رئي س جمل س االدارة رئي س التحرير فخري كرمي ملحق ثقايف ا سبوعي ي صدر عن جريدة املدى WWW. almadasupplements.com العدد )4208( ال سنة اخلام سة ع شرة - ال

النسخ

1 رئي س جمل س االدارة رئي س التحرير فخري كرمي ملحق ثقايف ا سبوعي ي صدر عن جريدة املدى WWW. almadasupplements.com العدد )4208( ال سنة اخلام سة ع شرة - الأربعاء )6( حزيران m a n a r a t يحيى حق ي

2 3 2 حزيران )6( الأربعاء - ع شرة اخلام سة ال سنة )4208( العدد حزيران )6( الأربعاء - ع شرة اخلام سة ال سنة )4208( العدد درس وثالثني خم س منذ جرت صغرية حادث ة هذه عابرة تعد أن ميكن حادثة مبجملها وهي سنة كانت أنها غري حقي يحي ى الأ ستاذ حياة يف فحواها تتجاوز كبرية دللة متلك يل بالن سبة يف لزيارتي جاء 1970 سنة بداية ففي كثريا. وهو العمري خ ي ريي الأ ستاذ ال صدي ق بيت ي آنذاك الع راق يف مع روف صح ايف كات ب يحيى الأ ستاذ باأن العم ري ال صديق أخربين»املجلة"امل صرية جمل ة حتري ر رئي س حق ي يف للم شاركة ب ي لت صال أال ه ي ص إلي ه كت ب الق صرية الق صة عن إ صداره يروم خا ص عدد ياأتي هو وها بذلك بالقيام وعده و أنه العربية أن حقي يحيى الأ ستاذ ل سان على مني ليطلب تاأليفي. من ق ص صيا عمال للمجلة أقدم )الرجع رواية بكتاب ة م شغ ول وقتذاك كن ت لكتاب ة التف رغ مبق دوري يك ن ومل البعي د( الأ ستاذ ا س م لكن للمجلة جدي دة أق صو صة الرجل فلهذا لالعتذار طريقا يل يدع مل يحيى ب صفته لي س نف س ي يف كبرية خا صة مكان ة فح سب العربي الق ص صي الإب داع اد رو أحد يف ورفعة الأخالق يف نبل من عنه سمعته ملا بل أخربت ثم ترددت لذلك ال شخ صية الت صرفات الواقع يف لدي ب اأن العمري خريي ال صديق فهي»املجلة«ملجلة ت صلح أظنها ل أق صو صة العراقية حمليته يف مغرق حوار على حتتوي فهم ي ساء و أن صحيح ب شكل ي فهم أل و أخ شى ال صديق لحظ و إذ ذلك بعد الق ص صي العمل الق ص صي عمل ي من حرج ي العمري خ ي ريي الأ ستاذ لطل ب ل ستجابة ع دم من وحرج ي إىل العمل نر س ل أن اقرتح فق د حقي يحي ى يحيى لالأ ستاذ علي ه احلكم ون ت رتك القاه رة كان. وهكذا حقي.. تذكرت شه ورا اخلا ص الع دد وانتظ رت ي حق يحيى من أوائل من كان حقي يحيى الأ ستاذ أان ب خاللها ا ستخدموا الذين الع رب الق صا صني الأدباء شخ صياتهم حوار تقدمي يف امل صرية اللهجة مثلم ا الفن ي لل ص دق توخي ا الق ص صي ة يف نوري املل ك عبد و صديقي أن ا نفعل كن ا يحيى الأ ستاذ ع ن أاخرين مت اخلم سيني ات الفكرة ه ذه عاما ع شري ن م ن أاكرث ب حق ي يخط ر فل ن نف س ي إىل أانين ة الطم بعث ت أريد أاين ب الأقل على حق ي يحيى لالأ ست اذ ن شرها. ميكن ل أق صو صة باإر سال إحراجه وح ي ني»الغ راب«الأق صو ص ة عن وان كان بالق صة اخلا ص الع دد أان ب علمي إىل و ص ل لقتنائه سعي ت أخ ي ري ص در ق د العربي ة الأق صو صة حق ي يحي ى الأ ست اذ ين ش ر مل شروحات مع املقدمة يف و ضعه ا بل فح سب وردت التي العراق ي احلوار لكلم ات وافي ة يدعو ق ص ي رية مقدمة ذلك إىل م ضيف ا فيه ا ا ستعمال جتنب إىل العرب الق صة كت اب فيها احلوار. يف الدارجة اللغة كب ي ري أدي ب قب ل م ن الت ص رف ه ذا كان بالن سبة عظيمة دللة ذا حقي يحيى كالأ ستاذ و سواء وطنه خ ارج له ا سم ل مثل ي لكات ب تلميذا شخ صي يف حقي يحيى الأ ستاذ وجد مل أو الق ص صية الكتابة يف الفنية لتوجهات ه التجربة ه ذه من خرجت إاين ف لذل ك يلتفت خمل صا يكون من أان ب عميق باإدراك الب سيطة البعد على ولو يلقى أن بد فال عمله أداء يف و شعرت به ويتاأثر الإخال ص هذا يتفهم م ن حقي يحيى النبي ل الرجل ه ذا أان ب أخ ي ري أن ساه. لن بليغا أخالقيا در سا علي ألقى مبنا سبة عقدت التي الندوة يف الكلمة القيت حقي يحيى مئوية الباسمة الكتابة رجل ي.. حق يحيى العرب فكان بها صاحبها قراءة ميكن عالمات للوجوه إن قدميا قال وا ل النف س يف يح دث فما لئيم. وهذا ك رمي هذا قال وا: غريب ا ر أوا إذا ميكن إذن أين من طابعها ليك سبه ا املالمح على ي صعد بل بها ي ستق ر نظرة امل شتاق لوعة أو الرحيم ليونة أو الغا ضب وجه ق س اوة إدراك صاحب واحدة دفعة القل ب يدخله البا سمة حق ي يحي ى صورة عل ى وحمبة. خري كل إل ي ضمر أن ميكن ل املالمح هذه )متر حقي ذكرى يف يحمل ه وما الوجه عن كالم إىل الداع ي ما لك ن عن منقولة أانه ا ك كتابته أن ذل ك ولدت ه( على سن وات 110 الي وم منجم إىل حق ي تنب ه عظيم. حك اء ور شاقة بخفة ب ة حم كتابة وجه ه يف يحك ي كان كم ا أظف اره نعوم ة من ذ بيئت ه يف الكام ن اخلي ال القرية أا ص وات ب سمعية ب د أت التي خميلته ال دك ان" كتابه"ك نا س ة تنذر التي والبوم ة الغولة نا كاأم أ ساطريه ا ثم وحيواناته ا الليلي ة الذي والقرين املالئك ة مع ؤوذن ي الذي والديك أحده م م وت بخرب لقاءه. يوما متنى الذي الأر ض حتت يعي ش إحداهما زوجت ان: له تكون أن أمني ة على حق ي يحي ى الطفل ترب ى التي البحر حوري ة والأخ رى الن ار ق صر يف تعي ش الت ي اجلني ة وكنوزه. البحر أ سرار على أامتنه ست به ت سعفه مم ا عليه ويفي ض قارئ ه جان ب إىل يجل س ن ث رثه "يف نظرته بنت لكنها خياله ا بنت فقط لي ست لغت ه يف الذاكرة"الر شاق ة حمبتها يف وكت ب العربي ة للغ ة العا ش ق املح ب وه و الع امل إىل قليلة معجمية كلمات إىل تلجئه ل التي املحبة هي املقالت من العديد وفك حملها يثقل حتى واملعاين الكلمات مرك بة جلم ل ول ل ستخدام لقارئه عقابا لي س فاملجاز اللوؤلوؤ مبيزان خفيفة حمبة هي بل شفرتها ندا أحمد ور سمها. املعاين بني ف سحة هي بل الرائي عني يف أذية البالغة ول حذفت إذا املعنى تغ ري ل التي فالكلمة املحو أ ساتدة م ن أ ست اذا كان فاإن اجلملة من كلمة كل ا ستبعاد مبحاولة عليك تكتب ترجع"و أن ت ل املو ضوع يف وادخل فورا الكلمة ه ذه فلتحذف مفهومة اجلملة بقيت التي الكث ي رية ال صي غ لأن احلت م بفل سف ة ي سم ى م ا إن ه مبا ش رة. باللغة لها عالقة ول الغربي ة الرتجمات م ن ا ستوحيناها ن ستخدمه ا العربية". به ت سعفه مم ا عليه ويفي ض قارئه جان ب إىل يجل س ن ث رثه يف حق ي ياأخذه الغزيرة تفا صيلها يف يتوه جتعل ه ا ستطرادات دون الذاكرة الكون سري"ويطلعه إىل مع ي له"تع ال ويق ول عوامل ه إىل يدي ه م ن اللغة هذه املو سيقى معن ى وعن و شجونها الأورك سرتا أ س رار على مبا عليه يفي ض ثم آن. يف الفه م على وامل ستع صية للجمي ع املفهوم ة وجملته أغنيت ه يف والكاريكات ي ري دروي ش سيد مو سيق ى يف ي راه املو سيقية. احلقوق مدر س ة يف ذكرياته م ن لوح ات إليه تع ود أن يلبث م ا ث م يف ر أت الت ي الالقطة وعين ه م صر م ن خمتلفة مناط ق يف وعمل ه هذا وكل اجلمال هذا كل