تقارير شمال مالي: بؤرة للتوتر العرقي-القبلي في لبوس سياسي محمد محمود ولد أبو المعالي* Al Jazeera Centre for Studies Tel: +974-44663454 jcforstudies@aljazeera.net http://studies.aljazeera.net 91 يناير/كانون الثاني 5192
ملخص مع تعقد خريطة التوترات والنزاعات في إقليم أزواد ومع تصاعد حدة العنف هناك يبدو أن منطقة الساحل مقبلة على استمرار أزمة شمال مالي وتعثر المفاوضات الساعية إلى حل تلك األزمة )الجزيرة( ال تقتصر األطراف المتصارعة في شمال مالي على الجيش المالي في مواجهة الحركات الجهادية المسلحة بل إن هنالك دعما فرنسيا عسكريا بشريا ولوجستيا لحكومة باماكو فضال عن مشاركة التشكيالت القبلية في إقليم أزواد كل من موقعه في هذه الحرب التي طال عليها األمد. وقد عرف إقليم أزواد مؤخرا أحداث متالحقة وهجومات متواصلة استهدفت الجيش المالي ولم يعلن حتى اآلن أي طرف عن تبنيها ويأتي هذا التقرير ليشرح أسباب تلك الهجمات ومن يمكن أن يقف وراءها فضال عن تحليل جوانب من تعقيدات المشهد األمني في الساحل وتعدد الالعبين العسكريين والقبليين في هذا الفضاء المتأزم. والواقع أن هنالك ارتباطا وثيقا بين مكونات إقليم أزواد االجتماعية وبين األطراف المسلحة سواء أكانت الجيش المالي أو الجماعات الجهادية فقد انقسمت هذه المكونات كل بحسب مصالحه وارتباطاته وحساباته على مختلف الالعبين المتصارعين مما عق د الوضع وجعل أغلب القراءات التي ال تأخذ هذا البعد المتداخل بين المعطى االجتماعي وجهات الصراع المسلحة قراءات ينقصها العمق التحليلي والنظرة الشمولية. ولعل تكاثر هذه الدوائر المتصارعة والمتداخلة هو ما جعل أغلب المبادرات الساعية إلى مصالحة أطراف في شمال مالي وعلى رأسها المفاوضات التي تقودها الجزائر ال تعطي نتيجة بل إنها تفشل في أغلب األحيان ليعود اإلقليم من جديد إلى الصراع واالقتتال. عودة الهجمات المسلحة إلى شمال جمهورية مالي وتقدمها بشكل نوعي ومتسارع نحو وسط الطبالد وجنوبهطا وتزامنهطا مطع توسع رقعة التوتر العرقي في البالد والذي أخذ ب عد ا خطيطر ا إثطر تصطاعد حطدة الصطراع بطين بعطي القوميطات اإلفريقيطة فطي البلد كما حصل بين "البمبارا" وقبائل "الف ال ن" إضافة إلى التوترات التقليدية بطين قوميطات العطرب والططوارل والسطون اي والبمبارا تشك ل كلها واجهة لشبكة صراعات معقدة ومتجذرة فطي المنطقطة. ويطأتي تنطوع وتعطدد العمليطات العسطكرية فطي كطل أرجاء شمال البالد وغربها رغم انتشار القوات الفرنسية واإلفريقية هنطا بشطكل كبيطر ليططرح أكثطر مطن سطؤال عطن نتطائ الحرب الفرنسية اإلفريقية على الجماعات الجهادية المسلحة في المنطقة والتي بطدأت قبطل سطنتين مطن اآلن وإعطالن فرنسطا أكثر من مطرة أنهطا تمكنطت مطن تحييطد تلطك الجماعطات وشطل قطدراتها بشطكل شطبه نهطائي بطل سطبق وأن أعلنطت وزارة الطدفاع الفرنسية في يوليو/تموز 5192 عن نجاح العملية األولى المسماة "سرفال" في مهمتها المتمثلة في طرد الجماعات الجهادية من شمال مالي وكسر شوكتها واالنتقال للمرحلة الثانية من الحرب المسماة عملية "بارخطان" التطي ستخصطس الستلصطال تلك الجماعات نهائي ا وتطهير المنطقة منها وبدأت العيون الفرنسطية تشطخس نحطو الجنطوب الليبطي باعتبطاره الحديقطة الخلفيطة 2
