حيننث تشننمل حننوالي تعاونية فالحينة إلنى منخننرط إال أن عنندد التعاونيات في الوقت الحالي بالجهة في الميدان الفالحي تجناوزت هنذا الرقم بكثير في ظل غياب إحصائيات من المصالح المسؤولة. وتقوم هذه التعاونيات بمجموعة من األدوار خاصة اسنتغالل ألبنان المواشني كاإلبنل و المناعز بحينث نجند الينوم عديند تعاونينات بالجهنة املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 25
26 تنشط كتعاونية التاورطة التي تقوم بتعليب واستخراج بعنض المشنتقات من األلبان )الزبدة الجنبن...( والتني رأت الننور بفعنل المبنادرة الوطنينة للتنميننة البشننرية التنني أطلقهننا الملننك محمنند السننادس فنني 18 ماي 2005 التي جاءت لمحاربة الهشاشة واإلقصناء االجتمناعي وخلنق أنشننطة منندرة للنندخل والمالحننا أن هننذه التعاونيننات أصننبحت ملجننأ لمجموعة منن النسناء اللنواتي أصنبحن يقمنن بهنذه التعاونينات إليجناد مورد مالي مهم مستقل عن الرجال. ولعنل الجندول التنالي يبنين لننا ذلنك بعند أن حصنلنا علنى بعنض الوثائق للفترة ما بين ) ) لعدد التعاونيات بالجهة بشكل عام في إطار غياب إحصائيات جديدة: جدول رقم: عدد التعاونيات اللالحية بجهة وادي الذهب عدد السنوات عدد التعاونيات 3 اإلقليم الداخلة أوسرد 0 3 عدد األعضاء الرجال النساء 6 51 المجموع المديرية الجهوية لللالحة ويبين الجدول أن عدد التعاونيات فني تزايند خاصنة فني السننوات األخيرة التي شهد فيها المغرب ميالد المبادرة الوطنية للتنمية البشنرية أيضا يبرز لنا أن التعاونيات تنشط بكثرة فني إقلنيم الداخلنة علنى خنالف إقليم أوسرد الذي لم يتم إحداثه إال في سنة 1998 كمنا ننرى أن عندد النسناء فني التعاونينات انتقنل بشنكل كبينر خاصنة منابين سننة خاصة بعد خنروج المنرأة لمينادين الشنغل والعمنل واالنتقنال منن املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 26
27 نمنط عنيش البنداوة بحينث كاننت المنرأة تقنوم بمجموعنة منن المهنام واألدوار سنبق اإلشنارة إليهنا )بنناء الخيمنة إعنداد الطعنام صننع أدوات الرعي...( حسب التقسيم الوظيفي للمجتمع في السابق إال أننه بعند االستقرار حصل تغينر فني وضنع المنرأة البدوينة بحينث أصنبحت تضنطلع بنأدوار خاصنة فني المديننة الوظيفة العمومية...(. )األعمنال الحنرة ممارسنة التجنارة دخنول وبالرغم من هذا التواجد المكثف لهذه التعاونينات بالجهنة بحينث أن أغلب أماكن تواجندها ال يبعند كثينرا عنن مديننة الداخلنة ققلگرارينرقق أو مركز أوسرد أو تتواجد فيهمنا أصنال ومنع ذلنك فقند لنوحا تواجند مكثنف لمشاريع منا المسننتثمرين تنزال متواضنعة إلنتناج األلبنان وبيعهنا طازجنة بنل إن بعنض أقننام وحنندات لمعالجننة وبسننترة األلبننان غيننر أن هننذه المحاوالت الخجولة لم تشمل بعند المنتوجنات الحيوانينة األخنرى خاصنة الجلود وذلك بسبب أن أغلب المنمنين الزال يعنانون منن ضنعف النوعي االقتصنادي منع التطنورات العلمينة ودخنول القطينع السنوق االقتصنادية كرأسمال وكمجال تستثمر فيه األموال من طرف التجار ورجنال األعمنال منا أصنبح منن الضنروري القضناء علنى تلنك المعوقنات بشنكل يتماشنى والنروح الجديندة ألداء االقتصناد الحينواني ممنا يتطلنب القينام بحمنالت مكثفة أيضا لبث الوعي بمختلف النواحي الفاعلة فني اإلنتناج الحينواني بين صفوف المنمين تلك الحمالت التي ينبغني أن تركنز علنى األهمينة االقتصادية للحيوان ومنتجاته المختلفة وما يتشنقق منن تلنك المنتجنات من مشتقات تشكل مادة أولية للصناعة ولجني األرباح. غينر أن هنذه الفكنرة ال تنزال تصنطدم بالمقاصند األصنلية لتربينة الماشنية. فالماشنية ال تنزال ميندان لتخنزين المنال وهني منن الناحينة االجتماعية رمز للغنى وبالتالي رأسمال يجب تنميته وذلك في انتظنار املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 27
28 ما قد يقع من كوارث مستقبلية كاألوبئة والجفاف أو حروب التي كان لها دور هام في التغير الذي حدث سواء على مسنتوى النشناط الرعنوي أو على مستوى المجال المدروس. الئحة المراجع» الرعي من نمط حياتي إلى حرفة رجالية:حالة بالراشد محمد: الظاهر التونسي» مجلة الحياة الثقافية مجلة شهرية تصدرها وزارة الثقافة بالجمهورية التونسية العدد 121 يناير بن حامد المختار حياة موريتانيا )الجغرافيا( نشر معهد الدراسات اإلفريقية بالرباط بن عبد الحي محمد سالم بن لحبيب. جوامع المهمات في أمور الرقيبات تحقيق: مصطفى ناعيمي نشر المعهد الجامعي للبحث العلمي الرباط حنا نبيل صبحي المجتمعات الصحراوية في الوطن العربي الطبعة األولى دار المعارف القاهرة والتوزيع الخطيب محمد. المجتمع البدوي دار عالء الدين للنشر والترجمة الطبعة األولى سورية دحمان محمد الترحال واالستقرار بمنطقتي الساقية الحمراء ووادي الذهب مطبعة كوثر برانت الرباط ضمن كتاب :الصحراء مقال» حوليات النزاع» الشكراوي خالد: األطلنتية المجال واالنسان منشورات وكالة الجنوب الطبعة األولى.2007 العطري عبد الرحيم الرحامنة القبيلة بين المخزن والزاوية منشورات دفاتر العلوم اإلنسانية مطبعة طوب بريس الطبعة األولى محمد عبده محجوب مقدمة لدراسة المجتمعات البدوية )منهج وتطبيق(. الناشر وكالة المطبوعات الكويت المديرية الجهوية للفالحة. Baroja, Julio Caro, Estudios Saharianos, Instituto de Estudios Africanos, Madrid,1955. Bataillon, C., Intoduction : Nomades et Nomadisme au Sahara, Unesco, R, Oldenbourg Munich, املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 28
29 المكان السكني بالصحراء من الخيمة إلى الدار بين استمرار التصورات والممارسات مقدمة وتحولها سالم وكاري باحث في تاريخ الجنوب المغربي/ أسا شهد المجتمع الصحراوي انطالقنا منن سنبعينيات القنرن الماضني تغيرات جذرية انتقلت به من البداوة الظاعنة إلى الحواضر إقليميننة نتيجة ظنروف ودوليننة )حننرب الصننحراء( قعنندتها جننوائح مناخيننة )جفنناف السبعينات( لنصير أمام مجتمع يسكن حواضر حديثة وإن لم يقطنع منع حياة البداوة وتصوراتها حول الحياة. وذا كان "لفريك" فيما مضى والمدينة اليوم هي أول تعبير وتواجد للمجتمع داخل المجال ومندخال أولينا 10 الوعي الجماعي فإن المسكن لفهنم هو المساحة األكثر داخلينة للفرينك أو المديننة )بشنقيها النداخلي والخنارجي( وهنو النذي يتواجند فني إطنار المجال االجتماعي العام... وال يعتبر مسألة حجز مساحة أو مكان ممينز فقط بل انه جملة عالقات وممارسات وأحالم ومشاريع. :1995 إن البناء السكني كما تشير إلى ذلك رجناء مكني طبنارة )مكني 85( هو عمل توليفي يحمل معاني االندماج والتماهي والتقنويم للموقع ويعتبر منن األولوينات والحاجنات األساسنية لألفنراد لنيس ألننه الفضاء الذي يحمي اإلنسان من أخطار الطبيعنة فقنط بنل كنذلك لكوننه المكان الوحيد الذي يحقق فيه الساكن استقالليته وحرياته الشخصنية - لقد فضلنا في هذه الدراسة استخدام كلمة "مسكن" ألنها تحمل فعل اإلقامة والتوط ن كما تحمل معنى الديمومة واالستمرارية في العالقة مع المكان السكني أكثر من النزول فيه أو الحلول به أو حتى البيات المؤقت داخله...بهذا المعنى تجيب كلمة مسكن عن البعد االجتماعي واالنثروبولوجي والنفساني الذي نحن بصدده. 10 املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 29
30 ويجسنند فيننه هويتننه وتصننوراته )سننوالمية : (. فعبننر جنندران المسكن يلتقني المنادي بنالمعنوي حينث يندخل الجسند وحينث تقنام الحدود والحياة اليومية وأسرارها وممنوعاتها ومحرماتها. يصننير المسننكن بهننذا المعنننى خلقننا لمسنناحة يوميننة وإحاطننة بسلسلة واسعة من العالقات والمشاهد العائلينة فني إطنار عالقنة منع 11 النسننق االجتمنناعي إنننه نننوع مننن الفلسننفة وواقعننة أنثروبولوجيننة وليست شكلية أو معيارينة منا دامنت مسنألة السنكن تتعلنق بمسنألة التغيننر االجتمنناعي وبالممارسننات االجتماعيننة المتنوعننة )بعنند- جيننرة...(. قرابننة- أنهننا مسننألة ذات بعنند أنسنناني تختلننف بنناختالف البيئننة االجتماعية عبر مجرى التاريخ.)LEFEBVRE, 1970( وبالنظر إلى كل هذه األهمية القصوى للمسكن فني فهنم دواخنل المجتمنع فلننا أن نتسناءل عن المسكن بالصحراء والمجتمع الصحراوي زمن البادية وعن التصنورات والممارسات التي دارت حوله وفيه وما هو المستمر منن المتحنول منن تلك التصورات والممارسات بعد انتقال المجتمنع إلنى الحواضنر وسنكنى الدور -1 المسكن زمن البداو : الخيمة تعد الخيمة مسنكن أهنل الصنحراء زمنن البنداوة وهني بمثابنة المجنال النذي تننتظم فينه األنشنطة الجمعينة إذ أنهنا ملتقنى لشنتى األعمال المنزلية اليومية والممارسنات االجتماعينة االحتفالينة علنى أن التأسنيس لخيمنة جديندة باعتبارهنا حلقنة وصنل بنين الفنرد والمجتمنع واحدى ليات الدمج االجتماعي يرتبط إلنى حند بعيند بمؤسسنة النزواج بما تعنيه من االنتماء والضبط وااللتزام "فالمسكن يكاد يكنون خالينا منن - يعتبر باشالر (bachelard) من أهم الفالسفة الغربيين الذين تعرضوا للمسكن ولفلسفة المسكن في كتابه "جمالية المكان" l espace( )la poétique de واعتبره لغة الحياة اليومية ومن أدوات حياتنا النفسية الخفية التي بدونها تفقد نماذج االلفة في الحياة. 11 املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 30
31 أي داللة ووظيفة خارج االجتماع العائلي وإنشناؤه عنادة منا ينندرج فني هذا السياق إذ هو يستكمل شروط االعتنراف االجتمناعي واألخالقني" )صولة : (. ولعله من المهم التذكير بالعالقة الوثيقة بين النزواج وتأمين المسكن لما يختزنه هنذا األخينر منن نزعنات وتعبينرات شخصنية وقدرة على استنهاض أشد القيم األخالقينة هيبنة وسنحرا فني الضنمير الجمعي. كان إنشاء الخيمة حدثا تشارك فيه الجماعة كلها بشكل أو بنآخر ليس فقط عبر األضحية التي تتخذ شكل وليمة جماعية نهاينة األشنغال ومنا تندفع إلينه منن تقنديم الهندايا الغذائينة بوصنفها مول ندة لنظنام منن التواصل واإللزام المتبنادل كمنا برهننت علنى ذلنك تحالينل منوس للهبنة ) (MAUSS, 1983 : وإنما أيضا عبر اإلسهام الفعلي في إنجناز المسكن الجديد حيث تكون هذه المناسبة مجاال لبروز التضنامن داخنل نطاق الجماعة الواحدة خاصة النساء والسيما فني المراحنل الحاسنمة من عملية اإلنشاء التي تقتضي تنوفر عندد كبينر منن السنواعد لخياطنة 12 "الفلجة" )شرائط الشعر( إلى بعضها من أجل استواء الخيمة. يحضر بناب الخيمنة بوصنفه الجنزء األكثنر كثافنة فني التعبينر عنن المسنكن تعييننا وترمينزا باعتبناره الحند العنازل والواصنل فني ن بنين الخيمة والفضاء الخارجي أي التقابل بين الفضاء الخال والفضناء العنام وبالتالي التمييز بين المرجعينة العائلينة والمرجعينة المجتمعينة بكنل منا تنطوي عليه من التصورات والمواقف. فباب الخيمنة بصنغر حجمنه يجعنل الزائر في وضعية انحناء عندما يهم بالولوج إليها وهني "حركنة جسندية تتجناوز مسنتوى اإلشنارة لتأخنذ معننى اسنتعاريا مقدسنا نظنرا لصنلتها - وكان مرور الرجل بالقرب من جماعة النساء اللواتي يخطن الخيمة يحتم عليه وضع "البياظ" )سكر أو حتى ذبيحة أو غيرها( بعدما ترميه إحدى النساء بكبة الخيط التي يستعملنها لخياطة "الف ل جة". 12 املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 31
32 الخاصة بمنظومة األوضاع الجسندية الشنعائرية كمنا تبنرز فني الصنلوات والننذور التقليدينة وفني مراسنم طقنوس النوالء والطاعنة فني الحقلنين االجتماعي والسياسي" )صولة 14(. 2005: كما أن االستواء على الفراش يفنرض ننزع النعلنين ورفنع النرجلين على الحصير بحيث يأخذ الجسد من النرأس إلنى القندم "مورفولوجينة" خاصة تفرضها تقنيتي االنحناء والتخطي والرفع أي خفض ما هو مرتفنع ورفع ما هو منخفض. إنه وضع داللي من التطويع والضبط الجسدي يذكر بأنه ثمة حد يتم عبوره للولوج إلى فضاء خال له حرمته وهويته. وبنالنظر إلنى كنون الخيمنة فضناء مفتوحنا دون حنواجز يضنطلع بوظائف متعددة األمر الذي ينم عن وجود نمط ديناميكي من الممارسة السكنية يطغى عليه التعدد والتنوع النوظيفيين وإلغناء ألشنكال الفصنل علنى أساسني الجننس والسنن والتني ال تسنمح بهنا الخيمنة بنذاتها هندسنيا ووطيفينا إال أن ذلنك ال يعنني نزوعنا نحنو الفوضنى فعنادة منا يخصنص القسنم الشنرقي منن الخيمنة للرجنل والضنيوف بينمنا تحتكنر المرأة القسم الغربي منها حينث يوجند المتناع وحاوينات المناء )القنرب(. ويتم عزل القسمين بواسطة "أساتر" أي الحجاب الفاصل بنين الطنرفين مما يحقق للمرأة نوعنا منن الخصوصنية فني تندبير شنؤونها خاصنة فني حضور ضيوف غرباء. يبقى "ألساتر" بهذا المعنى دورا فني تعقيند عملينة استكشناف الخيمة بوضع الحنواجز والمسنافات التني منن شنأنها أن تعنزز خصوصنية فضاء المرأة فتصير تهيئة الخيمنة مرتبطنة بنالعرض والشنرف والمقندس حتى أن عرف أينت أوسنى قارنهنا بالزاوينة وجنرم كنل سنفه يمنس بهنا )ديوان قبيلة أيت أوسى 2( 1949: وهو ما يمننح للمنرأة مكاننة كبينرة املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 32
33 واستعالء داخل مسكنها كما وصنفها رابوبنور )RAPOPORT( فني مؤلفنه حول أنثروبولوجيا المسكن )91:.(RAPOPORT, 1972 وال تتجلننى ازدواجيننة داخننل الخيمننة فنني االسننتخدام الننوظيفي فحسب وإنما أيضا في الجمع بين ثنائيات متقابلة تقوم على صيغ مرنة متعنددة منن التالعنب بعناصنر المنناح والمحنيط المباشنر حينث يسنمح الداخل باالنتقال منن الشنمس إلنى الظنل ومنن الرطوبنة إلنى الجفناف وبمعايشنة النداخل والخنارج علنى أن الشنكل الندائري لنداخل الخيمنة يبعننث علننى االحتننواء فيصننبح بطنننا يحتننوي االنسننان الصننحراوي بننل ويتمنناهى مننع النمنناذج المقدسننة التنني يتخننذها مرجعننا وأفقننا فنني تأسيسنه والتني تنذكر وتحينل جميعنا علنى الندائرة التني هني أصنل األشنياء إذ "العنالم دائنري حنول كنائن دائنري" ( :1996 BACHELARD,.)214 تبقى الخيمة إذا بالصحراء أصل المسكن التقليدي ومنتهناه لنيس فقننط مننن وجهننة نظننر تاريخيننة فحسننب وإنمننا أيضننا مننن وجهننة نظننر سوسننيولوجية وأنثروبولوجيننة نظننرا لمننا اختزنتننه مننن كثافننة عالئقيننة وممارسنات اجتماعينة يومينة واحتفالينة ولمنا تحينل علينه منن مخيلنة وذاكرة فهي عالم اإلنسان الصحراوي الحميمني المحبنب إلنى جسنده بفضل ما كان يسري فيهنا ويندور داخلهنا ممنا يجعنل التجربنة الجسندية مستثمرة. تجربة تجعل التساؤل عنن ديمومتهنا فني الحاضنر مشنروعة فإلى أي حد استمرت تلك التجربة مع مسكن اليوم في صحراء اليوم 1 -الدار كمسكن في زمن التحضر بالصحراء املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 33
34 13 يتكون المسكن الصنحراوي الحنديث )الندار( منن جنزء مخصنص للعائلننة فنني مفهومهننا الضننيق )األبننوان واألطفننال( وجننزئين مخصصننين الستقبال الزوار: صالة عائلية متوسطة للزوار المترددين والمألوفين مثنل 14 األقنارب واألصنندقاء المقننربين والتن ي قنند تكننون عبنارة عننن "مننراح" أو "أسنراك" يتوسنط المننزل وصنالة اسنتقبال بنالمعنى الصنحيح للضنيوف الذين البد لهم من عناية خاصة تدعى "المصنرية" وعنادة منا تكنون عنند مندخل المسنكن وإلنى جاننب هنذا المسنكن هنناك "الحنوش" كفضناء لتربية بعض رؤوس الماشية أو قد تحتنل قسنما منن السنطح فني حالنة غياب "الحوش". يتمناهى المسنكن الصنحراوي الينوم فني الكثينر منن أوجهنه منع خيمة األمس فالغرف تغيب فيها في معظنم األحينان األسنرة المرتفعنة عن األرض إذ يفضل أهل الصنحراء الننوم علنى الحصنير وبعنض األفرشنة الخفيفة كما يفضلون األكل علنى موائند قصنيرة تمكننهم منن الجلنوس على الحصير وقد يحتفا في المطبخ ببعض أدوات البادية مثل "الطبنك" و"المصعاد" و"كصعت العود" وغيرها وعادة منا يالحنا أن بناب المسنكن مشر ع وتعلق عند مدخلنه أحياننا قربنة مناء أمنا "المصنرية" فإنهنا تأثنث ب"مطالت" مسطحة تسمح بالتمندد علنى األرض وأخنذ وضنعية موازينة لمواعين الشاي مما يوفر المتعة البدوية البسيطة للحياة الصحراوية. وتبقى الخيمة األداة المرجعينة األوثنق إلنى الثقافنة البدوينة فني المشاهد الحضرية اليوم حيث يعمد السكان إلى نصبها علنى السنطوح زمنن الحنر وخصوصنا فني المندن الداخلينة إذ تمكنن سنتائرها الجانبينة - تعتبر كلمة الدار المرادفة للسكن األكثر استعماال من أي كلمة أخرى رغم مطابقتها لنمط من السكن هو الذي نجده في المدن التاريخية العتيقة كلمة مراح هنا مستمد من المكان الذي كانت تربض به المواشي أمام الخيام فانتقلت رمزيا مع المجتمع بعد تمدنه لتعني الفناء الذي يتوسط المسكن ما دام يوجد أمام الغرف. 13 املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 34
35 القابلة لإلماطنة منن التمتنع بالنسنيم منن أول العشنية كمنا تقني منن لفحات الحر )أريفي( وضوء القمر ليال. على أن المعنى االجتماعي األدوات كما تنبه إلى ذلنك سبسنتيان بنولي )بنولي لهذه 113( يظنل :2006 موضع تساؤل. هل هي مجرد ثار للبادية والثقافة البدوية "للبيظان" أم هي على العكس محامل مفضلة لهوية حضرية أصيلة تضفي مع غيرهنا على مساكن اليوم وجهها المميز إن الكثير من الصور والممارسنات والتصنورات التني تنؤطر المسنكن الصحراوي اليوم تحيل على البادينة والحيناة البدوينة وتنذكر بهنا فتهيئنة المسكن تذكر في الكثينر منن أوجههنا ببسناطة الخيمنة أمنا "الحنوش" فإنه يجسد االرتباط النفسي والعاطفي بالماشية ويذكر بأسس الترحال عند "البيظان" أال وهي التنمية. كل ذلك يسخره الصحراويون وخصوصا أجيالهم التي عرفت الحياة في الصنحراء ليعيشنوا مسناكنهم ويعبنروا عنهنا فني الحاضنر بطنريقتهم الخاصة إال أن هذا الرجوع إلى الثقافة البدوية األصيلة وإن كان ملحوظنا عند السكان الحضريين المولودين قبنل السنبعينات خنذ فني التالشني تنندريجيا عننند األجيننال الشننابة التنني ولنندت وترعرعننت فنني الحواضننر فالعولمة الضاغطة والتحديث النذي هنز المجتمنع الصنحراوي وإن سنمح باستمرار بعض التصورات والممارسات إال أنه كان لنه األثنر البلينغ علنى تنظيم الحيز السكني فالمسكن أصبح يتجه أكثر فنأكثر إلنى االنقسنام إلى فضائين األول مرئي (visible) يم ارس فيه االجتماعي علنى نطناق واسع تجسده "المصنرية" مكنان اللقناء منع اآلخنر والتني تظنل ارتباطنا بذلك مرتبة وأكثر أناقة من باقي الغرف ضمن استراتيجيات بنناء الواجهنة façade) (la فني مقابنل الفضناء الثناني غينر المرئني (non visible) والحميمني المخصنص للمنرأة فني حنين كاننت خيمنة العهند الماضني املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 35
36 تسننمح بننالخلط الصننريح وعنندم وجننود الحننواجز الماديننة الدائمننة بننين الجنسنين كمنا أن تعندد الغنرف بالمسنكن يشني بحصنر االسنتعماالت الوظيفة ألجزاء السكن عكس ما كان عليه الوضع بالنسبة للخيمة وينبنأ بمنطق جديد للعالقة بين الجنسين أضف إلى ذلك التوجه المتزايد نحو األخذ بنالتجهيزات اإللكتنرو منزلينة ووسنائل الرفناه المنزلني والقفنز نحنو الحاجات ذات الطابع الكمالي في تجناوز بني ن للعمنران البندوي المقتصنر على الضروري في سائر األحول والعوائد فكلما تطورت الحاجات وانخنرط األفراد بعادات جديدة إال وبرزت أشكال واعتبارات جديدة للسكن. وإذا كانت خيمة األمس تخلنوا منن وسنائل التحصنين المادينة فنإن المسكن الصحراوي اليوم يجسد البحث عن األمن واستحضنار الهناجس األمني انطالقا من تعدد الشبابيك والقضنبان الحديدينة المرتبطنة بالبناب والنوافنذ بنل إن بعنض ذوي الننعم يعيننون حراسنا أمنينين عنند منداخل فيالتهم وإن كان هذا السلوك الطنارئ يثينر اسنتهجان المسننين خاصنة لما يرون فيه منن تخنل عنن المضنيافية التني هني قيمنة أساسنية منن الثقافة البدوية فصار لنذلك المسنكن عبنارة عنن محمينة حسنب تعبينر شننومبار (CHOMBART, 1971 :11) يسنناهم فنني اإلعننداد والتحضننير لشكل أعم من االنطواء الذي يصيب البدوي في بداية استقراره. ويبقى التفاخر في المزج بين األنمناط واألسناليب العمرانينة الجديندة وخاصة في األحياء الراقية تجسنيدا لشنراهة مكانينة تقنود منن العمنران البدوي إلى العمران الحضري. والبحث عن الترف والتفاخر فيه كنوع منن التعويض عن فتنرة البسناطة الطويلنة والصنعبة - إن لنم نقنل البائسنة- فيشكل ذلك بالفعل حسب مفهوم هيجل "اللحظنة" المهمنة التني ينتم االنتقال فيها من وضعية البداوة إلى وضعية التحضر )ولد الشنيخ :2006.)146 املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 36
37 استنتاج: لقد حاولنا في هذه الدراسة الوقوف على المتغيرات التني طنرأت على المسكن والتمثالت المرتبطة بانتقال المجتمع الصحراوي من بيوت خفيفة متنقلة ومتكيفة مع الظروف األمنية والمناخية السائدة بالصحراء حينئذ إلى بيوت قارة استوعبت الكثير من المتغيرات المرتبطنة أساسنا بتغير رؤى المجتمع ليظهر لنا كينف تقتنرب التغيينرات الثقافينة المتمثلنة فني السنلوك منن التغيينرات الحاصنلة فني المحنيط والتني تظهنر عبنر الشكل المبني ذلنك أن المسنكن هنو مؤسسنة ولنيس بنينة أو شنكال ماديا فقط وبناءه هو واقعة ثقافية معقدة. ملحق رقم: 1 مالحق رسم تخطيطي للخيمة حيث يظهر "أساتر" وسط الخيمة: )بلحداد 2008: ملحق الكتاب( املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 37
38 ملحق رقم 2: ملحق رقم 3: خيمة مضروبة على سطح فيال: ( س. بولي 114( 2006: املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 38
39 مصادر ومراجع: الرواية الشفهية والمعايشة الميدانية. بلحداد )نور الدين( الصحراء المغربية ) ( األفريقية مطبعة المعارف الجديدة الرباط التسرب االسباني إلى شواطئ منشورات معهد الدراسات.2008 بولي )سبستيان( "أدوات البداوة في نواكشوط: مجرد بقاينا منن نمط حياة مهجور أم محامل مفضلة لهوية حضرية حينة " اسنهام بكتناب انواكشوط: عاصةمة موريتانيةا. 50 عامةا مةن التحةدي اصندار وزارة الثقافة والشباب والرياضة دار النشر ييحيا 2006 ل ل ولد الشيخ ( عبد الودود( "انواكشوط عاصمة بدوينة " ل ل بن محمد البناهنين )منوالي عمنر( ديةوان قبيلةة أيةو أوسةى مخطوط نسخة سنة 1369 هن/ 1949 بحوزتنا نسخة مصورة منه. مكنني طبنننارة )رجننناء( مقاربةةةة نلة ة - اجتماعيةةةة للمجةةةال السكني دراسة ميدانية منشورات المؤسسنة الجامعينة للدراسنات والنشر والتوزيع بيروت لبنان الطبعة األولى دوريات ومقاالت:.1995 سننوالمية )نوريننة( "توظيننف الفضنناءات السننكنية الجنناهزة بننين التصورات والممارسات حالة مدينة وهران" اسنهام بمجلنة المواقة العدد السادس ديسمبر 2011 ل ل صولة )عماد( "صيرورة الرمز منن العتبنة إلنى وسنط الندار: قنراءة أنثروبولوجينننة فننني السنننكن التقليننندي التونسننني" اسنننهام بمجلنننة املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 39
40 2005 ل 28 Ouvrages et Articles: إنسانيات المجال- ل الفعاليات االجتماعية الغيرينة عندد.22-5 BACHELARD (Gaston): La terre el la rêverie du repos, Tunis, Editions CERES, CHOMBART DE LAUWWE (P. H): Pour aspirations. Paris Médiations, une sociologie des LEFEBVRE (H) : dur sural a l urbain. Anthropos. Paris Introduction. MAUSS (Marcel), «Essai sur le don, Forme et raison de l échange dans les sociétés archaïques»: in Sociologie et anthropologie, Quadrige, P.U.F, 1983, PP RAPOPORT, (A): Pour une anthropologie de la maison. Paris Bordas, املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 40
41 مظاهر البداو في المجال الحضري بمدن جنوب المغرب: دراسة لحالة مدينة طانطان بكار المرتجي باحث في الجغرافيا مقد مة عرف المغرب ابتداء من ستينيات القرن المنصرم فترات جافة ومتواترة أثرت بشكل واضح على ساكنة البوادي واألرياف نظرا العتمادها على القطاع الفالحي بالدرجة األولى. وفي هذا اإلطار يمكن القول إن الطرق المتبعة في تعامل الساكنة المغربية مع ظاهرة الجفاف وتأثيراته السلبية اختلف من منطقة إلى أخرى فإذا كانت األقاليم الشمالية والوسطى للبالد عرفت حركات هجرية كثيفة من البوادي واألرياف إلى المدن أفرزت نتائج عكسية على المجاالت الطاردة والمستقبلة على حد سواء فإن األقاليم الجنوبية اضطرت جل ساكنتها إلى التغيير الجذري لحياتها واالنتقال من البداوة إلى االستقرار القسري بالمدن الناشئة حديثا ومحاولة التأقلم مع واقعها الجديد واالندماج التدريجي في ركب المدنية الجارفة التي عرفتها المنطقة طيلة السنوات الماضية. ومع ذلك إال أنه رغم مرور أزيد من أربعة عقود على البدايات األولى لهذا االستقرار )الجيل الثالث( فإن مظاهر البداوة )تربية الماشية داخل الدور السكنية طبيعة المسكن األنشطة المزاولة حضور القبيلة التعامل مع الفضاء العمومي...( ما تزال ظاهرة للعيان في المدن الكبرى والمتوسطة للمنطقة مثل مدينة طانطان. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 41
42 السياق العام للدراسة تندرج هذه الورقة البحثية في إطار الدراسات التي تهتم بتأثير سلوكيات اإلنسان على الحياة الحضرية والتأثيرات العامة للهجرة القروية على مورفولجية المدن وتشكلها مع التركيز على مسألة المدينة في مجتمع البداوة. حيث لطالما اعتبرت المدينة في المجتمعات البدوية كائنا غريبا عليه أن يثبت وجوده ويقاوم أوال الظروف الطبيعية الصعبة ونمط العيش الذي تفرضه إضافة إلى محيط اجتماعي لطالما نظر إليها بنوع من الدونية والتعال )بوبريك :2002 7( وبعد أن فرضت عليه الظروف الطبيعية والسياسية االستقرار بهذا الوسط كان عليه أن يبتكر حلوال يتأقلم معها مع المعطيات الجديدة. إشكالية الدراسة لقد مر على استقرار البدو الرح ل بمدينة طانطان أزيد من أربعة عقود وعرفت حياتهم منذ ذلك اإلبان تحوالت اجتماعية واقتصادية وثقافية جد هامة ترتبت عنها نتائج يمكن القول عنها بأنها جيدة على األقل في ما يتعلق بتمكين األطفال من التعليم واستفادة األسر من المرافق العمومية وخدمات القرب بشكل أفضل من الماضي. بيد أن مظاهر نمط العيش السابق )البداوة( ما تزال حاضرة في األذهان وفي الممارسات اليومية لجزء من هذه الساكنة األمر الذي يمكن معه التساؤل حول تجليات هذه الممارسات وأشكالها ونظرة ممارسيها إليها ونظرة وردود فعل باقي سكان المدينة حولها هذا فضال عن دور مظاهر 15 الحياة السابقة هذه في ب د و ن ة المدينة وإلى أي حد ساهمت في إعطاء مدينة طانطان هوية حضرية خاصة - تم استخدام مصطلح بدونة المدينة وليس ترييف المدينة بالنظر إلى نمط العيش الذي كان يمارس من قبل الوافدين على المدن والذي كان غالبيتهم من البدو. 15 املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 42
43 إن الحديث عن مظاهر الحياة البدوية المنتشرة في المدينة المدروسة يحيلنا إلى الحديث عن القبيلة ودورها في تدبير الشأن العام المحلي ما دام االنتماء القبلي معيارا أساسيا الختيار المرشحين لالنتخابات البلدية وأكثر محددات السلوك االنتخابي تأثيرا كما ما يزال هذا المعيار حاضرا بقوة في مختلف مناحي الحياة اليومية لسكان المدينة المدروسة. المنهجية المعتمد حاولنا في هذه الدراسة المزاوجة بين المنهجين الكمي والنوعي بالنظر إلى طبيعة الدراسة والتي تحتاج في جزء منها إلى تحليل العديد من البيانات التي وردت في مجموعة من الكتب واألطاريح 16 الجامعية والمقاالت التي تناولت الموضوع بشكل عام وذلك بهدف الجمع بين مختلف اآلراء والنظريات التي تطرقت إلى تاريخ المنطقة ونشأة الظاهرة الحضرية من أجل توظيف األنسب منها وتطوير أفكار جديدة تخدم اإلشكالية األساسية للبحث. ومن ناحية أخرى فإن جانبا من الدراسة جعلنا نضطر إلى توظيف المنهج الكمي من خالل اعتمادنا على بعض اإلحصاءات والبيانات الخاصة بتطور سكان المدينة المدروسة من أجل معرفة الحيثيات الدقيقة التي حتمت على القسم األكبر من البدو االستقرار النهائي بالمدينة هذا فضال عن االستعانة بتقنية المقابلة الموجهة التي استهدفت مجموعة من طانطان خالل السنوات السبع األخيرة )82 األسر البدوية المستقرة حديثا في مدينة أسرة(. وهو أمر مكننا من - يشار إلى قلة الدراسات التي تناولت مدينة طانطان باستثناء بعض المقاالت التي كتبها الجغرافي محمد بنعتو حول مدن الجنوب المغربي. 16 املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 43
44 فهم أكثر آلليات اندماج البدو في الحياة الحضرية وتأقلمهم معها ودرجة ارتباطهم بنمط حياتهم السابق. 1. تربية الماشية داخل المدار الحضري مظهر من مظاهر البداو أم نشاط اقتصادي مندمج يبقى من الصعوبة بمكان إعطاء أرقام دقيقة حول حجم الماشية التي يربيها سكان مدينة طانطان داخل المجال الحضري أو في أطرافها المباشرة ويتضح انطالقا من المالحظة الميدانية األعداد الهامة من الماعز واألغنام على الخصول التي تجوب الشوارع واألزقة الهامشية وترعى على المخلفات في المطارح العشوائية )صورة رقم 1( وهي ممارسة ظهرت مع البدايات األولى لنشأة المدينة واستقرار البدو على أطرافها. ويقوم حاليا العديد من سكان المدينة من البدو القدامى أو غيرهم بتربية رؤوس من الماشية )من رأسين إلى عشرة رؤوس( إما على أسطح المنازل أو في حظائر مستقلة إلى جانبه )صورة رقم 2( ويبقى الهدف األساس من هذه التربية االستفادة من ألبانها ولحومها خاصة وأن أغلبية الرؤوس المرباة هي من الماعز في حين تبقى التربية بهدف البيع أمرا نادرا. ومع ذلك تنشط في األسابيع واأليام التي تسبق عيد األضحى عمليات البيع والشراء الخاصة بماشية المدينة وهنا يجب التمييز بين الحظائر التي يملكها السكان العاديون وبين الحظائر التي يملكها المستثمرون هذه األخيرة تكون أكبر مساحة وتجهيزا وتضم عددا أكبر من رؤوس الماشية التي يبقى الهدف األساسي من تربيتها توجيهها إلى األسواق المحلية. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 44
45 صورة رقم 1 و 2 لمدينة طانطان. : جوانب من تربية الماشية داخل المجال الحضري ويكفي إلقاء نظرة على التوزيع المكاني لهذه الحظائر لتكوين فكرة عن حجم الظاهرة ودرجة ترددها داخل المدينة حيث يالحا انتشار مختلف أنشطة تربية الماشية في األحياء الوقعة على أطراف المدينة وتقل كلما اتجهنا من هذه األطراف نحو المركز )شكل رقم 4( وهو املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 45 ما يفسر بازدحام هذا المركز بمختلف األنشطة األخرى وزيادة الطلب على السكن وارتفاع أسعار العقار مما اضطر العديد من مالك الحظائر بالمركز إلى بيعيها أو تحويلها إلى مساكن. وإذا كان صنف الماعز واألغنام األكثر تربية من قبل السكان داخل مدينة طانطان فإن األصناف األخرى خاصة اإلبل تتم تربيتها على أطراف المدينة وتلقى منتجات ألبان اإلبل رواجا منقطع النظير من قبل الساكنة حيث يتم بيعه بشكل طازج إلى موزعين داخل مختلف أحياء المدينة في ظل غياب شركة لتحويل وتوزيع هذه المنتجات.)Mahdi, 2015 : 38( وإلى جانب بيع حليب اإلبل كنشاط مدر للدخل يمكن الحديث عن أنشطة أخرى لها صلة مباشر بتربية الماشية فباإلضافة إلى امتهان
46 بعض سكان المدينة لبيع المواشي يسترعي انتباه زائر المدينة العديد من المحالت التجارية المتخصصة في بيع أعالف الماشية )الصناعية والطبيعية( كما تخصص لمثل هذه األنشطة فضاءات خاصة داخل السوق األسبوعي للمدينة )صورة رقم 4( كما يمكن الحديث في هذا الصدد عن محالت متخصصة في أدوات علف وسقي الماشية )صورة رقم 5( و )الشكل رقم 4(. وتجدر اإلشارة إلى أن المكانة الراسخة لإلبل في المجتمع البدوي المستقر ما تزال حاضرة إلى اليوم حيث ما تزال عنصرا أساسيا في مختلف المناسبات االجتماعية والسياسية فهي في حفالت الزواج تقدم كهدية ألهل العروس كما تقدم كطعام للمدعوين وما يزال لها حضور كبير في االحتفاالت السياسية وغيرها مما زاد من قيمتها السوقية وارتفعت أسعارها في السنوات األخيرة. وعليه فإن نشاط تربية الماشية في مدينة طانطان يمكن اعتباره نشاطا مندمج إلى حد ما في االقتصاد الحضري. شكل رقم : 4 التوزيع المجالي ألهم األنشطة المرتبطة بتربية الماشية داخل المجال الحضري لمدينة طانطان سنة املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 46
47 صور رقم و 6 : الحضري لمدينة طانطان. مظاهر استمرار تربية الماشية في المجال توضح الصورة رقم 3 الجانب المخصص لبيع أعالف الماشية داخل السوق األسبوعي لمدينة طانطان بينما تبين الصورة رقم محل 4 تجاري متخصص في بيع مستلزمات تربية الماشية في حين توضح 4 الصورتان.2 و 5 محلين األول متخصص في بيع حليب الماشية الحضرية )اإلبل والماعز( والثاني لبيع المواشي وذبحها في عين المكان. الخيمة وأثرها في األشكال الحضرية والسكن شكلت الخيمة في البدايات األولى لالستقرار البدو بمدينة طانطان وغيرها من مدن المنطقة الملجأ الوحيد الذي أنشأته العائالت النازحة على أطراف المدينة إلى حين إنشاء 7(. رقم وعلى الرغم من تعويض هذه الخيام القديمة مساكن بمواد صلبة )صورة بالبنايات الحديثة املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 47
48 فإن هذا الفضاء األسري بامتياز يبقى غير غائب اليوم عن مجمل أحياء مدينة طانطان. فالخيمة ما زال باإلمكان مشاهدتها على أسطح المنازل المكونة من طابق أو طابقين أو في الفناء األمامي للمنزل وتظل الخيمة كرمز سابق للبداوة أداة مرغوبا فيها خاصة في فصل الصيف ألنها مالئمة للمناح الحار والجاف وتمكن ستائرها الجانبية القابلة لإلزاحة من التمتع بالهواء الرطب كل مساء عكس المنازل المغلقة ويبقى من المألوف في فصل الصيف باألخص رؤية أسر تجلس كل مساء أو في بداية الليل على حصير مبسوط في الشارع أمام باب المنزل للتمتع بالنسيم الليلي وأنس بقية أهل الحي الذين يعمدون إلى نفس الشيء. صورة رقم 7: البدايات األولى الستقرار البدو على أطراف مدينة طانطان املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 48
49 إال تظهر في مقدمة الصورة مجموعة من األسر المستقرة حديثا وما تزال هذه األسر تقطن خيامها السابقة وتربي أجزاء من قطعانها أن هذه الخيام سرعان ما تتحول تدريجيا إلى مساكن صلبة وقارة كما هو موضح في خلفية الصورة. من الواضح أن شغف البدو السابقين بالخيمة لم يقف عند هذا الحد بل امتد ليشمل التصميم الداخلي والخارجي للمنازل الصلبة فالمتمعن في التصاميم الداخلية لجل المنازل خاصة المبنية قبل ثمانينيات القرن الماضي سيشد انتباهه من دون شك رحابة هذه المنازل وتعدد غرفها مقارنة مع مناطق أخرى أو على األقل منازل السكان المستقرين من أصول حضرية أو ريفية كما أن هذه المنازل كانت تتميز بباحة داخلية منفتحة على الخارج تنتهي إليها أبواب جميع الغرف إال أنه لوحا في السنوات األخيرة تراجع اإلقبال على مثل هذه البنايات بفعل المساحة التي تتطلبها وظهور الحاجة إلى المنازل ذات المستويات المتعددة عوض ذات المستوى الواحد. وتبقى الخيمة حاضرة في العديد المناسبات االجتماعية )حفالت الزفاف مراسم التأبين...( ويتم نصبها أمام المنازل أو مقرات األحزاب إبان االنتخابات واالستقباالت الرسمية بيد أن ما يميز هذه الخيام عن الخيام التقليدية وإن احتفظت بشكلها الهرمي دائما هو حجما الكبير المعد الستقبال أكثر عدد من المدعوين مواد صنعها حيث أضحى للبالستيك والقماش حضور كبير في صناعة هذه الخيام. وما يزال للخيمة دور كبير في مختلف األنشطة التجارية حيث ما زلنا نجد خياما منصوبة هنا وهناك في السوق األسبوعي لمدينة طانطان )صورة رقم 8( لتحمي باعة الخضر والمواشي من أشعة الشمس كما تستعمل الخيمة كمقاهي مؤقتة في هذا السوق حيث املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 49
50 يجتمع الباعة وأحيانا رواد السوق للراحة ومن الواضح أن دور الخيمة تجاوز ما هو اجتماعي واقتصادي أو سياسي بل امتد لما هو ثقافي أيضا وتم تبني الخيمة كشعار للمجلس اإلقليمي )صورة رقم 17 أن الموسم سنة 9( كما 2009 ما يربوا على السنوي لطانطان والذي اعترفت به منظمة اليونيسكو كتراث إنساني ال مادي يحتفي بالخيمة سنويا ويتم نصب 200 خيمة تقليدية بشكل دائري يتم داخلها أو في الساحة التي تتوسطها مختلف أنشطة المهرجان )صورة رقم )10 وارتباطا برموز البداوة وعالقتها بما هو سياسي أو ذو طابع رسمي فإننا نجد بمدخل مدينة طانطان نصبا تذكاريا عبارة جملين متقابلين باللون األبيض )صورة رقم الصحراوية وأصول سكانها البدويين. صور : و 11 11( وهما بذلك يذكران دائما بطابع المدينة جوانب من حضور الخيمة في الحياة الحضرية الموسم : هو عبارة محلية تطلق على الملتقى السنوي أو المهرجان. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 50
51 توضح الصورة األولى حضور الخيمة في شكلها الحديث في السوق األسبوع لمدينة طانطان وما يزال للخيمة وغيرها من رموز البداوة حضور وازن حيث تم اتخاذها إضافة إلى الجمل كشعار رسمي إلقليم طانطان )الصورة 8( كما يتم بشمل سنوي نصب العديد من الخيام التقليدية في الموسم السنوي للمدينة المعترف به من قبل اليونسكو كتراث عالمي ال مادي )الصورة )9 ويسترعي انتباه زائر مدينة طانطان نصب تذكاري في مدخل المدينة عبارة عن جميل متقابلين )الصورة 10( كنوع من التذكير بأصول الساكنة البدوية. وعليه فإنه باإلمكان اعتبار الخيمة داخل مدينة طانطان أو غيرها من المدن الصحراوية من العناصر التي ما تزال تحتفا في محيطها الحضري بمكانتها المركزية في الوسط البدوي وال يمكن القول بأي حال من األحوال بأنها مجرد رمز لالشتياق أو بقايا من ثقافة تلفا أنفاسها األخيرة وإنما هي أداة فعلية للتعبير عن هوية حضرية حية حقا..3 على القبيلة بمدينة طانطان: حضور قوي على مستويات متعدد ال يقتصر حضور البداوة ومظاهرها في مدينة طانطان جنوب المغرب الجانب المتعلق بالعمران أو الطبيعة الحضرية داخل المدينة من خالل هذا الرمز أو ذلك لكنها تتضح وبجالء في السلوكيات والعقليات وكذا القيم التي ما زالت تتحكم فيها البداوة بشكل أو بآخر والحال أن هذه القيم ليست طارئة على المجتمع المحلي وإنما هي نتيجة صراع وتفاعل طويل مع البيئة الصحراوية ونمط اإلنتاج الرعوي والثقافة البدوية التي أثرت على نمط التفكير والعمل والسلوك والعالقات االجتماعية. ومن الطبيعي أن تستمر هذه القيم من جيل إلى جيل عن طريق اللغة املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 51
52 والثقافة حتى بعد انتقال الفرد إلى حياة االستقرار والتحضر في المدينة وتظهر بين الحين واآلخر في السلوكيات والتصرفات اليومية للفرد والجماعة في كثير من األحيان. وإذا اختفت أو ضعفت بعض المظاهر الخارجية للعالقات القبلية فإن القيم واألعراف والعصبيات المتول دة من مركب العصبية البدوية من المنظور الخلدوني تبقى عميقة الجذور في السلوك االجتماعي والسياسي فيستمر مفعولها في البيئات المستقبلة لتظهر في السلوك اليومي مغلفة في أحيان كثيرة بغالف من التحضر السطحي الذي سرعان ما ينكشف في الممارسات الفعلية عندما تتغلب القيم والعادات العشائرية على الحضرية. "وهو ما أطلق عليه محمد جابر األنصاري ظاهرة "البداوة المقنعة" التي رافقت ترييف المدن العربية" )الحيدري.)2011 ويرى العديد من الباحثين أن "القبيلة والقبيلة (le tribalisme) تتراجع بفعل تراجع أسسها المادية وعالقاتها الجمعوية لفائدة تنامي الفردانية والفئوية القائمة على معطيات تحوالت الواقع االقتصادي الجديد" )دحمان : ( إال أنه ومع ذلك "فإن األبعاد الرمزية للقبيلة ما زالت متواجدة في األذهان وروح الحياة القبلية القديمة ما زالت إلى اآلن تحرك األفراد والجماعات" )الهراس.)260 : القبيلة واالنتخابات سيالحا المتتبع للشأن العام بمدينة طانطان بشكل جلي الدور الذي ما تزال تلعبه القبيلة واالنتماء القبلي في المجتمع المحلي ذلك أن القبيلة ما تزال حاضرة بقوة في تدبير الشأن الملحي بطريقة أو بأخرى ويتضح األمر بجالء عند النظر إلى تاريخ االنتخابات بالمدينة و ليات إفراز النخب وانتمائها القبلي وتوزيعها على الدوائر االنتخابية. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 52
53 ويتجلى هذا التأثير كذلك في بعض القضايا واإلشكاليات التي تطرح بشكل مستمر ويتم اللجوء فيها للقبيلة بهدف حلها ليطال تنظيم المجال الحضري بالمدينة. فبالعودة إلى أهم االستحقاقات االنتخابية )االنتخابات البلدية( التي شهدتها المدينة يتضح حضور البعد القبلي في اختيار ممثلي السكان فكما هو مبين في الشكل رقم 5 الذي يوضح تطور عدد المقاعد المحصل عليها في االنتخابات البلدية لمدينة طانطان ما بين سنة و 2015 وفقا لالنتماءات القبلية للمترشحين 1997 يتضح أن بعض القبائل كان لها الحا األوفر من عدد المقاعد مقارنة بقبائل أخرى فقبيلة " يت لحسن" على سبيل المثال استطاع المرشحون المنتمون إليها ضمان تمثيلية مريحة في المجلس البلدي حيث انتقل عددهم من الوالية االنتخابية إلى خالل ممثال خالل الوالية االنتخابية التالية ليرتفع هذا العدد خالل الوالية االنتخابية الالحقة ) ( 17 إلى القبيلة المذكورة. ممثال وقد أفرزت االنتخابات الجماعية األخيرة وقد احتلت قبيلة " يت عضوا يمثل 16 باعمران" الرتبة الثانية في ما يخص عدد أعضاء المجلس البلدي لمدينة طانطان الفائزين في االستحقاقات االنتخابية المذكورة والذين تراوح عددهم ما بين و 6 5 عدد األعضاء الممثلين لقبيلة "ينگوت" ممثلين اثنين إلى أعضاء كما تراوح ممثلين 4 ولعل ما يفسر حضور قبيلة " يت لحسن" الكبير في المجلي البلدي للمدينة وتربعها على عرشة منذ عقود )من سنة 1976 إلى حدود سنة 122) ATTOU, 2014 : (BEN هو الوزن الديموغرافي لهذه )2015 القبيلة بالمدينة من جهة واستطاعة بعض العائالت النافذة المنتمية إليها ضمان أصوات العديد من الشرائح االنتخابية التي ليس لها والء املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 53
54 قبلي من جهة ثانية فقد تمكنت إحدى هذه العائالت السيطرة إضافة إلى رئاسة المجلس البلدي لطانطان على رئاسة المجلس اإلقليمي منذ انتخابات 1997 كما تسيطر عائلة أخرى تنتمي إلى قبيلة " يت لحسن" على رئاسة المجلس الجهوي. أما قبيلة " يت باعمران" فعلى الرغم من أن أراضيها القبلية والقسم األكبر منها ينتمي إداريا إلى إقليم سيدي إفني )حولي 190 كلم شمال مدينة طانطان( فإن وجود العديد من المجموعات العائلية في المدينة واحتكارها لبعض األنشطة التجارية والخدماتية وحفاظها على الحياد في ما يتعلق بالصراعات القبلية بالمنطقة مكنها من إفراز العديد من األعضاء من ضمنهم رئيس المجلس البلدي الحالي وبالنسبة لقبيلة ينگوت فعلى الرغم من وجود مدينة طانطان ضمن األراضي التقليدية لهذه األخيرة إال أن قلة أفراد هذه القبيلة بالمدينة من جهة وتفرقهم في باقي المدن المجاورة لم يمكن ممثليها من تصدر قائمة أعضاء المجلس البلدي لطانطان أما القبائل األخرى التي بقي تمثيليتها شبه منعدمة أو أن حضور أفرادها ضمن تشكيلة المجالس البلدية منذ سنة 1997 تميز بنوع من التذبذب يفسر بعدم وجود قاعدة شعبية لهذه القبائل بالمدينة. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 54
55 الشكل رقم 5: التمثيلية القبلية في المجالس الجماعية لبلدية طانطان خالل سنوات گن الواليات االنتخابية القبيلة/المنطقة يت لحسن أيتباعمران ي وت 1 الرگيبات 1 يت موسى أوعلي يتوسى 1 تجاكانت شرگاوة )المغرب الشرقي( منتخبين من األقاليم الشمالية للبالد المجموع المصدر )بتصرف( : un Mohamed BEN ATTOU, «Tan-tan espace partager : mondialisation économique, fait urbain et gouvernance locale», (Rabat, édition bouregreg, 2014), p 122. ولعل ما يزكي من مسألة الحضور الكبير للقبيلة في االنتخابات بمدينة طانطان الحضور الضعيف لألعضاء الذين ال ينتمون إلى المنطقة الجنوبية أي أنهم من أقاليم أخرى واقعة شمال إقليم طانطان فقبل االستحقاقات االنتخابية لسنة 1997 كان من الصعب على أي من هؤالء األعضاء الترشح لالنتخابات بالنظر إلى عدم وجود قاعدة شعبية تضمن لهم تحقيق الفوز غير أن هذه المسألة عرفت تراجعا في السنوات األخيرة فقد استطاع األعضاء المنتمون إلى بعض األقاليم الشرقية للمملكة )طاطا وارزازات زاگورة...( ضمان تمثيلية لهم في المجلس املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 55