ظاهرها. من أبعد ه و ما الإن سانية العالق ات أردت القائل" إذا وهو ويحكي ويتدفق ع صاه على متكئ أانه وك البذخ أول ". غريك د ت سع أن فعليك ت سعد أن حق ي يحي ى كتاب ة ه ي ه ذه با سم ة تك ون أن لكتاب ة ميك ن ه ل يخب املحاماة رداء يف ه و كان كما خيالها يف تخب ب ة وحم با سم ة يف"روب"خياله. اجلديد العربي عن/ التكرلي فؤاد راحل روائي الصغيرات! للفتيات ي حق يحيى هدية كتاب أول صدر سنة 1944 حزيران شهر يف رهظ وقد ها شم أم قنديل وهو حقي ليحي ي املعروفة ال شهرية اقر أ سل سلة يف الكتاب هذا شهر من ابتداء املعارف دار أ صدرته ا والتي ومازالت سن ة 1943 الثاين كان ون يناي ر/ الآن. إىل ت صدر التي الق صة ي ضم ال صغري الكت اب هذا وكان ها شم أم قندي ل وهي عنوان ه إليها ي ش ي ري الأعمال أ شهر من أ صبحت التي الق صة وهي يف العربية املكتب ة يف ظه رت التي الأدبي ة وكانت الع شري ن القرن م ن الأول الن ص ف مو ضع ا اجلميل ة الب سيط ة الق ص ة ه ذه تعر ضنا وقد حوله ا دارت كثرية لدرا س ات ال صغري الكتاب ولكن سابق ة مقالت يف لها ض م ق د ها ش م أم قندي ل ق ص ة ض م ال ذي حتت النرثية الأنا شي د م ن جمموعة أي ض ا قال الأنا شيد هذه وبينك"وعن عنوان"بين ي إن و شخ صيات.. كت ب كتابه يف قط ب سيد ال شعر عرفه م ا أروع من هي الأنا شيد ه ذه ال شه ي ري احلدي ث ويف واملنظ وم.. املنث ور دواره ف وؤاد الأدي ب الناق د أج راه ال ذي قال يتحدثون أدباء ع شرة كتابه يف ون شره أم قنديل روعة أن يبدو : حقي ليحي ى دواره ت ضمنه مب ا لهتمام عن صرفتن ا قد ها ش م حتت غزلي ة مقطوع ات م ن الكت اب نف س املقطوعات هذه أن وبينك"م ع عنوان"بيني معها أح س أكاد غريب ة شاعري ة نغم ة فيه ا مادي مو ضوعها أن برغم صوفية بروحاني ة فوؤاد كالم على حقي يحيى عل ق وقد و أر ضي و أنا كنت فقد صائبة مالحظت ك فقال دواره للت صوف شديدة نزع ة سيطرة حتت أكتبه ا الفرتة تلك يف قر أت وقد الروح صاأن و إعالء ويف والأجنبي العربي الت ص وف يف كثريا يف جدا غري ب الله إىل دع اء الأنا شيد ه ذه كذلك وفيها الت سام ي على وحر ص ه صدقه إيحاء لها الكلمات أن يف يتمثل رمزي جان ب واملقطوعة الظاه ر يف عليه ت دل مما أبع د ع ن تتح دث الأنا شي د ه ذه م ن الأخ ي رية هذه عدد أن ويت صادف حب ة من 33 م سبحة! أي ضا هو 33 نف سها الأنا شيد طبع أعيد أن متنيت لقد حقي: يحيى يقول ثم بر سوم مزي ن أني ق ورق على الأنا شيد ه ذه ال صغريات! للفتيات و أهديها جاهني صالح التي لأنا شيده حقي يحيى يتمناه كان ما هذا ق صة ه ي وبينك"فم ا عنوانها"بين ي جع ل أن يريد حقي يحيى كان الت ي الأنا شيد ه ذه ال صغريات! للفتيات يهديها البع ض ي سم يه مما هي أو نرثية ق صائد إنها با سم آخرون وي سم ي ه املنثور ال شعر با س م يف نف سه حقي يحيى كتب وقد النرث ق صي دة ها شم أم قنديل من سنة 1990 طبع ة هام ش 1940 سن ة وبينك بين ي أنا شيد كت ب أنه الأوىل الطبع ة يف م رة لأول ن شره ا ومت ما أو املنثور لل شعر أق رب وهي سنة 1944 النرثية. بالق صيدة اليوم يعرف أ صبح هذه يف النماذج بع ض مع نتوقف أن وقب ل إىل ل ش ارة م ن لب د اجلميل ة الأنا شي د جنيب مث ل ذل ك يف مثل ه حق ي يحي ى أن صادق عظيما شاعرا أعماقه يف كان حمفوظ يف نف سه عن يعرب مل أنه صحي ح ال شاعرية على كان النرث هذا ولكن بالنرث إل كل ه أدبه يحيى م ع ونحن ال شع ر يف غارق ا ال دوام النقاش رجاء راحل ناقد شعرية أج واء يف نعي ش باأنن ا ن شعر حق ي ال صفات م ن خالية كان ت لو حتى حقيقي ة ال شعرية. للق صائد ال شكلية التقليدية ومن كثرية حقي يحيى عند ال شعر وينابي ع أن على حري صا كان أن ه لطالق على أهمه ا ول النهاية إىل البداي ة من ذ وحيدا يعي ش الدنيا ع ن انعزال أنه ا هنا بالوح دة أعن ي أعني ولكنني كذل ك لي س فيحيى والنا س إىل مايك ون أق رب معن ى الوح دة بكلم ة لنف سه ي سم ح مل حق ي فيحي ى ل ستق ل الل أن به اخلا صة طبيعت ه له ت سمح ومل أب دا جزءا ي صبح و أن من ه أكرب قوة يف يندم ج فال لها التابعني م ن تابعا أو القوة هذه م ن كان علنيا كب ي ري سيا سي حل زب انتمى ه و نف سه رب ط ه و ول سري ا أم احل زب ه ذا شاعت الت ي العقائ د م ن سيا سي ة بعقي دة بالطبع املوق ف وه ذا الع شري ن الق رن يف والعدالة الوطني ة يعتن ق أن م ن مينع ه مل م ن الب سط اء م ع والتعاط ف لجتماعي ة الع شاق من كل ه ذل ك يف أ صبح حتى النا س يك ن مل حق ي يحي ى أن كم ا واملت صوف ي ني حتارب املالمح ح ادة أدبية جلماعة ينتم ي نظرية إىل وتدع و اجلماع ات م ن غريه ا ذلك ومن النظريات م ن غريها على تف ضلها ده شة أمام يرف ض كان حقي يحيى أن أي ضا كربى صحيفة يف كاتب ا يكون أن اجلمي ع به ب ترح كان ت الكبرية ال صحف كل أن م ع أنه إل كتابها صفوف بني ك سبه إىل وت سعى يف كتاباته ين شر أن عل ى دائما يحر ص كان املحدود التوزي ع ذات ال صغ ي رية ال صح ف قليال أو كثريا يتفل سف حقي يحي ى يكن ومل ولكننا جانب ه من املواقف ه ذه تف س ي ري يف فنقول تف سريها يف لجته اد نحن ن ستطيع على حقي يحيى حر ص من نوعا كانت إنه ا يف رغبته وعدم والروحي الفكري ا ستقالله أحد من ضغط حت ت واحدة كلمة يكت ب أن وروحه قلبه من نابعة كلماته تكون أن فالب د نمم إنني : نف سه ع ن يقول وكان و ضم ي ريه ضيقا أبواب ه أ شد م ن الفن معب د يدخل ون أ صحاب من أي املقل ني من كنت لهذا وع سرا علي ه ذا يعيبون أ سمعه م القلي ل لنت اج املدل سني م ن أكون أن من ي يطلب ون كاأنه م ال صدق. يكفيني و أن صادق ا كان حق ي يحي ى أن واحل ق يب دو لك ي أراد كم ا يكفي ه كان ال ص دق يحيى تو صل وهك ذا النبيل معدن ه للنا س قلب ه يف لال ستق ل الل وحب ه بوحدت ه حق ي ال شعر ينابي ع من كب ي ري ينب وع إىل وعقل ه كان إذا الدني ا ه ذه يف الوحي د فالن س ان الكثري يلم س أن لبد ومثقفا وذكيا ح سا س ا عد سة تك ون أن ولبد الوج ود أ س رار من التقاط عل ى قادرة عنده واملالحظ ة ؤوي ة الر ال شرايني تكون أن ولب د التفا صيل أ صغ ر لن سان هذا عند التعبري صح إذا ال شعري ة أجمل ومنها فيها يتدفق بحيث وقوية سليمة وحيدا حقي يحيى كان وقد و أ صدقه ال شعر وامتزاجه اختالط ه حلظ ات أكرث يف حت ى م ساف ة دائم ا هن اك وكان ت بالآخري ن تتيح والأ شياء النا س وبني بينه حم سوب ة وخارجها نف سه داخل يف الأمور يرى أن ل ه ي صل أن ل ه وتتيح ال صحيح ة باأحجامه ا عند بالوقوف وليكتفي الأ شي اء أعم اق إىل شاعر من هناك ولي س اخلارجية ال سط وح الأ شكال م ن ب شكل وحي د وه و إل حقيق ي إليه النا س أق رب ب ي ني يعي ش وه و حت ى أكرب من هو بالوحدة ال شعور من النوع فهذا اجلميل. ال صادق ال شعر ينابيع ال شعر