سي أا س ل وي س ترجمة: سعيد ف. باز ô ûædgh á ü üîàÿg áyéñ d
Originally published in the U.K. under the title: Mere Christianity Copyright CS Lewis Pte. Ltd, 1942, 1943, 1944, 1952 Published by Jongbloed Ophir under license from the CS Lewis Company Ltd املسيحية اجملردة الطبعة العربية األولى 2006 حقوق الطبع محفوظة Arabic Edition Copyright 2006 by Ophir Publishing, a division of Jongbloed bv Holland. All rights reserved. No portion of this book may be reproduced, stored in a retrieval system or transmitted in any form or by any means electronic, mechanical, photocopy, recording or any other except for brief quotations in printed reviews, without prior permission of the publisher. أوفير للطباعة و النشر ص.ب. 3062,11181 عمان, االردن هاتف: +962 6 5665 768 فاكس: +962 6 5639 768 Email: info@ophir.com.jo www.ophir.com.jo رقم اإليداع: 2006/12/3279 ISBN: 90-5950-041-5 جميع احلقوق محفوظة ال يسمح بإعادة اصدار هذا الكتاب أو أي جزء منه أو تخزينه في نطاق استعادة املعلومات أو نقله أو استنساخه بأي شكل من األشكال دون إذن خطي مسبق من الناشر.
متهيد تقدمي. قانون الطبيعة الإن ساني ة. ب ضعة اعرتا ضات. حقيقة القانون. ما يكمن وراء القانون. قلق نا م رب ر. املفاهيم املتزاحمة عن اهلل. الجتياح. اخليار املذهل. التائب املثايل. ال ستنتاج العملي. اأبعاد الأخالقي ات الثالثة
.»الف ضائل الأ سا سي ة«. الأخالق الجتماعي ة. الأخالق والتحليل النف سي. الأخالق املتعل قة باجلن س. الزواج امل سيحي. الغفران. اخلطي ة الكبرية. املحب ة. الرجاء. الإميان ( ). الإميان ( ). اخللق يختلف عن الولدة. اهلل الثالوثي الأقانيم. الزمان وما وراء الزمان. العدوى ال صاحلة. اجلنود الد مى العنيدون. مالحظتان. لنتظاهر. اأ صعبة امل سيحي ة أام سهلة. ح ساب النفقة. نا س طي بون اأو اأنا س ج دد. الإن سان اجلديد
لقد ط لب إيل أن أ خبر كم مبا يوؤمن به امل سيحي ون. و س أبد أ ب أن أ خبر كم ب أمر ال ينبغي للم سيحي ني أن ي ؤومنوا به: إذا كنت م سيحيا حقيقي ا فل ست م ضطر ا الأن ت ؤومن ب أن جميع الديانات الأ خرى هي على خط إ يف كل شيء. أم ا إذا كنت م لحر دا فينبغي لك فعال أن ت ؤومن ب أن النقطة اجلوهري ة يف جميع ديانات العامل قاطبة هي جمر د غلطة ك بى. و إذا كنت م سيحي ا باحلق فلك أن تعتقد أن تلك الديانات كل ها حت ى أكثرهن غرابة تت ضم ن على الأقل أثرا من آثار احلق. فلم ا كنت ملحدا كان علي أن أ حاور ل إقناع نف سي ب أن معظم اجلن س الب شري طاملا كانوا على خط إ يف امل س ألة التي تعنيهم أكرث من سواها. ولكن مل ا صرت م سيحي ا حقيقي ا متك نت من اعتناق ر أي أكرث حتر را. غري أن كون املرء م سيحي ا بالطبع يعني فعال الظن ب أن ه حيث تختلف امل سيحي ة عن الديانات الأ خرى تكون هي على حق و الأ خ ر على خط أ. وكما يف علم احل ساب ف إن لكل حا صل جوابا صحيحا واحدا فقط أم ا جميع الأجوبة الأ خرى فهي خط أ ولكن بع ضا من الأجوبة اخلاطئة أقرب بكثري من سواها إىل ال صواب. إن أو ل انق سام كبري يف الب شرية هو توز عها بني أكرثي ة يوؤمنون ب إله أو آلهة من نوع ما و أقلي ة ال يوؤمنون. من هذه الناحية تقف امل سيحي ة يف صف الأكرثي ة حيث اليوناني ون والروماني ون الق دامى والبدائي ون الع صري ون والرواقي ون و أالفالطوني ون والهندو س وغريهم على طرف نقي ض من املادي ة الأوروبي ة الغربي ة احلديثة. و الآن أنتقل إىل ثاين انق سام كبري. ف أولئك الذين يوؤمنون باهلل ميكن أن ي ق س موا تبعا لنوع الإله الذي يوؤمنون به. ويف هذا املو ضوع فكرتان خمتلفتان جد ا. إحداهما 49
امل سيحية املجر دة هي الفكرة القائلة ب أن اهلل خارج نطاق اخلري وال ش ر. فنحن الب شر ندعو شيئا خريا و شيئا آخر شر ا. ولكن بع ض النا س يذهبون إىل أن هذه ما هي إال وجهة نظرنا الب شري ة. ومن ش أن هوؤالء أن يقولوا إن ك كل ما صرت أكرث حكمة قل نزوعك إىل ت سمية شيء ما خريا أو شر ا وازددت إدراكا أن كل شيء هو صالح بطريقة ما ورديء بطريقة أ خرى و أن ال شيء ميكر ن أن يكون خمتلفا. وبناء على ذلك يعتقد ه ؤوالء أن ه قبل أن ت صل إىل أي ة نقطة قريبة من وجهة النظر الإلهي ة يكون التمييز قد تال شى كل ي ا. فنحن ن صف سرطانا ب أن ه رديء كما يقولون الأن ه يقتل إن سانا ولكن لعل ك أي ضا ت صف جر احا بارعا ب أن ه رديء الن ه»يقتل«ال سرطان! إن الأمر مبجمله يتوق ف على وجهة النظر. أم ا الفكرة الأ خرى واملعاك سة فهي أن اهلل» صالح«و»بار «بكل ت أكيد إله له مواقف حمد دة يحب املحب ة ويكره الكراهية ويريد من ا أن نت صر ف بطريقة معي نة ولي س بطريقة أ خرى. و أ وىل هاتني الفكرتني )تلك التي تقول ب أن اهلل خارج نطاق اخلري وال شر ( ت دعى»وحدة الوجود«.)Pantheism( وقدر اعتنقها الفيل سوف البو سي الكبري هيغل والهندو س على حد فهمي لهم. أم ا الفكرة الأ خرى فيعتنقها اليهود وامل سيحيون وامل سلر مون. و إىل جانب هذا الفارق الكبري بني وحدة الوجود والفكرة امل سيحي ة عن اهلل ي سري عادة فارق آخر. فالقائلون بوحدة الوجود يعتقدون عادة أن اهلل إذا جاز التعبري ي حيي الكون كما حت يي أنت ج سدك: أن الكون هو اهلل تقريبا بحيث إن ه إذا مل يوجد الأو ل فلن يوجد الثاين وكل ما جنده يف الكون هو جزء من اهلل. أم ا فكرة الإميان امل سيحي فمختلفة متاما. فامل سيحي ون يعتقدون أن اهلل أبدع الكون و صنعه مثلما ير سم الإن سان لوحة أو يوؤ لف حلنا. والر سام لي س لوحة وال ميوت إذا أ تلر فت لوحته. لك أن تقول إن ه»و ضع فيها كثريا من ذاته«ولكن ك إن تعني أن كل ما فيها من جمال وفائدة قد نبع من ر أ سه. ولي ست مهارته يف اللوحة متاما مثلما هي يف ر أ سه وال حت ى يف يديه. ورجائي أن ك ترى كيف أن هذا الفارق بني القائلني بوحدة الوجود وامل سيحي ني يرتابط مع الفارق الآخر. ف إن مل تنظر إىل الفرق والتفريق بني اخلري وال شر مبنتهى اجلر د ي ة فعندئذ ي سهل القول إن أي شيء جتده يف هذا العامل يكون جزءا من اهلل. ولكن بالطبع إذا كنت حت سب أن بع ض أال شياء سي ئة فعال و أن اهلل صالح حق ا فعندئذ ال ميكنك أن تقول مثل ذلك 50
