0
تطور مفهوم اجملتمع المدني وا زمة اجملتمع العربي : 2002-2004 - * alfineeq@scs-net.org : alghad21@mail.sy : : 2010 : * 1
غازي الصوراني تطور اجملتمع المدني وا زمة اجملتمع العربي 2
@@@Zõa ç a @@åí Ûa@ïª@Šib @ îè Ûa åí Ûa@ïª@Šib @ îè Ûa@NN @NNÕí Ûa@ ë @µg 3
@@òß Ôß وهل ثمة متسع للمجتمع المدني في مجتمع عشاي ري متخلف! لقد طال أمد وقوع مجتمعنا العربي في أسر التبعثر والتخل ف والجه ل. وفج ا ة ظه رت ف ي الا ف ق منظم ات المجتم ع الم دني ومعظمه ا ره ن لا جن دة المم ول. وآن ا نتمن ى أن تنم وا منظم ات المجتمع المدني في وطننا العربي من تربتن ا ب شكل طبيع ي فيم ا تربتن ا لا ت نب ت إلا الا ش واك! والا نك ى أن ك تج د أشخاص ا ب ين ظهرانينا یت صدرون لل دفاع ع ن الدیمقراطي ة دون أن ی و هلهم م اض في هذا الميدان. لكن المم ول «عاي ز آده!» ویغيظك أن الدیمقراطية تغيب تمام ا عن المنظمة التي أوآل إليها الدفاع ع ن الدیمقراطي ة. وعن الشفافية ح دث ولا حرج. مع روف أن المجتم ع الم دني ه و ذاك ال ذي یم لا الف ضاء ب ين المجتم ع وال سلطة الحاآم ة ویوص ل بينهم ا ف ي الوق ت نف سه. والمجتم ع الم دني ط ارئ وم ستحدث وغ امض ف ي بلادن ا من ذ وف د إليه ا قب ل نح و ع شرین س نة م ع س قوط «المع سكر الاش تراآي» وانف راط عق د الاتح اد ال سوفيتي وانف راد الا مبرالي ة الا مریكية با مور العالم. آما أن المجتمع المدني رآب على معطيات الماضي ورموزه بكلمات المو لف. ما یو آد أننا نح ن الع رب إزاء عملية إع ادة إنت اج التخل ف لا نن ا ل م ن صل بع د إل ى التط ور الاقت صادي والاجتم اعي وال سياسي والثق افي المطل وب 4
لتخصيب الا رض للمجتمع المدني. غني عن القول ب ا ن قي ام المجتم ع الم دني یتطل ب وص ول القط ر المعني إلى تخوم الدیمقراطية علم ا أنه ب دون المجتم ع الم دني ف ا ن الدیمقراطية إذا ما تحقق ت تظ ل وقف ا عل ى النخ ب. لك ن م ا أبع د بلادنا العربية عن الدیمقراطية! بل إن بعض بلادنا خاصة مناطق الحك م الا داري ال ذاتي المح دود ف ي فل سطين أبع د م ا تك ون ع ن المجتمع ات المنتخب ة ب ل ه ي مجتمع ات مت سولة هيه ات له ا أن تنتج دیمقراطية فيها منظمات المجتمع المدني فيها مصطنعة. في مناطق الحكم الا داري ال ذاتي المح دود ثم ة أش ياء تحم ل اس م «فصاي ل مقاومة» بينما هي لا تم ت إل ى ه ذا الاس م ب صلة إذ آف ت عن المقاومة منذ ما یربو على الثلاثين سنة بل ه ي لي ست ف صاي ل بكل المقایيس! لذا علينا أن نناضل في سبيل مجتمع منتج یمكنه أن یلد الحام ل الاجتم اعي للدیمقراطي ة والمتمث ل ف ي البرجوازی ة المنتج ة والطبق ة العامل ة الحقيقي ة الت ي لا تتطل ع للعم ل ف ي س وق ع دوها ال وطني! أي لا مف ر لبنيتن ا الطبقي ة م ن أن ت تخلص م ن الت شوهات التي علقت به ا عل ى م دى ق رون وتعمق ت تح ت ني ر الاحتلال ين البریطاني والا سراي يلي في السنوات التسعين الا خيرة. على أن هذا لم یمنع حكومات عربية من ال سماح ب شتل منظم ات مجتمع مدني من الغرب المم ول بل إن حكومات أآثر وقاحة عدت إل ى تا س يس منظم ات غي ر حكومي ة ف ي بلاده ا! لق د ع ادت أقطارن ا 5
العربية لتضع تحت الاحتلال بهذا القدر أو ذاك. لذا فك ل ال وطني العربي لا یزال في مرحل ة التح رر ال وطني. وه ذه أم ور عالجه ا باقتدار الصدیق العزی ز غ ازي ال صوراني ف ي م دخل آتاب ه. قب ل أن یلقي حزمة من الا ضواء ف ي أولا عل ى «ن شا ة مفه وم المجتم ع المدني وتطوره ف ي الفك ر الح دیث والمعاص ر للح ضارة الرأس مالية الغربي ة «. منتهي ا المو ل ف آتاب ه ه ذا بالح دیث ع ن «الا زم ة الاجتماعية في بلدان الوطن العرب ي وغي اب الا س س المادی ة لمفه وم المجتمع المدني وا فاق مستقبله «. هن ا یو آ د ال صدیق العزی ز أب و جم ال مج دد ا با ن ه ض من الاس تثناءات الن ادرة ف ي وطنن ا العرب ي الكبي ر ووطنن ا الفل سطيني ال صغير م ن ب ين النخ ب المثقف ة المناض لة ال ذي ل م ت سكنه الهزیمة بل رأى في انحسار اليسار في الع شرین س نة الا خي رة مجرد انحناءة مو قتة في خط مضمونه الصعود. الا م ر ال ذي تو آ ده أوضاع اليسار في أوروبا وأمریكا اللاتينية. وفي هذا الدور فحسب یستحق العزیز غازي آل التحية. عبد القادر ياسين 2010/10/22 6
7 لوانتی باتكلا ا موهفم تاب مدختسی يف ركفلا يسايسلا يبرعلا ذنم تانيعست نرقلا نیرشعلا كا بتراب ن كل دید ش اد بو ه نأ مدختس ی ةادا آ موجه ةيجولویدیأ رثآأ نم هنوآ ا موهفم ا يثحب فد هی ةءا ضإ ز يح.نيعم اذهلو دقتفا هلوانت ة يجهنم ث حبلا ا مآ د قتفا همادخت سا فد ه ي عو ع قاولا وأ ةءا ضإ ة یوازلا ي تلا ير جی يعس لا ا هيعول ي ف.عقاولا ذنمف نأ حبصأ عمتجملا«موهفم»يندملا لاوادتم نحنو ءازإ لاك شإ ي فرعم د قلو ب ت آ ر يثكلا لو ح مو هفملا تد ق عو تاود ن ةدد عتم هتشقان ذنم نأ حبصأ يشمارغ طحم ما متها عا طق ن م نييس آراملا ةیاهن تانينامث نرقلا نیرشعلا (1). دقف عزانت هلوانت نلا ي م ناس آاعتم لولا ا ى نبت مو هفملا نود ب نأ ل معی ر كفلا د یدحتل ه تيهام ني يعتو ى نعملا يذ لا ه يطعی ه ل يلا تلابو ار يبعت«م د ق.»ا غراف نا آو سآرا م ا دها ش ي ف ل آ (1). اياض قو يشمارغ.ي برعلا ملا علا ي ف يش مارغ.يند ملا ع متجملا ةرا شلا ا درت س ي تلا. اقحلا اهيلإ
الدراس ات الت ي تناولت ه لتا آي د أحقي ة المفه وم و»ش رعيته«لك ن غرام شي آ ان أب رز ف ي ه ذه المحاول ة. لك ن آ ل ذل ك ل م ی سهم ف ي توض يح المفه وم أو تحدی د اله دف م ن اس تخدامه مم ا أب رز المي ل لا ن یكون وع ا ء لتي ار ی سكنه اله م ال دیمقراطي الا م ر ال ذي جع ل مفهوم»المجتمع المدني«یساوي الدیمقراطية ویتخف ى تحته الميل الرأس مالي ليتح و ل إل ى»أداة أیدیولوجي ة«رغ م آون ه مفهوم ا بحثي ا آم ا ظه ر م ثلا ل دى غرام شي حي ث س يكون المج ال (المتعل ق ب التكوین الاجتم اعي) ال ذي یج ري في ه»ال صراع الا ی دیولوجي«وتتحق ق في ه الهيمن ة ه ذا المفه وم المرآ زي لدی ه وال ذي یعن ي س يادة (أو انت صار) توج ه فك ري/سياس ي مح دد عب ر ال صراع الا ی دیولوجي ف ي ه ذا الحي ز ال ذي ی ضم النقاب ات والهيي ات المدنية والمدرسة (2) والكنيسة. ه ذا الوض ع أس س لالتباس ات ف ي التحدی د العي اني لواق ع»المجتم ع الم دني«. ه ل ه و»المنظم ات غي ر الحكومي ة«أو الشبكات التي تعمل بتمویل»خ ارجي«أو الهيي ات الت ي تعم ل م ن أجل الدیمقراطية. المي ل الث اني أس س موقف ه عل ى رف ض مفه وم»المجتم ع الم دني«لا ن ه بالا س اس ی رفض»الن ضال ال دیمقراطي«أو لا ن ه اختزله إلى الشبكات الت ي تعم ل بتموی ل»خ ارجي«. ولك ي یتا س س ال رفض»نظری ا «ح اول أن ی ساوي ب ين»المجتم ع الم دني«(2) 8 إعداد وتقديم مازن الح سيني»ق راءة ف ي فك ر غرام شي ال سياسي«دار التن وير للن شر الترجمة والتوزيع
9 ع متجملاو يزاو جربلا ا قلاطنا ن م ه نأ ضفر ی لا صأ ع متجملا يزاوجربلا وأ لوا ح نأ ككش تی ي ف ضار غأ ه تاعد ا س يسا ت ى لع معدلا يذلا هوقلتی تا هج«نم»ة يجراخ ي ه ي ف ب لاغلا تاس سو م ةيلامسأر وأ تاسسو م ةدجاوتم يف زآارملا امبرو) ةيلامسأرلا نوكت (ةیراسی يلا تلابو زوا جت ل ماعتلا ي ملعلا ع م مو هفملا ر بع ه ثیولت ءاوس ة یزاوجربلاب وأ.طا بترلااب ا طخلاو ا نه ل ثمتی ي ف طبر لا ني ب مو هفملا ة يلاربيللاو.ةیداص تقلاا ث يح نأ مو هفملا ىد ل سآرا م و ه راعتس م) دیدحت ن م (ل غيه ىوتس ملل يداص تقلاا يعا متجلاا لكش ب ماع اذهل س ركت ىوق«موهفم جاتنلا ا تاقلاعو»جاتنلا ا.هنع لایدب وهو ىدل يشمارغ دیدحت ىوتسملل يعامتجلاا وأ تاي يهلل يتلا جت نت نع ىوتسملا اذ هل) يعا متجلاا هع ضو ي ف فاص م ة ينبلا.(ة يقوفلا ن مو م ث ءو ض ى لعو اذ ه -م هفلا ن كمی نأ ع متجملا«نو كی»يند ملا ا مب و ه تا باقن تا ي يهو ة يندم د ض باز حأو ة يلاربيللا ةدیدجلا لخدمو زواجت ةيلامسأرلا امب وه ةآرح يلا تلابو) ةيعمتجم تا ي يه تا باقنو باز حأو لاو (ة لعاف ر بعی ةرورض لاب ن ع.ةیزاوجربلا ا قلاطنا نم نیذه نيليملا نيسآاعتملا عض و عمتجملا«موهفم»يند ملا ي ف ز يح سا بتللاا ا مآ حب صأ رود ع متجملا«ة آرح»يندملا يف ز يح سابتللاا كلذآ سابتلا يتاذ مكح ءاطش ن ة آرحلا سابتلاو يف يعو نیرخلا ا رودل عمتجملا«ةآرح.»يندملا اذ هل ن م يرورض لا راو حلا لو ح مو هفملا ن م ل جأ د یدحت ه هنآ ل هف و ه ل باقملا ع متجملل يزاو جربلا دد حتيل ف قوملا ه نم