ينابيع ع ن فالبحث كل ه هذا ون ت رتك وي ستحق وجميل طويل مو ضوع يحيى عند الآن ونكتف ي متنوع ة عدي دة درا س ات التي حقي يحيى أنا شيد بع ض أمام بالوقوف ت ال صغريا للفتي ات يهديه ا أن يتمن ى كان بيني عنوانه ا جع ل الت ي الأنا شي د وه ي هذه يف حقي يحيي أن نرى و سوف وبين ك برغم الأو صاف كام ل شاعرا كان الأنا شي د اخلارجية ال صف ات كل ظهره وراء ت رك أنه والقوايف الأوزان عن د يتوقف فلم لل شع ر ليعرفان بجناحني ال شعر عامل يف طار ولكنه القيود. مزدحمة ال سينما يقول يحيي أنا شيد احد يف والنا س موؤثر امل شه د باأحد. لتعباأين و أن ت ضاحكة: و أنت يبكون خيال! من أ أبكي ع شت ما حقيقة من أي ضا لبكيت أختاه يا يوم عن ي ان صرفت ق د لعل ك! ي دري وم ن خيال. من أ أبكي تقولني: عاتبة اختفائك أيتها حقي: يحي ى يقول أخرى أن ش ودة يف سرت على مكرك يقو مل كي ف! العزيزة الفتاة قد ساذجة أ أنت نظرتك يف الكامنة سذاجتك ال سذاجة تعلمت ق د ماكرة أم املكر تعلم ت إىل أحب فلي س وامك ري ما شئ ت أكذب ي ومكرك. سذاجتك من قلبي ما حقي: يحي ى يق ول ثالث ة أن ش ودة ويف الثوب حبك شيئا أو أحدا يوما أحببت أظنك إليه عائد قلب ك من صادر ح ب هو اجلدي د من ناجية سعي دة الع ي ني قري رة ب ه أان ت ف الغري. سيطرة دعاين: ل ساين على يوما.. احلب ذلك فايل أل يهم س: قلبي ولكن مناك الله خيب يحيى أنا شيد م ن و أخري آخر من وذج وهذا يقول: وفيه البديعة حقي معك الطري ق ه ذا فيها قطعت م رة من ك م طريقنا أطويل شعرت فما ذراعي يف ذراعك مل غ د يف أم امل س ي ري يومن ا أيف ق ص ي ري أم وىل قد العمر من ما ض يف هو أم بعد أات ي أاخذ ي إيل يقبل ال ذي هو الطريق كان وفات بال سماء بالأف ق ات صال ه ويرين ي بي دي املاأوى هادئ ة دور جانبي ه عل ى. بالأف ل الك. منهم كل أنا س بنا ومير احلا ضنات ك صدور اختفائك بع د الآن أما الله ن ور من شعاع ينتهي فال وحدي أقطعه بعينه الطريق فهذا غطاء وال سماء قي د والأفق سخرة امل سري سجون الدور. شزرا الأر ض ترمق والنجوم و إن القدر ما لتدري ذاهلة أطي اف والنا س كفرت! شكت أجمل من ه و الكالم هذا أن يف مع ي أل س ت عل ى كان حق ي يحي ى و أن ال شع راء كالم الفتيات إىل يهدي ه أن يري د كان عندما ح ق الفتيات ه ذه تكون أن ب ش رط ال صغ ي ري ت اجلميلة العربية اللغة تذوق على قادرات 2005 امل صرية االهرام جريدة

3 5 4 العدد )4208( ال سنة اخلام سة ع شرة - الأربعاء )6( حزيران العدد )4208( ال سنة اخلام سة ع شرة - الأربعاء )6( حزيران صالح نيازي ق ن دي ل أم ه اش م "قنديل أم هاش م" ليحي ى حقي مع لم بارز يف األدب الع ريب. قص ة آرسة. من آيات س حرها أنها ت ر جمت إىل لغ ات مختلفة. غرابتها أنها تتجد د مع كل ق راءة. كأن ها ك ت بت البارح ة. القص ة العربية الحديث ة تجاوزتها فن يا م ع ذلك ما تزال تتج د د بعنفوان. باإلضاف ة إىل ذلك مث ة ثغرات بنائية ال ميكن إس اغتها يف أي ة قص ة أخرى إال أن ها من عنارص قو تها. تب دأ القص ة أو ال بزيارة القرية إىل املدينة. يظهر تباينهام عىل أش د ه مبامرس ة طقس ديني تؤد ي ه القرية وتتع اىل عليه املدين ة. القرية تتمث ل بالش يخ رجب عب د الله ي وم كان صبي ا. ي زور مع رجال األرسة ونس ائها مس جد الس يدة زين ب و»يهوي عىل عتبت ه الرخامي ة بالقبالت«مام يث ير حفيظة رجال الدين فيستعيذون»بالله من البد ع والرشك«أما أغلبية الشعب فتبتسم لسذاجة هؤالء القرويني. شذريات يحيى حق ي.. ماذا لو طارت هموم اإلنسان مل يك ن الكات ب الكبر يحي ى حق ي ) ( مبدعا عظيام فق ط يف القصة والرواية كان مبدع ا عظيام أيضا يف كل ما خط يف األدب والنقد والفن والسياس ة والتاري خ والرتجمة م بدعا ال ي بارى يف تذوق النصوص ومنادمتها التعليق عليها والكش ف عن جاملها التوقف عند عباراتها وإيحاءات ألفاظها وبراعة تصاويرها ويتحس س العالقات بينها ومدى مالمئتها للمعنى الذي تعرب عنه أو تس عى لتصوي ره كان م بدعا فذا يف عالقت ه الحميمة باللغة التي يكتب بها يحاورها يهامسها وي سايسها حتى منحته كنوزها وخفاياها ينهل منها ما شاء كيفام شاء. تقديم واختيار: إيهاب المالح به ذه املقد مة الت ي تبدو عادي ة صو ر يحيى حق ي بفطن ة شرخ ا ح ضاري ا ب ي ني بيئتني ب شري تني رغم أنهما ي شرتكان يف بلد جغرايف واحد. هل سيتو س ع هذا ال شرخ هل سيلتئم بهذه احليلة الفن ية أثاراملوؤل ف ف ضول القارئ وحتر ق ه. نظ را له ذه النزع ة الديني ة فاإن ال شيخ رجب عبد الل ه حني هاجر إىل املدينة )القاه رة( طلب ا لل رزق فاإن ه اخت ار س ك ن ه بالق رب م ن امل سجد. وحني جن ح يف متجره ع زا ذل ك إىل ال سي دة زينب. دخ ل إ سماعيل املدار س الأمريي ة. ولأن تربيت ه ديني ة وينحدر من أ صل قروي فقد تفو ق على أقرانه أولد»الأفندية"»املبتل ي ني بالعجم ة وعج ز البي ان«. أم ا البيت فاإن ه إن جل س للمذاكرة يرين فيه خ ش وع كامل."حتى فاطمة النبوي ة بنت عم ه اليتيمة أبا و أم ا تعل مت كيف تكف عن ثرثرتها وت سكن أمامه يف جل ستها صامتة ك أانه ا أم ة وه و سي ده ا. تع و دت أن ت سه ر مع ه كاأن الدر س در س ها تتطل ع إليه بعي ني ها املري ضتني املحمر تي الأجفان".. بذر يحيى حق ي حتى هذا احلد بذرتني مهم تني وكاأن هما سقطتا من بني أ صابعه عفوا. الأوىل بذرة التباين و لختالف بني القرية واملدينة والثاني ة: فاطمة النبوي ة وقد منحها املوؤلف صف ات تقر بها إىل النف س. هي أو ل بنت عم ه. يتيمة الأب والأم. ت سهر معه. عيناها حممر تا الأجف ان. ما ال ذي ستكون عليه ه ذه العالقة الربيئ ة احلميم ة وه ل سيك ون جفناه ا املري ضتان إحدى حبكات الق ص ة أك ب رب الظ ن ان الكت اب املوهوب ي ني يجعل ون احل وادث والأف كار كالب ذور ت سقط من بني أ صابعهم عف وا. ثم بعد سنوات تواجهها وقد أ صبحت أ شج ارا ملتف ة. هكذا ن ص أا» إ سماعيل يف حرا سة الله ثم أم ها شم )ال سي دة زينب(. كان إ سماعي ل يقط ع امل ساف ة املح دودة بني احلي وامليدان ب سرعة ولكن ها تطول إذا سار إىل جان ب النه ر أو إذا وق ف عل ى اجل س ر. وبع د انف ضا ض الغرب اء وال زوار ل ي سمع يف ه ذه احل ار ة سوى"تنف س خف ي عميق يجوب امليدان لعل ه سي دي العرتي س: بو اب ال ست زينب". حينم ا تلتف ت إىل م ص در ذل ك ال شهي ق والزف ي ري وم ص دره سي دي العرتي س ترى قب ة. ه ي:"لألء من نور يط وف بها. ي ضعف ويقوى كوم ضات م صباح يالعبه الهواء. هذا هو قنديل أم ها شم املعل ق فوق املقام". بع د كل تلك الآحتفالي ة النهاري ة والأجواء القد سي ة التي ترين على احلي والبيت يظهر قندي ل أم ها شم وكاأن ه روح حانية م شع ة بعد أن يخلو احلي من الغرب اء والزو ار. ل يخلو متام ا إذ سرع ان م ا ميتل ئ بب ش ر جعلتهم الفاقة أ شباحا صفرا. م ن ه ذا اجل و امل شب ع بالذب ول والإنه اك وال صمت ت صعد أ صوات الباعة. وعلى الرغم مما يف ه ذه احلومة من روح قد سية إل أنها ل تخلو م ن» أن يكون الكي ل مدل سا وامليزان مغ شو شا. كل ه بالربكة«. ث م بعد ذلك ي شتد نداء ال شح اذي ن.» شاب ة تنبت فج أاة و سط احلارة عاري ة أو شب ه عارية: يا لل ي تك سي الولية ي ا م سل م رب نا م ا يف ضح ل ك ولي ة«.»