56 البلدي للمدينة وهو نفس ما يمكن أن يقال أقاليم أخرى خارج المنطقة الجنوبية للبالد. عن األعضاء المنتمين إلى وفي ظل هذا الوضع ال يمكن الحديث عن المكانة الحقيقية لألحزاب السياسية والبرامج الحزبية للمرشحين فإذا كان االنتماء القبلي للمرشح عامال أساسيا في ظفره بأصوات الناخبين وحتى الدوائر االنتخابية يتم التنافس عليها على أساس قبلي فمن البديهي أن األحزاب السياسية وبرامجها ستحتل مكانة ثانوية في المشهد االنتخابي في المدينة فرغم وجود فروع عدد هام من األحزاب "لكن نشاطها يبقى غير ذي أثر ومحدود جدا وتظهر بوادر فشله في لحظة االنتخابات إذ أنها ال تسعى لتصحيح اختيارات مرشحيها أو أنها تسعى لطرح عناصر أفضل بل العكس تماما حيث أن رؤية طبيعة ترشيحاتها تظهر صيغتها غير المتجانسة فبينما نرى أشخال ذوي مستوى عال نرى أيضا أشخال منعدمي المستوى التعليمي تماما. مما يطرح سؤال الجدوى من العمل الحزبي باعتبار موسمية تحركه والرابطة التي تجمعه بالمجتمع هي رابطة مصلحية تقوم على جمع األصوات" )بيناهو.)108 : 2010 وتهيمن بعض األحزاب التقليدية على المشهد الحزبي في مدينة طانطان وكما هو موضح في الشكل رقم 6 واالتحاد االشتراكي والتجمع الوطني لألحرار تبقى أبرز فإن أحزاب : االستقالل األحزاب الحاضرة في مختلف االستحقاقات االنتخابية التي عرفتها المدينة وهو ما يمكن تفسيره بارتباط هذه األحزاب بالقبائل السالفة الذكر والمسيطرة )انتخابيا( في المدينة ويعزى بروز بعض األحزاب الجديدة على المشهد الحزبي والسياسي في االستحقاقات االنتخابية األخيرة والتي قبلها خاصة حزبي الوحدة الديموقراطية واإلصالح والتنمية هو االنشقاقات املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 56
57 التي وقعت محليا داخل بعض األحزاب مما اضطر بعض المرشحين لالنتخابات إلى تغيير انتمائهم الحزبي. كما برزت أحزاب جديدة في المدينة لم تركز كثيرا على البعد القبلي أبرزها حزب األصالة والمعاصرة وحزب العدالة والتنمية الذي تصدر قائمة األحزاب الفائزة في االنتخابات األخيرة لسنة وعلى هذا األساس تبقى القبيلة أحد أبرز محددات السلوك االنتخابي في مدينة طانطان وذلك بالموازاة مع أشكال استقطاب الناخبين األخرى مثل العالقات الشخصية واستخدام المال السياسي وغيرها وهكذا فالسلوك االنتخابي في مدينة طانطان يبقى غير منفتح تجاه ما هو ديموقراطي إلى حد ما )ليديربي 72( : 2010 مما يضفي صفة النفعية في التعامل مع لحظة االنتخابات. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 57
58 الشكل رقم خالل سنوات 6: التمثيلية القبلية في المجالس الجماعية لبلدية طانطان الواليات االنتخابية الحزب االتحاد االشتراكي التجمع الوطني لألحرار األستقالل 2 12 الوحدة والديمقراطية 5 6 اإلصالح والتنمية األصالة والمعاصرة 1 1 االتحاد الدستوري 3 1 الحركة الوطنية الشعبية 1 الحركة الديموقراطية واالجتماعية 1 الحزب االشتراكي الديموقراطي 12 1 العدالة والتنمية 1 النهضة والفضيلة 4 الحزب الوطني الديموقراطي 2 حزب الوسط االجتماعي المجموع المصدر )بتصرف( : - espace Mohamed BEN ATTOU, «Tan-tan un partager : mondialisation économique, fait urbain et gouvernance locale», (Rabat, édition bouregreg, 2014), p مصلحة االنتخابات عمالة طانطان القبيلة وتدبير الشأن العام المحلي إذا كانت القبيلة كأحد أبرز محددات السلوك االنتخابي لألفراد وعامال حاسما في ما يخص إفراز النخب المحلية )رؤساء جماعات املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 58
59 ومستشارين( فمن البديهي أن تؤثر القبيلة بشكل أو بآخر في تدبير الشأن المحلي خاصة وأن جل الناخبين يصوتون على مرشح منتمي إلى قبيلتهم بالدرجة األولى لما سيشكله فوزه من دفعة معنوية وتحقيق مآرب تصب في مصلحة القبيلة ككل : 2014 ATTOU, (BEN 122(. وعلى الرغم من صعوبة الجزم بمدى قدرة المرشح الفائز على تحقيق المصالح المرجوة منه فإن التوافقات السياسية التي ينبني عليها أي مجلس جماعي بعد كل عملية انتخابية توضح بشكل جلي أن مسألة األغلبية والمعارضة غير حاضرة بتلك القوة حيث يكون التفاهم حول النقاط أو المشاريع المبرمجة في إطار توافقي بين مكونات القبيلة/القبائل المسيطرة بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية. وال تقف مظاهر حضور القبيلة في تسيير الشأن العام لمدينة طانطان عند هذا الحد بل تتعداه إلى أشكال أخرى تتخذ منحى تنافسي على السلط الممنوحة لبعض األعضاء وتصفية حسابات ومساومات تأتي في الغالب على شكل عرقلة لبعض المشاريع التنموية وفرض أخرى بما يتماشى مع مصلحة هذا العضو أو ذاك )دون أن تكون في مصلحة تجمع قبلي بعينه بالضرورة(. إن الحضور الوازن للنزعة القبلية في عالقتها بتدبير الشأن المحلي وإن كانت غير واضحة بشكل كبير فإنه يمكن استجالئها بشكل أوضح في مجموعة من الحاالت. فإذا أخذنا على سبيل المثال مسألة الحركات االحتجاجية التي يعرفها إقليم طانطان بين الفينة واألخرى وتكون في الغالب بهدف تحقيق بعض المطالب االجتماعية أو بهدف تحسين بعض المرافق أو إحداث بعضها فإن الحشد لمثل هذه المظاهرات أو االحتجاجات يكون للقبيلة دور محوري فيه وغالبا ما يعرف استجابة واسعة من لدن السكان كما يبرز هذا الدور أيضا في بعض املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 59
60 المناسبات التي تستدعي تكتل القبيلة من قبيل االعتراض على مشروع معين أو المطالبة بالتشغيل أو تسهيل الولوجية لبعض الخدمات... وفي بعض األحيان تلجأ السلطات المحلية إلى القبيلة أيضا لكن هذه المرة للتوصل إلى اتفاقات لوقف االحتجاجات وتحقيق المطالب المذكورة. في بينها من من ما ناحية يتعلق وبين أجل محوريا عندما القبائل الحسم ويلجأ تجد أخرى بفض إليها نفسها يتضح النزاعات الدور األخرى حيث في أكثر مثل من عاجزة هذه الذي الداخلية مرة عن ما غالبا ما بين النزاعات من فض )األراضي الرعوية خارج المجال الحضري(. بعضها وقد السنوات الشيوح والمثقفة الشأن القبيلة.6 الذي أثبتت كان األخيرة واألعيان من العام هذه قائما لم بل القبيلة المحلي أضحت هي المسألة مع يعد بعض يقتصر أصبحنا يدل مما مستقبال األخرى حاضرة نجاعتها القبائل حضور نجد إلى على مادامت يتم طرف بعض تزال أبنائها تلعبه تقديم كما بشكل المجاورة القبيلة أن أو السلطات جانب إمكانية في هذا القبيلة ومرفولوجية مدينة طانطان يمكن المجالي نرصد أن للساكنة تأثر بالمجال القبيلة على الحضري الحياة الفئات القبيلة تلك الشيوح القبيلة الصراعات الباب. كبير ومن في هؤالء حضور العامة الشابة لمدينة طانطان التي إلى قد وكبار يبقى المحلية على فيما المالحا هذا اليوم تنشأ السن دورها نفسها األراضي يخص أنه الباب الفئات القبيلة انطالقا في والمثقفة من فض وفي على الشابة تدبير املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 60 من التوزيع فقد كانت أحياء المدينة إلى عهد قريب مقسمة بشكل ضمني بين قبائل المنطقة أي أن كل حي من أحياء المدينة كان يضم غالبيتها في لعائالت المنتمية
61 إلى هذه القبيلة أو تلك دون أن يعني ذلك عدم وجود عائالت من قبائل ومناطق أخرى إال أن هذه المسألة خفت تدريجيا بفعل الهجرة القوية التي عرفتها ساكنة المدينة في نهاية ثمانينيات وبداية تسعينيات القرن الماضي نحو المدن المجاورة إضافة إلى التوافدات الهجرية صوب المدينة منذ 1982 بعد افتتاح ميناء للصيد البحري على بعد كلم 25 غرب المدينة. وهو ما جعل غالبية أحياء المدينة حاليا تضم ساكنة من قبائل ومناطق جغرافية مختلفة عكس بعض المدن المجاورة خاصة مدينتي أسا )شمال شرق طانطان( وگلميم )شمال طانطان( حيث املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 61 ما تزال جل أحياء المدينتين تضمان ساكنة غالبيتها من هذه القبيلة أو تلك (BEN ATTOU & BELKADI, 2014 : 122( تاريخ بشكل نشأة المنتمين ذواليك تدريجي إلى المدينة والوافد نفس )المرتجي أن ذلك الجديد أوال القبيلة.)345 :2017 استقرار إلى ثم األمر األسر المدينة نفس إلى الذي يشير ضمنيا المرتحلة )البدوية( يستقر بجوار بعد العشيرة أبناء ذلك إلى أتى عمومته وهكذا من ناحية أخرى قد يالحا المتفحص ألسماء األحياء والشوارع العامة واألزقة بمدينة طانطان أن جلها تحمل معاني ودالالت بدوية فبالنسبة ألحياء المدينة 15 نجد حيينيحمالن أسماء لشيوح بعض القبائل )الشيخ عبداتي الشيخ محمد لغظف( أو بعض األولياء )بن خليل( وهو نفس ما نجده بالنسبة ألسماء الشوارع الرئيسة والتي تتراوح بين مسميات تتعلق بشيوح بعض القبائل أو بعض المقاومين أما األزقة فتمتاز هي األخرى بمسميات عديدة تحمل في طياتها بعدا بدويا/قبليا إذ نجد في وسط المدينة لوحدها أزيد من زقاق يحمل 23 تسميات جميع قبائل المنطقة تقريبا إضافة إلى أزقة أخرى تحمل مسميات أخرى لها رمزيتها وإن كان بعضها متداوال بين الساكنة فقط
62 .7 دون أن يكون معتمدا بشكل رسمي مثل الحاالت السابقة )الخيمة الحميدية سهب الحرشة...( وهي مسميات يدل بعضها على أماكن كانت مراتع لبعض القبائل بالمنطقة زمن البداوة. البدو المستقرون حديثا في المدينة : اندماج صعب في الحيا المدنية وهشاشة على مستويات متعدد يعد قرار التخلي النهائي عن مزاولة حياة البداوة من أصعب القرارات التي قد يتخذها بدوي أو يضطر إلى اتخاذها ذلك أن االنتقال من نمط عيش مختلف معتمد على التنقل المستمر وتنمية المواشي إلى حياة االستقرار وقلة التنقل يمكن اعتبارها تغيرا جذريا في حياة أي أسرة بدوية خاصة وأن االندماج في الحياة المدينية يحتاج إلى وقت طويل للتعود عليها. وهكذا فإن استقرار البدو داخل هذه المدينة التي لطالما حملوا عنها وعن أهلها نظرة أقل ما يقال عنها بالسلبية وجدوا أنفسهم مضطرين إلى التماهي مع هذا المجال الجديد وساكنته مجال اختلفت أشكال تأقلمهم أو باألحرى تكيفهم معه من أسرة إلى أخرى. أ :ظروف االستقرار وطبيعته يبقى الوقوف على ليات اندماج المجتمع البدوي في ركب المدنية بالمغرب بشكل عام وأقاليمه الجنوبية بشكل خال في حاجة لدراسة مستفيضة تنبني على قراءات معمقة في الدوافع الرئيسية لتغيير نمط العيش والظروف المعيشية بعد االستقرار ومصادر الدخل المعتمد عليها وكذا القدرة على اختراق المجتمع المستقبل وتكوين عالقات اجتماعية جديدة. وفي ظل ما هو متوفر لدينا من وقت إلنجاز هذه الورقة وتعدد العناصر التي تطرقنا إليها فقد اكتفينا بدراسة بعض حاالت األسر البدوية سابقا والتي استقرت بمدينة طانطان بشكل نهائي تقريبا املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 62
63 واستطعنا الوصول إلى 82 أسرة استقينا من خالل المقابالت الموجهة التي أجريت معها معلومات جد قيمة في هذا الشأن. استقرت األسر التي أجرينا معها المقابالت المذكورة في السبع سنوات الماضية ولم يمر على أحدثها عهدا باالستقرار األربعة أشهر. وقد تبين انطالقا من هذه المقابالت أن الدافع األساسي الستقرار األسر البدوية بشكل نهائي يعزى إلى الصعوبات المختلفة المرتبطة بحياة التنقل المستمر ويبقى الجفاف وزيادة نفقات التنقل واألعالف الصناعية أبرزها )أكثر من % 80 من الحاالت( وهي إكراهات يشتركون فيها مع بقية البدو في المغرب )المرتجي 112(. : 2015 ولكن هذه الصعوبات التي يمكن وصفها بالعامة ال يمكن أن تكون لوحدها العامل الرئيس الذي حتم مسألة االستقرار إذ أشارت بعض األسر المستقرة حديثا إلى أسباب أخرى من قبيل مرض معيل األسرة وبالتالي عدم القدرة على التنقل المستمر )6 %( أو عمل أحد األبناء )حوالي %5 من األسر المستجوبة( مما يشكل دخال ماديا يغني بعض األسر عن كسب عيشها من تربية الماشية. وإذا أخذنا على سبيل المثال العامل العمري فقد اتضح أن الكبر في السن عامل مشترك بين جل أرباب األسر البدوية المدروسة )24 % منهم تتجاوز 50 سنة بينما تصل نسبة الذين تراوحت أعمارهم بين 40 و 59 سنة %( 34 جزافيا لو افترضنا أن من لم يعد يقوى على عيش حياة البداوة بفعل التقدم في السن أو اعتالل الصحة هو من يقرر االستقرار بشكل نهائي في المدينة لكن هذا المعيار ال يمكن األخذ به لوحدة فحتى أولئك الذين ما يزالون محافظين على هذا النمط المعيشي حاليا وليست لديهم النية المستقبلية في االستقرار هم املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 63
64 أرباب أسر متقدمون في السن وإن كان أبنائهم يقومون مقامهم في رعاية األسرة والقطيع. وهو ما يعني ضرورة توفر بعض الشروط المادية أساسا للتجرؤ على االستقرار النهائي ويمكن اعتبار التوفر على سكن من بين هذه الشروط فقد تبين أن 72 أسرة بدوية مستقرة من أصل املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 64 أبرز 82 )% 87,80( مساكنها وصرحت 3 تمتلك المنازل التي تقطنها بينما تكتري خمسة أسر أسر بأنها تقطن مساكن في طور البناء وأسرتان أخريان في طور تملك المساكن التي تقطنها. كما أن مصادر الدخل التي تعتمد عليها األسر البدوية سابقا يمكن اعتبارها عامال مساعدا إن لم نقل حاسما في قرار التخلي عن البداوة فقد تبين أن جل هذه األسر تعتمد على مصادر متنوعة إلى حد ما وإن كانت في جلها بالكاد تكفي لتغطية نفقات المعيشة دون أن تسمح لهم باالدخار أو االستثمار-حسب تعبير جل المستجوبين- ويعتبر عمل أرباب هذه األسر أحد أهم هذه المصادر وتبين أن جل هؤالء عاطلون عن العمل % 23,17 وذلك إما بالنظر إلى عامل التقدم السن أو عدم وجود فرل للعمل في المدينة ولوحا أن أغلب أرباب األسر النشيطين يمتهنون تجارة الماشية )20,73 %( وقد جاءوا متبوعين بالذين يمتهنون تجارة أعالف الماشية بنسبة وصلت إلى أكثر من % 14 وهي نفس النسبة التي احتلها أرباب األسر الذين يمتهنون الرعي خارج المدينة. بالنسبة للمهن األخرى التي ينشط فيها أرباب األسر نجد تجارة مواد التغذية )10,98 %( وهي نشاط يمتهنه في الغالب الكبار في السن والذي يفتتحون تجارية صغيرة أسفل المنازل التي يقطنونها إضافة إلى العاملين في الجندية )6,10 %( في حين مثلت المهن
65 األخرى )الحراسة حفر اآلبار البناء...( النسب المتبقية وهنا يالحا االرتباط القوي لألسر البدوية المستقرة في المدينة بأنشطة لها عالقة مباشرة أو غير مباشرة بالنمط المعيشي السابق. إضافة إلى المهن الرئيسة التي يزاولها أرباب األسر البدوية المستقرين بمدينة طانطان يمكن الحديث عن مداخيل مالية من أنشطة ثانوية وقد جاءت عائدات األمالك العقارية المتحوز عليها في طليعة هذه المداخيل بحيث تقوم بعض هذه األسر بكراء طابق أو طوابق المنزل الذي تقطنه أو محالته وتقطن الطابق اآلخر وقد أكد حوالي % 46 من أرباب األسر المستجوبة أنهم يعتمدون على عائدات األمالك العقارية خاصة المنازل وبدرجة أقل األراضي الزراعية وقد لوحا امتالك بعض العائالت ألكثر من منزل واحد. ويأتي نشاط لدى األسر المذكورة حيث أكد بيع الماشية كثاني نشاط ثانوي من حيث األهمية % 21,95 من أرباب األسرة أنهم يعتمدون على عائدات بيع المواشي إما الشتغالهم كتجار للماشية أو المتالكهم لرؤوس من الماشية في عهدة مربي ماشية خرين كما تعتمد % 14,63 من هذه األسر على مساعدات أبنائها العاملين في قطاعات مختلفة )موظفين أجراء عمال رعاة...( في حين تعتمد % 10,98 من األسر المذكورة على مرتبات تقاعد أربابها والذين سبق لهم العمل في الجيش بالمقابل شكلت مصادر الدخل األخرى )امتالك أرض زراعية مدخرات خاصة...( نسبا ضئيلة. وانطالقا من مصادر الدخل المذكورة ومقارنتها بعدد أفراد األسرة من جهة وتكاليف العيش المرتفعة بالمدينة على األقل مقارنة بنمط العيش السابق يمكن القول أن جل هذه األسر تعيش حياة اقتصادية هشة وإن كان من الصعب وصفها بالفقيرة فتجهيزات المنزل لدى جل األسر املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 65
66 تقتصر على تلك األساسية منها )غياب لة الغسيل والحواسيب والفرن الكهربائي لدى جل األسر( وطبيعة المواد االستهالكية ومكان تدريس األبناء الذين يدرسون جميعهم في مدارس عمومية والولوجية للخدمات الصحية وانتشار البطالة في صفوف األبناء ذكورا وإناثا يزكي من هذا الطرح. وقد أقر العديد من أرباب األسر المستقرة حديثا بالصعوبات التي يواجهونها على مستوى توفير بعض الخدمات الثانوية أو األساسية أحيانا. ومن المالحا ان هناك عالقة وطيدة بين عدد السنوات التي تقضيها األسرة البدوية في المدينة ومستواها المعيشي إذ لوحا أنه كلما كانت هذه المدة أطول إال وكان المستوى المعيشي أفضل نسبيا مقارنة مع األسر التي لم يمض على استقرارها بالمدينة مدة طويلة فهل لألمر عالقة بالتكيف واالندماج في الوسط المستقبل هناك عوامل أخرى مفسرة بة. اندماج حضري صعب وبقايا من نمط العيش السابق أم أن إن اإلقامة بالمدينة بالنسبة للبدو قد ال تعني بالضرورة االندماج 18 الحضري 18 وتبني األنماط المعيشية الحضرية بسهولة بل يحتاج هؤالء الوافدون الجدد على المدينة لعدة سنوات من أجل االندماج الكلي 19 ليصبحوا حسب التعبير من المحلي من أهل "الدش ر ة" المدينة عكس أهل "الصح ر ا" أو الممارسين أي من أهل للبدواة. بالنسبة لألسر - يقصد باالندماج الحضري هنا السلوكيات والمواقف التي يتبنى من خاللها المهاجرون الجدد بعض النماذج االجتماعية ويفرق علماء االجتماع بين االندماج السوسيولوجي واالندماج الثقافي إذ يتعلق األول باألدوار الجديدة التي يلعبها المهاجرون )طبيعة العمل العالقات مع سكان المدينة...( أما النوع الثاني فهو يتعلق وتبني مواقف وسلوكيات مرتبطة بما هو حضري وكذا المواقف من هذه السلوكيات الحضرية الجديدة. )للتفصيل أكثر يمكن الرجوع إلى: وزارة إعداد التراب الوطني والماء والبيئة قطاع إعداد التراب المرصد الوطني للهجرة الهجرة النسوية بجهة مراكش-تانسيفت-الحوز )الرباط: منشورات وزارة إعداد التراب الوطني والماء والبيئة 2003( ل 61 وما بعدها يطلق مصطلح الدش ر ة على المدينة أو مكان االستقرار البشري بشكل عام في األقاليم الجنوبية فهل لهذا المصطلح عالقة بمصطلح أخر مستعمل في المناطق الشمالية للبالد )م د ش ر ( ويدل على التجمعات السكانية في المناطق الريفية. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 66
67 المستجوبة فإن الصعوبات المتعلقة باالندماج الحضري لديهم وإن كانت غير بادية للعيان فيمكن رصدها بكل سهولة انطالقا من طبيعة العالقات االجتماعية التي تربط أفراد هذه األسر مع محيطهم االجتماعي حيث لوحا أن جل أفراد األسر المستقرة حديثا وفي سنواتهم األولى تقتصر عالقاتهم االجتماعية على محيطهم القرابي في نفس المدينة وغالبا ما يتم اقتناء أو بناء منزل بالقرب من هؤالء األقارب أو على األقل محيطهم القبلي األوسع )أبناء العمومة أو القبيلة( حتى قبل اتخاذ قرار االستقرار وتكون النساء أقل انفتاحا على الجيران مقارنة بالرجال في حين تندمج الفئات األصغر سنا بسرعة في محيطها االجتماعي )المدرسة الشارع مكان العمل...(. وقد لوحا كذلك انطالقا من تصريحات بعض أرباب األسر المستجوبة أنهم يرتبطون مع أسر بدوية مستقرة نهائيا أو مؤقتا بالمدينة أكثر من ارتباطهم مع الساكنة األخرى ويشكلون في ما بينهم شبكات لتبادل الزيارات والمعلومات في ما بينهم وبالتالي فإن األخبار المتعلقة بأماكن سقوط األمطار والوجهات التي سيسلكها البدو )األقارب أو الجيران السابقون( وأحوال أسواق المواشي...يتتبعها البدو المستقرون بكثير من االهتمام والمتابعة وهي تدل على نوع من االرتباط بنمط العيش السابق يؤشر أيضا على غياب ما يشد هؤالء داخل الفضاء الذي استوطنوه حديثا. والحري بالذكر أن البدو المستقرين حديثا بالمدينة لم يتخلوا عن مظاهر عيشهم السابقة فقد جلبوا معهم إضافة إلى األفكار والتمثالت البدوية % 25 كذلك جزءا ممن ماشيتهم مثل سابقيهم فقد اتضح أن أكثر من أسرة )31 من مجموع األسر المستجوبة( تربي بعض رؤوس الماشية فوق األسطح أو في حظائر جوار المنزل مع اختالف واضح بين املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 67
68 عدد الرؤوس المرباة من قبل كل أسرة فقد وصل عدد األسر التي تربي أقل من خمسة رؤوس من الماشية إلى سبعة أسر )8,54 %( مقابل تسع أسر تربي ما بين ست إلى عشر رؤوس من الماشية )10,98 %( مقابل ثالث أسر تربي ما بين إحدى عشر إلى خمسة عشر رأسا )3,66 %( وخمس أسر تربي ما بين ستة عشر وعشرين رأسا )6,10 %( في حين لم يتجاوز عدد األسر التي تربي أكثر من 20 رأسا من الماشية األسرتين تستقران في األطراف الجنوبية للمدينة.)% 2,44( وتختلف األهداف التي تربي من أجلها األسر المذكورة الماشية داخل المدينة ويبقى االستهالك األسري للحليب واللحوم أهم هذه األهداف باستثناء األسر التي تربي عددا مهما من الرؤوس التي توجه بعضها لسوق الماشية بين الفينة واألخرى. ومن بين مظاهر ارتباط البدو المستقرين بنمط عيشهم السابق يمكن الحديث عن األعمال المزاولة من طرف النساء بعد االستقرار بالمدينة حيث ال يمارسن أي عمل مدر للدخل بما في ذلك الفتيات األصغر سنا )15 سنة فما فوق( لكن بعض هؤالء النساء يستمر في مزاولة بعض المهام والحرف التي كانوا يقومون بها في نمط عيشهم السابق وأهمها صناعة الخيام حيث وقفنا على مجموعة من الحاالت التي تقوم بها النساء بحياكة الخيام داخل المنزل أو في الفضاء المقابل له )صورة رقم 11( وتوجه الخيام بعد صناعتها إلى األقارب أو الجيران السابقين وفي غالب األحيان دون مقابل. وهو نفس ما يمكن أن ينطبق على بعض الصناعات الجلدية والنسيجية التي كان تمارس زمن البداوة. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 68
69 صورة رقم 11: جانب من عملية خياطة خيمة من طرف بعض النسوة البدويات المستقرات حديثا في المدينة وذلك قبل إرسالها إلى إحدى األسر التي ما تزال تمارس الترحال. إن ما سبق أن وصفناه بالتخلي النهائي عن حياة البداوة قد ال يكون دقيقا في كل الحاالت فباإلضافة إلى االحتفاظ ببعض بقايا هذا النمط المعيشي السابق تبين أن األسر البدوية المستقرة بمدينة طانطان التي شملتها المقابلة قد استقرارهم إذعبر % 23,17 اختلفت أراء أربابها حول قرار من هؤالء على أن هذا القرار كان متسرعا إلى حد ما وأن حياة المدينة لم يجدوا فيها ما كانوا يطمحون إليه ال من حيث الظروف الصحية أو طبيعة النفقات والمتطلبات األسرية المتزايدة لكن بالمقابل فإن نيتهم في العودة إلى البداوة تبقى غير واردة في الوقت الراهن وذلك لمجموعة من االعتبارات أبرزها )حسب تعبير أحد المستجوبين( غياب الموارد الالزمة إلعادة تشكيل قطيع جديد من جهة وإقناع بقية أفراد األسرة باألمر خاصة النسوة والشباب. أما بقية األسر املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 69
70 المستقرة حديثا بالمدينة فيبدوا أن جل أربابها قبلوا بالحياة الجديدة خاصة وأن ظروفهم المعيشية تحسنت كثيرا مقارنة بنمط عيشهم السابق على األقل في ما يتعلق بتدريس األبناء والتطبيب. بناء على ما سبق يمكن القول البدو المستقرين حديثا في مدينة طنطان تواجههم كغيرهم من الوافدين الجدد على المدنية إكراهات متعددة على مستوى التأقلم مع المحيط المحتضن واالندماج الحضري وهو ما يجعلهم من أكثر الوافدين الجدد على المدينة هشاشة وتعرضا إلقصاء والتمييز وبالتالي فإن تشبثهم بقيم البداوة ما هي إال ردة فعل عكسية تجاه محيطهم المجتمعي الذين وجدوا صعوبة بالغة في التواصل معه واالندماج وسطه في ن. خالصة عامة عرف المجتمع المحلي في المنطقة التي تضم اليوم مدينة طانطان حياة بداوة ظاعنة إلى عهد قريب وساهمت العديد من العوامل المناخية والسياسية في التخلي عن هذا النمط المعيشي لصالح حياة االستقرار وتعد مدينة طانطان من بين المدن الجنوبية للمملكة المغربية التي ارتبط نموها وتوسعها بنزوح البدو صوبها والذين تعددت أنماط استيعابهم وظروف عيشهم في الوسط المستقبل. إال أنه وعلى الر غم من مرور أزيد من ستين سنة على البوادر األولى الستقرار هؤالء البدو في مدينة طانطان واندماجهم التدريجي في الحياة الحضرية فإن أن مظاهر الحياة السابقة لجل الساكنة بقيت حاضرة بشكل أو بآخر في مختلف أرجاء المدينة سواء تعلق األمر بأشكال السكن أو تنظيم المجال الحضري أو بعض السلوكيات التي تطبع ساكنة المدينة هذا فضال عن األنشطة االقتصادية التي ما تزال املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 70
71 هي األخرى تحمل كثيرا من أوجه نمط الحياة السابق إذ تعتبر تربية الماشية وسط المدينة واألنشطة المرتبطة بهذه األخيرة عنصرا هاما داخل االقتصاد الحضري لتمتد هذه التأثيرات لتطال الحياة السياسية وتدبير الشأن المحلي بالمدينة واإلقليم كلل من خالل الحضور القوي للقبيلة في العملية االنتخابية وإفراز النخب والممثلين المحليين... ومدينة طانطان في هذه الحالة ال يمكن اعتبارها حالة متفردة بقدر ما هي حالة معبرة نجد لها أمثلة كثيرة في بقية المدن الصحراوية الجنوبية للمغرب. وإذا كان األمر كذلك بالنسبة للبدو الذين مر على استقرارهم في مدينة طانطان عدة عقود فإن البدو المستقرين حديثا في نفس المدينة اختلفت ظروف وأسباب استقرارهم من أسرة إلى أخرى وإن كانت العوامل المناخية )الجفاف( ومختلف التحوالت المجالية والسوسيو-اقتصادية التي تعرفها حياة البدو في المنطقة والمغرب بشكل عام أبرز هذه األسباب وقد واجهت هؤالء البدو العديد من التحديات التي حالت دون اندماجهم بشكل مباشر في الحياة الحضرية للمدينة فاألنشطة التي يزاولونها وعالقاتهم االجتماعية والسلوكيات ونظرتهم إلى المجتمع المحتضن...تشير إلى صعوبة على هذا المستوى ومن الواضح أن تشبثهم بالقيم والعادات واألفكار واألنشطة االقتصادية )تربية الماشية صناعة الخيام...( البدوية ما هو إال طريقة للتعبير عن غياب ما يشدهم إلى المدينة وأنشطتها التي أصبحوا فاعلين فيها وجزءا ال يتجزأ من ساكنتها. وتبقى البادية والحياة المظاهر واألدوات السالفة الذكر تحيل في مجملها إلى البدوية وتلك الممارسات والتصورات التي تحيط بها وهي أدوات في الواقع يسخرها سكان مدينة طانطان وخصوصا األجيال املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 71
72 التي عرفت حياة البداوة في الصحراء ليعيشوا واقعهم اليومي ويعبروا عنه بطريقتهم الخاصة أو بتعبير أدق ليسموه بأسلوبهم وهويتهم إال أن هذا الرجوع إلى الحياة البدوية التقليدية وإن كان ملحوظا عند أجيال السكان المولودين قبل االستقرار واألجيال الثالثة التي تلتهم خذ في التالشي تدريجيا عن الفئات الشابة وهي أجيال ولدت وترعرعت في كنف المدينة بفعل التأثر بالمحيط الخارجي وبقية الفئات االجتماعية األخرى التي تقطن مدينة طانطان. باللغة العربية الغربي أحمد بدون تاريخ(. الهر اس المختار قائمة المراجع الساقية الحمراء ووادي الذهب )الدار البيضاء: دار الكتاب القبيلة والسلطة : تطورات البنيات االجتماعية في شمال المغرب )الرباط: منشورات المركز الوطني لتنسيق وتخطيط البحث العلمي والتقني 1988(. بيناهو بوجمعة مؤسسة القبيلة وإنتاج النخب : محددات السلوك االنتخابي في إقليم أسا-الزاك نموذجا رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون العام )الرباط: كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية أكدال الموسم الجامعي 2010/2009(. المرتجي بكار "الرعي الترحالي في األقاليم الجنوبية للمغرب: مقاربة منهجية" دراسات العدد 18 )2015( ل كارو باروخا خوليو الدراسات الصحراوية 2015(. بوبريك رحال دراسات صحراوية ترجمة أحمد صابر )الرباط : مركز زمن القبيلة السلطة وتدبير العن داخل المجتمع الصحراوي )الرباط : دار أبي رقراق للطباعة والنشر 2012(. بوبريك رحال دراسات صحراوية : المجتمع والسلطة والدين )الرباط : دار أبي رقراق للطباعة والنشر ( املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 72
73 -8 بوبريك رحال "االستعمار والمقاومة ما بين األطلنتية المجال واإلنسان تنسيق اآلداب والعلوم اإلنسانية إبن زهر بأكادير 2007(. " بوبريرك رحال خالل القرنين في: الصحراء رحال بوبريك ( أكادير: منشورات كلية المدينة في مجتمع البداو : التاريخ االجتماعي لوالتة 18 سلسلة نصول ووثائق 2002(. و 19 )الرباط: منشورات معهد الدراسات اإلفريقية 11 -شرايمي محمد المدن الصحراوية: النشأ والتطور )الرباط : مطبعة طوب بريس 2015(. 11 -دحمان محمد الترحال واالستقرار بمنطقتي الساقية ووادي الذهب )الرباط : مطبعة كوثر برنت 2006(. 12 -وزارة إعداد التراب الوطني والماء والبيئة قطاع إعداد التراب المرصد الوطني للهجرة الهجر النسوية بجهة مراكش-تانسيلو-الحوز )الرباط : منشورات وزارة إعداد التراب الوطني والماء والبيئة 2003(. باللغات األجنبية 13- BEN ATTOU Mohamed, Tan-tan un espace partager : mondialisation économique, fait urbain et gouvernance locale, (Rabat, édition bouregreg, 2014). 14- BEN ATTOU Mohamed & BELKADI Ahmed, Geulmim-Oeud Noun : la ville, la tribu et les processus d urbanisation, (Rabat, édition Negos com, 2014). 15- bulletin du comité de l Afrique française, MAHDI Mohammed, pastoralisme nomade au sahara : mercantilisme, survie et hédonisme, (Rabat, édition bouregreg, 2015). املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 73
74 من الترحال إلى الحركية: سيرور التحضر وخصائص التوسع الحضري بمدينة مقدمة العيون فاطمة حمومي جامعة محمد الخامس بالرباط يتميز السياق الحضري الذي عرفته المدن الصحراوية عموما ومدينة العيون بالخصول بتطور مستمر وسريع شمل البعد السوسيو اقتصادي والديموغرافي والعمراني إضافة إلى تحوالت فجائية في نمط العيش واالستهالك والتنقل. ويفسر هذا التحول بمجموعة من العوامل تتمثل في استقرار الرحل الذين تخلوا تدريجيا عن الرعي لكي يستقروا في المدينة ويتجهون نحو النشاط التجاري بالمدن وفي عودة السكان من أصول صحراوية الذين انتقلوا إلى العيش في المدن الشمالية مند عقود بعد أن أعادتهم السلطة المركزية سنة 1991 إلى الجنوب للمشاركة في "االستفتاء وتقرير المصير". إلى جانب وفود بعض من سكان الشمال نحو الجنوب إثر تعيينهم في مراكز ووظائف عمومية أو أولئك الذين انجذبوا بفعل االزدهار االقتصادي والتسهيالت والتشجيعات التي كانت تمنحها الدولة للمهنيين والتجار والموظفين أو االستفادة من الخدمات التي توفرها المدينة. خلقت هذه الدينامية توترا في العالقات على مستوى القرابة واألصل )االنتماء المجالي( بين السكان المحليين والوافدين وتباينا في الممارسات المجالية. لقد كانت مدينة العيون من ضمن المدن الصحراوية التي عرفت تحوالت متسارعة لكونها مدينة ساحلية تتوفر على ميناء كبير وقريب املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 74
75 من جزر الكناريوس زيادة على توفرها على منجم كبير إلنتاج الفوسفاط ببوكراع. هذه المعطيات جعلت من العيون مركز جذب شهد تحوالت مجالية أدت إلى تكثف السكان بها وظهور أحياء هامشية جديدة وذلك لكون ما تم تهييئه عمرانيا من طرف الحكومة اإلسبانية لم يكن كافيا الستقبال الوافدين من الرحل الذين استقروا في المراكز الحضرية تم الوافدين من المناطق الشمالية بعد ذلك. هذه الدينامية التي سيخلقها توافد السكان من مختلف الجهات سينتج عنه أشكال جديدة في ممارسة وتملك المجال. كان من الضروري لقطب مركزي كالعيون أن يعتمد في التدبير المجالي والترابي على أقطاب تابعة للتحكم في مسافة جغرافية واسعة وضبط السكان داخل المراكز الحضرية. لهذا كان من الضروري توفير بنيات تحتية تستجيب لشروط التحديث وخصوصا ما يتعلق منها بشبكة التواصل واالتصال والتنقل وكدا المؤسسات الخدماتية كونها أساس كل فعل تنموي. فما هي العوامل المباشرة وغير المباشرة التي قادت سيرورة التحول من التنقل كنمط حياة إلى الحركية كتدبير سوسيو-مجالي وما هي إستراتيجية الفعل داخل السياسات العمومية في تدبير معطى الحركية المجالية ولإلجابة عن التساؤالت السابقة اعتمدنا في هذه الدراسة على اإلحصائيات الرسمية للمندوبية السامية للتخطيط "مديرية اإلحصاء" ثم اإلحصائيات الرسمية اإلسبانية في الفترة الممتدة من 1934 إلى 1972 وأيضا الوثائق المحصلة من المؤسسات الرسمية المكلفة ]باإلعداد الترابي[ وسياسة المدينة والتهيئة الحضرية باإلضافة إلى مجموعة من المنوغرافيات مع االعتماد على البحث الميداني املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 75
76 الذي قمنا به في هذا اإلطار ما بين شهر مارس وشهر يوليوز من سنة.2017 وقد انطلقنا في هذه الدراسة من مقاربة جوهرية سعينا من خاللها إلى تتبع سيرورة التحول في المجال الحضري الصحراوي بهدف فهم هذه الواقعة الحضرية كظاهرة اجتماعية تضافرت مجموعة من العوامل في تشكلها المادي منها والرمزي. ونتوخى من كل ذلك محاولة فهم طبيعة هذا البناء في بعده التراكمي لما تفرضه طبيعة الموضوع ثم اإلحاطة قدر اإلمكان بالعناصر التي ساهمت في تشكيل هذه الواقعة االجتماعية داخل مجتمع الدراسة. ووفق هذا المنوال سنقوم بعرض سيرورة التحول التي شهدتها مدينة العيون بين التنقل-الحركية ورصد أهم التحوالت التي عرفتها المنطقة واألحداث المؤثرة والفاعلة في هذا التحول مركزين على التحوالت المجالية التي أحدثتها عملية التحديث والتغير على مستوى النقل والتنقل كأسلوب حياة وتحوله إلى ضرورة حيوية في االقتصاد وذلك من أجل التحكم وضبط المجال بوضع استراتيجيات عمومية تسعى إلى تدبير معطى الحركية ومواكبة سيرورة التمدين. أوال: من الترحال كنمط حيا إلى الواقعة الحضرية شكل التنقل في منطقة الساقية الحمراء نمط عيش ساكنة هذا المجال وقد كان هذا التنقل يتم باعتماد على تقنيات طبيعية ووسائل "بدائية" تتمثل باألساس في الجمل كوسيلة نقل في عبور المجال سواء من طرف األشخال أو السلع. كما شكل النقل في تاريخ البدو عنصرا مهما ومصدر قوة وسلطة تنبع أساسا من إدراكه وامتالكه للمجال. وهو تنقل كان يتحدد بعنصرين أساسين هما عنصري المكان والزمان األول يحيل إلى توفر المراعي وكذلك طبيعة النباتات التي يمكن أن توفر لنا نمط املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 76
77 معين من الرعي الثاني وهو عنصر الزمان ويستجيب باألساس إلى تعاقب الفصول تم عامل التساقطات المطرية وبالتالي يكون لهذا العنصر دور في تحديد وجهة التنقل وامتدد الرقعة التي دحمان.)27 ل: 2006 يجوبها الرحل )محمد وقد استطاع ساكن هذا المجال أن يصيغ مصطلحات تصف مختلف المسافات التي يقطعها إذ يتطابق البعد المكاني مع الزمن الذي يمثل وحدة قياس للمسافة. وفي هذا اإلطار يذهب ألفريد ليرش «Alfred. Leriche» إلى القول بأن جل المصطلحات التي يستعملها مجتمع البيضان لتحديد المسافة تحمل فكرة الطول في الزمن كما في المكان 2011 Leriche Alfred( ل: 43(. كما كان البدو يهتدون بعالمات طبيعية في تحديد وجهته حيث كانت تحدد االتجاهات النجوم وكذلك البنية التضاريسية ونوعية التربة والغطاء النباتي ونقط الماء والكأل وهنا يتحدث بينس عن قدرة البيضان على معرفة المجال بدقة بحيث يقول أن المور )البيضان( لهم قواعد خاصة وتكتيكية في سيرهم بمثابة نقط طليعة وأخرى في الخلف والثالثة على األطراف كما أنهم ينظرون كثيرا إلى االرض بحثا عن ثار القوافل ويقدرون عدد البهائم واإلبل العابرة للمكان bens( المجال.)37 ل: 1947 وبحسب المؤرخين فإن أولى المشاكل التي تعترض مستعمل تتمثل في طريقة قياسه وتحديد مسافاته والتعرف على مساحات أقاليمه. وبالفعل فإن هذا المجال لم يكن يقاس بوحدات المكان وإنما كان يقاس بعدد األيام الرحلة في اليوم الواحد بالد المغرب مند عصر الحماية. -فالمرحلة وهي المسافة التي تقطع -ظلت هي وحدة القياس المستعملة في وصف مسالك أبي عبيد البكري )القرن 11 م( إلى ما قبل وكان اتخاذ المرحلة كمعلم من معالم اهتداء المسافر يمكن املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 77
78 الرحل من تحديد المحطات وضبط إيقاع تنقل اإلنسان ووتيرة التبادل. وكانت "النزلة" تمثل مكانا للمأكل والمبيت كما كانت توفر للمسافر إمكانيات استئناف التبادل )مجموعة من الباحثين ل 2011: املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 78.)21 واستمر هذا النمط من العيش والتعامل مع المجال إلى حدود بسط االحتالل االسباني قوته على المنطقة عبر نهج سياسة ترمي إلى ضبط المجال والتحكم فيه من خالل الحد من نمط الترحال. إذ أن القوات االستعمارية لم تكن تتصور ممارسة مراقبة وضبط وتنظيم واستغالل التراب إال بممارسة سيطرتها من داخل المراكز الحضرية. ومن أجل تحقيق هذا نهجت إسبانيا إستراتيجية لدفع الرحل نحو االستقرار الشيء الذي نتج عنه عالقات معقدة بين المعمرين والمحليين. لكن وكما سبق وأشرنا استوجبت مجموعة من الظروف المتداخلة من دفع الرحل إلى التخلي عن هذا النمط من العيش الذي يقوم على التنقل باألساس واالستقرار داخل المراكز الحضرية الشيء الذي كان بالنسبة للسلطات االستعمارية تقدما وبالنسبة للرحل سيرورة مفروضة مما أدى إلى نوع من االغتراب الثقافي. وهنا أصبحنا أمام الحديث عن نمط يرتكز باألساس على الحركية من منظور أوسع كنية في تحقيق عبور المجال الجغرافي المنطوي على التغير االجتماعي فأثر هذا االنتقال من التنقل كنمط حياة إلى الحركية كتدبير استراتيجي سوسيو مجالي على مالمح الحياة الصحراوية سواء الثقافية أو االقتصادية أو االجتماعية أو المجالية. ثانيا: منجم فوسبوكراع وبروز مدينة العيون بعد اكتشاف الفوسفاط في المنطقة وبالتحديد في منطقة بوكراع التي تبعد حوالي 105 كلم عن مركز العيون تغيرت الوضعية المجالية واالقتصادية واالجتماعية للمنطقة. وخاصة بعد بداية استغالل
79 مناجم الفوسفاط وهو عنصر لمجتمع الصحراء ( تحول جدري للتراب وتحوالت أكثر عمقا José A. Rodríguez Esteban et Diego A )2015 BarradoTimón يتم استغالله إال في نهاية سنوات الشركة العمومية "أدارو" إذ بالرغم من اكتشافه سنوات طويلة إال أنه لم Adaro 50 بسبب التقارير التي أصدرتها التي استخلصت انعدام مردودية استغالله بالنظر إلى أثمنة تلك المرحلة: بسبب موقعه الجغرافي في الصحراء والبعد عن الموانئ وكلفة البنية التحتية التي يجب توفيرها من أجل مواجهة جميع هذه الصعوبات. سنوات قليلة بعد ذلك أرادت الحكومة اإلسبانية إبقاء الصحراء تحت سيطرتها وتجاهلت مطالب األمم المتحدة من خالل وضع رئاسة الحكومة المتمثلة بيد شخص كاريو بلنكو Carreo Blanco بوصفه مسؤوال عن السياسة الترابية في الصحراء يشكلون للجنة من أجل إعادة تنشيط عملية استغالل الفوسفاط لالستفادة من التقدم التكنولوجي الجديد استغالل هذا الفوسفاط مع ستبدأ مرحلة ثالثة من التطور االقتصادي لألقاليم الصحراوية تحت االحتالل االسباني وبهذا ستبدأ تحوالت كبيرة سواء في المدن أو البوادي. لتصبح فجأة المنطقة رهانا سياسيا واقتصاديا بالنسبة لسلطات االحتالل االسباني بتخصيص الشركة العمومية ادارو سنة (Adaro) 1947 املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 79 في استثمارات أولى من أجل استغالله. خلق وجود هذا الفوسفاط واالنتظارات الناتجة عن استغالله لدا سلطات االحتالل الشعور بالحاجة إلى تنظيم االستعمار بشكل أكثر صرامة وبطريقة مخططة. وفي سنة 1958 تحولت نقل العاصمة رسميا من الداخلة المنطقة إلى إقليم اسباني إذ تم "فيال سيسنيروس" إلى العيون األمر الذي سيؤدي إلى تغييرات كبيرة على مستوى تزايد نشاط البناء
80 نتيجة الرتفاع حجم االستقرار في المنطقة مما سيدفع إلى مباشرة إجراءات جديدة من أهمها انطالق تصميم جديد للتهيئة العمرانية)استبان 2011 ل 121(. وفي نفس السنة أصدرت إسبانيا مرسوم يخص الصحراء الذي يقنن ملكيات )التراب وما تحت التراب 10 ديسمبر José( 1958 Timón, A.Rodríguez Esteban et Diego A. Barrado 2015 ل 24.) في هذه الفترة سيتم مباشرة مجموعة من التجهيزات من أجل تسهيل استغالل هذا المنجم وذلك ببناء شريط لنقل الفوسفاط يصل طوله 100 كلم بين بوكراع والعيون الشاطئ وتهيئة الميناء الستقبال البواخر الكبيرة. كان الكتشاف هذا المنجم دورا كبيرا في بداية تعمير المنطقة المحاذية لواد الساقية الحمراء وكذلك في التأثير على البنية االجتماعية بسبب انطالق عمل مناجم بوكراع وتطور األنشطة المرتبطة به )البنايات اإلدارية( أدى إلى ظهور طبقة من العمال وصغار الموظفين والتجار وبالتالي كان سببا مهما في تقويض البنيات االجتماعية التقليدية. باإلضافة إلى موجات الجفاف الحادة التي عرفها المغرب في تلك الفترة وخصوصا الجهات الجنوبية أدت إلى هجرة كثيفة نحو المدن وتسارع تفكك وهدم التوازنات القديمة إذ استقر جزء من الساكنة في مخيمات تنعدم فيها شروط الحياة وتضاءلت بذلك فرصة العودة إلى حياة الترحال وأضحى من الضروري البحث عن سبل جديدة للعيش Goudio( Attilio 1993 ل: 51(. وفي الجدول اآلتي يظهر عدد الساكنة الواقعة في المنطقة: املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 80
81 جدول رقم 01: تصني الساكنة الواقعية سنوات من 1956 إلى المجموع المحليي االور المجم المحليين األور المجموع المحليي االوروبي وبيين ن ين ن وبيين وع la source : INE, P وكانت هذه البداية الفعلية للتحوالت المجالية واالجتماعية سرعتها نية إسبانيا في إعادة النظر في سياستها االستعمارية باستثمارات كبيرة تجلت باألساس في مد شبكة طرقية بمواصفات حديثة تم تهيئ أحياء سكنية الستقبال الصحراويين وإدماجهم في سيرورة التحديث وكل هذا كان نابعا باألساس من تحول استراتيجي فعله اكتشاف الفوسفاط ونية استغالله. إذ عرفت منطقة العيون توسعا حضريا مهما خاصة على الضفة اليمنى من وادي الساقية الحمراء. وقد بدأت سيرورة التمدين مع االستعمار االسباني مند سنة 1960 الستقبال الوافدين على المدينة من الرحل إذ كان من الضروري على اسبانيا أن تقوم بتشييد بنايات من أجل استقبالهم للحد من تنقالتهم بسبب الخوف من تأثير الموجات التحررية والدخول في نشاطات سياسية وذلك بتوفير لهم شروط حياة من شأنها التقليص من حركيتهم تفاديا لتكوين جماعات مسلحة التي يمكن أن تحتج عسكريا على الهيمنة اإلسبانية في الوقت الذي كانت متأثرة بتحرر البلدان المجاورة: المغرب 1956 موريتانيا 1960 عن طريق إعطائهم حوافز اقتصادية. في سنة 1961 م بدأت الحكومة اإلسبانية بتوسيع نظام السكن ذو السومة الكرائية المعتدلة في األقاليم اإلفريقية املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 81
82 Barrado اإلسبانية A(.José A. Rodríguez Esteban et Diego :2015 Timón, ل 26(. بعد وضع برنامج من أجل إنجاز مساكن للساكنة المحلية يراعى فيه الموارد االقتصادية ومكانة الساكنة المحلية من أجل تفعيل سياسة التعمير واالستقرار. مع مراعاة البعد البيئي من حيث التحوالت المناخية التي تعرفها المنطقة لم تكن هناك أشكال متنوعة في البنايات )وحدة الشكل(. ومن بين أهم األحياء التي تم تأسيسها هناك: ) ( سوق المخاح في سنة حي كاتالونيا" "سوق الزاج" شيد في األربعينات. "فسينت الفريك" 1962 وحي "ديار شيوح" "سوق الجمال" )قبل حي القبور( "فسينت لوكال" أحياء كولومينات 1963 وتم توزيعها على السكان في سنة 1966 والتي بدأت في )كولومينا بيخا كولومينا نويبا كولومينا يادي كولومينا الحمراء( األحياء العسكرية: حي خرسيتو تيرسيو وهي ثكنة "قشلة" وهناك "حي الحوهم" وهذا الحي كان يضم طبقة هشة )الحراطين( شيدت لهم إسبانيا أحياء لكنها بعيدة عن المراكز اإلدارية. أصبح هذا الحي بعد ومحاطا بالعمران 75 يتوسط المدينة وحي ديريدك في العيون العليا. ولنا في الجداول اآلتية عدد المباني التي شيدتها إسبانيا في كل سنة بعد بداية استغالل الفوسفاط واستقطاب اليد العاملة من الرحل. - باللغة االسبانية كوروميناس Les corominas وينطقها سكان الصحراء بكولومينات وهي تكتالت سكنية شيدتها شركة تدعى كوروميناس. تعتبر اليوم كل هذه االحياء والتي ترتكز في معظمها في الهضبة السفلى من وادي الساقية الحمراء بمتابة مدينة قديمة ثراتية. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 82
