159 ندوة القيادة الموحدة والتنظيمات الا س لامية ومنظمة التهرير في انتفاضضة ١٩٨٧* بس ام الصصالهي جمال زقوت حس ن يوس ف رباه مهنا س مير ششهادة عمر عس اف** ا دار الندوة وحررها: غادة المدبوه*** فر غت النصص: لارا كنعان عقدت ''موءس س ة الدراس ات الفلس طينية'' ندوة ''القيادة الموحدة والتنظيمات الا س لامية ومنظمة التهرير في انتفاضضة ١٩٨٧'' في س ياق موءتمر ''انتفاضضة ١٩٨٧ الهدش والذاكرة'' الذي نظمته الموءس س ة بالتعاون مع دار النمر في جامعة بير زيت في رام الله في ٢٠١٧/١١/٢٤ بهدف ا عطاء مس احة للذاكرة الجمعية بعد مرور ٣٠ عاما على ذكراها لكن ليس فقط لتذك ر كيف وماذا حدش بل ا يضضا لفهم كيف ششك ل ما حدش في انتفاضضة ١٩٨٧ نقطة تهول في تاريخ القضضية وكيف يمكن تفس ير ما حدش في تلك انتفاضضة بما تلاها من هب ات لم تتوقف منذ انهيار عملية الس لام مع * ع قدت الندوة في الجلس ة الشانية خلال اليوم الا ول لموءتمر ''انتفاضضة ١٩٨٧: الهدش والذاكرة'' الذي نظمته موءس س ة الدراس ات الفلس طينية ودار النمر للفن والشقافة في جامعة بير زيت يوم الجمعة الموافق فيه ٢٠١٧/١١/٢٤. ** بس ام الصصالهي: الا مين العالم لهزب الششعب الفلس طيني وناءب في المجلس التششريعي الفلس طيني والعضضو في القيادة الموحدة للانتفاضضة الا ولى جمال زقوت: عضضو المجلس الوطني الفلس طيني والعضضو في القيادة الموحدة للانتفاضضة الا ولى حس ن يوس ف: ناءب في المجلس التششريعي الفلس طيني وا حد قيادات حركة ''حماس '' في الضضفة الغربية اعت قل لعدة ا عوام في س جون الاحتلال رباه مهنا: قيادي في الجبهة الششعبية لتهرير فلس طين س مير ششهادة: حاصصل على الدكتوراه في الا دب العربي وعمل مهاضضرا في جامعة بير زيت وهو عضضو موءس س في القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضضة الا ولى عن حركة ''فته'' عمر عس اف: كاتب ومهلل س ياس ي وس كرتير اللجنة الوطنية للدفاع عن حق العودة وكان عضضوا في القيادة الموحدة ا ثناء الانتفاضضة الا ولى. *** ا س تاذة مس اعدة وعضضو هيي ة تدريس ية في داءرة العلوم الس ياس ية في جامعة بير زيت ومديرة الا بهاش في المركز الفلس طيني الا ميركي للبهوش (PARC) في فلس طين.
160 جملة الدراسات الفلسطينية 115 صيف 2018 اس راءيل بعد الانتفاضضة الشانية. وبينما تكششف الندوة عن نقاط تقاطع وعن كشير من الخلافات فا ن الشابت هو ا ن انتفاضضة الهجارة هي حدش رس خ ثقة المقاوم الفلس طيني وبلور الهوية الجمعية الفلس طينية مهليا وا قليميا ودوليا. غادة المدبوه: ا رح ب بالمتهدثين اليوم والطريقة التي س نمضضي فيها خلال الندوة هي عبارة عن طره ا س ي لة مركزية جرى التششاور فيها مع اللجنة الاس تششارية في موءس س ة الدراس ات الفلس طينية خلال التهضضير لهذا الموءتمر وس نعطي كل متهدش ثلاش ا و ا ربع دقاءق لل جابة عن الا س ي لة ثم س ي فته باب النقاشش للجمهور في ا خر نصصف س اعة وس ا تولى ا دارة هذه الندوة. ا هلا بالجميع. انتفاضضة عفوية وقيادات ششبابية جديدة غادة المدبوه: هل كان اندلاع الانتفاضضة واتس اع رقعتها عفويا ا م ا نه حدش تم الترتيب له مس بقا جمال زقوت: ا ن النقطة الجوهرية في الا س باب الهقيقية لاندلاع الانتفاضضة تتمشل في نضضج دور الهركة الوطنية على الصصعيدين الس ياس ي والتنظيمي والتي عمليا عب رت عن حالة التباعد التي وصصلت ا لى الذروة بين الششعب الفلس طيني بمختلف ششراءهه ومكوناته وبين الاحتلال. فا ذا عدنا ا لى النداء رقم ٢ وهو النداء الا ول للقيادة الموحدة في ٨ كانون الشاني/يناير ١٩٨٨ في الضضفة الغربية وفي ١٠ كانون الشاني/ يناير في غزة كنداء مباششر لهذه الانتفاضضة س نجد ا ن الانتفاضضة تلخصص الا س باب التي ا دت ا لى ا ن تكون المششاركة ششمولية لا نها عب رت عن الهموم الكبرى لمختلف القطاعات س واء تلك المتصصلة بقطاع ا صصهاب الا راضضي والفلاحين ا و بالعمال الذين يخضضعون لجميع ا ششكال التمييز والقهر على يد قوات الاحتلال فضضلا عن ا غلاق الجامعات وموضضوع الضضريبة المضضافة في مواجهة القطاع التجاري ومنع انتظام وتنظيم الهركة الس ياس ية والنقابية في غزة لا ن في الضضفة الغربية كان هناك بعضض الهريات. وا ذكر بينما كنا نعقد هيي ة عامة لانتخاب نقابة الخدمات العامة في غزة ا ن مقر النقابات حوصصر فانتقلنا ا لى مقر الصصليب الا حمر لا جراء تلك الانتخابات فكان مجرد تنظيم عمل نقابي لعمال ي س تغلون س واء في ا س راءيل ا و في س وق العمل الفلس طينية ي عتبر مششكلة. وعليه لا يمكن ا ن يقال ا ن الانتفاضضة بدا ت بصصفارة من قاءد ما في منطقة ما في الداخل ا و الخارج لا نه لا يمكن عزل جميع ا ششكال النضضال التي عملت عليها فصصاءل منظمة التهرير الفلس طينية وا طراف الهركة