املفاهيم املتزاحمة عن اهلل القول. ويجب عليك أن توؤمن ب أن اهلل منف صل عن العامل و أن بع ض الأ مور التي نراها فيه م ناقر ضة مل شيئته. ف إذ يواجه القائل بوحدة الوجود سرطانا أو فقرا مدقعا ميكنه أن يقول:»لو ت سن ى لك فقط أن ترى ذلك من وجهة النظر الإلهي ة الأدركت أن هذا أي ضا اهلل.«أم ا امل سيحي في جيبه:»ال تتكل م بهراء سخيف يجعلك عر ضة لدينونة اهلل.«وذلك الأن امل سيحي ة ديانة كفاح. فهي ترى أن اهلل صنع العامل و أن املكان والزمان واحلر والب د وجميع الألوان والطعوم وكل حيوان ونبات هي أمور» أبدعها اهلل من عقله«مثلما ي ؤول ف املرء ق ص ة من الق ص ص. ولكن امل سيحي ة تعتقد أي ضا أن أمورا عديدة كثرية مم ا صنعه اهلل يف العامل قد ف سدت و أن اهلل ي سص ر إ صرارا موؤك دا م شد دا على أن ن ضع تلك الأ مور يف ن صابها من جديد. ث م إن ذلك ي ثري سوؤاال كبريا جد ا : إذا كان إله صالح قد صنع العامل فلماذا ف سد هذا العامل ومر ت سنون كثرية و أنا بكل ب ساطة أرف ض الإ صغاء إىل أجوبة امل سيحي ني عن هذا ال سوؤال أالن ني طاملا أ صررت على ال شعور بهذا:»مهما كان ما تقولونه ومهما كانت حججكم بارعة أفلي س أب سط و أ سهل بكثري أن نقول إن العامل مل ت صنعه قو ة عاقلة من أي نوع أولي ست جميع حججكم جمر د حماولة معق دة لتفادي ما لي س بحاجة إىل برهان «غري أن ذلك أوقعني من جديد يف صعوبة أ خرى! وقد كانت حج تي ضد اهلل أن العامل بدا يف منتهى الق ساوة والظلم ولكن كيف ح صلت على مفهوم الظ لم والعدل هذا إن املرء ال ي صف خط ا ب أن ه غري م ستقيم إال إذا كانت لديه فكرة ما عن ماهي ة اخلط امل ستقيم. فبماذا كنت أ قارن هذا العامل مل ا دعوت ه غري عادل و إذا كان العر ض كل ه سي ئا وتافر ها من أاللف إىل الياء إذا جاز التعبري فلماذا ألفيت أنا نف سي يف رد ة فعل عنيفة هكذا جت ه ه مع أن من املفرت ض أن أكون جزءا من العر ض إن الإن سان ي شعر بالب ل ل عندما ي سقط يف املاء الأن ه لي س حيوانا مائي ا أما ال سمكة فما كانت لت شعر بالب ل ل. وكان من ش أين طبعا أن أتخل ى عن مفهومي للعدل مبجمله بقويل إن ه لي س شيئا سوى فكرة خا ص ة من بنات أفكاري. ولكن لو فعلت ذلك النهارت أي ضا حج تي ضد اهلل أالن ر كن تلك احلج ة كان القول ب أن العامل غري عادل فعال ولي س فقط أن ه مل ي صدف أن ي ر ضي ميويل. وهكذا ففي حماولتي إثبات عدم وجود اهلل تبني يل يف ذلك الفعل 51
امل سيحية املجر دة ذاته حقيقة وجوده. الأن الإن سان ب إنكاره وجود العدل يف فعل ما ي رغ م على الت سليم بوجود مفهوم للعدالة. وبناء على ذلك يتبني أن الإحلاد ساذج جد ا. ولو كان الكون كل ه عدمي املعنى مل ا كان قد تبني لنا إطالقا أن ه عدمي املعنى. فالو ضع شبيه متاما بهذا: لو مل يك ن يف الع مل نور ومل تكن يف العامل خملوقات لها أعني مل ا كن ا نعرف قطعا أن الظلمة م سيطرة ولكانت الظلمة كلمة عدمية املعنى! 52
حق ا إن الإحلاد ساذج جد ا. و س أ طلر عكم أي ضا على ر أي آخر هو ساذج جد ا كذلك أال وهو الر أي الذي أدعوه»امل سيحي ة الهي نة«- ذلك الر أي الذي يقول بكل ب ساطة إن يف ال سماء إلها طي با و إن كل شيء بخري تاركا جميع العقائد ال صعبة والرهيبة املتعل قة باخلطي ة وجهن م و إبلي س وعنر الفداء. فهاتان كلتاهما من الفل سفات ال صبياني ة. لي س من خري يف طلبر ديانة ب سيطة. وبعد إمعان النظر لي ست الأ شياء احلقيقي ة ب سيطة. إن ها تبدو ب سيطة ولكن ها لي ست كذلك. فالطاولة التي أنا جال س إليها تبدو ب سيطة. ولكنر ا س أل ع ملر أن ي بني لك مم ا هي م صنوعة فعال )كل ما يتعل ق بالذر ات وكيف ترتد عنها الأمواج ال ضوئي ة وتقع يف عيني وما تفعله بالع صب الب صري وما يفعله ذلك بدماغي( فتجد بالطبع أن ما ندعوه»روؤية طاولة«ي دخر لك يف ألغاز وتعقيدات ال تكاد تبلغ آخر رها. قول طفويل االدعاء ب أن صالة الولد تبدو ب سيطة و إذا قنعت بالتوق ف هنا فخري وح سن. أم ا إذا مل تقنع بذلك والعامل احلديث ال يقنع عادة و إذا أردت ان مت ضي ق دما وت س أل عم ا يحدث فعال فعليك عندئذ أن تكون على ا ستعداد ملواجهة أمر صعب. و إن طلبنا شيئا يتعد ى الب ساطة يكون من ال سخف إذ ذاك أن نت شك ى من كون ذلك ال شيء غري ب سيط. غري أن ه غالبا ما ينتهج هذا النهج ال ساذج أ شخا ص غري س ذ ج ولكن هم بوعي أو بال وعي يريدون تدمري امل سيحي ة. هوؤالء القوم يقد مون صورة من امل سيحي ة تنا سب ابن ست سنني ويجعلون تلك ال صورة امل صطنعة غر ضا لهجومهم. ف إذا حاولت أن ت ف س ر العقيدة امل سيحي ة كما يعتنقها حق ا را شد م تنو ر يتذم رون عندئذ 53