83 جدول رقم 02: قطاع البناء ما بين سنة الوحدات المشيد السنوات من أجل من أجل الصناعة من أجل السكن والتجار استعماالت أخرى المجمو 14 ع La source : INE, P.965. جدول رقم 03: قطاع البناء من 1968 إلى 1972 الوحدات المشيد المجموع أجل من استعماالت أخرى La source : INE, 1973, P.38. السنوات المجموع من أجل السكن املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 83
84 جدول رقم 04: قطاع البناء في اللتر ما بين الوحدات المشيد المجموع من أجل من أجل السنوات استعماالت أخرى السكن المجموع La source: INE, 1968, P.388. تقع هذه األحياء القديمة للمدينة في الهضبة األولى المطلة على وادي الساقية الحمراء أو ما يعرف اليوم بالعيون السفلى وكانت تتكون من بيوت يسكنها اإلسبان يمكن القول بأنها كانت في تلك الفترة تستجيب للوظائف الرئيسية للمدينة االستيطانية اإلقامة التجارة والمرافق اإلدارية والتجهيزات العمومية والثكنات العسكرية التي كانت تسهر على األمن هذه األخيرة كانت توجد على المحاور الرئيسية المؤدية إلى بوجدور والسمارة وگلميم. أما الساكنة من األصول الصحراوية فكانوا يقيمون في الهضبة األخرى واألحياء السكنية كانت تطبعها الهشاشة بانعدام التجهيزات االجتماعية واإلدارية والسكن غير الالئق مع ظهور نمط السكن الصفيحي. ثالثا: سياسة الدولة في إدماج المنطقة بعد املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 84
85 تميزت المرحلة األولى ) ( بطغيان الهاجس األمني في المنطقة وضبط المجال الترابي وإحصاء السكان كما أن المنطقة كانت تتزود بكل احتياجاتها من المنطقة الشمالية من أطر وعمال وتجهيزات واحتياجات أساسية. ولم تعرف المنطقة في هذه المرحلة تحوالت كبيرة وشاملة بل ركزت على توطين البدو والعمل على ضمان أمنهم بسبب حرب العصابات التي كانت تدور رحاها بين المغرب والبوليساريو. فكانت هذه الحرب تركز على التحكم في الطرق ولم يكن من الممكن مباشرة أي عمل تنموي أو الدخول في مشاريع استثمارية في المنطقة بسبب التوتر السياسي والعسكري. كما أن هذه الظروف التي شهدتها المنطقة في هذه الفترة لم تكن لتسمح بتوطين البدو بالقرب من مصادر الثروة المحلية وفق إرادة الساكنة بل كان على شكل توطين قسري دفع بالرحل إلى التخلي عن تربية الماشية اإلبل تحت ضغط الجفاف والحرب. ورعي أما المرحلة الثانية ) ( فتميزت بمباشرة أعمال مهمة بالمنطقة من أهمها مد طرق معبدة ومطارات وموانئ وتوفير وسائل النقل العمومي وبناء مشاريع سكنية وإنشاء الجدار األمني. مما وسع من مجاالت التنمية الرعوية زيادة على تنامي الصناعات التحويلية المحلية كالفوسفاط وصناعة الملح إن )محمد دحمان.)35 ل: 2004 تنامي الظاهرة الحضرية في المناطق الصحراوية عموما لم تعرف تراتبية كبيرة من حيث نمط السكن خاصة في مراحلها ألولى فحتى الوافدين على المناطق من جهات أخرى لم يستقروا على هوامش المدن )محمد دحمان )210 ل: 2006 ويمكننا أن نفسر هذا بعدم إحساس اإلنسان الصحراوي بامتالك المجال من الناحية االقتصادية. إذ كان يعيش البدايات األولى لتشكل نمط العيش القائم املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 85
86 على االستهالك باإلضافة إلى أن نمط البناء كان الزال بسيطا ودون معايير صلبة توحي بالتمايز االجتماعي. تم أن المدينة وكما سبق وأشرنا عرفت حركة عمرانية كبيرة في وقت وجيز وكانت ال تزال في حاجة الستيعاب أكبر قدر ممكن من السكان حتى يمكن أن تستكمل مكونات المشهد الحضري. يمكن القول بأن سيرورة التحضر في مدينة العيون من بين أهم المجاالت التي عرفت تطورا جد متسارع وتحول كبير هذه السيرورة يمكن أن نتحدث عنها من خالل وتيرة النمو الديموغرافي إذ بدأت المنطقة تعرف ارتفاعا ملحوظا على هذا المستوى خصوصا بعد سنة 1975 وهذا قد غدته مجموعة من العوامل الطبيعة واالقتصادية والسياسية. إذ تتميز هذه المرحلة بخروج اسبانيا من المنطقة وكذلك بتوالي سنوات الجفاف مما أدى إلى دخول الرحل إلى المراكز الحضرية كما أن هذه الفترة عرفت نشوب حرب العصابات والتي كان أهم أطرافها المغرب وجبهة البوليساريو هذه كلها ظروف مهدت الستقرار الرحل داخل مراكز حضرية بحيث سيتم استغالل المساكن التي كانت قد شيدتها اسبانيا بعد 1975 كما ستبدأ المدينة باستقطاب ساكنة من مجموع جهات المملكة تحت التشجيعات التي كانت تقدمها الدولة للموظفين مما حتم تشييد أحياء جديدة من أجل استقبال الوافدين الجدد والتحكم في الدينامية العمرانية للمدينة من خالل أدوات التخطيط والتهيئة. ومن بين األحياء التي ظهرت في هذه الفترة حي المطار الذي كان يضم )340 مسكن( وموالي رشيد )330 مسكن( خط الرملة في الجنوب الشرقي حي المستشفى الجهوي )344 مسكن( في الشمال الشرقي وتم إعادة هيكلة أحياء الصفيح التي كانت تضم )407 املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 86
87 مسكن( باإلضافة إلى مشاريع البنية التحتية ومرافق اجتماعية وإدارية. وهذا في إطار البرنامج السكني االستعجالي الذي بادرت به الدولة المغربية ما بين ) ( والذي كانت تهدف من خالله القضاء على السكن غير الالئق وتلبية الطلب المتزايد على السكن وانجاز التجهيزات األساسية. كما وستشهد المنطقة حدث بارز سيؤثر على وثيرة التوسع الحضري يتمثل في ظهور مخيم الوحدة والذي يضم ساكنة من أصول صحراوية تم جلبها من الشمال من أجل تنظيم االستفتاء سنة 1991 وتعيش على مساعدة الدولة لنصبح أمام مدينة عشوائية ويشكل هذا المخيم أكبر جزء من نسيجها العمراني وكان في معظمه مبني بالطين والقصدير تتخلله مطاريح كبيرة لنفايات ترعى بها الماشية. ستستمر المدينة في اتساع البنية العمرانية خاصة في اتجاه الجنوب الشرقي والشرق ويرجع ذلك إلى ظروف نمو المدينة وتطورها التاريخي الذي عرف مراحل مهمة تركت بصماتها على مالمح المجال الحضري بصفة عامة باإلضافة إلى الصعوبات الطبوغرافية )جرف( وأخرى طبيعية )واد الساقية الحمراء وزحف الرمال( التي تقف عائقا طبيعيا أمام توسع المدينة في االتجاهات األخرى نظرا ألن تهييئها يتطلب تكلفة ضخمة بالنسبة للفاعلين في قطاع التهيئة وإعداد المجال. وسيستمر هذا التوسع في هذا االتجاه تفاديا للعقبات التي يمكن أن يواجهها التعمير في اتجاه الشمال والغرب وبالتالي عقلنة التعمير من الناحية المالية والمجالية وسيعمل على تحديد المعالم الكبرى للتطور المجالي سواء تعلق األمر بالتجهيزات أو المرافق العمومية أو من خالل نطاقات األنشطة والسكن أو المحاور الطرقية ولنا املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 87
88 في الخريطة والرسم البياني أسفله أهم مراحل واتجاهات توسع المدينة. خريطة رقم 1: مراحل واتجاهات توسع مدينة العيون. مبيان رقم 1: تطور عدد المباني المشيد من 1954 إلى املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 88
89 المصدر: اإلحصاء العام 2014/ الرباط هذا التوسع الذي عرفته المدينة على المستوى العمراني أنتج لنا مدينة مقسمة إلى ثالث مناطق أساسية وهي كالتالي: العيون السفلى تضم الثكنات العسكرية وبعض المباني العمومية كما تضم أقدم أحياء المدينة الكولونيالية )حي خرسيتو سوق الجمال سوق الزاج سوق المخاح...( تشهد هذه المنطقة ركودا اقتصاديا وعمرانيا وقد شهدت مؤخرا بعض التجهيزات بهدف انعاشها وبحسب المخطط المديري للتهيئة الحضرية SDAU فهي تسمى منطقة رد االعتبار وتمثل هيكلة الحركة التجارية والمجاالت السكنية باإلضافة إلى الرفع من القيمة التعميرية للعقارات التابعة للقوات المسلحة الملكية من أهم مرتكزات عملية رد االعتبار لهذا الجزء. تم منطقة وسط المدينة وهي تمثل نقطة جذب مهمة كما تستحوذ على أغلب األنشطة االقتصادية الموجودة بالمدينة بسبب قدرتها على استقطاب التجارة والخدمات العصرية خاصة شارع مكة وشارع القيروان مع أهمية الدور الذي يلعبه "شارع بوكراع" و"شارع سككيمة" في دينامية المدينة إذ املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 89
90 يشكالن نقط جذب محورية داخلها. باإلضافة إلى توفرها على شكل عمراني عصري وذو جودة عالية. وبعدها تأتي منطقة التوسع الحضري الواقعة جنوب المدينة وتعتبر مجال اتساع المدينة إذ تم ربطها بشبكة طرقية حضرية من أجل ضمان ربط المدينة فيما بينها ومع باقي المناطق المجاورة وهي تضم كل األحياء الجديدة مثل األمل الراحة 25 مارس مدينة الوفاق مدينة الوحدة... وأضحى من المهم التحكم في هذه الدينامية العمرانية من خالل أدوات التخطيط والتهيئة وقد حظيت المدينة بمجموعة من البرامج واإلنجازات السكنية ألكثر من بين 38 سنة SDAU( المخطط المديري لتهيئة الحضري( ومن أهم اإلنجازات هناك البرنامج االستعجالي ما وذلك ببناء 2057 على ثمانية برامج باإلضافة إلى تجهيز ألف سكن وحدة سكنية بمدينة العيون موزعة 2305 بقعة سكنية. 200 برنامج ببناء مستوى حي الوحدة وتجهيز األمل واألمل 1 2 برنامج العودة-الوحدة مشروع العودة السكني بالعيون بمحتوى الوفاق السكني بمحتوى وحدة سكنية بمدينة العيون على بقعة سكنية موزعة على تجزئتي من خالل انجاز وحدة سكنية ثم تجهيز سكنية بتجزئة الوحدة الشطر األول )2012.)PARI, منزل وإنجاز مشروع بقعة 2112 كما شهدت المدينة عملية تأهيل وتهيئة كبيرة على ثالث مراحل: المرحلة األولى منذ سنة وذلك من خالل انجاز مجموعة من المشاريع من بينها مشروع تأهيل ثالثة أحياء وهما حي القسم وحي المطار وحي موالي رشيد باإلضافة إلى تهيئة ستة أحياء بالمدينة وهما كالتالي حي الفداء حي الفرح حي المسيرة الحي الحسني وحي الشهداء والحي المحمدي مع تهيئة العيون السفلى املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 90
91 والعيون العليا )حي سيدي محمد حي التعاون حي خط الرملة حي الفتح وحي المسيرة وحي الوحدة(. أما المرحلة الثانية تحدد ما بين فقد عرفت تهيئة الطرقات وتهيئة تسعة ساحات ساحات: الهدى-الوحدة-حي المطار علي بويا-العهد-ابن رشد أبو بكر الصديق وفي المرحلة الثالثة املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا عمر بن عبد العزيز-تافودارت. تم إنجاز مشاريع التأهيل الحضري لألحياء الناقصة التجهيز بمدينة العيون بغالف مالي إجمالي بلغ مليون درهم موزعة على عدة مشاريع: باألحياء التالية: الوفاق سكن-العودة -تعبيد األزقة وتكسية األرصفة الحي الصناعي.2 األمل 1 رابعا: التوسع الحضري ورهان الحركية األمل إن المالحا اليوم لمستوى التطور الحضري الذي عرفته منطقة العيون سيجد أنها أمست تتوفر على جميع شروط المدينة في كل مظاهر الحياة التي تتوفر في الجهات الشمالية للمملكة من حيث البنية المادية للمدينة. بفضل انخراط الدولة في أوراش تنموية كبرى في إطار الجهوية وحكامة المدن وإشراك المجتمع المدني في تدبير الشأن المحلي وباعتبار الدولة هي الكفيل األول للسياسة التنموية في المنطقة. هذا التطور واالرتفاع الملحوظ في مستوى المشاريع والبرامج السكنية باختالف أنواعها وأنماطها الذي استفادت منه مدينة العيون تسعى الدولة من خالله كسب أكبر مساحة للتوسع العمراني بهدف استيعاب االحتياجات المتزايدة للسكن وبهذا ارتفعت مساحة األراضي المخصصة للسكن. ذلك وباعتبار أن التوسع العمراني هو سيرورة للتحول المجالي فإن يؤدي إلى التقليل من الكثافة والمجاالت المشيدة عمرانيا ويتم
92 ترجمته من خالل الرفع في الزمن من حجم مساحة االراضي الضرورية الحتضان وحدات إنتاجية أو مساكن. حسب خر إحصاء عام لسكان والسكنى لسنة المدينة يصل اليوم عدد الوحدات السكنية في هذه وحدة سكنية موزعة على مجموعة من األنماط السكنية مع ارتفاع كبير في نمط المنزل المغربي العصري إذ يحتل هذا النمط من السكن نسبة تقدر ب الجدول المرفق. % 75.1 جدول رقم 05: توزيع نمط السكن في مدينة العيون. فيال شقة نمط السكن منزل مغربي عصري السكن الصفيحي سكن من نوع قروي خر المجموع النسية المجوية 3.6% 19.4% 75.1% 0.6% 0.1% 1.2% 100% المصدر: مديرية اإلحصاء RGPH كما هو موضح في لقد مكننا تواجدنا بالمدينة والتجول في كل أحيائها من رصد بعض المالحظات على مستوى الشكل الخارجي لهذه البنية العمرانية ومن أهم النقط التي قمنا بتسجيلها نجد أن جل األحياء ال تخلو من أشغال البناء األمر الذي يجعل مشهد الحي مشوها في بعض األحيان وخصوصا في األحياء الهامشية كما تظهر الصورة في األسفل. وتتوفر جل أحياء مدينة العيون على ساحات وحدائق عمومية وخاصة االحياء التي تتواجد وسط المدينة. باإلضافة إلى أن هناك مجموعة من املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 92
93 المشاريع التنموية تخص المرافق العمومية هي في طور اإلنجاز من قبيل تهيئ مشروع البارك الموجود في ساحة أم السعد تهيئ مكتبة كبيرة باإلضافة إلى مالعب القرب. إن الدراسة الميدانية وكذلك الدراسة الوثائقية لجملة من المعطيات المتوفرة لدينا من بعض المديريات المختلفة يتبين لنا أن سيرورة التحضر في هذه المنطقة كانت جد سريعة وهذا سواء على المستوى العمراني السكني أو االجتماعي واالقتصادي نتيجة لتوسع قاعدة النمو الديموغرافي باستقطاب الهجرة والتي غدت الحركية السكنية الذي يشكل la mobilité résidentielle في اتجاه الضواحي هذا النمو معطى أساسي لفهم األنماط الفردية للتملك والتنقل داخل المجال الحضري وتمفصالته مع أشكال الحياة االجتماعية منها الحركية السكنية كمرحلة انتقالية لالندماج في النسيج الحضري وكذلك كشكل متفرد للتجمع البشري النوعي.)1970 Serge Jonas( وبالتالي يصبح المجال تنظيم عالئقي للخيرات والكائنات الحية. إذ يتشكل المجال من خالل سيرورات يجب أن تكون منفصلة تحليليا املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 93 le Spacing )خلق فاصل مجالي( هذا الفاصل هو سيرورة تسمح بخلق تركيب تآلفي بين مجموع الخيرات واألفراد داخل عنصر واحد. ويمكن النظر إلى هذا التوسع الحضري من زاوية التعارض )قطيعة/استمرارية( كقطيعة مجالية داخل استمرارية اجتماعية على مستوى الفرد ثم توسع ديموغرافي هو عبارة عن قطيعة اجتماعية داخل استمرارية مجالية على مستوى الجماعة. ويعتبر السكن وحدة عمرانية أساسية ووحدة اجتماعية باعتباره محل هوية األسرة وتركيبتها وبنيتها كما يظهر مالمح التحول االجتماعي في عالقته بالسكن ونمط العمران ويرافقه دائما تجهيزات أساسية ال
94 يمكن االستغناء عنها من أجل تلبية حاجيات السكان خاصة أن حاجيات االفراد تتطور في الزمن وتستدعي مواكبة التطور الحاصل على مستوى مستجدات ومتطلبات الحياة اليومية. لهذا فالشروط االقتصادية الضرورية الكتساب السكن وتوفير التجهيزات األساسية )التمدرس التبضع التطبيب النقل الترفيه...( هو معيار أساسي كذلك في سيرورة التعمير. ومنه فعملية تشييد الطرق وبناء المساكن والوظائف العمرانية المرتبطة بها هي نوع من استهالك المجال وهي ظاهرة نادرا ما يتم التراجع عنها.irréversible يأخذ مفهوم إنتاج المجال الحضري بعدا بنيويا ويشير إلى مجموع التدفقات واألماكن والعالقات وأنماط الحياة واالجراءات واالستراتيجيات كما يشكل مصدر لمجموعة من التحديات والرهانات الثقافية والسياسية واالجتماعية واالقتصادية بالنسبة للمقيمين على تهيئة المجال والسياسات العمومية. لهذا لم نعد اليوم نقتصر في تعريف مفهوم التحضر على تراكم االشخال على التراب بل أضحى يستند على الحركة le mouvement إذ أن ما يميز التحضر هو امكانية التبادالت واألنشطة الممكنة والحركة قوية والمتسارعة للمعلومات 2015 والمعارف والتجديدات Jean( REMY ل: 183(. وبالتالي تطرح إشكالية الولوجية واإلنصاف المجالي لالستفادة من عرض الحياة الحضرية هذا ألن الحركية هي وسيلة للتنمية االقتصادية في سياق العولمة وتشارك في تنظيم التفاعالت الحضرية كما تساهم في عملية النمو المحلي وتراكم الساكنة. لهذا يشكل الرسم المجالي للمدينة والتموقعات النسبية لألسر والطبقات االجتماعية والمقاوالت والمرافق العمومية كلها نتيجة لتكتل الساكنة ونمو ومحدد معظمها على هذا األساس تصبح الحركية املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 94
95 مفهوم مركزي عند الحديث عن العمران ليس فقط مبني باألساس على الحركات les mouvements ألن المجال هو )التنقل داخل المجال( لكن ألن هذه األخيرة هي كذلك مورد اجتماعي حاسم )2000 Kaufmann Vincent( فهي تنتج أشكال حضرية كما تنتح لالمساواة باعتبارها سبب وأصل االنشطار المتزايد للمجال الحضري. إن تباين قدرات األشخال على الحركة تحدد لالمساواة اجتماعية من نوع جديد. لتشكل مكون أساسي على مستوى شروط االندماج االجتماعي والمجالي وتظهر الحركية اليومية كعامل مؤسس لنمط خال )نوعي( للعالقة مع المجال تتميز بها ساكنة المجاالت الحضرية عموما وخاصة مجاالت التوسع الحضري )الضواحي أو الشبه حضري(. تقوم هذه المجاالت بتعقيد العالقة بين األفراد والمجال وتعدد من االنتماءات واألدوار االجتماعية بحيث أصبحنا نشهد تغير في العالقة مع الزمن ومع المسافة حسب األهمية التي يمنحها األفراد للمجال من خالل الممارسات والتمثالت. إن تأسيس مدينة العيون كما رأينا كان ضمن مخطط قبلي للسلطات االستعمارية اإلسبانية سعت من ورائه جعل مدينة العيون قطبا chef-lieu استراتيجيا سياسيا وعسكريا للمنطقة الصحراوية. وقد شرعت في تهيئة البنيات التحتية والمنشئات بمختلف وظائفها المدنية والعسكرية وقد تم هذا في جو من االستعجالية لضبط المجال وتدبيره. كان للسياق التاريخي والوجود الواقعة الحضرية في األقاليم الجنوبية وكانت االستعماري دورا أساسيا في تشكل مدينة العيون التجلي البارز لها. سيؤثر هذا المعطى التأسيسي بقوة في مصير مدينة العيون ألنها ستبقى مركزا حضريا أساسيا حتى بعد االستقالل. وستراهن الدولة المغربية على هذا المركز الحضري بنفس المنطق املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 95
96 لضبط المجال الصحراوي والربط بين المراكز الحضرية األخرى. حيث سخرت الدولة المغربية كل الوسائل اللوجستيكية والبشرية قصد تدارك التأخر الذي كانت تعرفه المنطقة بغاية إلحاقها بباقي جهات المملكة. يظهر اليوم هذا المجهود الذي قدمته الدولة في المستوى االجتماعي بإعادة النظر في البنيات االجتماعية التقليدية )من نمط البداوة والترحال إلى االنصهار في حياة التمدن واالستهالك( باستقطابها أسر وأفراد من مختلف جهات المملكة نجم عنه حركة عمرانية واسعة. وقد رافق كل ذلك انعكاسات اقتصادية هامة بحيث أصبحت المدينة تشهد رواجا وتنوعا في السلع والخدمات األساسية والبنيات التحتية أمست بفضلها العيون قطب مهيمن داخل الجهات الجنوبية ستكون هذه القطبية السند األساسي لتطور المجال الحضري في مستوياته المختلفة اجتماعيا ومجاليا. وهو ما عبر عنه استبان )Estéban( بالقول: إن التحوالت المجالية المذهلة التي برهنت عليها العيون خالل النصف القرن الماضي تعكس وحشية هذه التحوالت االقتصادية واالجتماعية والثقافية. فالتطور على مستوى وثيرة التحضر واتساع مجاله جعل هذه المدينة مجاال يطرح تقاطعا إلشكاالت اجتماعية ومجالية وتحديات جديدة من أجل تدبير حركية التمدين الواسعة والتي يشكل فيها القرب المجالي la proximité spatiale أكبر رهان بالنسبة للمقيمين على التهيئة الحضرية والسياسات العمومية ككل. قائمة المراجع 1. مجموعة من الباحثين )2011( تاريخ المغرب تحيين وتركيب منشورات المعهد الملكي للبحث التاريخي في تاريخ المغرب. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 96
97 2. دحمان محمد )2006( الترحال واالستقرار في منطقة الساقية الحمراء وواد الذهب مطبعة كوثر برانت الرباط. 3. وزارة السكنى وسياسة المدينة برامج التنمية المندمجة لجهة العيون الساقية الحمراء ) ( محور التأهيل الحضري. 4. Attilio Goudio(1993), «Les Populations Du Sahara Occidental Histoire, vie et culture», Ed. Karthala. 5. Bens (1994, Mis Mémoirias: 22 anos en el desierto. 6. Bullon Diaz, D. Galo (1944), Curso sobre Africa española: notas sobre geografía humana de los territorios de Ifni y del Sáhara : conferencia pronunciada el día 4 de diciembre de 1944 en la Real Sociedad Geográfica, Madrid : Dirección General de Marruecos y Colonias, , en bibliothèque nationale rabat, cote. C direction des routes et de la circulation routière, Routes En Milieu Désertique L expérience Marocaine. 8. Dupuy Gabriel(2001), «Les mobilités et la ville de demain par Paul KANANURA», Université de Bordeaux3 Naguère exaltée, la mobilité est aujourd hui suspecte. 9. INE, Detalle de la poblacion, Anuario 1959, fondo documental del INE, pseccion B-Demografia, 10. José A. Rodríguez Esteban et Diego A. Barrado Timón (2015), Le processus d urbanisation dans le Sahara espagnol ( ). Une composante essentielle du projet colonial, Les Cahiers d EMAM, consulté le 04 décembre Kaufmann Vincent., Maksim, Hanja., et Borja, Simon., Courty, Guillaume, et RAMADIER, Thierry (2012), «La Mobilité comme capital?», Forum Vies Mobiles - Préparer la transition mobilitaire. 12. Leriche Alfred(2011), «Mesures Maures. Note Préliminaire», in : savoirs et connaissances maures, Ed. centre des études sahariennes, p.(63-68). 13. Meana Palacio José Manuel (2006), «El Aaiún de los pioneros : un poblado de los años 40, Biblio 3W. Revista Bibliográfica de Geografía y Ciencias Sociales, vol. XI, n o 627. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 97
98 14. Recensements générale de la population et de l habitat Remy Jean (2015), «L'espace, un objet central de la sociologie», Toulouse, Erès, coll. 16. Schéma régional d aménagement du territoire (srat) de la région laâyoune-boujdour-sakia al hamra : Plan d action régional intégré - mai 2012 (pari). املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 98
99 التحول الديموغرافي في ظل ظاهر التحضر بالمدينة الصحراوية: حالة مدينة أگلميم محمد بوالنعناع باحث في علم االجتماع / الرباط مقدمة الصحراوية. يعالج هذا المقال جانبا مهما من الجوانب االجتماعية حيث بالمدينة يركز باألساس على دراسة التحول الديموغرافي في 20 ظل ظاهرة التحضر بمدينة أگلميم. وفي هذا الشأن تبين لعدد كبير 21 من الباحثين وعلماء االجتماع أن دراسة التحوالت الديموغرافية تكتسي أهمية قصوى في فهم ومعرفة طبيعة أي مجتمع. وذلك لما لها من عالقة ارتباط بالديناميات االجتماعية وبالظروف االقتصادية السائدة وخاصة في المجتمعات السائرة في طريق التمدن. كما أن التزايد السكاني يعد عامال محوريا في حدوث التغيرات االجتماعية. من هذا المنطلق (( جعل إميل دوركايم Durkheim( )Emil من حجم السكان عنصرا رئيسيا في ذلك الفرع من علم االجتماع الذي أطلق عليه المورفولوجيا االجتماعية حيث صنف المجتمعات وفقا )) للحجم والكثافة )291.)Durkheim, :1930 كما كان دوركايم يعتقد أن 20 أگلميم هي مدينة صحراوية تقع في الجنوب المغربي شمال مدينة طانطان وجنوب مدينتي تزنيت وسيدي إفني وتبعد عن مدينة أكادير بحوالي 212 كلم. وهي تابعة إداريا إلى إقليم أگلميم وجهة أگلميم واد نون. وتمتد على مساحة تقدر ب 28 كلم مربع كما يبلغ عدد سكان المدينة حسب اإلحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2014 حوالي نسمة.ويختلف الباحثون والمؤرخون في تحديد أصل تسمية المدينة غير أن األرجح في األمر أن أصل تسميتها هو أگلميم )Aglemim( كما جاء في مختلف نصول الرحالة األجانب الذي زاروا المنطقة خالل النصف الثاني من القرن التاسع عشر. 21 نذكر منهم: السوسيولوجي الفرنسي إميل دوركايم وتوم بوتومور وغيرهم من الباحثين المعاصرين. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 99
100 22 تزايد الحجم يؤدي عموما إلى زيادة الكثافة الديموغرافية التي تدفع بدورها إلى المزيد من تقسيم العمل داخل المجتمع. وبالتالي يحصل االنتقال من المجتمع التقليدي الذي يسود فيه التضامن اآللي إلى المجتمع العصري الذي يقوم على التضامن العضوي والمبني على االختالف والتخصص المهني والتكامل الوظيفي. وفي هذا الصدد يقول دوركايم بأن تقسيم العمل (( يميل إلى االزدياد كلما زاد عدد األفراد الذين يتصلون فيما بينهم بدرجة كافية ليؤثر وليتأثر كل منهم باآلخرين. فإذا نحن اصطلحنا على وضع كلمة الكثافة الروحية أو المعنوية للداللة على هذا التقارب وما ينشأ عنه من صالت قوية... ولكن هذا التقارب المعنوي ال يمكن أن يحدث أثره إال إذا كان البعد الفعلي بين األفراد قد تضاءل هو نفسه. وبالتالي فإن الكثافة المعنوية ال يمكن أن تزداد )) نفسه 292(.)Ibid: من غير أن تزداد الكثافة المادية في الوقت وفي الواقع إن مفهوم التحول الديموغرافي يشير إلى )) تغير في معدل نمو السكان )غيث (( وجود : ( والذي ال يحدث كنتيجة للزيادة الطبيعية فحسب بل أيضا بفعل عوامل اقتصادية واجتماعية وسياسية معينة ثم تؤدي إلى تزايد الهجرة نحو المدن. ومن (( فإن تزايد عدد السكان المقيمين في مناطق حضرية معينة يصبح )) مؤشرا إحصائيا دقيقا لقياس عملية التحضر )رشوان 61(. إذ :2004 من المعلوم أن المدن والمجاالت الحضرية تنمو وتتشكل حسب تطور النمو الديموغرافي. وبالتالي فإن فهم عملية التحضر في منطقة ما 22 نشير هنا إلى أن إميل دوركهايم يميز بين الكثافة المادية التي تتأثر بتركز السكان ونمو المدن وتطور وسائل االتصال من ناحية والكثافة األخالقية التي يمكن أن تقاس في ضوء عدد األفراد ذوي العالقات الفعالة بغيرهم من ناحية أخرى. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 100
101 تقتضي رصد وتحليل خصائصها السكانية وتتبع صيرورة وضعها الديموغرافي. وفي هذا االتجاه تجب اإلشارة إلى أن من أبرز مظاهر التحضر بالمدينة الصحراوية تزايد عدد سكانها بشكل متسارع وأحيانا في صورة قفزات إحصائية الفتة. وال شك أن هناك أسباب عدة لذلك منها ما هو داخلي كتزايد نسبة النمو الطبيعي للسكان أو الهجرة المحلية وهذه األخيرة هي التي تمثل العامل األكبر والمهم في هذا التطور الديموغرافي. وهناك أيضا أسباب خارجية مثل تزايد عدد السكان القادمين إلى المدينة من مناطق مختلفة أخرى بفعل العوامل االقتصادية والتحسن في المستوى المعيشي للسكان. وعلى ضوء ذلك يمكن القول بأن مدينة أگلميم على غرار باقي المدن الصحراوية قد عرفت تغيرات ديموغرافية عميقة وشاملة بدأت تظهر بوادرها منذ الستينيات وبلغت أوجهها خالل الثمانينيات من القرن العشرين وخاصة بعد استرجاع المغرب ألقاليمه الجنوبية. ويمكن إجمال أسباب هذه التغيرات في التوافد البشري نحو المدينة من مناطق مختلفة ومتنوعة مما ترتب عنه نمو سكاني سريع أدى إلى حدوث تحوالت قوية في البنية الديموغرافية وفي التوزيع السكاني داخل المجال الحضري مما نتج عن كل ذلك تطور هام التمدن والنمو الحضري. في حركية بيد أن السؤال الذي نعتقد بضرورة طرحه اآلن وتماشيا مع المنظور الذي ننطلق منه في هذه الدراسة هو: هل حقا يعبر هذا النمو الديموغرافي عن ظاهرة التحضر بمدينة أگلميم أم أن هذا الوضع يعزى أساسا إلى الزيادة الطبيعية للسكان ومن ثم نكون ملزمين بالتساؤل عن مكونات وخصائص هذا التطور الديموغرافي وكيف يتوزع املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 101
102 السكان داخل المجال الحضري ألگلميم وما عالقة ذلك بتطور النمو الحضري في المدينة هذا وقد اعتمدنا في تحرير هذا المقال واإلجابة عن هاته التساؤالت البحثية المطروحة على دراسة وتحليل معطيات ميدانية وأخرى نظرية. فأما المعطيات الميدانية فقد تم تحصيلها من خالل البحث الميداني الذي تم إنجازه خالل صيف 2016 والذي اعتمدنا فيه على تقنيتين رئيسيتين تم اختيارهما بناء على اإلشكالية التي انطلق منها هذا البحث وبناء على المقاربة الكيفية التي تتوخى الدراسة تبنيها. ويتعلق األمر بتقنيتي المالحظة والمقابلة إلى جانب االعتماد على المعطيات الكمية واإلحصائية والوثائق المتعلقة بها. 23 أما المعلومات النظرية فقد اقتبسناها أساسا من بعض المصادر والدراسات السابقة التي أنجزت حول الموضوع وذلك بعد أن قمنا بمراجعة نقدية وتحليلية لها. ونخص بالذكر هنا على سبيل المثال ال الحصر األعمال التي أعدها محمد دحمان حول منطقتي الساقية الحمراء ووادي الذهب وكتاب المدن الصحراوية لمحمد شرايمي 23 يتعلق األمر ببعض الرحالت التاريخية ومنها: - دولز كاميل خمسة أشهر لدى البيضان في الصحراء الغربية ترجمة حسن الطالب منشورات مركز الدراسات الصحراوية دار أبي رقراق الرباط Gatell Joachim, «L Oued Noun et le Tekna à la côte occidentale du Maroc». In: Soc. De Géogr. XVIII-1, Marty Paul, Les Tribus de la haute Mauritanie. publication du comité de l Afrique Française, Paris, دحمان محمد الترحال واالستقرار بمنطقتي الساقية الحمراء ووادي الذهب مطبعة كوثر برانت الرباط دحمان محمد الساقية الحمراء ووادي الذهب في الكتابات االسبانية ) ( مطبعة طوب بريس الرباط شرايمي محمد المدن الصحراوية النشأ والتطور طوب بريس الرباط املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 102
103 وكتابات محمد بن عتو وأحمد بلقاضي حول الظاهرة الحضرية بالمدن الصحراوية ودراسات أخرى نظرية حول التحضر في الوطن العربي. كما اعتمدنا في إدارة وتحليل مختلف البيانات المجمعة على مقاربة سوسيولوجية وصفية تحليلية ترتكز على وصف الظواهر والوقائع والمالحظات الميدانية ثم التحليل المعمق للمقابالت الميدانية والمعطيات اإلحصائية الرسمية وذلك عن طريق استخدام تقنيات تحليل المضمون تحليل كيفية ترابط المتغيرات المقارنة وإبراز أوجه التشابه واالختالف العودة إلى التاريخ الجمع بين المقاربة االستقرائية واالستنباطية الوصف التفسير الربط بين ما هو ميداني وبين ما جاء في األطر النظرية حول ذات الموضوع. ومن هنا انتهينا إلى تنظيم المحتوى العام لهذه الورقة البحثية في محورين أساسيين: أگلميم. األول يبرز مسار الوضع الديموغرافي بمدينة والثاني يقف بالدرس والتحليل على مسألة توزيع السكان داخل المجال الحضري ألگلميم ودوره في نمو المدينة. أوال: مسار التطور الديموغرافي بمدينة أگلميم يرجع االستقرار البشري بمدينة أگلميم إلى عهد قديم بحسب ما تشهد على ذلك المآثر التاريخية التي تتواجد بالمدينة. وقد اعتبرت 26 Belkadi Ahmed, «Le rôle économique et commercial d Oued Noun, des origines à nos jours Dans : Les oasis de Wadi Noun porte de Sahara Marocaine, éditeur Faculté des lettres et des sciences humaines Agadir, impression el Hilal Arabica, Rabat, Ben Attou Mohamed, «Mécanismes et formes de croissance urbaine à Guelmim». Dans : Dans : Les oasis de Wadi Noun porte de Sahara Marocaine, Editeur Faculté des lettres et des sciences humaines Agadir, impression el Hilal Arabica, Rabat, Ben Attou Mohamed, Les villes du Sahara marocain espace, économie, société et urbanisation, publication Fikr, impression Ana Jah Aljadida, Rabat, الكردي محمود التحضر دراسة اجتماعية: القضايا والمناهج دار المعارف رشوان حسين عبد الحميد أحمد دور المتغيرات االجتماعية في التنمية الحضرية: دراسة في علم االجتماع الحضري مؤسسة شباب الجامعة اإلسكندرية املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 103
104 المنطقة ملتقى لعدة مجموعات بشرية وقبائل مختلفة بما فيها القبائل البدوية المترحلة التي استقر معظمها بالمدينة في فترة الحقة. لكن رغم قدم االستيطان في مجال أگلميم فقد ظل عدد سكانه محدودا نظرا النعدام األمن وقلة الموارد الطبيعية واالقتصادية وسيادة نمط الترحال الرعوي في المنطقة الصحراوية ككل. ولعل ذلك ما جعل عدد سكان مركز أگلميم لم يتعدى إلى حدود منتصف القرن التاسع عشر ثالثة الف نسمة حسب ما نستقرؤه من خالل أوصاف أحد الرحالة األجانب الذين زاروا المنطقة في الفترة المذكورة يتعلق األمر باإلسباني خواتشيم گاتل Gatell( )Joachim الذي يقول بأن يحتوي على ما يقرب من (( أگلميم 600 منزل وعلى نحو أكثر من )) 3000 نفس.)Gatell, 1869: 265( )Bonelli بينما يورد الضابط العسكري اإلسباني إيميليو بونيللي ( Emilio (( أن أگلمين )Agolmin( هي عاصمة واد نون ويقطنها حوالي )) 6000 نسمة )دحمان :2014 مارتي Marty( )Paul األدنى 400 (( تقريبا (. ويضم مركز أگلميم بالنسبة لبول كانون )منزل( وهذا ما يمثل في الحد )) نفس بما في ذلك عدد من العائالت اليهودية Marty, (.)1915: 66 وهكذا فإنه إذا كان االختالف قائما بين الرحالة والباحثين في ضبط وتحديد أعداد سكان أگلميم في تلك الفترة فال جدال في أن قبائل المنطقة قبل التدخل االستعماري كانت تنقسم إلى نوعين وذلك بحسب نمط عيشها: فهناك قبائل مترحلة تتعاطى للرعي والترحال وقبائل أخرى مستقرة في الواحات وتعيش في الزراعة وتربية الماشية. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 104
105 وعلى هذا األساس يمكن اإلشارة إلى أنه رغم كون المجال الجغرافي للمنطقة شاسعا فإن استغالله ظل محدودا. وذلك نظرا لسببين رئيسين هما: قلة عدد السكان من جهة وهيمنة النشاط الرعوي من جهة ثانية. باإلضافة إلى الظروف الطبيعية والمناخية الصعبة التي ال تسمح بإقامة أنشطة إنتاجية. كما أن سكان واد نون بحسب ما أشار إليه كاميل دولز Dolez( )Camile )) الرحل وبين أمازيغ سوس )دولز :2015 (( كانوا يتوسطون ما بين البدو 146(. كما كان غالبية السكان يعيشون فقط تحت الخيام وفي أماكن متفرقة من الصحراء والواحات. ومن ثم فإن تعمير أگلميم قد تم من طرف قبائل أمازيغية وأخرى عربية حسانية سكنت المنطقة على عدة مراحل وانصهرت فيما بينها ومنها باألساس قبائل تكنة خاصة أيت لحسن وأيت موسى أوعلي وأيت أوسى وأيت النص وأيت ياسين وأزوافيط وقبائل أيت باعمران واألخصال. إضافة إلى (( تركيبة سكانية أخرى من داخل الصحراء وموريتانيا وعناصر زنجية من أصل إفريقي وأخرى من مناطق مختلفة )) من المملكة )شرايمي : ( وفدت كلها على أگلميم وتعايشت فيما بينها وشكلت بينته الديموغرافية الحالية. ومما هو جدير بالذكر أن مدينة أگلميم تعد من أكبر التجمعات البشرية بمنطقة واد نون والصحراء ككل حيث اعتبرت على مر تاريخها المكان المفضل للعبور واالستقرار ضمن مجموع التراب الصحراوي. وقد لعب النشاط التجاري الذي عرفته هذه المدينة دورا هاما في تعميرها وذلك باعتبارها محطة مهمة لتجارة القوافل خاصة بعد تراجع الدور التجاري للمركزين التاريخيين نون لمطة وتگاوست. وباعتبارها أيضا سوقا مركزيا لمختلف القبائل الصحراوية. وبالتالي )) جذب نظرا لتواجد االستقرار والنشاط التجاري بها (( كانت أگلميم مكان )نفسه: 50(. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 105
106 وبناء عليه فقد ساهمت األهمية االقتصادية والتجارية لحاضرة أگلميم في تحولها إلى قطب جدب لسكان منطقة واد نون والصحراء. إذ انتقلت من مركز قروي صغير يضم حوالي مدينة تأوي أزيد من 8015 نسمة سنة نسمة سنة إلى وهو ما جعل نسبة التمدن على مستوى اإلقليم ككل تنتقل إلى حوالي 74%. وبالتالي يتأكد أن مدينة أگلميم قد عرفت نموا ديموغرافيا مضطردا بدأت تتضح معالمه مع نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات ليصل إلى مستويات عالية خالل العقود األخيرة. ولعله يمكن إجمال أسباب هذه التحوالت في عامل رئيسي يتمثل في التوافد البشري نحو مدينة أگلميم من مناطق مختلفة ومتنوعة. مما ترتب عنه نمو سكاني سريع أدى إلى حدوث تغيرات قوية في البنية الديموغرافية وفي التوزيع السكاني داخل المدينة. كما يمكن اعتبار االستعمار من أبرز العوامل التي ساهمت الديموغرافي بحواضر الصحراء. بحيث في انطالق النمو (( أدخل االستعمار عدة جوانب هامة في عملية االستقرار والمتمثلة في إحداث أماكن جديدة 29)) للقاطنين األوروبيين ومؤسسات اجتماعية وإدارية جديدة. وتأسيسا على ما تقدم يمكن القول بأن مدينة أگلميم باعتبارها صلة وصل بين الشمال والجنوب مثلت قطبا ديموغرافيا هائال في المنطقة الصحراوية وخاصة في الفترة التي تلت استرجاع المغرب ألقاليمه الجنوبية. ومما يؤكد ذلك هو االرتفاع الذي شهده عدد سكان المدينة سنة 1982 حيث وصل العدد إلى ما يقارب نسمة 28 المندوبية الجهوية للتخطيط ألگلميم. اإلحصاء العام للسكان والسكنى شتنبر مقابلة ميدانية بتاريخ 2016/08/07 بمحل تجاري في حي اللة مريم: )أحمد ذكر 68 سنة ابتدائي متقاعد أسا أيت أوسى(. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 106
107 وبمعدل نمو ديموغرافي بلغ 9.10%. مما وضعها ضمن المدن الصحراوية األكثر دينامية على مستوى الجهات الجنوبية الثالث. جدول رقم و السنوات عدد السكان معدل النمو % 1: تطور عدد السكان بمدينة أگلميم ما بين سنتي المصدر: معطيات اإلحصاءات العامة للسكان والسكنى ما بين 1960 و يتضح من خالل هذا الجدول أن مدينة أگلميم قد شهدت تطورا ديموغرافيا كبيرا حيث تضاعف عدد سكانها تسع مرات ما بين و 2004 إذ انتقل من المدينة نموا أكبر للسكان نسمة إلى بين عامي الجدول أعاله. حيث انتقلت نسبة النمو من نسمة. كما شهدت و 1982 كما هو مبين في 6.33 % 1971 سنة 9.10 سنة إلى % 1982 أي بزيادة تقدر ب (( تضاعف عدد السكان بنسبة % بعد إحداث عمالة إقليم أگلميم سنة نسمة. وبالتالي في غضون عشر سنوات خاصة 30)) وبناء عليه فإن هذا التطور السكاني الالفت لالنتباه يمكن إرجاعه باألساس بحسب ما جاء في المقابالت الميدانية إلى عامل الهجرة المكثفة نحو المدينة. (( وذلك بالنظر إلى أهميتها االقتصادية على مستوى الجهة حيث تستقطب يدا عاملة مهمة خاصة في 30 مونوغرافية مدينة أگلميم 2010/2009. ل 6. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 107
108 31)) ميدان التجارة واألعمال الحرة. ثم كذلك بفضل (( موقعها الجغرافي االستراتيجي الذي يتوسط جميع الواحات والقرى المجاورة لها مما مكنها من أن تصبح مركزا حضريا كبيرا على مستوى جهة أگلميم واد 32)) نون. ولتوضيح صورة النمو الديموغرافي السريع الذي عرفته مدينة أگلميم منذ أول إحصاء للسكان سنة 1960 هذه الدراسة نستعين بالتمثيل المبياني اآلتي: مبيان رقم و إلى خر إحصاء قبل إنجاز 1: التطور السكاني بمدينة أگلميم ما بين سنتي عدد السكان المصدر: معطيات اإلحصاءات العامة للسكان والسكنى ما بين 1960 و يظهر من خالل هذا التمثيل المبياني أن النمو الديموغرافي لمدينة أگلميم يسير في خط تصاعدي مستمر بدءا من سنة 1960 إلى 31 مقابلة ميدانية بتاريخ 2016/08/26 بساحة عمومية في شارع أكادير: )خديجة أنثى 26 سنة جامعي عاطلة أسرير أزوافيط(. 32 مقابلة ميدانية بتاريخ 2016/08/20 بمقهى بحي المسيرة: )حفيا ذكر 29 سنة جامعي موظف سيدي إفني أيت بعمران(. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 108
109 سنة 2014 مع تسجيل اختالف على مستوى درجة التصاعد في كل مرحلة من المراحل التي يشملها اإلحصاء. حيث نالحا من خالل المنحنى أن عدد سكان أگلميم في الفترة ما بين 1960 تطور و 1971 بهدوء وبنسبة نمو قليلة. بينما في الفترة الموالية الممتدة ما بين 1971 و 1994 انتقل عدد سكانها من سنة شهدت المدينة تطورا ديموغرافيا هائال وسريعا حيث نسمة سنة إلى 1971 نسمة وهذا ما يظهر من خالل المبيان الذي يبرز مدى االرتفاع المتزايد الذي عرفه النمو السكاني خالل الفترة السالفة الذكر وخاصة خالل سنة 1982 التي بلغ فيها معدل النمو حوالي % في حين أننا نسجل خالل الفترة ما بين و 2014 تراجعا في وثيرة معدل النمو السكاني بمدينة أگلميم مع تسجيل استمرار في تزايد عدد السكان ولكن بنسبة نمو أقل مقارنة بفترات ما قبل ويبرز هذا التراجع أكثر في المرحلة األخيرة ما بين سنتي و 2014 وذلك بحسب ما يظهر دائما من خالل المنحنى المبياني. ولعل ما يزكي هذه المالحظة المقارنة بين معدالت النمو الديموغرافي المتوصل إليها انطالقا من نتائج اإلحصاءات العامة للسكان والسكنى والتي بينت أنه في العقود األخيرة الممتدة ما بين 1994 و 2014 دخلت المدينة في تراجع نسبي على مستوى معدل النمو السكاني والذي وصل إلى % 2.81 سنة 2004 بينما لم يتجاوز % حسب معطيات اإلحصاء العام األخير للسكان والسكنى. وانطالقا من كل هذه المعطيات يمكن القول الديموغرافي لمدينة أگلميم خالل الفترة ما بين سنة إن مستوى التزايد و 2014 لم يصل إلى مستوى المؤهالت التي تتوفر عليها هذه المدينة الصحراوية لتحقيق وضع ديموغرافي متطور جدا. ومن ثم فإنه إذا ما قرأنا هذه املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 109
110 البيانات من زاوية التحليل السوسيولوجي فإننا سنجد أن الوضع الديموغرافي المسجل في مدينة أگلميم خالل سنة 2014 إنما هو راجع إلى ضعف معدل الخصوبة مع استمرار في تزايد الهجرة نحو المدينة مما خلق وضعا ديموغرافيا مستقرا نسبيا ومتوازنا. إذ أنه بالرغم من انخفاض معدل النمو إال أن التزايد الديموغرافي لمدينة أگلميم لم يتراجع وإنما بقي مستمرا وعرف تطورا بطيئا شيئا ما. لكن على العموم بلغت مدينة أگلميم خالل السنوات األخيرة من تحولها الديموغرافي نسقا عاليا نسبيا من التزايد السكاني وذلك مقارنة مع باقي المدن الصحراوية سواء في جهة أگلميم واد نون أو في الجهات األخرى. وذلك حسب ما يظهر من خالل الجدول والمبيان التاليين: جدول رقم 2: مكانة مدينة أگلميم في المشهد الديموغرافي الحضري الصحراوي المدينة أگلميم طانطان أسا السمارة طرفاية العيون بوجدور الداخلة المصدر: معطيات اإلحصاءات العامة للسكان ما بين 1982 و املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 110
111 1982 مبيان رقم 2: تطور عدد سكان المدن الصحراوية ما بين و الداخلة بوجدور العيون طرفاية السمارة أسا طانطان أگلميم المصدر: معطيات اإلحصاءات العامة للسكان ما بين 1982 و يظهر من خالل مقارنة مسارات التزايد السكاني بين مدينة أگلميم وبقية المدن الصحراوية أن أگلميم تعرف تطورا ديموغرافيا قويا وملحوظا ال سيما في الفترة الممتدة بين 1994 و 2014 إذ شهدت أعلى معدالت النمو الديموغرافي مقارنة مع باقي المدن المجاورة. كما نالحا في هذا األمر أن مدينة أگلميم تتصدر نتائج اإلحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2014 مقارنة مع باقي المدن المنتمية إلى نفس الجهة بفارق عددي يصل إلى حوالي نسمة عن مدينة طانطان وهي ثاني مدينة في الجهة حسب عدد السكان. وهو الشيء الذي مكنها من أن تتبوأ مكانة هامة ضمن النسيج الحضري الصحراوي. بينما تحتل أگلميم المرتبة الثانية على مستوى حواضر الصحراء ككل حيث تأتي مباشرة بعد مدينة العيون التي حققت وضعا ديموغرافيا جد متقدم. إذ بلغ عدد سكانها خالل سنة 2014 ما يزيد عن نسمة في الوقت الذي لم يكن هذا العدد يتجاوز املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 111
112 نسمة خالل سنة في حين كان عدد سكان مدينة أگلميم سنة يفوق عدد سكان مدينة العيون بحيث وصل إلى نسمة ولعل ذلك راجع إلى حداثة االستقرار بالمناطق الصحراوية الجنوبية وحداثتها أيضا باالستقالل عكس مدينة أگلميم التي عاشت مرحلة االستقالل منذ سنة 1956 وبالتالي كان من الطبيعي أن تتقدم شيئا ما على مدينة العيون من حيث شروط االستقرار وظروف العيش الحضري. لكن ابتداء من سنة 1994 التي تحقق أكبر نمو ديموغرافي على وهذا ما يتضح من خالل التمثيل المبياني أعاله. إلى اليوم ستصبح العيون هي مستوى األقاليم الصحراوية ومن جهة أخرى تكشف لنا المقارنة بين مدينة أگلميم والمدن الصحراوية األخرى بأن جميع هاته الحواضر عرفت تطورا ديموغرافيا واضحا ومهما باستثناء مدينتي طرفاية وأسا. فاألولى نعرف عنها أنها قليلة السكان بفعل انعدام شروط االستقرار والعيش نظرا لغياب الموارد االقتصادية والطبيعية كما تشكل ظاهرة الترمل عامال طاردا للسكان في هذه المنطقة. أما بالنسبة لمدينة أسا فاغلب سكانها انتقلوا إلى مدن أخرى وخاصة مدينة أگلميم التي تعتبر الوجهة المفضلة لديهم. حيث نالحا استقرار عدد كبير من عائالت قبائل أيت اوسى بهذه المدينة. وفي الواقع إن الدينامية الديموغرافية التي تعرفها مدينة أگلميم (( إنما تعود إلى موقعها الجغرافي االستراتيجي في شمال الصحراء )) وأهمية تدفقات الهجرة التي تتقارب نحوها 156(.)Belkadi, 1999: ثم ما تتميز به مدينة أگلميم كمركز حضري تاريخي في المنطقة من خاصية قوة الجذب بالمقارنة مع بعض المدن الصحراوية األخرى حيث تحتل أگلميم مكانة مرموقة بين هذه المدن والمراكز الحضرية. كما املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 112