القيادة املوحدة والتنظيمات اإلسالمية ومنظمة التحرير يف انتفاضة 1987 ندوة 161 الوطنية با ششكالها النضضالية كلها س واء بالعمل العس كري ا و العمل الجماهيري والتي ششكلت الششرارة التي اس ت كملت في اليوم التالي في تششييع العمال الا ربعة عندما اس تششهد الششاب حاتم الس يس ي. وقد س بق ذلك كله ششعور الناس با ن حياتهم مهددة بالخطر عندما لاحق ا حد المس توطنين الطفلة انتصصار العطار من مخيم دير البله بس بب ا لقاءها حصصاة وليس حجرا على س يارة هذا المس توطن فلاحقها ا لى مدرس تها ودخل ا لى فصصلها الدراس ي وا طلق النار عليها فاس تششهدت ثم ا فرج الاحتلال عنه بعد س بعة ا يام. والششيء ذاته تكرر مع مناضضلي حركة الجهاد الا س لامي عند منطقة وادي غزة حين توقفت س يارتهم وكان يمكن ا لقاء القبضض عليهم لكن جرت تصصفيتهم مباششرة. بس ام الصصالهي: الانتفاضضة حدش عفوي واندلاعها في - ٨ ١٩٨٧/١٢/٩ جاء نتيجة تراكم المعاناة والظلم والقهر الذي دفع ا لى التصصعيد في مواجهة الاحتلال. لكن عامل ين ا ديا دورا مهما في تا طيرها في الا يام التالية: ا ولا في الفترة ما بين س نت ي ١٩٨٢ و ١٩٨٣ حتى س نة ١٩٨٧ بدا يتقلصص الهامشش القيادي الفلس طيني الذي كان متاحا بعد حل البلديات وضضرب لجنة التوجيه الوطني وبالتالي فا ن القيادة الرس مية الفلس طينية في الا راضضي المهتلة خلال الفترة - ١٩٨٣ ١٩٨٧ لم تكن قيادة معب رة عن الهراك العام وا نما كانت قيادة ششبه رس مية وباس تشناء فيصصل الهس يني فا ن جميع الا س ماء التي برزت كانت على هامشش الموقع الرس مي ثانيا كان الطابع القيادي الششعبي المقترب من الناس قد انتكس بين س نت ي ١٩٨٢ و ١٩٨٣ وبدا ت تظهر تعبيرات لمنظمة التهرير في الا رضض المهتلة ا قل تا ثيرا الا مر الذي فس ه في المجال لبروز قيادات جديدة من الوس ط الطلابي الذي كان منخرطا في الهالة الششعبية ومم ن خرجوا من الس جون من كوادر التنظيمات المتنوعة وبادروا بششكل ا و با خر ا لى تنظيم الهالة الششعبية العامة قبل ا ن تتلقف القيادة الس ياس ية المس ا لة رس ميا. فمشلا في الا يام الا ولى من الانتفاضضة كان الجميع يتس اءلون عم ا س يهدش في هذه الهالة غير المس بوقة من المششاركة الششعبية ومن هنا بدا التفكير في كيفية ضضمان الاس تمرارية. وكخلاصصة فا ن الانتفاضضة بدا ت عفوية ونظمتها قيادات ششعبية منها كوادر من الفصصاءل مرتبطة بالششارع مباششرة ونش ا ت بعد تجربة كفاحية وا دت دورا في التنظيم البداءي الا ول في الانتفاضضة مع الهالة الششعبية العامة وبعد ذلك بدا تدخ ل القوى الس ياس ية بصصورة ا كشر تنظيما. حس ن يوس ف: ا نا لا ا عتقد ا ن هناك ششيي ا اس مه عفوي وخصصوصصا في انتفاضضة كانتفاضضة الهجارة الكبرى فانتفاضضة بهجمها لا يمكن ا ن تكون عفوية. فالذي كان يتابع الهدش منذ بداية الشمانينيات حتى بداية الانتفاضضة يلاحظ تراجعا في الوضضع الفلس طيني الس ياس ي بصصورة عامة حتى ا نه في موءتمر القمة العربية الطارءة: ''الوفاق والاتفاق'' الذي ع قد في الا ردن لم تدرج القضضية الفلس طينية في البيان الختامي وحينها قال الملك حس ين اكتبوا ما يريده الا خ ا بو عمار فا ضضافوا الفقرة الا خيرة وهي تا كيد القضضية الفلس طينية ونصصرة الدول العربية
162 جملة الدراسات الفلسطينية 115 صيف 2018 ووقوفها ا لى جانب الهق الفلس طيني. لقد كان الفلس طينيون قوة وطاقة هاءلة تنتظران الهدش الذي يفجرهما. س مير ششهادة: ا نا ا ميل ا لى القول ا ن الششعب الفلس طيني كله كان س يد الانتفاضضة ولا ا جي ر الا مر ا لى فصصيل ا و حزب كهاضضنة للانتفاضضة ا و كموءششر ا ول ا ليها. فهذه المس ا لة ليس ت خاضضعة للتصصنيف ا و تركيب مس ميات عليها عفوية ا و مقصصودة وعلينا داءما ا ن نعود ا لى الششعب فهو س يد الموقف على الرغم من الظلم الكبير الذي يعانيه. ثمة كشير من الا حداش/الا س باب التي لا يمكن ا ن نتجاوزها مشل الاجتياه الا س راءيلي للبنان والخروج من بيروت ومس ا لة الانقس ام الذي وقع في ''فته'' ونعي منظمة التهرير في صصهف عربية وغيرها من الا مور التي ا ثرت في خيارات الششعب لكن في نهاية الا مر تدخلت قيادات التنظيمات التي اس تطاعت ا ن تقرا البوصصلة تماما وتمكنت من ا ن تقود وا ن توج ه. عمر عس اف: كانت بدايات الانتفاضضة عفوية بامتياز وكونها عفوية لا يقلل من ش ا ن دور القوى الوطنية بل ا ن تطور مس يرة الانتفاضضة من العفوية ا لى التنظيم مر بعدة مراحل لكن وتاءر هذا التطور كانت مختلفة بعضضها عن بعضض. ا ن م ن يقرا كتاب ديفيد غروس مان ''الزمن الا صصفر'' الذي صصدر قبل الانتفاضضة بس تة ا ششهر يدرك مدى المعاناة لدى الششعب الفلس طيني. يقول غروس مان: ''لو كنا مكان الفلس طينيين لكنا ث رنا في اليوم مي ة مرة على الاحتلال الفلس طيني'' وفعلا بعد س تة ا ششهر اندلعت الانتفاضضة. المس ا لة الا خرى هي الموءتمر التوحيدي الفلس طيني في ٢٠ نيس ان/ا بريل ١٩٨٧ وكان يوم الوحدة الوطنية الذي ا س س للتوجه الوحدي في الهالة الفلس طينية. لقد كانت الفصصاءل تتابع المرحلة التي مرت بها الانتفاضضة في الششهر الا ول ا لى ا ن انتظمت من خلال لجنة عمل وطني مششترك في القدس تهت مس مى القوى الوطنية والتي كانت تجتمع باس تمرار في القدس لا ن الهركة في القدس كانت ا س هل. وكان فخرا للقوى الوطنية الفلس طينية ا ن تلتقط هذا الهدش وا ن تعمل على تهويله ا لى عمل منظم بعد انقضضاء بضضعة ا س ابيع على اندلاع الانتفاضضة. رباه مهنا: الانتفاضضة لها مقدمات وا س باب وتداعيات. فعندما تراجعت الشورة المس لهة في غزة والضضفة مرت الهالة الفلس طينية بركود منذ بداية الس بعينيات حتى ا واءل الشمانينيات. وعلى