لتلك الجماعات والموئل الذي لجأت إليه بعد طردها المفترض من شمال مالي كما يرو ج لذلك الساسة وصطناع القطرار فطي باريس مع الشروع في التحضير عملي ا ل زو الجنوب الليبي عبر إقامة قاعطدة "مادامطا" العسطكرية فطي شطمال النيجطر قطرب الحدود مع ليبيا. رغم "سرفال" و"بارخان": الجهاديون حاضرون بعطد سطنتين مطن انططالل حطرب تطهيطر منطقطة أزواد فطي شطمال مطالي مطن الجهطاديين تطأتي الهجمطات الخاطفطة التطي قطام بهطا عشرات المسلحين على بلدة "نامبال" قرب الحدود مع موريتانيا في أقصى ال رب والتي استهدفت معسكر ا للجيش المطالي وأسفرت عن قتل عدد من الجنود واختطاف آخرين ومصادرة كميات من األسلحة والذخيرة. ثم تأتي بعد ذلك عملية اجتيطاح أخرى خاطفة وسريعة نفذتها نفس المجموعة المسلحة على بلدة "تنن و" بوالية "موبتي" في الوسط ال ربطي مطن مطالي فطي وقطت كطان فيطه والطي الواليطة موجطود ا فطي القريطة محاط طا بتعزيطزات أمنيطة كبيطرة وقطد نجطا بأعجوبطة مطن الوقطوع فطي قبضطة المهاجمين كل ذلك يأتي بالتزامن مع هجمات متكررة ومتالحقة استهدفت قطوات حفطا السطالم الدوليطة فطي مطالي سالمنيسطما في منطقة أزواد وأدت إلى مقتل عدد من الجنطود النيجطريين والسطن اليين والتشطاديين وقطد تركطزت تلطك الهجمطات فطي مطدن وبلدات متفرقة من بينها "أسطن و" و"منيكطا" و"بطوريم" و"كيطدال" و"آغلهطو " وغيرهطا وهطي الهجمطات التطي تبناهطا تنظطيم "المرابطون" بقيادة الجزائري المختار بلمختار الملقب "بلعور" إضافة إلى "جماعة أنصطار الطدين" وتنظطيم القاعطدة بطبالد الم رب اإلسالمي. كل هذه األحداث المتالحقطة تططرح أكثطر مطن استفسطار عطن حقيقطة العمليطات الفرنسطية ونتطائ االنتصطارات التطي تباهطت بهطا فرنسا وأعلنت عنها أكثر من مرة وما هو مصير التنظيمطات الجهاديطة فطي المنطقطة بعطد سطنتين مطن المواجهطة المفتوحطة مطع القوات الفرنسية واإلفريقية وكيف تمكنطت تلطك التنظيمطات مطن التطأقلم سطريع ا مطع الوضطع الجديطد بعطد مقتطل عطدد مطن قادتهطا وعناصرها البارزين في العمليات التي نفذتها القطوات الفرنسطية وواصطلت أنشططتها وهجماتهطا بطوتيرة متصطاعدة ومتنوعطة تراوحت بين الهجمات بالعبوات الناسفة والقصف بالصواريخ والعمليات االنتحارية. وتبقى عمليات اجتياح القرى والمدن التي يعسكر فيهطا الجطيش المطالي غطرب الطبالد مطن قلبطل مسطلحين مجهطولين حتطى اآلن وقتل واختطاف عطدد مطن الجنطود المطاليين الحطدث األبطرز فطي مطالي منطذ مطلطع العطام الحطالي ويعكطس بجطالء مطدى هشاشطة المنظومة العسكرية واألمنية المالية وعدم قدرتها حتى اآلن على حماية المناطق التي بحوزتها بل وأكثطر مطن ذلطك تكشطف عن مدى انهيار الروح المعنوية بشكل غير مسبول