113 يمكن أن نفسر الوضع الديموغرافي لمدينة أگلميم باألهمية االقتصادية التي تتميز بها والتي جعلتها تستقطب يدا عاملة مهمة خصوصا في قطاع التجارة والخدمات الذي عرف ازدهارا ملحوظا خالل السنوات األخيرة. يضاف إلى ذلك أن هذا النمو الديموغرافي السريع كما تشير إلى ذلك بعض الدراسات (( إنما هو نتيجة للحركية القبلية المهمة )) والهجرة المحلية على حد سواء )135 Attou, :2007.)Ben إذ شهدت المدينة خصوصا في فترة السبعينيات والثمانينيات استقرار مجموعة من القبائل المترحلة بعد نزوحها من البادية الصحراوية وذلك في ظل الظروف األمنية والسياسية التي تعيشها الصحراء خاصة بعد الخروج اإلسباني من منطقة الساقية الحمراء ووادي الذهب واندالع الحرب بين المغرب والبوليساريو ثم الظروف المناخية والطبيعية التي عاشتها البوادي والقرى المجاورة لواد نون. والتي جعلت مدينة أگلميم تستقطب تدفقات المهاجرين الذين يبحثون عن مصادر بديلة للعيش مما ساهم بشكل فعال في حدوث تزايد سكاني هام في المدينة. وبالتالي استمرار ظاهرة التطور الحضري. وهكذا فإن ما يمكن استنتاجه مما تقد م هو أن التطور الحاصل في عدد السكان بمدينة أگلميم ليس نتاج لتطور سكاني طبيعي فحسب بل هو أساسا نتاج لعدة عوامل اقتصادية واجتماعية وسياسية هامة أدت إلى تزايد الهجرة نحو المدينة. كما أن هذا النمو الديموغرافي يمثل تجليا أساسيا من تجليات عملية التحضر في المدينة الصحراوية (( والمرتبطة أساسا بالتدخل اإلداري والتزايد )) السكاني والدخول المتزايد في اقتصاد السوق )دحمان :2006 املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 113
114 212(. مما أدى إلى حدوث عملية نمو حضري ملحوظة بفعل االرتفاع المهول في معدالت النمو السكاني. السكاني وفي هذا اإلطار نجد أن نتائج البحث الميداني تظهر أن النمو يشكل متغيرا أساسيا في فهم ظاهرة التحضر بمدينة أگلميم حيث نالحا تكرار هذا المتغير في جميع المقابالت التي أنجزناها. بل نجد أن مختلف المشاركين في البحث يفسرون تطور مدينة أگلميم بالبعد الديموغرافي. وجوهر القول إن هذا التطور الديموغرافي المتسارع يستوجب االنتباه إلى أهمية هذه الظاهرة وذلك بالنظر إلى ما قد تشكله من خطر على الموارد الطبيعية واالقتصادية للمنطقة وما قد ينتج عنها من تحديات اقتصادية واجتماعية ومجالية عديدة يمكن أن تكون لها انعكاسات سلبية على مستوى سيرورة تطور المدينة. ثانيا: المدينة توزيع السكان داخل المجال الحضري ألگلميم ونمو يعد توزيع السكان داخل المجال الحضري من أبرز المتغيرات التي يمكن من خاللها فهم ظاهرة التحضر بالمدينة الصحراوية. النمو (( إذ يمثل السكاني وحركة التمدين مؤشرين تأليفيين للتغيرات التي )) شهدها هذا النطاق الجغرافي الصحراوي وشبه الصحراوي.)234 :2007 )هناكا وفي هذا الصدد نالحا أن من أهم مالمح التحضر بمدينة أگلميم أن هناك تباينا في توزيع السكان داخل مدينة أگلميم من حي آلخر وذلك تبعا لتأثير مجموعة متشابكة من العوامل التاريخية والعمرانية واالقتصادية واالجتماعية والبشرية انعكست كلها على املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 114
115 تفاعل السكان مع المجال الحضري مما أثر على نمط توزيع السكان والعمران في المدينة. وهكذا نالحا من خالل المعاينة الميدانية أن غالبية السكان تتمركز في األحياء التي تشهد تضخما كبيرا في مجالها العمراني وفي حجم سكانها. ولعل ذلك راجع إلى عدة عوامل متراكمة من أبرزها توفر هذه األحياء على قاعدة سكانية قادرة على استقطاب تيارات الهجرة المستمرة إلى المدينة وكذلك بسبب توطين معظم األنشطة االقتصادية والتجارية والخدماتية بها. النظرية وعليه فإن إدراك التوزيع السكاني داخل المدينة من الناحية (( يمكن من خالل الكثافة السكانية فضال عن تجمعهم طبقا )) لتوزيع الموارد الطبيعية وتوافر فرل العمل وإتاحة الخدمات الحضرية )الكردي نالحا : (. ولعل هذا ما ينطبق على مدينة أگلميم إذ أن األحياء التي تعرف تركزا بشريا كبيرا هي التي غالبا ما تتواجد بها أنشطة اقتصادية وتعرف انتعاشا تجاريا وخدماتيا وتتيح فرصا للعمل وكسب قوت العيش. وتعد مرحلة ما بين 1970 و 1980 السكان والنمو الحضري بمدينة أگلميم. فترة أساسية في انطالق توزيع (( فالبنيات الحضرية لهذه الفترة هي نتيجة لرواسب ديموغرافية متالحقة أدت إلى توطين األحياء الفقيرة )الدواوير( والمدينة الجديدة )الگويرة( وتدعيم الطبقات )) الوسطى للسكن االقتصادي )حي المسيرة حي جديد( Ben Attou, ( :1999(. 184 غير أن اإلحصائيات المتعلقة بتوزيع السكان بين أحياء مدينة أگلميم لم تتوفر إال بعد إجراء اإلحصاء العام للسكان سنة 1994 مما سيمكننا من فهم البنية األولية للتوزيع السكاني داخل هذه المدينة الصحراوية. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 115
116 جدول رقم 3: توزيع عدد السكان حسب األحياء بمدينة أگلميم سنة.1994 عدد السكان األحياء 9131 القصبة المسيرة الكويرة التواغيل-دوار اللوح-النوادر حي جديد-توفليت-دوار الرجا فاهلل 9360 حي ميري-دوار فيال 9139 تيرت 5917 القدس المجموع المصدر: اإلحصاء العام للسكان والسكنى 1994 المندوبية الجهوية للتخطيط ألگلميم. لقد أدى النمو الديموغرافي السريع والغير المخطط له إلى حدوث فجوات من عدم التوازن في توزيع المرافق والخدمات والبنيات التحتية بين أحياء المدينة مما أدى إلى تفاوت في حجم السكان داخل كل حي على حدة. وبمقارنة أعداد السكان في أحياء المدينة حسب اإلحصاء العام للسكان 1994 يظهر بوضوح أن االتجاهات األولى للتحضر والنمو الحضري بدأت أساسا في ثالثة تجمعات رئيسية وهي: المسيرة-الكويرة )16848( التواغيل-دوار اللوح-النوادر )11343( حي جديد-توفليت-دوار الرجا فاهلل )10825(. وفي هذا الصدد يؤكد لنا أحد المشاركين في البحث (( أن أگلميم في مرحلة الثمانينيات عرفت فترة ازدهار مهم شهدت معه المدينة تحوال مهما على جميع المستويات والذي يمكن اعتباره استثنائيا. والدليل على ذلك إضافة مناطق حضرية جديدة إلى نواة المدينة املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 116
117 33)) وتوسيع رقعتها من حين آلخر بسبب الطلب المتزايد على السكن. ولعل هذا ما يؤكده التوزيع السكاني حسب األحياء بناء على اإلحصاء العام للسكان لسنة 1994 حيث نسجل تزايدا سكانيا ملحوظا في األحياء الجديدة التي ظهرت كنتيجة لتطور المدينة وتسارع وتيرة الهجرة. غير أنه في الفترة الموالية الممتدة إلى سنة 2004 سيقع تحول نوعي في التوزيع السكاني داخل أحياء المدينة حيث ستظهر أحياء أخرى تحتضن غالبية السكان في الوقت الذي تراجعت فيه الكثافة السكانية في األحياء التقليدية للمدينة. ونورد في هذا الشأن معطيات حول عدد السكان في بعض األحياء بمدينة أگلميم حسب إحصاء 2004 وذلك قصد توضيح مضامين البنية السكانية الجديدة للمدينة في مختلف األحياء وذلك حسب الجدول اآلتي: جدول رقم حسب إحصاء حي المسيرة حي اللة مريم حي اللة حسناء حي التواغيل حي الفيال حي الموحدين 4: توزيع عدد السكان في بعض األحياء بمدينة أگلميم.2004 األحياء حي سيدي الغازي عدد السكان )نسمة( مقابلة ميدانية بتاريخ 2016/08/20 بمقهى بحي المسيرة: )حفيا ذكر 29 سنة جامعي موظف سيدي إفني أيت بعمران(. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 117
118 حي المرابطين حي السعديين حي اكويدير حي ابن رشد حي باب الصحراء حي واد نون حي تكنة حي تيرت السفلى حي تيرت العليا حي القدس يبدو من خالل هذا الجدول أن هناك المرجع: مونوغرافية مدينة أگلميم. ص 9. تفاوتا بين أحياء المدينة على مستوى توزيع عدد السكان بحيث نجد أن بعض األحياء تتصدر القائمة كحي وادنون وحي السعديين 9363 نسمة وحي تيرت العليا نسمة وحي المسيرة 7159 نسمة نسمة. وهناك أحياء متقاربة في توزيع عدد سكانها مثل حي سيدس الغازي نسمة وحي التواغيل نسمة وحي تيرت السفلى نسمة. بينما نجد أحياء أخرى لم يصل عدد سكانها شام نسمة وحي باب الصحراء 1972 نسمة. نسمة كحي وفي حقيقة األمر إن هذا التفاوت في توزيع السكان داخل أحياء مدينة أگلميم يعود باألساس إلى مدى قدرة الحي على االستقطاب ومدى توفره على الظروف األساسية للعيش الكريم من تجهيزات وبنيات تحتية. كما أن ما يميز مدينة أگلميم هو أن االستقطاب السكاني تحكمه أسس قبلية محضة بحيث أن كل حي يعرف تركزا املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 118
119 واضحا لسكان ينحدرون من قبيلة أو قبيلتين. مما انعكس على حجم وتنوع الكثافة السكانية داخل أحياء المدينة. خالصة وهكذا إذن وبناء على كل ما سبق يمكن أن نستنتج من خالل هذه الدراسة بأن التحول الديموغرافي يشكل مظهرا جوهريا وواضحا لظاهرة التحضر بالمدينة الصحراوية. فقد واكبت عملية انتقال أگلميم من البادية إلى المدينة تغيرات وتطورات هامة على مستوى وضعها الديموغرافي مما ساهم في خلق نمو حضري كبير ستظهر مالمحه بشكل جلي من خالل التوسع العمراني والمجالي للمدينة والذي يعتبر نتيجة حتمية لهذا التطور المتزايد في عدد السكان وتوزيعهم داخل أحياء المدينة. الئحة المصادر والمراجع المعتمد 1. المصادر دولز كاميل خمسة أشهر لدى البيضان في الصحراء الغربية ترجمة حسن الطالب منشورات مركز الدراسات الصحراوية دار أبي رقرق الرباط Gatell Joachim, «L Oued Noun et le Tekna à la côte occidentale du Maroc». In: Soc. De Géogr. XVIII-1, Marty Paul, Les Tribus de la haute Mauritanie, publication du comité de l Afrique Française, Paris, الدراسات واألبحاث الكردي محمود التحضر دراسة اجتماعية: القضايا والمناهج دار المعارف بوتومور توم تمهيد في علم االجتماع ترجمة محمد الجوهري و خرون سلسلة علم االجتماع المعاصر الكتاب الرابع. دحمان محمد الترحال واالستقرار بمنطقتي الساقية الحمراء ووادي الذهب مطبعة كوثر برانت الرباط املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 119
120 دحمان محمد الساقية الحمراء ووادي الذهب في الكتابات االسبانية ) ( مطبعة طوب بريس الرباط رشوان حسين عبد الحميد أحمد دور المتغيرات االجتماعية في التنمية الحضرية: دراسة في علم االجتماع الحضري مؤسسة شباب الجامعة اإلسكندرية شرايمي محمد المدن الصحراوية النشأ والتطور طوب بريس الرباط غيث محمد عاطف قاموس علم االجتماع دار المعرفة الجامعية اإلسكندرية هناكا عثمان»تكاثر السكان وتطور التمدين«. في: الصحراء األطلنتية: المجال واإلنسان منشورات وكالة الجنوب وجامعة ابن زهر Belkadi Ahmed, «Le rôle économique et commercial d Oued Noun, des origines à nos jours Dans : Les oasis de Wadi Noun porte de Sahara Marocaine, éditeur Faculté des lettres et des sciences humaines Agadir, impression el Hilal Arabica, Rabat, Ben Attou Mohamed, «Mécanismes et formes de croissance urbaine à Guelmim». Dans : Dans : Les oasis de Wadi Noun porte de Sahara Marocaine, éditeur Faculté des lettres et des sciences humaines Agadir, impression el Hilal Arabica, Rabat, Ben Attou Mohamed, Les villes du Sahara marocain espace, économie, société et urbanisation. Publication Fikr, impression Anajah Aljadida, Rabat, Durkheim Emile, De la division du travail social, presses universitaires de France, Paris, التقارير والمونوغرافيات المندوبية الجهوية للتخطيط ألگلميم. اإلحصاء العام للسكان والسكنى شتنبر مونوغرافية مدينة أگلميم 2010/2009. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 120
121 هجر العود ودورها في التنمية الحضرية: حالة مدينة گلميم سعيد بوماط جامعة ابن زهر أگادير مقدمة تعتبر الهجرة الدولية من البلدان الفقيرة إلى البلدان الغنية ظاهرة قديمة. لكن في العقود األخيرة أضحت أكثر ارتباطا بعولمة تتميز بعدم التكافؤ االقتصادي بين دول العالم. لذلك حظيت باهتمام كبير من لدن المنظمات الدولية سواء الحكومية أو غير الحكومية بل واختصت في دراستها مؤسسات كبيرة تعنى بتتبع الهجرة الدولية و ثارها على المجاالت واألحواض الهجرية التي تنبعث منها بهدف جعلها أداة أساسية لتنمية محلية خلفيتها السياسية تروم الحد من تدفقات تيارات الهجرة من دول الجنوب. إذا كانت الهجرة ظاهرة اجتماعية تمس كثيرا من المجتمعات والدول فإنها أصبحت اليوم ذات حمولة سياسية أبعادها اقتصادية وازنة بإمكانها التأثير على الفعل السياسي إن على المستوى القانوني وإن على مستوى هيكلة القوى السياسية والمجتمعية حول مشروع الهجرة ببلدان االستقبال. لذا أصبح لزاما على الدول المعنية أخدها بعين االعتبار في بلورة سياساتها وإستراتيجياتها التنموية بشكل عام. والمغرب يعد من الدول والمجتمعات التي تمسها الهجرة بشكل بين وواضح وبالتالي له سياسته وخياره في معالجة هذه الظاهرة ليس بالضرورة من خالل الحد منها ولكن قد يكون من خالل املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 121
122 التشجيع غير المباشر عليها باعتباره أحد البلدان التي وقعت اتفاقية حسن الجوار القاضية بلعب دور الجمركي الدولي في وجه تيارات الهجرة نحو أوربا خاصة وان المغرب يعتبر الهجرة من بين الحلول المقدمة لكثير من المشاكل االقتصادية واالجتماعية التي يعاني منها اعتبارا للتزايد السكاني السريع وعدم ثبوت نمو االقتصاد الوطني إذ تمكن من ضخ العملة الصعبة األساسية من أجل الموازنة االقتصادية واالجتماعية إن على المستوى المدخر الوطني و إن على مستوى عائالت المهاجرين على الصعيد المحلي. لقد تزايد خالل السنوات األخيرة االهتمام بهجرات العودة: ( les )migrations de retour ويتعلق األمر بعودة المهاجرين إلى بلدانهم األصلية في سياق األشكال الجديدة للهجرات الدولية القائمة حول مبدأ الحراك بمعنى تحول هذه العودة إلى حلقة في مسار التنقالت بين فضاءات عيش و عمل و استثمار. وفي هذا اإلطار تبين مختلف الدراسات حول األشكال الجديدة للهجرات الدولية أن هذه الهجرات تشهد حاليا تحوال جوهريا في أشكالها ومساراتها والفئات المنشطة لها وسياسات تسييرها. ففي ظل التهميش السياسي الذي عرفته مدينة گلميم ومجال وادي نون عامة وأمام التحوالت التي أملتها الرهانات الجيوسياسية واإلستراتيجية المرتبطة بالمجاالت شبه الصحراوية على اعتبار أنها حلقة أساسية من شأنها أن تؤثر في المنظومة الترابية والمشروع السياسي الذي تراهن عليه الدولة كضامن للوحدة الترابية والحكامة والمواطنة واالندماج االجتماعي )63 ATTOU, :2014.)BEN يمكن أن نتساءل هل يمكن للهجرة العائدة أن تؤثر فعال في فعل التنمية في منطقة تتسم بالهشاشة والتهميش السياسي املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 122
123 هل يمكن لهذا االنبعاث الجيوسياسي واالستراتيجي الذي تشهده المنطقة أن يشجع ويسهل عملية االستثمار مع العلم أن المنطقة الزالت تفتقد للبنيات التحتية األساسية والتي من شأنها أن تشجع المواطن بصفة عامة والمهاجر بصفة خاصة على فعل االستثمار وما هي المجاالت األهم بالنسبة للمهاجر العائد والتي تمكن فعال من االستثمار بها وما هي اإلكراهات التي تقف كعائق أو كحجرة عثرة أمام مشاريع نسبة البأس بها من هذه الفئة المهمة من المجتمع الگلميمي خريطة رقم 1: توطين مجال الدراسة. المصدر: الخريطة اإلدارية واإلحصاء العام للسكان والسكنى املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 123
124 المقاربة المنهجية منهجيا وحتى يتسنى لنا اإلجابة عن إشكالية المقال ونظرا لتعدد المناهج المتبعة في المقاالت والبحوث الجغرافية حيث استحالة وجود مقاربة منهجية وحيدة لمعالجة كل الظواهر الجغرافية ارتأينا اعتماد المنهج التركيبي الذي يخلق نوع من التكامل بين مجموع المناهج الجغرافية: المنهج االستداللي المنهج االستنباطي ثم منهج المقارنة. فاستخدام المنهج العلمي في العلوم اإلنسانية بصفة عامة يطرح عدة صعوبات بسبب تعقد الظواهر االجتماعية والمجالية وتشابكهما إذ تتطلب دراسة موضوع مثال في الجغرافيا البشرية دراسة عوامل متداخلة طبيعية وتاريخية واجتماعية واقتصادية ومجالية لتفسير الظاهرة وبالتالي التطرق لمناهج متعددة لإلحاطة الشاملة بالميكانيزمات المفسرة لمجموع الظواهر التي تتراءى في الميدان ومحاولة اإلجابة على مختلف اإلشكاالت التي تطرحها سواء في عالقتها مع المجال أو في عالقتها مع بعضها البعض ( حسين سعد.)18 :2008 هذا في ما يخص المنهج المتبع أما بالنسبة للمنهجية المستعملة ونظرا لغياب معطيات رسمية دقيقة حول العدد الحقيقي للمهاجرين الكلميميين بالخارج استعنا بأعوان السلطة: )الشيوح والمقدمين( من أجل تحديد كم الظاهرة ومقاربة التوزيع الجغرافي للمهاجرين على األحياء وإن كانت هذه األرقام تبقى تقريبية فقط على اعتبار أن أعوان السلطة ال يولون أي اهتمام لمثل هكذا بحوث العتبارات أمنية أو شخصية أحيانا وعموما فقد جاء توزيع مهاجري المنطقة على الشكل التالي: املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 124
125 جدول رقم 1: حجم الهجر الدولية بكلميم حسب األحياء. المهاجرين العائدين المهاجرين % النسبة العدد % النسبة العدد أسماء األحياء 7,6 45 5,8 270 حي الكصبة 1,7 10 1,1 50 حي التواغيل 4,2 25 1,3 60 حي سيدس الغازي 2,5 15 0,7 30 حي النوادر 22, , حي الكويرة 4,2 25 9,7 450 حي أكويدير 5,1 30 5,4 250 حي أمحيريش 1,2 7 1,3 60 حي تركز حي القدس 5,1 30 5,6 260 حي الرجاء فاهلل 3,4 20 1,7 80 حي ميري 4,3 25 6,5 300 حي إبن رشد )الجديد( 0,9 5 1,5 70 حي تيرت 11, ,3 800 حي المسيرة 6,8 40 3,2 150 حي ولي العهد ,1 50 حي المقاومة 100% % 4630 المجموع المصدر: بحث ميداني صيف بعد عملية الجرد وحتى تكون العينة تمثيلية وشاملة لجميع األحياء السكنية التي يتركز بها المهاجرين عملنا على تحديد عتبة %10 من مجموع المهاجرين العائدين بالمدينة والبالغ عددهم 589 مهاجر عائد موزعين على أهم األحياء السكنية وعموما فقد جاء توزيع المهاجرين بالمجال على الشكل التالي: املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 125
126 خريطة رقم كلميم. 2: توزيع المهاجرين حسب األحياء السكنية بمدينة عمل شخصي اعتمادا على معطيات البحث الميداني. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 126
127 من خالل الخريطة )رقم 2( نستخلص مالحظة أساسية تكمن في كون أكثر من نصف المهاجرين )%64,9( يقطنون في األحياء التي تتميز بانتشار للدور المغربية العصرية )القدس- المسيرة( باإلضافة إلى التركز القوي بحي الكويرة و أكويدير و نفس المالحظة يمكن تطبيقها على المهاجرين العائدين بالمدينة فالمهاجر عندما تتوفر لديه اإلمكانيات المادية الالزمة يترك األحياء القديمة ويتجه نحو أحياء جديدة. كما هو الحال بالنسبة لتحركات المهاجرين في تونس حيث يتم التحول من حي آلخر داخل المجال الحضري خاصة العائالت المستقرة في النواة العتيقة.(BOUBAKRI, 1993: 205) ويتأكد لنا هذا األمر إذا علمنا أن األحياء القديمة هي أحياء هامشية ذات طابع ريفي مكونة أساسا من السكن العشوائي والهش وهي ملجأ للهجرة القروية الوافدة. وعلى العكس من ذلك فاألحياء القديمة بالمدينة )حي الكصبة حي التواغيل حي تيرت وحي الرجا فاهلل( تضم أكبر نسبة من المهاجرين السريين )مود : 45% )51 و يمكن الربط مجاليا بين نسبة التجهيزات و تركز المهاجرين. فالمهاجرون يحاولون الحصول على سكن الئق بأحياء مجهزة فالسلوكات المرتبطة بتغير مستوى ونمط العيش للمهاجرين هي المفسرة لهذا التباين المجالي وهي الدافع بأبناء أحياء أخرى لمسايرة هذا الركب. أوال: هجر العود بمدينة كلميم هيمنة مهاجري الجيل األول 1. تحديد مصطلح العود عر ف المهاجر العائد كما يلي: " هو كل شخص له جنسية مغربية وعاش في الخارج لمدة معينة ليستقر بعد ذلك بشكل نهائي بالمغرب حيث يستقر أو لديه نية االستقرار بالمغرب في فترة املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 127
128 البحث"( 27 (CERED. 2004: ويمكن تجديد طرح إشكالية العودة في إطار مفهوم retour( )la circularité du الذي اقترحه إيمانويل ما مونغ Ma Mung مبينا أن مشروع العودة ال يتحدد عند االنطالق من البلد األصلي و إنما من ظروف اإلقامة ببلد الهجرة و أن تحقيقه ال يعني الرجوع إلى البلد األصلي قصد اإلقامة به بصورة نهائية وإنما يعني إعادة بناء تجربة الهجرة لمختلف األجيال والتنقل بين البلد األصلي وبلد الهجرة بالنسبة إلى الجيل األول والعودة إلى بلد اإلقامة األساسي املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 128 أو الهجرة إلى بلدان جديدة لإلقامة بالنسبة إلى األجيال الموالية. )العبدالوي من )79 :2010 وعلى الرغم من عمومية هذين التعريفين فإن الهجرة العائدة بمدينة كلميم جاءت في سياق قريب للتعريف األول وإذا ما استثنينا بعض المهاجرين الذين عادوا خالل الفترة الممتدة ما بين نهاية السبعينات وبداية الثمانينات والذين تم إغرائهم عن طريق منح مالية من أجل العودة إلى أوطانهم فإن جل المهاجرين قد أجبروا على العودة فقرار العودة وبالنضر إلى أسباب عودة هذه الفئة من المهاجرين هو قرار إضطراري خاصة إذا علمنا أن العينة تتكون أساسا الفئات المتقدمة سنا ومن المتقاعدين والمعطوبين وهي فئة من المهاجرين الذين إضطروا إلى وضع حد لمنفاهم بالمهجر رغبة منهم في تكريس حياتهم لتربية أبنائهم بعدما لمسوا في أنفسهم القدرة على مواجهة ظروف الحياة. 2. أسباب العود متعدد أهمها اإلحالة على التقاعد بالنظر إلى أسباب عودة المهاجر الكلميمي فإنها متعددة ويبقى أهمها اإلحالة على التقاعد إذ يرتبط مدى نجاح عودة المهاجر واندماجه بالموطن األصلي بأسباب وظروف العودة وهنا يطرح التساؤل التالي:
129 هل عودة هؤالء المهاجرين هي عودة تامة أم متقطعة مع العلم أن الهجرة في حياة المهاجر المغربي كانت دائما كقوسين ينغلقان على العودة خاصة عند المهاجر من الجيل األول الذي كان يتصور بأنه سوف يقضي مدة وجيزة ببلد المهجر ليعود لالستثمار بموطنه األصلي. سنة ففيما يخص عودة المهاجر الكلميمي فقد كانت ضعيفة حتى 1970 ارتفاعا ما بين سنة االرتفاع مند سنة حيث لم يسجل عودة سوى %8, و 1985 حيث عاد وإلى اآلن حيث سجلت عودة من العينة لتعرف %30,6 لتستمر في من %60,4 العينة المستجوبة. ويمكن ربط ارتفاع معدل العودة في السنوات األخيرة إلى عامل اإلحالة على التقاعد ثم إلى سياسة المساعدة على العودة التي اتبعتها فرنسا وتجدر اإلشارة إلى أن عودة المهاجر الكلميمي ليست نهائية ما دام أن نسبة %43 المستجوبة ال زالوا يترددون على بلد المهجر لألسباب التالية: الرعاية الصحية أخد الراتب بالنسبة لبعض المتقاعدين ممارسة التجارة أو ألسباب عائلية. أساسية : من العينة غير أن أسباب العودة بمدينة كلميم يمكن تلخيصها في أربع نقط تواجد األبناء بكلميم أي ضرورة العودة للعيش معهم نسبة % 83,1 هجرة فردية خاصة أن لم يولوا أي اهتمام لسياسة التجمع العائلي و نهجوا بالنسبة لفئة المتقاعدين فراتب التقاعد يكفل لهم عيشا أفضل بكلميم منه إذا ما استمروا في العيش ببلد المهجر نظرا الرتفاع مستوى المعيشة بهذا األخير إضافة إلى كلفة الكراء التي تثقل املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 129
130 كاهل المتقاعد بحيث لم يعد راتب تقاعده يمكنه من االستجابة إلى تكاليف األسرة التي انتقل جزء منها إلى المغرب والجزء اآلخر ظل بالمهجر ظروف السكن الجيد على نقيض السكن بالمهجر بحيث أن كل العينة المستجوبة تقريبا أقامت سكنا فرديا بكلميم بنسبة.% 97 مخلفات الغربة السيكولوجية والنفسية جراء الميز العرقي من األسباب التي دفعت بالمهاجرين الى العودة وهذا ما أكده أحدهم من مواليد سنة 1940 بأسرير هاجر سنة 1966 و عاد سنة 1986 حيث قال: "إن السبب الحقيقي الذي جعلني أغادر فرنسا لم يكن أبنائي و ال أسرتي التي تركتها بالمغرب ألنهم كانوا في رعاية جدهم لكن السبب الحقيقي هو أنني مللت من بعض التصرفات العرقية و غالء الكراء و السكن الجماعي و قد عانيت كثيرا في هذه الظروف". باإلضافة إلى األسباب السابق ذكرها هناك عوامل مرتبطة ببلد المهجر تتجلى في أزمة العمل والبطالة الناتجة عن مكننة أدوات اإلنتاج واالستغناء عن قوة العضالت. هذه الضرورة العملية والمرتبطة بالتطور العلمي والتكنولوجي ساهمت في تسريح العمال تجديد ليات العمل ووسائله و أنماطه مما أدى إلى ازدياد البطالة في صفوف المهاجرين والسكان األصليين أما العمال القدماء فقد تم تسريحهم أو أعطيت لهم مساعدة ليعودوا إلى بلدهم األصلي ففي فرنسا وفي أكتوبر 1 في 1974 اتخذت قرارات تهدف إلى تحديد ومراقبة حركة الهجرة وتشجيع العودة االختيارية... وفي هذا اإلطار قامت فرنسا بتطبيق سياسة المساعدة على العودة. وقد عرفت باسم "المليون" طبقت 1977 يوليوز وتمنح لمن يرغب في العودة 10 الف فرنك فرنسي املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 130
131 )الشنتوف :1998 العودة للعمل في فرنسا. 79(. ومقابل هذا المبلغ يتعهد العائد كتابة بعدم والقرار السابق تبعته مجموعة قرارات تصب في نفس االتجاه حيث اتخذت الحكومات الفرنسية المتعاقبة خالل السنوات الالحقة عدة إجراءات )الشنتوف : ( كلها تصب في موضوع العودة إال أنها ال تشمل الذين قرروا العيش بصفة نهائية في فرنسا )أحبار :1999.)40 3. مراحل عود المهاجر الكلميمي: مراحل متباينة بالنظر إلى سنوات عودة المهاجرين الكلميميين يمكن تقسيمها إلى أربع مراحل كبرى : 1.3 مرحلة الهجر ال العود ) ( شهدت هذه المرحلة نسبة ضعيفة من المهاجرين الذين عادوا إلى بلدهم األصلي وهي في حدود %8,9 و ضعف هذه النسبة يرجع إلى كون هذه الفترة هي فترة هجرة أكثر منها عودة حيث تشكل مرحلة التدفق المباشر للمغاربة عامة على بلد المهجر و سبب رجوع هؤالء المهاجرين يرجع إلى فشلهم في العمل أو النتهاء عقدة عملهم أو لعدم قدرتهم على التأقلم مع العالم الجديد كما أن هناك سبب أساسي: يرتبط بكون هذه الفترة هي مرحلة مبكرة لتواجد المهاجر الكلميمي ببلد المهجر. 2.3 البدايات األولى للعود 1971( )1980 هذه المرحلة عرفت عودة %19.8 من العينة المستجوبة و هي نسبة مهمة تؤهل هذه الفترة لتكون البداية األولى للعودة وهذه األخيرة يمكن ربطها خاصة بالتحوالت االقتصادية واالجتماعية التي عرفتها أوربا خالل هذه الفترة و هذا ما انعكس على فرل العمل التي املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 131
132 قلت وبالتالي تطبيق قرار وقف الهجرة الذي اتخذته مختلف الدول األوربية على سبيل المثال: ألمانيا في سنة 1973 فرنسا كما أن هناك عامل رئيسي يتجلى في كون هذه المرحلة عرفت بداية سياسة المساعدة على إعادة االندماج وتشجيع المهاجرين على العودة إلى بلدانهم األصلية ولقد شملت المساعدة على العودة عدد كبير من األجانب في فرنسا بلغ منهم حوالي 80 إلى 70 ألف ما بين 1980 و 1975 ألف 15 مغاربي )أحبار.)41 :1999 لكن رغم قرار إيقاف الهجرة و تشجيع ومساعدة المهاجرين على العودة فإن عدد المهاجرين في فرنسا لم يتراجع و ذلك راجع لعدة عوامل: قلة المهاجرين الذين عادوا بصفة نهائية إلى بلدهم األصلي استمرار الهجرة السرية بأشكال ووثيرة مختلفة التجمع العائلي الجزئي أو الكلي الذي يهدف استمرار مشروع الهجرة عبر األبوية الهجرية )104: ATTOU.2003 BEN ( تعويض الذين عادوا إلى بلدهم األصلي بوافدين جدد واعتمادا على البحث الميداني فقد تبين أن نسبة المستجوبة هاجروا خالل هذه الفترة. % 35.7.a مرحلة العود بامتياز ) ( شكلت هذه المرحلة نسبة %42,6 من العينة من المهاجرين العائدين و هي نسبة جد مهمة بالمقارنة مع باقي المراحل و ذلك راجع إلى أن سياسة المساعدة على العودة التي تقرر تطبيقها سنة تأت أكلها إال خالل هذه الفترة إذ تالها قرار خر في 1977 لم 30/12/1980 يقضي بزيادة المنح العائلية الموجهة لعائالت المهاجرين المتواجدة بالمغرب للحيلولة دون قدومهم إلى بلد المهجر كما أن المؤسسات املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 132
133 والشركات الصناعية هي األخرى طبقت سياسة التشجيع على العودة حيث أنه في فرنسا مثال عرضت شركة إنتاج السياراتPEUGEOT على عمالها األجانب مبلغ 45 ألف فرنك فرنسي لكل من يعلن رغبته في العودة الى بلده األصلي. لقد استفاد في المرحلة ما بين و 1990 ألف شخص من برنامج المساعدة على العودة المطبق من طرف الجهات المسؤولة )الشنتوف : (. تعد هذه المرحلة مرحلة العودة بامتياز و ذلك راجع إلى عامل أساسي يتعلق بوصول العامل المهاجر إلى سن التقاعد في هذه الفترة رحلة العزوف و التخوف من العود : ) ( سجلت عودة %28,8 من المستجوبين و هي نسبة أقل من التي سجلت في الثمانينيات و ذلك راجع إلى توقف سياسة المساعدة على العودة. ففي فرنسا مثال: فترة ما بين تسجل سوى عودة 1990 فرد منها 1623 أسباب ذاتية تتعلق بالمهاجر منها: 497 سنة توقف العمال المهاجرين عن تقبل مبالغ المساعدة و 1996 املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 133 لم 1993.كما يمكن إضافة االتعاظ من التجارب الفاشلة التي عاشها الذين استفادوا من برنامج المساعدة على العودة في المراحل السابقة تخوف المهاجر من تدهور وضعيته المادية في بلده األصلي لذلك يستمر في العمل حتى سن التقاعد إيمانا منه بأن العمل بالمهجر ضمان للمستقبل ولتغطية الكلفة الصحية. 4. المهاجرون العائدون و التردد عل بلد المهجر االستمرار في إذا ما استثنينا بعض المهاجرين الذين تلقوا تكوينا جامعيا والذين لم يتعدى عددهم 5 أشخال من العينة المستجوبة حيث عادوا
134 بسبب حصولهم على وظيفة في المغرب فإن جل المهاجرين العائدين بمدينة كلميم هم أشخال من أصول قروية ينتمون إلى حوض وادي نون ليس لهم تكوينا مدرسي. بعضهم تلقى تعليمه والبعض اآلخر أمي عمر هؤالء المهاجرين يتراوح ما بين 35 في الكتاب و 80 سنة و إذا وضعنا مقارنة بين سنوات الهجرة والعودة نجد أن السنوات التي قضاها هؤالء المهاجرون خارج المغرب تتراوح ما بين 5 سنوات و 41 سنة عاد هؤالء المهاجرين إلى كلميم بعد انفصالهم عن العمل سواء بسبب المرض أو التقدم في السن أو ألسباب أخرى تتعلق بعدم االندماج وعدم االنخراط في الحياة االجتماعية والعملية في أوربا و قد تمت هذه العودة عبر مراحل سبق ذكرها.ويمكن تقسيم هؤالء المهاجرين العائدين حسب عالقتهم بالمهجر إلى منقطعين عن التردد ومترددين دائمين على بلد المهجر و هذا ما سنتطرق له بالتفصيل..1.4 المهاجر العائد المنقطع عن التردد تبلغ نسبة المهاجرين العائدين المنقطعين عن التردد انقطع هؤالء عن بلد المهجر ألسباب نذكر منها: %57 و قد عدم وجود أي دافع للتردد عند نسبة مهمة من فئة المتقاعدين و التي تمثل نسبة بلده األصلي ومن بينهم %57 ما دام المتقاعد يتلقى راتبه الشهري في أيضا من ال يستطيع التردد على بلد الهجرة ألنه استفاد من المنحة المقدمة من طرف الدول األوربية في إطار المساعدة على العودة التزامات المهاجر العائد اتجاه عائلته و تحمله مسؤولية إعالتها أسباب صحية ترتبط أساسا بالظروف المناخية الصعبة في أوربا الملل من العيش في المهجر. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 134
135 فبعد مغادرتهم لبلد المهجر بقيت رؤيتهم له راسخة في أذهانهم و لم يعد يربطهم به سوى ذكريات أو راتب شهري يأتي إليهم عن طريق البريد وغالبا عن طريق مؤسسة بنكية وهنا نستأنس بأحد المستجوبين: ازداد سنة 1950 باصبويا هاجر سنة وعاد سنة يقول " ليس لذي ما أفعله هناك أنا أنتظر تقاعدي ارتبطت بزراعة قطعة أرضية بقريتي مباشرة بعد عودتي بعدها اشتريت سيارة من نوع Rover Land أنقل بها الركاب ما بين صبويا و كلميم". و ما يفسر ارتفاع هذه النسبة من المهاجرين المنقطعين عن التردد هو أن اآلباء هاجروا لوحدهم ولم يرغبوا في أن يتواجد أبنائهم على الضفة الشمالية للمتوسط وذلك راجع ألسباب موضوعية وذاتية وضمن هذه األخيرة نجد : ضعف اإلمكانيات المادية صعوبة السكن وارتفاع مستوى المعيشة ثم تقاليد وعادات األسر التقليدية التي ترفض أن يسافر األبناء مع بائهم إلى بلد المهجر بما في ذلك أب المهاجر وزوجته والمهاجر نفسه الذي يخشى على أبنائه من تربية على النمط الغربي ال تتماشى والتربية التقليدية التي يطمح في إيصالها إليهم وهي باألساس المستجوبين وهو متقاعد من مواليد وعاد سنة تربية عربية إسالمية 1941 بتغمرت هاجر سنة يقول أحد "رغم أن مستقبل األبناء ببلد المهجر أفضل منه في المغرب إال أنني اخترت التربية العربية اإلسالمية أوال" يرافقني أبنائي إلى المهجر ألنني ال النصارى ق أريدهم هنا مع أهلهم وفي بلدهم" ويضيف قائال "لم أريد أن يعيشوا هناك مع ق نستنتج من خالل الشهادتين السابقتين رفض بعض اآلباء لهجرة أبنائهم إلى العالم اآلخر مبررين ذلك بتخوفهم من التربية على النمط الغربي على الرغم من ظهور مجموعة من الجمعيات التي تعنى املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 135
136 بشؤون الجالية المغربية بأوربا حيث تم تحقيق مجموعة من المكتسبات مثل: بناء المساجد وجود مجازر ومحالت تجارية لبيع اللحم الحالل والبضائع المغربية مكتبات إحياء المناسبات واالحتفاالت الدينية وغيرها من المتطلبات االجتماعية والثقافية زد على ذلك ظهور مجموعة من المدارس القر نية والمؤسسات لتعليم اللغة العربية حتى ال يفقد األبناء هويتهم. خالصة القول هي أن جل المهاجرين العائدين المنقطعين عن التردد ومع وجود مثل هذه المؤسسات ببلد المهجر رفضوا أن يعيش أبنائهم بالمهجر بسبب ما رأوه من تناقض واختالف الواقع بالمهجر وما يكتنفه من إباحية تمزق اجتماعي وانحرافي وهذا ما أدى بهم إلى التمسك بفكرة تركهم بكلميم يعيشون واقعا يطبعه االلتحام االجتماعي المهاجر المتردد على بلد المهجر يمثل المهاجرين المترددين عل بلد الهجرة نسبة %43 و هي نسبة مهمة إذا ما قورنت بالعدد اإلجمالي للمهاجرين العائدين و عند التطرق إلى موضوع التردد يطرح التساؤل التالي: ما هي أسباب تردد هؤالء المهاجرين على بلد المهجر املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 136
137 أسباب تردد المهاجرين العائدين على بلد المهجر 26.1% 52.2% ممارسة التجارة أخد الراتب/الرعاية الصحية 21.7% سبب عائلي المصدر : بحث ميداني صيف من خالل )الشكل رقم ( نجد الجواب واضحا وصريحا حيث أن السبب الرئيسي يتمثل في أخذ الراتب و الرعاية الصحية معا بنسبة %52,2 من الفئة المترددة وذلك لثقة المهاجر في مستوى التطبيب بالمهجر كما أكد على ذلك أحد المهاجرين المترددين وهو من مواليد 1950 سنة أصله الجغرافي من أسرير هاجر سنة وعاد سنة 1971 " 1975 لقد بتر ساقي جراء حادثة وقعت لي بالمنجم وعانيت كثيرا أول األمر كانت هي سبب تنقلي ما بين المغرب وفرنسا فقد وضعت ساقا اصطناعية بحذاء وأنا اآلن أمشي بها و خذ راتبا شهريا يكفيني وعائلتي ولو أن رجلي بترت بالمغرب لمتت من قلة التداوي". أما فيما يخص سبب التردد الثالث فهو ممارسة التجارة و يبدوا هذا واضحا إذا أخذنا بعين االعتبار حمولة الحافالت أثناء عودتها من بلد المهجر حيث تكون مليئة بمختلف أنواع السلع وتمثل نسبة الذين املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 137
138 صرحوا بمزاولة هذا النشاط %26,1 مهاجر عائد ينتظر التقاعد مزداد سنة أفركط هاجر سنة وعاد سنة 1972 من العينة المستجوبة من بينهم 1953 أصله الجغرافي من 1995 حيث صرح قائال : " أنا اآلن أمارس التجارة المتنقلة بين فرنسا والمغرب أجلب السلع من فرنسا وأبيعها في كلميم وأستخدم في ذلك سيارتي الخاصة وأبيعها هي األخرى وعندما أريد الذهاب إلى فرنسا أستعمل الحافلة أو أسافر برفقة أحد األصدقاء".أما الذين يترددون على بلد المهجر بسبب الزيارات العائلية فيمثلون نسبة 21,7 %من العينة المترددة ومن بين هؤالء من يتردد على بلد المهجر للتجوال والسياحة فقط و يمكن ربط ذلك بتلك العالقة الحميمية التي باتت تربط المهاجر ببلد االستقبال. 5. انطباعات المهاجرين العائدين حول العمل و الحيا المهجر 1.5. تقييم المهاجر للعمل بالمهجر ببلد يحتل المغاربة أسفل سلم العمل وذلك ارتباطا بنوعية العمل الذي يمارسونه حيث وضعيته سيئة تتميز باحتاللهم للوظائف الدنيا الصعبة الوسخة والشاقة في الغالب هم عمال عاديون يمارسون أعماال جزئية ومتكررة ال تسمح بزيادة فعلية في التكوين كما يعملون في القطاع الفالحي كموسميين وعلى العموم فهم يشتغلون في أعمال ال تتطلب تأهيال كبيرا. حيث أن إن العمل في بلد المهجر له مجموعة مميزات منها الصعوبة 46 شخص من المستجوبين أقروا بصعوبته كما أنه يستلزم القوة الجسمانية وهذا ما أكده أحد أفراد العينة هو من مواليد سنة 1947 بتغمرت هاجر سنة وعاد سنة : "لم يعجبني العمل في فرنسا ألنه شاق ومتعب خاصة بالمناجم والمصانع ساعات املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 138
139 العمل كثيرة باإلضافة إلى الصرامة في القوانين" من خالل هذه الشهادة األخيرة يمكن أن نستنتج ميزة أخرى لألنشطة التي كان يزاولها المهاجر في بلد المهجر هي طول ساعات العمل والمضايقات التي كان يعيشها العامل في عالقته برب العمل هذا باإلضافة إلى أن العمل ال يكون من إختيار المهاجر بل يكون مفروضا علية خاصة إذا ارتبطت الهجرة بالعقد. أما عن القطاعات التي استقطبت المهاجر الكلميمي فنجد الصناعة في المقدمة حيث تشغل نسبة %43 من العينة بينما المناجم %37 فقط وهناك من بين المستجوبين من اشتغل في المنجم والمصنع معا أما النسبة المتبقية فقد كانت تشتغل في قطاعات أخرى كالفالحة و البناء... فبعدما كان العمال المهاجرون يشتغلون في الفالحة والتجارة والخدمات في بلدهم أصبحوا يتركزون داخل قطاعات جديدة بالنسبة إليهم هذه الخاصية ال تنطبق على مدينة كلميم فقط بل تهم باقي التراب الوطني بمجاليه القروي و الحضري وهذا ما يعكسه الجدول التالي : جدول رقم : 2 قطاع النشاط لدى العمال المهاجرين قبل و أثناء الهجر الوسط القروي في المهجر قبل الهجرة 0,1 21 2,3 44,6 13 1,3 39,6 1, , , , ,9 100% 100% الوسط الحضري في المهجر قبل الهجرة 0 17,5 1,6 34,8 15,1 0,7 56,2 5,2 7,6 6,4 0,2 0 14,2 31,5 5,1 3,9 100% 100% قطاع النشاط بدون قطاع الزراعة و الرعي المناجم الصناعة التقليدية و الحديثة البناء و األشغال العمومية النقل التجار و الخدمات غير مصرح المجموع املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 139
140 المرجع : نتائج البحث حول إمكانية إدماج العمال المغاربة بالخارج في اإلقتصاد الجهوي يونيو تقييم المهاجرالعائد للحيا بالمهجر سنعتمد في تحليلنا لهذا الموضوع على تجربة المهاجرين العائدين الذين ينتمون أساسا إلى جيل الهجرة األول الذي جلب من المستعمرات األوربية كيد عاملة بحيث كان حضوره في مجال أكثر من المجاالت األخرى وفي ذلك يقول ALMEIDO Castro الشغل في بداية السبعينات: "إن حضور العامل المهاجر في حقل اإلنتاج يجعله بالضرورة غائبا عن الحقل االجتماعي والثقافي والسياسي" فمن أجل تحقيق وجوده يركز المهاجر على الجانب العملي حيث يسهر على توفير الوسائل المالية حتى يحقق الرقي االجتماعي. ومن هنا فهذا الجيل يعيش اضطرابا في حياته ما بين العمل ومشاكله والسكن وظروفه ثم ما يعانيه من صعوبات الوحدة في تلك الظرفية الزمنية حيث يحس بعدم االستقرار هذه الوحدة دون زوجة وأبناء تخلق للمهاجر مشاكل نفسية واجتماعية بسبب اإلحساس بالغربة رغم أنه يعيش وسط أصدقائه ينضاف إلى ذلك قلقه الدائم على أسرته في المغرب في هذا الصدد يقول أحد المهاجرين من مواليد سنة 1949 باصبويا هاجر سنة وعاد سنة 1969 : "في 2005 المهجر نعيش البعد عن الوطن األم وعن األهل واألصدقاء والعائلة الملل من الغربة اإلجهاد في العمل والملل من العيش الجماعي في ضغط وازدحام" باإلضافة إلى ذلك فالمهاجر وارتباطا بالفترة التاريخية للجيل األول كان يعيش في صراع سواء مع أشقائه المهاجرين الجزائريين أو مع السكان المحليين. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 140
141 فالمسؤولين المحليين يساهمون في تفرقة المهاجرين وبذلك ينشغل المهاجرون في الصراع فيما بينهم وال يفكرون في إصالح وضعيتهم ينضاف إلى ذلك الممارسات العنصرية التي يمارسها السكان المحليون على العمال األجانب وهذه الممارسات هي نتيجة طبيعية الحتكاك المهاجرين مع السكان المحليين الذين نما لديهم شعور سنة باإلقصاء اتجاه المهاجرين. يقول أحد المستجوبين من مواليد 1937 بأسا هاجر سنة 1961 وعاد سنة 2002 :"هناك نوع من العنصرية التي نعيشها هناك بشكل يومي مثال عندما نسمع في برامج التلفزة بعض الكلمات الجارحة حيث يتم نعتنا ببعض النعوت مثل: ق كحل الراسق ". وانطالقا من العينة المستجوبة فإن نسبة % 67 من المهاجرين يؤكدون صعوبة العيش بالمهجر وهذا مرتبط طبعا بظروف العمل والسكن وتفشي العنصرية ثم الوحدة في حين أن نسبة من % 33 المستجوبين صرحوا بكون الحياة جيدة وهؤالء بنوا رأيهم على اإلمكانيات المادية التي يوفرونها. ال بد من اإلشارة كذلك إلى مسألة التعميم حيث أن ضبط أحد المغاربة بفعل غير قانوني يتم نعت كل المغاربة بهذا التصرف فمغربي واحد يسرق يقولون المغاربة كلهم لصول. من هنا يتبين مدى التضحية والمعاناة التي كان يتعايش معها المهاجر من أجل أن يحقق غالفا ماليا يضمن له العيش في بلده األصلي الذي لم يستطع تلبية حاجياته بل إنه لم يراعي حتى الوضعية التي كان يعيش فيها المهاجر بحيث أن حكومات البلد األصلي لم تهتم بحياة المهاجر قبل هجرته وبعد هجرته وتموقعه في بلد المهجر غضت عليه الطرف وانتظرت تحويالته من العملة الصعبة املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 141
142 فمعاناة المهاجرين خاصة جيل الهجرة األول ليس لها حدود إال أنه بتغير معالم المهجر وبنياته االقتصادية واالجتماعية تغيرت أيضا صورة الجيل األول بقدوم الزوجة واألبناء لتنتقل الهجرة من مرحلة اليد العاملة إلى مرحلة التجمع العائلي أي استقرار العائلة المهاجرة في بلد اإلقامة هذا طبعا سيطرح مجموعة إشكاليات ومظاهر اجتماعية سياسية ثقافية واقتصادية. ثانيا: استثمارات المهاجرين العائدين وإسهامها في التنمية الحضرية تكتسي تحويالت المهاجرين المغاربة بالخارج أهمية قصوى بالنسبة لالقتصاد الوطني والمحلي فعلى المستوى الوطني تمكن الدولة من العملة الصعبة لسد العجز الذي يعاني منه الميزان 34 التجاري. و على المستوى المحلي تساهم في التنمية االجتماعية واالقتصادية والمجالية لكن هذه التحويالت بدأت تعرف زيادة ضعيفة خالل السنوات األخيرة وذلك بسبب ارتفاع وثيرة التجمع العائلي واالندماج التلقائي ألبناء المهاجرين من الجيلين الثاني والثالث في نمط االستهالك األوربي وتشجيع الدول المستقبلة لهؤالء على االستثمار بها. لقد كانت انعكاسات عائدات الهجرة الدولية واضحة على المستويين االجتماعي والمجالي حيث يستثمر المهاجرون جزءا هاما من مدخراتهم للحصول على ملكية السكن من مشاكل متعلقة بهذا القطاع - رغم ما يشوب المنطقة وتحسين ظروف عيش أسرهم وهذا مطمح يسعى إليه اإلنسان بغض النظر عن جنسيته أو مستواه 34. تساهم تحويالت المهاجرين في تغطية أكثر من % 50 من عجز الميزان التجاري المغربي. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 142