الرغم من ا ن الا وضضاع الاقتصصادية في الضضفة وغزة كانت معقولة وكان العمال يششتغلون بدخل معقول فا ن الممارس ات الا س راءيلية القمعية والعنصصرية ضضد العمال في الداخل المهتل ول دت لدى الناس في الضضفة وغزة ششعورا با ن هذا الاحتلال يمارس ضضدهم تنكيلا واضضها. هذا ا ولا. ثانيا عندما ط ردت منظمة التهرير من بيروت ركزت المنظمة وجميع الفصصاءل عملها على الداخل الفلس طيني. ثالشا كان للتنظيمات الفلس طينية دور فاعل في ا واءل الشمانينيات بتهريك الششارع الفلس طيني فكنا نرى كل ''بيت عزاء'' ا و ''فره'' يتهولان ا لى مناس بة وطنية. علاوة على ذلك كان هناك تهركات الششباب في الجامعات في ا واءل الشمانينيات والا فراج عن الس جناء في صصفقة التبادل التي قامت بها القيادة العامة بقيادة
القيادة املوحدة والتنظيمات اإلسالمية ومنظمة التحرير يف انتفاضة 1987 ندوة 163 ا حمد جبريل وعملية الطاءرة الششراعية وعملية الجهاد الا س لامي في ١٢/٦ وهو ما ا لهب مششاعر الجمهور الفلس طيني الذي بات ا كشر اس تعدادا للتهرك. لقد بدا ت الانتفاضضة بفعل جماهيري عفوي ششاركت فيه قطاعات الششعب العمرية والمهنية كافة. وا ذكر بعد نهو عششرة ا يام من الانتفاضضة جاء ا لى قطاع غزة قاءد المنطقة الجنوبية يتس هاق مردخاي فدعا ١٥٠ ششخصصية ا لى اللقاء بهدف تهدءة الناس عن القيام بانتفاضضة وكان من ضضمن الششخصصيات الدكتور حيدر عبد الششافي ثم بعد ذلك تششكلت القيادة الوطنية الموحدة وبدا ت تقوم بدورها. غياب ''حماس '' والقوى الا س لامية عن القيادة الموحدة غادة المدبوه: بتلخيصص س ريع بين م ن قال ا ن الانتفاضضة عفوية وغير عفوية ومن كل ما ا عرفه في دراس ات الهركات الاجتماعية ا و الشورات فا نه لا يوجود تنظيم مشل التنظيم الذي كانت تتميز به الانتفاضضة وخصصوصصا في الس نة الا ولى ا ذ كانت من دون ا طر موجودة ا صصلا على الا رضض. ا ن ا لهاب المششاعر والا حداش التي تهدثتم عنها مهمان جدا لكنني ا عتقد ا ن الششبكات الاجتماعية التي كانت موجودة والجمعيات كذلك ونوع الترابط ا كان اجتماعيا ا م س ياس يا كان لها دور كبير في انطلاق الانتفاضضة بهذه القوة وبهذا التنظيم. من هنا ندخل ا لى الس وءال الشاني: لماذا بقيت التيارات الا س لامية خارج القوى الوطنية الفلس طينية وكيف تصصف هذه العلاقة بين التيارات الا س لامية والقوى الوطنية الا خرى جمال زقوت: مع التششديد على ما ط ره بش ا ن العلاقة بين الاندفاعة القوية للجماهير منذ اللهظة الا ولى للانتفاضضة وبين دور القوى المنظمة التي كانت منخرطة فيها وهي ا صصلا جزء من الجمهور ا لا ا ن هذه القوى التقطت اللهظة وطورتها في برنامج واضضه. وا نا ا عتقد ا نه لولا القوى الس ياس ية لم يكن من الممكن وضضع صصيغة واحدة فمنذ ٧ كانون الا ول/ديس مبر ١٩٨٧ حتى ٨ كانون الشاني/ يناير ١٩٨٨ كان الجميع منخرطا في الانتفاضضة ثم تبلور برنامج الانتفاضضة عششية ٨ كانون الشاني/يناير ١٩٨٨ وصصدر البيان موق عا باس م القيادة الوطنية الموحدة بتصصعيد الانتفاضضة في الضضفة الغربية وهو البيان ذاته الذي صصدر في غزة في ١٠ كانون الشاني/يناير ١٩٨٨. يظهر ذلك في طبيعة الواقع الاقتصصادي الاجتماعي وطبيعة الس ياس ات الا س راءيلية قبل اندلاع الانتفاضضة وفي نضضج الهركة الوطنية واتس اع ششبكتها عبر المنظمات الجماهيرية ا كان ذلك في الجامعات ا م النقابات ا م المنظمات النس اءية ا و الاجتماعية الا خرى التي عملت على تعزيز صصمود الجماهير وثقتها بنفس ها ومواجهة هيمنة الاحتلال بالتدريج بينما لم يكن الاحتلال يرى ذلك كله. في ذلك الوقت لم يكن هناك قوى
164 جملة الدراسات الفلسطينية 115 صيف 2018 ا س لامية باس تشناء حركة الجهاد الا س لامي التي انخرطت في الانتفاضضة منذ الدقيقة الا ولى. فهذه الهركة التي كان يتزعمها الششهيد فتهي الششقاقي كانت تدعو ا لى عمل عس كري مباششر وكان هناك حوار بعد تا س يس القيادة الموحدة مع الجهاد الا س لامي عبر الا خ زياد النخالة والنقاشش كان ا ن يبقى الاس م هو ''القيادة الوطنية الموحدة'' ا و ''القيادة الوطنية والا س لامية الموحدة''. لقد انخرط الجهاد الا س لامي ثم المجمع الا س لامي ا م ا قيادة الا خوان المس لمين في قطاع غزة فاجتمعت ورا ت ا ن هذا عمل نوعي مفصصلي لا يمكن لهركة الا خوان المس لمين ا ن تعزل نفس ها عنه وا لا س تعزل نفس ها عن مجمل الهركة الوطنية وقررت تا س يس حركة ''حماس '' فيما بعد. بس ام الصصالهي: يمكن تقس يم المراحل الا ولى للانتفاضضة من الناحية التنظيمية ا لى فترتين: الا ولى من - ٨ ١٩٨٧/١٢/٩ ا لى ١٩٨٨/١/٨ والشانية ما بعد ١٩٨٨/١/٨. في الفترة الا ولى لم يكن هناك صصيغة تنظيمية موحدة لقيادة الانتفاضضة وا نما كانت الفصصاءل تعمل كلا على حدة مع وجود ا ششكال من التنس يق الواس ع على المس تويات المهلية في المدن والقرى والريف بين ناششطي العمل الوطني كلهم وكانت تصصدر بيانات في المواقع نفس ها من التنظيمات با س ماء متنوعة ا و باس م القوى الوطنية. وقد اس تمر ذلك قرابة ششهر كامل وكنت ا نا ششخصصيا في هذه الفترة ا عمل في قطاع غزة وكنت على تواصصل مباششر ويومي مع ا حداش الانتفاضضة. ففي تلك الفترة بالتهديد