10 ا قلاطنا نم فقوملا نم ةیزاوجربلا ا هتاذ ل هو و ه مو هفم مدختس ی يف ليلحت تا عمتجملا مأ ه نأ ة آرح ل ه يواس ی ة يطارقمیدلا لا مأ ةل ص ة يجهنم ه ل ا هب ل هو ن كمی نأ دمتس ی هتيعر ش وأ دمتس ی همادعإ نم. سآرام نكمی انه ةراشلا ا ىلإ ةعبرأ تاظحل ر م اهب اذه :موهفملا ةظحللا :ىلولا ا يه ةظحل هي وشن يوغللا دیدحتو هانعم ي هو ةظحللا يتلا تأدب ذ نم رص ع ةض هنلا لا و صو ى لإ.ل غيه با تكلاو اهب قحی لكشب.حضاو ةظحللا :ةيناثلا يه ةظحل سآرام يذ لا و هو د د حی مو هفملا ادانت سا ى لإ ل غيه ما ق هزوا جتب ن م للا خ مو هفم لید ب حب صأ و ه موهفملا.لوادتملا باتكلاو ا ضیأ بهسی يف حيضوت ك ذ ل. ة ظحللا :ة ثلاثلا ة ظحل يش مارغ يذ لا دا ع»شب ن«ى لإ مو هفملا همادخت سلا ن كل ي ف قاي س ر خا ا مبر جت ن ن ع رو طت ع متجملا يزاو جربلا ث يح ز يمی ني ب اي سور ةرور ض يلا تلابو ةروثلا ا بوروأو ةيلام سأرلا ةرور ضو بر ح ع قاوملا - ار بتعم ه نأ ىوتس ملايسايس لا ي عمتجملا ل باقملا ىوتس ملايسايس لا يذلا وه ةلودلا دصقیو هب تاباقنلا ةسردملاو.ةسينكلاو ةظحللا :ةعبارلا ةدوعلا ىلإ موهفملا ىلإو يشمارغ ى لع ءو ض ة آرح ة ضراعملا ي تلا تا ش ن ي ف ا بوروأ لود ةيقرش لا ةموظنملا) (ةيآارتشلاا ذنم ة یادب تا نينامث نر قلا نیرش علا ر يظنتل ة آرح تا باقنلا ة يلامعلا ي ف.اد نلوب م ث مادخت سلاا يجولوید یلا ا ه ل
11 لباقمآ ةطلسل ةلودلا ءاع دإو ةيلومشلا ليثمت.عمتجملا هذهو ةظحللا يه ةظحللا يتلا ىرج اهميمعت ربع زيآرتلا ف ثكملا ى لع مو هفملا ةسارد -ا ملاعإو حبصتل يه ة ظحل ريثا تلا ةغاي صو يعو لا ىد ل تا عاطق ن م ني فقثملا.ةساس لاو ي هو ة ظحللا ي تلا تد جوأ ل آ تا سابتللاا ي تلا ت طاحأ موهفملا ب هتع ضوو ل حم ك ش كيكش تو اهنلا ة ملكلا«ت ناآ»ةیرحس لا ت كف«ي تلا»ر سأ ع متجملا ا هنكل تر مد.ةيآارت شلاا حبص تل ة ملكلا«ي ه»ةیرحس لا ةیرورض لا زوا جتل مظن لا ةیدادبت سلاا ن م ة هج»ة نعللا«و ي تلا اهتمدخت سا ةيلامسأرلاةيملاعلا میدهتل مظنلا ةيآارتشلاا نم ةهج.ىرخأ ف يآ»ة نعللا«ل یزن ن ع اذ ه مو هفملا نود نأ هر بتعن ةملكلاةیرحسلا يلاتلابو نأ مهف ی يف هراطإ يجهنملا لواحی باتكلا كلذ ىنمتأو نأ نو كی د ق م د قت ةو طخ ي ف اذ ه لا جملا ا صوص خ نأ اذ ه عو ضوملا حب صأ لا جم ث حب ذ نم د قع ابیرقت تم د قو هيف تاسارد ةماه اهنم لا ثم ةسارد روتآد لا ي مزع ةراشب ةمهاسم«ةنونعملا يف دقن عمتجملا.»يندملا نكل ام لواحی نأ ثحبی هيف اذه باتكلا دعبأ نم لثمتیو كلذ ي ف ة لواحم ة باجلا ا ى لع :لاو س لا ل ه ل صو نیو كتلا يداص تقلاا يعامتجلاا يف نطولا ي برعلا ى لإ ىوتس م حمس ی نا ب نو كی مو هفم ع متجملايند ملا ا قباطم ه ل يلا تلابو نأ مد خی ي ف ةءا ضإ اذ ه نیو كتلا اذ هل و هف لوا حی نأ حرش ی تلاكش م ة قلاع ميها فملا نیوكتلا ب.يعا متجلاا اذإو نا آ ىعس ی حي ضوتل ع متجملا«مو هفم
12»يندملا ريشیو ىلإ دیدحت ىنعم ةیزاوجربلا وهف لمعی ىلع دیدحت ةعيبط نیوكتلا يعامتجلاا يف نطولا.يبرعلا نكلو امبر ناآ طبرلا ع متجملا«ني ب»يند ملا ة یزاوجربلاو ق لخی ا قبس م ةيلاك شإ ق لعتت ةقلاعب موهفملا نیوكتلاب.يبرعلا ودبي سو ا نه» ا طلخ«نأ ني ب ع متجملا«مو هفم»يند ملا لكش تو ع متجملا يند ملا ثید حلا يأ ع متجملا يزاو جربلا مي ا قلا ى لع أد بم ة نطاوملا ل كش تو تا قبطلا ةداي سو نونا قلا» ا طلخ«.خلا...ةیرحلاو نكس ی يعو لا ث يح نأ ع متجملا«مو هفم»يند ملا ا ش ن ن ع ل كش ت ع متجملا ثید حلا ه نكل نا آ ي نعی ةلا س م ةد د حم لوا ح با تكلا نأ اهح ضوی ع م د يآا تلا لا نأ ع متجم يند م نود ةيندملا ةثیدحلا ثيح نأ عمتجملا يندملا ضرتفی زوا جت ى نبلا ة يلبقلا ة يفي اطلاو»ة يلحملا«و ةحلص مل أد بم ة نطاوملا يذ لا و ه جاتن ةثادحلا ةيبورولا ا ةس سو ملا ى لع راص تنا ةيلام سأرلا م غر نأ ةداعإ فيظوت موهفملا يف ةهجاوم ةموظنملا ةيآارت شلاا نا آ فد هی ى لإ ةدا عإ ةيلام سأرلا اد یدحت اذ هو مادخت سلاا«و ه»يجولوید یلا ا اذهل موهفملا يذلا حبصأ لولا امبر ةرم ا موهفم ن كمیو) لا واد تم نأ لوقن هنأ حبصأ (ةضوم ثيح ادب هنأ دض ف ظوی لآ مظنلا يتلا تد رمت ىلع ةيلام سأرلا يأ ةيآارت شلاا تا آرحو رر حتلا.يمو قلا اذ هو سا سأ سا بتللاا يذ لا با صأ مو هفملا يذ لا م ل ه جرخت ه نم ةدوعلا ىلإ سآرام وأ ا مهنلا يش مارغ يدها ش«ا ناآ»روز ى لع مهف هل ناآ فدهی ىلإ هفيظوت.ا يجولویدیأ له عيطتسن دیدحت عمتجملا«ىنعم»يندملا لهو وه موهفم
13 يثحب وأ فده يسايس وأ ءاطغ يجولویدیأ ا مبر نا آ عو ضوملا جا تحی ى لإ ث حب ى فوأ م غر نأ ي ف ثوحبلا يتلا تبتآ نم لبق دیدعلا نم با تكلا ام و ه ما ه ن كل ود بی عارصلا«نأ لا»يجولویدیلا ا لاز كبری ثحبلا عفدیو يف تاقايس ةديعب نع ثحبلا يملعلا ةحلصمل مادختسا د د حم م هفو يجولوید یأ ثيح»ةيمومع«نوكتس موهفملا يه ءا فخلا لخد ملا ل يم ي لاربيل وأ ديآا تلل.هيلع دقل تفضأ ىلع باتكلا لا صف ا ثلاث تلواح هيف ةشقانم موهفملا يف هنهار يأ موهفملا امآ حرط ی.مويلا ةملاس ةليآ
14
التطور التاريخي لمفهوم المجتمع المدني والا زمة الاجتماعية في بلدان الوطن العربي وا فاق المستقبل للوهلة الا ولى قد یب دو لل بعض أن مفه وم»المجتم ع الم دني«مفه وم ب سيط أو س هل التن اول لكون ه ب ات ما لوف ا آ شعار ثاب ت ف ي الخطاب المطلبي آافة للقوى السياسية سواء المشارآة في الحك م أم المعارضة له ولا سيما أنه بات عنوانا لمعظ م الح وارات والن دوات الت ي تعق دها الق وى ال سياسية أو تل ك الت ي تقيمه ا أو ت روج له ا المنظم ات غي ر الحكومي ة ف ي البل دان العربي ة فق د»نجح ت«ه ذه (*) العبارة في القفز والوص ول إل ى أعل ى س لم الا ولوی ات ف ي م ساحة واس عة م ن الخط اب العرب ي النخب وي بع د أن تراجع ت إل ى ق اع ال سلم مف ردات وعب ارات ومف اهيم آان ت وم ا زال ت- أق رب إل ى التفاع ل م ع الواق ع الاجتم اعي واآث ر ق درة عل ى مخاطب ة ال وعي النخب وي وال وعي العف وي الجم اهيري ف ي ا ن واح د وأق صد ب ذلك مفاهيم التحرر القومي والتنمية والعدالة الاجتماعية والتق دم والوح دة والاش تراآية والع داء للا مبریالي ة عل ى ال رغم م ن ح دة ال صراع م ع 15 (*) يق ول د.الط اهر لبي ب:»إن مفه وم المجتم ع الم دني عن دنا ب لا ت اريخ (آم ا ح صل له ذا المفهوم ف ي الغ رب) وه ذا س بب الح رج العلم ي ف ي اس تعماله إن الاس تعمال الط ارئ له ذا المفه وم ف ي بلادن ا يعب ر ع ن حال ة ط وارئ ف ي الفك ر العرب ي ولا يحي ل ال ى ممارس ة ت م تنظيرها ولا الى تنظير واقع تم ممارسته حتى الدولة التي نشا ضدها تستعمله لتحدي د م ن ه م أع ضاؤه«وم ن ه م»خ ارجون عن ه«.. (المجتم ع الم دني ف ي ال وطن العرب ي-مرآ ز دراسات الوحدة العربية- بيروت- 1992 ص- 357).