امل سيحية املجر دة من كونك ت دو خ روؤو سهم ومن كون املو ضوع بجملته معق دا جد ا زاعمني أن ه إن كان اهلل موجودا فهم متيق نون ب أن ه ال بد أن يجعل»الد ين«ب سيطا الأن الب ساطة جميلة إلخ. إن عليك أن تكون حمرت سا من هوؤالء القوم الأن هم سي بد لون مواقعهم كل دقيقة وي ضي عون وقتك فح س ب. وتنب ه أي ضا إىل فكرتهم القائلة ب أن ال بد هلل أن يجعل الدين ب سيطا كما لو كان الدين شيئا اخرتعه اهلل ولي س إعالنا منه لنا حلقائق معي نة را سخة تتعل ق بطبيعته تعاىل. لكن احلقيقة ف ضال عن كونها معق دة تبدو يف العادة غريبة ح سب خبتي. فهي لي ست م صقولة وال بديهي ة وال هي ما تتوق عه أنت. مثال مل ا أدركت أن أالر ض والكواكب الأ خرى تدور كل ها حول ال شم س كان ينبغي لك على نحو طبيعي أن تتوق ع أن جميع الكواكب ص نر عت بحيث تكون متماثلة: ك أن تكون كل ها على م سافات مت ساوية يف ما بينها أو على م سافات تتزايد باط راد أو تكون كل ها ذات حجمر واحد و إال فهي تكب أو ت صغر كل ما ابتعدت عن ال شم س. ولكن ك باحلقيقة ال جتد ن سقا أو منطقا )ميكننا أن نراه( يف ما يتعل ق بحجم الكواكب أو بامل سافات بينها. ثم إن لبع ضها قمرا واحدا والأحدها أربعة أقمار و آالخر قمران ولي س لبع ضها أي قمر ولواحد منها حلقة حواليه. ففي الواقع أن احلقيقة شيء ما كان ممكنا أن حتزره. وهنا سبب من أال سباب التي تدفعني إىل الإميان بامل سيحي ة. فهي ديانة مل يكن ممكنا أن حتزرها. ولو أن ها قد مت إلينا متاما ذلك الكون الذي طاملا توق عنا نوعه النبغى يل أن أ شعر ب أن ها منر اخرتاعنا. ولكن ها باحلقيقة لي ست ذلك ال شيء الذي كان من ش أن أي امرىء أن يخرتع مثله. إنها متتلك متاما تلك الأطوار الغريبة التي تتمي ز بها الأمور احلقيقي ة. فلنتخل إذا عن تلك الفل سفات ال صبياني ة كل ها تلك أالجوبة ذات التب سيط املفرط. إذ إن امل س ألة لي ست سهلة و الإجابة لن تكون ب سيطة أي ضا. وما هي امل س ألة إن ها ع مل يحتوي على كثري مم ا هو رديء ب شكل وا ضح وعدمي املعنى ظاهري ا ولكن ه يحتوي على خملوقات نظرينا تعرف أن ه رديء وعدمي املعنى. وثم ة فقط وجهتا نظر تواجهان احلقائق كل ها. إحداهما وجهة النظر امل سيحي ة القائلة ب أن هذا عامل قد ف سد إال أن ه ما يزال حمتفظا بذكرى ما كان ينبغي أن يكونه. أم ا الأ خرى فهي وجهة النظر املعروفة بالث نائي ة.)Dualism( وتعني الث نائي ة اعتقاد 54
االجتياح وجود قو تني مت ساويتني وم ستقل تني وراء كل شيء إحداهما خري ة و الأ خرى شر يرة وكون هذا العامل ساحة املعركة التي فيها تخو ضان حربا ال نهاية لها. و أعتقد شخ صي ا أن الث نائي ة بعد امل سيحي ة هي أ شرف العقائد و أكرث ها معقولي ة بني كل ما هو قيد التداو ل. غري أن فيها ش ر كا. من املفرت ض أن تكون القو تان أور الروحان أور إاللهان )اخلري وال شر( م ستقل تنير متاما. وكلتاهما موجودتان منذ أالزل. ومل ت صنع أي ة واحدة منهما الأ خرى ولي س الأي ة واحدة منهما حق يفوق حق أال خرى يف أن تدعو ذاتها اهلل. وي فرت ض أن كلتيهما حت سب أن ها صاحلة فيما حت سب أن الأ خرى طاحلة. و إحداهما حتب البغ ضاء والق ساوة فيما حتب الأ خرى املحب ة والرحمة وكلتاهما تدعم ر أيها اخلا ص. ف آالن ماذا نعني حني ندعو إحداهما القو ة ال صاحلة و أال خرى القو ة ال سي ئة إن كل ما تقوله هو إن ه ي صدف أن ن ف ض ل الواحدة على أال خرى كتف ضيل البرية على الع صري أو إن ه مهما كان ر أي القو تني يف الأمر و أي ة منهما ي صدف أن نحب نحن الب شر الآن ف إحداهما طاحلة بل على خط إ بالفعل يف ح سبان ذاتها صاحلة. أم ا إن كان كل ما نعنيه هو أن ه يت فق أن ن ف ض ل الأوىل فعندئذ يجب أن نكف عن التحد ث عنر ال صالح والطالح متاما. وذلك الأن صفة ال صالح تعني ما ينبغي لك أن ت ف ض له ب صرف النظر عم ا ي صدف أن حتب ه يف أي وقت حمد د. ف إذا كان معنى كون ال شيء صاحلا أن تقف يف ال صف الذي ي صدف أن ك متيل إليه لغري سبب وجيه ف إن ال صالح عندئذ لن ي ستحق أن ي دعى صاحلا. وعليه يجب أن نعني أن إحدى القو تني خاطئة فعال و أن الأ خرى صائبة حق ا. ولكن ك حلظة تقول ذلك ت دخر ل إىل الكون شيئا ثالثا ف ضال عن القو تني املذكورتني: قانونا أو معيارا أو قاعدة لل صواب توؤي دها إحدى القو تني فيما تتنافى وتتنافر الأ خرى معها. ولكن مبا أن القو تني خا ضعتان حل كم ذلك املر عيار ف إن هذا املعيار أور الكائن الذي صنع هذا املعيار أبعد وا سمى بكثري من كلتا القو تني و سيكون هو الإله احلقيقي. وباحلقيقة أن ما عنيناه بدعوة إحداهما صاحلة و الأ خرى طاحلة يتبني أن ه ي فيد أن إحداهما على عالقة صحيحة ب الإله أال سمى احلقيقي أم ا الأ خرى فعلى عالقة خاطئة به. هذا وميكننا إي ضاح النقطة عينها بطريقة أ خرى. إذا كانت الث نائي ة صحيحة 55
امل سيحية املجر دة فال بد أن تكون القو ة الطاحلة كائنا يحب الطالح الأجل ذاته. ولكن لي س لدينا يف الواقع أي اختبار الأي شخ ص يحب الطالح الأجل ال صالح فح سب. و أقرب ما ميكننا أن ن صل إليه هنا هو يف جمال الق ساوة. غري أن النا س يف واقع احلياة يكونون ق ساة لواحد من سببني: إم ا الأن هم سادي ون ) أي الأن لديهم انحرافا جن سي ا معي نا يجعل الق ساوة باعثا للمتعة اجلن سي ة ال شهوانية عندهم( و إم ا من أجل شيء سيجن ونه منها: كاملال أو ال سلطة أو ال سالمة. غري أن املتعة واملال وال سلطة وال سالمة يف ذاتها كل ها أ مور صاحلة. إن يكمن الطالح يف ن شدانها ب الأ سلوب اخلط أ أو يف الطريق الباطل أو ب إفراط و إ سراف. ول ست أعني بالطبع أن الذين يفعلون ذلك لي سوا أ شرارا جد ا إن أعني أن ال شر عندما تتفح صه يتبني أن ه ن شدان خري ما بالطريقة اخلاطئة. ففي و سعك أن تكون خري أالجل اخلري املح ض. إن لي س يف و سعك أن تكون شريرا الأجل ال شر املح ض. إذ ميكنك أن ت ؤود ي فعل لطف حينما ال تكون مي اال