صصدر ا ول بيان وكان مذيلا بتوقيع القوى الوطنية الموحدة في قطاع غزة ثم صصارت البيانات بعد ذلك تصصدر باس م اللجان الششعبية واس تمر الا مر على هذا المنوال حتى ١٩٨٨/١/٨ عندما تششكلت القيادة الموحدة للانتفاضضة. ا م ا في قطاع غزة فا ن الهركة الا س لامية وخصصوصصا ''حماس '' لم تكن في البداية منخرطة في فاعليات الانتفاضضة على ا س اس منظم وهي حتى بعد الانخراط التنظيمي فيها لم تكن جزءا من القيادة الموحدة والس بب في ذلك يعود ا لى موقفها الواضضه والصصريه في ميشاقها الذي يتضضمن ملاحظات على منظمة التهرير ا س اس ا لكونها علمانية وبالتالي لا مجال للعمل معها وحتى في نصص ميشاق حركة ''حماس '' الذي صصدر في ا ب/ا غس طس ١٩٨٨ كان هناك نصص واضضه بش ا ن ششكل العلاقة مع منظمة التهرير. لكن مع اس تمرارية الانتفاضضة وقيادتها من جانب فصصاءل منظمة التهرير والقوى الوطنية ا خذت ''حماس '' القرار بالانضضمام ا لى هذه الهالة لاعتبار وطني من جهة واعتبار تنظيمي من جهة ا خرى ا ذ ا نها لو لم تنخرط في فاعليات الانتفاضضة لفقدت القدرة على الس يطرة على جمهورها ومن هذا المنطلق جاء التزامها بالقيادة الموحدة. حس ن يوس ف: خلية الا خوان المس لمين في الداخل المهتل منذ س نة ١٩٤٨ كانت في س نة ١٩٧٩ بقيادة عبد الله نمر درويشش وكانت مس لهة واعت قل ا فرادها ل ٤ ا عوام كما اعت قل الششيخ ا حمد ياس ين وا براهيم المقادمة والدكتور عبد العزيز الرنتيس ي في س نة ١٩٨٣ بس بب عملهم في تجميع الس لاه وقد ا فرج بعد عام عن الششيخ ا حمد ياس ين في
القيادة املوحدة والتنظيمات اإلسالمية ومنظمة التحرير يف انتفاضة 1987 ندوة 165 صصفقة تبادل الا س رى التي قامت بها القيادة العامة. علاوة على ذلك اس تششهد جواد ا بو س لمية في جامعة بير زيت وهو من الكتلة الا س لامية والا خوان المس لمين فكيف يقال ا ننا متا خرون بالعودة ا لى القرن الماضضي فا ن ا ول خلية عس كرية دشش نها الا خوان المس لمون للجهاد في فلس طين كانت في س نة ١٩٣٥ وا ول خلية عس كرية ا س س ت في فلس طين كانت في س لواد في س نة ١٩٤٢. لقد كنت خلال الشمانينيات مس وءولا عن الا خوان المس لمين في المنطقة كلها وتم الاتفاق على تششكيل حركة ''حماس '' ومواجهة الاحتلال فتهولنا جميعا من ا خوان مس لمين ا لى ما يس مى تنظيم ''حماس ''. وفي ١٩٨٧/٤/١٤ صصدر البيان باس م ''حمس '' ثم ا ضضيف ا ليه حرف الا لف في البيان رقم ٢ ليصصبه اس م الهركة ''حماس ''. وليس هناك تصصريه ا و بيان ا و نصص في ا دبيات الهركة يقول ا ن ''حماس '' تريد ا ن تكون بديلة من منظمة التهرير بل خلافا لما يقال فا ن ا حدى مواد الميشاق الصصادر في ١٩٨٨/٨/٢١ تذكر منظمة التهرير كا خوة وا خوات وا باء وا مهات وا عمام فنهن وا ياهم في خندق واحد لمواجهة الاحتلال حتى لو اختلفنا في الروءى فلكل فصصيل روءيته وبرنامجه الس ياس ي. لكن لل س ف الششديد منذ بداية ظهور الهركة لم يتم الترحيب بنا ولا اس تيعاب واحتواء بعضضنا لبعضض وا نما حدش العكس تماما ا ذ وقعت الاحتكاكات من البداية ومهاولة التضضييق علينا بل ا ننا حتى في الس جن ضض ربنا وكنت ا نا ا ول الضضهايا في س نة ١٩٩٠ وكان يقال لنا ا ننا عملاء وحتى في ا دبيات الا خر قيل لنا ا ن الاحتلال ورابين هما م ن س مه بوجودكم لتكونوا بديلا من منظمة التهرير الفلس طينية. ا ن دورنا تكاملي مع بعضضنا البعضض حتى ا ن كانت الروءى والبرامج مختلفة فدورنا تنافس ي وهو ا مر ا ثرى الانتفاضضة. غادة المدبوه: لكن ''حماس '' نفس ها هي التي ا علنت ا ن انطلاقتها تششكل انقس اما عن فكر الا خوان المس لمين بششكل يدعو ا لى المقاومة المس لهة مع الاحتلال. س مير ششهادة: ا ن العلاقة بين القوى الوطنية والقوى الا س لامية ا و ''حماس '' علاقة غير مخفية فهناك اختلاف وتناقضض واتهام وهي على مس توى القيادة من الا على حتى الخلية البس يطة تتس م بعدم وجود اتفاق ولا وفاق بل ا ن هناك ا س بابا كشيرة س اهمت في ا بعاد الا طراف بعضضها عن بعضض وبالتالي يجب ا ن نهصصر الموضضوع وا لا نزج ا نفس نا في دهاليز الاتهامات. فا نا ششخصصيا وربما هذا اعتراف لا ول مرة كنت ششاهدا حقيقيا على تششكيل القيادة الوطنية الموحدة التي ا طلقت بياناتها بعنوان ''لا صصوت يعلو فوق صصوت الانتفاضضة'' والتي ربما س بقت البيان رقم ١ الذي ا صصدرته ''فته'' والبيان رقم ٢ الذي صصاغته الجبهة الديمقراطية كما كنت ششاهدا على تلك الجلس ات التي ششهدتها ا روقة في القدس من بعضض الفصصاءل في ذلك الوقت. وا ذكر واقعة بس يطة قبل تششكيل القيادة الوطنية الموحدة فقد كنا نتهرك في ميدان المنارة والتقيت بالا خ والرفيق عمر عس اف وكانت المهلات مغلقة والا ضضرابات تعم الششوارع. هذا الوضضع الميداني هو الذي كان مهيمنا على وضضع القيادة الوطنية الموحدة
