أ شدرته منظمة ليون شكو عام 1996 عدد 155 لأربعاء 6 متوز )يوليو( 2011 إ بن ر شد د. حممد حافظ يعقوب ر شوم: نايلة حن ا ملوؤ ش شة لر عية ل رشيك لثقايف
معايل ل شيدة إيرينا بوكوفا ملديرة Irina Bokova لعامة ملنظمة لأمم ملتحدة للرتبية و لعلم و لثقافة - ليون شكو- ومعايل ل شيخ حممد بن عي شى جلاب ر ملبعوث MBI Al Jaber خلا ص ملنظمة ليون شكو للت شامح و لدميقر طية و ل شالم. إميانا منه ب أهمية ن رش املعرفة وت شجيع القراءة ودعم الفن الت شكيلي ملواجهة الأزمة الثق فية اخل نقة يف الع مل العربي و إ سهاما يف اإعداد جيل ع رشي عربي ق در على امل ش همة يف بن ء احل ش رة احلديثة والتو شل عرب الرتبية والعلم والثق فة اإىل اإدراك الدميقراطية وال شالم مت ش ي مع مب دئ امليث ق الت أ شي شي لليون شكو ت شد ر م ؤ س سة حممد بن عي سى جلابر MBI Al Jaber Foundation ب لتع ون مع منظمة اليون شكو / UNESCO وب ل شرتاك مع كربي ت ال شحف اليومي ة العربي ة توؤازره نخبة من كب ر الأدب ء والكت ب ومن ورائهم املاليني من الق رئني كتاب يف جريدة شهري وب شكل جم ين ومنتظم هدي ة منه اإىل اأكرب فئة من القر اء يف جميع العوا شم العربية والعرب يف الع مل. www.kitabfijarida.com على من كل شهر لأول لأربعاء ل"كتاب يف جريدة" للموقع للكرتوين لرئي شية ل شفحة 2
إ بن ر شد اأبو الوليد حممد بن اأحمد بن حممد ابن ر ش د طبيب وق ض وفقيه وفلكي وفيل شوف واأحد اأكرث الفال شفة ت أثريا يف الفكر الغربي الو شيط خالل قرون طويلة وت عرف مدر شته الفكرية يف الغرب ب شم الر شدية Averroïsme ن شبة اإىل Averroès وهو ا شمه ب لالتينية. ولد بقرطبة ب لأندل ض يف شنة 520 ه /1126 وتويف يف مراك ض شنة 595 ه/ 1198 عن اثنتني و شبعني شنة. ترك ابن ر شد كثريا من الر ش ئل واملوؤلف ت وال رشوح يف الطب والفل شفة والفقه والفلك ف شال عن رشوحه وتعليق ته على جل اأعم ل اأر شطو )املعلم الأول(. لقبه الغربيون الال تني ب ملعلق Commentateur )من الكلمة الالتينية commentari وهي التفك ر والدر ض( ونقلوا ج ل ت آليفه اإىل الالتينية اإم عن العربية مب رشة واإم عن ترجم ته العربية. وظلت اأعم له متداولة يف الغرب الالتيني لدى املدر شة الفل شفية التي عرفت ب شم الر شدية حتى مط لع القرن ال ش بع ع رش تقريب يف العديد من ج مع ت املدن الأوروبية الو شيطة وخ شو ش يف ب ري ض وب دوا. اأم موؤلفه الطبي»الكلي ت«)ب لالتينية ) Colliget فظل ي در ض يف اأوروبة حتى قرون مت أخرة. ق سية بن ر سد ابن ر شد شحية اختزال ت ريخي مزدوج. الأول اأنه ا شتخدم يف الغرب طويال على اأنه ح مل لواء فل شفة الإغريق واحل فظ له. يف اأوروب الالتينية غدا ق شي قرطبة ر شدي Averroïste اأي ح و ل اإىل ابن ر شد اآخر: ل هو اأر شطو الإغريقي ول هو ابن ر شد الأندل شي. اأم يف اأوروب احلديثة ف شي شبح منذ كت ب الفرن شي اإرن شت رين ن )ابن ر شد والر شدية( ا شتثن ء يف داخل ش مية رشقية ذات قدرات متوا شعة يف شلم التقدم. هكذا ر شم خط شي شري عليه منذئذ موؤرخو الفل شفة الإ شالمية بي نه اأن فال شفة الإ شالم هم اإىل رش ا ح فل شفة اليون ن اأقرب. و شتكتب دائرة املع رف الإ شالمية يف )م دة ابن ر شد( اأنه»ل ميكن اأن نعترب فل شفة ابن ر شد فل شفة مبتكرة لأنه فل شفة تلك املدر شة التي نح اأفراده منحى اليون ن وع رفوا ب لفال شفة«. والث ين فهو اأن احلكيم الأندل شي ابن ر شد )بح شب و شف ابن خلدون( اختزل لدى عرب اليوم إام اإىل جمرد م ل خ ض لكتب اأر شطو و ش رحه واإم اإىل م دي م لحد و/اأو م رق د ه ري م تع ر ض مع»حجة الإ شالم«الغزايل. يف ع رص بن ر سد وحمنته لئن عر ض ابن ر شد كتب املعلم الأول و شن ف ه يف تلخي ش ت و رشوح شغرى وو شطى وكربى فلي ض ذلك مرده التزام خ ش منه جت ه املعلم الأول. فقد خل ض ابن ر شد يف جميع العلوم واملع رف. د. حممد حافظ يعق ب لتتمة ص 31 نايلة حنا - فن نة ت شكيلية خريجة كلية الفنون اجلميلة بدم شق ومن ج معة ب ري ض. - تقيم وتعمل يف ب ري ض منذ ع م 1982. - تعمل يف ت شميم املل شق )ا ألفي ض( ويف الإخراج الفني والفن الت شكيلي بتقني ته املختلفة. - ح شلت على اجل ئزة ا ألوىل يف م ش بقة لالأفي ض واأق مت العديد من املع ر ض الفردية واجلم عية يف فرن ش. 6 مت وز 2011 عدد 155 3
الراعي حممد بن عي سى اجلابر ال صحف ال رشيكة الأحداث - اخلرطوم الأيام - رام ال له الأيام - املنامة البلد - بريوت ت رشين - دم شق الثورة - شنعاء اخلليج - الإمارات الد ستور - عم ان الراأي - عم ان الراية - الدوحة الريا ض- الريا ض ال سعب- اجلزائر ال سعب- نواك شوط ال سم ض- طرابل ض الغرب ال سباح- بغداد العرب- تون ض طرابل ض الغرب ولندن جملة العربي - الكويت القاهرة - القاهرة القد ض العربي - لندن الوطن - م شقط الهيئة الإ صت صارية اأدوني ض اأحمد ال سي اد اأحمد بن عثمان التويجري اأحمد ولد عبد القادر جابر ع سفور جودت فخر الدين سيد يا سني عبد ال له الغذامي عبد ال له يتيم عبد العزيز املقالح عبد الغفار ح سني عبد الوهاب بو حديبة فريال غزول حممد ربيع مهدي احلافظ نا رش الظاهري نا رش العثمان نهاد ابراهيم با سا ه سام ن س ابة مينى العيد MBI AL JABER FOUNDATION امل ؤ ص س سوقي عبد الأمري املدير التنفيذي ندى دل ل دوغان صكرتاريا وطباعة هناء عيد املحرر الأدبي حممد مظلوم امل ق ر بريوت لبنان ي سدر بالتعاون مع وزارة الثقافة ت صميم و اإخراج Mind the gap, Beirut الإ صت صارات الفنية سالح بركات غالريي اأجيال بريوت. املطبعة پول نا سيميان الإ صت صارات القان نية "القوتلي وم ساركوه - حمامون" املتابعة والتن صيق حممد ق سمر كتاب يف جريدة شنرت دلفن الطابق ال شاد ض شارع شوران الرو شة بريوت لبنان تلفون/ فاك ض )0(1 868 835 +961 kitabfj@cyberia.net.lb kitabfijarida@hotmail.com عدد رقم 155 خ سع ترتيب اأ سماء الهيئة الإ ست سارية وال سحف للت سل سل الألفبائي ح سب ال سم الأول. 6( متوز )2011 4
إبن ر شد ف شل ملقال ر شالة لنف ص ر شالة لنف ص تعريف لنف ص فنقول : اإن ه يظهر من ق رب عم و ش ع يف القول املتقد م اأن النف ض ش ورة جل شم طبيعي اآيل وذلك اأن ه اإذا ك ن كل ج شم مركب من م دة و شورة وك ن الذي بهذه ال شفة يف احل ي وان هو النف ض والبدن وك ن ظ هرا من اأم ر الن ف ض اأن ه لي شت مب دة للج شم الطبيعي فبني اأن ه شورة وال شورة الطبيعية هي كم لت اأ و ل لالأج ش م التي هي شور له فب لواجب م قيل يف حد النف ض اأن ه ا شتكم ل اأو ل جل شم طبيعي اآيل واإن ق ي ل اأ و ل حتفظ من ال شتكم لت الأخرية التي هي يف الأفع ل والنفع لت ف إن مثل هذه ا شتكم لت ت بعة لال شتكم لت الأو ل اإذ ك نت ش درة عنه. اإل اأن هذا احلد مل ك ن م يظهر ان ه ي ق ل بت شكيك على جميع ق و ى الن ف ض وذلك اأن قولن يف الغ ذية اأن ه ا شتكم ل غري معنى قولن ذلك يف احل ش شة واملتخيلة واأحرى م قيل ذلك ب شرتاك على القو ة الن طقة وكذلك ش ئر اأجزاء احلد مل تكن كف ية يف ت عر ف ج و هر كل جزء من اأجزائه من هذا احلد على التم م حتى نعرف م هذا ال شتكم ل املوجود يف الن ف ض الغ ذية ويف واحدة واحدة منه وهذه الن ف ض يظهر ب حل ض من اأفع له اأن اأجن ش ه خم شة : اأو ل ه يف التقد م ب لز م ن وهو التقد م الهيولين 1 والنف ض النب تية ثم احل ش شة ثم املتخيلة ثم الن طقة ثم النزوعية وهي ك لالحق له تني القوتني اأعني املتخيلة واحل ش شة واأن احل ش شة خم ض قوى: قو ة الب رش وقو ة ال شمع وقوة ال شم وقوة الذوق وقوة اللم ض. و شنبني ب آخره اأن عد د ه هذا العدد رشورة واأنه ل ميكن اأن توجد قوة اأخرى من قوى احل ض غري هذه ولي ض هذه القوى يوجد له التب ين من جهة اأفع له فقط بل ولأن بع ش ه قد يف رق بع ش ب ملو شوع وذلك اأن النب تية قد توجد يف النب ت دون احل ش شة واحل ش شة من دون املتخيلة يف كثري من احليوان ك لذب ب وغريه واإن ك ن لي ض يوجد الأمر فيه ب لعك ض اأعني اأن توجد احل ش شة من دون الغ ذية اأو املتخيلة من دون احل ش شة. والعلة يف ذلك اأن م ك ن منه يجري جمرى الهيوىل لبع ض مل يكن يف ذلك البع ض اأن يف رق هيوله واأمكن يف تلك القوة التي تتنزل من تلك الأخرية منزلة الهيوىل اأن تف رق لكن ل من جهة م هي هيوىل ل شيء بل من جهة م هي كم ل ومت م لل شيء الذي هي له مت م. ولذلك مل ميكن يف الهيوىل الأوىل اأن تف رق اإذ ك ن لي ض فيه شورة ب لفعل تكون له م شتعدة لقبول شورة اأخرى واأمكن ذلك يف املركب الذي هو من جهة هيوىل ومن جهة شورة. ونحن اإن نبتدئ من هذه القوى ب أ شد ه تقد م يف الز م ن كم فعل اأر شطو وهو التقدم الهيولين والقوة التي هذه شفته هي النف ض الغ ذية. فلنبداأ من القول فيه. لق ل يف لق ة لغاذية والقوة تق ل ب رشب من الت شكيك على امل ل ك ت وال شور حني لي ض تفعل كم يق ل يف الن ر اأنه حمرقة ب لقوة اإذا مل حت رشه امل دة املالئمة لالإحراق وعلى القوى املنفعلة كم يق ل يف اخلبز انه دم ب لقوة ويف الدم اأنه حلم ب لقوة وذلك اإذا مل يح رش املحرك وظ هر اأن هذه القوة الغ ذية من جن ض القوى الف علة وذلك اأن الغذاء مل ك ن شنفني: اأحدهم الذي ب لفعل وذلك اإذا ا شتح ل اإىل جوهر املغتذي. والث ين الذي ب لقوة وذلك قبل اأن ي شتحيل اإىل جوهر املغتذي والذي ب لقوة كم قيل يف غري م مو شع اإن ي شري اإىل ال شتكم ل من قبل املحرك الذي ب لفعل. اإل اأن القوة اأي ش مل ك نت شنفني قريبة وبعيدة والقوة البعيدة يف الغذاء املحرك له رشورة غري النف ض الغ ذية ك لقوة التي يف الأ شطق ش ت 2 اأن يكون حلم. واأم القوة القريبة مثل م نقول يف اخلبز انه غذاء ب لقوة ف ملحرك له هي النف ض الغ ذية ولذلك هي رشورة قوة ف علة. وقد قيل كيف يكون الفعل والنفع ل على العموم يف هذه احلركة ويف غريه من احلرك ت يف الأوىل من الكون والف ش د وقيل هن ك اأن املنفعل يلزم اأن يكون من جهة شبيه ومن جهة شدا ف أم اأن النفع ل املوجود يف الغذاء هو يف اجلوهر فذلك بني بنف شه. واأم اأن هذه القوة الغ ذية نف ض فذلك بني من اأن ه شورة جل شم اآيل وهي ب جلملة اإن تفعل م هو جزء ع شو اآيل. ب لقوة ج زء ع شو اآيل ب لفعل وبني اأن مثل هذا التحريك والفعل لي ض من شوب اإىل الن ر. ف أم الآلة التي به تفعل هذه القوة الغتذاء فهي احلرارة رشورة ولي ض اأي حرارة اتفقت بل حرارة مالئمة لهذا الفعل وهي امل شم ة احلرارة الغريزية وذلك اأن هذه النف ض اإن تفعل كم يظهر من اأمره جزء ع شو ع شو من اأع ش ء املتغذي والأع ش ء مركبة من الأ شطق ش ت واملركب من الأ شطق ش ت 2 اإن ي شري واحدا على م تبني ب ملزاج واملزاج اإن يكون ب حلرارة كم قيل يف الآث ر العلوية ف إذن احلرارة هي الآلة املالئمة لهذا الفعل ولي ض هذه احلرارة هي النف ض كم ظن ج لينو ض وغريه. ف إن فعل احلرارة لي ض مبرتب ول حمدود ول تفعل نحو غ ية مق شودة كم يظهر ذلك من اأفع ل النف ض ول ي شح اأن ين شب الرتتيب اإىل احلرارة اإل ب لع ر ض على م ك ن يرى كثري من القدم ء. وهذه احلرارة هي املو شوع القريب الأو ل لهذه النف ض التي تتنز ل منه منزلة الهيوىل وذلك شيء ب لواجب ع ر ض لكل حم رك لي ض بج شم وهو يف ج شم اإذا حرك ج شم اآخر اأعني انه اإن يكون حتريكه له من جهة م هو موجود يف ج شم هو شورة فيه واإل مل ميكن فيه اأن يحرك اجل شم الآخر ك حل ل يف النف ض الغ ذية والغذاء يف النف ض املحركة جل شم احليوان يف املك ن على م شيظهر بعد. ف أم ال شبب الغ ئي الذي من اأجله وجدت هذه القوة يف احليوان ويف النب ت فهو احلفظ. وذلك اأن اأج ش د املتنف ش ت لطيفة متخلخلة رشيعة التحلل فلو مل تكن فيه قوة ش أن ه اأن يخلف بد ل م حتل ل منه اأمكن يف املتنف ض اأن يبقى زم ن له طول م واإذا ك ن هذا كله من اأمر هذه القوة كم و شفن ف إذن هذه القوة هي التي من ش أنه اأن ت شري ب حل ر الغريزي م هو ج زء ع شو ب لقوة ج زء ع شو ب لفعل لتحفظ بذلك على املتنف ض بق ءه ولذلك ك ن اإخالل فعل هذه القوة موت. وه هن قوة اأخرى من شوبة اإىل النب ت هي ك لكم ل وال شورة للقوة الغ ذية اإذ ك نت ل ميكن اأن توجد خلوا من الغ ذية وميكن اأن توجد الغ ذية خلوا منه وهي القوة الن مية وهذه القوة هي القوة التي من ش أنه عندم تولد الغ ذية من الغذاء اأكرث م حتل ل من اجل شم اأن تنمي الأع ش ء يف جميع اأجزائه واأقط ره على ن شبة واحدة وهو بني اأن هذه القوة مغ يرة ب مل هية للغ ذية. ف إن فعل التنمية غري فعل احلفظ ف إن هذه القوة قو ة ف علة فبني م ر شمن ه به كذلك اأي ش كونه نف ش. واأم ال شبب الغ ئي الذي من اأجله وجدت هذه القوة ف إن ه مل ك نت الأج ش م الطبيعية له اأعظ م حمدودة وك ن ل ميكن يف الأج ش م املتنف شة اأن توجد له من اأول الأمر العظم الذي يخ شه احتيج اإىل هذه القوة ولذلك اإذا م بلغ املوجود العظم الذي له ب لطبع كف ت هذه القوة. وبني م قيل اأي ش يف النف ض الغ ذية اأن اآلة هذه القوة هي احلرارة الغريزية ف أم كيف تكون هذه احلركة ومب ذا تكون فقد خل ض القول يف ذلك يف كت ب "الكون والف ش د " 3 ولي ض هذا الفعل فقط ين شب لهذه النف ض اأعني النمو بل و شده وهو ال شمحالل. ف إن هذه احلركة اأي ش حمدودة مرتبة وذلك اأنه اإذا عر شت تعر ض يف كل نقطة وجزء حم شو ض من اأجزاء امل شمحل على ال شواء ولي ض مثل هذا ال شمحالل م ميكن اأن ين شب اإىل م من خ رج فقط. ومل ك نت اأي ش هذه الأج ش م املتنف شة منه متن شلة ومنه غري متن شلة وك نت املتن شلة هي التي ميكن فيه اأن توجد مثله ب لنوع اأو شبيه به وذلك مب يوجد عنه من الب زور وامل ن ي ف إذن ه هن قو ة اأخرى تفعل من الغذاء م ش أنه اأن يتكو ن عنه مثل ال شخ ض الذي توجد له هذه القوة. وبني من هذا اأن هذه القوة ف علة واأنه نف ض واأن اآلته هي احلرارة الغريزية اإذ ك ن ل فرق بني هذه القوة والقوة الغ ذية اإل اأن هذه القوة ش أنه اأن تفعل م هو ب لقوة شخ ض من نوعه شخ ش ب لفعل والغ ذية اإن تفعل ج زء شخ ض واإن ج علت هذه القوة يف الأ شي ء التي هي موجودة فيه ل على جهة ال رشورة ك حل ل يف القوة الغ ذية والن مية بل على جهة الأف شل لتكون لهذه املوجودات حظ من البق ء الأزيل بح شب م ميكن يف طب عه. ف إن اأقرب شيء اإىل الوجود ال رشوري ب ل شخ ض هو هذا الوجود وك نت هذه املوجودات اأ عطيت من اأول الأمر وجود ه وقوة حتفظ به وجود ه. 6 مت وز 2011 عدد 155 5