لعناصطر هطذه المؤسسطةذ إذ يصطر الجنطود المطاليون علطى الفطرار وتفطادي المواجهة مع تلك الجماعات كلما اقتربت من نقاط تمركزهم. من هم المهاجمون المجهولون ورغم أن أي جهة لم تتبن حتى اآلن بشكل صريح الهجمات الخاطفة على تلك القرى والقواعد العسكرية والسطيطرة المؤقتطة عليها إال أن المصادر الميدانية تؤكد أن المسلحين الذي نفذوا الهجمات كطانوا يحملطون شطعارات جهاديطة ويهتفطون بطالتكبير األمطر الطذي يطرج ح حصططر أصطابع االتهطام بططين ثالثطة فصطائل جهاديطة تنشط فطي المنطقطة هطيي تنظطيم "المرابططون" بقيططادة الجزائري المختار بلمختار والمؤل ف من اتحاد جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا وجماعة "الملثمون" إضافة إلى 3
إمارة الصحراء التابعة لتنظيم القاعدة ببالد الم رب اإلسالمي بقيادة الجزائري جمطال عكاشطة المكنطى "يحيطى أبطو الهمطام" وتنظيم جماعة "أنصار الدين" بقيادة الطارقي إياد أغ غالي المكنى "أبو الفضل". فبالنسبة لفرضية مسؤولية جماعة "المرابطون" عن تلك العمليطات يمكطن االعتمطاد فطي هطذا السطيال علطى مؤشطرات عديطدة منهاي تهديد الجماعة باالنتقام لمقتل قائطدها العسطكري عبطد الطرحمن ولطد العطامر المكنطى "أحمطد التلمسطي" فطي منتصطف شطهر ديسمبر/كانون األول 5192 قرب مدينة غاوا على يد القوات الفرنسية بمشاركة الجيش المالي ويعرف عن "التلمسطي" أنطه أحد أشهر قادة الجهاديين في المنطقة وأكثرهم غموض طا وشراسطة وكطان يقطود "كتيبطة أسطامة بطن الدن" فطي جماعطة التوحيطد والجهاد في غرب إفريقيا قبل أن يتولى منصب أمير الجماعطة وهطو المنصطب الطذي شطل يشط له إلطى حطين ح طل التنظطيم فطي أغسطس/آب عام 5192 واندماجه مع جماعة "الملثمون" في تنظيم واحد هو "المرابطون". كما أنه هو المسؤول عطن عطدد من عمليات االختططاف فطي المنطقطة بينهطا اختططاف سطبعة دبلوماسطيين جزائطريين فطي مدينطة غطاوا بدايطة شطهر إبريل/نيسطان 5195 وقتططل أحططدهم الحق ططا. وفططي هططذا اإلطططار يمكططن تسططجيل مالحظططة مهمططة تعططز ز هططذا االحتمططال وهططي اتهططام جماعططة "المرابطون" -في بيان رسمي لها صدر قبل الهجوم على قاعدة "نامبال" العسطكرية بسطاعات- القطوات الماليطة بالضطلوع فطي عمليطة اغتيطال القائطد العسطكري "أحمطد التلمسطي" والتعهطد بالثطأر لطه. كمطا أن حطديد شطهود العيطان عطن اسطتخدام المهطاجمين للدراجات النارية في العملية يعزز القول بمسؤولية أبناء المنطقطة الشطرقية مطن إقلطيم أزواد المنتمطين لجماعطة "المرابططون" عن تلك العملياتذ حيد درج مقاتلوها على استخدام الدراجات النارية المنتشطرة فطي المنطاطق الشطرقية مطن أزواد أكثطر مطن انتشارها في المناطق ال ربيةذ نظر ا ألن تضاريس المناطق الشرقية مطن أزواد تتطوزع أساس طا بطين ال ابطات والجبطال ويسطهل استخدام الدراجات النارية فيها بينما تنتشر الكثبان الرملية الوعرة في القسم ال ربي من أزواد. غير أن احتمال مسؤولية هذا التنظطيم سالمرابططون عطن