وهذا بائع الدق ة الأعمى الذي ل يبيعك إل إذا بد أته بال س ل الم و أق ر أك وراءه ال صيغ ة ال شرعي ة للبي ع وال ش راء«. ث م ت أاتي بعد ذل ك أ صوات ال س كارى وه م يتعر ضون للم ار ة بتعليقات ل تخلو من ظ رف. تع و د إ سماعيل على هذه امل شاهد فلم تع د تثري آهتمامه. يف املرحل ة الثاني ة نتع ر ف عل ى ا سماعيل مراهق ا بع د أن تعر فنا على أه م الرت س بات الديني ة والثقافي ة يف خلفيت ه الأوىل. ميكن القول إن املرحلة الأوىل متث ل الإعداد الذهني والنف س ي كمنه ج حليات ه يف امل ستقب ل. أم ا املرحلة الثانية فتمث ل اجل سد يف أعلى درجات غليان ه ل سي م ا إذا كان تفج ره الطبيع ي حمر م ا. يق ول راوي ة الق ص ة:»ه و فري سة ممز قة بني ق وى دافعة و أخرى جاذبة. يهرب من النا س ويكاد يجن لوحدته. بد أ ي شعر بلذ ة غريب ة يف أن يند س بني امل ت رتددات ول سي ما وقت الزيارة. رمب ا أدرك ا سماعي ل أن ثم ة منطق ة رمادي ة ب ي ني احلالل واحلرام ب ي ني لحتكاك باملالب س و لحت كاك الع اري. تنم رت علي ه يف ه ذه املرحل ة حا س ة ال ش م. م ن خالله ا كان يفرز حيوانيت ه أو كم ا يقول راوي ة الق ص ة:»يف و سط هذه الأج س ام كان ي شعر بلذ ة امل ستحم يف تي ار جار ل يبايل نقاء املاء.. روائح العرق ل تكرب ه بل يت شم مها بخي شوم الكالب. حتى الن س اء كن يفدن إىل هذا املقام لتقدمي شمعة. انتقل ت الع دوى ل دى ا سماعي ل م ن حا س ة ال شم إىل حا س ة الب صر حيث نعيمة ال سمراء اجلعدة ال شعر الرقيقة ال شفتني..". بعد البنات ال سائبات ياأتي خليط من الرجال والن ساء لأخذ شيء من زيت قنديل أم ها شم لع ل الج عيونهم. ي دعى الرج ل الذي يدير هذه احلومة املزدحم ة: درديري وه و»و سطهن كالدي ك ب ي ني الدجاج«. وعلى الرغ م مم ا يدر ه علي ه عمله م ن رزق إل أن ه ل تب دو عليه أي ة أم ارة م ن أمارات الغن ى.»احلقيق ة إن ه كان مزواج ا ل مير العام إل ويبني ببكر جديدة«. م ع ذلك كان موؤمنا إميان ا أعمى وخرافي ا بكل ما يتعل ق بربكات قنديل أم ها شم. أث رت حرارة ج سد ا سماعيل يف ذهنه فجاءت نتيج ة لمتحان مثبطة فقر ر وال ده إر ساله إىل بريطانيا لدرا سة طب العيون رغم ضائقته لقت صادي ة. يف الوقت نف س ه اتفق الوالدان عل ى أن تك ون فاطم ة النبوية م ن حق ه وهو م ن حق ها. حني يقر أ ا سماعي ل الفاحتة إيذانا بقبوله و إن ه لكاذب... إذ أنكر أن ه جوعان إىل فتاته ال سمراء إىل الن س اء جميعا ول سي ما أخريا إىل ن ساء أوروبا. يبدو أن ه حتى فاطمة النبوية تعرف أن "ن ساء أوروبا ي س ر ن شبه عاري ات وكل هن بارعات يف الفتن ة والإغراء. فاإذا ساف ر ا سماعيل فال تدري كيف يعود إن عاد". قب ل وداع ه دار ا سماعي ل حول املق ام فاإذا بفتاته ال سمراء تلك تدعو وقد أل صقت جبينها على ال سور. عرف م ن دعائها أن رجال تركها و أن ج سدها أ صبح لي س منها فما ت شعر بالأمل وهو ينه شها نه شا. حاول ا سماعيل أن يلحقها إل أن قدمي ه مل تتح ر كا.» أراد أن ي ف ض ي لها بكل ما يف نف سه... ملاذا يهتز ملر آها دون سائر الن ساء أو اهم هو ". مل يج د ا سماعيل مهرب ا من حريته ه ذه" إل بال شيخ درديري وحديثه الرثثار ينزل بل سما على فوؤاده". سافرت الباخرة بعد وداع ضاج دامع."ومر ت سبع سنوات وعادت الباخرة". خالل ه ذه ال سنوات ال سبع ح ص ل ا سماعيل عل ى شه ادة ط ب العي ون وغ وى وعرب د وراق ص. لك ن ال شيء الذي تعل مه ومل يخطر ببال ه أو ب ال عائلت ه أن ه»تعل م كي ف يتذو ق جمال الطبيعة ويتمت ع بغ روب ال شم س كاأن مل يك ن يف وطن ه غ روب ل يقل عن ه جمال ويلت ذ بل سع ة ب رد ال شم ال«. إل أن )ماري( زميلت ه يف الدرا س ة ه ي الت ي صنع ت منه إن سان ا متح ض را "ففتحت ل ه آفاقا يجهلها من اجلمال: يف الفن يف املو سيقى يف الطبيعة بل يف الروح الإن ساني ة أي ضا ". كان ت مفردات ه احل ضارية تتو س ع يوما بعد ي وم. ف اإن أراد أن ي ض ع حليات ه برناجم ا ثابتا تقول له:»احلياة لي ست برناجما ثابتا بل جمادل ة متج د دة«. و إذا قال له ا لنجل س تقول له:»قم ن س ر «. ل يحد ثها إل عن الزواج ول حتد ث ه إل ع ن احل ب وح ي ني ي سرح يف امل ستقب ل تعيده إىل احلا ضر. يبحث يف دينه وعبادت ه وتربيته و أ صوله ا كم شجب وهي تق ول ل ه:" إن م ن يلج اأ إىل امل شج ب يظل عمره أ سريا بجانبه يحر س معطفه". لحظت )ماري( يف شخ صي ة ا سماعيل شتى أن واع النف اق واملجامل ة يتخ وف من حكم النا س علي ه.»التع ارف عنده ا صط دام بني ال شخ صي ات يخ رج منها ظاف را أو خا سرا «. أم ا هي فتهيم بالنا س جميعا ول تهتم بهم جميع ا التعارف عندها لقاء والود مرتوك للم ستقب ل«. ثم توالت ن صائحها له حتى يف ممار ساته الطبية. تطل ب الأم ر من ا سماعي ل ا ستحالت كثرية حت ى بل غ م ست وى م ن التعليم عل ى يديها لدرجة متك ن معها أن يكون ند ا لها بعد أن كان»يجل س بني يديها جل سة املريد أمام القطب". لك ن حني تركته عن ر ضى»وجد نف سه فري سة حب جدي د«أل وهو حب م ص ر الذي"مل يكن ي شعر به إل شعورا مبهما". يف الواق ع ما من عالق ة مبا شرة بني احلبني ول ميك ن أن يعو ض ح ب الوط ن ع ن حب ب ش ري يختل ط بالأنفا س واللح م وال دم وال صلب والرح م. يبدو أن راوي ة الق صة مل يح س ن ت صوير الف راغ الذي خلفت ه )ماري( فاأف اد من الوق ت الفائ ض بني يدي ه بالتفكري يف الوط ن. ل عج ب أن ق ال راوي ة الق صة:»والظاهرة العجيبة التي ل ا ستطيع تف سريها هي أن ا سماعيل أفاق من حبه ل )ماري( فوجد نف س ه فري س ة ح ب جدي د ه ل لأن القلب ل يعي ش خالي ا أم أن )ماري( ه ي التي نب هت غافال يف قلبه فا ستيقظ وانتع ش. «الغراب ة الثاني ة وه ي ل تخل و م ن ارتباك املوؤل ف ه و أن ا سماعي ل كلم ا ازداد حب ه مل ص ر زاد ضج ره من امل صري ي ني»كان أبواه أول ضحاي ا ضج ره.»ف الم كتلة م ن طيبة سلبي ة"و»الأب م شتعل شيب ا «.»