واأم غري املتن شلة فلم ت عط اإل وجوده فقط لأنه مل ميكن فيه اأكرث من ذلك. فه هن اإذن ثالث قوى: اأو له الغ ذية )التي( هي ك لهيوىل له تني القوتني اأعني الن مية واملول دة. اإذ ك ن قد توجد الغ ذية دونهم ولي ض توجدان دون الغ ذية. اأم املولدة فك أنه مت م القوة الن مية ولذلك م ت رشف الطب ع الف شلة من الغذاء الذي ك ن به النمو عند كم ل النمو اإىل التوليد فتكون منه البزور وامل ن ي وهذه القوة اأعني قوة التوليد قد ميكن اأي ش اأن تف رق الغ ذية وذلك يف اآخر العمر. واأم مف رقة الغ ذية فهو موت فقد تبني من هذا القول م النف ض الغ ذية وامل نم ية واملول دة واأي اآلة اآلته ومل ك ن كل واحد منه يف اجل شم املتنف ض فلنقل يف القوة التي تتلو هذه يف احليوان وهي قوة احل ض. لق ل يف لق ة حل س ا سة وهذه القوة بني من اأمره اأنه قوة منفعلة اإذ ك نت توجد م رة ب لقوة ومرة ب لفعل وهذه القوة منه قريبة ومنه بعيدة والبعيدة ك لقوة التي يف اجلنني على اأن يح ض والقريبة كقوة الن ئم واملغم ض عينه على اأن يح ض. وبني م تقدم اأن م ب لقوة من جهة م هو ب لقوة من شوب اإىل اله يوىل واأن خروج القوة اإىل الفعل تغري اأو ت بع لتغري واأن كل متغري فله مغري وحمر ك يعطي املتحرك شبيه م يف جوهره. واإذا ك ن ذلك كذلك فينبغي اأن نتعر ف من اأمر هذه القوة اأي وجود وجوده وم املحرك له وعلى اأي جهة تقبل التحريك. فنقول اأم القوة البعيدة وهي التي تكون يف اجلنني فقد تبني اأي وجود وجوده يف كت ب احليوان وامل حرك له هو رشورة غري املحرك للقوة القريبة اإذ ك ن بهذا تكون القوت ن اثنني وقد تبني وجود هذا املحرك يف كت ب "احليوان". واأم املحرك للقوة القريبة فبني من اأمره اأنه املح شو ش ت ب لفعل والذي ينبغي ه هن اأن نطلب اأي وجود وجود هذه القوة وعلى اأي جهة تقبل التحريك عن املح شو ش ت. فنقول اإنه من البني م تقدم اأن القوة تق ل على ثالثة اأ رشب: اأوله ب لتقدمي والتحقيق القوة املن شوبة اإىل الهيوىل الأوىل اإذ ك نت الهيوىل الأوىل اإن الوجود له من جهة م هي قوة حم شة. ولذلك مل ميكن يف مثل هذه القوة اأن تف ر ق ب جلن ض ال ش ورة التي هي قوية اأول عليه بل متى تعر ت عن ال شورة التي فيه تلب شت ب شورة اأخرى من جن شه ك حل ل يف امل ء والن ر. وب جلملة يف الأج ش م الب ش ئط ثم من بعد هذه القوة املوجودة يف شور هذه الأج ش م الب شيطة على شور الأج ش م املت ش بهة الأجزاء وهذه القوة هي مت أخرة عن تلك اإذ ك ن ميكن فيه اأن تف رق شورة ال شيء الذي هي قوية عليه ب جلن ض وهي اأي ش حني تقبل الكم ل والفعل لي ض تخلع شورته كل اخللع ك حل ل يف القوة املوجودة يف الأج ش م الب شيطة ولذلك ل شن نقول اأن شور الأ ش ط ق ش ت موجودة ب لقوة يف اجل شم املت ش به الأجزاء على جهة م نقول اأن امل ء ب لقوة هواء اأو ن ر بل بنحو متو شط على م تبني يف كت ب "الكون والف ش د". فك أن هذه القوة الث نية ش أنه فعل م اإذ ك ن ال شبب يف وجوده القوة الأوىل مقرتنة ب ل شورة الب شيطة ل القوة وحده. ثم تتلو هذه يف املرتبة القوة املوجودة يف بع ض الأج ش م املت ش بهة الأجزاء ك لقوة التي يف احلرارة الغريزية مثال اأو م ين شبه املو شوعة يف النب ت واحليوان للنف ض الغ ذية. وتف رق هذه القوة القو ة التي يف شور الأ ش ط ق ش ت على الأج ش م املت ش بهة الأجزاء اأن هذه اإذا قبلت م ب لفعل مل يتغري املو شوع له رشب من التغري ل قليال ول كثريا ولذلك ك ن ف ش د هذه لي ض اإىل ال شد بل اإىل العدم فقط فك أن هذه القوة قد ش بهت الفعل اأكرث من تلك ولذلك م قبل اأن معطي ال شورة املزاجية التي به ش أن مو شوعه اأن تقبل هذا الكم ل اأحد الأمرين: اإم نف ض يف املتن شل من ذوات النفو ض. واإم حرارة الكواكب يف غري املتن شل لكن هذه القوة اإذا وجدت على كم له يف النب ت فلي ض يوجد فيه ا شتعداد لقبول شورة اأخرى. واإم اإذا وجدت يف احليوان ف إنه يلفي فيه ا شتعدادا لقبول شورة اأخرى وهي ال شورة املح شو شة واإن عر ض له ذلك من جهة اختالف ا شتعداد مو شوعه يف النب ت واحليوان اإل من جهة م هي قوة غ ذية. وهذا ال شتعداد الذي يوجد يف القوة الغ ذية لقبول املح شو ش ت الذي هو الكم ل الأول للح ض لي ض املو شوع القريب له شيئ غري النف ض الغ ذية وهذه القوة وهذا ال شتعداد ك أنه شيء م ب لفعل اإل انه لي ض على كم له الأخري ف إن احليوان الن ئم قد يرى اأنه ذو نف ض ح ش شة ب لفعل. ولذلك م ي شب ه )اأر شطو( هذه القوة ب لقوة التي يف الع مل حني ل ي شتعمل ع ل م ه لكن لي شت هي ب لقوة من جهة م هي ب لفعل. ف إن هي ب لقوة شيء م لي ض هو شيئ م ب لفعل م هو قوي عليه بل اأن ك ن شيئ م ب لفعل فال من جهة م هو قوي اإذ ك ن الفعل والقوة متن ق شتني. لكن مل ك نت القوة ل ت عر ى من الفعل لزم اأن توجد اإم فعل م غري ت م واإم اأن توجد مقرتنة ب شورة اأخرى مغ يرة لل شورة التي هي قوية عليه من غري اأن تكون هي يف نف شه شيئ واإذا ك نت القوة ذات شور ف إم اأن تكون ال شورة التي يف املو شوع م ش دة لل شورة الواردة فتف شد شورة املو شوع عند وروده اإم ف ش دا ت م ك حل ل يف شور الب ش ئط واإم ف ش دا م غري حم ض ك حل ل يف شور الب ش ئط عند حلول الأجزاء فيه. املت ش بهة شور واإم اأن ل تكون بينهم م ش دة اأ شال ول مغ يرة بل من شبة ت مة فيبقى املو شوع عند ال شتكم ل على ح له قبل ال شتكم ل بل ل مي كن وجود ال شتكم ل اإل اأن يبقى املو شوع على ح له قبل ال شتكم ل ك حل ل يف القوة التي يف امل تعل م على التعلم وهذه القوة التي هي فعل غري ت م لي ض يحت ج يف وجوده اإىل شورة هي موجودة اإل ب لعر ض ك حل ل يف النف ض الغ ذية مع احل شية التي هي الكم ل الأول. وبني من هذا اأن هذه القوة اأعني الكم ل الأول للح ض مب ينة ب لرتبة لتلك القوى التي تقدمت. اإذ ك ن املو شوع له نف ض م ولذلك م ك ن قبول هذه القوة كم له الأخري عن املحرك له لي ض من جن ض قبول القوى الهيولنية التي عد دن كم لته عن املحرك ني له. ف إن املحرك هن لك اإن يعطي الهيوىل شورة شبيهة ب ل شورة املوجودة فيه وعلى احل ل التي توجد فيه ومث ل ذلك اأن الن ر اإذا كونت ن را اأخرى و شريته ب لفعل ف إن يعطي ذلك املو شوع وجوده ح ل ويكون ب شورته شبيهة شورة يف الهيوىل هي هي بعينه ح ل وجود ال شورة الف علة يف هيوله. واأم قوة احل ض فلي ض الأمر فيه كذلك ف إنه لي ض وجود اللون مثال يف هذه القوة هو بعينه وجوده خ رج النف ض ف إ ن وجود ه يف هيوله خ رج النف ض وجود هو به منق شم ب نق ش م الهيوىل. واأم وجوده يف القوة احل ش شة فلي ض مب نق شم اأ شال ب نق ش م هيوله ولذلك اأمكن اأن ي شتكمل ب جل شم الكبري جدا وال شغري على ح لة واحدة ومبو شوع واحد حتى يكون: مثال الرطوبة اجلليدية على ش غ ر ه تقبل ن شف كرة الفلك وتوؤديه اإىل هذه القوة كم تقبل شورة اجل شم ال شغري جدا ولو ك ن هذا ال شتكم ل منق شم ب نق ش م الهيوىل مل يكن ذلك فيه. واأي ش ف إن جند هذه ال شورة ت شتكمل ب مل ت ش دين مع يف مو شوع واحد فنحكم عليهم ك لقوة املب رشة التي تدرك ال شواد والبي ض مع. ولذلك ي شري للمح شو ش ت بهذه القوة وجود اأ رشف م ك ن له يف هيوله خ رج النف ض. ف إن معنى هذا ال شتكم ل لي ض شيئ غري وجود معنى املح شو ش ت جمردا من هيوله لكن بوجه م له ن شبة شخ شية اإىل هيوىل به ش ر معنى شخ شي. واإل ك ن عقال على م شنبني بعد عند القول يف القوة الن طقة وهذا اأول مرتبة من مراتب جترد ال شور الهيولنية فيه. فهذه القوة اإذن هي القوة التي من ش أنه اأن ي شتكمل مبع ين الأمور املح شو شة اأعني القوة احل شية من جهة م هي مع ن شخ شية. و بني م قلن اأن مثل هذه ال شورة احل شية ك ئنة ف شدة اإذ ك نت توجد ب لقوة ت رة وب لفعل ت رة وم ب لقوة من جهة م هو ب لقوة فهو ح دث رشورة اإذ ك نت القوة هي اأخ ض اأ شب ب احلدوث. واأي ش لو ك نت اأزلية لك ن مثال هذا اللون موجودا قبل وجوده فتكون الأعرا ض مف رقة ومل يكن للمح شو ش ت غن ء يف الإدراك حتى ك ن يكون الإح ش ض يف غيبته وح شوره بح ل واحدة وهذا كله شنيع. واأي ش فهي بوجه م ت شتعمل اآلة ج شم نية اإذ ك ن املو شوع الأول له اأعني النف ض الغ ذية شورة يف م دة ولذلك يلحقه الكالل ول ت ت م فعل ه اإل ب أع ش ء حمدودة ف إن الإب ش ر اإن يكون ب لعني وال شمع ب لأذن. ق ى لنف ص حل سا سة واإذا قلن م هي النف ض احل ش شة ب إطالق فقد ينبغي بعد هذا اأن ن شري اإىل القول يف واحدة واحدة من قواه. فنقول اإن اأقدم هذه القوى وجودا ب لزم ن هي قوة اللم ض ولذلك قد توجد هذه القوة معراة عن ش ئر احلوا ض كم يوجد ذلك يف الإ شفنج البحري وغري ذلك م هو متو شط الوجود بني النب ت واحليوان ول توجد ش ئر القوى معراة منه واإن ك ن ذلك كذلك لأن هذه القوة اأكرث رشورية يف وجود احليوان من ش ئر قوى احل ض اإذ لول هي لك نت شتف شده الأ شي ء التي من خ رج وبخ شة عند النقلة. ثم من بعد هذه القوة قوة الذوق ف إنه اأي ش مل ض م واأي ش ف إنه القوة التي به يخت ر احليوان املالئم من الغذاء من غري املالئم. ثم قوة ال شم اأي ش اإذ ك نت هذه القوة اأكرث م ي شتعمله احليوان يف ال شتدلل على الغذاء 6
ك حل ل يف النمل والنحل وب جلملة فهذه الثالث القوى هي القوى ال رشورية اأكرث ذلك يف وجود احليوان. واأم قوة ال شمع والإب ش ر فموجودة يف احليوان من اأجل الأف شل ل من اجل ال رشورة ولذلك ك ن احليوان املعروف ب خللد ل ب رش له. ويجب قبل اأن ن رشع يف القول يف هذه احلوا ض اأن ن قدم من اأمر املح شو ش ت م ي تو ش ل به اإىل القول يف واحدة واحدة من هذه القوى. ف إن اإن ن شري اأكرث ذلك يف هذا العلم كم قيل غري م مرة من الأعرف عندن اإىل الأعرف عند الطب ع. فنقول اإن الأمور املح شو شة منه قريبة ومنه بعيدة والقريبة معدودة فيه ب لذات والبعيدة معدودة فيه ب لعر ض والذي ب لذات منه م هي خ شة بح شة ح شة ومنه م شرتكة لأكرث من ح شة واحدة ف خل شة هي مثل الألوان للب رش والأ شوات لل شمع والط عوم للذوق والرائحة لل شم واحلرارة والربودة للم ض واأم امل شرتكة لأكرث من خ شة واحدة ف حلركة وال شكون والعدد وال شكل واملقدار. اأم احلركة والعدد فيدركهم جميع احلوا ض اخلم ض وذلك بني من اأمرهم واأم ال شكل واملقدار فم شرتك ن للب رش واللم ض فقط والغلط اإن يقع اأكرث ذلك للحوا ض يف هذه املح شو ش ت امل شرتكة كمن يخيل اإليه حني ي شري يف النهر اأن ال شطوط تتحرك واأم املح شو ش ت ب لع ر ض فمثل اأن يح ض اأن هذا حي وهذا ميت وهذا زيد وهذا عمرو وهذه املح شو ش ت الغلط فيه اأكرث منه يف امل شرتكة ولذلك قد ي حت ج يف متيزه اأن ي شتعمل يف ذلك اأكرث من ح شة واحدة كم ي شتعمل ذلك الأطب ء فيمن به انطب ق العروق ف إنهم قد يف شدونه مرة ومرة يجعلون مراآة عند اأنفه ليظهر لهم فيه اأثر التنف ض. واإذ قد تبني م هي املح شو ش ت اخل شة وامل شرتكة فلنبداأ اأول ب لقول يف القوى التي تخ ض حم شو ش حم شو ش من املح شو ش ت اخل شة ثم ن شري ذلك اإىل القول يف القوة التي حم شو ش ته م شرتكة وهي املعروفة ب حل ض امل شرتك ولنبداأ على ع دتهم من القول يف الب رش. )...( والعدد اأو لثنني منه فقط ك ل شكل واملقدار امل د ر كني بح شة الب رش وح شة اللم ض. واأي ش فلم كن ب حل ض ن درك التغ ير بني املح شو ش ت اخل شة بح شة ح شة حتى نق شي 4 مثال على هذه التف حة اأن ه ذات لون وريح و ط ع م واأن هذه املح شو ش ت متغ يرة فيه وجب اأن يكون هذا الإدراك لقوة واحدة وذلك اأن القوة التي نق شي على اأن هذين املح شو شني متغ يرين هي رشورة قوة واحدة ف إن القول ب أن القوة التي به ندرك التغ ير بني شيئني حم شو شني لي شت بقوة واحدة مبنزلة القول ب أين اأ درك املخ ل ف ة التي بني املح شو ض الذي اأح ش شته اأن واملح شو ض الذي اأح ش شته اأنت واأن مل اأ ح ش ه وهذا بني بنف شه. وقد يوقف اأي ش على وجود هذه القوة من فعل اآخر ه هن لي ض ميكنن اأن نن شبه اإىل واحد من احلوا ض اخلم ض وذلك اأن جند كل واحد من هذه احلوا ض ت درك حم شو ش ته وت در ك مع هذا اأنه ت در ك فهي حت ض الإح ش ض وك ن نف ض الإح ش ض هو املو شوع لهذا الإدراك اإذ ك نت ن شبته اإىل هذه القوة ن شبة املح شو ش ت اإىل ح شة ح شة ولذلك ل شن ن ق د ر اأن نن شب هذا الفعل اإىل ح شة واحدة من احلوا ض اخلم ض واإل ل زم اأن تكون املح شو ش ت اأنف ش ه هي الح ش ش ت اأنف ش ه وذلك اأن املو شوع مثله للقوة الب رشة اإن هو اللون واملو شوع لهذه القوة هو نف ض اإدراك اللون فلو ك ن هذا الفعل للقوة الب رشة لك ن اللون هو نف ض اإدراكه وذلك حم ل ف إذن ب شطرار م يلزم عن هذه الأ شي ء كله وجود قوة م شرتكة للحوا ض كله هي من جهة واحدة اأو من جهة كثرية اأم كرثته فمن جهة م تدرك حم شو ش ته ب آلت خمتلفة وتتحرك عنه حرك ت خمتلفة واأم كونه واحدة فالأنه تدرك التغ ير بني الإدراك ت املختلفة ولكونه واحدة تدرك الألوان ب لعني والأ شوات ب لأذن وامل شموم ت ب لأنف واملذاق ت ب لل ش ن وامللمو ش ت ب للحم وتدرك جميع هذه بذاته وحتكم عليه وكذلك تدرك جميع املح شو ش ت امل شرتكة بكل واحدة من هذه الآلت فيدرك العدد مثال ب لل ش ن والأذن والعني واللحم والأنف وهي ب جلملة واحدة ب ملو شوع كثرية ب لقول وواحدة ب مل هية كثرية ب لآلت واحل ل يف ت ش و ر هذه القوة واحدة من جهة وكثرية من اأخرى واحل ل يف اخلطوط التي تخرج من مركز الدائرة اإىل حميطه ف إن هذه اخلطوط كثرية ب لأطراف التي تنتهي اإىل املحيط واحدة ب لنقطة التي جتتمع اأطرافه عنده وهي املركز وكذلك هذه احلرك ت التي تكون عن هذه املح شو ش ت )هي( من جهة املح شو ش ت والآلت كثرية وهي من جهة اأنه تنتهي اإىل قوة واحدة واحدة. وهذا املث ل قد جرت ع دة املتكلمني يف النف ض من )اأر شطو( ومن دونه من املف رشين اأن ي أخذوه يف تفهم وجود هذه القوة وهو واإن ك ن من جن ض التعليم الذي يوؤخذ فيه يف تفهم جوهر ال شيء بدل ال شيء وذلك اإم شبيه كم فعل ه هن اأو غري ذلك وهو التعليم ال شعري. فلي ض ذلك ب ش ر اإذا تقدم فعرف جوهر هذه القوة وع لمت اجلهة التي به وقعت املح ك ة بينهم وك ن هذا النحو من التعليم اإن يدخل يف التعليم الربه ين يف الأ شي ء التي ت شعب على الذهن اأن يت شوره اأول بذاته فتوؤخذ اأول يف تفهيمه بدل جوهر ال شيء تلك الأ شي ء على لق ل يف حل ص مل سرتك وهذه القوى اخلم ض التي عد دن ه يظهر من اأمره اأن له قوة واحدة م شرتكة وذلك اأنه مل ك نت ه هن حم شو ش ت له م شرتكة فه هن اإذن له قوة م شرتكة به تدرك املح شو ش ت امل شرتكة شواء ك نت م شرتكة جلميعه ك حلركة 6 مت وز 2011 عدد 155 7
جهة التوطئة اإىل اأن ينتقل الذهن من حم كي ال شيء اإىل ال شيء بعينه لأن املق شود من ذلك ت شور ال شيء مب يح كيه فقط كم ن ف شل ذلك بداية يف التعليم ال شعري. ف أم جوهر هذه القوة م هو واأي وجود وجود ه فذلك بني م قلن يف احل ض ب إطالق وذلك اأن قد كن ع ر فن هن لك مرتبة هذه القوة من ش ئر القوى الهيولنية وع ر فن اأن قبوله للمح شو ش ت لي ض قبول هيولني وبهذا شح له اأن ت درك املت ش دات مع يف اآن واحد وبقوة غري منق شمة. فهذا هو القول فيم يخ ض واحدا واحدا من هذه احلوا ض اخلم ض وكيف يخ شه وفيم ي شرتك وكيف ي شرتك. ف أم اأنه لي ض ميكن اأن توجد ح شة ش د شة فذلك ظ هر من جه ت: اأحده اأنه لو ك ن ه هن ح شة اأخرى غري هذه اخلم ض لك ن ه هن حم شو ض اآخر وهو بني ب لت شف ح اأن املح شو ش ت اخل شة هي اخلم شة فقط وذلك اأن املح شو ش ت رشورة 5 اإم اأن تكون األوان اأو اأ شوات اأو طعوم اأو روائح اأو ملمو ش ت اأو م يتبع هذه وي درك بتو شطه املح شو ش ت امل شرتكة واإذا ك ن هذا بي ن بنف شه ومل يكن ه هن حم شو ض اآخر فلي ض ه هن قوة ح شية اأخرى. واأي ش لو ك ن ه هن ح شة اأخرى لك نت ه هن اآلة اأخرى ومتو شط ت اآ خ ر اإ ن فر شن هذه احل شة غري مالقية ملح شو شه وذلك اأنه يظهر ب لت شف ح اأنه مل يبق يف هذه املتو شط ت جهة تخدم به حم شو ش اآخر غري اجله ت التي شلفت ول ميكن اأن ت درك ب آلة واحدة حم شو شني خمتلفني. ف إن الآلة الواحدة كم قلن ملح شو ض واحد واإذا ك ن هذا هكذا األزم اإن وجدت ه هن ح شة اأخرى اأن توجد اآلة اأخرى فقط اإن فر شن ه مالقية ملح شو شه اأو اآلة اأخرى ومتو شط اإن فر شن ه غري مالقية ملح شو ش ته. واإذا ك ن اأي ش يظهر ب لت أمل اأنه لي ض يت أتى ه هن وجود اآلة اأخرى ول ه هن متو شط اآخر فبني اأنه لي ض ميكن اأن توجد ه هن ح شة اأخرى. ف أم من اأن يظهر اأنه ل ميكن اأن توجد ه هن اآلة اأخرى ول متو شط اآخر تقدم وذلك اأنه لي ض يوجد متو شط اآخر غري امل ء والهواء وذلك اأن الأر ض بج ش مته ل ميكن فيه اأن يكون متو شط والن ر ل ميكن اأن يوجد فيه حيوان ف شال عن اأن يكون متو شط وكذلك ل ميكن اأي ش اأن توجد اآلة اأخرى. وذلك اأن كل اآلة اإم اأن تكون مركبة من م ء ك لعني وهواء ك حل ل يف الأذنني اأو متزجة على غ ية العتدال من الأ شط ق ش ت الأربعة على م هو عليه اللحم. ف إن الآلة بوجه م يجب اأن تكون من شبة للمتو شط. وقد يظهر ذلك اأي ش من انه اإن وجدت ه هن ح شة اأخرى فتوجد