143 االقتصادي أو الثقافي في حين تبقى استثماراتهم ضعيفة في القطاعات اإلنتاجية: كالفالحة والصناعةوالسياحة وذلك ألسباب إما بنيوية أو موضوعية..1 بمدينة كلميم العقار أهم قطاع الستثمار المهاجرين العائدين يستثمر المهاجرون العائدون من الهجرة الدولية جزءا هام ا من عائداتهم في العقار المبني وغير المبني في حين أن استثماراتهم هزيلة جدا في القطاعات اإلنتاجية فهذا القطاع فرضته مرحلة تاريخية معينة وهي حاجة أسر المهاجرين إلى السكن كما أنه ال يتطلب إجراءات إدارية معقدة وال رأسمال كبير وال يخضع لمنطق الربح والخسارة هكذا نجد أن جل المهاجرين يخصصون جزءا هاما من ادخارهم إما لبناء أو شراء سكن سواء في القرية أو الدوار األصلي أو بمدينة كلميم أو في إحدى المدن المغربية هذا االهتمام بقطاع السكن والعقار بصفة عامة ال يمثل نزعة جديدة عند المهاجرين المغاربة إذ يتضح من األبحاث التي تمت على المستوى الوطني أن استثمارات المهاجرين تتركز بشكل كبير في قطاع السكن ويمكن اإلشارة في هذا اإلطار إلى البحث الذي تم سنة مشروع )Remplod( المغرب. في إطار الذي هم المناطق الشمالية والجنوبية من لقد تبين من خالل هذا البحث أن %71 من المهاجرين الذين يحولون مدخراتهم نحو المغرب قاموا ببناء منزل جديد أو إصالح المنزل 35 بحث ميداني أجرته فرنسا بالمغرب سنة 1976 هم المناطق الشمالية والجنوبية يدخل في إطار مشروع خصص لدراسة انعكاسات الهجرة على البادية المغربية وقد كان مسبوقا ببحث ميداني خر تم سنة املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 143
144 القديم وأن أكثر من نصف هؤالء %57 قاموا بشراء قطعة أرضية من أجل بناءها )بوظيلب 310(. 2005: يتبين من خالل ما سبق أن العقار كاستثمار دفاعي حضي بحصة األسد من حيث نسبة االستثمار ولم تخرج مدينة كلميم عن هذه القاعدة حيث وصلت نسبة المستثمرين في مجال العقار %87 من مجموع المهاجرين العائدين وارتفاع هذه النسبة راجع إلى كون العينة المستجوبة تنتمي أساسا إلى جيل الهجرة األول الذي يرى في بناء المسكن شرطا من شروط االستقرار ولإلشارة فإن االستثمار في العقار ال يأخذ شكل دور سكنية فقط بل يتجاوز ذلك إلى شراء األراضي دون استغاللها في القطاع الفالحي بل تبقى على شكل بوار حضري يمثل بالنسبة للمهاجر العائد إذخار ا عقاري ا يحتفا به للمستقبل. صور رقم 1: نموذج لمنزل في ملكية مهاجر عائد املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 144
145 2. أشكال أخرى لالستثمار جدول رقم 3: نوعية االستثمارات المنجز من طرف المهاجرين العائدين 2011 % نوعية المشروع العدد النسبة 46 مشروع تجاري مشروع خدماتي مشروع فالحي 10 4 مشروع سياحي المجموع المصدر: بحث ميداني صي.2011 بعد المكانة التي احتلها العقار في استثمارات المهاجرين العائدين نجد أنهم استثمروا أيضا في قطاعات أخرى خاصة في قطاع التجارة والخدمات والفالحة مع وجود بعض المشاريع المحتشمة في القطاع السياحي. من خالل الجدول يتبين أن نسبة %46 من استثمارات المهاجرين العائدين في األنشطة الحضرية يسيطر عليها القطاع التجاري الذي يشمل التغذية وبيع المالبس الجاهزة واألثاث وتجهيزات البناء كما أن حوالي %31 من هذه األنشطة يستحوذ عليها قطاع الخدمات وهي في الغالب مخادع هاتفية دور األنترنيت محطات لغسل السيارات مقاهي أو محالت لكراء السيارات. ارتفاع هاتان النسبتان راجع إلى الطلب المتزايد لخدمات هاذين القطاعين وإلى كونهما مضمونين من حيث النجاح خاصة خالل العطلة الصيفية التي تصادف العودة الدورية للمهاجرين وطابع االحتفاالت الذي املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 145
146 تعيشه المدينة خالل هذه الفترة ينضاف إلى ذلك ثقة هؤالء المهاجرين في هذا النشاط حيث ال يرغب المهاجر في المغامرة بمبلغ ضخم قد ال يعود عليه بالنفع أو قد يؤدي به إلى الخسارة كما نجد سببا أخر يرتبط بتلك العالقة التي تربط اإلنسان الوادنوني ومنذ القدم بالتجارة. نفس النتيجة أفرزتها الدراسة التي أنجزت من طرف األستاذ: محمد بنعتو حيث قام سنة 2003 بجرد تام لجميع المحالت المهنية بالمدينة خلصت الدراسة إلى أن القطاع التجاري يستحوذ على نسبة %61.2 )بنعتو 144( 2003: من مجموع األنشطة الحضرية بالمدينة. أما استثمارات المهاجرين العائدين في القطاع الفالحي فال تهم سوى %19 من العينة والقطع األرضية المستغلة إما ورثها المهاجر عن بائه أو قام بشرائها سواء قبل عودته أو بعدها تخصص لزراعة الحبوب وهي باألساس معاشيه. أما فيما يخص القطاع السياحي فال يمثل سوى نسبة %4 وهي أساسا نسبة غير معبرة ألنها أخذت من فئة المهاجرين العائدين فقط واألحرى أن تأخذ بعين االعتبار مجموع مهاجري مدينة كلميم ألن هذه المنطقة ال تتوفر سوى على مشروعين سياحيين محدودين سبب محدوديتهما راجع الى مشكل أساسي يتعلق األمر بمشكل العقار الذي تعاني منه المنطقة حيثان المشروعين شيدا على وعاء عقاري تشوبه نزاعات بين مالكي المشروع وأطراف أخرى تدعي أن لديها ما يثبت ملكيتها لألرض. من هنا يتضح جليا الدور الذي يلعبه العقار غير المحفا في إعاقة بعض المشاريع التي كانت ستساهم في التنمية المحلية للمنطقة. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 146
147 صور رقم 2 :نموذج لمصلحة ملكية مهاجر عائد تجارية في صور رقم 3: مشروع المركب السياحي باب الصحراء صور رقم 4 في ملكية مهاجر عائد :نموذج لمحل لبيع المتالشيات املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 147
148 مصدر الصور: سعيد بوماط بحث ميداني خاتمة يواجه المهاجرون الذين يرغبون في العودة بصفة عامة والمهاجرون الذين وصلوا سن التقاعد بصفة خاصة صعوبات ومشاكل من أجل العودة النهائية إلى بلدانهم األصلية حيث ترفض أسرهم العودة معهم إلى المغرب من جهة وال تشجعهم األوضاع اإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية من جهة ثانية. إن سياسات دول اإلتحاد االوربي التي تشجع المهاجرين على العودة النهائية إلى بلدانهم ما هي إال وسيلة للتخلص من األجانب ألن إقتصاد هذه الدول لم يعد في حاجة إلى خدماتهم وبدأ هؤالء المهاجرون يطرحون متاعب جديدة كارتفاع نسبة البطالة بسبب إفالس عدة شركات أو إدخال تقنيات جديدة للعمل مما أدى الى اإلستغناء عن اليد العاملة غير المؤهلة واالجنبية. أما المغرب فلم يهيء أي سياسة اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية الستقبال المغاربة الراغبين في العودة إلى وطنهم لتسهيل عملية إدماجهم ويفضل المسؤولون المغاربة أن يبقى هؤالء في دول الهجرة لتحويل العملة الصعبة وتفاديا للمشاكل اإلقتصادية واإلجتماعية التي سيطرحونها بعد العودة ألن الهياكل السياسية واإلجتماعية واإلقتصادية بالمغرب مازالت تقليدية ولم تتطور إال بشكل ضعيف مقارنة بالدول التي يقيم فيها المهاجرون. كما ترتبط إشكالية العودة بالمهاجر نفسه الذي لم يتمكن من اإلستفادة من أي تكوين مهني ألن هجرته لم تكن رغبة في التكوين واإلستفادة من التقنيات المتطورة للدول التي هاجر اليها وإنما كانت املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 148
149 نتجية الصعوبات اإلقتصادية واإلجتماعية التي عانى منها في بلده. باإلضافة الى هذا يتخوف المهاجرون الراغبون في العودة النهائية من فشل إندماجهم من جديد في المجتمع المغربي ألن بلدانهم تطورت دونهم وهم تطوروا دونها وعرفت العالقات االجتماعية تطورات مهمة تجعل العودة الى المغرب عملية بناء حياة جديدة في البلد األصلي خاصة أن المهاجرين العائدين ال يستقرون في البوادي التي هاجروا منها وإنما يفضلون اإلستقرار في المدن الكبرى والمتوسطة بكل ما تعرفه هذه المجاالت من أزمة حضرية حادة. الئحة البيبليوغرافيا إيمانويل مامونغ نقال عن حسن العبدالوي : 2010 عودة الكفاءات الجزائرية إلى بلدها األصلي: نهاية لتجربة إقامة بالمهجر أم حلقة لمسار تنقالت دولية " إضافات " المجلة العربية لعلم االجتماع العدد الحادي عشر. بومريام محمد 2009: " إشكالية العقار غير المحفا بالمغرب _ إقليم كلميم نمودجا _ " بحث لنيل دبلوم الماستر القانون الخال كلية الحقوق الرباط. حسن أحبار 1999: "الهجرة الخارجية و التنمية - نمودج منطقة تنغير - " رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا جامعة سيدي محمد بن عبد هللا كلية اآلداب و العلوم اإلنسانية ظهر المهراز فاس. الحسين بوظيلب :" 2005 أسس الهجرة الدولية و الدينامية السوسيو مجالية بالريف الشرقي حالة حوض تمسامان و هوامشه-" أطروحة لنيل الدكتوراه في الجغرافيا جامعة سيدي محمد بن عبد هللا كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ظهر المهراز فاس. حسين سعد عبد الرزاق 2008: "محاضرات في المنهج االجتماعي" معهد الدراسات االستراتيجية الطبعة األولى بيروت. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 149
150 عبد الرفيع الشنتوف 1998:" الهجرة الدولية و أثرها على الوسط الحضري" بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا جامعة محمد الخامس كلية اآلداب و العلوم اإلنسانية الرباط. محمد بنعتو : 2003 المجاالت الهامشية المغربية شبه الصحراوية حالة كلميم مجاالت مغاربية العددان: 4-3. محمد بنعتو 2005: "السياحة رافعة للتنمية الجهوية بالمجاالت الصحراوية و شبه الصحراوية " دفاترجغرافية العدد الثاني. مروان التريكزي 2009: "إشكالية العقار ما بين واقع التوسع الحضري و رهان التنمية الحضرية بمدينة كلميم _باب الصحراء_" بحث لنيل دبلوم الماستر جامعة القاضي عياض مراكش. مود علي فال : 2007 " الهجرة الدولية و تاثيرتها الحضرية مدينة كلميم نموذجا " بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا جامعة سي محمد بن عبد هللا كلية اآلداب و العلوم اإلنسانية سايس فاس. BEN ATTOU Mohamed, 2003 : les Retraites de la migration international, Acteurs économiques ou élites locales? le cas de Tiznit, espace Maghrébines ; N 1 et 2, P: 104. BEN ATTOU Mohamed, 2014: la nouvelle stratégie de l état dans l espace présaharien, Guelmim a l heure de la Régionalisation élargie, In Revue AFN Maroc, N : 15.16, P: 63. BOUBAKRI Hassan :1993,"l émigration internationale espace et économies régionale en Tunisie ; étude de cas de MSAKEN ", R.G.M Vol N 1. CERED : , «la Réinsertion des Migrations de Retour au Maroc», Analyse des Résultats de l Enquêteur la Migration de retour des Marocains résidant à l étranger. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 150
151 طاطا وأسا والزاك الواحة والمدينة شبه الصحراوية في مواجهة التغيرات المناخية والتمدين الديمغرافي واستشراف السياحة بالمجاالت الحدودية المغربية محمد بنعتو جامعة ابن زهر أگادير مقدمة المنظومة الواحية في طريق االضمحالل مجالها أصبح حساسا للغاية ومجتمعها يتفسخ تدريجيا وعالقتها بالمدينة تتسم بالتصادم في وقت نريدها أن تكون رافعة للتنمية السياحية وفضاء إلحياء التراث المادي والالمادي الذي نحتاجه في ضمان استمرار هويتنا الثقافية والمجتمعية. معادلة صعبة تحتاج لحكامة جيدة وعدالة عقارية وإنعاش مجتمع حضري "متحضر" ومسؤولية مؤسساتية قادرة على فعل التنمية أفقيا من موقع االستدامة عبر األسفل. فعال لقد الوساطة الجهوية وصنع القرار من تعرضت المنظومة الواحية كنظام اجتماعي واقتصادي متوازن مع اإلمكانيات الطبيعية من موقع االستدامة إلى نكسات متكررة دوافعها بنيوية كما أنها خارجية. دخول التمدين الديمغرافي الضاغط على الخط واالستباحة السياحية إضافة إلى التحوالت العميقة التي طرأت على المجتمع الواحي سواء بربطه بمنطق السوق االستهالكية أو من خالل سلوكه االستثماري مرورا بالهجرة الدولية أو الداخلية وثقل الوضع الحدودي بكل رهاناته كلها عوامل ساهمت في تراجع االقتصاد والمجال الواحي عبر سلسلة من املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 151
152 األزمات. كما أنها أدخلت الواحة والمدينة في عالقة نزاعيه لم يتمكن التخطيط الحضري وال المخطط األخضر من احتوائها. هذه األزمات تأخذ تارة طابعا اقتصاديا يتمثل في تراجع اإلنتاج ألفالحي والرعوي وفي تسويق التمر والمنتجات الترابية األخرى وتارة أخرى تأخذ طابعا بيئيا وإيكولوجيا يتمثل في تحديات التغيرات المناخية وتقدم جبهات التصحر وصعود الملوحة واستنزاف الموارد المائية بسبب السقي الجائر واعتماد سياحة فردانية تفتقر لحس المواطنة واالستدامة. إن إشكالية الواحة والتمدين والسياحة بالمجاالت الحدودية هي جد معقدة تطرح من زاوية إعداد التراب وليس من موقع قطاعي سواء تعلق األمر بالفالحة أو بالتمدين أو بالسياحة. فالمسألة مرتبطة أساسا بما أضحت علية التمثالت الحالية للواحة من طرف مجتمع إلى حد غير بعيد كنا نعتبره مجتمعا واحي. التغيرات المناخية أصبحت عامال مؤثرا عندما تفسخت المنظومة الواحية من الداخل على مستوى عقلنة استعمال الموارد وموازنة المنظومة اإلنتاجية وفق نسق االستدامة غير أن االستراتيجيات التي تحاول اليوم معالجة هذه اإلشكالية تتعامل معها من موقع استثماري يراهن البعد البيئي لكن بمقاربة قطاعية تغيب فيها األبعاد اإلنسانية والمجالية لفائدة نماذج تنموية مستوردة جاهزة للتنزيل بدون صيرورة متالئمة مع المجتمع الذي من المفروض أن يستقبل هذه النماذج. من الناحية المنهجية ال بد من اإلقرار بأن الواحة ال تشكل اليوم مجتمعا متجانسا وال توفر اقتصادا نمطيا كما كانت عليه. التحوالت التي عرفتها الواحات الحدودية سريعة ومختلفة الحدة والتأثير. التمدين والحركات السكانية والهجرة بنوعيها والوظائف اإلدارية والعسكرية وتراجع الرعي الترحالي ونصف الترحالي وما لحق ذوي حقوق ملكية املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 152
153 األرض والماء بسبب اإلرث والمشاع والسقي الجائر وتقدم الجبهات الحضرية في اتجاه الواحة وأحيانا اختراقها من أجل السياحة الشخصية أو اإلنتاج التسويقي المضارب )الدالح والحناء والزعفران...( كلها عوامل جعلت من الواحة وضعيات مختلفة تتطلب المعاينة الدقيقة عوض المقاربة الشمولية عبر اعتماد مخرجات عامة تبين بالملموس مع البرامج الوطنية إلنقاذ واحات الجنوب المغربي ) ( أن 36 المسألة ال ترتبط بالتمويل وضعيات مختلفة. وتعدد الشركاء بقدر ما تحتاج لمعالجة انطالقا من هذا التوجه المنهجي نؤكد أنه ليس هناك حلوال سحرية ومنمطة في قالب واحد. كما أنه ليس بإمكان قطاع واحد أن يؤثر على "المجال الواحي" بنفس الشاكلة وال بنفس الوسائل. 37 طائلة صرفت على الدراسات االستراتيجية ) ( أموال المرتبطة بتثمين الواحة أو بإيجاد محاور سياحية دون التمكن من دراسة مدى إمكانية استجابة النموذج المقترح إلى نوع السياحة المعتمد وال إلى قدرة المراكز السياحية المفترضة الستقبال السياح ضمن شبكات وظيفية تضمن مردودية المحاور. كأن األمر يتعلق بحتمية توفر مسالك 38 سياحية وإن لم توضع لها دراسة جدوى. والواقع أنه كلما اتسعت رقعة المجال الواحي كلما تحول مجتمع الترحال إلى مجتمع مستقر يطاله التمدين اإلداري والمجتمعي. البعد القبلي تمكن نسبيا من التأقلم مع التمدين بالمجاالت شبه الصحراوية 36. للتذكير فالميزانية التي تم ضخها في مشروع إنقاذ واحات الجنوب المغربي استنزفت من سنة 2008 إلى سنة 2011 ما يزيد عن 4.4 مليار دوالر أمريكي. 37. يتعلق األمر بمكتب" دراسات" التونسي الذي حاول تشخيص ومعالجة إشكالية الواحة بمجال طاطا وكلميم وأسا -الزاك بمنظور تقناوي (techniciste) لم يمكن من احتواء إشكالية الواحة التي هي إشكالية اجتماعية لحقها التمدين الديمغرافي قبل أن تكون إشكالية اقتصادية وإشكالية موارد. 38. حالة الدراسة التي أنجزها مكتب "دراسات" التونسي سنة 2009 لفائدة جهة كلميبم السمارة والمتعلقة بالمواقع ذات األهمية السياحية. يتعلق األمر بأربعين موقعا. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 153
154 والصحراوية مما أثر تدريجيا على تفسخ نمط العيش الواحي.عالقة المدن الصحراوية وشبه الصحراوية بالواحة تتطلب اهتماما خاصا فيما يتعلق بالتأثر والتبادل االجتماعيين. كل المسألة تتمحور حول دراسة التالقح وكيفية احتواء الواحة من طرف المدينة من أجل إنعاش ما تبقى من رهانات تخص الواحة والمدينة على حد سواء. ترتكز مقاربتنا في هذا الصدد على فرضيتين. األولى تقضي بمحاولة ابتالع الواحة من طرف المدينة بصفة تدريجية وممنهجة. والثانية تتمحور حول فلكلورية الواحة عبر استبدال فضاءات عيشها وإنتاجيتها الموروثة بفضاءات المشاريع )نموذج التحوالت التي طالت قصر أسا وحولته إلى حلبة رومانية باسم إنقاذ التراث( المدينة بالواحات الحدودية إن أسا: مدينة حدودية لم يستطع تصميمها الحضري ردع السوق العقارية الذاتية حول المجال الواحي. وضعية التمدين بالواحات الحدودية للصحراء الداخلية معقدة تستجيب لدوافع إستراتيجية ترتبط بتجليات استكمال الوحدة الترابية. إذا ما اقتصرنا على المجتمع الواحي لكل من طاطا وأسا سنخلص إلى وضعيات متشابهة في بعض الحاالت ومختلفة في أخرى. هو أكيد هو ما لكن أن التمدين بهذه الواحات هو حديث لكن عالقة المدينة بالواحة تختلف باختالف سبب الوجود. مدينة أسا 14416( نسمة سنة )2014 هي أوال فعل ديمغرافي تأكد خالل العقدين األخيرين وهو شديد االرتباط بالوضعية الحدودية. ما بين يزيد عن كما هكتار و 2010 عملت الدولة على تمدين ما هكتار من خالل برامج العودة والنهضة والسكن االجتماعي أنها في إطار سياسة التأهيل الحضري استهدفت ما يزيد عن 288 والمعطيات التاريخية ال تسجل حضورا قويا وال رمزيا لوجود مراكز املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 154
155 حضرية مهيكلة لعبت دورا أساسيا عبر المراحل التاريخية. األمر يتعلق بمدينة أنشأتها الدولة بمبادرة عمومية قوية لتشجيع تعمير األحواض الواحية عبر دعم الوظيفة اإلدارية والعسكرية مما أدرج أسا ومحيطها في دينامية متناقضة بين المدينة الضاغطة ديمغرافيا واألرياف التي مافتئت تفرغ باستمرار. ذلك أن معدل التمدين بلغ سنة 2014 إلى %69. متوسط الزيادة السنوية بمدينة أسا ما بين سنتي 1999 و 2004 وصل إلى حدود %4.4 مقابل %2,1 على المستوى الوطني. خالل عقد حافظت مدينة أسا على نفس الوثيرة الديمغرافية %4.5. إن معدل تمدين أسا سنة 2014 فاق تقديرات الدراسة اإلستراتيجية EDESA( 2009( التي حددت سقف تمدين قد يصل مداه إلى % 59,5 في أفق لقد راهنت الدراسة على قوة الزيادة الطبيعية وارتفاع معدل الوالدة باعتبار معطيات سنة رغم وجود المدينة في بيئة جافة فهي كانت تتوفر على مجال فالحي واحي يمتد على مساحة 5000 هكتار لزراعة الحبوب. منها 100 هكتار كانت مسقية باإلضافة إلى أزيد من مليون هكتار كانت تستعمل كمراعي ممتدة لتربية اإلبل والماعز. إال أنه على مستوى المجاالت الحدودية من الصعب المراهنة على الخصائص الديمغرافية وال على البنى االقتصادية المحلية القابلة للتغير في أي لحظة تبعا للحركات السكانية وتراجع المقومات اإلنتاجية لمجتمع الترحال وسياسة الدولة في اإلسكان. مدينة أسا ظلت مستقطبة لكن اإلمكانيات أصبحت محدودة. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 155
156 فرغم المبادرات العمومية لتأهيل المجال الحضري والبيئي ودعم 39 حظيرة السكن ومحاولة إقحام مدينة أسا في المحاور السياحية الجديدة تظل المدينة الواحية بالمجاالت الحدودية تفتقر إلى الوظائف االقتصادية. الشيء الذي ينتج عنه تفاوت بين البنيات اإلنتاجية وواقع البنيات الديمغرافية. مما يعرض المدينة الواحية إلى تفاوتات بنيوية بين محيط الواحة كفضاء إنتاج ومحتوى المدينة كمنظومة استهالك وثيرة تطورها االجتماعي ومرجعتيها وقيمها الموروثة تتعرض لتحوالت هيكلية على مستوى المنظور كما على مستوى السلوك. هذا ما يفسر العزوف عن امتهان الفالحة وعن االرتباط بالمجتمع الواحي ومجتمع الترحال. دوافع الحداثة ومنطق التحضر أتى بقيم جديدة أكثر استهالكية وتنميطا على القيم المادية وليس الرمزية. والواحة تصبح هنا أيضا فضاء مشاريع استثمار سياحية وعقارية أكثر منه فضاء عيش. هذه األخيرة تختزل أبعادا تاريخية ورمزيات حضارية يمكن أن نستمد منها المشروع الحضري بمواصفات محلية على مستوى الهندسة المعمارية الوظيفية والمحتضنة وعلى مستوى تدني البعد البيئي والتوازنات الهيكلية. التعمير عبر التجزئة السكنية المكثفة بالمجال الواحي يفضي إلى إنتاج أجسام منفصلة عن البيئة التي تحتضنها. عندما تفتقد المجاالت الخضراء بالمدينة الحدودية فإن ذلك يعزل المدينة عن الواحة ال شعوريا كما على مستوى المورفولوجية 39 تجدر اإلشارة هنا إلى كون دعم حظيرة السكن بأسا امتد من سنة 1971 إلى سنة خاصة سنة 2004 حيث وصلت حظيرة السكن إلى حولي 2397 وحدة مستغلة. أي ما يقرب من %72,4 من مجموع حظيرة السكن. إلى اليوم تم انجاز 24 مشروعا سكنيا بتكلفة مالية تجاوزت 202 مليون درهم كما تم توسيع حظيرة السكن إلى أزيد من 3500 وحدة سكنية. إضافة إلى ذلك محاولة برمجة إعادة تأهيل يخص أزيد من 1100 أسرة تقطن األحياء األقل تجهيزا مثل الحي الفالحي وتيحاونة الشرقية والمستشفى وعين توزونت وعين احشاش وسيدي الميذشابكي وذلك عبر مشروعي العودة والنهضة وغيرها. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 156
157 ال- الحضرية والمشهد الطبيعي كأننا أمام عالمين منفصلين ال يجمعهما رابط. مسألة التوازن في المشهد الواحي مسألة من األهمية بمكان. ذلك أن منطق اعتماد التعمير المكثف بمجال بيئي هش عبر السكن االجتماعي بوثيرة سريعة -استجابة للطلب على السكن لينتقل من مستوى 730 وحدة إلى مستوى 1120 وحدة في أفق 2020 يستجيب لمنطق تنموي وال حتى لمنطق السوق العقارية بين العرض والطلب. فمحدودية تمويل السكن لدى األسر بفعل تدني مستوى الدخل من شأنه أن يذكي السوق العشوائية ومن ثم اقتحام المجال الواحي إن عاجال أم جال حتى وإن كان مجمل الطلب على السكن موجه أساسا نحو الوحدات السكنية المحدودة القيمة العقارية )%66( مقارنة مع الطلب على السكن االقتصادي )%18,9( والسكن متوسط اإلقامة )%15,1(. شكل 1: تخطيط مدينة أسا بين البعد االستراتيجي واالنتقالية االجتماعية املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 157
158 المصدر: تصميم تهيئة مدينة أسا إذا ما اعتبرنا أن معدل التمدين على مستوى عمالة أسا-الزاك هو حوالي %59 من المحتمل أن يصبح نموذج التعمير المكثف -ضعيف الجودة-مشهدا مؤثرا على المشروع السياحي ومتقاطعا معه ومع المنظومة الواحية إن على مستوى تعبئة الموارد المائية أو على مستوى وظيفة السكن نفسه باعتبار المحيط الصحراوي ووثيرة الهجرة الموسمية من وإلى اإلقليم مما يجعل جزءا مهما من الوحدات السكنية فارغة مدة معينة من السنة. ثم إن التوجه نحو هكذا تعمير يظل مرهونا على مستوى الحلول التي سوف يصل لها ملف الصحراء سياسيا ومدى الدعم اللوجستيكي الذي تتلقاه المدينة الحدودية على املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 158
159 مستوى تعويض البنيات االقتصادية إلى حين بلورة مشروع سياحي صحراوي متكامل.مشروع تكون ركيزته األساسية المحافظة اآلنية على المنظومة الواحية وتقنين التعمير بمنطق االستدامة وليس االستباحة. هذا إذا لم تبتذل الواحة قبل أوانها. تصميم تهيئة مدينة أسا المصادق عليه سنة 2004 السكنية القانونية إلى معدل إن كان قد استطاع أن يرفع وثيرة إنتاج الوحدات 40 وحدة سكنية ابتداء من سنة 2004 إلى اآلن تبعا لخصوصيات الطلب المحلي على السكن والذي لم يكن يتجاوز معدل %35 في الفترة الممتدة من سنة إلى 1999 لم يستطيع ردع السوق العقارية الذاتية حول المجال الواحي. إذا كانت إشكالية الواحة المغربية الجنوبية هي فإنه 2003 إشكالية تجديد المنظومة الواحية برمتها في اتجاه تطوير المنظومة اإلنتاجية التي ظلت مرتبطة بالفالحة ولم تستطيع إنشاء قاعدة اقتصادية مندمجة تمكن من رفع مستوى الدخل لذا ساكنة الواحة فإن المجال الحدودي يعقد المسألة أكثر. إذ يدرج الواحة في حلول تقنوقراطية وتهيكالت استراتيجية ال يستطيع الشباب الواحي أن يستوعبها باالعتماد فقط على االستثمار الفالحي أو حتى السياحي من موقع إنتاج الثروة ألن ذلك ال يساعده نيا على تحسين ظروف عيشه في مستوى التجهيزات التي يطمح إليها في ظل عزلة نفسية أكثر منها مجالية مدينة الزاك أو البحث اإلداري عن التوازن الديمغرافي بالصحراء الداخلية والمجاالت الحدودية على غرار أوسرد احتلت مدينة الزاك موقعا مهما في سياسة الدولة إلعمار الصحراء الداخلية خاصة منها الحدودية. إذ شجعت ساكنة الواحات والرحل على االستقرار بالمدينة كما قدمت مساعدات عقارية وسكنية )152.7 هكتار بحي الوحدة والجهادية ما بين سنة املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 159
160 2005 و 2008 ( من أجل الموازنة الديمغرافية المرتبطة بقضية الصحراء المغربية. مما مكن مركزا صغيرا حديث العهد من امتالك أكبر قدرة استقطاب ديمغرافية على مستوى الصحراء الداخلية بحيث أصبحت المدينة تسجل أعلى متوسط للزيادة السنوية على اإلطالق في الفترة عندما سجلت متوسط زيادة سنوية وصل %16.4 %2.1 سنة كمعدل وطني. المركز الصغير الذي لم يكن يتعدى يقرب من أصبح له تأثير ديمغرافي إذ بلغت ساكنته سنة مقابل نسمة نسمة. الدراسة اإلستراتيجية التي للزاك ارتكزت على معدل نمو إحصاء أنجزت سنة املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 160 ما مرات لهذه المدينة التي قدرت ساكنتها في أفق وتوقعت دينامية أكبر بعشر بما يزيد عن ألف نسمة. كما حددت الطلب العقاري على التمدين ب هكتار بقيمة مالية تتعدى المليار درهم في أفق بناء من وذلك للتمكن وحدة سكنية. أي ما يعادل ضعف الوحدات السكنية التي تحتاجها أسا حسب ذات الدراسة. طبعا جزء كبير من الدينامية العقارية والسكنية ال يمكن أن يتحقق إال بالتوسع حول الواحة الشمالية-الشرقية والجنوبية لتفادي وادي الزاك من الجهة الغربية والممتلكات -الغربية العسكرية في الجهة الشرقية-الوسطى. بقدر ما تم توقع حجم الدينامية وبقدر ما حاول تصميم التهيئة محاصرة المجال المبني بإعالن الواحة منطقة ممنوعة من التعمير بقدر ما تهيكل التصميم نفسه واالنزالقات العقارية في اتجاه الواحة بشتى الطرق. لقد حاول التصميم التحكم في التوسع الحضري بإحاطة الفضاءات السكنية المبرمجة إلعادة الهيكلة بالمجاالت اإلدارية ومجاالت األنشطة. مما يتنافى مع الدينامية المرتقبة في الدراسة االستراتيجية. كل يشتغل في مجاله بمعزل عن اآلخر.فترة
161 بينت أن هناك فتور على مستوى االستقطاب الديمغرافي )%1.3( لكن سياسة الموازنة الديمغرافية بإمكانها تغيير الوضع عبر دعم االستقطاب. شكل 2: تخطيط مدينة الزاك في وضعية ديمغرافية ضاغطة المصدر: تصميم تهيجة مدينة الزاك املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 161
162 هذا يعني أن التوسع على أطراف الواحة المحيطة بالمدينة مسألة حتمية خاصة وأن الدراسة اإلستراتيجية بينت أن ما يزيد عن %54.9 من األسر بالزاك هم في وضعية سكنية مرتبطة بسوق الكراء. ثم إن الطلب العقاري يحتاج في أفق 2020 إلى أكثر من 48 هكتار. جزء كبير منها ال يمكن توفيره إال بالتوسع خارج نطاق حصار تصميم التهيئة.الواحة بالزاك عانت من حالة اإلفراغ الديمغرافي بحيث لم تعد الساكنة القروية تمثل أكثر من %30 من مجموع ساكنة العمالة سنة مما ساهم في تدهور متقدم للواحة التي لم تعد مرتبط باقتصاد واحي متميز كما أن الرهان السياحي هنا صعب نظرا للوظيفة العسكرية والحدودية التي تطبع المشهد الجغرافي طاطا: المدينة الواحية أو المدينة بالواحة البعد الحدودي مؤثر علىالمدينة والواحة التمدين بواحة طاطا يعكس اإلشكالية الحدودية بشكل واضح. فرغم المحاوالت الجادة التي تقوم بها المصالح الوطنية الفالحية على المستوى اإلقليمي والجهوي من منطلق إستراتيجية المخطط األخضر وبرامج الدعم الدولي )SDPD/PNUD( وانقاد واحات الجنوب المغربي عبر التجديد السياحي. رغم أهمية الموارد الواحية حول دير األطلس الصغير فإن التمدين ببعد إداري في وسط حدودي ومجتمع هياكله العقارية منضبطة على نظام تقليدي موروث هما أمران ال يتوافقان. الهياكل المجتمعية ومنظومتها اإلنتاجية ال يقومان على مركزية ملك الدولة الخال وال على الملكية الفردية بقدر ما يتهيكالن حول الواحة كأراضي جموع من موقع عشائري دفاعي سواء تعلق األمر بالمجال الحضري لطاطا )أراضي تغمرت -أراضي أكادير الهناء أراضي انطفيان - املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا أراضي أعجكال( أو خارج المجال الحضري )أراضي أقا إزنكاض(. هذه
163 الوضعية أثرت كثيرا على منطق ومحتوى تعمير مدينة طاطا التي تتألف من مجموعة من األحياء المتناثرة عبر الواحة تشكل ليس نواة واحدة ولكن عدة نوى حجمها وموقعها وقدرتها على اختراق المجال الواحي مختلفة مما يجعل من عملية التخطيط مسألة مواكبة ضاغطة أكثر منها إعادة توازن حقيقية للمجال الحضري. عملية تفكك الواحة تتم من الداخل بكيفية تصاعدية ومن 40 األطراف. الحمولة الديمغرافية لكل جزء من أجزاء المدينة توجه الطلب على السكن واالستثمار وما يتبع ذلك من تهيكل للسلطات العمومية على مستوى المواكبة والتجهيز وتوفير البنية التحتية لمدينة حدودية تلعب دورا استراتيجيا لكن في وسط هش موارده المائية واإلنتاجية محدودة بالنسبة ألهم مدينة على خط باني سنة بالفعل تطور متوسط الزيادة السنوية لمدينة طاطا يبين وصول المدينة إلى حدودها الديمغرافية: وأخيرا %12.2 في فترة %خالل %1.4 أصبحت ضعيفة. في فترة قدرة المدينة على االستقطاب خالفا لعمالة أسا-الزاك فالمجال القروي لعمالة طاطا ذا حمولة ديموغرافية مهمة جدا تفوق الصعب التنبؤ بها في المجاالت 80 ألف نسمة. الحركات الديمغرافية من الحدودية ألسباب ذاتية وموضوعية. فإذا تأملنا التقديرات الديمغرافية التي اعتمدتها المندوبية السامية للتخطيط حول وثيرة النمو الديمغرافي للعماالت نجد أن عمالة أسا التي استأثرت بأعلى التقديرات ما بين سنة الزاك هي و 2015 حيث 40. عموما حجم مدينة طاطا سنة 2004 يروم نسمة غير أن األحياء المكونة للمدار الحضري تضم حوالي 17 حيا أو دوارا متفاوت الحمولة الديمغرافية. من أهم هذه األحياء -الدواوير نذكر أكادير الهناء )%22,7( والقصبة )%14,9( وتغمرت )%9.8( والنهضة )%9( ساحة المسيرة ( 6,6(%( وحي باني.)%6,3( املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 163
164 المفروض أن تنتقل الساكنة من 43 نسمة أي بمعدل زيادة سنوية يصل إلى ألف نسمة إلى حوالي 87 %6.6 مقابل %0,4 ألف بالنسبة لعمالة طاطا. مما يعني انتقال ديمغرافي ما بين العمالتين المتجاورتين غير أن التقطيع الجهوي الجديد ضمن الجهوية المتقدمة فصل بدافع استراتيجي-أمني عمالة طاطا عن جهة كلميم-واد سوس- نون وألحقها بجهة ماسة. مهما يكن من أمر فالمدينة الواحية الحدودية تعرف ضغوطات متنوعة منها ما يعود لوظيفتها اإلستراتيجية ومنها ما يعود لشاكلة تطور المجتمع الواحي. الوسط الطبيعي يؤثر على مدينة طاطا ويوجهها من أطرافها نحو قلب الواحة. حاجز جبال باني يعوق التعمير من جهة ويقوي مخاطر الفيضانات على مستوى أودية طاطا وتغمرت من جهة ثانية. كما أن اشتداد الجفاف يؤثر على الموارد المائية الجوفية 41 الموجهة للشرب وللفالحة مما يوجه من جديد تيارات الهجرة نحو مدينة طاطا أو مرحليا في اتجاه الهجرة الدولية قبل العودة من جديد الكتشاف الواحة إما لظروف مرتبطة بالهوية أو لالستثمار أو هما معا. األكيد أن كل هذه العوامل مجتمعة تنتج نموذجا حضريا ضاغطا يصعب عليه اختراق المنظومة العقارية المحلية على المستوى المؤسساتي رغم وجود قوانين وتنظيمات تجيز لمجلس الوصاية على األراضي الساللية وللجماعات المحلية حق التدخل والتفويت إذا ما تحققت المنفعة العامة سواء تعلق األمر بتكثيف إنتاج أو سقي أو تهيئة داخل المدارات الحضرية )قانون يوليوز 1910 قانون 19 مارس 1951 قانون (. في الواقع هناك ثالثة إكراهات تجعل من المسألة العقارية المحلية بطاطا إشكالية هيكلية. من جهة هناك ازدواجية في للتذكير فإن مدينة طاطا تزود بالماء الصالح للشرب من خالل صهريجين بسعة 500 م كل واحد منهما. وذلك عبر 3 بار مراقبة تبلغ طاقتها اإلنتاجية حوالي 35 ل/ ث. كمية ال تكفي لسد العجز الحاصل في فصل الصيف مما يضطر معه انقطاع الماء بصفة متكررة. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 164
165 المقاربة القانونية بينما هو قانوني وما هو شرعي نونبر -عرفي فقانون املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا مارس 6 يمنع التصرف في األراضي الجماعية الساللية كما أن دورية 1914 األراضي الجماعية. تمنع القضاة من عقد رسوم الملكية الخاصة على فقوانين الفترة االستعمارية كانت قوانين مزدوجة تتحقق لفائدة المعمرين. قانون 1951 يسمح بتفويت األراضي الجماعية الواقعة بالمدارات الحضرية أو الواقعة بأطراف المدن بعد موافقة مجلس الوصاية على ثمن البيع حسب المنفعة العامة. ثم يأتي مباشرة قانون أكتوبر 1952 )الفصل 27 (. قانون 25 يوليوز الخال بتشجيع االستثمارات الفالحية والخال باألراضي الساللية الموجودة بالدوائر المسقية أحدث ضجة كبيرة. فرغم تطبيقه الطفيف اعتبر بمثابة تغيير جوهري في اتجاه سياسة الدولة. القوانين التي عقبت قانون 1969 كان الهدف منها تصحيح الملكية على أساس التحفيا العقاري وتسهيل المرور في اتجاه التملك الفردي أو الجماعي بكيفية متحكم فيها. غير أن كون التحفيا العقاري لم يكن إجباريا مما لم ينف الحقوق المترتبة عن عقود ظاهرة الهجرة واالستغالل المعاشي المترتب عنها قبل إفراغ الملكية الجماعية في الملكية الخاصة حسب سلطة األشخال ونفوذهم وحسب المشروع المتقدم في إطار اإلنعاش العقاري لمدينة طاطا. نظرة سريعة لتطور مدينة طاطا داخل الواحة حسب مراحلها التاريخية ثم مقارنة ذلك مع تصميم التهيئة يؤكد على أن واقع التوسع تحكمه ضوابط منفصلة عن إرادة التخطيط التي تتفاعل مع المدينة كوحدة متكاملة منفصلة عن الواحة. هذه األخيرة كمنظومة اقتصادية
166 واجتماعية عرفت فترة ازدهار في مرحلة ما قبل الحماية شأنها شأن غالبية واحات الجنوب المغربي. التمدين بواحة طاطا هو نتيجة الوظيفة العسكرية لضبط ومراقبة مجال تحرك القبائل الرحل وخاصة الثائرة منها التي كانت تشكل مقاومة شرسة للوجود االستعماري. على هذا األساس وكباقي المدن الواحية نجد أن نموذج التمدين االستعماري هو من سيؤسس للمدينة الواحية الحالية على مستوى البنيات التحتية وتوفير بعض شروط اإلقامة للمعمرين. غير أن أهم مرحلة على اإلطالق عرفتها مدينة طاطا تتحدد في فترة ما بعد استرجاع األقاليم الصحراوية وبصفة خاصة خالل حرب الصحراء حيث ستتوسع بدون استثناء كل األحياء والدواوير الرئيسية بطاطا )أكادير الهناء -القصبة-النهضة-درعة-تغمرت-أكجال-النصر-السونح- القرية النموذجية( لتشكل نواة تستقر بأطراف الواحة ووسطها بشكل متباعد نسبيا.تثبيت الوظيفة العسكرية خالل هذه المرحلة إضافة إلى المواكبة اللوجستيكية وضرورة توفير حظيرة سكن مناسبة في مجال حدودي له خصوصيات وإكراهات ستمكن الملك الخال على مستوى األحياء والدواوير األساسية من التوسع على حساب الواحة واألراضي الجماعية سواء في جزئها الشمالي الغربي. كما في جزئها الجنوبي الشرقي. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 166
167 شكل 3: التحوالت التي طرأت على المجال الواحي الحدودي بطاطا المصدر: المعاينات الميدانية وتتبع أبحاث نهاية الدراسة بشعبة الجغرافيا- أكادير في حين تحافا السلطات العمومية على التوازنات االجتماعية املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا السياسية القائمة واعتبارا لمحدودية الموارد ووقع التأثيرات الطبيعية على المجتمع والمجال الواحي سوف تضطر إلى تفعيل مسطرة قانون
168 1973 مارس 2 القاضي باسترجاع ملكية االستعمار الخاصة لتأكيدها بل ستعتبرها كأراضي جماعات ساللية مما مكن الساكنة المحلية العشائرية من تملكها مشاعا ثم عينيا بعد ذلك حول األحياء والدواوير الرئيسية. توجيه التعمير سمح بإمكانية إسكان المتوافدين الجدد من جنوب طاطا إبان حرب الصحراء )أم الكردان انغريف ترسولت تزارت تكان تزولت(. نزوح العائالت التي تعرضت للهجوم في اتجاه طاطا مكنها من الحصول مجانا على بقع أرضية اقتطعت من ملك الدولة التي تتوفر على نسبة 2 %فقط من مجموع الرصيد العقاري الواحي المطابق للملكية االستعمارية الرمزية. نفس النهج اعتمدته السلطات العمومية مع بعض الرحل. ترقية المجال الواحي لطاطا إلى رتبة عمالة سنة رتبة جماعة حضرية سنة ثم إلى مكن المدينة من توسيع مدارها الحضري على حساب الواحة ليشمل مجاال حضريا وقرويا لم يستطع تصميم تهيئة مدينة طاطا -المصادق عليه سنة من التعامل مع ازدواجية المشهد الجغرافي وال مع المجاالت الواحية المفتوحة التي تعامل معها كاحتياط عقاري لمنشآت عمومية وأخرى إنتاجية )السياحة الصناعة بنوعها- الفالحة( كأن المجال الواحي عبارة عن عناصر ديكور ليس إال مما استدعى بلورة تصميم تهيئة جديد من المفروض أن يكون قد دخل حيز التنفيذ طاطا بالد باني وواركزيز: تراجع الموارد وتقدم جبهة التمدين اإلداري واالنتظارية االجتماعية أكيد أن التوازن بين الموارد الطبيعية والتمدين بدأ يختل فمن جهة التغيرات المناخية لم تعد تسمح بالتمدين االنتشاري على جوانب العيون التي سمحت بظهور المحيط الواحي وخط التمدين الممتد بين املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 168
169 فم زكيد وفم الحصن. ومن جهة أخرى بسبب اعتراض منظومة العيش التقليدية ونسق اشتغالها تدريجيا وجدت الواحة وبعدها المدينة نفسها معزولة عن نمط إنتاجها. لم تعد المدن الواحية مفتوحة تلقائيا على "فيجاتها" بوادي درعة بسبب الوضع الحدودي والجدار األمني الذي يعيق حتى إنشاء محاور سياحية مكتملة استجابة لنوع من سياحة األمراء الخليجيين. هذا في وقت شكلت فيه الوضعية الحدودية والوظيفة العسكرية نوعا من التمدين الديمغرافي واإلداري ساهمت فيه الطريق بشكل واضح عندما اخترقت الواحة استجابة لمتطلب عسكري مرتبط أكثر باللوجيستيك منه كعصب للتخطيط المجالي. مما لم يمكن من إنتاج مجال حضري منسجم. بعد مجهود كبير بذلته السلطات المحلية لتأهيل مدينة طاطا التي بدأت تندمج في محيطها اللوجستيكي المرتبط بالبنيات التحتية والقناطر وإعادة تأهيل المدينة وفقا للسياسة الحضرية الجديدة تم من جديد تحرير الملكية العقارية لتخترق عن قصد أو غير قصد المجال الواحي. االختراق بدأت عليه سنة 2004 حدته أساسا مع تصميم التهيئة الذي صودق والذي تعامل مع الواحة كجزء من المدينة يصعب تفاديه نظرا لكون المدينة ظهرت وتطورت )بعد ترقيتها اإلدارية إلى عمالة( على مجال واحي. وقع جفاف سنة كان قد ساهم في تراجع المجال الفالحي الواحي بما ينيف عن 47 %مما كان عليه في السنوات العادية السالفة. حاجة الساكنة الجديدة التي التحقت بطاطا كانت في حاجة ماسة للسكن. تجدر اإلشارة هنا إلى أن ساكنة طاطا تضاعفت مرات ما بين سنة 1982 و هذه الدينامية الديمغرافية ستزيد في اختراق الواحة عبر تفويت الملكية العقارية الخصوصية التي تقع وسط المجال الواحي باعتبار ملكية الدولة والجماعات الساللية تحيط املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 169
170 بالواحة. بما أن مسلسل تفتت الملكية الخاصة بدأ مبكرا بسبب الهجرة أضحت الملك في مجمله )%95 سنة 2000( عبارة عن ملكية مجهرية ال تتعدى الهكتار الواحد. هذا ما يفسر تكاثر األبنية العشوائية وتناثرها على أطراف الواحة ما دامت طاطا تستقبل مهاجرين يرومون تحصين وضعيتهم األمنية في مجال حدودي ال يخلو من ضغط أمني. كل هذه العوامل مجتمعة )االقتصادية والعقارية واألمنية والحدودية والتغيرات المناخية وتراجع الموارد المائية( تؤشر على وجود خط تنافر بين مجال يتمدن وفق موجات متكررة ومجال واحي بدأ مبكرا في العد العكسي. تتراجع خالله المساحة والمنتوج الفالحي بسبب ملوحة التربة والتعرية الريحية والمائية التي أصبحت فتراتها متقاربة بفعل الفيضان العنيف لواد طاطا وتسنت. تراجع واحات إدوبالل على مقربة من مدينة طاطا تعتبر مثاال حيا على ما لت إليه واحات الجنوب المغربي رغم قيمتها التراثية أضحت مجال ترفيه للسكان الحضريين الدين بدؤوا يتأقلمون مع الحياة الحضرية. فيما ظهر "مستثمرون " جدد يتهافتون على بعض الجيوب الجيولوجية التي ما زالت فرشتها الباطنية تتوفر على الماء ليستنزفوه عبر زراعات تسويقية متطلبة للموارد المائية )الدالح والزعفران والحناء والنيلة...(. هؤالء وضعوا أقدامهم داخل الواحة عن طريق سوق الكراء العقارية. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 170
171 شكل 4: تراجع واحات باني للائد التعمير المصدر: مخططات الجماعات إن المجتمع الواحي يوجد اليوم في وضعية متقدمة من التفسخ االجتماعي والتالؤم مع التمدين الديمغرافي مما جعل منه مجتمعا انتظاريا يلتف حول طريقة تدبير المسألة الحدودية في بعدها اإلداري املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 171
172 حيث السلطات العمومية ما فتئت تشتغل بمنطق الدولة الحاضنة ( Etat )Providence التي توزع بطائق التموين. وضعية أصبحت متفاوتة على مستوى المجال الصحراوي وشبه الصحراوي. بين عمالة أسا حيث ما زالت قوية وعمالة طاطا لكن منطقها وتأثيرها على انتظارية المجتمع ما زال حاضرا في المجاالت الحدودية.ذلك ألنه شكل إستراتيجية محورية في دعم سياسة االستقرار التي نهجتها الدولة عبر التمدين. ففي أغلب الحاالت العالقة مع الواحة أصبحت مرتبطة أكثر بالبعد الثقافي والعاطفياللذان يشكالن رافدا مهما ومتجذرا في بناء الهوية الواحية سواء الفردية أو الجماعية. المجتمع لم يعد مجتمع الكد والبحث عن اإلنتاجية بقدر ما هو مجتمع انتظاري. دراسة حديثة على مستوى عمالة طاطا بينت أن ما يزيد عن %37 من الفاعلين المحليين المشغلين بمدينة طاطا يؤكدون بقوة أن الواحة هي العنصر األساسي في تنمية مدينة طاطا. %13 الواحة في حين أن نسبة على مستوى الواحة. %13 %70 منهم صرحوا بارتباطهم النفسي بأرض منهم ما زالت تعتقد أن المياه متدفقة من الساكنة الطاطاوية تصرح بكونها ما زالت تمتهن الفالحة. طبعا كل التصريحات هي مرتبطة أكثر بالعامل النفسي من موقع استباق إمكانية استثمار سياحي شخصي بتكلفة بسيطة أو تحت رعاية الدولة تبعا لسياستها السوسيو- الداعمة. عدد كبير من الشباب يستفيد للتنمية البشرية - - اقتصادية في إطار المبادرة الوطنية من التكوينات المتعددة والمساعدة المالية لبلورة مشاريع مدرة للدخل مرتبطة بالمقاولة الصغرى والمتوسطة لكن المواكبة العقارية ال تتم وفق نفس المنظور. مما يغلب طابع االنتظارية على تطبع المقاولة والمبادرة الشخصية. تجنيد العقار العمومي لالستثمار شرط مهم العتماد خطط واقعية قابلة لإلنجاز التنموي. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 172
173 من األكيد أن العقار العمومي متوفر بالمجاالت الصحراوية وشبه الصحراوية لكن الحدودية هنا أكثر تعقيدا من الوضعية السياسية لقضية الصحراء برمتها. إذا ما تأملنا في تقرير القانون المالي لسنة يبين حجم تعبئة العقار العمومي لفائدة االستثمار سنة الذي سنفهم إلى أي حد المسألة العقارية مؤثرة على المجاالت الحدودية أو الجيواستراتيجية من قبيل جهة كلميم واد نون. جدول سنة التوزيع الجهوي للعقار العمومي المجند لالستثمار مناصب مبلغ االستثمار المساحة المجند عدد الجهات الشغل المتوقعة المرتقب المشاريع ه 10 ر 54 9 الشاوية- ورديغة سآر ه 52 ر 00 سآر 1 دكالة- عبدة ه 11 ر 26 سآر 2 فاس- بولمان ه 12 ر 2 سآر 12 الغرب- الشراردة- بني حسن ه 54 ر 58 سآر 18 الدار البيضاء الكبرى ه 86 ر 00 سآر 12 كلكميم- السمارة ه 89 ر 49 سآر 5 لعيون- بوجدور- الساقية الحمراء ه 35 ر الجهة الشرقية سآر ه 79 ر 74 سآر 51 مراكش- تانسيفت- الحوز ه 20 ر مكناس- تافياللت املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 173