البيت ضيق و أ ش د ظلم ة«قط ع الأث اث بالي ة... حت ى خطيبت ه فاطمة النبوي ة مل ت سلم:"كل ما فيها وعليه ا ي صرخ باأنها قروية من أعماق الريف. هل ه ذه هي الفت اة التي يتزوجه ا علم منذ اللحظة أنه سيخون وعده وينكث عهده". ل ميك ن أن تتغ ي ري شخ صي ة ك شخ صي ة ا سماعي ل القروي ة بع د سب ع سن وات يف الغرب ة ل سي م ا و أن اعتم اده اقت صادي ا مل ينقطع يف يوم ما. رمبا أراد يحيى حق ي بهذه الغراب ات غري املعقولة أن ميه د إىل ما سيقوم ب ه ا سماعيل من حماقات ب ص أان ك سر قنديل أم ها شم وهو بال شك أمر جلل. ين دم لعودته إىل"هذا الوط ن املنكود يك سر قندي ل أم ها شم يطب ب عين ي فاطمة النبوية باأدوي ة أوروب ا. تعم ى ب ي ني يدي ه ومل ينفع معه ا كل دواء حديث". ي وازن الآن بني عقله لوروب ي وقلب ه ال شرق ي»راح يفك ر كي ف يه رب إىل أوروبا من جدي د ولكنه يف الليلة التالية يعدل عن فكرته". ويف شهر رم ضان أحيت ليلة القدر فيه ما ضيا جليال. تنتهي الق صة ب صدفة مبهجة رغم ل معقوليتها. مبهج ة لأن بط ل الق ص ة عانى الأمر ي ن أمام أعينن ا. كان خائب ا أم ام أعينن ا فالب د م ن إنق اذه باأي ة و سيلة حت ى لو كان ت صدفة ل عالق ة لها باأي علم. من تل ك ال صدف مثال أنه سمع»زفريا و شهيقا يجوبان امليدان. هذا هو سي دي العرتي س«. ثم إن املق ام»يرق ص عليه ضوء خم سني شمعة زي نت جوانبه"كانت تلك شموع نعيمة"تل ك الفتاة الطويل ة ال سمراء اجلعدة ال شعر". ياأخ ذ ا سماعيل شيئا م ن زيت القنديل يقول لفاطم ة ل تياأ س ي من ال شف اء. فاطمة»تتقدم لل شفاء على يديه يوما بعد يوم". ت رك حق ي إرثا ن ادرا ورائع ا م ن الكتابة اجلميل ة ع ن الإب داع والف ن والنق د وخ صائ ص اللغة الأدبية خا صة يف كتابيه القيمني الرائعني»ع ش ق الكلمة«و» أن شودة للب ساط ة«.. وهم ا كتاب ان عظيم ان ل يفارق اين من ذ كن ت طالب ا يف اجلامع ة ول أم ل من مع اودة النظر فيهم ا ومطالعة مقالتهم ا.. وكي ف ل وهم ا يحم ل الن قدرا وافرا من نظ رات عبقرية يف صنعة الكتابة و إب داع الق ص ص والفنون بعام ة سجلها حق ي بح س فنان عظيم وخربة كاتب ق صة م ن الطبق ة الأوىل وروح إن س ان ترقى يف معارف ه ومداركه حت ى و صل لغاي ة رفيعة من التوا ضع احلقيق ي والذوق الأ صيل يف التعامل مع الب شر والن صو ص. " أن شودة للب ساطة مقالت يف فن الق صة" بالتحدي د واحد م ن أجمل م ا كتب يحيى حق ي وهو يف الوقت ذات ه أن شودة العمق والأ صال ة والفه م احلقيق ي ل ل أالدب ق د م في ه درو سا باذخة لنا شئ ة الكتاب واملقبلني عل ى الكتابة ل ن يجدوه ا يف أي مكان آخر س وى مدر س ة البديع يحيى حق ي.»قراءة كتب يحيى حقي مبثاب ة قراءة عالجية ضد لكتئاب والزهق وكر ش ة النف س. هذا غري أن لغت ه ل مثي ل لها ب ي ني الكت اب جميعا «.. هكذا و صف أحد كتابنا الكبار أثر حقي على نف سه وروحه. يحي ى حق ي يف» أن ش ودة للب ساط ة«ويف»فجرالق صةامل صرية«ويف»ك نا سةالدك ان«.. بل يف كل ما كتب هو أحد املوؤلفني امل صريني الذي ن مل يح صل وا عل ى م ا ي ستحق ونه. ل ميكن أن نتخيل حجم امل ساعدات التي قد مها ه ذا الرجل للفنانني والأدب اء ال شبان منذ كان م س وؤول عن م صلحة الفن ون ال شعبية يف وزارة الثقاف ة امل صري ة منت ص ف اخلم سينيات م صوؤول عن أول ناد لل سينما يف ق صر عابدين يف نهاية اخلم سينات إىل أن أ صب ح رئي سا لتحري ر جملة»املجلة"يف منت ص ف ال ستينات. وق د أحيل إىل التقاعد سنة 1965 أ شهر أعماله»قنديل أم ها شم صح النوم أم العواجز سارق الكحلالفرا ش ال شاغ ر«ع دا ترجمات ه الأدبية والفكرية والتاريخية. هو بال أدنى شك أحد الآباء الروحيني الكب ار لأجيال و أجيال من املبدعني والكتاب. * لغ ة عبقري ة يف قدرته ا عل ى لخت صار ال شديد مع الإيحاء القوي.. )عن اللغة العربية( * ول ول وج إىل ساح ة ال سع ادة يف اعتق ادي إل من أحد أب واب ثالثة: الإميان والفن واحلب.. (قنديل أم ها شم( * عجب ت لالإن سان يو صي غ ي ريه بالقناعة.. ول يقنع هو!.. ( صح النوم) * ل تن سوا أن الأدب العربي هو مادتكم التي ت شتغل ون به ا.. اق ر أوه باإمع ان.. بنظرة فاح صة جدي دة ت سندها ثقاف ة الع صر هو وح ده ال ذي سيعلمكم ف ن الق ول. وما فن الق ص ة إل نوع من فن الق ول. أنتم تقيمون بن اء أحج ار ه ي الكلم ات ستج دون يف الأدب العرب ي اخل ايل من الق ص ة سر هذه الكلم ات دللته ا جر سه ا أطيافه ا. ل تبحث وا يف الأدب العرب ي ع ن الق ص ة ل ن جتدوه ا.. ابحث وا في ه ع ن الكلم ة ستجدونه ا.. ست شب ع نفو سك م ب سر اللغة التي تكتبون بها.. ) أن شودة للب ساطة مقالت يف فن الق صة( * إن كل ق ول يف الف ن إمنا ه و وجهة نظر فردي ة فالف ن قني ص ة يبق ى منه ا دائم ا خ ارج ال شب اك ج زء منفل ت.. إن ه يك ره التعميم ويعلو علي ه ويكره احلد والقطع أب رع تعري ف ل ه ل يغنينا ول نبل غ به حد لطمئن ان وال شب ع.. ونح ن أق در عل ى الإح سا س بغياب الف ن منا على الإحاطة به وتعريفه حني نلقاه.. )ع شق الكلمة( * أب أا س اخلل ق هي الطيور الت ي ل تقع إل عل ى أ شكاله ا.. ف إانه ا جتمد عل ى نقائ صها وتظل ف ضائلها فر ضا من الفرو ض لفتقارها إىل ال ضد.. إن سعادتها وهمية.. (ع شق الكلمة) * الإله ام ن ور ساط ع كا شف جلمي ع آفاق الروح والعامل.. يهبط على من يختاره دون سبب ظاهر فيتلقاه بغري سعي منه إليه.. *.. أم ا عن املوهوب ي ني يف الق صة من كتاب اجليل اجلديد فهم كثريون ولكنهم ضائعون و سط زحام شديد م ن ق ص ص تافهة يكتبها أنا س ل ترى يف عيونهم ملعة الذكاء ول يف جباههم ب صي صا من ضوء.. فلي ست امل صاألة ماذا كتبت بل هي من أنت * كل إن س ان تن ش اأ بين ه وب ي ني همومه من طول ال صحبة روابط ألف ة حلوة و صداقة لذي ذة يوؤم ن أنها ه ي شغلت ه وم شغلته حديثه م سمره إنه ا ر أ س ماله وثروته بل ه ي كل ما متلك ي ده ماذا يبقى له لو طارت منه.. )فكرة.. فابت سامة( *.. ويبقى للكاتب عذابات أخرى قد يعدها النا س صغرية ولكنها عن ده شديدة حني يجد الكالم الذي حر ص على أن يجعله سهال وا ضح ا مفهوما يتحقق وج وده وانف صاله ع ن اللغو واملت شابه عن الغمو ض ومن ثم ال ضياع قد خاب م صريه عند قارئه.. لي ست امل صيب ة أنه مل يفهمه بل إنه سلكه مع غريه م ن الكالم امللق ى عل ى عواهن ه. عذابه أن التلميح ينفذ دائما من خروق الغربال كاأمنا حت م كاأمنا املطل وب أل يبقى ب ه إل الزلط الغليظ ولونان فح سب أ سود و أبي ض أما الرمادي فيعامل معاملة الرتاب. *.. ورغ م انبه ار ال شباب حينئ ذ باأ سلوب املنفلوطي فاإن ت أاثريه فيهم كان قد خف حني ظهر ط ه ح س ي ني باأ سلوبه ال ذي اخت ص به وح ده كابتدائه املقال بواو العطف..»وقيل عل ى سبيل التندر إنه يقلد مبي ضي النحا س اجلو ال ة يف ش وارع القاه رة وكله م من سوهاج وهم ي صرخون: وابي ض النحا س و..