إىل اللطف وحينما ال يوؤتيك أي ة متعة ملجر د كون اللطف صاحلا. ولكن أحدا مل يرتكب قط فعل ق ساوة فقط الأن الق ساوة طاحلة بل فقط الأن الق ساوة كانت مم تر عة أو نافعة له. بعبارة أخرى ال ميكن أن ينجح الطالح ولو يف كونه طاحلا بالطريقة نف سها التي بها يكون ال صالح صاحلا. فال صالح إذا جاز التعبري هو ذات ه. أم ا الطالح فهو صالح م ف س د. وال بد أن يكون هنالك شيء صالح أو ال قبل أن ميكن إف ساده. فنحن دعونا ال سادي ة انحرافا جن سي ا ولكن ال بد أو ال من حيازتك ملفهوم ال سلوك اجلن سي ال سوي قبل أن تتمك ن من التحد ث عن كونه منحرفا. ويف و سعك أن ترى أي سلوك هو االنحراف أالن ك ت ستطيع أن تف س ر املنحرف على أ سا س ال سوي وال ميكنك أن ت ف س ر ال سوي على أ سا س املنحرف. ويرتت ب على ذلك أن هذه القو ة الطاحلة املفرت ض أن ها على قدم امل ساواة مع القو ة ال صاحلة و أن ها حتب الطالح مثلما حتب القو ة ال صاحلة ال صالح هي جمر د بعبع. ولكي تكون هذه القو ة طاحلة ينبغي أن يكون لديها أمور صاحلة تريدها ثم تن شدها بالطريقة اخلاطئة: ينبغي أن تكون لديها حوافز كانت يف الأ صل صاحلة كي تتمك ن من جعلها منحرفة. ولكن إذا كانت القو ة طاحلة فال ميكنها أن تز ود ذاتها ب أمور صاحلة ترغب فيها وال بحوافز صاحلة جتعلها منحرفة. فال بد لهذه القو ة من أن ت ستمد كر ال النوعني من القو ة ال صاحلة. و إن كانت احلال على هذا املنوال 56
االجتياح فهي لي ست م ستقل ة بل هي جزء من عامل القو ة ال صاحلة: وقد صنعتها إم ا القو ة ال صاحلة و إم ا قو ة م ا فوقهما كلتيهما. ولنعب عن هذا املفهوم بطريقة أب سط بعد. لكي تكون تلك القو ة طاحلة ينبغي أن تنوجد ويكون لها عقل و إرادة. ولكن االنوجاد والعقل و الإرادة هي أمور صاحلة يف ذاتها. ولذلك ينبغي لها أن ت ستمد هن من القو ة ال صاحلة: حت ى إن ها لكي تكون طاحلة يجب أن تقرت ض أو ت سرق من م ناوئتها. هل بد أت آالن تدرك ملاذا قالت امل سيحي ة دائما إن إبلي س هو مالك ساقط فلي ست هذه جمر د ق ص ة من الق ص ص املكتوبة لل صغار بلر اعرتاف حقيقي بحقيقة كون ال شر ط فيلي ا ال شيئا أ صلي ا. فالقوى التي متك ن ال شر من اال ستمرار هي قوى ح صل عليها من اخلري وجميع ال صفات التي متك ن الإن سان الطالح من أن يكون رديئا على نحو فع ال هي بحد ذاتها أ مور صاحلة: العزم والذكاء وح سن املنظر والوجود بذاته. لهذا ال سبب ال تقوم الث نائي ة مبعنى دقيق. ولكن ني ال أجد حرجا يف االعرتاف ب أن امل سيحي ة احلقيقي ة )بو صفها متمايزة عن امل سيحي ة الهي نة( ت صل إىل الث نائي ة أقرب مما يظن النا س. فمن أالمور التي فاج أتني عندما قر أت كتاب العهد اجلديد أو ل مر ة بجد ي ة أن ه يتكل م كثريا جد ا عن قو ة م ظلر مة يف الكون: روح شر ير مقتدر ي عتق د أن ه القو ة الكامنة وراء املوت واملر ض واخلطي ة. أم ا الفرق فهو أن امل سيحي ة تعتقد أن هذه القو ة املظلمة خلقها اهلل و أن ها كانت صاحلة مل ا خلقها ثم ف سدت. وتت فق امل سيحي ة مع الثنائية على أن هذا الكون يخو ض حربا. إال أن امل سيحي ة ال تقول ب أن ها حرب بني قو تني م ستقل تني بل ترى أن ها حرب أهلي ة أو ع صيان و أن نا نعي ش يف جزء من الكون يحتل ه العا صي املتمر د. أر ض يحتل ها العدو : تلك هي حالة هذا العامل. وحتكي لنا امل سيحي ة كيف أن امللك ال شرعي قد هبط إليها )ولك أن تقول إن ه هبط متنك را ( وهو يدعونا لالإ سهام يف حملة تعويق إحباط كبرية لعملية التمر د. فعندما تذهب إىل الكني سة ف أنت باحلقيقة تتن ص ت إىل الال سلكي ال س ري الذي بعثه إلينا أ صدق وؤنا. ولذلك يتله ف العدو إىل منعنا من الذهاب. وهو يعمد إىل ذلك با ستغالل غرورنا وك سلنا وت صل فنا العقالين اال ستعالئي. ويف علمي أن سائال قد ي س ألني:» أتق صد حقا يف 57
امل سيحية املجر دة هذا الوقت من النهار أن ت عر ف إلينا من جديد صديقنا القدمي إبلي س بحافر يه وقرن يه وكل ما لديه «ح سنا ل ست أدري ما دخل وقت النهار بهذا ول ست مبتوق ف عند ذر كر احلافر ين والقرنني! ولكن يف ما عدا ذلك جوابي هو:»نعم أق صد ذلك!«ول ست أزعم أن ني أعرف أي شيء عن مظهره ال شخ صي. ف إذا أراد احد حق ا أن يعرفه على نحو اف ضل ف أود أن أقول لذلك ال شخ ص:»ال تقلق! إذا أردت ذلك حق ا ف سيكون لك ما تريد. أم ا هل يعجبك املنظر حني تراه فتلك م س ألة أ خرى!«58
يعتقد امل سيحي ون إذا أن سلطانا شر يرا جعل نف سه يف الزمان الراهن رئي س هذا العامل. وهذا بالطبع ي ثري ب ضع م سائل. أتوافق حالة الأ مور هذه م شيئة اهلل أم ال ف إذا كان نعم ف ستقول يل إن ه إله غريب. و إذا كان ال فكيف ميكن أن يحدث أي شيء على نقي ض م شيئة كائن ذي ق درة مطلقة ولكن أي شخ ص حائز س لطة م ا يعرف كيف ميكن أن يكون أمر من الأ مور موافقا إالرادتك من جهة معي نة ولي س من جهة أ خرى. فقد يكون معقوال جد ا أن تقول أ م أالوالدها:»ل ن أذهب إىل غرفة در سكم كل ليلة الأ رت بها. عليكم أن تتعل موا املحافظة على ترتيبها ب أنف سكم.«ثم تذهب ذات ليلة إىل تلك الغرفة فتجد الد ب الد مية ودواة احلر ب وكتاب قواعد اللغة مرمي ة على شعري ة املوقد. إن ذلك خمالر ف إالرادتها. وهي توؤثر ر أن يكون الأوالد حرا صا على الرتتيب. ولكن من اجلهة أالخرى هي إرادت ها التي تركت لالأوالد احلر ي ة يف أن يكونوا غري م رت بني. و أالمر عين ه يح صل يف أي فوج ع سكري أو نقابةر ع م ال أو مدر سة. ف إن ك ت خري النا س يف أمر ما و إذا بن صفهم ال يعملونه. ولي س ذلك ما أردت ه أنت ولكن إرادتك جعلته ممكنا. ومن املحتمل أن الأمر عينه ح صل يف الكون. فقد خلق اهلل كائنات لها حر ي ة الإرادة أي خالئق ميكنها إم ا فعل ال صواب و إم ا فعل اخلط أ. ويح سب بع ض النا س أن هم ي ستطيعون ت صو ر خملوق حر الإرادة إن لي ست لديه إمكانية إ ساءة الت صر ف. أم ا أنا فال أ ستطيع ذلك. ف إن كان كائن م ا حر ا يف أن يكون صاحلا فهو أي ضا حر يف أن يكون طاحلا. وحري ة الإرادة هي الأمر الذي جعل ال شر ممكنا. فلماذا إذا 59