الع دو ال صهيوني وم شروعه التوس عي الاحلال ي الاس تيطاني الكولونيالي. لك ن الم ا لوف ل يس بال ضرورة ب سيطا ولا س هل التن اول أو التطبيق فعلى ال رغم م ن حال ة ال ذیوع والانت شار لعب ارة»المجتم ع المدني«في بلادنا في العقدین الا خيرین من القرن العشرین إلا أن ه ذا لا ینف ي الط ابع الط ارئ والم ستحدث الواف د والكم ي لعملي ة انتشار هذا المفهوم من جهة ولا ینفي واقع الا بهام والغم وض ال ذي یشوب الحدیث عنه في الا طار العام للمثقفين أو القوى ال سياسية م ن جه ة أخ رى وذل ك ف ي م وازاة اغت راب ه ذا المفه وم ال ذي ی صل أحيان ا لدرج ة القطيع ة م ع ال شراي ح والا نم اط الاجتماعي ة العربي ة المتباینة في سياق تطورها الراهن وهو سياق بط يء الحرآ ة ت شده خيوط الماضي في ظروف دخل العالم عبرها إل ى دروب م ن التق دم لا مكان فيها لا ح د م ن الماض ي. لك ن الا ش كالية البالغ ة التعقي د الت ي تواجه ق وى التغيي ر ال وطني ال دیمقراطي ف ي بلادن ا تتب دى ف ي ق وة الوج ود الم ادي والمعرف ي لمعطي ات»الماض ي«ورم وزه الت ي مازالت ماثلة في الحاضر عبر تكيفها وتفاعلها معه في إط ار عملي ة إع ادة تجدی د إنت اج التخل ف ف ي أنظم ة الحك م المطل ق وعلاقاته ا الاجتماعي ة الت ي ق د تختل ف م ن حي ث الا س لوب أو ال شكل الا ت وقراطي الثي وقراطي أو البيروقراط ي / الك ومبرادوري لكنه ا خاضعة -بصورة عامة أو نسبية- لشروط التبعية من جهة ولشروط اقتصاد السوق والخصخصة وقواعدها المنفلتة من جهة أخرى. هذا الم شهد الملت بس لا یعن ي أن نب دأ نح ن الع رب م ن 16
نقطة النهای ة أو ا خ ر ال شوط ال ذي وص ل إلي ه الا خ ر وأق صد ب ذلك النظام الرأسمالي وتطوره الى نظ ام العولم ة المت وحش ال راهن. لا ن الحدیث عن المجتمع المدني في بلدان الوطن العربي هو ح دیث ع ن مرحل ة تطوری ة ل م ن دخل أعماقه ا بع د ول م نتعام ل م ع أدواته ا ومعطياتها المعرفية-العلمية والتكنولوجي ة والاقت صادیة وال صناعية- ب صورة إیجابي ة إذ أن ه عل ى ال رغم م ن آ ل م ا یتب دى أمامن ا م ن مظاهر العصر الحدیث أو الحداثة في العدید م ن البل دان العربي ة - ف ا ن ذل ك لا یمث ل س وى ش كل ظ اهري اس تهلاآي ف ي الغال ب لمجتمع تابع غير متبلور تتعدد وتختلط فيه الا نماط الاجتماعية آلها بصورة هجينه وتتيح للا نماط القدیمة إمكانية السيطرة في آثير م ن بلدانه یتجلى ذلك في بني ة العواص م والم دن العربي ة -الت ي نفت رض أن تكون الحاضنة أو الحامل الا ساسي والا ول -عبر علاق ات وق وى إنتاجي ة متقدم ة- لمفه وم المجتم ع الم دني وبلورت ه ف ي المجتم ع العرب ي»وه ي بني ة -م دن عربي ة- متریف ة أو ه ي أص لا ریفي ة«إضافة الى تكونها من وحدات (أحياء) ذات تجمعات بشریة تتمحور حول خلفيات اجتماعية أو مناطقية أو طاي في ة محكوم ة به ذا ال شكل أو ذاك بالمنظوم ة الثقافي ة العربي ة الا س لامية إل ى ت شكل المرجعي ة المباش رة والفوری ة لمعظ م الفي ات الاجتماعي ة أف رادا أو جماع ات سواء في الریف أم»المدینة«المتریفة وارتباطا بذلك هن اك م سا لة تطور الطبقة الوسطى وعلاقتها (الهشة)»المجتمع المدني«نظرا لع دم اس تقلاليتها ب ل وتبعيته ا للدول ة وض عف ق درتها عل ى إح داث ض غوط موازی ة باتج اه تفعي ل الدیمقراطي ة وقي ام مجتم ع م دني 17
وال سبب ف ي ذل ك یع ود ال ى أن الطبق ة الوس طى ارتبط ت إم ا بالتكوینات الرأسمالية الخارجي ة أو باقت صاد الدول ة العربي ة وانفاقه ا وبالت الي هيمنته ا عل ى العك س تمام ا ع ن تط ور ه ذه الطبق ة ف ي (1) أوروب ا إن ه م شهد یب رر الت ساؤل الم شروع: ه ل هنال ك مجتم ع ح دیث ف ي بع ض ه ذه البل دان قب ل أن ن شرع بال سو ال الث اني ه ل هنالك حق ا مجتم ع م دني فيه ا إن ه ال سو ال ال ذي یطرح ه د. عزم ي (2) بشارة بصورة مباشرة في الحالة الفلسطينية. من هنا تجيء أهمية المراجعة التاریخية لنشا ة مفهوم المجتمع الم دني وحرآت ه وم ضامينه ودوره ف ي انتق ال عملي ة التط ور وص عودها ف ي البل دان الا وروبي ة م ن مرحل ة الع صور الوس طى الا قطاعية إلى مرحلة الرأسمالية أو عصر النهضة وما لهذا ال دور من أثر في إحداث القطيعة مع الفكر الغيبي من جهة ومع العلاق ات الاجتماعية السياسية والاقتصادیة الا قطاعية من جهة أخرى ا خ ذین بع ين الاعتب ار اس تحالة نق ل التجرب ة ب ل إدراك الم نهج والا دوات والمفاهيم المعرفية واستخدامها ف ي واقعن ا العرب ي ال ذي یختل ف ف ي تط وره الاجتم اعي الاقت صادي ب صورة جذری ة. ع ن س ياق التطور في أوروبا والغرب الرأسمالي عموما. وبالتالي فا ن إدراك الدلالات المعرفية لمفهوم المجتمع المدني ف ي الق رنين ال سابع ع شر والث امن ع شر یفت رض إدراك المقوم ات (1) 18 د.مت روك الف الح -المجتم ع والديمقراطي ة والدول ة ف ي البل دان العربي ة- مرآ ز دراس ات الوحدة- بيروت -2002 - ص 12. (2) د.عزمي ب شارة م ساهمة ف ي نق د المجتم ع الم دني رام االله: مو س سة م واطن الطبع ة الا ولى ص 9 آانون الا ول/ديسمبر 1996.