166 جملة الدراسات الفلسطينية 115 صيف 2018 حتى قبل تششكيلها فالميدان جمع ''فته'' و''حماس '' والديمقراطية والششعبية وحزب الششعب وا نا قلت في البداية ا ن الششعب هو الذي ا ششعل الانتفاضضة. عندما بدا ت الانتفاضضة وكانت في ا ول ا يامها كنت في قيادة ''فته'' وذهبت ا لى عم ان لا رد على الذين قالوا ليس للداخل علاقة بالخارج وتهدثت في اتصصال هاتفي مع الا خ ا بو جهاد وكان خارج عم ان ووضضعته في الصصورة وضضرورة تششكيل لجنة قيادة وطنية موحدة فقال حرفيا : ''ا رجع واعمل قيادة من الجميع.'' وصصلت عند الظهر وجلس ت مع الرفيق عمر عس اف وبدا نا بالهديش ثم انضضم ا لى الهوار فيما بعد الرفاق في الجبهة الششعبية. كنا ثلاش قوى فقط وكان قد صصدر ا نذاك بيانان هما البيان رقم ١ للقوى الفلس طينية والبيان رقم ٢ للجبهة الديمقراطية فا صصدرنا البيان رقم ٣ الذي ط بع منه ١٢٠,٠٠٠ نس خة في ليلة واحدة وتم توزيعه واعتبرنا ا ن البيان رقم ٣ هو البداية الفعلية لولادة المقاومة ا و القيادة الوطنية الموحدة وتبعته البيانات ٤ و ٥ و ٦ لكن لم يكد التوزيع يبدا في البيان رقم ٦ حتى س جنت في المس كوبية. رباه مهنا: كان هناك نقاشش مع حركة ''حماس '' بهدف ا دخالها ا لى منظمة التهرير لكنها رفضضت وا ذكر رد الرنتيس ي عندما س ا لته عن الس بب قوله: ''ا ولا المنظمة علمانية ونهن نريدها ا س لامية. ثانيا المنظمة معترفة با س راءيل ونهن غير معترفين بها.'' ا عتقد ا ن ''حماس '' كي تكون في ا طار ومنطق ا س لامي في خدمة القضضية الفلس طينية لم تقبل ا ن تكون جزءا من القيادة الموحدة. ''حماس '' لم تششارك في القيادة الوطنية الموحدة والس بب الا ول هو ا براز قوتها فبعد عملية ١٩٧٧/١٢/٦ اعتبر قادتها ا نهم ا نجزوا عملا كبيرا. علاوة على ذلك رفضضت حركة الجهاد الا س لامي الانضضمام ا لى المنظمة ا و حتى ا لى ''حماس '' لتششكيل تيار ا س لامي موحد لا نها هي ا يضضا كانت تريد ا ن ت برز نفس ها وقوتها. الا ن وبعد ا صصدار ''حماس '' بيانها الا خير الذي يتضضمن الاعتراف بدولة فلس طين على حدود ١٩٦٧ بدا ت وجهة نظر ''حماس '' تتغير وا صصبهت ا كشر اس تعدادا لدخول منظمة التهرير لكن بششروطها. لذا ا رجو من القيادة الفلس طينية وقيادة المنظمة ا ن تس ه ل دخول ''حماس '' لا ن لديها قوة ووجودا كبيرين على الا رضض ودخولها ا لى المنظمة يعزز قوة هذه الا خيرة. ا نا ا قول ا ن المصصلهة الوطنية تقتضضي دخول ''حماس '' والجهاد ا لى منظمة التهرير الفلس طينية كي نوح د الششعب الفلس طيني تهت ا طار واحد. عمر عس اف: ''حماس '' كانت تظن ا نها بديل من منظمة التهرير ولم تفكر في العمل س ويا مع القيادة الوطنية الموحدة. فعلى الا رضض كان هناك عمل جماعي مششترك لكن على المس توى التنظيمي كان هناك تباين ولم يعمل الاثنان معا وا عتقد لو كان العمل مششتركا ولو كان موحدا لربما ا عطى نتاءج ا فضضل. بالتالي كان هناك نوع من المنافس ة كان يا خذ ا حيانا طابع م ن الذي س يواجه الاحتلال ا كشر وهذا ا مر مششروع في ا طار المنافس ة لكن ا حيانا كان هناك نوع من المناكفة ولم يكن عملا مششتركا فالتيار الا س لامي كان يعمل بمفرده والقيادة الوطنية الموحدة كانت تعمل
القيادة املوحدة والتنظيمات اإلسالمية ومنظمة التحرير يف انتفاضة 1987 ندوة 167 لوحدها ا لا ا ن العلاقة لم تصصل ا لى حد الصصراع وهذا يس جل لنا كهركة وطنية. كنا على الرغم من ذلك نترك للششارع ا ن يس تجيب للفاعليات ا كانت تلك الصصادرة عن القيادة الموحدة ا و عن حركة ''حماس '' لكننا لم نهاول ا ن نفرضض را يا ضضد ا خر. انتفاضضة مغدورة غادة المدبوه: بمناس بة الهديش عن العلاقة بين الفصصاءل نفس ها نصصل ا لى الس وءال الشالش وهو: ماذا كان دور قيادة منظمة التهرير الفلس طينية في الخارج وهل كان دورها ا يجابيا ا م س لبيا في الانتفاضضة ا عرف ا نه س وءال كبير لكن ا رجو ا ن تكون النقاط مهددة وا س اس ية لا ن الهديش عن دور المنظمة يهتاج ا لى وقت طويل. جمال زقوت: القيادة الموحدة اعتبرت ا ن كل فلس طيني هو جزء من منظمة التهرير مشلما يقول ميشاقها لكن لل س ف لم يعترف ا بو عمار علنا بالقيادة الموحدة ا لا بعد ا ن ا صصدرنا ٦ بيانات مع ا نه كان لدينا معه نقاششات داخلية قبل ذلك. وقد جرى فيما بعد اس تعجال اس تشمار النتاءج الس ياس ية لهذه الانتفاضضة وا نا هنا لا ا تهدش عن البرنامج الس ياس ي بقدر ما ا تهدش عن المبادرات الس ياس ية التي حولت الانتفاضضة من انتفاضضة وطنية كبرى ا لى ''انتفاضضة مغدورة'' وجميعنا س اهم في ذلك ليس فقط قيادة منظمة التهرير بل كل م ن اعتقد بعد تششكيل الس لطة الوطنية الفلس طينية ا ن الهقوق ت س ترد على طاولة المفاوضضات ا و من خلال عملية اس تششهادية. بس ام الصصالهي: نهن في الهزب الششيوعي لم نششارك منذ البداية في القيادة الموحدة وذلك لس ببين: ا ولا الرغبة في ا لا تتدخل منظمة التهرير بششكل مباششر بهيش تتكرر تجربة الجبهة الوطنية خلال الفترة - ١٩٧٣ ١٩٧٤ ا ذ كنا نريد صصيغة فيها اس تقلالية ا كبر في الضضفة الغربية ثانيا الهاجة ا لى وضضوه س ياس ي لهدف الهراك القاءم. لكن عندما ا دركنا ا ن مطالبنا هذه هي بهد ذاتها ا على من ا مكان التهقق غل بنا عنصصر الوحدة في القيادة الموحدة على هذه الاعتبارات وحاولنا معا ا ن يكون تدخ ل منظمة التهرير في ا ضضيق الهدود من ا جل ا عطاء الس احة الداخلية المجال كي تطور ذاتها. وا عتقد ا ن تدخ ل المنظمة المبالغ به لاحقا لم يفد الانتفاضضة بل حدثت تباينات ملموس ة ا برزها عندما دعت القيادة الموحدة ا لى ا ضضراب تجاري ششامل رفضضا لاس تقبال جورج ششولتز في حينه فمع ا ن الموقف في الخارج كان رافضضا لذلك ا يضضا ا لا ا ن بعضض التباينات حدش في المواقف. لكن التكامل الذي حدش في س نة ١٩٨٨ كان في را يي ثمرة العلاقة الصصهيهة بين الانتفاضضة وبين قيادة المنظمة في الخارج وقد ظهر ذلك من خلال ا علان الاس تقلال في ١٩٨٨/١١/١٥ والذي هو في تقديري كان ا فضضل تتويج لششكل العلاقة بين الانتفاضضة ومنظمة التهرير. ا م ا فيما يتعلق بالا داء اليومي بعد ذلك فا نا