حليوان اآخر غري الإن ش ن فيوجد لالأنق ض م لي ض يوجد لالأكمل ولذلك ك نت احلوا ض على الق شد الأوىل من اأ ج ل القوى التي هي ك م لت له وبخ شة النطق على م شنبني من اأمره وقد تل خ ض يف كت ب )احليوان ) 6 كيف ن شبة الأع ش ء التي توجد للحيوان من غري اأن توجد هي ب أعي نه لالإن ش ن اإىل الأع ش ء التي تقوم مق مه يف الإن ش ن واأن مثل هذه الأع ش ء وجوده يف الإن ش ن بوجه ا رشف ك خلرطوم للفيل واجلن ح للط ئر ف إن اليد يف الإن ش ن اأمت فعال من هذه واأ رشف وقد توجد تتلو هذه القوة اأعني قوة احل ض يف احليوان الك مل وهو الذي يتحر ك اإىل املح شو ض بعد غيبته عنه اأو يتحر ك اإليه قبل ح شوره قوة أاخرى وهي املدعوة ب لتخيل وينبغي اأن نقول فيه. لق ل يف لتخيل وهذه القوة ينبغي اأن نفح ض من اأمره ه هن عن اأ شي ء اأو له عن وجوده ف إن قوم ظنوا اأنه القوة احل شية بعينه وقوم ظنوا به اأنه قوة الظن وقوم راأوا اأنه م رك بة منهم ثم هل هي من القوة التي توجد ت رة قوة وت رة فعال واإن ك ن الأمر كذلك فهي ذات هيوىل فم هي هذه الهيوىل واأي مرتبة مرتبته وم املو شوع لهذا ال شتعداد والقوة واأي ش فم املحرك له واملخرج من القوة اإىل الفعل فنقول اأم اأن هذه القوة مغ يرة للقوة احل شية فذلك يظهر عن ق رب وذلك اأنهم واأن اتفقت يف اأنهم يدرك ن املح شو ض فهم يختلف ن يف اأن هذه القوة حتكم على املح شو ش ت بعد غيبته ولذلك ك نت اأمت فعال عند شكون فعل احلوا ض ك حل ل يف النوم واأم يف ح ل الإح ش ض ف إن هذه القوة يك د اأن ل يظهر له وجود واإن ظهر فيع رش م يفرتق من احل ض ومن هذه اجلهة نظن اأن هذه القوة لي شت توجد لكثري من احليوان ك لدود والذب ب وذوات الأ شداف وذلك اإن نرى هذا ال شنف من احليوان ل يتحرك اإل بح شور املح شو ش ت وي شبه اأن يكون هذا ال شنف اإم اأن ل يوجد له تخيال اأ شال واإن وجد فغري مف رق للمح شو ض والفح ض عن هذا يكون عند النظر يف القوة املحركة للحيوان يف املك ن. وقد ت ف رق اأي ش هذه القوة قوة احل ض ف إن كثريا م نكذب بهذه القوة ون شد ق بقوة احل ض ول شيم يف حم شو ش ته اخل شة ولذلك م ت شمى املح شو ش ت الك ذبة تخيال. واأي ش فقد ميكنن اأن ن رك ب بهذه القوة اأمورا مل نح ض به بعد بل اإن اأح ش شن ه مفردة فقط كت شورن غزايل والغول وم اأ شبه ذلك من الأمور التي لي ض له وجود خ رج النف ض واإن تفعله هذه القوة وي شبه اأن يكون هذا من فعل هذه القوة خ ش لالإن ش ن. و شنبني يف كت ب )احل ض واملح شو ض ) 7 الأمور التي به يب ين الإن ش ن حيوان احليوان يف هذه القوى وحيوان ش ئر والأمور التي فيه ت شرتك واأي ش ف أن نح ض من الأمور ال رشورية لن ولي ض كذلك التخيل بل لن اأن نتخيل ال شيء واأن ل نتخيله وهذا اأحد م تف رق به هذه القوة قوة الظن. وذلك اأن الظن من اأن الظن اإن اأي ش تف رقه وقد لن رشوري يكون اأبدا مع ت شديق وقد يكون تخيل من غري ت شديق مثل تخيلن اأ شي ء مل نعلم بعد شدقه من كذبه واإذا مل تكن هذه القوة ول واحد من ه تني القوتني اأعني قو ة احل ض والظن فلي ض ميكن فيه اأن تكون مركبة منهم كم راأى ذلك بع شهم لأن امل ر ك ب من ال شيء اإذا مل يكن على جهة الختالط يلزم فيه رشورة اأن حتفظ خوا ض م تركب منه. وكذلك يظهر ه هن من قرب اأن هذه القوة لي شت عقال اإذ كن اإن ن شدق اأكرث ذلك ب ملعقولت ونكذب بهذه القوة. والفرق بني الت شور النطقي والت شور اخلي يل واإن ك ن كالهم يجتمع ن يف اأن ل شن ن شدق به اأو نكذب اأن املتخيالت اإن نت شوره من حيث هي شخ شية وهيولنية ولذلك ل ميكن اأن نتخيل األوان اإل مع عظم واأن ك ن شيظهر من اأمره اأنه اأرفع ر ت ب املع ين ال شخ شية. واأم الت شو ر العقلي فهو جتريد املعنى الكلي من الهيوىل ل من حيث له ن شبة شخ شية هيولنية يف جوهره بل اإن ك ن ول بد فعلى 8
اأن ذلك لحق من لواحق الكلي اأعني تتعد د بتعد د الأ شخ ض واأن توجد له ن شبة هيولنية و شيظهر هذا على التم م عند القول يف القوة الن طقة. ف أم اأن هذه القوة توجد ت رة قوة وت رة فعال فذلك من اأمره بني وذلك اأنه يف فعله م شطرة اأن يتقد م ه احل ض كم شنبني بعد والإح ش ش ت كم ت ب ني قبل ح دثة واإذا ك ن ذلك كذلك فهذه القوة اإذن هيولنية بوجه م وح دثة. واأم املو شوع لهذه القوة الذي فيه ال شتعداد فهو احل ض امل شرتك بدليل اأن التخي ل اإن ي وجد اأبدا مع قو ة احل ض وقد يوجد احل ض دون التخيل. وب جلملة يظهر من اأمر القوة احل ش شة اأنه م تقد مة ب لطبع على هذه القوة واأن ن شبته اإليه ن شبة الغ ذية اإىل احل شية ونعني بهذا ن شبة ال شتكم ل الأو ل الذي يف القوة اخلي لية اإىل ال شتكم ل الأول الذي للقو ة احل ش شة وعلى احلقيقة ف ملو شوع لهذين الإ شتعدادين اأعني ال شتعداد لقبول املح شو ش ت وقبول املتخي الت هي النف ض الغ ذية اإذ ك ن كم تبني من اأمر هذه القوة اأن الوجود له من اأول الأمر اإن هو من حيث هي فعل وال شتعدادات مب هي ا شتعدادات اإن ت وجد مقرتنة مع م ب لفعل ولي ض بع شه مو شوع لبع ض اإل على جهة الت شبيه مبعنى اأن بع شه يتقد م يف املو شوع وجود بع ض وهكذا ينبغي اأن ي فهم الأمر يف ال شتعداد اخلي يل مع ال شتعداد احل شي ف إن ل شن نقد ر اأن نقول اإن الإح ش ش ت ب لفعل هي املو شوعة لهذا ال شتعداد اخلي يل على جهة م نقول اإن النف ض الغ ذية مو شوعة للنف ض احل شية اإذ تبني اأن الح ش ش ت هي املحر كة لهذه القو ة التي ت شتكمل به لكن على كل ح ل ف إن من الظ هر اأن هذه القوة وال شتعداد اأكرث روح نية من ال شتعداد احل ش ي اإذ ك ن ح شوله يف الرتبة الث نية وبعد ح شول ال شتعداد احل شي وك أنه اإن ين شب اإىل الهيوىل بتو شط القو ة احل شية. واأي ش ف إن هذه القوة انفع له لي ض عن املح شو ض ب لفعل من خ رج النف ض بل من الآث ر احل شلة عن املح شو ش ت يف القوة احل شية على م شنبني بعد وم هذا ش أنه فهو اأكرث روح نية. فقد تبني من هذا القول وجود هذه القوة واأي هيوىل هيوله وم مرتبته ومل ك ن ب لقوة كم قيل يف غري م مو شع اإن ي شري اإىل الفعل مبحرك يخرجه من القوة اإىل الفعل فم املحر ك ليت شعري لهذه القوة اأم املحرك يف قوة احل ض ف لأمر يف ذلك ب ني وهي املح شو ش ت ب لفعل واأم هذه القوة فلم ك ن ا شتكم ل ه اإن هو ب ملح شو ش ت اأي ش بوجه م وذلك بعد غيبته. وك ن اأي ش يظهر من اأمره اأنه م شطرة يف اأن توجد على كم له الأخري اإىل املح شو ش ت وذلك اأن اإن ميكنن اأن نتخيل ال شيء ب لذات وعلى كنهه بعد اأن نح شه فال يخلو اأن يكون املحرك له اأحد اأمرين. اأم املح شو ش ت ب لفعل خ رج النف ض فيكون على هذا الوجه هذه القوة ح ض م وذلك انه لي ض يكون فرق بينه وبني قو ة احل ض اإل اأن قوة احل ض ت درك املح شو ش ت وهي ح رشة وهذه تتم شك به بعد غيبته فقط. واأم اأن يكون املحرك لهذه القوة لي شت املح شو ش ت التي خ رج النف ض بل الآث ر الب قية منه يف احل ض امل شرتك ف إنه قد يظهر اأن ه تبقى اآث ر م من املح شو ش ت يف احل ض امل شرتك بعد غيبته ول شيم املح شو ش ت القوية. ولذلك متى ان رشف عنه اإىل م دونه من املح شو ش ت ب رشعة مل ميكن اأن يح شه. وب جلملة ففي احل ض امل شرتك قوة على التم شك ب آث ر املح شو ش ت وحفظه لكن متى اأنزلن نف ض التخي ل اإن هو يف وجود هذه الآث ر الب قية يف احل ض امل شرتك بعد ذه ب املح شو ش ت ل ب أن تكون هذه الآث ر هي املحركة لقوة التخي ل حتى يكون له يف هيوىل التخي ل»وجودا «اأكرث روح نية منه يف احل ض امل شرتك لزم اأن نتخي ل مع اأ شي ء كثرية مبلغ عدده كمبلغ عدد الأمور التي اأح ش شن ه. واأي ش فم ك ن ميكنن اأن نتخي ل متى شئن بل كن نكون يف ت خ ي ل دائم وب جلملة ك ن يكون التخي ل لن من الأمور ال رشورية ك حل ل يف املح شو ش ت واإذا ك ن ذلك كذلك فلي ض ال شبب اإذن يف تخي له وقت بعد وقت اإل اأن متى شئن نظرن بهذه القوة اإىل الآث ر الب قية يف احل ض امل شرتك ولذلك ك ن فعل هذه القوة يجود ب ل شكون ويختل مع ح شور املح شو ش ت وذلك اأن احل ض امل شرتك عندم حت رشه املح شو ش ت ب لفعل هو عنه اأكرث ذلك متحرك فقط ف إذا غ بت عنه ع د هو حمرك هذه القوة ب لآث ر الب قية فيه من املح شو ش ت ولذلك ك ن فعل هذه القوة مع النوم اأكرث ف ملح شو ش ت اإذا حت ر ك احل ض امل شرتك والآث ر احل شلة عنه يف احل ض امل شرتك حتر ك هذه القوة اأعني قوة التخي ل على مث ل م تتحر ك الأ شي ء بع شه عن بع ض. اإل اأن لهذه القوة يف تلك الآث ر تركيب وتف شيال ولذلك ك نت ف علة بوجه منفعلة ب آخر. ومن هن يظهر اأن هذه القوة كم قلن اأكرث روح نية من احل ض لكنه مع ذلك من جن ض احل ض اإذ ك ن املحرك له شخ شي والق بل اإن يقبل شبيه م يعطيه املحرك واملحرك اإن يعطي شبيه م يف جوهره واأم املتحر ك الذي يوجد عنه الكلي فهو اأرفع رتبة من هذا اإذ ك ن حتريك ه غري متن ه على م شنبني بعد. ف أم اأن هذه القوة من قوى النف ض ك ئنة ف شدة فهو بني من اأنه توجد ب لقوة اأول ثم توجد ب لفعل والقوة كم قلن غري م مرة هي اأخ ض اأ شب ب احلدوث واحل دث كم قيل ف شد رشورة. واأي ش ف إن ا شتكم له اإن هو ب لآث ر الب قية يف احل ض امل شرتك عن املح شو ش ت وهذه الآث ر رشورة ح دثة عن املح شو ش ت فهي اإذن ح دثة. واأي ش ف إن ال شتعداد الأول لهذه القوة هو موجود كم قلن يف النف ض الغ ذية بتو شط ال شتكم ل الأو ل للح ض وكالهم ح دث ن ف ل شتكم ل الأو ل اإذن لهذه القوة ح دث. فقد تبني من هذا القول وجود هذه الآث ر واأي هيوىل هيوله وم مرتبته وم املحرك له وتبني مع هذا من اأمره اأنه ك ئنة ف شدة. ف أم مل وجدت هذه القوة يف احليوان فذلك من اأجل ال شوق الذي يكون عنه اإذا اقرتن اإىل هذه القوة احلركة يف املك ن وذلك اأن بقوة التخيل مقرتن به ال شوق يتحرك احليوان اإىل طلب امل ل ذ وينفر عن ال ش ر و شنتكلم يف هذا على التف شيل عند القول يف القوة املحرك للحيوان. واإذ قد فرغن من القول يف هذه القوة فلنقل يف القوة الن طقة اإذ ك نت هي التي يظهر من اأمره اأنه تلي هذه القوة يف املرتبة وذلك اأن احليوان لي ض ميكن اأن توجد فيه قوة اأرفع من هذه اأعني املتخيلة اإل يف الإن ش ن هي القوة الن طقة. لق ل يف لق ة لناطقة اإنه مل ك ن العلم ب ل شيء كم قيل يف غري م مو شع اإن يح شل على التم م ب أن يتقد م اأو ل فيعلم وجود ال شيء اإن مل يكن ب ي ن بنف شه ثم يطلب تفه م جوهره وم هيته ب لأ شي ء التي به قوامه ثم يطلب بعد ذلك معرفة الأمور التي قوامه بذلك ال شيء وهي اللواحق الذاتية له والأعرا ض فقد ينبغي اأن نفح ض من هذه الأ شي ء ب أعي نه يف هذه القوة فنبتدئ اأول 6 مت وز 2011 عدد 155 9
10 فرن شد اإىل اجلهة التي توقع اليقني بوجود هذه القوة ومب ينته ل ش ئر القوى التي تقد مت ثم نفح ض من اأمره هل هي ت رة قوة وت رة فعل اأم هي فعل دائم على م يرى كثري من الن ض واأنه اإن تتعط ل اأفع له يف ال شبي لأنه مغمورة ب لرطوبة اأم بع شه قوة وبع شه فعل ف إن هذا ا شم شيء يفح ض عنه من اأمره وهو املعنى الذي فيه اختلف القدم ء كثريا. ومن ه هن توقف على م هو اأكرث ذلك م ت شو ق من اأمره اأعني هل هي اأزلية اأم ح دثة ف شدة اأم هي م رك بة من شيء اأزيل وح دث واإن ك نت ت رة قوة وت رة فعال فهي ذات هيوىل وم مرتبته الهيوىل وم هذه فم رشورة املو شوع لهذا ال شتعداد والقوة ف إن القوة م ل يف رق وهل ذلك ج شم اأو نف ض اأو عقل واأي ش م املحر ك لهذه القوة وامل خر ج له اإىل الفعل واإىل اأي مقدار من التحريك ينتهي اإليه ب لذات فعلى هذا املحرك فيه ف إن بذلك نقف على كم له الأق شى ف إنه من الظ هر اأنه لي شت فين هذه القوة اأول مع رش الن ض على كم له الأخري واأنه يف تزي د دائم لكن لي ض ميكن اأن مير الأمر فيه اإىل غري نه ية. ف إن الطب ع ت أبى ذلك فهذه هي جميع املط لب التي ينبغي اأن نفح ض عنه من اأمر هذه القوة ف إن مبعرفته حت شل لن معرفته على التم م. والأمور التي ن أخذه مقدم ت يف بي ن هذه الأ شي ء هي اأحد اأمرين: اإم نت ئج اأقي شة قد تبي نت فيم شلف من هذا العلم واإم اأمور يقينية ب أنف شه ه هن واإم اأن تكون الأق ويل امل شتعملة يف ذلك موؤلفة من هذين ال شنفني من املقدم ت و شرن شد اإىل شنف شنف منه عندم ن شتعمله. فنقول اإنه من البني م قيل يف موا شع كثرية اأن املع ين املدركة شنف ن: اإم كلي واإم شخ شي. واأن هذين املعنيني يف غ ية التب ين وذلك اأن الكلي هو اإدراك املعنى الع م جمردا من الهيوىل واإدراك ال شخ ض هو اإدراك املعنى يف الهيوىل. واإذا ك ن ذلك كذلك ف لقوة التي ت درك هذين املعنيني هي رشورة متب ينة وقد تبني فيم تقدم اأن احل ض والتخي ل اإن ي درك ن املع ين يف الهيوىل واإن مل يقباله ق بول هيولني على م تقد م و لذلك ل شن نقدر اأن نتخي ل الل ون جمردا عن العظم وال شكل ف شال عن اأن ن ح شه وب جلملة ل شن نقدر اأن نتخي ل املح شو ش ت جمردة من الهيوىل واإن ندركه يف ه يوىل وهي اجلهة التي به ت شخ شت واإدراك املعنى الكلي وامل هية بخالف ذلك:
ف إن جنرده ب لهيوىل جتريدا واأكرث م تبني ذلك يف الأمور البعيدة من الهيوىل ك خلط والنقطة فهذه القو ة اإذن التي من ش أنه اأن تدرك املعنى جمردا عن الهيوىل هي رشورة قوة اأخرى غري القوة التي تقدمت وبني اأن فعل هذه القوة لي ض هو اأن تدرك املعنى جمردا من الهيوىل فقط بل واأن ترك ب بع شه اإىل بع ض وحتك م لبع ض على بع ض. والفعل الأو ل من اأفع ل هذه القوة ي شمى ت شورا والث ين ت شديق. وهو من الظ هر ه هن اأن ب لواجب اإن ق شمت ترى النف ض هذا النق ش م لنق ش م املع ين املدركة واأنه لي ض ميكن اأن توجد ه هن قوة اأخرى للحيوان ن فعة يف وجوده غري هذه القوى. وذلك اأنه مل ك نت شالمته اإن هي اأن يتحر ك عن املح شو ش ت اأو اإىل املح شو ش ت. واملح شو ش ت اإم ح رشة واأم غ ئبة فب لواجب م جعلت له قوة احل ض وقوة التخيل فقط. اإذ ك ن لي ض ه هن جهة م يف املح شو ض يحت ج احليوان اإىل اإدراكه غري هذين املعنيني ولذلك مل تكن ه هن قوة اأخرى تدرك املعنى املح شو ض غري ه تني القوتني اأو م يحدث منهم. ومل ك ن اأي ش بع ض احليوان وهو الإن ش ن لي ض ميكن وجوده به تني القوتني فقط بل ب أن تكون له قوة يدرك به املع ين جمردة من الهيوىل وي رك ب بع ش ه اإىل بع ض وي شتنبط بع شه عن بع ض حتى تلتئم عن ذلك شن ئع كثرية هي ن فعة يف وجوده. وذلك اإم من جهة ا شطرار فيه واإم من جهة الأف شل ب لواجب م جعل يف الإن ش ن هذه القوة اأعني قوة النطق. ومل تقت رش الطبيعة على هذا فقط اأعني اأن تعطي ه مب دئ الفكرة املعينة يف العمل بل ويظهر اأنه اأعطته مب دئ اأ خر لي شت م عد ة نحو العمل اأ شال ول هي ن فعة يف وجوده املح شو ض ل نفع رشوري ول من جهة الأف شل وهي مب دئ العلوم النظرية. واإذا ك ن ذلك كذلك ف إن وجدت هذه القوه من جهة الوجود الأف شل مطلق ل الأف شل يف وجوده املح شو ض ومن هن يظهر اأن هذه القوة تنق شم اأول اإىل ق شمني: اأحدهم ي شمى العقل العملي والآخر النظري. وك ن هذا النق ش م له ع ر ش ب لواجب لنق ش م مدرك ته ولذلك اأن اإحداهم اإن فعل ه وا شتكم ل ه مبع ن شن عية مكنة. والث نية مبع ن رشورية لي ض وجوده اإىل اختي رن. واإذ قد تبني اأن وجود هذه القوة مغ يرة ل ش ئر القوى التي عددن ه وتبني اأي ش مع هذا اأنه تنق شم ق شمني فقد ينبغي اأن ننظر بعد ذلك يف الأمور املطلوبة التي عددن ه يف كل واحد 6 مت وز 2011 عدد 155 11