والعلاق ات الداخلي ة والخارجي ة لع صر النه ضة أو الحداث ة من ذ بدایت ه وم ن ث م للنظ ام الرأس مالي ب شموليته ف ي إط ار المجتمع ات الا وروبي ة الت ي ن شا وترع رع فيه ا الفك ر الليبرال ي آتج سيد ل ذلك (*) المفهوم. لا ن القيمة الا ساس ية لا فك ار الحداث ة تكم ن ف ي إس هاماتها الفاعلة في تطویر مكانة»المجتمع المدني«والدولة الليبرالية في ا ن واح د داخ ل المجتم ع ال صناعي الح دیث باعتبارهم ا ص يغتين منسجمتين لمعادلة واحدة. هذه المعادلة أو الا طار الناظم لكل من مفهوم المجتمع الم دني وال نمط الليبرال ي أس همت ب صورة واض حة ومباش رة ف ي تنظ يم العلاق ات الرأس مالية الجدی دة أو ال صراع الطبق ي بالاحتك ام إل ى طرف ي المعادل ة المت وازیين الدول ة الدیمقراطي ة الليبرالي ة ومو سسات المجتمع المدني. لقد آان تكریس هذه المعادلة داخل النمط الليبرالي في البل دان الا وروبي ة أح د العوام ل المن شطة والدافع ة لعملي ة الا نت اج والت راآم الرأسمالي فيها ثم التوسع الرأسمالي وتسارعه اللاحق في الانت شار في الا سواق العالمي ة خ صوصا ف ي البل دان الا ق ل تط ورا والبل دان المتخلف ة والم ستعمرات وال تحكم فيم ا بع د بمجم ل عملي ة التط ور ال سياسي الاجتم اعي والاقت صادي له ذه البل دان بم ا خ دم عملي ة 19 (*) إذا آنا نتف ق عل ى أن الف رق الزمن ي ال ذي يف صلنا آمجتم ع عرب ي ع ن ش كل وم ضمون الحداثة والنهضة والليبرالية والمجتمع الم دني الت ي ن شا ت وترعرع ت ف ي الق رنين الث امن عشر والتاسع عشر في أوروبا أآثر من ماي ة عام فم ا ه و -ي ا ت رى- الف رق الزمن ي ال ذي يف صلنا ع ن الح ضارة الغربي ة الي وم ف ي ع صر العولم ة وث ورة العل م والات صالات والمعلومات أل سنا بحاج ة ال ى ث ورة تغييري ة تط ال آ ل جوان ب البني ة المجتمعي ة العربي ة بكل تفاصيلها قبل أن نتحدث عن المجتمع المدني
التوسع الرأسمالي من جهة وحال دون تطور ا ليات مفهوم المجتم ع الم دني أو تفعيله ا م ن جه ة أخ رى. وق د س اعد عل ى ذل ك أن ه ذه (*) البلدان بقيت محكومة بهذه الدرج ة أو تل ك لا لي ات التبعي ة التخل ف العام وبنيته الفوقية وأدواته الاجتماعية ف ي المجتم ع الزراع ي ش به الا قط اعي الریع ي المحك وم بالعلاق ات الع شاي ریة القبلي ة. وه و مجتم ع یتمي ز آم ا ه و مع روف- بالرتاب ة وال بطء ال شدید ف ي الح راك الاجتم اعي الن اتج ع ن اس تمرار هيمن ة البن ى الاجتماعي ة- الاقت صادیة التقليدی ة والتراثي ة القدیم ة-. نلاح ظ ت سارع الح راك الاجتم اعي ب صورة ش اذة ف ي ح الات خاص ة مرتبط ة بالف ساد البيروقراطي للا نظم ة العربي ة- وف ي ه ذا الجان ب ف ا ن الت شابه ب ين مجتمعاتن ا العربي ة والمجتمع ات ال شرقية الا خ رى ف ي ا س يا والهن د وأفریقيا وأمریك ا الجنوبي ة ل م تفرض ه الم صادفة بق در م ا فرض ته أشكال التماثل ف ي التفكي ر والم نهج والا نم اط والعلاق ات الاجتماعي ة الساي دة والتبعية والتخلف عل ى ال رغم م ن اخ تلاف الا دی ان واللغ ة (*) 20 التبعي ة آم ا يق ول د.إب راهيم العي سوي (ق ضايا فكري ة - ين اير 1986) ه ي ظ رف موض وعي ت شكل تاريخي ا ينط وي عل ى مجموع ة علاق ات اقت صادية وثقافي ة وسياس ية وع سكرية تعب ر ع ن ش كل مع ين م ن أش كال تق سيم العم ل عل ى ال صعيد ال دولي ي تم بمقتضاها توظيف موارد مجتمع معين لخدمة مصالح مجتمع ات أخ رى تمث ل مرآ ز أو قل ب النظام الرأسمالي العالمي. وتو دي أوضاع التبعية الى تعطيل الا رادة الوطنية للدول ة التابع ة وفقدانها السيطرة على ش روط إع ادة تك وين ذاته ا أو تج ددها بحي ث تعتم د الدول ة التابع ة ل يس عل ى موارده ا المحلي ة وإنم ا عل ى المعون ات والتكنولوجي ا م ن المراآ ز الرأس مالية بهدف المحافظة على ال دور المت دني لل دول التابع ة ف ي التق سيم الرأس مالي الع المي للعم ل واس تمرار الطبيع ة الذيلي ة للكي ان الاقت صادي له ذه ال دول بحي ث تبق ى البني ة الاجتماعي ة- الاقت صادية لل دول التابع ة بني ة متخلف ة بمعن ى أنه ا بني ة فاق دة للتكام ل ال ذاتي تت سع فيه ا الفجوة بين هيكل الانتاج وهيكل الاس تهلاك حي ث ين تج المجتم ع م ا لا ي ستهلك وي ستهلك م ا لا ين تج. فالتبعي ة إذن ه ي ج وهر التخل ف (ال ى جان ب العوام ل الداخلي ة وأهمه ا بق اء سيطرة أنماط التطور القديمة وتداخلها الفج مع الا نماط الحديث ة ف ي إط ار م ا ي سمى بثقاف ة التخلف المحكومة بالماضي في إطار عام من الاستبداد والفساد).
والتقاليد. وم ع اس تمرار بق اء ه ذه المجتمع ات ف ي إط ار ال نمط الزراعي ش به الرأس مالي ش به الا قط اعي- الع شاي ري الق دیم ف ا ن عملي ة التوس ع لبل دان المرآ ز الرأس مالي ل م تج د ص عوبة ت ذآر ف ي ال سيطرة عليه ا وال تحكم ف ي م سار تطوره ا ال سياسي والاقت صادي اللاح ق بم ا یخ دم هيمن ة الم صالح الرأس مالية وتفرده ا م ن جه ة وی ع وق ع ن النه وض الاجتم اع ي والاقت صاد ي وال سياس ي لتل ك المجتمعات أو امتلاآها لمقومات التقدم والحداث ة أو المجتم ع الم دني من جهة أخرى. ل ذلك ف ا ن الح دیث ع ن ص يغة المجتم ع الم دني وف ق ال نمط الليبرال ي وإمكاني ة تطبيق ه أو ت وفر مقومات ه م ن حي ث ال شكل والمضمون في بلادنا العربية أو بلدان العالم الثالث عموم ا فرض ية غير قابلة للتحقق في ظل أوضاعها الراهن ة لا نه ا تتخط ى الترآيب ة الاجتماعي ة الاقت صادیة التابع ة والم شوهة ف ي ه ذه البل دان أو أنه ا تتعاطى مع المفهوم المجرد للمجتمع الم دني ف ي الا ط ار ال سياسي الاجتم اعي ال ضيق للنخب ة الليبرالي ة م ن المثقف ين وبع ض الا نظم ة الحاآم ة بم ا لا ی ضر بم صالح ه ذه النخ ب أو حلفاي ه ا ف ي ال داخل والخارج. ویكفينا للتدليل عل ى ص حة م ا تق دم أن الا نظم ة الت سلطية ف ي العالم الثالث تبدو مكرهة اليوم في ظ ل س يادة ا لي ات العولم ة عل ى الا خ ذ ب بعض أش كال»ال نمط الليبرال ي ال دیمقراطي«أو الانف راج 21
السياسي بصورة متفاوتة وجزي ية ارتباط ا باحتياج ات أو ض رورات الانفتاح الاقتصادي وهيمنة القطاع الخاص الطفيلي -الكومبرادوري -البيروقراط ي م ن ناحي ة وبم ا یخ دم م صالح المرآ ز الرأس مال ي المع ولم ووآلاي ه عل ى الم ستوى الا قليم ي (باآ ستان-ترآي ا-آوری ا الجنوبية-إسراي يل.. الخ) من ناحية ثانية. المسا لة الا خرى في هذا السياق أننا یجب أن ندرك بصورة واض حة طبيع ة الف رق الج وهري ب ين ن شا ة»الرأس مالية«ف ي العالم الثال ث والرأس مالية ف ي البل دان الغربي ة. فف ي الغ رب بن ت الرأس مالية قوته ا الاقت صادیة أولا ث م اس تولت عل ى ال سلطة السياسية. أم ا ف ي دول الع الم الثال ث فالاس تيلاء عل ى ال سلطة ی تم أولا ث م یج ري الح دیث ع ن»بن اء الق وة الاقت صادیة«بم ا یع زز القاعدة المتبعة والمتداول ة ف ي الع الم الثال ث الت ي تق ول أن ال سلطة مصدر الثروة وبالت الي ف ا ن الفج وة ب ين الا ط ار ال ضيق لا ص حاب السلطة المستبدة التي تكاد تفقد وعيه ا ال وطني م ن جه ة والا ط ار الواس ع للجم اهير ال شعبية الفقي رة م ن جه ة أخ رى ظ اهرة قابل ة للتزای د والات ساع عب ر الت راآم المت صاعد للث روة -ذات الط ابع الطفيل ي عموم ا- ال ذي ی و دي آنتيج ة منطقي ة أو حتمي ة إل ى تزاید أعداد الجماهير الفقيرة المقموعة والمضطهدة تاریخي ا والتي س تتعرض إل ى مواجه ة أوض اع لا تحتم ل وبالت الي فا نه ا ت صبح مهي ا ة للا حب اط أو الي ا س أو للاقتن اع بالا س اليب الت ي ت دعو إل ى اس تخدام العن ف تح ت غط اء دین ي أو اجتم اعي- أآث ر بم ا لا 22
یق اس م ن قناعته ا بالمناف سة الانتخابي ة ال شكلية أو اله امش الدیمقراطي الليبرالي الضيق للخلاص من وضعها الياي س. ف ا ذا آ ان واقعن ا العرب ي عل ى ه ذه ال شاآلة م ن التخل ف والتبعي ة والخ ضوع ال ى جان ب التط ور الاجتم اعي الاقت صادي الم شوه والقه ر ال وطني والق ومي آي ف یمك ن له ذا الواق ع أن یتع اطى ب صورة جدلي ة م ع مف اهيم المجتم ع الم دني ب المعنى التاریخي والحدیث والمعاص ر خاص ة وأن ه ذا الواق ع»لا یمك ن في ه الح دیث ب ع د ع ن خارط ة طبقي ة م ستقرة لك ل بل د عرب ي عل ى (3) حدة وتاليا للوطن العربي أجمع «. س و ال لا أدع ي س هولة الا جاب ة عن ه فه ذه الا جاب ة س تظل مرهونة بعملية تطور الواقع الموضوعي (الطبقي) المعاص ر ف ي بل دان ال وطن العرب ي م ن جه ة وبنه وض الا ح زاب التغييری ة الدیمقراطية الثوریة والعقل الجمعي الطليعي في ه ذه البل دان م ن جهة ثانية. ذلك لا ن»المجتم ع الم دني«عل ى ال رغم م ن آون ه مفهوم ا نظری ا مج ردا ول يس ش يي ا ج اهزا إلا ان ه -أی ضا- مفهوم ا ول د وتبل ور م ع ولادة وتبل ور المجتمع ات البورجوازی ة والعلاق ات الرأس مالية وال صراع الطبق ي ف ي اواخ ر الت شكيلة الاقطاعي ة ف ي القرنين السابع عشر والثامن عشر. وبالتالي فهو -بالن سبة لن ا- أداة نظری ة لا یمك ن أن نلم سها آحقيق ة تجریبي ة متط ورة تاریخي ا أو 23 (3) د. محم ود عب د الف ضيل -الت شكيلات الاجتماعي ة الطبقي ة ف ي ال وطن العرب ي-مرآ ز دراسات الوحدة العربية- بيروت- 1988 ص- 108.