«ث م تكراره للجملة الق صرية الواحدة بالإثب ات والنف ي و ل ستفه ام والتعج ب كحكاي ة مقاله امل شه ور»وللمعلمني ق ضية«ف ق د ه ام حينئذ كثري من ال شباب وبخا صة طلبته يف اجلامعة بتقليد هذا الأ سلوب. ح ظ مل يفز ب ه العقاد ول امل ازين. لأن طه كان جم ددا جريئا وال شب اب يحب اجلر أة والتجديد. وحني جنا ه وؤلء املقل دون فيما بع د م ن قي د الأ س ر ل أظ ن أنه ق د غ ضب لعقوقهم ب ل ح م د لهم هذا التحرر لأنه دليل امتالك الذات. * كان علين ا يف ف ن الق ص ة أن نفك خمالب شي خ عني د شحي ح حري ص عل ى م ا له أ ش د احلر ص ت شت د قب ضته عل ى أ سلوب املقام ات أ سل وب الوع ظ والإر ش اد واخلطاب ة أ سل وب الزخ ارف والبهرج ة اللفظي ة واملرتادف ات أ سل وب املقدم ات الطويل ة واخلواتيم الرامي ة إىل م صم صة ال شفاة أ سلوب الواوات والفاءات والثمات واملعذل كات والرغمذل كات والالجرم ات والبيد أنات والال سيم ات أ سلوب احلدوتة الت ي ل يق ص د بها إل الت سلي ة. كنا نريد أن ننتزع من قب ضة ه ذا ال شيخ أ سلوبا ي صلح للق ص ة احلديثة كما وردت لنا م ن أوروبا شرقها وغربه ا ول أحتول عن اعتقادي باأن كل تط ور أدبي ه و يف املق ام الأول تطور أ سل وب. كان علين ا أن ن ضرب عل ى يد من يحك ي لنا ق ضي ة جنائية ويق ول اكتبوها فه ي ق صة جميلة حق ا ونق ول له:"الق صة شيء خمتلف أ شد لختالف". جريدة االحتاد االإماراتية

4 7 6 العدد )4208( ال سنة اخلام سة ع شرة - الأربعاء )6( حزيران العدد )4208( ال سنة اخلام سة ع شرة - الأربعاء )6( حزيران manarat WWW. almadasupplements.com ول ص دور م ؤولفات يحيى حق ي ق صة جديرة باأن تروى وف اء لتاريخنا الأدب ي وتعريفا ل أالجي ال الطالعة م ن أدبائن ا بواقع اجليل ال س ابق عليه م وواجبه م نح وه ونح و إبداعاته وتراثه القي م. فقد شاء ح سن طالعي أن يربط بيني و أ س تاذنا الكبري حني قد ر يل أن أعاون ه يف حتري ر جملة"املجلة" س بع سنوات خالل يقظة ال ستينيات وما أكرث ما تعلمته منه خالل تلك ال س نوات وما ش هدته م ن مواقف ه امل ش رفة واملتفاني ة يف خدم ة الأدب والأدب اء واملث ل العلي ا مم ا يتطلب حديثا طويال بل أحاديث و أحاديث يكفيني أن أ سج ل له هنا وقفته ال شجاعة إىل جواري يف وج ه ثورة الدكتور ثروت عكا ش ة وزير الثقاف ة وقته ا عل ى بع ض كتابات ي الت ي اعتربه ا نق دا ل سيا ست ه يف ال وزارة فاإذا بيحيى حقي يتحمل م ص ؤووليتها كاملة معي ويق رر به دوء أن ه م س وؤول ع ن كل حرف كتبت ه لأنه ق ر أه و أجاز ن ش ره وي شفع ذلك بالثن اء الكرمي عل ى شخ صي وقلم ي فتهد أ ث ورة الوزي ر الغا ض ب و إن أ ص ر مع ذلك على نقلي. كتب ضائعة وعرض مجحف ومن ذ أوائ ل ال سبعيني ات قل ت كتاب ات يحي ى حق ي حت ى توقف ت متام ا سن ة 1973 وكان ق د ص در له ستة ع ش ر كتابا موؤلفا غري الرتجم ات واملراجعات فاعترب كاتبا مق ل ال بالقيا س إىل غ زارة إنتاج كبار أدبائن ا كالعقاد وامل ازين واحلكيم. وحتى ه ذه الكت ب ال ستة ع ش ر مل تك ن متوافرة يف املكتبات لقدم العه د ببع ضها ول صدور بع ضها الآخر يف طبعات شعبية مثل"كتاب الهالل" أو"كت اب اجلمهورية" أو"كت اب اليوم"مما ج رت العادة عل ى أن يطرح مع باع ة ال صحف ب ضع ة أيام ث م يختفي من الأ س واق بعده ا وكان ذلك ي سب ب حرجا ليحي ى حق ي كلم ا طلبت من ه موؤلفاته ومل ي ستطع تقدميها ملن يطلبها. وم ن ش دة لهف ة يحي ى حق ي عل ى وجود كتبه يف املكتب ات وبخا صة بعد توقفه عن الكتاب ة وافق على عر ض جمحف من أحد النا شري ن باإع ادة طبعه ا كلها مقاب ل ألف جني ه ل غ ي ري. وبعد توقي ع العق د إذا بهذا النا شر"ال شاطر" وقد أطمعه ت ساهل الأديب الكبري يحاول م ضاعفة" شطارته"و أرباحه وين زل باملبل غ إىل الن ص ف مم ا ا ضط ر يحيى حق ي إىل الرف ض. ثم عر ض د. حمدي ال سكوت عل ى الأ ستاذ يحي ى أن تقوم اجلامع ة الأمريكية باإعادة ن ش ر كتب ه مقابل ألف ي جني ه فات صل بي ي ست ش ي ريين. وكان م ن ر أي ي أن اجلامعة الأمريكية لي ست جه ة ن شر ول نعرف أنها ن ش رت كتب ا أدبي ة قبل ذل ك ث م إن الدولة له ا دار ن ش ر هي"الهيئ ة امل صري ة العامة للكتاب"فلت م ل نعر ض عليه ا إع ادة طبع ه ذه الكتب فاإذا امتنع ت أ صبحنا يف حل أن نن شرها يف اجلامعة الأمريكية. وتعهدت ليحيى حق ي باأن أنوب عنه يف هذه املهمة إذ كان الدكت ور حممود ال شنيطي - رئي س هيئة الكتاب وقتها - صديقا وزميال قدميا. مل ي ت رتدد د. ال شنيط ي يف املوافق ة ولكنه ا ش ت رتط أل تدف ع الهيئ ة أك ث رث م ن أل ف و ستمائ ة جنيه أي مائة جنيه عن كل كتاب وا ش ت رتط أن ن ص در الكت اب الأول ب سرية ذاتي ة ليحيى حق ي و أن ن ضي ف إىل بقية الكتب مواد جديدة مل ي سبق ن شرها لي ساعد بذلك يف رواجها. ورح ب يحيى حق ي ووقع العق د ون ص في ه - دون ا ست شارتي- عل ى أن أتوىل أنا تقدمي أ صول الكت ب والإ ضافات ومراجعة جتارب املطبعة وتوقيع أوامر الطبع وهي ثقة كب ي رية مل أ ستط ع رف ضها ب ل حاولت النهو ض بها على خري صورة ممكنة. وهك ذا وجدتني - دون أي ترتيب أو تفكري م سب ق - غارق ا يف موؤلف ات يحي ى حق ي ومقالته و أحاديثه ال صحفية وما كتب عنه وا ستطعت يف وق ت ق صري ن سبيا أن أجمع ل ه املادة الالزم ة ل سريته الذاتي ة وقر أتها علي ه فنقحها وحذف منه ا و أ ضاف إليها مقدم ة وموؤخ رة و أ سماها" أ شجان ع ضو منت سب" وهي التي ت صدرت الكتاب الأول م ن موؤلفات ه وكن ت ق د اخرتت"قنديل أم ها شم"ل شهرت ه و شعبيته. وه و أول كتاب ه ذه تجربة فري دة يف أدبنا العريب كان ت مثرة عالقة بني كاتبني تفصلهام س نوات العمر ويجمعهام عش ق الكلم ة. األول هو أديبنا الكبر يحيى حقي الذي كنا نحس به أديبا مقال والثاين هو الناقد فؤاد دوارة الذي حاول أن يثبت العكس فوهب الكثر من وقته وس نوات عم ره يك يجمع ليحيى حقي اثني عرش كتابا كانت ضائعة وسط الصحف واملجالت الدورية وليقد م لنا يحيى حقي آخر غر الذي كنا نعرفه. صدر أخرا كتاب"كناسة الدكان"لألديب الكبر يحي ى حق ي وهو الكتاب الثامن والعرشون م ن مؤلفات ه الكاملة التي تصدرها"الهيئة املرصية العامة للكتاب"وبهذا الكتاب تكون مؤلفات األديب الكبر قد اكتملت وأحمد الله أين عشت حتى صدر هذا الكتاب وأحمده أكرث أنه صدر يف حياة مؤلفه فاكتحلت عيناه بظهور مؤلفاته جميعا وهو عىل قيد الحياة. ك ن اس ة دك ان يحيى حق ي ص در ليحيى حق ي وكان ذلك سنة 1944 وم ن عج ب أنه رغ م حجم ه كان سببا يف ذيوع شهرته. ويف غم رة احلما س ة لنجاح ه ذا امل شروع الثقايف و إخراجه يف أف ضل صورة ممكنة أقنع ت الأ ست اذ يحي ى باإ ضاف ة ع دد م ن الهوام ش ل شرح م ا غم ض م ن التعبريات أو ل ستع ارات أو الأ ساط ي ري وم ن أه ل تل ك الهوام ش ما ذكره يل م ن أنه ظل أكرث م ن أ سبوع يبحث عن الكلمات التي ي ضعها على ل سان بطله" إ سماعيل"يف حلظة ثورته عل ى اخلراف ة وحتطيمه لقندي