الهجطوملين اللطذين وقعطا فطي المنطقطة ال ربيطة الشطمالية مطن مطالي ال تدعمه معطيات الج رافياذ إذ من المعلوم أن مقاتلي التنظيم ينتشرون في المنطقة الشرقية من إقليم أزواد شمال مالي والتي تقطع بطين مطدن غطاوا ومنيكطا وأسطن و قطرب الحطدود مطع النيجطر وهطي المنطقطة التطي كانطت تقطع تحطت سطيطرتهم إبطان اسطتيالء الجماعات المسلحة على اإلقليم سنة 5192 ويعود ذلك إلى أن جماعة التوحيطد والجهطاد فطي غطرب إفريقيطا التطي كانطت نطواة لجماعة "المرابطون" تأسست علطى ب عط قد قبلطي ومحلطي هنطا حيطد ينتمطي أغلطب عناصطرها المؤسسطين إلطى قبائطل "عطرب تلمسي" المقيمين في الناحية الشرقية وقبائطل "الف طال ن" اإلفريقيطة التطي تنتشطر قراهطا علطى ضطفاف نهطر النيجطر بينمطا كانطت جماعة "الملثمون" -المكو ن الثاني لتنظيم "المرابطون"- والمؤل فطة مطن خلطي مطن الجزائطريين والمطاليين وجنسطيات مختلفطة حليفة لجماعة التوحيد والجهاد خالل حرب السيطرة على اإلقليم وشريكة لها في السيطرة على المنطقة. أما االحتمال الثاني الذي يرج ح فرضية مسؤولية تنظيم القاعدة ببالد الم رب اإلسالمي فتعطززه معطيطات عديطدة منهطاي أن الهجمات وقعت فطي المنطقطة ال ربيطة حيطد تنشط كتائطب إمطارة الصطحراء التابعطة للتنظطيم وبالتحديطد "كتيبطة الفرقطان" التطي يقودها "عبطد الطرحمن الموريتطاني" المكنطى "طلحطة" ويتخطذ عناصطر هطذه الكتيبطة مطن غابطة "وقطادو" قطرب قاعطدة "نطامبال" العسكرية التي تعرضت للهجوم معقال لهم على ب عد 52 كلم من الحدود مع موريتانيا. أما الحطديد عطن احتمطال مسطؤولية "جماعطة أنصطار الطدين" عطن الهجمطات فتتنازعطه عوامطل التأكيطد والتشطكيك حيطد تتخطذ "جماعة أنصار الطدين" الجهاديطة المحليطة مطن الجطيش المطالي عطدو ا لهطا ويبقطى هطدف ا مفضطال لهطا أينمطا كطان كمطا أنهطا تملطك رصيد ا من األنصار في المناطق الشمالية ال ربية من مالي بعد مبايعة عدد من زعماء قبائل "الفالن" المقيمين هنطا لطزعيم التنظيم "إياد أغ غطالي" غيطر أن تنظطيم "أنصطار الطدين" درج فطي السطابق علطى التمسطك بالمحليطة وتجنطب أي نشطاط خطارج 4
ل ي حدود إقليم أزواد فضال عن أن منطقة نشاطه التي تعو د على التحر فيها وتنفيطذ عمليطات داخلهطا توجطد فطي أقصطى شطرل البالد وبالتحديد في منطقة أدرار اإلفوغاس على الحدود مع النيجر والجزائطر تارك طا بطاقي المنطاطق لحليفيطه "المرابططون" والقاعدة. وإذا ما تأكدت مسؤولية التنظيمات الجهادية عن تلك الهجمات ذات الفاعل المجهول حتى اآلن فإنه يمكن القولي إن رسطائل عديدة وواضحة سعت تلك التنظيمات إلى إرسالها من وراء تلك العملياتذ أوالهاي أن الضربات التي تلقتها علطى يطد القطوات الفرنسية واإلفريقيطة ومقتطل عطدد مطن قادتهطا العسطكريين ونشططائها الميطدانيين لطم يقط علطى قطدراتها أو يشطل تحركاتهطا. أمطا الرسالة الثانية فهي موجهة للفرنسيين ودول المنطقة التي دعت للتدخل في ليبيا ومفاد هذه الرسالة أنه ال داعي للذهاب إلطى