امل سيحية املجر دة وهب اهلل الب شر حري ة إالرادة ذلك الأن حري ة الإرادة و إن جعلتر ال شر ممكنا هي أي ضا الأمر الوحيد الذي يجعل ممكنا أي ح ب أو صالح أو خري أو فرح مم جتدر حيازته. ف إن عاملا آيل احلركة )فيه خالئق ي شتغلون ك الآالت( ال يكاد ي ستحق أن ي خل ق. وال سعادة التي ي صم مها اهلل خلالئقه الأ سمى هي سعادة كونر هم مبلء حري تهم واختيارهم م ت حر دين به وبع ض هم ببع ض يف ن شوةر حمب ة وابتهاج إذا قورر ن بها أي ح ب خال ب بني رج ل وامر أة على هذه الأر ض كان جمر د وهم أو سراب. والأجل ذلك ينبغي أن يكون الب شر أحرارا. ال ريب أن اهلل علم مبا سيجري إذا ا ستعمل الب شر حري تهم اال ستعمال اخلط أ ويظهر أن ه عد ذلك أمرا ي ستحق املغامرة! ولرمب ن شعر مبيل إىل عدم موافقته بالن سبة إىل ذلك. ولكن يف عدم موافقتنا هلل صعوبة بديهي ة. فهو امل صدر الذي منه ت أتي كل قدرة لك على التفكري والتعليل: وال ميكنك أن تكون على حق فيما يكون هو على باطل كما ال ي عق ل أن يرتفع النهر أعلى من منبعه! وحني جت دله ف إن ك إن جتادل القدرة التي متك نك من املجادلة بعينها: وهذا ي شبر ه قطعك لغ صن أنت جال س عليه. وما دام اهلل يح سب حالة احلربر هذه القائمة يف الكون ثمنا ي ستحق أن ي دفع مقابل حري ة إالرادة ) أعني نظري ص نع عامل ت ستطيع اخلالئق فيه أن تعمل خريا أو شر ا حقيقي ني وميكن أن يحدث شيء ذو أهمي ة حقيقي ة بدال من ع مل د مية يتحر ك فقط حني ي حر ك تعاىل خيوطه( فلنا عندئذ أن نتقب ل ذلك الثمن الأن ه ي ستحق أن ي دف ع. ومتى فهمنا حقيقة حر ي ة الإرادة يتبني لنا كم هو سخيف أن ن س أل كما س ألني أحد هم مر ة :»ملاذا صنع اهلل خملوقا من ماد ة فا سدة كهذه حت ى انحرف و أخط أ وف سد «كل ما كانت املاد ة التي ص نع منها املخلوق أف ضل ) أي أكرث ذكاء وقو ة وحري ة( تكون حاله أف ضل إذا سلك سبيل ال صواب ولكن أي ضا تكون حال ه أ سو أ إذا سلك سبيل اخلط أ. فالبقرة ال ميكنها أن تكون صاحلة جد ا أو سي ئة جد ا والكلب ميكن أن يكون إم ا أح سن و إم ا أ سو أ والولد أي ضا إم ا أح سن و إم ا أ سو أ و الإن سان العادي كذلك أي ضا على نحو أزي د والعبقري أزيد منه بعد. أم ا الروح الفائق للب شر فيمكن أن يكون أح سن الكل أو أ سو أ الكل. كيف ف سد سلطان الظ لمة هنا بال شك نطرح سوؤاال ال ي ستطيع الب شر أن 60
اخليار املذهل يجيبوا عنه إجابة قاطعة. على أن من املمكن تقدمي تخمني معقول )وتقليدي ( على أ سا س اختباراتنا اخلا ص ة ل إالخفاق أو ضالل ال سبيل. فما إن تكون لك نف س حت ى يقوم احتمال ب أن ت ضع نف س ك يف املرتبة الأوىل م بتغيا أن تكون أنت املركز بل أن تكون الإله باحلقيقة. تلك كانت خطي ة ال شيطان وتلك كانت اخلطي ة التي عل مها للجن س الب شري. ويعتقد بع ض النا س أن سقوط إالن سان كانت له عالقة ما باجلن س غري أن هذا االعتقاد خاطئ. )وما جاء يف سفر التكوين ي شري ب أالحرى إىل أن ف سادا م ا يف طبيعتنا اجلن سي ة تبع ال سقوط وكان نتيجة له ال سببا.( فما و سو س به ال شيطان يف ر أ س ي أبوينا الأو لني كان فكرة أن هما ميكن أن»ي صريا كاهلل«ميكن أن ي ستقال ب أنف سهما كما لو كانا هما قد خلقا أنف سهما أن يكونا سي د ي ذاتهما أن يخرتعا الأنف سهما سعادة من نوع م ا مبعزل عن اهلل أو خارج نطاقه. ومن تلك املحاولة اليائ سة جاء تقريبا كل ما ندعوه»التاريخ الب شري «املال والفقر والطموح واحلرب والبغاء والطبقية و إالمب طوري ات والعبودي ة تلك الق ص ة املرو عة الطويلة التي ت صف حماوالت الإن سان أن يجد شيئا غري اهلل ي بهر ج ه وي سعر ده. أم ا ال سبب يف عدم إمكان جناح الإن سان يف ذلك فهو هذا: أن اهلل قد صنعنا أور اخرتعنا كما يخرتع املرء حمر كا. وال سي ارة م صنوعة لت سري بالبرتول فال ميكن أن ت سري على نحو سوي ب أي ة ماد ة أ خرى. وقد صم م اهلل املكر نة الب شري ة بحيث ت سري به. فهو نف س ه الو قود الذي ص م مت أرواح نا إالحراقه أور الغذاء الذي ص م مت أرواح نا لتقتات به. ولي س من وقود أو غذاء سوى ذلك. ولهذا ال سبب فال فائدة أبدا يف أن نطلب من اهلل أن يجعلنا سعداء بطريقتنا اخلا ص ة بغري أن ي عنينا أمر الد ين. فال ميكن أن يعطينا اهلل سعادة و سالما مبعزل عنه الأن هما لي سا حيث هو غري موجود ولي س من شيء كهذا. ذلك هو مفتاح التاريخ. طاقات هائلة ت بذ ل ح ضارات ت ن ش أ م ؤو س سات ممتازة ت بتكر ولكن كل مر ة يخرب شيء أو يف سد. ف إن عيبا م هلر كا من نوع م ا ي و سص ل دائما إىل القم ة الأ شخا ص أالناني ني والع تاة و إذا بكل شيء يرتد إىل ال شقاء واخلراب. ويف الواقع أن امل ك نة ت فرقر ع وت قرقع. يبدو أن ها تنطلق انطالقة ح سنة ثم ت سري ب ضعة أمتار ثم تتوق ف. وه م يحاولون أن ي سري وها بالوقود اخلط أ. ذلك هو ما فعله ال شيطان بنا نحن الب شر! 61