174 سآر ه 44 ر 64 سآر 4 واد الذهب- لكويرة ه 57 ر 38 سآر 9 الرباط- سال- زمور- زعير ه 98 ر 62 سآر 10 سوس- ماسة- درعة ه 0 ر 60 سآر 7 تادلة- ازالل ه 99 ر 77 سآر 17 طنجة- تطوان ه 57 ر 26 سآر 10 تازة- الحسيمة- تاونات ه 09 ر 99 سآر 194 المجموع المصدر. وزار االقتصاد والمالية قانون المالية لسنة 2016 مما سبق يتبين أن لفائدة جهة كلميم- المساحة المجندة من العقار العمومي السمارة سابقا ال تمثل سوى العقار العمومي المجند لفائدة الجهات المغربية سنة نسبة االستثمار المرتقب ال تتعدى المبرمجة. أما على مستوى تتعدى %2 %1.8 من مجمل كما أن من مجموع االستثمارات خلق مناصب الشغل المنتظرة فالنسبة ال %5.7. طبعا هناك إكراهات وتحديات من مواقع مختلفة تتحكم في تجنيد وتوزيع العقار العمومي لكن على مستوى التنمية وتنزيل مخططات الدولة نفسها فالمسألة تحتاج البحث أكثر عن التوازن من باب تنافسية الجهات وإرساء الجهوية المتقدمة فلسفة وتنزيال قانونيا. إذا ما اعتبرنا نتائج إحصاء 2014 المتزامن مع تجنيد العقار العمومي لفائدة الجهات الجديدة سنجد أن الحمولة الديمغرافية لجهة كلميم واد نون التي اقتطعت منها طاطا والسمارة تفوق حمولة جهة العيون الساقية الحمراء التي استقبلت السمارة. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 174
175 مع ذلك مقارنة بهذه األخيرة تجنيد العقار العمومي بجهة كلميم واد نون ال يمثل سوى المرتقب و 2.3 %2.7 من المساحة و 13 % من االستثمار % من مناصب الشغل المنتظرة. من جهة المفارقة كبيرة ومن جهة ثانية حجم المشاريع وإن تعددت تظل صغيرة مقارنة بجهة العيون- الساقية الحمراء. أي بمعدل مشروع بكلميم واد نون و منصب شغل بالعيون- منصب شغل لكل الساقية الحمراء. مما ال يشجع كثيرا على االستثمار على أراضي مصفاة عقاريا بل تعكس اآلية وتتم استباحة الواحة مجاليا بسبب العقار. الجهوية المتقدمة ليست مسألة حكامة أفقية فقط بل موارد عقارية أيضا تطرح بحده في المجاالت الجنوبية والحدودية وتخص تصفية العقار المخزني والعمومي والعسكري والساللي والعقار المحبس. التدخل على مستوى السياحة المستدامة هو تدخل على مستوى التراب مستوى الهشاشة االجتماعية والبتر الوظيفي الذي تنتجه الهامشية هو ليس مسألة مدينة صغيرة أو كبيرة وال مسألة جماعة إدارية وإنما هي مسألة تراب واحي أصبح لزاما إعادة تأهيله واسترجاع وظيفته المثلى التي ستمكن من احتواء العناصر األساسية التي أوجدته. المقاربة البيئية تهدف في نهاية المطاف إلى بلورة نموذج جديد يرتكز على مقومات مجالية واقتصادية وإستراتيجية قابلة للتطبيق والمالءمة والمتابعة المدينة والواحة في المشروع السياحي ليس المقصود فتح مجاالت جديدة للتعمير حيث الفرصة العقارية إلنتاج الثروة وإنما يتعلق األمر هنا بنوع من المعاوضة تمكن من االحتفاظ بالمجال الفالحي داخل الواحة عبر مواجهة مشاكل التوسع املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 175
176 الحضري وليس االلتفاف حولها. يجب الوعي بكون اإلكراهات االقتصادية على مستوى الواحة هي ناتجة عن القصور الحالي لمردود الفالحة واستحالة ظهور أنشطة كالصناعة مثال. ذلك أن هشاشة الوسط الطبيعي ال تمكن من ظهور أنشطة خارجة عن الفالحة. هذه األخيرة من الضروري أن تظل قائمة داخل المجال الواحي ليس فقط كعناصر ديكور المشهد الفالحي بل كقيمة معرفية متراكمة عبر أجيال متالحقة من شأن عبقريتها أن تحتل مكانة مركزية على مستوى ترشيد استعمال المياه ونهج أمثل الوسائل الستغالل الموارد بشكل مستدام مما يعني بقاء الواحة. من الناحية اإلستراتيجية يتعلق األمر بنموذج تنموي يركز على مقولة السياحة - الفالحية. موازاة مواكبة التحوالت على مستوى األنماط الفالحية بهدف رفع اإلنتاجية مع تشكيل المشهد السياحي - االيكولوجي هو بمثابة نفير أكسجين تستلزمه تنمية الواحة. المورد المائي والمعمار الهندسي التقليدي والمنظومة االجتماعية واإلنتاجية هي أهم ما تختزله الواحة. تثمين المؤهالت السياحية بمقاربة ترابية ونهج تراثي» patrimonial «من شأنها خلق فرل الشغل ودعم الصناعة التقليدية ورفع قيمة المنتوجات المحلية. غير أن السياحة بعمالة طاطا تظل متأرجحة بين مد وجزر خاضعة لقرارات خارجة عن إرادة مدبريها وبعيدة كل البعد عن المشاكل التي تطرحها عالقة المدينة بالواحة. عدم تجنيد العقار العمومي لفائدة السياحة وترك المبادرة أحيانا لألجانب للربط سياحيا وعشوائيا بين المدينة والواحة ال يشجع على اعتماد السياحة رغم أهميتها كعصب لالقتصاد المحلي. نظرة سريعة عن تطور البنى السياحية بعمالة طاطا املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 176
177 ما بين المقدم. جدول اإلطار الترابي لجهتي كلميم و 2015 مقارنة بالجهات التي انتقلت عبرها يؤكد الطرح 2. مقارنة بنية إيواء عمالة طاطا مع البنية السياحية واد نون وسوس - ماسة ) ( بنية اإليواء الفنادق الغرف عمالة طاطا األسرة المجموع %17 %20 - %51 %43 %12 معدل استغالل البنى الفنادق جهة كلميم السمار الغرف األسرة المجموع %17 %21 %20 %17 %10 %15 معدل استغالل البنى الفنادق جهة سوس الغرف ماسة درعة األسرة المجموع %44 %50 %48 %43 %43 %47 معدل استغالل البنى المصدر. وزار السياحة 2017 مجموع بنية اإليواء بعمالة طاطا رغم تحسنها منذ %29.5 من مجموع بنية اإليواء لجهة كلميم البنية السياحية لجهة سوس ماسة-درعة سنة ال تمثل سوى السمارة و 1.2 % من هذا يعني أن عمالة طاطا تحتاج لدعم حقيقي لموازنة بنيتها السياحية وفق المؤهالت الطبيعية والعمق الحضاري الذي تتوفر عليه بالقوة. لكن قبل املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 177
178 التسرع في اقتراح الحلول الممكنة يجب أوال تحليل دينامية البنية السياحية على فترة بالجهتين. حسب أنواع بنية اإليواء ومقارنة جدول 3. مقارنة دينامية بنية اإليواء السياحية لكل من طاطا وجهتي كلميم-واد نون وسوس-ماسة ) ( متوسط الزياد السنوية بنية اإليواء اإلطار الترابي % 12.3 الفنادق % 12.3 الغرف % 11.6 األسرة عمالة طاطا 11.9 % المجموع % 12.3 الفنادق % 8.5 الغرف % 8.2 األسرة جهة كلميم السمار 8.2 % المجموع % 9.3 الفنادق % 4.3 جهة سوس ماسة درعة الغرف % 4.9 األسرة 4.7 % المجموع المصدر: جدول 2 هذه المقاربة تبين أننا أمام نموذجين للسياحة بالجنوب المغربي. نموذج سياحة شاطئية جد مجهزة موجهة الستقبال الكثل السياحية الكبرى لكن ديناميتها هشة منذ حرب الخليج األولى )4.7 %(. نموذج خر تمثله السياحة االستكشافية ديناميته متوسطة )%8.2( مقارنة بمستوى تجهيزاته لكن تابع ومهيمن عليه من طرف أرباب السياحة الشاطئية وسياحة المدن التاريخية. نموذج طاطا رغم تواضع بنية إيوائه السياحية يتضح أنه نموذج متحرك تطوره متوازن املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 178
179 وانطالقته تمت عبر مرحلتين: 2012 و إال انه على مستوى استغالل البنى السياحية تحتل طاطا وضعية أهم )28.6 %( من تلك التي سجلت على مستوى جهة كلميم-السمارة ما بين 2010 و 2015 )20 %( لكنها بعيدة عن نموذج السياحة الشاطئية بسوس ماسة درعة حيث نسبة االستغالل بلغت معدل )%56.8(. فهي بذلك تنتمي لنوع سياحة االستكشاف. متوسط الزيادة السنوية لكل من الفنادق والغرف واألسرة يروم 11 فلى %12 بينما جهة كلميم- واد نون متفاوتة بين بنية الفنادق )12 %( وبنية الغرف واألسرة )8 % لكل واحدة منها( بينما ينزل ويتفاوت متوسط الزيادة السنوية بالنسبة لجهة سوس - ماسة على مستوى الفنادق من جهة )9 %( والغرف واألسرة من جهة أخرى )4 %(.إشكالية تدني معدالت استغالل البنى السياحية على مستوى المجاالت الحدودية هو قاسم مشترك بين مجموع الجهات الصحراوية وشبه الصحراوية. منذ حرب الخليج األولى مع بداية التسعينيات يمكن القول أن قصر مدة اإلقامة أصبح معضلة مشتركة حتى على مستوى السياحة الشاطئية التي سجلت تراجعا فيما يرتبط بالمبيتات ألنها تعرضت لتغيرات مهمة تمثلت في تراجع السوق السياحية اإلسكندنافية وتعويضها بالسوق الفرنسية واإلسبانية والروسية وحتى تلك المنبعثة من أوربا الشرقية سابقا. معدل المبيتات بعمالة طاطا في الفترة الممتدة بين 2010 و 2015 سجل 1.7 مبيت لكل سائح مقابل 1.6 و 5.3 لكل من جهة كلميم - السمارة وجهة سوس - ماسة - درعة. مؤشرات تطور المبيتات تسجل تذبذبا على مستوى طاطا وجهة كلميم - السمارة مقابل تراجع منتظم لجهة سوس-ماسة-درعة. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 179
180 مقارنة معدل المبيتات السياحية بعمالة طاطا في بعدها 4: جدول الجهوي ) ( مجموع بنية اإليواء اإلطار الترابي الوصول عمالة طاطا المبيتات معدل المبيتات الوصول جهة كلميم المبيتات السمار معدل المبيتات الوصول جهة سوس المبيتات ماسة درعة معدل المبيتات المصدر. وزار السياحة 2017 من هنا يبدوا أن الدينامية السياحية بطاطا تتضح أكثر من خالل مقاربة البنى السياحية من خالل طبيعة المنشآت اإليوائية ذاتها. إذا ركزنا على مؤشر االستيعابية السياحية من خالل عدد األسرة المتوفرة سنة 2015 فيمكننا التمييز بين ثالت مستويات. المستوى األول يمثله حسب األهمية صنف الفنادق المصنفة 3 و 2 نجوم بنسبة %55.4 يليها المستوى الثاني الذي تمثله الخيمات السياحية ودور الضيافة بنسبة %22.0. وأخيرا المستوى الثالث الذي يجمع بين المآوي والمخيمات واإلقامات الفندقية التي تتشارك في نسبة % املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 180
181 جدول 5: تطور بنية اإليواء بعمالة طاطا حسب طبيعة المنشآت السياحية ) ( بنية اإليواء منشآت اإليواء الفنادق الغرف المآوي األسرة 1 الفنادق 20 الغرف المخيمات 40 األسرة الفنادق الغرف الخيمات األسرة السياحية الفنادق الغرف فنادق األسرة الفنادق الغرف فنادق األسرة الفنادق الغرف فنادق األسرة الفنادق الغرف دور الضيافة األسرة 1 الفنادق 4 الغرف إقامات فندقية 16 األسرة اللنادق الغرف المجموع األسر المصدر. وزار السياحة 2017 املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 181
182 القطاعات الفنادق المصنفة و 3 2 حققت قفزة مهمة ابتداء منسنة مثلها مثل الخيمات السياحية ثم لحقت بها دور الضيافة سنة القفزة الثانية تمثلت في ظهور سنة المخيمات السياحية واإلقامات الفندقية والتي تمكنت من المساهمة في الرفع من الطاقة االستيعابية السياحية لعمالة طاطا بما يقرب من البنى السياحية المدينة والواحة أمام العجز العقاري % من مجموع كان بإمكان التجنيد العقاري أن يؤسس لتوفير البنى السياحية بمواصفات نوعية تخص المركبات السياحية وتحفيز اللوبي السياحي على اعتماد محاور تنموية حقيقية عبر السياحة الواحية إلنقاذها مرة واحدة. من جهة حصة الدعم السياحي عبر التجنيد العقاري الجهوي يجب أن تكون مهمة تتعدى بكثير نسبة لسنة % 3 كما ورد في قانون المالية بعدها يجب مراعاة التوازنات الجهوية الهيكلية ألن السياحة أصبحت متطلب تنموي عام. تستحق فيه المجاالت الشبه الصحراوية والحدودية حصة مهمة. 6: جدول توزيع المساحات العقارية العمومية المجند لالستثمار حسب قطاعات األنشطة سنة 2014 عدد المشاريع المساحة المجند مبلغ االستثمار المرتقب مناصب الشغل المتوقعة ه 41 ر 11 سآر 13 الصناعة الفالحية ه 10 ر 99 سآر 2 الصناعة التقليدية ه 42 ر 30 2 الطاقة سآر ه 69 ر 39 سآر 16 التعليم والتكوين ه 32 ر 87 سآر 62 السكن املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 182
183 إن ه 89 ر الصناعة سآر ه 96 ر 00 سآر 2 اللوجستيك ه 99 ر 41 سآر 2 المعادن سآر 2 ه 76 8 الصحة ه 20 ر الخدمات سآر ه 80 ر 25 سآر 2 الرياضة ه 38 ر السياحة سآر ه 13 ر 42 سآر 9 خر ه 09 ر 99 سآر 194 المجموع المصدر: وزار االقتصاد والمالية قانون المالية لسنة 2016 التركيز فقط على وجهة مراكش وأكادير يكرس التبعية ويضع اإلطار الجهوي الترابي في وضعية اإلنتظارية. كما أن دعم الجهات التي تتوفر على مؤهالت اقتصادية متنوعة وقابلة لالستغالل كما حدث في قانون مالية السياحة حوالي 2016 الذي اقتطع من حصة % لجهة الشاوية- هكتار المخصصة لدعم ورديغة وحصة المغرب الشرقي ال يندرج بحق في منطق مخطط بالدي ألفق %13 لجهة.2020 نفس األمر ينطبق على المخطط األخضر الذي لم يتعامل مع واقع الواحة بمقاربة تنموية بقدر ما يندرج في أفق أولوية استثمارية. فمند 2015 إلى 2005 استطاع المخطط األخضر أن يجند حوالي هكتار من العقار العمومي لفائدة الفالحة. أي ما يعادل استثمارمرتقب لحوالي 18 من مليار 837 مليون درهم وكذا خلق فرل شغل مفترضة ألزيد 47 ألف شخص. فما موقع الواحة من المخطط األخضر املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 183
184 جدول 7. تطور وثير تجنيد العقار العمومي للائد المخطط األخضر ) ( السنوات عدد المشاريع المساحة المجند بالهكتار مبلغ االستثمار المرتقب بالمليون درهم مناصب الشغل المتوقعة المجموع المصدر: وزار االقتصاد والمالية قانون المالية لسنة 2016 في مجموع العقار العمومي المجند لفائدة االستثمار على مرحلة استفادت جهتا الرباط-سال-زمور-زعير وفاس- بولمان ب 61 %من المساحة المجندة مقابل حصة %57 من حجم االستثمارات المرتقبة و %55 من عدد المشاريع المقترحة. جهة مراكش تانسيفت الحوز وكذا الجهة الشرقية استفادتا مجتمعة بما نسبته %33.5 من المساحة المعبأة و %29.8 من مجموع المشاريع المقترحة. بينما جهة سوس ماسة درعة لم تستفد إال بنسبة %4. جهة كلميم- السمارة تكاد تكون شبه منعدمة على مستوى التجنيد العقاري في إطار المخطط األخضر في حين مجموع واحاتها اإلدارية بما فيها الواحات املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 184
185 الحدودية )قبل عملية التقطيع الترابي األخير( في أمس الحاجة إلعادة بناء مجالها الفالحي كركيزة أساسية للسياحة لبعث الواحة وكاقتصاد مدعم للتمدين الواحي. إذا ما ركزنا على سنة أكثر. جهة كلميم - بينما جهة سوس ماسة 2014 تتضح الوضعية السمارة لم تبرمج في التجنيد العقاري لسنة درعة لم تستفد سوى من % من 0.7 مجموع األراضي المعبأة و 2.6 % من حجم االستثمارات المنتظرة. مرة أخرى جهة مكناس- المجندة سنة.2014 تافياللت من احتكرت 45.5 %من مجموع المساحة بعيدا عن الخطاب السياسي المنمق وعن السياسة الشعباوية المخدرة وعن إعالن االستراتيجيات المعولمة األكثر تفاؤال هناك وضع صعب على مستوى اقتصاد ومجتمع الواحة المغربية وخاصة منها الحدودية. كما أن هناك تمدين أزمة ال بد من احتوائه وتوفير األدوات الالزمة لتحقيق ذلك من منطلق تنموي بعده ترابي يستحق أن نجند العقار العمومي من أجله وبرمجته في المخططات الوطنية الفالحية والسياحية وغيرها من موقع االستدامة. المجتمع الواحي يعيش انتقالية معقدة على عدة مستويات: نفسية وسلوكية واقتصادية ومجالية وديمغرافية دخل في لجاجها تجبره على أن يتمدن قبل أن يتحضر وأن يلج العولمة قبل أن يفهم رهانها ما لم يمكنه من هضمها عبر صيرورة متأنية ال استعجالية وال ضاغطة. عندما لم يستطع أن يتعامل معها قبل أن يفهمها اختار إما الهجرة إما اإلنتظارية بما ستأتي به المستجدات أويحاول جاهدا التأقلم مع الوضع الجديد الذي يفرضه عليه تمدين متناقض: في الوقت ذاته يحثه على الفالحة والواحة وعلى السياحة والتمدين. كل هذا يتطلب مواكبة وتشجيع ومبادرة هادفة تخلو من كل المزايدات السياسية والقبلية. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 185
186 الجهات 8: جدول برسم سنة 2014 توزيع العقار العمومي المجند للائد المخطط األخضر عدد المشاريع المساحة المجندة مبلغ االستثمار المرتقب مناصب الشغل المتوقعة ه 00 ر 82 4 الشاوية- ورديغة سآر ه 57 ر 47 سآر 1 دكالة- عبدة ه 27 ر 00 سآر 1 فاس- بولمان ه 54 ر 82 سآر 7 الغرب- الشراردة- بني حسن ه 19 ر 00 سآر 2 الدار البيضاء الكبرى ه 42 ر 25 سآر 12 مراكش- تانسيفت- الحوز ه 34 ر مكناس- تافياللت سآر ه 22 ر 00 8 الجهة الشرقية سآر ه 81 ر 72 سآر 6 الرباط- سال- زمور- زعير ه 80 ر 28 سآر 3 سوس- ماسة- درعة ه 44 ر 28 5 تادلة- ازالل سآر ه 17 ر 78 سآر 4 طنجة- تطوان ه 4 ر 89 سآر 3 تازة- الحسيمة- تاونات ه 86 ر 83 سآر 71 المجموع المصدر. وزارة االقتصاد والمالية قانون المالية لسنة 2014 نستطيع أن نستنبط من هذا التحليل المركز فرضيتين تستشرفا وضعية التمدين والواحة بعمالتي طاطا ارتباطا بانتقالها من جهة كلميم- املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 186
187 السمارة سابقا إلى جهة سوس-ماسة حاليا. من كون جهة - اللرضية األولى تنطلق سوس ماسة مجال ذو تجربة سياحية وفالحية من شأنها أن تأخذ عمالة طاطا في ديناميتها وتعيد برمجة محاورها السياحية من موقع اقتصادي متقدم وذو قيمة استردادية على مستوى المدينة والواحة. لكن هذا مرهون بصنع القرار على مستوى الجهة تنفيذا لمبدأ إرساء الجهوية المتقدمة وفق حكامة أفقية تستطيع تجاوز البيروقراطية اإلدارية. هناك شرط خر أن تدمج المجاالت الحدودية والواحية بحق في المخططات اإلستراتيجية الوطنية بما في ذلك حل معضلة العقار. اللرضية الثانية أقل تفاؤال لكونها ترتبط بالمسافة الواصلة بين تنزيل الجهوية المتقدمة إداريا وقانونيا وبين ممارستها فعليا وفق ما وضعت له. مسافة قد تؤثر على فعل النخب الجهوية التي جبلت على امتهان البيروقراطية والعمودية من موقع استثمار ال قيمة استردادية له على المستوى المحلي. في هذه الحالة هناك مخاطر هيكلية تتعلق باندماج طاطا والواحات الجنوبية الحدودية في محيطها اإلداري الجديد. أوال مسألة المسافة وتدبيرها بنظرية المركز والهامش الموروثة عن الحكامة العمودية. ثانيا تراجع الموارد المائية بسهل سوس وشتوكة وتوجه النخب الفالحية شماال في اتجاه الغرب واللكوس قد يعيقان تمرير التجربة الفالحية في اتجاهالجنوب خاصة مع نضب الفرشة الباطنية عموما ومسألة الملوحة كما قد يتم التعامل مع ما تبقى من موارد مائية بمنطق استثماري - استنزافي يخص المواد االستهالكية كما حصل ويحصل بسوس. ثالثا الركود السياحي الذي بدأ يمتد في السنوات األخيرة إلى المنشآت السياحية الشاطئية قد يؤثر على امتداد التجربة السياحية واالستثمار حتى مشارف طاطا. لكن قد املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 187
188 يعكس النزوع السلبي لهذا الركود بفتح محاور استكشافية جديدة قد يوجه نحوها الطلب السياحي وتلحق بالتيارات السياحية الدولية والجهوية. كيفما صار إليه الحال ورغم ما يمكن أن تقدمه السياحة لالقتصاد الواحي اليمكنها حل كل المشاكل المتراكمة التي تتخبط فيها الواحة المغربية. لهذا من األهمية بمكانمالءمة األنشطة المحدثة التي تفرزها أو ستفرزها السياحة بالواقع الواحي على المستوى المحلي حتى ال تأتي النتائج عكسية. بتعبير خر اعتماد نموذج ترابي للتنمية الحضرية على مستوى المدينة الواحية يكون مبني على مقاربة بيئية يقتضي موازاة الطلب السياحي من منظور السياحة البديلة. المنطق الكمي الذي تخضع له السوق السياحية الحالية وحتى في أفق إستراتيجية 2020 على مستوى المواثيق السياحية وبلد االستقبال السياحي )PAT( والذي يستند على االستقطاب األقصى للسياح وللمحاور السياحية واألسواق والتجمعات السياحية )TOP( عبر المنافسة ال يمكن العمل به على مستوى الواحة ألنه يفتقد لعنصر االستدامة. -5 السياحة البديلة: رهان للقطاع السياحي نلسه على مستوى الواحات الحدودية إن التوجه الجديد لبعض مناحي العرض السياحي نحو التنوع خالل المقاربات الجديدة لبلدة االستقبال السياحي وكذا مختلف المواثيق السياحية ال يمكنها إنتاج القيمة المضافة الحقيقية إال إذا كان المشروع السياحي هو في حد ذاته مشروع ترابي يطور المقاربة والوسائل السياحية بهدف تنمية المجال والمجتمع معا حسب مؤهالته وتوازناته البيئية واالقتصادية واالجتماعية من موقع متضامن يستند على املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 188
189 التشخيص الترابي وتجنيد الفاعلين حول المشروع السياحي ببعد إنساني ترابي وليس بسرعة استثمارية. إن إعادة تنميط العرض والطلب السياحيين داخل الواحة المغربية على مبادئ السياحة البديلة من شأنه أن يؤمن الزبناء " clientèle. "Fidélisée على التخليق واالنضباط السياحي من موقع احترام المحيط الواحي عبر تثمين منتوج الرستاق " terroir "produit de واالنفتاح الجدري على المجتمع المحلي بخصوصياته وهويته كمكون أساسي ضمن المنظومة السياحية. فكما أن حاجيات السياح هي اليوم كبيرة فمتطلباتهم أصبحت أكثر فأكثر اشتراطية. بمعنى أن مستقبل السياحة البديلة كخيار نوعي مسئول ومتطلب سيتحقق في اتجاه التراب األكثر هيكلة والذي سيعرف كيف يثمر مجهوداته في اتجاه تنظيم أنشطة سياحية نسقية األكثر قدرة على توفير ا لسلم االجتماعي والتوازنات المجتمعية للوجهات السياحية. واحات الجنوب المغربي لها مكانتها ضمن السياحة البديلة إذا ما تمت مقاربتها بالبعد البيئي أوال ثم البحث عن البعد االستثماري المتحكم فيه اقتصاديا واجتماعيا ثانيا. لن يأتي هذا التحول إال بإطار قانوني قادر على تثمين تجارب التنمية المحلية التي راكمها المغرب على مستوى بلورة المشاريع االقتصادية والمحافظة على الدينامية التي أحاطها باألهداف السياحية وإعادة توجيهها نحو المنتزهات الطبيعية والمحميات ومحاربة الفقر والهشاشة والتهميش عبر السياحة البديلة. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 189
190 الدولية 42 لتحقيق ذلك ال يمكن االنفتاح الحقيقي على المواثيق البيئية ومدونة حسن السلوك السياحي وكذا المدونات الدولية للتخليق السياحي والتي حاولت إعادة هيكلة العرض السياحي من موقع ضغط جماعي في اتجاه تخليق السلوك السياحي. دور السلطات العمومية أساسي في اتجاه احترام القوانين والمصالح العامة المرتبطة بالسياحة. ذلك أن دورها ال يقتصر فقط على جلب االستثمارات السياحية ولكن مواكبة االستثمار والتموقع في عاليته من أجل تقييم المبادرات والتأكد من مالءمتها للمقاربة السياحية حسب المجاالت المستهدفة. 1-5 السياحة البديلة: مسألة إراد تقنية ومسألة تدبير: في المجاالت الواحية التي تشمل درعة وتافياللت والواحات الحدودية يمكن اعتبار إرادة السياحة على مستوى الفاعلين من أهم األوليات. ذلك أن تدبير اختالفاتهم بمقاربة تشاركية وتنشيط مهني من األهمية بمكان للتمكن من موازنة وسائل التقييم السياحي تبعا للرهانات الترابية والحرل على استدامة نشاطها. مقاربة ستمكن ال محالة من تشخيص واقع الحال على مستوى الواحات المغربية العتماد مقاربة إستراتيجية موحدة اتجاه منطق الفاعلين المتضارب وذلك بهدف تحديد أنواع السلوك السياحي عند كل مقاربة تقييمية أو موازنة ضرورية للتمكن من تحديد إجراءات المصاحبة والمواكبة. إن اعتماد الوساطة عبر التعاقد بين الفاعلين من شأنها أن تمكن من معرفة نقط القوة والضعف في المشروع السياحي لتوجيهه استراتيجيا بناءا على التشخيص والتعليل واألهداف التنموية ذات األولوية التي سبق تحديدها. 42 عدة مراحل يمكن تحديدها في هذا االتجاه: المناظرة األولى لليونسكو سنة 1978 نادي روما سنة تقرير بورتالند سنة 1987 قمة األرض بريو سنة 1992 قمة نيويورك سنة 1997 مجمع سانتياكو سنة 1999 جوهانسبورغ سنة املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 190
191 على المستوى الترابي. إن اإلدارة التقنية للمشروع السياحي تمكن من استهداف الوسائل البشرية واللوجيستيكية والمالية لتتبع أمثل كل المبادرات المتفق حولها ( المسئولين اآلجال - المتعاونين - الشركاء - املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا زمن االنجاز(. كما تمكن من المتابعة والتقييم المباشر إزاء الفاعلين أو عبر الشراكة مع الكفاءات الخارجية مما يتيح استثمار محتوى كل مرحلة للتمكن من إدارة السياحة البديلة في المجال الواحي زمنيا. 2-5 في اتجاه نموذج حضري واحي ببعد بيجي: كما تم تحليل ذلك سواء تعلق األمر بالمدينة الواحية الصغرى أم المتوسطية( 81 Attou : (Ben أكانت حدودية أم ال فهي تقوم على نموذج التعمير الكولونيالي الذي ينبني على إنتاج القيمة االستثمارية ومعها كل أشكال وميكانيزمات الهامشية الحضرية. من ثم كان لزاما على كل محاولة بلورة نموذج جديد للتمدين الواحي أن تعتمد عكس النزوع السلبي لهذا النموذج في اتجاه التحكم في التوسع الحضري ومعالجة عوامل الهامشية الحضرية باعتبار أن األمر يتعلق ببيئة واحية أريد لهااستراتيجيا أن تكون محيطا للتنوع اإلحيائي" "Biosphère من موقع االستدامة الذي يعترف بالموروث الهندسي المعماري في وظيفته واحتياطه االجتماعي حتى يتكامل داخل الواحة مع األنشطة الفالحية والصناعية التقليدية. من هنا تأتي قيمته الحضارية التي يمكن أن تؤسس لمشروع سياحة بديلة تتحقق من موقع تضامني أكثرمنه استثماري تنخرط فيه السلطات العمومية كما الهيآت الدولية مثل اليونيسكو والمجتمع المدني وممثلي عن التشتت الهجري المغربي Diaspora" "المقيم بأوروبا. طبعا من الصعوبة بمكان إعادة إنتاج المحيط الواحي عبر مبادئه الثالث األصلية: الماء- - الواحة المدينة المحصنة في إطار منظومة
192 تنبني على المنافسة والتكامل إلنتاج نسق تاريخي تلقائي ينظم المجتمع والمجال وعالقات اإلنتاج بعقلنة وتبصر بعيدا عن النزاعات والفردانية والماديات. المسألة إذن مسألة توازن ومسألة بعد ترابي. بما أن التفكير الجماعي يؤسس اليوم إلى مقاربات جديدة على مستوى أدوات التعمير وفلسفة التخطيط وإنتاج السكن والنبش في الذاكرة الترابية فقد ن األوان العتماد تهيئة بديلة أكثر تالؤما للواقع الواحي. المقاربة الزجرية في مجال التعمير بالواحة لم تؤت أكلها بل أعطت نتائج سلبية نظرا لالختراقاتاإلستراتيجية والنفعية التي أصبحت تنمط المجتمع الواحي إن على مستوى الساكنة أو على مستوى الفاعل االقتصادي والنخب المحلية. تعقد المساطر القانونية وضبابية الحدود الفاصلة بين مختلف الهياكل العقارية وطبيعة تجنيد العقار العمومي الموجه لالستثمار إضافة إلى وزن النخب المحلية وتراجع التوازنات المجتمعية - اإلنتاجية - المجالية وتفسخ المجتمعات التقليدية كلها عوامل تتطلب رؤية جديدة إلنقاذ ما يمكن إنقاذه على مستوى المنظومة الواحية. المقاربة بمنطق التهيئة التدريجية البديلة خيار مالئم إلنعاش الواحة الجنوبية الخالصة: - الحدودية )بنعتو..(1 :2016 انطالقا من مختلف الوضعيات التي تعرفها الواحات الحدودية يتضح نوع من الثنائية بين نموذج تمدين ضاغط وسريع في مجمله إرادي لكن تتخلله استراتيجيات فردية وجماعية وواحات متأزمة ال تستطيع احتواء الدينامية الديمغرافية وال الظاهرة الحضرية شكال ومضمونا. مرد ذلك حالة تطور انعكاسي يأتي تدريجيا على منظومة الواحة كفضاء عيش اجتماعي مبني على التوازنات وترشيد استعمال الموارد من منطق استدامة. عوامل كثيرة اجتمعت منها ما هو ذاتي املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 192
193 ومنها ما هو ناتج عن أدوار غير مالئمة أسندت إلى المدينة الواحية بشكل عمودي أو تمت فبركتها تلقائيا لدرء المخاطر ونتائج اإلنتظارية المجتمعية في بيئة جعلها التراجع الوظيفي لالقتصاد المحلي متشنجة. انقاد الواحة المغربية يتطلب تدخال عاجال على مستوى النموذج الحضري األمثل وعلى مستوى الحكامة وتحديد األولويات بحكمة وتبصر بناء على واقع الواحات وليس على ما أريد للواحات أن تكون عليه من موقع استثماري ولو كان عبر نافذة السياحة.ألن ذات التوجه قد يعصف بالمنظومة كلها لفائدة تعمير ديمغرافي كاسح ومشروع سياحي استثماري ال وطن له. ال يمكن تجديد المنظومة الواحية ولكن يمكن انقاد وإنعاش ما تبقى منها عبر مقاربة بيئية وسياحية بديلة تأخذ بعين االعتبار معالجة الوضع الديمغرافي - االلتفاف حول المشاكل الهيكلية. إن المجالي والوضع االقتصادي في ن واحد دونما إقحام السلطات المحلية والفاعل التنموي والساكنة في معادلة اإلنقاذ/اإلنعاش هاته مسألة جوهرية لكن غير كافية. كما أن االنفتاح على المنظومة السياحية الدولية يمكن أن يؤسس إطارا قانونيا مالئما ومحثا على االستدامة شرط اعتبار المشروع السياحي مشروعا ترابيا قبل كل شيء. غير أنه قبل هذا وذاك ال بد من عدالة عقارية في توزيع الثروات الوطنية والحث على االستثمار في إطار اقتصاد دائري يأخذ المجال الحدودي من إكراهاته ويتعامل معها بمنطق متقدم. الدولة لم تنه بعد ورشها التنموي دعاماتها أساسية على مستوى البرامج الوطنية والتوجهات االقتصادية المعولمة في اتجاه الطاقات المتجددة واإلستراتيجية اإلفريقية الجديدة. ربما في أحد هذه التوجهات يمكن للمجاالت الحدودية أن تجد منفرجا على مستوى المدينة كما على املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 193
194 مستوى الواحة. اإلطار الترابي الجهوي رغم الحكامة األفقية وصنع القرار المنتظرين منه ليس بإمكانه تصحيح معادلة ترتبط بإعداد التراب من جانب الموازنة بين التمدين والحدود والواحة. مفهوم التراب اليوم تجاوز بكثير حدود الحيز الجغرافي الممتلك من طرف جماعة بشرية وفق حقوق تاريخية وعرفية وتنظيمية وطبيعية ووفق درجة استعمال محسوسة ومعاشة. العولمة دخلت كل حيز جغرافي من خالل أولوية طلبها أو طلب شركائها من مواقع مختلفة فجعلت منه مصطلحا متعديا داخل التراب عندما استدرجته في رهانات كبرى هو مسرح لها. التراب إذن قد يضم أكثر من حيز كل واحد يحمل رهانات من مستويات مختلفة محلية ووطنية ودولية تتطلب الكفاءة المحلية والجهوية كما تتطلب الموارد الالزمة والرؤيا المتقدمة الوطنية والدولية. البيبلوغرافيا: محمد بنعتو 2016: "الواحات المغربية والنموذج التنموي: الممكن والمستحيل" ضمن " السياحة بجهة درعة تافياللت: الواقع والطموح" مجلة واحات المغرب العدد الرابع منشورات مركز طارق بن زياد للدراسات واألبحاث الراشدية. محمد بنعتو 2008:" الموروث اإلنساني-الهندسي أو التراث متعدد ا لقيمة الرمزية والداللية: حالة مدينة العرائش مجلة إنسانيات لألنتروبوبلوجية والعلوم االجتماعية وهران. محمد بنعتو 2005: "السياحة رافعة للتنمية الجهوية بالمجاالت الصحراوية وشبه الصحراوية" دفاتر جغرافية العدد الثاني: جامعة سيدي محمد بن عبد هللا فاس. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 194
195 Ahda, M., (1989) : Structures et mutations économiques et sociales au Tafilalt au 17èsiècle : le poids des relations avec l Afrique noire, Thèse de Doctorat en Histoire, université» de Toulouse le Mirail. Ben Attou, M., (2011) : Modèle urbain oasien et stratégie touristique marocaine, quel lien? Cas du Draa et de Tafilalet, Revue : Espace Géographique et Société marocaine, n Spécial 13 «Développement territorial au Maroc : enjeux, stratégies et acteurs, Casablanca. Ben Attou, M. (2016). La petite ville présaharienne entre «militarisation» de l espace urbain, tribalisme et planification : le cas de Bouizakarne dans le sud du Maroc, Revue Forum du Nord n 17-18, Université Abdelmalek Saadi, Tétouan. Ben Attou, M. et Belkadi, A., (2016) : Guelmim- Oued Noun, la ville la tribu et le processus d urbanisation»,edit.négoce Com. Publication de l université IBNZOHR, Agadir. Ben Attou, M., (2014) : Tan -Tan : un espace partagé,mondialisation économique, fait urbaine et gouvernance locale, Publication de Centre des Etudes Sahariennes, Edition et Impressions Bouregrag, Rabat. Ben Attou, M., (2015) : Tarfaya, une ville de littoral Saharien à la recherche d une développement stratégique, Publication de Centre des Etudes Sahariennes, Edition et Impressions Bouregrag, Rabat. Ben Attou, M., (2014) : La nouvelle stratégie de l Etat dans l espace présaharien ou Guelmim à l heure de l élargie, Revue Forum du Nord du Maroc N Université Abdelmalk Saadi, Tétouan. Ben Attou, M., (2014) : Nouveaux aspects démographiques au regard du développement dans le présaharien marocain : cas du Draa Tafilalet,Revue Forum du Nord du Maroc, n 12 14,université Abdelmalk Saadi, Tétouan. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 195
196 Ben Attou, M., (2013) : Processus d urbanisation dans les villes Oasis du présahara, le cas du Draa Tafilalet, Revue Dirassat n 16, université Ibn Zohr, Agadir. Dirasset, (2004) : Stratégie d aménagement et de développement des oasis du Maroc, troisième phase : synthèse, (bureau d études). Dirasset, (2009) : Mise en valeur des sitesà potentialités touristiques dans la région de Guelmim Es Semara, (Mission 1), Etude des sites d intérêt touristique et proposition de circuits, (bureau d études). Bounar, A., 1993 : L urbanisation dans un milieu d oasis présahariennes : la vallée du Draa et le pays d Ouarzazate» Thèse de Doctorat, université de Poitiers. Bouberkaoui, M., CARCEMACLL, (1983) : La crise des palmeraies de la plaine du Tafilalet, Thèse de Doctorat et de 3 éme cycle, Institut de Géographie, université de Tétouan le Mirail. EDESA, (2009) : Etude sur les perspectives du secteur de l immobilier résidentiel à l horizon 2020 dans la région de Guelmim- Es-Semara, villes de Tan-Tan, Tata, Es-Semara, Assa et Zag, Mission II et III, Etude commandité par MHUEE. Jaj, M. (2015) : Les changements socioculturels dans la province de Tata (thèse de Doctorat en arabe non publié). Université Kadi Ayad, Marrakech. Hammoudi, A. (2004) : Droit d eau et société : la vallée du Ziz, Revue Terre et Eaux n 12 (48). املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 196
197 التمثالت االجتماعية للنشاط التعاوني بجماعة "أسرير" إقليم گلميم: مقاربة سوسيو-أنثروبولوجية كوثر لبداوي جامعة محمد الخامس بالرباط مدخل عام تتميز التنظيمات التعاونية بكونها متجذرة في محيطها المحلي حيث تحمل هويته الثقافية وتأخذ شكل بناء اجتماعي غير معزول عن محيطه. وبالتالي فإن التعاونية من حيث هي تنظيم للروابط السوسيو- اقتصادية ال تقوم على أسس اقتصادية فحسب بل هي أعمق من ذلك بكثير حيث تتحدد باعتبارها مجاال لتمفصل العديد من الحقول: اقتصادي اجتماعي ثقافي ورمزي. وإذا كانت العديد من الدراسات قد انصرفت إلى دراسة التعاونية من الداخل تبعا لمقاربات تهتم بالقوانين المنظمة لها وبفنون تسييرها وإدارتها وإشكاالت تسويق منتوجاتها المجالية فإن فتح التعاونية على العالم الخارجي والمحيط االجتماعي سيسمح بتقديم مقاربة سوسيو-أنثروبولوجية للنشاط التعاوني الذي يتميز بكونه يجمع في اآلن ذاته بين البعد االقتصادي المتمثل في عالقته بإنتاج السوق وبين البعد االجتماعي المتمثل في كون هذا النشاط ال يفهم إال بالرجوع إلى القواعد االجتماعية التي تحكم كال من المجاالت المنتمية إلى االقتصاد االجتماعي 80( Vienney, 1994 :.)Claude وقد تحصل الوعي بأهمية البعد الثاني في سياق إنجاز دراسة ميدانية حول االقتصاد التعاوني وديناميات تغير الروابط السوسيو- املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 197
198 اقتصادية بجماعة "أسرير" حيث تبين أن النشاط االقتصادي مركب اجتماعيا وأنه يخضع لمحددات ثقافية. لقد وقع االختيار على النشاط التعاوني بجماعة "أسرير" بالنظر إلى كونه مدخال فريدا يسمح بالوقوف أمبريقيا والتغير السوسيو-اقتصادي بمنطقة "وادنون". 53 على مظاهر االستمرار وقد سمح تكميم المعطيات الخاصة بجميع التعاونيات بالمنطقة والتي يصل عددها إلى تعاونية وتبني منهج سي ر حياة بعض أعضائها وعضواتها من مختلف األعمار إلى توفير معطيات مهمة بشأن السيرورات بالمنطقة المدروسة. والتغير االجتماعي من خالل معاينة المعطيات المرتبطة بالتعاونيات المدروسة يتضح أن تباين األنشطة التعاونية الممارسة بالمنطقة يخضع لتراتبية تجعلها محكومة بتصورات اجتماعية تعلو تبعا لها قيمة بعض األنشطة وتدنو قيمة البعض اآلخر حيث ال يتعلق األمر بمجرد اختالف في األنشطة التعاونية بل إنه يتعلق أيضا باختالفها من حيث قيمتها االجتماعية والرمزية. فإذا كان العمل عموما بما فيه اإلنتاج التعاوني يمثل في األصل فاعلية ينتجها اإلنسان من أجل البقاء واالستمرار فإنه يظل مشروطا بالعديد من التمثالت االجتماعية حيث يتأثر والخطاطات السوسيو-ذهنية التي يحملها المتعاونون. بالصور يدعو االستثمار التعاوني الضخم الذي شهدته المنطقة والذي ال 43 يتناسب مع حجم األثر االقتصادي واالجتماعي الذي تحقق فعليا للتساؤل حول الصورة االجتماعية للتعاونية واألنشطة التي تمارس في 43 ويتجلى ذلك في ارتفاع نسب خلق التعاونيات منذ 2004 الذي يوازيه ارتفاع نسب الوفيات في صفوفها وتخبط النشطة منها في العديد من اإلكراهات والتعثرات املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 198
199 إطارها بالمنطقة المدروسة. لكن قبل ذلك ما هي الخصائص التي يحملها االقتصاد التعاوني بالمنطقة المدروسة والمنتمون إليه باالنطالق من المقولة التي تفتح التنظيم على التاريخ وتجعله يستمد معناه من التشكيلة االجتماعية التي يندرج في إطارها وترفض أن تجعله كيانا مغلقا على ذاته كما تصوره البنيوية )فوزي بوخريص 67( 2013: يصبح تناول عالقة التنظيم التعاوني بمحيطه السوسيو- ثقافي مدخال إجرائيا لدراسة ديناميات التغير التي تمس محيطه االجتماعي واالقتصادي. وقد تبين أن التعاونية األسريرية المدروسة تمثل صورة مصغرة عن المجتمع المحلي حيث تحمل تمثيلية لمعظم فئاته االجتماعية وتختزن العديد من الروابط االجتماعية التي قد ال نعثر عليها بباقي األنشطة االقتصادية الممارسة بالمنطقة كالروابط العائلية. وقد بينت األرقام اإلحصائية التي وفرتها بطاقات التعاونيات بالمنطقة المدروسة أن مشاركة المرأة بها تظل ضعيفة رغم كونها تتقاسم هذا المجال مع الرجل حيث ال تتجاوز هاته النسب ربع الساكنة. أما األمية فإنها وإن كانت متفشية في صفوف النساء إال أنها تمتد أيضا إلى صفوف الرجال وبالتالي فاألمية تخترق االقتصاد التعاوني األسريري بشكل واضح وذلك بنسبة تتجاوز 35%. تبين البطاقات التقنية الخاصة بالتعاونيات وجود تفاوتات من حيث المستويات الدراسية في المجتمع التعاوني حيث تصل نسبة التعاونيات التي تتجاوز نسبة أعضائها غير المتمدرسين النصف إلى 62,3% في الوقت الذي ال يحضر فيه الحاصلون منهم على شواهد جامعية أو عليا إال بنسبة ضعيفة ال تتجاوز 15%. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 199
200 مبيان رقم 1: توزيع نسب غير المتمدرسين من العدد اإلجمالي لألعضاء بالتعاونيات المدروسة المصدر: نتائج العمل الميداني وقد بينت الدراسة الميدانية أن المجتمع التعاوني المدروس يعيش وضعا خاصا ففي الوقت الذي تتضخم فيه معدالت تأسيس التعاونيات وتمويلها ترتفع نسب المتوقفة والمتوفية منها وقد يقدم تحليل التمثالت االجتماعية المحلية للتعاونيات واألنشطة الممارسة في إطارها معطيات سوسيو-أنثروبولوجية مهمة تسمح بفهم الدينامية التعاونية بالمنطقة المدروسة. تتحدد التمثالت االجتماعية باعتبارها مجمل األفكار والمعتقدات واألحكام و "نظرة الكون" واآلراء واالتجاهات التي يتقاسمها األفراد المنتمون لنفس الثقافة أو الجماعة االجتماعية وهي تستمد أهميتها املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 200
201 من كونها تساهم في البناء االجتماعي للواقع ( : 2007 Alpe, Yves 251( إذ لما كانت عبارة عن برامج ثقافية تؤثر في الجماعات واألفراد فهي تحكم بذلك سيطرتها على األفكار وعلى الممارسات واالختيارات )60 Bourqia, 2005 : )Rahma وتشرط إلى حد بعيد معيش األفراد داخل الحقل الشاسع للحياة االجتماعية. فما هو مضمون التمثالت االجتماعية لالقتصاد التعاوني بالمنطقة المدروسة إلى أي حد يمكن القول إن هاته التمثالت االجتماعية تؤدي وظيفة كاشفة لديناميات تغير وإعادة إنتاج المحيط االجتماعي واالقتصادي ضمن التعاونيات المدروسة 1. األنشطة التعاونية األسريرية: استمرار األنشطة التقليدية يمك ن الوقوف عند لحظة تأسيس التعاونية من تقديم معطيات مهمة بشأن التمثالت التي يحملها الفاعلون بالمنطقة المعنية بالدراسة حول النشاط التعاوني ذلك أن اختيار طبيعة النشاط التعاوني ليس مستقال عن المحددات االجتماعية واالقتصادية التي ترتبط باإلنتاج المحلي وبالمهارات التي راكمها اإلنسان عبر التاريخ في عالقته بالمجال بل وباألبيتوسات التي يحملها األفراد. يتعلق األمر بأنشطة كانت تمارس في األصل ضمن إطار عائلي ومنزلي وحتى ق ب لي تراكم بشأنها رصيد محلي من القيم والمهارات والتمثالت جعل استثمارها تعاونيا ينطوي على رهان إنجاحها من خالل ج ع لها مدرة للدخل فما هو المنطق الذي يحكم تراتب األنشطة التعاونية األسريرية النشاط 1.1. اللالحي: من االقتصاد المنزلي إلى االقتصاد التعاوني تتنوع األنشطة التي تمارس في إطار التعاونيات األسريرية من حيث طبيعة المجال الذي تنتمي إليه بين فالحية وصناعية يدوية املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 201
202 تقليدية بالدرجة األولى: النوع األول يهيمن عليه الرجل وتمارسه إلى جانبه المرأة أما النوع الثاني فتمارسه المرأة بشكل أساسي. وهو ما يجعل هاته األنشطة تمثل امتدادا لألنشطة األصلية التي كانت تمارس في إطار االقتصاد العائلي حيث يتوفر المتعاونون على رصيد من المهارات savoir-faire التقليدية عملوا على استثمارها اقتصاديا داخل بنية تنظيمية عصرية هي التعاونية. وقد أكد "يوسف" أحد الخبراء في مجال التنمية المحلية بالمنطقة أنه باستثناء النشاط السياحي كانت معظم األنشطة التعاونية في األصل أنشطة تقليدية تمارس في إطار القبيلة والعائلة كالرعي وتربية الماشية وتربية الدواجن والنحل وصناعة الزربية والحصيرة والخيمة وإعداد الكسكس والعجائن إلخ. جدول رقم 1: األنشطة التعاونية المزاولة بجماعة "أسرير". النشاط التعاوني فالحي صناعة تقليدية سياحي خر المجموع وغذائية األسريري النسبة المجوية 75,5% 18,85% 3,77% 1,88% 100% المصدر: نتائج البحث الميداني. يظهر الجدول هيمنة واضحة للقطاع الفالحي على باقي األنشطة التعاونية بالمنطقة المدروسة وقد أفاد األنثروبولوجي اإلسباني "خوليو كارو باروخا" في دراسته المعمقة حول المجتمع الصحراوي "دراسات صحراوية" أن القبائل الغربية جنوب المغرب هي التي كانت تتعاطى أكثر من غيرها للفالحة في الصحراء وذلك خالفا لبعض القبائل المحاربة القديمة التي كانت تميل إلى الرعي وكان يسود لديها االعتقاد في حديث عن الرسول نقال عن "ابن خلدون" املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 202
203 مفاده أن البيت الذي يدخله المحراث يلحقه العار )خوليو كارو بروخا.)170 :2015 وبالرجوع إلى المرجع األصلي "مقدمة العالمة ابن خلدون" يتبين أن استعمال الحديث ورد في سياق خال وليس باعتباره تحذيرا مطلقا كما أنه لم ترد بمؤلف "المقدمة" لفظة "عار" بل استعمل صاحب المقدمة لفظة "ذل" يقول: "ومنه قوله صلى هللا عليه وسلم في شأن الحرث لما رأى سكة المحراث في بعض دور األنصار: "ما دخلت هذه دار قوم إال دخلهم الذل" فهو دليل على أن الننم غ ر م موجب للمذلة" لقد ارتبط هذا الحديث بسياق تاريخي كان فيه اإلذالل نصيب المشتغلين بالفالحة وذلك على شكل فرض ضرائب وجزيات زراعية كانت توهن هؤالء وتجعلهم أحط منزلة )عبد الرحمان بن خلدون 2007:.) يدعو تنسيب استحضار هذا المعطى األنثروبولوجي للتمييز بين مجالين ثقافيين مختلفين أحدهما يحتمل أن تستمر فيه بقايا و ثار هاته الصورة السلبية عن المحراث والفالحة عموما و خر يحمل تمثالت مغايرة ويقبل على ممارسة النشاط الفالحي لكن من خالل التمييز بين أنشطة تظل مربحة وذات قيمة رمزية وأخرى غير ذات عائدات اقتصادية مهمة وذات قيمة دنيا. هذا المجال األخير هو الذي يقع ضمنه المجتمع المدروس. يعد النشاط الفالحي بالمنطقة المدروسة على العموم أحد أهم األنشطة التي تعتلي هرم تراتبية األنشطة التعاونية فقد راكمت المنطقة بحكم تاريخها وطبيعتها الواحية مهارات ومعارف في شتى مجاالته يقول رئيس تعاونية "تصقاست": "معظم أبناء المنطقة كان املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 203