168 جملة الدراسات الفلسطينية 115 صيف 2018 ا عتقد ا ن التدخل الخارجي لم يكن بالمس توى المطلوب لتطوير الانتفاضضة. ا حمد يوس ف: ا خذا في الاعتبار ا ن المنظمة هي الجهة المتنفذة في القرار الفلس طيني فا نها هي التي تا خذ على عاتقها كل مس ار له علاقة بعملية التس وية وبالقرار الفلس طيني عامة وقرار التس وية خاصصة. لكن نهن لدينا قناعات وهذا ما يبرهنه التاريخ با نه فيما يتعلق بمقارعة ومقاومة ششعبنا الفلس طيني للاحتلالات كلها فكلما كان ششعبنا الفلس طيني يوششك ا ن يقطف ثمار النصصر ا و ا ن يهقق ا نجازا س ياس يا على الا رضض كان هناك خطوات اعتراضضية ا م ا من المس توى الرس مي العربي كما حدش في ا ب ان الشلاثينيات وا ضضراب ١٩٣٦ وغيره وا م ا مم ا كان يجري في انتفاضضة الهجارة وهنا نعتبر ا ن تدخ ل منظمة التهرير لم يكن موفقا. المس ا لة ا ن الاحتلال الا س راءيلي وظ ف عملية التس وية من ا جل ششرعنة التمدد الاس تيطاني على الا راضضي الفلس طينية بهيش تا كلت الهقوق الفلس طينية بششكل كبير جدا فمدريد كانت فخا لنا تلتها مس يرة عملية ا وس لو وجميع الا خفاقات التي حدثت والتهويد والاس تيطان وقضضم الا رضض والوقاءع التي فرضضها الاحتلال الا س راءيلي وهذه كلها وظفتها ا س راءيل لمصصلهتها من خلال قبولنا بعملية التس وية. ا نا في تقديري لو كان هناك تا ن وصصبر ا كشر من طرف القيادة ولو ا نها لم تتدخل بالطريقة التي تدخلت فيها لا ن هذا ا دى ا لى ارتخاء الناس وخروج قوى كبرى من ششعبنا من مواجهة الاحتلال ولو بقي مشلا حجم ''فته'' بالقوة والاندفاع ذاتهما مع مشيلاتها من القوى الفلس طينية الا خرى لكان الششعب الفلس طيني حصصل على مكاس ب س ياس ية ا كشر كشيرا مم ا هو موجود حاليا بل ا ننا على العكس من ذلك لم ننل ششيي ا حتى الا ن. س مير ششهادة: الا يجابية الا س اس ية ا ننا لم نكن نعيشش حالة انفصصام بين قيادة الداخل وقيادة الخارج بل على العكس كنا نرفع ششعار ا ن منظمة التهرير هي الممشل الششرعي والوحيد. وفي الهقيقة لم يكن هناك فروقات كشيرة في التفكير والتوجهات والهدف بين قيادة الداخل والخارج لكن ا حدى النقاط الس لبية تتمشل في تهويل العمل الس ري للانتفاضضة ا لى عمل علني ا عتقد ا ن ذلك كان خطا. نقطة ا خرى ا عتبرها س لبية هي دور المال في الانتفاضضة الا ولى وعندما ا قول دور المال لا ا س تشني ا حدا ا كان من ''فته'' التي تملك ا كبر قوة مالية ا م من ''حماس '' والفصصاءل الا خرى فقد دخل المال ا لى الملعب وا حدش خرابا. رباه مهنا: ا هم ا يجابيات دور المنظمة هو الدعم الس ياس ي الكبير للانتفاضضة والذي ت و ج في الموءتمر التوحيدي في الجزاءر في س نة ١٩٨٨ وا نتج وثيقة الاس تقلال التي لاقت ا جماعا وطنيا بينما بيان التهرك الس ياس ي الذي عرضضه ٥٥ عضضوا من المجلس الوطني في هذا الوقت فا عتقد ا نه من العوامل التي ا س س ت لا وس لو. علاوة على ذلك كان هناك دعم دولي للانتفاضضة ودفع ا علامي كبير لها من خلال منظمة التهرير عندما ششكلت اللجنة المششتركة برءاس ة ا بو جهاد. ا م ا عن الس لبيات فا ول س لبية هي المال الذي ا س س لظاهرة الس رقة من طرف القاءمين عليه ا ذ
القيادة املوحدة والتنظيمات اإلسالمية ومنظمة التحرير يف انتفاضة 1987 ندوة 169 حدثت س رقات للمال الذي كان يرس ل وس ط نوع من الفس اد تفشش ى في موءس س ات الوطن المهتل ثانيا التدخل الس ياس ي الزاءد عن حد ه وخصصوصصا لدى الا خوة في حركة ''فته'' الذين كانوا متخوفين من بروز ششخصصيات في الداخل تغطي على قيادة الهركة في الخارج ثالشا تدخ ل القيادة في الخارج في تفصصيلات العمل. عمر عس اف: ا ن جميع الفصصاءل لها علاقة بالخارج وقياداتها موجودة في الخارج باس تشناء الرفاق في الهزب الششيوعي لا ن قيادتهم متمركزة في الداخل. وبالتالي فا ن التواصصل مع الخارج هو مس ا لة عادية لكن الا ششكالية هي كيف يتعامل الخارج مع الداخل ففي الوقت الذي كان ي نششر بيان يعتبر القيادة الموحدة ذراعا لمنظمة التهرير ا لا ا ن هذا ا يضضا كان غير كاف ويشير تخوفات لدى قيادات منظمة التهرير الفلس طينية. وفي اعتقادي فا ن فاعليات الانتفاضضة على الا قل في مراحلها الا ولى جرت بمعزل عن التدخل من الخارج لكن بعد ذلك ا صصبه هناك تدخ ل من الخارج. وثمة قضضايا كبيرة مشل ''هل نعلن العصصيان المدني ا م لا '' ولا نذيع س را ا ذا قلنا ا ن موقف ''فته'' والجبهة الششعبية كان ا ن نعلن العصصيان المدني في ا حد البيانات بينما كان موقف الديمقراطية وحزب الششعب ا ن الظروف غير ناضضجة لا علان العصصيان المدني. وقد اس تمر النقاشش ١٧ س اعة في ا طار القيادة الموحدة وعلى مدى جلس تين لتكون نتيجة القرار الاتفاق على