جنوب أو شرل ليبيا لمحاربة التنظيمات الجهادية هنا فهي ما تزال موجودة في شطمال مطالي وقطادرة علطى الضطرب بقطوة وبعدد كبير من المقاتلين في منطقة تتوغل كثير ا نحو الجنوب إلى حد الخروج عن الحدود التقليدية لما ي عطرف بمنطقطة أزواد التطي كانطت مسطرح ا لنشطاطاتها وتحركاتهطا فطي السطنوات الماضطية. ويبقطى االحتمطال المطرجح لمسطؤولية تنظطيم القاعطدة بطبالد الم رب اإلسالمي عن الهجمات األكثر إقناع ا ويجد شهير ا له في مسار األحداث في المنطقطة منطذ انطدالع الحطرب الفرنسطية اإلفريقية ضد الجماعات المسلحة بدايطة عطام 5192 ومعطيطات الج رافيطا حيطد دأبطت هطذه الجماعطات علطى احتطرام التقسطيم الج رافي لمناطق نفوذها السابقة في نشاطاتها العسكرية وهو توزيع يعتمطد التقسطيم اإلداري التقليطدي للمنطقطة فقطد كرسطت جماعة أنصار الدين عملياتها في "كيدال" و"أجلهو " و"أدرار اإلفوغاس" وهي كلها مناطق تتبع لوالية كيطدال وركطزت جماعة "المرابطون" هجماتها على منطقطة "غطاوا" و"منيكطا" و"أسطن و" و"بطوريم" وكلهطا تابعطة لواليطة غطاوا بينمطا كانطت "تمبكتو" و"بيطر" و"غنطدام" والمنطاطق المحاذيطة لهطا حتطى الحطدود الموريتانيطة مسطرح ا لهجمطات وعمليطات إمطارة الصطحراء التابعة لتنظيم القاعدة ببالد الم رب اإلسالمي وتتبع هذه المناطق لوالية تمبكتو. "قبليون" برايات جهادية وتبقى احتماالت أخرى بشأن الهجمات ضد الجيش المالي مطروحة بقوة وتتعلق بالتشابك العرقي واالحتكاكطات القبليطة فطي المنطقة إذ من غير المستبعد أن تكون تلك الهجمات ذات ب عد عرقي قد يقف وراءها مقاتلون من قبائطل "الف طال ن" اإلفريقيطة التي طالما شكت -بوصفها أقلية عرقية في مالي- من التهميش وال بن والظلم من طرف قبائل "البمبارا" التي تسطيطر علطى مقاليد الحكم في البالد منذ استقاللها عن فرنسا بداية ستينات القرن الماضي. وهنا البد من التطذكير بطأن الهجطومين األخيطرين ال امضين وقعا في منطقة انتشار قرى قبائل "الفالن" واستهدفا القوات المالية التي تراب في تلك القرى وفي هطذا السطيال يمكن القولي إن رفع رايات الجهطاديين والتكبيطر مطن ططرف المهطاجمين إنمطا كطان للتمويطه فقط ذ إلعططاء االنطبطاع بمسطؤولية الجهاديين عن تلك العمليات. وكانت الحكومة المالية قد اتهمت أكثر من مرة قبائل "الفطالن" باالنضطمام إلطى حركتطي التوحيطد والجهطاد فطي غطرب إفريقيطا وجماعة أنصار الدين سنة 5195 خالل فترة سيطرة تلك الجماعات على إقليم أزواد في حين تتهم قبائل "الفطالن" القطوات الماليطة بارتكطاب مطذابح عرقيطة ضطد تجمعطاتهم السطكانية مطلطع عطام 5192 خصوص طا فطي مطدن وقطرى "كونطا" و"مطوبتي" و"جبالي" جنوب إقليم أزواد وذلك عشية اندالع الحرب ضد الجماعات الجهادية. ويبدو أن الحكومة المالية تطرج ح فرضطية تحطالف قبائطل "الفطالن" مطع الجهطاديين لضطرب قواتهطاذ لطذلك سطارعت إلطى إرسطال تعزيزات عسكرية إلى بعي التجمعات السكانية الخاصة بقبائل "الفالن" لتأديبهم وقمعهم وقد داهمت هذه القوات عدد ا من 5