مطبقة آليا أو جزي يا - في الواقع العربي المعاصر ب الرغم م ن اجته ادات بع ض الا آ ادیميين والمثقف ين الع رب المخالف ة له ذا الاس تنتاج وأق صد بال ذات تل ك الاجته ادات الت ي ت رى ف ي المو س سات الارثي ة والعاي لي ة والع ادات والتقالي د ولج ان الزآ اة والا حزاب القدیمة جزء من هذا»المجتمع المدني«(*) تاریخيا! على أي حال فا ن الطابع المستحدث والملتبس- عند البعض- (*) 24 هن اك أآث ر م ن تعري ف ومفه وم للمجتم ع الم دني: يق ول د.عزم ي ب شارة»المجتم ع المدني هو نتاج الديمقراطية ول يس قاع دتها«ويق ول أي ضا»لا ش ك أن اللام ساواة الح ادة اجتماعي ا لا ت سمح بم شارآة سياس ية أو اجتماعي ة جاعل ة عوض ا ع ن ذل ك مجتمع ا م دنيا نخبويا أي مناق ضا لذات ه لا ن مدنيت ه لا تق وم عل ى المواطن ة وإنم ا عل ى الموق ع الطبق ي ول ذلك»ف ا ن مرحل ة ت شييد المجتم ع الم دني ف ي عالمن ا العرب ي الي وم تعن ي تحقي ق الديمقراطية إذ لا يجوز أن نقفز عن المراحل الضرورية مثل تحقيق الديمقراطي ة والعدال ة الاجتماعية م ن أج ل تحقي ق مفه وم معاص ر للمجتم ع الم دني«(م ساهمة ف ي نق د المجتم ع الم دني-م صدر س بق ذآ ره-ص 30 44 ) ويق ول د. محم د عاب د الج ابري»أن المجتم ع الم دني ه و المجتم ع ال ديمقراطي ال ذي تت وفر في ه حق وق الم واطن والتعددي ة واس تقلال القضاء«(مجلة المستقبل العربي-عدد 197 ص- 5 ) أما عبد القادر الزغل فالمجتمع الم دني عن ده ه و»مطل ب البرجوازي ة ف ي مرحل ة التح ول الكبي ر لا وروب ا ال ذي آان ت تدعم ه الا يديولوجية الليبرالية فهو مفهوم وقع في القرن الثامن عشر لمجابهة التراث الاس تبدادي للدولة الا وروبية«(المجتمع المدني ف ي ال وطن العرب ي-مرآ ز دراس ات الوح دة - بي روت - - 1992 ص 438 ).وف ي ه ذا ال سياق ف ا ن ن دوة»المجتم ع الم دني«الت ي نظمه ا مرآ ز دراسات الوحدة العربية بيروت- 1992 تبنت تعريفا للمجتمع المدني على أنه»يق صد ب ه المو س سات ال سياسية والاقت صادية والاجتماعي ة والثقافي ة الم ستقلة ع ن س لطة الدول ة لتحقيق أغراض متعددة آالمشارآة في صنع القرار ال سياسي عل ى الم ستوى ال وطني عب ر الا ح زاب ال سياسية والدفاع ع ن م صالح العم ل النق ابي والم ساهمة ف ي العم ل الاجتم اعي والتنمية الى جانب نشر الوعي الثقافي «ويطرح ط ارق الب شري ت صوراته ع ن الدول ة والمجتمع والديمقراطية مشيرا الى»فقدان التوازن بين الدولة وبين التكوينات الاجتماعي ة الفرعي ة (المجتم ع الا هل ي) وأن ه ذا الخل ل و ل د الاس تبداد (الحي اة 1997/7/17) وهن اك تعريف ات أخرى نتف ق م ع م ضمونها ب صورة عام ة»المجتم ع الم دني ه و المجتم ع ال ذي يقوم فيه النظام السياسي أو سلطة الدولة نتيجة اتفاق أفراد هذا المجتمع با رادتهم الح رة«أو هو»المجتمع الذي تقوم في ه دول ة المو س سات الديمقراطي ة ب المعنى الح ديث للمو س سة (برلمان-قضاء مستقل-أحزاب-نقابات وجمعيات الخ) أو هو»المجتمع الذي تت وفر في ه حقوق المواطن بمعنى توفر قيم المدينة ضد قيم التخلف«أو هو»المجتم ع الق ادر ب صورة ديمقراطي ة عل ى مواجه ة مظ اهر الخل ل والف ساد والتع سف م ن قب ل الدول ة«وآ ل ه ذه التعريفات تا تي في إطار المجتمع الرأسمالي وهي لا تلغ ي ص حة التعري ف المارآ سي ال ذي يرى المجتمع المدن ي مجتمع الصراع الطبقي في إطار الديمقراطية البرجوازية.
له ذا المفه وم رغ م ذی وع انت شاره یتطل ب إدراآ ا أولي ا لتط وره الت اریخي ولا بع اده ومقومات ه الفكری ة إل ى جان ب تطبيقات ه ف ي المجتمعات الا وروبية آمقدمة ت س هل الوص ول ب المعنى الن سبي إلى تحدید مكانة»المجتمع المدني«في بلادنا. وهذا یستدعي التعرض إلى محورین:- المحور الا ول: یتن اول ن شا ة مفه وم المجتم ع الم دني وتط وره في الفكر الحدیث والمعاصر للحضارة الرأسمالية الغربية. المحور الثاني: ویتناول الا زمة الاجتماعي ة ف ي بل دان ال وطن العرب ي وغي اب الا س س المادی ة لمفه وم المجتم ع الم دني وا ف اق المستقبل. أولا : نشا ة مفهوم المجتمع المدني وتطوره في الفكر الحديث والمعاصر للحضارة الرأسمالية الغربية في سياق انتقال مجتمع أوروبا من النمط الزراعي الا قط اعي محدود الا فق إلى النمط الجدید التج اري ال صناعي الرأس مالي با فاق ه المفتوحة وعبر صراع وتناقض نوعي متع دد الجوان ب الاقت صادیة والاجتماعية والفكریة والسياسية بدأت تراآماته الا ولى ف ي الق رنين الخامس ع شر وال سادس ع شر ف ي ه ذه المرحل ة الانتقالي ة تول دت المف اهيم والا فك ار والم دارس الفل سفية معلن ة بدای ة ع صر جدی د للبشریة عصر الحداثة عصر النه ضة والتن ویر ع صر الم واطنين الا حرار عصر المجتمع المدني والدیمقراطية. 25
26 لك ن ولادة ه ذه المف اهيم ل م تك ن عملي ة س هلة ف ي المك ان أو الزمان ولم تتم أو تظهر معالمها دفعة واحدة ولم تتخذ شكل القط ع منذ اللحظة الا ولى مع النظام أو الحامل الاجتماعي القدیم. إذ أن هذا الانقطاع لم یا خذ أبع اده ف ي الانف صام الت اریخي ب ين مف اهيم الع صر الا قطاعي الق دیم ومف اهيم ع صر النه ضة والتن ویر الجدی د إلا بع د أربعة قرون من التراآم والنفي شهدت صراعا مادی ا وفكری ا ه اي لا م ن جه ة وتح ولات ثوری ة ف ي الم دن والتج ارة والاقت صاد والاآت شافات العلمي ة م ن جه ة أخ رى. ه ذه التح ولات آان ت بمثاب ة التج سيد لفك ر النه ضة والا ص لاح ال دیني والتن ویر والدیمقراطي ة وسيادة القانون في إطار الحداثة وهي التي أرست ف ي الوق ت نف سه القواع د الا ساس ية الت ي اس تند إليه ا»المجتم ع الم دني«وارت بط به ا فيما بعد عبر علاقة جدلية متجددة أو قابلة للتجدد. وفي هذا السياق یق ول د.ص ادق العظ م»إن م ا یمي ز الع صر الا وروب ي الح دیث ه و ه ذا الاتح اد الع ضوي الفری د ال ذي ت م ب ين الم صالح الحيوی ة للطبق ات التجاری ة ال صاعدة وب ين الاآت شافات العلمية والاختراعات التقنية والميكانيكية الجدیدة لقد أض حى ل رأس المال مصلحة حيویة في العلم آما أص بح للتق دم العلم ي م صلحة لا تقل حيویة ف ي رأس الم ال وه ذه دینامي ة ح ضاریة جدی دة تمام ا ل م یعرفها الا نسان من قبل هذا المزیج الجدید برهن أنه طاقة متفج رة وهاي لة الى أبعد الحدود مدمرة وخلاقة في وق ت واح د ه ذه الطاق ة هي التي صنعت ما یسمى بالحداثة وش كلت الع الم الح دیث وق ضت على القدیم آان ش عارها: المعرف ة ق وة وآ ان للعل م دور حاس م ف ي
الا نتاج التدریجي للفل سفة الحدیث ة تمام ا آم ا آ ان حاس ما ف ي إنت اج ن وع جدی د م ن المعرف ة بالطبيع ة وظواهره ا وبالم ادة وبق وانين حرآته ا عب ر ع ن نف سه بمق ولات جدی دة. ف ا ذا رجعن ا أو حاولن ا مراجع ة أب رز المق ولات والت صورات الت ي س يطرت عل ى الخط اب الفلسفي وتفسيره للعالم قبل عصر النهضة أو قب ل المرحل ة الحدیث ة نج د أنه ا ت ضم الت الي: الماهي ة الج وهر الم ث ل الف يض الغای ة الوجود بالقوة الصورة الهيولي الفكرة المطلقة أو الصانع الا ول الت سيير التخيي ر الغي ب.. ال خ ف ا ذا انتقلن ا ال ى الفل سفة الحدیث ة وخطابها فماذا نجد نجد تراجعا بطيي ا ولك ن متزای دا ومو آ دا له ذه المق ولات والت صورات الغيبي ة جميع ا ل صالح ص عود ن وع مغ ایر منه ا أخ ذ یحت ل مواق ع ال سيطرة عل ى الخط اب الفل سفي الح دیث (خط اب ومق ولات ع صر النه ضة) م ثلا: المك ان الزم ان الج سم الم ادي ال ذرة الحرآ ة العل ة الفاعل ة ال صفات الا ولي ة ال صفات الثانوی ة ق وانين الحرآ ة الاس تقراء. وآ ل ه ذه المق ولات م ستمدة ومشتقة من العلم الحدیث وخطابه ونظریاته. باختصار لقد فرض ت الكوزمولوجي ا العلمي ة الجدی دة (المادی ة الميكانيكي ة تحدی دا ) عل ى الفلاسفة والفلسفة خطابا وتصورات ومق ولات علمي ة نقي ضه ونافي ة (4) للفكر الغيبي القدیم ومقولاته«. ومم ا لاش ك في ه -م ن جان ب ا خ ر- أن ولادة»المجتم ع المدني«لم تكن ممكنة ب دون نج اح الث ورات ال سياسية البورجوازی ة الت ي أنج زت آثي را م ن المهم ات الدیمقراطي ة ف ي ف ضاء التن ویر 27 (4) د.صادق جلال العظم - دفاع ا ع ن المادي ة والت اريخ- دار الفك ر الجدي د-بي روت- 1990 - ص 43.