امل سيحية املجر دة وماذا فعل اهلل أو ال و ضع فينا ال ضمري ح س ال صواب واخلط أ وعلى مر التاريخ د أب أ نا س يف حماولة إطاعة ال ضمري )حيث بذل بع ض هم أق صى جهدهم(. ولكن أي ا منهم مل ينجح جناحا كامال قط. ثانيا بعث إىل اجلن س الب شري مبا أدعوه» أحالما طي بة«أعني تلك الق ص ص الغريبة املتفر قة يف ثنايا الديانات الوثني ة كل ها عن إل ه ميوت ثم ينبعث من املوت حي ا ومبوته قد أعطى النا س حياة جديدة على نحو ما. ثالثا اختار شعبا معي نا وطوى ب ضعة قرون حماوال مرارا وتكرارا أن ي ر س خ يف أذهانهم أي إله هو: أن ه واحد فقط ويعنيه ال سلوك ال صائب متاما. ومعلوم أن هذا ال شعب هو اليهود القدامى وكتاب العهد القدمي يحكي خب حماوالت تر سيخ احلق املتكر رة. ثم حت صل ال صدمة العجيبة: من بني أولئك اليهود يبز فج أة إن سان يجول متكل ما وك أن ه اهلل ذاته! فهو ي صر ح ب أن ه يغفر اخلطايا. ويقول إن ه ا ستمر موجودا دائما. ويقول إن ه سي أتي كي يدين العامل يف آخر ر الزمان. فلن و ضح الآن هذا جلي ا. بني القائلني بوحدة الوجود مثل الهندو س ميكن أالي إن سان أن يقول إن ه جزء من اهلل أو إن ه هو واهلل واحد وال يكون يف ذلك غرابة زائدة. ولكن هذا الرجل لكونه يهودي ا مل يكن ممكنا أن يعني هذا النوع من الإله. فاهلل يف لغتهم يعني الكائن املوجود خارج نطاق العامل والذي صنع العامل واملختلف اختالفا غري حمدود عن أي شيء آخر. حت ى إذا أدركت ذلك فال بد أن تعي أن ما قاله ذلك الرجل كان بكل ب ساطة الت صريح أالكرث إذهاال بني كل ما نطقت به أفواه الب شر على الإطالق! وينطوي ذلك الت صريح يف جزء منه على أمر ي سهل أن يفوت مالحظتنا له الأن نا طاملا سمعناه كثريا حت ى مل نع د ن درر ك أبعاده احلقيقي ة. أعني دعوى ذلك الرجل ب أن ه يغفر اخلطايا أي ة خطايا! فما مل يكنر املتكل م هو اهلل تك ن هذه الدعوى باحلقيقة حم لة جد ا بحيث ت ثري ال سخرية. ونحن جميعا نفهم كيف يقدر امروؤ أن يغفر إ ساءات ت رتكب بحق ه هو: ك أن تدو س إبهام قدمي ف أ ساحمك أو ت سرق مايل ف أ صفح عنك. ولكن ما قول نا يف إن سان مل يتعر ض شخ صي ا لل س لب أور الد و س وي علر ن أن ه يغفر لك دو س ك إبهام إن سان آخر أو سرقتك أموال الآخرين إن ألطف و صف ن طلر قه على هذا الت صر ف هو أن ه حماقة بلهاء! غري أن ذلك هو ما فعله 62
اخليار املذهل ي سوع امل سيح: لقد قال للنا س إن خطاياهم مغفورة لهم ومل يتمه ل قط لي ست شري الآخرين الذين من غري ريب آذتهم تلك اخلطاي. إن ت صر ف بال ترد د كما لو كان هو الفريق املعني أ سا سا وال شخ ص امل ساء إليه جوهري ا يف جميع الإ ساءات واملعا صي. يكون لهذا معنى معقول فقط إذا كان هو باحلقيقة اهلل الذي خ ولر فت قوانين ه أو شرائع ه والذي جترح كل خطيئة حمب ته. أم ا يف فم أي متكل م لي س هو اهلل فهذا الكالم إن ينطوي فقط على ما ال ميكنني أن أعد ه إال سخفا وغرورا ال ي جاريه فيهما أي شخ ص آخر يف التاريخ. غري أن ه )وهذا هو الأمر العجيب الغني الداللة( حت ى أعد وؤه حينما يقر أون الأناجيل الأربعة ال يتكو ن لديهم عادة أي انطباع بال سخف والغرور ويكون هذا االنطباع أقل أي ضا عند القراء غري املنحازين ثم إن امل سيح يقول إن ه»وديع ومتوا ضع القلب«ونحن ن صد قه دون أن نالحظ أن ه لو كان جمر د إن سان لكانت الوداعة والتوا ضع آخر ر صفتني ميكننا أن ن صف بع ض أقواله بر هما. إن ني أ سعى هنا إىل منع أي شخ ص أن يقول القول الغبي حق ا والذي غالبا ما يقوله النا س بالن سبة إىل امل سيح:» أنا م ستعد لقبول امل سيح على أن ه معل م أخالقي عظيم ولكن ني ال أقبل دعواه ب أن ه اهلل.«ذلك القول هو الأمر الوحيد الذي يجب أال نقوله. إذ إن إن سانا يكون جمر د إن سان ويقول مثل تلك االد عاءات التي قالها ي سوع لن يكون معل ما» أخالقي ا «عظيما. إنه ال بد أن يكون إم ا خمبوال على م ستوى واحد مع م ن يقول إن ه بي ضة م سلوقة و إم ا إبلي س اجلحيم! إذا ال بد من أن حت سم خيارك: إم ا أن هذا ال شخ ص هو ابن اهلل و إم ا أن ه جمنون أو أ سو أ من ذلك. ولك إم ا أن ت سكر ته حا سبا إياه أبله وحتتقره وتقتله كما لو أنه شيطان و إم ا أن جتثو عند قدميه وتدعوه رب ا و إلها. إن ال نطلعن ب أي فكرة ا ستعالئية ال قيمة لها عن كونه معل ما من الب شر عظيما. فهو مل يرتك هذا متاحا لنا وال ق صد أن يجعله متاحا! 63
هكذا جند أمامنا هذا اخليار املرو ع: أن ذلك الرج ل الذي نتحد ث عنه إم ا كان و سيبقى ما قال إن ه هو متاما و إم ا هو خمبول أو أي شيء آخر أ سو أ. و آالن يبدو يل وا ضحا أن ه مل يكن خمبوال وال خبيثا. وتاليا فمهما بدا الأمر غريبا أو م رو عا أو غري حمتمل ينبغي يل أن أقبل الر أي القائل ب أن ه كان و سيبقى هو اهلل. لقد هبط اهلل إىل هذا الع مل الذي يحتل ه العدو يف صورة إن سان. و الآن ماذا كان الق صد من الأمر كل ه ماذا جاء ليفعل طبعا كي ي عل م. ولكن ما إن تنظر يف كتاب العهد اجلديد أو أي موؤل ف م سيحي صحيح آخر حت ى جتد هناك حديثا ثابتا عن أمر خمتلف: عن موته وقيامته حي ا من جديد! وبديهي أن امل سيحي ني يعتقدون أن النقطة اجلوهري ة يف الق ضي ة تكمن ها هنا. فهم ي رون أن الغر ض الأ سا سي الذي جاء إىل الأر ض كي يفعله إن كان أن يت أمل وي قت ل. إن قبل أن صرت م سيحي ا حقيقي ا كان ي سيطر علي االنطباع ب أن أو ل أمر ينبغي للم سيحي ني أن ي ؤومنوا به هو نظري ة بعينها ب ش أن الغر ض من موته. فح سب تلك النظري ة أن اهلل أراد أن يعاقب الإن سان على التحو ل عنه واالن ضمام إىل العا صي الطاغي امل هلر ك ولكن امل سيح تطو ع لتحم ل الق صا ص عن ا ف أطلق اهلل سراحنا. و الآن أعرتف ب أن هذه النظري ة ال تبدو يل بالغة الال أخالقي ة وال سخف كما كانت حال ها عندي يف ما م ضى. ولكن لي ست هذه هي النقطة التي أود تو ضيحها والت أكيد ع ل ي ها. فالذي تبني يل حق ا يف ما بعد هو أن ه ال هذه النظري ة وال سواها هي امل سيحي ة. فالعقيدة امل سيحي ة املركزي ة هي أن موت امل سيح أ صلح حالنا أمام اهلل ومعه وي س ر لنا بداءة جديدة بطريقة من الط رق. أم ا النظري ات التي تعل ل كيف مت ذلك فم س ألة 64