منه واإن ك نت اأكرث ه م شرتكة له. ونبتدئ اأول ب لقول يف القوة العملية. ف إن الأمر يف ذلك اأ شهل ولي ض فيه كثري نزاع واأي ش فهذه القو ة هي القوة امل شرتكة جلميع الأن شي التي ل يخلو اإن ش ن منه واإن يتف وتون فيه ب لأقل والأكرث. واأم القوة الث نية فيظهر من اأمره اأنه اإلهية جدا واأنه اإن توجد يف بع ض الن ض وهم املق شودون ب لعن ية اأول يف هذا النوع. فنقول: اأم اأن هذه املعقولت العملية شواء ك نت معقولت قوى اأو مهن ح دثة وموجودة فين اأول ب لقوة وث ني ب لفعل فذلك من اأمره بني ف إنه يظهر عند الت أم ل اأن جل املعقولت احل شلة منه اإن حت شل ب لتجربة والتجربة اإن تكون ب لإح ش ض اأول والتخي ل ث ني. واإذا ك ن ذلك كذلك فهذه املعقولت اإذن م شطرة يف وجوده اإىل احل ض والتخي ل فهي رشورة ح دثة بحدوثه وف شدة بف ش د التخي ل. ف أم هل تتنز ل اخلي لت منزلة املو شوع لهذه القوة اأو منزلة املحرك على م هو عليه الأمر يف البق ي التي يف احل ض امل شرتك من املح شو ش ت مع القوة املتخيلة فقد يظهر اأن منزلته منه لي شت منزلة املو شوع وذلك اأن املعنى املتخي ل هو املعنى املعقول نف شه فهو مبنزلة املحر ك اإل اأن ه لي ض ك في يف ذلك. لأن الكل ي مب ين ب لوجود للتخي ل ولو ك نت اخلي لت هي املحركة له فقط لك ن رشورة من نوعه ك حل ل يف املح شو ض واملتخيل. و شنبني هذا اأكرث عند القول يف العقل النظري. وهن لك نقول يف وجود هذا املحرك وم هو واإذا مل تكن اخلي لت هي املحركة فقط هذه. وك ن اأحد م يتم به اإدراك الكلي فهي بجهة م ت شبه املو شوع الكلي. اإذ ك نت ب ل شتعداد والقوة الكلي وهو مرتبط به وبهذا ال شتعداد ت ب ين النف ض املتخيلة من الإن ش ن النف ض املتخيلة من احليوان كم ت ب ين النف ض الغ ذية يف احليوان النف ض الغ ذية يف النب ت ب ل شتعداد الذي يف الغ ذية احليوانية لقبول احل ض وهذا ال شتعداد لي ض ب شيء اأ شال اأكرث من التهيوؤ لقبول املعقولت بخالف الأمر يف قوة احل ض. واإذا ك ن هذا كله كم قلن فظ هر من اأمر هذه املعقولت اأنه ك ئنة ف شدة وهذا م مل يختلف اأحد من امل ش ئني فيه وذلك اأنه يظهر اأن هذه اخلي لت لي شت مو شوعة بجهة م لهذه القوة بل كم ل هذه القوة وفعله اإن هو يف اأن توجد شورا خي لية ب لفكرة وال شتنب ط يلزم عنه وجود الأمور املو شوعة ولو وجدت هذه املعقولت دون النف ض املتخيلة لك ن وجوده عبث وب طال وهذا النوع من ال شور اخلي لية قد يوجد لكثري من احليوان ك لت شدي ض الذي يوجد للنحل واحلي كة التي توجد للعن كب لكن الفرق بينهم اأنه يف الإن ش ن ح شلة عن الفكر وال شتنب ط وهي يف احليوان ح شلة عن الطبع ولذلك ل توجد مت رشف فيه بل اإن ي درك منه حيوان شورا م حمدودة وهي ال رشورية يف بق ئه. ومن هن ظن قوم اأن احليوان قد يعقل وبهذه القوة يحب الإن ش ن ويبغ ض ويع رش وي ش حب وب جلملة عنه توجد الف ش ئل ال شكلية. وذلك اأن وجود هذه الف ش ئل لي شت التي عنه اأكرث من وجود اخلي لت شيئ تتحرك اإىل هذه الأفع ل على غ ية ال شواب وذلك اأن ي شجع مثال يف املو شع الذي يحب والوقت الذي يحب وب ملقدار الذي يحب. وم يوجد من هذه الف ش ئل يف احليوان ك ل شج عة يف الأ شد والقن عة يف الديك فهي مقولة بنوع من الت شكيك مع الف ش ئل الإن ش نية وذلك اأنه طبيعة للحيوان. ولذلك كثريا م يفعله يف املو شع الذي ل ينبغي 12
والعقل الذي يذكره اأر شطو يف )ال ش د شة من نيقوم خي ( 8 هو اأي ش من شوب لهذه القوة بوجه م فهذا هو القول يف العقل العملي. واأم القول يف النظري فهو م ي شتدعي بي ن اأكرث وقد اختلف فيه امل ش وؤون من لدن اأفالطون اإىل هلم. ونحن نفح ض عن ذلك بح شب ط قتن وبح شب املعونة الواقعة يف ذلك من تقدم. فنقول اأن اأول م ينبغي اأن ننظر فيه من اأمر هذه املعقولت النظرية هل هي دائم فعل اأم توجد اأول ب لقوة ثم توجد ث ني ب لفعل فتكون توجد هيولنية. ف إن القول ب أن بع شه يوجد دائم فعال وبع شه قوة قول بني ال شقوط بنف شه. ف إن ال شور لي شت تنق شم بذاته ول بع شه مو شوعة لبع ض ول يوجد هذا لل شور من جهة الهيوىل اأعني من جهة م هي شخ شية. وهذا بني عند من ارت ض اأدنى ارتي ض يف هذا العلم. وال شبيل اإىل ذلك كم قلن يف اأول هذا الكت ب اأن ننظر هل ات ش له بن ات ش ل شبيه ب ت ش ل الأمور املف رقة ب ملواد كم ي ق ل يف العقل الفع ل اإنه يت شل بن يف حني ال شتف دة حتى تكون هذه املعقولت ل فرق بني وجوده لن منذ ال ش ب وعند الكهولة يف كونه موجودة ب لفعل اإل اأنه ك نت يف ال ش ب مغمورة ب لرطوبة. ل س ر لهي النية فال بد اأن نقول اإنه ك نت فين ح لة تعوقن عن اإدراكه فلم ح شل املو شوع الق بل له على ا شتعداده الأخري ظهرت فيه هذه املعقولت واإدراكه وعلى هذا لي ض ي حت ج يف اأن حت شل لن معقولت اإىل حمرك من جن شه اأعني اأن تكون عقال بل واإن ك ن ول بد فب لعر ض مثل اأن الذي يزيل ال شداأ عن املراآة تكون بوجه م شبب لرت ش م ال شور فيه. ول يكون اأي ش قولن فيه اإنه موجودة لن ب لقوة منذ ال شب على معنى القوة الهيولنية بل بوجه م شتع ر ي شبه املعنى الذي ي طلق ا شم القوة عليه اأ شح ب الكمون. اأو نقول اإن ات ش ل هذه املعقولت هيولين وهو ات ش ل ال شور ب ملواد والوقوف على ذلك يكون من هذه اجلهة. وذلك ب أن ن ح شي الأمور الذاتية لل شور الهيولنية مب هي هيولنية ثم نت أمل هل تت شف هذه املعقولت ببع شه اأم ل. فنقول اإنه قد ظهر م تقد م اأن لل شور الهيولنية مراتب والقوى اأي ش وال شتعدادات مرتبة برتتبه. ف أول نوع من اأنواع ال شور الهيولنية هي شور الب ش ئط التي املو شوع له امل دة الأوىل وهي الث ق ل واخلف ة ثم بعد هذه شور الأج ش م املت ش بهة الأجزاء ثم النف ض الغ ذية ثم احل ش شة ثم املتخي لة وكل واحدة من هذه ال شور اإذا ت وؤم ل ت و ج د له اأ شي ء تعمه وت شرتك فيه من جهة م هي هيولنية ب إطالق واأ شي ء تخ ض واحدة منه اأو اأكرث من واحدة من جهة م هي هيولنية م. فم تخ ض ال شور الب شيطة اأن الهيوىل ل تعرى فيه من اإحدى ال شورتني املتق بلتني ك لب رد واحل ر والرطب والي ب ض وم ت شرتك فيه ال شور الب شيطة وال شور املت ش بهة الأجزاء اأنه منق شمة ب نق ش م مو شوع ته وح شوله فيه بغري حقيقي وقد ت ش ركهم ال شور الغ ذية يف هذين املعنيني واإن ك نت تب ينه يف نف ض وجوده. ولقرب هذه النف ض من ال شورة املزاجية ظ ن به اأنه مزاج وتخ ض ال شور احل شية اأنه غري منق شمة ب نق ش م الهيوىل ب ملعنى الذي به تنق شم ال شور املزاجية. ولذلك اأمكن فيه اأن تقبل الكبري وال شغري يف مو شوع واحد على ح لة واحدة وت شرتك مع النف ض الغ ذية يف اأنه ت شتعمل اآلة اآلية وتخ ض النف ض املتخيلة اأنه ل حتت ج يف فعله اإىل اآلة اآلية. وتعم هذه ال شور الهيولنية على مراتبه وتف وته من جهة م هي هيولنية مطلقة اأمران اثن ن: اأحده م اأن وجود ه اإن يكون ت بع للتغري ب لذات وذلك اإم قريب اأو بعيد ك حل ل يف ال شور املزاجية ويف النف ش نية التي تقدم ذكره. والث ين اأن تكون متعددة ب لذات بتعدد املو شوع ومتكرثة بتكرثه. ف إن به تني ال شفتني ي شح عليه معنى احلدوث واإل مل يكن هن لك كون اأ شال. وقد اأطلن يف هذا يف اأول الكت ب. وهذا املعنى من تعد د النف ض بتعدد مو شوع ته هو الذي ذهب على الق ئلني ب لتن شخ فهذه جميع املحمولت الذاتية التي توجد لل شور الهيولنية من جهة م يعم ومن جهة م يخ ض. وقد يوجد لل شور الهيولنية مب هي هيولنية اأمر ث لث وهو اأنه م ركبة من شيء يجري منه جمرى ال شورة و شيء يجري منه جمرى امل دة ويعم ال شور الهيولنية اأمر رابع وهو اأن املعقول منه غري املوجود. ف إذا نحن ت أملن املعقولت وجدن له اأ شي ء تخ ش ه كثرية يظهر به ظهورا كثريا مب ينته ب لوجود ل ش ئر ال شور النف ش نية ومن هذه الأ شي ء ظ ن به اأنه موجودة ب لفعل دائم غري متكونة. ف إن كل م تكو ن ف شد اإذ ك ن ذا هيوىل. لكن من البني اأن هذه الأحوال التي تخ شه لي شت بك فية يف الوقوف على اأنه لي شت هيولنية دون اأحد الأمرين وذلك اإم ب أن يلقى جميع الأمور اخل شة ب ل شور الهيولنية مب هي هيولنية يف م شلوبة عنه واإم اأن نقف على اأن بع ض الأ شي ء التي تخ شه م تخ ض الأمور املف رقة. وهذا بني بنف شه ملن زاول شن عة املنطق ونحن فلنعد د ب لأمور اخل شة بهذه املعقولت ونت أمل هل واحد منه م يخ ض الأمور املف رقة اأم ل واإن ك ن لي ض بخ ض فهل توجد له مع هذه الأمور الع مة لل شور الهيولنية مب هي هيولنية م اأم لي ض توجد ل س ر ملعق لة فنقول اإنه قد يظهر من اأمر وجود شور املعقولت لالإن ش ن اأنه فيه على نحو م ب ين لوجود ش ئر ال شور النف ش نية فيه اإذ ك نت هذه ال شور وجوده يف مو شوعه امل ش ر اإليه غري وجوده املعقول يف ذلك اأنه واحدة من حيث هي معقولة وم تكرث ة من حيث هي شخ شية ويف هيوىل. واأم ش ور املعقولت فقد ي ظن اأن وجود ه املعقول هو نف ض وجوده امل ش ر اإليه واإن ك ن املعقول منه غري املوجود فعلى جهة هي غري اجلهة التي به نقول يف ش ئر ال شور اإن املوجود منه غري املعقول اإل اأنه اإن ك ن املعقول منه غري املوجود على اأي وجه ك ن فهي ك ذبة ف شدة واإن ك ن املعقول منه هو املوجود فهي رشورة مف رقة اأو فيه شيء يف رق اإل اأنه لي ض يلزم من و شعن 9 اأن املعقول يخ لف املوجود منه بجهة غري اجلهة التي به ي خ لف املعقول من ش ئر ال شور املوجودة منه اأن تكون مف رقة اإذ ك ن مل يتبني من هذا القول اأو انه لي ض له ن شبة خ شة اإىل الهيوىل بل اأن م تبني من ذلك اأنه اإن ك ن له ن شبة فهي غري الن شبة التي لتلك ال شور ولعل تلك الن شبة تخ ض بع ض ال شور الهيولنية. وم يب ين اأي ش فيه هذه املعقولت ش ئر ال شور النف ش نية اأن اإدراك ه غري متن ه - على م تبني من اأمر الكل ي - و ش ئر القوى اإدراكه متن ه. وقد ظ ن اأي ش من هذا اأنه غري هيولنية اأ شال ولي ض يف هذا كف ية يف اأنه اأي ش م ف رقة ب لكل اإذ ك ن الت شو ر للقوة الن طقة غري احلكم والت شديق لكونهم فعلني متب ينني وذلك اأن الت شو ر ب لعقل اإن هو جتريد ال شورة من الهيوىل واإذا حتررت ال شورة من الهيوىل ارتفعت عنه الكرثة ال شخ شية ولي ض يلزم عن ارتف ع الكرثة ال شخ شية الهيولنية ارتف ع الكرثة اأ شال. ف إنه مكن اأن تبقى هن لك كرثة بوجه م لكن من جهة اأنه جتر د ال شور من كرثة حمدودة وللحكم حكم على كرثة غري متن هية وقد يجب اأن يكون هذا الفعل لقوة غري هيولنية لأنه اإن ك ن واجب اأن يكون اإدراك ال شور املف رقة لغري متن ه وجب اأن يكون اإدراك ال شور الهيولنية ملتن ه وحكم ه على م تن ه. واإذا ك ن حكم ال شور الهيولنية على متن ه فم هو حكم على غري متن ه فهو رشورة غري هيولين اإذ ك ن احلكم على ال شيء اإدراك له اأو من ق ب ل طبيعة مدركة له. فمن هذا يظهر لعمري اأن هذه القوة التي فين غري هيولنية اإل اأنه مل يتبني بعد اأن هذا احلكم هو لهذه املعقولت الكلية بل ل ع ل ه لقوة اأخرى تتنز ل من هذه املعقولت منزلة ال شورة. وم يخ ض اأي ش هذا الإدراك العقلي اأن الإدراك فيه هو امل د ر ك ولذلك قيل اإن العقل هو املعقول بعينه وال شبب يف ذلك اأن العقل عندم ي جر د املعقولة من الهيوىل ويقبل ه الأ شي ء شورة قبول هيولني يعر ض له اأن ي ع ق ل ذاته اإذا ك نت لي شت ت شري املعقولت يف ذاته - من حيث هو ع قل به على نحو م ب ين لكونه معقولت - اأ شي ء خ رج النف ض. ولي ض الأمر يف احل ض كذلك واإن ك ن يت شب ه ب ملح شو ش ت ف إنه لي ض ميكن فيه اأن يح ض ذاته حتى يكون احل ض هو املح شو ض اإذ ك ن اإدراكه للمعنى املح شو ض اإن هو من حيث يقبله يف هيوىل. ولذلك ي شري املعنى املنتز ع يف القوة احل شية م غ يرا ب لوجود لوجوده يف املح شو ض ومق بال له على م ش أنه اأنه يوجد عليه الأمور املتق بلة يف ب ب امل ش ف. وبني اأن هذا اإن ع ر ض له من جهة اأن ق بول املعقول مل يكن قبول هيولني شخ شي لكن اإن ك ن ه هن العقل هو املعقول نف شه من جميع الوجوه على مث ل على م يظن به الأمر يف املف رق ت حتى ل تكون له ن شبة اإىل الهيوىل بوجه من اأوجه الن شب به ي ت شو ر اأن يكون الع قل غري املعقول بوجه م ك ن رشورة فعال دائم وبني اأن هذا مل يتبني بعد م و ش ع ه هن من م ب ينة للح ض. وم يخ ض هذه املعقولت اأي ش اأن اإدراكه لي ض يكون ب نفع ل ك حل ل يف احل ض ولهذا متى اأب رشن حم شو ش قوي ثم ان رشفن عنه مل نقدر يف احلني اأن ن ب رش م هو اأ شعف واملعقولت بخالف ذلك. وال شبب يف ذلك اأن احل ض - مل ك نت تبقى من شور املح شو ش ت فيه بعد ان رشافه عنه اآث ر م شبيهة ب ل شور الهيولنية - مل ميكن فيه اأن تقبل شورة اأخرى حتى متحى عنه تلك ال شورة وتذهب وهذا اأي ش اإن عر ض له من جهة الن شبة ال شخ شية. 6 مت وز 2011 عدد 155 13
ومنه اأن العقل يتزي د مع ال شيخوخة و ش ئر قوى النف ض بخالف ذلك. واأكرث هذه الأحوال اخل شة ب ملعقولت اإذا ت وؤم لت ظهر اأن ال شبب يف وجوده كون املعقولت ع مة الن شبة ال شخ شية التي توجد ل ش ئر قوى النف ض وهي اأن ل تكون للمعقول منه يف غ ية املق بلة للموجود على م عليه الأمر يف ال شور ال شخ شية ولهذا متى ا شتعملن هذه اخلوا ض دلئل مل ت ف ض بن اإىل اأكرث من هذه املعرفة. واأم متى اأردن اأن جنعله دلئل على وجود هذه املعقولت فعال حم ش ودائم كن قد ا شتعملن يف ذلك املطلوب املت أخرات التي لي ض يلزم عن وجوده وجود املتقد م مبنزلة من ق ل اأن الكواكب ن ر لأنه م شيئة. وذلك اأن كل م هو ب لفعل دائم قد ع د م شورة الن شبة ال شخ شية التي توجد ل ش ئر قوى النف ض ولي ض ينعك ض هذا حتى يلزم اأن كل م عد م هذه الن شبة فهو موجود ب إلفعل وذلك بني ملن زاول شن عة املنطق. )...( فقد تبني من هذا القول اأن هذه املعقولت ت بعة لتغري واأنه م تكرثة بتكرث مو شوع ته لكن على غري اجلهة التي تتكرث به ال شور ال شخ شية وتبني اأنه ذات هيوىل واأنه ح دثة ف شدة لكن من جهة اأنه هيولنية وم ش ر اإليه قد يلزم رشورة اأن تكون مركبة من شيء يجري منه جمرى امل دة و شيء يجري منه جمرى ال شورة. ف أم ال شيء الذي يجري منه جمرى ال شورة ف إنه اإذا ت وؤم ل ظ ه ر منه اأنه غري ك ئن ول ف شد وذلك بني مبقدم ت: اإحداه اأن كل شورة معقولة فهي اإم هيولنية واإم غري هيولنية. والث نية اأن كل شورة هيولنية ف إن هي معقولت ب لفعل اإذا ع ق لت واإل فهي معقولة ب لقوة. والث لثة اأن كل شورة غري هيولنية فهي عقل شواء ع ق لت اأو مل تعقل. والرابعة واخل م شة عك ض ه تني املقدمتني وهي اأن كل شورة تكو ن معقولة ب أن تعقل فهي هيولنية واأن كل شورة تكون يف نف شه عقال واإن مل تعقل فهي غري هيولنية. ف إذا تقررت لن هذه املقدم ت وهي بي نة من طبيعة العقل واملعقول قلن : هذه ال شورة التي هي شورة املعقولت النظرية واجب اأن تكون غري هيولنية لأنه عقل يف نف شه شواء عقلن ه نحن اأو مل نعقله. اإذ ك نت شورة ال شيء هي يف وجوده عقل ولو اأنزلن ه معقولة ب لفعل من جهة وب لقوة من جهة يلزم اأن يكون هن لك عقل اآخر متكو ن ف شد وهو ال شيء الذي ش رت به معقولة ب لفعل بعد اأن ك نت ب لقوة فيعود ال شوؤال اأي ش يف هذا العقل هل هو معقول ب لفعل من جهة وب لقوة من جهة ف إن ف ر شن ه كذلك ل زم اأن يكون هن لك عقل ث لث فيعود ال شوؤال اأي ش يف هذا العقل الث لث. ولذلك م يجب اأن يكون املعقول من العقلي الذي ب لفعل هو املوجود منه نف شه ل غري املوجود ك حل ل يف ال شور الهيولنية التي هي معقولة ب لقوة واإل وجدت عقول اإن ش نية غري متن هية. ف أم اأن ت شو ره مكن فذلك شيبني من قولن بعد فمن هن يظهر اأن يف املعقولت جزءا ف ني وجزءا ب قي ولذلك ا شطرب نظر الن ظرين فيه. واإذ قد تبني اأن يف املعقولت جزءا ب قي وجزءا ف ني وك ن كل ك ئن له هيوىل فلننظر م جوهر هذه الهيوىل واأي رتبة رتبته. فنقول: اأم من ي شع هذه املعقولت موجودة ب لفعل دائمة واأزلية فلي ض له هيوىل اإل على الت شبيه والتج وز اإذ ك نت الهيوىل هي اأخ ض اأ شب ب احلدوث. وذلك اأن معنى الهيوىل على هذا الراأي لي ض يكون شيئ اأكرث من ال شتعداد احل دث الذي به ميكن اأن نت شو ر هذه املعقولت وندركه ل على اأن هذا ال شتعداد هو اأحد م تتقوم به هذه املعقولت اإذا ق ب له ك حل ل يف ال شتعداد الهيولين احلقيقي. ولذلك قد ميكن اأن نت شو ر هذا ال شتعداد ح دث واملعقولت التي تقبله اأزلية على هذه اجلهة وهي اجلهة التي ينبغي اأن يقول به كل من ي شع هذه املعقولت موجودة دائم ويت شل به. واأم ث م شطيو ض 10 وغريه من قدم ء املف رشين فهم ي شعون هذه القوة التي ي شمونه العقل الهيولين اأزلية وي شعون املعقولت املوجودة فيه ك ئنة ف شدة لكونه مرتبطة ب ل شور اخلي لية. واأم غريهم م نح نحو ابن شين وغريه ف إنهم ين ق شون اأنف شهم فيم ي شعون وهم ل ي شعرون اأنهم ين ق شون وذلك اأنهم ي شعون مع و شعهم اأن هذه املعقولت موجودة اأزلية اأنه ح دثة واأنه ذات هيوىل اأزلية اأي ش. ول شت اأدري م اأقول يف هذا التن ق ض ف إن م ك ن ب لقوة ثم وجد ب لفعل فهو رشورة ح دث ف شد اللهم اإل اأن يعني ب لقوة ه هن املعنى الذي قلن ه فيم تقد م وهو كون املعقولت مغمورة ب لرطوبة فين وم عوقة عن اأن نت شو ره ل على اأنه يف ذاته معدومة اأ شال فيكون قولن فيه اإنه ذات هيوىل ب ملعنى امل شتع ر لكن جندهم يرومون اأن ي لز موه رشوط الهيوىل احلقيقية وبخ شة ث م شطيو ض وذلك اأنه يقول "مل ك ن كل م هو ب لقوة شيئ واجب األ يكون فيه شيء من الفعل الذي هو قوي عليه ك حل ل يف الألوان والب رش ف إنه لو ك ن الب رش ذا لون مل اأمكن فيه اأن ت شبه ب لألوان ويقبله اإذ ك ن يعوقه اللون اخل ض فيه". ولذلك زعم )اأنه( يلزم اأن ل يكون يف العقل الهيولين شيء من ال شور التي توجد فيه بعد ب لفعل. واأن اأقول ليت شعري هذه الهيوىل 14