القرى من بينها قرية "ديدي" التي يقيم فيها أحد أبرز شيوخ "الفالن" وي دعى "الشيخ سيال" وهو ما أدى إلطى حالطة اسطتنفار واحتقان في صفوف قبائل "الفالن" في قراهم المنتشرة على ضفاف نهر النيجر والذين سارعوا إلى حشد وتجميع المقاتلين والتعبلة العامة في أوساطهمذ استعداد ا للمواجهة مع القوات المالية. رحيل زعيمين وصراعات على التهريب وبالتوازي مع العمليطات الخاطفطة ذات المصطدر المجهطول والهجمطات التطي تبنتهطا التنظيمطات الجهاديطة ضطد قطوات المنيسطما والقوات المالية والصدامات مع قبائل الفالن اإلفريقية تشهد منطقة أزواد في الشمال المالي تطورات غيطر مسطبوقةذ حيطد تتزامن هذه األحداث مع رحيل شيخين قبليين تقليديين كانا يشكالن عمود فقري الحالة القلبية فطي المنطقطة وهمطاي "انتطاال أغ الطاهر" شيخ شيوخ قبائل "اإلفوغاس" الطارقيطة والمعطروف بطأمير "أدرار اإلفوغطاس" والشطيخ "بطاب ولطد الشطيخ سطيدي المختار" شيخ شيوخ قبائل "كنتة" العربية وقد عمدت تلك القبائل إلى اختيار كل من "محمد أغ انتاال" خليفطة لوالطده "انتطاال أغ الطاهر" و"محمد األمين ولد بطاب" الملق طب "مينطي" خليفطة لوالطده "بطاب ولطد الشطيخ سطيدي المختطار". غيطر أن العطارفين بالمنطقة وخارطتها الديم رافية واالجتماعية يؤكدون أن فجوة رحيل الشيخين التقليديين ستتر بصماتها علطى الوضطع فطي أزواد وعلطى االسطتقرار الطداخلي فيطهذ فطالزعيم الجديطد لقبائطل اإلفوغطاس الطارقيطة "محمطد أغ انتطاال" عضطو فطي البرلمطان المطالي فضطال عطن كونطه شطقيق زعطيم حركطة المجلطس األعلطى لوحطدة أزواد "العبطاس أغ انتطاال" الطذي يقطود تمطرد ا عسطكري ا وسياسي ا ضد الحكومة الماليطة ومطلطوب للقضطاء المطالي وكطان أحطد قطادة جماعطة "أنصطار الطدين" الجهاديطة ورئطيس وفطدها المفاوض كما أنه مقر ب من زعيمها "إياد أغ أغالي" المطلوب دولي ا بتهمة اإلرهطاب. أمطا زعطيم قبائطل كنتطة الجديطد "محمطد األمين ولد الشيخ سيدي المختار" فهو من المحسوبين على الحركطة الوطنيطة لتحريطر أزواد التطي تقاتطل ضطد القطوات الماليطةذ من أجل استقالل إقليم أزواد. وقد تم تنصيب الزعيمين الجديدين في مراسطيم شطهدتها مطدينتا "كيطدال" و"أنفيطف" وبحضطور قادة حركات التمرد األزوادية وغياب أي تمثيل للحكومة المالية وهو ما يتوقع أن يرفع من وتيرة االحتقان بين تلك القبائطل وبعي القبائل األزوادية األخرى الموالية للحكومة المالية كقبائل "اإليم اد" الطارقية وبعي قبائل "عرب تلمسي". كما أن القبائل العربية في شمالي مالي تعيش هي األخطرى حالي طا أسطوأ فتطرات صطراعاتها البينيطة حيطد تتبطادل بعطي قبائطل "البرابيش" العربية خصوص ا "أوالد إدريس" و"أوالد غنام" اإلغارة وعمليات الخطف والقتطل والنهطب مطع بعطي قبائطل "عرب تلمسي" من "األمهار" و"التوابر" وهو مطا كانطت بلطدات "بيطر" و"زرهطو" و"إينكطيال" و"القصطبا" فطي شطمال مطالي مسرح ا له حيد شطهدت هطذه التجمعطات السطكانية خطالل األسطابيع