204 باؤهم وأجدادهم فالحين ورعاة أو مهاجرين وهذه هي األنشطة التي كان اقتصاد األسرة يعتمد عليها". تنظر الساكنة المحلية إلى األنشطة ذات الطابع الفالحي باعتبارها مباركة بالنظر إلى أهمية عائداتها غير أن هاته الصورة ال تتعلق بجميع األنشطة على حد سواء بل تقتصر على تربية الماشية واإلبل بشكل محدد يقول رئيس تعاونية "ايت بلوش": "إن نشاط تربية الماشية وإن كان متعبا إال أنه يظل أفضل األنشطة الفالحية عائداته أكبر خالفا ألنشطة تربية النحل وتربية الدواجن مثال التي تظل مشاريع فالحية صغرى غير ذات نفع اقتصادي مهم". مجرد أما أحد أعضاء تعاونية "راس النسر" فهو يميز بين الفالحة وتقليب األرض من جهة ونشاط تربية الماشية من جهة ثانية: " إن الفالحة التي تتجلى في نشاط زراعة الخضر مثال تظل من األنشطة التي تنظر إليها الساكنة عموما نظرة دونية نظرا لضعف عائداتها وفرط حساسيتها لتقلبات السوق والمناح ]"تخدم في الخضرة ماشي شي حاجة محكورة يتمتع نشاط 44 ]"Mahgoura" أما تربية الماشية "الك سيب ة" فهو بقيمة أكبر" ويقصد هنا القيمة االقتصادية والرمزية على حد سواء. يستمد نشاط تربية الماشية قيمته تلك مما هو اقتصادي يتجلى في كونه من جهة ينتج الغذاء من ألبان ولحوم وهو من جهة أخرى خزان للقيمة إذ يمكن بيعها كلما كانت هناك حاجة للمال 271( Robineau, 2014 : )Claude فالمواشي حسب رئيس تعاونية "الكصعة" توفر للفالح قيمة مهمة إذ تغطي بعض المصاريف المنتظمة 44 إن ترجمة عبارة شفوية من الدارجة الحسانية إلى العربية الفصيحة من شأنها أن تفقدها شحنتها ودقتها واإليحاءات التي تنطوي عليها لذا كنا نحتفا أحيانا في ثنايا هاته األطروحة بمنطوق بعض العبارات في شكلهاالخام كما وردت على لسان أصحابها حتى ال نخونها Trahir على أساس إرفاقها بنقلها إلى العربية الفصيحة كلما أمكن حتى نضمن لها انسجامها مع لغة صياغة منطوق المقال. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 204
205 هللا وحتى الطارئة فهي توفر للفالح أضحية العيد وتغني موائد المناسبات واألفراح وتطعم الضيوف كما أن تناسلها السريع يسمح للفالح ببيعها وتحصيل الفارق بين النفقات واألرباح لتمويل نفقاته وسد حاجاته األساسية. يختزن القطيع إذن ميزانية العائلة وواجب الضيافة وحق )محمد مهدي.)108 :2013 إن ما يجعل تربية الحيوانات مصدرا للقيمة من جهة ثالثة هو كون اقتصاد الثروة الحيوانية التقليدي يساهم بشكل كبير في إنتاج وإعادة إنتاج النخب القبلية: فهم بذلك يملكون ثروة مادية تقاس بالحيوانات والمعدات وبما هو رمزي يظهر بشكل خال وضعهم كما يملكون قدرة تأثير اجتماعي عالية تتجلى في ولوجهم للمؤسسات وشبكاتهم العالئقية إن هاته األشكال المتنوعة للموارد والرساميل تزداد اتساعا بفعل قابليتها للتحول في ظل ظروف بعينها David (.)Kreuer, 2011 : 59 بناء عليه تظل العالقة بين القيمتين الرمزية والمادية للقطيع جدلية إذ كما أن امتالك قيمة مادية يمنح صاحبها رساميل رمزية إضافية فإن هاته األخيرة بدورها تتحول تجاريا وهكذا فالرعي مثال إذ يتحول من نمط عيش إلى مهنة تدر دخال اقتصاديا فإنه يمنح للقطيع قيمة تجارية بدل قيمته الرمزية األصلية.)Mohamed Mahdi, 2005 : 5( إال أن القول بأن نشاط تربية الماشية أو رعي اإلبل يظل نشاطا ذا قيمة بالمنطقة وهو القول الذي ورد على لسان المستجوبين يتناقض مع غياب تمثيلية للمنطقة المدروسة بالمعرض الدولي للفالحة 45 بمكناس في نسخه الثالث حيث لوحا به غياب تام للتمثيلية 45 قمنا بزيارة المعرض الدولي للفالحة في نسخه الثالث منذ 2016 لالطالع على التجارب التعاونية عموما والتعرف على مدى وأشكال حضور متعاوني "أسرير" به املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 205
206 التعاونية التي تنشط في مجال تربية المواشي واإلبل وهو ما يطرح أكثر من عالمة استفهام حول فعلية هاته التنظيمات التي استفادت من تمويل مهم. إن األمر يدعو الستحضار ما ورد على لسان أحد رجال السياسة من أبناء المنطقة المثقفين الذي ربط االقتصاد التعاوني باالستعمال السياسي للحقل االقتصادي. يمكن القول إن نشاط تربية الماشية بالمنطقة يراوح مكانه إذ يبدو أنه ال يتجاوز طابعه المعيشي ولم يصل بعد إلى الحد الذي يسمح بالقول بنجاح االستثمار التعاوني فيه..2.1 نشاط تربية الدواجن بالمنطقة: "ت و ك ل د جاجة ع ام م ا ت ع ش يك ح ت ى ل يل ة" جاء اختيار بعض األنشطة التعاونية بالمنطقة وليد حماس وتطلع إلى استثمار مهارات ومعارف تقليدية محلية في إطار سوسيو-تنظيمي جديد ويعد نشاط تربية الدواجن أحدها فهو وإن كان ال يخلو منه بيت بالمنطقة فإن االستثمار التعاوني في هذا تجربتين اثنتين. الرمزية للنشاط المجال قد عاش فشل وقد كشف االطالع على هاتين التجربتين أن الصورة أو عدم صالحية المهارات التقليدية قد يشكالن عوامل أساسية لفشله وتوقفه. فكيف تتصور ساكنة المنطقة نشاط تربية الدواجن 46 ال يتوقف الحكم على النشاط التعاوني بالمنطقة عند التمييز بين "نشاط مبيوع" أي قابل للتسويق ود ر الدخل و خر "غير مبيوع" أي ال 46 يلقى إقبال الزبائن أو بين "نشاط مبارك" و خر "حرام" بل إنه يتعدى هاته الثنائيات للتمييز بين "نشاط ن قي" و خر "م وسخ" أي "مدن س ومدن س" خاصة بالنسبة للمرأة. إن الحكم بالدنس إذ يشوب تصور عدة هذا التمييز استعمله أحد أعضاء تعاونية "راس النسر" خالل إجراء مقابلة نصف موجهة معه. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 206
207 أنشطة تعاونية فإنه قد يؤثر على استمرارها وتتضخم وطأة هذا التصور لدى المرأة بشكل خال وضمن هذا اإلطار تحديدا نعثر على نشاط تربية الدواجن حيث أفادت النساء اللواتي مررن بتجربة تعاونية فاشلة أنهن لم ينلن من تربية الدواجن غير الروائح الكريهة والمالبس المدنسة بفضالت الدجاج تقول خديجة: "تعرفين الدجاج كله "وسخ" ما إن كنا ننهي مهامنا حتى تتدنس ثيابنا وتملؤها األوساح والقاذورات في طريق العودة إلى البيت بعد أن ننهي مهامنا كنا نخجل من مصافحة النساء اللواتي نلتقيهن لقد كان األمر محرجا للغاية". لقد كان هذا المعطى حاضرا باستمرار كتمثل لدى المتعاونات أنفسهن وحتى لدى الساكنة المحلية لهذا النشاط التعاوني وقد سمعت شكوى معظم المتعاونات اللواتي كن عضوات بالتعاونية من طبيعة النشاط وضعف صورته الرمزية بالمنطقة. يضيف أحد الخبراء المحليين قائال: "رغم أن النساء كن في البداية متحمسات من أجل نشاط تربية الدواجن إال أنهن ما إن شرعن في ممارسته حتى تبين لهن أنه غير مالئم خاصة للمرأة الشابة فهو شاق ومجهد كما أنه يوسخ المالبس مما أدى إلى انسحاب عدد من النساء قبل أن يتوقف المشروع نهائيا" وبالتالي فإن نشاط تربية الدواجن ال يبدو ذا قيمة رمزية خاصة بالنسبة للنساء خاصة منهن الشابات والمتمدرسات مما يؤكد أن األنشطة التعاونية تتراتب تبعا لعدة محددات من بين أهمها قيمته الرمزية. إن المهارات التقليدية والمعارف التي تراكمت محليا بشأن تربية الدواجن ثبت عدم صالحيتها في مجال االستثمار االقتصادي فإذا كان هذا النشاط في إطار االقتصاد المنزلي معيشيا يتم بأعداد محدودة املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 207
208 فإنه في إطار التعاونية التي يحركها المنطق الصناعي يتجه إلى تربية الدواجن بأعداد كبيرة جدا. يقول رئيس تعاونية حوض وادنون لتربية الدواجن: "ال تكاد تخلو خيمة بالمنطقة "ال ت ك س ب" ]أي ال تربي[ دجاجا فالمنطقة تعرف نشاط تربية الدواجن وكانت تمارسه بشكله التقليدي على الدوام لكنه غير ذي قيمة كبيرة حتى يتحدد كنشاط مدر لمداخيل مهمة". إن ممارسة نشاط تربية الدواجن هو شكل من أشكال مقاومة النظرة السائدة بالمنطقة حول الدواجن عموما فالساكنة تتداول مثال شعبيا حول نشاط تربية الدواجن في صورته التقليدية: "ت و كل د ج اج ة ع ام م ا ت ع ش يك ح ت ىليل ة" إن تربية الدجاج ال تعد نشاطا مربحا اجتماعيا واقتصاديا في نظر الساكنة المحلية فهو يكلف المربي مصاريف كبيرة دون أن تكون المردودية مهمة فالمستجوب يعتبر أن الدواجن خاصة "البلدية" ال تكفي حتى عشاء للضيوف وهي ليست من النوع البياض ]أي البيوض[ ال تنتج من البيض غير القليل وذلك خالفا للماشية أو اإلبل التي تسد حاجة أهل الدار وتجعل مجتمع الكرم والضيافة يستقبل ضيوفه بشكل يشرفه وهذا يمنح تربيتها قيمة رمزية أكبر. وبالتالي فقدبات نشاط تربية الدواجن بالمنطقة فاقدا للقيمة الرمزية وذلك بالنظر إلى ظروف ممارسته وضعف عائداته االقتصادية وصورته االجتماعية بركة النحل والحبوب يعد نشاط تربية النحل من األنشطة التي تمارس بنسبة مهمة بالمنطقة المدروسة وهو يتراوح بين كونه نشاطا رئيسيا لبعض التعاونيات ونشاطا تكميليا إلى جانب أنشطة أخرى بالنسبة للتعاونيات املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 208
209 متعددة األهداف وذلك بنسبة بالمنطقة. 33,96% من مجموع التعاونيات تختلف التمثالت االجتماعية التي تحكم نشاط تربية النحل عن تلك التي تلتصق بنشاط تربية الدواجن فهو بالرغم من أنه شاق وعائداته االقتصادية غير ذات قيمة عالية ويخضع بحساسية عالية للتقلبات المناخية التي تعرفها المنطقة إال أنه يظل محتفظا بقيمة رمزية خاصة لكونه "منتوج حشرة مباركة ذكرت في القر ن" على حد تعبير رئيس تعاونية "تناست" لتربية النحل والذي يضيف: "إن نشاط تربية النحل ليست له عائدات مهمة كما أنه يتقلب تبعا للتساقطات المطرية حيث يمكنني القول إنه بالكاد يحقق كفاف العائلة من المصاريف وال يجعلها بحاجة إلى ديون لكنه يظل ذا قيمة محلية ألن النحلة ورد ذكرها في القر ن" في السياق ذاته يضيف رئيس تعاونية "تسينت": "إن النحلة سر مبارك ذكرها هللا في القر ن وبالتالي فهو الذي يقود طريقها وهو الذي يحميها ويحمي مربيها" إن ارتباط النحل ببركة السماء يجعل قيمة المنتوج الذي تجود به يتمتع تتجاوز العائدات االقتصادية. تعتبر ساكنة المنطقة أن النشاط االقتصادي بقيمة رمزية منتج للثروة "فالحركة ]أي العمل[ عموما فيها بركة" كما يقول رئيس تعاونية "تسينت" وتزداد البركة وتتضاعف الخيرات أكثر عندما يتعلق األمر بنشاط مميز يكتسي قداسة خاصة كنشاط تربية النحل والبركة هنا تعني تحقيق االكتفاء الذاتي )محمد مهدي :2013 وتمكين رب البيت من الوفاء بالتزاماته االقتصادية. 108( وسد الحاجة وال تحل البركة على نشاط تربية النحل فحسب فاألنشطة الغذائية كإعداد الكسكس والعجائن تمثل بدورها أنشطة مباركة مادام املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 209
210 فيها طعام اإلنسان والحيوان حيث ال ينظر إلى ما يتناثر منها باعتباره فضالت توضع في سلة القمامة والمهمالت وإذا اختلطت بها هاته األخيرة فإنه يتم فرزهما بطريقة تجعل الكنس/"التشطيب" خاضعا لدورة اقتصادية يتم فيها تدبير بقاء اإلنسان والحيوان معا تقول "عويشة" عضوة بتعاونية "نساء أسرير": "الكسكس يطرح فيه موالنا البركة 47 داكشي اللي يطيح منو فاألرض نعطوه للدجاج" أي أن النشاط التعاوني النسائي المتعلق بإنتاج الكسكس والعجائن يعتبر مباركا في نظر المتعاونات ألنه يسمح لهن باالستثمار في نشاط اقتصادي يملكن من جهة القدرات والمهارات الالزمة للقيام به كما يسمح لهن من جهة أخرى بتوفير جزء من حاجة الدواجن المنزلية للغذاء من خالل عدم ضياع الدقيق وحبات الكسكس التي تتناثر على جنبات سلسلة اإلنتاج التعاوني. وبالتالي فإن "بركة" النشاط االقتصادي تعد إحدى محددات اختياره وتفضيله من طرف المجتمع التعاوني المدروس وقد بينت الدراسة الميدانية أنها تحل بشكل خال على نشاطي تربية النحل وإعداد الكسكس: منتوجات النحل والحبوب..4.1 المنزلي يقارب ثلثي الخليف التغذية والصناعة التقليدية التعاونية: تنقيد المنتوج تؤكد بعض التقارير الدولية خاصة تقارير البنك الدولي أن ما :2015 فقراء العالم هن نساء )شروق بنت عبد العزيز بن صالح 84( وهو ما معناه أن الفقر العالمي يحمل طابعا مؤنثا فإذا كانت معامالت الرجل بالمنطقة في األصل ذات قيمة نقدية حيث كان يستثمر المعارف والمهارات التي يملكها في مجال الفالحة 47 وهي تسمى محليا "التشطيبة" Tachtiba العقالنية الثقافية والعقالنية االقتصادية التي تجعل النشاط التعاوني األسريري يتراوح بين املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 210
211 والتجارة وتربية الحيوانات ليتلقى عن معظمها مقابال نقديا: يبتاع المادة األولية ووسائل اإلنتاج ويبيع منتوجه في السوق المحلي أو اإلقليمي فإن معامالت المرأة لم تكن كلها كذلك حتى عهد قريب بالمنطقة فقد كانت تنتج في البيت وألجل البيت غالبا: تعد من الطحين حبات كسكس ومن الشعير "المكلي" وطحينه ومن وبر جلد الماعز أو اإلبل 48 والصوف والوبر خياما و"الص ماغ" وزرابي ومن "الزعف" Zâaf Ssimagh قففا وسالت و"طبوك ة" Tbouga أو سعف النخل و"كساكيس" إلخ. إضافة إلى ذلك كانت المرأة تمارس نشاط تجميل العرائس والتزيين بالحناء كما أنها قد تمتلك بعض رؤوس الماشية إلخ. إنها على العموم تقوم ببعض المهام المرتبطة بالفالحة والماشية كما تقوم بأعمال الصناعة التقليدية واليدوية عالوة على مهامها المرتبطة باإلنجاب ورعاية األطفال. لقد كانت المرأة المواعين ومعدات المطبخ زوجها بقوم المرأة حاليا ضمن توفر من خالل العمل اليدوي حاجة بيتها من وغرف الجلوس وما فاض من إنتاجها كان ببيعه في السوق. مما يعني أن األنشطة التي تمارسها اإلطار التعاوني كانت في األصل أنشطة موجهة لالستعمال المنزلي في األغلب وفي أحايين نادرة للتسويق وبمقابل ضعيف ال يضاهي مبيعات الرجل. وبالتالي فإن عمل المرأة يكون بارزا ومرئيا عندما تقوم بنفسها ببيعه في السوق إال أنه قد يكون غير مرئي كليا عندما تساهم في تداول السلع دون أن تغادر منزلها)كريس هان وكيث هارت منزلية.)114 :2014 تملك نساء المنطقة بحكم التقسيم الجنسي للعمل مهارات des savoir-faire domestiques 48 تسمى الخيام محليا الفليج. Flij تقليدية مضمرة وتأخذ هاته املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 211
212 المهارات شكل معارف اكتسبت عن طريق التقليد من خالل ممارسة يومية والتي تتميز بكونها مجاليا وزمنيا غير قابلة للتبادل على مستوى سوق الشغل باعتبارها كفاءات وتأخذ هاته المهارات بعدان اثنان أحدهما إجرائي )التبضع الطبخ التنظيف إلخ( واآلخر عالئقي.)Pierre Rita Soumbou-Addo & Bahia Bachir, 2014 : 89-92( تصبح التعاونية التي تدمج هذا النوع من النساء امتدادا للمطبخ وللمنزل باعتبارهما المجاالن التقليديان لعمل المرأة السيما وأن النساء يتوفرن على إرث ثقافي كانت النساء بمقتضاه يجتمعن في إطار "ت ويزة نسج "الفليج" أي الخيمة" مثال أو غيرها وذلك لفائدة إحدى النساء التي تستقبلهن بخيمتها وتعد لهن الطعام والشاي بروخا األخيرة. :2015 )خوليو كارو 197( فيتعاون جميعهن من أجل تحقيق حاجة هاته وهكذا كان يتم تبادل هذا التعاون السوسيو-اقتصادي من أجل القيام بعدة أنشطة كغزل الوبر وإعداد اللبن و"الدسم" والكسكس والشعير إلخ. وعندما تم توجيه السؤال إلى النساء المتعاونات عن التحول االقتصادي الذي أحدثه تأسيسهن لتعاونية يستثمرن من خاللها معارفهن ومهاراتهن التقليدية أكدن أنها أحدثت بعض التغيرات الملموسة حيث أصبحت هاته األنشطة ذات قيمة اقتصادية مدرة لدخل وإن كان هزيال إال أنه يظل أفضل من الوضعية األصلية تقول "عائشة" أم لثالثة أطفال وعضوة بإحدى التعاونيات النسائية بالمنطقة المدروسة: "لقد أصبح لدينا دخل منتظم صحيح أنه ضعيف ال يساعدنا على توفير حاجات أساسية إال أنه يكمل بعض مصاريف األسرة نقتني به ألبسة ألبنائنا وبعض األدوات المنزلية وقد نبتاع أحيانا بعض األغراض من البقال إلخ نحن على األقل حاليا نساعد أزواجنا ولسنا املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 212
213 عالة عليهم". أما "فاطمة" العضوة بتعاونية "نساء الواحة" فهي تعتبر أن المداخيل التي تحصل عليها من التعاونية هي فقط من أجل مصروفها الصغير الخال بها argent de poche وليس إلعالة األسرة "فنحن جميعنا بالتعاونية "بخيرنا وخميرنا" أي أننا لسنا فقيرات وال معوزات وأزواجنا ليسوا بحاجة إلى مساعدتنا". يختلف تمثل المرأة للنشاط الذي تمارسه تبعا للسياق الذي يتم فيه فهو في اإلطار التعاوني ينطوي على قيمة اقتصادية ورمزية أما في اإلطار المنزلي فهي تعتبر كل ما تقوم به مرادفا للفراغ تقول حنان رئيسة تعاونية "نساء الواحة": "لقد كانت المرأة تمضي كامل يومها في البيت تقوم بمهام العناية به وتنظيفه تشاهد التلفاز أو تنام ريثما يأتي األطفال من المدرسة أو الزوج من العمل لم تكن تقوم بشيء ]"ما كانت كدير والو"[ لقد كان وقتها فارغا وبفضل التعاونية امتأل وقتها وأصبحت بفضل ما تعرفه أي ما تملكه من مهارات منتجة" إن وقت المرأة ال يمتلئ إال إذا كانت تذهب للتعاونية وتقوم بنشاط تتلقى عنه مقابال ماليا أما عندما يتعلق األمر بمكوثها في البيت وعدم تلقيها عن مهامها قيمة نقدية فإنه يظل فارغا. لذا فإن عملية اإلنتاج قد تكون غير ذات قيمة في إطار اقتصاد الجماعة المحلية لكنها ما إن تصير موضوع تبادل وتتحول إلى بضاعة فإنها تصبح ذات قيمة مادية وحتى رمزية في بعض الحاالت.)Claude Robineau, 2014 : 347( ومن هنا نفهم تحول قيمة بعض األنشطة التعاونية خاصة النسائية منها بعد أن تم تسليعها وأصبحت موضوع تبادل ذي قيمة مادية وحتى رمزية في بعض الحاالت فالوقت الذي كانت تخصصه المرأة للمهام المنزلية الضرورية لم يكن يعتبر منتجا للقيمة وهذا ما يجعل ما كان يعتبر العمال non-travail في إطار االقتصاد المنزلي يصير املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 213
214 عمال معترفا به منتجا للقيمة المضافة Pierre Rita Soumbou-Addo & ( Bachir, 2014 : 93 )Bahia على أن أخذ رأي الرجل في هذا الموضوع بل وترخيصه يظل مهما ويتعين أن يؤخذ بعين االعتبار Mokhtar El (.)Harras, 2005 : 50 وبالتالي فالفارق بين الوضعين يكمن في أنه في الوقت الذي كان هذا اإلنتاج تابعا لالقتصاد المنزلي أصبح في إطار التعاونية شبه منفصل عنه لقد أصبح تابعا لبنية جديدة: تنتج فيها المرأة خارج مباشرا ومستقال..2 إطار المنزل/العائلة وتحص ل عن عملها مقابال اقتصاديا نقديا أنشطة تعاونية صاعد لم يكن ظهور أنشطة اقتصادية جديدة بالمنطقة تبنتها بعض التعاونيات ليتم بمنأى عن تعرضها لمجموعة من التمثالت االجتماعية منها ما يتماهى مع المنظومة القيمية المحلية ومنها ما يتنافر معها معبرة بذلك عن مظاهر التوتر التي باتت تحملها البنية الذهنية المحلية خاصة فيما بين األجيال. ولعل النشاطين اللذين يبدوان جديدين بالمنطقة هما المنتوجات الغذائية والتجميلية المستخلصة من ثمار ونباتات الصبار والسياحة..1.2 منتوجات الصبار: القيمة االقتصادية والرمزية إذا كانت تربية الحيوانات والفالحة والصناعة الحرفية واليدوية التقليديتين يندرجان ضمن النشاط االقتصادي المحلي المعيشي فإن هناك أنشطة أخرى تتجاوز األساسي وتستثمر اقتصاديا ورمزيا في ما هو كمالي. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 214
215 49 تعد نبتة الصبار 63( Hart, 1973 : )David Montgomery وثماره من المنتوجات المحلية المتواجدة بوفرة مما جعلها من الفواكه رخيصة الثمن تستهلك محليا خالل فترات وفرتها طازجة وتستهلك مجففة في غير أوقاتها أما نبتتها فلم تكن تستعمل إال فيما ندر لبعض األغراض التجميلية التقليدية. غير أن اكتشاف المزيد من فوائدها الصحية والتجميلية سيحدث تحوال في قيمتها. تعد تعاونية "واحة تغمرت" لمنتوجات الصبار بالمنطقة من التعاونيات التي اشتهرت باستثمارها في منتوجات دخيلة على المنطقة حيث أخذت منتوجاتها أشكاال جديدة لم تكن تعرفها الساكنة كالمربى المستخلص من الفاكهة ورقائق الصبار المستخلصة من النبتة والمنتوجات التجميلية المستخلصة من بذوره كالزيوت ومن نبتته كاألقنعة والشامبو. وتعتبر منتوجات الصبار ذات الطابع التجميلي ذات األثمنة المرتفعة منتوجات ترف تستهدف فئات سوسيو-اقتصادية خاصة "إذ من بمقدوره اقتناء مواد تجميلية بقيمة نقدية جد مرتفعة " يتساءل "الحافا" أحد المستجوبين من أبناء المنطقة معتبرا أن "هناك فرقا بين المنتوجات التي تعتبر أساسية وضرورية للعيش في حين تظل أخرى من الكماليات وال تقتنى إال ترفا" مما يعني ضعف اإلقبال على هذا المنتوج التعاوني من طرف ساكنة المنطقة. 49 تسمى ثمار الصبار أو التين الشوكي محليا "أكناري" وقد أرجعها دافيد مونتغمري هارت David Montgomery Hart إلى أصول مكسيكية حيث أدخلها اإلسبان إلى شمال غرب إفريقيا خالل القرن السادس عشر وذلك عبر جزر الكناري انظر بهذا الصدد مقاله: David Montgomery Hart, «The Ait Ba amran Of Ifni : An Ethnographic survey», In : Revue de l occident musulman et de la méditerranée, Publiée avec le concours du Centre National de la Recherche Scientifique et des Universités d aix-marseille, Numéros 15-16, 2 e Semestre 1973, p. 63 املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 215
216 غير أنها إذا كانت هاته المنتوجات الصاعدة غير ذات قيمة اقتصادية محلية حيث ال تقبل عليها الساكنة القروية المدروسة فإن مكانتها االقتصادية على الصعيدين الوطني والدولي باتت أكبر وهذا ما أدى الحقا إلى ارتفاع قيمتها الرمزية بالمنطقة. فبعد أن كانت الساكنة تنظر بعين االنتقال لهذا المشروع التعاوني وتتنبأ بفشله أصبح الكلي ينظر إليه بعين الغبطة خاصة مع استفادة أعضاء التعاونية المعنية من دعم عمومي مهم حيث تم تجهيز وحدة اإلنتاج التعاوني-المقر بجميع المعدات الالزمة وأحدثها وأتيحت لها فرل الترويج لمنتوجاتها جهويا ووطنيا. وهو ما سيجعل التعاونية محط تنافس بين أبناء المنطقة للظفر باالنتماء إليها ومحط صراع بين أعضائها اإلدارة. حول مواقع الرئاسة وعضوية وهكذا فإن استثمار التعاونية المعنية للرساميل المتاحة ألعضائها جعلها تستفيد من زيارة معارض دولية سمحت لألعضاء بتوسيع شبكة عالقاتهم وتسويق منتوجاتهم التعاونية على مستويات رفيعة في الوقت الذي تتخبط فيه العديد من التعاونيات بالمنطقة المدروسة في مشاكل حقيقية تتعلق بإمكانات اإلنتاج وبقنوات التسويق. يكشف البحث في سير حياة معظم أعضاء هاته التعاونية حدوث تطور مهم في نظرهم بين نشاطين أحدهما هو إعداد األعالف للماشية وهو النشاط األصلي لمعظم أعضاء تعاونية "واحة تغمرت" واآلخر هو نشاط "منتوجات الصبار" وذلك باستعمال ثنائية "الو س خ / الن ق ا". تعتبر إحدى عضوات تعاونية "واحة تغمرت" لمتوجات الصبار الشابة المتعلمة والمنتمية إلى عائلة كبيرة بقبيلة "ايت مسعود" بالمنطقة أن "النشاط الذي أصبحت تمارسه إلى جانب النساء في املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 216
217 التعاونية هو نشاط "ن قي" وذلك في مقابل نشاط إعداد أعالف الماشية الذي شكل النشاط األول الذي مارسه األعضاء غداة تأسيس التعاونية ريثما يتم تجهيز المقر بما يلزم من المعدات واآلالت". تضيف قائلة: "إن إعداد األعالف"نشاط "غير نقي" وفيه "الو س خ " أما منتوجات الصبار فهي تمثل نشاطا "نقي" يليق أكثر بالمرأة خاصة المتعلمة". لقد أكدت المتعاونات أن ممارسة نشاط منتوجات الصبار أفضل بكثير من نشاط إنتاج األعالف وحتى من معظم األنشطة التعاونية بالمنطقة. وتعد تعاونية "واحة تغمرت" من التعاونيات القالئل التي عبر أعضاؤها عن استفادتهم من زيارة معارض دولية تقع خارج المغرب يسو قون منتوجاتهم التعاونية هناك ويستفيدون حتى محليا من الطابع السياحي للمنطقة األجانب. باستقبال زبائن من صنف خال هم السياح وسيجعل هذا الوعي بأهمية المنتوجات المستخلصة من نبتة الصبار والتين الشوكي حتى بعض ساكنة المنطقة من ذوي اإلمكانات االقتصادية المتوسطة يقتنون حاجتهم من الكماليات وسيصبحون زبناء معتادين لدى نقطة بيع هاته المنتوجات بعد أن التي أصبح اإلقبال عليها متزايدا ثبتت فوائدها الصحية والتجميلية. وهكذا فإن تطور القيمة االقتصادية والرمزية لهذا المنتوج سيؤثر على األوضاع االجتماعية والمواقع الرمزية لبعض أعضاء تعاونية "واحة تغمرت"..2.2 النشاط السياحي:نشاط تعاوني صاعد يقع بين الوصم والربح االقتصادي يبين البحث في التمثالت التي تحملها الساكنة المحلية للمنتوج التعاوني تباينا كبيرا بين فئتي الشباب والمسنين خاصة فيما يتعلق بقيمته الرمزية واالقتصادية فبينما تنزع تصنيفات الشباب إلى وضع املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 217
218 المنتوج التعاوني في واحدة من خانتين: إما أنه منتوج ذو مردودية اقتصادية أو منتوج غير مربح تصنيفات الحالل/ الحرام أو المبارك/ غير المبارك المسنون: فإن المسنين يستعملون بدرجة أكبر الوصم للسياحة والوالء لإليتوس الديني شكل "النشاط السياحي" موضوع اختالف بين المسنين والشباب فبينما اعتبره هؤالء من بين أكثر األنشطة التي تصلح لمنطقة معروفة بطابعها الواحي والتاريخي وثقافة الكرم واالستضافة لم يتردد أحد تعاونية "تناست" في التأكيد على أن النشاط السياحي يظل موصوما بالعيب والحرام فهو مدنس من جهة بالكذب والغش من لدن بعض أبناء المنطقة ومن جهة أخرى بعدم احترام الثقافة المحلية من لدن األجانب يقول "صالح": "يكذب البعض على السياح إذ يبيعونهم مجموعة من المنتوجات المحلية بأضعاف قيمتها النقدية الحقيقية وهذه في رأيي ربا يخفون حقيقة المادة التي تصنع منها... كالحلي التي تباع على أنها فضة في حين أنها ال تكون كذلك في الواقع وهذا غش. من جهة ثانية يظل وجود السياح األجانب في منطقة قروية محافظة مزعجا للغاية فهم يلبسون أحيانا لباسا غير محتشم ال يحترم الثقافة المحلية". إن المنتوج التعاوني السياحي وإن نجح في تمكين صاحبه من مردودية عالية ومداخيل مهمة فإنه يظل "غير مبارك" في نظر المستجوبين من كبار السن ألنه يختلط بالغش والكذب يقول أحد أعضاء تعاونية "تناست": "أفضل تربية النحل رغم تواضع عائداتها على أن أخدع السياح وأكذب عليهم الكل بالمنطقة يعرف أن مداخيلنا حالل طيب نحن ال نسرق وال نكذب وال نطع م حراما لذا تحل بركة هللا علينا وعلى تعاونيتنا". املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 218
219 في السياق نفسه اختلفت المرأة المسنة العضوة بتعاونية "راس النسر" الفالحية مع ابنها الشاب العضو بالتعاونية ذاتها ولم تعبر عن نفس ميوله فهي تفضل النشاط الفالحي-وهو النشاط الذي تمارسه التعاونية التي ينتمون إليها-وتعتبر أن خدمة أرض األجداد خير من مخالطة "النصارى" والتعامل معهم. وأضاف "محمد لمين" أحد أعضاء "تعاونية تصقاست" بالمنطقة في هذا السياق: "في الحقيقة من األفضل عدم تشجيع األنشطة السياحية بالمنطقة كيفما كان الشكل التنظيمي الذي ستأخذه إن السياح ال يحترمون ثقافتنا تصوري أنهم تجرؤوا وطالبوا السلطات المحلية بمنع أبواق صالة الصبح ]ينفعل[ وهذا ما ال نسمح به أن يأتوا إلى "البالد" لالستجمام وخلق الرواج االقتصادي ثم يغادروا قد يكون مقبوال لكن أن "يتحكموا فينا" ويفتوا علينا كيف يجب أن يكون ذان الصالة فهذا ال نقبله. ]يضيف مستنكرا[ هادشي اللي بقا". لقد عبر المستجوب عن امتعاضه من وجود السياح بالمنطقة واعتبر أن الشعور الديني والخصوصية المحاف ظة للمنطقة يظالن خطا أحمر يعلو على جميع االستثمارات االقتصادية التي يمكن أن تجلبها السياحة. إن تقاطب خطابات الشباب والمسنين يشير إلى حدوث تحول قيمي وسلوكي لدى الشباب "او ال د اليوم " مقارنة مع الماضي "ب ك ري" لقد وقع في نظر إحدى المتعاونات المسنات بالمنطقة بين الماضي والحاضر تحول في تمثل األنشطة المدرة للدخل وحتى للغير تقول المستجوبة: "لقد جعل الطمع أبناء اليوم يفكرون في بيع كل شيء يبيعون "الط ع ام " الذي كان من العيب بيعه كالكسكس واللبن ومشتقاته إلخ وال يتحرجون في معامالتهم مع "النصارى". لقد أضحى ما كان "عيبا" إلى حدود األمس القريب مألوفا وعاديا" إن الطمع املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 219
220 والجشع في نظر المستجوبة المسنة وغياب "القناعة" كقيمة اقتصادية واجتماعية يفسران هذا التحول االقتصادي الذي تم بمقتضاه تنقيد العديد من األنشطة المحلية وصعود أخرى ظلت حتى عهد قريب دخيلة على منطقة مضيافة على رأسها النشاط السياحي. إن إخضاع النشاط السياحي لثنائية "التحريم والتحليل" يحيل على الهوية الدينية للجماعة االجتماعية بالمنطقة وبالعودة إلى تصور اإلسالم للغنى والخيرات المادية فإننا سنجد أنه يشجع على االغتناء بل ويدافع على التجارة ويجعل من الملكية الخاصة خيرا مقدسا ومن الغنى عالمة خالل لكنه يشترط تقاسمها وإعادة توزيعها من خالل الزكاة مثال. إن المشكل ضمن اإليتوس الديني ليس هو أن تكون غنيا بل هو الطريقة التي اكتسبت بها ثروتك: هل والجهد هل بالعمل الحالل أم الحرام 258 ( ( حصلت عليها بالعمل Mohamed Madoui, 2006 : هذا المنطق المحكوم باإليتوس الديني هو الذي حذا ببعض ساكنة المنطقة خاصة المسنين إلى إطالق أحكام التحريم على المشاريع السياحية التي يعمد أصحابها إلى اللجوء إلى الكذب على السياح وتضخيم أرباح راكموها بطرق غير شرعية. مما يدعو للقول مع "ريمون رون" " Raymond Aron إن فهم السلوك االقتصادي يستدعي العودة إلى مرجعية المعتقدات والقيم التي يحملها الفاعلون حيث ال وجود لقطيعة راديكالية بين اإلنسان االقتصادي واإلنسان من حيث هو حامل لالعتقاد تبعا إليتيقا محددة" فاإلنسان ال يتحقق بوصفه Homo oeconomicus.)raymond Aron, 1994 : 700( املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 220 إال وهكذا فإن التصورات المنتقدة للنشاط التعاوني السياحي هي تصورات تعودت أن تنظر لألجنبي من منطلق إيتوسي يتأرجح بين
221 اعتباره ضيفا "بالمجان" يعامل بالترحيب والكرم الالزمين وبين اعتباره دخيال على معتقداتها الثقافية. وبالتالي فإن ما حملته المشاريع التعاونية بمنطقة كانت مع برا للسياح من مختلف الديانات والثقافات على مر تاريخها هو تنقيد السياحة وإخضاعها لمنطق تجاري جعل الذي يعرض الخدمة يفكر بمنطق اقتصادي صرف والضيف-السائح يشترط جودة ومضمون الخدمات المقدمة وذلك على نحو وجد فيه مسنو المنطقة مساسا بالقيم المحلية يعبر الشباب والسياحة: حماس لنشاط دخيل مدر للقيمة الشباب عن حماسهم الشديد "للنشاط السياحي" حيث يبدو في نظرهم نموذجيا مادام يحقق نجاحاته االقتصادية الملموسة ويسمح لحامليه كمشروع اقتصادي باالنفتاح على عالقات جهوية ووطنية وحتى دولية وقد عبر أحد أعضاء تعاونية "راس النسر" أحد شباب المنطقة العاطلين عن العمل عن استحسانه لهذا النوع من األنشطة ناظرا إليه من زاوية اقتصادية بحثة يقول: "يظل النشاط السياحي أكثر األنشطة نجاحا بالمنطقة في نظري فالمنخرطون فيه يشتغلون باستمرار لديهم رواج كبير ليس كباقي األنشطة التعاونية التي يتهدد معظمها الموت... لو كانت لدينا اإلمكانيات لكنا اخترنا هذا النشاط نفسه لتعاونيتنا ]يبتسم ثم يضيف متحسرا[ و هللا م ا ك ر ه ن ا". من جهته اعتبر "الحسين" أحد أعضاء تعاونية "ايت بلوش" أن النشاط السياحي بات يتصدر من حيث عائداته جميع األنشطة المدرة للدخل بالمنطقة يقول: "إن التفكير في النشاط السياحي يعد ذكاء في نظري فهو استثمار في الخصوصية الجذابة للمنطقة بحكم طبيعة اإلنسان الصحراوي المضياف ومطبخه المحلي المميز والمجال الواحي الساحر" إن رئيس هاته التعاونية عالوة على انتمائه إلى فئة املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 221
222 الشباب فهو من أبناء المنطقة الذين مروا بتجربة الهجرة إلى الخارج قبل أن يعود إلى المنطقة ويؤسس تعاونية عائلية تمارس األنشطة الفالحية وهو ما أحدث لديه تحوال في تصوره للروابط االقتصادية حيث عبر عن عدم تحرجه من االستثمار في العالقة مع السياح األجانب بالنظر إلى إمكاناتهم المالية. أما "حسن" أحد أعضاء تعاونية "شطات" فقد أكد مقاومة معظم المسنين بالمنطقة للنشاط السياحي في مقابل إقبال الشباب عليه مؤكدا على حدوث تحوالت طفيفة على مستوى هذا الرفض حيث: "أصبحت السياحة جزء مهما من مداخيل المنطقة بعد أن كان هناك رفض كبير لها فيما مضى وذلك بدعوى االحتراز من دخول "النصارى" إلى "البالد". لقد تحصل الوعي االقتصادي لدى الشباب اليوم بأن هذا النوع من األنشطة مدر للدخل فأقنعوا عائالتهم بفتح بيوتهم نفسها الحتضان هذا النشاط" على حد تعبير "حسن" فالسياحة في نظره نشاط شبابي بامتياز أما المسنون فهم أكثر الفئات مقاومة ورفضا له بالمنطقة. غير أنه البد من اإلشارة إلى التجربة التعاونية "دو الفقير السياحية" ذات الهوية العائلية التي تجمع بين أعضائها زوجين وأبناءهما الثالث فهي توليفة من جيلين ارتأيا االستثمار محليا في النشاط السياحي وقد عبر رب األسرة-رئيس التعاونية عن تصور مغاير لما عثرنا عليه من اتجاهات لدى معظم المسنين بالمنطقة وكان تمثله للنشاط السياحي يجمع بين قيمتيه االقتصادية والرمزية: "لقد فرضت علي من جهة بطالة أبنائي الثالثة الذين يتوفرون على شواهد عليا ومهنية في مجال السياحة واالقتصاد والوضع السياسي بالمنطقة الصحراوية عموما من جهة أخرى التفكير في النشاط التعاوني املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 222
223 السياحي ال كمشروع مدر للدخل فحسب بل إنه يتيح عالوة على ذلك إمكانية االشتغال في إطار الدبلوماسية الموازية فنحن ال نقدم لألجانب الراحة والمتعة فحسب بل نعرفهم موازاة مع ذلك على تاريخ المنطقة وتركيبة القبائل الصحراوية ونوصل عن طريق التعاونية صوت الساكنة إلى مستويات عليا كاألمم المتحدة". يتعلق األمر هنا باستعمال غير اقتصادي للتنظيم التعاوني حيث تتعدى غايته في هاته الحالة الجوانب المادية لتفكر دبلوماسيا وسياسيا في مستقبل المنطقة وذلك على نحو يمنح للنشاط السياحي التعاوني األسريري قيمة رمزية تنضاف إلى قيمته االقتصادية. يقع النشاط السياحي عموما على خط المواجه مع البنية التقليدية بتمثالتها وقيمها ورهاناتها وذلك بحكم كون زبائنه من عينة خاصة: فمعظمهم أجانب حاملون لديانة مغايرة سلوكياتهم في اللباس قد تتنافى مع القيم المحلية قد ال يخضعون للضوابط المحلية والتقاليد التي تحكم العالقات بين الجنسين ينزعجون علنا من ذان صالة الصبح إلخ وهو ما يجعل المسنين بشكل خال يتحفظون بشأنه وال يكفون عن انتقاده. إن النظر إلى األنشطة التعاونية المدروسة من زاوية تمثالتها االجتماعية بين الشباب والمسنين يضعنا في قلب مقولة أنثروبولوجية أساسية هي "السن" والتي أظهرت أن وظيفة المسنين االجتماعية والثقافية تكمن عموما في الحفاظ على الهويات واستمرار النظام االجتماعي في الوقت الذي قد يحمل فيه معظم الشباب رهانات اجتماعية جديدة تتصور القيمة االقتصادية والرمزية بشكل مغاير. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 223
224 3. صور التعاونية بالمنطقة المدروسة يقتضي فهم دينامية االقتصاد التعاوني بالمنطقة النظر إلى التعاونيات من الخارج أي من حيث عالقتها بمحيطها االجتماعي واالقتصادي وذلك قبل التفكير في النفاذ إلى الممارسات والتفاعالت التي تحكم المجال التعاوني ولعل البحث في مالمح الصورة المحلية التي تأخذها التعاونيات يظل مفيدا في هذا اإلطار السيما اللحظات الميدانية االستكشافية وأن األولى بينت على لسان أحد الخبراء في مجال التنمية المحلية بالمنطقة أن صورة التعاونية بالمنطقة تطورت بين مرحلتين اثنتين حيث كانت الساكنة باستثناء بعض الشباب المتمدرسين تقاوم في البداية وجودها وال تدرك حقيقة فلسفتها السوسيو-اقتصادية لكن مع انطالق أولى التجارب التعاونية ودعمها ستشرع الذهنية المحلية تتبدل وستنتشر العدوى التعاونية بين أبناء المنطقة بشتى دواويرها مولدة بذلك تمثالت جديدة حولها. وذلك تبعا لعالقة جدلية بين التمثل والبراكسيس Praxis حيث تتجاذب الصور الذهنية والممارسة بمنطقة "أسرير" أطراف التأثير والتأثر لتفرز دينامية تعاونية ذات هوية محلية..1.3 التعاونية والتمثالت االجتماعية المحلية تحكم التمثالت االجتماعية بما هي سيرورة إعداد إدراكي وذهني للواقع تتحول بمقتضاها الموضوعات االجتماعية من أشخال وسياقات ووضعيات إلى فئات رمزية كالقيم والمعتقدات واإليديولوجيات تحكم عالقة األفراد بالعالم وباآلخرين وتوجه السلوكات االجتماعية وتنظمها لتؤدي ال وظيفة بناء وإعادة إنتاج الواقع االجتماعي فحسب 451( Ansart, 1999 : 450-.)André Akoun & Pierre وقد تبين من خالل الدراسة الميدانية المنجزة أن الساكنة المدروسة تنقسم إلى املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 224
225 مقبلين على التعاونيات ومدبرين عنها إلى من ينظر إليها كنشاط "ق شاش" Quichchach أي ترقيعي يحقق حدا أدنى من الكفاف ويقي صاحبه شر البطالة دون أن يدر دخال مهما من الناحيتين االقتصادية والرمزية وبين من كانت التعاونيات في تقديره مجرد مضيعة للوقت وبين هاته المواقف فئة أخرى تنظر للتنظيم التعاوني لتحصيل الدعم العمومي واستثماره خارج اإلطار التعاوني النشاط التعاوني نشاط "ق ش اش" كإستراتيجية إن التعاونية باعتبارها بنية تنظيمية عصرية حلت بالمنطقة مع اإلطالق الموسع لمشاريع التنمية المحلية وتقوية البنية التحتية شكلت في البداية موضوع مقاومة واضحة من طرف الساكنة لكن االتجاهات إزاءها ستتباين بعد معاينة هؤالء ألولى التجارب التعاونية وهو ما أثر بشكل واضح على صورتها. وستؤدي التجارب التعاونية األولى دورا أساسيا في تشكيل هاته التمثالت فإذا كان االزدراء والسخرية العالمة اللصيقة بالتعاونيات األولى فإن حصاد التجارب الناجحة منها جعل هاته الصورة تتأرجح بين متحمس ومزدر لها تقول السيدة "حليمة"عضوة بتعاونية "األمل لنساء ايت بكو": "لقد كان الجميع يسخر منا في البداية لكن عندما أصبح السياح يزوروننا البتياع منتوجنا وعندما صرنا نمثل الجماعة داخل المعارض أصبح الجميع "ي ذكرنا" ]أي يعترفون بنا[" وهذا يعني أن التعاونية المعنية لم تحا باعتراف اجتماعي إال عندما شرع منتوجها يجد طريقه للتسويق محليا وجهويا. غير أن هذا التحول ليس جذريا حيث استمر النظر إلى التعاونية عموما باعتبارها حاملة لنشاط يخص فئة معينة من مساكين المنطقة وفقرائها فالتعاونية األسريرية ما زالت لم تصل بعد إلى مستوى يجعلها املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 225
226 قادرة على تحسين ظروف عيش األعضاء والوصول بمداخيل معظمهم إلى مستوى الكفاف فهي ليست مصدر عيش بالنسبة لمعظمهم ذلك أن الدخل الذي تحققه لهم ال يعدو كونه يمثل نسبة مساعدة تنضاف إلى المصاريف التي يتطلبها اقتصاد األسرة عادة. ولعل هذا ما يفسر إقبال النساء على النشاط التعاوني في مقابل عزوف الرجال عنه واعتباره قاعة انتظار بالنسبة للعاطلين عن العمل والعازبات وحاملي مشاريع الهجرة على أن خروج المرأة من أجل العمل التعاوني وإن كانت تقبل عليه تلقائيا فإنه يخضع لجملة من السوسيو-ثقافية. الشروط يرى معظم المستجوبين أن الفئة التي تقبل على العمل التعاوني وتمارسه فعال وذلك في مقابل التعاونيات الشكلية هم "ن ا س ع ل ى ق د الح ال " أي بالكاد يحققون الكفاف كما عبر عن ذلك أحد أعضاء تعاونية "تناست" أو "د راويش وم ساكين " كما جاء على لسان رئيس تعاونية "أهل الشين" أي أن ظروفهم السوسيو-اقتصادية متدنية وهي التي دفعتهم لتأسيس تعاونية يكون رأسمالها االقتصادي والرمزي بالتبعية لوضعياتهم األصلية ضعيفا. وال يعد هذا القول إغفاال لإلقبال على النشاط التعاوني من طرف فئات مستواها السوسيو- 50 اقتصادي مرتفع: تملك العقارات واألموال والمشاريع إلخ. إن طبيعة النشاط والمنتوجات التعاونية وجودة المقرات والمداخيل المحصلة واالنتماء االجتماعي للتركيبة البشرية التعاونية وضعف رساميلها االقتصادية كلها عوامل تؤثر على صورة التعاونية بالمنطقة وتجعل أغلب الساكنة تنظر إليها إلى حدود إنجاز الدراسة 50 يمكن فهم هاته العالقة من خالل التعمق في دراسة عالقة التعاونية األسريرية بالرهانات المتعلقة بموازين القوى السياسية والقبلية بالمنطقة وذلك ضمن مشروع علمي مستقل. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 226
227 الميدانية على "أنها "نشاط ق شاش" األنشطة المحتقرة محليا كاألنشطة اليدوية Quichchach تنضاف إلى والفالحة المعاشية وحتى التجارات الصغرى التي ال تقوم على رساميل ضخمة" وذلك على حد تعبير "الحافا". إنها تقع على الطرف النقيض للمنتوجات التي تأخذ مكانها على أعلى تراتبية األنشطة االقتصادية بالمنطقة والتي تتمثل في المساحات الشاسعة المحروثة العدد الضخم لرؤوس الماشية أو اإلبل والتجارات القائمة على الرساميل الكبيرة هاته األنشطة هي التي تظل بالنسبة للمستجوب نفسه مانحة للحظوة والمكانة الرمزية بالمنطقة. وبمقتضى تفاعل التعاونية مع محيطها يصبح النشاط التعاوني بالمنطقة في موقع تراتبي أدنى ويظل معرضا لسيرورة وصم سوسيو- اقتصادي ورمزي وذلك تبعا لهوية الفئة االجتماعية التي تمارسه: النساء غير المتعلمات أو المتعلمات العاطالت الشباب العاطل الفقراء والمحتاجون من أبناء المنطقة والدخالء عليها وكل أولئك الذين يقعون بحكم عدم توفرهم على رساميل مادية ورمزية أسفل الهرم التراتبي االجتماعي واالقتصادي والرمزي قيمة النشاط التعاوني والدعم العمومي: وجهان لنل العملة يبين فحص التعاونيات بالمنطقة المدروسة أنها تنقسم إلى فئتين تبعا لعالقتها بالدعم العمومي: هناك فئة استفادت من المحسوبية الجنيالوجية والزبونية االنتخابية وفئة حرمت من هذا الدعم بمقتضى منطق الحرمان العقابي. غير أن تعميق البحث الميداني بين وجود قسم ثالث من التعاونيات ال تنتمي إلى هاتين الفئتين وهي التعاونيات التي بنت إستراتيجيتها االقتصادية على إمكاناتها المادية املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 227
228 الضعيفة واختارت التعاونية كشكل تنظيمي ألنشطتها االقتصادية بدال من المقاولة طمعا في االستفادة من الدعم والمساعدة واالمتيازات التي تمنحها الدولة في إطار برامجها التنموية المحلية لهاته الفئات. الدراسة لم تكن المقابالت الميدانية التي أنجزناها بمناسبة إعداد هاته لتخلو من الحديث عن الدعم العمومي حتى إننا أحصينا 51 عددها في مقابلة واحدة دامت قرابة ساعتين من الزمن لفظة الدعم العمومي وما يدل عليها مرة. 30 ترددت فيها تخترق مسألة ارتباط الدعم العمومي بالنشاط التعاوني عموما التمثالت التي تحملها الساكنة المدروسة وقد عبر عن ذلك تعاونية "أهل الشين" بالقول: أحد أعضاء "التعاونية هي الدعم ي ال ما كان الدعم م ا كاين والو... أال الكدوب كي نديرو لهاد التعاونية بال ما تدعمنا الدولة " أي أن التعاونية والدعم وجهان لنفس العملة في نظره فقيمتها ووجودها الفعلي وقدرتها على االستثمار االقتصادي تست مد جميعها من إمكانية الحصول على الدعم العمومي وإال فإنها تظل عرضة للصورية والتوقف والفشل. بينت المقابالت المنجزة أن الغرض من تأسيس التعاونية يكون في معظم الحاالت هو الحصول على قدر مهم من الدعم العمومي بغرض التغلب على صعوبات التمويل يقول أحد أعضاء تعاونية "شطات" العائلية: "لو كنا نملك المال الكافي لتمويل مشروعنا لكنا اخترنا المقاولة كشكل تنظيمي وأدرنا الظهر للتعاونية". وهذا يكشف أن التعاونية تمثل إستراتيجية تنظيمية في يد األفراد من أجل الحصول 51 يتعلق األمر بتعاونية "أهل الشين". وقد وجدت أن هذا التردد المبالغ فيه للفظة "دعم عمومي" كان بسبب سوء فهم تواجدي بالميدان المدروس حيث جانب الفهم الصواب واعتبرني بعض المبحوثين في البداية إحدى المسؤوالت التي تمثل أحد البرامج التنموية بالرباط. وقد أخذ موضوع تصحيح هاته الفكرة بعض الوقت. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 228