28 والعقلاني ة والعل م والدیمقراطي ة. فق د آ ان نج اح ه ذه الث ورات أو التغيي ر العني ف ف ي هولن دا ف ي مطل ع الق رن ال سابع ع شر وف ي بریطاني ا م ن (1641-1688) ث م الث ورة الفرن سية (1789 1815) والث ورة الا لماني ة ف ي منت صف الق رن التاس ع ع شر بمثاب ة الا علان الحقيقي لميلاد عصر النهضة أو عصر الحداثة. ففي ه ذا الع صر انتقل ت أوروب ا الغربي ة م ن مجتم ع الطبيع ة المحك وم بنظری ة الح ق الا له ي إل ى المجتم ع الم دني مجتم ع الدیمقراطية والثورة العلمية الكبرى التي دشنت العلاقة ب ين الا ن سان والعالم من جهة وبين العقل والمنهج العلمي من جهة أخرى. ولكن ما المنطلقات والعوامل الري يسة التي دفع ت نح و ت شكل هذا العصر واستمراره إن معظ م الدراس ات الت ي تناول ت ه ذه المرحل ة التاریخي ة الا ول ى م ن ع صر النه ضة وم ا یطل ق عليه ا»المرحل ة الانتقالي ة«تتفق على أن العنصر الري يس لهذا العصر هو أولویة الفرد وحریته أو الفردی ة والا ق رار باهتمام ات الشخ صية الا ن سانية وحقوقه ا ومصالحها آموق ف نق يض للحك م المطل ق ال دیني وال سياسي ال ذي ألغ ى ه ذا الح ق وص ادره أآث ر م ن أل ف ع ام دون أن ن غف ل دور التج ارة وأثره ا ف ي تعزی ز النزع ة الفردی ة ف ي س ياق تط ور الطبق ة البورجوازی ة ال صاعدة ا ن ذاك والت ي وج دت ف ي التج ارة س ندها المعن وي بم ا ت ستدعيه م ن نظ ام ف ي المع ارف والا خ لاق والق وانين والا نظمة التي تحمي وتع زز س يادة الطبق ة الجدی دة ف البرجوازي الصانع أو التاجر- غایته الا ولى هي الربح في عالم وحيد ه و ع الم
الامتلاك والبضاعة والتنقل الحر في الزمان والمكان ولا حاجة به للراهب أو لسلطان الكنيسة والحكم المطلق. ب الطبع ل م یك ن ه ذا التح ول ممكن ا ب دون ت راآم المواق ف وال رؤى الفل سفية والفكری ة الرحب ة الت ي آ سرت الجم ود الفك ري اللاهوتي الا قطاعي الساي د وأدت إلى تهاوي استبداد الكني سة ف ي عقول الناس وإخفاق نفوذها الاقتصادي والسياسي ومه دت ل ولادة النظام الجدید- المجتمع المدني-. وم ن الج دیر بالتا م ل والمتابع ة أن ه ذه العملي ة م ن الت راآم والتح ول الن وعي تخللته ا أش كال متنوع ة م ن ال صراع الح اد ال ذي ن شب ط ویلا ب ين دع اة الجدی د الم دافعين ع ن س يادة العق ل والعل م والحریة والمدافعين عن القدیم أو النظام القاي م على السلطة المطلق ة في السياسة والمجتمع والمعتقدات الدینية والمعارف وبالتالي فا ن ما أتى به فلاسفة الفكر السياسي الحدیث ه و مواآب ة وإتم ام لم ا ق ام ب ه علم اء وفلاس فة ا خ رون ف ي مج الات الفل ك والطبيع ة والریاض يات ونظریة المعرفة. من هنا فا ن الحدیث عن نشا ة مفهوم المجتمع المدني وتط وره في الفكر الغربي آما یقول سعيد ب ن س عيد العل وي»یفت رض تحلي ل مجموع ة هاي ل ة م ن الن صوص الت ي آتبه ا ه وبس وج ون ل وك وروسو وآانط وهيجل ومارآس وانجلز ولينين وجرامشي إضافة إل ى م ا آتب ه أوغ ست آون ت وس ان س يمون وتوآفي ل وم اآس فيب ر وا دم س ميث وآن ز وروزا لوآ سمبرج آم ا یلزمن ا أن نتع رض 29
للمفه وم م ن حي ث ه و ت صور تجری دي لتط ور المجتم ع الغرب ي الحدیث بحيث یكون ميلاد المجتمع الصناعي تعبي را عن ه وت صویرا لما صاحبه وواآبه من صراعات وثورات سيكون التعبي ر عنه ا ه و تطور النظریة الليبرالية من جانب وميلاد المارآ سية وتطور ه ا م ن (5) جانب ا خر«. وب دون ذل ك التحلي ل ال ذي یق ع عل ى ع اتق الطليع ة الحزبي ة ال سياسية المثقف ة بالدرج ة الا ول ى ل ن ی تم التوص ل إل ى ص ياغة وترآيب الرؤیة النظری ة التحليلي ة المناس بة لواقعن ا العرب ي ال راهن وم ا تتطلب ه م ن ض رورة إع ادة النظ ر ف ي مختل ف الا بع اد الا یدیولوجي ة والثقافي ة وال سياسية والاقت صادیة والاجتماعي ة واستنباط جدلية العلاقة المطلوبة على الصعيد القط ري والق ومي لتفعيل الا طر النقيضه المنظمة والا ليات التغييریة لكي تق وم ب دورها في تجاوز المرحل ة الراهن ة ببرنامجه ا الق ومي التق دمي الق ادر عل ى صياغة المستقبل. من ناحية أخرى فا ن تحليل مفاهيم ع صر الحداث ة والمجتم ع الم دني س يقودنا إل ى استك شاف عم ق التب این ب ين مجتمعاتن ا وب ين المجتمع ات الا وروبي ة ل يس فق ط م ن حي ث التط ور الاجتم اعي الت اریخي وش كله ومحت واه ب ل م ن حي ث التط ور المعرف ي ال ذي تواصل في حرآة متجددة صعودا في الغرب في حين انه عاش في الشرق حالة انقطاع وجمود معرفي أو ضمن حلقة داي ریة منذ الق رن (5) 30 سعيد ب ن س عيد العل وي وا خ رون المجتم ع الم دني ف ي ال وطن العرب ي بي روت: مرآ ز دراسات الوحدة العربية 1992 ص 46.
الثالث عشر الميلادي إلى یومن ا ه ذا عب ر اس تمرار س يطرة النظ ام الق دیم وأدوات ه ورم وزه ال سياسية والاجتماعي ة ف ي ظ ل عوام ل داخلي ة وخارجي ة مترابط ة أغلق ت ال سبل ف ي وج ه آ ل مح اولات النه وض أو محطات ه ف ي الت اریخ العرب ي المعاص ر وذل ك عل ى النق يض مم ا ج رى ف ي س ياق التط ور الا وروب ي ال ذي تفاع ل عب ر الصراع الحاد مع أفكار التنویر والنه ضة وأدواتهم ا وأف سح المج ال لنمو الدور الراي د والهام للبورجوازیة الصاعدة وتعاظمها في مقابل تراجع سلطة النبلاء والكنيسة أو السلطة المطلقة. فقد ترافق صعود البرجوازیة في تلك المرحلة م ع ظه ور العصر الكلاس يكي لنظری ة المجتم ع الم دني أو ع صر النه ضة الذي تم ت في ه ص ياغة ه ذه النظری ة الت ي تبل ورت عب ر ح صيلة نوعية من أفكار التن ویر للعدی د م ن المفك رین والفلاس فة م ن آ ل أنحاء الق ارة الا وروبي ة وعل ى م دار أربع ة الق رون ال سابقة عل ى القرن التاسع عشر. وق د آ ان نيق ولا ميك افيللي ) 1469-1527 ( م ن أواي ل المنظ رین ال سياسيين أو المب شرین بالع صر الجدی د فق د ح اول ف ي مو لفاته البرهنة على أن البواعث المحرآة لنشاط البشر هي الا نانية والم صالح المادی ة. فالفردی ة والم صلحة عن ده هم ا أس اس الطبيع ة الا نسانية وقد وجدت البرجوازیة الصاعدة -ا نذاك- في هذه المف اهيم م لاذا وم دخلا لتطوره ا وص عودها. وف ي ه ذه المرحل ة ظه رت آتاب ات نيق ولا آ وبرنيكس (1473 1532 ( الت ي أس همت ف ي تحطيم الا یدیولوجية اللاهوتية ووضعت آما یقول»انجلز«الا سس 31
الا ولى لبدایة تاریخ تحرر العلوم الطبيعية من اللاهوت. هذه الا سس تبناه ا -فيم ا بع د- الفيل سوف والع الم الفلك ي»جوردان و برون و«(1548 1600) صاحب النظریة العلمية الت ي تق ول»لا نهاي ي ة المكان أو لا نهاي ية الطبيعة«وهو القاي ل ب ا ن»الكلم ة الا خي رة ف ي آ ل مج ال م ن مج الات المعرف ة تكم ن ف ي العق ل وح ده«. (وب سبب موقفه العقلاني هذا حكمت عليه الكنيسة بالموت حرقا ). آم ا آ ان للعلم اء الطبيعي ين ليون اردو دافين شي وج اليليو وغيرهم ا إس هامهم ف ي ه ذا الجان ب إذ أنه م ص اغوا النظ رة (*) الدیي ي ة Deism إل ى الطبيع ة الت ي أس همت إل ى جان ب النزع ة الا نسانية في تعزیز الفلسفة العقلاني ة والم نهج العلم ي وتطورهم ا آمنطلق ات أساس ية للبرجوازی ة الا وروبي ة ال صاعدة تمهي دا ل ولادة عصر النهضة. و بت ا ثير ه ذه الا فك ار الت ي أس همت ف ي تف سخ العلاق ات الاجتماعية الاقتصادیة في النظ ام الا قط اعي الا وروب ي تراج ع ال دور ال سياسي ال ذي لعب ه ال دین ف ي المجتم ع وتراجع ت مع ه الهيمن ة الثقافي ة الفكری ة اللاهوتي ة لح ساب تن امي الظ روف الموض وعية والعوام ل الذاتي ة الت ي أدت إل ى انت شار العلاق ات الرأس مالية وتف شيها ف ي م سامات المجتم ع الا قط اعي. وق د اتخ ذت ه ذه العملي ة م سارا ت دریجيا ف ي منطلقاته ا وأه دافها الفكری ة والفل سفية العام ة فب دأت خطواته ا الا ول ى تح ت غط اء النزع ة (*) 32 الديي ية أو الربوبية هي الاعتقاد بوج ود ال ه آ سبب أول ي لا شخ صي للع الم والع الم م ن وجه ة نظ ر ه ذه الفل سفة محك وم أو مت روك لفع ل قوانين ه الخاص ة بع د أن خل ق م ن أنصارها فولتير وروسو في فرنسا وجون لوك ونيوتن في إنجلترا
الدیني ة الا ص لاحية الت ي تزعمه ا م ارتن ل وثر (1483 1546) ال ذي أعل ن مطالبت ه بالا ص لاح إل ى جان ب ان ه أنك ر دور الكني سة ورجال ال دین ف ي الوس اطة ب ين الا ن سان واالله. وآ ان له ذا الموق ف (**) دور هام في فتح ا فاق القطيعة بين الدین والدولة وتعميق تط ور مف اهيم المجتم ع الم دني والمث ل ال سياسية البورجوازی ة والدول ة الدیمقراطية. وم ع تواص ل الح راك والتن اقض وال صراع الاجتم اعي والفكري بوت اي ر متفاوت ة ف ي ت سارعها ب ين الق دیم والجدی د ظه رت أفك ار الفيل سوف الا نجلي زي فرن سيس بيك ون (1626-1561) الت ي تدعو إلى إقامة منهج علمي جدید یرتكز عل ى الفه م الم ادي للطبيع ة وظواهره ا آم ا ت دعو إل ى»النزع ة ال شكية فيم ا یتعل ق بك ل عل م سابق آخطوة أولى نحو الا صلاح وتطهير العقل من الا وهام: أوه ام (6) القبيلة وأوهام الكهف وأوهام السوق وأوهام المسرح«. لق د آ ان فرن سيس بيك ون آم ا یق ول ول دیوران ت-»أعظ م عق ل ف ي الع صور الحدیث ة ق ام بق رع الج رس ال ذي جم ع العق ل (7) والذآاء وأعلن أن أوروبا قد أقبلت على عصر جدید«. ویب دو أن الفيل سوف الفرن سي دیك ارت (1650-1596) آ ان متا ثرا إلى ح د بعي د با فك ار بيك ون فق د ارتك ز الم ذهب العقلان ي عن د دیك ارت عل ى مب دأ ال شك المنهج ي أو ال شك العقل ي ال ذي یرم ي إل ى 33 (**) بسبب التبعية والتخلف في إطار الهيمنة الاستعمارية والا مبريالية ل م ي تمكن المجتم ع العربي حتى اللحظة ونحن في بداي ة الق رن الح ادي والع شرين م ن تثبي ت مفه وم وقواع د فصل الدين عن الدولة آخطوة أولية وشرط أساسي لدخول المجتمع المدني. (6) الموسوعة الفلسفية بيروت: دار الطليعة 1981 ص 99 وص 164. (7) ول ديورانت قصة الفلسفة بيروت مكتبة المعارف 1985 ص 135.