املوجود فيه هذا ال شتعداد لقبول املعقولت هل يزعمون اأنه شيء م اأم ل ول بد لهم من ذلك ف إن نف ض الإمك ن وال شتعداد احل دث م ي حت ج رشورة اإىل مو شوع كم تلخ ض يف الأوىل من "ال شم ع " 11 واإذا ك نت شيئ م يف رشورة فعال اإذ املو شوع الذي لي ض فيه شيء من الفعل اأ شال هي امل دة الأوىل ولي ض ميكن اأن ت فر ض امل دة الأوىل هي الق بلة لهذه املعقولت. واإذا ك نت شيئ م ب لفعل فهي رشورة اإم ج شم واإم نف ض واإم عقل اإذ ك ن شيظهر فيم بعد اأنه لي ض ه هن وجود رابع وهو متنع اأن يكون ج شم م تقد م من القول يف اأمر هذه املعقولت واإن فر شن ه نف ش فهي رشورة ك ئنة ف شدة واإذا ك نت هي ف شدة ف ل شتعداد املوجود فيه اأحرى ب لف ش د واإذا مل يكن ج شم ول نف ش فهي رشورة عقل وهو الذي يظهر من قولهم لكن اإن ك نت عقال فهي ب لفعل موجودة من نوع م هي قوة عليه وهذا م شتحيل ف إن القوة والفعل متن ق ش ن. ولي ض ي نجي من هذا الإلزام اأن ن شع بع ض هذه الهيوىل قوة وبع شه فعال ف إن ال شورة غري منق شمة الوجود اللهم اإل ب لع ر ض. اأو ي شع وا شع اأن التغري يف اجلوهر من ب ب التغري يف الكمية وهذا م شتحيل فلذلك م يلزم من ي شع هذه املعقولت اأزلية اأن ل ي شع له الهيوىل اإل على جهة ال شتع رة ف شال عن اأن ي شع ه اأزلية ول ي حت ج ه هن اأي ش اإىل اإدخ ل حمرك من خ رج هو من نوع املتحرك على اأنه غريه. وك أنهم اإن عر ض لهم هذا الغلط مل اأرادوا اجلمع بني مذهب )اأفالطون( و)اأر شطو( وذلك اأنهم وجدوا )اأر شطو( ي شع اأن ه هن ثالثة اأنواع من العقول اأحد ه عقل هيولين والث ين الذي ب مل ل ك ة وهو كم ل هذا الهيولين والث لث امل خرج له من القوة اإىل الفعل وهو العقل الفع ل على م يجري الأمر عليه يف ش ئر الأمور الطبيعية. واعتقدوا مع هذا اأن هذه املعقولت اأزلية راموا اأن ين ولوا قول )اأر شطو( وي رشفوه اإىل هذه الأمور املتن ق شة ولذلك مل حتفظ الإ شكندر 12 ب أق ويله ظهر اأن راأيه يف ذلك خم لف لآرائهم فلندع هذا ملن تفرغ للفح ض عن مذهب اأر شطو يف ذلك ونرجع اإىل حيث كن. فنقول اإنه اإذ قد تبني اأن هذه املعقولت ح دثة فهن لك رشورة ا شتعداد يتقدم ه ومل ك ن ال شتعداد م ل ي ف رق ل زم اأن يوجد يف مو شوع ولي ض مي كن اأن يكون هذا املو شوع ج شم ح شبم تبني من اأن هذه املعقولت لي شت هيولنية ب لوجه الذي به ال شور اجل شم نية هيولنية ول ميكن اأي ش اأن يكون عقال اإذ ك ن م هو ب لقوة شيئ م فلي ض فيه شيء م ب لفعل م هو قوي عليه. واإذا ك ن ذلك كذلك ف ملو شوع لهذا ال شتعداد رشورة هو نف ض ولي ض يظهر ه هن شيء اأقرب اإىل اأن يكون املو شوع لهذه املعقولت من بني قوى النف ض شوى ال شور اخلي لية اإذ ك ن قد تبني اأنه اإن توجد مرتبطة به واأنه توجد بوجوده وتعدم بعدمه. ف إذن ال شتعداد الذي يف ال شور اخلي لية لقبول املعقولت هو العقل الهيولين الأول والعقل الذي ب مل ل ك ة هو املعقولت احل شلة ب لفعل فيه اإذا ش رت بحيث ي ت شو ر به الإن ش ن متى ش ء ك حل ل يف املعل م اإذ مل يعلم وهو اإن يح شل ب لفعل على مت مه الآخر وبهذه احل ل حت شل العلوم النظرية. وذلك اأن توجد لالإن ش ن الذي بهذه احل ل يف جميع ال شن يع النظرية التم م ت الأربعة التي ع د د ت يف كم لت ال شن يع يف كت ب )الربه ن (. 13 وبهذا ال شتعداد الذي توجد لالإن ش ن يف ال شورة اخلي لية تف رق نف ش ه املتخيلة النف ض املتخيلة من احليوان كم تف رق النف ض الغ ذية يف النب ت الغ ذية يف احليوان ب ل شتعداد الذي فيه لقبول املح شو ش ت لكن الفرق بينهم اأن ال شتعداد الذي يف ال شور اخلي لية لقبول املعقولت هو غري خم لط لل شورة اخلي لية لأن ه لو ك ن خم لط مل اأمكن فيه اأن يقبل ال شور اخلي لية كم اأنه لو ك نت احل شة ذات لون مل اأمكن فيه اأن يقبل اللون وهذا هو معنى قولهم اإن العقل الهيولين لو ك ن ذا شورة خم شو شة مل قبل ال شور اخلي لية هي اأحرى اأن تكون حمركة له من اأن تكون ق بلة. فلذلك م يقول الإ شكندر اإن العقل الهيولين هو ا شتعداد فقط جمر د من ال شور يريد اأنه لي ض شورة من ال شور رشط يف قبوله املعقولت واإن هي رشط يف وجوده فقط ل يف قبوله. ولإ شك ل هذا املعنى على امل ف رش ين ج علوا العقل الهيولين جوهرا اأزلي من طبيعة العقل اأي وجود ه وجود يف القوة حتى تكون ن شبته اإىل املعقولت ن شبة الهيوىل اإىل ال شورة لكن م هذا ش أنه فلي ض اأن ي شتكمل به يف الكون ج شم ك ئن ف شد ول اأن يكون امل شتكمل به ع قال به اأعني الإن ش ن اإذ هو ك ئن ف شد لكن يدخل هذا على الإ شكندر يف ت شليمه اأن الإن ش ن ي شتكمل يف اآخر كون ه بفعل م ف رق ولذلك ي شتدعي احلكم بني املذهبني قول اأب شط من هذا ل يحتمله هذا املخت رش فرنجع اإىل حيث كن. )...(. 6 مت وز 2011 عدد 155 15
يف حال لن شاء: لن شاء كالرجال وه هن مو شع الفح ض فيم اإذا ك ن يوجد يف الن ش ء طب ع م ثلة لطب ع شنف من اأهل املدينة وخ شة احل ف ظ ة منهم اأم اأن ط ب ع الن ش ء تختلف عن طب ع الر ج ل ف إن ك ن الأمر الأو ل فقد ي شح اأن تقوم الن ش ء يف املدينة ب أعم ل هي من جن ض الأعم ل التي يقوم به الر ج ل اأو بعينه فيكون من بينهن حم رب ت وفيل شوف ت وح كم ت وغري هذا. واإن ك ن الأمر عك ض هذا ف إن الن ش ء اإن يكن يف املدينة م هي آت من اأجل اأفع ل ل يتهي أ له الر ج ل يف الغ لب ك لإجن ب وتربية الأطف ل وم ش به ذلك. قلت : اإن الن ش ء من جهة اأنهن والرج ل نوع واحد يف الغ ية الإن ش نية ف إنهن ي شرتك ن واإي هم فيه 14 واإن اختلفن عنهم بع ض الختالف. اأعني اأن الرج ل اأكرث كد ا يف الأعم ل الإن ش نية من الن ش ء. واإن مل يكن من غري امل متنع اأن تكون الن ش ء اأكرث حذق يف بع ض الأعم ل كم ي ظن ذلك يف فن املو شيقى العملية ولذلك ي ق ل اإن الأحل ن تبلغ كم له اإذا اأن ش أه الرج ل وعملته الن ش ء. ف إذا ك ن ذلك كذلك وك ن طبع الن ش ء والرج ل طبع واحدا يف النوع وك ن الطبع الواحد ب لنوع اإن ي ق شد به يف املدينة العمل الواحد فمن البني اإذن اأن الن ش ء يقمن يف هذه املدينة ب لأعم ل نف شه التي يقوم به الرج ل اإل اأنه مب اأنهن اأ شعف منهم فقد ينبغي اأن ي كل ف ن من الأعم ل ب أقله م شقة. 16
وقد تبني ذلك غ ية التبني ب لفح ض. وذلك اأن نرى ن ش ء ي ش رك ن الرج ل يف ال شن ئع اإل اأنهن يف هذا اأقل منهم قوة واإن ك ن معظم الن ش ء اأ شد حذق من الرج ل يف بع ض ال شن ئع كم يف شن عة الن شج واخلي طة وغريهم. واأم ا شرتاكهن يف شن عة احلرب وغريه فذلك بني من ح ل ش كني الرباري واأهل الثغور. ومثل هذا ج بلت عليه بع ض من الن ش ء من الذك ء وح شن ال شتعداد فال ميتنع اأن يكون لذلك بينهن حكيم ت اأو ش حب ت ري شة ومل ظ ن اأن يكون هذا ال شنف ن درا يف الن ش ء م ن ع ت بع ض ال رشائع اأن ي جعل فيهن الإم م ة اأعني الإم م ة الك ربى ولإم ك ن وجود هذا بينهن اأ ب ع د ت ذلك بع ض ال رشائع. )...( واإن زالت كف ية الن ش ء يف هذه املدن 15 لأنه ن ات خذ ن للن شل دون غريه وللقي م ب أزواجهن وكذا لالإجن ب والر ش عة والرتبية فك ن ذلك م ب ط ال لأفع لهن 16. ومل مل تكن الن ش ء يف هذه املدن م هيئ ت على نح و من الف ش ئل الإن ش نية ك ن الغ لب عليهن فيه اأن ي شبهن الأع ش ب. ولكونهن حمال ثقيال على الرج ل رش ن شبب من اأ شب ب ف ق ر هذه امل دن. وب لر غم من اأنهن فيه شعف عدد الرج ل ف إنهن ل يق م ن بجالئل الأعم ل ال رشورية واإن ي نت د ب ن يف الغ لب لأقل الأعم ل كم يف شن عة الغزل والن شيج عندم تدعو احل جة اإىل الأموال ب شبب الإنف ق وهذا كل ه بني بنف ش ه. مل سدر: بن ر سد ) ل رصوري يف ل سيا سة( 6 مت وز 2011 عدد 155 17
يف جتماع ملمالك لإ شالمية ويف لت شلط والجتم ع ت يف كثري من املم لك الإ شالمية اليوم اإن هي اجتم ع ت بيوت ت ل غري واإن بقي لهم من النوامي ض الن مو ض الذي يحفظ عليهم حقوق هم الأوىل. وبني اأن جميع اأموال هذه املدينة هي اأموال بيوت ت. وهم ي شطرون يف بع ض الأحي ن اإىل اأن ي خرجوا من البيت )م ل ( من متلك ته ويدفعونه اإىل من ي ق تل عنهم فيعر ض من ذلك مكو ض وغرام ت. والقوم من هوؤلء شنف ن: شنف ي عرف ب لع مة و شنف يعرف ب ل ش دة كم ك ن عليه احل ل عند اأهل ف ر ض وكم عليه احل ل يف كثري من م دنن. ويف هذه احل ل ي شل ب ش دت ه م ع م ت هم ومي عن ال ش دة يف ال شتيالء على اأموال )الع مة( اإىل اأن يوؤدي بهم الأمر اأحي ن اإىل الت شل ط كم يعر ض هذا يف زم نن هذا ويف مدنن هذه. )...( واإذا اتفق مع هذا اأن ك ن هوؤلء الروؤ ش ء ل يق شمون فيهم 17 ب لعدل هذه الأموال امل أخوذة منهم وك نوا يت شل طون عليهم ك ن ذلك اأ شد الأمور ق شوة على الع مة. وعنده يعملون لالإط حة بهوؤلء الروؤ ش ء ويجتهد ال شي د فيهم يف التغل ب عليهم ولذلك ت شري هذه املدينة يف غ ية املن ق شة ملدينة جودة الت شلط. والأموال امل كتنزة اأ شال يف هذه املدينة هي اليوم يف حقيقة اأمره اأموال بيوت ت اأعني اأنه من اأجل بيوت ال ش دة ولذلك ف جلزء الإم مي 18 منه هو اليوم جزء الت شلط ب إطالق. فهذه هي املدينة اجلم عية وم ات شل به من اأمور. واأم مدن التغل ب على احلقيقة فهي املدن التي ي ق شد من اجتم ع اأهله و شعيهم اإىل الكم ل ق شدا واحدا : وهو ق شد الغ لب يف الو شول اإىل اأن ي شعه غ ية لنف شه وهو شهوة الت شل ط وحده اأو شهوة الكرامة اأو شهوة الي ش ر اأو شه و ة التمت ع ب للذ ات اأو شهوة هذه جميعه. وبني اأن اأمث ل هوؤلء ل يطلبون غ ية يق شدونه شوى خدمة امل ت شل ط وال شتج بة اإىل اإرادته ولذلك فهم اأ شبه ب لعبيد اإذا مل يكونوا عبيدا فعال. وهذا الجتم ع يف غ ية امل ن ق شة مع الجتم ع الف شل لأن الجتم ع الف شل اإن ي ق شد به اأن ي جعل لكل واحد من اأهل املدينة ن شيب من ال ش ع دة على ق د ر م يف ط ب ع ه من ذلك. ولذلك ك نت ال شن ئع امللوكي ة الف شلة اإن غر شه نفع املدنيني كم هو احل ل يف ش ئر ال شن ئع. مث ل ذلك شن عة الطب فغر ش ه هو شف ء املر شى ل الو شول اإىل غر ض الطبيب وح شب. وكذا غر ض املال ح اإن هو جن ة ر ك ب ال ش ف ي ن ة ل جن ته هو وح شب. )بخالف( اأمر امل ت شل ط فهو ل ي شع ن شب عينيه اإل م تهفو اإليه نف شه ول مي ك ن اأهل املدينة من الف شل م ي شتحق ون بل اإن يجعل لهم ال رشوري منه بقدر م يخدمونه غ ية اخلدمة كم يفعل ب لعبيد. وبني اأن هذه املدينة يف غ ية اجل و ر لأن ه ل شن عة من ال شن ئع الف علة غر ش ه بلوغ كم له يف ذاته وهذا بني بنف شه. لكن مل ك نت شي ش ت بيوت ت اأهل هذه املدينة و ش ئر ال شن ئع املوجودة فيه اإن ترمي اإىل بلوغ كم ل واحد فقط وعي ض بيت واحد فقط دون اأن يكون لأحد غر شه اخل ض به وك نت املدينة الف شلة اأي ش بيوته و ش ئر اأنواع الن ض فيه اإن يق شدون من بني م يق شدون اأن يبلغ ) شنف ) واحد من الن ض وهم ال ش دة اأف شل م يكونون عليه فهم من هذه اجلهة اأ شبه ب أهل مدينة الغ ل ب ة. لكن الفرق بينهم اأنه على الر غم من اأن ش ئر اأ شن ف الن ض يف كل واحدة من ه تني )املدينتني( اإن مق شد هم غر ض واحد فقط ف ملدينة الف شلة اإن يكون ذلك من حيث ين شد كل شنف من اأ شن فه م طلب واحدا لذاته هو شع دت ه. ف إذا اأ شيف اإىل ذلك اأنه مل ك ن هذا املق شد من قبل امللوك فيهم ك نت مق شد اأهل املدينة الف شلة من ق ب ل مق شدهم. ولذلك فكل شنف من ال شنفني ي عني ش حب ه يف املدينة الف شلة على الو شول اإىل ال شع دة اأعني شنف ال ش دة و شنف الع مة. و ذلك اأن شنف الع مة يخدم ال ش دة مب تتم به الغ ية من الفل شفة وال ش دة يخدمون الع مة مب يو شلهم اإىل شع دتهم اإذا اأمكن اأن ن شمي ذلك خدمة والأ و ىل اأن ي شم ى شي شة واإر ش دا. ولي ض الأم ر كذلك يف مدينة الغ ل ب ة اإذ ل يطلب ال ش دة فيه للع مة غر ش واإن يطلبون اأغرا ض اأنف شهم وح شب. ولهذا ف لت ش به الذي بني امل د ن الإم م ي ة وم دن الغ ل ب ة اإن كثريا م يكون يف حتو ل اأجزاء الإم م ي ة املوجودة يف هذه امل د ن اإىل غ لبة تزي ف من م ق ش د ه األإم م ي كم هو احل ل يف الأجزاء الإم م ي ة املوجودة يف امل د ن احل رشة يف اأي من هذه. وب ل رشورة يكون للغ لب اأن ش ر فيه ثم بعد ذلك يغلبون على اأهل املدينة اإل اإذا ك ن هوؤلء الأن ش ر والأ شد اء قد اتفق اأن ل يجعل لهم من شي دة الغ ل ب ة ن شيب. وهذه املدينة يف ج ملته مدينة غ ل ب ة وقد ي ت فق اأن تكون لهم رفعة ب شي دة الغ ل ب ة ويكون حت لفهم يف هذه ال شي دة مبقدار غ يتهم من الغ ل ب ة والقهر. وهذا النوع من ال غ ل ب ة هو الأكرث وب لأخ ض يف بدء ال غ ل ب ة. وهذه املدينة مدينة غ ل ب ة على نوعه اأعني اأن اجلب رين فيه مع امل ل ك ي غ ل بون الع م ة على اأمره. وقد يعر ض اأن يكون اأهل مدينة يف كليته م ت آزرين على غ ل ب ة ش ئر الأ م ل غ ل بة بع شهم بع ش ومرتبتهم تكون ت ب ع ملرتبة قدرتهم على الغ ل ب ة و ش د اد خ ططهم لنج تهم و ح ف ظ )ن فو شهم(. ويكون شيد هم الأو ل اأكرث هم اإق د ام يف هذه الأمور. فهذه هي املدن الغ لبة واأنواعه. مل سدر: بن ر سد ) ل رصوري يف ل سيا سة( 18
6 مت وز 2011 عدد 155 19