الماضطية هجمطات متبادلطة بطين القبائطل اسطتهدفت المصطالح التجارية والتنموية وتم خاللها قتل بعي المسلحين من الطرفين ونهب الكثير من المحالت التجاريطة واختططاف عطدد مطن األشخاص ما زالوا رهن االحتجاز. وتحشد المجموعتان القبليتان قواتهما حالي ا استعداد ا للمواجهة وتحطتفا كطل منهمطا بعطدد من الرهائن لديها من القبيلطة األخطرى. ورغطم مسطاعي قطوات حفطا السطالم الدوليطة لنطزع فتيطل الصطراع القبلطي وقيطام بعطي الوساطات المحلية التي يقودها شيوخ ووجهاء محليون إال أن الطرفين ما زاال يصران على المواجهة ورفي اإلفراج عن المختطفين. كما شهدت األشهر الماضية مواجهات عنيفة بين قبيلة "أوالد إعطيش" وقبيلطة "أوالد إدريطس" العطربيتين فطي بلطدة "األ لرنطب" قرب الحدود مع موريتانيا سق فيها عدد من القتلى والجرحطى كمطا اشطتبكت قبائطل "األمهطار" العربيطة المتحالفطة مطع قبائطل "اإليم طاد" الطارقيطة المواليططة لمطالي مطع قبائططل "مشطظوف" و"كنتطة" العططربيتين المتحطالفتين مطع قبائطل "إيطدنان" الطارقيطة المنتمية للحركة الوطنية في بلدة "تبنكورت" وسط إقلطيم أزواد. كمطا انطدلع قتطال عنيطف الشطهر الماضطي بطين قبائطل "إيم طاد 6
جنوب النهر" في منطقة أربندا قرب الحدود مطع بوركينطا فاسطو المنخطرطين فطي الحركطة الوطنيطة لتحريطر أزواد مطع قبائطل "إيم اد شمال النهطر" المنخطرطين فطي تنظطيم مسطلح يسطمى "حركطة الطدفاع الطذاتي" وي عطرف اختصطار ا باسطم "غاتيطا" وهطو تنظيم يدين بالوالء للحكومة المالية ويواصل الطرفان حالي ا استعداداتهما وحشد قواتهما للمواجهة العسكرية مطن جديطد. كمطا تعيش المنطقة على وقع تطورات صراع تقليدي متجدد بين قبائل اإلفوغاس وقبائل اإليم اد الطارقيتين وهو صراع تعطود أصوله إلى تسعينات القرن الماضي. وتأخذ هذه الصراعات القبلية المتشعبة لب وس ا سياسي ا فطي بعطي األحيطان حيطد تطتهم قبائطل "أوالد إدريطس" و"أوالد غنطام" وبعططي قبائططل الطططوارل مططن "اإلفوغططاس" و"اإليططدنان" خصططومهم القبليططين مططن "أوالد إعططيش" و"التططوابر" و"األمهططار" و"اإليم طاد" بمططواالة الحكومطة الماليططة والسطعي لمعاقبططة القبائطل المتمططردة عليهطا. غيطر أن المطراقبين يؤكططدون أن خلفيطة تلطك المواجهات تعود في األساس إلى عداوات سابقة بين تلك القبائل وتنافسها على طرل التهريب والتجارة في الصحراء. ومع تعقد خريطة التوترات والنزاعات في الشمال المالي وتصاعد حدة العنف هنا تتعثر مفاوضات السطالم فطي الجزائطر بين الماليين وقطادة الحركطات االنفصطالية األزواديطة وذلطك بعطد عطدة جطوالت فطي نهايطة العطام المنصطرمذ حيطد توصطلت إلطى مقترح معد ل من الوسطاء لم يحا حتى اآلن بقبطول كافطة األططراف المتنازعطة وهطو مطا يهطد د بعطودة االقتتطال مطن جديطد بطين الحركات المتمردة والقوات المالية األمر الذي قد ينسف كل جهود التسوية المعمول بها هنا. * محمد محمود ولد أبو المعالي - باحد متخصس في قضايا الحركات الجهادية. انتهى 7