ل أم ها شم وكي ف أنقذه من حريته تذك ره ملا قر أه عن الفيل س وف الأملاين"نيت شه"ح ي ني أ صي ب فؤاد دوارة ناقد م صري راحل بلوث ة م ن اجلن ون فهبط م ن بيت ه وهو ي صرخ ) أنا.. أنا.. أنا(. وعهد الدكتور حممود ال شنيطي إىل الفنان ال سكندري الكبري سيف وانلي بر سم الكتاب فر س م لوحة طريفة ليحي ى حق ي ت صدرته وجمموعة من"املوتيفات"ال صغرية الفاتنة لبدايات الف ص ول ونهاياتها فخرج الكتاب حتفة فنية شكال وم ضمونا. ف ض ل ت أن ي ص در كل كتاب م ن كتب يحيى حق ي م ستقال ليحتف ظ ب شخ صيت ه ويباع بثم ن يف متن اول عام ة الق ر اء عل ى أن أ ضيف للكتب ال صغرية احلجم مادة جديدة تتف ق معه ا بحيث تتق ارب أحج ام الكتب ق در الإم كان. وهو ما واجهن ي يف الكتاب الثاين"فج ر الق صة امل صرية"ل صغر حجمه م ع جليل قدره فاأ ضفت إلي ه ست درا سات أخرى عن نف س املرحلة كتبها يحيى حق ي يف ف ت رت ت خمتلف ة منها ثالث ع ن صديقه وزميل دربه يف"املدر س ة احلديثة"وريادة الق ص ة الق ص ي رية حمم ود طاه ر ل ش ي ني ودرا س ة بعنوان"الق ص ة ما ضيه ا وم ستقبلها"زي نت به ا جملة"املجلة"عددها الأول ال ص ادر يف يناي ر/ كان ون الث اين 1957 واملقدم ة الت ي كتبه ا سن ة 1964 لرواي ة عم ه حمم ود طاه ر حقي:"عذراء دن ش واي" ث م الدرا س ة الوحي دة ع ن اللوح ات الق ص صي ة الت ي كتبه ا ال شي خ م صطف ى عب د ال رازق بعنوان"مذك رات ال شيخ فزارة"ومل يلتف ت إليها تاريخ أدبنا احلديث. يكفي كتابان أو ثالثة كان ل ب د م ن و ض ع خط ة ت ص در الكت ب مبوجبه ا بطريق ة منظم ة بحي ث تختلف نوعياته ا من كتاب لآخ ر فتجتذب أكرب عدد ممكن من القراء خمتلفي لهتمامات. وحني أع دت النظر يف الكتب ال ست ة ع شر وجدتها تنق س م إىل ث ل الث نوعي ات رئي س ة ه ي: الق ص ص والكتاب ات النقدي ة ث م املقالت الأدبي ة. فاتبع ت هذا الرتتي ب ل إ صدارها فبد أن ا - كم ا أ ش رت - بالق ص ص ممثل ة يف"قندي ل أم ها شم"ث م ثنين ا بالكتاب ات النقدية يف"فجر الق ص ة امل صرية"وقد صدر سن ة 1975 ث م أتبعناهم ا بكتاب"فك رة فابت سامة"ال ذي ميثل املق الت الأدبية ومل يك ن بحاج ة إىل أي إ ضافة من حيث احلجم أو امل ادة فاقت ص ر في ه دوري على املراجعة والت صحي ح وحتدي د م كان ن ش ر كل مقال وتاريخ ه وهو ما ينطبق أي ضا على الكتابني التاليني: رواية" ص ح النوم"و"خطوات يف النقد"اللذي ن أعي د ن شرهم ا ومعهما"فكرة فابت سامة" سنة و أثن اء مراجعت ي ملق الت وكتاب ات يحيى حق ي التي مل جتمع يف كتب م ن قبل لأختار منه ا م ا أ ضيفه إىل بقي ة الكت ب وجدتني أم ام ثروة م ن الإنتاج الأدب ي القيم موزعة ب ي ني خمتل ف ال صح ف واملج ل الت على مدى أكرث من ن ص ف قرن و أح س ست بعجزي عن لختيار ال سلي م ما مل تو ضع أمامي كل هذه الكتابات جمتمع ة لكي أقارن بينها و أح سن اختيار املادة املنا سبة لكل كتاب. وبتوجيه ات الأ ست اذ يحي ى حددن ا أه م املج ل الت الت ي ن ش رت كتابات ه ابت داء م ن "الفجر" و"ال سيا سة الأ سبوعية" و"البالغ" يف الع شريني ات وانته اء ب"امل س اء" و"التعاون"و"املجل ة" يف اخلم سيني ات وال ستينيات وال سبعينيات وقمت مبراجعة جمموع ات دار الكت ب امل صري ة وحتدي د الأع داد وتواريخه ا و أرق ام ال صفح ات الت ي ن ش رت فيها ه ذه الكتاب ات بدقة. ومل تك ن آلت الت صوي ر والن س خ احلديث ة ق د انت ش رت فا ضطررن ا إىل لعتم اد عل ى أ سلوب"امليكروفيلم"املوج ود بهيئة الكتاب باآلت ه العتيقة ف صورت معظ م املقالت يف أفالم حم ضت ثم ك ب ربت فبدت باهتة حتتاج إىل الن س خ م ن جديد وهو م ا قمت به فعال بع د أن رف ض ت املطبع ة ت سلم تل ك ال صور الباهتة. و ض ح أمام ي أن الكتاب ات الت ي اجتمع ت ل دي تكون ما ل يقل ع ن ع شرة كتب خمتلفة املو ضوع ات م ن بينه ا جمموع ة ق ص ص كامل ة مل ي سب ق ن شرها يف كت اب ولحظت أن م ستواها الفن ي جيد بحيث يندر حتققه يف أمث ال هذه الكتاب ات التي تن شر عادة يف ال صحف واملجالت. وحينما فاحتت الدكتور ال شنيطي يف الأمر قال با ستهانة: - يكف ي كتاب ان أو ثالث ة بالإ ضاف ة للكتب الأ صلية وبناء على ذلك أعلنت يف نهاية الكتاب الأول أن موؤلف ات يحي ى حق ي ت ص در تباع ا يف ع شرين كتابا. حت ى يحيى حق ي نف س ه مل يك ن مقتنعا باأن كتابات ه ميكن أن تكون مثل هذا العدد الكبري م ن الكت ب وظل غ ي ري مقتنع حت ى صدرت الكتب فعال و أثن ى عليها النق اد والأ صدقاء فاطم اأن بع د ط ول القل ق وال ش ك وازداد اطمئنان ه حني منح سن ة 1989 جائزة امللك في صل عن الق صة الق صرية. إعادة شباب بعض الكتب قل ت إين حر صت بالن سب ة للكتب التي سبق صدوره ا على لحتفاظ بطابعها والإ ضافة إىل صغ ار احلجم منه ا ما يتفق م ع مادتها الأ صلي ة ومت ذل ك كله بالت ش اور مع يحيى حق ي فاأ ضفنا إىل كتاب"دمعة فابت سامة" ست مقالت كان ق د كتبها سنة 1930 أثناء عمله أمينا للمحفوظات بقن صليتنا بجدة ون شرها بجريدة الب ل الغ بعنوان"الدعابة يف املجتمع امل صري"وبتوقيع"احل اج يحيى.."وه ي ثم رة قراءت ه لتاري خ اجلربت ي وتعل ق ه به وتاأمله يف وقائعه. و أ ضفنا إىل كتاب "تعال معي إىل الكون سري" جمموع ة مق الت كتبها جلري دة "التعاون" ع ن "الكاريكات ي ري يف مو سيق ى سي د دروي ش" و إىل "حقيبة يف يد م سافر" عددا آخر من رحالت ق ام بها إىل ال صني و إيطاليا والغردقة و إىل"دم اء وطني"ق ص صا أخرى ت دور أحداثه ا يف ال صعي د و إىل"نا س يف الظل" شخ صي ات أخ رى م ن س كان الظل و إىل"ي ا لي ل ي ا عني"مقالت ه ع ن ال سريك واملولد وهكذا. كتاب ان فق ط م ن الكت ب القدمي ة سمح ت لنف سي بالتدخ ل يف مادتهما الأ صلية:"عطر الأحباب"ال ذي احتفظ ت بن صف ه الأول كم ا هو حي ث حدد في ه يحيى حق ي منهجه و أ سلوبه يف النقد الأدبي وطب قه بعد ذلك على ثالثية جنيب حمف وظ مع مقارنتها ب"الل ص والكالب"فاأ ضف ت إىل ذل ك ما جتمع لدي من مقالت يف نقد للرواية امل صرية والعاملية ثم أن صاأت ق سم ا ثالثا ملقالت ه التي حتدث فيها ع ن امل ازين وباكث ي ري وحممد عب ده الزيات وغريه م ليظل عنوان الكت اب - وهو"عطر الأحباب"- منطبقا على مادته أو جزء منها. والكتاب الآخر الذي غري ت يف بنائه الأ صلي هو" أن شودة للب ساط ة" فقد وجدته يتحدث بالتف صيل عن ف ن الق صة والق صة الق صرية بال ذات فر أي ت م ن املنا س ب أن أردف هذا احلدي ث الطوي ل بتطبيق ات عملي ة م ن مقالت يحيى حق ي ع ن جمموعات الق ص ص الق صرية ومقدماته لبع ضها الآخر. سوء تفاهم مع يحيى حق ي ل أن س ى س وء التفاه م ال ذي ح دث بينن ا ب سب ب خطاأ مطبع ي يف الطبع ة الأوىل من كتاب ه" أم العواج ز" يف م سته ل الق ص ة الثانية"م