الششروع في الا عداد للعصصيان المدني. علاوة على ذلك كانت جولات بيكر وغيره مقدمات لا وس لو التي ا وصصلتنا ا لى ما نهن عليه. ''الانتفاضضة كهالة مس تمرة'' غادة المدبوه: بناء عليه نصصل ا لى الس وءال الرابع وهو: هل كان يمكن اس تشمار الانتفاضضة س ياس يا على نهو مختلف جمال زقوت: نعم ا عتقد ا نه لا تزال هناك فرصصة لتصصويب المس ار وهذا ليس فقط لقراءة التاريخ لا ن هذا التاريخ لا يزال حيا فالاحتلال قاءم والششعب الفلس طيني ما زال تهت الاحتلال هذا الششعب الذي ا ظهر بعد الانتفاضضتين الا ولى والشانية ولاحقا عبر انتفاضضة الششباب في س نة ٢٠١٥ ثم في هب ة الا قصصى قبل ا ششهر ا نه لا يزال يهمل مخزونا قويا. نعم كان يمكن ا ن يكون ا فضضل مم ا كان فبرنامج الس لام الفلس طيني لم يكن هو فقط المششكلة بل ا يضضا التكتيك الس ياس ي الذي اس تعجل النتاءج وكذلك الخوف من ا قصصاء المنظمة بعد حرب الخليج. وهنا ا قول ا ن المس وءولية لا تتهملها القيادة الس ياس ية فهس ب بل القوى المعارضضة ا يضضا ولو بنس بة ا قل. فالطرفان قياس ا بفكر الانتفاضضة والمششاركة الششعبية الواس عة عمليا ا حالا هذه المششاركة ا لى حالة من التقاعد: فطاولة المفاوضضات بمفردها وا رضضاء الا س راءيلي والا ميركي لا يمكن ا ن يا تيا لنا بالهقوق بل ا نهما عط لا ا ي ا مكان لا ن نهقق ا فضضل مم ا حققنا وفي المقابل فا ن ا حالة العملية
170 جملة الدراسات الفلسطينية 115 صيف 2018 برم تها ا لى حالة اس تششهادية تضضع الششعب كله في حالة انتظار ما يمكن ا ن يهدش بعد ذلك ا نما هي ا مر تتهمل مس وءوليته القوى المعارضضة. وهذا ليس مهاكمة لا لا وس لو اليوم ولا للتكتيك الذي اتبعته حركتا ''حماس '' والجهاد الا س لامي ونس بيا حركة ''فته'' في الانتفاضضة الشانية لكنني ا قيس المس ا لتين قياس ا بمفهوم الانتفاضضة ا ي دور الششعب عندما يششارك بجميع قواه كما جس دته الانتفاضضة الا ولى. انطلاقا من هذا المفهوم ا قول نعم كان هناك انتفاضضة مغدورة. وتنهية الجماهير الششعبية التي ا حدثت ما ا حدثته في الفكر الس ياس ي الفلس طيني وفي الوضضع الا قليمي والدولي وا دخلت القضضية الفلس طينية ا لى مراحل مختلفة عن الا عوام الماضضية كلها كان لها دور س لبي فقد جرت تنهية الششعب الفلس طيني ودوره المنظم جانبا واس ت بدل بما اس ت بدل به ا لى ا ن وصصلنا ا لى ما وصصلنا ا ليه لكن اس تخلاصص العبر من ذلك ما زال ممكنا صصهيه ا ن الظروف الا ن ا صصعب والهركة الوطنية في وضضع ا كشر صصعوبة والتششابك والتعقيدات الا قليمية والعلاقة مع المهتل ششاءكة لكن يمكن ا عادة بناء الهركة الوطنية على ا س س مختلفة مس تلهمين روه الانتفاضضة الا ولى من حيش ا ششراك الناس وليس تغييرهم ولا مصصادرة حقوقهم ولا اس تغلالهم ولا وضضع حاجز بينهم وبين المهتل. بس ام الصصالهي: كان من الممكن الوصصول ا لى نتاءج ا فضضل لكن عدم حدوش هذا كان مرد ه ا لى عدة عوامل هي: كان يجب فهم العلاقة ما بين الداخل والخارج وبين قيادة الانتفاضضة وقيادة منظمة التهرير فالمصصطله الذي كان ي س تعمل للقيادة الموحدة حصصرها منذ البداية في ا نها ذراع لمنظمة التهرير الفلس طينية ا ي ا ن الهالة الموجودة في الداخل هي ذراع المنظمة بينما هي في حقيقة الا مر كانت تعيد الروه ا لى المنظمة. وبالتالي فا ن منطق العلاقة الا س اس ي هو ا نه كان هناك ا عادة ا حياء للهالة الفلس طينية ولمنظمة التهرير بزخم كبير ول دته جماهير الا رضض المهتلة التي كان يجب بفعل قيادتها ا ن تا خذ دورا تششاركيا حقيقيا في المس ار الس ياس ي. لكن هذا لم يهدش بل ا ن حس ابات المنظمة ا صصبهت مركزة في تكتيكها الس ياس ي كما ا نها غل بت ششكلها ومظهرها في العملية الس ياس ية على الهدف المباششر لتلك العملية. ولذلك را ينا ا ن الوفد المفاوضض الذي ذهب ا لى مدريد من الداخل المهتل لم يعام ل كششريك قيادي وا نما كمجرد وفد س يرجع في كل ششيء ا لى القيادة موحيا بششكل ا و با خر با ن دوره تابع وا نه ليس ششريكا فعليا وهو ما كان يظهر بوضضوه عندما كانت تهدش التباينات. ولذلك ا عتقد ا نه كان يمكن الوصصول ا لى نتاءج ا فضضل بالهفاظ على ا مرين: ا ولا الهالة التششاركية التي نش ا ت من جهة على المس توى الس ياس ي والقيادي والتكتيكي وثانيا ا بقاء الانتفاضضة قاءمة كهالة مس تمرة لا كهالة تنتظر النتاءج الس ياس ية بششكل مباششر. وهذان الا مران كلاهما لو تمت المهافظة عليهما لكانت النتاءج بالتا كيد ا فضضل. فعلى س بيل المشال عندما ا صصر الوفد الفلس طيني المفاوضض في مدريد على قضضايا مشل الاس تيطان والقدس وغيره كان لهذا الا صصرار قيمة نوعية لا نه عندما وصصلنا ا لى ا وس لو التي ا حالت هذا