التائب املثايل أاخرى. ولطاملا اعتقد النا س مقدارا ال باأ س به من النظري ات املختلفة يف كيفي ة ح صول االأمر. أام ا ما يت فق عليه جميع امل سيحي ني فهو اأن ه ح صل فعال وي ؤد ي غر ضه حق ا. وها اأنا اأقول لكم ما اأعتقده ب ضاأن ذلك. اإن جميع النا س العاقلني يعرفون أان ه إان كنت تع با وجائعا فاإن وجبه طعام تنفعك. غري اأن نظري ة التغذية احلديثة )كل ما يتعلق بالڤيتامينات والپروتينات( هي اأمر خمتلف. ولطاملا تناول النا س الطعام و شعروا بح سن احلال قبل زمان طويل من سماع أاحد بنظري ة الڤيتامينات فعال. و إاذا مت التخل ي يوما عن نظرية الڤيتامينات: فاإن هم سيظل ون ياأكلون طعامهم على املنوال عينه متاما. فالنظري ات املتعل قة مبوت امل سيح لي ست هي امل سيحي ة بل جمر د تف سريات لكيفي ة وفاء ذلك املوت بغر ضه. ولن يت فق امل سيحي ون كل هم على مدى اأهمي ة تلك النظري ات. والكني سة التي اإليها اأنتمي )كني سة اإنكلرتا( ال ت ق ر اأي ة واحدة منهن على أان ها النظرية ال صحيحة. اأم ا بع ض الكنائ س ا أال خرى فت جاو ز هذا احلد قليال. ولكن ي اأعتقد اأن الكنائ س كل ها تت فق على اأن احل د ث نف سه اأهم مبا ال ي قد ر من اأي تعليالت طلع بها الالهوتي ون. واأعتقد اأن اجلميع ي حتم ل اأن يعرتفوا باأن اأي تعليل لن ي حيط باحلقيقة كل ها اأبدا. ولكن كما قلت يف متهيد هذا الكتاب ما اأنا اإال م ؤمن من العام ة وعند هذا احلد نخو ض مياها غامرة. اإن ا ميكنني اأن اأ طل عك على كيفي ة روؤيتي اإىل االأمر شخ صي ا نظرا لكونها روؤية ذات قيمة كما اأح سب. يف راأيي اأن النظري ات لي ست يف ذاتها ما هو مطلوب منكم قبوله. ولرمب ا قراأ بع ضكم م ؤل فات العامل ني جيم س جينز و آارثر اأد ينغتنون فما يفعله هذان عندما يريدان تف سري الذر ة اأو أاي شيء من هذا القبيل هو اأن يقد ما لك و صفا ميكنك على اأ سا سه اأن ت ن شئ صورة ذهني ة. اإال اأن هما ال يلبثان اأن ي نب هاك إاىل أان تلك ال صورة لي ست هي ما يعتقده العلماء فعال. فما يعتقده العلماء اإن ا هو صيغة ريا ضي ة اأو ح سابي ة. ولي ست ال صور اإال مل ساعدتك على فهم ال صيغة. ولي ست ال ص و ر يف الواقع صحيحة على غرار صح ة ال صيغة اإذ ال تزو دك باملاد ة احلقيقي ة بل مبجر د شيء ي شابهها على وجه التقريب. فاملق صود من وراء ال ص و ر اأن تكون م ساع دة واإذا مل تكن كذلك ميكنك نبذها. اأم ا ال شيء نف سه فال ميكن ت صويره بل ميكن فقط التعبري عنه ريا ضي ا. وك لنا هنا يف ال صف نف سه. فنحن ن ؤمن باأن موت امل سيح يف 65
امل سيحية املجر دة سياق التاريخ هو متاما تلك النقطة التي فيها ظهر يف عاملنا هذا اأمر فائق للت صو ر كل ي ا م صدر ه خارج هذا العامل. واإذا كن ا نعجز حت ى عن ت صو ر الذر ات التي منها يتكو ن عامل نا بالذات فمن غري ريب أان نا لن نتمك ن من ت صو ر هذا االأمر الفائق. وباحلقيقة أان ه لو تبني لنا أان نا قادرون على فهم االأمر متاما فاإن هذا الواقع عينه ي بني اأن ه لي س ذلك االأمر الذي يزعم أان ه هو اأي احلق غري القابل للت صو ر وا أالزيل واالآتي مم ا وراء الطبيعة خمرتقا الطبيعة كالربق. ورمب ا ت ضاأل: اأي نفع لنا فيه ما دمنا ال نفهمه غري اأن اجلواب عن هذا سهل. ففي و سع املرء اأن يتناول غداءه بغري اأن يفهم متاما كيف ي غذي ه الطعام. ويف و سعه اأي ضا ان يقبل ما عمله امل سيح بغري اأن يفهم كيف ي ؤد ي غر ضه. وباحلقيقة اأن ه لن يعرف يقينا كيف يفعل فعله اإال متى قبله. ي قال لنا اإن امل سيح مات الأجلنا واإن موته غ س لنا من خطايانا و إان ه مبوته أابطل فاعلي ة املوت بعينه. تلك هي ال صيغة. تلك هي امل سيحي ة. ذلك هو ما ينبغي اأن ن ؤمن به. اأم ا النظري ات التي ن ن شئ ها ب ضاأن كيفية اإمتام موت امل سيح لكامل أابعاده فهي يف راأيي أامر ثانوي متاما اإذ هي جمر د تر سيمات اأو ت صاميم ينبغي نبذ ها اإن كانت ال ت ساعدنا و إاذا ساعدتنا فعال فينبغي عدم اخللط بينها وبني االأمر احلقيقي بعينه. ومع ذلك فاإن بع ض هذه النظري ات ت ستحق اأن ن لقي نظرة عليها. اإن النظرية التي سمع بها معظم النا س هي تلك التي ذكرت ها سابقا والقائلة باأن ه قد اأ طلق سراحنا أالن امل سيح تطو ع اأن يتحم ل الق صا ص عو ضا عن ا. فاالآن تبدو هذه النظري ة يف ظاهرها سخيفة جد ا. اإذا كان اهلل على ا ستعداد للعفو عن ا فلماذا مل يفعل ذلك يا ت رى و أاي داع معقول ملعاقبة شخ ص بريء بدال من ا لي س ثم ة داع معقول ميكنني اأن اأراه حقا إان كنت ت فك ر يف العقاب بلغة حمكمة اجل ن ح. اأم ا اإذا فك رت يف د ين م ا فثم ة معنى واف يف اأن يدفع شخ ص مي سور د ينا بالنيابة عن شخ ص مع سور. اأو اإذا نظرت اإىل»تاأدية العقوبة«ال مبعنى حتم ل الق صا ص بل باملعنى االأعم الذي يخ ص»حتم ل النفقات«اأو»دفع الفاتورة«( أاي ت سوية احل ساب( فعندئذ بالطبع ي بني لنا االختبار العام اأن ه حني يتور ط إان سان يف ماأزق ما فاإن عناء اإخراجه منه يقع عادة على عاتق صديق حم ب. واالآن ما نوع»امل أازق«الذي ترد ى ا إالن سان فيه لقد اأراد أان ي ستقل بنف سه مت صر فا ك أان ه يخ ص نف سه. بكلمة اأ خرى: لي س ا إالن سان ال ساقط جمر د خملوق 66