34 تحریر العقل من المسبقات وساي ر ال سلطات المرجعي ة وآ ذلك الا م ر بالن سبة لتوم اس ه وبز (1679-1588) ال ذي رف ض ف ي مذهب ه ف ي الق انون والدول ة نظری ات الا ص ل الا له ي للمجتم ع واس تنتج أو استخلص أن آل سلطة مدنية یجب أن تكون انعكاس ا لا ص ل مجتمع ي دنيوي وقد حورب بسبب موقفه هذا الرافض لاشتقاق السلطة المطلقة من الحق الا لهي إذ أن الوجود الممكن الوحيد للمجتمع عند هوبز هو (8) المجتمع المدني المجتمع السياسي المنظم ف ي دول ة. فالن سبة له وبز»فا ن آل نشاط هو نوع من أنواع الحرآة وبم ا أن الفك ر ن شاط ف لا بد من الاستنتاج با ن الفكر حرآة والحرآة بطبيعة الح ال ه ي حرآ ة جسم مادي ليس إلا وهذا ما دفعه الى تا آيد الطبيعة الدنيویة والبشریة لل سلطة ال سياسية راف ضا ب صورة حاس مة الم صدر الا له ي له ذه (9) السلطة«. وف ي س ياق تط ور ه ذا المفه وم نتوق ف قل يلا عن د ج ون ل وك (1704-1632) ال ذي آ ان مباش را وص ریحا ف ي رف ضه لمف اهيم (8) المجتمع الا قطاعي ولذلك فقد آانت رؤیته مغ ایرة لك ل م ن س بقوه حينم ا أعل ن أن الحال ة الطبيعي ة للب شر تتا آ د عن د س يطرة الحری ة والم ساواة آمف اهيم أساس ية تحك م المجتم ع لق د تمي ز ج ون ل وك بوضوحه فيما انتهى إليه فالتعاق د الاجتم اعي عن ده»غای ة معلوم ة (*) لا تكون م ع العبودی ة والخ ضوع فهم ا نف ي لتل ك الغای ة وإق صاء د.عزمي بشارة مساهمة ف ي نق د المجتم ع الم دني رام االله: م واطن 1996 ص ص 67.69 (9) د.صادق جلال العظم - مصدر سبق ذآره - ص 48. (*) ط وال الت اريخ الق ديم والح ديث والمعاص ر ل م يع رف المجتم ع العرب ي عموم ا س وى ص يغة العبودي ة والخ ضوع والحك م الف ردي الا ت وقراطي أو الف ردي البيروقراط ي الم ستبد
له ا ف الغرض الا ساس ي م ن التعاق د الاجتم اعي ه و المحافظ ة عل ى الا رواح والملكية الخاصة وإلغاء النظام الملك ي المطل ق (أو الفردی ة الاتوقراطية) الت ي لا تتف ق م ع طبيع ة المجتم ع الم دني ال ذي ینطل ق (10) في الا ساس من مبدأ الا رادة الحرة«. وفي سياق تطور عملية إنت اج المعرف ة ف ي أوروب ا یتواص ل تطور مفهوم المجتمع المدني مع شارل مونتسكيو (1755-1689) أح د أعم دة التن ویر الفرن سي فف ي آتاب ه»روح الق وانين«یتف ق مونتسكيو مع مضمون المبادئ الت ي ص اغها س لفه الا نجلي زي ج ون لوك لكنه یتميز بتا آيده على أن الضمانة الا ساسية للحریة تكمن في المو سسات الدستوریة الكفيلة وحدها بالح د م ن الع سف وآبح ه إل ى جان ب رف ضه للحك م المطل ق ال ذي اعتب ره ش كلا مناق ضا للطبيع ة الا ن سانية ومناق ضا للحق وق الشخ صية وح صانتها وأمنه ا فف ي»مجال العقوبات یضع مونتسكيو حدا فاصلا بين الفع ل وب ين نم ط التفكير فالعقاب یستحق فق ط عل ى الا فع ال الت ي یقترفه ا الا ن سان لا على أفكاره أو ا راي ه إذ أن عق اب الا ن سان عل ى أفك اره ه و امته ان (9) فاضح للحریة«. ولكن رغم إیمان»مونتسكيو«بسيادة الق انون وحری ة الفك ر إلا أن»جمهوریته لا تتجلى في حكم الشعب آله بل في ممثلي ه م ن النخب ة الا رس تقراطية فه و یخ شى حك م ال شعب باعتب اره اس تبداد بعي دا ب صورة آلي ة ع ن مفه وم أو فك رة التعاق د الاجتم اعي أو أي ش كل م ن أش كال المو سسات الدستورية الديمقراطية. (10) سعيد العلوي المجتمع المدني في الوطن العربي مصدر سبق ذآره- ص 41. 35
الرعاع وهو أس وأ أن واع الاس تبداد فالجمهوری ة ه ي حك م الرج ال (11) الا حرار وليست حكم العبيد ولا أخلاق العبيد«. وإذا آ ان لا فك ار مونت سكيو وم ن بع ده ف ولتير وآون دیاك دور هام في وض ع أس س المجتم ع الم دني البرج وازي الجدی د ف ا ن ج ان ج اك روس و( 1778-1712 ) ل م یتمي ز با همي ة أفك اره الفل سفية النظری ة فح سب ب ل ف ي تل ك الا فك ار الاجتماعي ة وال سياسية والا خلاقية والتربوی ة الت ي طرحه ا وآ ان»أآث ر وض وحا م ن آ ل المنورین الفرنسيين في عهده فقد وقف مع وجهة نظ ر البرجوازی ة الصغيرة الرادیكالية والفلاح ين والح رفيين وه ي وجه ة نظ ر أآث ر دیمقراطي ة م ن معاص ریه فف ي آتاب ه»العق د الاجتم اعي«یح اول»روس و«البرهن ة عل ى أن الوس يلة الوحي دة لت صحيح التف اوت الاجتماعي هي في ضمان الحریة والمساواة المطلق ة أم ام الق انون وه ذه الفك رة لقي ت ترحيب ا فيم ا بع د عن د رج ال الث ورة الفرن سية لا (12) س يما اليعاقب ة«آم ا ط رح ف ي»عق ده الاجتم اعي«نظ ام الجمهوریة البورج وازي ال ذي أآ د في ه أن الحي اة ال سياسية یج ب أن تقوم على سيادة الشعب المطلقة ورفض تقسيم السلطة إلى تشریعية وتنفيذیة واقترح بدلا منها الاستفتاء الشعبي العام في جمي ع الا م ور السياسية الهامة ان ه ب ذلك آم ا یق ول د. عزم ي ب شارة»یو س س سلطة مطلقة هي سلطة الشعب ولكن الشعب یبقى آيانا مج ردا إذا لم تتوفر الدیمقراطية آشكل لسلطته أي آيانا معنویا لا توجد وساي ل (11) (12) 36 د.عزمي بشارة مساهمة في نقد المجتمع المدني مصدر سبق ذآره ص 89. موجز تاريخ الفلسفة موسكو دار الفكر الطبعة الثالثة 1979 ص 310/305.
لترجم ة وممارس ة قوت ه ویف رد المج ال لم ن ش اء م ن ال دآتاتوریين (13) الشعبویين للتكلم باسمه«. إن م ا ثرة روس و الخال دة أن ه أآ د عل ى ش رط ال تلازم ب ين الن سبي وب ين الحری ة والم ساواة ف لا»مك ان ف ي عق ده الاجتم اعي لمواطن غني إلى درجة تمكنه أن ی شتري الا خ ر وفقي ر إل ى درج ة یضطر فيه ا إل ى بي ع نف سه لق د أدخ ل روس و عن صر الم ساواة إل ى (14) المجتمع المدني وبذلك جعل العدالة الاجتماعية ش رط الحری ة«. إن روسو بذلك یعبر عن قناعته -وه ي قناع ة موض وعية ص حيحة- ب ا ن أص ل التناق ضات ف ي الح ضارة الب شریة یكم ن ف ي التف اوت الاجتماعي»ال ذي یرج ع ب دوره إل ى التف اوت ف ي الملكي ة ملكي ة الا رض وأدوات العم ل. إن المو س س الحقيق ي للمجتم ع الم دني المعاصر عند روس و ه و ذل ك الرج ل ال ذي وق ف للم رة الا ول ى لي سيج قطع ة م ن الا رض وی صيح:»ه ذا ل ي«ووج د أن اس (15) بسطاء بما فيه الكفایة ليصدقوا ذلك«. لق د اس تحق روس و بح ق لق ب»رج ل ال دیالكتيك ف ي فل سفة التنویر الفرنسي«الذي أطلقه انجلز عليه. وبقي ام الث ورة البرجوازی ة الفرن سية ل م یع د ثم ة من اص م ن تحط يم العلاق ات الاقت صادیة الاجتماعي ة الا قطاعي ة لح ساب التطور الرأسمالي ال صاعد داخ ل إط ار المجتم ع الم دني الجدی د ف ي 37 (13) (14) (15) د.عزمي بشارة مساهمة في نقد المجتمع المدني مصدر سبق ذآره ص 99. المصدر نفسه ص 102. موجز تاريخ الفلسفة مصدر سبق ذآره ص 309.