ف شل ملقال كتاب ف شل ملقال وتقرير مابني ل رشيعة و حلكمة من ت شال ب سم اهلل الرحمن الرحيم و سلى اهلل على حممد وعلى اآله و سلم مقدمة ق ل الفقيه الأجل الأوحد العالمة ال شدر الكبري الق شي الأعدل اأبو الوليد حم م د بن اأحمد بن حم م د بن اأحمد بن اأحمد بن ر شد ر شي اهلل تع ىل عنه ورحمه. اأم بعد حمد اهلل بجميع حم مد ه وال شالة على حم م د عبده املطه ر امل ش ط فى ور شوله: لفل سفة و ملنطق و ل رصيعة: هل أوجب ل رصع لفل سفة ف إن الغ ر ض م ن هذا القول اأن نفح ض على جهة النظر ال رشعي هل النظر يف الفل شفة وعلوم املنطق م ب ح ب ل رشع اأم حمظور اأم م أمور به اإم على جهة الن د ب واإم على جهة الوجوب. فنقول:اإنك ن فعل الفل شفةلي ض شيئ اأكرثمن النظر يف املوجودات واعتب ره من جهة دللته على ال ش نع اأعني من جهة م هي م شنوع ت ف إن املوجودات اإن تدل على ال ش نع ملعرفة املعرفة ب شنعته ك نت كلم واأنه نعته. ش اأمت ك نت املعرفة ب ل ش نع اأمت وك أن ال رش ع قد ن دب اإىل اعتب ر املوجودات وحث على ذلك. 19 فبني اأن م يدل عليه هذا الإ شم اإم واجب ب ل رش ع واإم م ندوب اإليه. ف أم اأن ال رش ع د ع اإىل اعتب ر املوجودات ب لعقل وتطل ب معرفته به فذلك بني يف غري م اآية من كت ب اهلل تب رك و تع ىل مثل قوله ت ع ىل «ف عتربوا ي اأويل الأب ش ر«وهذا ن ض على وجوب ا شتعم لالقي ضالعقلي اأوالعقليوال رشعيمع. ومثل قوله تع ىل»اأومل ينظروا يف ملكوت ال شموات والأر ض وم خلق اهلل من شيء«وهذا ن ض ب حلث على النظر يف جميع املوجودات. واأعلم اأن م ن خ ش ه اهلل تع ىل بهذا العلم و رش فه به اإبراهيم عليه ال شالم. فق ل تع ىل:»و ك ذ ل ك ن ر ي اإب ر اه ي م م ل ك و ت ال ش م وات و الأر ض» الآية.- وق ل تع ىل:»»اأف ال ي ن ظ ر و ن اإىل الإب ل ك ي ف خ ل ق ت و اإىل ال ش م ء ك ي ف ر ف ع ت «وق ل»و ي ت ف ك ر و ن يف خ ل ق ال ش م و ات و الأر ض» اإىل غ ري ذ ل ك م ن الآي ت التي ل حت ش ى ك ث ري ة. ملنطق واإذ ا ت ق ر ر اأن ال رش ع قد اأوجب الن ظر ب لع ق ل يف املوجودات واعتب ر ه وك ن العتب ر لي ض شيئ اأكرث من ا شتنب ط املجهول من املعلوم وا شتخراج ه منه وهذا هو القي ض اأو ب لقي ض. فواجب اأن جنعل نظر ن يف املوجودات ب لقي ض العقلي. وبني اأن هذا النحو من النظر الذي دع اإليه ال رش ع وحث عليه هو اأمت اأنواع النظر ب أمت اأنواع القي ض - وهو امل شم ى»ب ره ن «- واإذا ك ن ال رش ع قد حث على معرفة اهلل تب رك وتع ىل و ش ئر املوجودات ب لربه ن اأن يتقد م اأول فيعلم اأنواع الرباهني و رشوطه ومب يخ لف القي ض الربه ين القي ض اجلديل والقي ض اخلط بي والقي ض املغ لطي. 20 وك ن ل ميكن ذلك دون اأن يتقد م فيعرف قبل ذلك م هو القي ض املطلق وكم هي اأنواعه وم منه قي ض وم منه لي ض بقي ض. وذلك ل ميكن اأي ش اإل ويتقد م فيعرف قبل ذلك اأجزاء القي ض التي منه ت رك ب اأعني املقدم ت واأنواعه. فقد يجب على املوؤمن ب ل رش ع امل تمث ل اأمره ب لنظر يف املوجودات اأن يتقد م قبل النظر فيعرف هذه الأ شي ء التي تتنز ل من النظر منزلة الآلت من العمل. ف إن ه كم اأن الفقيه ي شتنبط من الأمر ب لتفق ه يف الأحك م وجوب معرفة املق يي ض الفقهية على اأنواعه وم منه قي ض وم منه لي ض بقي ض كذلك يجب على الع رف اأن ي شتنبط من الأمر ب لنظر يف املوجودات وجوب معرفة القي ض العقلي واأنواعه بل هو اأحرى بذلك لأن ه ك ن الفقيه ي شتنبط من قوله تع ىل»ف ع ت رب وا ي اأو يل الأ ب ش ر«وجوب معرفة القي ض الفقهي )فكم ب حل ر ي والأوىل( اأن ي شتنبط من ذلك الع رف ب هلل وجوب معرفة القي ض العقلي. ولي ض لق ئل اأن يقول :»اإن هذا النوع من النظر يف القي ض العقلي بدعة اإذ مل يكن يف ال شدر الأول«. ف إن النظر اأي ش يف القي ض الفقهي واأنواعه هو شيء ا شت نبط بعد ال شدر الأول ولي ض ي رى اأنه ب د ع ة. فكذلك يجب اأن نعتقد يف النظر يف القي ض العقلي. ولهذا شبب لي ض هن مو شع ذكره. بل اأكرث اأ شح ب هذه املل ة م ثبتون القي ض العقلي اإل ط ئفة من احل شوية 21 قليلة وهم حم جوج ون ب لن شو ض. واإذا تقر ر اأنه يجب ب ل رش ع النظر يف القي ض العقلي واأنواعه كم يجب النظر يف القي ض الفقهي فبني اأنه اأن ك ن مل يتقد م اأحد من ق ب ل ن بفح ض عن القي ض العقلي واأنواعه اأنه يجب علين اأن نبتدئ ب لفح ض عنه واأن ي شتعني يف ذلك املت أخر ب ملتقد م حتى تكم ل املعرفة به. ف إن ه ع شري اأو غري م كن اأن يقف واحد من الن ض من تلق ئ ه وابتداء على جميع م يحت ج اإليه من ذلك كم اأنه ع شري اأن ي شتنبط واحد جميع م ي حت ج اإليه من معرفة اأنواع القي ض الفقهي بل معرفة القي ض العقلي اأحرى بذلك. واإن ك ن غري ن قد فح ض عن ذلك. ف بني اأنه يجب علين اأن ن شتعني على م نحن ب شبيله مب ق له م ن تقد م ن يف ذلك و شواء ك ن ذلك الغري م ش رك لن اأو غري م ش رك يف املل ة ف إن الآلة التي ت شح به التذكية لي ض يعترب يف شح ة الت ذكية به كون ه اآلة مل ش رك لن يف املل ة اأو غري م ش رك اإذا ك نت فيه رشوط ال شحة. واأعني بغري امل ش رك م ن نظر يف هذه الأ شي ء من الق د م ء قبل مل ة الإ شالم.- واإذا ك أن الأمر هكذا وك ن كل م يحت ج اإليه من النظر يف اأمر املق يي ض العقلية قد فح ض عنه الق د م ء اأمت فح ض فقد ينبغي اأن ن رشب ب أيدين اإىل كتبهم. فننظر فيم ق لوه من ذلك: ف إن ك أن كل ه ش واب ق ب ل ن ه منهم واأن ك أن فيه م لي ض ب شواب نب ه ن عليه. ف إذا ف ر غ ن من هذا اجلن ض من النظر وح شلت عندن الآلت التي به نقد ر على العتب ر يف املوجودات ودللة ال شنعة فيه ف إن م ن ل يعرف ال شنعة ل يعرف امل شنوع ومن ل يعرف امل شنوع ل يعرف ال ش نع فقد يجب اأن ن رش ع يف الفح ض عن املوجودات على الرت تيب والن حو الذي ا شتفدن ه من شن عة املعرفة ب ملق يي ض الربه نية. ال ميكن لفرد و حد إدر ك كل لعل م وبني اأي ش اأن هذا الغر ض اإن يتم لن يف املوجودات بتداول الفح ض عنه واحدا بعد واحد واأن ي شتعني يف ذلك املت أخ ر ب ملتقد م على م ث ل م عر ض يف علوم التع ليم. 22 ف إنه لو فر شن شن عة الهند شة يف وقتن هذا معدومة وكذلك شن عة علم الهيئة ورام ان ش ن واحد من تلق ء نف شه اأن ي درك مق دير الأجرام ال شم وية واأ شك له واأبع د بع شه عن بع ض مل اأمكنه ذلك. مثل اأن يعرف قدر ال شم ض من الأر ض وغري ذلك من مق دير الكواكب ولو ك ن اأذكى الن ض ط بع اإل بوحي اأو شيء ي شبه الوحي. بل لو قيل له اإن ال شم ض اأعظم من الأر ض بنحو م ئة وخم شني شعف اأو شتني لع د هذا القول جنون من ق ئله. وهذا شيء قد ق م عليه الربه ن يف علم الهيئة قي م ل ي شك فيه من هو من اأ شح ب ذلك العلم. واأم الذي اأحوج يف هذا اإىل التمثيل ب شن عة التع ليم فهذه شن عة اأ شول الفقه. والفقه نف ش ه مل ي ك مل النظر فيه اإل يف ز م ن ط ويل. ولو ر ام اإن ش ن اليوم من تلق ء نف شه اأن يقف على جميع 23 احل ج ج التي ا شتنبط ه الن ظ ر من اأهل املذاهب يف م ش ئل اخلالف التي وقعت املن ظرة فيه بينهم يف م عظم بالد الإ شالم - م عدااملغرب لك ن اأهال اأن ي ش ح ك منه لكون ذلك م ت ن ع يف حق ه مع وجود ذلك م ف ر وغ منه. وهذا اأمر بني بنف شه لي ض يف ال شن ئع العلمية فقط بل ويف العملية. ف إنه لي ض منه شن عة يقدر اأن ي ن شئ ه واحد بعينه فكيف ب شن عة ال شن ئع وهي احلكمة واإذا ك ن هذا هكذا فقد يجب علين اأن األفين ملن تقدمن من املق م ال ش لفة نظرا يف املوجودات واعتب ر له بح شب م اقت شته رشائط الرب ه ن اأن ننظر يف الذي ق لوه من ذلك وم اأثبتوه يف ك ت ب هم: فم ك ن منه موافق للحق قبلن ه منهم و رشرن به و شكرن هم عليه وم ك ن منه غرب م وافق للحق نبهن عليه وحذرن منه وعذرن هم. لفل سفة ومعرفة هلل تعاىل فقد تبني من هذا اأن النظر يف كتب الق د م ء واجب ب ل رش ع اإذ ك ن م غزاهم يف ك ت بهم ومق شدهم هو املق شد الذي حث ن ال رش ع عليه واأن من ن هى عن الن ظر فيه من ك ن اأهال للن ظر فيه وهو الذي جم ع اأمرين اأحده م ذ ك ء الف طرة والث ين العدالة ال رشعية والف شيلة اخللقية- فقد شد الن ض عن الب ب الذي دع ال رش ع منه الن ض اإىل معرفة اهلل وهو ب ب النظر املوؤدي اإىل معرفته حق املعرفة. وذلك غ ية اجلهل والبعد عن اهلل تع ىل. م فقة ل رصيعة ملناهج لفل سفة ولي ض يلزم من اأنه اأن غوى غ و ب لنظر فيه وزل زال اإم من ق ب ل نق ض ف ط ر ت ه واإم من ق ب ل ش و ء ترتيب ن ظ ر ه فيه اأو من ق ب ل غ ل ب ة شهواته عليه اأو اأن ه مل يجد م ع ل م ي ر شد ه اإىل فهم م فيه اأو من ق ب ل اجتم ع هذه الأ شب ب فيه اأو اأكرثمن واحد منه اأن ننعه عن الذي هو اأهل للن ظر فيه. ف إن هذا الن ح و من ال رش ر الد اخل من ق ب ل ه هو شيء حل ق ه ب لع ر ض ل ب لذات. ولي ض يجب فيم ك ن ن فع بطب عه وذاته اأن يرتك ملك ن م رش ة م وجودة فيه ب لع ر ض. 20
6 مت وز 2011 عدد 155 21
ولذلك ق ل عليه ال شالم للذي اأمره ب شقي الع شل اأخ ه لإ شه ل ك ن به فتزايد الإ شه ل به مل شق ه الع شل و شك ذلك اإليه:» ش د ق اهلل و ك ذب ب ط ن اأخ ي ك «بل نقول اإن م ث ل من منع النظر يف كتب احلكمة من هو اأهل له م ن اأ ج ل اأن ق و م م ن اأراذل الن ض قد ي ظن بهم اأن هم ش ل وا م ن ق ب ل نظرهم فيه م ث ل م ن م ن ع العط ش ن رشب امل ء الب رد العذب حتى م ت من العط ض لأن ق و م رش قوا به ف م توا. ف إن املوت عن امل ء ب ل رش ق اأمر ع ر ض وعن العط ض اأمر ذاتي و رشوري. وهذا الذي ع ر ض لهذه ال شنعة هو شيء ع ر ض ل ش ئر ال شن ئع. فكم من فقيه ك ن الفقه شبب لقل ة تور عه وخو شه يف الدني بل اأكرث الف قه ء كذلك جندهم و شن عتهم اإن تقت شي ب لذ ات الف شيلة العملية. ف إذ ا ل يبعد اأن يعر ض يف ال شن عة التي تقت شي الف شيلة العلمية م عر ضيفال شن عةالتيتقت شيالف شيلةالعملية. واإذا تقر ر هذا كل ه وكن نعتقد م ع رش امل شلمني اأن رشيعتن هذه الإلهي ة حق واأن ه التي نبهت على هذه ال شع دة ودعت اإليه التي هي املعرفة ب هلل عز وجل ومبخلوق ته ف إن ذلك م تقر ر عند كل م شلم من الطريق الذي اقت شته جبلته وطبيعته من الت شديق. وذلك اأن طب ع الن ض م تف شلة يف الت شديق: ف م ن هم من ي شدق ب لربه ن ومنهم من ي شدق ب لأق ويل اجلدلية ت شديق ش حب الربه ن ب لربه ن اإذ لي ض يف طب عه اأكرث من ذلك ومنهم ي شدق ب لأق ويل اخلط بية كت شديق ش حب الرب ه ن ب لأق ويل الربه نية. وذلك اأنه مل ك نت رشيعتن هذه الإلهية قد دعت الن ض من هذه الطرق الثالث عم الت شديق به كل اإن ش ن اإل م ن جحد ه ع ن دا بل ش نه اأو مل تتقر ر عنده طرق الدع ء فيه اإىل اهلل تع ىل لإغف له ذلك من نف شه. ولذلك خ ض عليه ال شالم ب لبعث اإىل الأحمر والأ شود 24 اأعني لت شم ن رشيعته طرق الد ع ء اإىل اهلل تع ىل. وذلك رشيح يف قوله تع ىل:»اد ع اإىل ش ب ي ل ر ب ك ب حل ك م ة و امل و ع ظ ة احل ش ن ة و ج د ل ه م ب ل ت ي ه ي اأح ش ن«. واإذا ك نت هذه ال رشيعة حق وداعية اإىل النظر املوؤد ي اإىل معرفة احلق ف إن مع رش امل شلمني نعلم على القطع اأنه ل يوؤد ي النظر الربه ين اإىل خم لفة م ور د به ال رش ع. ف إن احلق ل ي ش د احلق بل يوافقه وي شهد له. واإذا ك ن هذا هكذا ف إن اأدى النظر الربه ين اإىل نحو م من املعرفة مبوجود م فال يخلو ذلك املوجود اأن يكون قد ش كت عنه يف ال رش ع اأو ع رف به. ف إن ك ن م قد ش كت عنه فال ت ع ر ض هن لك وهو مبنزلة م ش كت عنه من الأحك م ف شتنب ط ه الفقيه ب لقي ض ال رشعي. واإن ك نت ال رشيعة نطقت به فال يخلو ظ هر الن طق اأن يكون موافق مل اأد ى اإليه الربه ن فيه اأو خم لف. ف إن ك ن موافق فال قول هن لك واإن ك ن خم لف ط لب هن لك ت أويله. ومعنى الت أويل هو اإخراج دللة اللفظ من الدللة احلقيقية اإىل الدللة املج زة - من غري اأن ي خل يف ذلك بع دة ل ش ن العرب يف التجو ز- من ت شمية ال شيء ب شبيهه اأو ب شببه اأو لح ق ه اأو مق رنه اأو غري ذلك من الأ شي ء التي ع د د ت يف تعريف اأ شن ف الكالم املج زي. لت فق بني ملعق ل و ملنق ل واإذا ك ن الفقيه يفعل هذا يف كثري من الأحك م ال رشعية فكم ب حلري اأن يفعل ذلك ش حب علم الربه ن ف إن الفقيه اإن عنده قي ض ظن ي والع رف عنده قي ض يقيني. ونحن نقطع قطع اأن كل م اأد ى اإليه الربه ن وخ لفه ظ هر ال رش ع اأن ذلك الظ هر يقبل الت أويل على ق نون الت أويل العربي. وهذه الق شية ل ي شك فيه م شلم ول يرت ب به موؤمن. وم اأعظم ازدي د اليقني به عند من زاول هذا املعنى وجر به وق شد هذا املق شد من اجلمع بني املعقول واملنقول. بل نقول اأنه م من منطوق به يف ال رش ع خم لف بظ هره مل اأدى اإليه الربه ن اإل اإذا اعترب ال رش ع وت ش ف ح ت ش ئر اأجزائه و جد يف األف ظ ال رش ع م ي شهد بظ هره لذلك الت أويل اأو يق رب اأن ي شهد. ولهذا املعنى اأج م ع امل شلمون على اأن ه لي ض يجب اأن حت م ل األف ظ ال رش ع كل ه على ظ هره ول اأن ت خر ج كل ه عن ظ هره ب لت أويل. واختلفوا يف املوؤو ل منه من غري املوؤو ل. ف لأ شعريون مثال يت أو لون اآية ال شتواء 25 وحديث النزول واحلن بلة حتمل ذلك على ظ هره. وال شبب يف و ر و د ال رش ع فيه الظ هر والب طن هو اختالف فطر الن ض وتب ين قرائحهم يف الت شديق. وال شبب يف ورود الظواهر املتع ر شة فيه هو تنبيه الرا شخني يف العلم على الت أويل اجل مع بينه. واىل هذا املعنى وردت الإ ش رة بقوله تع ىل:»ه و ال ذي اأن ز ل ع ل ي ك ال ك ت ب م ن ه اآي ت حم ك م ت..«اإىل قوله:»والر ا ش خ و ن يف ال ع ل م.«ستحالة الإجماع لعام ف إن ق ل ق ئل اإن يف ال رش ع اأ شي ء قد اأج م ع امل شلمون على حمله على ظواهره واأ شي ء على ت أويله واأ شي ء اختلفوا فيه فهل يجوز اأن يوؤد ي الرب ه ن اإىل ت أويل م اجمعوا على ظ هره اأو ظ هر م اجمعوا على ت أويله قلن : اأم لو ث ب ت الإجم ع بطريق يقيني فلم ي شح واأم اأن ك ن الإجم ع فيه ظني فقد ي شح. ولذلك ق ل اأبو ح مد واأبو املع يل 26 وغريهم من اأئمة النظر اإنه ل ي قط ع بكفر م ن خرق الإجم ع يف الت أويل يف اأمث ل هذه الأ شي ء. وقد يدل ك على اأن الإجم ع ل يتقر ر يف النظري ت بطريق يقيني كم ميكن اأن يتقر ر يف العملي ت اأنه لي ض ميكن اأن يتقر ر الإجم ع يف م ش ألة م يف ع رش م اإل ب أن يكون ذلك الع رش عندن حم شورا واأن يكون جميع الع لم ء 22
املوجودين يف ذلك الع رش معلومني عندن اأعني معلوم اأ شخ شهم ومبلغ عددهم واأن ينقل اإلين يف امل ش ألة مذهب كل واحد منهم نقل تواتر ويكون مع هذا كل ه قد شح عندن اأن الع لم ء املوجودين يف ذلك الز م ن م ت فقون على اأن ه لي ض يف ال رش ع ظ هر اأو ب طن واأن العلم بكل م ش ألة يجب اأن ل ي كتم عن اأحد واأن الن ض طريقهم واحد يف علم ال رشيعة. واأم كثري من ال شدر الأول فقد ن قل عنهم اأن هم ك نوا يرون اأن لل رش ع ظ هرا وب طن واأنه لي ض يجب اأن ي علم ب لب طن من لي ض من اأهل العلم به ول يقدر على فهمه - مثل م روى البخ ري عن علي ر شي اهلل عنه اأنه ق ل:»ح د ثوا الن ض مب ي ع ر ف و ن. اأت ر ي د و ن اأن ي كذ ب اهلل ور شول ه «. ومثل م ر وي من ذلك عن جم عة من ال شلف-. فكيف ميكن اأن ي ت شو ر اإجم ع منقول اإلين عن م ش ألة من امل ش ئل النظرية ونحن نعلم قطع اأنه ل يخلو ع رش من الأع ش ر من ع لم ء يرون اأن يف ال رش ع اأ شي ء ل ينبغي اأن ي علم بحقيقته جميع الن ض. وذلك بخالف م عر ض يف العملي ت: ف إن الن ض كل هم يرون اإف ش ء ه جل ميع الن ض على ال شواء ونكتفي يف ح شول الإجم ع فيه ب أن تنت رش امل ش ألة فال ينقل اإلين فيه خالف. ف إن هذا ك ف يف ح شول الإجم ع يف العملي ت بخالف الأمر يف العلمي ت. تكفري لغز يل لفال سفة الإ سالم ف إن قلت: ف إذا مل يجب التكفري بخرق الإجم ع يف الت أويل اإذ ل ي ت شو ر يف ذلك اإجم ع فم تقول يف الفال شفة من اأهل الإ شالم ك أبي ن رش وابن شين ف إن اأب ح مد قد ق ط ع بتكفري هم يف كت به املعروف»الته فت«يف ثالث م ش ئل: يف القول بقدم الع مل وب أنه تع ىل ل يعلم اجلزئي ت - تع ىل عن ذلك- ويف ت أويل م ج ء يف ح رش الأج ش د واأحوال املع د. - قلن : الظ هر من قوله يف ذلك اأنه لي ض تكفريه اإي هم يف ذلك قطع اإذ قد رش ح يف»كت ب التفرقة«اأن التكفري بخرق الإجم ع فيه احتم ل. وقد تبني من قولن اأنه لي ض ميكن اأن يتقر ر اإجم ع يف اأمث ل هذه امل ش ئل مل ر وي عن كثري من ال شلف الأول ف شال عن غريهم اأن ه هن ت أويالت يجب اأن ل يف شح به اإل ملن هو من اأهل الت أويل وهم الر ا شخون يف العلم. لأن الختي ر عندن هو الوقوف على قوله تع ىل»والر ا ش خ و ن يف ال ع ل م «لأنه اإذا مل يكن اأهل العلم يعلمون الت أويل مل تكن عندهم مزي ة ت شديق توجب لهم من الإمي ن به م ل يوجد عند غري 6 مت وز 2011 عدد 155 23