229 على امتياز اقتصادي يتمثل في التمويل العمومي وهي العالقة الضيقة التي تبين أن البرامج التنموية نفسها كرستها وهي تستثير من خالل خبرائها استنبات االقتصاد التعاوني بالمنطقة. إن هذا التصور الذي ال يستقل عن ربط التنمية بالدعم العمومي وبحضور "الدولة" هو ما يستدعي استحضار تاريخ عالقة المنطقة بالسلطة المركزية وكذا أن هاته التمثالت بدورها تعبر عن الدولة للشأن المحلي. تطور أشكال الدعم واإلعانات العمومية ذلك اإلرث التاريخي لعالقة المنطقة بتدبير وقد أظهرت المقابالت المنجزة في هذا السياق أن االتكال في عالقة المتعاونين بالدولة يأخذ شكل انتظار لكل شيء من الخبراء وممثليها: فهم من يقترح األنشطة ويوفر المقرات ووحدات اإلنتاج ويجهزها بالمعدات الضرورية هم الذين يوفرون االستشارة ويحلون المشكالت القانونية واإلدارية والنزاعات التي تعرفها التعاونيات إلخ. وقد تحفا بعض المتعاونين من زيارات الخبراء وممثلي البرامج التنموية المحلية وتتبعهم عن كثب للمشاريع التعاونية رغم تعبيرهم عن رغبتهم في الدعم العمومي يقول "عبد العزيز": "يعطوك فالمبادرة ج دي ويبقاو تابعينك عليه. ]يصمت ثم يتابع مستدركا[ واخا داكشي اللي قال القانون ولكن حتى يعطو الدعم كبير عاد يتبعوه". الدعم لقد أفرز تحول مراجعة الدولة ألشكال تدبيرها لالستفادة من العمومي مقاومة كبيرة من طرف الساكنة المدروسة لم تشرع في التغير إال مؤخرا تقول "الغالية": "دابا و ال الز ي ار ما ت ال ب ح ال ش ح ال هادي القضية فيها المحكمة وL ONSSA 52 والمسؤولين يراقبو" وقد أحدثت هاته التحوالت على مستوى تدبير الفعل العمومي بعض 52 Acronyme signifiant : Office Nationale de Sécurité Sanitaire des Produits Alimentaires. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 229
230 التغيرات في التمثالت التي تحملها الساكنة عن الدعم العمومي الموجه للمشاريع المدرة للدخل. خالصة تحكم التمثالت االجتماعية من حيث هي سيرورة إدراك للواقع من خالل قيم ومعتقدات سلوكات األفراد في إطار الجماعات االجتماعية وتسمح بمعرفة المتحول والمستمر على مستوى الروابط االجتماعية واالقتصادية. إن التفكير األنثروبولوجي في التمثالت التي تحملها الساكنة عن العمل واالستهالك اإلنفاق من شأنه تقديم فهم أعمق للسلوك االقتصادي التعاوني بالمنطقة. وبهذا يصبح االشتغال على التمثالت االجتماعية مدخال سوسيولوجيا يسمح بمعرفة طبيعة المرجعية القيمية واإليديولوجية التي تحكم إدراك العينة المبحوثة للواقع االجتماعي والحال هنا التعاونيات ويسمح االنتباه إلى تباين هاته التمثالت تبعا للفئات االجتماعية بمعرفة مظاهر التغير السوسيو-اقتصادي وإعادة إنتاج المحيط االجتماعي واالقتصادي األسريري بالتعاونيات المدروسة. تتنوع األنشطة التعاونية المدروسة بين أنشطة تقليدية كانت تمارس بالمنطقة أبا عن جد وذلك بحكم الطبيعة الجغرافية واإليكولوجية للمنطقة كتربية الماشية والنحل والدواجن وأخرى صاعدة ظهرت مع جيل الشباب خاصة منهم المتعلمين كالسياحة والمنتوجات التجميلية واألنشطة القرائية. وإذا كانت التعاونيات المدروسة تستثمر اقتصاديا ورمزيا في األنشطة التي تمارسها بشكل يجعلها تتراتب تبعا لقيمتها االقتصادية والرمزية/ وتبعا لوالئها لإليتوس المحلي أو انسالخها عنه فإنه التمثالت التي تنتشر بالمنطقة عموما حول النشاط التعاوني تظل سلبية فهو املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 230
231 من جهة نشاط خال باألميين والعاطلين والفقراء وحملة الشواهد العليا والدبلومات المهنية الذين لم ينجحوا في الولوج إلى الوظيفة العمومية. ويرتبط اإلقبال على تأسيس تعاونيات من جهة أخرى بالرغبة في الحصول على الدعم العمومي واستثماره في معظم الحاالت خارج الوجهة التي يرصد لها. وإذا كان الدعم العمومي هو ما يمثل الحد الفاصل بين التعاونية والمقاولة فإن العينة المبحوثة تبتعد عن فهم فلسفة االقتصاد االجتماعي والتضامني باعتبارها تتأسس على باراديغم مغاير للباراديغم الرأسمالي ومن شأن تعميق الدراسة األنثروبولوجية للتعاونيات األسريرية أن يسمح باستجالء المزيد من التمثالت االجتماعية حول الروابط السوسيو-اقتصادية بالمنطقة واستهالك الثروة ومنطق إنفاقها وأن يظهر العديد من مظاهر ارتباط السلوك االقتصادي التعاوني األسريري بالسلوك االستهالكي المحلي. الئحة المراجع أوال: باللغة العربية ابن خلدون عبد الرحمان. )2007(. ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن األكبر دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع لبنان. ابن صالح الخليف شروق بنت عبد العزيز. )خريف 2015 السنة 32(. "تمكين المرأة السعودية كأحد الحلول للفقر المؤنث" مجلة شؤون اجتماعية العدد.125 بروخا خوليو كارو. )2015(. دراسات صحراوية ترجمة أحمد صابر مركز الدراسات الصحراوية دار أبي رقراق للطباعة والنشر الرباط. بوخريص فوزي. )2013(. مدخل إلى سوسيولوجيا الجمعيات إفريقيا الشرق المملكة المغربية. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 231
232 مهدي محمد. )2013(. رعا األطل والطقوس ترجمة عياد أبالل وإدريس المحمدي االجتماعية الدار البيضاء الطبعة األولى. اإلنتاج الرعوي القانون المركز المغربي للعلوم هان كريس. هارت كيث. )2014(. واإلثنوغرافيا والنقد لألبحاث ودراسة السياسات الطبعة األولى. ثانيا: باللغات األجنبية األنثروبولوجيا االقتصادية التاريخ ترجمة عبد هللا فاضل سلسلة ترجمان المركز العربي Akoun, André. Ansart, Pierre. (1999). «Dictionnaire de sociologie», Collection Dictionnaire le Robert/ Seuil, Paris. Alpe, Yves.et Al. (2007).«Lexique de sociologie», Editions DALLOZ, France, 2ème édition. Aron, Raymond. (1994). «Les étapes de la pensée sociologique», Volume II, Editions Gallimard, Cérès Editions, Tunis. Bourqia, Rahma. (2005). «Les valeurs, Changements et perspectives», In : «Société, famille, femmes et jeunesse», 50 ans de développement humain, perspectives 2025, Imprimerie Najah El Jadida, Casablanca. El Harras, Mokhtar. (2005). «Les solidarités sociales au Maroc, Evolution et état actuel», In : «Société, famille, femmes et jeunesse», 50 ans de développement humain, perspectives 2025, Imprimerie Najah El Jadida, Casablanca. Hart, David Montgomery. (1973). «The Ait Ba amran Of Ifni : An Ethnographic survey», In : Revue de l occident musulman et de la méditerranée, Publiée avec le concours du Centre National de la Recherche Scientifique et des Universités d aix-marseille, Numéros Kreuer, David. (2011). «Land Use Negotiation in Eastern Morocco», In: Nomadic peoples, Volume 15, Issue 1. En ligne: Madoui, Mohamed. (2006). «Entrepreneurs d origine maghrébine en France et capital social», In : «Le capital social : Performance, équité et réciprocité», Éditions La Découverte/ M.A.U.S.S, Paris. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 232
233 Mahdi, Mohamed. (2005). «Anthropologie et demande sociale: à propos des communautés de pasteurs», Prologues, Casablanca, N 32. Robineau, Claude. (2014). «Anthropologie économique». Éditions LA SIMARRE, France. Soumbou-Addo, Pierre Rita. Bachir, Bahia. (2014). «Les savoirs traditionnels des femmes, un atout pour les territoires en difficulté», In : Madeleine Hersent, Arturo Palma Torres (Dir.), «L économie solidaire en pratiques», Collection «Sociologie économique», Éditions érès, Tunis. املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 233
234 إصدار المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ألمانيا برلين إن اآلراء واألفكار التي يحملها المؤلف ال تحم ل بالض رورة وجهة نظر المركز الديمقراطي العربي الطبعة األولى 2019 املركز الدميقراطي العربي برلني - أملانيا 234
صندوق استثمارات اجلامعة ومواردها الذاتية ( استثمارات اجلامعة الذاتية ) مركز مركز استثمارات الطاقة املتجددة االستثمارات مركز اإلمام للمالية واملصرفية ا
صندوق استثمارات اجلامعة ومواردها الذاتية ( استثمارات اجلامعة الذاتية ) استثمارات الطاقة املتجددة االستثمارات اإلمام للمالية واملصرفية العقارية استثمارات تقنية املعرفة التنمية الصحية الوسائط املتعددة مركز
الخطة الاستراتيجية ( 2015 – 2020 )
/ كلية العلوم الاجتماعية ) 2018 2017 الخطة ( االست ارتيجية مركز التطوير األكاديمي وضبط الجودة 2 صفحة االسم أ. د. يونس الشديفات د. سطام الشقور د. عمر السقرات د. هايل البري د. رضوان المجالي د. مسلم الرواحنة
نموذج السيرة الذاتية
بسم اهلل الرحمن الرحيم البيانات الشخصية االسم تاريخ ومكان الميالد الكلية القسم عمان العلوم التربوية المكتبات و المعلومات المؤهالت الد ارسية الدرجة العلمية التخصص الجهة المانحة لها 2012 دكتو اره علم المعلومات
PowerPoint Presentation
عرض لنظام المعماري الاستراتيجي لمتابعة الأداء وتنفيذ الاستراتيجيات 1999 مقدمة تاسست عام في مصر شركة مساهمة خاصة من عام 2002 المقر الرئيسي بالقاهرة 35 موظف شركاء استراتيجيين في الشرق الأوسط خبرات دولية
دبلوم متوسط برمجة تطبيقات الهواتف الذكية
دبلوم متوسط برمجة تطبيقات الهواتف الذكية الهواتف الذكية عدد مرات تنزيل التطبيقات توقع ارتفاع عدد مرات تنزيل التطبيقات 178B 2017 258B 2020 66% 54% عدد مستخدمي 3,8B االجهزة الذكية 4/2018 استخدام التطبيقات
عناوين حلقة بحث
عناوين ا بحاث مقترحة دكتور ياسر الشرفا قسم ا دارة الا عمال والعلوم المالية والمصرفية 1 -ا ثار استقلالية سلطة النقد على فعالية السياسة النقدية الفلسطينية 2 -الا صلاحات المصرفية على مكافحة تبييض الا موال
الرقابة الداخلية والرقابة الخارجية
الرقابة الداخلية - التدقيق الداخلي الرقابة الخارجية القاضي أفرام الخوري الرقابة الداخلية - التدقيق الداخلي والرقابة الخارجية الفقرة االولى : المقاييس العامة ألي نظام رقابي 1 هدف الرقابة : الرقابة على الوسيلة
الاتصال الفعال بين المعلم والطالب
) 10-10 مدرسه التعاون ( بحث إجرائي عن االتصال الفعال وإثارته لدافعية التعلم لدي الطالب في مدرسة التعاون االتصال عامل هام من العوامل التي تقوم عليها حياة الناس وكل فرد منا يمارس االتصال مع من حوله من أفراد
رسالة كلية التمريض: تلتزم كلية التمريض - جامعة دمنهور بتقديم سلسلة متصلة من البرامج التعليمية الشاملة إلعداد كوادر تمريضية ذوى كفاءة عالية فى مهارات ا
معايير تقييم أداء أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة معايير تقييم أداء أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم أوال: معايير تقييم أداء أعضاء هيئة التدريس من قبل رئيس القسم العلمى 1. اإلعداد للبرامج األكاديمية :-
المواصفات الاوربية لإدارة الابتكار كخارطة طريق لتعزيز الابتكار في الدول العربية
المواصفات االوربية إلدارة االبتكار كخارطة طريق لتعزيز االبتكار في الدول العربية د. عوض سالم الحربي Workshop on Fostering Innovation in the Public Sectors of Arab Countries Cairo, Egypt, 30-31 October 2017
الــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ 2017 )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﻣﺎﺭﺱ 2018 الـرقم الــــق
الــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﻣﺎﺭﺱ 2018 الـرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنشاءات 1 مفصال حسب : مجموعات المواد والخدمات
الجلسة الأولى: الابتكار والملكية الفكرية
الجلسة الثانية :الملكية الفكرية واالبتكار في المجتمعات األكاديمية الملكية الفكرية والمؤسسات األكاديمية دور الملكية الفكرية الجامعية إدارة الملكية الفكرية الجامعية وسياساتها ما الهدف األساسي الذي خلقت من
الــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ 2017 )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 2017 الـرقم الـــ
الــــــرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنــــشاءات مــشاريع األبـــــــراج ﺍﻟـــﺮﺑــﻊ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ 2017 )سنة األساس (2013 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ : ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 2017 الـرقم الــــقياسي لتكاليف اإلنشاءات 1 مفصال حسب : مجموعات المواد
Diapositive 1
2016 م ا ورشة تدريبية إقليمية حول برنامج التعدادات الز ارعية في جولة التعداد لعام 2020 وضع احصاءات الز ارعة في جيبوتي إعداد/مختار عواله وعيس المحتويات تعريف طبيعة االرض الجيبوتية - واقع االحصاءات بشكل
دائرة التسجيل والقبول فتح باب تقديم طلبات االلتحاق للفصل األول 2018/2017 " درجة البكالوريوس" من العام الدراسي جامعة بيرزيت تعلن 2018/2017 يعادلها ابتد
دائرة التسجيل والقبول فتح باب تقديم طلبات االلتحاق للفصل األول 2018/2017 " درجة البكالوريوس" من العام الدراسي جامعة بيرزيت تعلن 2018/2017 يعادلها ابتداء من عن فتح باب تقديم طلبات االلتحاق بإمكان الطلبة
الوحدة األولى المالمح البشرية للوطن العربي عنوان الدرس : سكان الوطن العربي أوال :أكمل الجدول التالي: 392 مليون نسمة %5.3 %39.9 %60.1 عدد سكان الوطن ال
0 الوحدة األولى المالمح البشرية للوطن العربي عنوان الدرس : سكان الوطن العربي أوال :أكمل الجدول التالي: 392 مليون نسمة %5.3 %39.9 %60.1 عدد سكان الوطن العربي: نسبة سكان الوطن العربي إلى سكان العالم: نسبة
التعريفة المتميزة لمشروعات الطاقة المتجددة في مصر
تعريفة التغذية للطاقة المتجددة في مصر أكتوبر 4102 أعد الجهاز هذه الوثيقة لتجيب عن أهم االسئلة التي تخص منظمومة الطاقة المتجددة بشكل عام و على االخص تعريفة التغذية ما هو الوضع الراهن فيما يخص قطاع الطاقة
WATER POLICY REFORM IN SULTANATE OF OMAN
"تحديات ومعوقات متابعة ورصد خدمات مياه الشرب والصرف الصحي في مناطق الريف بالمقارنة مع مناطق الحضر في سلطنة عمان" اعداد زاهر بن خالد السليماني رئيس الجمعيه العمانيه للمياه المحتويات المقدمه ادارة موارد
مخزون الكلنكر الرجاء قراءة إعالن إخالء المسؤولية على ظهر التقرير المملكة العربية السعودية قطاع المواد األساسية األسمنت فبراير 2017 ٣٠ ٢٥ ٢٠ ١٥ ١٠ ٥ ٠
٢٥ ١٥ ٥ ٢٥ ١٥ ٥ ١١ ١٢ ١٣ ١٤ ١٥ ١٦ المخزون/الا نتاج - يمني المخزون - يسار ٤٨ ٧ ٥ ٦ ٤ ١٤ ٧٢ ٢١ ٥٥ ٢٢ ٧٨ ٢٨ ١١ ١١ ١٢ ١٣ ١٤ ١٥ ١٦ معدل النمو - يمني مستوى المخزون في القطاع - يسار ٤٩ ٤ ٣ ٢٥ ١٧ ٩ ١٤ ١١٥ ٩ ٥-٣٥
. رصد حضور المرأة في وسائل اإلعالم المحلية 2017
. رصد حضور المرأة في وسائل اإلعالم المحلية 2017 المقدمة : عينة الدراسة الصحافة المطبوعة : الرأي والغد والدستور والسبيل. المواقع اإللكترونية : عمون وسرايا وخبرني والوكيل. التلفزيون : التلفزيون األردني ورؤيا.
منح مقد مة من مبادرة ألبرت أينشتاين األكاديمية األلمانية لالجئين إلى النازحين السوريين في لبنان يعرف باسم "دافي (DAFI) العام األكاديمي الجامعي 4102/41
منح مقد مة من مبادرة ألبرت أينشتاين األكاديمية األلمانية لالجئين إلى النازحين السوريين في لبنان يعرف باسم "دافي (DAFI) العام األكاديمي الجامعي طلب مساعدة تعليمية مالحظة: إن الموعد النهائي لتقديم الطلبات
إن تمويل المشاريع الصغيرة من أدوات التمكين الاقتصادية للأفراد والتي يجب أن نعمل جاهدين علي تفعيل هذا الدور بهدف المساهمة في تخفيف الفقر وإيجاد تنمية م
رئيس التحرير: د. بكر أحمد السرحان للمراسلة: alserhan@yahoo.com Vol 3, Issue 2 May 2018Ramadan 1439 1939 المجلد الثالث العدد الثاني مايو أيار 2018 الموافق رمضان ISSN 2058-5012 = Majallatu Riyadati Al-aamali
استمارة تحويل طالب يتعلم في الصف العادي لجنة التنسيب إلى )التقرير التربوي( استمارة لتركيز المعلومات حول العالج المسبق الذي حصل علية الطالب\ة الذي يتعل
استمارة تحويل طالب يتعلم في الصف العادي لجنة التنسيب إلى )التقرير التربوي( استمارة لتركيز المعلومات حول العالج المسبق الذي حصل علية الطالب\ة الذي يتعلم في صف عادي, قبل تحويله إلى لجنة التنسيب.يجب تعبئة
اململكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة اجملمعة عماده خدمه اجملتمع كليه الرتبية بالزلفي دبلوم التوجيه واالرشاد الطالبي ملخص منوذج توصيف مق
اململكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة اجملمعة عماده خدمه اجملتمع كليه الرتبية بالزلفي دبلوم التوجيه واالرشاد الطالبي ملخص منوذج توصيف مقرر )نظريات التعلم ) 435/434 ه منوذج توصيف مقرر دراسي
Morgan & Banks Presentation V
المحرم 1433/ ديسمبر 2011 1 1 د. صنهات العتييب االستاذ بجامعة الملك سعود د. مسري الشيخ مستشار تطوير المصرفية اإلسالمية 2 علي اإلجابة الندوة تحاول التساؤالت التالية: املصرفية أين اإلسالوية يف البنوك التقميدية
التقريرالسنوي لمالكي الوحدات البيت 52 الفترة من يناير 2017 إلى ديسمبر 2017 تقارير الصندوق متاحة عند الطلب وبدون مقابل
التقريرالسنوي لمالكي الوحدات البيت 52 الفترة من يناير إلى ديسمبر تقارير الصندوق متاحة عند الطلب وبدون مقابل أ( معلومات صندوق االستثمار: 1. إسم صندوق اإلستثمار صندوق البيت 52 2. أهداف وسياسات االستثمار
) NSB-AppStudio برمجة تطبيقات األجهزة الذكية باستخدام برنامج ( ) برمجة تطبيقات األجهزة الذكية باستخدام برنامج ( NSB-AppStudio الدرس األول ) 1 ( الدرس
) NSB-AppStudio ) 1 ( أهداف الدرس : بعد انتهاء هذا الدرس ستكون الطالبة قادرة على أن : )1 توضح مميزات برنامج ( NSB-AppStudio ) 2( تعدد لغات البرمجة المستخدمة في برنامج ( NSB-AppStudio ) 3( تذكر خطوات كتابة
حساب ختام موازنة السلطة المركز ة للسنة المال ة 2013 م قسم) 23 (:وزارة الصحة العامة والسكان فرع ( 02 ) :المعهد العال للعلوم الصح ة صنعاء
حساب ختام موازنة السلطة المركز ة للسنة المال ة األول :اإليرادات الضريبية الثاني : المنح الثالث : إيردات دخل الملكية ومبيعات السلع والخدمات والتحويالت والمتنوعة 7,,79,8,79 الجدول اإلجمال للموارد واإلستخدامات
السياسات البيئية السياسات البيئية 1
السياسات البيئية السياسات البيئية 1 1.المقدمة : يقدم البنك السعودي لالستثمار الخدمات المصرفية لألفراد والخدمات المصرفية للشراكت والخزينة وإدارة األصول وخدمات الوساطة للعمالء في جميع أنحاء المملكة العربية
اسم المفعول
اسم المفعول اسم المفعول اسم ي شتق من الفعل المتعدي المبني للمجهول المتعدي وهي تدل على وصف من يقع عليه الفعل. يصاغ اسم المفعول على الن حو التالي : 1 الفعل الثالثي : على وزن م ف ع ول مثل: ك ت ب : م ك ت وب
دليل المستخدم لبوابة اتحاد المالك التفاعلية
دليل المستخدم لبوابة اتحاد المالك التفاعلية الشاشة الرئيسية 3 إنشاء مستخدم جديد 4 أوال: التسجيل كفرد 5 - نوع الهوية «سعودي» : 5 - نوع الهوية «مقيم :» 6 - نوع الهوية «خليجي» : 7 : التسجيل كمنشأة : 9 ثانيا
االسم الكامل: معيد. الوظيفة: رمي بنت سليمان بن أمحد امللحم. المعلومات الشخصية الجنسية سعودية. تاريخ الميالد 1407/4/19 ه القسم الدراسات اإلسالمية. البر
االسم الكامل: معيد. الوظيفة: رمي بنت سليمان بن أمحد امللحم. المعلومات الشخصية الجنسية سعودية. تاريخ الميالد 1407/4/19 ه القسم الدراسات اإلسالمية. البريد الجامعي الرسمي reem_almulhem@hotmail.com الهاتف
Diapositive 1
جامعة الدول العربية ااملركز العربي للوقاية من أخطار الزالزل والكوارث الطبيعية األخرى رقم 01 شارع قدور رحيم عمارة C.T.C( (centre حسين داي الجزائر رقم الهاتف: 0021323775779 رقم الفاكس :0021323775788 a55belhadjaissa@gmail.com
هللا مسب*** مداخلة السيد النائب مالل محمد فيما يتعلق بمناقشة الميزانيات الفرعية للقطاعات الحكومية التي تدخل ضمن اختصاصات لجنة البنيات األساسية والطاقة
هللا مسب*** مداخلة السيد النائب مالل محمد فيما يتعلق بمناقشة الميزانيات الفرعية للقطاعات الحكومية التي تدخل ضمن اختصاصات لجنة البنيات األساسية والطاقة والمعادن والماء والبيئة ***. ا لسيد الرئيس السادة
Project overview
تعزيز األمن الغذائي والمائي من خالل التعاون وتنمية القدرات في المنطقة العربية: لمحة عامة عن المشروع Economic And Social Commission For Western Asia اجتماع نقاط االتصال الوطنية للمشروع بيروت 6-5 تشرين األول/أكتوبر
يونيو 17 يونيو 18 ديسمبر ديسمبر أغسطس 14 أغسطس 15 أغسطس 16 أغسطس 17 أغسطس البنك المركزي المصري التحليل الشهري للتضخم معدل التضخم: العام وا
ديسمبر ديسمبر أغسطس 1 أغسطس 15 أغسطس أغسطس أغسطس معدل التضخم: العام واألساسي ديسمبر 2 نجحت السياسة النقدية التي اتبعها البنك المركزي في السيطرة على الضغوط التضخمية حيث انخفض المعدل السنوي للتضخم ليسجل
لقانون العام للمساواة في المعاملة - 10 أسئلة وأجوبة
القانون العام للمساواة في المعاملة Allgemeines Gleichbehandlungsgesetz (AGG) 10 أسئلة وأجوبة Arabisch 1 ما أهداف قانون AGG يستهدف قانون AGG منع أي شكل من أشكال التمييز بسبب: األصل العرقي العمر الجنس الهوية
I n t e r n a t i o n a l C o m p a r i s o n P r o g r a m 2011 ICP Classification
I n t e r n a t i o n a l C o m p a r i s o n P r o g r a m 2011 ICP Classification رمز ICP المجموعة الرئيسية واسم المنتج الناتج المحلي اإلجمالي 100000 اإلنفاق االستهالكي الفردي في األسر المعيشية 110000
حالة عملية : إعادة هيكلة املوارد البشرية بالشركة املصرية لالتصاالت 3002 خالل الفرتة من 8991 إىل مادة ادارة املوارد البشرية الفرقة الرابعة شعبة نظم امل
حالة عملية : إعادة هيكلة املوارد البشرية بالشركة املصرية لالتصاالت 3002 خالل الفرتة من 8991 إىل مادة ادارة املوارد البشرية الفرقة الرابعة شعبة نظم املعلومات االدارية الفصل الدراسى األول 3082/3082 1 إعادة
2
2 3 4 الفهرس 7... نبذة عن شركة عسير 9... أعضاء مجلس اإلدارة 13... تقرير مجلس اإلدارة 47... تقرير مراجعي الحسابات 48 القوائم المالية الموحدة... 5 6 نبذة عن الشركة شركة عسير للتجارة والسياحة والصناعة والزراعة
حساب ختام موازنة السلطة المركز ة للسنة المال ة 2013 م قسم) 21 (:وزارة التعل م العال والبحث العلم فرع ( 3 ) :مستشف الكو ت الجامع
حساب ختام موازنة السلطة المركز ة للسنة المال ة 0 م 76 الباب األول :اإليرادات الضريبية الباب الثاني : المنح الباب الثالث : إيردات دخل الملكية ومبيعات السلع والخدمات والتحويالت والمتنوعة المبالغ باللاير
وزارة الترب ة بنك األسئلة لمادة علم النفس و الح اة التوج ه الفن العام لالجتماع ات الصف الحادي عشر أدب 0211 / 0212 األولى الدراس ة الفترة *************
وزارة الترب ة بنك األسئلة لمادة علم النفس و الح اة التوج ه الفن العام لالجتماع ات الصف الحادي عشر أدب 2 / 22 األولى الدراس ة الفترة ************************************************************************************
قوانين اإلستعارة هذه هي قوانين اإلستعارة التي تسري في المكتبات الشعبية في كل من بيورهولم, نوردمالينغ, روبيرت فورش, اوميو, فيندلن و فيينسس. بطاقة المكت
قوانين اإلستعارة هذه هي قوانين اإلستعارة التي تسري في المكتبات الشعبية في كل من بيورهولم, نوردمالينغ, روبيرت فورش, اوميو, فيندلن و فيينسس. بطاقة المكتبة يمكنك اإلستعارة مجانا ( بدون أية رسوم( في كل المكتبات
1 مراجعة ليلة امتحان الصف السابع في الدراسات اإلجتماعية. ********************************************************************************* األول السؤا
1 مراجعة ليلة امتحان الصف السابع في الدراسات اإلجتماعية. ********************************************************************************* األول السؤال : التعريفات:-.... 1. الموقع الفلكي :....2 أرخبيل
Microsoft Word - ?????? ??? ? ??? ??????? ?? ?????? ??????? ??????? ????????
ملخص اجتماع الجمعية العامة الغير العادية المواد المعدلة من النظام الاساسى للشركة المادة (21) قبل التعديل: يتولي إدارة الشركة مجلس إدارة مو لف من ثلاثة أعضاء علي الا قل و أحد عشر عضوا علي الا كثر تعينهم
205 6 207 205, 5..7 إجمالي حجم التبادل التجاري لدول مجلس التعاون الخليجي مع جمهورية تركيا في العام 205 م مقارنة ب 6.0 مليار دوالر في العام 204 م وبنسبة انخفاض بلغت %5.4. قيمة العجز في امليزان التجاري السلعي
جمعية زمزم للخدمات الصحية التطوعية بإشراف وزارة الشؤون االجتماعية تصريح رقم )411( نظام إدارة الجودة Quality Management System إجراءات الئحة تقنية املع
جمعية زمزم للخدمات الصحية التطوعية بإشراف وزارة الشؤون االجتماعية تصريح رقم )411( نظام إدارة الجودة Quality Management System إجراءات الئحة تقنية املعلومات زمزم 19 إعداد االسم : هاني عبدالعزيز فلمبان الوظيفة
16 أبريل 2019 االطالق الرسمي للجائزة
16 أبريل 2019 االطالق الرسمي للجائزة إطالق جائزة ولي العهد ألفضل تطبيق خدمات حكومية والموجهة لطالب الجامعات في المملكة األردنية الهاشمية نبذة عن الجائزة 300+ جامعة +30 حكومية وخاصة في المملكة األردنية
PowerPoint Presentation
ZAD Consult- Management Consultations and Feasibility Studies شركة زاد لدراسات الجدوى الهندسية و االقتصادية 1 دراسات جدوى مبدئية دراسات الجدوى االقتصادية المتقدمة تخطيط االعمال التقييم الدراسات السوقية
زيارة جاللة الملك محمد السادس إلى إفريقيا جاللة الملك والرئيس الغابوني يشرفان على إطالق أشغال إنجاز مركز للتكوين المهني في مهن النقل واللوجستيك بليبرو
زيارة جاللة الملك محمد السادس إلى إفريقيا جاللة الملك والرئيس الغابوني يشرفان على إطالق أشغال إنجاز مركز للتكوين المهني في مهن النقل واللوجستيك بليبروفيل جاللة الملك والرئيس الغابوني يشرفان على إطالق أشغال
جامعة الشارقة كلية اآلداب والعلوم االنسانية واالجتماعية قسم علم ااالجتماع االمتحان النهائي للفصل الدراسي األول للعام الجامعي /1/ ا
جامعة الشارقة كلية اآلداب والعلوم االنسانية واالجتماعية قسم علم ااالجتماع االمتحان النهائي للفصل الدراسي األول للعام الجامعي 0-0 0// 0 اسم المساق: مجتمع االمارات رقم المساق: التاريخ االسم:... الرقم الجامعي...
كلية الطب البيطري ملتقي التوظيف الثاني كلية الطب البيطري- جامعة الزقازيق األربعاء 7122/2/72 تحت رعاية رئيس الجامعة: أ.د/ أحمد الرفاعي عميد الكلية: أ.د
ملتقي التوظيف الثاني - جامعة الزقازيق األربعاء 7122/2/72 تحت رعاية رئيس الجامعة: أ.د/ أحمد الرفاعي عميد الكلية: أ.د/ مهدي عبدالجواد عبدالقادر رابطة الخريجين: أ.د/ آمال أنيس مهدي )رئيس مجلس اإلدارة( كلمة
Microsoft PowerPoint - د . ابراهيم بدران ، بوربوينت.ppt [Compatibility Mode]
الدكتور إب ارهيم بد ارن التعليم العالي والبحث والتطوير والا بداع في مجتمع المعرفة ١ ١٤/٤/٢٠١٤ عمان ١- بين التقدم والتخلف حالة التخلف حالة التقدم المعرفة اإلدارة اإلقتصاد التكنولوجي المؤسسية سيادة القانون
منحهما جائزة "الوسام الذهبي لإلنجاز": - Monitoring Media إتحاد المصارف العربية يكر م عدنان وعادل القص ار في القمة المصرفية العربية الدولية في باريس Ta
منحهما جائزة "الوسام الذهبي لإلنجاز": - Monitoring Media إتحاد المصارف العربية يكر م عدنان وعادل القص ار في القمة المصرفية العربية الدولية في باريس Table of Content الوسام الذهبي لعدنان وعادل القص ار في
تأثير اتفاقيتي الشراكة عبر المحيط الهادئ والشراكة في التجارة والاستثمار عبر الأطلسي على الدول العربية
التحديات والفرص التفاقيات التجارة العمالقة على االقتصاديات العربية: اتفاقيتي الشراكة عبر المحيط الهادئ والشراكة في التجارة واالستثمار عبر األطلسي اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ) TPP ) اتفاقية الشراكة
8 مادة إثرائية وفقا للمنهاج الجديد األساسي الثامن للصف الفصل الدراسي األول إعداد املعلم/ة: أ. مريم مطر أ. جواد أبو سلمية حقوق الطبع حمفوظة لدى املكتبة
8 مادة إثرائية وفقا للمنهاج الجديد الساسي الثامن للصف الفصل الدراسي الول إعداد املعلم/ة:. مريم مطر. جواد و سلمية حقوق الطع حمفوظة لدى املكتة الفلسطينية رقم إيداع )017/614( من وزارة الثقافة تطل من املكتة
Al-Quds University Executive Vice President Hasan Dweik, Ph.D. Professor of Polymer Chemistry جامعة القدس نائب الرئيس التنفيذي أ. د. حسن الدويك أستاذ
التقرير السنوي للم اركز والمعاهد في الجامعة تقرير العام االكاديمي 2017/2016 pci@admin.alquds.edu اسم المعهد او المركز:.معهد الطفل اسم مدير المعهد او المركز:.د يحيي حجازي. العنوان:. شارع عبد الحميد شومان
عروض التكو ن المتوفرة بمراكز التكو ن المهن لدورة سبتمبر 2018 وال ة تونس الوال ة نوع ة المركز رمز المركز المركز القطاع رمز االختصاص االختصاصات مستوى ال
عروض المتوفرة بمراكز المهن لدورة سببر 0 وال ة الوال ة نوع ة المركز رمز المركز المركز القطاع رمز االختصاص االختصاصات مستوى نمط نوع ة البرمجة عدد المجموعات تار خ انطالق تار خ انتهاء عروض //00 0009 000 00
Joint Annual Meetings of
Distr.: General 10 May 2018 Arabic Original: English األمم املتحدة المجلس االقتصادي واالجتماعي اللجنة االقتصادية ألفريقيا لجنة خبراء مؤتمر وزراء المالية والتخطيط والتنمية االقتصادية األفريقيين االجتماع
الحل المفضل لموضوع الر اض ات شعبة تقن ر اض بكالور ا 2015 الحل المفص ل للموضوع األو ل التمر ن األو ل: 1 كتابة و على الشكل األس. إعداد: مصطفاي عبد العز
الحل المفص ل للمضع األ ل التمر ن األ ل: كتابة على الشكل األس k ' cos s cos s e e ب( تع ن ق م العدد الطب ع بح ث كن العدد حق ق ا e e e arg حق ق معناه k منه k عل ه k ' k ح ث e ج( عدد مركب ح ث حساب ط لة العدد
Microsoft Word - 55
بطاقة الوصف الوظيفي (مدير داي رة العلاقات العامة) ا و لا معلومات خاصة بالوظيفة: المسمى الوظيفي الغرض الري يسي من الوظيفة الفي ة الموقع التنظيمي للوظيفة الجهة المسي ولة عن الوظيفة العلاقة مع الوظاي ف الا
الدرس : 1 مبادئ ف المنطق مكونات المقرر الرسم عناصر التوج هات التربو ة العبارات العمل ات على العبارات المكممات االستدالالت الر اض ة: االستدالل بالخلف ا
الدرس : 1 مبادئ ف المنطق مكونات المقرر الرسم عناصر التوج هات التربو ة العبارات العمل ات على العبارات المكممات االستدالالت الر اض ة: االستدالل بالخلف االستدالل بفصل الحاالت االستدالل بالتكافؤ نبغ تقر ب
الشريحة 1
القيادة 1 القيادة -الم ادة - تعر فات الم ادة -الفرق ب ن الم ادة واإلدارة - عناصر الم ادة اإلدار ة - نظر ات الم ادة اإلدار ة 2 القيادة تنطوي الم ادة على عاللة تبادل ة ب ن من بدأ بالفعل وب ن من نجزه وهذه
الشريحة 1
تعريف الفيزياء الفيزياء في الحياة اليومية الفيزياء في القران المراجع من يدرس الفيزياء هل ترغب في معرفة كيف تعمل األشياء من حولنا مثل الكمبيوتر والليزر والصواريخ الفضائية وهل ترغب في إيجاد تفسير لما يدور
األثنين الثالثاء األحد السبت األربعاء الخميس 2 1 اليوم الساعة ميكروبيولوجيا تطبيقية )عملى $ ) T311 التطور وديناميكية العشائر ( عملى ) ميكروبيولوجيا تط
السبت الخميس ميكروبيولوجيا تطبيقية )عملى $ ) T التطور وديناميكية العشائر ( عملى ) ميكروبيولوجيا تطبيقية )نظرى $ ) T قاعة ( ) التطور وديناميكية العشائر ( نظرى ) أعلى قاعة المؤتمرات ميكروبيولوجيا تطبيقية
)) أستطيع أن أفعلها(( المادة : لغة عربية الصف و الشعبة: السابع االسم : عنوان الدرس: ورقة مراجعة )) العمل الفردي (( األهداف: أن يجيب الطالب على جميع اأ
)) أستطيع أن أفعلها(( المادة : لغة عربية الصف و الشعبة: السابع االسم : عنوان الدرس: ورقة مراجعة )) العمل الفردي (( األهداف: أن يجيب الطالب على جميع األسئلة بعد قراءتك * لنص الشعري بعنوان )أعطني الناي(
PowerPoint Presentation
11 جمهورية مصر العربية وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة إصدار 2017/7/6 )نسخة الصحفيين( املؤمتر الصحفي اخلاص باإلعالن عن أسعار بيع الكهرباء للعام املايل 2018/2017 اخلميس 2017/7/6 2 جمهورية مصر العربية وزارة
نبض قريان Sakani.housing.sa /SaudiHousing
نبض قريان Sakani.housing.sa /SaudiHousing مجمع سكني متكامل يوفر جميع الخدمات والحياة العرصية والرفاهية الوحدات السكنية تحت اإلنشاء هو برنامج يتيح متلك الوحدات السكنية قبل أو أثناء مرحلة التطوير أو البناء
PowerPoint Presentation
مشروع التسويق ولوجيستيات االعمال الزراعية المتقدمة التحليل المالي كيبف تحدد سعر التكلفة والسعر النهائي الى أي مدى يعكس السعر الجودة 50 قرش للكيلو جنيه للكيلو هل التكاليف هي المكون الوحيد للسعر 3 مالذي
الا سم :... الشعبة :... ورقة عمل للصف الخامس في مادة الدراسات الاجتماعية والتربية الوطنية درس مجلس التعاون لدول الخليج العربية ) طبيعيا ( السو ال الا
الا سم :... الشعبة :... ورقة عمل للصف الخامس في مادة الدراسات الاجتماعية والتربية الوطنية درس مجلس التعاون لدول الخليج العربية ) طبيعيا ( السو ال الا ول : ا كتب المفاهيم والمصطلحات لكل من العبارات التالية
دليل ضريبة القيمة المضافة التأجير التمويلي
دلیل ضریبة القیمة المضافة التا جیر التمویلي إعداد ادارة العملیات - شركة التا جیر التمویلي ما ضر بة القيمة المضافة ضر بة القيمة المضافة ضر بة غ مباشرة ت فرض ع جميع السلع وا خدمات ال ي يتم شراؤها و يعها
إسكان الرياض بدأ الحجز بقسط شهري يبدأ من 1,667 ريال* *تطبق الشروط والا حكام / SaudiHousing housing.sa
إسكان الرياض بدأ الحجز بقسط شهري يبدأ من 1,667 ريال* *تطبق الشروط والا حكام / SaudiHousing housing.sa نبذة عن دواوي ن ت أسست ))دواوي ن(( بناء على رؤية طموحة تسعى من خاللها إلى الحصول على موطى قدم في السوق
مقدمة حظيت الصناعة المالية اإلسالمية منذ انطالقتها باهتمام كبير من قبل المختصين والباحثين والمؤسسات العلمية الداعمة في سبيل تطوير أدواتها لمواكبة النم
مقدمة حظيت الصناعة المالية اإلسالمية منذ انطالقتها باهتمام كبير من قبل المختصين والباحثين والمؤسسات العلمية الداعمة في سبيل تطوير أدواتها لمواكبة النمو االقتصادي المتسارع وإيجاد الحلول والفرص لتلبية الحاجة
RAK Chamber of Commerce & Industry Studies & Information Directorate غرفة تجارة وصناعة رأس الخيمة إدارة الدراسات والمعلومات 1122/21/21 مليار درهم حجم
1122/21/21 مليار درهم حجم تجارة دولة اإلمارات مع الدول العربية حققت التجارة اإلجمالية للدولة مع بقية الدول العربية زيادة سنوية مقدارها %2 تقريبا حيث شكلت الواردات الجزء األكبر من هذه التجارة وتبقى الزيادة
أولاً : المناخ التنظيمي
بسم اهلل الرحمن الرحيم الجامعة اإلسالمية غزة عمادة الد ارسات العليا كلية التربية قسم أصول التربية/اإلدارة التربوية املناخ التنظيمي السائد يف مدارس املرحلة الثانوية مبحافظات غزة وعالقته بالروح املعنوية
استثمار ناجح و مستقبل آمن
استثمار ناجح و مستقبل آمن 5 سلطنة ع مان.. تقع سلطنة عمان في أقصى الجنوب الشرقي لشبه الجزيرة العربية وتمتد سواحلها مسافة 1.700 كيلومتر تقريبا من مضيق هرمز في الشمال وحتى الحدود المتاخمة لجمهورية اليمن
الدليل التدريبي لتسجيل منتج البوابة االلكترونية للمطابقة )سابر( الدليل التدريبي لتسجيل منتج 0
البوابة االلكترونية للمطابقة )سابر( 0 جدول المحتويات 2 2 4 6 7 8 9 11 وصف النظام تسجيل المنتج إضافة منتج عن طريق الرمز المنسق الجمركي HS code إضافة منتج عن طريق الكلمات الداللية إضافة منتج عن طريق البحث
صندوق استثمارات اجلامعة ومواردها الذاتية ( مركز تنمية أوقاف اجلامعة ) إدارة األصول واملصارف الوقفية إدارة االستثمارات الوقفية إدارة إدارة األحباث وامل
صندوق استثمارات اجلامعة ومواردها الذاتية ( مركز تنمية أوقاف اجلامعة ) إدارة األصول واملصارف الوقفية إدارة االستثمارات الوقفية إدارة إدارة األحباث واملنتجات الوقفية إدارة املشاريع الوقفية إدارة عالقات الداعمني
هيئة السوق املالية التعليمات املنظمة لتمل ك املستثمرين االسرتاتيجيني األجانب حصصا اسرتاتيجية يف الشركات املدرجة الصادرة عن جملس هيئة السوق املالية مبو
هيئة السوق املالية التعليمات املنظمة لتمل ك املستثمرين االسرتاتيجيني األجانب حصصا اسرتاتيجية يف الشركات املدرجة الصادرة عن جملس هيئة السوق املالية مبوجب القرار رقم -65 3-2019 وتاريخ 1440/10/14 ه املوافق
4 الفهرس
4 الفهرس 7 9 13 47 48 نبذة عن رشكة عسير... أعضاء مجلس اإلدارة... تقرير مجلس اإلدارة... تقرير مراجعي الحسابات... القوائم املالية املوحدة... 5 6 نبذة عن الرشكة رشكة عسري للتجارة والسياحة والصناعة والزراعة
REPUBLIQUE ALGERIENNE DEMOCRATIQUE ET POPULAIRE وزارة التعليم العالي والبحث العلمي Ministère de l enseignement supérieur et de la recherche scientifiq
ماستر. 1 لسان ات تطب ق ة ق: 16 النظر ات اللسان ة إنجلز ة 2018-06-19 ش خ إدر س المنهج و المنهج ة فن ات البحث و الكتابة فارس حس ن الطرش التحل ل التول دي خالدي هشام المبادئ المنهج ة للتحل ل اللسان الهادي
الذكاء
ا ل ذ ك ا ء و ا ل ف ر و ق ا ل ف ر د ي ة ا ل ذ ك ا ء ع ل ى ا ل ر غ م م ن تشابه كافة أ ف ر ا د ا جل ن س ا ل ب ش ر ي ف ي م ظ ا ه ر ا ل ن م و ا مل خ ت ل ف ة أ ن ه ن ا ك ت ف ا و ت ا ف ي م ا ب ي ن ه م ف ي ا
وزارة التربية والتعليم مجلس االمارات التعليمي 1 النطاق 3 مدرسة رأس الخيمة للتعليم الثانوي Ministry of Education Emirates Educational Council 1 Cluster
أوال : أجب عن األسئلة التالية )1 يسحب شخص مكعب ا خشبي ا كتلته ( )8.75kg على أرض إسمنتية نحو اليمين بوساطة حبل يميل فوق األفقي بزاوية ( )27 انظر الشكل جانب ا فإذا كانت قوة الشد في الحبل ( ) 1.00 102 N وعانى
توزيع املساقات الدراسية في برامج ماكاديمية على ماقسام العلمية )1( قسم القانون الدولي العام م املساق القانون الدولي العام التنظيم الد
توزيع الساقات الدراسية في براج اكاديية على اقسا العلية )( قس القانون الدولي العا 7 8 9 الساق القانون الدولي العا التنظي الدولي القانون الدولي العا ع التعق القانون الجنائي الدولي القانون الدولي إلانساني
Slide 1
تصميم السيرة الذاتية كصفحات الويب د. احمد عادل اسماعيل عمادة المركز الجامعي لخدمة المجتمع و التعليم المستمر. WWW.Dr-Ahmed.Info Info@Dr-Ahmed.Info -------------- المرجع: www.support.office.com اهداف المحاضرة
AnyFileYY675SLX
49 44 59 55 49 52 38 57 60 47 23 33 39 46 0481 02 2 B 202 0481 02 2 B 203 0481 02 2 B 103 0481 02 3 B 301 0481 02 3 B 303 0481 02 3 B 304 0481 02 3 B 305 3783 سعد محمد جديع القحطاني اقبال جاويد 3936 2807
جامعة الانبار – قسم ضمان الجودة والاعتماد - السيرة الذاتية لعضو هيئة تدريس
االسم علي محمد عبد السيرة الذاتية) CV ( : 1 اوال : معلومات عامة 1.العنوان: العمل : جامعة التخصص:...األدب االندلسي..كلية االداب / قسم اللغة العربية الدرجة العلمية:...استاذ مساعد. العنوان البر د :......
PowerPoint Presentation
اليوم اإلعالمي حول التوجيه الجامعي إدارة الشؤون األكاديمية والشراكة العلمية بالجامعة 15 جويلية 2016 بالمعهدالعالي للتصرف بقابس جامعة قابس جامعة الجنوب الشرقي خارطة جامعية تمتد على أربع واليات + 15 مؤس
الأول في السي شارب((c#للمبتدائين
شباب التنميه والبداع : امحد ياسني شلش ذ د الدرس األول: فتح فيوجل ستوديو وشرحه 2012 1 -هذا هوه البرنامج نقوم بفتحه نسخه 2012 فيوجل استوديو new )نضغط علي - 2 اي مشروع جديد( project المتبنأ هذه لغه فيوجل
WHAT’S NEW
الجديد في انجز تطبيق إصدارات X.4 المحتويات المحتويات... 1 المواصفات الجديدة بالنظام... 3.1.1.1 عدد المهام التي يجب إنجازها... 3 انشاء مهمة... 3.1.2 2. تعديل تكليف المهمة... 3 تاريخ حالات المهمة... 4.2.1.2.2.3
سرمدية عنصر اللايقين
ممخالد تركي عليوي مثريا محمود عبد الحسن جامعة ديالى - كلية التربية األساسية Abstract Is the study of Islamic history, especially biography of the Prophet Muhammad the most important periods of time when
correction des exercices pendule pesant Ter
تصحيح تمارين النواس الوازن تمرين نطبق العلاقة الا ساسية للديناميك على المجموعة S جرد القوى المطبقة على المجموعة : S S وزن المجموعة : P S تا ثير المحور على المجموعة : R M F && بما أن المجموعة قابلة للدوران
االبداع في صياغة المواقف المضحكة من خصائص الشخص ذو الذكاء: الفكاهي A. الذاتي B. اللغوي C. العاطفي D. االتصال الذي يتخذ فيه الفرد قراراته بناء على المع
االبداع في صياغة المواقف المضحكة من خصائص الشخص ذو الذكاء: الفكاهي A. الذاتي B. اللغوي C. العاطفي D. االتصال الذي يتخذ فيه الفرد قراراته بناء على المعلومات التي يتلقاها من حواسة هو االتصال: A. الجمعي B.
Microsoft PowerPoint - PRESENTATION ANSEJ - P2 Mr. Mohamed Cherif Boaoud.ppt
الجمهورية الجزاي رية الديمقراطية الشعبية الاجتماعي و الضمان وزارة العمل و التشغيل لدعم تشغيل الشباب الوآالة الوطنية AGENCE NATIONALE DE SOUTIEN A L EMPLOI DES JEUNES 1996 و سنة الوآالة الوطنية لدعم تشغيل
بسم الله الرحمن الرحيم
االسم: المعلومات التعريفية طارق مفلح جمعة أبو حجي ر الجنسية: فلسطيني تاريخ الميالد: 9/7/1978 الحالة االجتماعية: متزوج العنوان: فلسطين غزة رقم الهاتف : 2565936-08 0097 هللامسب السيرة الذاتية( C.V ) رقم
من نحن يف 2007 / 9 / 2 صدرت جريدة كصحيفة يومية وطنية شاملة تسعى إلى مواكبة التطورات احمللية و االقلميية والعاملية بشكل موضوعي ومبتكر إلى جانب تبني امل
من نحن يف 2007 / 9 / 2 صدرت جريدة كصحيفة يومية وطنية شاملة تسعى إلى مواكبة التطورات احمللية و االقلميية والعاملية بشكل موضوعي ومبتكر إلى جانب تبني املبادرات االبداعية وتستخدم يف سبيل الوصول إلى ذلك أحدث
ريكخراوي لي كو ل ينةوةو زانياريةكاني جةندةر Gender Studies and Information Organization (GSIO) منظمة الدراسات والمعلومات الجندرية تقرير نشاطات منظمة ا
تقرير نشاطات منظمة الدراسات و المعلومات الجندرية أربيل تقرير نشاطات المنظمة لسنة 5102 ط- المعلومات العامة : اجازة المنظمة الصادر من االمانة العامة لمجلس الوزراء في بغداد الرقم ) 0132721 ( بتاريخ -2-9,5105
نتائج تخصيص طالب وطالبات السنة األولى المشتركة بنهاية الفصل الدراسي الثاني 1438/1437 ه يسر عمادة شؤون القبول والتسجيل بجامعة الملك سعود أن تعلن نتائج
نتائج تخصيص وات السنة األولى المشتركة بنهاية الفصل الدراسي الثاني 1438/1437 ه يسر عمادة شؤون القبول والتسجيل بجامعة الملك سعود أن تعلن نتائج تخصيص وات السنة األولى المشتركة بعد نهاية الفصل الدراسي الثاني
) باألالف ( )صفحة 1 من 28( (حتى أغسطس 2017) اليمن منطقة العمليات اإلنسانية في عدن - لمحة عن الوضع اإلنساني : يستعرض هذا الموجز المعلوماتي للمحافظات مع
) باألالف ( )صفحة ( (حتى أغسطس ) الي طقة العمليات اإلنسانية في عدن لمحة عن الوضع اإلنساني : يستعرض هذا الموجز المعلوماتي للمحافظات معلومات حول االوضاع اإلنسانية والعمل اإلنساني الجاري في كل محافظة وفي