ر آة بغ ي ري زجاج"عب ارة طبع ت هكذا:"و أخذ الأ شجار ربوؤ خانق" وقفت عند كلمة"ربوؤ"وات صلت بيحيى حق ي أ صاأله عنها فلم يحر جوابا و أثناء تقليبنا لالأمر مبختلف احتمالته قلت له: ه ذه نتيجة كرثة تقليبك يف املعاج م التي ت ضعها على مكتبك! فغ ضب إذ ظنن ي أتهم ه ب أانه يعتمد عل ى املعاجم يف اختي ار مفردات ه. واحتاج الأم ر إىل ب ضعة أي ام لكي ت صفو نف سه ولكي ندرك أن الكلمة التي حريتنا لي ست سوى"ربو"بدون همزة. وم ا أك ث رث الأمثلة والن وادر الت ي ميكن أن أرويها مما واجهنا خ ل الل ال سبع ع شرة سنة التي ا ستغرقها ن شر هذه املجموعة. إين موؤم ن ب أانن ا ل سن ا أح رارا يف اختي ار أهلنا و أ صدقائنا وظ روف حياتنا والفر ص الت ي تتاح لنا خالله ا ولكنن ا نتمتع بكامل حريتن ا يف ح س ن الإف ادة مما يت اح لنا من كل ذلك و أحم د الله على أن أنعم علي بنعمة صداق ة أ ستاذنا يحيى حق ي و شرف العمل مع ه والتتلمذ املبا شر علي ه فنيا وخلقيا ثم أنعم عل ي أي ض ا بفر صة لرد بع ض جمائله و أف ضاله علي. ول أ ستطي ع أن أكتم ك سعادت ي مب ا بذلته م ن جهد يف إع داد هذه الكت ب ومراجعتها وفخ ري بها حققته من سع ادة ملبدعها وثناء املثقف ي ني والنقاد. فلم يع د يحيى حق ي بعدها كاتبا مقال كما كان يقال عنه أحيانا إذ أ صبح ل ه ثماني ة وع ش رون كتاب ا بع د أن كان ت ست ة ع شر منه ا سبع جمموع ات ق ص صية ورواي ات وت سعة كتب يف فن املقال الأدبي منه ا كت اب يف التاريخ و آخ ر يف التاأمالت الديني ة وثالث يف نق د الروتني احلكومي بالإ ضاف ة إىل اثن ي ع ش ر كتاب ا يف النق د الأدب ي والفني منها كتاب خا ص باللغويات - ع ش ق الكلم ة - وثان ع ن ال شع ر وثالث ع ن امل س رح ورابع ع ن ال سينم ا وخام س ع ن املو سيقى والف ن الت شكيل ي والعمارة و ساد س ع ن م شكالتنا الثقافي ة ب شكل عام وهكذا. كل ذل ك ومل أحدث ك بع د ع ن كتاب"كنا س ة الدكان" آخ ر كت ب ه ذه املجموع ة وه و الذي أث ار صدوره يف ذهن ي هذه اخلواطر والذكري ات فلعل ي أفع ل ذل ك يف منا سب ة قريبة إن أذن ربك. جملة "العربي" اأكتوبر 1991 م. رئي س جمل س الإدارة رئي س التحرير رئي س التحرير التنفيذي علي ح سني سكرتري التحرير رفعة عبد الرزاق الخراج الفني خالد خ ضري طبعت مبطابع م ؤ س سة املدى لالعالم والثقافة والفنون

5 يحيى حق ي.. البساطة الممزوجة بالعمق اعداد/ منارات ه و صاح ب»كنا س ة ال دكان«و» أم العواج ز«و»البو سطج ي«و»قندي ل أم ها ش م«و» أن ش ودة للب ساط ة«وغريه ا م ن الأعم ال الأدبي ة والنقدي ة إن ه الكات ب والأدي ب الراح ل يحي ى حق ي ال ذي نكر س هذا العدد من ملحق منارات له. ول د يحيى حق ي يف 17 كان ون الثاين 1905 لأ سرة ذات أ صول تركية تعي ش يف حي ال سيدة زين ب بالقاه رة ون صاأ يف أ س رة حت ب الثقافة والأدب ب ل منهم من عمل يف هذا املجال در س احلقوق وعم ل باملحاماة مدة أ شهر 8 فقط مل ي شعر خاللها بال ستقرار. فق رر هجر هذه املهنة وق ر أ إعالنا عن م سابقة وزارة اخلارجي ة لختيار أمناء املحفوظات يف القن صليات واملفو ضيات فنجح فيها وع ني أمينا ملحفوظات القن صلية امل صرية يف جدة كما ع ني م دي را مل صلحة الفن ون بعد عودت ه إىل م صر وتر أ س حترير جملة"املجلة". ت زوج ال سي دة نبيل ة و أجنب منه ا ابنت ه الوحي دة»نه ى«وهي كاتبة وروائي ة إذ توفيت زوجت ه بعد وقت ق صري من مولد طفلته ا ليت زوج بعده ا بف ت رتة طويلة سي دة إنكليزية وظال معا حتى وافته املنية. كان»حق ي"عا شق ا للغة العربي ة وكان يرى أن الأدي ب ل ب د أن يت سم بالدراية ب الأدب القدمي نرثا و شعرا ومعرفة تاريخ بلده والتعبري عن جمتمع ه و أن يكون قدوة لغ ي ريه و أن يلت صق مبجتمع ه جي دا متي زت أعمال ه الروائي ة والق ص صية بالب ساطة والتلقائية والواقعية له العديد من الأعمال الأدبية. لك ن أ شهرها على الإطالق حت ى ملن ل يعرفون الق راءة رائعت ه»قنديل أم ها ش م«التي جت س د ال صراع بني التخلف واجلهل وقد حتولت هذه الرواية إىل عم ل سينمائي كما حتولت رواية»البو سطجي"ه ي الأخرى إىل عم ل سينمائي حمل ل سم نف سه أي ضا. وقد ا ستطاع من خاللها أن ي صنع ب صمة مميزة خا ص ة به يف وقت كان ت الرواية والق صة يف بدايتهم ا م ضيف ة أن ه رغم ع شقه ا لأ سلوب ه وطريقت ه وطريق ة تفك ي ريه وطرح ه للمو ضوع ات الت ي متث ل ت صورا ثوريا علىاملجتمع فاإنه ا ت رى أنه ظ ل م قيدا يف كتابات ه م سرت ش دة برواية"قنديل أم ها شم". إذ ي شعر القارئ باإيجابية البط ل يف بداية الرواية واجتاهه نحو التطوي ر لكن جنده مع نهاية الرواية يحجم عن هذا التطوير. ويبد أ يف عمل نوع م ن التوازن ن ست شعر معه غي اب الث ورة التي ته دف إىل التغيري الفعلي لفت ة إىل أن ه ذه النزع ة كان ي عانيه ا الكثري من الأدباء حيث لن سح اق يف وطاأة املجتمع وموروثات ه م رجع ة ال سبب يف ذل ك إىل كون املجتم ع امل صري جم تمع ا قدميا ج دا فعندما ياأت ي أي ف رد لتغي ي ري موروثات ه سيواج ه صعوبة كبرية. هو صاحب»فجر الق صة امل صرية«و»خليها على الله«و» صح النوم«و»ياليل ياعني«و»كنا سة ال دكان«و»تراب املريي«.. ه و صاحب العرق الرتكي الذي صار م صريا خال صا وهو أي ض ا صاح ب»قندي ل أم ها ش م«حيث ال ص راع ب ي ني احل ض ارة واخلرافة وهو صاح ب»دماء وط ي ني«التي قال ت إن»الأعراف ف وق امل شاعر واملعتق د«.. وه و صاحب»عطر الأحباب"ال ذي ميث ل حمط ة مهم ة يف ف ن البورتريه القلمي.. وهو القائل :» إذا أردت أن ت سعد فعليك أن ت سع د غ ي ريك أول «.. و»عجبت لالإن س ان يو صي غريه بالقناع ة.. ول يقنع ه و!«.. و»عاهات النفو س ش يء ب ش ع لأنه ا املخل وق الوحي د ال ذي ل يعي ش إل خمتنقا فاإذا أحتت له التنف س مات«.. و»امل ر أة يل ذ له ا وي سعده ا بدافع م ن عاطفة الأمومة أن تبكت زوجها بني احلني والآخر و أن توقف ه- و إن كان بط ل ال!!! ب ي ني يديها موقف الطف ل املذن ب ال ذي يوؤن ب ويوب خ حت ى إذا غ ضب امتدت له الأيدي امل شفقة والأذرع امل حب ة وقال له القلب أنت قطعة مني فكيف أجفوك «.. و»اخت ل الف ال سع ادة الت ي توه ب للب ش ر يف الن وع ل يف املق دار«.. و" شت ان ب ي ني أن تن ام متح سرا وبني أن تنام يف ع رق اخلج ل". رح ل الأديب يحيى حق ي عن عاملنا يف 9 كانون لول 1992 ت اركا خلف ه إرث ا ثقافي ا كبريا تن وع ب ي ني الرواي ة والق ص ة والنق د الأدب ي والفني وكتب ضم ت مقالته ال صحفية. وقد نال حق ي أك ث رث من جائزة من بينها جائزة الدول ة التقديري ة يف الآداب كم ا ن ال العديد من اجلوائ ز يف فرن سا و أوروب ا ويف البلدان العربية وجائزة مهرج ان القاهرة ال سينمائي الدويل يف دورته ال ساد سة ع شرة.