اأهل العلم. وقد و شفهم اهلل ب أن هم املوؤمنون به وهذا اإن يحمل على الإمي ن الذي يكون من ق ب ل الربه ن وهذا ل يكون اإل مع العلم ب لت أويل. ف إن غري اأهل العلم من املوؤمنني هم اأهل الإمي ن به ل من قبل الربه ن. ف إن ك ن هذا الإمي ن الذي و شف اهلل به العلم ء خ ش بهم فيجب اأن يكون ب لربه ن. واإن ك ن ب لربه ن فال يكون اإل مع العلم ب لت أويل لأن اهلل تع ىل قد اخرب اأن له ت أويال هو احلقيقة والربه ن ل يكون اإل على احلقيقة. واإذا ك ن ذلك كذلك فال ميكن اأن يتقر ر يف الت أويالت التي خ ض اهلل الع لم ء به اإجم ع م شتفي ض. وهذا بني بنف شه عند من اأن شف. واىل هذا كله فقد نرى اأن اأب ح مد قد غلط على احلكم ء امل ش ئني 27 مب ن شب اإليهم من اأنهم يقولون اأنه تقد ض وتع ىل ل يعلم اجلزئي ت اأ شال. بل يرون اأنه تع ىل يعلمه بعلم غري جم ن ض لع ل م ن به وذلك اأن ع ل م ن به معلول للمعلوم به فهو حم د ث بحدوثه ومتغري بتغريه. وعلم اهلل شبح نه ب لوجود على مق بل هذا ف إنه عل ةللمعلوم الذي هو املوجود. فم ن شب ه العلمني اأحد هم ب لآخر فقد جعل ذوات املتق بالت وخوا ش ه واحدا وذلك غ ية اجلهل. ف شم العلم اإذا قيل على العلم امل ح د ث والقدمي فهو م قول ب شرتاك ال شم املح ض كم يق ل كثري من الأ شم ء على املتق بالت مثل»اجللل«املقول على العظيم وال شغري و» ال رشمي«املقول على ال شوء والظلمة. ولهذا لي ض ه هن حد ي شتمل الع ل م ني جميع كم توهمه املتكل م ون من اأهل زم نن. وقد اأفردن يف هذه امل ش ألة قول حركن اإليه بع ض اأ شح بن. وكيف ي توه م على امل ش ئني اأنهم يقولون اإنه شبح نه ل يعلم ب لعلم القدمي اجلزئي ت وهم يرون اأن الروؤي ال ش دقة تت شم ن الإنذارات ب جلزئي ت احل دثة يف الزم ن امل شتق ب ل واأن ذلك العلم امل نذر يح شل لالإن ش ن يف النوم من قبل العلم الأزيل املدبر للكل وامل شتويل عليه ولي ض يرون اأن ه ل يعلم اجلزئي ت فقط على النحو الذي نعلمه نحن بل ول الكلي ت ف إن الكلي ت املعلومة عندن معلولة اأي ش عن طبيعة الوجود والأمر يف ذلك العلم ب لعك ض. ولذلك م قد اأد ى اإليه الرب ه ن اأن ذلك العلم منز ه عن اأن ي و شف ب»كلي«اأو»جزئي«فال معنى لالختالف يف هذه امل ش ألة اأعني يف تكفريهم اأو ل تكفريهم. تق سيم مل ج د ت ور أي لفال سفة فيها واأم م ش ألة قدم الع مل اأو حدوثه ف إن الختالف فيه عندي بني املتكلمني من الأ شعرية واحلكم ء املتقدمني يك د اأن يكون راجع لالختالف يف الت شمية وبخ شة عند بع ض القدم ء. وذلك اأنهم اتفقوا على اأن ه هن ثالثة اأ شن ف من املوجودات طرف ن ووا شطة بنب الطرفني ف تفقوا يف ت شمية الطرفني واختلفوا يف الوا شطة. ف أم الط رف الواحد فهو موجود و ج د م ن شيء اأعني عن شبب ف عل ومن م دة والز م ن م تقد م عليه اعني على وجوده. وهذه هي ح ل الأج ش م التي ي در ك تكو نه ب حل ض مثل تكو ن امل ء والهواء والأر ض واحليوان والنب ت وغري ذلك. وهذا ال شنف من املوجودات اتفق اجلميع من الق دم ء والأ ش ع ر يني على ت شميته حم د ث ة. واأم الط رف املق بل لهذا فهو موجود مل يكن من و هذا اأي ش ول تقد مه زم ن. ول عن شيء شيء اتفق اجلميع من الفرقتني على ت شميته»قدمي «. وهذا املوجود م در ك ب لرب ه ن وهو اهلل تب رك وتع ىل. هو ف عل الكل وموجده واحل فظ له شبح نه وتع ىل قد ر ه. واأم ال شنف من املوجود الذي بني هذين الطرفني فهو موجود مل يكن من شيء ول ت قد مه زم ن ولكنه موجود عن شيء اأعني ع ن ف عل وهذا هو الع مل ب أ رشه. ختالف ملتكلمني يف لقدم و حلدوث والكل منهم م تفق على وجود هذه ال شف ت الثالث للع مل. ف إن املتكل مني ي شل مون اأن الزم ن غ ري م تقد م عليه اأو ي لزمهم ذلك اإذ الز م ن ع ن دهم. وهم اأي ش والأج ش م ن للح ر ك ت م ق ر شيء م تفقون م ع القدم ء على اأن الز م ن امل ش ت قب ل غري م تن ه وكذلك الوجود امل شت ق بل. واإن يختلفون يف الز م ن امل شي والوجود امل شي: ف ملتكلمون يرون اأنه م تن ه وهذا هو مذهب اأفالطون و ش ي ع ت ه. واأر شطو وف ر ق ت ه يرون اأنه غري متن ه ك حل ل يف امل شتقبل. فهذا الوجود الآخ ر الأم ر فيه بني اأنه قد اآخذ شبه من الوجود الك ئن احلقيقي ومن الوجود القدمي. فمن غ لب عليه م فيه من ش ب ه القدمي على م فيه من ش ب ه امل حد ث شم ه»قدمي «ومن غ ل ب عليه م فيه من ش ب ه امل حد ث شم ه»حم دث «وهو يف احلقيقة لي ض حم دث حقيقي ول ق دمي حقيقي. ف إن امل ح دث احلقيقي ف شد رشورة والقدمي احلقيقي لي ض له ع لة. ومنهم من ش م ه»حمدث اأزلي «وهو اأفالطون و شيعته لكون الز م ن م تن هي عندهم من امل شي. ف ملذاهب يف الع مل لي شت تتب عد كل الت ب عد حت ى ي كف ر بع ش ه ول يكفر. ف إن الآراء التي ش أنه هذا يجب اأن تكون يف الغ ية من التب عد اأعني اأن تكون م تق بلة كم ظن املتكل مون يف هذه امل ش ألة اأعني اأن ا ش م الق د م واحل د و ث يف الع مل ب أ رشه هو من املتق بلة. وقد تبني من قولن اأن الأمر لي ض كذلك. تاأويل بع ص الآيات )ويدل ظاهرها على وج د قبل وج د لعامل( وهذا كل ه مع اأن هذه الآراء يف الع مل لي شت على ظ هر ال رش ع. ف إن ظ هر ال رش ع اإذا ت شف ح ظهر من الآي ت الواردة يف الأنب ء عن اإيج د الع مل اأن شورته حم دث ة ب حلقيقة واأن نف ض الوجود والزم ن م شتمر من الطرفني اأعني غري م نقطع. وذلك اأن قوله تع ىل:»و ه و ال ذي خ ل ق ال ش م و ات والأر ض يف ش ت ة اأي م وك ن ع ر ش ه ع ل ى امل ء«يقت شي بظ هره اأن وجودا قبل هذا الوجود وهو العر ض وامل ء وزم ن قبل هذا الزم ن اأعنى امل قرتن ب شورة هذا الوجود الذي هو ع د د حركة الفلك. - وقوله تع ىل:»ي و م ت ب د ل الأر ض غ ري الأر ض و ال ش م وات«يقت شي اأي ش بظ هره اأن وجودا ث ني بعد هذا الوجود. وقوله تع ىل:»ث م ا ش ت و ى اإىل ال ش م ء و ه ي د خ ن«يقت شي بظ هره اأن ال شموات خلقت من شيء. ف ملتكل مون لي شوا يف ق و ل ه م اأي ش يف الع مل على ظ ه ر ال رش ع بل م ت أو لون. ف إن ه لي ض يف ال رش ع اأن اهلل ك ن م وجودا مع العدم امل ح ض ول ي وجد هذا فيه ن ض ابدا. فكيف ي ت ش و ر يف ت أويل امل تكلمني يف هذه الآي ت اأن الإجم ع انعقد عليه. والظ هر الذي قلن ه من ال رشع يف وجود الع مل قد ق ل به فرقة من احلكم ء. خطاأ حلاكم وخطاأ لعامل ) أي خطاأ معذور( وي شبه اأن يكون امل ختلفون يف ت أويل هذه امل ش ئل العوي شة اإم م شيبني م أجورين واإم خم طئني م عذورين. ف إن الت شديق ب ل شيء من ق ب ل الدليل الق ئم يف الن ف ض هو شيء ا شطراري ل اختي ري اأعني اأنه لي ض لن اأن ل ن شدق اأو ن شدق كم لن اأن نقوم اأو ل نقوم. واإذا ك ن من رشط التكليف الختي ر ف مل شد ق ب خلط أ من ق ب ل شبهة عر شت له اإذا ك ن من اأهل العلم معذور. ولذلك ق ل عليه ال ش الم:» اإذا اأجتهد احل كم ف أ ش ب فله اأجران واإذا اأخط أ فله اأجر«. واأي ح كم اأعظم من الذي يحكم على الوجود ب أن ه كذا اأو لي ض بكذا. وهوؤلء احلك م هم العلم ء الذين خ ش هم اهلل ب لت أويل. وهذا اخلط أ امل شفوح عنه يف ال رش ع اإن هو اخلط أ الذي 24
يقع من العلم ء اإذا نظروا يف الأ شي ء العوي شة التي كل فهم ال رش ع النظر فيه. واأم اخلط أ الذي يقع من غري هذا ال شنف من الن ض فهو اإثم حم ض و شواء ك ن اخلط أ يف الأمور النظرية اأو العملية. فكم اأن احل كم اجل هل ب ل شنة اإذا اخط أ يف احل كم مل يكن معذورا كذلك احل كم على املوجودات اإذا مل ت وجد فيه رشوط احل كم فلي ض مبعذور بل هو اإم اآثم واإم ك فر. واإذا ك ن ي شرت ط يف احل كم يف احلالل واحلرام اأن جتتمع له اأ شب ب الجته د - وهو معرفة الأ شول ومعرفة ال شتنب ط من تلك الأ شول ب لقي ض- فكم ب حلري اأن ي شرت ط ذلك يف احل كم على املوجودات اأعني اأن يعرف الأوائل العقلية ووجه ال شتنب ط منه. وب جلملة ف خلط أ يف ال رش ع على رشبني: اإم خط أ ي عذر فيه م ن هو من اأهل النظر يف ذلك ال شيء الذي و ق ع فيه اخلط أ- كم ي عذر الطبيب امل هر اإذا اخط أ يف شن عة الطب واحل كم امل هر اإذا اخط أ يف احلكم. ول ي عذر فيه م ن لي ض من اأهل ذلك ال ش أن. واإم خط أ لي ض يعذر فيه اأحد من الن ض بل اإن وقع يف مب دىء ال رشيعة فهو كفر واإن و ق ع فيم بعد املب دئ فهو ب د عة. وهذا اخلط أ هو اخلط أ الذي يكون يف الأ شي ء التي ت ف شي جميع اأ شن ف طرق الدلئل اإىل معرفته فتكون معرفة ذلك ال شيء بهذه اجلهة مكنة للجميع. وهذا مثل الإق ر ار ب هلل تب رك وتع ىل وب لنبو ات وب ل شع دة الأخ ر و ي ة وال شق ء الأخروي. وذلك اأن هذه الأ شول الثالثة توؤد ي اإليه اأ شن ف الد لئل الثالثة التي ل يعرى اأحد من الن ض ع ن وقوع الت شديق له من ق ب له ب لذي ك ل ف معرفته اأعني الد لئل اخلط بية واجلدلية والربه نية. ف جل حد لأمث ل هذه الأ شي ء اإذا ك نت اأ شال من اأ شول ال رش ع ك فر م ع ند بل ش نه دون قلبه اأو بغفلته عن الت عر ض اإىل معرفة دليله. لأن ه اإن ك ن من اأهل الربه ن فقد جعل له شبيل اإىل الت شديق به ب لربه ن واإن ك ن من اأهل اجلدل فب جلدل واإن ك ن من اأهل املوعظة فب ملوعظة. ولذلك ق ل عليه ال شالم:»اأ م رت اأن اأق ت ل الن ض حت ى يقولوا ل اإله اإل اهلل ويوؤمنوا بي«- يريد ب أي طريق اتفق لهم من طرق الإمي ن الثالث. تاأويل ظاهر الآيات و الأحاديث: أهل لربهان و أهل لقيا ص واأم الأ شي ء التي خلف ئه ل ت ع لم اإل ب لربه ن فقد تلط ف اهلل فيه لعب ده الذين ل شبيل لهم اإىل الربه ن اإم م ن ق ب ل ف ط رهم واإم من قبل ع دتهم واإم م ن ق ب ل عدمهم اأ شب ب التعلم ب أن رشب لهم اأمث له واأ شب هه ودع هم اإىل الت شديق بتلك الأمث ل اإذ ك نت تلك الأمث ل ميكن اأن يقع الت شديق به ب لأدلة امل شرتكة للجميع اأعني اجلدلية واخلط بية. وهذا هو ال ش بب يف اأن انق شم ال رش ع اإىل ظ هر وب طن. ف إن الظ هر هو تلك الأمث ل امل رشوبة لتلك املع ين والب طن هو تلك املع ين التي ل تنجلي اإل لأهل الربه ن. وهذه هي اأ شن ف تلك املوجودات الأربعة اأو اخلم شة التي ذكره اأبو ح مد يف»كت ب التفرقة«. واذا اتفق ك قلن اأن نعلم ال شيء بنف شه ب لطرق الثالث مل ن ح ت ج اأن ن رشب له امث ل وك ن على ظ هره ل يتطر ق اإليه ت أويل. وهذا النحو من الظ هر اإن ك ن يف الأ شول ف مل ت أو ل له ك فر مثل م ن يعتقد اأنه ل شع دة اأخروية ههن ول شق ء واأنه اإن ق ش د بهذا القول اأن ي ش ل م الن ض بع شهم من بع ض يف اأبدانهم وحوا شهم واأنه حيلة واأنه ل غ ية لالإن ش ن اإل وجوده املح شو ض فقط. واإذا تقر ر هذا فقد ظهر لك من قولن اأن ههن ظ هرا من ال رش ع ل يجوز ت أويل ه. ف إن ك ن ت أويل ه يف املب دئ فهو ك ف ر واإن ك ن فيم بعد املب دىء فهو ب دعة. وههن اأي ش ظ هر يجب على اأهل الربه ن ت أويل ه وحملهم اإي ه على ظ هره كفر. وت أويل غري اأهل الربه ن له واإخراجه عن ظ هره كفر يف حقهم اأو بدعة. وم ن هذا ال شنف اآية ال شتواء وحديث النزول. ولذلك ق ل عليه ال شالم يف ال شوداء اذ اخربته اأن اهلل يف ال ش م ء»اعت ق ه ف إن ه موؤمنة«اإذ ك ن ت لي شت من اأهل الربه ن. وال شبب يف ذلك اأن ال شنف من الن ض الذين ل يقع لهم الت شديق اإل من ق ب ل التخي ل - اعني اأنهم ل ي شد قون ب ل شيء ال من جهة م يتخي لونه - يع رش وقوع الت شديق لهم مبوجود لي ض من شوب اإىل شيء م تخيل. ويدخل اأي ش على من ل يفهم من هذه الن شبه اإل املك ن وهم الذين شد وا على رتبة ال شنف الأول قليال يف النظر ب إنك ر اعتق د اجل شمية. ولذلك ك ن اجلواب لهوؤلء يف اأمث ل هذه اأن ه م ن امل ت ش به ت واأن الوقف يف قوله تع ىل:»و م ي ع ل م ت أ و ي ل ه الإ اهلل«. واأهل الربه ن مع اأنهم جم م عون يف هذا ال شنف اأنه من املوؤول فقد يختلفون يف ت أويله وذلك بح شب م رتبة كل واحد من م عرفة الربه ن. وههن شنف ث لث من ال رش ع م رتدد بني هذين ال ش نفني يقع فيه ش ك في لح ق ه قوم م ن يتع طى النظر ب لظ هر الذي ل يجوز ت أويله وي لحقه اآخرون ب لب طن الذى ل يجوز حمله على الظ هر للعلم ء وذلك لعوا شة هذا ال شنف وا شتب هه. واملخطىء يف هذا معذور - اأعني من العلم ء. ختالف لعلماء يف أح ل ملعاد ف إن ق ي ل «ف إذا تبني اأن ال رشع يف هذا على ثالث مراتب فمن اأي هذه املراتب الثالث هو عندهم م ج ء يف شف ت املع د واأحواله«فنقول: اإن هذه امل ش ألة الأمر فيه بني اأنه من ال شنف ملختلف فيه. وذلك اإن نرى قوم ين شبون اأنف شهم اإىل الربه ن يقولون اإن الواجب حمل ه على ظ هره اإذ ك ن لي ض ههن بره ن يوؤد ي اإىل ا شتح لة الظ هر فيه. وهذه طريقة الأ شعرية وقوم اآخرون اأي ش من يتع طى الربه ن يت أولونه. وهوؤلء يختلفون يف ت أويله اختالف كثريا. ويف هذا ال شنف اأبو ح مد معدود وكثري من املت شوفة. ومنهم من يجمع فيه الت أويلني كم يفعل ذلك اأبو ح مد يف بع ض كتبه. وي شبه اأن يكون املخطىء يف هذه امل ش ألة من العلم ء معذورا وامل شيب م شكورا اأو م أجورا وذلك اإذا اعرتف ب لوجود وت أو ل فيه نحوا من اأنح ء الت أويل اأعنى يف شفة املع د ل يف وجوده اإذا ك ن الت أويل ل يوؤدي اإىل نفي الوجود. واإن ك ن جحد الوجود يف هذه كفرا لأنه يف اأ شل من اأ شول ال رشيعة وهو م يقع الت شديق به ب لطرق الثالث امل شرتكة لالأحمر والأ شود. واأم من ك ن من غري اأهل العلم ف لواجب عليه حمله على ظ هره وت أويله يف حق ه ك فر لأنه يوؤد ي اإىل الك فر. ولذلك م نرى اأن من ك ن من الن ض فر شه المي ن ب لظ هر ف لت أويل يف حق ه ك فر لأن ه يوؤد ي اإىل الكفر. فمن اأف ش ه له من اأهل الت أويل فقد دع ه اإىل الك فر والداعي اإىل الك فر ك فر. ول ه ذا بجب اأن ل تثبت الت أويالت ال يف ك ت ب الرباهني لأن ه اإذا ك نت يف كتب الرباهني مل ي شل اإليه ال م ن هو من اأهل الربه ن. وام اإذا اأثبتت يف غري ك ت ب الربه ن وا شتعمل فيه الط رق ال شعرية واخلط بية اأو اجلدلية كم ي شنعه ابو ح مد فخط أ على ال رشع وعلى الر جل اإن ق ش د خريا وذلك اأنه رام اأن يكرث اأهل العلم بذلك ولكن كرث بذلك اأهل الف ش د بدون ك رث ة اأهل العلم. وتطر ق بذلك ق وم اإىل ث لب احلكمة وقوم اإىل ث لب ال رشيعة وقوم اإىل اجل م ع بينهم. وي شبه اأن يكون هذا اأحد مق شده بك ت به. والدليل 6 مت وز 2011 عدد 155 25
26