القيادة املوحدة والتنظيمات اإلسالمية ومنظمة التحرير يف انتفاضة 1987 ندوة 171 الموضضوع كله ا لى ما س مي الهل النهاءي دخلنا في الورطة الكبرى. وللتدليل على ذلك فا نه لو بهشنا بعد ا وس لو وبعد مجيء المنظمة عن القيادات الس ياس ية التي ظهرت في خضضم الانتفاضضة والهالة الششعبية الفلس طينية فلن نجدها في ا ي من المواقع الا س اس ية للقيادة العس كرية. حس ن يوس ف: فعلا كان هناك تعجل من القيادة في الخارج من خلال مس ار التس وية الذي ا وصصلنا ا لى ما وصصلنا ا ليه ونهن منذ البدايات نصصهنا وا صصدرنا بيانات كما ا صصدرت الششعبية والديمقراطية البيانات المششتركة با علان الا ضضراب في وقت عقد موءتمر مدريد في س نة ١٩٩١. لقد كان هناك تهذيرات من ا مر التس وية لكن المتنفذين الذين كان بيدهم القرار تعجلوا هذا الا مر. غير ا ن الوقت لا يزال فيه متس ع لا عادة التقويم والدراس ة من خلال وحدة فلس طينية حقيقية على الا رضض ت مس ك بوحدة القرار في الس لم والهرب وتقوم على الششراكة الكاملة من جميع مكونات الششعب الفلس طيني كي نتمكن جميعا من مجابهة المخاطر المهدقة بقضضيتنا الفلس طينية. وفي اعتقادي فا ن هذا هو العلاج الهقيقي لما وصصلنا ا ليه الا ن ذلك با ن اس تمرار النهج الس ابق على ما هو عليه س يجلب كوارش كبيرة جدا على ششعبنا الفلس طيني. ولا ننس ى ا ن الاحتلال لم يفته معركة القدس بعد كما ا ن هناك قضضية قد يغفل عنها البعضض لكن ا ذا تصصدى الاحتلال لها من بابين تكون القدس قد انتهت على الا رضض بالوقاءع التي يفرضضها غير ا نه لا يس تطيع ا ن ينهيها من ذاكرتنا كما ا راد بلفور منذ مي ة عام فالذاكرة ما زالت حية كما كانت وس تظل. الا مر الا ول: ا ملاك الغاءبين والشاني: البناء غير المرخصص وهذا يس اوي ١٠٠,٠٠٠ وحدة س كنية في القدس. ا ي كم س يبقى لنا في القدس تهت عنوان عملية تس وية وبالتالي لا بد من اس تراتيجيا فلس طينية جديدة يششارك فيها كل فلس طيني. لماذا لا نقول مصصلهة الششعب الفلس طيني الا ن تقتضضي ذلك ولماذا لا نرى ا نها من الدوافع الرءيس ية لهركة ''حماس '' من ا جل المششاركة في حكومة وحدة فلس طينية وفي منظمة التهرير الفلس طينية لنقتنصص الفرصصة الا ن ونتهد مع بعضضنا البعضض ومعركة القدس ا كبر دليل على ذلك فعندما ششارك فيها كل طيف فلس طيني اس تطعنا ا ن ن نجز انتصصارا بوحدتنا. س مير ششهادة: كيف نس تطيع الا جابة عن هذا الس وءال ونهن لس نا قادرين على قراءة الذي يهدش حاليا هذا الس وءال غير واقعي! نهن مفروزون فهتى الا ن اليس ار يس ار وي لقي الهمل على ''فته'' ا و اليمين وكذلك ''فته'' و''حماس '' المششكلة هي في ذهنيتنا وفي ا ننا غير قادرين على ا ن نتخلصص مم ا فعلت ا يدينا. الس وءال هو هل يمكن ا ن نتخلصص مم ا فعلناه ونبدا س طرا جديدا هذا في تقديري غير ممكن وبالتالي ا نا لا ا س تطيع ا ن ا رى ششيي ا من التفاوءل الذي يمكن ا ن يراه غيري لا ''فته'' س تتغير ولا ''حماس '' س تتغير ولا اليس ار س يتنازل عن عرششه المجيد. عمر عس اف: نعم كان يمكن ا لا نصصل ا لى ما وصصلنا ا ليه لو لم تتعجل القيادة في ''اس تشمار'' حالة النضضال والتضضهيات التي قدمها الششعب في الانتفاضضة على مدى بضضعة ا عوام. لقد
172 جملة الدراسات الفلسطينية 115 صيف 2018 تعجلت بشمن زهيد هو: ا ين تكون القيادة فعندما و وجه ا بو عمار في المجلس الوطني باتجاه لرفضض ا وس لو س ا لهم: ''كل واحد بيروه عبيتو وا نا وين بدي ا روه '' فهل قضضية الششعب الفلس طيني كلها ت ختزل في ا يجاد مكان للقيادة ا عتقد ا ن هذه ا ششكالية ا ن القيادة عو دتنا على ا ن تخضضع للضضغوط العربية والضضغوط الا قليمية ولهذا اس تعجلت في الوصصول ا لى ما وصصلت ا ليه. ا ن القيادة الفلس طينية الراهنة على اختلاف تلاوينها ليس ا نها لم تعد قادرة على حمل البرنامج الوطني فقط بل ا نها ا صصبهت بتكوينها عاءقا ا مام ا نجاز هذا البرنامج. وا ضضيف على ذلك مشالين: الا ول ا ن انتفاضضة القدس التي حدثت قبل ششهرين ا ثبتت ا ن الششعب الفلس طيني يمتلك طاقات كبرى ا م ا الشاني فعندما تهدش البعضض عن انتفاضضة الس كاكين التي ما زالت مس تعرة منذ س نتين ا و ا كشر لماذا لم تس تطع القيادة الا خذ بيد هوءلاء الششباب الس بب هو الخوف من دفع الشمن الا مني لانتفاضضة كهذه وهذا قبل ا ي ششيء حتى قبل الامتيازات. وبالتالي فا ن القيادة هي الا س اس وا لا لما قلنا على وس اءل الا علام وهذا تصصريه غير مريه لا ي منا: ''نهن نفتشش حقاءب الطلبة للبهش عن الس كاكين.'' رباه مهنا: ا عتقد ا ن ا همية هذا الس وءال تكمن في اس تخلاصص العبر التي قد تكون صصالهة للاس تفادة منها في معالجة الوضضع الفلس طيني الهالي. نعم الانتفاضضة هب ة ششعبية عظيمة وكان يجب اس تشمارها بطريقة ا فضضل. وم ن اتخذ القرار في الذهاب ا لى مدريد ليس ت القيادة الفلس طينية ولا اللجنة التنفيذية ولا ''فته'' بل ا بو عمار. ذهبوا بششكل س ري واتفقوا وعندما ع رضض موضضوع ا وس لو علينا كان التصصويت ٨ مع القرار و ٨ ضضد. لقد اس تعجلت القيادة وهذا ا ول درس نس تفيد منه. مخطي م ن يعتقد ا ن ا ميركا يمكن ا ن تكون وس يطا نزيها بيننا وبين الا س راءيليين بل ربما يكون مجرما فالقيادة لن تقبل بالتفريط ولا حتى بالهد الا دنى من ثوابتها كهق العودة وحق تقرير المصصير. النقطة الشانية هي الششفافية فمششكلة مدريد واتفاق ا وس لو تكمن في ا ن م ن عمل عليه طب قه في الظلام من دون علم القيادات والششعب الذي كان في ا مكانه ا ن يمنعهم ويتصصدى لهم بطرق ديمقراطية تفته المجال لبهش خيارات ا خرى ربما تعيد الهياة ا لى مششروعنا. وا نا س عيد لا ن هب ة القدس كانت نموذجا ا يجابيا لمخزون ششعبنا البطل.