ص - بقي ة البل دان الا وروبي ة وخ صوصا ألماني ا الت ي آ ان التط ور الرأسمالي فيها أبط ا مم ا آ ان علي ه ف ي إنجلت را وفرن سا ف ي مقاب ل التطور المعرفي للفل سفة الا لماني ة الت ي آان ت أآث ر تق دما ووض وحا وشمولية عن مثيلها ف ي البل دان الا وروبي ة المج اورة. م ن هن ا ج اء وص ف م ارآس لفل سفة عمانوی ل آان ت (1724 1804) راي د الفل سفة الكلاس يكية الا لماني ة»با نه ا النظری ة الا لماني ة للث ورة البورجوازی ة الفرن سية فك انط ال ذي ع ایش تط ور الرأس مالية ف ي المجتمعات الا وروبية هو أول من تنبه إلى خطا مقولات ا دم سميث (1790-1723) ح ول الطبيع ة الاقت صادیة والتجاری ة للمجتم ع الم دني الت ي تناوله ا ف ي آتاب ه ال شهير»ث روة الا م م«ع ام 1766 حي ث»أآ د عل ى مفه ومين: الا م ة ب دل الدول ة والغن ى (أو الث روة) ب دل ال سياسة بم ا یعن ي أن المجتم ع الم دني ه و مجتم ع للمب ادلات التجاریة فالعمليات الا نتاجية والمبادلات التجاریة تتمخض من تلقاء نف سها وب صورة تدریجي ة ع ن حكوم ة نظامي ة ت ضمن للا ف راد ح ریتهم وأم نهم وم صالحهم م ن دون ت دخل الدول ة وقوانينه ا ف ي المجال الداخلي ویقتصر دورها على المجال الخ ارجي لت ا مين أم ن الح دود ف ضلا ع ن القي ام بالم شاریع الكب رى الت ي تعج ز عنه ا المبادرة الخاصة. وهكذا یكون ا دم سميث هو أول من دش ن القطيع ة ب ين الدول ة (16) والمجتمع المدني«أو الليبرالية ممهد ا -مع غيره م ن المفك رین والفلاسفة- الطریق للفلسفة الا لمانية ودورها الراي د وخصوصا تل ك.17 (16) 38 جورج طرابيشي-جريدة الحياة- 2000/9/10
الفل سفة الت ي تناول ت الطریق ة الدیالكتيكي ة والمنط ق ال دیالكتيكي (17) وصاغت القوانين التي تحكم عملية التطور«وهي ما ثرة ت سجل للفيلسوف الا لماني هيجل (1831-1770) الذي آ ان أول م ن نظ ر إل ى الع الم الطبيع ي والت اریخي والروح ي بوص فه عملي ة أي ف ي حرآة داي مة في تغير وتطور مستمرین وهو أول من ص اغ ب شكل م نظم النظ رة الدیالكتيكي ة إل ى الع الم وم ا یواف ق ذل ك م ن م نهج دی الكتيكي ف ي البح ث. لق د ص اغ هيج ل ال دیالكتيك باعتب اره علم ا فلسفيا یعمم الت اریخ لكام ل المعرف ة وآ ذلك الق وانين الا آث ر ش مولا لتط ور الواق ع الموض وعي ونق صد به ا ق وانين الت رابط والتن اقض ونفي النف ي ذل ك ه و المب دأ ال دیالكتيكي الهيغل ي ف ي وح دة الج وهر والمظهر إلا أن هذه الوحدة لا تستمر في الحرآ ة ال ى م ا لا نهای ة فه ي تتوق ف -آم ا ی رى هيج ل- عن د الدول ة الا لماني ة أو عن د مفه وم نهایة التاریخ وهو ما تصدى له مارآس فيما بعد. ولكن ما ثرة هيجل تكمن في رؤیت ه الت ي تق وم عل ى أن تط ور التاریخ هو انعكاس لتطور الحریة العقلية المدرآة با ن»الا شياء ف ي ذاتها«ليست مستعصية على المعرفة فليس في طبيعة الا شياء (ف ي الطبيعة أو المجتمع) أیة عواي ق أو حدود تق ف أم ام عملي ة المعرف ة هن ا تتجل ى بوض وح دلالات فل سفة هيج ل الت ي لا تنف صل ع ن المضمون ال داخلي لعملي ة التط ور الاجتم اعي وتناق ضاته وه ذا م ا أدرآه هيجل في نظریته عن المجتمع المدني التي حاول من خلالها تخفي ف ال صراعات الاجتماعي ة عب ر رؤی ة تق وم عل ى الت وازن ب ين 39 (17) المصدر نفسه ص 377.
40 الملكي ة الخاص ة والا ناني ة الفردی ة م ن جه ة وإش كالية الا فق ار والاغت راب م ن جه ة أخ رى وآم ا یق ول د.عزم ي ب شارة»هن اك محاول ة م ستمرة عن د هيج ل- لح ل م شكلة الا فق ار والاغت راب الناجمة عن مبدأ الا نانية الفردیة والملكية الخاص ة الت ي یق وم عليه ا المجتم ع الم دني م ن دون التن ازل ع ن الف رد وحریت ه وحق ه ف ي التعاقد ومن أجل ذلك ینطلق هيجل من الخط وة الا ول ى ف ي تا س يس المجتمع المدني وهي العمل م ن أج ل س د الحاج ات الب شریة ض من نظ ام الملكي ة الخاص ة الت ي لا تعن ي ش يي ا م ن دون الاعت راف الاجتماعي بها فالتبادل ب ين الب شر ف ي علاق ات ال سوق لا یمك ن أن یتم من دون القانون ومن دون عملية تنظيم أو إدارة العدالة فالسوق وح دها لا تن تج قانون ا وعدال ة م ن هن ا تن شا الحاج ة إل ى ال سلطة السلطة العام ة (Public Authority) (س لطة المجتم ع الم دني) ولك ن هيجل یع ود إل ى الق ول ب ا ن للملكي ة الخاص ة الفردی ة ح دودها عل ى ال رغم م ن تا آي ده عل ى أن ه ذه الملكي ة ه ي أس اس المجتم ع (18) المدني«. (18) إن تا آيد هيجل على أن للملكي ة الخاص ة الفردی ة ح دودها أو قيودها ی رتبط بمفهوم ه للحری ة الذاتي ة الت ي تتحق ق فق ط ف ي نظ ام اجتماعي یت يح للف رد ح دا معين ا ومقب ولا م ن مقوم ات الحي اة بك ل جوانبه ا داخ ل المجتم ع فف ي ظ روف الفق ر والب و س والحرم ان الاجتماعي لا یمكن أن تت وفر عوام ل التط ور الاجتم اعي والثق افي للفرد وبالتالي لا جدوى من الحدیث ع ن الحری ة إذ أنه ا ت صبح عزمي بشارة مساهمة في نقد المجتمع المدني م صدر س بق ذآ ره ص ص 113 114 -.116
د- في حال وجودها- بلا أیة قيمة أو معن ى. فف ي غي اب حری ة الف رد في ظروف القهر الاجتماعي أو الطبقي- تنتفي أهم مي زات المجتم ع الم دني وه ي تط ور ال وعي ال سياسي ب ل وینتف ي وج ود المجتم ع المدني آواقع ملموس قاي م بذاته آم ا نلاح ظ ف ي مجتمعاتن ا العربي ة في ظروفنا الراهنة. وفي مواجهة المنطلق ات الفكری ة للفيل سوف الا لم اني»هيج ل«عموما ونظام الملكية الخاصة وعلاقات ال سوق ومب دأ الحری ة الذاتي ة خصوصا قدم مارآس (1883-1818) تعريفه للمجتمع المدني على أن ه»حلب ة التن افس الواس عة للم صالح الاقت صادية البرجوازي ة فالمجتمع المدني عنده هو المجتمع البرج وازي ان ه ف ضاء ال صراع الطبقي وهو بالتالي الجذر ال ذي تمخ ضت عن ه الدول ة ومو س ساتها (19) المختلفة«إذ أن الدولة (الرأسمالية) -لدى م ارآس-»لي ست ب ا ي حال من الا حوال قوة مفروضة على المجتمع من خارجه وليست هي واقع الفكرة الا خلاقية آما یق ول»هيج ل«لكنه ا نت اج المجتم ع نف سه عند درج ة معين ة م ن تط وره اقت ضت ف ي النهای ة وآم ا یق ول انجل ز»ظهور قوة تقف ظاهریا فوق المجتمع«وبالتالي فا ن وجود الدولة - ف ي المجتم ع البرج وازي- یعن ي وج ود مجتم ع م دني آم ا أن وج ود المجتم ع الم دني ه و ال ذي أف رز الدول ة ذات ال سلطة العام ة والق وة المسيطرة الخاض عة للنظ ام والق انون وه و أم ر ل م ی سبق وج وده ف ي التنظيم العشاي ري أو التشكيلات الاقتصادیة الاجتماعي ة القدیم ة وق د أش ار انجل ز ال ى ال دور ال ذي امتلكت ه الدول ة البرجوازی ة بقول ه «نإ 18 (19) سلوى السيد-مجلة الطليعة-العدد 40 مشق-ا ذار 2001 ص- 41
أصغر شرطي ف ي الدول ة المتمدن ة یمل ك س لطانا یف وق س لطان جمي ع هيي ات المجتمع العشاي ري«وهذا یقودنا الى استنتاج أن مقولة المجتمع الم دني لا ت ستخدم إلا ف ي ظ ل الملكي ة الخاص ة أو المجتمع ات الت ي (20) تعتمد هذه الملكية«. (*) لق د ت صدى م ارآس لم ن ظ ري الا ص لاح الاجتم اعي ف ي ع صره»ال ذین نظ روا ال ى الجم اهير الا وروبي ة الباي سة والمعدم ة بصفتها موضوع الا صلاح والتغيير الذي سيتم لم صلحتها ولكن ه ل ن ی ا تي أو ی تم عل ى ی دها أو بفعله ا إن ه ذه الجم اهير موض وع الا ص لاح والم ستفيد من ه ولكنه ا لي ست ال ذات ال صانعة للث ورة أو التغيي ر لق د رف ض م ارآس ه ذه ال صيغة الفوقي ة وتجاوزه ا ج دليا الى ما ه و أرق ى أي ال ى تا آي ده المع روف ب ا ن المهم ة الا ص لاحية والثوری ة إیاه ا غي ر قابل ة للا نج از إلا عل ى ی د أص حابها ال ذین سيحولون أنف سهم ووع يهم ومج تمعهم (الم دني) م ن خ لال ال صراع (21) الطبقي«. إن وضوح هذه الرؤیة»استند في الواقع الى المفاهيم العلمي ة الاس تراتيجية الجدی دة الت ي أش اد عليه ا م ارآس المادی ة التاریخي ة (22) ومن أهمها«: 1-»مفهوم البني ة الفوقي ة ال ذي تط ور عن د م ارآس وتبل ور (20) 42 سلوى السيد-المصدر السابق-ص 20. (*) يقابلهم في بلادنا دعاة اللبرالية وحقوق الا نسان في إطار المنظمات غير الحكومية. (21) د.ص ادق ج لال العظ م-دفاع ا ع ن المادي ة والت اريخ-دار الفك ر الجدي د-بي روت- 1990 - ص 131. (22) المصدر السابق -ص 134/133.