التائب املثايل ناق ص يحتاج إاىل حت سني بل هو عا ص متم رد يجب أان ي لقي سالحه. فاإلقاوؤك سالحك وا ست سالم ك وتعبريك عن ندامتك واأ سفك واإدراكك اأن ك سالك سبيل ال ضالل وا ستعدادك لبدء احلياة جمد دا من نقطة ال صفر... تلك هي الطريقة الوحيدة للخروج من ماأزقنا. وعملي ة اخل ضوع هذه التي ت شبه حركة دوران سريعة اإىل الوراء هي ما ي سم يه امل سيحيون»التوبة«. ولي ست التوبة اأمرا ممتعا أابدا. فهي شيء اأ صعب بكثري من جمر د تناو ل وجبة و ضيعة. اإن ها تعني اط راح كل ما در بنا اأنف سنا على حيازته طوال آاالف ال سنني من ع جب وافتخار كاذب وعناد. اإن ها تعني قتل جزء من ذاتك اأو معاناة نوع من املوت. وبالواقع اأن التوبة ت ستلزم اإن سانا صاحلا. وها ه نا الورطة امل رب كة: فا إالن سان الطالح وحده ينبغي اأن يتوب اإن ا ا إالن سان ال صالح وحده يقدر اأن يتوب توبة كاملة. وكل ما ازددت ف سادا ت ضاعف احتياجك اإىل التوبة وقلت قدرتك على القيام بها. فال شخ ص الوحيد القادر على اأن يتوب توبة كاملة ينبغي أان يكون شخ صا كامال وهذا ال يكون حمتاجا اإىل التوبة. اإن ا تذك ر اأن هذه التوبة اأي هذا اخل ضوع الطوعي للخزي ومل ا ي شب ه املوت لي ست أامرا يطلبه منك اهلل قبل اأن يقبلك من جديد ومي كن اأن ي عفيك منه اإذا شاء بل إان ها ب صريح العبارة و صف مل ا مي ث له الرجوع اإليه. فاإن طلبت إاىل اهلل اأن يقبلك من جديد بغري توبة تكون باحلقيقة طالبا اإليه أان ي سمح لك بالرجوع إاليه بغري اأن ترجع. وهذا اأمر ي ستحيل حدوثه. ح سن جد ا اإذا علينا أان ن نج زها! غري اأن الف ساد الذي يجعلنا بحاجة اإليها هو نف س ه يجعلنا عاجزين عن القيام بها. فهل نقدر اأن نقوم بها إاذا ساعدنا اهلل نعم ولكن ماذا نعني بذكر نا م ساعدة اهلل لنا نعني و ض ع اهلل فينا جزءا من ذاته اإذا جاز التعبري. اإن ه مينحنا شيئا من قدراته التفكريي ة وبهذه الكيفي ة ن فك ر ويبث فينا قليال من حمب ته وبهذه الكيفي ه نحب بع ض نا بع ضا. وعندما ت عل م ولدا الكتابة مت سك بيده وهو ير سم االأحرف. ذلك اأن ه ي صو ر ا أالحرف أالن ك اأنت ت صو رها. فنحن نحب ونفك ر الأن اهلل يحب ويفك ر ومي سك باأيدينا فيما نفعل ذلك. ولو مل ن سقط لكان ذلك كل ه س ف را سعيدا. لكن نا االآن لالأ سف! نحتاج اإىل م ساعدة اهلل كي نفعل شيئا ال يفعله اهلل أابدا يف ذات طبيعته: كي ن ست سلم ونتاأمل ونخ ضع ون ت. فال شيء يف طبيعة اهلل يتوافق مع هذه العملي ة إاطالقا. وعليه فاإن الدرب الوحيد الذي فيه نحتاج االآن إاىل هداية اهلل 67
امل سيحية املجر دة أاكرث الك ل هو درب مل ي سلكه اهلل قط يف ذات طبيعته. ويف مقدور اهلل اأن ميد نا مبا لديه. اإن ا هذا االأمر بعينه لي س لديه يف ذات طبيعته. ولكن هب اهلل صار إان سانا هب طبيعتنا الب شري ة التي ميكن اأن تتاأمل ومتوت اندجمت بطبيعة اهلل يف شخ ص واحد فعندئذ يكون يف مقدور ذلك ال شخ ص أان ي ساعدنا. ويف و سعه اإذ ذاك اأن ي خ ض ع إارادته ويتاأمل وميوت الأن ه اإن سان كما أان يف و سعه اأن يفعل ذلك على نحو كامل متاما الأنه اهلل. وال ميكننا اأنا واأنت اأن جنتاز هذه العملي ة اإال إاذا عملها اهلل فينا. ولكن اهلل ال ميكن اأن يعملها اإال اإذا صار اإن سانا. ولن تنجح حماوالتنا يف اإطار عملي ة املوت هذه اإال اإذا شاركنا نحن الب شر يف اختبار اهلل للموت متاما كما أان تفكرينا ال ميكن اأن ينجح اإال لكونه نقطة من بحر تفكريه وعقله. اإن ا ال ميكننا اأن ن شار ك يف اختبار اهلل للموت ما مل مي ت اهلل فعال وال ميكن اأن ميوت تعاىل بغري اأن يكون اإن سانا. بهذا املعنى يفي اهلل د يننا وي عاين عو ضا عن ا ما ال يحتاج هو نف سه الأن ي عاني ه أابدا. وقد سمعت بع ضا يت شك ون قائلني:»اإن كان امل سيح هو اهلل كما هو اإن سان اأي ضا فعندئذ تفقد آاالم ه وموته كل قيمة يف نظرنا الأن ه ال بد أان ذلك كان سهال جد ا عليه.«اإال أان اآخرين قد ي شجبون )على نحو صحيح جد ا ( ما ينطوي عليه هذا االعرتا ض من نكران جميل وفظاظة. ولكن ما يذهلني أانا هو ما ينم عنه هذا املوقف الثاين من سوء فهم. فبمعنى ما طبعا م قد مو هذا االعرتا ض على حق. ب ل اإن هم ق ص روا يف دعم ق ضي تهم اخلا ص ة. فاخل ضوع الكامل ومعاناة االآالم الكاملة واملوت الكامل مل تك ن فقط اأ سهل على امل سيح أالن ه هو اهلل بل اإن ها كانت ممكنة فقط الأن ه هو اهلل. ولكن األي س هذا سببا غريبا جد ا لعدم قبولها إان املعل م قادر على ر سم احلروف للولد أالن املعل م را شد ويعرف كيفي ة الكتابة. وال ريب يف أان كونه را شدا يجعل االأمر أا سهل على املعل م وفقط الأن ه اأ سهل عليه ف إانه ي ستطيع أان ي ساعد الولد. فاإذا رف ض الولد املعل م الأن الكتابة» سهلة على الرا شدين«وانتظر اأن يتعل م الكتابة من ولد اآخر ال يقدر هو نف س ه أان يكتب )وتاليا ال تكون له اأف ضلي ة»جم ح فة«( فاإن ه لن يتقد م يف تعل مه ب سرعة زائدة. واإذا كنت أاغرق يف نهر جارف فقد ي ناولني رجل ما زالت اإحدى قدميه على ال ضف ة يدا ت نق ذ حياتي. أافينبغي يل اأن اأرد صارخا )بني لهثاتي(:»ال هذا جم ح ف! اأنت صاحب اأف ضلي ة! إان ك ت بقي 68
التائب املثايل إاحدى قدميك على ال ضف ة!«اإن ا تلك االأف ضلي ة ) سم ها اإجحافا اإذا شئت( هي ال سبب الوحيد لقدرة الرج ل على اإ سداء اأي خري إايل. ف إاىل أاي م صدر تتطل ع طلبا للعون إان كنت ال تتطل ع اإىل ذاك الذي هو اأقوى منك هذه هي طريقتي يف النظر اإىل ما يدعوه امل سيحي ون»الكف ارة«. اإن ا تذك ر اأن ما اأوردت ه هو صورة اأ خرى لي س غري. فال تغلط بح سبانها ال شيء احلقيقي بذاته. واإن مل جتد فيها اأي عون لك فاترر ك ها ضاربا عنها صفحا! 69