على اأنه رام بذلك تنبيه الف ط ر اأن ه مل يلزم مذهب يف ك ت به بل هو مع الأ ش ع رية اأ شعري ومع ال شوفية ش ويف ومع الفال شفة فيل شوف حتى اأنه كم قيل: ي وما ي ان اإذا لق ي ت ذا ي ن واإن لقيت م ع د يا ف ع د ن ان أحكام لتاأويل يف ل رصيعة للعارفني والذي يجب على اأئمة امل شلمني اأن ينهوا عن كتبه التي تت شم ن العلم اإلآ من ك ن من اأهل العلم كم يجب عليهم اأن ينهوا عن ك ت ب الربه ن م ن لي ض اأهال له. وان ك ن ال رشر الداخل على الن ض من ك ت ب الربه ن اأخف لأنه ل يقف على ك ت ب الربه ن يف الأكرث اإل اأهل ال ف طر الف ئقة واإن ي وؤتى هذا ال شنف من عدم الف شيلة العملبة والقراءة على غري ترتيب واأخذه من غري م عل م. ولكن منعه ب جلملة ش د مل دع اإليه ال رش ع لأنه ظلم لأف شل اأ شن ف الن ض ولأف شل اأ شن ف املوجودات اإذ ك ن العدل يف اأف شل اأ شن ف املوجودات اأن يعرفه على ك ن ه ه م ن ك ن م ع د ا مل ع ر فته على ك ن ه ه وهم اأف شل اأ شن ف الن ض. ف إن ه على ق د ر ع ظ م اجل و ر يف حق ه للذي هو اجلهل به. ولذلك ق ل تع ىل:»اإن ال رش ك ل ظ لم ع ظ ي م «. هذا م راأين ان ن ثبته يف هذا اجلن ض من النظر اأعني التكل م بني ال رشيعة واحلكمة واأحك م الت أويل يف ال رشيعة. ولول ش هرة ذلك عند الن ض و ش هرة هذه امل ش ئل التي ذكرن ه مل ا شتجزن اأن نكتب يف ذلك ح ر ف ول اأن نعتذر يف ذلك لأهل الت أويل بعذر لأن ش أن هذه امل ش ئل اأن ت ذ ك ر يف ك ت ب الربه ن. واهلل اله دي املوفق لل شواب. أق سام لعل م لدني ية و الأخروية وينبغي اأن تعلم اأن مق شود ال رش ع اإن هو تعليم العلم احلق والعمل احلق. والعلم احلق هو معرفة اهلل تب رك وتع ىل و ش ئر املوجودات على م هي عليه وبخ شة ال رشيفة منه ومعرفة ال شع دة الأخروية وال شق ء الأخروي. والعمل احلق هو امتث ل الأفع ل التي تفيد ال شع دة وجتن ب الأفع ل التي تفيد ال شق ء. واملعرفة بهذه الأفع ل هي التي ت شمى»العلم العملي«. وهذه تنق شم ق شمني: اأحدهم اأفع ل ظ هرة بدنية والعلم بهذه هو الذي ي شمى الف ق ه والق شم الث ين اأفع ل نف ش نية مثل ال شكر وال شرب وغري ذلك من الأخالق التي دع اإليه ال رش ع اأو نهى عنه. والعلم بهذه هو الذي ي شمى»الز هد«و»علوم الآخرة«. واإىل هذا نح اأبو ح مد يف كت به. ومل ك ن الن ض قد اأ رشبوا عن هذا اجلن ض وخ شوا يف اجلن ض الث ين وك ن هذا اجلن ض اأملك ب لتقوى التي هي شبب ال شع دة شم ى كت به»اإحي ء علوم الدين«. وقد خرجن عم ك ن ب شبيله فرنجع. فنقول: مل ك ن مق شود ال رش ع تعليم العلم احلق والعمل احلق وك ن التعليم شنفني: ت شو را 28 وت شديق كم بني ذلك اأهل العلم ب لكالم وك نت طرق الت شديق املوجودة للن ض ثالث : الرب ه نية واجلدلية واخلط بية وطرق الت شو ر اإثنني: اإم ال شيء نف شه واإم م ث له وك ن الن ض كل هم لي ض يف ط ب عهم اأن يقبلوا الرباهني ول الأق ويل اجلدلية ف شال عن الربه نية مع م يف تعل م الأق ويل الربه نية من الع رش واحل جة يف ذلك اإىل طول الزم ن ملن هو اأهل لتعلمه وك ن ال رش ع اإن مق شود ه تعليم اجلميع وجب اأن يكون ال رش ع ي شتمل على جميع اأنح ء طرق الت شديق واأنح ء طرق الت ش ور. تق سيم ملنطق و لربهان ومل ك نت طرق الت شديق منه م هي ع مة لأكرث الن ض - اأعني وقوع الت شديق من قبله - وهي اخلط بية واجلدلية واخلط بية اأعم من اجلدلية. ومنه م هي خ شة لأقل الن ض وهي الربه نية وك ن ال رش ع مق شود ه الأول العن ية ب لأكرث من غري اإغف ل تنبيه اخلوا ض ك نت اأكرث الطرق امل رشح به يف ال رشيعة هي الطرق امل شرتكة لالأكرث يف وقوع الت شور والت شديق. هذه الطرق هي يف ال رشيعة على اأربعة اأ شن ف: اأحده اأن تكون مع اأنه م شرتكة خ شة يف الأمرين جميع اأعني اأن تكون يف الت شو ر والت شديق يقينية مع اأن ه خط بية اأو جدلية. وهذه املق يي ض هي املق يي ض التي ع ر ض ملقدم ته مع كونه م شهورة اأو مظنونة اأن تكون يقينية. وعر ض لنت ئجه اإن اأ خذت اأنف شه دون مث لته. وهذا ال شنف من الأق ويل ال رشعية لي ض له ت أويل. واجل حد له اأو امل ت أول ك فر. لأنه ي وؤ ول بهم الأمر اإىل اأن ل يروا اأن ههن ش ح ة يجب اأن حت فظ ول مر ش يجب اأن ي زال ف شال عن اأن ير وا اأن ههن اأ شي ء حتفظ ال شحة وتزيل املر ض. وهذه هي ح ل من ي رشح ب لت أويل للجمهور ومل ن لي ض هو ب أهل له مع ال رش ع. ولذلك هو م ف شد له و ش د عنه. وال ش د عن ال رش ع ك فر. وال شنف الث ين اأن تكون املقدم ت مع كونه م شهورة اأو مظنونة يقينية وتكون النت ئج مث لت لالأمور التي ق ش د اإنت جه. وهذا يتطر ق اإليه الت أويل اأعني لنت ئجه. والث لث عك ض هذا وهو اأن تكون النت ئج هي الأمور التي ق ش د اإنت جه نف شه وتكون املقدم ت م شهورة اأو مظنونة من غري اأن ي عر ض له اأن تكون يقينية. وهذا اأي ش ل ي تطر ق اإليه ت أويل اأعني لنت ئجه وقد يتطرق ملقدم ته. والرابع اأن تكون م قدم ته م شهورة اأو مظنونة من غري اأن ي ع ر ض له اأن تكون يقينية وتكون نت ئجه مث لت مل ق ش د اإنت جه. وهذه ف ر ض اخلوا ض فيه الت أويل وفر ض اجلمهور اإقرار ه على ظ هره. احلكمة واإن ك ن عليه ال شع دة الأخروية وعلى شد ه ال شق ء الأخروي. فقد تبني لك من هذا اأن ه لي ض يجب اأن ت ثب ت الت أويالت ال ش حيحة يف الكتب اجلمهورية ف شال عن الف شدة. والت أويل ال ش حيح هي الأم نة التي ح م ل ه الإن ش ن ف أبى اأن يحمله واأ شفق منه جميع املوجودات اأعني املذكورة يف قوله تع ىل:»اإن ع ر ش ن الأم ن ة ع ل ى ال ش م وات و الأر ض و اجل ب ل» الآية. ومن ق ب ل الت أويالت والظن ب أن ه م يجب اأن ي رش ح به يف ال رش ع للجميع ن ش أت فرق الإ شالم حتى كف ر بع ش هم بع ش وبخ شة الف شدة منه. ف أو لت املعتزلة اآي ت كثرية واأح ديث كثرية و رش حوا بت أويلهم للجمهور وكذلك فعلت الأ شعرية واإن ك نت اأقل ت أويال. ف أوقعوا الن ض من ق ب ل ذلك يف شن آن وتب غ ض وح روب ومز قوا ال رش ع وفر قوا الن ض كل التفريق. ما أخطاأ فيه الأ سعري ن وزائدا اإىل هذا كله اأن طرق هم التي شلكوه يف اإثب ت ت أويالتهم لي شوا فيه ل مع اجلمهور ول مع اخلوا ض اأم مع اجلمهور فلكونه اأغم ض من الطرق امل شرتكة لالأكرث واأم مع اخلوا ض فلكونه اإذا ت وؤم لت و جدت ن ق شة عن رشائط الربه ن وذلك يقف عليه ب أدنى ت أمل م ن عر ف رشائط الربه ن. بل كثري من الأ شول التي بنت عليه الأ شعرية مع رف ه هي شوف شط ئية ف إنه جتحد كثريا من ال رشوري ت مثل ثبوت الأعرا ض وت أثري الأ شي ء بع شه يف بع ض ووجود الأ شب ب ال رشورية للم شبب ت وال شور اجلوهرية والو ش ئط. ولقد بلغ تعد ي ن ظ ر هم يف هذا املعنى على امل شلمني اأن فرقة من الأ شعرية كف رت م ن لي ض ي عرف وجود الب رىء شبح ن ه ب لطرق ال تي و شعوه ملعرفته يف كتبهم وهم الك فرون وال ش لون ب حلقيقة. ومن هن اختلفوا: فق ل قوم»اأو ل الواجب ت النظر«وق ل قوم»الإمي ن«اأعني من قبل اأنهم مل يعرفوا اأي الطرق هي الطرق امل شرتكة للجميع التي دع ال رش ع من اأبوابه ج ميع الن ض وظن وا اأن ذلك طريق واحد. ف أخط أوا مق شد ال ش رع و شل وا واأ شل وا. ع سمة ل سدر الأول عن لتاأويل ف ن ق ي ل :»ف إذا مل تكن هذه الطرق التي شلكته الأ شعرية ول غريهم من اأهل النظر هي الطرق امل شرتكة التي ق شد ال ش رع تعليم اجلمهور به وهي التي لميكن تعليمهم بغريه ف أي الطرق هي هذه الطرق يف رشيعتن هذه«قلن : هي الطرق التي ثبتت يف الكت ب العزيز فقط ف إن الكت ب العزيز اإذا ت وؤم ل و جدت فيه الطرق الثالث املوجودةجلميع الن ض وهذه هي الطرق امل شرتكة لتعليم اأكرث الن ض واخل شة. واإذا ت وؤم ل الأمر ظهر اإن ه لي ض ي لفى طرق م شرتكة لتعليم اجلمهور اأف شل من الطرق املذكورة فيه. فم ن حر فه بت أويل ل يكون ظ هرا بنف شه اأو اأظهر منه للجميع - وذلك شيء غري موجود - فقد اأبطل حكمته واأبطل فعله املق شود يف اإف دة ال شع دة الإن ش نية. وذلك ظ هر جدا من ح ل ال شدر الأول و ح ل م ن اأتى بعدهم. ف إن ال شدر الأو ل اإن ش ر اإىل الف شيلة الك ملة والتقوى ب شتعم ل هذه الأق ويل دون ت أويالت فيه ومن ك ن منهم وقف على ت أويل مل ير اأن ي رش ح به. واأم م ن اأتى بعد هم ف إنهم مل ا شتعملوا الت أويل قل تقواهم وكرث اختالف هم وارتفعت حمبتهم وتفرقوا ف ر ق. كيفية لت فيق بني حلكمة و ل رصيعة فيجب على من اأراد اأن يرفع هذه البدعة عن ال رشيعة اأن يعمد اإىل الكت ب العزيز فيلتقط منه ال شتدللت املوجودة يف شيء م ك ل ف ن اعتق ده واجتهد يف نظره ظ هرا م اأمكنه من غري اأن يت أو ل من ذلك شيئ اإل اإذا ك ن الت أويل ظ هرا بنف شه اأعني ظهورا م شرتك للجميع. ف إن الأق ويل املو شوعة يف ال رش ع لتعليم الن ض اإذا ت وؤم ل ت ي شبه اأن يبلغ من ن رشته اإىل حد ل يخرج عن ظ هره م هو منه لي ض على ظ هره اإل م ن ك ن من اأهل الربه ن. وهذه اخل شة لي شت توجد لغريه من الأق ويل. 6 مت وز 2011 عدد 155 27
ف إن الأق ويل ال رشعية امل رش ح به يف الكت ب العزيز للجميع له ثالث خوا ض دلت على الإعج ز: اإحداه انه ل يوجد اأمت اإقن ع وت شديق للجميع منه والث نية انه تقبل الن رش ة بطبعه اإىل اأن تنتهي اإىل حد ل يقف على الت أويل فيه - اإن ك نت م فيه ت أويل - اإل اأهل الربه ن والث لثة اأنه تت شم ن التنبيه لأهل احلق على الت أويل احلق. وهذا لي ض يوجد ل يف مذاهب الأ شعرية ول يف مذاهب املعتزلة: اأعني اأن ت أويلهم ل يقبل الن رش ة ول يت شم ن التنبيه على احلق ول هو حق ولذلك كرثت البدع. وبودن لو تفر غن لهذا املق شد وقدرن عليه وان اأن ش أ اهلل يف العمر ف شنثبت فيه قدر م تي رش لن منه فع شى اأن يكون ذلك م بداأ ملن ي أتي بعد. ف إن النف ض م تخل ل هذه ال رشيعة من الأهواء الف شدة والعتق دات املحرفة يف غ ية احلزن والت أمل وبخ شة م عر ض له من ذلك من ق ب ل من ين شب نف ش ه اإىل احلكمة. ف إن الإذ اية من ال شديق هي اأ شد من الإذاية من العدو اأعني اأن احلكمة هي ش حبة ال رشيعة والأخت الر شيعة ف لإذ اية من ين شب اإليه اأ شد الإذ اي ة مع م يقع بينهم من العداوة والبغ ش ء وامل ش جرة وهم امل شطحبت ن ب لطبع املتح بت ن ب جلوهر والغريزة. وقد اآذاه اأي ش كثري من الأ شدق ء اجله ل م ن ين شبون اأنف شهم اإليه وهي الفرق املوجودة فيه.واهلل ي شد د الكل ويوفق اجلميع ملحبته ويجمع قلوبهم على تقواه ويرفع عنهم البغ ض وال شن آن بف شله وبرحمته. وقد رفع اهلل كثريا من هذه ال رشور واجله لت وامل ش لك امل شالت بهذا الأمر الغ لب وطرق به اإىل كثري من اخلريات وبخ شة على ال شنف الذين شلكوا م شلك النظر ورغبوا يف معرفة احلق. وذلك اإن ه دع اجلمهور من معرفة اهلل شبح نه اإىل طريق و شط ارتفع عن ح شي ض املقلدين وانحط عن ت شغيب املتكلمني ونب ه اخلوا ض على وجوب النظر الت م يف اأ شل ال رشيعة. واهلل املوفق واله دي بف شله. 28
شميمة مل شاألة لتي ذكرها ل شيخ أبو لوليد»يف ف شل ملقال«اأدام اهلل عزتكم واأبقى بركتكم وحجب عيون النوائب عنكم. مل فقتم بجودة ذهنكم وكرمي طبعكم كثريا من يتع طى هذه العلوم وانتهى نظركم ال شديد اإىل اأن وقفتم على ال شك الع ر ض يف علم القدمي شبح نه مع كونه متعلق ب لأ شي ء امل حدثة عنه وجب علين ملك ن احلق وملك ن اإزالة هذه ال شبهة عنكم اأن نحل هذا ال شك بعد اأن نقول يف تقريره. ف إ ن م ن مل يعرف الربط مل يقدر على احلل. وال شك يلزم هكذا: اإن ك نت هذه كل ه يف علم اهلل شبح نه قبل اأن تكون فهل هي يف ح ل كونه يف علمه كم ك نت فيه قبل كونه اأم هي يف علمه يف ح ل وجوده على غري م ك نت عليه يف علمه قبل اأن توجد ف إن قلن اإنه يف علم اهلل يف ح ل وجوده على غري م ك نت عليه يف علمه قبل اأن ت وجد ل زم اأن يكون العلم القدمي م تغريا واأن يكون اإذا خرجت من العدم اإىل الوجود قد ح د ث هن لك علم زائد وذلك م شتحيل على العلم القدمي. وان قلن اإن العلم به واحد يف احل لتني قيل»فهل هي يف نف شه - اأعني املوجودات احل دثة - قبل اأن توجد كم هي حني م وجدت«ف شيجيب اأن يق ل»لي شت يف نف شه قبل اأن توجد كم هي حني م وجدت«واإل ك ن املوجود واملعدوم واحدا. ف إذا شلم اخل شم هذا قيل له:»اأفلي ض العلم احلقيقي هو معرفة الوجود على م هو عليه«ف إذا ق ل:»نعم ق ي ل : فيجب على هذا اإذا اختلف ال شيء يف نف شه اأن يكون العلم به يختلف واإل فقد ع ل م على غري م هو عليه«. ف إذا يجب اأحد اأمرين: اإم اأن يختلف العلم القدمي يف نف شه اأو تكون احل دث ت غري معلومة له وكالالأمرين م شتحيل عليه شبح نه. ويوؤكد هذا ال شك م يظهر من ح ل الإن ش ن اأعني من تعل ق علمه ب لأ شي ء املعدومة على تقدير الوجود وتعل ق علمه به اإذا و جدت. ف إنه من البني بنف شه اأن العل م ني م تغ يران واإل ك ن ج هال بوجوده يف الوقت الذي و جدت فيه. ولي ض ي نجي من هذا م جرت به ع دة املتكلمني يف اجلواب عن هذا ب أنه تع ىل يعلم الأ شي ء قبل كونه على م تكون عليه يف حني كونه من ز م ن ومك ن وغري ذلك من ال شف ت املخت شة مبوجود موجود. ف إنه يق ل لهم:»ف إذا وجدت فهل حدث هن لك تغري اأو مل يحدث«وهو خروج ال شيء من العدم اإىل الوجود. ف إن ق لوا:»مل يحدث«فقد ك بروا. واإن ق لوا:»حدث هن لك تغري «قيل لهم:»فهل حدوث هذا التغري معلوم للعلم القدمي اأم ل«فيلزم ال شك املتقدم. وب جلملة فيع رش اأن يت شور اأن العلم ب ل شيء قبل اأن يوجد والعلم به بعد اأن و جد علم واحد بعينه. فهذا هو تقرير هذا ال شك على اأبلغ م ميكن اأن يقرر به على م ف و شن كم فيه. وحل هذا ال شك ي شتدعي كالم طويال اإل اأن ههن نق شد للنكتة التي به ينحل. وقد رام اأبو ح مد حل هذا ال شك يف كت به املو شوم»الته فت«ب شيء لي ض فيه مقنع وذلك انه ق ل قول معن ه هذا: وهو اأنه زعم اأن العلم واملعلوم من امل ش ف وكم اأنه قد يتغري اأحد امل ش ف ني ول يتغري امل ش ف الآخر يف نف شه كذلك ي شبه اأن يعر ض لالأ شي ء يف علم اهلل شبح نه اأعني اأن تتغري يف اأنف شه ول يتغري علمه شبح نه به. - ومث ل ذلك يف امل ش ف انه قد تكون ال شطوانة الواحدة مي نة زيد ثم تعود ي رشت ه وزيد بعد مل يتغري يف نف شه. ولي ض ب ش دق. ف إن الإ ش فة قد تغريت يف نف شه وذلك اأن الإ ش فة التي ك نت مينة قد ع دت ي رشة واإن الذي لن يتغري هو مو شوع الإ ش فة اأعني احل مل له الذي هو زيد. واإذا ك ن ذلك كذلك وك ن العلم هو نف ض الإ ش فة فقد يجب اأن يتغري عند تغري املعلوم كم تتغري ال شطوانة اإىل زيد عند تغري ه وذلك اإذا ع دت ي رشة بعد اأن ك نت مينة. والذي ينحل به هذا ال شك عندن هو اأن يعرف اأن احل ل يف العلم القدمي مع املوجود خالف احل ل يف العلم امل حد ث مع املوجود وذلك اأن وجود املوجود هو عل ة و شبب لعلمن والعلم القدمي هو عل ة و شبب للموجود. فلو ك ن اإذا وجد املوجود بعد اأن مل يوجد حدث يف العلم القدمي علم زائد كم يحدث ذلك يف العلم امل حد ث ل ل زم اأن يكون العلم القدمي معلول للموجود ل عل ة له. ف إذا واجب اأن ل يحدث هن لك تغري كم يحدث يف العلم املحدث. واإن اأتى هذا الغلط من قي ض العلم القدمي على العلم املحدث وهو قي ض الغ ئب على ال ش هد. وقد ع رف ف ش د هذا القي ض. وكم اأنه ل يحدث يف الف عل تغري عند وجود مفعوله اأعني تغريا مل يكن قبل ذلك كذلك ل يحدث يف العلم القدمي شبح نه تغري عند حدوث معلومه عنه. ف ذا قد انحل ال شك ومل يلزمن انه اإذا مل يحدث هن لك تغري - اأعني يف العلم القدمي - فلي ض يعلم املوجود يف حني حدوثه على م هو عليه واإن لزم األ يعلمه بعلم حم د ث اإل بعلم قدمي لأن ح د وث التغري يف العلم عند تغري املوجود اإن هو رشط يف العلم املعلول عن املوجود وهو العلم امل ح د ث. ف إذا العلم القدمي اإن يتعل ق ب ملوجودات على شفة غري ال شفة التي يتعلق به العلم امل حد ث ل اإنه غري م تعلق اأ شال كم حكي عن الفال شفة اإنهم يقولون ملو شع هذا ال شك اأنه شبح نه ل يعلم اجلزئي ت. ولي ض الأمر كم ت و ه م عليهم بل يرون انه ل يعلم اجلزئي ت ب لعلم امل ح د ث الذي من رشطه احلدوث بحدوثه اإذ ك ن علة له ل معلول عنه ك حل ل يف العلم امل ح د ث. وهذا هو غ ية التنزيه الذي يجب اأن ي ع رت ف به. ف إن ه قد ا شطر الربه ن اإىل اأنه ع مل ب لأ شي ء لأن شدوره عنه اإن هو من جهة اأن ه ع مل ل من جهة اأنه موجود فقط اأو موجود ب شفة كذا بل من جهة اأنه ع مل كم ق ل تع ىل:»األ ي علم م ن خ ل ق وهو الل طيف اخلبري«وقد ا شطر الربه ن اإىل اأنه غري ع مل به بعلم هو على شفة العلم امل حد ث. فواجب اأن يكون هن لك للموجودات علم اآخر ل ي كي ف وهو العلم القدمي شبح نه. وكيف مي كن اأن ي ت ش و ر اأن امل ش ئني من احلكم ء يرون اأن العلم القدمي ل يحيط ب جلزئي ت وهم يرون انه شبب الإنذار يف املن م ت والوحي وغري ذلك من اأنواع الإله م ت فهذا م ظهر لن يف وجه حل هذا ال شك وهو اأمر ل م ر ي ة فيه ول شك. واهلل املوف ق لل شواب واملر شد للحق. وال شالم عليكم ورحمة اهلل وبرك ته. كمل و حلمد هلل رب لعاملني. 6 مت وز 2011 عدد 155 29
30